الموسوعة الحديثية


- لما قدِم عليٌّ البصرةَ في أمرِ طلحةَ وأصحابِه، قام عبدُ اللهِ بنُ الكواءِ بنِ عبادٍ، فقالا : يا أميرَ المؤمنينَ، أَخبِرْنا عن مَسيرِكَ هذا، أوصيةٌ أوصاكَ بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ أم عهدٌ عهِده عندَكَ ؟ أم رأيٌ رأيتَه حين تفرَّقَتِ الأمةُ واختَلَفَتْ كلمتُها ؟ قال : ما أكونُ أولَ كاذبٍ عليه، واللهِ ما مات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم موتَ فجأةٍ، ولا قُتِل قتلًا، ولقد مات في مرضِه كلُّ ذلك يأتيه المؤذنُ فيؤذنُه بالصلاةِ، فيقولُ : مُروا أبا بكرٍ فلْيصَلِّ بالناسِ لقد ترَكني وهو يَرى مَكاني، ولو عهِد إليَّ شيئًا لقُمتُ به، حتى عارَضَتِ امرأةٌ مِن نسائِه، فقالتْ : إنَّ أبا بكرٍ رجلٌ رقيقٌ إذا قام مَقامَكَ لم يُسمِعِ الناسَ، فلو أمَرتَ عُمرَ أن يُصلِّيَ بالناسِ، فقال لها : إنكُنَّ صواحِبُ يوسفَ فلما قُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نظَر المسلمونَ في أمرِهم فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد ولَّى أبا بكرٍ أمرَ دينِهم، فولَّوه أمرَ دنياهم، فبايَعه المسلمونَ، وبايَعتُ معهم، قلتُ : أغزو إذا أغزاني، وآخُذُ إذا أعطاني، وكنتُ سوطًا بين يدَيه في إقامةِ الحدودِ، فلو كانتْ محاباةٌ عندَ حضورِ موتِه لجعَلها في ولدِه، فأشار لعُمرَ، ولم يألُ، فبايَعه الناسُ وبايَعتُه معهم، قلتُ : أغزو إذا أغزاني، وآخُذُ إذا أعطاني، وكنتُ سوطًا بين يدَيه في إقامةِ الحدودِ، فلو كانتْ محاباةٌ عندَ حضورِ موتِه لجعَلها لولدِه، وكرِه أن ينتخِبَ منا معشرَ قريشٍ رجلًا، فيولِّيه أمرَ الأمةِ، ما تكونُ فيه إساءةٌ مِن بعدِه إلا لحِقَتْ عُمرَ في قبرِه، فاختار منا ستةً أنا فيهم لنختارَ للأمةِ رجلًا منا، فلما اجتمَعْنا وثَب عبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ، فوهَب لنا نصيبَه منها، على أن نعطيَه مواثيقَنا على أن يختارَ منَ الخمسةِ رجلًا فيولِّيَه أمرَ الأمةِ، فأعطيناه مواثيقَنا، فأخَذ بيدِ عثمانَ فبايَعه، ولقد عرَض في نفْسي عليه في ذلكَ، فلما نظَرتُ في أمري فإذا عهدي قد سبَق بيعَتي، فبايعتُه وسلَّمتُ، فكنتُ أغزو إذا أغزاني وآخُذُ إذا أعطاني، وكنتُ سوطًا بين يدَيه في إقامةِ الحدودِ، فلما قُبِض عثمانُ نظرتُ في أمري، فإذا الموثقةُ التي كانتْ في عُنُقي لأبي بكرٍ وعُمرَ قد انحلَّتْ، وإذا العهدُ لعثمانَ قد وفَّيتُ به، وأنا رجلٌ منَ المسلمينَ ليس لأحدٍ عِندي دعوى، ولا طلبةٌ، فوثَب فيها مَن ليس مِثلي يعني معاويةَ، لا قرابتُه قرابتي، ولا عِلمُه كعِلمي، ولا سابِقَتُه كسابِقَتي، وكنتُ أحقَّ بها منه، قالا : صدقتَ : فأَخبِرْنا عن ملكِ هذينِ الرجلينِ يعنيانِ : طلحةَ والزبيرِ، صاحباكَ في الهجرةِ، وصاحباكَ في بيعةِ الرضوانِ ، وصاحباكَ في المشورةِ ؟ فقال : بايَعاني في المدينةِ وخالَفاني بالبصرةِ، ولو أنَّ رجلًا بايَع أبا بكرٍ خلَعه لقاتَلناه، ولو أنَّ رجلًا ممن بايَع عُمرَ خلَعه لقاتَلناه
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : الحسن البصري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة الصفحة أو الرقم : 4/ 216
التخريج : أخرجه إسحاق بن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (3449)، والبيهقي في ((الاعتقاد)) (371)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (42/440) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: فتن - موقعة الجمل فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق وصايا - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوص اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


[إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة] (4/ 216)
: ‌3449 / 1 - - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا عبدة بن سليمان، ثنا سالم المرادي أبو العلاء، سمعت الحسن يقول: {لما قدم علي البصرة في أمر طلحة وأصحابه، قام عبد الله بن الكواء وابن عباد فقالا: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن مسيرك هذا، أوصية أوصاك بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم عهدا عهده عندك، أم رأيا رأيته حين تفرقت الأمة واختلفت كلمتها؟ فقال: ما أكون أول كاذب عليه، والله ما مات رسول الله ل- صلى الله عليه وسلم موت فجأة ولا قتل قتلا، ولقد مكث في مرضه كل ذلك يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة، فيقول: مروا أبابكر فليصل بالناس. ولقد تركني وهو يرى مكاني ولو عهد إلي شيئا لقمت به حتى عارضت في ذلك امرأة من نسائه فقالت: إن أبابكر رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يسمع الناس، فلو أمرت عمر أن يصلي بالناس؟ فقال لها: إنكن صواحب يوسف. فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر المسلمون في أمرهم فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولى أبابكر أمر دينهم فولوه أمر دنياهم، فبايعه المسلمون وبايعت معهم، فكنت أغزو إذا أغز اني، وآخذ إذا أعطاني، وكنت سوطا بين يديه في إقامة الحدود، فلو كانت محاباة عند حضورموته لجعلها في ولده، فأشار بعمر ولم يأل فبايعه الناس وبايعته معهم، فكنت أغزو إذا أغزاني، وآخذ إذا أعطاني، وكنت سوطا بين يديه في إقامة الحدود، فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها لولده، وكره أن ينتخب منا معشر قريش رجلا فيوليه أمر الأمة فلا يكون فيه إساءة من بعده إلا لحقت عمر في قبره فاختار منا ستة أنا فيهم لنختار للأمة رجلا، فلما اجتمعنا وثب عبد الرحمن بن عوف فوهب لنا نصيبه منها على أن نعطيه مواثيقنا على أن نختار من الخمسة رجلا فنوليه أمر الأمة، فأعطيناه مواثيقنا فأخذ بيد عثمان فبايعه، ولقد عرض في نفسي عند ذلك، فلما نظرت في أمري فإذا عهدي قد سبق بيعتي فبايعت وسلمت، فكنت أغزو إذا أغزاني وآخذ إذا أعطاني، وكنت سوطا بين يديه في إقامة الحدود، فلما قبض عثمان نظرت في أمري فإذا الموثقة التي كانت في عنقي لأبي بكر وعمر قد انحلت، وإذا العهد لعثمان قد وفيت به، وأنا رجل من المسلمين ليس لأحد عندي دعوى ولا طلبة فوثب فيهامن ليس مثلي- يعني: معاوية- لا قرابته قرابتي ولا علمه كعلمي ولا سابقته كسابقتي وكنت أحق بها منه. قالا: صدقت، فأخبرنا عن ملك هذين الرجلين- يعنيان: طلحة والزبير- صاحباك في الهجرة وصاحباك في بيعة الرضوان وصاحباك في المشورة. فقال: بايعاني بالمدينة وخالفاني بالبصرة، ولو أن رجلا ممن بايع أبابكر خلعه لقاتلناه، ولو أن رجلا ممن بايع عمر خلعه لقاتلناه}.

الاعتقاد للبيهقي (ص371)
: ثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان إملاء، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الدقاق ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن المديني ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، في مسنده، ثنا عبدة بن سليمان ، ثنا سالم المرادي أبو العلاء، قال: سمعت الحسن، يقول: لما قدم علي البصرة في إثر طلحة وأصحابه قام عبد الله بن الكوا، وابن عباد فقالا له: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرك هذا أوصية أوصاك بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم عهد عهده إليك أم رأي رأيته حين تفرقت الأمة واختلفت كلمتها؟ فقال: ما أكون أول كاذب عليه والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم موت فجأة ولا قتل قتلا ولقد مكث في مرضه كل ذلك يأتيه المؤذن فيؤذن بالصلاة فيقول: مروا أبا بكر ليصلي بالناس، ولقد تركني وهو يرى مكاني، ولو عهد إلي شيئا لقمت به حتى عرضت في ذلك امرأة من نسائه فقالت: إن أبا بكر رجل رقيق إذ قام مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر أن يصلي بالناس، قال لها: إنكن صواحب يوسف، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر المسلمون في أمرهم فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولى أبا بكر أمر دينهم فولوه أمر دنياهم فبايعه المسلمون وبايعته معهم فكنت أغزو إذا أغزاني وآخذ إذا أعطاني وكنت سوطا بين يديه في إقامة الحدود فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها لولده فأشار بعمر ولم يأل فبايعه المسلمون وبايعته معهم فكنت أغزو إذا أغزاني وآخذ إذا أعطاني وكنت سوطا بين يديه في إقامة الحدود، فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها لولده وكره أن ينتخب منا معشر قريش رجلا فيوليه أمر الأمة فلا يكون فيه إساءة لمن بعده إلا لحقت عمر في قبره فاختار منا ستة أنا فيهم لنختار للأمة رجلا منا فلما اجتمعنا وثب عبد الرحمن فوهب لنا نصيبه منها على أن نعطيه مواثيقنا على أن يختار من الخمسة رجلا فيوليه أمر الأمة فأعطيناه مواثيقنا فأخذ بيد عثمان فبايعه ولقد عرض في نفسي عند ذلك فلما نظرت في أمري فإذا عهدي قد سبق بيعتي فبايعت وسلمت، فكنت أغزو إذا أغزاني وآخذ إذا أعطاني فلما قتل عثمان نظرت في أمري فإذا الربقة التي كانت لأبي بكر وعمر في عنقي قد انحلت وإذا العهد لعثمان قد وفيت به، وإذا أنا برجل من المسلمين ليس لأحد عندي دعوى ولا طلب فوثب فيها من ليس مثلي - يعني معاوية - لا قرابته كقرابتي ولا علمه كعلمي ولا سابقته كسابقتي، وكنت أحق بها منه، قالا: صدقت، فأخبرنا، عن قتالك هذين الرجلين - يعنيان طلحة والزبير - صاحباك في الهجرة وصاحباك في بيعة الرضوان وصاحباك في المشورة، قال: بايعاني بالمدينة وخالفاني بالبصرة ولو أن رجلا ممن بايع أبا بكر خلعه لقاتلناه، ولو أن رجلا ممن بايع عمر خلعه لقاتلناه.

[تاريخ دمشق لابن عساكر] (42/ 440)
: أنبانا أبو الفتح أحمد بن محمد أحمد بن الحداد وأخبرني أبو المعالي عبد الله بن أحمد المروزي عنه أنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد نا أحمد بن يونس بن المسيب نا يعلى بن عبيد الطنافسي نا سالم الأنعمي عن الحسن قال ‌لما ‌قدم ‌علي ‌البصرة في أثر طلحة والزبير يريد قتالهما دخل عليه عبد الله بن الكوا وقيس بن عباد فقالا يا أمير المؤمنين حدثنا عن مسيرك هذا أوصية أوصاك بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عهد عهده إليك أم رأي رأيته لما تفرقت الأمة واختلفت كلمتها قال اللهم لا فلو عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لقمت به وما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم موت فجأة ولا قتل قتلا ولقد مكث في مرضه كل ذلك يجيئه المؤذن فيؤذنه بالصلاة فكل ذلك يأمر أبا بكر يصلي بالناس حتى عرضت في ذلك امرأة من نسئه فقالت إن أبا بكر رجل رقيق لا يستطيع أن يقوم مقامك فلو أمرت عمر يصلي بالناس فقال أنتن صواحبات يوسف فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر المسلمون في امورهم فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولى أبا بكر أمر دينهم فولوه أمر دنياهم فبايعوه وبايعت معهم فكنت اخذ إذا أعطاني وأغزو إذا أغزاني فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها في ولده فاختار ولم قال فأشار بعمر ولقد قال في ذلك غير واحد فبايعوه وبايعته معهم فكنت آخذ إذا أعطاني وأغزو إذا أغزاني فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها في ولده فاختار ستة من قريش أنا منهم على أن نختار منا رجلا للأمة فكره عمر أن ينتخب رجلا من قريش فيوليه أمر الأمة فلا يكون من ذلك الرجل إساءة من بعده إلا لحقت عمر في قبره فلما اجتمعنا وثب علينا عبد الرحمن بن عوف فوهب لنا نصيبه على أن نعطيه مواثيقنا أن نبايع لمن بايع من الخمسة فأعطيناه مواثيقنا فأخذ بيد عثمان فبايعه ولقد عرض في نفسي عند ذلك فنظرت فإذا عهدي قد سبق بيعتي فبايعت وسلمت فلما قتل نظرت في أمري فإذا الربقة كانت لأبي بكر وعمر في عنقي قد انحلت وإذا العهد لعثمان قد وفيت به فإذا أنا رجل من المسلمين ليس لأحد قبلي طلبة ولا حق فوثب بها من ليس قرابته كقرابتي ولا قدمه كقدمي ولا علمه كعلمي يعني بذلك معاوية قالا صدقت حدثنا بم قتلت هذين الرجلين يعنيان طلحة والزبير وهما صاحباك في الهجرة وفي بيعة الرضوان وفي المشورة قال بايعاني بالمدينة وخالعاني بالبصرة فلو أن رجلا ممن بايع أبا بكر خلعه لقاتلناه ولو أن رجلا ممن بايع عمر خلعه لقانلناه.