الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

211 - مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقبرٍ حديثٍ فقال : ما هذا القبرُ ؟ قالوا : قبرُ فلانةَ قال : فهلَّا آذَنتُموني ! قالوا : كنتُ نائمًا فكرِهْنا أن نوقِظَكَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فلا تَفعَلوا، ادعوني لجنائزِكم فصفَّ عليها صفًّا

212 - عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِه إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ قال : المُستهزِئون : الوليدُ بنُ المغيرةِ, والأسوَدُ بنُ عبدِ يغوثَ الزُّهريُّ, والأسوَدُ بنُ المطَّلبِ الأسديُّ, والحارثُ بن عُطَيلٍ السَّهميُّ, والعاصُ بنُ وائلِ, فأتاه جبريلُ فشكاهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليه فأراه الوليدَ ابنَ المغيرةِ فأومأ جبريلُ إلى أبجَلِه فقال : ما صنعتَ ؟ قال : كُفِيتَه. ثمَّ أراه الأسوَدَ بنَ عبدِ يغوثَ فأومأ إلى رأسِه، وقال : كُفِيتَه. ثمَّ أراه الأسوَدَ بنَ المطِّلبِ فأومأ جبريلُ إلى عينَيْه فقال : ما صنعتَ ؟ قال : كُفِيتَه. ثمَّ أراه الحارثَ فأومأ إلى رأسِه، وقال : كُفِيتَه. ومرَّ به العاصُ فأومأ إلى أخمَصِه فقال : ما صنعتَ ؟ قال : كُفِيتَه.، فأمَّا الوليدُ فمرَّ برجلٍ من خزاعةَ وهو يريشُ نبلًا له فأصاب أبجلَه فقطعها، وأمَّا الأسوَدُ بنُ المطَّلبِ فعمِي فمنهم من يقولُ : عمي هكذا. ومنهم من يقولُ : نزل تحت سمُرةٍ فجعل يقولُ : يا بُنيَّ، ألا تدفعون عنِّي قد قُتلتُ ؟ فجعلوا يقولون : ما نرَى شيئًا. وجعل يقولُ : يا بُنيَّ، ألا تمنعون عنِّي قد هلكتُ ها هو ذا أُطعَنُ بالشَّوكِ في عيني. وأمَّا الأسوَدُ بنُ عبدِ يغوثَ فخرج في رأسِه قُروحٌ فمات منها، وأمَّا الحارثُ فأخذه الماءُ الأصفرُ في بطنِه حتَّى خرج خرْوُه من فيه فمات منها، وأمَّا العاصُ فبينما هو كذلك يومًا إذ دخل في رأسِه شَبرَقةٌ حتَّى امتلأت منها فمات منها. وقال غيرُه : فركِب إلى الطَّائفِ على حمارٍ فربَض به على شَبرَقةٍ فدخلت في أخمَصِ قدمِه شوكةٌ فقتلته.

213 - إنَّكم تختصِمونَ إلى رسولِ اللهِ، وإنَّما أنا بشَرٌ، ولعَلَّ بعضَكم ألحنُ بحُجَّتِه مِن بعضٍ، وإنَّما أَقضي بينَكم على نحوِ ما أسمَعُ؛ فمَن قضَيْتُ له مِن حقِّ أخيه شيئًا فلا يأخُذْه، فإنَّما أقطَعُ له قِطعةً مِن النَّارِ، يأتي بها إِسْطامًا في عُنقِه يومَ القيامةِ، فبكى الرَّجُلانِ، وقال كلُّ واحدٍ منهما: حقِّي لأخي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أمَا إِذْ قُلْتُما فاذهَبا فاقتَسِما، ثمَّ توخَّيَا الحقَّ، ثمَّ استَهِما، ثمَّ لْيُحْلِلْ كلُّ واحدٍ منكما صاحبَه.

214 - لمَّا دنَوتُ مِن المدينةِ، أنَختُ راحِلَتي ، وحلَلتُ عَيبَتي، ولبِستُ حُلَّتي، ثُمَّ دخَلتُ المسجدَ، فإذا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخطُبُ، فرَماني النَّاسُ بالحَدَقِ، فقُلتُ لجَليسي: يا عَبدَ اللهِ، هل ذكَرَ رسولُ اللهِ مِن أمْري شيئًا؟ قال: نعمْ، ذكَرَكَ بأحسَنِ الذِّكرِ، بيْنَما هو يَخطُبُ، إذ عرَضَ له في خُطبَتِه، فقال: إنَّه سيَدخُلُ عليكم مِن هذا الفَجِّ مِن خَيرِ ذي يَمنٍ، ألَا وإنَّ على وَجهِه مِسحةَ مَلَكٍ. قال: فحمِدتُ اللهَ.

215 - خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُصعِدينَ في أُحُدٍ فذهَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ظهرِه لِينهَضَ على صَخرةٍ فلَمْ يستطِعْ فبرَك طَلحةُ بنُ عُبيدِ اللهِ تحتَه فصعِد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ظَهرِه حتَّى جلَس على الصَّخرةِ قال الزُّبيرُ : فسمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( أوجَب طَلحةُ ) ثمَّ أمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علِيَّ بنَ أبي طالبٍ رضِي اللهُ عنه فأتى المِهراسَ وأتاه بماءٍ في دَرَقَتِه فأراد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يشرَبَ منه فوجَد له ريحًا فعَافَه فغسَل به الدَّمَ الَّذي في وجهِه وهو يقولُ : ( اشتَدَّ غضَبُ اللهِ على مَن دمَّى وجهَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم )

216 - عن حَنظَلةَ بنِ خوَيلدٍ العَنَزيِّ قال: بينما أنا عندَ مُعاويةَ، إذ جاءه رَجُلانِ يختصِمانِ في رأسِ عمَّارٍ، يقولُ كلُّ واحدٍ منهما: أنا قتَلْتُه، فقال عبدُ اللهِ بنُ عَمرٍو: لِيَطِبْ به أحدُكما نفْسًا لصاحبِه؛ فإنِّي سمِعْتُ -يعني رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، [قال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ]: كذا قال أبي: يعني رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: تقتُلُه الفِئةُ الباغيَةُ، فقال مُعاويةُ: ألا تُغني عنَّا مَجنونَكَ يا عَمرُو؟ فما بالُكَ معنا؟! قال: إنَّ أبي شكاني إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أطِعْ أباكَ ما دام حيًّا، ولا تَعصِه؛ فأنا معكم ولستُ أقاتِلُ.

217 - نزَلْنا أرضًا كثيرةَ الضِّبابِ، وأصابَتْنا مَجاعةٌ، فطَبَخْنا منها، فإنَّ القُدورَ لَتَغْلي، إذ جاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: ما هذا؟ فقُلْنا: ضِبابٌ أصَبْناها، فقال: إنَّ أُمَّةً من بَني إسرائيلَ مُسِخَتْ دوابَّ في الأرضِ، وإنِّي أخْشى أنْ تكونَ هذه، فأكْفِئُوها.

218 - أصابَتْنا مَجاعةٌ، فأتَيتُ المدينةَ، فدَخَلْتُ حائطًا مِن حِيطانِها، فأخَذْتُ سُنْبُلًا فعَرَكْتُه، فأكَلْتُ منه، وجعَلْتُ منه في ثَوْبي، فجاءَ صاحبُ الحائطِ فضَرَبَني وأخَذَ ثَوْبي، فأتيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: ما عَلَّمْتَهُ إذ كانَ جاهِلًا، ولا أطْعَمْتَهُ إذ كان ساغِبًا أو جائعًا، قالَ: فرَدَّ عَلَيَّ الثَّوْبَ، وأمَرَ لي بنِصْفِ وَسْقٍ، أو وَسْقٍ.

219 - بَيْنَا أقودُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في نَقْبٍ مِن تلك النِّقابِ، إذْ قال: أَلَا تركَبُ يا عُقبةُ، فأجللْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أركَبَ مَرْكَبَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قال: أَلَا تركَبُ يا عُقبةُ؟ فأجللْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أركَبَ مَرْكَبَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قال: أَلَا تركَبُ يا عُقبةُ؟ فأشفقتُ أنْ يكونَ معصيةً، فنزَلَ، وركِبْتُ هُنَيْهَةً ونزلتُ، وركِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قال: أَلَا أُعلِّمُكَ سُورتَيْنِ مِن خيرِ سُورتَيْنِ قرَأَ بهما الناسُ؟ فأقرَأَني: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، فأُقيمَتِ الصَّلاةُ، فتقدَّمَ، فقرَأَ بهما، ثمَّ مرَّ بي، فقال: كيفَ رأيتَ يا عُقبةُ بنَ عامرٍ؟ اقرَأْ بهما كلَّما نِمْتَ وقُمْتَ.

220 - عن أبي بَرزةَ قال كنتُ عند أبي بكرٍ رضِيَ اللَّه عنه فتغيَّظَ على رجلٍ فاشتدَّ عليهِ فقلتُ تأذَنُ لي يا خليفةَ رسولِ اللَّه أضربُ عنقَهُ قال فأذهبَت كلمتِي غضبَهُ فقام فدخلَ فأرسَل إليَّ فقال ما الذي قلتَ آنِفًا قلتُ ائذَنْ لي أضربْ عنقَهُ قال أكنتَ فاعلًا لو أمرتُكَ قلتُ نعم قال لا واللَّهِ ما كانتْ لبَشرٍ بعدَ رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ

221 - بَيْنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ إذ قدِمَتْ عِيرٌ إلى المدينةِ فابتدَرها أصحابُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى لم يَبْقَ منهم إلَّا اثنا عشَرَ رجُلًا : منهم أبو بكرٍ وعُمَرُ ونزَلَتِ الآيةُ

222 - كنتُ أسمعُ صوتَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم وهو يقرأُ، وأنا نائمةٌ على فِراشي يرَجِّعُ القرآنَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : فاختة بنت أبي طالب أم هانئ | المحدث : الألباني | المصدر : أصل صفة الصلاة
الصفحة أو الرقم : 2/568
التصنيف الموضوعي: قرآن - الترتيل والتجويد والمدود وما شابهها قرآن - التغني بالقرآن قرآن - الترجيع
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

223 - أنَّهُ كانَ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في جِنازةٍ، فلقيَهُ رَسولُ امرأةٍ من قُرَيْشٍ يدعوهُ إلى طعامٍ، فجلَسنا مَجالسَ الغِلمانِ مِن آبائِهِم فنظَر آباؤُنا إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وفي يدِهِ أَكْلةٌ فقالَ: إنَّ هذا لَحمُ شاةٍ، تُخبرُني أنَّها أُخِذَت بِغيرِ حِلِّها. فقامَتِ المرأةُ، فقالَت: يا رسولَ اللَّهِ، لَم يزَل يُعجِبُني أن تأكُلَ في بَيتي، وإنِّي أرسلتُ إلى البَقيعِ، فلم يوجَدْ فيهِ شاةٌ، وَكانَ أخي اشتَرى شاةً بالأمسِ، فأرسَلَ إلى أَهْلِهِ بالثَّمنِ، فقالَ أطعِموهُ الأُسارَى فتنزَّهَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عَن أَكْلِها، ولم يأمُر بطَرحِها، بل أمرَهُم بالصَّدقةِ بِها، إذ أمرَهُم أن يُطعِموها الأُسارَى

224 - خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زمَنَ الحُديبيَةِ في بضعَ عشر مئةً مِن أصحابِه حتَّى إذا كانوا بذي الحُليفةِ قلَّد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأشعَر ثمَّ أحرَم بالعمرةِ وبعَث بيْنَ يدَيْهِ عينًا له رجُلًا مِن خُزاعةَ يجيئُه بخبرِ قريشٍ وسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بغَديرِ الأشطاطِ قريبًا مِن عُسْفانَ أتاه عينُه الخُزاعيُّ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لُؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ قد جمَعوا لك الأحابيشَ وجمَعوا لك جموعًا كثيرةً وهم مقاتِلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أشيروا علَيَّ أترَوْنَ أنْ نميلَ إلى ذراريِّ هؤلاء الَّذين أعانوهم فنُصيبَهم فإنْ قعَدوا قعَدوا مَوتورين محزونين وإنْ نجَوْا يكونوا عُنقًا قطَعها اللهُ أم ترَوْنَ أنْ نؤُمَّ البيتَ فمَن صدَّنا عنه قاتَلْناه ) ؟ فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: اللهُ ورسولُه أعلمُ يا نبيَّ اللهِ إنَّما جِئْنا مُعتمرينَ ولم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنْ مَن حال بينَنا وبيْنَ البيتِ قاتَلْناه فقال النَّبيُّ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فرُوحوا إذًا ) قال الزُّهريُّ في حديثِه: وكان أبو هُريرةَ يقولُ: ما رأَيْتُ أحدًا أكثرَ مشاورةً لأصحابِه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال الزُّهريُّ في حديثِه عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ في حديثِهما: فراحوا حتَّى إذا كانوا ببعضِ الطَّريقِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ خالدَ بنَ الوليدِ بالغَميمِ في خيلٍ لقريشٍ طليعةً فخُذوا ذاتَ اليمينِ ) فواللهِ ما شعَر بهم خالدُ بنُ الوليدِ حتَّى إذا هو بقَترةِ الجيشِ فأقبَل يركُضُ نذيرًا لقريشٍ وسار النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بالثَّنيَّةِ الَّتي يُهبَطُ عليهم منها فلمَّا انتهى إليها برَكتْ راحلتُه فقال النَّاسُ: حَلْ حَلْ فألحَّتْ فقالوا: خلَأتِ القصواءُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما خلَأتِ القصواءُ وما ذلك لها بخُلُقٍ ولكنْ حبَسها حابسُ الفيلِ ) ثمَّ قال: ( والَّذي نفسي بيدِه لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها ) ثمَّ زجَرها فوثَبتْ به قال: فعدَل عنهم حتَّى نزَل بأقصى الحُديبيَةِ على ثَمَدٍ قليلِ الماءِ إنَّما يتبَرَّضُه النَّاسُ تبرُّضًا فلم يلبَثْ بالنَّاسِ أنْ نزَحوه فشُكي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العطشُ فانتزَع سهمًا مِن كِنانتِه ثمَّ أمَرهم أنْ يجعَلوه فيه قال: فما زال يَجيشُ لهم بالرِّيِّ حتَّى صدَروا عنه: فبينما هم كذلك إذ جاءه بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخزاعيُّ في نفرٍ مِن قومِه مِن خُزاعةَ وكانت عَيْبَةَ نُصحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أهلِ تِهامةَ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ نزَلوا أعدادَ مياهِ الحُديبيَةِ معهم العُوذُ المَطافيلُ وهم مقاتلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّا لم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنَّا جِئْنا مُعتمرينَ فإنَّ قريشًا قد نهَكَتْهم الحربُ وأضرَّت بهم فإنْ شاؤوا مادَدْتُهم مدَّةً ويُخلُّوا بيني وبيْنَ النَّاسِ فإنْ ظهَرْنا وشاؤوا أنْ يدخُلوا فيما دخَل فيه النَّاسُ فعَلوا وقد جَمُّوا وإنْ هم أبَوْا فوالَّذي نفسي بيدِه لأُقاتِلَنَّهم على أمري هذا حتَّى تنفرِدَ سالفتي أو لَيُبْدِيَنَّ اللهُ أمرَه ) قال بُدَيْلُ بنُ وَرْقاءَ: سأُبلِغُهم ما تقولُ: فانطلَق حتَّى أتى قريشًا فقال: إنَّا قد جِئْناكم مِن عندِ هذا الرَّجُلِ وسمِعْناه يقولُ قولًا فإنْ شِئْتم أنْ نعرِضَه عليكم فعَلْنا فقال سفهاؤُهم: لا حاجةَ لنا في أنْ تُخبِرونا عنه بشيءٍ وقال ذو الرَّأيِ: هاتِ ما سمِعْتَه يقولُ قال: سمِعْتُه يقولُ كذا وكذا فأخبَرْتُهم بما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقام عندَ ذلك أبو مسعودٍ عُروةُ بنُ مسعودٍ الثَّقفيُّ فقال: يا قومِ ألَسْتُم بالولدِ ؟ قالوا: بلى قال: ألَسْتُ بالوالدِ ؟ قالوا: بلى قال: فهل تتَّهموني ؟ قالوا: لا قال: ألَسْتُم تعلَمون أنِّي استنفَرْتُ أهلَ عُكاظٍ فلمَّا بلَّحوا عليَّ جِئْتُكم بأهلي وولَدي ومَن أطاعني ؟ قالوا: بلى قال: فإنَّ هذا امرؤٌ عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها ودعوني آتِهِ قالوا: ائتِه فأتاه قال: فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحوًا مِن قولِه لبُدَيْلِ بنِ وَرْقاءَ فقال عروةُ بنُ مسعودٍ عندَ ذلك يا محمَّدُ أرأَيْتَ إنِ استأصَلْتَ قومَك هل سمِعْتَ أحدًا مِن العربِ اجتاح أصلَه قبْلَك وإنْ تكُنِ الأخرى فواللهِ إنِّي أرى وجوهًا وأرى أشوابًا مِن النَّاسِ خُلَقاءَ أنْ يفِرُّوا ويدَعوك فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: امصُصْ ببَظْرِ اللَّاتِ أنحنُ نفِرُّ وندَعُه ؟ فقال أبو مسعودٍ: مَن هذا ؟ قالوا: أبو بكرِ بنُ أبي قُحافةَ فقال: أمَا والَّذي نفسي بيدِه لولا يدٌ كانت لك عندي لم أَجْزِك بها لأجَبْتُك وجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكلَّما كلَّمه أخَذ بلِحيتِه والمغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ قائمٌ على رأسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه السَّيفُ والمِغفَرُ فكلَّما أهوى عُروةُ بيدِه إلى لحيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضرَب يدَه بنَعْلِ السَّيفِ، وقال: أخِّرْ يدَك عن لحيةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرفَع عروةُ رأسَه وقال: مَن هذا ؟ فقالوا: المغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ فقال: أيْ غُدَرُ، أولَسْتُ أسعى في غَدرَتِك وكان المغيرةُ بنُ شُعبةَ صحِب قومًا في الجاهليَّةِ فقتَلهم وأخَذ أموالَهم ثمَّ جاء فأسلَم فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا الإسلامُ فأقبَلُ وأمَّا المالُ فلَسْتُ منه في شيءٍ ) قال: ثمَّ إنَّ عروةَ جعَل يرمُقُ صحابةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعينِه فواللهِ ما يتنخَّمُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نُخامةً إلَّا وقَعتْ في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلدَه وإذا أمَرهم انقادوا لأمرِه وإذا توضَّأ كادوا يقتتلون على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له فرجَع عروةُ بنُ مسعودٍ إلى أصحابِه فقال: أيْ قومِ واللهِ لقد وفَدْتُ إلى الملوكِ ووفَدْتُ إلى كسرى وقيصرَ والنَّجاشيِّ واللهِ ما رأَيْتُ ملِكًا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّمُ أصحابُ محمَّدٍ محمَّدًا وواللهِ إنْ يتنخَّمُ نُخامةً إلَّا وقَعت في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلْدَه وإذا أمَرهم ابتدَروا أمرَه وإذا توضَّأ اقتتلوا على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له وإنَّه قد عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها فقال رجُلٌ مِن بني كِنانةَ دعوني آتِه فلمَّا أشرَف على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا فلانٌ مِن قومٍ يُعظِّمون البُدنَ فابعَثوها له قال: فبُعِثَتْ واستقبَله القومُ يُلَبُّون فلمَّا رأى ذلك قال: سُبحانَ اللهِ لا ينبغي لهؤلاء أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فلمَّا رجَع إلى أصحابِه قال: رأَيْتُ البُدْنَ قد قُلِّدتْ وأُشعِرَتْ فما أرى أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فقام رجُلٌ منهم يُقالُ له: مِكرَزٌ فقال: دعوني آتِهِ فقالوا: ائتِه فلمَّا أشرَف عليهم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا مِكرَزٌ وهو رجُلٌ فاجرٌ ) فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبينما هو يُكلِّمُه إذ جاءه سُهيلُ بنُ عمرٍو قال مَعْمَرٌ: فأخبَرني أيُّوبُ السَّخْتِيانيُّ عن عِكرمةَ قال: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا سُهيلٌ قد سهَّل اللهُ لكم أمرَكم ) قال مَعْمَرٌ في حديثِه عن الزُّهريِّ عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال: هاتِ اكتُبْ بينَنا وبينَكم كتابًا فدعا الكاتبَ فقال: اكتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فقال سُهيلٌ: أمَّا الرَّحمنُ فلا أدري واللهِ ما هو ولكِنِ اكتُبْ باسمِك اللَّهمَّ ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( اكتُبْ هذا ما قاضى عليه محمَّدٌ رسولُ اللهِ ) فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: لو كنَّا نعلَمُ أنَّك رسولُ اللهِ ما صدَدْناك عن البيتِ ولا قاتَلْناك ولكِنِ اكتُبْ: محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( واللهِ إنِّي لَرسولُ اللهِ وإنْ كذَّبْتُموني اكتُبْ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ ) قال الزُّهريُّ: وذلك لقولِه: لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها وقال في حديثِه عن عُروةَ عنِ المِسوَرِ ومَروانَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( على أنْ تُخَلُّوا بينَنا وبيْنَ البيتِ فنطوفَ به فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: إنَّه لا يتحدَّثُ العربُ أنَّا أُخِذْنا ضُغطةً ، ولكِنْ لك مِن العامِ المقبِلِ، فكتَب، فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: على أنَّه لا يأتيك منَّا رجُلٌ وإنْ كان على دِينِك أو يُريدُ دينَك إلَّا ردَدْتَه إلينا فقال المسلِمونَ: سُبحانَ اللهِ كيف يُرَدُّ إلى المشركينَ وقد جاء مسلِمًا فبينما هم على ذلك إذ جاء أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو يرسُفُ في قيودِه قد خرَج مِن أسفلِ مكَّةَ حتى رمى بنفسِه بيْنَ المسلمينَ فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: يا محمَّدُ هذا أوَّلُ مَن نُقاضيك عليه أنْ ترُدَّه إليَّ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّا لم نُمضِ الكتابَ بعدُ فقال: واللهِ لا أُصالِحُك على شيءٍ أبدًا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فأَجِزْه لي ) فقال: ما أنا بمُجيزِه لك قال: فافعَلْ قال: ما أنا بفاعلٍ قال مِكرَزٌ: بل قد أجَزْناه لك فقال أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو: يا معشرَ المسلمينَ أُرَدُّ إلى المشركين وقد جِئْتُ مسلِمًا ألا ترَوْنَ إلى ما قد لقيتُ وكان قد عُذِّب عذابًا شديدًا في اللهِ - فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه: واللهِ ما شكَكْتُ منذُ أسلَمْتُ إلَّا يومَئذٍ فأتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: ألَسْتَ رسولَ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: ألَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِيننِا إذًا ؟ قال: ( إنِّي رسولُ اللهِ ولَسْتُ أعصي ربِّي وهو ناصري ) قُلْتُ: أوليسَ كُنْتَ تُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ فنطوفُ به ؟ قال ( بلى فخبَّرْتُك أنَّك تأتيه العامَ ؟ ) قال: لا قال: ( فإنَّك تأتيه فتطوفُ به قال: فأتَيْتُ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رضوانُ اللهِ عليه فقُلْتُ: يا أبا بكرٍ أليس هذا نبيَّ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: أولَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِينِنا إذًا ؟ قال: أيُّها الرَّجلُ إنَّه رسولُ اللهِ وليس يعصي ربَّه وهو ناصرُه فاستمسِكْ بغَرْزِه حتَّى تموتَ فواللهِ إنَّه على الحقِّ قُلْتُ: أوليس كان يُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ ونطوفُ به ؟ قال: بلى قال فأخبَرك أنَّا نأتيه العامَ ؟ قُلْتُ: لا قال: فإنَّك آتيه وتطوفُ به قال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه فعمِلْتُ في ذلك أعمالًا - يعني في نقضِ الصَّحيفةِ - فلمَّا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الكتابِ أمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه فقال: ( انحَروا الهَدْيَ واحلِقوا ) قال: فواللهِ ما قام رجُلٌ منهم رجاءَ أنْ يُحدِثَ اللهُ أمرًا فلمَّا لم يقُمْ أحَدٌ منهم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخَل على أمِّ سلَمةَ فقال: ما لقيتُ مِن النَّاسِ قالت أمُّ سلَمةَ: أوَتُحِبُّ ذاك، اخرُجْ ولا تُكلِّمَنَّ أحدًا منهم كلمةً حتَّى تنحَرَ بُدنَكَ وتدعوَ حالقَك فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَج ولم يُكلِّمْ أحدًا منهم حتَّى نحَر بُدْنَه ثمَّ دعا حالقَه فحلَقه فلمَّا رأى ذلك النَّاسُ جعَل بعضُهم يحلِقُ بعضًا حتَّى كاد بعضُهم يقتُلُ بعضًا قال: ثمَّ جاء نِسوةٌ مؤمناتٌ فأنزَل اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] إلى آخِرِ الآيةِ قال: فطلَّق عمرُ رضوانُ اللهِ عليه امرأتينِ كانتا له في الشِّركِ فتزوَّج إحداهما معاويةُ بنُ أبي سُفيانَ والأخرى صفوانُ بنُ أميَّةَ قال: ثمَّ رجَع صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المدينةِ فجاءه أبو بَصيرٍ رجُلٌ مِن قريشٍ وهو مسلِمٌ فأرسَلوا في طلبِه رجُلينِ وقالوا: العهدَ الَّذي جعَلْتَ لنا فدفَعه إلى الرَّجُلينِ فخرَجا حتَّى بلَغا به ذا الحليفةِ فنزَلوا يأكُلون مِن تمرٍ لهم فقال أبو بَصيرٍ لأَحدِ الرَّجُلينِ: واللهِ لَأرى سيفَك هذا يا فلانُ جيِّدًا فقال: أجَلْ واللهِ إنَّه لَجيِّدٌ لقد جرَّبْتُ به ثمَّ جرَّبْتُ فقال أبو بَصيرٍ: أَرِني أنظُرْ إليه فأمكَنه منه فضرَبه حتَّى برَد وفرَّ الآخَرُ حتَّى أتى المدينةَ فدخَل المسجدَ يعدو فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد رأى هذا ذُعْرًا فلمَّا انتهى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: قُتِل واللهِ صاحبي وإنِّي لَمقتولٌ فجاء أبو بَصيرٍ فقال: يا نبيَّ اللهِ قد واللهِ أوفى اللهُ ذمَّتَك قد ردَدْتَني إليهم ثمَّ أنجاني اللهُ منهم فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ويلُ امِّه لو كان معه أحَدٌ فلمَّا سمِع بذلك عرَف أنَّه سيرُدُّه إليهم مرَّةً أخرى فخرَج حتَّى أتى سِيفَ البحرِ قال: وتفلَّت منهم أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو فلحِق بأبي بَصيرٍ فجعَل لا يخرُجُ مِن قريشٍ رجُلٌ أسلَم إلَّا لحِق بأبي بَصيرٍ حتَّى اجتمَعت منهم عصابةٌ قال: فواللهِ ما يسمَعون بِعِيرٍ خرَجتْ لقريشٍ إلى الشَّامِ إلَّا اعترَضوا لها فقتَلوهم وأخَذوا أموالَهم فأرسَلتْ قريشٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُناشِدُه اللهَ والرَّحِمَ لَمَا أرسَل إليهم ممَّن أتاه فهو آمِنٌ فأرسَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم فأنزَل اللهُ جلَّ وعلا: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الفتح: 24] حتَّى بلَغ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] وكانت حميَّتُهم أنَّهم لم يُقِرُّوا أنَّه نبيُّ اللهِ ولم يُقِرُّوا ببِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

225 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لنسائِه عامَ حجَّةِ الوداعِ هذه ثمَّ ظهورُ الحُصْرِ قال وكنَّ كلُّهنَّ يحجُجْن إلَّا زينبَ بنتَ جحشٍ وسودةَ بنتَ زمعةَ رضِي اللهُ عنهنَّ وكانتا تقولان واللهِ لا تُحرِّكُنا دابَّةٌ بعد إذ سمِعنا ذلك من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال إسحاقُ في حديثِه قالتا واللهِ لا تُحرِّكُنا دابَّةٌ بعد قولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذه ثمَّ ظهورُ الحُصْرِ

226 - عن عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، قال: حدَّثَني سَلْمانُ الفارِسيُّ حَديثَه مِن فيه، قال: كُنتُ رَجُلًا فارسِيًّا مِن أهْلِ أصْبَهانَ مِن أهْلِ قَرْيةٍ منها يُقالُ لها جَيُّ، وكان أبي دِهْقانَ قَرْيَتِه، وكُنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلم يَزَلْ به حُبُّه إيَّايَ حتى حَبَسَني في بَيتِه كما تُحبَسُ الجاريةُ، واجتَهَدْتُ في المَجوسيَّةِ حتى كُنتُ قَطِنَ النارِ الذي يُوقِدُها لا يَترُكُها تَخْبو ساعةً، قال: وكانَتْ لأبي ضَيْعةٌ عَظيمةٌ، قال: فشُغِلَ في بُنْيانٍ له يَومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلْتُ في بُنْيانٍ هذا اليومَ عن ضَيْعَتي، فاذْهَبْ فاطَّلِعْها، وأمَرَني فيها ببَعْضِ ما يُريدُ، فخَرَجْتُ أُريدُ ضَيْعَتَه، فمَرَرْتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائِسِ النَّصارى، فسَمِعتُ أصْواتَهُم فيها وهُم يُصَلُّون، وكُنتُ لا أدْري ما أمْرُ الناسِ لِحَبْسِ أبي إيَّايَ في بَيتِه، فلمَّا مَرَرتُ بهِم، وسَمِعتُ أصْواتَهم، دَخَلتُ عليهم أنظُرُ ما يَصنَعون، قال: فلمَّا رَأيتُهُم أعْجَبَني صَلاتُهُم، ورَغِبتُ في أمْرِهِم، وقُلتُ: هذا -واللهِ- خَيرٌ مِن الدِّينِ الذي نَحنُ عليه، فواللهِ ما تَرَكْتُهم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، وتَرَكْتُ ضَيْعةَ أبي ولم آتِها، فقُلتُ لهُم: أين أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ قال: ثُمَّ رَجَعتُ إلى أبي، وقد بَعَثَ في طَلَبي وشَغَلْتُه عن عَمَلِه كلِّه، قال: فلمَّا جِئْتُه، قال: أيْ بُنَيَّ، أين كُنتَ؟ ألم أكُنْ عَهِدتُ إليكَ ما عَهِدتُ؟ قال: قلتُ: يا أبَتِ، مَرَرتُ بناسٍ يُصَلُّون في كَنيسةٍ لهُم فأعْجَبَني ما رَأيتُ مِن دِينِهِم، فواللهِ ما زِلتُ عِندَهُم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، قال: أيْ بُنَيَّ، ليس في ذلك الدِّينِ خَيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائِكَ خَيرٌ منه! قال: قلتُ: كلَّا واللهِ إنَّه لخَيرٌ مِن دِينِنا، قال: فخافَني، فجَعَلَ في رِجْلي قَيْدًا، ثُمَّ حَبَسَني في بَيتِه، قال: وبَعَثتُ إلى النَّصارى فقُلتُ لهم: إذا قَدِمَ عليكم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى فأخْبِروني بهم، قال: فقَدِمَ عليهم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى، قال: فأخْبَروني بهم، قال: فقُلتُ لهُم: إذا قَضَوْا حَوائِجَهُم وأرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهِم فآذَنوني بهِم، قال: فلمَّا أرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهم أخْبَروني بهم، فألْقَيتُ الحَديدَ مِن رِجْلي، ثُمَّ خَرَجتُ معهم حتى قَدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قَدِمتُها، قُلتُ: مَن أفْضَلُ أهْلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكَنيسةِ، قال: فجِئْتُه، فقُلتُ: إنِّي قد رَغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحْبَبتُ أنْ أكونَ معَكَ أخْدِمُكَ في كَنيسَتِكَ، وأتَعَلَّمُ منكَ وأُصَلِّي معَكَ، قال: فادْخُلْ فدَخَلتُ معَه، قال: فكان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُهم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُهم فيها، فإذا جَمَعوا إليه منها أشْياءَ، اكْتَنَزَه لنَفْسِه، ولم يُعْطِه المَساكينَ، حتى جَمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهَبٍ ووَرِقٍ، قال: وأبغَضْتُه بُغْضًا شَديدًا لِما رَأيتُه يَصنَعُ، ثُمَّ ماتَ، فاجتَمَعَتْ إليه النَّصارى لِيَدْفِنوه، فقُلتُ لهم: إنَّ هذا كان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُكم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُكُم فيها، فإذا جِئْتُموه بها اكْتَنَزَها لنَفْسِه، ولم يُعْطِ المَساكينَ منها شَيئًا، قالوا: وما عِلْمُكَ بذلك؟ قال: قلتُ أنا أدُلُّكُم على كَنْزِه، قالوا: فدُلَّنا عليه، قال: فأرَيتُهُم مَوضِعَه، قال: فاسْتَخْرَجوا منه سَبْعَ قِلالٍ مَمْلوءةً ذَهَبًا ووَرِقًا، قال: فلمَّا رَأوْها قالوا: واللهِ لا نَدْفِنُه أبَدًا فصَلَبوه، ثُمَّ رَجَموه بالحِجارةِ، ثُمَّ جاؤوا برَجُلٍ آخَرَ، فجَعَلوه بمَكانِه، قال: يَقولُ سَلْمانُ: فما رَأيتُ رَجُلًا لا يُصلِّي الخَمْسَ، أرى أنَّه أفْضَلُ منه، أزْهَدُ في الدُّنْيا، ولا أرْغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدْأبُ ليلًا ونَهارًا منه، قال: فأحبَبْتُه حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَه، فأقَمْتُ معَه زَمانًا، ثُمَّ حَضَرَتْه الوَفاةُ، فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ معَكَ وأحْبَبْتُكَ حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَكَ، وقد حَضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ أحَدًا اليومَ على ما كُنتُ عليه، لقد هَلَكَ الناسُ وبَدَّلوا وتَرَكوا أكثَرَ ما كانوا عليه، إلَّا رَجُلًا بالمَوْصِلِ، وهو فُلانٌ، فهو على ما كُنتُ عليه، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ، لَحِقتُ بصاحِبِ المَوْصِلِ فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصاني عِندَ مَوتِه أنْ ألْحَقَ بكَ، وأخْبَرَني أنَّكَ على أمْرِه، قال: فقال لي: أقِمْ عِندي فأقَمتُ عِندَه، فوَجَدْتُه خَيرَ رَجُلٍ على أمْرِ صاحِبِه، فلم يَلبَثْ أنْ ماتَ، فلمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصى بي إليكَ، وأمَرَني باللُّحوقِ بكَ، وقد حَضَرَكَ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ رَجُلًا على مِثْلِ ما كُنَّا عليه إلَّا بِنَصِيبينَ، وهو فُلانٌ، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ نَصِيبينَ، فجِئْتُه فأخبَرْتُه خَبَري، وما أمَرَني به صاحِبي، قال: فأقِمْ عِندي، فأقَمْتُ عِندَه، فوَجَدْتُه على أمْرِ صاحِبَيْه، فأقَمْتُ مع خَيرِ رَجُلٍ، فواللهِ ما لَبِثَ أنْ نَزَلَ به الموتُ، فلمَّا حَضَرَ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا كان أوْصى بي إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما نَعلَمُ أحَدًا بَقِيَ على أمْرِنا آمُرُكَ أنْ تَأتيَه إلَّا رَجُلًا بِعَمُّوريَّةَ؛ فإنَّه على مِثْلِ ما نَحنُ عليه، فإنْ أحْبَبْتَ فأْتِه، قال: فإنَّه على أمْرِنا، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ، وأخْبَرْتُه خَبَري، فقال: أقِمْ عِندي، فأقَمْتُ مع رَجُلٍ على هَدْيِ أصحابِه وأمْرِهِم، قال: واكتَسَبْتُ حتى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيْمةٌ، قال: ثُمَّ نَزَلَ به أمْرُ اللهِ، فلمَّا حُضِرَ قُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ مع فُلانٍ، فأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، وأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تأْمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُه أصْبَحَ على ما كُنَّا عليه أحَدٌ مِن الناسِ آمُرُكَ أنْ تَأتيَه، ولكنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ هو مَبْعوثٌ بدِينِ إبْراهيمَ يَخرُجُ بأرْضِ العَرَبِ، مُهاجِرًا إلى أرضٍ بَينَ حرَّتَينِ بَينَهُما نَخْلٌ، به عَلاماتٌ لا تَخْفى: يَأكُلُ الهَديَّةَ ولا يَأكُلُ الصَّدَقةَ، بَينَ كَتِفَيْه خاتَمُ النُّبوَّةِ، فإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَلحَقَ بتلك البِلادِ فافْعَلْ، قال: ثُمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثْتُ بِعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أنْ أمكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بي نَفَرٌ مِن كَلْبٍ تُجَّارًا، فقُلتُ لهُم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ، وأُعْطيكُم بَقَراتي هذه وغُنَيْمَتي هذه؟ قالوا: نَعَمْ، فأعطَيْتُهُموها وحَمَلوني، حتى إذا قَدِموا بي واديَ القُرى ظَلَموني فباعوني مِن رَجُلٍ مِن يَهودَ عَبدًا، فكُنتُ عِندَه، ورَأيتُ النَّخلَ، ورَجَوْتُ أنْ تكونَ البَلَدَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، ولم يَحِقْ لي في نَفْسي، فبَينَما أنا عِندَه، قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِن المَدينةِ مِن بَني قُرَيْظةَ فابْتاعَني منه، فاحْتَمَلَني إلى المَدينةِ، فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها فعَرَفْتُها بصِفةِ صاحِبي، فأقَمْتُ بها وبَعَثَ اللهُ رسولَه، فأقامَ بمكَّةَ ما أقامَ لا أسْمَعُ له بذِكْرٍ مع ما أنا فيه مِن شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فواللهِ إنِّي لَفي رَأسِ عَذْقٍ لسَيِّدي أعْمَلُ فيه بَعضَ العَمَلِ، وسَيِّدي جالِسٌ، إذْ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتى وَقَفَ عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بَني قَيْلةَ، واللهِ إنَّهم الآنَ لَمُجتَمِعون بقُباءٍ على رَجُلٍ قَدِمَ عليهم مِن مكَّةَ اليومَ، يَزْعُمون أنَّه نَبيٌّ، قال: فلمَّا سَمِعْتُها أخَذَتْني العُرَواءُ، حتى ظَنَنتُ سأسْقُطُ على سيِّدي، قال: ونَزَلَتْ عن النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عمِّهِ ذلك: ماذا تقولُ؟ ماذا تقولُ؟ قال: فغَضِبَ سيِّدي فلَكَمَني لَكْمةً شَديدةً، ثُمَّ قال: ما لكَ ولهذا، أقْبِلْ على عَمَلِكَ، قال: قُلتُ: لا شَيءَ، إنَّما أرَدْتُ أنْ أسْتَثْبِتْه عمَّا قال، وقد كان عِندي شَيءٌ قد جَمَعْتُه، فلمَّا أمْسَيتُ أخَذْتُه ثُمَّ ذَهَبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقُلتُ له: إنَّه قد بَلَغَني أنَّكَ رَجُلٌ صالِحٌ، ومعَكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجَةٍ، وهذا شَيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرَأيْتُكُم أحَقَّ به مِن غَيرِكُم، قال: فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: كُلوا، وأمْسَكَ يَدَه فلم يَأكُلْ، قال: فقُلتُ في نفْسي: هذه واحِدةٌ، ثُمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شَيئًا، وتَحَوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إلى المَدينةِ، ثُمَّ جِئْتُه به، فقُلتُ: إنِّي رَأيتُكَ لا تَأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمْتُكَ بها، قال: فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ منها، وأمَرَ أصحابَه فأكَلوا معَه، قال: فقُلتُ في نَفْسي: هاتانِ اثْنَتانِ، قال: ثُمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو ببَقيعِ الغَرْقَدِ، قال: وقد تَبِعَ جِنازةً مِن أصحابِه، عليه شَمْلَتانِ له، وهو جالِسٌ في أصحابِه، فسَلَّمتُ عليه، ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أنظُرُ إلى ظَهْرِه، هل أرَى الخاتَمَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي؟ فلمَّا رَآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ استَدْبَرْتُه، عَرَفَ أنِّي أسْتَثْبِتُ في شَيءٍ وُصِفَ لي، قال: فألْقى رِداءَه عن ظَهْرِه، فنَظَرْتُ إلى الخاتَمِ فعَرَفْتُه، فانْكَبَبْتُ عليه أُقَبِّلُه وأبْكي، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: تَحَوَّلْ، فتَحَوَّلتُ، فقَصَصْتُ عليه حَديثي كما حَدَّثتُكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، قال: فأُعجِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلك أصحابُه، ثُمَّ شَغَلَ سَلْمانَ الرِّقُّ حتى فاتَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بَدْرٌ، وأُحُدٌ، قال: ثُمَّ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كاتِبْ يا سَلْمانُ، فكاتَبْتُ صاحِبي على ثَلاثِ مِئةِ نَخلةٍ، أُحْييها له بالفَقيرِ، وبأرْبَعينَ أُوقيَّةً، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: أعِينوا أخاكُم، فأعانوني بالنَّخلِ: الرَّجُلُ بثَلاثينَ وَدِيَّةً، والرَّجُلُ بعِشْرينَ، والرَّجُلُ بخَمْسَ عَشْرةَ، والرَّجُلُ بعَشْرٍ؛ يَعْني: الرَّجُلُ بقَدْرِ ما عِندَه، حتى اجتَمَعَتْ لي ثلاثُ مِئةِ وَدِيَّةٍ، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: اذْهَبْ يا سَلْمانُ ففَقِّرْ لها، فإذا فَرَغْتُ فأْتِني أكونُ أنا أضَعُها بِيَدي، قال: ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصْحابي، حتى إذا فَرَغتُ منها جِئْتُه فأخبَرْتُه، فخَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ معي إليها، فجَعَلْنا نُقَرِّبُ له الوَديَّ ويَضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بِيَدِه، فوالذي نَفْسُ سَلْمانَ بِيَدِه، ما ماتَتْ منها وَدِيَّةٌ واحِدةٌ، فأدَّيتُ النَّخلَ، وبَقِيَ علَيَّ المالُ، فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بمِثْلِ بَيْضةِ الدَّجاجةِ مِن ذَهَبٍ مِن بَعضِ المَغازي، فقال: ما فَعَلَ الفارِسيُّ المُكاتَبُ؟ قال: فدُعِيتُ له، فقال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلْمانُ، فقُلتُ: وأين تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ؟ قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ سيُؤَدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذْتُها فوَزَنْتُ لهُم منها، والذي نَفْسُ سلَمْانَ بِيَدِه، أربَعينَ أُوقِيَّةً، فأوْفَيْتُهم حَقَّهُم، وعَتَقْتُ! فشَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ الخَندَقَ، ثُمَّ لم يَفُتْني معَه مَشهَدٌ.

227 - بينا أنا أَسِيرُ مع رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - بين الجُحْفَةِ والأَبْواءِ؛ إذ غَشِيَتْنا رِيحٌ وظُلْمَةٌ شديدةٌ، فجعل رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - يَتَعَوَّذُ ب { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ }، و{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }، ويقولُ : يا عُقْبَةُ ! تَعَوَّذْ بِهِما؛ فما تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بمِثْلِهِما

228 - تُفتَحُ يأجوجُ ومأجوجُ فيخرجُونَ كما قالَ اللَّهُ تعالى { مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} فَيُفِشُّ الناسُ وينحازونَ عنهم إلى مدائنِهِم وحصونِهم ويضمُّونَ إليهِم مواشيَهم فيضرِبونَ ويشربونَ مياهَ الأرضِ حتَّى إنَّ بعضَهم ليمرُّ بذلِك النَّهرِ فيقولُ قد كانَ هاهُنا ماءٌ مرَّةً حتَّى إذا لم يبقَ منَ النَّاسِ أحدٌ إلَّا أخذ في حصنٍ أو مدينةٍ قالَ قائلُهم هؤلاءِ أَهلُ الأرضِ قد فرَغنا منهُم بقِيَ أَهلُ السَّماءِ قالَ ثمَّ يَهزُّ أحدُهم حربتَه ثمَّ يرمي بِها إلى السَّماءِ فترجَعُ إليهم مخضَّبةً دمًا للبلاءِ والفتنةِ فبينما هُم على ذلِك إذ بَعثَ اللَّهُ عليهِم داءً في أعناقِهم كنَغفِ الجرادِ الَّذي يخرُجُ في أعناقِه فيصبحونَ موتَى لا يُسمعَ لَهم حسٌّ فيقولُ المسلمونَ ألا رجلٌ يشري لنا نفسَه فينظرُ ما فعلَ هذا العدوُّ قالَ فيتجرَّدُ رجلٌ منهم محتَسِبًا نفسَه قد أوطنَها على أنَّه مقتولٌ فينزِلُ فيجدُهُم موتى بعضُهم على بعضٍ فينادي يا معشرَ المسلمينَ ألا أبشِروا إنَّ اللَّهَ قد كفاكم عدوَّكم فيخرجونَ من مدائنِهم وحصونِهم ويُسرِّحون مواشيَهم فما يكونُ لها مرعي إلا لحومَهم فتشكَرَ عنهم كأحسَنِ ما شَكرَت عن شيءٍ مِنَ النَّباتِ أصابتْهُ

229 - لمَّا أسلَمَ عُمَرُ قال: أيُّ قُرَيشٍ أنقَلُ للحديثِ؟ فقيلَ له: جَميلُ بنُ مَعمَرٍ الجُمَحيُّ. فغَدا عليه، قال عبدُ اللهِ: وغَدَوتُ أتبَعُ أثَرَه وأنظُرُ ما يَفعَلُ، وأنا غُلامٌ أعقِلُ كلَّ ما رأَيتُ، حتى جاءَه فقال له: أعَلِمتَ يا جَميلُ أنِّي أسلَمتُ، ودَخَلتُ في دِينِ محمَّدٍ؟ قال: فواللهِ ما راجَعَه حتى قامَ يَجُرُّ رِداءَه، واتَّبَعَه عُمَرُ، واتَّبَعتُه أنا، حتى قامَ على بابِ المسجِدِ صَرَخَ بأعلى صَوتِه: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ -وهم في أنديَتِهم حَولَ الكَعبةِ-: ألَا إنَّ ابنَ الخطَّابِ قد صبَأَ. قال: يقولُ عُمَرُ مِن خَلفِه: كَذَبَ، ولكِنِّي قد أسلَمتُ، وشَهِدتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ. وثاروا إليه، فما بَرِحَ يُقاتِلُهم ويُقاتِلونَه حتى قامَتِ الشَّمسُ على رُؤوسِهم، قال: وطَلَحَ فقَعَدَ، وقاموا على رأْسِه وهو يقولُ: افعَلوا ما بَدا لكم، فأحلِفُ باللهِ أنْ لو قد كُنَّا ثلاثَ مئةِ رجُلٍ لقد تَرَكناها لكم، أو تَرَكتُموها لنا. قال: فبَينَما هم على ذلكَ إذْ أقبَلَ شَيخٌ مِن قُرَيشٍ عليه حُلَّةُ حَريرٍ وقَميصٌ قُومَسيٌّ، حتى وَقَفَ عليهم، فقال: ما شأْنُكم؟ فقالوا: صَبأ عُمَرُ. قال: فمَهْ؟ رجُلٌ اختارَ لنَفْسِه أمْرًا، فماذا تُريدونَ؟ أتَرَوْنَ بني عَديٍّ يُسْلِمونَ لكم صاحِبَهم هكذا؟ خَلُّوا عنِ الرجُلِ. قال: فوَاللهِ لَكأنَّما كانوا ثَوبًا كُشِطَ عنه، قال: فقلتُ لأبي بعدَ أنْ هاجَرَ إلى المَدينةِ: يا أبةِ، مَنِ الرجُلُ الذي زَجَرَ القَومَ عنكَ بمَكَّةَ يَومَ أسلَمتَ وهم يُقاتِلونَكَ؟ قال: ذاكَ أيْ بُنَيَّ العاصِ بنُ وائلٍ السَّهميُّ.

230 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لرجلٍ مِن بني النَّجَّارِ: يا خالِ أسْلِم قال: أجِدُني كارهًا قال: وإنْ كُنتَ له كارِهًا وأُكرِهتَ عليهِ

231 - لو رأيتَني وقُثمَ وعُبَيْدَ اللَّهِ نلعبُ إذ مرَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ على دابَّةٍ فقالَ: احمِلوا هذا إليَّ, فجعلَني أمامَهُ, ثمَّ قالَ لقُثمَ: احملوا هذا إليَّ, فجعلَهُ وراءَهُ ما استحيا من عمِّهِ العبَّاسِ أن حَملَ قُثمَ، وَ نزل عُبَيْدَ اللَّهِ ثمَّ مسحَ برأسي ثلاثًا، كلَّما مسحَ قالَ: اللَّهمَّ اخلُفْ جعفرًا في ولدِهِ. قلتُ لعبدِ اللَّهِ بنِ جعفرٍ: ما فعلَ قُثَمُ؟ قالَ: استُشْهِدَ, قلتُ لعبدِ اللَّهِ: اللَّهُ ورسولُهُ كانَ أعلَمُ بالخيرةِ؟ قالَ: أجلْ

232 - دخل رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ البيتَ هو وبلالٌ وأسامةُ بنُ زيدٍ وعثمانُ بنُ طلحةَ فأجافوا البابَ ومكثوا ساعةً ثم خرج فلما فُتِحَ كنتُ أولَ مَن دخل فسألتُ بلالًا أينَ صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ فقال بينَ العمودَينِ المقدمينِ ونسيت أنْ أسألَه كمْ صلَّى

233 - دخَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَيتَ هو وبِلالٌ وأُسامةُ بنُ زَيدٍ وعُثمانُ بنُ طَلحةَ، فأَجافُوا البابَ، ومَكثُوا ساعةً، ثمَّ خرَجَ، فلمَّا فُتِح كنتُ أوَّلَ مَن دَخَل، فسألْتُ بِلالًا: أين صَلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقال: بيْن العَمُودَينِ المُقَدَّمَينِ، ونَسيتُ أنْ أَسألَه: كمْ صَلَّى؟

234 - لَقيتُ عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، فسأَلْتُه عن ثَمنِ الخَمرِ، فقال: سأُخبِرُكم عنِ الخَمرِ، إنِّي كُنتُ عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المسجِدِ، فبَيْنا هو مُحتَبٍ حَلَّ حُبوَتَه، ثُم قال: مَن كان عنده من هذه الخَمرِ شيءٌ، فلْيُؤذِنِّي به، فجعَلَ الناسُ يأْتونَه، فيقولُ أحَدُهم: عندي راويةٌ، ويقولُ الآخَرُ: عندي راويةٌ، ويقولُ الآخَرُ: عندي زِقٌّ، أو ما شاءَ اللهُ أنْ يكونَ عنده، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اجْمَعوا بنَقيعِ كذا وكذا، ثُم آذِنوني، ففَعَلوا، ثُم آذَنوهُ، فقامَ وقُمْتُ معه، فمشَيْتُ عن يَمينِه، وهو مُتوكِّئٌ عليَّ، فلَحِقَنا أبو بَكرٍ، فأخَّرَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجعَلَ أبا بَكرٍ مَكاني، ثُم لَحِقَنا عُمَرُ بنُ الخطَّابِ، فأخَّرَني وجعَلَه عن يَسارِه، فمَشى بَيْنَهما حتى إذا وقَفَ على الخَمرِ، قال للناسِ: أتَعرِفونَ هذه؟ فقالوا: نَعم يا رسولَ اللهِ، هذه الخَمرُ، فقال: صدَقْتم، فقال: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لعَنَ الخَمرَ، وعاصرَها، ومُعتَصِرَها، وشارِبَها، وساقِيَها، وحامِلَها، والمحمولةَ إليه، وبائعَها، ومُشتَريَها، وآكِلَ ثَمنِها، ثُم دعا بسِكِّينٍ، فقال: اشْحِذوها، ففَعَلوا، ثُم أخَذَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخرِقُ بها الزِّقاقَ، فقال الناسُ: إنَّ في هذه الزِّقاقِ مَنفَعةً، فقال: أجَلْ، ولكنِّي إنَّما أفعَلُ ذلك غضَبًا للهِ عزَّ وجلَّ، لِمَا فيها من سَخَطِه، فقال عُمَرُ: أنا أَكْفيكَ، فقال: لا، وبعضُهم يَزيدُ على بعضٍ في قصَّةِ الحديثِ.

235 - كنتُ أَمشي مع رسولِ اللهِ صلى اللهُ علَيهِ وسلمَ في حَقٍّ لِبَعْضِ أَهلِ المدينَةِ، فَقَال: يا أَبا هريرَةَ، هَلَكَ الْمُكْثِرونَ إِلا من قَال: كَذا وَكَذا، وهَكَذا وَهَكَذا، وَقَليلٌ ما هُمْ، ثُمَّ مَشَى ساعَةً، ثُمَّ قَال: يا أَبا هُرَيْرَةَ، أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ من كُنوزِ الْجَنَّةِ، فَقُلْتُ: بَلى يا رَسولَ اللهِ، قَال: تَقولُ: لا حَوْلَ وَلا قوَّةَ إِلا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ، وَلا مَلْجَأَ من اللهِ إِلا إِلَيهِ، قَال: ثُمَّ مَشَى ساعَةً فَقَال: يا أَبا هُرَيْرَةَ، هَل تَدْري ما حَقُّ اللهِ عَلى النَّاسِ، وَما حَقُّ النَّاسِ عَلى اللهِ؟، قَال: قُلْتُ: اللهُ وَرَسولُهُ أَعلَمُ قَال: حَقُّ اللهِ عَلى النَّاسِ أَنْ يَعْبُدوهُ وَلا يُشْرِكوا بِهِ شَيئًا، فَإِذا فَعَلوا ذَلِكَ فَحَقٌّ عَلى اللهِ أَن لا يُعَذِّبَهُمْ

236 - كُنْتُ في بيتِ ميمونةَ بنتِ الحارثِ فوضَعْتُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم طَهورًا فقال : ( مَن وضَع هذا ) ؟ قالت ميمونةُ : عبدُ اللهِ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( اللَّهمَّ فقِّهْهُ في الدِّينِ وعلِّمْه التَّأويلَ )

237 - أنَّ حاطبَ بنَ أبي بلتعةَ كتَب إلى أهلِ مكَّةَ يذكُرُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُريدُ غزوَهم فدُلَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المرأةِ الَّتي معها الكتابُ فأرسَل إليها فأخَذ كتابَها مِن رأسِها فقال: ( يا حاطبُ أفعَلْتَ ؟ ) قال: نَعم إنِّي لم أفعَلْه غشًّا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا نفاقًا ولقد علِمْتُ أنَّ اللهَ سيُظهِرُ رسولَه ويُتِمُّ أمرَه غيرَ أنِّي كُنْتُ غريبًا بيْنَ ظهرانَيْهم فكانت أهلي معهم فأرَدْتُ أنْ أتَّخذَها عندَهم يدًا فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه: ألا أضرِبُ رأسَ هذا ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أتقتُلُ رجلًا مِن أهلِ بدرٍ وما يُدريك لعلَّ اللهَ اطَّلع على أهلِ بدرٍ فقال: اعمَلوا ما شِئْتُم )

238 - كنتُ رجلًا فارسيًّا من أهلِ أصبهانَ من أهلِ قريةٍ منها يقال لها : جيُّ وكان أبي دِهقانَ قريتِه وكنتُ أحبَّ خلقِ اللهِ إليه فلم يزلْ به حبُّه إيايَ حتى حبسني في بيتِه أي ملازمُ النَّارِ كما تُحبس الجاريةُ وأجهدتُ في المجوسيَّةِ حتى كنتُ قاطنَ النارِ الذي يوقدُها لا يتركها تخبُو ساعةً قال : وكانت لأبي ضَيعةٌ عظيمةٌ قال فشغل في بنيانٍ له يومًا فقال لي : يا بُنيَّ إني قد شُغِلتُ في بنيانٍ هذا اليومَ عن ضَيعتي فاذهبُ فاطلُعها وأمرني فيها ببعضِ ما يريدُ فخرجت أريدُ ضَيعتَه فمررتُ بكنيسةٍ من كنائسِ النَّصارى فسمعتُ أصواتَهم فيها وهم يُصلُّون وكنتُ لا أدري ما أمر الناسِ لحبسِ أبي إيايَ في بيتِه فلما مررتُ بهم وسمعتُ أصواتَهم دخلتُ عليهم أنظرْ ما يصنعون قال : فلما رأيتُهم أعجبَتْني صلاتُهم ورغبتُ في أمرِهم وقلتُ : هذا واللهِ خيرٌ من الدِّينِ الذي نحنُ عليه فواللهِ ما تركتُهم حتى غربتِ الشَّمسُ وتركتُ ضَيعةَ أبي ولم آتِها فقلتُ لهم : أين أصلُ هذا الدِّينِ ؟ قالوا : بالشَّامِ قال : ثم رجعتُ إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلتُه عن عملِه كلِّه قال فلما جئتُه قال : أي بُنيَّ أين كنتَ ؟ ألم أكن عهدتُ إليك ما عهدتُ ؟ قال ؟ قلتُ : يا أبتِ مررتُ بناسٍ يُصلُّونَ في كنيسةٍ لهم فأعجَبني ما رأيتُ من دينِهم فواللهِ ما زلتُ عندهم حتى غربتِ الشَّمسُ قال : أي بُنيَّ ليس في ذلك الدِّينِ خيرٌ دينُك ودينُ آبائِك خيرٌ منه قال : قلتُ : كلا واللهِ إنه خيرٌ من دينِنا قال : فخافَني فجعل في رجليَّ قَيدًا ثم حبَسني في بيته قال : وبعثتُ إلى النَّصارى فقلتُ : لهم إذا قدم عليكم رَكبٌ من الشامِ تجارٌ من النَّصارى فأخبروني بهم قال : فقدم عليهم رَكبٌ من الشامِ تجارٌ من النَّصارى قال : فأخبروني بهم قال : فقلتُ لهم : إذا قضُوا حوائجَهم وأرادوا الرَّجعةَ إلى بلادِهم فآذِنوني بهم قال : فلما أرادوا الرَّجعةَ إلى بلادِهم أخبروني بهم فألقيتُ الحديدَ من رجليَّ ثم خرجتُ معهم حتى قدمتُ الشَّام فلما قدمتُها قلتُ : من أفضلُ أهلِ هذا الدِّينِ قالوا : الأسقفُ في الكنيسةِ قال : فجئتُه فقلتُ : إني قد رغبتُ في هذا الدينِ وأحببتُ أن أكون معك أخدمُك في كنيستِك وأتعلَّمُ منك وأصلِّي معك قال : فادخُلْ فدخلتُ معه قال : فكان رجلَ سوءٍ يأمرُهم بالصدقةِ ويرغبُهم فيها فإذا جمعوا إليه منها أشياءَ اكتنزه لنفسِه ولم يعطه المساكينَ حتى جمع سبعَ قِلالٍ من ذهبٍ وورقٍ قال : وأبغضتُه بغضًا شديدًا لما رأيتُه يصنعُ ثم مات فاجتمعت إليه النصارى لِيدفنوه فقلتُ لهم : إنَّ هذا كان رجلَ سوءٍ يأمركم بالصدقةِ ويرغبُكم فيها فإذا جئتُموه بها اكتنزَها لنفسِه ولم يُعطِ المساكينَ منها شيئًا قالوا : وما علمُك بذلك ؟ قال : قلتُ : أنا أدلُّكم على كنزِه قالوا : فدَلَّنا عليه قال : فأريتُهم موضعَه قال : فاستخرجُوا منه سبعَ قِلالٍ مملوءةً ذهبًا وورقًا قال : فلما رأوها قالوا : واللهِ لا ندفنُه أبدًا فصلبُوه ثم رجمُوه بالحجارةِ ثم جاؤوا برجلٍ آخرَ فجعلوه بمكانِه قال : يقول سلمانُ : فما رأيتُ رجلًا لا يُصلِّي الخَمسَ أرى أنه أفضلَ منه أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرةِ ولا أدأبُ ليلًا ونهارًا منه قال : فأحببتُه حبًّا لم أُحبُّه من قبلَه وأقمتُ معه زمانًا ثم حضرتْه الوفاةُ فقلتُ له : يا فلانُ إني كنتُ معك وأحببتُك حبًّا لم أُحبُّه من قبلِك وقد حضرك ما ترى من أمرِ اللهِ فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أيْ بُنيَّ ما أعلمُ أحدًا اليومَ على ما كنتُ عليه لقد هلك الناسُ وبدَّلوا وتركوا أكثرَ ما كانوا عليه إلا رجلًا بالمَوصلِ وهو فلانٌ فهو على ما كنتُ عليه فالْحَقْ به قال : فلما مات وغُيِّبَ لحقتُ بصاحبِ المَوصلِ فقلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا أوصاني عند موتِه أن ألحقَ بك وأخبرَني أنك على أمرِه قال : فقال لي : أقِمْ عندي فأقمتُ عنده فوجدتُه خيرَ رجلٍ على أمرِ صاحبِه فلم يلبثْ أن مات فلما حضرته الوفاةُ قلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا أوصى بي إليكَ وأمرَني بالُّلحوقِ بك وقد حضرك من اللهِ عزَّ وجلَّ ما ترى فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أي بُنيَّ واللهِ ما أعلم رجلًا على مثلِ ما كنا عليه إلا رجلًا بنَصيبينَ وهو فلانٌ فالْحقْ به قال : فلما مات وغُيِّبَ لحقتُ بصاحبِ نصِيبينَ فجئتُه فأخبرتُه بخبري وما أمرَني به صاحبي قال : فأقِمْ عندي فأقمتُ عندَه فوجدتُه على أمرِ صاحبَيه فأقمتُ مع خيرِ رجلٍ فواللهِ ما لبث أن نزل به الموتُ فلما حضر قلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا كان أوصى بي إلى فلانٍ ثم أوصى بي فلانٌ إليك فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أيْ بُنيَّ واللهِ ما نعلم أحدًا بقِيَ على أمرِنا آمرُك أن تأتيَه إلا رجلًا بعَمُوريَّةَ فإنه بمثلِ ما نحنُ عليه فإن أحببتَ فأْتِه قال : فإنه على أمرِنا قال : فلما مات وغُيِّبَ لحقت بصاحبِ عَموريَّةَ وأخبرتُه خبري فقال : أَقِمْ عندي فأقمتُ مع رجلٍ على هدْي أصحابِه وأمرِهم قال : واكتسبتُ حتى كان لي بقَراتٌ وغُنَيمةٌ قال : ثم نزل به أمرُ اللهِ فلما حضر قلتُ له : يا فلانُ إني كنتُ مع فلانٍ فأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ وأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ ثم أوصى بي فلانٌ إليك فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أيْ بُنيَّ واللهِ ما أعلمُه أصبحَ على ما كنا عليه أحدٌ من الناسِ آمرُك أن تأتيَه ولكنه قد أظلك زمانُ نبيٍّ هو مبعوثٌ بدينِ إبراهيمَ يخرج بأرضِ العربِ مهاجرًا إلى أرضٍ بين حَرَّتينِ بينهما نخلٌ به علاماتٌ لا تَخفى يأكلُ الهديَّةَ ولا يأكلُ الصَّدقةَ بين كتِفَيه خاتمُ النُّبوَّةِ فإنِ استطعتَ أن تلحقَ بتلك البلادِ فافعلْ قال : ثم مات وغُيِّبَ فمكثتُ بعمورِيَّةَ ما شاء اللهُ أن أمكثَ ثم مرَّ بي نفرٌ من كلبٍ تُجَّارًا فقلتُ لهم : تحمِلوني إلى أرضِ العربِ وأُعطيكم بقَراتي هذه وغُنيمَتي هذه قالوا : نعم فأعطيتُهموها وحمَلوني حتى إذا قدِموا بي وادي القُرى ظلمُوني فباعوني من رجلٍ من اليهودٍ عبدًا فكنتُ عندَه ورأيتُ النَّخلَ ورجوتُ أن تكون البلدُ الذي وَصفَ لي صاحبي ولم يحقْ لي في نفسي فبينما أنا عنده قدِم عليه ابنُ عمٍّ له من المدينةِ من بني قُريظةَ فابتاعني منه فاحتملَني إلى المدينةِ فواللهِ ما هو إلا أن رأيتُها فعرفتُها بصفةِ صاحبي فأقمتُ بها وبعث اللهُ رسولَه فأقام بمكةَ ما أقام لا أسمعُ له بذكرٍ مع ما أنا فيه من شُغلِ الرِّقِّ ثم هاجر إلى المدينةَ فواللهِ إني لفي رأسِ عذقٍ لسيدي أعملُ فيه بعضَ العملِ وسيدي جالسٌ إذ أقبل ابنُ عمٍّ له حتى وقف عليه فقال : فلانٌ قاتَل اللهُ بني قَيلَةَ واللهِ إنهم الآن لمُجتمعونَ بقُباءَ على رجلٍ قدِم عليهم من مكةَ اليومَ يزعمون أنه نبيٌّ قال : فلما سمعتُها أخذتْني العرواءُ حتى ظننتُ أني سأسقطُ على سيدي قال : ونزلتُ عن النَّخلةِ فجعلتُ أقولُ لابنِ عمِّه ذلك ماذا تقولُ ؟ ماذا تقول ؟ قال : فغضِب سيِّدي فلكَمني لكمةً شديدةً ثم قال : مالكَ ولهذا ؟ أقبِلْ على عملِك قال : قلتُ : لا شيءَ إنما أردتُ أن أستثْبتَ عما قال : وقد كان عندي شيءٌ قد جمعتُه فلما أمسيتُ أخذتُه ثم ذهبتُ به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو بقُباءَ فدخلتُ عليه فقلتُ له : إنه قد بلغَني أنك رجلٌ صالحٌ ومعك أصحابٌ لك غُرباءُ ذَووا حاجةٍ وهذا شيءٌ كان عندي للصدقةِ فرأيتُكم أحقَّ به من غيركِم قال : فقرَّبتُه إليه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابِه : كُلوا وأمسكَ يدَه فلم يأكلْ قال : فقلتُ : في نفسي هذه واحدةٌ ثم انصرفتُ عنه فجمعتُ شيئًا وتحوَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى المدينةِ ثم جئتُ به فقلتُ : إني رأيتُك لا تأكلُ الصَّدقةَ وهذه هديةٌ أكرمتُك بها قال : فأكل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منها وأمر أصحابَه فأكَلوا معه قال : فقلتُ : في نفسي هاتان اثنتانِ ثم جئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو ببقيع الغرقدِ قال : وقد تبع جنازةً من أصحابِه عليه شَملتانِ له وهو جالسٌ في أصحابه فسلَّمتُ عليه ثم استدرتُ أنظرُ إلى ظهرِه هل أرى الخاتَمَ الذي وَصف لي صاحبي ؟ فلما رآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ استدرتُه عرف أني استثْبتُ في شيءٍ وُصِف لي قال : فألقى رداءَه عن ظهرِه فنظرتُ إلى الخاتمِ فعرفتُه فانكببتُ عليه أُقبِّلُه وأبكي فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : تحوَّلْ فتحوَّلتُ فقصصتُ عليه حديثي كما حدَّثتُك يا ابنَ عباسٍ قال : فأعجب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يسمع ذلك أصحابُه ثم شغل سلمانُ الرِّقَّ حتى فاته مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بدرٌ وأُحُدٌ قال : ثم قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : كاتِبْ يا سلمانُ فكاتبتُ صاحبي على ثلاثمائةِ نخلةٍ أُحيبها له بالفقيرِ وبأربعينَ أُوقيَّةً فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابه : أَعينُوا أخاكم فأعانُوني بالنَّخلِ الرجلُ بثلاثين ودِيَّةً والرجلُ بعشرين والرجلُ بخمسَ عشرةَ والرجلُ بعشرٍ يعنى الرجلَ بقدرِ ما عنده حتى اجتمعَتْ لي ثلاثمائةِ وَدِيَّةٍ فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ اذهبْ يا سلمانُ ففقِّرْ لها فإذا فرغْتَ فائتِني أكون أنا أضعُها بيديَّ ففقَّرتُ لها وأعانني أصحابي حتى إذا فرغتُ منها جئتُه فأخبرتُه فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ معي إليها فجعلْنا نُقرِّبُ له الوَدِيَّ ويضعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدِه فوالذي نفسُ سلمانَ بيدِه ما ماتتْ منها وَدِيَّةٌ واحدةٌ فأدَّيتُ النَّخلَ وبقِيَ عليَّ المالُ فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بمثلِ بيضةِ الدَّجاجةِ من ذهبٍ من بعضِ المغازي فقال : ما فعل الفارسيُّ المُكاتَبُ قال : فدُعيتُ له فقال : خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليك يا سلمانُ فقلتُ : وأين تقعُ هذه يا رسولَ اللهِ مما عليَّ ؟ قال : خُذْها فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سُيؤدِّى بها عنك قال : فأخذتُها فوزنتُ لهم منها والذي نفسُ سلمانَ بيدِه أربعينَ أُوقيَّةً فأوفيتُهم حقَّهم وعُتِقتُ فشهدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الخندقَ ثم لم يَفُتْني معه مشهدٌ

239 - بعَثَني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على صدقةِ بَلِيٍّ وعُذرةَ فمرَرْتُ برجلٍ مِن بَلِيٍّ له ثلاثونَ بعيرًا فقُلْتُ له: إنَّ عليك في إبلِكَ هذه بنتَ مخاضٍ قال: ذاك ما ليس فيه ظهرٌ ولا لبنٌ وإنِّي أكرَهُ أنْ أُقرِضَ اللهَ شرَّ مالي فتخيَّرْه فقال له أُبَيٌّ: ما كُنْتُ لآخُذَ فوقَ ما عليك وهذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأْتِه فأتاه فقال نحوًا ممَّا قال لأُبَيٍّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا ما عليك فإنْ جِئْتَ بفَوْقِه قبِلْناه منك ) قال: يا رسولَ اللهِ هذه ناقةٌ عظيمةٌ سمينةٌ فمَن يقبِضُها؟ فأمَر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن يقبِضُها ودعا له في مالِه بالبركةِ، قال عُمارةُ: فضرَب الدَّهرُ ضربةً فولَّاني مَرْوانُ صدقةَ بَلِيٍّ وعُذْرةَ في زمنِ معاويةَ فمرَرْتُ بهذا الرَّجلِ فصدَقْتُ مالَه ثلاثينَ حِقَّةً فيها فَحْلُها على ألفٍ وخمسِمئةِ بعيرٍ. قال ابنُ إسحاقَ لعبدِ اللهِ بنِ أبي بكرٍ: ما فَحْلُها ؟ قال: في السُّنَّةِ إذا بلَغ صدقةُ الرَّجلِ ثلاثونَ حِقَّةً أُخِذ معها فَحْلُها. قال عُمارةُ: فضرب الدهر ضربة فولاني مروان صدقة بلي وعذرة في زمن معاوية فمررت بهذا الرجل فصدقت ماله ثلاثين حقة فيها فحلها على ألف وخمس مئة بعير قال ابن اسحق لعبد الله بن أبي بكر: ما فحلها ؟ قال: في السنة إذا بلغ صدقة الرجل ثلاثون حقة أخذ معها فحلها

240 - مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقبرٍ حدًثٍ فقال : ما هذا القبرُ ؟ قالوا : قبرُ فلانةَ. قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فهلَّا آذنتموني . قالوا : كنتَ نائمًا فكرِهنا أن نوقظَك. قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فلا تفعلوا، ادعوني لجنائزِكم، فصفَّ عليها صفًّا
 

1 - أنَّ عمرَ رضي اللهُ تعالى عنه سأل رسولَ اللهَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بالجُِعرانةِ فقال : إني كنتُ نَذَرتُ في الجاهليةِ أن أعتكفَ في المسجدِ الحرامِ قال عبدُ الصمدِ : ومعه غلامٌ من سَبْيِ هوازِنَ فقال له : اذهبْ فاعتكفْ فذهبَ فاعتكفَ فبينَما هو يُصلِّي إذ سمع الناسَ يقولون : أَعْتَقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سَبْيَ هوازِنَ فَدَعَا الغلامَ فَأَعْتَقَهُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 9/164 التخريج : أخرجه البخاري (3144)، ومسلم (1656) بنحوه
التصنيف الموضوعي: اعتكاف - المساجد التي يعتكف فيها مغازي - المن على وفود هوازن بأسراهم نذور - النذر في الطاعة نذور - الوفاء بالنذر نذور - من نذر في الجاهلية ثم أسلم
|أصول الحديث

2 - أنَّ عُمَرَ، رَضيَ اللهُ عنه، سَأَلَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالجِعْرَانَةِ، فقال: إنِّي كُنتُ نَذَرتُ في الجاهِليَّةِ أنْ أعتَكِفَ في المَسجِدِ الحَرامِ؟ -قال عبدُ الصَّمَدِ: ومعه غُلامٌ من سَبْيِ هَوازِنَ- فقال له: اذْهَبْ فاعْتَكِفْ، فذهَبَ، فاعتكَفَ، فبينَما هو يُصلِّي إذْ سَمِعَ النَّاسَ، يَقولونَ: أعتَقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَبْيَ هَوازِنَ، فدَعا الغُلامَ فأعتَقَه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 6418 التخريج : أخرجه البخاري (4320) باختلاف يسير مختصراً، ومسلم (1656) بنحوه
التصنيف الموضوعي: اعتكاف - المساجد التي يعتكف فيها مغازي - المن على وفود هوازن بأسراهم نذور - النذر في الطاعة نذور - الوفاء بالنذر نذور - من نذر في الجاهلية ثم أسلم
|أصول الحديث

3 - أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعثَ أبا موسى سريَّةً في البحرِ فبينما هم كذلِكَ إذ رفعوا الشِّراعَ في ليلةٍ مظلِمةٍ إذا هاتفٌ يَهتفُ من فوقِهم يا أَهلَ السَّفينةِ قفوا أخبرُكم بقضاءٍ قضاهُ اللَّهُ على نفسِه فقالَ أبو موسى أخبِرنا إن كنتَ مخبِرًا قالَ إنَّ اللَّهَ تبارَك وتعالى قضى على نفسِه أنَّه من أعطشَ نفسَه لَه في يومٍ صائفٍ سقاهُ اللَّهُ يومَ العطشِ
خلاصة حكم المحدث : رجاله موثقون
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 3/186 التخريج : أخرجه البزار (4974)، وابن حبان في ((المجروحين)) (1/448)، والحاكم (5968) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: سرايا - السرايا سرايا - تأمير الأمراء على البعوث والسرايا ووصيتهم سفر - ركوب البحر لحج أو عمرة أو غزو صيام - فضل الصيام مناقب وفضائل - أبو موسى وأبو عامر الأشعريان
|أصول الحديث

4 - أنَّ وَفْدَ عبدِ القَيْسِ مِن أهلِ هَجَرَ قَدِمُوا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فبيْنما همْ قُعودٌ عندَه إذْ أقبَلَ عليهِم، فقالَ لهم: تمْرةٌ تَدْعُونها كذا، وتمْرةٌ تَدْعُونها كذا، حتَّى عدَّ ألوانَ تَمَراتِهم أجمَعَ، فقالَ له رجلٌ مِن القوْمِ: بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسولَ اللهِ، واللهِ لو كُنتَ وُلِدْتَ في جَوفِ هَجَرَ ما كُنتَ بأعْلَمَ منكَ السَّاعةَ، أشهَدُ أنَّكَ رسولُ اللهِ، فقالَ: إنَّ أرضَكُم رُفِعَتْ لي منذُ قَعَدْتُم إلَيَّ، فنَظَرْتُ مِن أدْناها إلى أقْصاها، فخَيْرُ تَمَراتِكُم البَرْنِيُّ؛ يُذهِبُ الدَّاءَ، ولا داءَ فيهِ.

5 - قدِم سَبْيٌ على رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم..... إلى أن قال وبلَغني أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم كان في بعضِ مغازيه فبينما هم يسيرونَ إذ أخَذوا فَرْخَ طيرٍ فأقبَل أحدُ أبوَيْه حتَّى سقَط في أيدي الَّذي أخَذه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ألا تعجَبونَ لهذا الطَّيرِ أُخِذ فَرْخُه فأقبَل حتَّى سقَط في أيديهم واللهِ للهُ أرحَمُ بخلقِه من هذا الطَّيرِ بفَرْخِه
خلاصة حكم المحدث : [روي] من طريقين ورجال إحداهما رجال الصحيح‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏‏‏ ‏‏‏‏
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/386 التخريج : أخرجه البزار (287) بلفظه .
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - سعة رحمة الله آداب عامة - ضرب الأمثال استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه
|أصول الحديث

6 - أنَّه كان مع عُمَرَ في سَفرٍ، وأنَّه طلَبَ إلى عُمَرَ أنْ يُرِيَه النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا نُزِّلَ عليه، قال: فبَيْنما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفرٍ، وعليه سِترٌ، مَستورٌ منَ الشَّمسِ، إذ أَتاهُ رَجلٌ عليه جُبَّةٌ ، وعليها رَدْعٌ من زَعفَرانٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أحرَمْتُ بعُمرةٍ، وإنَّ النَّاسَ يَسخَرونَ منِّي، فكيف أصنَعُ؟ قال: فسكَتَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلم يُجِبْه، فبَيْنا هو كذلك، إذ أَوْمأَ إليَّ عُمَرُ بيَدِه، فأدخَلْتُ رَأْسي معهم في السِّترِ، فإذا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحمَرٌّ وَجْنَتاهُ ، له غَطيطٌ ساعةً، ثُم سُرِّيَ عنه، فجلَسَ، فقال: أين السائلُ عنِ العُمرةِ؟ فقامَ إليه الرَّجلُ فقال: انزَعْ جُبَّتَكَ هذه عنكَ، وما كُنْتَ صانعًا في حَجِّكَ إذا أحرَمْتَ، فاصنَعْه في عُمرَتِكَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : يعلى بن أمية | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17967 التخريج : أخرجه البخاري (1789)، ومسلم (1180)، والنسائي (2709)، وأحمد (17967) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: حج - ما يلبس المحرم وما يحرم لبسه حج - محظورات الإحرام عمرة - يفعل بالعمرة كما يفعل بالحج وحي - صفة نزول الوحي حج - منع المحرم من ابتداء الطيب دون استدامته
|أصول الحديث

7 - كانَ البَراءُ بنُ مالِكٍ رَجُلًا حسَنَ الصَّوتِ، فكانَ يَرجُزُ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بَعضِ أسْفارِه، فبيْنَما هو يَرجُزُ؛ إذ قارَبَ النِّساءَ، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إيَّاكَ والقَواريرَ قالَ: فأمسَكَ، قالَ مُحمَّدٌ: كَرِهَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَسمَعَ النِّساءُ صَوتَه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5363
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - البراء بن مالك رقائق وزهد - اجتناب الشبهات شعر - الحداء والرجز

8 - أنَّ عُمرَ وجَّهَ جيشًا ورَأَّسَ عليهِمْ رَجلًا يقالُ لهُ سارِيةُ قال فبينما عُمَرُ يخطُبُ فجعَلَ ينادي يا سارِيَ الجبلَ يا سارِيَ الجبلَ ثلاثًا ثمَّ قَدِمَ رسولُ الجيشِ فسأَلهُ عُمرُ فقال يا أميرَ المؤمنينَ هُزِمنا فبينما نحنُ كذلِكَ إذ سَمِعنا مُنادِيًا يا سارِيةَ الجبَلَ ثلاثًا فأسندنَا ظُهورَنا بالجبَلِ فهزَمَهُمُ اللَّهُ قال فقيل لِعُمَرَ إنَّكَ كُنتَ تَصيحُ بِذلِكَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد حسن
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 7/135 التخريج : أخرجه أبو نعيم في ((دلائل النبوة)) (526)، والبيهقي في ((الاعتقاد)) (ص314)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (20/24) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: عقيدة - كرامات الأولياء مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - الكرامات والأولياء مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث

9 - أنَّ عمرَ وجَّهَ جيشًا ورأَّسَ عليهم رجلًا يقال له : ( ساريةُ )، قال : فبينما عمرُ يخطبُ، فجعل يُنادي : يا ساريةُ الجبلَ، يا ساريةُ الجبلَ ( ثلاثًا )، ثم قدم رسولُ الجيشِ فسألَه عمرُ ؟ فقال : يا أميرَ المؤمنين ! هُزِمْنَا، فبينما نحنُ كذلك إذ سمعنا مناديًا : يا ساريةُ الجبلَ ( ثلاثًا )، فأسنَدْنا ظُهورنا بالجبلِ، فهزمَهُمُ اللهُ. قال : فقيل لعمرَ : إنك كنتَ تصيحُ بذلكَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد حسن
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : الآيات البينات
الصفحة أو الرقم : 93 التخريج : أخرجه أبو نعيم في ((دلائل النبوة)) (526)، والبيهقي في ((الاعتقاد)) (ص314)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (20/24) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: عقيدة - كرامات الأولياء مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - الكرامات والأولياء مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث

10 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ بعثَ أبا موسى سريةً في البحرِ فبينَما هم كذلك إذ رَفعوا الشراعَ في ليلةٍ مُظلمةٍ إذا هاتِفٌ من فوقِهمْ يهتفُ : بأهلِ السفينةِ قِفُوا أخبرُكم بقضاءٍ قضاهُ اللهُ على نفسِهِ، فقال أبو موسى : أخبِرْنا قال : إنَّ اللهَ قضى على نفسِهِ أنَّهُ من أعطشَ نفسَهُ له يومَ صائفٍ سقاهُ اللهُ يومَ العطشِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السيوطي | المصدر : البدور السافرة
الصفحة أو الرقم : 178 التخريج : أخرجه البزار (4974)، وابن أبي الدنيا كما في ((الدر المنثور)) للسيوطي (1/ 440) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: سرايا - السرايا سرايا - تأمير الأمراء على البعوث والسرايا ووصيتهم سفر - ركوب البحر لحج أو عمرة أو غزو صيام - فضل الصيام مناقب وفضائل - أبو موسى وأبو عامر الأشعريان
|أصول الحديث

11 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعث أبا موسى على سريةٍ في البحرِ، فبينما هم ذلك قد رفعوا الشراعَ في ليلةٍ مظلمةٍ إذا هاتفٌ فوقهم يهتفُ: يا أهلَ السفينةِ قفوا أخبرْكم بقضاءٍ قضاه اللهُ على نفسِه، فقال أبو موسى: أخبرْنا إن كنتَ مخبرًا قال: إنَّ اللهَ تعالى قضى على نفسِه: أنه من أعطش نفسَه له في يومٍ صائفٍ سقاه اللهُ يومَ العطشِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الدمياطي | المصدر : المتجر الرابح
الصفحة أو الرقم : 129 التخريج : أخرجه البزار (4974)، وابن حبان في ((المجروحين)) (1/448)، والحاكم (5968) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جهاد - فضل غزاة البحر سرايا - السرايا سرايا - تأمير الأمراء على البعوث والسرايا ووصيتهم صيام - فضل الصيام مناقب وفضائل - أبو موسى وأبو عامر الأشعريان
|أصول الحديث

12 - عن طارِقِ بنِ عبدِ اللهِ المحارِبيِّ رَضِيَ اللهُ تعالى عنه قال: أقبَلنا في ركبٍ من الرَّبذةِ حتى نزلنا قريبًا من المدينةِ، ومعنا ظعينةٌ لنا، فبينما نحن قعودٌ إذ أتانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه ثوبانِ أبيضانِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
الراوي : طارق بن عبدالله المحاربي | المحدث : محمد ابن يوسف الصالحي | المصدر : سبل الهدى والرشاد
الصفحة أو الرقم : 7/313 التخريج : -
التصنيف الموضوعي: زينة اللباس - الثياب البيض زينة اللباس - اللباس الحسن و النظافة زينة اللباس - لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم

13 - خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من المدينةِ إلى المشركينَ لِيُقاتلُهم، وقال أبي عبدُ اللهِ : يا جابرُ بنُ عبدِ اللهِ لا عليك أن تكونَ في نَظَّاري أهلِ المدينةِ حتى تعلمَ إلى ما يصيرُ أمرُنا، فإني واللهِ لولا أني أتركُ بناتٍ لي بعدي لأحببتُ أن تُقتلَ بين يدَيَّ، قال : فبينما أنا في النَّظَّارِينَ إذ جاءتْ عمَّتي بأبي وخالي عادلِتُهما على ناضحٍ، فدخلتُ بهما المدينةَ لِتدفنَهما في مقابرِنا – إذ لحِق رجلٌ يُنادي : ألا إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يأمرُكم أنْ ترجعوا بالقتلى فتدفنوها في مصارِعِها حيث قُتِلَتْ، فرجعنا بهما فدفنَّاهما حيث قُتِلا.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : أحكام الجنائز
الصفحة أو الرقم : 175 التخريج : أخرجه أحمد (15281) بلفظه، وابن حبان (3184)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (3/ 292) كلاهما باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: مغازي - غزوة أحد مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته جهاد - دفن الشهيد حيث يقتل مناقب وفضائل - عبد الله بن عمرو بن حرام
|أصول الحديث

14 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ كان في بعضِ مغازيهِ فبينَما هم يسيرونَ إذ أخَذوا فرخَ طيرٍ، فأقبلَ أحدُ أبويْهِ حتى سقطَ في أيْدي الذي أخذَهُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : ألا تعجبونَ لهذا الطيرِ أُخِذَ فرخُهُ فأقبلَ حتى سقط في أيديهمْ واللهِ للهُ أرحمُ بخلقِهِ من هذا الطيرِ بفرخِ هذا

15 - عن مُجاهدٍ، قالَ: كنتُ معَ عبدِ اللَّهِ بنِ عُمرَ جالسًا، فَمرَّت جنازةٌ، فقامَ ابنُ عمرَ ثمَّ قالَ: قُم، فإنِّي رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قامَ لجنازةِ يَهوديٍّ مرَّت عليهِ. فقيلَ: هل لَكَ أن تَتبعَها، فإنَّ في اتِّباعِها أجرًا ؟ فانطلَقنا نمشي معَها، فنَظرَ فرأى ناسًا، فقالَ: ما أولئِكَ الَّذينَ بينَ يديِ الجنازةِ ؟ فقُلتُ: هم أَهْلُ الجنازةِ، فقالَ: ما هُم معَ الجنازةِ، ولَكِن كنَفَيها أو وَرائها. فبينَما هوَ يمشي إذ سمعَ رانَّةً ، فاستدراني وَهوَ قابِضٌ على يدي فاستقبلَها، فقالَ لَها شرًّا، حَرَمتينا هذِهِ الجنازةَ اذهَب يا مجاهدُ، فإنَّكَ تريدُ الأجرَ، وَهَذِهِ تريدُ الوِزرَ، إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نَهانا أن نتَّبعَ جنازة معَها رانَّةٌ
خلاصة حكم المحدث : رجال إسناده ثقات
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : العيني | المصدر : نخب الافكار
الصفحة أو الرقم : 7/265 التخريج : أخرجه الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (2764) واللفظ له، وأخرجه الطبراني (12/402) (13483) مختصراً
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - اتباع النساء الجنائز جنائز وموت - القيام للجنازة اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها جنائز وموت - الزجر عن النياحة
|أصول الحديث

16 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعث أبا موسَى على سريَّةٍ في البحرِ فبينما هم كذلك قد رفعوا الشِّراعَ في ليلةٍ مظلمةٍ إذا هاتفٌ فوقهم يهتِفُ يا أهلَ السَّفينةِ قِفوا أُخبرْكم بقضاءٍ قضاه اللهُ على نفسِه فقال أبو موسَى أخبِرْنا إن كنتَ مُخبَرًا قال إنَّ اللهَ تبارك وتعالَى قضَى على نفسِه أنَّه من أعطش نفسَه له في يومٍ صائفٍ سقاه اللهُ يومَ العطشِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم : 2/108 التخريج : أخرجه البزار (4974)، وابن حبان في ((المجروحين)) (1/448)، والحاكم (5968) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: سرايا - السرايا سرايا - تأمير الأمراء على البعوث والسرايا ووصيتهم سفر - ركوب البحر لحج أو عمرة أو غزو صيام - فضل الصيام مناقب وفضائل - أبو موسى وأبو عامر الأشعريان
|أصول الحديث

17 - أتى رَجُلٌ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المَسجِدِ في رَمَضانَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، احتَرَقتُ، فسَأَلَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما شَأنُك؟ فقال: أصَبتُ أهلي، قال: تَصَدَّقْ، قال: واللهِ ما لي شَيءٌ، وما أقدِرُ عليه، قال: اجْلِسْ، فجلَسَ، فبينَما هو على ذلك، إذ أقبَلَ رَجُلٌ يَسوقُ حِمارًا عليه طَعامٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أين المُحتَرِقُ آنِفًا؟ فقامَ الرَّجُلُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: تَصَدَّقْ بهذا، فقال: يا رسولَ اللهِ، أعَلى غَيرِنا؟ فواللهِ إنَّنا لجِياعٌ ما لنا شَيءٌ، قال: كُلوه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده لا بأس به
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الخطابي | المصدر : معالم السنن
الصفحة أو الرقم : 2/102 التخريج : أخرجه أبو داود (2394) واللفظ له، وأخرجه البخاري (6822)، ومسلم (1112) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أيمان - من أعان المعسر في الكفارة صيام - الإعانة في الكفارة صيام - كفارة الجماع في رمضان صيام - كفارة من أفطر يوما في رمضان فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - رحمته
|أصول الحديث

18 - فجعل يُنادي يا ساريةُ الجبلَ يا ساريةُ الجبلَ ثلاثًا ثم قدِم رسولُ الجيشِ فسأله عمرُ فقال : يا أميرَ المؤمنين هُزِمْنا فبينما نحن كذلك إذ سمعْنا مناديًا يا ساريةُ الجبلَ ثلاثًا فأسندْنا ظهورَنا بالجبلِ فهزمَهم اللهُ قال : فقيل لعمرَ : إنك كنت تصيحُ بذلك

19 - أنَّ عُمرَ كان عليه نَذْرُ اعتِكافٍ في الجاهِلِيَّةِ لَيْلَةً، فَسَأَلَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فأَمرَهُ أنْ يَعْتكِفَ، وكان النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قدْ وَهَبَ له جاريةً مِن سَبْيِ حُنَيْنٍ، فبينما هو مُعتكِفٌ في المسجدِ إذ دخل الناسُ يُكَبِّرُونَ، فقال : ما هذا ؟ قالوا :؛ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أرْسلَ سَبْيَ حُنَيْنٍ. قال : فَأَرْسَلُوا تِلْكَ الجارِيَةَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن خزيمة
الصفحة أو الرقم : 2229 التخريج : أخرجه البخاري (4320) مختصراً، ومسلم (1656) باختلاف يسير. وأخرجه البخاري (3144) باختلاف يسير من حديث نافع مولى ابن عمر
التصنيف الموضوعي: جهاد - المن على الأسير مغازي - المن على وفود هوازن بأسراهم مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب نذور - من نذر في الجاهلية ثم أسلم جهاد - الأسرى
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

20 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم كان في بعضِ مغازيهِ فبينما هم يسيرونَ إذ أخذوا فرخَ طائرٍ فأقبلَ أحدُ أبويهِ حتَّى سقطَ في أيدي الذين أخذوا الفرخَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ألا تَعجبونَ إلى هذا الطائرِ أُخِذَ فرخُهُ فأقبل حتَّى سقطَ في أيديهم فواللهِ للهُ أرحمُ بخلقِهِ من هذا الطيرِ بفَرخِهِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : السفاريني الحنبلي | المصدر : شرح ثلاثيات المسند
الصفحة أو الرقم : 1/645 التخريج : أخرجه البزار (1/ 412) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

21 - حدَّثنا بشيرُ بنُ الخَصاصِيَةِ - وكان اسمُه في الجاهليَّةِ زَحْمُ بنُ معبدٍ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما اسمُك؟ ) قال: زَحْمٌ قال: ( أنتَ بشيرٌ، فكان اسمَه - بينما أنا أمشي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( يا ابنَ الخَصاصيةِ ما أصبَحْتَ تنقِمُ على اللهِ ؟ ) قُلْتُ: ما أصبَحْتُ أنقِمُ على اللهِ شيئًا، كلُّ خيرٍ فعَل اللهُ بي فأتى على قبورِ المشركينَ فقال: ( سبق هؤلاء خيرًا كثيرًا ) - ثلاثَ مرَّاتٍ - ثمَّ أتى على قبورِ المسلمينَ فقال: ( أدرَك هؤلاء خيرًا كثيرًا ) - ثلاثَ مرَّاتٍ - فبينما هو يمشي إذ حانت منه نظرةٌ فإذا هو برجلٍ يمشي بين القبورِ وعليه نَعلانِ فناداه: ( يا صاحبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ ألقِ سِبْتِيَّتَيْكَ ) فنظَر فلمَّا عرَف الرَّجلُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خلَع نعليهِ فرمى بهما قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ مهديٍّ: كُنْتُ أكونُ مع عبدِ اللهِ بنِ عثمانَ في الجنائزِ فلمَّا بلَغ المقابرَ حدَّثْتُه بهذا الحديثِ فقال: حديثٌ جيِّدٌ ورجلٌ ثقةٌ ثمَّ خلَع نعليهِ فمشى بينَ القبورِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي
الراوي : بشير بن معبد بن الخصاصية | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3170 التخريج : أخرجه ابن حبان (3170) واللفظ له، وابن ماجة (1568)، وأحمد (20787)، والحاكم (1380) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أسماء - من غير النبي اسمه دفن ومقابر - المشي بالنعال في المقابر مناقب وفضائل - بشير بن الخصاصية مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دفن ومقابر - آداب المقبرة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

22 - بينَما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ بفِناءِ بيتِه جالسٌ، إذ مرَّ بهِ عُثمانُ بنُ مظعونٍ، فكشَّر إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، فقال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : ألا تجلِسُ ؟ فقال : بلَى. قال : فجلسَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ مستقبِلَه، فبينما هوَ يُحدِّثُه إذ شَخَصَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ببصرِه إلى السَّماءِ فنظَر ساعةً إلى السَّماءِ فأخذ يضَعُ بصرَه حتَّى وضعَه على يَمْنَتِه في الأرضِ، فتحرَّفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ عن جليسِه عثمانَ إلى حيثُ وضعَ بصرَه فأخذ يُنغِضُ رأسَه كأنَّهُ يَسْتَفْقِهُ ما يُقالُ لهُ، وابنُ مظعونٍ ينظرُ. فلمَّا قَضَى حاجتَه واستفقَهَ ما يُقالُ لهُ، شخَص بصرُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إلى السَّماءِ كما شخَصَ أوَّلَ مرَّةٍ، فأتْبَعَه بصرَه حتَّى توارى في السَّماءِ، فأقبل إلى عُثمانَ بجِلستِه الأُولَى فقال : يا مُحمَّدُ فيم كنتُ أُجالِسُك ؟ ما رأيتُك تَفعلُ كفعلِك الغَداةَ قال : وما رأيتَني فعلتُ ؟ قال : رأيتُك شخَص بصرُك إلى السَّماءِ ثمَّ وضعتَه حيثُ وضعتَه على يمينِك، فتحرَّفتَ إليهِ وتركتَني، فأخذتَ تُنغِضُ رأسَك كأنَّكَ تَستفْقِهُ شيئًا يُقالُ لكَ. قال : وفطِنتَ لذلك ؟ فقال عثمانُ : نعَم. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : أتاني رسولُ اللهِ آنفًا وأنتَ جالسٌ. قال رسولُ اللهِ ؟ قال : نعَم. قال : فما قال لكَ ؟ قال : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ قال عُثمانُ : فذلكَ حين استقرَّ الإيمانُ في قلبي، وأحببتُ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَس
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد متصل حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 4/516 التخريج : أخرجه أحمد (2922) واللفظ له، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (893) باختلاف يسير، وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (13456) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النحل رقائق وزهد - البغي مناقب وفضائل - عثمان بن مظعون مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحي - صفة نزول الوحي
|أصول الحديث

23 - بينما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بفناءِ بيتِه بمكةَ جالسٌ إذ مرَّ به عثمانُ بنُ مظعونٍ فتكشَّرَ إلىَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ألا تجلسُ قال : بَلَى قال : فجلسَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مُستقبلَهُ فبينَما هو يُحدِّثُه إذ شَخَصَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ببصرِه إلى السماءِ فنظر ساعةً إلى السماءِ فأخذَ يضعُ بصرَه حتى وضعَهُ على يمينِه في الأرضِ فتحرَّفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن جليسِه عثمانَ إلى حيثُ وَضعَ بصرَه وأخذ يُنْغضُ رأسَهُ كأنَّه يستَفقِه ما يُقالُ له وابنُ مظعونٍ يَنظرُ فلمَّا قَضَى حاجتَهُ واستفْقهَ ما يُقالُ له شَخَصَ بصرُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى السماءِ كما شَخَصَ أولَ مرةٍ فأَتْبعَهُ بَصَرَهُ حتى تَوارَى في السماءِ فأقبلَ إلى عثمانَ بِجِلستِه الأُولى قال : يا محمدُ فيم كنتُ أُجالسُك وآتيكَ ما رأيتُك تفعلُ كفعْلِك الغَدَاةَ قال : وما رأيتَني فعلتُ قال : رأيتُك تَشخَصُ بِبَصرِكَ إلى السماءِ ثم وضعتهُ حيثُ وضعتهُ على يمينِكَ فتَحرَّفتُ إليه وتركتَني فأخذتَ تُنغضُ رأسَكَ كأنَّك تستَفْقهُ شيئًا يُقال لك قال : وفَطنتَ لذاك قال عثمانُ : نعم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أتاني رسولُ اللهِ آنفًا وأنت جالسٌ قال : رسولُ اللهِ قال : نعم قال : فما قال لك : قال : { إنَّ اللهَ يَأْمرُ بالْعَدْلِ والْإِحْسَانِ وإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى ويَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ والمُنْكَرِ والبَغْيِ يَعظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } قال عثمانُ : فذلك حينَ استقرَّ الإيمانُ في قلبي وأحببتُ محمدًا
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 4/330 التخريج : أخرجه أحمد (2922) واللفظ له، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (893)، والطبراني (9/28) (8322) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النحل رقائق وزهد - البغي مناقب وفضائل - عثمان بن مظعون مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحي - صفة نزول الوحي
|أصول الحديث

24 - حضرتهم [ أي قريشٌ ] وقد اجتمع أشرافُهم في الحجرِ فقالوا ما رأينا مثلَ ما صبرنا عليه من هذا الرجلِ قطُّ سفَّه أحلامَنا وشتمَ آباءَنا وعاب دينَنا وفرَّق جماعتَنا وسبَّ آلهتَنا لقد صبرنا منه على أمرٍ عظيمٍ أو كما قالوا قال فبينما هم في ذلك إذ طلع عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأقبل يمشي حتى استقبل الركنَ ثم مرَّ بهم طائفًا بالبيتِ فلما مرَّ بهم غمزوه ببعضِ ما يقولُ قال فعرفت ذلك في وجهِه ثم مضى فلما مرَّ بهم الثانيةَ غمزوه بمثلِها فعرفت ذلك في وجهِه ثم مضَى فلما مرَّ بهم الثالثةَ فغمزوه بمثلِها فقال أتسمعونَ يا معشرَ قريشٍ أما والذي نفسُ محمدٍ بيدِه لقد جئتكم بالذبحِ فأخذتِ القومَ كلمتُه حتى ما منهم رجلٌ إلا على رأسِه طائرٌ واقعٌ حتى إن أشدَّهم فيه وضاءةً قبلَ ذلك ليرفَؤُه بأحسنِ ما يجدُ من القولِ حتى إنه ليقولُ انصرفْ يا أبا القاسمِ انصرفْ راشدًا فواللهِ ما كنت جهولًا فانصرف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى إذا كان الغدُ اجتمعوا في الحجرِ وأنا معهم فقال بعضُهم لبعضٍ ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغَكم عنه حتى إذا بادَاكم بما تكرهونَ تركتموه فبينما هم في ذلك إذ طلع عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوثبوا إليه وثبةَ رجلٍ واحدٍ فأطافوا به يقولونَ أنت الذي تقولُ كذا وكذا لما كان يبلغُهم من عيبِ آلهتِهم ودينِهم قال فيقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نعم أنا الذي أقولُ ذلك قال فلقد رأيت رجلًا منهم أخذ بمجمعِ ردائِه وقام أبو بكرٍ دونَه يقولُ وهو يبكي أتقتلونَ رجلًا أن يقولَ ربي اللهُ ثم انصرفوا عنه فإن ذلك لأشدُّ ما رأيتُ قريشًا بلغت منه قطُّ
خلاصة حكم المحدث : صرح ابن إسحاق بالسماع , وبقية رجاله رجال الصحيح
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 6/18 التخريج : أخرجه أحمد (7036)، وابن حبان (6567)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/275) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: الكفر والشرك - ذم الشرك وما ورد فيه من العقوبة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صبره فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مبعث النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما صبر عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الله عز وجل
|أصول الحديث

25 - غَزَوْنا مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ هَوازِنَ، فبَينَما نحن كذلك إذْ جاءَ رَجُلٌ على جَمَلٍ أحمَرَ، فانتَزَعَ شَيئًا مِن حَقَبِ البَعيرِ، فقَيَّدَ به البَعيرَ، ثم جاءَ يَمشي حتى قعَدَ معنا يتَغَدَّى، قال: فنظَرَ في القَومِ، فإذا ظَهرُهم فيه قِلَّةٌ، وأكثَرُهم مُشاةٌ، فلمَّا نظَرَ إلى القَومِ خرَجَ يَعْدو، قال: فأتى بَعيرَهُ، فقعَدَ عليه، قال: فخرَجَ يَركُضُهُ وهو طَليعةٌ لِلكُفَّارِ، فاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَّا مِن أسلَمَ على ناقةٍ له ورْقاءَ، قال إياسٌ: قال أبي: فاتَّبَعتُهُ أعدو على رِجلَيَّ، قال: ورَأسُ النَّاقةِ عِندَ ورِكِ الجَمَلِ، قال: ولَحِقتُهُ، فكنتُ عِندَ ورِكِ النَّاقةِ، وتقَدَّمتُ حتى كنتُ عِندَ ورِكِ الجَمَلِ، ثم تقَدَّمتُ حتى أخَذتُ بِخِطامِ الجَمَلِ، فقُلتُ له: أَخْ. فلمَّا وضَعَ رُكبَتَهُ الجَمَلُ إلى الأرضِ، اختَرَطتُ سَيفي فضَرَبتُ رَأسَهُ، فنَدَرَ، ثم جِئتُ بِراحِلَتِهِ أقودُها، فاستَقبَلَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ مع النَّاسِ، قال: مَن قتَلَ هذا الرَّجُلَ؟ قالوا: ابنُ الأكْوَعِ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: له سَلَبُهُ أجمَعُ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16536 التخريج : أخرجه البخاري (3051) مختصراً بنحوه، ومسلم (1754) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جهاد - السلب والنفل جهاد - حكم الجاسوس مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غنائم - السلب للقاتل مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - كُنْتُ في وفدِ بني المنتفِقِ فبينما نحنُ جلوسٌ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ رفَع الرَّاعي غنمَه إلى المَراحِ فإذا سَخْلةٌ تيعَرُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ماذا ولَدت ؟ ) فقال الرَّاعي: بَهمةً فقال: ( اذبَحْ مكانَها شاةً ) ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( لا تحسِبَنَّ ـ بالخفضِ ولم يقُلْ: لا تحسَبَنَّ بالنَّصبِ ـ أنَّا مِن أجلِكَ ذبَحْناها إنَّ لنا غنمًا مئةً فإذا ولَّد الرَّاعي بَهمةً ذبَحْنا مكانَها شاةً ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّ لي امرأةً وفي لسانِها شيءٌ ـ يعني البَذاءَ ـ قال: ( طلِّقْها إذًا ) فقال: إنَّ لها صحبةً ولي منها ولدٌ قال: فمُرْها بقولٍ فعِظْها لعلَّها أنْ تعقِلَ، ولا تضرِبْ ظعينتَكَ كضربِك إبلَكَ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أخبِرْني عن الوضوءِ قال: ( إذا توضَّأْتَ فأسبِغِ الوضوءَ وخلِّلْ بينَ الأصابعِ وبالِغْ في الاستنشاقِ إلَّا أنْ تكونَ صائمًا )
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : لقيط بن صبره | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4510 التخريج : أخرجه أبو داود (142) باختلاف يسير، وأحمد (16384) بنحوه. وقوله: "أخبرني عن الوضوء قال: إذا توضأت ... إلا أن تكون صائما" أخرجه الترمذي (788)، والنسائي (87، 114) مفرقاً
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - جود النبي وكرمه نكاح - ضرب النساء نكاح - عشرة النساء وضوء - إسباغ الوضوء صيام - النهي عن المبالغة في الاستنشاق للصائم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

27 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان في بيتِها على منامةٍ لهُ عليهِ كِساءٌ خَيْبَرِيٌّ فجاءتْ فاطمةُ ببُرْمَةٍ فيها خَزِيرَةٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ادعي زوجَكِ وابنَيْكِ حسنًا وحسينًا فدعتْهُمْ فبينما هم يأكلونَ إذ نزلتْ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } فأخذَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بفضلَةِ كِسائِهِ فغشَّاهم إياها ثم أخرجَ يدَهُ من الكِساءِ وألْوَى بها إلى السماءِ ثم قال اللهمَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي وخاصَّتي فأَذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرْهُمْ تطهيرًا قالها ثلاثَ مراتٍ قالت أمُّ سلمةَ فأدخلتُ رأسي في السِّتْرِ فقلتُ يا رسولَ اللهِ وأنا معَكم فقال إنكَ إلى خيرٍ مرتينِ

28 - عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرو بنِ العاصِ قالَ : قُلتُ لَهُ : ما أَكْثرَ ما رأيتَ قُرَيْشًا أصابَت مِن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فيما كانَت تظهرُ مِن عداوتِهِ قالَ : حَضرتُهُم وقدِ اجتمعَ أشرافُهُم يومًا في الحِجرِ فذَكَروا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا : ما رأَينا مثلَ ما صبَرنا عليهِ من هذا الرَّجلِ قطُّ سفَّهَ أحلامَنا وشتمَ آباءَنا وعابَ دينَنا وفرَّقَ جماعتَنا وسبَّ آلِهَتَنا لقد صبَرنا منهُ على أمرٍ عظيمٍ أو كما قالوا : قالَ : فبينَما هم كذلِكَ إذ طلعَ عليهِم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأقبلَ يَمشي حتَّى استلمَ الرُّكنَ ثمَّ مرَّ بِهِم طائفًا بالبيتِ فلمَّا أن مرَّ بِهِم غَمزوهُ ببعضِ ما يقولُ قالَ : فعَرفتُ ذلِكَ في وجهِهِ ثمَّ مضى فلمَّا مرَّ بِهِمُ الثَّانيةَ غَمزوهُ بمثلِها فعرَفتُ ذلِكَ في وجهِهِ ثمَّ مضى ثمَّ مرَّ بِهِمُ الثَّالثةَ فغمزوهُ بمثلِها فقالَ : تَسمعونَ يا معشرَ قُرَيْشٍ أما والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لقد جئتُكُم بالذَّبحِ فأخذَتِ القومَ كلِمتُهُ حتَّى ما مِنهم رجلٌ إلَّا كأنَّما علَى رأسِهِ طائرٌ واقعٌ حتَّى أنَّ أشدَّهم فيهِ وصاةً قبلَ ذلِكَ ليرفؤُهُ بأحسَنِ ما يجدُ منَ القولِ حتَّى إنَّهُ ليقولُ : انصَرِف يا أبا القاسِمِ انصَرِف راشدًا فواللَّهِ ما كنتَ جَهولًا قالَ : فانصرَفَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى إذا كانَ الغدُ اجتَمعوا في الحِجرِ وأَنا معَهُم فقالَ بعضُهُم لبَعضٍ : ذَكَرتُمْ ما بلغَ منكم وما بلغَكُم عنهُ حتَّى إذا بادأَكُم بما تَكْرَهونَ ترَكْتُموهُ فبينَما هم في ذلِكَ إذ طلعَ عليهِم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فوثبوا إليهِ وثبةَ رجلٍ واحدٍ فأحاطوا بِهِ يقولونَ لَهُ : أنتَ الَّذي تقولُ كذا وَكَذا ؟ لما كانَ يبلغُهُم عنهُ من عَيبِ آلِهَتِهِم ودينِهِم قالَ : فيقولُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : نعَم أَنا الَّذي أقولُ ذلِكَ قالَ : فلَقد رأيتُ رجلًا منهم أخذَ بمجمَعِ ردائِهِ قالَ : وقامَ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضيَ اللَّهُ تعالى عنهُ دونَهُ يقولُ وَهوَ يَبكي : أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ثمَّ انصرَفوا عنهُ فإنَّ ذلِكَ لأشدُّ ما رأيتُ قُرَيْشًا بلغَت منهُ قطُّ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 11/203 التخريج : أخرجه أحمد (7036)، واللفظ له، وابن حبان (6567)، والبزار في ((البحر الزخار)) (2497)، باختلاف يسير، وأصله في البخاري (4815)
التصنيف الموضوعي: أيمان - كيف كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صبره فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مبعث النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما صبر عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الله عز وجل
|أصول الحديث

29 - حدَّثني بشيرٌ مولَى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان اسمُه في الجاهليَّةِ زَحْمَ بنَ مَعبِدٍ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما اسمُك قال زَحْمُ بنُ مَعبِدٍ قال أنت بشيرٌ فكان اسمَه فقال بينا أنا أُماشي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال يا بنَ الخُصاصيَّةِ ما أصبحتَ تنقِمُ على اللهِ تُماشي رسولَ اللهِ فقلتُ ما أنقِمُ على اللهِ شيئًا كلَّ خيرٍ فعل بي اللهُ فأتَى على قبورِ المشركين فقال لقد سبق هؤلاء بخيرٍ كثيرٍ ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ أتَى على قبورِ المسلمين فقال لقد أدرك هؤلاء خيرًا كثيرًا ثلاثَ مرَّاتٍ فبينما هو يمشي إذ حانت منه نظرةٌ فإذا برجلٍ يمشي بين القبورِ عليه نعلان فقال يا صاحبَ السِّبْتِيَّتَيْن ويحَك ألْقِ سِبْتِيَّتَيْك فنظر فلمَّا عرف رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خلع نعلَيْه فرمَى بهما
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح وبشير وإن كان قد قال فيه أبو حاتم ليس بحجة فقد أخرج له البخاري ومسلم
الراوي : بشير بن معبد بن الخصاصية | المحدث : الذهبي | المصدر : المهذب في اختصار السنن
الصفحة أو الرقم : 3/1431 التخريج : أخرجه ابن ماجة (1568)، وأحمد (20787)، وابن حبان (3170) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أسماء - من غير النبي اسمه آداب الكلام - قول الرجل للرجل ويلك ونحوه دفن ومقابر - المشي بالنعال في المقابر جنائز وموت - زيارة القبور والأدب في ذلك زينة اللباس - النعال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

30 - كنتُ عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا إذ أتاه رجلٌ فشكا إليه وجعًا يجدُه في رأسِه فأمره بالحِجامةِ وسَطَ رأسِهِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : سلمى مولاة النبي صلى الله عليه وسلم | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : مسند ابن عباس
الصفحة أو الرقم : 1/511
التصنيف الموضوعي: طب - أدوية النبي صلى الله عليه وسلم طب - استحباب التداوي طب - الحجامة طب - مواضع الحجامة طب - إباحة التداوي وتركه