موسوعة التفسير

سورةُ الجِنِّ
الآيات (25-28)

ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ

غريب الكلمات:

أَمَدًا: أي: غايةً وبُعدًا، والأمَدُ: مُدَّةٌ لها حَدٌّ مجهولٌ إذا أُطلِقَ [254] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 492)، ((تفسير ابن جرير)) (5/322)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/137)، ((المفردات)) للراغب (ص: 88)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 145). .
رَصَدًا: أي: حَرَسًا وحَفَظةً مِنَ الملائكةِ، وأصلُ (رصد): يدُلُّ على تهيُّؤٍ لرِقْبةِ شَيءٍ [255] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (23/352)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/400)، ((تفسير القرطبي)) (19/30). .

المعنى الإجمالي:

يقولُ تعالى: قُلْ -يا محمَّدُ- للمُشرِكين: لا أدري أقَريبٌ الوَقتُ الَّذي وعَدَكم اللهُ بوُقوعِ العَذابِ فيه، أم يَجعَلُه ربِّي بعْدَ أَمَدٍ بَعيدٍ؟ هو وَحْدَه عالِمُ ما غاب عن خَلْقِه، فلا يُطلِعُ على غَيبِه أحدًا مِن خَلْقِه إلَّا مَنِ ارتضاه مِن رُسُلِه؛ فإنَّ اللهَ يُرسِلُ مِن أمامِ الرَّسولِ -الَّذي يُطلِعُه على بَعضِ الغَيبِ- ومِن خَلْفِه حَرَسًا مِن الملائكةِ يَحفَظونَه مِنَ الشَّياطينِ؛ لِيَعلَمَ سُبحانَه -عِلمَ وُجودٍ وظُهورٍ- أنَّ الرُّسُلَ قد تمَكَّنوا مِن تبليغِ رِسالاتِه كما هي، وأحاط عِلْمُ اللهِ تعالى بما عندَ الرُّسُلِ، وعَلِمَ تعالى عدَدَ كُلِّ شيءٍ وأحصاه.

تفسير الآيات:

قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها:
كان المُشرِكون يُكثِرونَ أنْ يَسأَلوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَتَى هَذَا الْوَعْدُ [النمل: 71] ، وعن السَّاعةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا [الأعراف: 187] ، وتكرَّرتْ نِسبةُ ذلك إليهم في القُرآنِ، فلمَّا قال اللهُ تعالَى: حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا [الجن: 24] الآيةَ، عُلِمَ أنَّهم سيُعِيدون ما اعْتادوا قولَه مِن السُّؤالِ عن وقْتِ حُلولِ الوعيدِ، فأمَرَ اللهُ تعالى رسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُعِيدَ عليهم ما سَبَقَ مِن جَوابِه [256] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (29/246). .
قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25).
أي: قُلْ -يا محمَّدُ- للمُشرِكينَ: لا أدري أقَريبٌ الوَقتُ الَّذي وعَدَكم اللهُ بوُقوعِ العَذابِ فيه، أمْ يَجعَلُه ربِّي بعدَ مُدَّةٍ طويلةٍ؟ فذلك غَيبٌ يَعلَمُه اللهُ تعالى ولا أعلَمُه [257] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (23/351)، ((الوسيط)) للواحدي (4/369)، ((تفسير القرطبي)) (19/27)، ((تفسير ابن كثير)) (8/246)، ((تفسير السعدي)) (ص: 891). قال القرطبي: (قولُه تعالى: قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ يعني: قيامَ السَّاعةِ. وقيل: عذابُ الدُّنيا). ((تفسير القرطبي)) (19/27). .
كما قال تعالى: وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ [الأنبياء: 109] .
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26).
أي: هو وَحْدَه عالِمُ ما غاب عن خَلْقِه، فلا يُطلِعُ على عِلمِ الغَيبِ الَّذي اختَصَّ به أحدًا مِن خَلْقِه [258] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (23/351)، ((الوسيط)) للواحدي (4/369)، ((تفسير القرطبي)) (19/27)، ((تفسير السعدي)) (ص: 891)، ((تفسير ابن عاشور)) (29/247). قال ابنُ عاشور: (عَالِمُ الْغَيْبِ: خبرُ مُبتدَأٍ مَحذوفٍ، أي: هو عالِمُ الغَيبِ، والضَّميرُ المحذوفُ عائدٌ إلى قَولِه رَبِّي). ((تفسير ابن عاشور)) (29/247). ويُنظر: ((تفسير ابن عطية)) (5/385). .
كما قال الله تبارك وتعالى: قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ [الأنعام: 50] .
وقال سُبحانَه: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [الأنعام: 59] .
وقال الله عزَّ وجلَّ: وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ [هود: 123] .
وقال جلَّ جلالُه: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل: 65] .
وعن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مَفاتيحُ الغَيبِ خَمْسٌ لا يَعلَمُها إلَّا اللهُ: لا يَعلَمُ ما تَغيضُ الأرحامُ إلَّا اللهُ، ولا يَعلَمُ ما في غدٍ إلَّا اللهُ، ولا يَعلَمُ متى يأتي المطَرُ أحَدٌ إلَّا اللهُ، ولا تَدري نَفْسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ إلَّا اللهُ، ولا يَعلَمُ متى تقومُ السَّاعةُ إلَّا اللهُ)) [259] رواه البخاري (7379). .
إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27).
إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ.
أي: لا يُظهرُ اللهُ على الغَيبِ أحَدًا إلَّا مَنِ ارتضاه مِن رُسُلِه؛ فإنَّ اللهَ تعالى يُطلِعُه على ما شاء منه [260] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (23/351)، ((تفسير السعدي)) (ص: 892)، ((تفسير ابن عاشور)) (29/248، 249). قال ابن كثير: (هذا يعُمُّ الرَّسولَ المَلَكِيَّ والبَشَريَّ). ((تفسير ابن كثير)) (8/247). .
فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا.
أي: فإنَّ اللهَ يُرسِلُ مِن أمامِ الرَّسولِ الَّذي يُطلِعُه على بَعضِ الغَيبِ ومِن خَلْفِه حَرَسًا مِن الملائكةِ يَحفَظونَه مِنَ الشَّياطينِ، فلا يَستطيعونَ تخليطَ الوَحيِ عليه، أو استِراقَ شَيءٍ منه [261] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (23/352)، ((تفسير القرطبي)) (19/29)، ((النبوات)) لابن تيمية (2/878)، ((تفسير ابن كثير)) (8/247)، ((تفسير ابن عاشور)) (29/249). قال ابن قُتَيْبةَ: (أي: يجعَلُ بيْنَ يَدَيه وخَلْفَه رَصَدًا مِن الملائكةِ، يَحُوطونَ الوَحيَ مِن أن تَستَرِقَه الشَّياطينُ، فتُلْقِيَه إلى الكَهَنةِ، حتَّى تُخبِرَ به الكَهَنةُ إخبارَ الأنبياءِ، فلا يكونُ بيْنَهم وبيْنَ الأنبياءِ فَرْقٌ، ولا يكونُ للأنبياءِ دَلالةٌ). ((تأويل مشكل القرآن)) (ص: 244). .
لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28).
لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ.
القِراءاتُ ذاتُ الأثَرِ في التَّفسيرِ:
1- قراءة: لِيُعْلَمَ بضَمِّ الياءِ مبنيًّا للمفعولِ، ونائِبُ الفاعِلِ محذوفٌ يُفهَمُ مِنَ السِّياقِ، والتَّقديرُ: ليُعلَمَ النَّاسُ -أي: المُرسَلُ إليهم- أنَّ الرُّسُلَ قد أبلغوا رسالاتِ رَبِّهم. وقيل: هي بمعنى القراءةِ الأخرى: أي: ليَعلَمَ اللهُ أنَّ الرُّسُلَ قد أبلغوا رسالاتِ رَبِّهم [262] قرأ بها رُوَيسٌ عن يعقوبَ. يُنظر: ((النشر)) لابن الجزري (2/392). ويُنظر لمعنى هذه القراءةِ: ((تفسير البغوي)) (5/164)، ((تفسير العليمي)) (7/190، 191)، ((تفسير ابن عاشور)) (29/251). .
2- قِراءةُ: لِيَعْلَمَ بفتحِ الياءِ، أي: ليَعلَمَ اللهُ -عِلْمَ ظُهورٍ- أنَّ الرُّسُلَ قد أبلغوا رسالاتِ رَبِّهم. وقيل: لِيَعلَمَ الرَّسولُ أنَّ الرُّسُلَ قَبْلَه قد أبلغوا رسالاتِ ربِّهم. وقيل: لِيَعلَمَ الرَّسولُ أنَّ الملائكةَ قد أبلَغوا رِسالاتِ ربِّهم. وقيل غيرُ ذلك [263] قرأ بها الباقون. يُنظر: ((النشر)) لابن الجزري (2/392). ويُنظر لمعنى هذه القراءةِ: ((تأويل مشكل القرآن)) لابن قتيبة (ص: 244، 245)، ((تفسير ابن جرير)) (23/354-356)، ((معاني القرآن وإعرابه)) للزجاج (5/238)، ((تفسير البغوي)) (5/164). .
لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ.
أي: حَفِظَ اللهُ رسُلَه بملائكتِه؛ لِيَعلَمَ -عِلمَ وُجودٍ وظُهورٍ- أنَّ الرُّسُلَ قد تمكَّنوا مِن تبليغِ رسالاتِه كما هي، دونَ أن يُخالِطَها ما يُلبِّسُ عليها أو يُبدِّلُها [264] يُنظر: ((تأويل مشكل القرآن)) لابن قتيبة (ص: 244، 245)، ((تفسير ابن جزي)) (2/421)، ((تفسير ابن كثير)) (8/248)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (20/503، 504)، ((تفسير ابن عاشور)) (29/250). وممَّن ذهب إلى أنَّ ضَميرَ لِيَعْلَمَ يعودُ إلى الله تعالى -أي: ليعلَمَ اللهُ أنَّ الرُّسُلَ قد أبلَغوا رسالاتِ رَبِّهم-: ابنُ قُتَيْبةَ، واستظهره ابنُ جُزَي، وذهب إليه البِقاعي، وابنُ عاشور. يُنظر: المصادر السابقة. قال الزَّجَّاج: (يجوزُ أن يكونَ: لِيَعلَمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ الرِّسالةَ أتَتْه ولم تصِلْ إلى غيرِه، ويجوزُ أن يكونَ -واللهُ أعلمُ-: ليعلمَ اللهُ أنْ قد أبلَغوا رِسالاتِه، وما بَعْدَه يدُلُّ على هذا، وهو قَولُه تعالى: وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا). ((معاني القرآن وإعرابه)) (5/238). وممَّن رجَّح أنَّ المعنى: ليعلَمَ الرَّسولُ أنَّ الرُّسُلَ قَبْلَه قد أبلغوا رسالاتِ رَبِّهم: ابنُ جرير، وابنُ أبي زَمَنِين، وهو ظاهرُ اختيارِ القرطبيِّ. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (23/356)، ((تفسير ابن أبي زمنين)) (5/48)، ((تفسير القرطبي)) (19/30). .
وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ.
مُناسَبَتُها لِما قَبْلَها:
لَمَّا كان ما سَبَقَ رُبَّما أوهَمَ أنَّه مُحتاجٌ في الحِفظِ إلى الرَّصَدِ؛ أزال ذلك بقَولِه تعالى [265] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (20/504). :
وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ.
أي: وقد أحاط عِلْمُ اللهِ تعالى بكلِّ ما عندَ الرُّسُلِ [266] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (23/356)، ((تفسير القرطبي)) (19/31)، ((تفسير ابن جزي)) (2/421)، ((تفسير السعدي)) (ص: 892)، ((تفسير ابن عاشور)) (29/251). .
وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا.
مُناسَبَتُها لِما قَبْلَها:
لَمَّا كان ما سَبَق كافيًا في المقصودِ، لكِنَّه قاصِرٌ على محلِّ الحاجةِ؛ عَمَّ تعريفًا بالأمرِ على ما هو عليه، فقال حامِلًا على شِدَّةِ الوُثوقِ بما تقولُه الرُّسُلُ عن رَبِّهم، وأنَّه لا لَبْسَ فيه ولا غائِلةَ بوَجهٍ [267] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (20/504). :
وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا.
أي: وعَلِمَ اللهُ سُبحانَه عددَ كُلِّ شيءٍ مِن خَلْقِه، فلا يَخفى عليه شَيءٌ مِن ذلك [268] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (23/356)، ((الوجيز)) للواحدي (ص: 1143)، ((تفسير القرطبي)) (19/31). .

الفوائد العلمية واللطائف:

1- قَولُ اللهِ تعالى: قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا فيه سُؤالٌ: أليس أنَّ النَّبيَّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ قال: ((بُعِثْتُ أنا والسَّاعةَ كهاتَينِ )) [269] أخرجه البخاري (4936)، ومسلم (2950) مِن حديثِ سهلِ بنِ سعدٍ رضيَ الله عنه. ، فكان عالِمًا بقُربِ وُقوعِ القيامةِ، فكيف قال هاهنا: وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ؟
الجوابُ: المرادُ بقُربِ وُقوعِه هو أنَّ ما بَقِيَ مِنَ الدُّنيا أقَلُّ مِمَّا انقَضى، فهذا القَدْرُ مِنَ القُربِ معلومٌ، وأمَّا معنى معرفةِ القُربِ القريبِ وعَدَمِ ذلك: فغيرُ مَعلومٍ [270] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (30/678). .
2- في قَولِه تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ردٌّ على المنجِّمِينَ وعلى كلِّ مَن يَدَّعي أنَّه يَطَّلِعُ على ما سيَكونُ مِن حياةٍ أو موتٍ أو غيرِ ذلك! لأنه مُكَذِّبٌ للقرآنِ، وهم أبْعَدُ شيءٍ مِن الارتِضاءِ مع سَلْبِ صِفةِ الرسليَّةِ عنهم [271] يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (13/364). . فمَنِ ادَّعى أنَّ النُّجومَ تَدُلُّه على ما يكونُ مِن حياةٍ أو موتٍ أو غيرِ ذلك، فقد كَفَر بما في القُرآنِ الكريمِ [272] يُنظر: ((الوسيط)) للواحدي (4/369)، ((تفسير الرازي)) (30/678). .
3- قَولُ اللهِ تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا فيه أنَّ عُلومَ الغُيوبِ قد انفَرَد اللهُ بعِلْمِها، فلا يَعلَمُها أحدٌ مِنَ الخَلقِ إلَّا مَن ارتضاه اللهُ، وخَصَّه بعِلمِ شَيءٍ منها [273] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 891). .
4- في قَولِه تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ردٌّ على مَن يَزعُمُ مِن الشِّيعةِ أنَّ الإمامَ يَعلَمُ الغَيبَ، وهذا مِن كِبارِ حماقاتِهم، وقد أَخبَر اللهُ جلَّ جلالُه أنَّه لا يُظْهِرُ عليه إلَّا مَنِ ارتضاه رَسولًا، والإمامُ ليس برَسولٍ [274] يُنظر: ((النكت الدالة على البيان)) للقصاب (4/430). !
5- في قَولِه تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ أنَّ سائرَ ما كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخبِرُ به مِن الغُيوبِ هو بإعلامِ اللهِ تعالى إيَّاه؛ لا أنَّه يَستَقِلُّ بعِلْمِ ذلك [275] يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (9/203). !
6- قَولُ اللهِ تعالى: وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ يدُلُّ على كَونِه تعالى عالِمًا بالجُزئيَّاتِ [276] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (30/680). .
7- قَولُ اللهِ تعالى: وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا يدُلُّ على كَونِه تعالى عالِمًا بجميعِ الموجوداتِ [277] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (30/680). .

بلاغة الآيات:

1- قولُه تعالَى: قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا جُملةُ قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ مُستأنَفةٌ استئنافًا بَيانيًّا؛ لأنَّ القولَ المأمورَ بأنْ يَقولَه جَوابٌ لسُؤالِهم المُقدَّرِ [278] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (4/632)، ((تفسير البيضاوي)) (5/254)، ((تفسير أبي السعود)) (9/47)، ((تفسير ابن عاشور)) (29/246، 247). .
2- قولُه تعالَى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا استِئنافٌ مُقرِّرٌ لِما قبْلَه مِن عدَمِ الدِّرايةِ [279] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (9/47). .
- وأيضًا قولُه: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا في مَوضعِ العِلَّةِ لجُملةِ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ الآيةَ [280] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (29/247). .
- وتَعريفُ المُسنَدِ عَالِمُ الْغَيْبِ مع تَعريفِ المُسنَدِ إليه المُقدَّرِ (هو) يُفيدُ القصْرَ [281] القَصرُ أو الحَصرُ: هو تَخصيصُ شَيءٍ بشَيءٍ وحصرُه فيه، ويُسمَّى الأمرُ الأوَّلُ: مَقصورًا، والثَّاني: مقصورًا عليه؛ مِثل: إنَّما زيدٌ قائمٌ، و: ما ضربتُ إلَّا زيدًا. ويَنقسِمُ إلى قصرٍ حقيقيٍّ، وقصرٍ إضافيٍّ، وادِّعائيٍّ، وقَصْرِ قَلْبٍ. ويَنقسِمُ القَصرُ أو الحَصرُ باعتبارٍ آخَرَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: قصْرُ إفرادٍ، وقصْرُ قَلْبٍ، وقَصْرُ تعيينٍ؛ فالأوَّل: يُخاطَبُ به مَن يَعتقدُ الشَّرِكةَ؛ نحو: إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ [النحل: 51] ، خُوطِبَ به مَن يَعتقدُ اشتِراكَ اللهِ والأصنامِ في الأُلوهيَّةِ. والثَّاني: يُخاطَبُ به مَن يَعتقدُ إثباتَ الحُكمِ لغيرِ مَن أثبتَه المُتكلِّمُ له؛ نحو: رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ [البقرة: 258] ، خُوطِبَ به نَمرودُ، الَّذي اعتَقد أنَّه هو المحيي المميتُ دون اللهِ. والثَّالثُ: يُخاطَبُ به مَن تَساوَى عندَه الأمْران، فلمْ يَحكُمْ بإثباتِ الصِّفةِ لواحدٍ بعَيْنِه، ولا لواحدٍ بإحْدى الصِّفتَينِ بعَيْنِها. يُنظر: ((مفتاح العلوم)) للسَّكَّاكي (ص: 288)، ((الإيضاح في علوم البلاغة)) للقَزْويني (1/118) و(3/6)، ((التعريفات)) للجُرْجاني (1/175، 176)، ((الإتقان)) للسيوطي (3/ 167)، ((جواهر البلاغة)) للهاشمي (ص: 167، 168)، ((البلاغة العربية)) لعبد الرحمن بن حسن حَبَنَّكَة الميداني (1/525). ، أي: هو عالِمُ الغيبِ لا أنا. وتَعريفُ الغيبِ تَعريفُ الجِنسِ [282] يُنظر: ((حاشية الطيبي على الكشاف)) (16/72)، ((تفسير ابن عاشور)) (29/247). .
- وإضافةُ صِفةِ عَالِمُ إلى الْغَيْبِ تُفيدُ العِلمَ بكلِّ الحقائقِ المُغيَّبةِ، سواءٌ كانت ماهيَّاتٍ أو أفرادًا، فيَشملُ المعْنى المَصدريَّ للغَيبِ، مِثلَ عِلمِ اللهِ بِذاتِه وصِفاتِه، ويَشملُ الأُمورَ الغائبةَ بذاتِها، مِثلَ الملائكةِ والجنِّ، ويَشملُ الذَّواتِ المُغيَّبةَ عن عِلمِ النَّاسِ، مِثلَ الوقائعِ المُستقبَلةِ الَّتي يُخبَرُ عنها أو الَّتي لا يُخبَرُ عنها؛ فإيثارُ المَصدرِ هنا لأنَّه أشمَلُ لإحاطةِ عِلمِ اللهِ بجَميعِ ذلك [283] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (29/247). .
- وفُرِّع على معْنى تَخصيصِ اللهِ تعالَى بعِلمِ الغيبِ جُملةُ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا؛ فالفاءُ لتَفريعِ حُكْمٍ على حُكْمٍ، والحُكمُ المُفرَّعُ إتمامٌ للتَّعليلِ، وتَفصيلٌ لأحوالِ عدَمِ الاطِّلاعِ على غَيبِه [284] يُنظر: ((حاشية الطيبي على الكشاف)) (16/72)، ((تفسير أبي السعود)) (9/47)، ((تفسير ابن عاشور)) (29/247). .
- ومعْنى فَلَا يُظْهِرُ، أي: فلا يُطْلِعُ ولا يُنبِئُ به، وهو أقْوى مِن (يُطلِعُ)؛ لأنَّ (يُظهِرُ) جاء مِن الظُّهورِ، وهو المُشاهَدةُ، ولتَضمينِه معْنى (يُطلِعُ) عُدِّي بحرْفِ (على) [285] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (29/247، 248). .
- ووُقوعُ الفِعلِ يُظْهِرُ في حيِّزِ النَّفيِ يُفيدُ العُمومَ، وكذلك وُقوعُ مَفعولِه أَحَدًا وهو نَكرةٌ في حيِّزِه يُفيدُ العُمومَ [286] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (29/248). .
- وحرْفُ (على) مُستعمَلٌ في التَّمكُّنِ مِن الاطِّلاعِ على الغيبِ [287] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (29/248). .
3- قولُه تعالَى: إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا تَقريرٌ وتَحقيقٌ للإظهارِ المُستفادِ مِن الاستثناءِ، وبَيانٌ لكَيفيَّتِه [288] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (9/48). .
- والإتيانُ بالمَوصولِ والصِّلةِ في قولِه: إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ لقَصْدِ ما تُؤذِنُ به الصِّلةُ مِن الإيماءِ إلى تَعليلِ الخبَرِ، أي: يُطلِعُ اللهُ بَعضَ رُسلِه مِن أجْلِ ما أرادهُ اللهُ مِن الرِّسالةِ إلى النَّاسِ [289] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (29/248). .
- والسَّلكُ: الإدخالُ، وأُطلِقَ السَّلْكُ على الإيصالِ المباشِرِ تَشبيهًا له بالدُّخولِ في الشَّيءِ بحيث لا مَصرِفَ له عنه، أي: يُرسِلُ إليه مَلائكةً مُتَّجِهينَ إليه لا يَبتعِدونَ عنه حتَّى يَبْلُغَ إليه ما أُوحِيَ إليه مِن الغَيبِ، كأنَّهم شُبِّهَ اتِّصالُهم به وحراستُهم إيَّاه بشَيءٍ داخلٍ في أجزاءِ جِسمٍ، وهذا مِن جُملةِ الحِفظِ الَّذي حَفِظَ اللهُ به ذِكْرَه في قولِه تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [290] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (29/249). [الحجر: 9] .
- والمُرادُ بقَولِه: مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ الكِنايةُ عن جَميعِ الجِهاتِ، ومِن تلك الكِنايةِ يُنتقَلُ إلى كِنايةٍ أُخرى عن السَّلامةِ مِن التَّغييرِ والتَّحريفِ [291] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (29/249). .
وقيل: خَصَّ هاتَينِ الجِهتَينِ؛ لأنَّ العَدُوَّ متى أُعرِيَت واحدةٌ منهما أَتى منها، ومتى حُفِظَتَا لم يأتِ مِن غَيرِهما [292] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (20/503)، ((تفسير الشربيني)) (4/410). .
4- قولُه تعالَى: لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا
- قولُه: لِيَعْلَمَ يَتعلَّقُ بقولِه: يَسْلُكُ، أي: يَفعَلُ اللهُ ذلك ليُبلَّغَ الغَيبُ إلى الرَّسولِ كما أُرسِلَ إليه، لا يُخالِطُه شَيءٌ ممَّا يَلبِسُ عليه الوحيَ، فيَعلَمَ اللهُ أنَّ الرُّسلَ أبْلَغوا ما أُوحِيَ إليهم كما بَعَثَهم دونَ تَغييرٍ، فلمَّا كان عِلمُ اللهِ بتَبْليغِ الرَّسولِ الوحيَ مُفرَّعًا ومُسبَّبًا عن تَبليغِ الوحْيِ كما أنْزَلَ اللهُ، جُعِلَ المُسبَّبُ عِلَّةً، وأُقِيمَ مُقامَ السَّببِ إيجازًا في الكلامِ؛ لأنَّ عِلمَ اللهِ بذلك لا يكونُ إلَّا على وَفْقِ ما وَقَعَ، وهذه العِلَّةُ هي المَقصَدُ الأهمُّ مِن إطْلاعِ مَنِ ارْتَضى مِن رَسولٍ على الغيبِ، وذِكرُ هذه العِلَّةِ لا يَقْتضي انحصارَ عِلَلِ الإطْلاعِ فيها [293] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (9/48)، ((تفسير ابن عاشور)) (29/250)، ((إعراب القرآن وبيانه)) لدرويش (10/151، 252). . وقيل: فيه حَذْفٌ تَتعلَّقُ به اللَّامُ، أي: أخبَرْناه بحِفْظِنا الوحيَ؛ ليَعلَمَ أنَّ الرُّسلَ قبْلَه قدْ أَبْلَغوا الرِّسالةَ كما بَلَّغَ الرِّسالةَ [294] يُنظر: ((إعراب القرآن وبيانه)) لدرويش (10/252). .
- وإيرادُ عِلْمهِ تعالَى؛ لإبرازِ اعتِنائِه تعالَى بأمْرِ الإبلاغِ، والإشعارِ بتَرتيبِ الجَزاءِ عليه، والمُبالَغةِ في الحَثِّ عليه، والتَّحذيرِ مِن التَّفريطِ فيه [295] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (9/48). .
- وجِيءَ بضَميرِ الإفرادِ في قولِه: مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ مُراعاةً للَفظِ رَسُولٍ، ثمَّ جِيءَ له بضَميرِ الجمْعِ في قولِه: أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا مُراعاةً لمعْنى رَسُولٍ، وهو الجِنسُ، أي: الرُّسلِ [296] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (9/48)، ((تفسير ابن عاشور)) (29/250). .
- والواوُ في قولِه: وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ واوُ الحالِ أو اعتراضيَّةٌ؛ لأنَّ مَضمونَها تَذييلٌ لجُملةِ لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ، أي: أحاطَ بجَميعِ ما لَدى الرُّسلِ مِن تَبليغٍ وغيرِه، وأحاط بكلِّ شَيءٍ ممَّا عدا ذلك، فقولُه: وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ تَعميمٌ بعْدَ تَخصيصِ ما قبْلَه بعِلمِه بتَبليغِهم ما أرسَلَ إليهم، وقولُه: وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا تَعميمٌ أشمَلُ بعْدَ تَعميمِ (ما) [297] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (9/48)، ((تفسير ابن عاشور)) (29/251). .
- وفائدةُ قولِه: وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا بَيانُ أنَّ عِلمَه تعالَى بالأشياءِ ليس على وجْهٍ كُلِّيٍّ إجماليٍّ، بلْ على وَجْهٍ جُزئيٍّ تَفصيليٍّ؛ فإنَّ الإحصاءَ قد يُرادُ به الإحاطةُ الإجماليَّةُ، كما في قولِه تعالَى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا [إبراهيم: 34] ، أي: لا تَقدِروا على حصْرِها إجمالًا فضْلًا عن التَّفصيلِ [298] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (9/48). .
- وعُبِّرَ عن العِلمِ بالإحصاءِ؛ تَشبيهًا لعِلمِ الأشياءِ بمَعرفةِ الأعدادِ؛ لأنَّ مَعرفةَ الأعدادِ أقْوى [299] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (29/251). .