الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

31 - وخُزَيمةُ الذي جَعَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَهادتَه شَهادةَ رَجُلَينِ، قال ابنُ شِهابٍ: فأخبَرَني عُمارةُ بنُ خُزَيمةَ، عن عَمِّه، وكان مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ خُزَيمةَ بنَ ثابتٍ رَأى في النَّومِ أنَّه يَسجُدُ على جَبهةِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاء رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فذَكَرَ ذلك، فاضطَجَعَ له رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فسَجَدَ على جَبهتِه.

32 - أخبَرَني رَجُلٌ يُقالُ له: رَبيعةُ بنُ عِبادٍ، مِن بَني الدِّيلِ، وكان جاهليًّا، قال: رَأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الجاهليَّةِ في سُوقِ ذي المَجازِ، وهو يَقولُ: يا أيُّها النَّاسُ، قولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ، تُفلِحوا. والنَّاسُ مُجتَمِعونَ عليه، ووَراءَهُ رَجُلٌ وَضيءُ الوَجهِ، أحوَلُ، ذو غَديرَتَيْنِ، يَقولُ: إنَّهُ صابِئٌ كاذِبٌ يَتبَعُهُ حيث ذهَبَ، فسألتُ عنه، فذَكَروا لي نَسَبَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقالوا لي: هذا عَمُّهُ أبو لَهَبٍ.

33 - حَدَّثَنا مُعاذُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ خُبَيبٍ، عن أبيه، عن عمِّه، قال: كُنَّا في مَجلِسٍ، فطَلَعَ علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى رَأسِه أثَرُ ماءٍ، فقُلْنا: يا رسولَ اللهِ، نَراكَ طيِّبَ النَّفْسِ، قال: أجَلْ، قال: ثم خاضَ القَومُ في ذِكْرِ الغِنى، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا بَأسَ بالغِنى لمَنِ اتَّقى اللهَ، والصِّحَّةُ لمَنِ اتَّقى اللهَ خَيرٌ مِن الغِنى، وطِيبُ النَّفْسِ مِن النِّعَمِ.

34 - سألَتْ عائِشةَ وأرْسَلَها عَمُّها، فقال: إنَّ أحَدَ بَنيكِ يُقرِئُكِ السلامَ، ويَسألُكِ عن عُثمانَ بنِ عفَّانَ؛ فإنَّ الناسَ قد شَتَموه، فقالَتْ: لعَنَ اللهُ مَن لعَنَه، فواللهِ لقد كان قاعِدًا عِندَ نَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمُسنِدٌ ظَهرَه إليَّ، وإنَّ جِبريلَ لَيُوحي إليه القُرآنَ، وإنَّه لَيقولُ له: اكْتُبْ يا عُثَيمُ، فما كان اللهُ ليُنزِلَه تلك المَنزِلةَ إلَّا كَريمًا على اللهِ ورسولِه.

35 - إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: حَوْضي كما بينَ عَدَنَ وعَمَّانَ أبْرَدُ من الثَّلْجِ، وأحْلى من العَسَلِ، وأطيَبُ ريحًا من المِسْكِ، أكْوابُه مِثلُ نُجومِ السَّماءِ، مَن شَرِبَ منه شَربَةً لم يَظمَأْ بعدَها أبَدًا، أوَّلُ النَّاسِ عليه وُرودًا صَعاليكُ المُهاجِرينَ، قال قائِلٌ: ومَن هم يا رسولَ اللهِ؟ قال: الشَّعِثَةُ رُؤوسُهم، الشَّحِبَةُ وُجوهُهم، الدَّنِسَةُ ثيابُهم، لا يُفْتَحُ لهمُ السُّدَدُ ، ولا يَنكِحونَ المُتَنَعِّماتِ الَّذينَ يُعْطونَ كُلَّ الَّذي عليهم، ولا يَأْخُذونَ الَّذي لهم.

36 - لمَّا قسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَبايا بَني المُصْطَلِقِ وقَعَتْ جُوَيرِيةُ بِنتُ الحارِثِ في السَّهمِ لثابِتِ بنِ قَيسِ بنِ الشَّمَّاسِ -أو لِابنِ عَمٍّ له- وكاتَبَتْه على نَفْسِها، وكانَتِ امْرأةً حُلْوةً مُلاحةً لا يَراها أحَدٌ إلا أخَذَتْ بنَفْسِه، فأتَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَستَعينُه في كِتابَتِها ، قالَتْ: فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها على بابِ حُجْرَتي فكَرِهْتُها، وعرَفتُ أنَّه سيَرى منها ما رأيْتُ، فدخَلَتْ عليه، فقالَتْ: يا رسولَ اللهِ، أنا جُوَيرِيةُ بِنتُ الحارِثِ بنِ أبي ضِرارٍ سَيِّدِ قَومِه، وقد أصابَني مِن البَلاءِ ما لم يَخْفَ عليكَ، فوقَعْتُ في السَّهمِ لثابِتِ بنِ قَيسِ بنِ الشَّمَّاسِ -أو لِابنِ عَمٍّ له- فكاتَبْتُه على نَفْسي، فجِئْتُكَ أستَعينُكَ على كِتابَتي. قال: فهلْ لكِ في خَيرٍ مِن ذلك؟ قالَتْ: وما هو يا رسولَ اللهِ؟ قال: أقْضي كِتابَتَكِ وأتزَوَّجُكِ، قالَتْ: نَعَمْ يا رسولَ اللهِ. قال: قد فَعَلتُ. قالَتْ: وخرَجَ الخَبَرُ إلى الناسِ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَزَوَّجَ جُوَيرِيةَ بِنتَ الحارِثِ، فقال الناسُ: أصْهارُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأرْسَلوا ما بِأيْديهم، قالَتْ: فلقد أُعتِقَ بتَزْويجِه إيَّاها مِئةُ أهلِ بَيتٍ مِن بَني المُصْطَلِقِ، فما أعلَمُ امْرأةً كانَتْ أعظَمَ بَرَكةً على قَومِها منها.

37 - أنَّ أخاه -أو عَمَّه- قام إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: جيراني بِمَ أُخِذوا؟ فأعرَضَ عنه، قال: جيراني بِمَ أُخِذوا؟ فأعرَضَ عنه، ثُمَّ قال: جيراني بما أُخِذوا؟ فأعرَضَ عنه، فقال: لئن قُلتَ ذلك، لقد زَعَمَ النَّاسُ أنَّ محمَّدًا يَنهى عن الغَيِّ ويَستَخْلي به. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما قال؟ فقام أخوه -أو ابنُ أخيه- فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّه، إنَّه، فقال: أمَا لقد قُلتُموها، أو قال قائلُكم، ولئن كنتُ أفعَلُ ذلك إنَّه لعلَيَّ، وما هو عليكم، خَلُّوا له عن جيرانِه.

38 - أتَيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، فقالَ لي: يا قَبيصةُ، ما جاءَ بِكَ؟ قُلتُ: كَبِرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمي، فَأتَيتُكَ لِتُعَلِّمَني ما يَنفَعُني اللهُ عَزَّ وجَلَّ به، قالَ: يا قَبيصةُ، ما مَرَرْتَ بِحَجَرٍ، وَلا شَجَرٍ، وَلا مَدَرٍ، إلَّا استَغفَرَ لك، يا قَبيصةُ، إذا صَلَّيتَ الفَجرَ، فقُلْ: سُبحانَ اللهِ العَظيمِ وبِحَمْدِهِ، تُعافى مِنَ العَمى، وَالجُذامِ، والفالِجِ، يا قَبيصةُ، قُلْ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِمَّا عِندَكَ، وَأفِضْ علَيَّ مِن فَضلِكَ، وَانشُرْ علَيَّ رَحمَتَكَ، وَأنزِلْ علَيَّ مِن بَرَكاتِكَ.

39 - لو رَأيتَني وقُثَمَ وعُبَيدَ اللهِ، ابنَيْ عبَّاسٍ، ونحن صِبيانٌ نَلعَبُ، إذْ مَرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على دابَّةٍ، فقال: ارفَعوا هذا إليَّ. قال: فحمَلَني أمامَهُ، وقال لِقُثَمَ: ارفَعوا هذا إليَّ. فجعَلَهُ وراءَهُ، وكان عُبَيدُ اللهِ أحَبَّ إلى عبَّاسٍ مِن قُثَمَ، فما استَحى مِن عَمِّهِ أنْ حمَلَ قُثَمَ وترَكَهُ، قال: ثم مسَحَ على رَأسي ثَلاثًا، وقال كُلَّما مسَحَ: اللَّهمَّ اخلُفْ جَعفَرًا في وَلَدِهِ. قال: قلتُ لِعَبدِ اللهِ: ما فعَلَ قُثَمُ؟ قال: استُشهِدَ. قال: قلتُ: اللهُ أعلَمُ بالخَيرِ، ورَسولُهُ بالخَيرِ. قال: أجَلْ!

40 - رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَصْرَ عَيْنِي بسُوقِ ذي المَجازِ، يقولُ: يا أيُّها الناسُ، قُولوا: لا إلهَ إلا اللهُ، تُفلِحوا، ويدخُلُ في فِجاجِها والناسُ مُتقصِّفون عليه ، فما رأَيْتُ أحدًا يقولُ شيئًا، وهو لا يسكُتُ، يقولُ: أيُّها الناسُ، قُولوا: لا إلهَ إلا اللهُ، تُفلِحوا، إلا أنَّ وراءه رجُلًا أحوَلَ وَضِيءَ الوجهِ، ذا غَدِيرتَيْنِ، يقولُ: إنَّه صابئٌ كاذبٌ، فقلتُ: مَن هذا؟ قالوا: محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، وهو يذكُرُ النُّبوَّةَ، قلتُ: مَن هذا الذي يكذِّبُهُ؟ قالوا: عَمُّهُ أبو لَهَبٍ، قلتُ: إنَّك كنتَ يومئذٍ صغيرًا؟ قال: لا واللهِ، إنِّي يومئذٍ لَأَعقِلُ.

41 - قيل لابنِ عبَّاسٍ إنَّ رَجُلًا قدِمَ علينا يُكذِّبُ بالقَدَرِ. فقال: دُلُّوني عليه. وهو يَومَئذٍ قد عَميَ، قالوا: وما تَصنَعُ به يا أبا عبَّاسٍ؟ قال: والَّذي نَفْسي بيَدِه، لَئِنِ استمكَنتُ منه لَأَعَضَّنَّ أَنفَه حتى أَقطَعَه، ولَئنْ وقَعَتْ رَقَبَتُه في يَدي لَأَدُقَّنَّها؛ فإنِّي سمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: كأَنِّي بِنِساءِ بَني فِهرٍ يَطُفنَ بالخَزرَجِ تَصطَكُّ أَلْياتُهُنَّ مُشرِكاتٍ. هذا أَوَّلُ شِركِ هذه الأُمَّةِ، والَّذي نَفْسي بيَدِه؛ لَيَنتَهيَنَّ بهم سوءُ رَأْيِهم حتى يُخرِجوا اللهَ مِن أنْ يَكونَ قدَّرَ خَيرًا، كما أخرَجوه مِن أنْ يَكونَ قدَّرَ شَرًّا.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3054
التصنيف الموضوعي: قدر - التشديد في الخوض بالقدر قدر - التكذيب بالقدر قدر - القدرية إيمان - إرادة الله إيمان - أعمال تنافي الإيمان
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

42 - قدِمَ قَبيصةُ بنُ مُخارِقٍ الهِلاليُّ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ.. ثم ساقاهُ بِطولِهِ [أيْ حَديثَ:.. فقالَ لي: يا قَبيصةُ، ما جاءَ بكَ؟ قُلتُ: كبِرَتْ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، فأتَيتُكَ لِتُعَلِّمَني ما يَنفَعُني اللهُ عَزَّ وجَلَّ به، قالَ: يا قَبيصةُ، ما مرَرْتَ بِحَجَرٍ، ولا شَجَرٍ، ولا مَدَرٍ، إلَّا استَغفَرَ لكَ، يا قَبيصةُ، إذا صلَّيتَ الفَجْرَ، فقُلْ: سُبحانَ اللهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ، تُعافَى مِنَ العَمى، والجُذامِ، والفالِجِ، يا قَبيصةُ، قُل: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ ممَّا عِندَكَ، وأفِضْ علَيَّ مِن فَضلِكَ، وانشُرْ علَيَّ رَحمَتَكَ، وأنزِلْ علَيَّ مِن بَرَكاتِكَ].
خلاصة حكم المحدث : [روي بإسنادين] الأول: ضعيف، والثاني: تالف.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 34/208
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الذكر أدعية وأذكار - فضل سبحان الله وبحمده اعتصام بالسنة - تعليم النبي السنن لأصحابه طب - الذكر الذي يذهب السقم علم - تعليم الناس وفضل ذلك
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

43 - قُلْتُ لأُبَيٍّ: أخبِرْني عن لَيلةِ القَدرِ؛ فإنَّ ابنَ أُمِّ عَبدٍ كان يقولُ: مَن يَقُمِ الحَولَ؛ يُصِبْها، قال: يَرحَمُ اللهُ أبا عبدِ الرحمنِ، قد علِمَ أنَّها في رَمضانَ، فإنَّها لسَبعٍ وعِشرينَ، ولكنَّه عَمَّى على الناسِ؛ لكي لا يَتَّكِلوا، فوالذي أنزَلَ الكتابَ على محمَّدٍ، إنَّها في رَمضانَ ليلةَ سَبعٍ وعِشرينَ، قال: قُلْتُ: يا أبا المُنذِرِ، وأنَّى علِمْتَها؟ قال: بالآيةِ التي أنْبأَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فعَدَدْنا وحَفِظْنا، فواللهِ إنَّها لهي ما يَسْتَثْني، قُلْتُ لزِرٍّ: ما الآيةُ؟ قال: إنَّ الشَّمسَ تَطلُعُ غَداةَ إذٍ كأنَّها طَسْتٌ، ليس لها شُعاعٌ.

44 - خرَجَ عبدُ اللهِ بنُ سَهلٍ، أخو بَني حارِثةَ، يَعني في نَفَرٍ مِن بَني حارِثةَ، إلى خَيبَرَ يَمتارون منها تَمرًا، قال: فعُدِيَ على عَبدِ اللهِ بنِ سَهلٍ، فكُسِرتْ عُنُقُهُ، ثم طُرِحَ في مَنهَرٍ مِن مناهِرِ عُيونِ خَيبَرَ ، وفقَدَهُ أصحابُهُ، فالتَمَسوهُ حتى وجَدوهُ فغَيَّبوهُ، قال: ثم قدِموا على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأقبَلَ أخوهُ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ سَهلٍ، وابنا عَمِّهِ حُوَيِّصةُ، ومُحَيِّصةُ -وهما كانا أسَنَّ مِن عَبدِ الرَّحمنِ، وكان عَبدُ الرَّحمنِ ذا قَدَمِ القَومِ، وَصاحِبَ الدَّمِ- فتقَدَّمَ لذلك، فكَلَّمَ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَبلَ ابنَيْ عَمِّهِ حُوَيِّصةَ، ومُحَيِّصةَ، قال: فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الكُبْرَ، الكُبْرَ. فاستَأخَرَ عَبدُ الرَّحمنِ، وتكَلَّمَ حُوَيِّصةُ، ثم تكَلَّمَ مُحَيِّصةُ، ثم تكَلَّمَ عَبدُ الرَّحمنِ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ عُدِيَ على صاحِبِنا، فقُتِلَ، وليس لنا بِخَيبَرَ عَدُوٌّ إلَّا يَهودَ. قال: فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تُسَمُّون قاتِلَكم، ثم تَحلِفون عليه خَمسينَ يَمينًا، ثم تُسلِمُهُ. قال: فقالوا: يا رسولَ اللهِ، ما كنا لنَحلِفَ على ما لم نَشهَدْ. قال: فيَحلِفون لكم خَمسينَ يَمينًا ويَبرَؤون مِن دَمِ صاحِبِكم . قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما كنا لنَقبَلَ أيْمانَ يَهودَ، ما هم فيه مِنَ الكُفرِ أعظَمُ مِن أنْ يَحلِفوا على إثْمٍ. قال: فوَداهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن عِندِهِ مِئةَ ناقةٍ، قال: يَقولُ سَهلٌ: فواللهِ ما أنسى بَكْرةً منها حَمراءَ ركَضَتْني وأنا أحوزُها.

45 - مرِضَ أبو طالِبٍ، فأتَتْهُ قُرَيشٌ، وأتاهُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعودُهُ ، وعِندَ رَأسِهِ مَقعَدُ رَجُلٍ، فقامَ أبو جَهلٍ، فقعَدَ فيه، فقالوا: إنَّ ابنَ أخيكَ يَقَعُ في آلِهَتِنا. وقال: ما شَأنُ قَومِكَ يَشكونَكَ؟ قال: يا عَمِّ، أُريدُهم على كَلِمةٍ واحِدةٍ تَدينُ لهم بها العَرَبُ، وتُؤَدِّي العَجَمُ إليهم الجِزيةَ. قال: ما هي؟ قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ. فقاموا فقالوا: أجعَلَ الآلِهَةَ إلَهًا واحِدًا؟! قال: ونزَلَ: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1]، فقرَأَ حتى بلَغَ: {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5]. وحدَّثَنا أبو أُسامةَ، حدَّثَنا الأعمَشُ، حدَّثَنا عَبَّادٌ.. فذكَرَ نَحوَهُ، وقال أبي: قال الأشجَعيُّ: يَحيى بنُ عَبَّادٍ.

46 - أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: إنَّ اللهَ وَعَدَني أنْ يُدخِلَ مِن أُمَّتي الجنَّةَ سَبعينَ ألْفًا بغيرِ حِسابٍ، فقال يَزيدُ بنُ الأخنَسِ السُّلَميُّ: واللهِ ما أولئك في أُمَّتِكَ إلَّا كالذُّبابِ الأصهَبِ في الذِّبَّانِ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فإنَّ ربِّي قد وَعَدَني سَبعينَ ألْفًا، مع كلِّ ألْفٍ سَبعونَ ألْفًا، وزادني ثلاثَ حَثَياتٍ، قال: فما سَعةُ حَوضِكَ يا نَبيَّ اللهِ؟ قال: كما بيْنَ عَدَنَ إلى عَمَّانَ، وأَوسعُ وأَوسعُ، يُشيرُ بيَدِه، قال: فيه مَثعَبانِ مِن ذَهبٍ وفِضَّةٍ، قال: فما حَوضُكَ يا نَبيَّ اللهِ؟ قال: ماءٌ أشدُّ بَياضًا مِن اللَّبنِ، وأحلى مَذاقةً مِن العَسلِ، وأطيَبُ رائحةً مِن المِسكِ، مَن شَرِبَ منه لم يَظمَأْ بعدَها، ولم يَسوَدَّ وَجهُه أبدًا.

47 - حدَّثَني عبدُ اللهِ بنُ محمَّدِ بنِ عَقِيلِ بنِ أبي طالِبٍ، قال: أرسَلَني علِيُّ بنُ حُسَينٍ إلى الرُّبَيِّعِ بنتِ مُعَوِّذ بنِ عَفْراءَ، فسألتُها عن وُضوءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فأخرَجَتْ له، يعني إناءً يَكونُ مُدًّا، أو نحوَ مُدٍّ ورُبُعٍ، قال سُفيانُ: كأنَّه يَذهَبُ إلى الهاشِمِيِّ، قالَتْ: كنتُ أُخرِجُ إليه الماءَ في هذا، فيَصُبُّ على يدَيهِ ثَلاثًا، وقال مرَّةً: يَغسِلُ يدَيهِ قبل أنْ يُدخِلَهما، ويَغسِلُ وَجهَه ثَلاثًا، ويُمضمِضُ ثَلاثًا، ويَستنشقُ ثَلاثًا، ويَغسِلُ يدَه اليُمْنى ثَلاثًا، واليُسْرى ثَلاثًا، ويَمسَحُ برأسِه -وقال مَرَّةً: مرَّتَينِ- مُقبِلًا ومُدبِرًا، ثمَّ يَغسِلُ رِجلَيهِ ثَلاثًا قد جاءَني ابنُ عمٍّ لكَ، فسأَلَني وهو ابنُ عبَّاسٍ، فأخبرتُه، فقال لي: ما أجِدُ في كِتابِ اللهِ إلَّا مَسحَتَينِ وغَسْلَتينِ.

48 - مَن اقتطَعَ مالَ امرِئٍ مُسلِمٍ بغيرِ حَقٍّ لَقيَ اللهَ وهو عليه غَضبانُ، قال: فجاء الأشعَثُ بنُ قَيسٍ، فقال: ما يُحدِّثُكم أبو عبدِ الرَّحمنِ؟ قال: فحَدَّثْناه، قال: فيَّ كان هذا الحَديثُ؛ خاصَمتُ ابنَ عَمٍّ لي إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بِئرٍ كانتْ لي في يدِه، فجَحَدَني ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَيِّنتُكَ أنَّها بِئرُكَ، وإلَّا فيَمينُه، قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما لي بَيِّنةٌ، وإنْ تَجعَلْها بيَمينِه تَذهَبْ بِئري؛ إنَّ خَصمي امرُؤٌ فاجرٌ، قال: فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن اقتطَعَ مالَ امرِئٍ مُسلِمٍ بغيرِ حَقٍّ، لَقيَ اللهَ وهو عليه غَضبانُ، قال: وقَرَأَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذه الآيةَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ...}  الآيةَ [آل عمران: 77].

49 -  أتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فصَعَّدَ فيَّ النظَرَ وصَوَّبَ، وقال: أَرَبُّ إبِلٍ أنت أو رَبُّ غَنَمٍ؟ قال: مِن كُلٍّ قد آتاني اللهُ، فأَكثَرَ وأَطْيَبَ، قال: فتُنْتِجُها وافيةً أَعْيُنُها وآذانُها، فتَجْدَعُ هذه فتقولُ صُرُمًا -ثمَّ تَكلَّمَ سُفْيانُ بكَلِمةٍ لم أَفهَمْها- وتقولُ: بَحِيرةَ اللهِ؟ فساعِدُ اللهِ أشَدُّ، ومُوساهُ أحَدُّ، ولو شاء أنْ يأتيَك بها صُرُمًا أَتاكَ. قلْتُ: إلى ما تَدْعو؟ قال: إلى اللهِ وإلى الرَّحِمِ. قلْتُ: يأتيني الرجُلُ مِن بَني عَمِّي، فأَحلِفُ أنْ لا أُعْطيَه ثمَّ أُعطيهِ؟ قال: فكَفِّرْ عن يَمينِكَ، وأْتِ الذي هو خَيرٌ، أَرأيْتَ لو كان لك عَبْدانِ أحَدُهما يُطيعُك ولا يَخونُك ولا يَكْذِبُك، والآخَرُ يَخونُك ويَكْذِبُك؟ قال: قلْتُ: لا، بلِ الذي لا يَخونُني ولا يَكْذِبُني ويَصْدُقُني الحديثَ أَحَبُّ إلَيَّ. قال: كذاكُم أنتم عِندَ ربِّكم عزَّ وجلَّ.

50 - بَعَثَ عُمَرُ بنُ عبدِ العَزيزِ إلى أبي سَلامٍ الحَبَشيِّ فحُمِلَ إليه على البَريدِ ليَسأَلَه عن الحَوضِ، فقُدِمَ به عليه، فسَأَلَه فقال: سَمِعتُ ثَوبانَ يقولُ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ حَوضي مِن عَدَنَ إلى عَمَّانِ البَلقاءِ، ماؤه أشدُّ بَياضًا مِن اللَّبَنِ، وأحلى مِن العَسلِ، وأكاويبُه عَددَ النَّجومِ، مَن شَرِبَ منه شَربةً لم يَظمَأْ بعدَها أبدًا، أوَّلُ النَّاسِ وُرودًا عليه فُقَراءُ المُهاجرينَ، فقال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ: مَن هم يا رسولَ اللهِ؟ قال: هم الشَّعْثُ رُؤوسًا، الدُّنْسُ ثِيابًا، الذين لا يَنكِحونَ المُتنعِّماتِ، ولا تُفتَحُ لهم أبْوابُ السُّدَدِ ، فقال عُمَرُ بنُ عبدِ العَزيزِ: لقد نَكَحتُ المُتنعِّماتِ، وفُتِحَتْ لي السُّدَدُ إلَّا أنْ يَرحَمَنيَ اللهُ، واللهِ لا جَرَمَ ألَّا أدَّهِنَ رَأسي حتى يَشعَثَ، ولا أغسِلَ ثَوبي الذي يَلي جَسدي حتى يَتَّسِخَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح دون قوله: "أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين" إلى آخر الحديث
توضيح حكم المحدث : قوله: "أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين" إلى آخر الحديث لا يصح
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 22367
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - فضل الفقر والفقراء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات قيامة - الحوض مناقب وفضائل - فضائل المهاجرين ومناقبهم رقائق وزهد - فضل الجوع وخشونة العيش
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

51 - قال عمرُ بنُ الخطَّابِ للنَّاسِ: ما تَرَوْنَ في فَضْلٍ فضَلَ عندَنا من هذا المالِ؟ فقال النَّاسُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، قد شغَلْناكَ عن أهلِكَ وضَيعَتِكَ وتِجارتِكَ، فهو لك، فقال لي: ما تقولُ أنتَ؟ فقُلتُ: قد أشاروا عليكَ، فقال: قُلْ، فقُلتُ: لِمَ تجعَلُ يَقينَكَ ظنًّا؟ فقال: لَتَخرُجَنَّ ممَّا قُلتَ، فقُلتُ: أجَلْ، واللهِ لأَخرُجَنَّ منه، أتذكُرُ حينَ بعَثك نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ساعيًا ، فأتيْتَ العبَّاسَ بنَ عبدِ المُطَّلِبِ، فمنَعكَ صدقَتَه، فكان بيْنَكما شيءٌ، فقُلتَ لي: انطَلِق معي إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوجَدْناه خاثِرًا ، فرجَعْنا، ثُم غدَوْنا عليه، فوجَدْناه طيِّبَ النفْسِ، فأخبَرْتُه بالذي صنَع، فقال لكَ: أمَا علِمْتَ أنَّ عمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أبيه؟ وذكَرْنا له الذي رأَيْناه من خُثورِه في اليومِ الأَوَّلِ، والذي رأَيْناه من طِيبِ نفْسِه في اليومِ الثَّاني، فقال: إنَّكما أتيْتُماني في اليومِ الأَوَّلِ وقد بَقيَ عِندي منَ الصَّدقةِ دينارانِ، فكان الذي رأيْتُما من خُثوري له، وأتيْتُماني اليومَ وقد وجَّهْتُهما، فذاك الذي رأيْتُما من طِيبِ نفْسي، فقال عمرُ: صدَقْتَ، واللهِ لأَشْكُرَنَّ لكَ الأُولى والآخِرةَ.

52 - أنَّ وفدَ عبدِ القَيسِ لمَّا قَدِموا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالوا: إنَّا حَيٌّ من رَبيعةَ، وبيْنَنا وبيْنَك كُفَّارُ مُضَرَ، ولسْنا نَستطيعُ أنْ نَأتيَكَ إلَّا في أَشهُرِ الحُرُمِ، فمُرْنا بأمْرٍ إذا نحن أَخَذْنا به دخَلْنا الجَنَّةَ، ونأمُرُ به، أو نَدْعو مَن وَراءَنا، فقال: "آمُرُكم بأربعٍ، وأَنْهاكم عن أربعٍ: اعبُدوا اللهَ، ولا تُشرِكوا به شيئًا، فهذا ليس منَ الأربعِ، وأَقيموا الصلاةَ، وآتوا الزَّكاةَ، وصوموا رمضانَ، وأَعْطوا منَ الغنائمِ الخُمسَ، وأَنْهاكم عن أربعٍ عنِ الدُّبَّاءِ، والنَّقيرِ، والحَنْتَمِ، والمُزَفَّتِ"، قالوا: وما عِلمُكَ بالنَّقيرِ؟ قال: "جِذعٌ يُنقَرُ، ثُم يُلْقونَ فيه منَ القُطْيعاءِ أوِ التَّمْرِ  والماءِ، حتى إذا سكَن غَلَيانُه شرِبْتُموه، حتى إنَّ أَحَدَكم لَيضرِبُ ابنَ عمِّه بالسيْفِ"، وفي القومِ رجُلٌ أصابَتْه جِراحةٌ من ذلك، فجعَلْتُ أُخبِّئُها حَياءً من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالوا: فما تأمُرُنا أنْ نشرَبَ؟ قال: "في الأَسْقيةِ التي يُلاثُ على أَفْواهِها"، قالوا: إنَّ أرضَنا أرضٌ كثيرةُ الجِرْذانِ، لا تَبْقى فيها أَسْقيةُ الأَدَمِ، قال: "وإنْ أكَلتْه الجِرْذانُ" مرَّتيْنِ أو ثلاثًا، وقال لأشَجِّ عبدِ القَيسِ: "إنَّ فيك خَلَّتيْنِ يُحِبُّهما اللهُ عزَّ وجلَّ: الحِلمُ ، والأَناةُ".
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11175
التصنيف الموضوعي: زكاة - فرض الزكاة صلاة - فرض الصلاة صيام - وجوب صوم رمضان غنائم - فرض الخمس مناقب وفضائل - فضل عبد القيس
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

53 - فلمَّا أردْتُ أن أخْرُجَ، قالَتْ: اجلِسْ حتَّى أُحَدِّثَكَ حَديثًا عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.  قالَتْ: خرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا من الأيَّامِ فصلَّى صلاةَ الهاجرةِ، ثمَّ قعَدَ، ففَزِعَ النَّاسُ، فقالَ: اجلِسُوا أيُّها النَّاسُ، فإنِّي لم أقُمْ مَقامي هذا لفَزَعٍ، ولكنَّ تَميمًا الدَّاريَّ أَتاني، فأخبَرَني خبَرًا منَعَني القَيلولَةَ من الفَرَحِ وقُرَّةِ العَينِ، فأحبَبْتُ أن أَنشُرَ عليكُمْ فرَحَ نَبِيِّكُم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أخبَرَني أنَّ رَهْطًا من بني عَمِّه رَكِبوا البحرَ، فأصابَتْهُم ريحٌ عاصِفٌ، فألجَأَتْهُمُ الرِّيحُ إلى جزيرةٍ لا يَعرِفونَها، فقَعَدوا في قُوَيْربِ سفينَةٍ حتَّى خَرَجوا إلى الجزيرةِ، فإذا هُم بشيءٍ أهْلَبَ كثيرِ الشَّعَرِ، لا يَدْرونَ أرجُلٌ هوَ أو امرأةٌ، فسَلَّموا عليهِ، فردَّ علَيْهِمُ السَّلامَ، قالوا: ألا تُخبِرُنا؟ قالَ: ما أنا بمُخبرِكُم ولا مُستَخْبرِكُم، ولكنْ هذا الدَّيْرُ قدْ رَهِقْتُموهُ ، ففيه مَن هو إلى خَبرِكُم بالأشْواقِ أن يُخبرَكُم ويَستخبرَكُم. قالَ: قُلنا: ما أنتَ؟ قالَتْ: أنا الجسَّاسَةُ ، فانطَلَقوا حتَّى أتَوُا الدَّيْرَ ، فإذا هُمْ برجلٍ مُوثَقٍ شديدِ الوَثاقِ، مُظهِرٍ الحُزنَ، كثيرِ التَّشَكِّي، فسلَّموا عليه، فرَدَّ عليهم، فقالَ: ممَّن أنتُمْ؟ قالوا: مِن العرَبِ، قالَ: ما فعَلَتِ العرَبُ، أخَرجَ نبِيُّهُم بعدُ؟ قالوا: نعَمْ، قالَ: فما فَعَلوا؟ قالوا: خيرًا، آمَنُوا بهِ وصدَّقوهُ، قالَ: ذلك خيرٌ لهُم، وكان لهُ عدُوٌّ، فأظْهرَهُ اللهُ عليهِم ، قالَ: فالعربُ اليومَ إلهُهُمْ واحدٌ، ودينُهُم واحدٌ، وكلِمَتُهُم واحدةٌ؟ قالوا: نعَمْ، قالَ: فمَا فعَلَتْ عيْنُ زُغَرَ؟ قالوا: صالحَةٌ يشْرَبُ منها أهلُها لِشَفَتِهِمْ، ويَسقُونَ منها زرْعَهُم، قالَ: فما فعَلَ نخْلٌ بينَ عَمانَ وبَيْسانَ؟ قالوا: صالحٌ يُطْعِمُ جَناهُ كلَّ عامٍ، قالَ: فما فعَلَتْ بُحَيرةُ الطَّبَرِيَّةِ؟ قالُوا: مَلْأَى، قالَ: فزَفَرَ، ثمَّ زَفَرَ، ثمَّ زَفَرَ، ثم حَلَفَ: لو خرَجْتُ مِن مكاني هذا، ما ترَكْتُ أرضًا من أرضِ اللهِ إلا وَطِئْتُها، غيرَ طَيْبةَ، ليسَ لي عليها سُلطانٌ، قالَ: فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إلى هذا انتهَى فَرَحي-ثلاثَ مرارٍ- إنَّ طيبةَ المدينةُ، إنَّ اللهَ حرَّمَ حَرَمي على الدَّجَّالِ أن يَدْخُلَها. ثم حلَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: واللهِ الذي لا إلهَ إلَّا هو، ما لها طَريقٌ ضيِّقٌ، ولا واسِعٌ، في سهْلٍ ولا جَبَلٍ، إلا عليه ملَكٌ شاهِرٌ بالسَّيْفِ إلى يومِ القيامةِ، ما يَستطيعُ الدَّجَّالُ أن يدْخُلَها على أهلِها. قال عامرٌ: فلَقِيتُ المُحرَّرَ بنَ أبي هُريرةَ، فحدَّثْتُهُ بحديثِ فاطمةَ بنتِ قَيْسٍ، فقالَ: أشْهَدُ على أبي أنَّه حدَّثَني كما حدَّثَتْكَ فاطمةُ، غيرَ أنَّه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّه نحْوَ المَشْرقِ. قالَ: ثمَّ لَقِيتُ القاسِمَ بنَ محمَّدٍ، فذكَرْتُ له حديثَ فاطمةَ، فقالَ: أشهَدُ على عائشةَ أنَّها حدَّثَتْني كمَا حدَّثَتْكَ فاطمةُ، غيرَ أنَّها قالَتْ: الحَرَمانِ عليه حرامٌ: مكَّةُ، والمدينةُ.

54 - حَدَّثَني شهْرُ بنُ حَوْشَبٍ، قالَ: سَمِعتُ أمَّ سلَمةَ، زوجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ جاء نَعيُ الحُسَينِ بنِ عليٍّ لَعنَتْ أهلَ العِراقِ، فقالتْ: قَتَلوه قَتَلَهم اللهُ؛ غَرُّوه وذَلُّوه، لعَنَهم اللهُ، فإنِّي رَأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جاءَتْه فاطمةُ غَدِيَّةً ببُرْمةٍ، قد صَنَعَت له فيها عَصيدةً تَحمِلُها في طبَقٍ لها، حتى وَضَعتْها بين يدَيهِ، فقال لها: أينَ ابنُ عمِّكِ؟ قالتْ: هو في البيتِ. قال: فاذهَبِي، فادْعيهِ، وائتِني بابنَيهِ. قالتْ: فجاءَت تَقودُ ابنَيها، كلُّ واحدٍ منهما بيَدٍ، وعليٌّ يَمشي في أثَرِهما، حتى دَخَلوا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فأَجلَسَهما في حِجرِه، وجَلَس عليٌّ عن يمينِه، وجلَستْ فاطمةُ عن يَسارِه، قالتْ أمُّ سلَمةَ: فاجتَبَذَ مِن تحتي كِساءً خَيبَريًّا كانَ بِساطًا لنا على المَنامةِ في المدينةِ، فلَفَّهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عليهِم جميعًا، فأخَذَ بشِماله طرَفَيِ الكِساءِ، وألْوى بيَدِه اليُمنى إلى ربِّه عزَّ وجلَّ، قال: اللَّهمَّ أهلي، أَذهِبْ عنهمُ الرِّجسَ، وطهِّرْهم تطهيرًا، اللَّهمَّ أهلِي، أَذهِبْ عنهمُ الرِّجسَ وطهِّرْهم تطهيرًا، اللَّهمَّ أهلُ بيتي أَذهِبْ عنهمُ الرِّجسَ وطهِّرْهم تطهيرًا. قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألستُ من أهلِكَ؟ قال: بَلى، فادخُلي في الكِساءِ. قالَت: فدَخَلتُ في الكِساءِ بعدَما قضَى دُعاءَه لابنِ عمِّه علِيٍّ وابنَيْهِ، وابنَتِه فاطمةَ رضيَ اللهُ عنهم.

55 -  مَنِ استَطاعَ منكم أنْ يَكونَ مِثلَ صاحِبِ فَرَقِ الأرُزِّ، فليكن مِثلَه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما صاحِبُ فَرَقِ الأرُزِّ؟ قال: خرَجَ ثلاثَةٌ فغَيَّمَتْ عليهمُ السَّماءُ، فدَخَلوا غارًا، فجاءَتْ صَخرَةٌ من أعْلى الجَبَلِ حتى طَبَّقَتِ البابَ عليهم، فعالَجوها، فلم يَسْتَطيعوها، فقال بعضُهم لِبعضٍ: لقد وَقَعْتم في أمْرٍ عَظيمٍ، فلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ بأحسَنِ ما عَمِلَ؛ لعلَّ اللهَ تَعالى أنْ يُنْجيَنا من هذا، فقال أحَدُهم: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّه كان لي أبَوانِ شَيْخانِ كَبيرانِ، وكُنتُ أحلُبُ حِلابَهما، فأجيئُهما، وقد نامَا، فكُنتُ أبيتُ قائِمًا، وحِلابُهما على يَدي أكرَه أنْ أبدَأَ بأحَدٍ قَبلَهما، أو أنْ أُوقِظَهما من نَوْمِهما، وصِبْيَتي يَتَضاغَوْنَ حَوْلي، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنِّي إنَّما فَعَلتُه من خَشيَتِكَ ؛ فافْرُجْ عَنَّا، قال: فتحَرَّكَتِ الصَّخرَةُ. قال: وقال الثَّاني: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّه كانت لي ابنَةُ عَمٍّ، لم يكن شَيءٌ مِمَّا خَلَقتَ أحَبَّ إليَّ منها، فسُمْتُها نَفْسَها، فقالت: لا واللهِ دونَ مِئَةِ دينارٍ، فجَمَعتُها ودَفَعتُها إليها، حتى إذا أنا جَلَستُ منها مَجلِسَ الرَّجُلِ، فقالت: اتَّقِ اللهَ، ولا تَفُضَّ الخاتَمَ إلَّا بِحَقِّه، فقُمتُ عَنْها، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنَّما فَعَلتُه من خَشْيَتِكَ؛ فافْرُجْ عَنَّا، قال: فزالَتِ الصَّخرَةُ حتى بَدَتِ السَّماءُ. وقال الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنِّي كُنتُ استَأجَرْتُ أجيرًا بِفَرَقٍ من أرُزٍّ، فلمَّا أمْسى عَرَضتُ عليه حَقَّه، فأبى أنْ يَأخُذَه، وذَهَبَ وتَرَكَني، فتحَرَّجتُ منه وثَمَّرتُه له، وأصْلَحتُه حتى اشتَرَيتُ منه بَقَرًا وراعيَها، فلَقِيَني بعدَ حينٍ، فقال: اتَّقِ اللهَ، وأعْطِني أجْري، ولا تَظلِمْني، فقُلتُ: انطَلِقْ إلى ذلك البَقَرِ وراعيها، فخُذْها، فقال: اتَّقِ اللهَ، ولا تَسْخَرْ بي، فقُلتُ: إنِّي لستُ أسخَرُ بِكَ، فانطَلَقَ فاسْتاقَ ذلك، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنِّي إنَّما فَعَلتُه ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ خَشْيَةً مِنكَ؛ فافْرُجْ عَنَّا، فتَدَحرَجَتِ الصَّخرَةُ، فخَرَجوا يَمْشونَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره دون قوله: "من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق الأرز فليكن مثله "
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 5973
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة رقائق وزهد - تقوى الله إحسان - الإخلاص إحسان - شفاعة الأعمال الصالحة لأهلها بر وصلة - بر الوالدين وحقهما
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

56 - حدَّثَني الجُنَيدُ بنُ أمينِ بنِ ذِروةَ بنِ نَضلةَ بنِ طَريفِ بنِ بُهصُلٍ الحِرمازيُّ، حدَّثَني أبي أمينُ بنُ ذِروةَ، عن أبيه ذِروةَ بنِ نَضلةَ، عن أبيه نَضلةَ بنِ طَريفٍ: أنَّ رَجُلًا منهم يُقالُ له: الأَعْشى، واسمُه: عبدُ اللهِ بنُ الأَعوَرِ، كانتْ عندَه امرأةٌ يُقالُ لها: مُعاذةُ، خرَجَ في رَجبٍ يميرُ أهلَه مِن هَجَرَ، فهرَبَتِ امرأتُه بعدَه ناشزًا عليه، فعاذَتْ برَجُلٍ منهم، يُقالُ له: مُطرِّفُ بنُ بُهصُلِ بنِ كَعبِ بنِ قَمَيشَعِ بنِ دُلَفَ بنِ أَهضمَ بنِ عبدِ اللهِ، فجعَلَها خلفَ ظَهرِه، فلمَّا قدِمَ، ولم يجِدْها في بيتِه، وأُخبِرَ أنَّها نشَزَتْ عليه، وأنَّها عاذَتْ بمُطرِّفِ بنِ بُهصُلٍ، فأَتاه فقال: يا ابنَ عمِّ، أعندَكَ امرأتي مُعاذةُ؟ فادفَعْها إليَّ، قال: ليست عندي، ولو كانتْ عندي لم أدفَعْها إليكَ، قال: وكان مُطرِّفٌ أعزَّ منه، فخرَجَ حتى أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فعاذ به، وأنشَأَ يقولُ: يا سيِّدَ النَّاسِ وديَّانَ العَربْ... إليكَ أشكو ذِربةً مِن الذِّرَبْ كالذِّئبةِ الغَبشاءِ في ظلِّ السَّرَبْ ... خرَجْتُ أَبغيها الطَّعامَ في رَجبْ فخلَّفَتْني بنِزاعٍ وهَربْ... أخلَفَتِ العَهدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ وقذَفَتْني بين عيصٍ مؤتَشَبْ... وهُنَّ شرُّ غالبٍ لمَن غلَبْ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ ذلك: وهُنَّ شرُّ غالبٍ لمَن غلَبْ، فشكا إليه امرأتَه وما صنَعَتْ به، وأنَّها عندَ رَجُلٍ منهم يُقالُ له: مُطرِّفُ بنُ بُهصُلٍ، فكتَبَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إلى مُطرِّفٍ، انظُرِ امرأةَ هذا مُعاذةَ، فادفَعْها إليه، فأتاه كتابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُرِئَ عليه، فقال لها: يا مُعاذةُ، هذا كِتابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيكِ، فأنا دافعُكِ إليه، قالتْ: خُذْ لي عليه العَهدَ والميثاقَ وذِمَّةَ نبيِّه: لا يعاقِبُني فيما صنَعْتُ، فأخَذَ لها ذاك عليه، ودفَعَها مُطرِّفٌ إليه، فأنشَأَ يقولُ: لَعمرُكَ ما حُبِّي مُعاذةَ بالذي... يُغيِّرُه الواشي ولا قِدَمُ العَهدِ ولا سُوءُ ما جاءَتْ به إذ أزالَها... غُواةُ الرِّجالِ، إذ يُناجونَها بَعدي
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : الأعشى المازني | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 6886
التصنيف الموضوعي: نكاح - النشوز شعر - استماع النبي للشعر وإنشاده في المسجد شعر - الرخصة في الشعر ما لم يكن شركا أو هجاء مسلم
| أحاديث مشابهة

57 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم لَبِثَ عَشْرَ سِنينَ يَتْبَعُ الحاجَّ في مَنازِلِهم في المَوسِمِ وبِمِجَنَّةَ وبعُكاظَ، وبمَنازِلِهم بمِنًى يقولُ: مَن يُؤْويني؟ مَن يَنصُرُني؟ حتى أُبَلِّغَ رِسالاتِ ربِّي وله الجَنَّةُ؟ فلا يَجِدُ أحَدًا يَنصُرُهُ ويُؤْويه، حتى إنَّ الرَّجُلَ يَرْحَلُ مِن مُضَرَ، أو مِن اليَمَنِ، إلى ذي رَحِمِه، فيَأْتيه قَومُه، فيَقولون: احْذَرْ غُلامَ قُرَيشٍ لا يَفتِنُكَ، ويَمشي بَينَ رِحالِهم يَدعوهم إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ يُشيرون إليه بالأصابِعِ، حتى بَعَثَنا اللهُ عَزَّ وجَلَّ له مِن يَثرِبَ ، فيَأتيه الرَّجُلُ فيُؤمِنُ به، فيُقرِئه القُرآنَ، فيَنقَلِبُ إلى أهلِهِ، فيُسلِمون بإسْلامِه، حتى لم يَبقَ دارٌ مِن دُورِ يَثرِبَ إلَّا فيها رَهْطٌ مِن المُسلِمين يُظهِرون الإسلامَ، ثُمَّ بَعَثَنا اللهُ عَزَّ وجَلَّ، فأْتَمَرْنا، واجتَمَعْنا سَبْعون رَجُلًا منَّا، فقُلْنا: حتى متى نَذَرُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يُطرَدُ في جِبالِ مكَّةَ، ويَخافُ، فرَحَلْنا حتى قَدِمْنا عليه في المَوسِمِ ، فواعَدْناه شِعْبَ العَقَبةِ، فقال عَمُّه العبَّاسُ: يا ابنَ أخي، إنِّي لا أدْري ما هؤلاء القَومُ الذين جاءوكَ؟ إنِّي ذو مَعْرِفةٍ بأهلِ يَثرِبَ ، فاجتَمَعْنا عِندَه مِن رَجُلٍ ورَجُلَينِ، فلمَّا نَظَرَ العبَّاسُ في وُجوهِنا، قال: هؤلاء قَومٌ لا أعْرِفُهم، هؤلاء أحْداثٌ، فقُلْنا: يا رسولَ اللهِ، عَلامَ نُبايِعُكَ؟ قال: تُبايِعوني على السَّمعِ والطاعةِ في النَّشاطِ والكَسَلِ، وعلى النَّفَقةِ في العُسْرِ واليُسْرِ، وعلى الأمْرِ بالمَعْروفِ، والنَّهْيِ عن المُنكَرِ، وعلى أنْ تَقولوا في اللهِ لا تَأخُذُكُم فيه لَومةُ لائِمٍ، وعلى أنْ تَنصُروني إذا قَدِمْتُ يَثرِبَ ، فتَمْنَعوني ممَّا تَمنَعون منه أنفُسَكُم وأزْواجَكُم وأبْناءكُم ولكم الجَنَّةُ، فقُمْنا نُبايِعُه، فأخَذَ بِيَدِه أسْعَدُ بنُ زُرارةَ، وهو أصغَرُ السَّبْعين، فقال: رُوَيدًا يا أهلَ يَثرِبَ ، إنَّا لم نَضرِبْ إليه أكْبادَ المَطيِّ إلَّا ونحن نَعلَمُ أنَّه رسولُ اللهِ، إنَّ إخْراجَه اليومَ مُفارَقةُ العَرَبِ كافَّةً، وقَتْلُ خيارِكُم، وأنْ تَعَضَّكُم السُّيوفُ ، فإمَّا أنتم قَومٌ تَصْبِرون على السُّيوفِ إذا مَسَّتْكُم، وعلى قَتْلِ خيارِكُم، وعلى مُفارَقةِ العَرَبِ كافَّةً، فخُذوه وأجْرُكُم على اللهِ، وإمَّا أنتُم قَومٌ تَخافون مِن أنفُسِكُم خيفةً فذَروه، فهو أعْذَرُ عِندَ اللهِ، قالوا: يا أسْعَدُ بنَ زُرارةَ أمِطْ عنَّا يَدَكَ، فواللهِ لا نَذَرُ هذه البَيعةَ ، ولا نَستَقيلُها، فقُمْنا إليه رَجُلًا رَجُلًا يَأخُذُ علينا بشُرْطةِ العبَّاسِ، ويُعْطينا على ذلك الجَنَّةَ.

58 - إنِّي لَجالِسٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ، إذ أَتاه تِسعةُ رَهطٍ، فقالوا: يا أبا عبَّاسٍ، إمَّا أنْ تَقومَ معنا، وإمَّا أنْ يُخلونا هؤلاء، قال: فقال ابنُ عبَّاسٍ: بل أَقومُ معكم، قال: وهو يَومَئذٍ صَحيحٌ، قبْلَ أنْ يَعمى، قال: فابتَدَؤوا فتحَدَّثوا، فلا نَدري ما قالوا، قال: فجاءَ يَنفُضُ ثَوبَه، ويَقولُ: أُفْ ، وتُفْ، وقَعوا في رَجُلٍ له عَشرٌ، وقَعوا في رَجُلٍ قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَأَبعَثنَّ رَجُلًا لا يُخزيه اللهُ أَبَدًا، يُحِبُّ اللهَ ورَسولَه. قال: فاستشرَفَ لها مَن استشرَفَ، قال: أين عليٌّ؟ قالوا: هو في الرَّحى يَطحَنُ، قال: وما كان أَحدُكم ليَطحَنَ؟ قال: فجاءَ وهو أَرمَدُ لا يَكادُ يُبصِرُ، قال: فنفَثَ في عَينَيْه، ثم هزَّ الرَّايةَ ثَلاثًا، فأَعطاها إيَّاه، فجاءَ بِصَفيَّةَ بنتِ حُيَيٍّ. قال: ثم بعَثَ فُلانًا بِسورَةِ التَّوبَةِ، فبعَثَ عليًّا خَلْفَه، فأخَذَها منه، قال: لا يَذهَبُ بها إلَّا رَجُلٌ مِنِّي، وأنا منه. قال: وقال لِبَني عَمِّه: أَيُّكم يواليني في الدُّنيا والآخِرَةِ؟ قال: وعليٌّ معه جالِسٌ، فأَبَوْا ، فقال عَليٌّ: أنا أواليكَ في الدُّنيا والآخِرَةِ، قال: أنت وَليِّي في الدُّنيا والآخِرَةِ. قال: فترَكَه، ثم أقبَلَ على رَجُلٍ منهم، فقال: أَيُّكم يواليني في الدُّنيا والآخِرَةِ؟ فأَبَوْا ، قال: فقال عليٌّ: أنا أواليكَ في الدُّنيا والآخِرَةِ. فقال: أنت وَليِّي في الدُّنيا والآخِرَةِ. قال: وكان أَوَّلَ مَن أسلَمَ مِن النَّاسِ بَعدَ خَديجةَ. قال: وأخَذَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَوبَه فوضَعَه على عليٍّ، وفاطِمَةَ، وحَسَنٍ، وحُسَينٍ، فقال: {إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] قال: وشَرى عليٌّ نَفْسَه، لبِسَ ثَوبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم نامَ مَكانَه، قال: وكان المُشرِكون يَرمون رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَ أبو بَكرٍ، وعليٌّ نائِمٌ، قال: وأبو بكرٍ يَحسَبُ أنَّه نَبيُّ اللهِ، قال: فقال: يا نَبيَّ اللهِ. قال: فقال له عليٌّ: إنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد انطلَقَ نَحوَ بِئرِ مَيمونٍ، فأَدرِكْه. قال: فانطلَقَ أبو بكرٍ، فدخَلَ معه الغارَ، قال: وجعَلَ علِيٌّ يُرمى بالحِجارَةِ كما كان يُرمى نَبيُّ اللهِ، وهو يتضَوَّرُ ، قد لفَّ رَأْسَه في الثَّوبِ، لا يُخرِجُه حتى أصبَحَ، ثم كشَفَ عن رَأْسِه، فقالوا: إنَّك لَلَئيمٌ، كان صاحِبُك نَرميه فلا يتضَوَّرُ ، وأنت تتضَوَّرُ، وقد استنكَرْنا ذلك. قال: وخرَجَ بالنَّاسِ في غَزوَةِ تَبوكَ، قال: فقال له عليٌّ: أَخرُجُ معك؟ قال: فقال له نَبيُّ اللهِ: لا. فبكى عليٌّ، فقال له: أمَا تَرضى أنْ تَكونَ مِنِّي بِمَنزِلةِ هارونَ مِن موسى، إلَّا أنَّك لستَ بِنَبيٍّ، إنَّه لا يَنبَغي أنْ أذهَبَ إلَّا وأنت خَليفَتي. قال: وقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنت وَليِّي في كُلِّ مُؤمِنٍ بَعْدي. وقال: وسدَّ أَبوابَ المَسجِدِ غَيرَ بابِ عليٍّ، فقال: فيَدخُلُ المَسجِدَ جُنُبًا، وهو طَريقُه ليس له طَريقٌ غَيرُه، قال: وقال: مَن كُنتُ مَولاه، فإنَّ مَولاه علِيٌّ. قال: وأخبَرَنا اللهُ عزَّ وجلَّ في القُرآنِ أنَّه قد رضِيَ عنهم؛ عن أصحابِ الشَّجرةِ، فعلِمَ ما في قُلوبِهم، هل حدَّثَنا أنَّه سخِطَ عليهم بَعْدُ؟ قال: وقال نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِعُمَرَ حين قال: ائذَنْ لي فَلأَضرِبْ عُنُقَه. قال: وكنتَ فاعِلًا؟ وما يُدريكَ؛ لَعَلَّ اللهَ قدِ اطَّلَعَ إلى أَهلِ بَدرٍ، فقال: اعمَلوا ما شِئتُم!

59 - عن عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، قال: حدَّثَني سَلْمانُ الفارِسيُّ حَديثَه مِن فيه، قال: كُنتُ رَجُلًا فارسِيًّا مِن أهْلِ أصْبَهانَ مِن أهْلِ قَرْيةٍ منها يُقالُ لها جَيُّ، وكان أبي دِهْقانَ قَرْيَتِه، وكُنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلم يَزَلْ به حُبُّه إيَّايَ حتى حَبَسَني في بَيتِه كما تُحبَسُ الجاريةُ، واجتَهَدْتُ في المَجوسيَّةِ حتى كُنتُ قَطِنَ النارِ الذي يُوقِدُها لا يَترُكُها تَخْبو ساعةً، قال: وكانَتْ لأبي ضَيْعةٌ عَظيمةٌ، قال: فشُغِلَ في بُنْيانٍ له يَومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلْتُ في بُنْيانٍ هذا اليومَ عن ضَيْعَتي، فاذْهَبْ فاطَّلِعْها، وأمَرَني فيها ببَعْضِ ما يُريدُ، فخَرَجْتُ أُريدُ ضَيْعَتَه، فمَرَرْتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائِسِ النَّصارى، فسَمِعتُ أصْواتَهُم فيها وهُم يُصَلُّون، وكُنتُ لا أدْري ما أمْرُ الناسِ لِحَبْسِ أبي إيَّايَ في بَيتِه، فلمَّا مَرَرتُ بهِم، وسَمِعتُ أصْواتَهم، دَخَلتُ عليهم أنظُرُ ما يَصنَعون، قال: فلمَّا رَأيتُهُم أعْجَبَني صَلاتُهُم، ورَغِبتُ في أمْرِهِم، وقُلتُ: هذا -واللهِ- خَيرٌ مِن الدِّينِ الذي نَحنُ عليه، فواللهِ ما تَرَكْتُهم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، وتَرَكْتُ ضَيْعةَ أبي ولم آتِها، فقُلتُ لهُم: أين أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ قال: ثُمَّ رَجَعتُ إلى أبي، وقد بَعَثَ في طَلَبي وشَغَلْتُه عن عَمَلِه كلِّه، قال: فلمَّا جِئْتُه، قال: أيْ بُنَيَّ، أين كُنتَ؟ ألم أكُنْ عَهِدتُ إليكَ ما عَهِدتُ؟ قال: قلتُ: يا أبَتِ، مَرَرتُ بناسٍ يُصَلُّون في كَنيسةٍ لهُم فأعْجَبَني ما رَأيتُ مِن دِينِهِم، فواللهِ ما زِلتُ عِندَهُم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، قال: أيْ بُنَيَّ، ليس في ذلك الدِّينِ خَيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائِكَ خَيرٌ منه! قال: قلتُ: كلَّا واللهِ إنَّه لخَيرٌ مِن دِينِنا، قال: فخافَني، فجَعَلَ في رِجْلي قَيْدًا، ثُمَّ حَبَسَني في بَيتِه، قال: وبَعَثتُ إلى النَّصارى فقُلتُ لهم: إذا قَدِمَ عليكم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى فأخْبِروني بهم، قال: فقَدِمَ عليهم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى، قال: فأخْبَروني بهم، قال: فقُلتُ لهُم: إذا قَضَوْا حَوائِجَهُم وأرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهِم فآذَنوني بهِم، قال: فلمَّا أرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهم أخْبَروني بهم، فألْقَيتُ الحَديدَ مِن رِجْلي، ثُمَّ خَرَجتُ معهم حتى قَدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قَدِمتُها، قُلتُ: مَن أفْضَلُ أهْلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكَنيسةِ، قال: فجِئْتُه، فقُلتُ: إنِّي قد رَغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحْبَبتُ أنْ أكونَ معَكَ أخْدِمُكَ في كَنيسَتِكَ، وأتَعَلَّمُ منكَ وأُصَلِّي معَكَ، قال: فادْخُلْ فدَخَلتُ معَه، قال: فكان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُهم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُهم فيها، فإذا جَمَعوا إليه منها أشْياءَ، اكْتَنَزَه لنَفْسِه، ولم يُعْطِه المَساكينَ، حتى جَمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهَبٍ ووَرِقٍ، قال: وأبغَضْتُه بُغْضًا شَديدًا لِما رَأيتُه يَصنَعُ، ثُمَّ ماتَ، فاجتَمَعَتْ إليه النَّصارى لِيَدْفِنوه، فقُلتُ لهم: إنَّ هذا كان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُكم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُكُم فيها، فإذا جِئْتُموه بها اكْتَنَزَها لنَفْسِه، ولم يُعْطِ المَساكينَ منها شَيئًا، قالوا: وما عِلْمُكَ بذلك؟ قال: قلتُ أنا أدُلُّكُم على كَنْزِه، قالوا: فدُلَّنا عليه، قال: فأرَيتُهُم مَوضِعَه، قال: فاسْتَخْرَجوا منه سَبْعَ قِلالٍ مَمْلوءةً ذَهَبًا ووَرِقًا، قال: فلمَّا رَأوْها قالوا: واللهِ لا نَدْفِنُه أبَدًا فصَلَبوه، ثُمَّ رَجَموه بالحِجارةِ، ثُمَّ جاؤوا برَجُلٍ آخَرَ، فجَعَلوه بمَكانِه، قال: يَقولُ سَلْمانُ: فما رَأيتُ رَجُلًا لا يُصلِّي الخَمْسَ، أرى أنَّه أفْضَلُ منه، أزْهَدُ في الدُّنْيا، ولا أرْغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدْأبُ ليلًا ونَهارًا منه، قال: فأحبَبْتُه حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَه، فأقَمْتُ معَه زَمانًا، ثُمَّ حَضَرَتْه الوَفاةُ، فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ معَكَ وأحْبَبْتُكَ حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَكَ، وقد حَضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ أحَدًا اليومَ على ما كُنتُ عليه، لقد هَلَكَ الناسُ وبَدَّلوا وتَرَكوا أكثَرَ ما كانوا عليه، إلَّا رَجُلًا بالمَوْصِلِ، وهو فُلانٌ، فهو على ما كُنتُ عليه، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ، لَحِقتُ بصاحِبِ المَوْصِلِ فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصاني عِندَ مَوتِه أنْ ألْحَقَ بكَ، وأخْبَرَني أنَّكَ على أمْرِه، قال: فقال لي: أقِمْ عِندي فأقَمتُ عِندَه، فوَجَدْتُه خَيرَ رَجُلٍ على أمْرِ صاحِبِه، فلم يَلبَثْ أنْ ماتَ، فلمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصى بي إليكَ، وأمَرَني باللُّحوقِ بكَ، وقد حَضَرَكَ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ رَجُلًا على مِثْلِ ما كُنَّا عليه إلَّا بِنَصِيبينَ، وهو فُلانٌ، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ نَصِيبينَ، فجِئْتُه فأخبَرْتُه خَبَري، وما أمَرَني به صاحِبي، قال: فأقِمْ عِندي، فأقَمْتُ عِندَه، فوَجَدْتُه على أمْرِ صاحِبَيْه، فأقَمْتُ مع خَيرِ رَجُلٍ، فواللهِ ما لَبِثَ أنْ نَزَلَ به الموتُ، فلمَّا حَضَرَ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا كان أوْصى بي إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما نَعلَمُ أحَدًا بَقِيَ على أمْرِنا آمُرُكَ أنْ تَأتيَه إلَّا رَجُلًا بِعَمُّوريَّةَ؛ فإنَّه على مِثْلِ ما نَحنُ عليه، فإنْ أحْبَبْتَ فأْتِه، قال: فإنَّه على أمْرِنا، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ، وأخْبَرْتُه خَبَري، فقال: أقِمْ عِندي، فأقَمْتُ مع رَجُلٍ على هَدْيِ أصحابِه وأمْرِهِم، قال: واكتَسَبْتُ حتى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيْمةٌ، قال: ثُمَّ نَزَلَ به أمْرُ اللهِ، فلمَّا حُضِرَ قُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ مع فُلانٍ، فأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، وأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تأْمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُه أصْبَحَ على ما كُنَّا عليه أحَدٌ مِن الناسِ آمُرُكَ أنْ تَأتيَه، ولكنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ هو مَبْعوثٌ بدِينِ إبْراهيمَ يَخرُجُ بأرْضِ العَرَبِ، مُهاجِرًا إلى أرضٍ بَينَ حرَّتَينِ بَينَهُما نَخْلٌ، به عَلاماتٌ لا تَخْفى: يَأكُلُ الهَديَّةَ ولا يَأكُلُ الصَّدَقةَ، بَينَ كَتِفَيْه خاتَمُ النُّبوَّةِ، فإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَلحَقَ بتلك البِلادِ فافْعَلْ، قال: ثُمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثْتُ بِعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أنْ أمكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بي نَفَرٌ مِن كَلْبٍ تُجَّارًا، فقُلتُ لهُم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ، وأُعْطيكُم بَقَراتي هذه وغُنَيْمَتي هذه؟ قالوا: نَعَمْ، فأعطَيْتُهُموها وحَمَلوني، حتى إذا قَدِموا بي واديَ القُرى ظَلَموني فباعوني مِن رَجُلٍ مِن يَهودَ عَبدًا، فكُنتُ عِندَه، ورَأيتُ النَّخلَ، ورَجَوْتُ أنْ تكونَ البَلَدَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، ولم يَحِقْ لي في نَفْسي، فبَينَما أنا عِندَه، قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِن المَدينةِ مِن بَني قُرَيْظةَ فابْتاعَني منه، فاحْتَمَلَني إلى المَدينةِ، فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها فعَرَفْتُها بصِفةِ صاحِبي، فأقَمْتُ بها وبَعَثَ اللهُ رسولَه، فأقامَ بمكَّةَ ما أقامَ لا أسْمَعُ له بذِكْرٍ مع ما أنا فيه مِن شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فواللهِ إنِّي لَفي رَأسِ عَذْقٍ لسَيِّدي أعْمَلُ فيه بَعضَ العَمَلِ، وسَيِّدي جالِسٌ، إذْ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتى وَقَفَ عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بَني قَيْلةَ، واللهِ إنَّهم الآنَ لَمُجتَمِعون بقُباءٍ على رَجُلٍ قَدِمَ عليهم مِن مكَّةَ اليومَ، يَزْعُمون أنَّه نَبيٌّ، قال: فلمَّا سَمِعْتُها أخَذَتْني العُرَواءُ، حتى ظَنَنتُ سأسْقُطُ على سيِّدي، قال: ونَزَلَتْ عن النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عمِّهِ ذلك: ماذا تقولُ؟ ماذا تقولُ؟ قال: فغَضِبَ سيِّدي فلَكَمَني لَكْمةً شَديدةً، ثُمَّ قال: ما لكَ ولهذا، أقْبِلْ على عَمَلِكَ، قال: قُلتُ: لا شَيءَ، إنَّما أرَدْتُ أنْ أسْتَثْبِتْه عمَّا قال، وقد كان عِندي شَيءٌ قد جَمَعْتُه، فلمَّا أمْسَيتُ أخَذْتُه ثُمَّ ذَهَبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقُلتُ له: إنَّه قد بَلَغَني أنَّكَ رَجُلٌ صالِحٌ، ومعَكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجَةٍ، وهذا شَيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرَأيْتُكُم أحَقَّ به مِن غَيرِكُم، قال: فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: كُلوا، وأمْسَكَ يَدَه فلم يَأكُلْ، قال: فقُلتُ في نفْسي: هذه واحِدةٌ، ثُمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شَيئًا، وتَحَوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إلى المَدينةِ، ثُمَّ جِئْتُه به، فقُلتُ: إنِّي رَأيتُكَ لا تَأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمْتُكَ بها، قال: فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ منها، وأمَرَ أصحابَه فأكَلوا معَه، قال: فقُلتُ في نَفْسي: هاتانِ اثْنَتانِ، قال: ثُمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو ببَقيعِ الغَرْقَدِ، قال: وقد تَبِعَ جِنازةً مِن أصحابِه، عليه شَمْلَتانِ له، وهو جالِسٌ في أصحابِه، فسَلَّمتُ عليه، ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أنظُرُ إلى ظَهْرِه، هل أرَى الخاتَمَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي؟ فلمَّا رَآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ استَدْبَرْتُه، عَرَفَ أنِّي أسْتَثْبِتُ في شَيءٍ وُصِفَ لي، قال: فألْقى رِداءَه عن ظَهْرِه، فنَظَرْتُ إلى الخاتَمِ فعَرَفْتُه، فانْكَبَبْتُ عليه أُقَبِّلُه وأبْكي، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: تَحَوَّلْ، فتَحَوَّلتُ، فقَصَصْتُ عليه حَديثي كما حَدَّثتُكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، قال: فأُعجِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلك أصحابُه، ثُمَّ شَغَلَ سَلْمانَ الرِّقُّ حتى فاتَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بَدْرٌ، وأُحُدٌ، قال: ثُمَّ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كاتِبْ يا سَلْمانُ، فكاتَبْتُ صاحِبي على ثَلاثِ مِئةِ نَخلةٍ، أُحْييها له بالفَقيرِ، وبأرْبَعينَ أُوقيَّةً، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: أعِينوا أخاكُم، فأعانوني بالنَّخلِ: الرَّجُلُ بثَلاثينَ وَدِيَّةً، والرَّجُلُ بعِشْرينَ، والرَّجُلُ بخَمْسَ عَشْرةَ، والرَّجُلُ بعَشْرٍ؛ يَعْني: الرَّجُلُ بقَدْرِ ما عِندَه، حتى اجتَمَعَتْ لي ثلاثُ مِئةِ وَدِيَّةٍ، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: اذْهَبْ يا سَلْمانُ ففَقِّرْ لها، فإذا فَرَغْتُ فأْتِني أكونُ أنا أضَعُها بِيَدي، قال: ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصْحابي، حتى إذا فَرَغتُ منها جِئْتُه فأخبَرْتُه، فخَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ معي إليها، فجَعَلْنا نُقَرِّبُ له الوَديَّ ويَضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بِيَدِه، فوالذي نَفْسُ سَلْمانَ بِيَدِه، ما ماتَتْ منها وَدِيَّةٌ واحِدةٌ، فأدَّيتُ النَّخلَ، وبَقِيَ علَيَّ المالُ، فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بمِثْلِ بَيْضةِ الدَّجاجةِ مِن ذَهَبٍ مِن بَعضِ المَغازي، فقال: ما فَعَلَ الفارِسيُّ المُكاتَبُ؟ قال: فدُعِيتُ له، فقال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلْمانُ، فقُلتُ: وأين تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ؟ قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ سيُؤَدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذْتُها فوَزَنْتُ لهُم منها، والذي نَفْسُ سلَمْانَ بِيَدِه، أربَعينَ أُوقِيَّةً، فأوْفَيْتُهم حَقَّهُم، وعَتَقْتُ! فشَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ الخَندَقَ، ثُمَّ لم يَفُتْني معَه مَشهَدٌ.

60 - خرَجْنا في حُجَّاجِ قَوْمِنا مِن المشرِكِينَ، وقد صلَّيْنا وفَقِهْنا، ومعنا البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ، كبيرُنا وسيِّدُنا، فلمَّا توجَّهْنا لسفَرِنا وخرَجْنا مِن المدينةِ، قال البَرَاءُ لنا: يا هؤلاء، إنِّي قد رأَيتُ واللهِ رأيًا، وإنِّي واللهِ ما أدري توافِقوني عليه أم لا، قال: قُلْنا له: وما ذاكَ؟ قال: قد رأَيتُ ألَّا أدَعَ هذه البَنِيَّةَ منِّي بظَهْرٍ -يَعنِي الكعبةَ- وأنْ أصلِّيَ إليها، قال: فقُلْنا: واللهِ، ما بلَغَنا أنَّ نبيَّنا يُصلِّي إلَّا إلى الشامِ، وما نُرِيدُ أنْ نخالِفَهُ، فقال: إنِّي أصلِّي إليها، قال: فقُلْنا له: لكنَّا لا نَفعَلُ، فكنَّا إذا حضَرَتِ الصلاةُ، صلَّيْنا إلى الشامِ، وصلَّى إلى الكعبةِ، حتى قَدِمْنا مكَّةَ، قال أخي: وقد كنَّا عِبْنَا عليه ما صنَعَ، وأبَى إلا الإقامةَ عليه، فلمَّا قَدِمْنا مكَّةَ، قال: يا بنَ أخي، انطلِقْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاسأَلْهُ عمَّا صنَعْتُ في سفَري هذا؛ فإنَّه واللهِ قد وقَعَ في نفسي منه شيءٌ لِمَا رأَيْتُ مِن خلافِكم إيَّايَ فيه، قال: فخرَجْنا نَسألُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكنَّا لا نَعرِفُهُ، لم نرَهُ قبْلَ ذلك، فلَقِيَنا رجُلٌ مِن أهلِ مكَّةَ، فسأَلْناه عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: هل تَعرِفانِهِ؟ قال: قُلْنا: لا، قال: فهل تَعرِفانِ العبَّاسَ بنَ عبدِ المطَّلِبِ عمَّهُ؟ قُلْنا: نَعمْ، قال: وكنَّا نَعرِفُ العبَّاسَ، كان لا يَزالُ يَقدَمُ علينا تاجرًا، قال: فإذا دخَلْتُما المسجِدَ، فهو الرَّجُلُ الجالسُ مع العبَّاسِ، قال: فدخَلْنا المسجِدَ، فإذا العبَّاسُ جالسٌ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معه جالسٌ، فسلَّمْنا، ثمَّ جلَسْنا إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للعبَّاسِ: هل تَعرِفُ هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يا أبا الفضلِ؟ قال: نَعمْ، هذا البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ سيِّدُ قَوْمِهِ، وهذا كعبُ بنُ مالكٍ، قال: فواللهِ، ما أنسَى قولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الشاعرُ؟ قال: نَعمْ، قال: فقال البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ: يا نبيَّ اللهِ، إنِّي خرَجْتُ في سفَري هذا، وهدَاني اللهُ للإسلامِ، فرأَيْتُ ألَّا أَجعَلَ هذه البَنِيَّةَ منِّي بظَهْرٍ، فصلَّيْتُ إليها، وقد خالَفَني أصحابي في ذلك، حتى وقَعَ في نفسي مِن ذلك شيءٌ، فماذا تَرى يا رسولَ اللهِ؟ قال: لقد كنتَ على قِبْلةٍ لو صبَرْتَ عليها! قال: فرجَعَ البَرَاءُ إلى قِبْلةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فصلَّى معنا إلى الشامِ، قال: وأهلُهُ يَزعُمُون أنَّه صلَّى إلى الكعبةِ حتى مات، وليس ذلك كما قالوا، نحن أعلَمُ به منهم، قال: وخرَجْنا إلى الحجِّ، فواعَدَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العقَبةَ مِن أوسَطِ أيَّامِ التشريقِ، فلمَّا فرَغْنا مِن الحجِّ، وكانت الليلةُ التي وعَدَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومعنا عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ حرامٍ أبو جابرٍ، سيِّدٌ مِن سادتِنا، وكنَّا نَكتُمُ مَن معنا مِن قَوْمِنا مِن المشرِكِينَ أَمْرَنا، فكلَّمْناه، وقُلْنا له: يا أبا جابرٍ، إنَّك سيِّدٌ مِن سادتِنا، وشريفٌ مِن أشرافِنا، وإنَّا نَرغَبُ بك عمَّا أنت فيه؛ أنْ تكونَ حطَبًا للنارِ غدًا، ثمَّ دعَوْتُهُ إلى الإسلامِ، وأخبَرْتُهُ بميعادِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسلَمَ وشَهِدَ معنا العقَبةَ، وكان نَقِيبًا، قال: فنِمْنا تلك الليلةَ مع قَوْمِنا في رِحالِنا، حتى إذا مضَى ثُلُثُ الليلِ، خرَجْنا مِن رِحالِنا لميعادِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، نَتسلَّلُ مُستَخْفِينَ تَسلُّلَ القَطَا، حتى اجتمَعْنا في الشِّعْبِ عند العقَبةِ، ونحن سبعون رجُلًا، ومعنا امرأتانِ مِن نسائِهم: نُسَيبةُ بنتُ كَعْبٍ، أمُّ عُمَارةَ، إحدى نساءِ بني مازنِ بنِ النجَّارِ، وأسماءُ بنتُ عمرِو بنِ عَدِيِّ بنِ ثابتٍ، إحدى نساءِ بني سَلِمةَ، وهي أمُّ مَنِيعٍ، قال: فاجتمَعْنا بالشِّعْبِ نَنتظِرُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتى جاءنا ومعه يومئذٍ عمُّهُ العبَّاسُ بنُ عبدِ المطَّلِبِ، وهو يومئذٍ على دِينِ قومِهِ، إلَّا أنَّه أحَبَّ أنْ يَحضُرَ أمرَ ابنِ أخيه، ويَتوثَّقَ له، فلمَّا جلَسْنا، كان العبَّاسُ بنُ عبدِ المطَّلِبِ أوَّلَ متكلِّمٍ، فقال: يا مَعشَرَ الخَزْرجِ -قال: وكانت العرَبُ ممَّا يُسَمُّون هذا الحيَّ مِن الأنصارِ الخَزْرجَ؛ أَوْسَها وخَزْرَجَها- إنَّ محمَّدًا منَّا حيث قد عَلِمْتُم، وقد منَعْناه مِن قَوْمِنا ممَّن هو على مِثلِ رَأْيِنا فيه، وهو في عِزٍّ مِن قَوْمِهِ، ومنَعةٍ في بلَدِهِ، قال: فقُلْنا: قد سَمِعْنا ما قلتَ، فتكلَّمْ يا رسولَ اللهِ، فخُذْ لنفسِكَ ولرَبِّكَ ما أحبَبْتَ، قال: فتكلَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتلَا ودعَا إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، ورغَّبَ في الإسلامِ، قال: أبايِعُكم على أن تَمنَعوني ممَّا تَمنَعون منه نِساءَكم وأبناءَكم، قال: فأخَذَ البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ بيدِهِ، ثمَّ قال: نَعمْ والذي بعَثَكَ بالحقِّ، لَنَمنَعَنَّكَ ممَّا نَمنَعُ منه أُزُرَنا ، فبايِعْنا يا رسولَ اللهِ؛ فنَحْنُ أهلُ الحروبِ، وأهلُ الحلَقةِ، وَرِثْناها كابرًا عن كابرٍ ، قال: فاعترَضَ القولَ -والبَرَاءُ يُكلِّمُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أبو الهَيْثمِ بنُ التَّيِّهانِ حليفُ بني عبدِ الأشهَلِ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ بَيْننا وبَيْنَ الرِّجالِ حِبالًا، وإنَّا قاطِعُوها -يَعنِي العهودَ- فهل عسَيْتَ إنْ نحن فعَلْنا ذلك، ثمَّ أظهَرَكَ اللهُ أن تَرجِعَ إلى قَوْمِكَ وتدَعَنا؟ قال: فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قال: بل الدَّمُ الدَّمُ، والهَدْمُ الهَدْمُ، أنا منكم، وأنتم مِنِّي، أُحارِبُ مَن حارَبْتُم، وأُسالِمُ مَن سالَمْتُم، وقد قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أخرِجُوا إلَيَّ منكم اثنَيْ عشَرَ نَقِيبًا يكونون على قَوْمِهم، فأخرَجُوا منهم اثنَيْ عشَرَ نَقِيبًا، منهم تِسعةٌ مِن الخَزْرجِ، وثلاثةٌ مِن الأَوْسِ. وأمَّا مَعبَدُ بنُ كَعْبٍ، فحدَّثَني في حديثِهِ، عن أخيه، عن أبيه كَعْبِ بنِ مالكٍ قال: كان أوَّلَ مَن ضرَبَ على يدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ، ثمَّ تتابَعَ القومُ، فلمَّا بايَعْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، صرَخَ الشيطانُ مِن رأسِ العقَبةِ بأبعَدِ صوتٍ سَمِعْتُهُ قطُّ: يا أهلَ الجَبَاجِبُ -والجَبَاجِبُ: المَنازِلُ- هل لكم في مُذمَّمٍ والصُّبَاةِ معه؟ قد أجمَعُوا على حَرْبِكم -قال عليٌّ، يَعنِي ابنَ إسحاقَ: ما يقولُ عدوُّ اللهِ: محمَّدٌ- فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا أزَبُّ العقَبةِ ، هذا ابنُ أزيَبَ، اسمَعْ أيْ عدوَّ اللهِ، أمَا واللهِ، لَأفرُغَنَّ لك، ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارفَعُوا إلى رِحالِكم، قال: فقال له العبَّاسُ بنُ عُبادةَ بنِ نَضْلةَ: والذي بعَثَكَ بالحقِّ، لئنْ شِئْتَ لَنُمِيلَنَّ على أهلِ مِنًى غدًا بأسيافِنا، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لم أُؤمَرْ بذلك، قال: فرجَعْنا فنِمْنا حتى أصبَحْنا، فلمَّا أصبَحْنا، غدَتْ علينا جِلَّةُ قُرَيشٍ حتى جاؤُونا في مَنازِلِنا، فقالوا: يا مَعشَرَ الخَزْرجِ، إنَّه قد بلَغَنا أنَّكم قد جِئْتُم إلى صاحبِنا هذا تَستخرِجونه مِن بَيْنِ أظهُرِنا، وتبايِعُونه على حَرْبِنا، واللهِ، إنَّه ما مِن العرَبِ أحدٌ أبغَضَ إلينا أنْ تَنشَبَ الحربُ بَيْننا وبَيْنه منكم، قال: فانبعَثَ مَن هنالك مِن مشرِكِي قَوْمِنا، يَحلِفون لهم باللهِ ما كان مِن هذا شيءٌ، وما عَلِمْناه، وقد صدَقُوا؛ لم يَعلَموا ما كان منَّا، قال: فبعضُنا يَنظُرُ إلى بعضٍ، قال: وقام القومُ، وفيهم الحارثُ بنُ هشامِ بنِ المغيرةِ المَخْزوميُّ، وعليه نَعْلانِ جديدانِ، قال: فقلتُ كلمةً كأنِّي أُرِيدُ أن أُشرِكَ القومَ بها فيما قالوا: ما تَستطيعُ يا أبا جابرٍ وأنت سيِّدٌ مِن سادتِنا أنْ تتَّخِذَ نَعْلَيْنِ مِثلَ نَعْلَيْ هذا الفتى مِن قُرَيشٍ، فسَمِعَها الحارثُ، فخلَعَهما، ثمَّ رمَى بهما إلَيَّ، فقال: واللهِ، لَتَنتعِلَنَّهما، قال: يقولُ أبو جابرٍ: أَحْفَظْتَ -واللهِ- الفتَى، فاردُدْ عليه نَعْلَيْهِ، قال: فقلتُ: واللهِ، لا أرُدُّهما، فَأْلٌ واللهِ صالحٌ، واللهِ، لئنْ صدَقَ الفَأْلُ، لَأسلُبَنَّهُ.
 

1 - "فهي عَلَيَّ ومثلُها معها هي له" وليس فيه ذِكْرُ العمُّ صِنْوُ الأبِ.
خلاصة حكم المحدث : لم يصرح ابن إسحاق بالسماع
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 14/39 التخريج : أخرجه الدارقطني (2/123) مطولاً واللفظ له، وأخرجه مسلم (983) مطولاً باختلاف يسير، وأخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم بعد حديث (1468) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: زكاة - تعجيل الزكاة مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - العباس بن عبد المطلب
|أصول الحديث

خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 324 التخريج : أخرجه من طرق أحمد (324) واللفظ له، وابن ابي عاصم في ((الديات)) (ص66)، والحاكم (2856) أوله في أثناء حديث.
التصنيف الموضوعي: فرائض ومواريث - تعليم الفرائض فرائض ومواريث - ما يرث النساء من الولاء فرائض ومواريث - من يرث بالولاء فرائض ومواريث - الولاء هل يورث أو يورث به

3 - لا يُقادُ والدٌ مِن ولدٍ، وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يَرِثُ المالَ مَن يَرِثُ الولاءَ .
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 147 التخريج : أخرجه من طرق أحمد (147) واللفظ له، وابن ابي عاصم في ((الديات)) (ص66)، والحاكم (2856) أوله في أثناء حديث.
التصنيف الموضوعي: ديات وقصاص - ما لا قود فيه فرائض ومواريث - من يرث بالولاء ديات وقصاص - لا يقتل الوالد بالولد فرائض ومواريث - الولاء هل يورث أو يورث به

4 - قتَلَ رجُلٌ ابنَه عمدًا، فرُفِع إلى عُمَرَ بنِ الخطَّابِ، فجعَلَ عليه مئةً مِن الإبلِ: ثلاثينَ حِقَّةً، وثلاثينَ جَذَعَةً، وأربعينَ ثَنِيَّةً ، وقال: لا يَرِثُ القاتلُ، ولولا أنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا يُقتَلُ والدٌ بولدِه، لَقتَلتُك.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 346 التخريج : أخرجه من طرق الترمذي (1400)، وابن ماجه (2662) المرفوع منه باختلاف يسير، وأحمد (346) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: ديات وقصاص - قتل المؤمن ديات وقصاص - ما لا قود فيه ديات وقصاص - مقدار الدية ديات وقصاص - أجناس مال الدية وأسنان إبلها ديات وقصاص - لا يقتل الوالد بالولد
|أصول الحديث

5 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا غَزا أو سافَرَ فأَدرَكَه الليلُ قال: يا أرضُ ربِّي وربُّكِ اللهُ، أَعوذُ باللهِ من شَرِّكِ، وشَرِّ ما خُلِقَ فيكِ ، وشَرِّ ما فيكِ، وشَرِّ ما دَبَّ عليكِ ، أَعوذُ باللهِ من شَرِّ ساكنِ البلدِ، ومن شَرِّ والدٍ وما ولَدَ، ومن شَرِّ أسَدٍ وأَسودَ، وحَيَّةٍ وعَقربٍ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12249 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (7862)، وأحمد (12249) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - أذكار المسافر استعاذة - التعوذات النبوية
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

6 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا غَزا أو سافَرَ، فأدْرَكَه اللَّيلُ قال: يا أرضُ رَبّي ورَبُّكِ اللهُ، أعوذُ باللهِ من شَرِّكِ، وشَرِّ ما فيكِ، وشَرِّ ما خُلِقَ فيكِ ، وشَرِّ ما دَبَّ عليكِ ، أعوذُ باللهِ من شَرِّ كُلِّ أسَدٍ وأسوَدَ، وحَيَّةٍ، وعَقْرَبٍ، ومن شَرِّ ساكِنِ البَلَدِ، ومن شَرِّ والِدٍ وما وَلَدَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 6161 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (7862)، وأحمد (6161) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - أذكار المسافر استعاذة - التعوذات النبوية
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

7 - بَيْنا نحن صُفوفًا خلْفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الظهْرِ أوِ العَصرِ، إذ رَأيْناهُ يَتناوَلُ شَيئًا بينَ يَدَيْه، وهو في الصَّلاةِ لِيأخُذَه، ثُم تَناوَلَه لِيأخُذَه، ثُم حيلَ بَينَه وبَينَه، ثُم تأخَّرَ وتأخَّرْنا، ثُم تأخَّرَ الثانيةَ وتأخَّرْنا، فلمَّا سلَّمَ قال أُبَيُّ بنُ كَعبٍ: يا رسولَ اللهِ، رَأيْناكَ اليومَ تَصنَعُ في صَلاتِكَ شيئًا لم تكنْ تَصنَعُه، قال: إنَّه عُرِضَتْ عليَّ الجَنَّةُ بما فيها منَ الزَّهرةِ، فتَناوَلْتُ قِطفًا من عِنبِها لآتيَكم به، ولو أخَذْتُه لأكَلَ منه مَن بينَ السماءِ والأرضِ ولا يَتنقَّصونَه، فحيلَ بَيْني وبينَه، وعُرِضَتْ عليَّ النارُ، فلمَّا وجَدْتُ حَرَّ شُعاعِها تأخَّرْتُ، وأكثرُ مَن رأيْتُ فيها النِّساءُ اللاتي إنِ اؤْتُمِنَّ أفشَيْنَ، وإنْ سأَلْنَ أحفَيْنَ، قال زَكريَّا بنُ عَديٍّ: ألحَفْنَ، وإنْ أُعْطينَ لم يَشكُرْنَ، ورَأيْتُ فيها لُحَيَّ بنَ عَمرٍو يَجُرُّ قُصْبَه، وأشْبَهُ مَن رَأيْتُ به مَعبَدُ بنُ أكْثَمَ، قال مَعبَدٌ: أيْ رسولَ اللهِ، يُخْشى عليَّ مِن شَبَهِه؛ فإنَّه والدٌ؟ قال: لا، أنتَ مُؤمِنٌ وهو كافرٌ، وهو أوَّلُ مَن جمَعَ العرَبَ على الأصنامِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 21250 التخريج : أخرجه أحمد (21250) واللفظ له، وعبد بن حميد (1034)
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة جنة - طعام أهل الجنة وشرابهم جهنم - صفة جهنم وعظمها جهنم - من أكثر أهل النار نكاح - كفران العشير
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

8 - بَينَما نحن مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في صُفوفِنا في الصلاةِ، صلاةِ الظُّهرِ، أو العَصرِ، فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يَتناوَلُ شَيئًا، ثُمَّ تَأخَّرَ فتَأخَّرَ النَّاسُ، فلمَّا قَضى الصلاةَ قال له أُبَيُّ بنُ كَعبٍ: شَيئًا صَنَعْتَه في الصلاةِ لم تَكُنْ تَصنَعُه؟ قال: عُرِضَتْ عليَّ الجَنَّةُ بما فيها مِن الزَّهْرةِ والنَّضْرةِ، فتَناوَلتُ منها قِطْفًا مِن عِنَبٍ لِآتِيَكُم به، فحِيلَ بَيْني وبَيْنَه، ولو أتيتُكُم به لَأكَلَ منه مَنْ بَينَ السماءِ والأرضِ، لا يُنقصونَه شَيئًا، ثُمَّ عُرِضَتْ عليَّ النَّارُ، فلمَّا وَجَدتُ سَفْعَها تأخَّرْتُ عنها، وأكْثَرُ مَن رَأيتُ فيها النساءُ اللَّاتي إنِ اؤتُمِنَّ أَفشَيْنَ، وإنْ يُسألْنَ بَخِلْنَ، وإنْ يَسألْنَ أَلحَفْنَ -قال حُسَينٌ: وإنْ أُعْطينَ لم يَشْكُرنَ- ورَأيتُ فيها لُحَيَّ بنَ عَمرٍو يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ، وأشْبَهُ مَن رَأيتُ به مَعْبَدُ بنُ أَكْثَمَ الكَعْبيُّ، قال مَعبَدٌ: يا رسولَ اللهِ، أيُخْشى عليَّ مِن شَبَهِه وهو والِدٌ؟ فقال: لا، أنتَ مُؤمِنٌ، وهو كافِرٌ، قال حُسَينٌ: وكان أوَّلَ مَن حَمَلَ العربَ على عِبادةِ الأوثانِ ، قال حُسينٌ: تأخَّرتُ عنها ولولا ذلك لَغَشيَتكُم.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 14800 التخريج : أخرجه أحمد (14800) واللفظ له، وعبد بن حميد (1034)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (6125)
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة جنة - طعام أهل الجنة وشرابهم جهنم - صفة جهنم وعظمها جهنم - من أكثر أهل النار نكاح - كفران العشير
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

9 - عن رجل، من الطفاوة، قال: نزَلتُ على أبي هُرَيرةَ، قال: ولم أُدرِكْ مِن صَحابةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلًا أشَدَّ تَشميرًا، ولا أقوَمَ على ضَيفٍ منه، فبَينَما أنا عِندَه، وهو على سَريرٍ له، وأسفَلَ منه جاريةٌ له سَوداءُ، ومعه كيسٌ فيه حَصًى ونَوًى، يَقولُ: سبحانَ اللهِ سبحانَ اللهِ، حتى إذا أنفَدَ ما في الكيسِ ألقاه إليها، فجمَعتْهُ فجعَلَتْهُ في الكيسِ، ثم دفَعتْهُ إليه، فقال لي: ألَا أُحدِّثُكَ عنِّي، وعن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قلتُ: بلى. قال: فإنِّي بَينَما أنا أُوعَكُ في مَسجِدِ المدينةِ إذْ دخَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَسجِدَ، فقال: مَن أحَسَّ الفتى الدَّوسيَّ؟ مَن أحَسَّ الفتى الدَّوسيَّ؟ فقال له قائلٌ: هو ذاك يُوعَكُ في جانِبِ المِسجِدِ حيث تَرى يا رسولَ اللهِ. فجاءَ فوضَعَ يَدَه علَيَّ وقال لي مَعروفًا، فقمتُ، فانطلَقَ حتى قامَ في مَقامِهِ الذي يُصلِّي فيه، ومعه يَومَئذٍ صفَّانِ مِن رجالٍ، وصَفٌّ مِن نِساءٍ -أو صفَّانِ مِن نِساءٍ، وصَفٌّ مِن رجالٍ- فأقبَلَ عليهم، فقال: إنْ نَسَّاني الشَّيطانُ شَيئًا مِن صَلاتي فليُسَبِّحِ القَومُ، وليُصَفِّقِ النِّساءُ، فصلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولم يَنْسَ مِن صلاتِهِ شَيئًا، فلمَّا سلَّمَ أقبَلَ عليهم بوَجْهِهِ، فقال: مَجالِسَكم، هل فيكم رَجُلٌ إذا أتى أهلَهُ أغلَقَ بابَه وأرخى سِترَهُ، ثم يَخرُجُ فيُحَدِّثُ فيَقولُ: فعَلتُ بأهلي كذا، وفعَلتُ بأهلي كذا؟ فسكَتوا فأقبَلَ على النِّساءِ، فقال: هل مِنكُنَّ مَن تُحَدِّثُ؟ فجَثَتْ فتاةٌ كَعابٌ على إحدى رُكبَتَيْها، وتطاوَلَتْ ليَراها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَسمَعَ كلامَها، فقالتْ: إيْ واللهِ إنَّهم ليُحَدِّثون، وإنَّهُنَّ ليُحَدِّثْنَ. قال: هل تَدرون ما مَثَلُ مَن فعَلَ ذلك؟ إنَّ مَثَلَ مَن فعَلَ ذلك مَثَلُ شَيطانٍ وشَيطانةٍ لقيَ أحدُهما صاحِبَهُ بالسِّكَّةِ، قَضى حاجَتَهُ منها والنَّاسُ يَنظُرون إليه. ثم قال: ألَا لا يُفضيَنَّ رَجُلٌ إلى رَجُلٍ ، ولا امرأةٌ إلى امرأةٍ، إلَّا إلى وَلَدٍ أو والِدٍ. قال: وذكَرَ ثالثةً، فنَسيتُها.  ألَا إنَّ طيبَ الرِّجالِ ما وُجِدَ ريحُهُ، ولم يَظهَرْ لَونُهُ، ألَا إنَّ طيبَ النِّساءِ ما ظهَرَ لَونُهُ ولم يوجَدْ ريحُهُ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف ولبعض قطع هذا الحديث طرق وشواهد تقويه
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 10977 التخريج : أخرجه أبو داود (2174) باختلاف يسير، والترمذي (2787) مختصراً، وأحمد (10977) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - أبو هريرة نكاح - تحريم إفشاء سر المرأة أدعية وأذكار - فضل التحميد والتسبيح والدعاء بر وصلة - إكرام الزائر صلاة - ما يفعل من نابه شيء في صلاته
|أصول الحديث

10 - لَمَّا كان يومُ بَدْرٍ، قال: نظَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أصحابِه وهم ثلاثُ مِئةٍ ونيِّفٌ، ونظَرَ إلى المشرِكينَ فإذا هم ألفٌ وزيادةٌ، فاستقبَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القِبلةَ، ثمَّ مَدَّ يدَيْه، وعليه رِداؤُه وإزارُه، ثمَّ قال: اللهمَّ أين ما وعَدتَني؟ اللهمَّ أنجِزْ ما وعَدتَني، اللهمَّ إنْ تَهلِكْ هذه العِصابةُ مِن أهلِ الإسلامِ فلا تُعبَدُ في الأرضِ أبدًا!، قال: فما زالَ يَستغيثُ ربَّه، ويدْعوه حتى سقَطَ رِداؤُه، فأتاهُ أبو بَكْرٍ فأخَذَ رِداءَه [فرَدَّاهُ، ثمَّ الْتزَمَه مِن ورائِه، ثمَّ قال: يا نبيَّ اللهِ، كذاك مُناشَدَتُك ربَّك؛ فإنَّه سيُنجِزُ لك ما وعَدَك]. وأنزَلَ اللهُ تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]. فلمَّا كان يومئذٍ، والْتَقَوْا فهزَمَ اللهُ المشرِكينَ، فقُتِل منهم سبعونَ رجُلًا، وأُسِرَ منهم سبعونَ رجُلًا، فاستشارَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبا بَكْرٍ وعليًّا وعمرَ، فقال أبو بَكْرٍ: يا نبيَّ اللهِ، هؤلاء بنو العمِّ والعَشيرةُ والإخوانُ، فإنِّي أرى أنْ تأخُذَ منهم الفِداءَ، فيكونُ ما أخَذْنا منهم قوَّةً لنا على الكفَّارِ، وعسى اللهُ أنْ يَهدِيَهم فيكونونَ لنا عَضُدًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما تَرى يا ابْنَ الخطَّابِ؟، فقال: قلتُ: واللهِ ما أرى ما رأَى أبو بَكْرٍ، ولكنِّي أرى أنْ تُمَكِّنَنِي مِن فلانٍ -قريبٍ لعمرَ- فأضرِبَ عُنُقَه، وتُمكِّنَ عليًّا مِن عَقِيلٍ فيَضرِبَ عنُقَه، وتُمكِّنَ حمزةَ مِن فلانٍ أخيهِ فيضرِبَ عنُقَه؛ حتى يَعلَمَ اللهُ أنَّه ليس في قلوبِنا هَوادةٌ للمشرِكينَ، هؤلاء صناديدُهم وأئمَّتُهم وقادتُهم، فهَوِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قال أبو بَكْرٍ، ولم يَهْوَ ما قلتُ، فأخَذَ منهم الفِداءَ. فلمَّا كان مِن الغدِ، قال عُمَرُ: غَدَوْتُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فإذا هو قاعدٌ وأبو بَكْرٍ، وإذا هما يَبكيانِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أخبِرْني ماذا يُبكِيكَ أنت وصاحبُك؟ فإنْ وجَدتُ بُكاءً بكَيتُ، وإن لم أجِدْ بكاءً تباكَيتُ لبُكائِكما، قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الذي عَرَضَ عليَّ أصحابُك مِن الفِداءِ، ولقد عُرِض عليَّ عذابُكم أدْنى مِن هذه الشجرةِ -لشجرةٍ قريبةٍ- وأنزَلَ اللهُ تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أنْ يَكُونَ لَهُ أسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 67] إلى قولِه: {لَمَسَّكُمْ فِيمَا أخَذْتُمْ} [الأنفال: 68] مِن الفِداءِ، ثمَّ أُحِلَّ لهم الغنائمُ. فلمَّا كان يومُ أُحُدٍ مِن العامِ المُقبِلِ عُوقِبوا بما صنَعوا يومَ بدرٍ مِن أخذِهم الفِداءَ، فقُتِل منهم سبعونَ، وفَرَّ أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُه، وهُشِمَتِ البَيْضَةُ على رأسِه ، وسالَ الدمُ على وجهِه، فأنزَلَ اللهُ: {أَوَلَمَّا أصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} [آل عمران: 165]، إلى قولِه: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165] بأخذِكم الفِداءَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 221 التخريج : أخرجه مسلم (1763)، والترمذي (3081)، وأحمد (221) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - رفع اليدين في الدعاء تفسير آيات - سورة الأنفال قرآن - أسباب النزول مغازي - غزوة بدر مغازي - شهود الملائكة وقتالها يوم بدر
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

11 - إنَّ أبغَضَ الرِّجالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، الألَدُّ الخَصِمُ .
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 25704 التخريج : أخرجه البخاري (2457)، ومسلم (2668)
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - الألد الخصم مظالم - الخصومة في الباطل مظالم - الفجور في الخصومة آداب عامة - الأخلاق المذمومة إيمان - أعمال تنافي الإيمان
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 - "العبَّاسُ عمُّ رسولِ اللهِ، وإنَّ عمَّ الرجُلِ صِنْوُ أبيه، أو مِن صِنْوِ أبيه".
خلاصة حكم المحدث : هذه أصح الروايات
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 14/40 التخريج : أخرجه مسلم (983)، وأبو داود (1623)، وأحمد (8284) مطولاً، والترمذي (3761) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم آداب عامة - توقير العلماء وذوي المكانة والفضل مناقب وفضائل - العباس بن عبد المطلب مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين

13 - أنَّه سُئِلَ عن الرَّجُلِ يَجمَعُ بَينَ المرأةِ وبَينَ خالَةِ أبيها، والمرأةِ وخالَةِ أُمِّها، أو بَينَ المرأةِ وعَمَّةِ أبيها، أو المرأةِ وعَمَّةِ أُمِّها، فقال: قال قَبيصَةُ بنُ ذُؤَيْبٍ: سمِعتُ أبا هُرَيرةَ يَقولُ: نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُجمَعَ بَينَ المرأةِ وخالَتِها، وبَينَ المرأةِ وعَمَّتِها، فنرى خالَةَ أُمِّها، أو عَمَّةَ أُمِّها بتلكَ المَنزِلةِ، وإنْ كان مِن الرَّضاعِ يَكونُ في ذلك بتلكَ المَنزِلةِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 9834 التخريج : أخرجه البخاري (5109)، ومسلم (1408)، وأبو داود (2066)، والترمذي (1126)، والنسائي (3288)، وأحمد (9834) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: رضاع - يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب نكاح - الجمع بين المرأة وأختها أو عمتها ... نكاح - المحرمات من النساء اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

14 - عن الحَسَنِ بنِ هادِيَةَ قال: لَقِيتُ ابنَ عُمَرَ، قال إسحاقُ: فقال لي: ممَّن أنتَ؟ قُلتُ: من أهْلِ عُمانَ، قال: من أهْلِ عُمانَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قال: أفَلا أُحدِّثُك ما سَمِعتُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قُلتُ: بَلى، فقال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: إنِّي لَأعلَمُ أرضًا يُقال لها: عُمانُ، يَنضَحُ بجانِبِها -وقال إسحاقُ: بناحِيَتِها- البَحْرُ، الحَجَّةُ منها أفضَلُ من حَجَّتَينِ من غَيرِها.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 4853 التخريج : أخرجه أحمد (4853) واللفظ له، والحارث في ((المسند)) (361)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (2292)
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - فضائل أهل عمان حج - فضل الحج والعمرة حج - فضل الحج ووجوبه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

15 - أنَّ ابنةَ حمزةَ تبِعَتْهم تُنادي: يا عمِّ، يا عمِّ، فتَناوَلها عليٌّ فأخَذ بيَدِها، وقال لفاطمةَ: دونَكِ ابنةَ عمِّكِ فحَوِّليها، فاختَصَم فيها عليٌّ، وزَيدٌ، وجَعفَرٌ، فقال عليٌّ: أنا أخَذْتُها وهي ابنةُ عمِّي، وقال جَعفَرٌ: ابنةُ عمِّي وخالتُها تَحْتي، وقال زَيدٌ: ابنةُ أخي، فقَضى بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لخالتِها، وقال: الخالةُ بمنزِلةِ الأُمِّ، ثُم قال لعليٍّ: أنتَ منِّي، وأنا منكَ، وقال لجَعفَرٍ: أَشبَهْتَ خَلْقي وخُلُقي، وقال لزَيدٍ: أنتَ أَخونا ومَوْلانا، فقال له عليٌّ: يا رسولَ اللهِ، ألَا تَزوَّجُ ابنةَ حمزةَ؟ فقال: إنَّها ابنةُ أخي منَ الرَّضاعةِ.

16 -  إنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ، قال: كذَّبَني عَبدي، ولم يَكن له لِيُكَذِّبَني، وشتَمَني عبدي، ولم يَكن له شَتْمي؛ فأمَّا تكذيبُه إيَّاي فيقولُ: لن يُعيدَني كالذي بدَأَني، وليس آخِرُ الخَلْقِ بأَهْوَنَ علَيَّ أنْ أُعيدَه مِن أوَّلِه، فقد كذَّبَني إنْ قالَها، وأمَّا شَتْمُه إيَّاي فيقولُ: اتخَذَ اللهُ ولدًا، أنا اللهُ أَحَدٌ الصمَدُ لَم أَلِدْ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 8610 التخريج : أخرجه البخاري (4975)، والنسائي (2078)، وأحمد (8610) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: إيمان - أعمال تنافي الإيمان إيمان - الشرك ظلم عظيم إيمان - كلام الله مظالم - الشرك أكبر المظالم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - مَرَّ بي عَمِّي الحارثُ بنُ عمرٍو، ومعه لِواءٌ قد عَقَدَه له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلتُ له: أيْ عَمِّ، أين بَعَثَكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: بَعَثَني إلى رَجُلٍ تَزوَّجَ امرأةَ أبيه، فأمَرَني أنْ أضرِبَ عُنُقَه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18579 التخريج : أخرجه الترمذي (1362) بنحوه، والنسائي (3331)، وابن ماجه (2607) باختلاف يسير، وأحمد (18579) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جهاد - الرايات والألوية حدود - إقامة الحد على الشريف والوضيع حدود - حد من أتى ذات محرم نكاح - المحرمات من النساء اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته
|أصول الحديث

18 - لما خرَجْنا من مكَّةَ اتَّبَعتْنا ابنةُ حمزةَ تُنادي: يا عمِّ، يا عمِّ. قال: فتَناوَلْتُها بيَدِها، فدفَعْتُها إلى فاطمةَ، فقُلتُ: دونَكِ ابنةَ عمِّكِ. قال: فلمَّا قدِمْنا المدينةَ اختَصَمْنا فيها أنا وجَعفَرٌ وزَيدُ بنُ حارثةَ، فقال جَعفَرٌ: ابنةُ عمِّي وخالتُها عِنْدي -يعني أسماءَ بنتَ عُمَيسٍ- وقال زَيدٌ: ابنةُ أخي. وقُلتُ: أنا أخَذْتُها وهي ابنةُ عمِّي. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَّا أنتَ يا جَعفَرُ، فأشبَهْتَ خَلْقي وخُلُقي، وأمَّا أنتَ يا عليُّ، فمِنِّي وأنا منكَ، وأمَّا أنتَ يا زَيدُ، فأَخونا ومَوْلانا، والجاريةُ عندَ خالتِها؛ فإنَّ الخالةَ والدةٌ، قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألَا تَزَوَّجُها؟ قال: إنَّها ابنةُ أَخي منَ الرَّضاعةِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 770 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (8456)، وأحمد (770) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - قضايا حكم فيها النبي صلى الله عليه وسلم رضاع - تحريم ابنة الأخ من الرضاع مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين نكاح - حضانة الأبناء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

19 - [عن] رافِعُ بنُ خَدِيجٍ، قال: لَقِيَني عَمِّي ظُهَيرُ بنُ رافِعٍ، فقال: يا ابنَ أَخْي، قد نَهانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن أمْرٍ كان بنا رافِقًا. قال: فقلْتُ: ما هو يا عَمِّ؟ قال: نَهانا أنْ نُكْريَ مَحاقِلَنا -يعني: أَرْضَنا التي بِصِرارٍ-، قال: قلْتُ: أيْ عَمِّ، طاعةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحَقُّ. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بمَ تُكْروها؟ قال: بالجدولِ الرَّبِّ وبالأَصْواعِ مِنَ الشَّعيرِ. قال: فلا تَفْعَلوا، ازْرَعوها، أو أَزْرِعوها. قال: فبِعْنا أمْوالَنا بصِرارٍ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : ظهير بن رافع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17290 التخريج : أخرجه أحمد (17290) واللفظ له، وابن قانع في ((معجم الصحابة)) (2/57)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (1067)
التصنيف الموضوعي: مزارعة - فضل الزرع والغرس مزارعة - ما يكره من المزارعة اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته رقائق وزهد - الوصايا النافعة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

20 - خرَجَ رجُلٌ مِن طاحِيَةَ مُهاجِرًا، يُقالُ له: بَيْرَحُ بنُ أسدٍ، فقَدِم المدينةَ بعدَ وفاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأيَّامٍ، فرآهُ عُمَرُ، فعَلِم أنَّه غريبٌ، فقال له: مَن أنت؟ قال: مِن أهلِ عُمَانَ. قال: مِن أهلِ عُمانَ؟ قال: نَعَم. قال: فأخَذَ بيدِه فأدخَلَه على أبي بَكْرٍ رضِي اللهُ عنه، فقال: هذا مِن أهلِ الأرضِ التي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنِّي لَأَعلَمُ أرضًا يُقالُ لها: عُمانُ، يَنضَحُ بناحيتِها البحرُ، بها حيٌّ مِن العربِ لو أتاهُم رسولي ما رمَوْهُ بسهمٍ ولا حجرٍ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 308 التخريج : أخرجه أحمد (308) واللفظ له، والحارث في ((المسند)) (1038)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (1270)
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - خيار الناس مناقب وفضائل - فضائل أهل عمان مناقب وفضائل - فضائل العرب جهاد - الهجرة من دار العدو إلى دار الإسلام مناقب وفضائل - فضائل أماكن متعددة من الأرض وما ورد ذمه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

21 - يَحرُمُ منَ الرَّضاعِ ما يَحرُمُ منَ النسَبِ، من خالٍ، أو عمٍّ، أو ابنِ أخٍ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 24712 التخريج : أخرجه النسائي (3302)، وابن ماجه (1937) مختصراً، ومسلم (1445) مطولاً، وأحمد (24712) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: رضاع - تحريم ابنة الأخ من الرضاع رضاع - يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

22 - عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ الأسْودِ، عن أبيه، قال: دَخَلتُ على ابنِ مَسعودٍ أنا وعَمِّي بالهاجِرةِ، قال: فأقامَ الصَّلاةَ، فقُمْنا خَلْفَه، قال: فأخَذَني بيَدٍ وأخَذَ عَمِّي بيَدٍ، قال: ثُمَّ قَدَّمَنا، حتى جَعَلَ كلَّ رَجُلٍ منَّا على ناحيَةٍ، ثُمَّ قال: هكذا كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَفعَلُ إذا كانوا ثلاثةً.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 4311 التخريج : أخرجه مسلم (534)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (618) مطولاً بنحوه، وأحمد (4311) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: صلاة الجماعة والإمامة - الصفوف خلف الإمام
|أصول الحديث

23 - ما بيْن ناحيَتَيْ حَوْضي كما بيْن صَنْعاءَ والمدينةِ، أو مَثَلُ ما بيْن المدينةِ وعَمَّانَ -شكَّ هِشامٌ-.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 13294 التخريج : أخرجه ابن ماجه (4304) باختلاف يسير، وأخرجه مسلم (2303) مختصراً
التصنيف الموضوعي: أنبياء - خصائص وفضائل قيامة - الحوض آداب عامة - ضرب الأمثال إيمان - الوعد فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - جاءَني عَمِّي عامِرٌ، فقال: أعطِني سِلاحَكَ. قال: فأعطَيتُهُ، قال: فجِئتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أبْغِني سِلاحَكَ. قال: أين سِلاحُكَ؟ قال: قُلتُ: أعطَيتُهُ عَمِّي عامِرًا. قال: ما أجِدُ شَبَهَكَ إلَّا الذي قال: هَبْ لي أخًا أحَبَّ إليَّ مِن نَفْسي. قال: فأعطاني قَوْسَهُ، ومَجانَّهُ، وثَلاثةَ أسْهُمٍ مِن كِنانَتِهِ .
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16544 التخريج : أخرجه أحمد (16544) واللفظ له، والطبراني (7/34) (6300)
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - فضل من جهز غازيا بر وصلة - أحب للناس ما تحب لنفسك جهاد - الترغيب في إعانة المجاهدين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

25 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى أنْ يُجمَعَ بَينَ العَمَّةِ، والخالةِ، وبَينَ العَمَّتَيْنِ، والخالَتَيْنِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 1878 التخريج : أخرجه أبو داود (2067) باختلاف يسير، والترمذي (1125) بنحوه، وأحمد (1878) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: نكاح - الجمع بين المرأة وأختها أو عمتها ... نكاح - المحرمات من النساء نكاح - ما يحل من النساء وما يحرم اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

26 - مَثَلُ ما بيْنَ ناحيَتَيْ حَوْضي، مَثَلُ ما بيْنَ صَنْعاءَ والمدينةِ، أو مَثَلُ ما بيْنَ المدينةِ وعَمَّانَ -قال عبدُ الوهَّابِ: شَكَّ هِشامٌ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 13261 التخريج : أخرجه ابن ماجه (4304) باختلاف يسير، وأخرجه مسلم (2303) مختصراً
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات قيامة - الحوض آداب عامة - ضرب الأمثال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

27 - عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي عَمْرةَ، عن عَمِّه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَجمَعوا بيْنَ اسْمي وكُنْيَتي.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : رجال من الصحابة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23081 التخريج : أخرجه أحمد (23081)، وابن أبي شيبة (26448)، والروياني في ((المسند)) (1497)
التصنيف الموضوعي: أسماء - التسمي باسم النبي أسماء - التكني أسماء - إباحة التسمي بأسماء الأنبياء
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

28 - لَيَعلَمَنَّ عَمِّي أنِّي نفَعتُه يَومَ القِيامةِ، إنَّه لَفي ضحضاحٍ مِن نارٍ يَنتَعِلُ بنَعلَيْنِ مِن نارٍ، يَغلي منهما دِماغُه.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] يحيى بن عبيد الله متروك، وأبوه لا يعرف
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 15/354 التخريج : أخرجه هناد في ((الزهد)) (307)
التصنيف الموضوعي: جهنم - أهون أهل النار عذابا جهنم - بيان من أشد الناس عذابا ومن أخفهم جهنم - شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أبي طالب جهنم - صفة جهنم وعظمها جهنم - صفة عذاب أهل النار
|أصول الحديث

29 - لَقيَني عَمِّي ومعه رايةٌ، فقُلتُ: أين تُريدُ؟ فقال: بَعَثَني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى رَجُلٍ تَزوَّجَ امرأةَ أبيه، فأمَرَني أنْ أقتُلَه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18626 التخريج : أخرجه أبو داود (4457)، والنسائي (3332) بنحوه، وأحمد (18626) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جهاد - الرايات والألوية حدود - إقامة الحد على الشريف والوضيع حدود - حد من أتى ذات محرم نكاح - المحرمات من النساء اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته
|أصول الحديث

30 - رأَيْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذِي المَجازِ يدعو الناسَ، وخَلْفَهُ رجُلٌ أحوَلُ، يقولُ: لا يصُدَّنَّكم هذا عن دِينِ آلهتِكم، قلتُ: مَن هذا؟ قالوا: هذا عَمُّهُ أبو لَهَبٍ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : ربيعة بن عباد الديلي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16021 التخريج : أخرجه عبدالله بن أحمد في ((زوائد المسند)) (16021) واللفظ له، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (961)، والطبراني (5/61) (4584)
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام رقائق وزهد - الصبر على البلاء إيمان - تبليغ النبي الدعوة وعدم كتمانه شيئا من الوحي إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما صبر عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الله عز وجل
| شرح حديث مشابه