الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

31 - خرَجَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يومٍ إلى المسجِدِ، وإذا قومٌ يَتحدَّثونَ قد عَلَا ضَحِكُهم حَديثَهم، فوقَفَ فسلَّمَ، فقال: اذْكُروا هادِمَ اللَّذَّاتِ؛ الموتَ. وخرَجَ بعْدَ ذلك خَرجةً أُخرى، فإذا قومٌ يَتحدَّثونَ ويَضْحَكون، فقال: أمَا والَّذي نَفْسي بيَدِه، لو تَعلمونَ ما أعلَمُ، لَضَحِكْتُم قليلًا ولَبَكَيتُم كثيرًا. قال: وخرَجَ أيضًا فإذا قومٌ يَتحدَّثونَ ويَضْحكون، فسلَّمَ، ثمَّ قال: إنَّ الإسلامَ بدَأَ غريبًا ، وسيَعودُ غريبًا، فطُوبى للغُرباءِ يومَ القيامةِ. قِيل له: ومَن الغُرباءُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الَّذين إذا فسَدَ النَّاسُ صَلَحوا.

32 - لمَّا نزَلَت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، صاح رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أبي قُبَيسٍ: يا آلَ عبْدِ مَنافٍ، إنِّي نَذيرٌ ، فجاءتْه قُريشٌ، فحذَّرَهم وأنذَرَهم، فقالوا: تزعُمُ أنَّك نَبِيٌّ يُوحَى إليك، وإنَّ سُليمانَ عليه السَّلامُ سُخِّرَ له الرِّيحُ والجِبالُ، وإنَّ مُوسى عليه السَّلامُ سُخِّرَ له البحرُ، وإنَّ عيسى عليه السَّلامُ كان يُحْيِي الموتى؛ فادْعُ اللهَ أنْ يُسيِّرَ عنَّا هذه الجِبالَ، ويُفجِّرَ لنا الأرضَ أنهارًا، فنتَّخِذَها مَحارِثَ، فنَزرَعَ ونأكُلَ، وإلَّا فادْعُ اللهَ أنْ يُحْيِيَ لنا مَوتانَا، فنُكلِّمَهم ويُكلِّمُونا، وإلَّا فادْعُ اللهَ أنْ يُصيِّرَ هذه الصَّخرةَ الَّتي تحتَك ذَهبًا، فنَنْحَتَ منها ويُغْنِيَنا عن رِحلةِ الشِّتاءِ والصَّيفِ؛ فإنَّك تزعُمُ أنَّك كَهَيئتِهم، فبيْنما نحنُ حولَه إذ نزَلَ عليه الوحيُ ، فلمَّا سُرِّيَ عنه قال: والَّذي نَفْسي بيَدِه، لقد أعْطاني ما سألْتُم، ولو شِئْتُ لكان، ولكنَّه خيَّرَني بينَ أنْ تَدخُلوا مِن بابِ الرَّحمةِ، فيُؤْمِنَ مُؤمِنُكم، وبيْنَ أنْ يَكِلَكم إلى ما اختَرْتُم لأنفُسِكم، فتَضِلُّوا عن بابِ الرَّحمةِ، ولا يُؤمِن مُؤمِنُكم، فاخترْتُ بابَ الرَّحمةِ، فيُؤمِنُ مُؤمِنُكم، وأخْبَرني إنْ أعْطاكم ذلك ثمَّ كفَرْتُم، أنَّه مُعذِّبُكم عذابًا لا يُعذِّبُه أحدًا منَ العالمينَ، فنزَلَت: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ} [الإسراء: 59]، حتَّى قرَأَ ثلاثَ آياتٍ، ونزَلَتْ: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} [الرعد: 31] الآيةَ.

33 - بيْنما نحنُ مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذ أبصَرَ بجماعةِ قَومٍ، فقال: عَلامَ اجتمَعَ هؤلاء؟ قِيل: على قبْرٍ يَحفِرونَه، قال: ففزِعَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فبدَرَ بيْن يدَيْ أصحابِه مُسرِعًا حتَّى انْتَهى إلى القبرِ، فجَثَا عليه. قال: فاستقْبَلْتُه مِن بيْن يدَيْه؛ لِأنظُرَ ما يَصنَعُ، فبكى حتَّى بَلَّ الثَّرى مِن دُموعِه، ثمَّ أقبَلَ علينا، فقال: إخْواني لِمِثلِ هذا فأَعِدُّوا. قال: وقال: البراءُ بنُ عازبٍ في قولِه: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} [الأحزاب: 44]، قال: يومَ يَلْقَون ملَكَ الموتِ ليس مِن مُؤْمِنٍ يَقبِضُ رُوحَه إلَّا سلَّمَ عليه.
خلاصة حكم المحدث : مدار إسناد الحديث على محمد بن مالك وهو ضعيف
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/499
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - البكاء على الميت تفسير آيات - سورة الأحزاب رقائق وزهد - الزهد في الدنيا فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أحوال النبي
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

34 - قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أسلِمْ تَسلَمْ، قال : يا رسولَ اللهِ : وما الإسلامُ ؟ قال : أن تُسلِمَ قلبَكَ للهِ، ويَسلَمَ المسلمونَ مِن لسانِكَ ويدِكَ. قال : فأيُّ الإسلامِ أفضلُ ؟ قال : الإيمانُ قال : وما الإيمانُ ؟ قال : أن تؤمِنَ باللهِ، وملائكتِه، وكتبِه، ورسلِه، وبالبعثِ مِن بعدِ الموتِ، قال : فأيُّ الإيمانِ أفضلُ ؟ قال : الهجرةُ قال : وما الهجرةُ ؟ قال : أن تهجُرَ المآثمَ قال : فأيُّ الهجرةِ أفضلُ ؟ قال : الجِهادُ قال : وما الجِهادُ ؟ قال : أن تُجاهِدَ الكفارَ إذا رأيتَهم، ثم لا تغُلَّ، ولا تجبُنَ، ثم عملانِ هما مِن أفضلِ الأعمالِ إلا كمثلِهِما، ثلاثَ مراتٍ، حجةٌ مبرورةٌ أو عُمرةٌ

35 - قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أسلمْ تسلمْ، قال : يا رسولَ اللهِ : وما الإسلامُ ؟ قال : أنْ تُسلِمَ قلبَك للهِ، ويسلمَ المسلمون من لسانِك ويدك. قال : فأيُّ الإسلامِ أفضلُ ؟ قال : الإيمانُ قال : وما الإيمانُ ؟ قال : أن تؤمنَ باللهِ، وملائكتِه، وكتبِه، ورسلِه، والبعثِ بعد الموتِ، والجنَّةِ، والنَّارِ، قال : فأيُّ الإيمانِ أفضلُ ؟ قال : الهجرةُ قال : وما الهجرةُ ؟ قال : أن تهجُرَ المآثمَ قال : فأيُّ الهجرةِ أفضلُ ؟ قال : الجهادُ قال : وما الجهادُ ؟ قال : أن تجاهدَ الكفَّارَ إذا رأيتَهم، ثم لا تغلُّ، ولا تجبنُ، ثم عملان هما من أفضلُ الأعمالِ إلا كمثلِهما، ثلاثَ مراتٍ، حجةٌ مبرورةٌ أو عمرةٌ

36 - خدَمْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا ابنُ ثمانِ سنينِ، فكان أوَّلُ ما علَّمَني أنْ قال لي: يا بُنَيَّ أحْكِمْ وُضوءَك لصلاتِك، تُحِبَّك حَفظَتُك، ويُزَادَ في عُمرِك، يا بُنَيَّ يا أنسُ، الغُسلُ مِن الجَنابةِ فبالِغْ فيها؛ فإنَّ تحتَ كلِّ شَعرةٍ جَنابةً. قال: قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، وكيف أُبالِغُ فيها؟ قال: رَوِّي أُصولَ الشَّعَرِ وأنْقِ بشَرتَك، تَخرُجْ مِن مُغتَسلِك وقد غُفِرَ لك كلُّ ذَنْبٍ. يا بُنَيَّ لا تفوتُك ركعتيِ الضُّحى؛ فإنَّها صَلاةُ الأوَّابينَ . يا بُنَيَّ وأكثِرِ الصَّلاةَ في اللَّيلِ والنَّهارِ؛ فإنَّك ما دُمْتَ في صَلاةٍ فإنَّ الملائكةَ تُصَلِّي عليك. يا بُنَيَّ وإذا قمْتَ في الصَّلاةِ فانصِبْ نفسَك للهِ، فإذا ركعْتَ فاجعَلْ راحتَيْك على رُكبتَيْك وفرِّجْ بين أصابعِك، وارفَعْ عضُدَك عن جَنبيْك، وإذا رفعْتَ رأسَك مِن الرُّكوعِ، فقُمْ حتَّى يرجِعَ كلُّ عُضوٍ إلى مكانِه، وإذا سجدْتَ فألْزِقْ وجْهَك بالأرضِ، ولا تنقُرْ نَقْرَ الغُرابِ، ولا تبسُطْ ذِراعيْك بسْطَ الثَّعلبِ، فإذا رفعْتَ رأسَك فلا تُقْعِ كما يُقْعِي الكَلبُ، ضَعْ ألْيتَيْك بين قدمَيْك، وألْزِقْ ظاهِرَ قدمَيْك بالأرضِ؛ فإنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إلى صَلاةِ عبْدٍ لا يُتِمُّ رُكوعَها وسُجودَها، وإنِ استطعْتَ أنْ تكونَ على وُضوءٍ مِن يومِك وليلتِك، فإنْ يأتِك الموتُ وأنت على ذلك لم تفُتْك الشَّهادةُ. يا بُنَيَّ وإذا دخلْتَ بيتَك فسلِّمْ؛ تكثُرْ بركَتُك وبركةُ بيتِك. يا بُنَيَّ وإذا خرجْتَ لحاجةٍ فلا يقعَنَّ بصَرُك على أَحدٍ مِن أهلِ دِينِك إلَّا سلَّمْتَ عليه؛ تدخُلْ حلاوةُ الإيمانِ قلْبَك، وإنْ أصبْتَ ذنبًا في مَخرجِك رجعْتَ وقد غُفِرَ لك. يا بُنَيَّ ولا تبيتَنَّ ولا تُصبِحَنَّ يومًا وفي قلْبِك غِشٌّ لأحدٍ مِن أهلِ الإسلامِ؛ فإنَّ هذا أمْرُ سُنَّتي، ومَن أخَذَ بسُنَّتي فقد أحبَّني، ومَن أحبَّني فهو معي في الجنَّةِ. يا بُنَيَّ فإذا عمِلْتَ بهذا وحفِظْتَ وَصيَّتي، فلا يكونَنَّ شَيءٌ أحبَّ إليك مِن الموتِ؛ فإنَّ فيه راحتَك.

37 - قدِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، وأنا ابنُ ثمانِ سنينَ، فأخذَتْ أمي بيدي، فانطلَقتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالتْ : يا رسولَ اللهِ، إنه لم يَبقَ رجلٌ، ولا امرأةٌ منَ الأنصارِ، إلا وقد أتحفَتكَ بتحفةٍ، وإني لا أقدرُ على ما أُتحِفُكَ به إلا ابني هذا، فخُذْه فلَيخدمْكَ ما بَدا لك، فخدَمتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عشرَ سنينَ، فما ضرَبني ضربةً، ولا سبَّني سبَّةً، ولا انتَهَرني، ولا عبَس في وجهي، وكان أولَ ما أوصاني به، أن قال : يا بُنَيَّ، اكتُمْ سِرِّي تكُنْ مؤمنًا فكانتْ أمي وأزواجُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسألنَني عن سرِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلا أُخبِرُهم به، ولا مُخبِرٌ سرَّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحدًا أبدًا وقال : يا بُنَيَّ، عليكَ بإسباغِ الوضوءِ يحبَّكَ حافظاكَ، ويزادُ في عمرِكَ ويا أنسُ بالِغْ في الاغتسالِ في الجنابةِ، فإنكَ تَخرُجُ مِن مغتسلِكَ، وليس عليكَ ذنبٌ، ولا خطيئةٌ قال : قلتُ : كيف المبالغةُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : تبُلُّ أصولَ الشعرِ، وتُنقي البشرةَ ويا بُنَيَّ، إنِ استَطَعتَ ألا تزالَ على وضوءٍ، فإنه مَن يأتيه الموتُ وهو على وضوءٍ، يُعطَ الشهادةَ، ويا بُنَيَّ إنِ استَطَعتَ ألا تزالَ تصلِّي، فإنَّ الملائكةَ تُصلِّي عليكَ ما دمتَ تصلِّي يا أنسُ، إذا ركعتَ فأمكِنْ كفَّيكَ مِن رُكبتَيكَ، وفرِّجْ بين أصابعِكَ، وارفَعْ مِرفَقَيكَ عن جنبَيكَ ويا بُنَيَّ، إذا رفَعتَ رأسَكَ منَ الركوعِ فأمكِنْ كلَّ عضوٍ مِنكَ موضعَه إنَّ اللهَ لا ينظُرُ يومَ القيامةِ إلى مَن لا يُقيمُ صُلبَه مِن ركوعِه وسجودِه، ويا بُنَيَّ، إذا سجَدتَ فأمكِنْ جبهتَكَ وكفَّيكَ منَ الأرضِ، ولا تنقُرْ نَقرَ الديكِ، ولا تقَعْ إقعاءَ الكلبِ - أو قال : الثعلبِ - وإيَّاكَ والالتفاتَ في الصلاةِ، فإنَّ الالتفاتَ في الصلاةِ هلكةٌ فإن كان لابدَّ ففي النافلةِ لا في الفريضةِ، ويا بُنَيَّ، إذا خرَجتَ مِن بيتِكَ فلا تقعَنَّ عينُكَ على أحدٍ مِن أهلِ القبلةِ، إلا سلَّمتَ عليه، فإنَّكَ ترجِعُ مغفورًا لكَ ويا بُنَيَّ، وإذا دخَلتَ منزلَكَ فسلِّمْ على نفسِكَ، وعلى أهلِ بيتِكَ ويا بُنَيَّ، إنِ استطَعتَ أن تُصبِحَ وتُمسِيَ وليس في قلبِكَ غِشٌّ لأحدٍ، فإنه أهوَنُ عليكَ في الحسابِ ويا بُنَيَّ إنِ اتبعتَ وصيتي، فلا يكُنْ شيءٌ أحبَّ إليكَ منَ الموتِ

38 - قدمتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بصدقةِ إبلِنا، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ، هذه صدقةُ إبلِنا ؟ قال : فأمَر بها فقُسِمَتْ، قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ، إنَّ فيها ما بين هديةٍ لكَ وصدقةٍ، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اعزِلْها : فعُزِلَتِ الهديةُ عنِ الصدقةِ، فمكَثتُ أيامًا، وخاض الناسُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم باعثٌ خالدَ بنَ الوليدِ إلى رقيقِ مصرَ أو مُضَرَ - شكَّ زَحمَويهِ - فمصدقُهم، قال : قلتُ : إنَّ لنا لَغِنًى، وما عندَ أهلي مِن مالٍ، أفلا أصدقُهم قبلَ أن أقدمَ على أهلي، فأتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإذا هو على ناقةٍ، ومعه أسوَدُ قد حاذى رأسَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ما رأيتُ أحدًا منَ الناسِ أطولَ منه، فلما دنَوتُ منه هوي إليَّ، قال : فكفَّه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ، إنَّ الناسَ قد خاضوا أنكَ باعثٌ خالدَ بنَ الوليدِ إلى رقيقِ مصرَ - أو مُضَرَ - فمصدقُهم، قال : فرفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَيه، حتى رأينا بياضَ إبْطَيه، ثم قال : اللهم لا أُحِلُّ لهم أن يكذِبوا عليَّ. قال المنقعُ : فما حدثتُ حديثًا عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلا حديثًا نطَق به كتابٌ أو جرَتْ به سُنَّةٌ كُذِب عليه في حياتِه، فكيف بعدَ موتِه ؟!

39 - لمَّا قُبِضَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وارتَدَّ مَن ارتَدَّ مِن النَّاسِ، قال قومٌ: نُصلِّي ولا نُعْطي الزَّكاةَ، فقال النَّاسُ لأبي بكرٍ: اقبَلْ منهم، فقال: لو مَنَعوني عَناقًا لَقاتلْتُهم، فبعَثَ خالدَ بنَ الوليدِ، وقدِمَ عديُّ بنُ حاتمٍ بألْفِ رجُلٍ مِن طَيِّئٍ حتَّى أتى اليمامةَ، قال: فكانت بنو عامرٍ قد قَتَلوا عُمَّالَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأحْرَقوهم بالنَّارِ، فكتَبَ أبو بكرٍ إلى خالدِ بنِ الوليدِ: أنِ اقتُلْ بني عامرٍ، وأحرِقْهم بالنَّارِ، ففعَلَ حتَّى صاحتِ النِّساءُ، ثمَّ مضى حتَّى انتَهى إلى الماءِ، خَرَجوا إليه، فقال: اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، قالوا: نَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، ونَشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، فلمَّا قالوا ذلك كَفَّ عنهم، فأمَرَه أبو بكرٍ أنْ يَسِيرَ حتَّى يَنزِلَ الحِيرةَ ، ثمَّ يَمْضِيَ إلى الشَّامِ، فلمَّا نزَلَ بالحِيرةِ كتَبَ إلى أهلِ فارسَ، ثمَّ قال: إنِّي لَأحِبُّ ألَّا أبرَحَ حتَّى أفزَعَهُم، فأغارَ عليهم حتَّى انتَهى إلى سُورا، فقَتَلَ وسَبى، ثمَّ أغار على عَينِ التَّمرِ، فقتَلَ وسبَى، ثمَّ مضى إلى الشَّامِ. قال عامرٌ: فأخرَجَ إليَّ ابنُ بُقَيْلةَ كتابَ خالدِ بنِ الوليدِ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، مِن خالدِ بنِ الوليدِ إلى مَرازَبةِ فارسَ، السَّلامُ على مَن اتَّبعَ الهُدى، فإنِّي أحمَدُ اللهَ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو بالحمْدِ الَّذي فصَلَ حرَمَكم، وفرَّقَ جماعتَكم، ووهَّنَ بأْسَكم، وسلَبَ مُلكَكم، فإذا جاءكُم كِتابي هذا، فاعْتَقِدوا منِّي الذِّمَّةَ، وأدُّوا الجزيةَ ، وابْعَثوا إليَّ بالرُّهُنِ، وإلَّا فوالَّذي لا إلهَ إلَّا هو ، لَأُقاتِلَنَّكم بقومٍ يُحِبُّونَ الموتَ كحُبِّكم الحياةَ، سلامٌ على مَن اتَّبعَ الهُدى.

40 - خطَبَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خُطبةً قبلَ وَفاتِه، وهي آخِرُ خُطبةٍ خطَبَها بالمدينةِ حتَّى لحِقَ باللهِ، فوعَظَنا فيها مَوعظةً ذرَفَتْ منها العُيونُ، ووَجِلَت منها القُلوبُ، واقشعَرَّتْ منها الجُلودُ، وتقلْقَلَتْ منها الأحشاءُ، أمَرَ بِلالًا فنادى: الصَّلاةُ جامعةٌ، قبلَ أنْ يتكلَّمَ، فاجتمَعَ النَّاسُ إليه، فارْتَقى المِنْبرَ، فقال: يا أيُّها النَّاسُ، ادْنُوا وأوسِعُوا لِمَن خلْفَكم، ثلاثَ مرَّاتٍ، فدنا النَّاسُ وانضَمَّ بعضُهم إلى بعضٍ، والْتَفتوا فلم يَرَوا أحدًا، ثمَّ قال: ادْنُوا وأوسِعوا لِمَن خلْفَكم، فدنا النَّاسُ وانضَمَّ بعضُهم لبعضٍ، والْتَفتوا فلم يَرَوا أحدًا. ثمَّ قال: ادْنُوا وأوسِعوا لِمَن خلْفَكم، فدَنَوا وانضَمَّ بعضُهم إلى بعضٍ، والْتَفتوا فلم يَرَوا أحدًا، فقام رجُلٌ فقال: لمَن نُوسِّعُ؛ للملائكةِ؟ قال: لا؛ إنَّهم إذا كانوا معكم لم يَكُونوا بين أيديكم ولا خلْفَكم، ولكنْ عن يَمينِكم وشَمائلِكم، فقال: ولِمَ لا يكونونَ بيْن أيدينا ولا خلْفَنا؟ أهمْ أفضَلُ منَّا؟ قال: بلْ أنتُمْ أفضلُ مِن الملائكةِ. اجلِسْ فجلَسَ. ثمَّ خطَبَ، فقال: الحمدُ للهِ، أحمَدُه، ونَستعينُه، ونَستغفِرُه، ونُؤْمِنُ به، ونَتوكَّلُ عليه، ونَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبْدُه ورسولُه، ونعوذُ باللهِ مِن شُرورِ أنفُسِنا وسيِّئاتِ أعمالِنا. مَن يَهْدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هاديَ له. أيُّها النَّاسُ، إنَّه كائنٌ في هذه الأُمَّةِ ثلاثونَ كذَّابًا، أوَّلُهم صاحِبُ اليَمامةِ ، وصاحبُ صَنعاءَ. أيُّها النَّاسُ، إنَّه مَن لقِيَ اللهَ وهو يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ مُخلِصًا؛ دخَلَ الجنَّةَ. فقام عليُّ بنُ أبي طالبٍ فقال: بأبي وأُمِّي يا رسولَ اللهِ، كيف يُخلِصُ بها لا يَخلِطُ معها غيرَها؟ بيِّنْ لنا حتَّى نَعرِفَه. فقال: حِرصًا على الدُّنيا، وجمْعًا لها مِن غيرِ حِلِّها، ورضًا بها، وأقوامٌ يقولون أقاويلَ الأخيارِ، ويَعمَلون عمَلَ الفُجَّارِ، فمَن لقِيَ اللهَ وليس فيه شَيءٌ مِن هذه الخِصالِ بقولِه: لا إلهَ إلَّا اللهُ؛ دخَلَ الجنَّةَ، ومَنِ اختارَ الدُّنيا على الآخرةِ فله النَّارُ، ومَن تَولَّى خُصومةَ قومٍ ظَلمةٍ، أو أعانَهم عليها؛ نزَلَ به مَلَكُ الموتِ يُبشِّرُه بلَعنةٍ ونارٍ خالدًا فيها، وبئْسَ المصيرُ، ومَن خَفَّ لِسُلطانٍ جائرٍ في حاجةٍ، فهو قَرينُه في النَّارِ، ومَن دَلَّ سُلطانًا على جَورٍ، قُرِنَ مع هامانَ في النَّارِ، وكان هو وذلك السُّلطانُ مِن أشدِّ النَّاسِ عَذابًا. ومَن عظَّمَ صاحبَ دُنْيا ومدَحَه طمَعًا في دُنياه، سَخِطَ اللهُ عليه، وكان في دَرجةِ قارونَ في أسفلِ جهنَّمَ. ومَن بنى بِناءً رِياءً وسُمعةً، حُمِّلَه يومَ القيامةِ مع سبْعِ أرضينَ، يُطَوَّقُه نارًا تُوقَدُ في عُنُقِه، ثمَّ يُرْمَى به في النَّارِ. فقيل: وكيف يَبْني بِناءً رِياءً وسُمعةً؟ فقال: يَبْني فضْلًا عمَّا يَكْفِيه، ويَبْنيه مُباهاةً . ومَن ظلَمَ أجيرًا أُجرةً حَبِطَ عمَلُه، وحُرِّمَ عليه رِيحُ الجنَّةِ، ورِيحُها يُوجَدُ مِن مسيرةِ خمسِ مئةِ عامٍ. ومَن خان جارَه شِبرًا مِن الأرضِ، طُوِّقَه يومَ القيامةِ إلى سبْعِ أرضينَ نارًا حتَّى تُدْخِلَه جهنَّمَ. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ، ثمَّ نسِيَه مُتعمِّدًا، لقِيَ اللهَ مَجذومًا مَعلولًا، وسلَّطَ اللهُ عليه بكلِّ آيةٍ حيَّةً تَنهَشُه في النَّارِ. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ، فلم يَعمَلْ به، وآثَرَ عليه حُطامَ الدُّنيا وزينَتَها؛ استوجَبَ سَخَطَ اللهِ، وكان في دَرجةِ اليهودِ والنَّصارى الَّذين نَبَذوا كِتابَ اللهِ وراءَ ظُهورِهم، واشْتَروا به ثمنًا قليلًا. ومَن نكَحَ امرأةً في دُبُرِها، أو رجُلًا، أو صَبيًّا؛ حُشِرَ يومَ القيامةِ وهو أنتَنُ مِن الجِيفةِ ، يتأَذَّى به النَّاسُ حتَّى يَدخُلَ جهنَّمَ، وأحبَطَ اللهُ أجْرَه، ولا يقبَلُ منه صَرْفًا ولا عدلًا ، ويدخُلُ في تابوتٍ مِن نارٍ، وتُسلَّطُ عليه مَساميرُ مِن حديدٍ، حتَّى تَسلُكَ تلك المساميرُ في جَوفِه، فلو وُضِعَ عِرْقٌ مِن عُروقِه على أربعِ مئةِ أُمَّةٍ لَماتوا جميعًا، وهو مِن أشدِّ أهلِ النَّارِ عذابًا يومَ القيامةِ. ومَن زنَى بامرأةٍ مُسلمةٍ أو غيرِ مُسلمةٍ، حُرَّةٍ أو أمَةٍ؛ فُتِحَ عليه في قبْرِه ثلاثُ مئةِ ألفِ بابٍ مِن النَّارِ، يَخرُجُ عليه منها حيَّاتٌ وعقارِبُ وشُهُبٌ مِن النَّارِ، فهو يُعَذَّبُ إلى يومِ القيامةِ بتلك النَّارِ مع ما يَلْقى مِن تلك الحيَّاتِ والعقاربِ، ويُبْعَثُ يومَ القيامةِ يتأَذَّى النَّاسُ بنَتنِ فرْجِه، ويُعْرَفُ بذلك حتَّى يدخُلَ النَّارَ، فيتأَذَّى به أهلُ النَّارِ مع ما هم فيه مِن العذابِ؛ لأنَّ اللهَ حرَّمَ المحارمَ، وليس أحدٌ أغيرَ مِن اللهِ، ومِن غَيْرتِه حرَّمَ الفواحشَ وحَدَّ الحُدودَ. ومَن اطَّلعَ إلى بَيتِ جارِه، فرأى عَورةَ رجُلٍ، أو شَعرَ امرأةٍ، أو شيئًا مِن جسَدِها؛ كان حقًّا على اللهِ أنْ يُدْخِلَه النَّارَ مع المُنافقينَ الَّذين كانوا يَتحيَّنونَ عَوراتِ النِّساءِ، ولا يَخرُجُ مِن الدُّنيا حتَّى يفْضَحَه اللهُ، ويُبْدِيَ للنَّاظرينَ عَورتَه يومَ القيامةِ. ومَن سَخِطَ رِزْقَه وبَثَّ شكواهُ، ولم يصبِرْ؛ لم يُرْفَعْ له إلى اللهِ حَسنةٌ، ولقِيَ اللهَ وهو عليه ساخطٌ. ومَن لبِسَ ثوبًا، فاختالَ في ثوبِه؛ خُسِفَ به مِن شفيرِ جهنَّمَ، يتجلجَلُ فيها ما دامتِ السَّمواتُ والأرضُ؛ لأنَّ قارونَ لَبِسَ حُلَّةً فاختالَ، فخُسِفَ به، فهو يَتجلجَلُ فيها إلى يومِ القيامةِ. ومَن نكَحَ امرأةً حلالًا بمالٍ حلالٍ، يُريدُ بذلك الفخرَ والرِّياءَ؛ لم يَزِدْه اللهُ بذلك إلَّا ذُلًّا وهوانًا، وأقامَه اللهُ بقدْرِ ما استمتَعَ منها على شَفيرِ جهنَّمَ، حتَّى يَهْويَ فيها سبعينَ خريفًا. ومَن ظلَمَ امرأةً مهْرَها فهو عند اللهِ زانٍ، ويقولُ اللهُ له يومَ القيامةِ: عبْدي زوَّجْتُك على عَهدي، فلم تُوفِ بعَهْدي! فيتَولَّى اللهُ طلَبَ حَقِّها، فيَستوعِبُ حَسناتِه كلَّها، فما تَفِي به، فيُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ومَن رجَعَ عن شَهادةٍ أو كتَمَها، أطعَمَه اللهُ لحْمَه على رُؤوسِ الخلائقِ، ويُدْخِلُه النَّارَ وهو يَلُوكُ لِسانَه. ومَن كانت له امرأتانِ، فلم يَعدِلْ بيْنهما في القسمِ مِن نَفْسِه ومالِه؛ جاء يومَ القيامةِ مَغلولًا مائلًا شِقُّه، حتَّى يدخُلَ النَّارَ. ومَن آذى جارَه مِن غيرِ حَقٍّ، حرَّمَ اللهُ عليه رِيحَ الجنَّةِ، ومأواهُ النَّارُ. ألَا وإنَّ اللهَ يسأَلُ الرَّجلَ عن جارِه كما يسأَلُه عن حَقِّ أهلِ بيتِه، فمَن ضيَّعَ حَقَّ جارِه فليس مِنَّا. ومَن أهان فقيرًا مُسلِمًا مِن أجْلِ فقْرِه، فاستخَفَّ به؛ فقدِ استخَفَّ بحَقِّ اللهِ، ولم يزَلْ في مَقْتِ اللهِ وسَخَطِه حتَّى يُرْضِيَه. ومَن أكرَمَ فقيرًا مُسلِمًا، لقِيَ اللهَ يومَ القيامةِ وهو يضحَكُ إليه. ومَن عُرِضَت له الدُّنيا والآخرةُ، فاختارَ الدُّنيا على الآخرةِ، لقِيَ اللهَ وليست له حَسنةٌ يَتَّقي بها النَّارَ، وإنِ اختارَ الآخرةَ على الدُّنيا، لقِيَ اللهَ وهو عنه راضٍ. ومَن قَدَرَ على امرأةٍ أو جاريةٍ حَرامًا، فترَكَها مَخافةً منه؛ أمَّنَه اللهُ مِن الفزَعِ الأكبرِ، وحرَّمَه على النَّارِ وأدخَلَه الجنَّةَ، وإنْ واقَعَها حَرامًا، حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ وأدخَلَه النَّارَ. ومَن كسَبَ مالًا حرامًا لم تُقْبَلْ له صَدقةٌ، ولا حجٌّ، ولا عُمرةٌ، وكتَبَ اللهُ له بقَدْرِ ذلك أوزارًا، وما بقِيَ عند موتِه كان زادَه إلى النَّارِ. ومَن أصاب مِن امرأةٍ نظْرةً حرامًا، ملَأَ اللهُ عينَيْه نارًا، ثمَّ أمَرَ به إلى النَّارِ، فإنْ غَضَّ بصَرَه عنها، أدخَلَ اللهُ في قلْبِه مَحبَّتَه ورحمَتَه، وأمَرَ به إلى الجنَّةِ. ومَن صافَحَ امرأةً حرامًا، جاء يومَ القيامةِ مَغلولةً يداهُ إلى عُنقِه، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ، وإنْ فاكَهَها، حُبِسَ بكلِّ كلمةٍ كلَّمَها في الدُّنيا ألْفَ عامٍ، والمرأةُ إذا طاوعَتِ الرَّجلَ حرامًا فالْتَزَمها، أو قبَّلَها، أو باشَرَها، أو فاكَهَها، أو واقَعَها؛ فعليها مِن الوِزْرِ مثْلُ ما على الرَّجلِ، فإنْ غلَبَها الرَّجلُ على نفْسِها، كان عليه وِزْرُه ووِزْرُها. ومَن غَشَّ مُسلمًا في بَيعٍ أو شِراءٍ فليس مِنَّا، ويُحْشَرُ يومَ القيامةِ مع اليهودِ؛ لأنَّهم أغَشُّ النَّاسِ للمُسلمينَ. ومَن منَعَ الماعونَ مِن جارِه إذا احتاج إليه، منَعَه اللهُ فضْلَه، ووكَلَه إلى نفْسِه. ومَن وكَلَه إلى نفْسِه هلَكَ آخرَ ما عليها، ولا يُقْبَلُ له عُذرٌ. وأيُّما امرأةٍ آذتْ زوجَها لم تُقْبَلْ صَلاتُها، ولا حَسنةٌ مِن عمَلِها حتَّى تُعْتِبَه وتُرْضِيَه، ولو صامتِ الدَّهرَ، وقامَتْه، وأعتقَتِ الرِّقابَ، وحُمِلَت على الجيادِ في سبيلِ اللهِ؛ لكانت أوَّلَ مَن يَرِدُ النَّارَ إذا لم تُرْضِه وتُعْتِبْه، وقال: وعلى الرَّجلِ مِثْلُ ذلك مِن الوِزْرِ والعذابِ إذا كان لها مُؤْذِيًا ظالمًا. ومَن لطَمَ خَدَّ مُسلمٍ لَطمةً، بدَّدَ اللهُ عِظامَه يومَ القيامةِ، ثمَّ تُسَلَّطُ عليه النَّارُ، ويُبْعَثُ حين يُبْعَثُ مَغلولًا حتَّى يَرِدَ النَّارَ. ومَن بات وفي قلْبِه غِشٌّ لأخيهِ المُسلمِ، بات وأصبَحَ في سَخَطِ اللهِ حتَّى يَتوبَ ويرجِعَ، فإنْ مات على ذلك مات على غيرِ الإسلامِ، ثمَّ قال: ألَا إنَّه مَن غشَّنا فليس مِنَّا، حتَّى قال ذلك ثلاثًا. ومَن يُعلِّقُ سَوطًا بيْن يديْ سُلطانٍ جائرٍ، جعَلَ له اللهُ حيَّةً طُولُها سبعونَ ألفَ ذِراعٍ، فتُسَلَّطُ عليه في نارِ جهنَّمَ خالدًا مُخلَّدًا. ومَنِ اغتابَ مُسلمًا، بطَلَ صَومُه ونقَضَ وُضوءَه، فإنْ مات وهو كذلك، مات كالمُستحِلِّ ما حرَّمَ اللهُ. ومَن مَشى بالنَّميمةِ بيْن اثنينِ، سلَّطَ اللهُ عليه في قبْرِه نارًا تُحرِقُه إلى يومِ القيامةِ، ثمَّ يُدْخِلُه النَّارَ. ومَن عفا عن أخيه المُسلمِ، وكظَمَ غَيظَه، أعطاهُ اللهُ أجْرَ شَهيدٍ. ومَن بَغَى على أخيه، وتطاوَلَ عليه، واستحقَرَه؛ حشَرَه اللهُ يومَ القيامةِ في صُورةِ الذَّرَّةِ، تطَؤُه العِبادُ بأقدامِهم، ثمَّ يدخُلُ النَّارَ، ولم يَزَلْ في سَخَطِ اللهِ حتَّى يموتَ. ومَن يَرُدَّ عن أخيه المُسلمِ غِيبةً سمِعَها تُذْكَرُ عنه في مَجلسٍ، رَدَّ اللهُ عنه ألفَ بابٍ مِن الشَّرِّ في الدُّنيا والآخرةِ، فإنْ هو لم يَرُدَّ عنه وأعجَبَه ما قالوا، كان عليه مِثْلُ وِزْرِهم. ومَن رمى مُحْصَنًا أو مُحصنَةً ، حبِطَ عمَلُه، وجُلِدَ يومَ القيامةِ سبعونَ ألفًا مِن بيْن يَديْهِ ومِن خلْفِه، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ومَن شرِبَ الخمْرَ في الدُّنيا، سقاهُ اللهُ مِن سُمِّ الأساودِ وسُمِّ العقاربِ شَربةً، يتساقَطُ لَحمُ وَجْهِه في الإناءِ قبْلَ أنْ يشرَبَها، فإذا شرِبَها تفسَّخَ لحْمُه وجِلْدُه كالجِيفةِ يتأَذَّى به أهلُ الجَمعِ، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ألَا وشاربُها، وعاصِرُها، ومُعتصِرُها، وبائعُها، ومُبْتاعُها، وحامِلُها، والمَحمولةُ إليه، وآكِلُ ثَمنِها؛ سواءٌ في إثْمِها وعارِها، ولا يقبَلُ اللهُ له صَلاةً ولا صِيامًا، ولا حَجًّا ولا عُمرةً حتَّى يتوبَ. فإنْ مات قبلَ أنْ يتوبَ منها، كان حقًّا على اللهِ أنْ يَسْقِيَه بكلِّ جُرعةٍ شَرِبَها في الدُّنيا شَربةً مِن صَديدِ جهنَّمَ. ألَا وكُلُّ مُسكرٍ خمرٌ، وكلُّ مُسكرٍ حرامٌ. ومَن أكَلَ الرِّبا، ملَأَ اللهُ بطْنَه نارًا بقَدْرِ ما أكَلَ، وإنْ كسَبَ منه مالًا، لم يَقبَلِ اللهُ شيئًا مِن عمَلِه، ولم يَزَلْ في لَعنةِ اللهِ وملائكتِه ما دام عنده منه قِيراطٌ. ومَن خان أمانةً في الدُّنيا ولم يُؤَدِّها إلى أربابِها، مات على غيرِ دِينِ الإسلامِ، ولَقِيَ اللهَ وهو عليه غضْبانُ ، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ، فيَهْوي مِن شَفيرِها أبدَ الآبدينَ. ومَن شَهِدَ شَهادةَ زُورٍ على مُسلمٍ أو كافرٍ، عُلِّقَ بلِسانِه يومَ القيامةِ، ثمَّ صُيِّرَ مع المُنافقينَ في الدَّركِ الأسفلِ مِن النَّارِ. ومَن قال لِمَملوكِه، أو مَملوكِ غيرِه، أو لأحدٍ مِن المُسلِمينَ: لا لبَّيْكَ، ولا سَعْديكَ ؛ انغمَسَ في النَّارِ. ومَن أضَرَّ بامرأةٍ حتَّى تَفتدِيَ منه، لم يرْضَ اللهُ له بعُقوبةٍ دونَ النَّارِ؛ لأنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَغضَبُ للمرأةِ كما يغضَبُ لليتيمِ. ومَن سعى بأخيه إلى السُّلطانِ، أحبَطَ اللهُ عمَلَه كلَّه، فإنْ وصَلَ إليه مَكروهٌ أو أذًى، جعَلَه اللهُ مع هامانَ في دَرجتِه في النَّارِ. ومَن قرَأَ القُرآنَ رِياءً وسُمعةً، أو يُرِيدُ به الدُّنيا؛ لقِيَ اللهَ ووجْهُه عظْمٌ ليس عليه لَحمٌ، ودَعَّ القُرآنُ في قَفاهُ حتَّى يقذِفَه في النَّارِ، فيَهْوي فيها مع مَن هوى. ومَن قرَأَه ولم يَعمَلْ به، حشَرَه اللهُ يومَ القيامةِ أعمى، فيقولُ: ربِّ، لِمَ حَشرْتَني أعمى وقد كنتُ بصيرًا؟! فيقولُ: كذلك أتَتْك آياتُنا فنسِيتَها، وكذلك اليومَ تُنْسى. ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ومَن اشترى خِيانةً وهو يعلَمُ أنَّها خِيانةٌ، كان كمَن خان في عارِها وإثْمِها. ومَن قاوَدَ بيْن امرأةٍ ورجُلٍ حرامًا، حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ، ومأواهُ النَّارُ وساءت مصيرًا. ومَن غَشَّ أخاه المُسلِمَ، نزَعَ اللهُ منه رِزقَه، وأفسَدَ عليه مَعيشتَه، ووكَلَه إلى نفْسِه. ومَن اشْتَرى سَرِقةً وهو يعلَمُ أنَّها سَرقةٌ، كان كمَن سرَقَها في عارِها وإثمِها. ومَن ضارَّ مُسلمًا فليس مِنَّا ولسْنا منه في الدُّنيا والآخرةِ. ومَن سمِعَ بفاحشةٍ فأفْشاها، كان كمَن أتاها. ومَن سمِعَ بخبرٍ فأفشاهُ، كان كمَن عمِلَه. ومَن وصَفَ امرأةً لرجلٍ، فذكَرَ جَمالَها وحُسْنَها حتَّى افْتُتِنَ بها، فأصاب منها فاحِشةً؛ خرَجَ مِن الدُّنيا مَغضوبًا عليه، ومَن غضِبَ اللهُ عليه غضِبَت عليه السَّمواتُ السَّبعُ والأرضونَ السَّبعُ، وكان عليه مِن الوِزرِ مِثْلُ وِزْرِ الَّذي أصابَها. قلْنا: فإنْ تابَا وأصْلَحا؟ قال: قُبِلَ منهما. ولا يُقْبَلُ مِن الَّذي وصَفَها. ومَن أطعَمَ طعامًا رِياءً وسُمعةً، أطعَمَه اللهُ مِن صَديدِ جهنَّمَ، وكان ذلك الطَّعامُ نارًا في بطنِه حتَّى يُقْضَى بيْن النَّاسِ. ومَن فجَرَ بامرأةٍ ذاتِ بعلٍ انفَجَرَ مِن فرْجِها وادٍ مِن صَديدٍ ، مَسيرتُه خمسُ مئةِ عامٍ، يتأَذَّى به أهلُ النَّارِ مِن نَتنِ رِيحِه، وكان مِن أشدِّ النَّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ. واشتَدَّ غضَبُ اللهِ على امرأةٍ ذاتِ بَعلٍ ملَأَت عَينَها مِن غيرِ زوجِها، أو غيرِ ذي مَحْرَمٍ منها، فإذا فعَلَتْ ذلك أحبَطَ اللهُ كلَّ عمَلٍ عمِلَتْه، فإنْ أوطَأَت فِراشَه غيرَه، كان حقًّا على اللهِ أنْ يُحرِقَها بالنَّارِ مِن يومِ تموتُ في قبْرِها. وأيُّما امرأةٍ اختَلَعت مِن زَوجِها، لم تزَلْ في لَعنةِ اللهِ وملائكتِه، وكُتبِه ورُسلِه، والنَّاسِ أجمعينَ، فإذا نزَلَ بها ملَكُ الموتِ قال لها: أبْشِري بالنَّارِ، فإذا كان يومُ القيامةِ قِيل لها: ادْخُلي النَّارَ مع الدَّاخلينَ. ألَا وإنَّ اللهَ ورسولَه بَريئانِ مِن المُختلِعاتِ بغيرِ حَقٍّ. ألَا وإنَّ اللهَ ورسولَه بَريئانِ ممَّن أضَرَّ بامرأةٍ حتَّى تَختلِعَ منه. ومَن أمَّ قومًا بإذْنِهم وهم به راضونَ، فاقتصَدَ بهم في حُضورِه وقِراءتِه، ورُكوعِه وسُجودِه وقُعودِه؛ فله مِثْلُ أُجورِهم. ومَن لم يَقتصِدْ بهم في ذلك، رُدَّتْ عليه صَلاتُه، ولم تَتجاوَزْ تَراقِيَه، وكان بمَنزلةِ أميرٍ جائرٍ مُعتدٍ لم يُصْلِحْ إلى رعيَّتِه، ولم يَقُمْ فيهم بأمْرِ اللهِ. فقال عليُّ بنُ أبي طالبٍ: يا رسولَ اللهِ بأبي أنت وأُمِّي، وما مَنزلةُ الأميرِ الجائرِ المُعتدي الَّذي لم يُصْلِحْ لرعيَّتِه، ولم يَقُمْ فيهم بأمْرِ اللهِ؟ قال: هو رابعُ أربعةٍ، وهو أشَدُّ النَّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ: إبليسُ، وفرعونُ، وقابيلُ قاتلُ النَّفسِ، والأميرُ الجائرُ رابعُهم. ومَنِ احتاجَ إليه أخوهُ المُسلِمُ في قرضٍ، فلم يُقْرِضْه وهو عنده؛ حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ يومَ يَجْزي المُحسنينَ. ومَن صبَرَ على سُوءِ خُلقِ امرأتِه، واحتسَبَ الأجْرَ مِن اللهِ؛ أعطاهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مِن الثَّوابِ مِثْلَ ما أعطى أيُّوبَ على بلائِه، وكان عليها مِن الوِزْرِ في كلِّ يومٍ وليلةٍ مِثْلُ رَمْلِ عالِجٍ ، فإنْ ماتت قبْلَ أنْ تُعْتِبَه وتُرْضِيَه، حُشِرَت يومَ القيامةِ مَنكوسةً مع المُنافقينَ في الدَّركِ الأسفلِ مِن النَّارِ. ومَن كانت له امرأةٌ، فلم تُوافِقْه، ولم تَصبِرْ على ما رزَقَه اللهُ، وشَقَّت عليه، وحمَّلَتْه ما لا يَقْدِرُ عليه؛ لم تُقْبَلْ لها حَسنةٌ، فإنْ ماتت على ذلك حُشِرَت مع المغضوبِ عليهم. ومَن أكرَمَ أخاه المُسلِمَ فإنَّما يُكْرِمُ ربَّه، فما ظنُّكم؟! ومَن تولَّى عرَّافةَ قومٍ، حُبِسَ على شَفيرِ جهنَّمَ، لكلِّ يومٍ ألفُ سَنةٍ، ويُحْشَرُ ويَدُه مَغلولةٌ إلى عُنقِه، فإنْ كان أقام أمْرَ اللهِ فيهم أُطْلِقَ، وإنْ كان ظالمًا هوى في جهنَّمَ سبعينَ خريفًا. ومَن تحلَّمَ ما لم يَحلُمْ كان كمَن شهِدَ بالزُّورِ، وكُلِّفَ يومَ القيامةِ أنْ يَعقِدَ بيْن شَعيرتَينِ يُعَذَّبُ حتَّى يَعقِدَهما، ولنْ يَعقِدَهما. ومَن كان ذا وَجهَينِ ولِسانَينِ في الدُّنيا، جعَلَ اللهُ له وَجهَينِ ولِسانَينِ في النَّارِ. ومَن استنبَطَ حديثًا باطلًا فهو كمَن حدَّثَ به. قيل: كيف يَستنبِطُه؟ قال: هو الرَّجلُ يَلْقى الرَّجلَ، فيقولُ: كان ذَيت وذَيت، فيَفتَتِحُه، فلا يكونُ أحدُكم مِفتاحًا للشَّرِّ والباطلِ. ومَن مَشى في صُلْحٍ بيْن اثنينِ، صَلَّت عليه الملائكةُ حتَّى يرجِعَ، وأُعْطِيَ أجْرَ لَيلةِ القَدْرِ. ومَن مشى في قَطيعةٍ بيْن اثنينِ، كان عليه مِن الوِزْرِ بقَدْرِ ما أُعْطِيَ مَن أصلَحَ بيْن اثنينِ مِن الأجْرِ، ووجَبَت عليه اللَّعنةُ حتَّى يدخُلَ جهنَّمَ، فيُضاعَفُ عليه العذابُ. ومَن مشى في عَونِ أخيهِ المُسلمِ ومَنفعتِه، كان له ثَوابُ المُجاهِدِ في سبيلِ اللهِ. ومَن مشى في غِيبَتِه وكشْفِ عَورتِه، كانت أوَّلُ قدَمٍ يَخْطوها كأنَّما وضَعَها في جهنَّمَ، وتُكْشَفُ عَورتُه يومَ القيامةِ على رُؤوسِ الخلائقِ. ومَن مشى إلى ذي قَرابةٍ أو ذي رحمٍ يتسلَّى به أو يُسَلِّمُ عليه، أعطاهُ اللهُ أجْرَ مئةِ شهيدٍ، وإنْ وصَلَه مع ذلك، كان له بكلِّ خُطوةٍ أربعونَ ألفَ حَسنةٍ، وحُطَّ عنه بها أربعونَ ألفَ ألفِ سيِّئةٍ، ويُرْفَعُ له بها أربعونَ ألفَ ألفِ دَرجةٍ، وكأنَّما عَبَدَ اللهَ مئةَ ألفِ سَنةٍ. ومَن مشى في فسادِ القراباتِ والقطيعةِ بيْنهم، غَضِبَ اللهُ عليه في الدُّنيا ولعَنَهُ، وكان عليه كوِزْرِ مَن قطَعَ الرَّحمَ. ومَن مَشى في تَزويجِ رجُلٍ حلالًا حتَّى يُجْمَعَ بيْنهما، زوَّجَه اللهُ ألفَ امرأةٍ مِن الحُورِ العينِ ، كلُّ امرأةٍ في قَصرٍ مِن دُرٍّ وياقوتٍ، وكان له بكلِّ خُطوةٍ خطاها أو كلمةٍ تكلَّمَ بها في ذلك عِبادةُ سَنةٍ؛ قِيامُ ليلِها، وصِيامُ نهارِها. ومَن عمِلَ في فُرقةٍ بيْن امرأةٍ وزوجِها، كان عليه لَعنةُ اللهِ في الدُّنيا والآخرةِ، وحرَّمَ اللهُ عليه النَّظرَ إلى وجْهِه. ومَن قاد ضَريرًا إلى المسجِدِ، أو إلى مَنزلِه، أو إلى حاجةٍ مِن حوائجِه؛ كتَبَ اللهُ له بكلِّ قدَمٍ رفَعَها أو وضَعَها عِتْقَ رقبةٍ، وصَلَّت عليه الملائكةُ حتَّى يُفارِقَه. ومَن مشى بضَريرٍ في حاجةٍ حتَّى يَقضِيَها، أعطاهُ اللهُ بَراءتَينِ: بَراءةً مِن النَّارِ ، وبَراءةً مِن النِّفاقِ، وقُضِيَ له سبعونَ ألفَ حاجةٍ مِن حوائجِ الدُّنيا، ولم يزَلْ يَخوضُ في الرَّحمةِ حتَّى يرجِعَ. ومَن قام على مَريضٍ يومًا وليلةً، بعَثَه اللهُ مع خليلِه إبراهيمَ حتَّى يجوزَ على الصِّراطِ كالبرقِ اللَّامعِ. ومَن سَعى لمريضٍ في حاجةٍ، خرَجَ من ذُنوبِه كيَومِ ولَدَتِه أُمُّه . فقال رجُلٌ مِن الأنصارِ: فإنْ كان المريضُ قَرابتَه أو بعضَ أهْلِه؟ قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ومَن أعظَمُ أجْرًا ممَّن سعى في حاجةِ أهْلِه؟! ومَن ضيَّعَ أهْلَه، وقطَعَ رحِمَه، حرَمَه اللهُ حُسنَ الجزاءِ يومَ يَجْزِي المُحسنينَ، وصيَّرَه مع الهالكينَ حتَّى يأتيَ بالمَخرجِ، وأنَّى له بالمَخرجِ! ومَن مشى لضَعيفٍ في حاجةٍ أو مَنفعةٍ، أعطاهُ اللهُ كتابَه بيمينِه. ومَن أقرَضَ مَلْهوفًا، فأحسَنَ طلَبَه، فلْيستَأنِفِ العمَلَ، وله عندَ اللهِ بكلِّ دِرهمٍ ألفُ قِنْطارٍ في الجنَّةِ. ومَن فرَّجَ عن أخيهِ كُربةً مِن كُرَبِ الدُّنيا، فرَّجَ اللهُ عنه كُرَبَ الدُّنيا والآخرةِ، ونظَرَ اللهُ إليه نَظرةَ رَحمةٍ يَنالُ بها الجنَّةَ. ومَن مشى في صُلحٍ بيْن امرأةٍ وزوجِها، كان له أجرُ ألفِ شهيدٍ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ حقًّا، وكان له بكلِّ خُطوةٍ وكلمةٍ عِبادةُ سَنةٍ؛ صيامُها وقيامُها. ومَن أقرَضَ أخاهُ المُسلمَ، فله بكلِّ درهمٍ وَزنُ جبلِ أُحُدٍ، وحِراءَ، وثَبِيرَ، وطُورِ سَيناءَ حَسناتٍ. فإنْ رفَقَ به في طلَبِه بعدَ حِلِّه، جَرى عليه بكلِّ يومٍ صَدقةٌ، وجاز على الصِّراطِ كالبرقِ اللَّامعِ لا حِسابَ عليه، ولا عذابَ. ومَن مطَلَ طالِبَه وهو يَقْدِرُ على قَضائِه، فعليهِ خَطيئةُ عِشارٍ. فقام إليه عوفُ بنُ مالكٍ الأشجعيُّ، فقال: وما خطيئةُ العِشارِ؟ فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَطيئةُ العِشارِ: أنَّ عليه في كلِّ يومٍ لَعنةَ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمعينَ، ومَن يلْعَنِ اللهُ فلنْ تجِدَ له نَصيرًا. ومَنِ اصطنَعَ إلى أخيهِ المُسلمِ مَعروفًا، ثمَّ مَنَّ به عليه؛ أُحْبِطَ أجْرُه، وخُيِّبَ سعيُه. ألَا وإنَّ اللهَ جَلَّ ثناؤُه حرَّمَ على المنَّانِ والبخيلِ، والمُختالِ والقتَّاتِ، والجوَّاظِ والجَعظريِّ، والعُتُلِّ والزَّنيمِ، ومُدمنِ الخمرِ: الجنَّةَ. ومَن تصدَّقَ صَدقةً، أعطاهُ اللهُ بوزنِ كلِّ ذرَّةٍ منها مِثْلَ جبلِ أُحُدٍ مِن نَعيمِ الجنَّةِ. ومَن مشى بها إلى مِسكينٍ كان له مِثْلُ ذلك، ولو تداوَلَها أربعونَ ألفَ إنسانٍ حتَّى تصِلَ إلى المسكينِ، كان لكلِّ واحدٍ منهم مِثْلُ ذلك الأجْرِ كاملًا، وما عندَ اللهِ خيرٌ وأبقى للَّذين اتَّقوا وأحَسْنوا. ومَن بَنى للهِ مَسجدًا، أعطاهُ اللهُ بكلِّ شِبرٍ -أو قال: بكلِّ ذِراعٍ- أربعينَ ألفَ ألفِ مدينةٍ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ، ودُرٍّ وياقوتٍ، وزَبرجدٍ ولُؤلؤٍ، في كلِّ مدينةٍ أربعونَ ألْفَ قَصرٍ، في كلِّ قَصرٍ سبعونَ ألفَ ألفِ دارٍ، في كلِّ دارٍ أربعونَ ألفَ ألفِ بيْتٍ، في كلِّ بيْتٍ أربعونَ ألفَ سريرٍ، على كلِّ سَريرٍ زوجةٌ مِن الحُورِ العينِ ، وفي كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفٍ، وأربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفةٍ، وفي كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ مائدةٍ، على كلِّ مائدةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ قَصعةٍ ، في كلِّ قَصعةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ لونٍ مِن الطَّعامِ، ويُعْطي اللهُ وَلِيَّه مِن القُوَّةِ ما يأتي على تلك الأزواجِ وذلك الطَّعامِ والشَّرابِ في يومٍ واحدٍ. ومَن تَولَّى أذانَ مسجِدٍ مِن مساجِدِ اللهِ، يُريدُ بذلك وجْهَ اللهِ؛ أعطاهُ اللهُ ثوابَ ألفِ ألفِ نَبِيٍّ، وأربعينَ ألفَ ألفِ صِدِّيقٍ، وأربعينَ ألفَ ألفِ شَهيدٍ، ويَدخُلُ في شفاعتِه أربعونَ ألفَ ألفِ أُمَّةٍ، في كلِّ أُمَّةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ رجُلٍ، وله في كلِّ جنَّةٍ مِن الجِنانِ أربعونَ ألفَ ألفِ مدينةٍ، في كلِّ مدينةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ قَصرٍ، في كلِّ قَصرٍ أربعونَ ألفَ ألفِ دارٍ، في كلِّ دارٍ أربعونَ ألفَ ألفِ بيتٍ، في كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ سَريرٍ، على كلِّ سَريرٍ زَوجةٌ مِن الحُورِ العينِ ، سَعةُ كلِّ بيتٍ منها سَعةُ الدُّنيا أربعونَ ألفَ ألفِ مرَّةٍ، بيْن يدي كلِّ زَوجةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفٍ، وأربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفةٍ، في كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ مائدةٍ، على كلِّ مائدةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ قَصعةٍ ، في كلِّ قَصعةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ لونٍ، لو نزَلَ به الثَّقلانِ لَأوسَعَهم بأدنى بيْتٍ مِن بُيوتِه بما شاؤوا مِن الطَّعامِ والشَّرابِ، واللِّباسِ والطِّيبِ، والثِّمارِ، وألْوانِ التُّحفِ والطَّرائفِ، والحُلِيِّ والحُلَلِ، كلُّ بيتٍ منها مُكْتَفٍ بما فيه مِن هذه الأشياءِ عن البيتِ الآخرِ. فإذا قال المُؤذِّنُ: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، اكتنَفَه سبعونَ ألفَ ملَكٍ كلُّهم يُصَلُّون عليه ، ويَستغفِرونَ له، وهو في ظلِّ رَحمةِ اللهِ حتَّى يَفرُغَ، ويكتُبُ ثوابَه أربعونَ ألفَ ألفِ ملَكٍ، ثمَّ يَصعَدونَ به إلى اللهِ. ومَن مشى إلى مَسجِدٍ مِن المساجِدِ، فله بكلِّ خُطوةٍ يَخْطوها حتَّى يرجِعَ إلى منزلِه عشْرُ حَسناتٍ، وتُمْحى عنه بها عشْرُ سيِّئاتٍ، ويُرْفَعُ له بها عشْرُ درجاتٍ. ومَن حافَظَ على الجماعةِ حيث كان، ومع مَن كان؛ مَرَّ على الصِّراطِ كالبرقِ اللَّامعِ في أوَّلِ زُمرةٍ مِن السَّابقينَ، ووجْهُه أضوَأُ مِن القمرِ ليلةَ البدرِ، وكان له بكلِّ يومٍ وليلةٍ حافَظَ عليها ثوابُ شهيدٍ. ومَن حافَظَ على الصَّفِّ المُقدَّمِ، فأدرَكَ أوَّلَ تكبيرةٍ مِن غيرِ أنْ يُؤْذِيَ مُؤمنًا؛ أعطاهُ اللهُ مِثْلَ ثوابِ المُؤذِّنِ في الدُّنيا والآخرةِ. ومَن بنى بِناءً على ظَهرِ طريقٍ يَأْوي إليه عابرُ السَّبيلِ، بعَثَه اللهُ يومَ القيامةِ على نَجيبةٍ مِن دُرٍّ، ووجْهُه يُضِيءُ لأهْلِ الجَمعِ، حتَّى يقولَ أهلُ الجَمعِ: هذا ملَكٌ مِن الملائكةِ لم يُرَ مِثْلُه، حتَّى يُزاحِمَ إبراهيمَ في قُبَّتِه، ويَدخُلُ الجنَّةَ بشفاعتِه أربعونَ ألفَ رجُلٍ. ومَن شفَعَ لأخيه المُسلمِ في حاجةٍ له، نظَرَ اللهُ إليه. وحَقٌّ على اللهِ ألَّا يُعذِّبَ عبْدًا بعدَ نظَرِه إليه، إذا كان ذلك بطلبٍ منه إليه أنْ يشفَعَ له، فإذا شفَعَ له مِن غيرِ طلَبٍ، كان له مع ذلك أجْرُ سبعينَ شهيدًا. ومَن صام رمضانَ، وكَفَّ عن اللَّغوِ والغِيبةِ، والكذِبِ والخوضِ في الباطلِ، وأمسَكَ لِسانَه إلَّا عن ذِكْرِ اللهِ، وكَفَّ سمْعَه وبصَرَه وجميعَ جَوارحِه عن مَحارمِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وعن أذى المُسلمينَ؛ كانت له مِن القُربةِ عند اللهِ أنْ تمَسَّ رُكبَتُه رُكبةَ إبراهيمَ خليلِه. ومَنِ احتفَرَ بئرًا حتَّى يَنبسِطَ ماؤُها، فيَبذُلُها للمُسلمينَ؛ كان له أجْرُ مَن توضَّأَ منها وصَلَّى، وله بعدَدِ شَعرِ مَن شَرِبَ منها حَسناتٌ؛ إنسٌ أو جِنٌّ، أو بَهيمةٌ أو سبُعٌ، أو طائرٌ، أو غيرُ ذلك، وله بكلِّ شَعرةٍ مِن ذلك عِتْقُ رَقبةٍ، ويَرِدُ في شفاعتِه يومَ القيامةِ حَوضَ القُدسِ عدَدُ نُجومِ السَّماءِ. قيل: يا رسولَ اللهِ: وما حوضُ القُدسِ؟ قال: حَوضي، حوضي، حوضي. ومَن حفَرَ قبْرًا لمُسلمٍ، حرَّمَه اللهُ على النَّارِ، وبوَّأَه بَيتًا في الجنَّةِ، لو وُضِعَ فيه ما بين صَنعاءَ والحبشةِ لَوسِعَها. ومَن غسَّلَ ميتًا، وأدَّى الأمانةَ فيه، كان له بكلِّ شَعرةٍ منه عِتقُ رقبةٍ، ورُفِعَ له بها مئةُ درجةٍ. فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ: وكيف يُؤدِّي فيه الأمانةَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: يَستُرُ عَورتَه، ويَكتُمُ شَيْنَه، وإنْ هو لم يَستُرْ عورتَه، ولم يَكتُمْ شَيْنَه؛ أبْدى اللهُ عَورتَه على رُؤوسِ الخلائقِ. ومَن صَلَّى على ميِّتٍ صَلَّى عليه جبريلُ ومعه سبعونَ ألفَ ملكٍ، وغُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنْبِه، وإنْ أقام حتَّى يُدْفَنَ وحَثَا عليه مِن التُّرابِ، انقلَبَ وله بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ إلى مَنزلِه قِيراطٌ مِن الأجْرِ، والقِيراط ُمِثْلُ أُحُدٍ. ومَن ذرَفَت عَيناهُ مِن خَشيةِ اللهِ، كان له بكلِّ قَطرةٍ مِن دُموعِه مِثْلُ أُحُدٍ في مِيزانِه، وله بكلِّ قَطرةٍ عَينٌ في الجنَّةِ، على حافتَيْها مِن المدائنِ والقُصورِ ما لا عَينٌ رأتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ، ولا خطَرَ على قلْبِ واصفٍ. ومَن عاد مَريضًا فله بكلِّ خُطوةٍ خطاها حتَّى يرجِعَ إلى منزلِه سبعونَ ألفَ حَسنةٍ، ومَحْوُ سبعينَ ألفَ سيِّئةٍ، وتُرْفَعُ له سبعونَ ألفَ درجةٍ، ويُوَكَّلُ به سبعونَ ألفَ ملَكٍ يَعودونَه، ويَستغفِرونَ له إلى يومِ القيامةِ. ومَن تبِعَ جنازةً فله بكلِّ خُطوةٍ يَخْطوها حتَّى يرجِعَ مئةُ ألفِ حَسنةٍ، ومَحْوُ مئةِ ألفِ سيِّئةٍ، ويُرْفَعُ له مئةُ ألفِ درجةٍ. فإنْ صَلَّى عليها وُكِّلَ به سبعونَ ألفَ ملَكٍ يستغفِرونَ له حتَّى يرجِعَ، وإنْ شَهِدَ دفْنَها استغْفَروا له حتَّى يُبْعَثَ مِن قبْرِه. ومَن خرَجَ حاجًّا أو مُعتمِرًا، فله بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ ألفُ ألفِ حَسنةٍ، ومَحْوُ ألفِ ألفِ سيِّئةٍ، ورُفِعَ له ألفُ ألفِ درجةٍ، وله عند ربِّه بكلِّ دِرهمٍ يُنفِقُه ألفُ ألفِ دِرهمٍ، وبكلِّ دِينارٍ ألفُ ألفِ دِينارٍ، وبكلِّ حَسنةٍ يعمَلُها ألفُ ألفِ حَسنةٍ، حتَّى يرجِعَ وهو في ضَمانِ اللهِ، فإنْ توفَّاهُ أدخَلَه الجنَّةَ، وإنْ رجَعَه، رجَعَه مَغفورًا له مُستجابًا له، فاغتَنِموا دعوتَه إذا قدِمَ قبْلَ أنْ يُصيبَ الذُّنوبَ؛ فإنَّه يَشفَعُ في مئةِ ألفِ رجُلٍ يومَ القيامةِ. ومَن خلَفَ حاجًّا أو مُعتمِرًا في أهلِه بخيرٍ، كان له مِثْلُ أجْرِه كاملًا مِن غيرِ أنْ ينقُصَ مِن أجْرِه شَيءٌ. ومَن رابَطَ أو جاهَدَ في سبيلِ اللهِ، كان له بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ سبعُ مئةِ ألفِ ألفِ حَسنةٍ، ومَحْوُ سبعِ مئةِ ألفِ ألفِ سيِّئةٍ، ورُفِعَ له سبْعُ مئةِ ألْفِ ألفِ دَرجةٍ، وكان في ضَمانِ اللهِ، فإنْ توفَّاهُ بأيِّ حتْفٍ كان، أدخَلَه الجنَّةَ، وإنْ رجَعَه، رجَعَه مَغفورًا له مُستجابًا له. ومَن زار أخاهُ المُسلمَ فله بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ عِتْقُ مئةِ ألفِ رَقبةٍ، ومَحْوُ مئةِ ألفِ ألفِ سيِّئةٍ، ويُكْتَبُ له مئةُ ألفِ ألفِ حَسنةٍ، ويُرْفَعُ له بها مئةُ ألفِ ألفِ درجةٍ. قال: فقُلْنا لأبي هُريرةَ: أوليسَ قد قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن أعتَقَ رقبةً فهي فِكاكُه مِن النَّارِ؟ قال: بلى. ويُرْفَعُ له سائرُهم في كُنوزِ العرشِ عندَ ربِّه. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ ابتغاءَ وجْهِ اللهِ، وتفَقَّه في دِينِ اللهِ؛ كان له مِن الثَّوابِ مِثْلُ جميعِ ما أُعْطِيَ الملائكةُ والأنبياءُ والرُّسلُ. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ رِياءً وسُمعةً ليُمارِيَ به السُّفهاءَ، ويُباهِيَ به العُلماءَ، أو يطلُبَ به الدُّنيا؛ بدَّدَ اللهُ عِظامَه يومَ القيامةِ، وكان مِن أشَدِّ أهلِ النَّارِ عذابًا، ولا يَبْقى فيها نوعٌ مِن أنواعِ العذابِ إلَّا عُذِّبَ به؛ لشِدَّةِ غضَبِ اللهِ وسَخَطِه عليه. ومَن تعلَّمَ العلمَ وتواضَعَ في العلمِ، وعلَّمَه عِبادَ اللهِ، يُرِيدُ بذلك ما عندَ اللهِ؛ لم يكُنْ في الجنَّةِ أفضَلُ ثوابًا ولا أعظَمُ مَنزلةً منه، ولم يكُنْ في الجنَّةِ مَنزلةٌ ولا درجةٌ رفيعةٌ نَفِيسةٌ إلَّا وله فيها أوفَرُ نَصيبٍ وأوفَرُ المنازلِ. ألَا وإنَّ العِلْمَ أفضَلُ العِبادةِ. ومِلاكُ الدِّينِ الورَعُ. وإنَّما العالِمُ مَن عمِلَ بعلْمِه وإنْ كان قليلَ العِلْمِ، فلا تَحقِرُنَّ مِن المعاصي شيئًا وإنْ صغُرَ في أعيُنِكم؛ فإنَّه لا صَغيرةَ مع الإصرارِ، ولا كبيرةَ مع استغفارٍ. ألَا وإنَّ اللهَ سائِلُكم عن أعمالِكم، حتَّى عن مَسِّ أحدِكم ثَوبَ أخيهِ، فاعْلَموا عِبادَ اللهِ: أنَّ العبدَ يُبْعَثُ يومَ القيامةِ على ما قد مات عليه، وقد خلَقَ اللهُ الجنَّةَ والنَّارَ، فمَن اختارَ النَّارَ على الجنَّةِ، فأبعَدَهُ اللهُ. ألَا وإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ أمَرَني أنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ. فإذا قالوها عَصَموا مِنِّي دِماءَهم وأموالَهم إلَّا بحَقِّها، وحسابُهم على اللهِ. ألَا وإنَّ اللهَ لم يَدَعْ شيئًا ممَّا نهى عنه إلَّا وقد بيَّنَه لكم؛ {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42]. ألَا وإنَّ اللهَ جَلَّ ثناؤُه لا يَظلِمُ، ولا يَجوزُ عليه ظُلمٌ، وهو بالمِرصادِ؛ ليَجْزِيَ الَّذين أساؤوا بما عَمِلوا، ويَجْزيَ الَّذين أحْسَنوا بالحُسنى، فمَن أحسَنَ فلِنفْسِه، ومَن أساء فعليها، وما ربُّك بظلَّامٍ للعبيدِ. يا أيُّها النَّاسُ، إنَّه قد كَبِرَتْ سِنِّي، ودَقَّ عَظْمي، وانهَدَّ جِسْمي، ونُعِيَت إليَّ نَفْسي، واقترَبَ أجَلي، واشتقْتُ إلى ربِّي. ألَا وإنَّ هذا آخِرُ العهدِ مِنِّي ومنكم، فما دُمْتُ حيًّا فقد تَرَوني، فإذا أنا مِتُّ فاللهُ خَلِيفتي على كلِّ مُسلمٍ. والسَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه. ثمَّ نزَلَ، فابتدَرَه رَهطٌ مِن الأنصارِ قبْلَ أنْ ينزِلَ مِن المِنبرِ، وقالوا: جُعِلَت أنفُسُنا فِداك يا رسولَ اللهِ، مَن يقومُ بهذه الشَّدائدِ؟ وكيف العيشُ بعدَ هذا اليومِ؟ فقال لهم: وأنتم فَداكم أبي وأُمِّي، نازَلْتُ ربِّي في أُمَّتي، فقال لي: بابُ التَّوبةِ مفتوحٌ حتَّى يُنْفَخَ في الصُّورِ . ثمَّ قال: مَن تاب قبلَ مَوتِه بسَنةٍ تاب اللهُ عليه ، ثمَّ قال: سَنةٌ كثيرٌ. مَن تاب قبلَ مَوتِه بشَهرٍ تاب اللهُ عليه ، ثمَّ قال: شَهرٌ كثيرٌ. ومَن تاب قبلَ موتِه بجُمعةٍ تاب اللهُ عليه ، ثمَّ قال: جُمعةٌ كثيرٌ. مَن تاب قبلَ مَوتِه بيومٍ تاب اللهُ عليه ، ثمَّ قال: يومٌ كثيرٌ. ثمَّ قال: مَن تاب قبلَ موتِه بساعةٍ تاب اللهُ عليه . ثمَّ قال: مَن تاب قبْلَ أنْ يُغرغِرَ بالموتِ تاب اللهُ عليه . ثمَّ نزَلَ. فكانت آخِرَ خُطبةٍ خطَبَها صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

41 - إنَّ كلَّ نَبِيٍّ قد أنذَرَ قَومَه الدَّجَّالَ، ألَا وإنَّه قد أكَلَ الطَّعامَ، ألَا إنِّي عاهِدٌ إليكم فيه عهْدًا لم يَعهَدْهُ نَبِيٌّ إلى أُمَّتِه، ألَا وإنَّ عَينَهُ اليُمْنى مَمسوحةٌ كأنَّها نُخاعةٌ في جانبِ حائطٍ، ألَا وإنَّ عينَهُ اليُسرى كأنَّها كوكبٌ دُرِّيٌّ ، معه مِثْلُ الجنَّةِ والنَّارِ؛ فالنَّارُ رَوضةٌ خضراءُ، والجنَّةُ غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، وبيْن يَدَيه رجُلانِ يُنذِرانِ أهْلَ القُرى كلِّها، غيرَ مكَّةَ والمدينةِ حُرِّمَتا عليه، والمُؤمنونَ مُتفرِّقونَ في الأرضِ، فيَجمَعُهم اللهُ، فيقولُ رجُلٌ منهم: واللهِ لَأنطلِقَنَّ، فلَأنْظُرَنَّ هذا الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيقولُ له أصحابُه: إنَّا لا نَدَعُك تأْتيهِ، ولو علِمْنا أنَّه لا يَفتِنُك لَخلَّيْنا سبيلَك، ولكنَّا نخافُ أنْ يَفتِنَك فتَتْبَعَهُ، فيأْبى إلَّا أنْ يأْتِيَهُ، فيَنطلِقُ حتَّى إذا أتى أدْنى مَسْلحةٍ مِن مَسالحِهِ، أخَذوهُ فسَألوهُ: ما شأْنُه؟ وأين يُريدُ؟ فيقولُ: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الكذَّابَ، فيقولونَ: أنت تقولُ ذلك؟! فيكتُبونَ إليه: إنَّا أخذْنَا رجُلًا يقولُ: كذا وكذا، فنَقتلُهُ أمْ نَبعَثُ به إليك؟ فيقولُ: أرْسِلوا به إليَّ، فانطَلَقوا به إليه، فلمَّا رآهُ عرَفَه بنَعْتِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له: أنت الدَّجَّالُ الكذَّابُ الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له الدَّجَّالُ: أنت الَّذي تقولُ ذلك؟ لَتُطِيعُني فيما آمُرُك به، أو لَأشُقَّنَّك شِقَّينِ، فيُنادي العبْدُ المُؤمِنُ في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فمَدَّ رِجْلَيه، ثمَّ أمَرَ بحَديدةٍ، فوُضِعَت على عجَبِ ذَنَبِه، فشَقَّه شِقَّينِ، ثمَّ قال الدَّجَّالُ لِأوليائِه: أرأيتُمْ إنْ أحيَيْتُ هذا، ألسْتُم تَعلمونَ أنِّي ربُّكم؟ فيقولونَ: نعمْ، فيأخُذُ عصًا، فيَضرِبُ إحدى شِقَّيْه، أو الصَّعيدَ، فاسْتَوى قائمًا، فلمَّا رأى ذلك أولياؤُهُ صَدَّقوه وأحَبُّوه، وأيْقَنوا به أنَّه ربُّهم واتَّبَعوه، فيقولُ الدَّجَّالُ للعبْدِ المُؤمنِ: ألَا تُؤمِنُ بي؟ فقال: أنا الآنَ فيكَ أشَدُّ بصيرةً ، ثمَّ نادى في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، مَن أطاعَهُ فهو في النَّارِ، ومَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، فقال الدَّجَّالُ: لَتُطِيعُني أو لَأذبحَنَّك، فقال: واللهِ لا أُطِيعُك أبدًا؛ إنَّك لأنتَ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فاضْطجعَ، وأمَرَ بذَبْحِه، فلا يَقدِرُ عليه ولا يُسلَّطُ عليه إلَّا مرَّةً واحدةً، فأخَذَ بيَدَيْهِ ورِجْليه، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وهي غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذلك الرَّجلُ أقرَبُ أُمَّتي مِنِّي، وأرفَعُهم دَرجةً يومَ القيامةِ. قال أبو سعيدٍ: كان يَحسَبُ أصحابُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ذلك الرَّجلَ عُمرُ بنُ الخطَّابِ، حتَّى مَضى لِسَبيلِه رضِيَ اللهُ عنه. قلْتُ: فكيف يَهلِكُ؟ قال: اللهُ أعلَمُ، قلْتُ: إنَّ عيسى ابنَ مَريمَ هو يُهلِكُه، قال: اللهُ أعلَمُ، غيرَ أنَّ اللهَ يُهلِكُه ومَن معه، قلْتُ: فماذا يكونُ بعْدَه؟ قال: حدَّثَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ النَّاسَ يَغرِسونَ مِن بعْدِه الغُروسَ، ويتَّخِذون مِن بعْدِه الأموالَ، قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ الدَّجَّالِ؟ قال: نعمْ، فيَمكُثونَ ما شاء اللهُ أنْ يَمْكُثوا، ثمَّ يُفْتَحُ يأْجوجُ ومأْجوجُ ، فيُهلِكونَ مَن في الأرضِ إلَّا مَن تعلَّقَ بحِصْنٍ، فلمَّا فَرَغوا مِن أهْلِ الأرضِ، أقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، فقالوا: إنَّما بقِيَ مَن في الحُصونِ ومَن في السَّماءِ، فيَرْمُونَ سِهامَهم، فخرَّتْ عليهم مُنغمِرةً دمًا، فقالوا: قدِ استرحتُمْ ممَّن في السَّماءِ، وبقِيَ مَن في الحُصونِ، فحاصَروهم حتَّى اشتَدَّ عليهم الحَصْرُ والبلاءُ، فبيْنما هم كذلك إذ أرسَلَ اللهُ عليهم نَغَفًا في أعناقِهم، فقصَمَتْ أعناقَهم، فمال بعضُهم على بعضٍ مَوتى، فقال رجُلٌ منهم: قتَلَهم اللهُ وربِّ الكعبةِ، قالوا: إنَّما يَفعلونَ هذا مُخادَعةً، فنَخرُجُ إليهم، فيُهلِكُونا كما أهْلَكوا إخوانَنا، فقال: افتَحوا لي البابَ، فقال أصحابُه: لا نَفتَحُ، فقال: دَلُّوني بحَبْلِ، فلمَّا نزَلَ وجَدَهم موتَى، فخرَجَ النَّاسُ مِن حُصونِهم. فحَدَّثني أبو سَعيدٍ: أنَّ مَواشِيَهم جعَلَ اللهُ لهم حياةً يَقْضَمونها ما يَجِدون غيرَها. قال: وحَدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ النَّاسَ يَغرِسون بعْدَهم الغُروسَ ويتَّخِذون الأموالَ. قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ يأجوجَ ومأْجوجَ؟ قال: نعمْ، حدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فبيْنما هم في تِجارَتِهم، إذ نادى مُنادٍ مِن السَّماءِ: أتى أمْرُ اللهِ، ففَزِعَ مَن في الأرضِ حين سَمِعوا الدَّعوةَ، وأقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، وفَزِعوا فزَعًا شديدًا، ثمَّ أقْبَلوا بعْدَ ذلك على تِجارَتِهم وأسواقِهم وضِياعِهم، فبيْنما هم كذلك إذ نُودوا ناديةً أُخرى: يا أيُّها النَّاسُ، أتى أمْرُ اللهِ، فانطَلَقوا نحوَ الدَّعوةِ الَّتي سَمِعوا، وجعَلَ الرَّجلُ يَفِرُّ مِن غنَمِهِ وبَيعِه، ودَخَلوا في مَواشيهم، وعندَ ذلك عُطِّلَتِ العِشارُ، فبيْنما هم كذلك يَسْعَون قِبَلَ الدَّعوةِ، إذ لَقُوا اللهَ في ظُللٍ مِن الغَمامِ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68]، فمَكَثوا ما شاء اللهُ، {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}، ثمَّ يَجِيءُ بجهنَّمَ لها زَفيرٌ وشَهيقٌ، ثمَّ جاء آتٍ؛ عُنُقٌ مِن النَّارِ يَسيرُ، يُكلِّمُ يقولُ: إنِّي وُكِّلْتُ اليومَ بثلاثٍ: إنِّي وُكِّلْتُ بكلِّ جبَّارٍ عَنيدٍ ، ومَن دعَا مع اللهِ إلهًا آخَرَ، ومَن قتَلَ نفْسًا بغَيرِ نفْسٍ، فتُطْوى عليهم، فتَقْذِفُهم في غَمراتِ جهنَّمَ. وحدَّثَني: أنَّها أشَدُّ سَوادًا مِن اللَّيلِ، ثمَّ يُنادي آدَمَ، فيقولُ: لبَّيكَ وسَعْدَيك، فيُقالُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِن ولَدِك، قال: يا ربِّ وما هو؟ قال: مِن كلِّ ألْفٍ تِسعُ مئةٍ وتِسعةٌ وتِسعونَ إلى النَّارِ، وواحدٌ إلى الجنَّةِ، فذلك حين شابَ الوِلدانِ. وكَبُرَ ذلك في صُدورِنا حتَّى عرَفَهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وُجوهِنا، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبْشِروا؛ فإنَّ مَن سِواكم -أهْلَ الشِّرْكِ- كَثيرٌ، ويُحْبَسُ النَّاسُ حتَّى يَبلُغَ العرَقُ يَدَيْهُم، فبيْنما هم كذلك إذ عرَفَ رجُلٌ أباهُ وهو مُؤمِنٌ وأبوهُ كافرٌ، فقال: يا أبَهْ، ألمْ أكُنْ آمُرُك أنْ تُقدِّمَ ليَومِك هذا؟ فقال: يا بُنَيَّ، اليومَ لا أعْصيكَ شيئًا، والأُمَمُ جُثوًّا، كلُّ أُمَّةٍ على ناحيتِها، فأتى اليهودُ، فقِيلَ لهم: ما كنتُم تَعْبُدون؟ قالوا: كنَّا نَعبُدُ كذا وكذا، فقيل له وقِيلَ لهم: رِدُوا، فوَرَدوا يَحْسَبونه ماءً، فوَجَدوا اللهَ فوفَّاهم حِسابَه، واللهُ سَريعُ الحسابِ، ثمَّ فُعِلَ بالنَّصارى والمجوسِ وسائرِ الأُمَمِ ما فُعِلَ باليهودِ، ثمَّ أتى المُسلمونَ، فقيل لهم: مَن ربُّكم؟ فقالوا: اللهُ ربُّنا، قِيل: ومَن نَبِيُّكم؟ قالوا: نَبِيُّنا محمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى الصِّراطِ مَحاجِنُ مِن حَديدٍ، والملائكةُ يَختطِفونَ رِجالًا، فيُلْقونَهم في جهنَّمَ، وجعَلَتِ المحاجِنُ تُمسِكُ رِجالًا تأْكُلُهم النَّارُ، إلَّا صُورةَ وَجْهِه لا تَمسُّه النَّارُ، فإذا خلُصَ مِن جهنَّمَ ما شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، وخلُصَ ذلك الرَّجلُ بأبِيه فيمَن خلُصَ، قِيل له: هذه الجنَّةُ، فادخُلْ مِن أيِّ أبوابِها شِئْتَ، وأرسِلْ هذا الرَّجلَ، فقال: ربِّ، هذا أبي، ووصَّيتَ لي ألَّا تُخْزِيَني، فشَفِّعْني في أبي، فقيل: انظُرْ أسفَلَ منك، فإذا هو بدابَّةٍ خَبيثةِ الرِّيحِ، تُشبِهُ اللَّوْنَ في مَراغةٍ خَبيثةٍ. فرَأيتُه مُمْسِكًا بأنْفِه وَجَبْهتِه، قال: يقولُ ذلك الرَّجلُ وهو آخِذٌ بأنْفِه وَجبْهَتِه مِن خُبْثِ رِيحِه: أيْ ربِّ، ليس هذا أبي، فأُخِذَ أبوهُ، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وحرَّمَ اللهُ الجنَّةَ على الكافرينَ، فلمَّا خلُصَ مَن شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، تَفقَّدَ النَّاسُ بعضُهم بعضًا، فقالوا: ربَّنا، إنَّ رِجالًا كانوا يُصلُّونَ ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ فقيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخْرِجُوه، فوَجَدوا المحاجِنَ الَّتي على الصِّراطِ قد أمسَكَتْ رِجالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعْرَفُ بها، فالْتَبَسوا، فأُلْقُوا على الجنَّةِ، قالوا: ربَّنا نحن الآنَ في مَسألتِنا أشَدُّ رَغبةً، أرأيتَ رِجالًا كانوا يُصلُّون ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ قيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخرِجُوهُ، فثَلَجَتْ حتَّى بَرُدَتْ على المُؤمنينَ، فدَخَلوا ووَجَدوا الَّذين تَخطَفُهم الملائكةُ يَمينًا وشِمالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعرَفُ بها، فألْبَسوهم، فأخْرَجُوهم، فأَلْقُوهم على بابِ الجنَّةِ. قال: وحدَّثَني أنَّ نَبِيَّ اللهَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ألَا كلُّ نَبِيٍّ قد أُعْطِيَ عطيَّةً ويُنجِزُها، وإنِّي اختَبَأْتُ عَطيَّتي شَفاعةً لِأُمَّتي يومَ القيامةِ، ووُضِعَتِ الموازينُ، وأُذِنَ في الشَّفاعةِ، فأُعْطِيَ كلُّ مَلَكٍ، أو نَبِيٍّ، أو صِدِّيقٍ، أو شَهيدٍ شفاعَتَهُ حتَّى يَرْضى، فقال لهم ربُّهم: أقدْ رَضِيتُم؟ قالوا: نعمْ، قد رَضِينا ربَّنا، قال: أنا أرحَمُ بخَلْقي منكم، أخْرِجوا مِن النَّارِ مَن في قَلبِه وزْنُ خَردلةٍ مِن إيمانٍ، فأُخْرِجَ مِن ذلك شَيءٌ لا يَعْلَمُ بعَددِه إلَّا اللهُ، فأُلْقُوا على بابِ الجنَّةِ، فأرسَلَ عليهم مِن ماءِ الجنَّةِ، فيَنْبُتون فيها نَباتَ الثَّعاريرِ ، وأُدْخِلَ الَّذين أُخْرِجوا مِن النَّارِ الجنَّةَ كلُّهم إلَّا رجُلًا واحدًا، وأُغْلِقَ بابُ الجنَّةِ دُونَه، ووَجْهُه تِلْقاءَ النَّارِ، فقال ذلك الرَّجلُ: يا ربِّ، لا أكونُ أشْقى خَلْقِك، بلِ اصْرِفْ وَجْهي عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فقِيل له: لعلَّك تسأَلُ غيرَ هذا؟ فقال: لا، فصَرَفَ وَجْهَه عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فيقولُ: أيْ ربِّ، قَرِّبني مِن هذا البابِ، ألْزَقُ به وأكونُ في ظِلِّه، فقِيل له: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لا تسأَلُ شيئًا إلَّا أنْ يُصرَفَ وَجْهُك عن النَّارِ؟ قال: يا ربِّ، لا أسأَلُك غيرَ هذا، فقُرِّبَ إلى البابِ، فلَزِقَ به، فكان في ظلِّه، ففُرِجَ مِن البابِ فُرجةٌ إلى الجنَّةِ. فحدَّثَني أنَّ فيها شِراط أبيضَ، في أدناهُ شَجرةٌ، وفي أوسَطِه شَجرةٌ، وفي أقصاهُ شَجرةٌ، فقال: يا ربِّ، أَدْنِني مِن هذه الشَّجرةِ، فأكونَ في ظِلِّها، فقِيلَ لهُ: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لستَ تَسأَلُ شيئًا؟ قال: يا ربِّ، أسأَلُك هذا، ثمَّ لا أسأَلُك غيرَه، قال: قَرِّبني إلى تلك الشَّجرةِ، فكانت تلك مَسألَتَه، حتَّى صار إلى الوُسْطى، وإلى القُصوى، فلمَّا أتى القُصوى، أرسَلَ اللهُ رَسولينِ، فقالَا له: سَلْ ربَّك، فقال: فما أسأَلُه سِوى ما أنا فيه، فقالا: نعمْ، سَلْ ربَّك، فسألَهُ، وجعَلَ الرَّسولانِ يقولانِ له: سَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، وسَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، لشَيءٍ لم يَخطُرْ على قَلْبِه أنَّه خُلِقَ، أو أنَّه كان، فسأَلَ ربَّه ممَّا يَعلَمُ وممَّا يأمُرانِ الرَّسولانِ حتَّى انتهَتْ نَفْسُه، فقِيل له: فإنَّه لك وعشَرةَ أمثالِه. قال: وحدَّثني أبو سعيدٍ أنَّ ذلك الرَّجلَ هو أدْنى أهْلِ الجنَّةِ مَنزِلًا.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/132
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - نزول عيسى ابن مريم أشراط الساعة - يأجوج ومأجوج فتن - ظهور الفتن فتن - فتنة الدجال
| أحاديث مشابهة

42 - بَيْنما نحن جُلوسٌ عندَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذ أتاهُ رجُلٌ مِن بني عامرٍ، وهو سيِّدُ قَومِه وكبيرُهم مِدْرَهُهُمْ، يَتوكَّأُ على عصًا، فقام بيْن يَدَيِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: ونسَبَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى جَدِّه، فقال: يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ، إنِّي نُبِّئْتُ أنَّك تَزعُمُ أنَّك رسولُ اللهِ إلى النَّاسِ، أرسلَكَ بما أرسَلَ إبراهيمَ ومُوسى وعيسى وغيرَهم مِن الأنبياءِ، ألَا وإنَّك نَبَوتَ بعظيمٍ، إنَّما كان الأنبياءُ والمُلوكُ في بَيتينِ مِن بني إسرائيلَ: بَيتِ نُبوَّةٍ، وبَيتِ مُلْكٍ، ولا أنت مِن هؤلاء ولا مِن هؤلاءِ، إنَّما أنت مِن العرَبِ ممَّن يَعبُدُ الحِجارةَ والأوثانَ، فما لك والنُّبوَّةَ؟! ولكنْ لكلِّ أمْرٍ حَقيقةٌ، فأْتِني بحقيقةِ قَولِك وبَدْءِ شأْنِك، قال: فأعجَبَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَسألَتُه، ثمَّ قال: يا أخَا بَني عامرٍ، إنَّ للحديثِ الَّذي تَسأَلُ عنه نبَأً ومَجلِسًا، فاجلِسْ، فثَنَى رِجْلَه وبرَكَ كما يَبرُكُ البعيرُ، فقال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أخَا بَني عامرٍ، إنَّ حَقيقةَ قَولي وبُدُوَّ شَأْني دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبُشْرى أخي عيسى ابنِ مريمَ، وإنِّي كنْتُ بِكْرًا لأُمِّي، وإنَّها حمَلَتْني كأثقَلِ ما تَحمِلُ النِّساءُ حتَّى جعَلَتْ تَشْتكي إلى صَواحبِها ثِقَلَ ما تَجِدُ، وإنَّ أُمِّي رأَتْ في المنامِ أنَّ الَّذي في بَطْنِها نُورٌ، قالت: فجعَلْتُ أتْبَعُ بَصري النُّورَ، فجعَلَ النُّورُ يَسبِقُ بَصَري حتَّى أضاء لي مشارِقَ الأرضِ ومَغارِبَها، ثمَّ إنَّها ولَدَتْني، فلمَّا نشَأْتُ بُغِّضَت إليَّ الأوثانُ ، وبُغِّضَ إليَّ الشِّعرُ، واسْتُرْضِعَ لي في بَني جُشَمِ بنِ بَكْرٍ، فبَينما أنا ذاتَ يومٍ في بَطْنِ وادٍ مع أتْرابٍ لي مِن الصِّبيانِ إذا أنا برَهْطٍ ثلاثٍ، معهم طِسْتٌ مِن ذهَبٍ ملآنَ نُورًا وثَلْجًا، فأخَذوني مِن بيْن أصحابي، وانطلَقَ أصحابي هرَبًا، حتَّى إذا انتَهَوا إلى شَفيرِ الوادي، أقْبَلوا على الرَّهطِ، فقالوا: ما لكمْ ولهذا الغُلامِ؟ إنَّه غُلامٌ ليس مِنَّا، وهو مِن بني سيِّدِ قُريشٍ، وهو مُسْتَرْضعٌ فِينا، غُلامٌ يَتيمٌ، ليس له أبٌ، فماذا يَرُدُّ عليكمْ قَتْلُه؟ ولكنْ إنْ كنتُمْ لا بُدَّ فاعلينَ، فاخْتاروا مِنَّا أيَّنا شِئْتُم، فلْنَأْتِكُم، فاقْتُلونا مكانَه، ودَعُوا هذا الغُلامَ، فلم يُجِيبوهم، فلمَّا رأى الصِّبيانُ أنَّ القومَ لا يُجيبونَهم، انطلَقُوا هرَبًا مُسرعينَ إلى الحيِّ يُؤذِنُوهم لهم ويَسْتصرِخوهم على القومِ، فعَمِدَ إليَّ أحدُهم، فأضْجَعني إلى الأرضِ إضجاعًا لَطيفًا، ثمَّ شَقَّ ما بيْن صَدْري إلى مُنتهى عانَتي، وأنا أنظُرُ لم أجِدْ لذلك مَسًّا، ثمَّ أخرَجَ أحشاءَ بَطْني فغسَلَهُ بذلك الثَّلجِ، فأنهى غَسْلَه، ثمَّ أعادهَا في مكانِها، ثمَّ قام الثَّاني، فقال لصاحبِه: تنَحَّ، ثمَّ أدخَلَ يَدَهُ في جَوفي، فأخرَجَ قَلْبي وأنا أنظُرُ، فصَدَعَهُ، فأخرَجَ منه مُضغةً سَوداءَ رَمى بها، ثمَّ قال بيَدِه يُمنةً مِنْه كأنَّه يَتناوَلُ شيئًا، ثمَّ إذا بالخاتمِ في يَدِه مِن نُورِ النُّبوَّةِ والحِكمةِ، تُخطَفُ أبصارُ النَّاظرينَ دونَه، فختَمَ قَلْبي، فامتلَأَ نُورًا وحِكمةً، ثمَّ أعادَهُ مكانَه، فوجَدْتُ بَرْدَ ذلك الخاتمِ في قَلْبي دَهْرًا، ثمَّ قام الثَّالثُ، فتَنحَّى صاحبُهُ، فأمَرَّ يَدَهُ بيْن ثَدْيِي ومُنْتهى عانَتِي، فالْتأَمَ ذلك الشَّقُّ بإذنِ اللهِ، ثمَّ أخَذَ بِيَدي، فأنْهَضني مِن مكاني إنْهاضًا لطيفًا، ثمَّ قال الأوَّلُ الَّذي شَقَّ بَطْني: زِنُوهُ بعشَرةٍ مِن أُمَّتِه، فوَزَنوني، فرجَحْتُهم، ثمَّ قال: زِنُوهُ بمئةٍ مِن أُمَّتِه، فوَزَنوني، فرجَحْتُهم، ثمَّ قال: زِنُوهُ بألْفٍ مِن أُمَّتِه، فوَزَنوني، فرجَحْتُهم، قال: دَعُوه؛ فلوْ وَزنْتُموه بأُمَّتِه جميعًا لَرجَحَ بهم، ثمَّ قاموا إليَّ فضَمُّوني إلى صُدورِهم، وقبَّلوا رأْسي وما بيْن عَينيَّ، ثمَّ قالوا: يا حبيبُ، لَمْ تُرَعْ ، إنَّك لو تَدْري ما يُرادُ بك مِن الخيرِ، لَقُرَّتْ عينُك، قال: فبيْنما نحنُ كذلك، إذ أقبَلَ الحيُّ بحَذافيرِهم، وإذا ظِئْري أمامَ الحيِّ تَهتِفُ بأعلى صَوتِها وهي تقولُ: يا ضَعيفاهُ، قال: فأكَبُّوا عليَّ يُقبِّلوني، ويقولون: يا حبَّذا أنت مِن ضَعيفٍ، ثمَّ قالت: يا وحيداهُ، قال: فأكَبُّوا عليَّ وَضمُّوني إلى صُدورِهم، وقالوا: يا حبَّذا أنت مِن وحيدٍ، ما أنت بوحيدٍ؛ إنَّ اللهَ معك وملائكتَه والمُؤمِنينَ مِن أهْلِ الأرضِ، ثمَّ قالت: يا يَتيماهُ، اسْتُضْعِفْتَ مِن بيْن أصحابِك، فقُتِلْتَ لِضَعْفِك، فأكَبُّوا عليَّ وَضمُّوني إلى صُدورِهم وقَبَّلوا رأْسي، وقالوا: يا حبَّذا أنت مِن يتيمٍ، ما أكرَمَك على اللهِ! لو تَعلَمُ ماذا يُرادُ بك مِن الخيرِ، قال: فوَصَلوا إلى شَفيرِ الوادي، فلمَّا بَصُرَتْ بي ظِئْري، قالت: يا بُنَيَّ، ألَا أراك حيًّا بعْدُ، فجاءت حتَّى أكبَّتْ عليَّ، فضَمَّتني إلى صَدْرِها، فوالَّذي نَفْسي بيَدِهِ، إنِّي لَفِي حِجْرِها قد ضَمَّتني إليها، وإنَّ يَدِي لفي يَدِ بعْضِهم، وظنَنْتُ أنَّ القومَ يُبْصِرُونهم، فإذا هم لا يُبصِرُونهم، فجاء بعْضُ الحيِّ، فقال: هذا الغلامُ أصابَهُ لَمَمٌ ، أو طائفٌ مِن الجِنِّ، فانْطَلِقوا به إلى الكاهِنِ يَنظُرُ إليه ويُداويهِ، فقلْتُ له: ما هذا؟! ليس بي شَيءٌ ممَّا تَذكرونَ، أرى نَفْسي سَليمةً، وفُؤادي صحيحًا، وليس بي قَلَبةٌ، فقال أبي -وهو زَوجُ ظِئْري-: ألَا تَرونَ ابْني كلامُه كلامٌ صحيحٌ، إنِّي لَأرْجو ألَّا يكونَ بابْنِي بأْسٌ، فاتَّفَقَ القومُ على أنْ يَذْهبوا بي إلى الكاهنِ ، فاحْتَملوني حتَّى ذَهَبوا بي إليه، فقَصُّوا عليه قِصَّتي، فقال: اسْكُتوا حتَّى أسمَعَ مِن الغُلامِ؛ فإنَّه أعلَمُ بأمْرِه، فقصَصْتُ عليه أمْري مِن أوَّلِه إلى آخرِهِ، فلمَّا سمِعَ مَقالَتي، ضَمَّني إلى صَدْرِه، ونادى بأعْلى صَوتِه: يا لَلعربِ، اقْتُلوا هذا الغُلامَ واقْتُلوني معه؛ فوَاللَّاتِ والعُزَّى: لئِنْ تَركتُموه، لَيُبدِّلَنَّ دِينَكم، ولَيُسفِّهَنَّ أحلامَكم وأحلامَ آبائِكم، ولَيُخالِفَنَّ أمْرَكم، ولَيأتِيَنَّ بدِينٍ لم تَسْمَعوا بمثْلِه، قال: فانْتَزَعني ظِئْري مِن يَدِه، قال: لَأنتَ أعتَهُ مِنْه وأجَنُّ، ولو علِمْتُ أنَّ هذا يكونُ مِن قولِك، ما أتيتُكَ به، ثمَّ احْتَملوني، ورَدُّوني إلى أهْلي، فأصبَحْتُ مَغمومًا ممَّا فُعِلَ بي، وأصبَحَ أثَرُ الشَّقِّ ما بيْن صَدْري إلى مُنْتهى عانَتِي كأنَّه شِراكٌ، فذلك حقيقةُ قولي وبُدُوُّ شَأْني، فقال العامريُّ: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ أمْرَك حَقٌّ، فأَنْبِئني بأشياءَ أسألُكَ عنها، قال: سَلْ عنك -وكان يقولُ للسَّائلينَ قبْلَ ذلك: سَلْ عمَّا بدَا لك، فقال يومئذٍ للعامريِّ: سَلْ عنك؛ فإنَّها لُغةُ بني عامرٍ، فكلَّمَه بمَا يَعرِفُ-، فقال العامريُّ: أخْبِرْني يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ: ماذا يَزيدُ في الشَّرِّ؟ قال: التَّمادي، قال: فهلْ يَنفَعُ البِرُّ بعْدَ الفُجورِ؟ قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نعمْ؛ التَّوبةُ تَغسِلُ الحَوبةَ ، وإنَّ الحَسناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ، وإذا ذكَرَ العبْدُ ربَّهُ في الرَّخاءِ أعانَهُ عندَ البلاءِ، قال العامريُّ: كيف ذلك يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ؟ فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذلك بأنَّ اللهَ يقولُ: لا أجمَعُ لِعَبْدي أمْنَينِ، ولا أجمَعُ له خَوفينِ؛ إنْ هو أمِنَني في الدُّنيا أخَفْتُه يومَ أجمَعُ عِبادي في حَظيرةِ القُدسِ، فيَدومُ له أمْنُه، ولا أمْحَقُه فيمَن أمحَقُ، فقال العامريُّ: يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ، إلى ما تَدْعو؟ قال: إلى عِبادةِ اللهِ وحْدَه لا شريكَ له، وأنْ تخلَعَ الأندادَ وتَكفُرَ باللَّاتِ والعُزَّى، وتُقِرَّ بما جاء مِن اللهِ مِن كتابٍ ورسولٍ، وتُصلِّيَ الصَّلواتِ الخمسَ بحَقائقِهنَّ، وتصومَ شَهْرًا مِن السَّنةِ، وتُؤدِّيَ زكاةَ مالِكَ، فيُطهِّرَك اللهُ به، ويَطِيبَ لك مالُكَ، وتُقِرَّ بالبعثِ بعْدَ الموتِ، وبالجنَّةِ والنَّارِ، قال: يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ، فإنْ أنا فعَلْتُ هذا، فما لي؟ قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: جنَّاتُ عَدْنٍ تَجْري مِن تَحتِها الأنهارُ خالدينَ فيها أبدًا، وذلك جَزاءُ مَن تَزكَّى، قال: يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ، هلْ مع هذا مِن الدُّنيا شَيءٌ؛ فإنَّه يُعجِبُنا الوطَأةُ في العيشِ؟ فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نعمْ؛ النَّصرُ والتَّمكينُ في البلادِ. قال: فأجاب العامريَّ وأنابَ.

43 - عن الجارودِ: أنَّه أخَذَ هذه النُّسخةَ: عَهْدُ العَلاءِ بنِ الحَضْرميِّ الَّذي كتَبَهُ له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين بعَثَه إلى البحرينِ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، هذا كتابٌ مِن محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، الأُمِّيِّ، القُرشيِّ الهاشميِّ، رسولِ اللهِ ونَبيِّه إلى خلْقِه كافَّةً، للعَلاءِ بنِ الحَضْرميِّ ومَن معه مِن المُسلِمين، عَهدًا عَهِدَه إليهم: اتَّقوا اللهَ أيُّها المُسلِمون ما اسْتطعْتُم، فإنِّي قد بَعَثْتُ عليكم العَلاءَ بنَ الحَضْرميِّ، وأمَرْتُه أنْ يتَّقِيَ اللهَ وحدَه لا شَريكَ له، ويُلِينَ لكم الجَناحَ، ويُحسِنَ فيكم السِّيرةَ بالحقِّ، ويَحكُمَ بيْنكم وبيْن مَن لقِيَ مِن النَّاسِ بما أنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في كتابِه مِن العدْلِ، وأمرْتُكم بطاعتِه إذا فعَلَ ذلك، وقسَمَ فينا فأقسَطَ، واسْتُرْحِمَ فرَحِمَ، فاسْمَعوا له وأطِيعوا، وأحْسِنوا مُؤازرتَه ومُعاونتَه؛ فإنَّ لي عليكم مِن الحقِّ طاعةً وحقًّا عظيمًا لا تَقْدُرونهُ كلَّ قَدْرِه، ولا يَبلُغُ القولُ كُنْهَ حَقِّ عظمةِ اللهِ وحَقِّ رسولِه، وكما أنَّ للهِ ورسولِه على النَّاسِ عامَّةً وعليكم خاصَّةً حقًّا واجبًا بطاعتِه والوفاءِ بعهْدِه، ورضِيَ اللهُ عمَّن اعتصَمَ بالطَّاعةِ، وعظَّمَ حَقَّ أهْلِها وحَقَّ ولائِها، كذلك للمُسلِمين على وُلاتِهم حقًّا واجبًا وطاعةً؛ فإنَّ في الطَّاعةِ دَركًا لكلِّ خَيرٍ يُبْتَغى، ونجاةً مِن كلِّ شَرٍّ يُتَّقى، وأنا أُشْهِدُ اللهَ على مَن ولَّيْتُه شيئًا مِن أُمورِ المُسلِمين قليلًا وكثيرًا، فلم يَعدِلْ فيهم؛ فلا طاعةَ له، وهو خَليعٌ ممَّا ولَّيْتُه، وقد بَرِئَتْ للَّذين معه مِن المُسلِمين أيمانُهم وعهْدُهم وذِمَّتُهم، فلْيَسْتَخيروا اللهَ عندَ ذلك، ثمَّ لِيَستَعْمِلوا عليهم أفضَلَهم في أنفُسِهم. ألَا وإنْ أصابتِ العَلاءَ بنَ الحَضْرميِّ مُصيبةٌ، فخالدُ بنُ الوليدِ سيْفُ اللهِ خلَفٌ فيهم للعلاءِ بنِ الحَضْرميِّ، فاسْمَعوا له وأطِيعوا ما عرَفْتُم أنَّه على الحقِّ حتَّى يُخالِفَ الحقَّ إلى غيرِه، فسِيروا على بركةِ اللهِ، وعَونِه، ونصْرِه، وعافيتِه، ورُشْدِه، وتَوفيقِه. فمَن لَقِيتُم مِن النَّاسِ فادْعُوهم إلى كتابِ اللهِ المُنزَّلِ، وسُنَّةِ رسولِه، وإحلالِ ما أحَلَّ اللهُ لهم في كتابِه، وتَحريمِ ما حرَّمَ اللهُ عليهم في كتابِه، وأنْ يَخْلَعوا الأندادَ، ويتبَرَّؤوا مِن الشِّركِ والكُفْرِ، وأنْ يَكْفُروا بعِبادةِ الطَّاغوتِ واللَّاتِ والعُزَّى، وأنْ يَترُكوا عِبادةَ عيسى بنِ مريمَ، وعُزيرِ بنِ حَرْوةَ، والملائكةِ، والشَّمسِ والقمرِ، والنِّيرانِ، وكلِّ شَيءٍ يُتَّخَذُ ضِدًّا مِن دونِ اللهِ، وأنْ يَتولَّوا اللهَ ورسولَه، وأنْ يَتبَرَّؤوا ممَّن برِئَ اللهُ ورسولُه منه. فإذا فعَلوا ذلك، وأقرُّوا به، ودَخَلوا في الولايةِ؛ فبَيِّنوا لهم عندَ ذلك ما في كتابِ اللهِ الَّذي تَدْعونهُم إليهِ، وأنَّه كتابُ اللهِ المُنزَّلُ مع الرُّوحِ الأمينِ، على صَفوتِه مِن العالمينَ محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ، ورسولِه ونَبيِّه وحَبيبِه، أرسَلَه رحمةً للعالمينَ عامَّةً؛ الأبيضِ منهم والأسودِ، والإنسِ والجنِّ، كتابٌ فيه نبَأُ كلِّ شَيءٍ كان قبْلَكم، وما هو كائنٌ بعدَكم؛ لِيَكونَ حاجِزًا بيْن النَّاسِ؛ يَحجُزُ اللهُ به بعضَهم عن بَعضٍ، وأعراضَ بعضِهم عن بعضٍ، وهو كِتابُ اللهِ مُهيمِنًا على الكُتبِ، مُصدِّقًا لِما فيها مِن التَّوراةِ والإنجيلِ والزَّبورِ، يُخبِرُكم اللهُ فيه ما كان قبْلَكم ممَّا قد فاتَكُم دَرَكُه في آبائِكم الأوَّلينَ الَّذين منهم رُسلُ اللهِ وأنبياؤُهُ، كيف كان جوابُهم ثَمَّ لرُسلِهم، وكيف تَصديقُهم بآياتِ اللهِ، وكيف كان تَكذيبُهم بآياتِ اللهِ، فأخبَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في كتابِه هذا أنسابَهم وأعمالَهم، وأعمالَ مَن هلَكَ منهم بذَنْبِه؛ لِيَجْتَنِبوا ذلك أنْ يَعْملوا بمِثْلِه؛ كي لا يَحِقَّ عليهم في كتابِ اللهِ مِن عقابِ اللهِ وسَخَطِه ونِقْمتِه مِثْلُ الَّذي حَلَّ عليهم مِن سُوءِ أعمالِهم وتَهاوُنِهم بأمْرِ اللهِ. وأخبَرَكم في كتابِه هذا بأعمالِ مَن نجَا ممَّن كان قبْلَكم؛ لكي تَعْملوا بمِثْلِ أعمالِهم، يُبيِّنُ لكم في كِتابِه هذا شأْنَ ذلك كلِّه؛ رَحمةً منه لكم، وشَفقةً مِن ربِّكم عليكم، وهو هدًى مِن الضَّلالةِ، وتِبيانٌ مِن العَمى، وإقالةٌ مِن العَثرةِ، ونَجاةٌ مِن الفِتنةِ، ونورٌ مِن الظُّلمةِ، وشِفاءٌ عندَ الأحداثِ، وعِصمةٌ مِن الهلكةِ، ورُشدٌ مِن الغوايةِ، وأمانٌ مِن النَّفْسِ، ومَفازةٌ مِن الدُّنيا والآخرةِ، فيه دِينُكم. فإذا عرَضْتُم هذا عليهم، فأقَرُّوا لكم به، [فقدِ اسْتَكْمَلوا] الولايةَ، فاعْرِضوا عليهم عندَ ذلك الإسلامَ، والإسلامُ: الصَّلواتُ الخمْسُ، وإيتاءُ الزَّكاةِ، وحَجُّ البيتِ، وصِيامُ رمضانَ، والغُسْلُ مِن الجَنابةِ، والطُّهورُ قبْلَ الصَّلاةِ، وبِرُّ الوالدينِ، وصِلةُ الرَّحمِ المُسلمةِ، وحُسْنُ صُحبةِ الوالدينِ المُشركَينِ. فإذا فَعَلوا ذلك فقدْ أسْلَموا. فادْعُوهم مِن بعدِ ذلك إلى الإيمانِ، وانْصِبوا لهم شَرائِعَه ومَعالِمَه، ومعالمُ الإيمانِ: شَهادةُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحْدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، وأنَّ ما جاء به محمَّدٌ الحقُّ، وأنَّ ما سِواه الباطلُ، والإيمانُ باللهِ، وملائكتِه، وكُتبِه، ورُسلِه وأنبيائِه، واليومِ الآخرِ، والإيمانُ بما بيْن يَديْهِ وما خلْفَه مِن التَّوراةِ والإنجيلِ والزَّبورِ، والإيمانُ بالبيِّناتِ والحسابِ، والجنَّةِ والنَّارِ، والموتِ والحياةِ، والإيمانُ للهِ ولرسولِه وللمُؤمنين كافَّةً. فإذا فَعَلوا ذلك وأقَرُّوا به فهم مُسلِمون مُؤمِنون. ثمَّ تَدُلُّوهم بعدَ ذلك على الإحسانِ، وعَلِّموهم أنَّ الإحسانَ: أنْ يُحْسِنوا فيما بيْنهم وبيْن اللهِ في أداءِ الأمانةِ، وعهْدِه الَّذي عهِدَه إلى رُسلِه، وعهْدِ رُسلِه إلى خلْقِه وأئمَّةِ المُؤمنينَ، والتَّسليمِ وسَلامةِ المُسلِمين مِن كلِّ غائلةِ لِسانٍ، وأنْ يَبْتغوا لِبَقيَّةِ المُسلِمين كما يَبْتغي المرْءُ لِنفْسِه، والتَّصديقِ بمواعيدِ الرَّبِّ ولقائِه ومُعايَنتِه، والوداعِ مِن الدُّنيا في كلِّ ساعةٍ، والمُحاسَبةِ للنَّفْسِ عندَ استيفاءِ كلِّ يومٍ وليلةٍ، وتَزوُّدٍ مِن اللَّيلِ والنَّهارِ، والتَّعاهُدِ لِما فرَضَ اللهُ تأْديِتَه إليه في السِّرِّ والعَلانيةِ. فإذا فَعَلوا ذلك، فهم مُسلِمون مُؤمِنون مُحسِنون. ثمَّ انْصِبوا وانْعَتوا لهم الكبائرَ ودُلُّوهم عليها، وخوِّفُوهم مِن الهَلكةِ في الكبائرِ، وأنَّ الكبائرَ هي المُوبقاتُ ، وأولاهنَّ الشِّركُ باللهِ؛ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48]، والسِّحرُ؛ وما للسَّاحرِ مِن خَلاقٍ ، وقَطيعةُ الرَّحمِ؛ يَلْعَنُهم اللهُ، والفِرارُ مِن الزَّحْفِ؛ فقدْ باؤوا بغضَبٍ مِن اللهِ، والغُلولَ؛ يأْتوا بما غَلُّوا يومَ القيامةِ، وقِتالُ النَّفْسِ المُؤمنةِ؛ {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93]، وقذْفُ المُحصَنةِ؛ {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 23]، وأكْلُ مالِ اليتيمِ؛ {يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]، وأكْلُ الرِّبا؛ {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 279]، فإذا انتهَوْا عن الكبائرِ فهم مُسلِمون مُؤمِنون، مُحسِنون، مُتَّقون، وقد اسْتَكْملوا التَّقوى. فادْعُوهم عندَ ذلك إلى العِبادةِ، والعِبادةُ: الصِّيامُ، والصَّلاةُ، والخُشوعُ، والرُّكوعُ والسُّجودُ، واليقينُ، والإنابةُ، والإخباتُ، والتَّهليلُ، والتَّسبيحُ، والتَّحميدُ، والتَّكبيرُ، والصَّدقةُ بعدَ الزَّكاةِ، والتَّواضعُ والسُّكونُ والمُواساةُ، والدُّعاءُ، والتَّضرُّعُ، والإقرارُ بالملك، والعُبوديَّةُ، والاستقلالُ [بما كَثُرَ] مِن العملِ الصَّالحِ. فإذا فعَلوا ذلك فهم مُسلِمون، مُؤمِنون، مُحسِنون، مُتَّقون، عابِدون، وقد استَكْملوا العِبادةَ. فادْعُوهم عندَ ذلك إلى الجِهادِ، وبَيِّنوه لهم، ورَغِّبوهم فيما رغَّبَهم اللهُ مِن فَضيلةِ الجهادِ وثَوابِه عندَ اللهِ، فإنِ انْتَدَبُوا فبايِعُوهم، وادْعُوهم حتَّى تُبايعوهم إلى سُنَّةِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِه، عليكم عَهْدُ اللهِ وذِمَّتُه، وسبْعُ كَفالاتٍ -قال داودُ بنُ المُحبَّرِ: يقولُ اللهُ: كَفيلٌ عليَّ بالوفاءِ سبْعَ مرَّاتٍ- لا تَنْكُثون أيدِيَكم مِن بَيعةٍ، ولا تنْقُضون أمْرَ والٍ مِن وُلاةِ المُسلِمين، فإذا أقرُّوا بهذا فبايِعُوهم، واستغْفِروا اللهَ لهم. فإذا خَرَجوا يُقاتِلون في سَبيلِ اللهِ، غضَبًا للهِ، ونصْرًا لدِينِه، فمَن لَقُوا مِن النَّاسِ، فلْيَدْعُوهم إلى مِثْلِ ذلك ما دُعُوا إليه مِن كتابِ اللهِ إجابتِه، وإسلامِه وإيمانِه وإحسانِه، وتَقْواهُ، وعِبادتِه وهِجْرتِه، فمَن اتَّبعَهُم فهو المُستجيبُ، المِسكينُ، المُسلِمُ، المُؤمِنُ، المُحسِنُ، المُتَّقي، العابِدُ، المُجاهِدُ، له ما لكم، وعليه ما عليكم، ومَن أبَى هذا عليكم، فَقاتِلوهم حتَّى يَفِيءَ إلى أمْرِ اللهِ، وإلى دِينِه، ومَن عاهدْتُم وأعطَيْتُموه ذِمَّةَ اللهِ، فوَفُّوا إليه بها، ومَن أسلَمَ وأعْطاكُم الرِّضا، فهو منكم وأنتم مِنه، ومَن قاتَلَكم على هذا بعدَما سمَّيْتُموه له فقاتِلوهم، ومَن حارَبَكم فحارِبُوه، ومَن كابَدَكُم فكابِدوهُ، ومَن جمَعَ لكم فاجْمَعوا له، أو غالَكُم فغِيلُوه، أو خادَعَكم فخادِعوهُ، مِن غيرِ أنْ تَعْتَدُوا، أو ماكَرَكم فامْكُروا به، مِن غيرِ أنْ تَعْتدوا سِرًّا أو علانيةً، فإنَّه مَن يَنتصِرُ بعدَ ظُلْمِه فأولئكَ ما عليهم مِن سَبيلٍ . واعْلَموا أنَّ اللهَ معكم؛ يَراكم ويَرى أعمالَكم، ويَعلَمُ ما تَصْنعون كلَّه، فاتَّقوا اللهَ وكُونوا على حذَرٍ، فإنَّما هذه أمانةٌ ائْتَمنَني عليها ربِّي، أُبَلِّغُها عِبادَه عُذْرًا منه إليهم، وحُجَّةً منه، احتجَّ بها على مَن بلَغَه هذا الكتابُ مِن الخلْقِ جميعًا، فمَن عمِلَ بما فيه نجَا، ومَن اتَّبعَ ما فيه اهْتَدى، ومَن خاصَمَ به أفلَحَ، ومَن قاتَلَ به نُصِرَ، ومَن ترَكَهُ ضَلَّ حتَّى يُراجِعَه، فتعَلَّموا ما فيه، وأسْمِعوهُ آذانَكم، وأوْعُوهُ أجوافَكم، واسْتحْفِظوهُ قُلوبَكم؛ فإنَّه نُورُ الأبصارِ، ورَبيعٌ للقُلوبِ، وشِفاءٌ لِما في الصُّدورِ، وكَفى بهذا أمْرًا ومُعْتَبرًا، وزاجِرًا وعِظةً، وداعيًا إلى اللهِ ورسولِه، فهذا هو الخيرُ الَّذي لا شَرَّ فيه. كِتابُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ، رسولِ اللهِ ونَبيِّه، للعَلاءِ بنِ الحَضْرميِّ حين بعَثَه إلى البحرينِ، يَدْعو إلى اللهِ ورسولِه، يأمُرُه إلى ما فيه مِن حلالٍ، ويَنْهى عمَّا فيه مِن حرامٍ، ويدُلُّ على ما فيه مِن رُشدٍ، ويَنْهى عمَّا فيه مِن غَيٍّ، كِتابٌ ائْتَمَنَ عليه نَبِيُّ اللهِ العَلاءَ بنَ الحضرميِّ، وخَليفتَه خالدَ بنَ الوليدِ سيْفَ اللهِ، وقد أعذَرَ إليهما في الوصيَّةِ ممَّا في هذا الكتابِ إلى مَن معهما مِن المُسلِمين، ولم يَجعَلْ لأحدٍ منهم عُذْرًا في إضاعةِ شَيءٍ منه؛ لا الولاةِ، ولا المُتولَّى عليهم، فمَن بلَغَه هذا الكتابُ مِن الخلْقِ جميعًا، فلا عُذْرَ له، ولا حُجَّةَ، ولا يُعْذَرُ بجَهالةِ شَيءٍ ممَّا في هذا الكتابِ. كُتِبَ هذا الكتابُ لثلاثٍ مِن ذي القعدةِ، لأربعِ سِنينَ مَضَيْنَ مِن مُهاجَرةِ نَبيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا شَهرينِ، شَهِدَ الكتابَ يومَ كتَبَه ابنُ أبي سُفيانَ، وعُثمانُ بنُ عفَّانَ يُمْلِيه عليه، ورسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالسٌ، والمُختارُ بنُ قيسٍ القُرشيُّ، وأبو ذَرٍّ الغِفاريُّ، وحُذيفةُ بنُ اليَمانِ العبْسيُّ، وقُصيُّ بنُ أبي عمرٍو الحِمْيريُّ، وشَبيبُ بنُ أبي مَرْثدٍ الغسَّانيُّ، والمُستنيرُ بنُ أبي صَعْصعةَ الخُزاعيُّ، وعَوانةُ بنُ شمَّاخٍ الجُهنيُّ، وسعْدُ بنُ مالكٍ الأنصاريُّ، وسعْدُ بنُ عُبادةَ الأنصاريُّ، وزيدُ بنُ عمرٍو، والنُّقباءُ: رجُلٌ مِن قُريشٍ، ورجُلٌ مِن جُهينةَ، وأربعةٌ مِن الأنصارِ، حين دفَعَه رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى العَلاءِ بنِ الحضرميِّ وخالدِ بنِ الوليدِ سيفِ اللهِ.
 

1 - حديث: "يا غلامُ يا غُلَيِّمُ -أو يا غُليِّمُ يا غلامُ- احفَظْ عني كَلِماتٍ [لعلَّ اللهَ أن يَنفعَكَ بهِنَّ: احفَظِ اللهَ يحفَظْكَ، احفَظِ اللهَ تَجِدْه أمامَكَ، احفَظِ اللهَ في الرَّخاءِ يحفَظْك في الشِّدَّةِ، إذا سألتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِنْ باللَّهِ، جفَّ القلمُ بما هو كائنٌ إلى يومِ القيامةِ، فلو جهدَ الخلائقُ أن يُعطوكَ شيئًا لم يُقدِّرْه اللهُ عزَّ وجلَّ لكَ ما استطاعوا، أو يمنعوكَ شيئًا قدَّرَه اللهُ لكَ ما استطاعوا ذلك، اعمَلْ باليقينِ معَ الرِّضا، واعلَمْ أنَّ معَ العُسرِ يُسرًا، واعلَمْ أنَّ معَ العُسرِ يُسرًا]".
خلاصة حكم المحدث : [فيه] علي بن زيد ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/204
التصنيف الموضوعي: علم - الحفظ في الصغر علم - الوصية بتعليم الشباب رقائق وزهد - الوصايا النافعة علم - تعليم الناس وفضل ذلك علم - حفظ العلم

2 - أنَّ عَلقمَةَ غَزا خُراسانَ، فأقام سنتَينِ يصلِّي ركعتينِ، ولا يجمعُ، فحضَرَتِ ابنَ عمٍّ له الوفاةُ فذهَب يعودُه ، فقال حدَّثني ابنُ مسعودٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ما مِن مؤمنٍ إلا وله ذنوبٌ يكافأُ بها في الدنيا وتَبقى عليه بقيةٌ يُشَدَّدُ بها عليه عندَ الموتِ، ولا أحِبُّ موتًا كموتِ الحِمارِ - يعني الفجأةَ
خلاصة حكم المحدث : له شاهد
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/432 التخريج : أخرجه الشاشي في ((مسنده)) (344)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (9736)، وأحمد بن منيع كما في ((المطالب العالية)) (777) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - موت الفجأة جنائز وموت - التشديد عند الموت وسكرات الموت جنائز وموت - علامة موت المؤمن جنائز وموت - ألم الموت جنائز وموت - عيادة المريض
|أصول الحديث

3 - دخلتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على امرأةٍ من الأنصارِ، فذبحتْ له شاةً، فأكل، ثم صلَّى ولم يتوضَّأْ ودخلتُ على أبي بكرٍ بعد موتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : أين شاتُكم الوالدُ ؟ فطبخ لنا فأكل ثم صلَّى ولم يتوضَّأْ، ودخلتُ على عمرَ بعد موتِ أبي بكرٍ فأكل خبزًا ولحمًا، ثم صلَّى ولم يتوضَّأْ
خلاصة حكم المحدث : له شاهد
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/358 التخريج : أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في ((إتحاف الخيرة)) للبوصيري (622) بلفظه، والحميدي (1303)، وابن حبان (1130) كلاهما باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أطعمة - أكل اللحم اعتصام بالسنة - لزوم السنة وضوء - ما لا ينقض الوضوء أطعمة - ما يحل من الأطعمة وضوء - أكل الطعام ليس ناقضا للوضوء
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - قال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ : موتُ المؤمنِ عرقُ الجبينِ ، إنَّ المؤمنَ تَبقى خطايا مِن خطاياه يُجازى بها عندَ الموتِ فيعرقُ مِن ذلك جبينُه

5 - عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، رضي اللهُ عنه، قال : موتُ المؤمنِ عرَقُ الجَبينِ إنَّ المؤمنَ تَبقى خَطايا مِن خَطاياه يُجازى بها عندَ الموتِ فيعرقُ مِن ذلك جبينُه

6 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتاه موتُ النجاشيُّ ، فقال : إنَّ أخاكم مات بغيرِ أرضِكم فقوموا فصلُّوا عليه، فصفَّهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَلفَه وصلَّى عليه
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : حذيفة بن أسيد الغفاري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/477 التخريج : أخرجه الطيالسي (1164) واللفظ له، وابن ماجه (1537) بنحوه، وأحمد(16145)
التصنيف الموضوعي: صلاة الجنازة - الصفوف في الصلاة على الجنازة صلاة الجنازة - الصلاة على الميت الغائب صلاة الجنازة - فضل الصلاة على الجنازة صلاة الجنازة - أحكام صلاة الجنازة مناقب وفضائل - النجاشي وأصحابه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - كان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعو: اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن الصَّمَمِ والبَكَمِ، وأعوذُ بك مِن المأْثَمِ والمَغْرمِ، وأعوذُ بك مِن مَوتِ الهَدْمِ، وأعوذُ بك مِن الجُوعِ؛ فإنَّه بِئْسَ الضَّجيعُ ، وأعوذُ بك مِن الخِيانةِ ؛ فإنَّها بِئْسَتِ البِطانةُ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] أبو معشر السندي ، وقد ضعفه الجمهور
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/510 التخريج : أخرجه الحارث في ((المسند)) (1059) واللفظ له، والبزار كما في ((كشف الأستار)) للهيثمي (3204) بنحوه، والطبراني في ((الدعاء)) (1360) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: استعاذة - التعوذ من الخيانة استعاذة - التعوذ من المأثم والمغرم استعاذة - التعوذ من الجوع استعاذة - التعوذ من الصمم والبكم استعاذة - التعوذ من الهم والغم والغرق والحرق
|أصول الحديث

8 - سِتٌّ مِن أشراطِ السَّاعةِ: موتُ نبيكم، وفتْحُ بيتِ المَقدِسِ، وأنْ يُعطَى الرَّجُلُ ألْفَ دينارٍ فيَسْخَطَها، وفِتنةٌ يَدخُلُ حَرْبُها بيتَ كلِّ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وموتٌ يَأخُذُ النَّاسَ كقُعَاصِ الغَنَمِ ، وأنْ تَغْدِرَ الرُّومُ فيَسِيرون بثمانين بَنْدًا، تحتَ كلِّ بَنْدٍ اثنا عَشَرَ ألْفًا.
خلاصة حكم المحدث : فيه النهاس بن قهم وهو ضعيف وله شاهد
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/101 التخريج : أخرجه أحمد (21992)، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (38538)، والطبراني (20/173) (368) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أشراط الساعة - تقوم الساعة والروم أكثر الناس فتن - ظهور الفتن فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات
|أصول الحديث

9 - قدِم علينا معاذُ بنُ جبلٍ، فقال : إني رسولُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليكم، أن تعبُدوا اللهَ، ولا تُشرِكوا به شيئًا، وأن تُطيعوني لا آلوكم خيرًا، وأنَّ المصيرَ إلى اللهِ وإلى الجنةِ والنارِ إقامةٌ لا ظعنٌ، وخلودٌ فلا موتٌ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/97 التخريج : أخرجه إسحاق كما في ((المطالب العالية)) لابن حجر (2862) بلفظه، وابن المبارك في ((الزهد)) (1566) باختلاف يسير، وأخرجه الحاكم (281)، والطبراني (375) (20 / 175)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/ 236)، والبيهقي في ((البعث والنشور)) (586) جميعًا بلفظ مقارب مختصرًا .
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - نصب القاضي والأمير وغيرهما إمامة وخلافة - تولية الولاة وغيرهم إيمان - الوعد إيمان - الوعيد إيمان - توحيد الألوهية
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

10 - قال عُمرُ بنُ الخطَّابِ، رضي اللهُ عنه : لموتُ ألفِ عابدٍ قائمٍ الليلَ صائمٍ النهارَ أهونُ مِن موتِ عاقلٍ عقَل عنِ اللهِ أمرَه فعلِم ما أحلَّ اللهُ له وما حرَّم عليه فأسمَع بعلمِه وانتفَع الناسُ به، وإن كان لا يزيدُ على الفرائضِ التي فرَض اللهُ عزَّ وجلَّ عليه كثيرَ زيادةٍ وكذلك قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/25 التخريج : أخرجه الحارث في ((مسنده)) (842) واللفظ له، وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (115) معلقًا باختصار.
التصنيف الموضوعي: علم - فضل العالم على الجاهل علم - فضل العلم علم - فضل الفقه على العبادة علم - فضل من تعلم وعلم غيره ونشر العلم آداب عامة - فضل العقل والذكاء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

11 - يُؤتَى بالموتِ يومَ القيامةِ، فيوقَفُ علَى الصِّراطِ فيقالُ يا أَهْلَ الجنَّةِ فيطَّلعونَ خائِفينَ وجلينَ أن يُخرَجوا من مَكانِهِمُ الَّذي هم فيهِ، ثمَّ يقالُ: يا أَهْلَ النَّارِ فيطَّلعونَ مُستبشِرينَ فرحينَ أن يُخرَجوا من مَكانِهِمُ الَّذي هم فيهِ، فيقالُ هَل تعرفونَ هذا ؟ قالوا: نعَم، هذا الموتُ، قالَ فيُؤمَرُ بِهِ فيُذبَحُ على الصِّراطِ، ثمَّ يقالُ للفَريقينِ كلاهُما: خلودٌ فيما تَجِدونَ، لا موتَ فيها أبدًا
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله ثقات وله شاهد
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : مصباح الزجاجة
الصفحة أو الرقم : 4/264 التخريج : أخرجه ابن ماجه (4327) واللفظ له، وأحمد (7546) باختلاف يسير. وقوله: "ثم يقال للفريقين كلاهما خلود فيما تجدون لاموت فيها أبدا" أخرجه البخاري (6545) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جنة - دوام نعيم أهل الجنة وخلودهم جهنم - صفة عذاب أهل النار رقائق وزهد - ذكر الموت قيامة - الصراط قيامة - أهوال يوم القيامة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 - جاء رجُلٌ إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنِّي رأيتُ في المنامِ أنَّ رأْسي قُطِعَ، وأنِّي جعَلْتُ أنظُرُ إليه، قال: فضحِكَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قال: بأيِّ عينٍ كنْتَ تَنظُرُ إلى رأْسِك إذا قُطِعَ؟! قال: فلمْ يلبَثْ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْدَ ذلك إلَّا قليلًا حتَّى تُوفِّيَ، قال: فأوَّلُوا قطْعَ رأْسِه: موتَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونظَرَه: اتِّباعَهُ سُنَّتَه.
خلاصة حكم المحدث : مرسل رواته ثقات
الراوي : أبو مجلز لاحق بن حميد | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/365 التخريج : أخرجه الحارث في ((مسنده)) (738).
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - المزاح والمداعبة رؤيا - تأويل الرؤيا إيمان - اتباع الآثار واتباع السلف علم - السؤال للانتفاع وإن كثر
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

13 - خُذوا العطاءَ ما دام عطاءً، فإذا صار رِشوةً على الدِّينِ، فلا تأْخُذوه، ولَسْتُم بتاركيهِ، يَمنَعُكم مِن ذلك المَخافةُ والفقْرُ. ألَا وإنَّ رَحى الإيمانِ دائرةٌ، فَدُوروا مع الكتابِ حيث يَدورُ. ألَا وإنَّ السُّلطانَ والكِتابَ سيَفْترقانِ، ألَا فلا تُفارِقوا الكتابَ. ألَا إنَّه سيكونُ عليكم أُمراءُ، إنْ أطعْتُموهم أضلُّوكم، وإنْ عصَيْتُموهم قتَلُوكم. قالوا: كيف نصنَعُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: كما صنَعَ أصحابُ عيسى ابنِ مرْيمَ؛ حُمِلوا على الخشَبِ، ونُشِروا بالمناشيرِ، موتٌ في طاعةِ اللهِ خيرٌ مِن حياةٍ في مَعصيةِ اللهِ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] سويد بن عبد العزيز المديني وهو ضعيف
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/98 التخريج : أخرجه الطبراني (20/90) (172)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (5/165)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (3/398)
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها إيمان - أمور الإيمان أقضية وأحكام - نهي الحاكم عن الرشوة سؤال - أخذ العطاء من غير مسألة ولا تطلع إليه فتن - سبب الفساد والفتن تأمير ولاة السوء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

14 - قلتُ لابنِ عباسٍ، رضي اللهُ عنهما : يزعُمُ قومُكَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم طاف على بعيرٍ بالبيتِ، وأنَّ ذلك سُنَّةٌ قال : صدَقوا وكذَبوا قلتُ : ما صدَقوا وكذَبوا ؟، قال : صدَقوا؛ طاف على بعيرٍ وليس بسُنَّةٍ؛ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان لا يَصرِفُ الناسَ عنه ولا يَدفَعُ، فطاف على بعيرٍ كي يَسمَعوا كلامَه، ولا تنالُه أيديهم قلتُ : يزعُمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد رمَل بالبيتِ، وأنَّ ذلك سُنَّةٌ فقال : صدَقوا وكذَبوا قلتُ : ما صدَقوا وكذَبوا ؟، قال : صدَقوا؛ قد رمَل وكذَبوا؛ ليسَتْ بسُنَّةٍ؛ إنَّ قريشًا قالتْ : دَعوا محمدًا وأصحابَه حتى يموتوا موتَ النغفِ فلما صالَحوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أن يَجيئوا منَ العامِ المُقبِلِ فيُقيموا بمكةَ ثلاثةً، فقدِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه، والمُشرِكونَ مِن قبلِ قعيقعانَ قال لأصحابِه : ارمُلوا وليس بسُنَّةٍ قلتُ : يزعُمُ قومُكَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد سَعى بين الصفا والمروةِ، وأنَّ ذلك سُنَّةٌ قال : صدَقوا؛ إنَّ إبراهيمَ, عليه الصلاةُ والسلامُ لما أُرِيَ المناسكَ عرَض له شيطانٌ عندَ المَسعى، فسابَقه، فسبَقه إبراهيمُ, عليه السلامُ, ثم انطلَق به جبريلُ عليه السلامُ حتى أتى به مِنًى، فقال : مناخُ الناسِ هذا، ثم انتَهى إلى جمرةِ العقبةِ ، فعرَض له شيطانٌ فرَماه بسبعِ حصياتٍ حتى ذهَب به إلى جمرةِ الوُسطى، فعرَض له الشيطانُ، فرَماه بسبعِ حصياتٍ حتى ذهَب، ثم أتى جمرةَ القُصوى، فعرَض له الشيطانُ فرَماه بسبعِ حصياتٍ حتى ذهَب، ثم أتى به جمعًا فقال : هذا المشعرُ الحرامُ، ثم أتى به عَرَفَةَ فقال : هذه عَرَفَةُ, قال ابنُ عباسٍ : أتَدري لِمَ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ ؟، قال : لا قال : لأنَّ جبريلَ, عليه السلامُ, قال له : أعَرَفتَ ؟ قال ابنُ عباسٍ : أتَدري كيف كانتِ التلبيةُ ؟ قلتُ : وكيف كانتِ التلبيةُ قال : إنَّ إبراهيمَ, عليه السلامُ, لما أُمِر أن يؤذِّنَ في الناسِ بالحجِّ أُمِرَتِ الجبالُ فخَفَضَتْ رءوسَها ورُفِعَتْ له القُرى، فأذَّن في الناسِ بالحجِّ
خلاصة حكم المحدث : سنده رجاله ثقات
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/221 التخريج : أخرجه الطيالسي (2820) باختلاف يسير، وأخرجه البخاري (4256) مختصرا، ومسلم (1264) بنحوه
التصنيف الموضوعي: حج - الصفا والمروة والسعي بينهما حج - الطواف راكبا حج - الطواف والرمل حج - فضل الطواف حج - ما يشرع في الطواف وما لا يشرع
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

15 - لما قدِم عليٌّ البصرةَ في أمرِ طلحةَ وأصحابِه، قام عبدُ اللهِ بنُ الكواءِ بنِ عبادٍ، فقالا : يا أميرَ المؤمنينَ، أَخبِرْنا عن مَسيرِكَ هذا، أوصيةٌ أوصاكَ بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ أم عهدٌ عهِده عندَكَ ؟ أم رأيٌ رأيتَه حين تفرَّقَتِ الأمةُ واختَلَفَتْ كلمتُها ؟ قال : ما أكونُ أولَ كاذبٍ عليه، واللهِ ما مات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم موتَ فجأةٍ، ولا قُتِل قتلًا، ولقد مات في مرضِه كلُّ ذلك يأتيه المؤذنُ فيؤذنُه بالصلاةِ، فيقولُ : مُروا أبا بكرٍ فلْيصَلِّ بالناسِ لقد ترَكني وهو يَرى مَكاني، ولو عهِد إليَّ شيئًا لقُمتُ به، حتى عارَضَتِ امرأةٌ مِن نسائِه، فقالتْ : إنَّ أبا بكرٍ رجلٌ رقيقٌ إذا قام مَقامَكَ لم يُسمِعِ الناسَ، فلو أمَرتَ عُمرَ أن يُصلِّيَ بالناسِ، فقال لها : إنكُنَّ صواحِبُ يوسفَ فلما قُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نظَر المسلمونَ في أمرِهم فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد ولَّى أبا بكرٍ أمرَ دينِهم، فولَّوه أمرَ دنياهم، فبايَعه المسلمونَ، وبايَعتُ معهم، قلتُ : أغزو إذا أغزاني، وآخُذُ إذا أعطاني، وكنتُ سوطًا بين يدَيه في إقامةِ الحدودِ، فلو كانتْ محاباةٌ عندَ حضورِ موتِه لجعَلها في ولدِه، فأشار لعُمرَ، ولم يألُ، فبايَعه الناسُ وبايَعتُه معهم، قلتُ : أغزو إذا أغزاني، وآخُذُ إذا أعطاني، وكنتُ سوطًا بين يدَيه في إقامةِ الحدودِ، فلو كانتْ محاباةٌ عندَ حضورِ موتِه لجعَلها لولدِه، وكرِه أن ينتخِبَ منا معشرَ قريشٍ رجلًا، فيولِّيه أمرَ الأمةِ، ما تكونُ فيه إساءةٌ مِن بعدِه إلا لحِقَتْ عُمرَ في قبرِه، فاختار منا ستةً أنا فيهم لنختارَ للأمةِ رجلًا منا، فلما اجتمَعْنا وثَب عبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ، فوهَب لنا نصيبَه منها، على أن نعطيَه مواثيقَنا على أن يختارَ منَ الخمسةِ رجلًا فيولِّيَه أمرَ الأمةِ، فأعطيناه مواثيقَنا، فأخَذ بيدِ عثمانَ فبايَعه، ولقد عرَض في نفْسي عليه في ذلكَ، فلما نظَرتُ في أمري فإذا عهدي قد سبَق بيعَتي، فبايعتُه وسلَّمتُ، فكنتُ أغزو إذا أغزاني وآخُذُ إذا أعطاني، وكنتُ سوطًا بين يدَيه في إقامةِ الحدودِ، فلما قُبِض عثمانُ نظرتُ في أمري، فإذا الموثقةُ التي كانتْ في عُنُقي لأبي بكرٍ وعُمرَ قد انحلَّتْ، وإذا العهدُ لعثمانَ قد وفَّيتُ به، وأنا رجلٌ منَ المسلمينَ ليس لأحدٍ عِندي دعوى، ولا طلبةٌ، فوثَب فيها مَن ليس مِثلي يعني معاويةَ، لا قرابتُه قرابتي، ولا عِلمُه كعِلمي، ولا سابِقَتُه كسابِقَتي، وكنتُ أحقَّ بها منه، قالا : صدقتَ : فأَخبِرْنا عن ملكِ هذينِ الرجلينِ يعنيانِ : طلحةَ والزبيرِ، صاحباكَ في الهجرةِ، وصاحباكَ في بيعةِ الرضوانِ ، وصاحباكَ في المشورةِ ؟ فقال : بايَعاني في المدينةِ وخالَفاني بالبصرةِ، ولو أنَّ رجلًا بايَع أبا بكرٍ خلَعه لقاتَلناه، ولو أنَّ رجلًا ممن بايَع عُمرَ خلَعه لقاتَلناه
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : الحسن البصري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 216 التخريج : أخرجه إسحاق بن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (3449)، والبيهقي في ((الاعتقاد)) (371)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (42/440) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: فتن - موقعة الجمل فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق وصايا - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوص اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَدْعو بهذه الدَّعواتِ إذا أصبَحَ وإذا أمْسى: اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ مِن فَجْأةِ الخيرِ، وأعوذُ بك مِن فَجْأةِ الشَّرِّ؛ فإنَّ العبدَ لا يَدْري ما يَفْجؤُهُ إذا أصبَحَ وإذا أمْسى.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/401 التخريج : أخرجه أبو يعلى (3371)، وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (39)، والبيهقي في ((الدعوات)) (277) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - أذكار المساء أدعية وأذكار - فضل الدعاء وإثم تركه أدعية وأذكار - فضل الذكر أدعية وأذكار - أذكار الصباح استعاذة - التعوذات النبوية
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

17 - إنِّي كنتُ نَهَيتُكُم عن نَبيذِ الأوعيةِ، ألا وإنَّ وعاءً لا يحرِّمُ شيئًا، كلُّ مُسكِرٍ حرامٌ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن وله شاهد
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البوصيري | المصدر : مصباح الزجاجة
الصفحة أو الرقم : 4/42 التخريج : أخرجه ابن ماجه (3406) واللفظ له، وأحمد (4319) مطولاً بنحوه
التصنيف الموضوعي: أشربة - الانتباذ في ماذا يكون ما يحرم وما يباح أشربة - النبيذ آداب عامة - المباحات من الأفعال والأقوال أشربة - ما يحرم من الأشربة أشربة - ما يحل من الأشربة
|أصول الحديث

18 - أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اعتكَفَ وخديجةُ شهرًا بحِراءَ، فوافَقَ ذلك رمضانَ، فخرَجَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسمِعَ: السَّلامُ عليكمْ، قالت: قال: وقد ظنَنْتُ أنَّه فجْأَةُ الجِنِّ، فقالت: أبشِرْ ؛ فإنَّ السَّلامَ خيرٌ...
خلاصة حكم المحدث : سنده حسن
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/127 التخريج : أخرجه الطيالسي (1643)، وابن راهويه (1689)، والحارث بن أبي أسامة كما في ((بغية الباحث)) للهيثمي (928) جميعهم بلفظه مطولا.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - خديجة بنت خويلد آداب السلام - كيفية السلام إيمان - أعمال الجن والشياطين إيمان - الجن والشياطين
|أصول الحديث

19 - مَن تاب قبْلَ مَوتِهِ بعامٍ تِيبَ عليه، ومَن تاب قبْلَ مَوتِهِ بشَهرٍ تِيبَ عليه، ومَن تاب قبْلَ مَوتِهِ بجُمعةٍ تِيبَ عليه، ومَن تاب قبْلَ مَوتِهِ بيَومٍ تِيبَ عليه، ومَن تاب قبْلَ مَوتِهِ بساعةٍ تِيبَ عليه، فقلْتُ له: إنَّما قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} [النساء: 17] الآيةَ، قال: إنَّما أُحدِّثُكم كما سمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : فيه راو لم يسم
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/414 التخريج : أخرجه أحمد (6920)، والطيالسي في ((المسند)) (2398)، والحاكم (7664) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النساء توبة - الحض على التوبة إحسان - غفران الله للذنوب والآثام استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه
|أصول الحديث

20 - تستشهدونَ بالقتلِ، والطاعونِ، والغرقِ، والبطنِ، وموتِ المرأةِ جمعًا موتُها في نفاسِها

21 - أيُّ النَّاسِ أكيَسُ؟ قال: قلْتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: إنَّ أكيَسَ النَّاسِ أكثَرُهم للموتِ ذِكْرًا، وأحسَنُهم للموتِ استعدادًا.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عمرو ضعيف
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/445 التخريج : أخرجه الحارث كما في ((بغية الباحث)) (1117) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - ذكر الموت جنائز وموت - الإكثار من ذكر الموت جنائز وموت - الأمل والأجل رقائق وزهد - الوصايا النافعة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

22 - قلتُ : يا نبيَّ اللهِ، كيفَ يُحيِي اللهُ الموتى ؟ فقال : أما مرَرتَ بالوادي ممحِلًا ثم تمرُّ به خضِرًا، ثم تمرُّ به ممحِلًا، ثم تمرُّ به خضِرًا، كذلك يُحيِي اللهُ الموتى
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/185 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (6/185) واللفظ له، وأخرجه أحمد (16192)، والطبراني (19/208) (470) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب عامة - ضرب الأمثال أنبياء - محمد إيمان - عظمة الله وصفاته
|أصول الحديث

23 - يؤتى بالموتِ يومَ القيامةِ كأنه كبشٌ أملحُ فيوقَفُ بين الجنةِ والنارِ ثم يُنادي منادٍ: يا أهلَ الجنةِ فيقولونَ: لبَّيكَ ربَّنا قال: فيقالُ: هل تَعرِفونَ هذا ؟ فيقولونَ: ربَّنا هذا الموتُ ثم ينادي منادٍ: يا أهلَ النارٍ, فيقولونَ: لبَّيكَ ربَّنا قال: فيقالُ: هل تعرِفونَ هذا ؟ فيقولونَ: نعَم ربَّنا هذا الموتُ فيُذبَحُ كما تُذبَحُ الشاةُ فيأمنُ هؤلاءِ وينقطعُ رجاءُ هؤلاءِ
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح وله شاهد
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/276 التخريج : أخرجه أبو يعلى (2898) واللفظ له، والبزار (7240)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3672)
التصنيف الموضوعي: جنة - دوام نعيم أهل الجنة وخلودهم جهنم - صفة عذاب أهل النار رقائق وزهد - ذكر الموت آداب عامة - ضرب الأمثال قيامة - أهوال يوم القيامة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - يا رسولَ اللهِ كيف يُحيي اللهُ الموْتى؟ قال: أمَا مررتَ بوادٍ مُمْحِلٍ ثم مررتَ بهِ خَضِرًا ؟ قال: بلى قال: فكذلك النُّشورُ أو قال: كذلك يُحيي اللهُ الموْتى
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/146 التخريج : أخرجه الطيالسي (1185) واللفظ له، وأخرجه أحمد (16192)، والطبراني (19/208) (470) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: قيامة - البعث والنشور وصفة الأرض آداب عامة - ضرب الأمثال إيمان - توحيد الأسماء والصفات إيمان - عظمة الله وصفاته
|أصول الحديث

25 - تُحفةُ المؤمنِ الموتُ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عبد الرحمن الإفريقي وهو ضعيف
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/428 التخريج : أخرجه ابن المبارك في ((الزهد والرقائق)) (599)، وعبد بن حميد ((مسنده)) (347)، والحاكم (7900)
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحب للقاء الله رقائق وزهد - الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر رقائق وزهد - ذكر الموت رقائق وزهد - هوان الدنيا على الله جنائز وموت - لقاء الله والمبادرة بالعمل الصالح
|أصول الحديث

26 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَل عليهِم وعباسٌ عمُّ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَشتَكي، فتمَنَّى عباسٌ، رضي اللهُ عنه، الموتَ، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عمَّ رسولِ اللهِ، لا تتمَنَّ الموتَ فإنَّكَ إن كنتَ محسنًا فإن تؤخَّرْ تزدَدْ إحسانًا خيرٌ لكَ، وإن كنتَ مُسيئًا فإن تؤخَّرْ حتى تَستعتِبَ مِن إساءتِكَ خيرٌ لكَ فلا تتمَنَّ الموتَ
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : لبابة بنت الحارث أم الفضل | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/420 التخريج : أخرجه أحمد (26874)، والحاكم (1254)، وأبو يعلى (7076) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - تمني الموت مريض - تمني المريض الموت اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته جنائز وموت - النهي عن تمني الموت لضر نزل به مريض - إظهار المريض مرضه
|أصول الحديث

27 - قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: حَدِّثوا عن بَني إسرائيلَ، ولا حرَجَ؛ فإنَّه كانت فيهمُ الأعاجيبُ. قال: وحدَّثَنا جابرٌ في ذلك المجلِسِ: أنَّ قومًا مِن بني إسرائيلَ خَرَجوا يَمْشُون في الأرضِ ويُفكِّرون فيها، فمَرُّوا بمَقْبرةٍ، فقالوا: لو دَعَوْنا اللهَ أنْ يُخْرِجَ لنا رجُلًا مِن أهلِ هذه القبورِ، فنَسأَلَه عن الموتِ، فدَعَوُا اللهَ، فخرَجَ إليهم رجُلٌ بيْن عينَيْه أثَرُ السُّجودِ ، أسودُ أو حَبشيٌّ -أحدُهما- فقال: يا قومِ، ما أردْتُم إليَّ؟ لقد رَكِبْتُم منِّي أمرًا عظيمًا، فقالوا: دَعَونا اللهَ أنْ يُخرِجَ لنا رجُلًا نَسأَلُه عن الموتِ، فقال: لقد وجَدْتُ طَعمَ الموتِ وحرارةَ الموتِ منذُ أربعينَ عامًا، فوافَقَتْ دَعْوَتُكم سُكونَه عنِّي، فادْعُوا اللهَ أنْ يُعِيدَني كما كنْتُ، فدَعَونا، فأعادهُ كما كان.
خلاصة حكم المحدث : أوله مرسل وبقيته موقوف
الراوي : عبدالرحمن بن سابط | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/430 التخريج : أخرجه أحمد بن منيع كما في ((المطالب العالية)) (774) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: علم - القصص آداب عامة - المباحات من الأفعال والأقوال إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام جنائز وموت - ألم الموت
|أصول الحديث

28 - عن عَبْسٍ الغِفاريِّ: كنْتُ معه على سَطْحٍ، فرَأى قومًا يَترحلون، فقال: ما لهم؟ قالوا: يفِرُّون مِن الطَّاعونِ ، قال: يا طاعونُ خُذْني، يا طاعونُ خُذْني، فقال له ابنُ عمٍّ له: لِمَ تَتمنَّى الموتَ وقد سمِعْتَ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا تَتمنَّوُا الموتَ؛ فإنَّه لا يُرَدُّ، وإنَّه عندَ انقطاعِ أجَلِكم؟ قال: سَمِعْتُه يقولُ: تمَنَّوُا الموتَ عندَ خِصالٍ سِتَّةٍ: عندَ إمْرةِ السُّفهاءِ، وبَيعِ الحُكْمِ، واستخفافٍ بالدَّمِ، وقَطيعةِ الرَّحمِ، وكثرةِ الشُّرَطِ، ونَشَأٍ؛ أقوامٍ يتَّخِذون القُرآنَ مزاميرَ، يُقدِّمونَ الرَّجلَ لِيُغَنِّيَهم، وليس بأفْقَهِهم.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عثمان بن عمير أبي اليقظان وهو ضعيف
الراوي : عبس الغفاري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/51 التخريج : أخرجه أحمد (16040)، وابن أبي شيبة (37736)، والطبراني (18/ 36) (60) جميعا بنحوه .
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - تمني الموت بر وصلة - صلة الرحم وتحريم قطعها صلاة الجماعة والإمامة - من أحق بالإمامة قرآن - قراءة القرآن بالألحان طب - الانتقال من البلد الذي فيه وباء
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

29 - إنَّ الرجلَ لَيَعمَلُ بعملِ أهلِ الجنةِ وإنه لمكتوبٌ في الكتابِ أنه مِن أهلِ النارِ فإذا كان قبلَ موتِه تحوَّل فيعملُ بعملِ أهلِ النارِ فيدخلُ النارَ وإنَّ الرجلَ لَيَعمَلُ بعملِ أهلِ النارِ وإنه لمَكتوبٌ في الكتابِ أنه مِن أهلِ الجنةِ فإذا كان قبلَ موتِه تحوَّل فعمِل بعملِ أهلِ الجنةِ فيدخلُ الجنةَ
خلاصة حكم المحدث : موقوف وله شاهد
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/396 التخريج : أخرجه أبو يعلى (4668) واللفظ له، وأخرجه أحمد (24762) باختلاف يسير، وابن حبان (346) مختصراً باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: قدر - العمل بالخواتيم قدر - خلق الإنسان وكتابة رزقه وأجله ... قدر - كتاب أهل الجنة وأهل النار إيمان - العبرة بالخواتيم
|أصول الحديث

30 - إنَّ أوَّلَ ما يُجازى به العبدُ المؤمِنُ بعدَ موتِه: أنْ يُغْفَرَ لجميعِ مَن تبِعَ جِنازتَه.
خلاصة حكم المحدث : فيه مروان بن سالم الجزري وهو ضعيف
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/451 التخريج : أخرجه عبد بن حميد كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (2/451) واللفظ له، وابن حبان في ((المجروحين)) (2/267)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (9258) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - المشي في الجنازة والركوب فيها جنائز وموت - اتباع الجنائز فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات إحسان - غفران الله للذنوب والآثام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث