موسوعة التفسير

سُورةُ الأنعامِ
الآيات (111-113)

ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ

غريب الكلمات :

قُبُلًا: أي: صِنفًا صنفًا، أو صفًّا صفًّا، أو جماعةً جماعةً، جمعُ قبيلٍ، وقُبُلًا أيضًا: مُقابلةً وعِيانًا، وأصْلُ (قبل) يَدُلُّ على مواجَهةِ الشَّيءِ للشَّيءِ .
زُخْرُفَ الْقَوْلِ: الباطِلَ المزَيَّنَ المحسَّنَ الممَوَّهَ، أو المزوَّقاتِ من الكلامِ، والزُّخرفُ: الزِّينَةُ المزوَّقةُ، وأَصْلُ الزُّخْرف: الذَّهب .
غُرُورًا: بضَمِّ الغَينِ: مَصْدَرُ: غَرَّه يغرُّه غُرورًا، أي: أصاب غِرَّتَه- وهي غَفْلتُه في اليَقَظَة- ونالَ منه ما يُريد، حتَّى يُدْخِلَه مِن معصيةِ الله فيما يستوجِبُ به عقوبتَه، وأَصْلُ (غرر) يدلُّ على النُّقْصانِ .
وَلِتَصْغَى: أي: لِتميلَ إليه، وأصل (صغو): يدلُّ على الميلِ .
وَلِيَقْتَرِفُوا: أي: وَلِيَكْتَسِبوا، ولِيَدَّعُوا ما هم مُدَّعُونَ، والاقترافُ: الاكْتِسابُ، حُسنًا كان أو سُوءًا، وهو في الإساءةِ أكثرُ استعمالًا، وأصلُ (قرف) يَدُلُّ عَلَى مُخالطةِ الشَّيءِ، والالتِباسِ به، وادِّراعِه، ومنه: اقْتَرفْتُ الشَّيءَ: اكْتَسَبْتُه، وكأنَّه لابَسَه وادَّرَعه .

مشكل الإعراب :

قوله تعالى: وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
وَلِتَصْغَى: اللامُ فيه لامُ (كي)، والفِعلُ بعدَها منصوبٌ بإضمارِ (أن)، والمصدَرُ المؤوَّلُ مِن (أنْ) المضْمَرَةِ والفِعلِ في مَحلِّ جرٍّ باللَّامِ، والجارُّ والمجرورُ معطوفٌ على غُرورًا ، والتَّقديرُ: يُوحِي بَعْضُهم إلى بَعضٍ للغُرورِ وللصَّغْوِ .

المعنى الإجمالي :

يخبرُ الله تعالى أنَّه لو أجاب مَن أقْسَموا باللهِ جَهْدَ أَيمانِهم: لَئِنْ جاءَتْهم آيةٌ ليؤمِنُنَّ بها؛ لو أجابَهم لِمَا طَلَبوه؛ فأنَزَلَ عليهم الملائِكةَ، أو أَحْيا لهم الموتى، فحَدَّثوهم بصِدْقِ الرَّسولِ، وجَمَعَ لهم جميعَ الأَشياءِ أمامَهم؛ لتُخْبِرَهم مباشرةً بصِدْق الرَّسولِ، أو جَمَعَها لهم جماعةً جماعةً لتُخْبِرَهم بذلك- لَمَا آمَنُوا إلَّا أنْ يشاءَ اللهُ، ولكنَّ أكثرَهم يَجْهلونَ ذلك.
ويُخْبِر تعالى أنَّه كما ابْتَلَى نبيَّه محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم بأنْ جَعَلَ له أعداءً مِن مَرَدَةِ الإنسِ والجنِّ، يُخالِفونَه ويُحارِبونَه، ويَرُدُّون دَعوتَه؛ جَعَل كذلك لكلِّ نبيٍّ من الأنبياءِ أعداءً منهم؛ يُوَسْوِس شياطينُ الجنِّ إلى شَياطينِ الإِنْسِ بالقولِ الباطِلِ المزَيَّنِ، ذي الألفاظِ المزَخْرَفة الخدَّاعةِ، ولو شاءَ اللهُ تعالى ما فعلُوا إيحاءَ القولِ بالغرورِ، ولكنَّ ذلك قَضاءُ اللهِ وقَدَرُه، ثمَّ أمَرَ اللهُ نبيَّه محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم أنْ يَدَعَهم وما يَفْترونَه.
وأيضًا يُوَسْوِس شياطينُ الجنِّ إلى شَياطينِ الإِنْسِ بالقولِ الباطِلِ المزَيَّنِ، ذي الألفاظِ المزَخْرَفة الخدَّاعةِ؛ لِتَميلَ إليه قلوبُ الَّذين لا يُؤمنونَ بالآخِرَة، ولِيَرْضَوا ذلك الكَلامَ، ولِيَكْتَسبوا بسبَبِه ما هم مُكتَسِبونَ مِنَ الكفْرِ والمعاصِي.

تفسير الآيات :

وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111).
مناسبةُ الآيةِ لما قَبلَها:
بيَّنَ تعالى في هذه الآيةِ تفصيلَ ما ذَكَرَه على سبيلِ الإِجمالِ بقولِه: وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ؛ فبَيَّنَ سبحانه أنَّه لو أَعْطاهم ما طَلَبوه مِن إنزالِ الملائكةِ، وإِحياءِ المَوْتى حتى كلَّموهم، بل لو زادَ في ذلك ما لا يَبْلُغُه اقتراحُهم بأنْ يحْشُرَ عليهم كلَّ شيءٍ قُبُلًا- ما كانوا ليُؤْمِنوا إلَّا أنْ يشاءَ اللهُ .
وأيضًا لَمَّا بَيَّنَ اللهُ تعالى في الآيتينِ اللَّتينِ قبْلَ هذه الآيةِ أنَّ مقتَرِحِي الآياتِ الكونيَّةِ على الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم أقْسَمُوا باللهِ مُجتهدينَ في أَيمانِهم: لئِنْ جاءَتْهم آيةٌ ليؤمِنُنَّ بها- بيَّن تعالى سُنَّتَه فيهم وفي أمثالِهم مِنَ المعانِدِينَ؛ أنَّهم يَنْظُرونَ إلى الآياتِ، ويتفكَّرونَ فيها بقَصْدِ الجُحودِ والإنكارِ، ويزعمونَ أنَّها لا تَدُلُّ على المطلوبِ، وبَعدَ بَيانِ سُنَّتِه تعالى فيهم عِنْدَ مجيءِ الآيةِ المقتَرَحةِ، صَرَّحَ بما هو أَبْلَغُ من ذلك، فقال :
وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ.
أي: ولو أنَّنا أجَبْنَا سؤالَ هؤلاءِ الَّذين أقْسَمُوا باللهِ جَهْدَ أيمانِهم: لئنْ جاءَتْهم آيةٌ ليُؤْمِنُنَّ بها، فنزَّلْنا عليهم الملائِكَةَ، ورَأَوْها عِيانًا كما اقترَحُوا، وشَهِدَتْ لهم بصِدْقِ الرَّسولِ، وصِحَّةِ رسالَتِه .
كما أخْبَرَ تعالى عنهم أنَّهم قالوا: أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا [الإسراء: 92] .
وقال سبحانه: وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا [الفرقان: 21] .
وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى.
أي: ولو أَحْيَيْنا لهم المَوْتى؛ فأَخْبَروهم بصِدْقِ الرَّسولِ ورِسالَتِه .
وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً.
القِراءاتُ ذاتُ الأثَرِ في التفسيرِ:
في قولِه تعالى: وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا قراءتانِ:
1- قراءة قِبَلًا- بِكَسْرِ القافِ وفَتْحِ الباءِ- أي: مقابلةً وعِيانًا ومشاهدةً، والمعنى: وحَشَرْنا عليهم كلَّ شيءٍ يواجِهُونَه ويُعاينُونَه .
2- قراءة قُبُلًا جمعُ قبيلٍ، والمعنى: وحَشَرْنا عليهم كلَّ شيءٍ قبيلًا قبيلًا، أي: جماعةً جماعةً، وقيل: (قُبُلًا) جمع: (قبيلٍ)، وهو: (الكفيلُ)، فيكون المعنى: لو حُشِرَ عليهم كلُّ شيءٍ، فكَفَل لهم بصحَّةِ ما تقولُ؛ ما كانوا ليؤمنوا، وقيل: (قُبُلًا) أي: مُقابلةً ومُواجهةً .
وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً.
أي: ولو أنَّنا جَمَعْنا لهم جميعَ الأشياءِ أمامَهم؛ لتُخْبِرَهم مباشرةً بِصِدْقِ ما جاء به الرَّسولُ، أو جمَعْناها لهم فوجًا فوجًا، وجماعةً جماعةً؛ لتُخْبِرَهم بذلك .
مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ.
أي: لو فَعَلْنَا لهم كُلَّ ذلك؛ ما حَصَل منهم الإيمانُ، إلَّا أنْ يَشاءَ اللَّهُ إيمانَهم؛ لأنَّهم قومٌ مُتَعَنِّتونَ .
كما قال سبحانَه: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ [يونس: 96-97] .
وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ.
أي: ولكنَّ أكثَرَ هؤلاءِ الكُفَّارِ يَجْهَلون أنَّه لو أُنْزِلَت عليهم الآياتُ التي اقتَرَحوها لم يُؤمِنوا إلَّا أن يشاءَ اللهُ تعالى؛ فليس الإيمانُ إليهم، ولا الكُفرُ بأيديهم؛ فمتى شاؤُوا آمَنوا، ومتى شاؤُوا كَفَروا، بل مرَدُّ ذلك إلى الله تعالى وحْدَه. ومِنْ جَهْلِهم أنَّهم رتَّبوا إيمانَهم على مجرَّدِ إتيانِ الآياتِ، وإنَّما العَقْلُ والعِلْمُ أن يكونَ مقصودُ العبدِ اتِّباعَ الحقِّ، وطلَبَه بالطُّرقِ التي بيَّنها اللهُ عزَّ وجلَّ .
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112).
مناسبةُ الآيةِ لما قَبلَها:
لَمَّا بَيَّنَ اللهُ جلَّ وعلا في هذه السُّورةِ الكريمةِ ما لاقى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن أذَى المشركينَ ومِن عَداوَتِهم، وعدَمِ انقيادِهم إليه؛ كما في قوله: قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ إلى قَوْلِه: فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ... [الأنعام: 33- 35] ، وأنَّ أولئك المشركينَ المقترِحينَ للآياتِ أعداءٌ للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وما اقتَرَحوا ما اقتَرَحوا إلَّا لاعتقادِهم أنَّهم لا يُؤتَوْنَه، فيكون ذلك بابًا للطَّعْنِ في رسالَتِه - بَيَّنَ اللهُ لنَبِيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم في هذه الآيَةِ الكريمةِ أنَّه ما أرسلَ نبيًّا من الأنبياءِ إلَّا جَعَلَ له أعداءً كفرَةً فجَرَةً من شياطينِ الإِنسِ والجنِّ، والقَصْدُ من هذا تسليةُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وتَثبيتُ فؤادِه؛ لأنَّ ما لوقِيَ به من العَداوةِ إذا كان قد لاقاه إخوانُه الكِرامُ من الرُّسُلِ الكرامِ؛ هوَّنَ ذلك الأمَرَ عليه، فتلك هي سُنَّة الله في جميعِ الرسل ، فقال تعالى:
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ.
أي: وكما ابْتَلَيناك- يا محمَّدُ- بأنْ جَعَلْنا لك أعداءً مِن مَرَدَةِ الإِنْسِ والجنِّ يُخالِفونَك، ويردُّون دَعْوتَك، ويُعادُونك ويُحارِبونَك، فكذلك ابتَلَيْنا مَن قَبْلَك من الأنبياءِ، بأنْ جَعَلْنا لهم أعداءً يُحارِبونَهم ويُؤذُونَهم؛ مِن مَرَدَةِ الإِنسِ والجِنِّ؛ فهذه سُنَّتُنا، فاصْبِرْ أنت كما صَبَروا .
كما قال تعالى: فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ [آل عمران: 184] .
وقال سبحانه: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا [الأنعام: 34] .
وقال عزَّ وجلَّ: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا [الفرقان: 31] .
وفي حديثِ بَدْءِ الوحيِ عن عائشةَ رَضِيَ الله عنها قالت: ((... فقال له وَرَقَةُ: هذا النَّاموسُ الذي نَزَلَ اللهُ به على مُوسَى، يا لَيْتَني فيها جَذَعًا ، لَيْتَني أكونُ حيًّا إذْ يُخْرِجُك قومُك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: أوَمُخْرجِيَّ هم؟ قال: نعم، لم يَأْتِ رجُلٌ قطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ )) .
يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا.
أي: يُوَسْوِسُ شياطينُ الجنِّ إلى شَياطينِ الإنسِ بالقَولِ الباطِلِ المُزَيَّن، ذي الأَلفاظِ المزَخْرَفة، والعباراتِ المنمَّقة المُمَوَّهَة، ويَجْعلونَه في أحسَنِ صورةٍ، فيُؤْذي به شياطينُ الإِنسِ الأَنبياءَ بالجِدالِ والخُصوماتِ، ويُضِلُّون به النَّاسَ، ويَفْتِنونهم عن اتِّباعِ الحقِّ .
كما قال تعالى: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ [الأنعام: 121] .
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ.
أي: ولو شاءَ اللهُ تعالى- يا محمَّدُ- لَمَنع أولئكَ الشَّياطينَ مِن أن يُوحي بعضُهم إلى بعضٍ زُخرفَ القولِ، ولكنْ قدَّرَ اللهُ تعالى وقَضَى أن يكونَ لكُلِّ نبيٍّ عدوٌّ مِنْ هؤلاءِ
فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ.
أي: فَدَعْ- يا محمَّدُ- أولئك الَّذين يُجادلونَك بِالباطِلِ، ويُخاصِمونَك بما يُوحِي إليهم أَوْلياؤُهم من الشَّياطينِ، ودعْ عنك ما يختلِقونَه من إفكٍ وزُورٍ؛ فسيَجِدونَ غِبَّ ذلك وعاقِبَتَه الوَخِيمةَ، واصبرْ عليهم، وتوكَّلْ على اللهِ في عداوَتِهم؛ فإنَّ اللهَ كافيك، وناصِرُك عليهم .
وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (113).
وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ.
أي: وَلِتَميلَ إلى ذلك الكَلامِ المُزخرَفِ قلوبُ الَّذين لا يُؤْمنونَ بالآخِرَةِ؛ فعَدَمُ إيمانِهم باليَوْمِ الآخِرِ يَحمِلُهم على ذلك .
وَلِيَرْضَوْهُ.
أي: ولِيُحِبُّوه ويُريدوه بعد أنْ يَصْغَوا إليه، ويُزيَّنَ في قُلوبِهم .
وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ.
أي: ولِيَكْتَسِبوا ما هم مُكْتَسِبونَ مِنَ الكُفْرِ والمعاصي؛ بسَبَبِ ذلك القَوْلِ المزخْرَفِ، الذي صَغَتْ إليه قلوبُهم ورَضُوه وأحبُّوه .

الفوائد التربوية :

1- مَضَتْ سُنَّةُ اللهِ تعالى في الخَلقِ بأن يكونَ الشرِّيرُ المتمرِّدُ، العاتي عن الحَقِّ والمعروفِ، الذي لا ينقادُ لهما؛ كِبرًا وعنادًا، وجمودًا على ما تعوَّدَ؛ يكون عدوًّا للدُّعاةِ إليهما؛ يُبَيِّنُ ذلك قولُ اللهِ تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ .
2- الحَذَرُ مِنَ الشَّيطانِ؛ فإنَّه قد لَزِمَ ثَغْرَ الأُذُنِ، يُدْخِلُ فيها ما يَضُرُّ العبدَ ولا ينفَعُه بطُرُقٍ خفيَّةٍ دقيقةٍ، لا يَفْطِنُ لباطِلِها كلُّ أحدٍ؛ فتُسْرِعُ العقولُ الضَّعيفةُ إلى قَبولِه واستِحْسانِه؛ يُبَيِّنُ ذلك قولُ الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا الآية، إلى قَوْلِه: وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ . .
3- إذا كان القَلْبُ قاسيًا لا يَقْبَلُ تزكيةً ولا تُؤَثِّرُ فيه النَّصائِحُ؛ لم يَنتفِعْ بكُلِّ عِلْمٍ يَعْلَمُه؛ يُبَيِّنُ ذلك قولُ الله تعالى: وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا .

الفوائد العلمية واللطائف :

1- قولُ اللهِ تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ دلَّ ظاهِرُه على أنَّه تبارَك وتعالى هو الذي جَعَلَ أولئك الأعداءَ أعداءً للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا شَكَّ أنَّ تلك العداوةَ مَعْصِيةٌ وكفرٌ؛ فهذا يقتضي أنَّ خالِقَ الخيرِ والشَّرِّ، والطَّاعةِ والمَعْصِيَةِ، والإيمانِ والكُفْر؛ هو اللهُ تعالى .
2- قولُ اللهِ تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، قال: عَدُوًّا معبِّرًا عن الجَمعِ بالمفردِ- والمراد به الجنس- إشارةً إلى أنَّهم يدٌ واحدةٌ في العَدَاوةِ .
3- قولُ اللهِ تعالى: وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فيه أنَّ كلامَ أعداءِ الرُّسُلِ تَصْغَى إليه أفئدةُ الَّذين لا يُؤمنونَ بالآخِرَة؛ فعُلِمَ أنَّ مخالفَةَ الرُّسُلِ وتَرْكَ الإيمانِ بالآخِرَةِ متلازمانِ؛ فمَنْ لم يُؤْمِنْ بالآخرةِ صَغَى إلى زُخْرُفِ أعدائِهم، فخَالَفَ الرُّسُل .
4- قولُ اللهِ تعالى: يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وقوله: وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ هذه الجُمَل على غايةِ الفَصاحةِ؛ لأنَّه أوَّلًا يكونُ الخِداعُ، فيكونُ المَيلُ، فيكون الرِّضا، فيكون فِعْلُ الاقترافِ، فكأنَّ كلَّ واحدٍ مسَّببٌ عمَّا قَبْلَه .

بلاغة الآيات :

1- وَلَو أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ
- قوله: مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا أَبْلغُ في النَّفيِ من (لم يُؤْمِنوا) ومِنْ: (لا يؤمنون)، وأشدُّ تقويةً لنَفْيِ إيمانِهم مع ذلك كلِّه؛ لأنَّ فيه نَفْيَ التأَهُّلِ والصلاحيَّةِ للإيمانِ؛ لأنَّهم مُعانِدونَ مُكابِرونَ، غيرُ طالبينَ للحَقِّ؛ لأنَّهم لو طَلَبوا الحقَّ بإنصافٍ لكَفَتْهُم معجزةُ القرآنِ، إنْ لم يكْفِهم وضوحُ الحقِّ فيما يَدْعو إليه الرَّسولُ عليه الصَّلاةُ والسلامُ، ولذلك جاءَتْ لامُ الجحودِ في الخَبَرِ .
          - قوله: إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ فيه: التفاتٌ إلى الاسمِ الجليلِ- حيث لم يقل: (نشاء)- وهذا الإظهار في مقامِ الإِضمارِ؛ لتربيةِ المهابةِ، وإدخالِ الرَّوعةِ؛ أي: ما كانوا ليُؤمِنوا بعد اجتماعِ ما ذُكِرَ منَ الأمورِ الموجِبَةِ للإيمانِ في حالٍ من الأحوالِ الدَّاعيةِ إليه، المتمِّمةِ لمُوجِباتِه المذكورةِ، إلَّا في حالِ مَشيئتِه تعالى لإيمانِهم، أو ما كانوا ليُؤْمِنوا لعلَّةٍ من العِلَلِ المعدودةِ وغيرِها إلا لِمَشِيئَتِه تعالى له . وأيضًا لأنَّ اسمَ الجلالةِ يُومئُ إلى مقامِ الإِطلاقِ، وهو مقامُ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ [الأنبياء: 23] ، ويومِئُ إلى أنَّ ذلك جرى على حَسَبِ الحِكْمةِ؛ لأنَّ اسمَ الجلالةِ يتضَمَّنُ جميعَ صفاتِ الكمالِ .
          - قَوله: إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ استثناءٌ مِن عمومِ الأحوالِ التي تَضمَّنها عمومُ نفْيِ إيمانِهم​، وفي هذا الاسْتثناءِ تعريضٌ بوعْدِ المسلمينَ بتَغْيِير قُلوبِ هؤلاء المشركين، فيُؤْمِنوا طَوْعًا، أو أن يُكْرِهَهم على الإيمانِ بأن يُسَلِّطَ عليهم رسولَه صلَّى الله عليه وسلَّم كما أرادَ اللَّه ذلك بفتحِ مَكَّةَ وما بعدَه .
          - التعبيرُ بالمضارعِ في: يَجْهَلُونَ يدلُّ على أنَّهم مِن عادَتِهم وشأنِهم الجهلُ، وعدمُ المعرفةِ باللهِ .
2- قوله: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ... فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ اعتراضٌ قُصِدَ منه تَسْليةُ الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم، والتأسِّي بمَن تَقَدَّمَه مِن الأنبياءِ، وأنَّه ليس مُنْفَرِدًا بعَداوةِ مَن عاصَرَه، والواوُ واوُ الاعتراضِ؛ لأنَّ الجملةَ بمنزلَةِ الفَذْلكةِ، وتكونُ للرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم تسليةً، بعد ذِكْرِ ما يَحْزُنُه من أحوالِ كفَّارِ قومِه، وتصلُّبِهم في نَبْذِ دعوَتِه، فأَنْبَأه اللهُ بأنَّ هؤلاءِ أعدَاؤُه، وأنَّ عَداوةَ أمثالِهم سُنَّةٌ مِن سُنَنِ اللهِ تعالى في ابتلاءِ أنبيائِه كلِّهِم .
          - قوله: جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ فيه: تقديمُ المفعولِ الثاني لِكُلِّ نَبِيٍّ على المفعول الأوَّلِ عَدُوًّا؛ للاهتمامِ به .
          - قوله: فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ أمرٌ فيه وعيدٌ وتهديدٌ لهم .
          - وعَبَّرَ هنا بقَوْلِه تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ، وقال بَعْدَه: وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ، فقال هنا بلفْظِ (الرَّب)، وبعده بلَفْظِ (الله)، وذلك لمناسبةٍ حسنةٍ؛ وهي أنَّ الأُولى جاء قَبْلَها قولُه: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا، فجاء فيها رَبُّكَ ليتضمَّنَ معنى أنَّ الله تعالى هو مَن يَحْجُزُهم عن مَضَرَّتِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وأن يَظْفَروا بمُرادِهم مِن عداوَتِه. وقولُه في الآيَةِ الأخرى: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ، جاءَ بعد قولِه تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا، فأخبَرَ أنَّهم أقاموا للهِ تعالى- الذي يحِقُّ إفرادُه بالعبادةِ- شركاءَ، فقال: وَلَوْ شَاءَ اللهُ، فهذا موضِعٌ لم يَلِقْ به إلَّا الاسمُ الذي يفيدُ معنًى فيه حجَّةٌ عليهم دون غيرِه من الأَسْماءِ، فأفادَ كلُّ اسمٍ من الاسْمينِ في مكانِه ما لم يكُنْ لِيُسْتفادَ بغيرِه .
وقيل: بل المناسبةُ أنَّه لَمَّا تقدَّمَ الآيةَ الأُولى قولُه تعالى: وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الأنعام: 111] ، فعَرَّفَ سبحانَه نبيَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بما سبَقَ لهؤلاءِ، وما قَدَّرَه عليهم في الأَزَلِ؛ حتى لا يُجدِي عليهم شيءٌ، ولا ينفَعُهم تَذكارٌ، فلَمَّا تقدَّمَ مِنَ القَدَرِ على هؤلاءِ ما يُثيرُ أشَدَّ الخوفِ؛ كان مَظِنَّةَ إشفاقٍ، فآنَسَ نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم ولَاطَفَه بإضافةِ اسمِ ربوبِيَّتِه سبحانَه لنبيِّه عليه السلام، مخاطبًا له؛ فقال: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ، ولَمَّا لم يَقَعْ قبل الآيةِ الثانيةِ مثلُ هذا، وإنَّما جاءَ قبْلَها: وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [الأنعام: 137] ، وليس هذا في اقْتِضاءِ الحَتْم عليهم المُؤْذِن بقَطْعِ الرَّجاءِ منهم؛ كقَوْلِه في الأُولى: وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ .. الآية، فلذلك قال عَقِبَ هذه الآيةِ الثَّانيةِ: وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا فَعَلُوهُ [الأنعام: 137] ، فجاء باسْمِه الجليلِ تعالى مِنْ غيرِ إضافةٍ؛ إذ ليس هذا مثلَ الأَوَّل، ولو ورَدَ الاسمُ الجليلُ أوَّلًا والاسمُ الكريمُ المضافُ ثانيًا لَمَا ناسَبَ على ما تمهَّدَ .
3- قوله: وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ عُطِفَ وَلِيَرْضَوْهُ على وَلِتَصْغَى، وإنْ كان الصَّغْيُ يقتضِي الرِّضا ويُسَبِّبُه، فكان مقتضى الظَّاهِرِ أن يُعطَفَ بالفاءِ، وألَّا تُكَرَّرَ لامُ التَّعليلِ، فخولِفَ مقتضى الظَّاهِر؛ للدَّلالةِ على اسْتِقْلالِه بالتَّعليلِ، فعُطِفَ بالواوِ، وأُعيدَتِ اللامُ لتأكيدِ الاستقلالِ، فيدلُّ على أنَّ صَغْيَ أفئدَتِهم إليه ما كان يَكْفي لعمَلِهم به إلَّا لأنَّهم رَضُوه .
          - قوله: وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ الاقترافُ افتِعالٌ مِنْ (قَرَفَ) إذا كَسَبَ سيئةً، وصيغةُ الافتعالِ فيه للمُبالغةِ .
          - وجيءَ في صلَةِ الموصولِ في قوله: مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ بالجُمْلةِ الاسميَّةِ؛ للدَّلالةِ على تمَكُّنِهم في ذلك الاقترافِ، وثباتِهم فيه .