مؤسسة الدرر السنية
  • الرئيسة
  • التعريف بالموقع
    • التعريف بالمؤسسة
    • سجل زوار المؤسسة
    • لماذا الدرر السنية؟
    • أقسام الموقع
    • الدرر السنية في وسائل الإعلام
  • الموسوعات
    • موسوعة التفسير
    • الموسوعة الحديثية
    • الموسوعة العقدية
    • موسوعة الأديان
    • موسوعة الفرق
    • المذاهب الفكرية
    • الموسوعة الفقهية
    • الأحاديث المنتشرة
    • موسوعة الأخلاق
    • الموسوعة التاريخية
  • الصفحات المتجددة
    • مقالات وبحوث
    • نفائس الموسوعات
    • قراءة في كتاب
    • شارك معنا
  • صفحات متنوعة
    • إصداراتنا
    • مداد المشرف
    • تطبيقات الجوال
    • الأرشيف
    • راسلنا
الدرر السنية

المشرف العام/

الشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف
لجنة الإشراف العلمي منهج العمل في الموسوعات
لجنة الإشراف العلمي منهج العمل في الموسوعات
شراء كتاب التعريف بالموقع مداد المشرف
لجنة الإشراف العلمي

تقوم اللجنة باعتماد منهجيات الموسوعات وقراءة
بعض مواد الموسوعات للتأكد من تطبيق المنهجية

الشيخ هتلان بن علي الهتلان

قاضي بمحكمة الاستئناف بالدمام

الشيخ أسامة بن حسن الرتوعي

المستشار العلمي بمؤسسة الدرر السنية

الشيخ الدكتور حسن بن علي البار

عضو الهيئة التعليمية بالكلية التقنية

الشيخ الدكتور منصور بن حمد العيدي

الأستاذ بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

منهج العمل في الموسوعات

موسوعة التفسير

منهج العمل في الموسوعة

اعتمد المنهجية

الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت

أستاذ التفسير بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

الشيخ الدكتور أحمد سعد الخطيب

أستاذ التفسير بجامعة الأزهر

الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري

أستاذ التفسير بجامعة الملك سعود

الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار

أستاذ التفسير بجامعة الملك سعود

الشيخ الدكتور منصور بن حمد العيدي

أستاذ التفسير بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

الموسوعة الحديثية

منهج العمل في الموسوعة

الموسوعة العقدية

منهج العمل في الموسوعة

موسوعة الأديان

منهج العمل في الموسوعة

موسوعة الفرق

منهج العمل في الموسوعة

موسوعة المذاهب الفكرية

منهج العمل في الموسوعة

الموسوعة الفقهية

منهج العمل في الموسوعة

تم اعتماد المنهجية من
الجمعية الفقهية السعودية
برئاسة الشيخ الدكتور
سعد بن تركي الخثلان
أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود
عضو هيئة كبار العلماء (سابقاً)

موسوعة الأخلاق

منهج العمل في الموسوعة

الموسوعة التاريخية

منهج العمل في الموسوعة

الموسوعة الحديثية

  1. الرئيسة
  2. الموسوعة الحديثية
  3. شروح الأحاديث

- أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، وهو التَّعَبُّدُ، اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ} [العلق: 1]- حتَّى بَلَغَ - {عَلَّمَ الإنْسَانَ ما لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5] فَرَجَعَ بهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حتَّى دَخَلَ علَى خَدِيجَةَ، فَقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، فَقالَ: يا خَدِيجَةُ، ما لي وأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وقالَ: قدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي فَقالَتْ له: كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ به خَدِيجَةُ حتَّى أتَتْ به ورَقَةَ بنَ نَوْفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو ابنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أخُو أبِيهَا، وكانَ امْرَأً تَنَصَّرَ في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ يَكْتُبُ الكِتَابَ العَرَبِيَّ، فَيَكْتُبُ بالعَرَبِيَّةِ مِنَ الإنْجِيلِ ما شَاءَ اللَّهُ أنْ يَكْتُبَ، وكانَ شيخًا كَبِيرًا قدْ عَمِيَ، فَقالَتْ له خَدِيجَةُ: أيِ ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أخِيكَ، فَقالَ ورَقَةُ: ابْنَ أخِي مَاذَا تَرَى؟ فأخْبَرَهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما رَأَى، فَقالَ ورَقَةُ: هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ ورَقَةُ أنْ تُوُفِّيَ، وفَتَرَ الوَحْيُ فَتْرَةً حتَّى حَزِنَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فِيما بَلَغَنَا، حُزْنًا غَدَا منه مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِن رُؤُوسِ شَوَاهِقِ الجِبَالِ، فَكُلَّما أوْفَى بذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ منه نَفْسَهُ تَبَدَّى له جِبْرِيلُ، فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّكَ رَسولُ اللَّهِ حَقًّا، فَيَسْكُنُ لِذلكَ جَأْشُهُ، وتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فَإِذَا طَالَتْ عليه فَتْرَةُ الوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذلكَ، فَإِذَا أوْفَى بذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى له جِبْرِيلُ فَقالَ له مِثْلَ ذلكَ.

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 6982 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


- أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، وهو التَّعَبُّدُ، اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ} [العلق: 1]- حتَّى بَلَغَ - {عَلَّمَ الإنْسَانَ ما لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5] فَرَجَعَ بهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حتَّى دَخَلَ علَى خَدِيجَةَ، فَقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، فَقالَ: يا خَدِيجَةُ، ما لي وأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وقالَ: قدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي فَقالَتْ له: كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ به خَدِيجَةُ حتَّى أتَتْ به ورَقَةَ بنَ نَوْفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو ابنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أخُو أبِيهَا، وكانَ امْرَأً تَنَصَّرَ في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ يَكْتُبُ الكِتَابَ العَرَبِيَّ، فَيَكْتُبُ بالعَرَبِيَّةِ مِنَ الإنْجِيلِ ما شَاءَ اللَّهُ أنْ يَكْتُبَ، وكانَ شيخًا كَبِيرًا قدْ عَمِيَ، فَقالَتْ له خَدِيجَةُ: أيِ ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أخِيكَ، فَقالَ ورَقَةُ: ابْنَ أخِي مَاذَا تَرَى؟ فأخْبَرَهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما رَأَى، فَقالَ ورَقَةُ: هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ ورَقَةُ أنْ تُوُفِّيَ، وفَتَرَ الوَحْيُ فَتْرَةً حتَّى حَزِنَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فِيما بَلَغَنَا، حُزْنًا غَدَا منه مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِن رُؤُوسِ شَوَاهِقِ الجِبَالِ، فَكُلَّما أوْفَى بذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ منه نَفْسَهُ تَبَدَّى له جِبْرِيلُ، فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّكَ رَسولُ اللَّهِ حَقًّا، فَيَسْكُنُ لِذلكَ جَأْشُهُ، وتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فَإِذَا طَالَتْ عليه فَتْرَةُ الوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذلكَ، فَإِذَا أوْفَى بذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى له جِبْرِيلُ فَقالَ له مِثْلَ ذلكَ.. الراوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6982 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
تَحكي عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها عن بَدءِ نُزولِ الوَحيِ على نَبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فتَذكُرُ لنا أنَّ أوَّلَ ما أُوحِيَ إليه في البدايةِ، هو الرُّؤيا الصَّالحةُ الصَّادقةُ، التي اقتصَرَ عليها الوحيُ، فكان لا يرى رؤيا إلَّا جاءت مِثلَ "فلَقِ الصُّبحِ"، أي: صحيحةً صادقةً، وكان يأتي غارَ حِراء على يَسارِ الذَّاهِبِ إلى مِنًى، وعلى بُعدِ ثلاثةِ أميالٍ مِن مَكَّة، "فيتحَنَّثُ فيه" أي: فيُكثِرُ هناك من عبادةِ الله تعالى لياليَ وأيَّامًا عديدةً، ويتزوَّدُ لذلك، ثمَّ يَرجِعُ إلى خديجةَ رَضِيَ الله عنها "فيتزَوَّدُ لِمِثلِها" أي: فيأخُذُ مِن خديجةَ زادًا جَديدًا يَصطَحِبُه معه إلى غارِ حِراء، واستمَرَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الخلوةِ والتعبُّدِ، حتى أشرَقَت عليه أنوارُ النبوَّةِ، ونزل عليه الوحيُ الصَّريحُ مُرسَلًا مِن رَبِّ العِزَّةِ، ولم يَشعُرْ إلَّا وجِبريلُ شاخِصٌ أمامَ عَينَيه يقولُ له: "اقرأْ"، فأجابه صلَّى الله عليه وسلَّم: ما أنا بقارئٍ، أي: كيف أستطيعُ القراءةَ، وأنا أمِّيٌّ لا أقدِرُ عليها ولا عِلمَ لي بها. فأخَذَه جبريلُ فغَطَّه حتى بلغَ منه الجَهدَ، أي: فأمسَكَ به جبريلُ وضَمَّه ضَمَّةً شَديدةً، حتى بلغ منه أقصى ما تتحَمَّلُه الطَّاقةُ البَشَريَّةُ، وإنَّما فعل ذلك؛ إيناسًا له، وتقويةً لِنَفسِه، وتنشيطًا لِقَلبِه، على تلقِّي الوَحيِ الإلهيِّ، ثمَّ أطلَقَه، وأمَرَه بالقراءةِ ثانيًا، فكان الجوابُ السَّابِقُ، ثمَّ أطلَقَه، فقال: اقرأْ، فأجاب "ما أنا بقارئٍ"، أي: ماذا تريدُ مِنِّي أن أقرأَ؟ فضَمَّه ضَمَّةً شَديدةً، ثمَّ أطلَقَه، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} أي: اقرأْ ما أقولُه لك، وأُبَلِّغُه إليك مُستعينًا باسم اللهِ وحَولِه وقُوَّتِه، وإقدارِه لك على القراءةِ؛ فإنَّ الخالِقَ العظيمَ الذي وهب الوجودَ لكُلِّ مَوجودٍ، وأوجدَ الأشياءَ على غيرِ مِثالٍ سابقٍ، قادِرٌ على تمكينِك من القراءةِ دونَ أن تتوفَّرَ فيك أسبابُها، حتى بلَغَ: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} فرجَعَ بها صلَّى الله عليه وسلم تَرجُفُ "بَوادِرُه" جمعُ بادرةٍ، وهي اللَّحمةُ التي بين الكَتِف والعُنق، تَضطَرِبُ عند الفزعِ، حتى دخل على خديجةَ، فقال: "زَمِّلوني زَمِّلوني" أي: غَطُّوني بالثِّيابِ ولُفُّوني بها، وطلب ذلك ليَسكُنَ ما حصَلَ له مِن الرِّعدةِ مِن شِدَّةِ هولِ الأمرِ وثِقْلِه، فزَمَّلوه كما أمَرَهم حتى ذهَبَ عنه الفَزَعُ، قال لخديجةَ: أيْ خَديجةُ، ما لي؟! وأخبَرَها الخبَرَ قال: "لقد خَشِيتُ على نَفسي" ألَّا أُطيقَ حَملَ أعباءِ الوَحيِ؛ لِما لَقِيتُه عند لِقاءِ المَلَكِ، قالت خديجةُ: كلَّا، أي: لا خوفَ عليك، أبشِرْ، فواللهِ لا يُخزِيك اللهُ أبدًا؛ واللهِ إنَّك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَديثَ، وتَحمِلُ "الكَلَّ" وهو الضَّعيفُ المُنقَطِعُ، واليتيمُ، وتَكسِبُ "المَعدومَ" أي: تُعطي النَّاسَ ما لا يَجِدونَه عند غَيرِك، "وتَقْرِي الضَّيفَ" أي: تُهَيِّئ له طعامَه ونُزُلَه، و"تُعينُ على نوائِبِ الحَقِّ"، أي: حوادِثِه. فمَضَت به خديجةُ مُصاحِبةً له "حتى أتَتْ به وَرَقةَ بنَ نَوفلٍ"، وهو ابنُ عَمِّ خديجةَ أخي أبيها، وكان وَرَقةُ امرأً تنصَّرَ في الجاهليَّةِ، "وكان يكتُبُ الكتابَ العربيَّ، ويكتُبُ من الإنجيلِ بالعَرَبيَّةِ ما شاءَ الله أن يكتُبَ"، أي: كِتابَتَه؛ وذلك لتمَكُّنِه في دينِ النَّصارى ومَعرِفَتِه بكتابِهم، وكان ورقةُ شيخًا كبيرًا قد عَمِيَ، فقالت له خديحةُ: يا عَمِّ، اسمَعْ مِن ابنِ أخيك، تعني: النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنَّ الأبَ الثَّالثَ لِوَرقةَ هو الأخُ للأبِ الرَّابِعِ لرسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم، أي: اسمَعْ منه الذي يقولُه، فأخبَرَه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم خبَرَ ما رآه ، فقال له وَرَقةُ: "هذا النَّاموسُ" أي: جبريلُ، الذي أُنزِلَ على موسى، "ليتني فيها" في مُدَّةِ النبوَّةِ أو الدَّعوةِ "جَذَعًا" أي: ليتَني شابٌّ فيها، "ليتَني أكونُ حَيًّا حين يُخرِجُك قَومُك" مِن مَكَّةَ، قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: "أَوَ مُخرجِيَّ هم" فأجابه ورقةُ: نعم؛ لم يأتِ رَجُلٌ بما جِئتَ به مِنَ الوَحيِ إلَّا أوذِيَ وعُودِيَ، وإنْ يُدرِكْني يومُك- أي: يومُ انتشارِ نُبوَّتِك- حَيًّا، أنصُرْك نَصرًا "مُؤَزَّرًا" أي: قَويًّا بليغًا، ثمَّ "لَم يَنشَبْ" أي: لم يَلْبَثْ، ورقةُ أن تُوُفِّيَ، وفتَرَ الوَحيُ، أي: احتبَسَ فَترةً قُرابةَ ثَلاث سَنواتٍ، حتى حَزِنَ رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فِيمَا بَلَغَنَا- الكلامُ مِن هنا إلى آخِرِ الحَديثِ مِن كلامِ الزُّهريِّ- حُزنًا غدَا منه مرارًا، أي: ذهبَ بِسَبَبِ ذلك الحُزنِ عِدَّةِ مَرَّاتٍ؛ كي يتَرَدَّى، أي: يُسقِطَ نَفْسَه، مِن رُؤوسِ شَواهِقِ الجِبالِ، أي: مُرتَفعَاتِها العاليةِ، فكلمَّا أوفى بِذِرْوةِ جَبَلٍ، أي: أعلاه لكي يُلقِيَ منه نَفسَه، تبدَّى له جبريلُ، فقال: يا محمَّدُ، إنَّك رسولُ اللهِ حقًّا، فيَسكُنُ لذلك "جَأشُه" أي اضطرابُ قَلْبِه، وتَقرُّ نَفسُه، فيرجِعُ، فإذا طالت عليه فَترةُ الوَحيِ غدا لِمِثلِ ذلك، فإذا أوفى بذِروةِ جَبَلٍ، تبَدَّى له جبريلُ، فقال له مِثلَ ذلك. وفي هذا شبهة أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم حاول الانتحارَ.. وهذا من ضُروبِ الخَيالِ والتَّلفيقِ؛ لعِدَّةِ أسبابٍ:
أولًا: لم يَرِدْ عنه صلَّى الله عليه وسلم، أو عن صحابَتِه المقَرَّبِينَ له أو غيرِهم في ذلك شيءٌ لا صحيحٌ ولا ضعيفٌ.
ثانيًا: أنَّ مِن بَعدِ قَولِ عائشة: (ثمَّ لم يَنشبْ ورقةُ أن توفِّي) ليس من نَصِّ الحديثِ، ولكنَّه مِن كلامِ الزُّهري الذي أخبَرَ بالحَديثِ على أنَّه بلاغٌ، فليس على شَرطِ البُخاريِّ في شَيءٍ؛ لأنها مقطوعة الإسنادِ مِن أوَّلِها.
ثالثًا: روى البخاري حديثِ نُزُولِ الوَحيِ أكثَرَ مِن مَرَّة دونَ ذِكرِ هذه القصَّة.
يُستَفادُ مِنَ الحديثِ الأمورُ التَّاليةُ:
1- إيمانُ وَرَقةَ بنِ نوفَل.
2- أنَّ رُؤيا النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والأنبياءِ جَميعًا وَحيٌ إلهيٌّ.
3- أنَّ أوَّلَ ما نَزَل من الوحيِ القُرآني: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}.
4- أنَّ الخائِفَ لا ينبغي أن يُسأَلَ حتَّى يَهدأَ.
5- أنَّ مَكارِمَ الأخلاقِ سبَبٌ للسَّلامةِ مِن المَكارِه.
6- مدحُ الإنسانِ في وَجهِه بصِدقٍ إذا لم يُخشَ عليه الغُرورُ والإعجابُ بنَفسِه.
7- محاولةُ التَّخفيفِ عمَّن أصابه الفَزَع، والتَّسرية عنه، وتطمين قَلبِه، وتَهدِئة نفسِه.
8- فضلُ خَديجةَ رَضِيَ الله عنها ورَجاحةُ عَقْلِها، وحُسنُ تَصَرُّفهِا في المواقِفِ الصَّعبةِ.
9- على المُستَشارِ أن يوضِّحَ رأيَه، ويَدعَمَه بالأدلَّةِ المُقنِعة.

شرح الحديث

  • أسماء الفائزين - المسابقة الشهرية ربيع الآخر 1441هـ ...
  • خدمة إظهار وإخفاء التشكيل ...
  • الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح - قراءة وتعريف
  • سفير الدرر... بلغ ولو آية
  • الموسوعة التاريخية المطورة ...
  • أسماء الفائزين - المسابقة الشهرية ربيع الآخر 1441هـ ...
  • خدمة إظهار وإخفاء التشكيل ...
  • الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح - قراءة وتعريف
  • سفير الدرر... بلغ ولو آية
  • الموسوعة التاريخية المطورة ...
  1. خدمة API للموسوعة الحديثية
  2. نافذة البحث فى الموسوعة الحديثية
  3. الأرشيف
  4. راسلنا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدرر السنية 1441 هــ