الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - إذا بلَغَ بنو الحَكَمِ ثلاثينَ رجُلًا، اتَّخذوا دِينَ اللهَ دَخَلًا ، وعِبادَ اللهِ خَوَلًا ، ومالَ اللهِ دُوَلًا.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/84
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات إمامة وخلافة - ذم الإمام الجائر مناقب وفضائل - بعض من ذمهم النبي وذم أفعالهم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

2 - مَن أسْرَجَ في مسجِدٍ مِن مساجِدِ اللهِ سِراجًا، لم تزَلِ الملائكةُ وحملَةُ العرشِ يَسْتغفِرونَ له، ما دامَ في ذلك المسجِدِ ضَوءٌ مِن ذلك السِّراجِ.

3 - لعَنَ اللهُ مَن بدَا بعْدَ هِجرةٍ -ثلاثَ مرَّاتٍ- إلَّا في فِتْنةٍ؛ فإنَّ البُدُوَّ خيرٌ مِن المقامِ في الفِتْنةِ.

4 - سأَلْنا رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن القِرَدةِ والخنازيرِ: أهُمْ مِن نسْلِ اليهودِ؟ فقال: لا، إنَّ اللهَ تَباركَ وتَعالى لم يلْعَنْ قومًا قطُّ، فمسَخَهم، فيكونُ لهم نَسْلٌ، ولكنْ هذا خلْقٌ كان، فلمَّا غضِبَ اللهُ على اليهودِ فمسَخَهم، جعَلَهم مِثْلَهم.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/163
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - اللعن إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام فتن - وقوع المسخ
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

5 - لعَن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المسوفةَ والمفسلةَ، فأما المسوفةُ، فالتي إذا أرادها زوجُها، قالتْ : سوفَ، الآنَ، وأما المفسلةُ، التي إذا أرادها زوجُها، قالتْ : إني حائضٌ، وليستْ بحائضٍ

6 - لمَّا أراد عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ الإسلامَ، دخَلَ على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأسلَمَ، وقال: أشهَدُ أنَّك رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أرسلَكَ بالهُدى ودِينِ الحقِّ، وأنَّ اليهودَ يَجِدونَك عندهم في التَّوراةِ مَنعوتًا. ثمَّ قال له: أرسِلْ إلى نَفَرٍ مِن اليهودِ؛ إلى فُلانٍ وفُلانٍ، فسمَّاهم له، وأخْبِئْني في بَيتٍ، فسَلْهم عنِّي وعن والدي، فإنَّهم يُخبِرونَك، وإنِّي سأخْرُجُ عليهم، فأشهَدُ أنَّك رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أرسلَكَ بالهُدى ودِينِ الحقِّ؛ لعلَّهم يُسلِمون، ففعَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك، فخَبَأَهُ في بَيتِه، وأرسَلَ إلى النَّفرِ الَّذين أمَرَهُ بهم، فدَعاهُم، فقال لهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ عندكم، وما كان والدُهُ؟ فقالوا: سيِّدُنا وابنُ سيِّدِنا، وعالِمُنا وابنُ عالِمِنا، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرأيتُمْ إنْ أسلَمَ تُسلِمون؟ قالوا: إنَّه لا يُسلِمُ، قال: أرأيتُمْ إنْ أسلَمَ؟ قالوا: لا يُسلِمُ، قال: أرأيتُمْ إنْ أسلَمَ؟ قالوا: لا يُسلِمُ أبدًا، فدعاهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فخرَجَ عليهم، ثمَّ قال: أشهَدُ أنَّك رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أرسلَكَ بالهُدى ودِينِ الحقِّ، وإنَّهم لَيَعلمونَ منك مِثْلَ ما أعلَمُ، قال: فقالتِ اليهودُ لعبْدِ اللهِ: ما كُنَّا نَخْشاك يا عبدَ اللهِ على هذا، قال: فخَرَجوا مِن عندِهِ، فأنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في ذلك: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأحقاف: 10].

7 - جاء يَهوديٌّ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: نِعْمَ الأُمَّةُ أُمَّتُك لولا أنَّهم يَعْدِلون، قال: وكيف يَعْدِلون؟ قال: يَقولونَ: لولا اللهُ وفلانٌ، قال: إنَّ اليهودَ لَتقولُ قولًا، فقولوا: ما شاء اللهُ، ثمَّ فلانٌ. وقال أيضًا: نِعْمَ الأُمَّةُ أُمَّتُك لولا أنَّهم يُشرِكون، قال: كيف يقولونَ؟ قال: يَحلِفونَ بحَقِّ فلانٍ وبحَياةِ فُلانٍ، قال: فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَحلِفوا إلَّا باللهِ.

8 - إني لقاعدٌ عندَ سعيدِ بنِ المسيِّبِ، قال بعضُ القومِ : يا أبا محمدٍ، إنَّ رجالًا، يقولونَ : قدَّر اللهُ كلَّ شيءٍ ما خلا الشرَّ قال : فواللهِ ما رأيتُ سعيدًا غضِب غضبًا قَطُّ مثلَ غضبٍ يومئذٍ، حتى هَمَّ بالقيامِ، ثم قال : فعَلوها ! وَيحَهم، لو يَعلَمونَ، أما واللهِ لقد سمِعتُ فيهِم حديثًا كفاهم به شرًّا، قال : قلتُ : وما ذاكَ يرحمُكَ اللهُ يا أبا محمدٍ ؟ قال : فنظَر إليَّ، وقد سكَن غضبُه عنه، قال : حدَّثني رافعُ بنُ خديجٍ : سمِعتُه، يقولُ : سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يقولُ : في أُمَّتي أقوامٌ يكفُرونَ باللهِ وبالقدرِ، وهم لا يَشعُرونَ، كما كفَرَتِ اليهودُ والنصارى قال : قلتُ : جُعِلتُ فِداكَ يا رسولَ اللهِ، يقولونَ ماذا ؟ قال : يؤمِنونَ ببعضَ القدَرِ، ويكفُرونَ ببعضِ القدرِ. قلتُ : جُعِلتُ فِداكَ يا رسولَ اللهِ يقولونَ كيفَ ؟ قال : يقولونَ : الخيرُ منَ اللهِ، والشرُّ مِن إبليسَ، قال : وهم يَقرَؤونَ على ذلك كتابَ اللهِ، ويَكفُرونَ باللهِ وبالقرآنِ بعدَ الإيمانِ والمعرفةِ، فماذا تَلقى أمتي منهم منَ العداوةِ والبغضاءِ والجدالِ، أولئكَ زنادقةُ هذه الأمةِ، وفي زمانِهم يكونُ ظلمُ السلطانِ، فيا له مِن ظلمٍ وحيفٍ، وأثرةٍ، فيبعثُ اللهُ طاعونًا فيُفني عامتَهم، ثم يكونُ المسخُ، والخسفُ، وقليلٌ مَن ينجو منه، المؤمنُ يومئذٍ قليلٌ فرحُه، شديدٌ غمُّه، ثم يكونُ المسخُ، يمسخُ اللهُ عامةَ أولئكَ قردةً وخنازيرَ، ثم بَكى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حتى بكَينا لبكائِه، فقيل : ما هذا البُكاءُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : رحمةً لهم الأشقياءُ لأنَّ فيهمُ المجتهدَ، وفيهمُ المتعبدَ، مع إنهم ليسوا بأولِ مَن سبَق إلى هذا القولِ وضاق به ذرعًا، إنَّ عامةَ مَن هلَك مِن بني إسرائيلَ به هلَك. وقيل : يا رسولَ اللهِ ما الإيمانُ بالقدَرِ ؟ قال : أن تؤمِنوا باللهِ وحدَه، وتَعلَموا أنه لا يملكُ معه أحدٌ ضرًّا، ولا نفعًا، وتؤمِنوا بالجنةِ والنارِ، وتَعلَموا أنَّ اللهَ خلَقَهما قبلَ خلقِ الخلقِ، ثم خلَق خلقَه، فجعَل مَن شاء مِنهم للجنةِ، ومَن شاء منهم للنارِ
خلاصة حكم المحدث : ضعيف لضعف داود بن المحبر
الراوي : رافع بن خديج | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/179
التصنيف الموضوعي: قدر - التشديد في الخوض بالقدر قدر - القدرية إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام فتن - وقوع المسخ
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

9 - أتى رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجلٌ مِن اليهودِ، يُقال له: بُستانِي اليهوديُّ، فقال: يا محمَّدُ، أخبِرْني عنِ النُّجومِ الَّتي رآها يُوسفُ عليه السَّلامُ ساجدةً له في أُفقِ السَّماءِ ؛ ما أسماؤها؟ فلم يُجِبْه نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومئذٍ بشَيءٍ، فأتاهُ جِبريلُ عليه السَّلامُ فأخبَرَه، فبعَثَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى بُستانِي اليهوديِّ، فقال له: أتُسْلِمُ أنتَ إنْ نبَّأْتُك بأسمائِها؟ ثمَّ قال: هي حُرْثان، والذَّيالُ، والطَّارقُ، والكتفانُ، وقابسٌ، ووثَّابٌ، وعمودان، والفليقُ، والمصبحُ، والضروحُ، وذا الفرعِ، قال: يقول بُستانِي: واللهِ إنَّها أسماؤها، قال: وقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لمَّا رآها يُوسفُ عليه السَّلامُ قصَّها على أبيهِ يعقوبَ، فقال له أبوهُ: هذا أمْرٌ مُتشتَّتٌ، فجمَعَه اللهُ مِن بعْدُ، قال: والشَّمسُ أبوهُ، والقمَرُ أُمُّه.

10 - زنَى رجُلٌ مِن أهلِ فدَكَ، فكتَبَ أهلُ فدَكَ إلى ناسٍ مِن اليهودِ بالمدينةِ: أنْ سَلُوا محمَّدًا عن ذلك، فإنْ أمَرَكم بالجلْدِ، فخُذوه عنه، وإنْ أمَرَكم بالرَّجمِ، فلا تأْخُذوه عنه، فسأَلوه عن ذلك، فقال: أرْسِلوا إليَّ أعلَمَ رجُلينِ فيكم، فجاؤوا برجُلٍ أعورَ يُقال له: ابنُ صُورِيَا، وآخرَ، فقال لهما النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنتما أعلَمُ مَن قِبَلَكما، فقالَا: قد نحَا قومُنا لذلك، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهما: أليس عِندكم التَّوراةُ فيها حُكْمُ اللهِ؟ قالَا: بلى، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فأنشُدُكَ بالَّذي فلَقَ البحرَ لِبَني إسرائيلَ، وظلَّلَ عليكم الغَمامَ، وأنْجاكُم مِن آلِ فِرعونَ ، وأنزَلَ المَنَّ والسَّلوى على بني إسرائيلَ، ما تَجِدونَ في التَّوراةِ مِن شأْنِ الرَّجمِ؟ فقال أحدُهما للآخرِ: ما نُشِدْتُ بمِثْلِه قَطُّ. ثمَّ قالا: نَجِدُ تَرْدادَ النَّظرِ زَنْيةً، فإذا شَهِدَ أربعةٌ أنَّهم رأَوْه يُبْدِئُ ويُعِيدُ، كما يَدخُلُ المِيلُ في المُكْحُلةِ ؛ فقد وجَبَ الرَّجمُ، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هو ذاك، فأمَرَ به فرُجِمَ، ونزَلَت: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} [المائدة: 42] الآيةَ.

11 - أتَيْنا عُثمانَ بنَ أبي العاصِ رضِيَ اللهُ عنه يومَ جُمعةٍ لِنَعرِضَ مُصْحفًا بمُصْحَفِه، فلمَّا حضَرَتِ الجُمعةُ أمَرَنَا، فاغْتَسَلْنا وتطيَّبْنا، ورُحْنا إلى الجُمعةِ، فجلَسْنا إلى رجُلٍ يُحدِّثُ، ثمَّ جاء عُثمانُ بنُ أبي العاصِ، فتحوَّلْنا إليه، فقال عُثمانُ: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: سيكونُ للمسلمينَ ثلاثةُ أمصارٍ: مِصرٍ بمُلْتقى البحرينِ، ومِصرٍ بالجزيرةِ، ومِصرٍ بالشَّامِ، فيَفزَعُ النَّاسُ ثلاثَ فَزعاتٍ، فيَخرُجُ الدَّجَّالُ في أعراضِ جَيشٍ، فيَنهزِمُ مِن قِبَلِ المشرِقِ، فأوَّلُ مِصرٍ يَرِدُونَ المِصْرُ الَّذي بمُلْتقى البحرينِ، فيَصيرُ النَّاسُ ثلاثَ فِرَقٍ: فِرقةٍ تُقِيمُ وتقولُ: نُشامُّهُ ونَنظُرُ ما هو، وفِرقةٍ تَلحَقُ بالأعرابِ، وفِرقةٍ تَلحَقُ بالمِصْرِ الَّذي يَلِيهم، ومع الدَّجَّالِ سَبْعونَ ألْفًا عليهم السِّيجانُ، فأكثَرُ  تَبَعِه اليهودُ والنِّساءُ، ثمَّ يأتي المِصْرَ الَّذي يَلِيهم، فيَفترِقُ أهْلُه ثلاثَ فِرَقٍ: فرقةٍ تقولُ: نُشامُّهُ نَنظُرُ ما هو، وفِرقةٍ تَلْحَقُ بالأعرابِ، وفِرقةٍ تَلحَقُ بالمِصْرِ الَّذي يَلِيهم بغَربيِ الشَّامِ، ويَنحازُ المُسلمونَ إلى عَقَبةِ أَفِيقَ، فيَبْعثونَ سَرْحًا لهم، فيُصابُ سَرْحُهم، فيَشتَدُّ ذلك عليهم، أو تُصيبُهم مَجاعةٌ شَديدةٌ وجَهدٌ شَديدٌ، حتَّى إنَّ أحَدَهم لَيُحْرِقُ وَتَرَ قَوسِه فيَأْكُلُه، فبيْنما هم كذلك إذ نادى مُنادٍ مِن السَّحرِ: يا أيُّها النَّاسُ، أتاكمُ الغوثُ -ثلاثَ مرَّاتٍ-، فيقولُ بعضُهم لبعضٍ: إنَّ هذا لَصوتُ رجُلٍ شَبعانَ، فيَنزِلُ عيسى ابنُ مَريمَ عندَ صَلاةِ الفجْرِ، فيقولُ له أميرُ النَّاسِ: تقدَّمْ يا رُوحَ اللهِ فصَلِّ بِنا، فيقولُ: هذه الأُمَّةُ أُمَراءُ بعْضُهم على بعضٍ، تقدَّمْ أنت فصَلِّ بنا، فيَتقدَّمُ الأميرُ فيُصلِّي بهم، فإذا قَضى صَلاتَه أخَذَ عيسى ابنُ مريمَ حَرْبَتَه، فيَذهَبُ نحْوَ الدَّجَّالِ، فإذا رآهُ الدَّجَّالُ ذابَ كما يَذوبُ الرُّصاصُ، فيَضَعُ حَربَتَه بيْن ثُنْدوتِه ، فيَقتُلُه، ويَهزِمُ اللهُ أصحابَه، فليس شَيءٌ يُواري منهم أحدًا، حتَّى إنَّ الحجَرَ والشَّجرَ لَيقولونَ: يا مُؤمِنُ، هذا كافِرٌ.

12 - خطَبَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خُطبةً قبلَ وَفاتِه، وهي آخِرُ خُطبةٍ خطَبَها بالمدينةِ حتَّى لحِقَ باللهِ، فوعَظَنا فيها مَوعظةً ذرَفَتْ منها العُيونُ، ووَجِلَت منها القُلوبُ، واقشعَرَّتْ منها الجُلودُ، وتقلْقَلَتْ منها الأحشاءُ، أمَرَ بِلالًا فنادى: الصَّلاةُ جامعةٌ، قبلَ أنْ يتكلَّمَ، فاجتمَعَ النَّاسُ إليه، فارْتَقى المِنْبرَ، فقال: يا أيُّها النَّاسُ، ادْنُوا وأوسِعُوا لِمَن خلْفَكم، ثلاثَ مرَّاتٍ، فدنا النَّاسُ وانضَمَّ بعضُهم إلى بعضٍ، والْتَفتوا فلم يَرَوا أحدًا، ثمَّ قال: ادْنُوا وأوسِعوا لِمَن خلْفَكم، فدنا النَّاسُ وانضَمَّ بعضُهم لبعضٍ، والْتَفتوا فلم يَرَوا أحدًا. ثمَّ قال: ادْنُوا وأوسِعوا لِمَن خلْفَكم، فدَنَوا وانضَمَّ بعضُهم إلى بعضٍ، والْتَفتوا فلم يَرَوا أحدًا، فقام رجُلٌ فقال: لمَن نُوسِّعُ؛ للملائكةِ؟ قال: لا؛ إنَّهم إذا كانوا معكم لم يَكُونوا بين أيديكم ولا خلْفَكم، ولكنْ عن يَمينِكم وشَمائلِكم، فقال: ولِمَ لا يكونونَ بيْن أيدينا ولا خلْفَنا؟ أهمْ أفضَلُ منَّا؟ قال: بلْ أنتُمْ أفضلُ مِن الملائكةِ. اجلِسْ فجلَسَ. ثمَّ خطَبَ، فقال: الحمدُ للهِ، أحمَدُه، ونَستعينُه، ونَستغفِرُه، ونُؤْمِنُ به، ونَتوكَّلُ عليه، ونَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبْدُه ورسولُه، ونعوذُ باللهِ مِن شُرورِ أنفُسِنا وسيِّئاتِ أعمالِنا. مَن يَهْدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هاديَ له. أيُّها النَّاسُ، إنَّه كائنٌ في هذه الأُمَّةِ ثلاثونَ كذَّابًا، أوَّلُهم صاحِبُ اليَمامةِ ، وصاحبُ صَنعاءَ. أيُّها النَّاسُ، إنَّه مَن لقِيَ اللهَ وهو يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ مُخلِصًا؛ دخَلَ الجنَّةَ. فقام عليُّ بنُ أبي طالبٍ فقال: بأبي وأُمِّي يا رسولَ اللهِ، كيف يُخلِصُ بها لا يَخلِطُ معها غيرَها؟ بيِّنْ لنا حتَّى نَعرِفَه. فقال: حِرصًا على الدُّنيا، وجمْعًا لها مِن غيرِ حِلِّها، ورضًا بها، وأقوامٌ يقولون أقاويلَ الأخيارِ، ويَعمَلون عمَلَ الفُجَّارِ، فمَن لقِيَ اللهَ وليس فيه شَيءٌ مِن هذه الخِصالِ بقولِه: لا إلهَ إلَّا اللهُ؛ دخَلَ الجنَّةَ، ومَنِ اختارَ الدُّنيا على الآخرةِ فله النَّارُ، ومَن تَولَّى خُصومةَ قومٍ ظَلمةٍ، أو أعانَهم عليها؛ نزَلَ به مَلَكُ الموتِ يُبشِّرُه بلَعنةٍ ونارٍ خالدًا فيها، وبئْسَ المصيرُ، ومَن خَفَّ لِسُلطانٍ جائرٍ في حاجةٍ، فهو قَرينُه في النَّارِ، ومَن دَلَّ سُلطانًا على جَورٍ، قُرِنَ مع هامانَ في النَّارِ، وكان هو وذلك السُّلطانُ مِن أشدِّ النَّاسِ عَذابًا. ومَن عظَّمَ صاحبَ دُنْيا ومدَحَه طمَعًا في دُنياه، سَخِطَ اللهُ عليه، وكان في دَرجةِ قارونَ في أسفلِ جهنَّمَ. ومَن بنى بِناءً رِياءً وسُمعةً، حُمِّلَه يومَ القيامةِ مع سبْعِ أرضينَ، يُطَوَّقُه نارًا تُوقَدُ في عُنُقِه، ثمَّ يُرْمَى به في النَّارِ. فقيل: وكيف يَبْني بِناءً رِياءً وسُمعةً؟ فقال: يَبْني فضْلًا عمَّا يَكْفِيه، ويَبْنيه مُباهاةً . ومَن ظلَمَ أجيرًا أُجرةً حَبِطَ عمَلُه، وحُرِّمَ عليه رِيحُ الجنَّةِ، ورِيحُها يُوجَدُ مِن مسيرةِ خمسِ مئةِ عامٍ. ومَن خان جارَه شِبرًا مِن الأرضِ، طُوِّقَه يومَ القيامةِ إلى سبْعِ أرضينَ نارًا حتَّى تُدْخِلَه جهنَّمَ. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ، ثمَّ نسِيَه مُتعمِّدًا، لقِيَ اللهَ مَجذومًا مَعلولًا، وسلَّطَ اللهُ عليه بكلِّ آيةٍ حيَّةً تَنهَشُه في النَّارِ. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ، فلم يَعمَلْ به، وآثَرَ عليه حُطامَ الدُّنيا وزينَتَها؛ استوجَبَ سَخَطَ اللهِ، وكان في دَرجةِ اليهودِ والنَّصارى الَّذين نَبَذوا كِتابَ اللهِ وراءَ ظُهورِهم، واشْتَروا به ثمنًا قليلًا. ومَن نكَحَ امرأةً في دُبُرِها، أو رجُلًا، أو صَبيًّا؛ حُشِرَ يومَ القيامةِ وهو أنتَنُ مِن الجِيفةِ ، يتأَذَّى به النَّاسُ حتَّى يَدخُلَ جهنَّمَ، وأحبَطَ اللهُ أجْرَه، ولا يقبَلُ منه صَرْفًا ولا عدلًا ، ويدخُلُ في تابوتٍ مِن نارٍ، وتُسلَّطُ عليه مَساميرُ مِن حديدٍ، حتَّى تَسلُكَ تلك المساميرُ في جَوفِه، فلو وُضِعَ عِرْقٌ مِن عُروقِه على أربعِ مئةِ أُمَّةٍ لَماتوا جميعًا، وهو مِن أشدِّ أهلِ النَّارِ عذابًا يومَ القيامةِ. ومَن زنَى بامرأةٍ مُسلمةٍ أو غيرِ مُسلمةٍ، حُرَّةٍ أو أمَةٍ؛ فُتِحَ عليه في قبْرِه ثلاثُ مئةِ ألفِ بابٍ مِن النَّارِ، يَخرُجُ عليه منها حيَّاتٌ وعقارِبُ وشُهُبٌ مِن النَّارِ، فهو يُعَذَّبُ إلى يومِ القيامةِ بتلك النَّارِ مع ما يَلْقى مِن تلك الحيَّاتِ والعقاربِ، ويُبْعَثُ يومَ القيامةِ يتأَذَّى النَّاسُ بنَتنِ فرْجِه، ويُعْرَفُ بذلك حتَّى يدخُلَ النَّارَ، فيتأَذَّى به أهلُ النَّارِ مع ما هم فيه مِن العذابِ؛ لأنَّ اللهَ حرَّمَ المحارمَ، وليس أحدٌ أغيرَ مِن اللهِ، ومِن غَيْرتِه حرَّمَ الفواحشَ وحَدَّ الحُدودَ. ومَن اطَّلعَ إلى بَيتِ جارِه، فرأى عَورةَ رجُلٍ، أو شَعرَ امرأةٍ، أو شيئًا مِن جسَدِها؛ كان حقًّا على اللهِ أنْ يُدْخِلَه النَّارَ مع المُنافقينَ الَّذين كانوا يَتحيَّنونَ عَوراتِ النِّساءِ، ولا يَخرُجُ مِن الدُّنيا حتَّى يفْضَحَه اللهُ، ويُبْدِيَ للنَّاظرينَ عَورتَه يومَ القيامةِ. ومَن سَخِطَ رِزْقَه وبَثَّ شكواهُ، ولم يصبِرْ؛ لم يُرْفَعْ له إلى اللهِ حَسنةٌ، ولقِيَ اللهَ وهو عليه ساخطٌ. ومَن لبِسَ ثوبًا، فاختالَ في ثوبِه؛ خُسِفَ به مِن شفيرِ جهنَّمَ، يتجلجَلُ فيها ما دامتِ السَّمواتُ والأرضُ؛ لأنَّ قارونَ لَبِسَ حُلَّةً فاختالَ، فخُسِفَ به، فهو يَتجلجَلُ فيها إلى يومِ القيامةِ. ومَن نكَحَ امرأةً حلالًا بمالٍ حلالٍ، يُريدُ بذلك الفخرَ والرِّياءَ؛ لم يَزِدْه اللهُ بذلك إلَّا ذُلًّا وهوانًا، وأقامَه اللهُ بقدْرِ ما استمتَعَ منها على شَفيرِ جهنَّمَ، حتَّى يَهْويَ فيها سبعينَ خريفًا. ومَن ظلَمَ امرأةً مهْرَها فهو عند اللهِ زانٍ، ويقولُ اللهُ له يومَ القيامةِ: عبْدي زوَّجْتُك على عَهدي، فلم تُوفِ بعَهْدي! فيتَولَّى اللهُ طلَبَ حَقِّها، فيَستوعِبُ حَسناتِه كلَّها، فما تَفِي به، فيُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ومَن رجَعَ عن شَهادةٍ أو كتَمَها، أطعَمَه اللهُ لحْمَه على رُؤوسِ الخلائقِ، ويُدْخِلُه النَّارَ وهو يَلُوكُ لِسانَه. ومَن كانت له امرأتانِ، فلم يَعدِلْ بيْنهما في القسمِ مِن نَفْسِه ومالِه؛ جاء يومَ القيامةِ مَغلولًا مائلًا شِقُّه، حتَّى يدخُلَ النَّارَ. ومَن آذى جارَه مِن غيرِ حَقٍّ، حرَّمَ اللهُ عليه رِيحَ الجنَّةِ، ومأواهُ النَّارُ. ألَا وإنَّ اللهَ يسأَلُ الرَّجلَ عن جارِه كما يسأَلُه عن حَقِّ أهلِ بيتِه، فمَن ضيَّعَ حَقَّ جارِه فليس مِنَّا. ومَن أهان فقيرًا مُسلِمًا مِن أجْلِ فقْرِه، فاستخَفَّ به؛ فقدِ استخَفَّ بحَقِّ اللهِ، ولم يزَلْ في مَقْتِ اللهِ وسَخَطِه حتَّى يُرْضِيَه. ومَن أكرَمَ فقيرًا مُسلِمًا، لقِيَ اللهَ يومَ القيامةِ وهو يضحَكُ إليه. ومَن عُرِضَت له الدُّنيا والآخرةُ، فاختارَ الدُّنيا على الآخرةِ، لقِيَ اللهَ وليست له حَسنةٌ يَتَّقي بها النَّارَ، وإنِ اختارَ الآخرةَ على الدُّنيا، لقِيَ اللهَ وهو عنه راضٍ. ومَن قَدَرَ على امرأةٍ أو جاريةٍ حَرامًا، فترَكَها مَخافةً منه؛ أمَّنَه اللهُ مِن الفزَعِ الأكبرِ، وحرَّمَه على النَّارِ وأدخَلَه الجنَّةَ، وإنْ واقَعَها حَرامًا، حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ وأدخَلَه النَّارَ. ومَن كسَبَ مالًا حرامًا لم تُقْبَلْ له صَدقةٌ، ولا حجٌّ، ولا عُمرةٌ، وكتَبَ اللهُ له بقَدْرِ ذلك أوزارًا، وما بقِيَ عند موتِه كان زادَه إلى النَّارِ. ومَن أصاب مِن امرأةٍ نظْرةً حرامًا، ملَأَ اللهُ عينَيْه نارًا، ثمَّ أمَرَ به إلى النَّارِ، فإنْ غَضَّ بصَرَه عنها، أدخَلَ اللهُ في قلْبِه مَحبَّتَه ورحمَتَه، وأمَرَ به إلى الجنَّةِ. ومَن صافَحَ امرأةً حرامًا، جاء يومَ القيامةِ مَغلولةً يداهُ إلى عُنقِه، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ، وإنْ فاكَهَها، حُبِسَ بكلِّ كلمةٍ كلَّمَها في الدُّنيا ألْفَ عامٍ، والمرأةُ إذا طاوعَتِ الرَّجلَ حرامًا فالْتَزَمها، أو قبَّلَها، أو باشَرَها، أو فاكَهَها، أو واقَعَها؛ فعليها مِن الوِزْرِ مثْلُ ما على الرَّجلِ، فإنْ غلَبَها الرَّجلُ على نفْسِها، كان عليه وِزْرُه ووِزْرُها. ومَن غَشَّ مُسلمًا في بَيعٍ أو شِراءٍ فليس مِنَّا، ويُحْشَرُ يومَ القيامةِ مع اليهودِ؛ لأنَّهم أغَشُّ النَّاسِ للمُسلمينَ. ومَن منَعَ الماعونَ مِن جارِه إذا احتاج إليه، منَعَه اللهُ فضْلَه، ووكَلَه إلى نفْسِه. ومَن وكَلَه إلى نفْسِه هلَكَ آخرَ ما عليها، ولا يُقْبَلُ له عُذرٌ. وأيُّما امرأةٍ آذتْ زوجَها لم تُقْبَلْ صَلاتُها، ولا حَسنةٌ مِن عمَلِها حتَّى تُعْتِبَه وتُرْضِيَه، ولو صامتِ الدَّهرَ، وقامَتْه، وأعتقَتِ الرِّقابَ، وحُمِلَت على الجيادِ في سبيلِ اللهِ؛ لكانت أوَّلَ مَن يَرِدُ النَّارَ إذا لم تُرْضِه وتُعْتِبْه، وقال: وعلى الرَّجلِ مِثْلُ ذلك مِن الوِزْرِ والعذابِ إذا كان لها مُؤْذِيًا ظالمًا. ومَن لطَمَ خَدَّ مُسلمٍ لَطمةً، بدَّدَ اللهُ عِظامَه يومَ القيامةِ، ثمَّ تُسَلَّطُ عليه النَّارُ، ويُبْعَثُ حين يُبْعَثُ مَغلولًا حتَّى يَرِدَ النَّارَ. ومَن بات وفي قلْبِه غِشٌّ لأخيهِ المُسلمِ، بات وأصبَحَ في سَخَطِ اللهِ حتَّى يَتوبَ ويرجِعَ، فإنْ مات على ذلك مات على غيرِ الإسلامِ، ثمَّ قال: ألَا إنَّه مَن غشَّنا فليس مِنَّا، حتَّى قال ذلك ثلاثًا. ومَن يُعلِّقُ سَوطًا بيْن يديْ سُلطانٍ جائرٍ، جعَلَ له اللهُ حيَّةً طُولُها سبعونَ ألفَ ذِراعٍ، فتُسَلَّطُ عليه في نارِ جهنَّمَ خالدًا مُخلَّدًا. ومَنِ اغتابَ مُسلمًا، بطَلَ صَومُه ونقَضَ وُضوءَه، فإنْ مات وهو كذلك، مات كالمُستحِلِّ ما حرَّمَ اللهُ. ومَن مَشى بالنَّميمةِ بيْن اثنينِ، سلَّطَ اللهُ عليه في قبْرِه نارًا تُحرِقُه إلى يومِ القيامةِ، ثمَّ يُدْخِلُه النَّارَ. ومَن عفا عن أخيه المُسلمِ، وكظَمَ غَيظَه، أعطاهُ اللهُ أجْرَ شَهيدٍ. ومَن بَغَى على أخيه، وتطاوَلَ عليه، واستحقَرَه؛ حشَرَه اللهُ يومَ القيامةِ في صُورةِ الذَّرَّةِ، تطَؤُه العِبادُ بأقدامِهم، ثمَّ يدخُلُ النَّارَ، ولم يَزَلْ في سَخَطِ اللهِ حتَّى يموتَ. ومَن يَرُدَّ عن أخيه المُسلمِ غِيبةً سمِعَها تُذْكَرُ عنه في مَجلسٍ، رَدَّ اللهُ عنه ألفَ بابٍ مِن الشَّرِّ في الدُّنيا والآخرةِ، فإنْ هو لم يَرُدَّ عنه وأعجَبَه ما قالوا، كان عليه مِثْلُ وِزْرِهم. ومَن رمى مُحْصَنًا أو مُحصنَةً ، حبِطَ عمَلُه، وجُلِدَ يومَ القيامةِ سبعونَ ألفًا مِن بيْن يَديْهِ ومِن خلْفِه، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ومَن شرِبَ الخمْرَ في الدُّنيا، سقاهُ اللهُ مِن سُمِّ الأساودِ وسُمِّ العقاربِ شَربةً، يتساقَطُ لَحمُ وَجْهِه في الإناءِ قبْلَ أنْ يشرَبَها، فإذا شرِبَها تفسَّخَ لحْمُه وجِلْدُه كالجِيفةِ يتأَذَّى به أهلُ الجَمعِ، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ألَا وشاربُها، وعاصِرُها، ومُعتصِرُها، وبائعُها، ومُبْتاعُها، وحامِلُها، والمَحمولةُ إليه، وآكِلُ ثَمنِها؛ سواءٌ في إثْمِها وعارِها، ولا يقبَلُ اللهُ له صَلاةً ولا صِيامًا، ولا حَجًّا ولا عُمرةً حتَّى يتوبَ. فإنْ مات قبلَ أنْ يتوبَ منها، كان حقًّا على اللهِ أنْ يَسْقِيَه بكلِّ جُرعةٍ شَرِبَها في الدُّنيا شَربةً مِن صَديدِ جهنَّمَ. ألَا وكُلُّ مُسكرٍ خمرٌ، وكلُّ مُسكرٍ حرامٌ. ومَن أكَلَ الرِّبا، ملَأَ اللهُ بطْنَه نارًا بقَدْرِ ما أكَلَ، وإنْ كسَبَ منه مالًا، لم يَقبَلِ اللهُ شيئًا مِن عمَلِه، ولم يَزَلْ في لَعنةِ اللهِ وملائكتِه ما دام عنده منه قِيراطٌ. ومَن خان أمانةً في الدُّنيا ولم يُؤَدِّها إلى أربابِها، مات على غيرِ دِينِ الإسلامِ، ولَقِيَ اللهَ وهو عليه غضْبانُ ، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ، فيَهْوي مِن شَفيرِها أبدَ الآبدينَ. ومَن شَهِدَ شَهادةَ زُورٍ على مُسلمٍ أو كافرٍ، عُلِّقَ بلِسانِه يومَ القيامةِ، ثمَّ صُيِّرَ مع المُنافقينَ في الدَّركِ الأسفلِ مِن النَّارِ. ومَن قال لِمَملوكِه، أو مَملوكِ غيرِه، أو لأحدٍ مِن المُسلِمينَ: لا لبَّيْكَ، ولا سَعْديكَ ؛ انغمَسَ في النَّارِ. ومَن أضَرَّ بامرأةٍ حتَّى تَفتدِيَ منه، لم يرْضَ اللهُ له بعُقوبةٍ دونَ النَّارِ؛ لأنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَغضَبُ للمرأةِ كما يغضَبُ لليتيمِ. ومَن سعى بأخيه إلى السُّلطانِ، أحبَطَ اللهُ عمَلَه كلَّه، فإنْ وصَلَ إليه مَكروهٌ أو أذًى، جعَلَه اللهُ مع هامانَ في دَرجتِه في النَّارِ. ومَن قرَأَ القُرآنَ رِياءً وسُمعةً، أو يُرِيدُ به الدُّنيا؛ لقِيَ اللهَ ووجْهُه عظْمٌ ليس عليه لَحمٌ، ودَعَّ القُرآنُ في قَفاهُ حتَّى يقذِفَه في النَّارِ، فيَهْوي فيها مع مَن هوى. ومَن قرَأَه ولم يَعمَلْ به، حشَرَه اللهُ يومَ القيامةِ أعمى، فيقولُ: ربِّ، لِمَ حَشرْتَني أعمى وقد كنتُ بصيرًا؟! فيقولُ: كذلك أتَتْك آياتُنا فنسِيتَها، وكذلك اليومَ تُنْسى. ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ومَن اشترى خِيانةً وهو يعلَمُ أنَّها خِيانةٌ، كان كمَن خان في عارِها وإثْمِها. ومَن قاوَدَ بيْن امرأةٍ ورجُلٍ حرامًا، حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ، ومأواهُ النَّارُ وساءت مصيرًا. ومَن غَشَّ أخاه المُسلِمَ، نزَعَ اللهُ منه رِزقَه، وأفسَدَ عليه مَعيشتَه، ووكَلَه إلى نفْسِه. ومَن اشْتَرى سَرِقةً وهو يعلَمُ أنَّها سَرقةٌ، كان كمَن سرَقَها في عارِها وإثمِها. ومَن ضارَّ مُسلمًا فليس مِنَّا ولسْنا منه في الدُّنيا والآخرةِ. ومَن سمِعَ بفاحشةٍ فأفْشاها، كان كمَن أتاها. ومَن سمِعَ بخبرٍ فأفشاهُ، كان كمَن عمِلَه. ومَن وصَفَ امرأةً لرجلٍ، فذكَرَ جَمالَها وحُسْنَها حتَّى افْتُتِنَ بها، فأصاب منها فاحِشةً؛ خرَجَ مِن الدُّنيا مَغضوبًا عليه، ومَن غضِبَ اللهُ عليه غضِبَت عليه السَّمواتُ السَّبعُ والأرضونَ السَّبعُ، وكان عليه مِن الوِزرِ مِثْلُ وِزْرِ الَّذي أصابَها. قلْنا: فإنْ تابَا وأصْلَحا؟ قال: قُبِلَ منهما. ولا يُقْبَلُ مِن الَّذي وصَفَها. ومَن أطعَمَ طعامًا رِياءً وسُمعةً، أطعَمَه اللهُ مِن صَديدِ جهنَّمَ، وكان ذلك الطَّعامُ نارًا في بطنِه حتَّى يُقْضَى بيْن النَّاسِ. ومَن فجَرَ بامرأةٍ ذاتِ بعلٍ انفَجَرَ مِن فرْجِها وادٍ مِن صَديدٍ ، مَسيرتُه خمسُ مئةِ عامٍ، يتأَذَّى به أهلُ النَّارِ مِن نَتنِ رِيحِه، وكان مِن أشدِّ النَّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ. واشتَدَّ غضَبُ اللهِ على امرأةٍ ذاتِ بَعلٍ ملَأَت عَينَها مِن غيرِ زوجِها، أو غيرِ ذي مَحْرَمٍ منها، فإذا فعَلَتْ ذلك أحبَطَ اللهُ كلَّ عمَلٍ عمِلَتْه، فإنْ أوطَأَت فِراشَه غيرَه، كان حقًّا على اللهِ أنْ يُحرِقَها بالنَّارِ مِن يومِ تموتُ في قبْرِها. وأيُّما امرأةٍ اختَلَعت مِن زَوجِها، لم تزَلْ في لَعنةِ اللهِ وملائكتِه، وكُتبِه ورُسلِه، والنَّاسِ أجمعينَ، فإذا نزَلَ بها ملَكُ الموتِ قال لها: أبْشِري بالنَّارِ، فإذا كان يومُ القيامةِ قِيل لها: ادْخُلي النَّارَ مع الدَّاخلينَ. ألَا وإنَّ اللهَ ورسولَه بَريئانِ مِن المُختلِعاتِ بغيرِ حَقٍّ. ألَا وإنَّ اللهَ ورسولَه بَريئانِ ممَّن أضَرَّ بامرأةٍ حتَّى تَختلِعَ منه. ومَن أمَّ قومًا بإذْنِهم وهم به راضونَ، فاقتصَدَ بهم في حُضورِه وقِراءتِه، ورُكوعِه وسُجودِه وقُعودِه؛ فله مِثْلُ أُجورِهم. ومَن لم يَقتصِدْ بهم في ذلك، رُدَّتْ عليه صَلاتُه، ولم تَتجاوَزْ تَراقِيَه، وكان بمَنزلةِ أميرٍ جائرٍ مُعتدٍ لم يُصْلِحْ إلى رعيَّتِه، ولم يَقُمْ فيهم بأمْرِ اللهِ. فقال عليُّ بنُ أبي طالبٍ: يا رسولَ اللهِ بأبي أنت وأُمِّي، وما مَنزلةُ الأميرِ الجائرِ المُعتدي الَّذي لم يُصْلِحْ لرعيَّتِه، ولم يَقُمْ فيهم بأمْرِ اللهِ؟ قال: هو رابعُ أربعةٍ، وهو أشَدُّ النَّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ: إبليسُ، وفرعونُ، وقابيلُ قاتلُ النَّفسِ، والأميرُ الجائرُ رابعُهم. ومَنِ احتاجَ إليه أخوهُ المُسلِمُ في قرضٍ، فلم يُقْرِضْه وهو عنده؛ حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ يومَ يَجْزي المُحسنينَ. ومَن صبَرَ على سُوءِ خُلقِ امرأتِه، واحتسَبَ الأجْرَ مِن اللهِ؛ أعطاهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مِن الثَّوابِ مِثْلَ ما أعطى أيُّوبَ على بلائِه، وكان عليها مِن الوِزْرِ في كلِّ يومٍ وليلةٍ مِثْلُ رَمْلِ عالِجٍ ، فإنْ ماتت قبْلَ أنْ تُعْتِبَه وتُرْضِيَه، حُشِرَت يومَ القيامةِ مَنكوسةً مع المُنافقينَ في الدَّركِ الأسفلِ مِن النَّارِ. ومَن كانت له امرأةٌ، فلم تُوافِقْه، ولم تَصبِرْ على ما رزَقَه اللهُ، وشَقَّت عليه، وحمَّلَتْه ما لا يَقْدِرُ عليه؛ لم تُقْبَلْ لها حَسنةٌ، فإنْ ماتت على ذلك حُشِرَت مع المغضوبِ عليهم. ومَن أكرَمَ أخاه المُسلِمَ فإنَّما يُكْرِمُ ربَّه، فما ظنُّكم؟! ومَن تولَّى عرَّافةَ قومٍ، حُبِسَ على شَفيرِ جهنَّمَ، لكلِّ يومٍ ألفُ سَنةٍ، ويُحْشَرُ ويَدُه مَغلولةٌ إلى عُنقِه، فإنْ كان أقام أمْرَ اللهِ فيهم أُطْلِقَ، وإنْ كان ظالمًا هوى في جهنَّمَ سبعينَ خريفًا. ومَن تحلَّمَ ما لم يَحلُمْ كان كمَن شهِدَ بالزُّورِ، وكُلِّفَ يومَ القيامةِ أنْ يَعقِدَ بيْن شَعيرتَينِ يُعَذَّبُ حتَّى يَعقِدَهما، ولنْ يَعقِدَهما. ومَن كان ذا وَجهَينِ ولِسانَينِ في الدُّنيا، جعَلَ اللهُ له وَجهَينِ ولِسانَينِ في النَّارِ. ومَن استنبَطَ حديثًا باطلًا فهو كمَن حدَّثَ به. قيل: كيف يَستنبِطُه؟ قال: هو الرَّجلُ يَلْقى الرَّجلَ، فيقولُ: كان ذَيت وذَيت، فيَفتَتِحُه، فلا يكونُ أحدُكم مِفتاحًا للشَّرِّ والباطلِ. ومَن مَشى في صُلْحٍ بيْن اثنينِ، صَلَّت عليه الملائكةُ حتَّى يرجِعَ، وأُعْطِيَ أجْرَ لَيلةِ القَدْرِ. ومَن مشى في قَطيعةٍ بيْن اثنينِ، كان عليه مِن الوِزْرِ بقَدْرِ ما أُعْطِيَ مَن أصلَحَ بيْن اثنينِ مِن الأجْرِ، ووجَبَت عليه اللَّعنةُ حتَّى يدخُلَ جهنَّمَ، فيُضاعَفُ عليه العذابُ. ومَن مشى في عَونِ أخيهِ المُسلمِ ومَنفعتِه، كان له ثَوابُ المُجاهِدِ في سبيلِ اللهِ. ومَن مشى في غِيبَتِه وكشْفِ عَورتِه، كانت أوَّلُ قدَمٍ يَخْطوها كأنَّما وضَعَها في جهنَّمَ، وتُكْشَفُ عَورتُه يومَ القيامةِ على رُؤوسِ الخلائقِ. ومَن مشى إلى ذي قَرابةٍ أو ذي رحمٍ يتسلَّى به أو يُسَلِّمُ عليه، أعطاهُ اللهُ أجْرَ مئةِ شهيدٍ، وإنْ وصَلَه مع ذلك، كان له بكلِّ خُطوةٍ أربعونَ ألفَ حَسنةٍ، وحُطَّ عنه بها أربعونَ ألفَ ألفِ سيِّئةٍ، ويُرْفَعُ له بها أربعونَ ألفَ ألفِ دَرجةٍ، وكأنَّما عَبَدَ اللهَ مئةَ ألفِ سَنةٍ. ومَن مشى في فسادِ القراباتِ والقطيعةِ بيْنهم، غَضِبَ اللهُ عليه في الدُّنيا ولعَنَهُ، وكان عليه كوِزْرِ مَن قطَعَ الرَّحمَ. ومَن مَشى في تَزويجِ رجُلٍ حلالًا حتَّى يُجْمَعَ بيْنهما، زوَّجَه اللهُ ألفَ امرأةٍ مِن الحُورِ العينِ ، كلُّ امرأةٍ في قَصرٍ مِن دُرٍّ وياقوتٍ، وكان له بكلِّ خُطوةٍ خطاها أو كلمةٍ تكلَّمَ بها في ذلك عِبادةُ سَنةٍ؛ قِيامُ ليلِها، وصِيامُ نهارِها. ومَن عمِلَ في فُرقةٍ بيْن امرأةٍ وزوجِها، كان عليه لَعنةُ اللهِ في الدُّنيا والآخرةِ، وحرَّمَ اللهُ عليه النَّظرَ إلى وجْهِه. ومَن قاد ضَريرًا إلى المسجِدِ، أو إلى مَنزلِه، أو إلى حاجةٍ مِن حوائجِه؛ كتَبَ اللهُ له بكلِّ قدَمٍ رفَعَها أو وضَعَها عِتْقَ رقبةٍ، وصَلَّت عليه الملائكةُ حتَّى يُفارِقَه. ومَن مشى بضَريرٍ في حاجةٍ حتَّى يَقضِيَها، أعطاهُ اللهُ بَراءتَينِ: بَراءةً مِن النَّارِ ، وبَراءةً مِن النِّفاقِ، وقُضِيَ له سبعونَ ألفَ حاجةٍ مِن حوائجِ الدُّنيا، ولم يزَلْ يَخوضُ في الرَّحمةِ حتَّى يرجِعَ. ومَن قام على مَريضٍ يومًا وليلةً، بعَثَه اللهُ مع خليلِه إبراهيمَ حتَّى يجوزَ على الصِّراطِ كالبرقِ اللَّامعِ. ومَن سَعى لمريضٍ في حاجةٍ، خرَجَ من ذُنوبِه كيَومِ ولَدَتِه أُمُّه . فقال رجُلٌ مِن الأنصارِ: فإنْ كان المريضُ قَرابتَه أو بعضَ أهْلِه؟ قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ومَن أعظَمُ أجْرًا ممَّن سعى في حاجةِ أهْلِه؟! ومَن ضيَّعَ أهْلَه، وقطَعَ رحِمَه، حرَمَه اللهُ حُسنَ الجزاءِ يومَ يَجْزِي المُحسنينَ، وصيَّرَه مع الهالكينَ حتَّى يأتيَ بالمَخرجِ، وأنَّى له بالمَخرجِ! ومَن مشى لضَعيفٍ في حاجةٍ أو مَنفعةٍ، أعطاهُ اللهُ كتابَه بيمينِه. ومَن أقرَضَ مَلْهوفًا، فأحسَنَ طلَبَه، فلْيستَأنِفِ العمَلَ، وله عندَ اللهِ بكلِّ دِرهمٍ ألفُ قِنْطارٍ في الجنَّةِ. ومَن فرَّجَ عن أخيهِ كُربةً مِن كُرَبِ الدُّنيا، فرَّجَ اللهُ عنه كُرَبَ الدُّنيا والآخرةِ، ونظَرَ اللهُ إليه نَظرةَ رَحمةٍ يَنالُ بها الجنَّةَ. ومَن مشى في صُلحٍ بيْن امرأةٍ وزوجِها، كان له أجرُ ألفِ شهيدٍ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ حقًّا، وكان له بكلِّ خُطوةٍ وكلمةٍ عِبادةُ سَنةٍ؛ صيامُها وقيامُها. ومَن أقرَضَ أخاهُ المُسلمَ، فله بكلِّ درهمٍ وَزنُ جبلِ أُحُدٍ، وحِراءَ، وثَبِيرَ، وطُورِ سَيناءَ حَسناتٍ. فإنْ رفَقَ به في طلَبِه بعدَ حِلِّه، جَرى عليه بكلِّ يومٍ صَدقةٌ، وجاز على الصِّراطِ كالبرقِ اللَّامعِ لا حِسابَ عليه، ولا عذابَ. ومَن مطَلَ طالِبَه وهو يَقْدِرُ على قَضائِه، فعليهِ خَطيئةُ عِشارٍ. فقام إليه عوفُ بنُ مالكٍ الأشجعيُّ، فقال: وما خطيئةُ العِشارِ؟ فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَطيئةُ العِشارِ: أنَّ عليه في كلِّ يومٍ لَعنةَ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمعينَ، ومَن يلْعَنِ اللهُ فلنْ تجِدَ له نَصيرًا. ومَنِ اصطنَعَ إلى أخيهِ المُسلمِ مَعروفًا، ثمَّ مَنَّ به عليه؛ أُحْبِطَ أجْرُه، وخُيِّبَ سعيُه. ألَا وإنَّ اللهَ جَلَّ ثناؤُه حرَّمَ على المنَّانِ والبخيلِ، والمُختالِ والقتَّاتِ، والجوَّاظِ والجَعظريِّ، والعُتُلِّ والزَّنيمِ، ومُدمنِ الخمرِ: الجنَّةَ. ومَن تصدَّقَ صَدقةً، أعطاهُ اللهُ بوزنِ كلِّ ذرَّةٍ منها مِثْلَ جبلِ أُحُدٍ مِن نَعيمِ الجنَّةِ. ومَن مشى بها إلى مِسكينٍ كان له مِثْلُ ذلك، ولو تداوَلَها أربعونَ ألفَ إنسانٍ حتَّى تصِلَ إلى المسكينِ، كان لكلِّ واحدٍ منهم مِثْلُ ذلك الأجْرِ كاملًا، وما عندَ اللهِ خيرٌ وأبقى للَّذين اتَّقوا وأحَسْنوا. ومَن بَنى للهِ مَسجدًا، أعطاهُ اللهُ بكلِّ شِبرٍ -أو قال: بكلِّ ذِراعٍ- أربعينَ ألفَ ألفِ مدينةٍ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ، ودُرٍّ وياقوتٍ، وزَبرجدٍ ولُؤلؤٍ، في كلِّ مدينةٍ أربعونَ ألْفَ قَصرٍ، في كلِّ قَصرٍ سبعونَ ألفَ ألفِ دارٍ، في كلِّ دارٍ أربعونَ ألفَ ألفِ بيْتٍ، في كلِّ بيْتٍ أربعونَ ألفَ سريرٍ، على كلِّ سَريرٍ زوجةٌ مِن الحُورِ العينِ ، وفي كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفٍ، وأربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفةٍ، وفي كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ مائدةٍ، على كلِّ مائدةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ قَصعةٍ ، في كلِّ قَصعةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ لونٍ مِن الطَّعامِ، ويُعْطي اللهُ وَلِيَّه مِن القُوَّةِ ما يأتي على تلك الأزواجِ وذلك الطَّعامِ والشَّرابِ في يومٍ واحدٍ. ومَن تَولَّى أذانَ مسجِدٍ مِن مساجِدِ اللهِ، يُريدُ بذلك وجْهَ اللهِ؛ أعطاهُ اللهُ ثوابَ ألفِ ألفِ نَبِيٍّ، وأربعينَ ألفَ ألفِ صِدِّيقٍ، وأربعينَ ألفَ ألفِ شَهيدٍ، ويَدخُلُ في شفاعتِه أربعونَ ألفَ ألفِ أُمَّةٍ، في كلِّ أُمَّةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ رجُلٍ، وله في كلِّ جنَّةٍ مِن الجِنانِ أربعونَ ألفَ ألفِ مدينةٍ، في كلِّ مدينةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ قَصرٍ، في كلِّ قَصرٍ أربعونَ ألفَ ألفِ دارٍ، في كلِّ دارٍ أربعونَ ألفَ ألفِ بيتٍ، في كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ سَريرٍ، على كلِّ سَريرٍ زَوجةٌ مِن الحُورِ العينِ ، سَعةُ كلِّ بيتٍ منها سَعةُ الدُّنيا أربعونَ ألفَ ألفِ مرَّةٍ، بيْن يدي كلِّ زَوجةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفٍ، وأربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفةٍ، في كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ مائدةٍ، على كلِّ مائدةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ قَصعةٍ ، في كلِّ قَصعةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ لونٍ، لو نزَلَ به الثَّقلانِ لَأوسَعَهم بأدنى بيْتٍ مِن بُيوتِه بما شاؤوا مِن الطَّعامِ والشَّرابِ، واللِّباسِ والطِّيبِ، والثِّمارِ، وألْوانِ التُّحفِ والطَّرائفِ، والحُلِيِّ والحُلَلِ، كلُّ بيتٍ منها مُكْتَفٍ بما فيه مِن هذه الأشياءِ عن البيتِ الآخرِ. فإذا قال المُؤذِّنُ: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، اكتنَفَه سبعونَ ألفَ ملَكٍ كلُّهم يُصَلُّون عليه ، ويَستغفِرونَ له، وهو في ظلِّ رَحمةِ اللهِ حتَّى يَفرُغَ، ويكتُبُ ثوابَه أربعونَ ألفَ ألفِ ملَكٍ، ثمَّ يَصعَدونَ به إلى اللهِ. ومَن مشى إلى مَسجِدٍ مِن المساجِدِ، فله بكلِّ خُطوةٍ يَخْطوها حتَّى يرجِعَ إلى منزلِه عشْرُ حَسناتٍ، وتُمْحى عنه بها عشْرُ سيِّئاتٍ، ويُرْفَعُ له بها عشْرُ درجاتٍ. ومَن حافَظَ على الجماعةِ حيث كان، ومع مَن كان؛ مَرَّ على الصِّراطِ كالبرقِ اللَّامعِ في أوَّلِ زُمرةٍ مِن السَّابقينَ، ووجْهُه أضوَأُ مِن القمرِ ليلةَ البدرِ، وكان له بكلِّ يومٍ وليلةٍ حافَظَ عليها ثوابُ شهيدٍ. ومَن حافَظَ على الصَّفِّ المُقدَّمِ، فأدرَكَ أوَّلَ تكبيرةٍ مِن غيرِ أنْ يُؤْذِيَ مُؤمنًا؛ أعطاهُ اللهُ مِثْلَ ثوابِ المُؤذِّنِ في الدُّنيا والآخرةِ. ومَن بنى بِناءً على ظَهرِ طريقٍ يَأْوي إليه عابرُ السَّبيلِ، بعَثَه اللهُ يومَ القيامةِ على نَجيبةٍ مِن دُرٍّ، ووجْهُه يُضِيءُ لأهْلِ الجَمعِ، حتَّى يقولَ أهلُ الجَمعِ: هذا ملَكٌ مِن الملائكةِ لم يُرَ مِثْلُه، حتَّى يُزاحِمَ إبراهيمَ في قُبَّتِه، ويَدخُلُ الجنَّةَ بشفاعتِه أربعونَ ألفَ رجُلٍ. ومَن شفَعَ لأخيه المُسلمِ في حاجةٍ له، نظَرَ اللهُ إليه. وحَقٌّ على اللهِ ألَّا يُعذِّبَ عبْدًا بعدَ نظَرِه إليه، إذا كان ذلك بطلبٍ منه إليه أنْ يشفَعَ له، فإذا شفَعَ له مِن غيرِ طلَبٍ، كان له مع ذلك أجْرُ سبعينَ شهيدًا. ومَن صام رمضانَ، وكَفَّ عن اللَّغوِ والغِيبةِ، والكذِبِ والخوضِ في الباطلِ، وأمسَكَ لِسانَه إلَّا عن ذِكْرِ اللهِ، وكَفَّ سمْعَه وبصَرَه وجميعَ جَوارحِه عن مَحارمِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وعن أذى المُسلمينَ؛ كانت له مِن القُربةِ عند اللهِ أنْ تمَسَّ رُكبَتُه رُكبةَ إبراهيمَ خليلِه. ومَنِ احتفَرَ بئرًا حتَّى يَنبسِطَ ماؤُها، فيَبذُلُها للمُسلمينَ؛ كان له أجْرُ مَن توضَّأَ منها وصَلَّى، وله بعدَدِ شَعرِ مَن شَرِبَ منها حَسناتٌ؛ إنسٌ أو جِنٌّ، أو بَهيمةٌ أو سبُعٌ، أو طائرٌ، أو غيرُ ذلك، وله بكلِّ شَعرةٍ مِن ذلك عِتْقُ رَقبةٍ، ويَرِدُ في شفاعتِه يومَ القيامةِ حَوضَ القُدسِ عدَدُ نُجومِ السَّماءِ. قيل: يا رسولَ اللهِ: وما حوضُ القُدسِ؟ قال: حَوضي، حوضي، حوضي. ومَن حفَرَ قبْرًا لمُسلمٍ، حرَّمَه اللهُ على النَّارِ، وبوَّأَه بَيتًا في الجنَّةِ، لو وُضِعَ فيه ما بين صَنعاءَ والحبشةِ لَوسِعَها. ومَن غسَّلَ ميتًا، وأدَّى الأمانةَ فيه، كان له بكلِّ شَعرةٍ منه عِتقُ رقبةٍ، ورُفِعَ له بها مئةُ درجةٍ. فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ: وكيف يُؤدِّي فيه الأمانةَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: يَستُرُ عَورتَه، ويَكتُمُ شَيْنَه، وإنْ هو لم يَستُرْ عورتَه، ولم يَكتُمْ شَيْنَه؛ أبْدى اللهُ عَورتَه على رُؤوسِ الخلائقِ. ومَن صَلَّى على ميِّتٍ صَلَّى عليه جبريلُ ومعه سبعونَ ألفَ ملكٍ، وغُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنْبِه، وإنْ أقام حتَّى يُدْفَنَ وحَثَا عليه مِن التُّرابِ، انقلَبَ وله بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ إلى مَنزلِه قِيراطٌ مِن الأجْرِ، والقِيراط ُمِثْلُ أُحُدٍ. ومَن ذرَفَت عَيناهُ مِن خَشيةِ اللهِ، كان له بكلِّ قَطرةٍ مِن دُموعِه مِثْلُ أُحُدٍ في مِيزانِه، وله بكلِّ قَطرةٍ عَينٌ في الجنَّةِ، على حافتَيْها مِن المدائنِ والقُصورِ ما لا عَينٌ رأتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ، ولا خطَرَ على قلْبِ واصفٍ. ومَن عاد مَريضًا فله بكلِّ خُطوةٍ خطاها حتَّى يرجِعَ إلى منزلِه سبعونَ ألفَ حَسنةٍ، ومَحْوُ سبعينَ ألفَ سيِّئةٍ، وتُرْفَعُ له سبعونَ ألفَ درجةٍ، ويُوَكَّلُ به سبعونَ ألفَ ملَكٍ يَعودونَه، ويَستغفِرونَ له إلى يومِ القيامةِ. ومَن تبِعَ جنازةً فله بكلِّ خُطوةٍ يَخْطوها حتَّى يرجِعَ مئةُ ألفِ حَسنةٍ، ومَحْوُ مئةِ ألفِ سيِّئةٍ، ويُرْفَعُ له مئةُ ألفِ درجةٍ. فإنْ صَلَّى عليها وُكِّلَ به سبعونَ ألفَ ملَكٍ يستغفِرونَ له حتَّى يرجِعَ، وإنْ شَهِدَ دفْنَها استغْفَروا له حتَّى يُبْعَثَ مِن قبْرِه. ومَن خرَجَ حاجًّا أو مُعتمِرًا، فله بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ ألفُ ألفِ حَسنةٍ، ومَحْوُ ألفِ ألفِ سيِّئةٍ، ورُفِعَ له ألفُ ألفِ درجةٍ، وله عند ربِّه بكلِّ دِرهمٍ يُنفِقُه ألفُ ألفِ دِرهمٍ، وبكلِّ دِينارٍ ألفُ ألفِ دِينارٍ، وبكلِّ حَسنةٍ يعمَلُها ألفُ ألفِ حَسنةٍ، حتَّى يرجِعَ وهو في ضَمانِ اللهِ، فإنْ توفَّاهُ أدخَلَه الجنَّةَ، وإنْ رجَعَه، رجَعَه مَغفورًا له مُستجابًا له، فاغتَنِموا دعوتَه إذا قدِمَ قبْلَ أنْ يُصيبَ الذُّنوبَ؛ فإنَّه يَشفَعُ في مئةِ ألفِ رجُلٍ يومَ القيامةِ. ومَن خلَفَ حاجًّا أو مُعتمِرًا في أهلِه بخيرٍ، كان له مِثْلُ أجْرِه كاملًا مِن غيرِ أنْ ينقُصَ مِن أجْرِه شَيءٌ. ومَن رابَطَ أو جاهَدَ في سبيلِ اللهِ، كان له بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ سبعُ مئةِ ألفِ ألفِ حَسنةٍ، ومَحْوُ سبعِ مئةِ ألفِ ألفِ سيِّئةٍ، ورُفِعَ له سبْعُ مئةِ ألْفِ ألفِ دَرجةٍ، وكان في ضَمانِ اللهِ، فإنْ توفَّاهُ بأيِّ حتْفٍ كان، أدخَلَه الجنَّةَ، وإنْ رجَعَه، رجَعَه مَغفورًا له مُستجابًا له. ومَن زار أخاهُ المُسلمَ فله بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ عِتْقُ مئةِ ألفِ رَقبةٍ، ومَحْوُ مئةِ ألفِ ألفِ سيِّئةٍ، ويُكْتَبُ له مئةُ ألفِ ألفِ حَسنةٍ، ويُرْفَعُ له بها مئةُ ألفِ ألفِ درجةٍ. قال: فقُلْنا لأبي هُريرةَ: أوليسَ قد قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن أعتَقَ رقبةً فهي فِكاكُه مِن النَّارِ؟ قال: بلى. ويُرْفَعُ له سائرُهم في كُنوزِ العرشِ عندَ ربِّه. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ ابتغاءَ وجْهِ اللهِ، وتفَقَّه في دِينِ اللهِ؛ كان له مِن الثَّوابِ مِثْلُ جميعِ ما أُعْطِيَ الملائكةُ والأنبياءُ والرُّسلُ. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ رِياءً وسُمعةً ليُمارِيَ به السُّفهاءَ، ويُباهِيَ به العُلماءَ، أو يطلُبَ به الدُّنيا؛ بدَّدَ اللهُ عِظامَه يومَ القيامةِ، وكان مِن أشَدِّ أهلِ النَّارِ عذابًا، ولا يَبْقى فيها نوعٌ مِن أنواعِ العذابِ إلَّا عُذِّبَ به؛ لشِدَّةِ غضَبِ اللهِ وسَخَطِه عليه. ومَن تعلَّمَ العلمَ وتواضَعَ في العلمِ، وعلَّمَه عِبادَ اللهِ، يُرِيدُ بذلك ما عندَ اللهِ؛ لم يكُنْ في الجنَّةِ أفضَلُ ثوابًا ولا أعظَمُ مَنزلةً منه، ولم يكُنْ في الجنَّةِ مَنزلةٌ ولا درجةٌ رفيعةٌ نَفِيسةٌ إلَّا وله فيها أوفَرُ نَصيبٍ وأوفَرُ المنازلِ. ألَا وإنَّ العِلْمَ أفضَلُ العِبادةِ. ومِلاكُ الدِّينِ الورَعُ. وإنَّما العالِمُ مَن عمِلَ بعلْمِه وإنْ كان قليلَ العِلْمِ، فلا تَحقِرُنَّ مِن المعاصي شيئًا وإنْ صغُرَ في أعيُنِكم؛ فإنَّه لا صَغيرةَ مع الإصرارِ، ولا كبيرةَ مع استغفارٍ. ألَا وإنَّ اللهَ سائِلُكم عن أعمالِكم، حتَّى عن مَسِّ أحدِكم ثَوبَ أخيهِ، فاعْلَموا عِبادَ اللهِ: أنَّ العبدَ يُبْعَثُ يومَ القيامةِ على ما قد مات عليه، وقد خلَقَ اللهُ الجنَّةَ والنَّارَ، فمَن اختارَ النَّارَ على الجنَّةِ، فأبعَدَهُ اللهُ. ألَا وإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ أمَرَني أنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ. فإذا قالوها عَصَموا مِنِّي دِماءَهم وأموالَهم إلَّا بحَقِّها، وحسابُهم على اللهِ. ألَا وإنَّ اللهَ لم يَدَعْ شيئًا ممَّا نهى عنه إلَّا وقد بيَّنَه لكم؛ {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42]. ألَا وإنَّ اللهَ جَلَّ ثناؤُه لا يَظلِمُ، ولا يَجوزُ عليه ظُلمٌ، وهو بالمِرصادِ؛ ليَجْزِيَ الَّذين أساؤوا بما عَمِلوا، ويَجْزيَ الَّذين أحْسَنوا بالحُسنى، فمَن أحسَنَ فلِنفْسِه، ومَن أساء فعليها، وما ربُّك بظلَّامٍ للعبيدِ. يا أيُّها النَّاسُ، إنَّه قد كَبِرَتْ سِنِّي، ودَقَّ عَظْمي، وانهَدَّ جِسْمي، ونُعِيَت إليَّ نَفْسي، واقترَبَ أجَلي، واشتقْتُ إلى ربِّي. ألَا وإنَّ هذا آخِرُ العهدِ مِنِّي ومنكم، فما دُمْتُ حيًّا فقد تَرَوني، فإذا أنا مِتُّ فاللهُ خَلِيفتي على كلِّ مُسلمٍ. والسَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه. ثمَّ نزَلَ، فابتدَرَه رَهطٌ مِن الأنصارِ قبْلَ أنْ ينزِلَ مِن المِنبرِ، وقالوا: جُعِلَت أنفُسُنا فِداك يا رسولَ اللهِ، مَن يقومُ بهذه الشَّدائدِ؟ وكيف العيشُ بعدَ هذا اليومِ؟ فقال لهم: وأنتم فَداكم أبي وأُمِّي، نازَلْتُ ربِّي في أُمَّتي، فقال لي: بابُ التَّوبةِ مفتوحٌ حتَّى يُنْفَخَ في الصُّورِ . ثمَّ قال: مَن تاب قبلَ مَوتِه بسَنةٍ تاب اللهُ عليه، ثمَّ قال: سَنةٌ كثيرٌ. مَن تاب قبلَ مَوتِه بشَهرٍ تاب اللهُ عليه، ثمَّ قال: شَهرٌ كثيرٌ. ومَن تاب قبلَ موتِه بجُمعةٍ تاب اللهُ عليه، ثمَّ قال: جُمعةٌ كثيرٌ. مَن تاب قبلَ مَوتِه بيومٍ تاب اللهُ عليه، ثمَّ قال: يومٌ كثيرٌ. ثمَّ قال: مَن تاب قبلَ موتِه بساعةٍ تاب اللهُ عليه. ثمَّ قال: مَن تاب قبْلَ أنْ يُغرغِرَ بالموتِ تاب اللهُ عليه. ثمَّ نزَلَ. فكانت آخِرَ خُطبةٍ خطَبَها صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

13 - إنَّ كلَّ نَبِيٍّ قد أنذَرَ قَومَه الدَّجَّالَ، ألَا وإنَّه قد أكَلَ الطَّعامَ، ألَا إنِّي عاهِدٌ إليكم فيه عهْدًا لم يَعهَدْهُ نَبِيٌّ إلى أُمَّتِه، ألَا وإنَّ عَينَهُ اليُمْنى مَمسوحةٌ كأنَّها نُخاعةٌ في جانبِ حائطٍ، ألَا وإنَّ عينَهُ اليُسرى كأنَّها كوكبٌ دُرِّيٌّ ، معه مِثْلُ الجنَّةِ والنَّارِ؛ فالنَّارُ رَوضةٌ خضراءُ، والجنَّةُ غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، وبيْن يَدَيه رجُلانِ يُنذِرانِ أهْلَ القُرى كلِّها، غيرَ مكَّةَ والمدينةِ حُرِّمَتا عليه، والمُؤمنونَ مُتفرِّقونَ في الأرضِ، فيَجمَعُهم اللهُ، فيقولُ رجُلٌ منهم: واللهِ لَأنطلِقَنَّ، فلَأنْظُرَنَّ هذا الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيقولُ له أصحابُه: إنَّا لا نَدَعُك تأْتيهِ، ولو علِمْنا أنَّه لا يَفتِنُك لَخلَّيْنا سبيلَك، ولكنَّا نخافُ أنْ يَفتِنَك فتَتْبَعَهُ، فيأْبى إلَّا أنْ يأْتِيَهُ، فيَنطلِقُ حتَّى إذا أتى أدْنى مَسْلحةٍ مِن مَسالحِهِ، أخَذوهُ فسَألوهُ: ما شأْنُه؟ وأين يُريدُ؟ فيقولُ: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الكذَّابَ، فيقولونَ: أنت تقولُ ذلك؟! فيكتُبونَ إليه: إنَّا أخذْنَا رجُلًا يقولُ: كذا وكذا، فنَقتلُهُ أمْ نَبعَثُ به إليك؟ فيقولُ: أرْسِلوا به إليَّ، فانطَلَقوا به إليه، فلمَّا رآهُ عرَفَه بنَعْتِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له: أنت الدَّجَّالُ الكذَّابُ الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له الدَّجَّالُ: أنت الَّذي تقولُ ذلك؟ لَتُطِيعُني فيما آمُرُك به، أو لَأشُقَّنَّك شِقَّينِ، فيُنادي العبْدُ المُؤمِنُ في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فمَدَّ رِجْلَيه، ثمَّ أمَرَ بحَديدةٍ، فوُضِعَت على عجَبِ ذَنَبِه، فشَقَّه شِقَّينِ، ثمَّ قال الدَّجَّالُ لِأوليائِه: أرأيتُمْ إنْ أحيَيْتُ هذا، ألسْتُم تَعلمونَ أنِّي ربُّكم؟ فيقولونَ: نعمْ، فيأخُذُ عصًا، فيَضرِبُ إحدى شِقَّيْه، أو الصَّعيدَ، فاسْتَوى قائمًا، فلمَّا رأى ذلك أولياؤُهُ صَدَّقوه وأحَبُّوه، وأيْقَنوا به أنَّه ربُّهم واتَّبَعوه، فيقولُ الدَّجَّالُ للعبْدِ المُؤمنِ: ألَا تُؤمِنُ بي؟ فقال: أنا الآنَ فيكَ أشَدُّ بصيرةً ، ثمَّ نادى في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، مَن أطاعَهُ فهو في النَّارِ، ومَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، فقال الدَّجَّالُ: لَتُطِيعُني أو لَأذبحَنَّك، فقال: واللهِ لا أُطِيعُك أبدًا؛ إنَّك لأنتَ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فاضْطجعَ، وأمَرَ بذَبْحِه، فلا يَقدِرُ عليه ولا يُسلَّطُ عليه إلَّا مرَّةً واحدةً، فأخَذَ بيَدَيْهِ ورِجْليه، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وهي غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذلك الرَّجلُ أقرَبُ أُمَّتي مِنِّي، وأرفَعُهم دَرجةً يومَ القيامةِ. قال أبو سعيدٍ: كان يَحسَبُ أصحابُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ذلك الرَّجلَ عُمرُ بنُ الخطَّابِ، حتَّى مَضى لِسَبيلِه رضِيَ اللهُ عنه. قلْتُ: فكيف يَهلِكُ؟ قال: اللهُ أعلَمُ، قلْتُ: إنَّ عيسى ابنَ مَريمَ هو يُهلِكُه، قال: اللهُ أعلَمُ، غيرَ أنَّ اللهَ يُهلِكُه ومَن معه، قلْتُ: فماذا يكونُ بعْدَه؟ قال: حدَّثَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ النَّاسَ يَغرِسونَ مِن بعْدِه الغُروسَ، ويتَّخِذون مِن بعْدِه الأموالَ، قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ الدَّجَّالِ؟ قال: نعمْ، فيَمكُثونَ ما شاء اللهُ أنْ يَمْكُثوا، ثمَّ يُفْتَحُ يأْجوجُ ومأْجوجُ ، فيُهلِكونَ مَن في الأرضِ إلَّا مَن تعلَّقَ بحِصْنٍ، فلمَّا فَرَغوا مِن أهْلِ الأرضِ، أقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، فقالوا: إنَّما بقِيَ مَن في الحُصونِ ومَن في السَّماءِ، فيَرْمُونَ سِهامَهم، فخرَّتْ عليهم مُنغمِرةً دمًا، فقالوا: قدِ استرحتُمْ ممَّن في السَّماءِ، وبقِيَ مَن في الحُصونِ، فحاصَروهم حتَّى اشتَدَّ عليهم الحَصْرُ والبلاءُ، فبيْنما هم كذلك إذ أرسَلَ اللهُ عليهم نَغَفًا في أعناقِهم، فقصَمَتْ أعناقَهم، فمال بعضُهم على بعضٍ مَوتى، فقال رجُلٌ منهم: قتَلَهم اللهُ وربِّ الكعبةِ، قالوا: إنَّما يَفعلونَ هذا مُخادَعةً، فنَخرُجُ إليهم، فيُهلِكُونا كما أهْلَكوا إخوانَنا، فقال: افتَحوا لي البابَ، فقال أصحابُه: لا نَفتَحُ، فقال: دَلُّوني بحَبْلِ، فلمَّا نزَلَ وجَدَهم موتَى، فخرَجَ النَّاسُ مِن حُصونِهم. فحَدَّثني أبو سَعيدٍ: أنَّ مَواشِيَهم جعَلَ اللهُ لهم حياةً يَقْضَمونها ما يَجِدون غيرَها. قال: وحَدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ النَّاسَ يَغرِسون بعْدَهم الغُروسَ ويتَّخِذون الأموالَ. قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ يأجوجَ ومأْجوجَ؟ قال: نعمْ، حدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فبيْنما هم في تِجارَتِهم، إذ نادى مُنادٍ مِن السَّماءِ: أتى أمْرُ اللهِ، ففَزِعَ مَن في الأرضِ حين سَمِعوا الدَّعوةَ، وأقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، وفَزِعوا فزَعًا شديدًا، ثمَّ أقْبَلوا بعْدَ ذلك على تِجارَتِهم وأسواقِهم وضِياعِهم، فبيْنما هم كذلك إذ نُودوا ناديةً أُخرى: يا أيُّها النَّاسُ، أتى أمْرُ اللهِ، فانطَلَقوا نحوَ الدَّعوةِ الَّتي سَمِعوا، وجعَلَ الرَّجلُ يَفِرُّ مِن غنَمِهِ وبَيعِه، ودَخَلوا في مَواشيهم، وعندَ ذلك عُطِّلَتِ العِشارُ، فبيْنما هم كذلك يَسْعَون قِبَلَ الدَّعوةِ، إذ لَقُوا اللهَ في ظُللٍ مِن الغَمامِ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68]، فمَكَثوا ما شاء اللهُ، {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}، ثمَّ يَجِيءُ بجهنَّمَ لها زَفيرٌ وشَهيقٌ، ثمَّ جاء آتٍ؛ عُنُقٌ مِن النَّارِ يَسيرُ، يُكلِّمُ يقولُ: إنِّي وُكِّلْتُ اليومَ بثلاثٍ: إنِّي وُكِّلْتُ بكلِّ جبَّارٍ عَنيدٍ ، ومَن دعَا مع اللهِ إلهًا آخَرَ، ومَن قتَلَ نفْسًا بغَيرِ نفْسٍ، فتُطْوى عليهم، فتَقْذِفُهم في غَمراتِ جهنَّمَ. وحدَّثَني: أنَّها أشَدُّ سَوادًا مِن اللَّيلِ، ثمَّ يُنادي آدَمَ، فيقولُ: لبَّيكَ وسَعْدَيك، فيُقالُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِن ولَدِك، قال: يا ربِّ وما هو؟ قال: مِن كلِّ ألْفٍ تِسعُ مئةٍ وتِسعةٌ وتِسعونَ إلى النَّارِ، وواحدٌ إلى الجنَّةِ، فذلك حين شابَ الوِلدانِ. وكَبُرَ ذلك في صُدورِنا حتَّى عرَفَهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وُجوهِنا، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبْشِروا؛ فإنَّ مَن سِواكم -أهْلَ الشِّرْكِ- كَثيرٌ، ويُحْبَسُ النَّاسُ حتَّى يَبلُغَ العرَقُ يَدَيْهُم، فبيْنما هم كذلك إذ عرَفَ رجُلٌ أباهُ وهو مُؤمِنٌ وأبوهُ كافرٌ، فقال: يا أبَهْ، ألمْ أكُنْ آمُرُك أنْ تُقدِّمَ ليَومِك هذا؟ فقال: يا بُنَيَّ، اليومَ لا أعْصيكَ شيئًا، والأُمَمُ جُثوًّا، كلُّ أُمَّةٍ على ناحيتِها، فأتى اليهودُ، فقِيلَ لهم: ما كنتُم تَعْبُدون؟ قالوا: كنَّا نَعبُدُ كذا وكذا، فقيل له وقِيلَ لهم: رِدُوا، فوَرَدوا يَحْسَبونه ماءً، فوَجَدوا اللهَ فوفَّاهم حِسابَه، واللهُ سَريعُ الحسابِ، ثمَّ فُعِلَ بالنَّصارى والمجوسِ وسائرِ الأُمَمِ ما فُعِلَ باليهودِ، ثمَّ أتى المُسلمونَ، فقيل لهم: مَن ربُّكم؟ فقالوا: اللهُ ربُّنا، قِيل: ومَن نَبِيُّكم؟ قالوا: نَبِيُّنا محمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى الصِّراطِ مَحاجِنُ مِن حَديدٍ، والملائكةُ يَختطِفونَ رِجالًا، فيُلْقونَهم في جهنَّمَ، وجعَلَتِ المحاجِنُ تُمسِكُ رِجالًا تأْكُلُهم النَّارُ، إلَّا صُورةَ وَجْهِه لا تَمسُّه النَّارُ، فإذا خلُصَ مِن جهنَّمَ ما شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، وخلُصَ ذلك الرَّجلُ بأبِيه فيمَن خلُصَ، قِيل له: هذه الجنَّةُ، فادخُلْ مِن أيِّ أبوابِها شِئْتَ، وأرسِلْ هذا الرَّجلَ، فقال: ربِّ، هذا أبي، ووصَّيتَ لي ألَّا تُخْزِيَني، فشَفِّعْني في أبي، فقيل: انظُرْ أسفَلَ منك، فإذا هو بدابَّةٍ خَبيثةِ الرِّيحِ، تُشبِهُ اللَّوْنَ في مَراغةٍ خَبيثةٍ. فرَأيتُه مُمْسِكًا بأنْفِه وَجَبْهتِه، قال: يقولُ ذلك الرَّجلُ وهو آخِذٌ بأنْفِه وَجبْهَتِه مِن خُبْثِ رِيحِه: أيْ ربِّ، ليس هذا أبي، فأُخِذَ أبوهُ، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وحرَّمَ اللهُ الجنَّةَ على الكافرينَ، فلمَّا خلُصَ مَن شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، تَفقَّدَ النَّاسُ بعضُهم بعضًا، فقالوا: ربَّنا، إنَّ رِجالًا كانوا يُصلُّونَ ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ فقيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخْرِجُوه، فوَجَدوا المحاجِنَ الَّتي على الصِّراطِ قد أمسَكَتْ رِجالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعْرَفُ بها، فالْتَبَسوا، فأُلْقُوا على الجنَّةِ، قالوا: ربَّنا نحن الآنَ في مَسألتِنا أشَدُّ رَغبةً، أرأيتَ رِجالًا كانوا يُصلُّون ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ قيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخرِجُوهُ، فثَلَجَتْ حتَّى بَرُدَتْ على المُؤمنينَ، فدَخَلوا ووَجَدوا الَّذين تَخطَفُهم الملائكةُ يَمينًا وشِمالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعرَفُ بها، فألْبَسوهم، فأخْرَجُوهم، فأَلْقُوهم على بابِ الجنَّةِ. قال: وحدَّثَني أنَّ نَبِيَّ اللهَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ألَا كلُّ نَبِيٍّ قد أُعْطِيَ عطيَّةً ويُنجِزُها، وإنِّي اختَبَأْتُ عَطيَّتي شَفاعةً لِأُمَّتي يومَ القيامةِ، ووُضِعَتِ الموازينُ، وأُذِنَ في الشَّفاعةِ، فأُعْطِيَ كلُّ مَلَكٍ، أو نَبِيٍّ، أو صِدِّيقٍ، أو شَهيدٍ شفاعَتَهُ حتَّى يَرْضى، فقال لهم ربُّهم: أقدْ رَضِيتُم؟ قالوا: نعمْ، قد رَضِينا ربَّنا، قال: أنا أرحَمُ بخَلْقي منكم، أخْرِجوا مِن النَّارِ مَن في قَلبِه وزْنُ خَردلةٍ مِن إيمانٍ، فأُخْرِجَ مِن ذلك شَيءٌ لا يَعْلَمُ بعَددِه إلَّا اللهُ، فأُلْقُوا على بابِ الجنَّةِ، فأرسَلَ عليهم مِن ماءِ الجنَّةِ، فيَنْبُتون فيها نَباتَ الثَّعاريرِ ، وأُدْخِلَ الَّذين أُخْرِجوا مِن النَّارِ الجنَّةَ كلُّهم إلَّا رجُلًا واحدًا، وأُغْلِقَ بابُ الجنَّةِ دُونَه، ووَجْهُه تِلْقاءَ النَّارِ، فقال ذلك الرَّجلُ: يا ربِّ، لا أكونُ أشْقى خَلْقِك، بلِ اصْرِفْ وَجْهي عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فقِيل له: لعلَّك تسأَلُ غيرَ هذا؟ فقال: لا، فصَرَفَ وَجْهَه عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فيقولُ: أيْ ربِّ، قَرِّبني مِن هذا البابِ، ألْزَقُ به وأكونُ في ظِلِّه، فقِيل له: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لا تسأَلُ شيئًا إلَّا أنْ يُصرَفَ وَجْهُك عن النَّارِ؟ قال: يا ربِّ، لا أسأَلُك غيرَ هذا، فقُرِّبَ إلى البابِ، فلَزِقَ به، فكان في ظلِّه، ففُرِجَ مِن البابِ فُرجةٌ إلى الجنَّةِ. فحدَّثَني أنَّ فيها شِراط أبيضَ، في أدناهُ شَجرةٌ، وفي أوسَطِه شَجرةٌ، وفي أقصاهُ شَجرةٌ، فقال: يا ربِّ، أَدْنِني مِن هذه الشَّجرةِ، فأكونَ في ظِلِّها، فقِيلَ لهُ: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لستَ تَسأَلُ شيئًا؟ قال: يا ربِّ، أسأَلُك هذا، ثمَّ لا أسأَلُك غيرَه، قال: قَرِّبني إلى تلك الشَّجرةِ، فكانت تلك مَسألَتَه، حتَّى صار إلى الوُسْطى، وإلى القُصوى، فلمَّا أتى القُصوى، أرسَلَ اللهُ رَسولينِ، فقالَا له: سَلْ ربَّك، فقال: فما أسأَلُه سِوى ما أنا فيه، فقالا: نعمْ، سَلْ ربَّك، فسألَهُ، وجعَلَ الرَّسولانِ يقولانِ له: سَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، وسَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، لشَيءٍ لم يَخطُرْ على قَلْبِه أنَّه خُلِقَ، أو أنَّه كان، فسأَلَ ربَّه ممَّا يَعلَمُ وممَّا يأمُرانِ الرَّسولانِ حتَّى انتهَتْ نَفْسُه، فقِيل له: فإنَّه لك وعشَرةَ أمثالِه. قال: وحدَّثني أبو سعيدٍ أنَّ ذلك الرَّجلَ هو أدْنى أهْلِ الجنَّةِ مَنزِلًا.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/132
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - نزول عيسى ابن مريم أشراط الساعة - يأجوج ومأجوج فتن - ظهور الفتن فتن - فتنة الدجال
| أحاديث مشابهة

14 - قال أبو بكرٍ رضِيَ اللهُ عنه: واللهِ لقدْ رأيَتُني أتْبَعُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما خلَقَ اللهُ ذُبابًا يمُرُّ على أنْفي إلَّا ظنَنتُ أنَّه عَذابٌ مِنَ اللهِ، حتَّى أخبَرَني رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

15 - أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَه في سَرِيَّةٍ، فحَاجُوا مِن أجوبةِ الأعرابِ، فلمَّا جِئْنا رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فادَّعى بعضُهم أنَّه كان في الإسلامِ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن يَعلَمُ ذاك؟ قالوا: عبادٌ سَمِعَهُ مِنَّا، قال: عبادٌ، هلْ سمِعْتَه، أو شَهِدْتَه؟ فقال: سمِعْتُ أذانًا، أو لا إلهَ إلَّا اللهُ، فأعتَقَهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عباد العبدي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/266
التصنيف الموضوعي: أذان - فضل التأذين إسلام - فضل الإسلام سرايا - السرايا سرايا - تأمير الأمراء على البعوث والسرايا ووصيتهم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

16 - أنَّ عثمانَ بنَ مظعونٍ، أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : يا رسولَ اللهِ، إني لا أُحِبُّ أن أنظُرَ إلى عورةِ امرأتي، ولا تَرى مني، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولِمَ ذلك ؟ إنَّ اللهَ جعَلكَ لباسًا لها، وجعَلها لباسًا لكَ، وأنا أرى ذلك مِن أهلي، ويرَونَه مني قال : فمَن يعدِلُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثم ولَّى، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنَّ ابنَ مظعونٍ حيِيٌّ سِتِّيرٌ

17 - دخَلْتُ على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، رُبَّما فضَلَتِ الفضْلةُ خبَأْتُها للنَّائبةِ وابنِ السَّبيلِ؟ فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أُمَّك أباك، أُخْتَك أخاك، أدْناكَ أدْناكَ.
خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف
الراوي : صعصعة بن ناجية المجاشعي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/473
التصنيف الموضوعي: بر وصلة - تقديم بر الوالدين على التطوع بر وصلة - الإحسان إلى الأباعد بر وصلة - التودد إلى الإخوان بر وصلة - بر الوالدين وحقهما
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

18 - أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جهَّزَ جَيشًا إلى المُشرِكين، فيهم أبو بكرٍ وعُمَرُ، أمَرَهما والنَّاسَ كلَّهم، قال لهم: أجِدُّوا السَّيرَ؛ فإنَّ بَيْنكم وبيْنَ المُشرِكين ماءً، إنْ سبَقَ المُشرِكون إلى ذلك الماءِ شَقَّ على النَّاسِ وعطِشْتُم عطَشًا شَديدًا أنتم ودوابُّكم ورِكابُكم، وتخلَّفَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ثَمانيةٍ هو تاسِعُهم، فقال لأصحابِه: هلْ لكم أنْ نُعرِّسَ قليلًا، ثمَّ نَلْحَقَ بالنَّاسِ؟ قالوا: نعمْ يا رسولَ اللهِ، فعرَّسوا، فما أيْقَظَهم إلَّا حَرُّ الشَّمسِ، فاسْتيقَظَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه، فقال لهم: قُوموا واقْضُوا حاجَتَكم، ففَعَلوا، ثمَّ رَجَعوا إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال لهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ مع أحَدٍ منكم ماءٌ؟ قال رجُلٌ منهم: يا رسولَ اللهِ، مِيضَأةٌ فيها شَيءٌ مِن ماءٍ، قال: فجِيءَ بها إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمسَحَها بكَفِّه ودعَا بالبركةِ، ثمَّ قال لِأصحابِه: تَعالَوا فتَوضَّؤوا، فجاؤوا، فجعَلَ يصُبُّ عليهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى تَوضَّؤوا، وأذَّنَ رجُلٌ منهم وأقامَ، فصَلَّى بهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقال لِصاحبِ المِيضَأةِ: ازْدَهِرْ بمِيضَأتِك؛ فسَيكونُ لها نبَأٌ، فركِبَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه قبْلَ النَّاسِ، فقال لِأصحابِه: ما ترَونَ النَّاسَ فَعَلوا؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: فإنَّ فيهم أبا بكرٍ وعُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما سيُرشِدانِ النَّاسَ، وقد سبَقَ المُشرِكون إلى ذلك الماءِ، فشَقَّ على النَّاسِ وعطِشُوا عطَشًا شَديدًا ورِكابُهم ودوابُّهم، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أين صاحِبُ المِيضَأةِ؟ قال: ها هو ذا يا رسولَ اللهِ، قال: جِئْ بمِيضَأتِك، فجاء بها وفيها شَيءٌ مِن ماءٍ، فقال لهم كلِّهم: تَعالَوا فاشْرَبوا، فجعَلَ يصُبُّ لهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى شَرِبوا كلُّهم وسَقَوا دَوابَّهم ورِكابَهم، وملَؤُوا كلَّ إداوةٍ وقِربةٍ ومَزادةٍ، ثمَّ نهَضَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه إلى المُشرِكين، فبعَثَ اللهُ رِيحًا، فضرَبَتْ وُجوهَ المُشرِكين، وأنزَلَ اللهُ تبارَكَ وتَعالى نَصْرَه، وأمكَنَ مِن أدبارِهم، فقَتَلوا منهم مَقتلةً عظيمةً، وأسَرُوا أسْرى كثيرةً، واستاقُوا غَنائمَ كثيرةً، ورجَعَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والنَّاسُ وافِرينَ صالحينَ.

19 - خرَجْتُ مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حَجَّةِ الوداعِ، وأخرَجَ معه نِساءَه، قالت: وكان مَتاعي فيه خِفٌّ، وكان على جمَلٍ ناجٍ، وكان مَتاعُ صفيَّةَ بِنتِ حُيَيٍّ فيه ثِقَلٌ، وكان على جمَلٍ ثَقالٍ بَطيءٍ يَتبطَّأُ بالرَّكبِ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: حوِّلوا مَتاعَ عائشةَ على جمَلِ صَفيَّةَ، وحوِّلوا مَتاعَ صفيَّةَ على جمَلِ عائشةَ؛ حتَّى يَمْضِيَ الرَّكبُ. قالت عائشةُ: فلمَّا رأيْتُ ذلك، قلْتُ: يا لَعِبادِ اللهِ! غلبَتْنا هذه اليهوديَّةُ على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالت: فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أمَّ عبدِ اللهِ، إنَّ مَتاعَك كان فيه خِفٌّ، وكان مَتاعُ صفيَّةَ فيه ثِقَلٌ، فأبطَأَ بالرَّكبِ، فحوَّلْنا متاعَها على بَعيرِك، وحوَّلْنا متاعَك على بَعيرِها، قالت: فقلْتُ: ألسْتَ تَزعُمُ أنَّك رسولُ اللهِ؟ قالت: فتبسَّمَ، قال: أَوَفِي شَكٍّ أنت يا أمَّ عبدِ اللهِ؟ قالت: قلْتُ: ألسْتَ تَزعُمُ أنَّك رسولُ اللهِ، فهلَّا عدَلْتَ؟ وسمِعَني أبو بكرٍ، وكان فيه غَرْبٌ -أي: حِدَّةٌ- فأقبَلَ عليَّ ولَطَمَ وَجْهي، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مهْلًا يا أبا بكرٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ، أمَا سمِعْتَ ما قالت؟! فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ الغَيْرى لا تُبْصِرُ أسفلَ الوادي مِن أعلاهُ.

20 - خرَجتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حجةِ الوداعِ، وأخرَج معه نساءَه، قالتْ : وكان مَتاعي فيه خُفٌّ، وكان على جملٍ ناجٍ، وكان متاعُ صفيةَ فيه ثقلٌ، وكان على جملٍ ثقالٍ له بطنٌ، يتبطَّأُ بالركبِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : حوِّلوا متاعَ عائشةَ على جملِ صفيةَ، وحوِّلوا متاعَ صفيةَ على جملِ عائشةَ حتى يمشيَ الركبُ قالتْ عائشةُ : فلما رأيتُ ذلك، قلتُ : يا لعبادَ اللهِ، غلبتْنا هذه اليهوديةُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالتْ : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنَّ متاعَكَ يا أمَّ عبدِ اللهِ كان فيه خُفٌّ، وكان متاعُ صفيةَ فيه ثقلٌ، فأبطَأ بالركبِ، فحوَّلْنا متاعَها على بعيرِكِ، وحوَّلْنا متاعَكِ على بعيرِها قالتْ : فقلتُ : ألستَ تزعُمُ أنَّكَ رسولُ اللهِ ؟ قالتْ : فتبسَّم، قال : أو في شكٍّ أنتِ يا أمَّ عبدِ اللهِ ؟ قالتْ : قلتُ : ألستَ تزعُمُ أنَّكَ رسولُ اللهِ ؟ فهلَّا عدَلتَ ؟ وسمِعَني أبو بكرٍ، وكان فيه غربٌ، أي : حدةٌ، فأقبَل عليَّ، فلطَم وجهي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : مَهلًا يا أبا بكرٍ فقال : يا رسولَ اللهِ أما سمِعتَ ما قالتْ ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنَّ الغيرى لا تبصرُ أسفلَ الوادي مِن أعلاه

21 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قرَأ في خُطبتِه المائِدَةَ وسورَةَ التَّوبَةِ، ثم قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أحِلُّوا ما أحَلَّ اللهُ فيهِما وحَرِّموا ما حرَّمَ اللهُ فيهِما
خلاصة حكم المحدث : [فيه] إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو ضعيف
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/289
التصنيف الموضوعي: جمعة - القراءة في الخطبة جمعة - آداب الخطبة رقائق وزهد - الإيجاز في الموعظة فضائل سور وآيات - سورة التوبة فضائل سور وآيات - سورة المائدة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

22 - أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقام أيَّامًا لم يَطعَمْ طعامًا حتَّى شَقَّ ذلك عليه، فطافَ في مَنازلِ أزواجِه، فلم يُصِبْ عندَ واحدةٍ منهنَّ شيئًا، فأتَى فاطمةَ فقال: يا بُنَيَّةُ، هلْ عندَكِ ما آكلُهُ؛ فإنِّي جائعٌ؟ فقالت: لا واللهِ بأبي أنت وأُمِّي، فلمَّا خرَجَ مِن عندِها رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعثَتْ إليها جارةٌ لها برَغيفينِ وقِطْعةِ لَحْمٍ، فأخذَتْهُ منها، فوضَعَتْه في جَفْنةٍ لها وغطَّتْ عليها، وقالت: واللهِ لَأُوثِرَنَّ بهذا رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على نَفْسي ومَن عندي، وكانوا جميعًا مُحتاجينَ إلى شَبعةِ طَعامٍ، فبعَثَتْ حسَنًا أو حُسينًا إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فرجَعَ إليها، فقالت له: بأبي وأُمِّي، قد أتى اللهُ بشَيءٍ، فخَبَأْتُه لك، قال: هَلُمِّي ، فأتَتْهُ، فكشَفَ عن الجَفْنةِ، فإذا هي مَملوءةٌ خُبزًا ولَحمًا، فلمَّا نظَرَتْ إليها بُهِتَتْ وعرَفَتْ أنَّها بركةٌ مِن اللهِ عَزَّ وجَلَّ، فحَمِدَتِ اللهَ وصَلَّتْ على نَبِيِّه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقدَّمَتْهُ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا رآهُ حَمِدَ اللهَ وقال: مِن أين لكِ هذا يا بُنَيَّةُ؟ فقلْتُ: يا أبَهْ {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37]، فحمِدَ اللهَ، وقال: الحمْدُ للهِ الَّذي جعَلَكِ يا بُنَيَّةُ شَبيهةَ سيِّدةِ نِساءِ بني إسرائيلَ، فإنَّها كانت إذا رزَقَها اللهُ شيئًا، فسُئِلَتْ عنه، قالت: {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37]، فبعَثَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى عليٍّ، ثمَّ أكَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعليٌّ وفاطمةُ، وحسَنٌ وحُسينٌ، وجميعُ أزواجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأهْلُ بَيتِه جميعًا حتَّى شَبِعوا، قال: وبقِيَتِ الجَفْنةُ كما هي، قالت: فأوسَعْتُ ببَقيَّتِها على جَميعِ جِيراني، وجعَلَ اللهُ فيها بَركةً وخيرًا كثيرًا.

23 - مَن مَشى إلى سلطانِ اللهِ في الأرضِ ليذلَّه أذلَّ اللهُ رقبتَه يومَ القيامةِ مع ما دخر له منَ العذابِ وسلطانُ اللهِ كتابُ اللهِ عزَّ وجلَّ وسنةُ نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

24 - بَيْنا رسولُ اللهِ جالسٌ بيْن ظَهْرانَيْ أصحابِه، إذ قال صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: صَلَّى اللهُ على تلك المقبرةِ. ثلاثَ مرَّاتٍ. قال: فلمْ يَسأَلْه أحدٌ: أيُّ مَقبرةٍ هي؟ ولم يُسَمِّ لهم شيئًا، قال: فدخَلَ بعضُ أصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على بعضِ أزواجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -قال عطَّافٌ: فحُدِّثْتُ أنَّها عائشةُ- فقال لها: إنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذكَرَ أهلَ مَقبرةٍ، فصَلَّى عليها ولم يُخْبِرْنا أيَّ مَقبرةٍ هي؟ قال: فدخَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فسأَلَتْه عنها، فقال لها: أهلُ مَقبرةٍ بعَسقلانَ.

25 - اجتمَعْتُ أنا وفاطمةُ والعبَّاسُ وزَيدُ بنُ حارثةَ، فقال العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، كَبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمِي، وكَثُرَتْ مُؤْنتي، فإنْ رأيتَ -يا رسولَ اللهِ- أنْ تأمُرَ لي بكذا وكذا وَسْقًا مِن طعامٍ، فافْعَلْ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفعَلُ، فقالت فاطمةُ: يا رسولَ اللهِ، إنْ رأيتَ أنْ تأمُرَ لي كما أمرْتَ للعبَّاسِ، فافْعَلْ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفعَلُ ذلك، فقال زيدُ بنُ حارثةَ: يا رسولَ اللهِ، كنْتَ أعْطَيتني أرْضًا كانت مَعِيشتي منها، ثمَّ قَبَضْتَها مِنِّي، فإنْ رأيْتَ أنْ ترُدَّها عليَّ فافْعَلْ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفعَلُ ذلك.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/75
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - جود النبي وكرمه آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة بر وصلة - الكرم والجود والسخاء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

26 - خرَجْتُ مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فكان لا يأْتي البُرازَ حتَّى يَغِيبَ، فلا يُرى، فنزَلْنا بأرضٍ فَلاةٍ ليس فيها شجَرٌ ولا عَلَمٌ، فقال لي: يا جابِرُ، انْطلِقِ اجعَلْ في الإداوةِ ماءً، ثمَّ انطلِقْ بنا حتَّى لا نُرى، قال: فإذا هو بشَجرتينِ بيْنهما أذرَعٌ، فقال لي: يا جابِرُ، انطلِقْ إلى هاتينِ الشَّجرتينِ، فقُلْ لهما: يأْمُرُكما رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ تَجتمِعَا حتَّى أجلِسَ خلْفَكما، فجاءتَا، فجلَسَ خلْفَهما، ثمَّ رجعَتَا إلى مَكانِهما، قال: فركِبْنا ورسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيْننا كأنَّما على رُؤوسِنا الطَّيرُ يُظِلُّنا، فعرَضَتْ لنا امرأةٌ معها صَبِيٌّ لها، فقالت: يا رسولَ اللهِ، هذا الصَّبِيُّ يأخُذُه الشَّيطانُ في كلِّ يومٍ ثلاثَ مرَّاتٍ، قال: فوقَفَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ أخَذَ الصَّبِيَّ فحمَلَهُ بَينه وبيْن مُقدَّمِ الرَّحْلِ ، ثمَّ قال: اخسَأْ عدُوَّ اللهِ، أنا رسولُ اللهِ، ثمَّ دفَعَ الصَّبِيَّ إليها. فلمَّا مَضَينا مَسِيرَنَا مَرَرْنا بذلك المكانِ، عرَضَتْ لنا المرأةُ وصَبِيُّها ومعها كبْشانِ، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، اقبَلْ مِنِّي هذينِ؛ فوالَّذي بعثَكَ بالحقِّ ما عاد إليه بَعْدُ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خُذوا أحدَهما ورُدُّوا الآخَرَ. قال: ثمَّ سار رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَسِرْنَا، ورسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيننا كأنَّما على رُؤوسِنا الطَّيرُ تُظِلُّنا، فإذا جمَلٌ نادٌّ، فجاء حتَّى خَرَّ بيْن السِّماطَينِ ساجِدًا، فوقَفَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقال للنَّاسِ: مَن صاحِبُ هذا الجمَلِ؟ قال فِتْيةٌ مِن الأنصارِ: هو لنا يا رسولَ اللهِ، قال: فما شأْنُه؟ قالوا: أسْقَينا عليه عِشرينَ سنَةً، فكانت له شُحَيمةٌ، فأرَدْنا أنْ نَنحَرَهُ ونَقسِمَه بيْن غِلمانِنا، قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فبِيعُونِيهِ، قالوا: بلْ هو لك يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَّا لا، فأحْسِنوا إليه حتَّى يأْتِيَه أجَلُه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، نحن أولى بالسُّجودِ لك مِن البهائمِ، فقال: لو كان يَنْبغي أنْ يَسجُدَ بشَرٌ لِأحدٍ كان النِّساءُ لِأزواجِهنَّ.

27 - دخَلْنا مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على رجُلٍ مِن الأنصارِ وبه وَرَمٌ، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألَا تُخْرِجوهُ عنه، قال: فبُطَّ، ورسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شاهدٌ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 445
التصنيف الموضوعي: طب - ما أنزل من داء إلا وله دواء طب - إباحة التداوي وتركه طب - بط الورم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

28 - قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعليٍّ: يا عليُّ، خُذِ البابَ، فلا يَدخُلَنَّ عليَّ أحدٌ؛ فإنَّ عندي زَوْرًا مِن الملائكةِ استأْذَنوا ربَّهم أنْ يَزورُوني، فأخَذَ عليٌّ البابَ، وجاء عُمَرُ فاستأذَنَ، فقال: يا عليُّ، استأذِنْ لي على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال عليٌّ: ليس على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْنٌ، فرجَعَ عمرُ، وظنَّ أنَّ ذلك مِن سَخْطةٍ مِن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمْ يَصبِرْ عمرُ أنْ رجَعَ، فقال: استأذِنْ لي على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: ليس على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْنٌ، فقال: ولِمَ؟ قال: لأنَّ زَوْرًا مِن الملائكةِ عندَهُ واستأْذَنوا ربَّهم أنْ يَزوروهُ، قال: وكمْ هم يا عليُّ؟ قال: ثلاثُ مئةٍ وسِتُّونَ مَلَكًا، ثمَّ أمَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلِيًّا بفَتْحِ البابِ، فذكَرَ ذلك عمرُ لرسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّه أخبَرَني أنَّ زَوْرًا مِن الملائكةِ استأْذَنوا ربَّهم تبارَكَ وتعالى أنْ يَزوروك، وأخبَرَني -يا رسولَ اللهِ- أنَّ عِدَّتَهم ثلاثُ مئةٍ وسِتُّونَ مَلَكًا، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعليٍّ: أنت أخبَرْتَه بالزَّوْرِ؟ قال: نعمْ يا رسولَ اللهِ، قال: وأخبرْتَه بعِدَّتِهم؟ قال: نعمْ، قال: فكمْ يا عليُّ؟ قال: ثلاثُ مئةٍ وسِتُّونَ مَلَكًا، قال: وكيف علِمْتَ ذلك؟ قال: سمِعْتُ ثلاثَ مئةٍ وسِتِّينَ نَغمةً، فعلِمْتُ أنَّهم ثلاثُ مئةٍ وسِتُّونَ ملَكًا، فضرَبَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على صَدْرِه، ثمَّ قال: يا عليُّ، زادكَ اللهُ إيمانًا وعِلْمًا.

29 - أهْدى الأُكَيدِرُ إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَرَّةً مِن مَنٍّ، فجعَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعْطي أصحابَه منها قِطعةً، وأعْطى جابرًا قِطعةً، ثمَّ عاد فأعْطاه قِطعةً أُخرى، فقال: يا رسولَ اللهِ، قد أعْطيتَني مرَّةً؟ فقال: هذا لِبَناتِ عبدِ اللهِ. يعني: أخواتِه.

30 - أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو في نفرٍ من أصحابِه، قال : قلتُ : أنت الذي تزعمُ أنَّك رسولُ اللهِ ؟ قال : نعَم، قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ، أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ ؟ قال : إيمانٌ باللهِ قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ، ثم مَه ؟ قال : ثم صلةُ الرحمِ. قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ، أيُّ الأعمالِ أبغضُ إلى اللهِ ؟ قال : الإشراكُ باللهِ قلتُ : يا رسولَ اللهِ، ثم مَه ؟ قال : قطيعةُ الرحمِ، قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ ثم مَه ؟ قال : الأمرُ بالمُنكرِ ونَهيٌ عنِ المعروفِ
 

1 - لما قدِمتُ المدينةَ، وقد كان يبلُغُني أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يقولُ : إني لأرجو أن يجعَلَ اللهُ يدَه في يدي قال : فانطلقَ بي إلى رحلِه، وألقَتْ لنا الجاريةُ وسادةً - أو قال : بساطًا - فجلَسْنا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أتنكِرُ أن يُقالَ : لا إلهَ إلا اللهُ، فهل مِن إلهٍ غيرُ اللهِ ؟! قال : قلتُ : لا. قال : فتُنكِرُ أن يقالَ : اللهُ أكبرُ، فهل شيءٌ أكبرُ منَ اللهِ ؟! فقلتُ : لا. قال : فإنَّ اليهودَ مغضوبٌ عليهِم، والنصارى ضلَّالٌ قلتُ : فإني مسلمٌ، قال : فرأيتُ وجهَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استَبشَر لذلك واستَنار لذلك
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عدي بن حاتم الطائي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/80 التخريج : أخرجه أبو داود الطيالسي (1135)، واللفظ له، والترمذي (2953)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (7/ 98) (236)، مطولا.
التصنيف الموضوعي: آداب المجلس - مجلس الضيف آداب المجلس - الجلوس على الحصير ونحوه إيمان - توحيد الأسماء والصفات إيمان - توحيد الألوهية إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام
|أصول الحديث

2 - إذا بلَغَ بنو الحَكَمِ ثلاثينَ رجُلًا، اتَّخذوا دِينَ اللهَ دَخَلًا ، وعِبادَ اللهِ خَوَلًا ، ومالَ اللهِ دُوَلًا.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/84 التخريج : أخرجه أبو يعلى (1152)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (27/253) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات إمامة وخلافة - ذم الإمام الجائر مناقب وفضائل - بعض من ذمهم النبي وذم أفعالهم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

3 - مَن أسْرَجَ في مسجِدٍ مِن مساجِدِ اللهِ سِراجًا، لم تزَلِ الملائكةُ وحملَةُ العرشِ يَسْتغفِرونَ له، ما دامَ في ذلك المسجِدِ ضَوءٌ مِن ذلك السِّراجِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/42 التخريج : أخرجه الحارث في ((المسند)) (127)، وابن أبي شيبة في ((العرش)) (34).
التصنيف الموضوعي: خلق - العرش مساجد ومواضع الصلاة - السرج في المساجد مساجد ومواضع الصلاة - العناية بالمسجد إحسان - الحث على الأعمال الصالحة إيمان - الملائكة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

4 - لعَنَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الحَكَمَ وما يَخرُجُ مِن صُلْبِه .
خلاصة حكم المحدث : مرسل ورواته ثقات
الراوي : الشعبي عامر بن شراحيل | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/83 التخريج : أخرجه إسحاق بن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (7527)
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - اللعن مناقب وفضائل - بعض من ذمهم النبي وذم أفعالهم

5 - أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعَنَ المُخْتَفِيَ والمُخْتَفيةَ. يعني: النَّبَّاشَ والنَّبَّاشةَ.
خلاصة حكم المحدث : مرسل بسند صحيح
الراوي : عمرة بنت عبدالرحمن | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/520 التخريج : أخرجه البيهقي (17325)، والشافعي في ((مسند الشافعي)) (ص363)، وإبراهيم الحربي في ((غريب الحديث)) (2/ 840)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (4/ 408)، واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - اللعن إيمان - الوعيد حدود - حد النباش رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - لعَنَ اللهُ سُهيلًا؛ كان عشَّارًا باليمنِ فمُسِخَ، ولعَنَ اللهُ الزُّهرةَ؛ فإنَّها فتَنَتِ المَلَكَينِ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] جابر الجعفي ضعيف
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/180 التخريج : أخرجه ابن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة)) (5620)، والثعلبي (287) واللفظ لهما، وابن مردويه كما في ((الدر المنثور للسيوطي)) (1/ 239) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام فتن - وقوع المسخ
|أصول الحديث

7 - لعَنَ اللهُ مَن بدَا بعْدَ هِجرةٍ -ثلاثَ مرَّاتٍ- إلَّا في فِتْنةٍ؛ فإنَّ البُدُوَّ خيرٌ مِن المقامِ في الفِتْنةِ.
خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف
الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/99 التخريج : أخرجه الطبراني (2/ 256):_x000d_ (2074) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: فتن - النهي عن السعي في الفتنة جهاد - الهجرة من دار العدو إلى دار الإسلام فتن - الترهب في أيام الفتن فتن - العزلة في الفتن
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

8 - مَرَّ رجُلٌ بمَسجِدٍ مِن مساجدِ بني حَنيفةَ، فإذا إمامُهم يَقرَأُ بقراءةِ مُسيلمةَ: والطَّاحناتُ طَحنًا، والعاجِناتُ عَجنًا، والثَّارداتُ ثَرْدًا، واللَّاقماتُ لَقْمًا. فبعَثَ عبدُ اللهِ، فأُتِيَ بهم، فإذا هم سبْعونَ يَقْرؤونَ على قِراءةِ مُسيلمةَ، فقال عبدُ اللهِ: ما نحن بمُحْرِزي الشَّيطانِ هؤلاء، رَحِّلوهم إلى الشَّامِ، لعلَّ اللهَ أنْ يُفْنِيَهم بالطَّعنِ والطَّاعونِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده مرسل ورجال إسناده ثقات
الراوي : قيس بن أبي حازم | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 234 التخريج : أخرجه إسحاق بن راهويه كما في ((المطالب العالية)) لابن حجر (1847) بلفظه، وأخرجه الطبراني (8956) (9/ 194)، وعبد الرزاق (18708 )، وابن أبي شيبة (33412) جميعًا بلفظ مقارب مطولًا
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - خروج الكذابين والمتنبئين طب - الطاعون إيمان - أعمال الجن والشياطين إيمان - الجن والشياطين ردة - أخبار الردة والمرتدين
|أصول الحديث

9 - سأَلْنا رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن القِرَدةِ والخنازيرِ: أهُمْ مِن نسْلِ اليهودِ؟ فقال: لا، إنَّ اللهَ تَباركَ وتَعالى لم يلْعَنْ قومًا قطُّ، فمسَخَهم، فيكونُ لهم نَسْلٌ، ولكنْ هذا خلْقٌ كان، فلمَّا غضِبَ اللهُ على اليهودِ فمسَخَهم، جعَلَهم مِثْلَهم.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/163 التخريج : أخرجه أحمد (3768) باختلاف يسير، وأخرجه مسلم (2663) بنحوه مطولاً
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - اللعن إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام فتن - وقوع المسخ
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

10 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لعَن عشرةً منَ الناسِ : آكلَ الربا، وموكلَه، وكاتبَه، وشاهدَه، والواشمةَ، والمستوشمةَ، ومانعَ الصدقةِ، والمحِلَّ، والمحلَّلَ له، وكان يَنهى عنِ النوحِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/311 التخريج : أخرجه أحمد (635)، وأبو يعلى (516)، والبزار (820) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - اللعن ربا - ذم الربا وآكله وموكله زكاة - عقوبة مانع الزكاة نكاح - نكاح المحلل جنائز وموت - الزجر عن النياحة
| الصحيح البديل |أصول الحديث

11 - لعَن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المسوفةَ والمفسلةَ، فأما المسوفةُ، فالتي إذا أرادها زوجُها، قالتْ : سوفَ، الآنَ، وأما المفسلةُ، التي إذا أرادها زوجُها، قالتْ : إني حائضٌ، وليستْ بحائضٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 63 التخريج : أخرجه أبو يعلى (6467) واللفظ له، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (7/200) باختلاف يسير، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (4/229) مختصرا ًباختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - اللعن نكاح - حق الزوج على المرأة نكاح - عشرة النساء آداب عامة - الأخلاق المذمومة مناقب وفضائل - بعض من ذمهم النبي وذم أفعالهم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

12 - أنَّ رجلًا كان يُهدي للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كلَّ عامٍ راويةً مِن خمرٍ، فأهداها له عامًا وقد حُرِّمَتْ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنها قد حُرِّمَتْ فقال الرجلُ : أفلا أبيعُها ؟ فقال : إنَّ الذي حرَّم شُربَها حرَّم بيعَها، قال : أفلا أكارمُ بها اليهودَ ؟ قال : الذي حرَّمها حرَّم أن يُكارَمَ بها اليهودُ، قال : فكيفَ أصنَعُ بها ؟ قال : سيِّبْها في البطحاءِ

13 - لا تصوموا يومَينِ، ولا تصلُّوا صلاتينِ : لا تصوموا يومَ الفِطرِ ويومَ الأضحى، ولا تصلُّوا بعدَ العصرِ حتى تغرُبَ الشمسُ، ولا بعدَ الصبحِ حتى تطلُعَ الشمسُ، ولا تسافِرُ المرأةُ فوقَ ثلاثٍ إلا ومعها ذو محرمٍ، ولا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ : المسجدِ الحرامِ، ومسجدي، وبيتِ المَقدِسِ
خلاصة حكم المحدث : في سنده مجالد بن سعيد
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/118 التخريج : أخرجه مسدد كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (3/118) واللفظ له، وأخرجه البخاري (1197)، ومسلم (827) بلفظ: "والمسجد الأقصى"
التصنيف الموضوعي: صلاة - أوقات النهي عن الصلاة صيام - الأيام المنهي عن صيامها صيام - صيام يوم الفطر والأضحى مساجد ومواضع الصلاة - لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مناقب وفضائل - فضائل المسجد الأقصى
|أصول الحديث

14 - صوموا عاشوراءَ، وخالِفوا فيه اليهودَ، صوموا قبلَه يومًا وبعدَه يومًا
خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف، وله متابعة
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/81 التخريج : أخرجه أحمد (2154)، والبزار (5238)، وابن خزيمة (2095) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: صيام - صيام يوم عاشوراء إيمان - أهل الكتاب وما يتعلق بهم صيام - صيام التطوع
|أصول الحديث

15 - يَخرُجُ الدَّجَّالُ مِن يَهوديَّةِ أصبهانَ ، معه سَبعونَ ألْفًا مِن اليهودِ، عليهم التِّيجانُ.
خلاصة حكم المحدث : في إسناده محمد بن مصعب وهو ضعيف
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/123 التخريج : أخرجه أبو يعلى (3639)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (4930)
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة أشراط الساعة - خروج الدجال ومكثه بالأرض فتن - فتنة الدجال فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات أشراط الساعة - علامات الساعة الكبرى
|أصول الحديث

16 - أسلَفَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لرجُلٍ مِن اليهودِ -يُقال له: يامينُ- دَنانِيرَ في تَمْرٍ كَيل مُسمًّى إلى أجلٍّ مُسمًّى، وقال اليهوديُّ: مِن تمْرِ حائطِ بني فُلانٍ، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَّا مِن تمرِ حائطِ بني فُلانٍ فلَا.
خلاصة حكم المحدث : إسناده مرسل ، ورجاله ثقات على شرط ابن حبان
الراوي : عبدالله بن سلام | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/345 التخريج : أخرجه أبو يعلى كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (3/345)
التصنيف الموضوعي: سلم - السلم إلى أجل معلوم سلم - السلم في النخل
|أصول الحديث

17 - لمَّا أراد عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ الإسلامَ، دخَلَ على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأسلَمَ، وقال: أشهَدُ أنَّك رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أرسلَكَ بالهُدى ودِينِ الحقِّ، وأنَّ اليهودَ يَجِدونَك عندهم في التَّوراةِ مَنعوتًا. ثمَّ قال له: أرسِلْ إلى نَفَرٍ مِن اليهودِ؛ إلى فُلانٍ وفُلانٍ، فسمَّاهم له، وأخْبِئْني في بَيتٍ، فسَلْهم عنِّي وعن والدي، فإنَّهم يُخبِرونَك، وإنِّي سأخْرُجُ عليهم، فأشهَدُ أنَّك رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أرسلَكَ بالهُدى ودِينِ الحقِّ؛ لعلَّهم يُسلِمون، ففعَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك، فخَبَأَهُ في بَيتِه، وأرسَلَ إلى النَّفرِ الَّذين أمَرَهُ بهم، فدَعاهُم، فقال لهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ عندكم، وما كان والدُهُ؟ فقالوا: سيِّدُنا وابنُ سيِّدِنا، وعالِمُنا وابنُ عالِمِنا، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرأيتُمْ إنْ أسلَمَ تُسلِمون؟ قالوا: إنَّه لا يُسلِمُ، قال: أرأيتُمْ إنْ أسلَمَ؟ قالوا: لا يُسلِمُ، قال: أرأيتُمْ إنْ أسلَمَ؟ قالوا: لا يُسلِمُ أبدًا، فدعاهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فخرَجَ عليهم، ثمَّ قال: أشهَدُ أنَّك رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أرسلَكَ بالهُدى ودِينِ الحقِّ، وإنَّهم لَيَعلمونَ منك مِثْلَ ما أعلَمُ، قال: فقالتِ اليهودُ لعبْدِ اللهِ: ما كُنَّا نَخْشاك يا عبدَ اللهِ على هذا، قال: فخَرَجوا مِن عندِهِ، فأنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في ذلك: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأحقاف: 10].
خلاصة حكم المحدث : مرسل
الراوي : الحسن البصري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/284 التخريج : أخرجه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (6644)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (29/114) باختلاف يسير، والحارث بن أبي أسامة كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (6860) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: قرآن - أسباب النزول فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شهادة أهل الكتاب بصدقه صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما كان عند أهل الكتاب في أمر نبوته صلى الله عليه وسلم فضائل سور وآيات - سورة الأحقاف مناقب وفضائل - عبد الله بن سلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

18 - جاء ناسٌ مِن اليهودِ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: يا محمَّدُ، أفي الجنَّةِ فاكِهةٌ؟ قال: نعمْ، فيها فاكهةٌ ونَخْلٌ ورُمَّانٌ، قالوا: أفيأْكُلون كما يأْكُلون في الدُّنيا؟ قال: نعمْ، وأضعافُ ذلك، قال: فيَقْضُون الحوائجَ؟ قال: لا، ولكنْ يَعْرَقون ثمَّ يَرْشَحون، فيُذهِبُ اللهُ ما في بُطونِهم مِن أذًى.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] حصين بن عمر الأحمسي وهو ضعيف
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/236 التخريج : أخرجه عبد بن حميد في ((مسنده)) (35)، وابن أبي الدنيا في ((صفة الجنة)) (103)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (5687)
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة أهل الجنة جنة - طعام أهل الجنة وشرابهم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات جنة - طيب أهل الجنة علم - السؤال للانتفاع وإن كثر
|أصول الحديث

19 - جاء يَهوديٌّ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: نِعْمَ الأُمَّةُ أُمَّتُك لولا أنَّهم يَعْدِلون، قال: وكيف يَعْدِلون؟ قال: يَقولونَ: لولا اللهُ وفلانٌ، قال: إنَّ اليهودَ لَتقولُ قولًا، فقولوا: ما شاء اللهُ، ثمَّ فلانٌ. وقال أيضًا: نِعْمَ الأُمَّةُ أُمَّتُك لولا أنَّهم يُشرِكون، قال: كيف يقولونَ؟ قال: يَحلِفونَ بحَقِّ فلانٍ وبحَياةِ فُلانٍ، قال: فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَحلِفوا إلَّا باللهِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/347 التخريج : أخرجه أبو يعلى كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (5/347) واللفظ له، والطبراني (10/251) (10468)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (5/349) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أيمان - الحلف بغير الله عز وجل أقضية وأحكام - الاكتفاء في اليمين بالحلف بالله إيمان - توحيد الألوهية إيمان - توحيد الربوبية مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

20 - إني لقاعدٌ عندَ سعيدِ بنِ المسيِّبِ، قال بعضُ القومِ : يا أبا محمدٍ، إنَّ رجالًا، يقولونَ : قدَّر اللهُ كلَّ شيءٍ ما خلا الشرَّ قال : فواللهِ ما رأيتُ سعيدًا غضِب غضبًا قَطُّ مثلَ غضبٍ يومئذٍ، حتى هَمَّ بالقيامِ، ثم قال : فعَلوها ! وَيحَهم، لو يَعلَمونَ، أما واللهِ لقد سمِعتُ فيهِم حديثًا كفاهم به شرًّا، قال : قلتُ : وما ذاكَ يرحمُكَ اللهُ يا أبا محمدٍ ؟ قال : فنظَر إليَّ، وقد سكَن غضبُه عنه، قال : حدَّثني رافعُ بنُ خديجٍ : سمِعتُه، يقولُ : سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يقولُ : في أُمَّتي أقوامٌ يكفُرونَ باللهِ وبالقدرِ، وهم لا يَشعُرونَ، كما كفَرَتِ اليهودُ والنصارى قال : قلتُ : جُعِلتُ فِداكَ يا رسولَ اللهِ، يقولونَ ماذا ؟ قال : يؤمِنونَ ببعضَ القدَرِ، ويكفُرونَ ببعضِ القدرِ. قلتُ : جُعِلتُ فِداكَ يا رسولَ اللهِ يقولونَ كيفَ ؟ قال : يقولونَ : الخيرُ منَ اللهِ، والشرُّ مِن إبليسَ، قال : وهم يَقرَؤونَ على ذلك كتابَ اللهِ، ويَكفُرونَ باللهِ وبالقرآنِ بعدَ الإيمانِ والمعرفةِ، فماذا تَلقى أمتي منهم منَ العداوةِ والبغضاءِ والجدالِ، أولئكَ زنادقةُ هذه الأمةِ، وفي زمانِهم يكونُ ظلمُ السلطانِ، فيا له مِن ظلمٍ وحيفٍ، وأثرةٍ، فيبعثُ اللهُ طاعونًا فيُفني عامتَهم، ثم يكونُ المسخُ، والخسفُ، وقليلٌ مَن ينجو منه، المؤمنُ يومئذٍ قليلٌ فرحُه، شديدٌ غمُّه، ثم يكونُ المسخُ، يمسخُ اللهُ عامةَ أولئكَ قردةً وخنازيرَ، ثم بَكى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حتى بكَينا لبكائِه، فقيل : ما هذا البُكاءُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : رحمةً لهم الأشقياءُ لأنَّ فيهمُ المجتهدَ، وفيهمُ المتعبدَ، مع إنهم ليسوا بأولِ مَن سبَق إلى هذا القولِ وضاق به ذرعًا، إنَّ عامةَ مَن هلَك مِن بني إسرائيلَ به هلَك. وقيل : يا رسولَ اللهِ ما الإيمانُ بالقدَرِ ؟ قال : أن تؤمِنوا باللهِ وحدَه، وتَعلَموا أنه لا يملكُ معه أحدٌ ضرًّا، ولا نفعًا، وتؤمِنوا بالجنةِ والنارِ، وتَعلَموا أنَّ اللهَ خلَقَهما قبلَ خلقِ الخلقِ، ثم خلَق خلقَه، فجعَل مَن شاء مِنهم للجنةِ، ومَن شاء منهم للنارِ
خلاصة حكم المحدث : ضعيف لضعف داود بن المحبر
الراوي : رافع بن خديج | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/179 التخريج : أخرجه الحارث في المسند كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (218) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: قدر - التشديد في الخوض بالقدر قدر - القدرية إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام فتن - وقوع المسخ
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

21 - أتى رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجلٌ مِن اليهودِ، يُقال له: بُستانِي اليهوديُّ، فقال: يا محمَّدُ، أخبِرْني عنِ النُّجومِ الَّتي رآها يُوسفُ عليه السَّلامُ ساجدةً له في أُفقِ السَّماءِ ؛ ما أسماؤها؟ فلم يُجِبْه نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومئذٍ بشَيءٍ، فأتاهُ جِبريلُ عليه السَّلامُ فأخبَرَه، فبعَثَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى بُستانِي اليهوديِّ، فقال له: أتُسْلِمُ أنتَ إنْ نبَّأْتُك بأسمائِها؟ ثمَّ قال: هي حُرْثان، والذَّيالُ، والطَّارقُ، والكتفانُ، وقابسٌ، ووثَّابٌ، وعمودان، والفليقُ، والمصبحُ، والضروحُ، وذا الفرعِ، قال: يقول بُستانِي: واللهِ إنَّها أسماؤها، قال: وقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لمَّا رآها يُوسفُ عليه السَّلامُ قصَّها على أبيهِ يعقوبَ، فقال له أبوهُ: هذا أمْرٌ مُتشتَّتٌ، فجمَعَه اللهُ مِن بعْدُ، قال: والشَّمسُ أبوهُ، والقمَرُ أُمُّه.

22 - نزَلَ عمرُ بالرَّوحاءِ، فرَأى ناسًا يَبْتدِرون أحجارًا، فقال: ما هذا؟ فقالوا: يقولونَ: إنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى إلى هذه الأحجارِ، فقال: سُبحانَ اللهِ! ما كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا راكبًا مَرَّ بوادٍ، فحضرَتِ الصَّلاةُ فصَلَّى، ثمَّ حدَّثَ فقال: إنِّي كنْتُ أغْشى اليهودَ يومَ دِراستِهم، فقالوا: ما مِن أصحابِك أحدٌ أكرَمُ علينا مِنْك؛ لأنَّك تأْتِينا، قلْتُ: وما ذاك إلَّا أنِّي أعجَبُ مِن كُتُبِ اللهِ كيف يُصدِّقُ بعضُها بعضًا؛ كيف يُصدِّقُ التَّوراةُ الفُرْقانَ ، والفُرْقانُ التَّوراةَ. فمَرَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا وأنا أُكلِّمُهم، فقلْتُ: أنْشُدُكُم باللهِ وما تَقْرؤونَ مِن كتابِه، أتَعْلَمون أنَّه رسولُ اللهِ؟ فقالوا: نعمْ، فقلْتُ: هلَكْتُم واللهِ؛ تَعْلمون أنَّه رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ لا تَتَّبِعونه؟! فقالوا: لم نَهْلِكْ، ولكنْ سأَلْناهُ: مَن يأْتيهِ بنُبوَّتِه؟ فقال: عدُوُّنا جِبريلُ؛ لأنَّه يَنزِلُ بالغِلْظةِ والشِّدَّةِ، والحزنِ والهلاكِ، ونحوِ هذا، فقلْتُ: فمَن سِلْمُكم مِنَ الملائكةِ؟ قالوا: مِيكائيلُ؛ يَنزِلُ بالقَطْرِ والرَّحمةِ، وكذا قلْتُ: وكيف مَنزِلتَيهما مِن ربِّهما؟ قالوا: أحدُهما عن يَمينِه، والآخرُ مِن الجانبِ الآخرِ، قلْتُ: فإنَّه لا يَحِلُّ لجِبريلَ أنْ يُعادِيَ ميكائيلَ، ولا يَحِلُّ لميكائيلَ أنْ يُسالِمَ عدُوَّ جبريلَ، وإنِّي أشْهَدُ أنَّهما وربَّهما لَسِلْمٌ لمَن سالَموا، وحرْبٌ لمَن حارَبوا. ثمَّ أتيتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا أُرِيدُ أنْ أُخْبِرَه، فلمَّا لَقِيتُه، قال: ألَا أُخْبِرُك بآياتٍ أُنْزِلَت عليَّ؟ قلْتُ: بلى يا رسولَ اللهِ، فقرَأَ: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} [البقرة: 97]، حتَّى بلَغَ {لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98]، قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، ما قُمْتُ مِن عندِ اليهودِ إلَّا إليك؛ لِأُخْبِرَك بما قالوا لي وقلْتُ لهم، فوَجدْتُ اللهَ قد سَبَقني. قال عمرُ رضِيَ اللهُ عنه: فلقَدْ رأَيْتُني وأنا أشَدُّ في اللهِ مِن الحَجرِ.
خلاصة حكم المحدث : مرسل صحيح الإسناد
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/178 التخريج : أخرجه الطبري (1608)، وإسحاق بن راهويه كما في ((المطالب العالية)) (3521) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة البقرة قرآن - أسباب النزول إيمان - الملائكة علم - النظر في كتب أهل الكتاب فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شهادة أهل الكتاب بصدقه صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

23 - نَزَلَتْ في الخمرِ ثلاثُ آياتٍ، فأوَّلُ شيْءٍ نَزَلَ: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [البقرة: 219]، الآيةَ، فقيل: حُرِّمَتِ الخمرُ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، دَعْنا نَنتَفِعْ بها كما قال اللهُ عزَّ وجلَّ، فسَكَتَ عنهم. ثمَّ نَزَلَتْ هذه الآيةُ: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43]، فقيل: حُرِّمَتِ الخمرُ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، إنا لا نَشرَبُها قُرْبَ الصَّلاةِ، فسَكَتَ عنهم، ثمَّ نَزلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ} [المائدة: 90]، الآيةَ، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: حُرِّمَتِ الخمرُ. قال: وقَدِمَتْ لرجُلٍ راويةٌ مِنَ الشَّامِ، أو رَوَايَا، فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأبو بكرٍ، وعُمَرُ، ولا أَعلَمُ عثمانَ إلَّا معهم، فانتَهَوْا إلى الرَّجُلِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: خَلِّ عنها نَشُقَّها، فقال: يا رسولَ اللهِ، أفلا نَبِيعُها ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ اللهَ لَعَنَ الخمرَ، ولَعَنَ غارِسَها، ولَعَنَ شارِبَها، ولَعَنَ عاصِرَها، ولَعَنَ مُؤْوِيها، ولَعَنَ مُديرَها، ولَعَنَ سَاقِيَها، ولَعَنَ حامِلَها، ولَعَنَ آكِلَ ثمنِها، ولَعَنَ بائِعَها.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف، وله شاهد
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 346 التخريج : أخرجه الطيالسي (2069)، وابن أبي حاتم في ((التفسير)) (2046)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (5570)
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة البقرة تفسير آيات - سورة المائدة تفسير آيات - سورة النساء قرآن - أسباب النزول
|أصول الحديث

24 - زنَى رجُلٌ مِن أهلِ فدَكَ، فكتَبَ أهلُ فدَكَ إلى ناسٍ مِن اليهودِ بالمدينةِ: أنْ سَلُوا محمَّدًا عن ذلك، فإنْ أمَرَكم بالجلْدِ، فخُذوه عنه، وإنْ أمَرَكم بالرَّجمِ، فلا تأْخُذوه عنه، فسأَلوه عن ذلك، فقال: أرْسِلوا إليَّ أعلَمَ رجُلينِ فيكم، فجاؤوا برجُلٍ أعورَ يُقال له: ابنُ صُورِيَا، وآخرَ، فقال لهما النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنتما أعلَمُ مَن قِبَلَكما، فقالَا: قد نحَا قومُنا لذلك، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهما: أليس عِندكم التَّوراةُ فيها حُكْمُ اللهِ؟ قالَا: بلى، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فأنشُدُكَ بالَّذي فلَقَ البحرَ لِبَني إسرائيلَ، وظلَّلَ عليكم الغَمامَ، وأنْجاكُم مِن آلِ فِرعونَ ، وأنزَلَ المَنَّ والسَّلوى على بني إسرائيلَ، ما تَجِدونَ في التَّوراةِ مِن شأْنِ الرَّجمِ؟ فقال أحدُهما للآخرِ: ما نُشِدْتُ بمِثْلِه قَطُّ. ثمَّ قالا: نَجِدُ تَرْدادَ النَّظرِ زَنْيةً، فإذا شَهِدَ أربعةٌ أنَّهم رأَوْه يُبْدِئُ ويُعِيدُ، كما يَدخُلُ المِيلُ في المُكْحُلةِ ؛ فقد وجَبَ الرَّجمُ، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هو ذاك، فأمَرَ به فرُجِمَ، ونزَلَت: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} [المائدة: 42] الآيةَ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] مجالد بن سعيد ، وهو ضعيف
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 248 التخريج : أخرجه الحميدي (1331)، والطحاوي في ((مشكل الآثار)) (4539)، وابن المنذر في ((الأوسط)) (6564) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: قرآن - أسباب النزول إيمان - أهل الكتاب وما يتعلق بهم حدود - حد الزنا حدود - رجم الزاني المحصن من أهل الكتاب فضائل سور وآيات - سورة المائدة
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

25 - أتَيْنا عُثمانَ بنَ أبي العاصِ رضِيَ اللهُ عنه يومَ جُمعةٍ لِنَعرِضَ مُصْحفًا بمُصْحَفِه، فلمَّا حضَرَتِ الجُمعةُ أمَرَنَا، فاغْتَسَلْنا وتطيَّبْنا، ورُحْنا إلى الجُمعةِ، فجلَسْنا إلى رجُلٍ يُحدِّثُ، ثمَّ جاء عُثمانُ بنُ أبي العاصِ، فتحوَّلْنا إليه، فقال عُثمانُ: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: سيكونُ للمسلمينَ ثلاثةُ أمصارٍ: مِصرٍ بمُلْتقى البحرينِ، ومِصرٍ بالجزيرةِ، ومِصرٍ بالشَّامِ، فيَفزَعُ النَّاسُ ثلاثَ فَزعاتٍ، فيَخرُجُ الدَّجَّالُ في أعراضِ جَيشٍ، فيَنهزِمُ مِن قِبَلِ المشرِقِ، فأوَّلُ مِصرٍ يَرِدُونَ المِصْرُ الَّذي بمُلْتقى البحرينِ، فيَصيرُ النَّاسُ ثلاثَ فِرَقٍ: فِرقةٍ تُقِيمُ وتقولُ: نُشامُّهُ ونَنظُرُ ما هو، وفِرقةٍ تَلحَقُ بالأعرابِ، وفِرقةٍ تَلحَقُ بالمِصْرِ الَّذي يَلِيهم، ومع الدَّجَّالِ سَبْعونَ ألْفًا عليهم السِّيجانُ، فأكثَرُ  تَبَعِه اليهودُ والنِّساءُ، ثمَّ يأتي المِصْرَ الَّذي يَلِيهم، فيَفترِقُ أهْلُه ثلاثَ فِرَقٍ: فرقةٍ تقولُ: نُشامُّهُ نَنظُرُ ما هو، وفِرقةٍ تَلْحَقُ بالأعرابِ، وفِرقةٍ تَلحَقُ بالمِصْرِ الَّذي يَلِيهم بغَربيِ الشَّامِ، ويَنحازُ المُسلمونَ إلى عَقَبةِ أَفِيقَ، فيَبْعثونَ سَرْحًا لهم، فيُصابُ سَرْحُهم، فيَشتَدُّ ذلك عليهم، أو تُصيبُهم مَجاعةٌ شَديدةٌ وجَهدٌ شَديدٌ، حتَّى إنَّ أحَدَهم لَيُحْرِقُ وَتَرَ قَوسِه فيَأْكُلُه، فبيْنما هم كذلك إذ نادى مُنادٍ مِن السَّحرِ: يا أيُّها النَّاسُ، أتاكمُ الغوثُ -ثلاثَ مرَّاتٍ-، فيقولُ بعضُهم لبعضٍ: إنَّ هذا لَصوتُ رجُلٍ شَبعانَ، فيَنزِلُ عيسى ابنُ مَريمَ عندَ صَلاةِ الفجْرِ، فيقولُ له أميرُ النَّاسِ: تقدَّمْ يا رُوحَ اللهِ فصَلِّ بِنا، فيقولُ: هذه الأُمَّةُ أُمَراءُ بعْضُهم على بعضٍ، تقدَّمْ أنت فصَلِّ بنا، فيَتقدَّمُ الأميرُ فيُصلِّي بهم، فإذا قَضى صَلاتَه أخَذَ عيسى ابنُ مريمَ حَرْبَتَه، فيَذهَبُ نحْوَ الدَّجَّالِ، فإذا رآهُ الدَّجَّالُ ذابَ كما يَذوبُ الرُّصاصُ، فيَضَعُ حَربَتَه بيْن ثُنْدوتِه ، فيَقتُلُه، ويَهزِمُ اللهُ أصحابَه، فليس شَيءٌ يُواري منهم أحدًا، حتَّى إنَّ الحجَرَ والشَّجرَ لَيقولونَ: يا مُؤمِنُ، هذا كافِرٌ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] ابن جدعان وهو ضعيف
الراوي : عثمان بن أبي العاص الثقفي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/141 التخريج : أخرجه أحمد (17931)، والطبراني (9/52) (8392)، والحاكم (8473)
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أشراط الساعة - خروج الدجال ومكثه بالأرض أشراط الساعة - نزول عيسى ابن مريم أشراط الساعة - قتل الدجال أشراط الساعة - صفة الدجال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

26 - كنتُ جالسًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مسجدِ الخِيفِ، فأتاه رجلٌ منَ الأنصارِ، ورجلٌ مِن ثَقيفٍ، فلما سلَّما قالا : جِئناكَ يا رسولَ اللهِ لنَسألَكَ قال : إن شئتُما أخبَرتُكما بما تَسألاني عنه فعَلتُ، وإن شِئتُما أن أسكُتَ فتَسألاني فعَلتُ. قالا : أخبِرْنا يا رسولَ اللهِ نَزدادُ إيمانًا - أو نَزدادُ يَقينًا، شَكَّ إسماعيلُ - فقال الأنصاريُّ للثقفيِّ : سَلْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم, قال : بل أنتَ فسَلْه، فإني لأعرِفُ لكَ حقَّكَ, فسَلْه, فقال الأنصاريُّ : أخبِرْنا يا رسولَ اللهِ ؟ قال : جِئتَني لتَسألَني عن مَخرَجِكَ من بيتِكَ تؤمُّ البيتَ الحرامَ، وما لكَ فيه، وعن طوافِكَ بالبيتِ، ومالَكَ فيه، وعن ركعتَيكَ بعدَ الطوافِ، وما لكَ فيهما، وعن طوافِكَ بالصفا والمروةِ، وما لكَ فيه، وعن وُقوفِكَ بعرفةَ وما لكَ فيه، وعن رَميكَ الجمارَ وما لكَ فيه، وعن نحرِكَ وما لكَ فيه، وعن حلاقِكَ رأسَكَ وما لكَ فيه، وعن طوافِكَ بعد ذلك وما لكَ فيه - يعني : الإفاضةَ - قال : والذي بعثكَ بالحقِّ، لعَنْ هذا جئتُ أسألُكَ, قال : فإنَّكَ إذا خرَجتَ مِن بيتِكَ تؤمُّ البيتَ الحرامَ، لم تضَعْ ناقتُكَ خُفًّا، ولم تَرفَعْه، إلا كتَب اللهُ لكَ به حسنةً، ومَحا عنكَ به خطيئةً، ورفَع لكَ بها درجةً، وأما ركعتَيكَ بعد الطوافِ، فإنَّهما كعِتقِ رقبةٍ من بني إسماعيلَ، وأما طوافُكَ بالصفا، والمروةِ، فكعِتقِ سبعينَ رقبةً، وأما وُقوفُكَ عشيةَ عَرفَةَ، فإنَّ اللهَ يَهبِطُ إلى السماءِ الدنيا، فيُباهي بكمُ الملائكةَ، يقولُ : هؤلاء عبادي جاءوني شُعثًا غُبرًا من كلِّ فجٍّ عَميقٍ، يَرجونَ رحمتي ومغفِرَتي، فلو كانتْ ذنوبُكم عددَ الرملِ، أو كزبَدِ البحرِ لغفَرتُها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم، ولِمَن شفَعتُم له، وأما رميُكَ الجِمارَ ، فلكَ بكلِّ حَصاةٍ رمَيتَها تكفيرُ كبيرةٍ منَ الكبائرِ الموبقاتِ الموجباتِ، وأما نحرُكَ فمدخورٌ لكَ عندَ ربِّكَ، وأما حلاقُ رأسِكَ فبكلِّ شعرةٍ حلقتَها حسنةٌ، ويُمحى عنكَ بها خطيئةٌ, قال : يا رسولَ اللهِ، فإن كانتِ الذنوبُ أقلَّ من ذلك ؟ قال : إذًا يُدَّخَرُ لكَ في حسناتِكَ, وأما طوافُكَ بالبيتِ بعد ذلك، فإنَّكَ تطوفُ ولا ذنبَ لكَ، يأتي ملَكٌ، حتى يضَعَ يدَه بين كتفَيكَ، ثم يقولُ : اعمَلْ لما يستقبلُ، فقد غُفِر لكَ ما مضى قال الثقفيُّ : أخبِرْني يا رسولَ اللهِ، قال : جئتَ تسألُني عنِ الصلاةِ، قال : إذا غسَلتَ وجهَكَ انتثرَتِ الذنوبُ مِن أشفارِ عينَيكَ، وإذا غسَلتَ يدَيكَ انتثرَتِ الذنوبُ مِن أظفارِ يدَيكَ، وإذا مسَحتَ برأسِكَ انتثرَتِ الذنوبُ عن رأسِكَ، وإذا غسَلتَ رِجلَيكَ انتثرَتِ الذنوبُ مِن أظفارِ قدمَيكَ، ثم إذا قُمتَ إلى الصلاةِ فاقرَأْ منَ القرآنِ ما تيسَّر، ثم إذا ركَعتَ فأمكِنْ يدَيكَ مِن رُكبتَيكَ : وافرُقْ بين أصابعِكَ حتى تطمئِنَّ راكعًا، ثم إذا سجَدتَ فمكِّنْ وجهَكَ منَ السجودِ حتى تطمئِنَّ ساجدًا، وصَلِّ مِن أولِ الليلِ وآخرِه, قال : أرأيتَ إن صلَّيتُ الليلَ كلَّه ؟ قال : فإنَّكَ إذًا أنتَ
خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف، لضعف إسماعيل بن رافع. وله شاهد
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/196 التخريج : أخرجه البزار كما فى ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (3/276)، والشجري في ((الأمالي)) (718) باختلاف يسير، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (74/76) مختصراً
التصنيف الموضوعي: صلاة - صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي إيمان - توحيد الأسماء والصفات وضوء - خروج الخطايا من كل عضو بعد الوضوء
|أصول الحديث

27 - خطَبَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خُطبةً قبلَ وَفاتِه، وهي آخِرُ خُطبةٍ خطَبَها بالمدينةِ حتَّى لحِقَ باللهِ، فوعَظَنا فيها مَوعظةً ذرَفَتْ منها العُيونُ، ووَجِلَت منها القُلوبُ، واقشعَرَّتْ منها الجُلودُ، وتقلْقَلَتْ منها الأحشاءُ، أمَرَ بِلالًا فنادى: الصَّلاةُ جامعةٌ، قبلَ أنْ يتكلَّمَ، فاجتمَعَ النَّاسُ إليه، فارْتَقى المِنْبرَ، فقال: يا أيُّها النَّاسُ، ادْنُوا وأوسِعُوا لِمَن خلْفَكم، ثلاثَ مرَّاتٍ، فدنا النَّاسُ وانضَمَّ بعضُهم إلى بعضٍ، والْتَفتوا فلم يَرَوا أحدًا، ثمَّ قال: ادْنُوا وأوسِعوا لِمَن خلْفَكم، فدنا النَّاسُ وانضَمَّ بعضُهم لبعضٍ، والْتَفتوا فلم يَرَوا أحدًا. ثمَّ قال: ادْنُوا وأوسِعوا لِمَن خلْفَكم، فدَنَوا وانضَمَّ بعضُهم إلى بعضٍ، والْتَفتوا فلم يَرَوا أحدًا، فقام رجُلٌ فقال: لمَن نُوسِّعُ؛ للملائكةِ؟ قال: لا؛ إنَّهم إذا كانوا معكم لم يَكُونوا بين أيديكم ولا خلْفَكم، ولكنْ عن يَمينِكم وشَمائلِكم، فقال: ولِمَ لا يكونونَ بيْن أيدينا ولا خلْفَنا؟ أهمْ أفضَلُ منَّا؟ قال: بلْ أنتُمْ أفضلُ مِن الملائكةِ. اجلِسْ فجلَسَ. ثمَّ خطَبَ، فقال: الحمدُ للهِ، أحمَدُه، ونَستعينُه، ونَستغفِرُه، ونُؤْمِنُ به، ونَتوكَّلُ عليه، ونَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبْدُه ورسولُه، ونعوذُ باللهِ مِن شُرورِ أنفُسِنا وسيِّئاتِ أعمالِنا. مَن يَهْدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هاديَ له. أيُّها النَّاسُ، إنَّه كائنٌ في هذه الأُمَّةِ ثلاثونَ كذَّابًا، أوَّلُهم صاحِبُ اليَمامةِ ، وصاحبُ صَنعاءَ. أيُّها النَّاسُ، إنَّه مَن لقِيَ اللهَ وهو يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ مُخلِصًا؛ دخَلَ الجنَّةَ. فقام عليُّ بنُ أبي طالبٍ فقال: بأبي وأُمِّي يا رسولَ اللهِ، كيف يُخلِصُ بها لا يَخلِطُ معها غيرَها؟ بيِّنْ لنا حتَّى نَعرِفَه. فقال: حِرصًا على الدُّنيا، وجمْعًا لها مِن غيرِ حِلِّها، ورضًا بها، وأقوامٌ يقولون أقاويلَ الأخيارِ، ويَعمَلون عمَلَ الفُجَّارِ، فمَن لقِيَ اللهَ وليس فيه شَيءٌ مِن هذه الخِصالِ بقولِه: لا إلهَ إلَّا اللهُ؛ دخَلَ الجنَّةَ، ومَنِ اختارَ الدُّنيا على الآخرةِ فله النَّارُ، ومَن تَولَّى خُصومةَ قومٍ ظَلمةٍ، أو أعانَهم عليها؛ نزَلَ به مَلَكُ الموتِ يُبشِّرُه بلَعنةٍ ونارٍ خالدًا فيها، وبئْسَ المصيرُ، ومَن خَفَّ لِسُلطانٍ جائرٍ في حاجةٍ، فهو قَرينُه في النَّارِ، ومَن دَلَّ سُلطانًا على جَورٍ، قُرِنَ مع هامانَ في النَّارِ، وكان هو وذلك السُّلطانُ مِن أشدِّ النَّاسِ عَذابًا. ومَن عظَّمَ صاحبَ دُنْيا ومدَحَه طمَعًا في دُنياه، سَخِطَ اللهُ عليه، وكان في دَرجةِ قارونَ في أسفلِ جهنَّمَ. ومَن بنى بِناءً رِياءً وسُمعةً، حُمِّلَه يومَ القيامةِ مع سبْعِ أرضينَ، يُطَوَّقُه نارًا تُوقَدُ في عُنُقِه، ثمَّ يُرْمَى به في النَّارِ. فقيل: وكيف يَبْني بِناءً رِياءً وسُمعةً؟ فقال: يَبْني فضْلًا عمَّا يَكْفِيه، ويَبْنيه مُباهاةً . ومَن ظلَمَ أجيرًا أُجرةً حَبِطَ عمَلُه، وحُرِّمَ عليه رِيحُ الجنَّةِ، ورِيحُها يُوجَدُ مِن مسيرةِ خمسِ مئةِ عامٍ. ومَن خان جارَه شِبرًا مِن الأرضِ، طُوِّقَه يومَ القيامةِ إلى سبْعِ أرضينَ نارًا حتَّى تُدْخِلَه جهنَّمَ. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ، ثمَّ نسِيَه مُتعمِّدًا، لقِيَ اللهَ مَجذومًا مَعلولًا، وسلَّطَ اللهُ عليه بكلِّ آيةٍ حيَّةً تَنهَشُه في النَّارِ. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ، فلم يَعمَلْ به، وآثَرَ عليه حُطامَ الدُّنيا وزينَتَها؛ استوجَبَ سَخَطَ اللهِ، وكان في دَرجةِ اليهودِ والنَّصارى الَّذين نَبَذوا كِتابَ اللهِ وراءَ ظُهورِهم، واشْتَروا به ثمنًا قليلًا. ومَن نكَحَ امرأةً في دُبُرِها، أو رجُلًا، أو صَبيًّا؛ حُشِرَ يومَ القيامةِ وهو أنتَنُ مِن الجِيفةِ ، يتأَذَّى به النَّاسُ حتَّى يَدخُلَ جهنَّمَ، وأحبَطَ اللهُ أجْرَه، ولا يقبَلُ منه صَرْفًا ولا عدلًا ، ويدخُلُ في تابوتٍ مِن نارٍ، وتُسلَّطُ عليه مَساميرُ مِن حديدٍ، حتَّى تَسلُكَ تلك المساميرُ في جَوفِه، فلو وُضِعَ عِرْقٌ مِن عُروقِه على أربعِ مئةِ أُمَّةٍ لَماتوا جميعًا، وهو مِن أشدِّ أهلِ النَّارِ عذابًا يومَ القيامةِ. ومَن زنَى بامرأةٍ مُسلمةٍ أو غيرِ مُسلمةٍ، حُرَّةٍ أو أمَةٍ؛ فُتِحَ عليه في قبْرِه ثلاثُ مئةِ ألفِ بابٍ مِن النَّارِ، يَخرُجُ عليه منها حيَّاتٌ وعقارِبُ وشُهُبٌ مِن النَّارِ، فهو يُعَذَّبُ إلى يومِ القيامةِ بتلك النَّارِ مع ما يَلْقى مِن تلك الحيَّاتِ والعقاربِ، ويُبْعَثُ يومَ القيامةِ يتأَذَّى النَّاسُ بنَتنِ فرْجِه، ويُعْرَفُ بذلك حتَّى يدخُلَ النَّارَ، فيتأَذَّى به أهلُ النَّارِ مع ما هم فيه مِن العذابِ؛ لأنَّ اللهَ حرَّمَ المحارمَ، وليس أحدٌ أغيرَ مِن اللهِ، ومِن غَيْرتِه حرَّمَ الفواحشَ وحَدَّ الحُدودَ. ومَن اطَّلعَ إلى بَيتِ جارِه، فرأى عَورةَ رجُلٍ، أو شَعرَ امرأةٍ، أو شيئًا مِن جسَدِها؛ كان حقًّا على اللهِ أنْ يُدْخِلَه النَّارَ مع المُنافقينَ الَّذين كانوا يَتحيَّنونَ عَوراتِ النِّساءِ، ولا يَخرُجُ مِن الدُّنيا حتَّى يفْضَحَه اللهُ، ويُبْدِيَ للنَّاظرينَ عَورتَه يومَ القيامةِ. ومَن سَخِطَ رِزْقَه وبَثَّ شكواهُ، ولم يصبِرْ؛ لم يُرْفَعْ له إلى اللهِ حَسنةٌ، ولقِيَ اللهَ وهو عليه ساخطٌ. ومَن لبِسَ ثوبًا، فاختالَ في ثوبِه؛ خُسِفَ به مِن شفيرِ جهنَّمَ، يتجلجَلُ فيها ما دامتِ السَّمواتُ والأرضُ؛ لأنَّ قارونَ لَبِسَ حُلَّةً فاختالَ، فخُسِفَ به، فهو يَتجلجَلُ فيها إلى يومِ القيامةِ. ومَن نكَحَ امرأةً حلالًا بمالٍ حلالٍ، يُريدُ بذلك الفخرَ والرِّياءَ؛ لم يَزِدْه اللهُ بذلك إلَّا ذُلًّا وهوانًا، وأقامَه اللهُ بقدْرِ ما استمتَعَ منها على شَفيرِ جهنَّمَ، حتَّى يَهْويَ فيها سبعينَ خريفًا. ومَن ظلَمَ امرأةً مهْرَها فهو عند اللهِ زانٍ، ويقولُ اللهُ له يومَ القيامةِ: عبْدي زوَّجْتُك على عَهدي، فلم تُوفِ بعَهْدي! فيتَولَّى اللهُ طلَبَ حَقِّها، فيَستوعِبُ حَسناتِه كلَّها، فما تَفِي به، فيُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ومَن رجَعَ عن شَهادةٍ أو كتَمَها، أطعَمَه اللهُ لحْمَه على رُؤوسِ الخلائقِ، ويُدْخِلُه النَّارَ وهو يَلُوكُ لِسانَه. ومَن كانت له امرأتانِ، فلم يَعدِلْ بيْنهما في القسمِ مِن نَفْسِه ومالِه؛ جاء يومَ القيامةِ مَغلولًا مائلًا شِقُّه، حتَّى يدخُلَ النَّارَ. ومَن آذى جارَه مِن غيرِ حَقٍّ، حرَّمَ اللهُ عليه رِيحَ الجنَّةِ، ومأواهُ النَّارُ. ألَا وإنَّ اللهَ يسأَلُ الرَّجلَ عن جارِه كما يسأَلُه عن حَقِّ أهلِ بيتِه، فمَن ضيَّعَ حَقَّ جارِه فليس مِنَّا. ومَن أهان فقيرًا مُسلِمًا مِن أجْلِ فقْرِه، فاستخَفَّ به؛ فقدِ استخَفَّ بحَقِّ اللهِ، ولم يزَلْ في مَقْتِ اللهِ وسَخَطِه حتَّى يُرْضِيَه. ومَن أكرَمَ فقيرًا مُسلِمًا، لقِيَ اللهَ يومَ القيامةِ وهو يضحَكُ إليه. ومَن عُرِضَت له الدُّنيا والآخرةُ، فاختارَ الدُّنيا على الآخرةِ، لقِيَ اللهَ وليست له حَسنةٌ يَتَّقي بها النَّارَ، وإنِ اختارَ الآخرةَ على الدُّنيا، لقِيَ اللهَ وهو عنه راضٍ. ومَن قَدَرَ على امرأةٍ أو جاريةٍ حَرامًا، فترَكَها مَخافةً منه؛ أمَّنَه اللهُ مِن الفزَعِ الأكبرِ، وحرَّمَه على النَّارِ وأدخَلَه الجنَّةَ، وإنْ واقَعَها حَرامًا، حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ وأدخَلَه النَّارَ. ومَن كسَبَ مالًا حرامًا لم تُقْبَلْ له صَدقةٌ، ولا حجٌّ، ولا عُمرةٌ، وكتَبَ اللهُ له بقَدْرِ ذلك أوزارًا، وما بقِيَ عند موتِه كان زادَه إلى النَّارِ. ومَن أصاب مِن امرأةٍ نظْرةً حرامًا، ملَأَ اللهُ عينَيْه نارًا، ثمَّ أمَرَ به إلى النَّارِ، فإنْ غَضَّ بصَرَه عنها، أدخَلَ اللهُ في قلْبِه مَحبَّتَه ورحمَتَه، وأمَرَ به إلى الجنَّةِ. ومَن صافَحَ امرأةً حرامًا، جاء يومَ القيامةِ مَغلولةً يداهُ إلى عُنقِه، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ، وإنْ فاكَهَها، حُبِسَ بكلِّ كلمةٍ كلَّمَها في الدُّنيا ألْفَ عامٍ، والمرأةُ إذا طاوعَتِ الرَّجلَ حرامًا فالْتَزَمها، أو قبَّلَها، أو باشَرَها، أو فاكَهَها، أو واقَعَها؛ فعليها مِن الوِزْرِ مثْلُ ما على الرَّجلِ، فإنْ غلَبَها الرَّجلُ على نفْسِها، كان عليه وِزْرُه ووِزْرُها. ومَن غَشَّ مُسلمًا في بَيعٍ أو شِراءٍ فليس مِنَّا، ويُحْشَرُ يومَ القيامةِ مع اليهودِ؛ لأنَّهم أغَشُّ النَّاسِ للمُسلمينَ. ومَن منَعَ الماعونَ مِن جارِه إذا احتاج إليه، منَعَه اللهُ فضْلَه، ووكَلَه إلى نفْسِه. ومَن وكَلَه إلى نفْسِه هلَكَ آخرَ ما عليها، ولا يُقْبَلُ له عُذرٌ. وأيُّما امرأةٍ آذتْ زوجَها لم تُقْبَلْ صَلاتُها، ولا حَسنةٌ مِن عمَلِها حتَّى تُعْتِبَه وتُرْضِيَه، ولو صامتِ الدَّهرَ، وقامَتْه، وأعتقَتِ الرِّقابَ، وحُمِلَت على الجيادِ في سبيلِ اللهِ؛ لكانت أوَّلَ مَن يَرِدُ النَّارَ إذا لم تُرْضِه وتُعْتِبْه، وقال: وعلى الرَّجلِ مِثْلُ ذلك مِن الوِزْرِ والعذابِ إذا كان لها مُؤْذِيًا ظالمًا. ومَن لطَمَ خَدَّ مُسلمٍ لَطمةً، بدَّدَ اللهُ عِظامَه يومَ القيامةِ، ثمَّ تُسَلَّطُ عليه النَّارُ، ويُبْعَثُ حين يُبْعَثُ مَغلولًا حتَّى يَرِدَ النَّارَ. ومَن بات وفي قلْبِه غِشٌّ لأخيهِ المُسلمِ، بات وأصبَحَ في سَخَطِ اللهِ حتَّى يَتوبَ ويرجِعَ، فإنْ مات على ذلك مات على غيرِ الإسلامِ، ثمَّ قال: ألَا إنَّه مَن غشَّنا فليس مِنَّا، حتَّى قال ذلك ثلاثًا. ومَن يُعلِّقُ سَوطًا بيْن يديْ سُلطانٍ جائرٍ، جعَلَ له اللهُ حيَّةً طُولُها سبعونَ ألفَ ذِراعٍ، فتُسَلَّطُ عليه في نارِ جهنَّمَ خالدًا مُخلَّدًا. ومَنِ اغتابَ مُسلمًا، بطَلَ صَومُه ونقَضَ وُضوءَه، فإنْ مات وهو كذلك، مات كالمُستحِلِّ ما حرَّمَ اللهُ. ومَن مَشى بالنَّميمةِ بيْن اثنينِ، سلَّطَ اللهُ عليه في قبْرِه نارًا تُحرِقُه إلى يومِ القيامةِ، ثمَّ يُدْخِلُه النَّارَ. ومَن عفا عن أخيه المُسلمِ، وكظَمَ غَيظَه، أعطاهُ اللهُ أجْرَ شَهيدٍ. ومَن بَغَى على أخيه، وتطاوَلَ عليه، واستحقَرَه؛ حشَرَه اللهُ يومَ القيامةِ في صُورةِ الذَّرَّةِ، تطَؤُه العِبادُ بأقدامِهم، ثمَّ يدخُلُ النَّارَ، ولم يَزَلْ في سَخَطِ اللهِ حتَّى يموتَ. ومَن يَرُدَّ عن أخيه المُسلمِ غِيبةً سمِعَها تُذْكَرُ عنه في مَجلسٍ، رَدَّ اللهُ عنه ألفَ بابٍ مِن الشَّرِّ في الدُّنيا والآخرةِ، فإنْ هو لم يَرُدَّ عنه وأعجَبَه ما قالوا، كان عليه مِثْلُ وِزْرِهم. ومَن رمى مُحْصَنًا أو مُحصنَةً ، حبِطَ عمَلُه، وجُلِدَ يومَ القيامةِ سبعونَ ألفًا مِن بيْن يَديْهِ ومِن خلْفِه، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ومَن شرِبَ الخمْرَ في الدُّنيا، سقاهُ اللهُ مِن سُمِّ الأساودِ وسُمِّ العقاربِ شَربةً، يتساقَطُ لَحمُ وَجْهِه في الإناءِ قبْلَ أنْ يشرَبَها، فإذا شرِبَها تفسَّخَ لحْمُه وجِلْدُه كالجِيفةِ يتأَذَّى به أهلُ الجَمعِ، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ألَا وشاربُها، وعاصِرُها، ومُعتصِرُها، وبائعُها، ومُبْتاعُها، وحامِلُها، والمَحمولةُ إليه، وآكِلُ ثَمنِها؛ سواءٌ في إثْمِها وعارِها، ولا يقبَلُ اللهُ له صَلاةً ولا صِيامًا، ولا حَجًّا ولا عُمرةً حتَّى يتوبَ. فإنْ مات قبلَ أنْ يتوبَ منها، كان حقًّا على اللهِ أنْ يَسْقِيَه بكلِّ جُرعةٍ شَرِبَها في الدُّنيا شَربةً مِن صَديدِ جهنَّمَ. ألَا وكُلُّ مُسكرٍ خمرٌ، وكلُّ مُسكرٍ حرامٌ. ومَن أكَلَ الرِّبا، ملَأَ اللهُ بطْنَه نارًا بقَدْرِ ما أكَلَ، وإنْ كسَبَ منه مالًا، لم يَقبَلِ اللهُ شيئًا مِن عمَلِه، ولم يَزَلْ في لَعنةِ اللهِ وملائكتِه ما دام عنده منه قِيراطٌ. ومَن خان أمانةً في الدُّنيا ولم يُؤَدِّها إلى أربابِها، مات على غيرِ دِينِ الإسلامِ، ولَقِيَ اللهَ وهو عليه غضْبانُ ، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ، فيَهْوي مِن شَفيرِها أبدَ الآبدينَ. ومَن شَهِدَ شَهادةَ زُورٍ على مُسلمٍ أو كافرٍ، عُلِّقَ بلِسانِه يومَ القيامةِ، ثمَّ صُيِّرَ مع المُنافقينَ في الدَّركِ الأسفلِ مِن النَّارِ. ومَن قال لِمَملوكِه، أو مَملوكِ غيرِه، أو لأحدٍ مِن المُسلِمينَ: لا لبَّيْكَ، ولا سَعْديكَ ؛ انغمَسَ في النَّارِ. ومَن أضَرَّ بامرأةٍ حتَّى تَفتدِيَ منه، لم يرْضَ اللهُ له بعُقوبةٍ دونَ النَّارِ؛ لأنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَغضَبُ للمرأةِ كما يغضَبُ لليتيمِ. ومَن سعى بأخيه إلى السُّلطانِ، أحبَطَ اللهُ عمَلَه كلَّه، فإنْ وصَلَ إليه مَكروهٌ أو أذًى، جعَلَه اللهُ مع هامانَ في دَرجتِه في النَّارِ. ومَن قرَأَ القُرآنَ رِياءً وسُمعةً، أو يُرِيدُ به الدُّنيا؛ لقِيَ اللهَ ووجْهُه عظْمٌ ليس عليه لَحمٌ، ودَعَّ القُرآنُ في قَفاهُ حتَّى يقذِفَه في النَّارِ، فيَهْوي فيها مع مَن هوى. ومَن قرَأَه ولم يَعمَلْ به، حشَرَه اللهُ يومَ القيامةِ أعمى، فيقولُ: ربِّ، لِمَ حَشرْتَني أعمى وقد كنتُ بصيرًا؟! فيقولُ: كذلك أتَتْك آياتُنا فنسِيتَها، وكذلك اليومَ تُنْسى. ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ومَن اشترى خِيانةً وهو يعلَمُ أنَّها خِيانةٌ، كان كمَن خان في عارِها وإثْمِها. ومَن قاوَدَ بيْن امرأةٍ ورجُلٍ حرامًا، حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ، ومأواهُ النَّارُ وساءت مصيرًا. ومَن غَشَّ أخاه المُسلِمَ، نزَعَ اللهُ منه رِزقَه، وأفسَدَ عليه مَعيشتَه، ووكَلَه إلى نفْسِه. ومَن اشْتَرى سَرِقةً وهو يعلَمُ أنَّها سَرقةٌ، كان كمَن سرَقَها في عارِها وإثمِها. ومَن ضارَّ مُسلمًا فليس مِنَّا ولسْنا منه في الدُّنيا والآخرةِ. ومَن سمِعَ بفاحشةٍ فأفْشاها، كان كمَن أتاها. ومَن سمِعَ بخبرٍ فأفشاهُ، كان كمَن عمِلَه. ومَن وصَفَ امرأةً لرجلٍ، فذكَرَ جَمالَها وحُسْنَها حتَّى افْتُتِنَ بها، فأصاب منها فاحِشةً؛ خرَجَ مِن الدُّنيا مَغضوبًا عليه، ومَن غضِبَ اللهُ عليه غضِبَت عليه السَّمواتُ السَّبعُ والأرضونَ السَّبعُ، وكان عليه مِن الوِزرِ مِثْلُ وِزْرِ الَّذي أصابَها. قلْنا: فإنْ تابَا وأصْلَحا؟ قال: قُبِلَ منهما. ولا يُقْبَلُ مِن الَّذي وصَفَها. ومَن أطعَمَ طعامًا رِياءً وسُمعةً، أطعَمَه اللهُ مِن صَديدِ جهنَّمَ، وكان ذلك الطَّعامُ نارًا في بطنِه حتَّى يُقْضَى بيْن النَّاسِ. ومَن فجَرَ بامرأةٍ ذاتِ بعلٍ انفَجَرَ مِن فرْجِها وادٍ مِن صَديدٍ ، مَسيرتُه خمسُ مئةِ عامٍ، يتأَذَّى به أهلُ النَّارِ مِن نَتنِ رِيحِه، وكان مِن أشدِّ النَّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ. واشتَدَّ غضَبُ اللهِ على امرأةٍ ذاتِ بَعلٍ ملَأَت عَينَها مِن غيرِ زوجِها، أو غيرِ ذي مَحْرَمٍ منها، فإذا فعَلَتْ ذلك أحبَطَ اللهُ كلَّ عمَلٍ عمِلَتْه، فإنْ أوطَأَت فِراشَه غيرَه، كان حقًّا على اللهِ أنْ يُحرِقَها بالنَّارِ مِن يومِ تموتُ في قبْرِها. وأيُّما امرأةٍ اختَلَعت مِن زَوجِها، لم تزَلْ في لَعنةِ اللهِ وملائكتِه، وكُتبِه ورُسلِه، والنَّاسِ أجمعينَ، فإذا نزَلَ بها ملَكُ الموتِ قال لها: أبْشِري بالنَّارِ، فإذا كان يومُ القيامةِ قِيل لها: ادْخُلي النَّارَ مع الدَّاخلينَ. ألَا وإنَّ اللهَ ورسولَه بَريئانِ مِن المُختلِعاتِ بغيرِ حَقٍّ. ألَا وإنَّ اللهَ ورسولَه بَريئانِ ممَّن أضَرَّ بامرأةٍ حتَّى تَختلِعَ منه. ومَن أمَّ قومًا بإذْنِهم وهم به راضونَ، فاقتصَدَ بهم في حُضورِه وقِراءتِه، ورُكوعِه وسُجودِه وقُعودِه؛ فله مِثْلُ أُجورِهم. ومَن لم يَقتصِدْ بهم في ذلك، رُدَّتْ عليه صَلاتُه، ولم تَتجاوَزْ تَراقِيَه، وكان بمَنزلةِ أميرٍ جائرٍ مُعتدٍ لم يُصْلِحْ إلى رعيَّتِه، ولم يَقُمْ فيهم بأمْرِ اللهِ. فقال عليُّ بنُ أبي طالبٍ: يا رسولَ اللهِ بأبي أنت وأُمِّي، وما مَنزلةُ الأميرِ الجائرِ المُعتدي الَّذي لم يُصْلِحْ لرعيَّتِه، ولم يَقُمْ فيهم بأمْرِ اللهِ؟ قال: هو رابعُ أربعةٍ، وهو أشَدُّ النَّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ: إبليسُ، وفرعونُ، وقابيلُ قاتلُ النَّفسِ، والأميرُ الجائرُ رابعُهم. ومَنِ احتاجَ إليه أخوهُ المُسلِمُ في قرضٍ، فلم يُقْرِضْه وهو عنده؛ حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ يومَ يَجْزي المُحسنينَ. ومَن صبَرَ على سُوءِ خُلقِ امرأتِه، واحتسَبَ الأجْرَ مِن اللهِ؛ أعطاهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مِن الثَّوابِ مِثْلَ ما أعطى أيُّوبَ على بلائِه، وكان عليها مِن الوِزْرِ في كلِّ يومٍ وليلةٍ مِثْلُ رَمْلِ عالِجٍ ، فإنْ ماتت قبْلَ أنْ تُعْتِبَه وتُرْضِيَه، حُشِرَت يومَ القيامةِ مَنكوسةً مع المُنافقينَ في الدَّركِ الأسفلِ مِن النَّارِ. ومَن كانت له امرأةٌ، فلم تُوافِقْه، ولم تَصبِرْ على ما رزَقَه اللهُ، وشَقَّت عليه، وحمَّلَتْه ما لا يَقْدِرُ عليه؛ لم تُقْبَلْ لها حَسنةٌ، فإنْ ماتت على ذلك حُشِرَت مع المغضوبِ عليهم. ومَن أكرَمَ أخاه المُسلِمَ فإنَّما يُكْرِمُ ربَّه، فما ظنُّكم؟! ومَن تولَّى عرَّافةَ قومٍ، حُبِسَ على شَفيرِ جهنَّمَ، لكلِّ يومٍ ألفُ سَنةٍ، ويُحْشَرُ ويَدُه مَغلولةٌ إلى عُنقِه، فإنْ كان أقام أمْرَ اللهِ فيهم أُطْلِقَ، وإنْ كان ظالمًا هوى في جهنَّمَ سبعينَ خريفًا. ومَن تحلَّمَ ما لم يَحلُمْ كان كمَن شهِدَ بالزُّورِ، وكُلِّفَ يومَ القيامةِ أنْ يَعقِدَ بيْن شَعيرتَينِ يُعَذَّبُ حتَّى يَعقِدَهما، ولنْ يَعقِدَهما. ومَن كان ذا وَجهَينِ ولِسانَينِ في الدُّنيا، جعَلَ اللهُ له وَجهَينِ ولِسانَينِ في النَّارِ. ومَن استنبَطَ حديثًا باطلًا فهو كمَن حدَّثَ به. قيل: كيف يَستنبِطُه؟ قال: هو الرَّجلُ يَلْقى الرَّجلَ، فيقولُ: كان ذَيت وذَيت، فيَفتَتِحُه، فلا يكونُ أحدُكم مِفتاحًا للشَّرِّ والباطلِ. ومَن مَشى في صُلْحٍ بيْن اثنينِ، صَلَّت عليه الملائكةُ حتَّى يرجِعَ، وأُعْطِيَ أجْرَ لَيلةِ القَدْرِ. ومَن مشى في قَطيعةٍ بيْن اثنينِ، كان عليه مِن الوِزْرِ بقَدْرِ ما أُعْطِيَ مَن أصلَحَ بيْن اثنينِ مِن الأجْرِ، ووجَبَت عليه اللَّعنةُ حتَّى يدخُلَ جهنَّمَ، فيُضاعَفُ عليه العذابُ. ومَن مشى في عَونِ أخيهِ المُسلمِ ومَنفعتِه، كان له ثَوابُ المُجاهِدِ في سبيلِ اللهِ. ومَن مشى في غِيبَتِه وكشْفِ عَورتِه، كانت أوَّلُ قدَمٍ يَخْطوها كأنَّما وضَعَها في جهنَّمَ، وتُكْشَفُ عَورتُه يومَ القيامةِ على رُؤوسِ الخلائقِ. ومَن مشى إلى ذي قَرابةٍ أو ذي رحمٍ يتسلَّى به أو يُسَلِّمُ عليه، أعطاهُ اللهُ أجْرَ مئةِ شهيدٍ، وإنْ وصَلَه مع ذلك، كان له بكلِّ خُطوةٍ أربعونَ ألفَ حَسنةٍ، وحُطَّ عنه بها أربعونَ ألفَ ألفِ سيِّئةٍ، ويُرْفَعُ له بها أربعونَ ألفَ ألفِ دَرجةٍ، وكأنَّما عَبَدَ اللهَ مئةَ ألفِ سَنةٍ. ومَن مشى في فسادِ القراباتِ والقطيعةِ بيْنهم، غَضِبَ اللهُ عليه في الدُّنيا ولعَنَهُ، وكان عليه كوِزْرِ مَن قطَعَ الرَّحمَ. ومَن مَشى في تَزويجِ رجُلٍ حلالًا حتَّى يُجْمَعَ بيْنهما، زوَّجَه اللهُ ألفَ امرأةٍ مِن الحُورِ العينِ ، كلُّ امرأةٍ في قَصرٍ مِن دُرٍّ وياقوتٍ، وكان له بكلِّ خُطوةٍ خطاها أو كلمةٍ تكلَّمَ بها في ذلك عِبادةُ سَنةٍ؛ قِيامُ ليلِها، وصِيامُ نهارِها. ومَن عمِلَ في فُرقةٍ بيْن امرأةٍ وزوجِها، كان عليه لَعنةُ اللهِ في الدُّنيا والآخرةِ، وحرَّمَ اللهُ عليه النَّظرَ إلى وجْهِه. ومَن قاد ضَريرًا إلى المسجِدِ، أو إلى مَنزلِه، أو إلى حاجةٍ مِن حوائجِه؛ كتَبَ اللهُ له بكلِّ قدَمٍ رفَعَها أو وضَعَها عِتْقَ رقبةٍ، وصَلَّت عليه الملائكةُ حتَّى يُفارِقَه. ومَن مشى بضَريرٍ في حاجةٍ حتَّى يَقضِيَها، أعطاهُ اللهُ بَراءتَينِ: بَراءةً مِن النَّارِ ، وبَراءةً مِن النِّفاقِ، وقُضِيَ له سبعونَ ألفَ حاجةٍ مِن حوائجِ الدُّنيا، ولم يزَلْ يَخوضُ في الرَّحمةِ حتَّى يرجِعَ. ومَن قام على مَريضٍ يومًا وليلةً، بعَثَه اللهُ مع خليلِه إبراهيمَ حتَّى يجوزَ على الصِّراطِ كالبرقِ اللَّامعِ. ومَن سَعى لمريضٍ في حاجةٍ، خرَجَ من ذُنوبِه كيَومِ ولَدَتِه أُمُّه . فقال رجُلٌ مِن الأنصارِ: فإنْ كان المريضُ قَرابتَه أو بعضَ أهْلِه؟ قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ومَن أعظَمُ أجْرًا ممَّن سعى في حاجةِ أهْلِه؟! ومَن ضيَّعَ أهْلَه، وقطَعَ رحِمَه، حرَمَه اللهُ حُسنَ الجزاءِ يومَ يَجْزِي المُحسنينَ، وصيَّرَه مع الهالكينَ حتَّى يأتيَ بالمَخرجِ، وأنَّى له بالمَخرجِ! ومَن مشى لضَعيفٍ في حاجةٍ أو مَنفعةٍ، أعطاهُ اللهُ كتابَه بيمينِه. ومَن أقرَضَ مَلْهوفًا، فأحسَنَ طلَبَه، فلْيستَأنِفِ العمَلَ، وله عندَ اللهِ بكلِّ دِرهمٍ ألفُ قِنْطارٍ في الجنَّةِ. ومَن فرَّجَ عن أخيهِ كُربةً مِن كُرَبِ الدُّنيا، فرَّجَ اللهُ عنه كُرَبَ الدُّنيا والآخرةِ، ونظَرَ اللهُ إليه نَظرةَ رَحمةٍ يَنالُ بها الجنَّةَ. ومَن مشى في صُلحٍ بيْن امرأةٍ وزوجِها، كان له أجرُ ألفِ شهيدٍ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ حقًّا، وكان له بكلِّ خُطوةٍ وكلمةٍ عِبادةُ سَنةٍ؛ صيامُها وقيامُها. ومَن أقرَضَ أخاهُ المُسلمَ، فله بكلِّ درهمٍ وَزنُ جبلِ أُحُدٍ، وحِراءَ، وثَبِيرَ، وطُورِ سَيناءَ حَسناتٍ. فإنْ رفَقَ به في طلَبِه بعدَ حِلِّه، جَرى عليه بكلِّ يومٍ صَدقةٌ، وجاز على الصِّراطِ كالبرقِ اللَّامعِ لا حِسابَ عليه، ولا عذابَ. ومَن مطَلَ طالِبَه وهو يَقْدِرُ على قَضائِه، فعليهِ خَطيئةُ عِشارٍ. فقام إليه عوفُ بنُ مالكٍ الأشجعيُّ، فقال: وما خطيئةُ العِشارِ؟ فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَطيئةُ العِشارِ: أنَّ عليه في كلِّ يومٍ لَعنةَ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمعينَ، ومَن يلْعَنِ اللهُ فلنْ تجِدَ له نَصيرًا. ومَنِ اصطنَعَ إلى أخيهِ المُسلمِ مَعروفًا، ثمَّ مَنَّ به عليه؛ أُحْبِطَ أجْرُه، وخُيِّبَ سعيُه. ألَا وإنَّ اللهَ جَلَّ ثناؤُه حرَّمَ على المنَّانِ والبخيلِ، والمُختالِ والقتَّاتِ، والجوَّاظِ والجَعظريِّ، والعُتُلِّ والزَّنيمِ، ومُدمنِ الخمرِ: الجنَّةَ. ومَن تصدَّقَ صَدقةً، أعطاهُ اللهُ بوزنِ كلِّ ذرَّةٍ منها مِثْلَ جبلِ أُحُدٍ مِن نَعيمِ الجنَّةِ. ومَن مشى بها إلى مِسكينٍ كان له مِثْلُ ذلك، ولو تداوَلَها أربعونَ ألفَ إنسانٍ حتَّى تصِلَ إلى المسكينِ، كان لكلِّ واحدٍ منهم مِثْلُ ذلك الأجْرِ كاملًا، وما عندَ اللهِ خيرٌ وأبقى للَّذين اتَّقوا وأحَسْنوا. ومَن بَنى للهِ مَسجدًا، أعطاهُ اللهُ بكلِّ شِبرٍ -أو قال: بكلِّ ذِراعٍ- أربعينَ ألفَ ألفِ مدينةٍ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ، ودُرٍّ وياقوتٍ، وزَبرجدٍ ولُؤلؤٍ، في كلِّ مدينةٍ أربعونَ ألْفَ قَصرٍ، في كلِّ قَصرٍ سبعونَ ألفَ ألفِ دارٍ، في كلِّ دارٍ أربعونَ ألفَ ألفِ بيْتٍ، في كلِّ بيْتٍ أربعونَ ألفَ سريرٍ، على كلِّ سَريرٍ زوجةٌ مِن الحُورِ العينِ ، وفي كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفٍ، وأربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفةٍ، وفي كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ مائدةٍ، على كلِّ مائدةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ قَصعةٍ ، في كلِّ قَصعةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ لونٍ مِن الطَّعامِ، ويُعْطي اللهُ وَلِيَّه مِن القُوَّةِ ما يأتي على تلك الأزواجِ وذلك الطَّعامِ والشَّرابِ في يومٍ واحدٍ. ومَن تَولَّى أذانَ مسجِدٍ مِن مساجِدِ اللهِ، يُريدُ بذلك وجْهَ اللهِ؛ أعطاهُ اللهُ ثوابَ ألفِ ألفِ نَبِيٍّ، وأربعينَ ألفَ ألفِ صِدِّيقٍ، وأربعينَ ألفَ ألفِ شَهيدٍ، ويَدخُلُ في شفاعتِه أربعونَ ألفَ ألفِ أُمَّةٍ، في كلِّ أُمَّةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ رجُلٍ، وله في كلِّ جنَّةٍ مِن الجِنانِ أربعونَ ألفَ ألفِ مدينةٍ، في كلِّ مدينةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ قَصرٍ، في كلِّ قَصرٍ أربعونَ ألفَ ألفِ دارٍ، في كلِّ دارٍ أربعونَ ألفَ ألفِ بيتٍ، في كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ سَريرٍ، على كلِّ سَريرٍ زَوجةٌ مِن الحُورِ العينِ ، سَعةُ كلِّ بيتٍ منها سَعةُ الدُّنيا أربعونَ ألفَ ألفِ مرَّةٍ، بيْن يدي كلِّ زَوجةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفٍ، وأربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفةٍ، في كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ مائدةٍ، على كلِّ مائدةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ قَصعةٍ ، في كلِّ قَصعةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ لونٍ، لو نزَلَ به الثَّقلانِ لَأوسَعَهم بأدنى بيْتٍ مِن بُيوتِه بما شاؤوا مِن الطَّعامِ والشَّرابِ، واللِّباسِ والطِّيبِ، والثِّمارِ، وألْوانِ التُّحفِ والطَّرائفِ، والحُلِيِّ والحُلَلِ، كلُّ بيتٍ منها مُكْتَفٍ بما فيه مِن هذه الأشياءِ عن البيتِ الآخرِ. فإذا قال المُؤذِّنُ: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، اكتنَفَه سبعونَ ألفَ ملَكٍ كلُّهم يُصَلُّون عليه ، ويَستغفِرونَ له، وهو في ظلِّ رَحمةِ اللهِ حتَّى يَفرُغَ، ويكتُبُ ثوابَه أربعونَ ألفَ ألفِ ملَكٍ، ثمَّ يَصعَدونَ به إلى اللهِ. ومَن مشى إلى مَسجِدٍ مِن المساجِدِ، فله بكلِّ خُطوةٍ يَخْطوها حتَّى يرجِعَ إلى منزلِه عشْرُ حَسناتٍ، وتُمْحى عنه بها عشْرُ سيِّئاتٍ، ويُرْفَعُ له بها عشْرُ درجاتٍ. ومَن حافَظَ على الجماعةِ حيث كان، ومع مَن كان؛ مَرَّ على الصِّراطِ كالبرقِ اللَّامعِ في أوَّلِ زُمرةٍ مِن السَّابقينَ، ووجْهُه أضوَأُ مِن القمرِ ليلةَ البدرِ، وكان له بكلِّ يومٍ وليلةٍ حافَظَ عليها ثوابُ شهيدٍ. ومَن حافَظَ على الصَّفِّ المُقدَّمِ، فأدرَكَ أوَّلَ تكبيرةٍ مِن غيرِ أنْ يُؤْذِيَ مُؤمنًا؛ أعطاهُ اللهُ مِثْلَ ثوابِ المُؤذِّنِ في الدُّنيا والآخرةِ. ومَن بنى بِناءً على ظَهرِ طريقٍ يَأْوي إليه عابرُ السَّبيلِ، بعَثَه اللهُ يومَ القيامةِ على نَجيبةٍ مِن دُرٍّ، ووجْهُه يُضِيءُ لأهْلِ الجَمعِ، حتَّى يقولَ أهلُ الجَمعِ: هذا ملَكٌ مِن الملائكةِ لم يُرَ مِثْلُه، حتَّى يُزاحِمَ إبراهيمَ في قُبَّتِه، ويَدخُلُ الجنَّةَ بشفاعتِه أربعونَ ألفَ رجُلٍ. ومَن شفَعَ لأخيه المُسلمِ في حاجةٍ له، نظَرَ اللهُ إليه. وحَقٌّ على اللهِ ألَّا يُعذِّبَ عبْدًا بعدَ نظَرِه إليه، إذا كان ذلك بطلبٍ منه إليه أنْ يشفَعَ له، فإذا شفَعَ له مِن غيرِ طلَبٍ، كان له مع ذلك أجْرُ سبعينَ شهيدًا. ومَن صام رمضانَ، وكَفَّ عن اللَّغوِ والغِيبةِ، والكذِبِ والخوضِ في الباطلِ، وأمسَكَ لِسانَه إلَّا عن ذِكْرِ اللهِ، وكَفَّ سمْعَه وبصَرَه وجميعَ جَوارحِه عن مَحارمِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وعن أذى المُسلمينَ؛ كانت له مِن القُربةِ عند اللهِ أنْ تمَسَّ رُكبَتُه رُكبةَ إبراهيمَ خليلِه. ومَنِ احتفَرَ بئرًا حتَّى يَنبسِطَ ماؤُها، فيَبذُلُها للمُسلمينَ؛ كان له أجْرُ مَن توضَّأَ منها وصَلَّى، وله بعدَدِ شَعرِ مَن شَرِبَ منها حَسناتٌ؛ إنسٌ أو جِنٌّ، أو بَهيمةٌ أو سبُعٌ، أو طائرٌ، أو غيرُ ذلك، وله بكلِّ شَعرةٍ مِن ذلك عِتْقُ رَقبةٍ، ويَرِدُ في شفاعتِه يومَ القيامةِ حَوضَ القُدسِ عدَدُ نُجومِ السَّماءِ. قيل: يا رسولَ اللهِ: وما حوضُ القُدسِ؟ قال: حَوضي، حوضي، حوضي. ومَن حفَرَ قبْرًا لمُسلمٍ، حرَّمَه اللهُ على النَّارِ، وبوَّأَه بَيتًا في الجنَّةِ، لو وُضِعَ فيه ما بين صَنعاءَ والحبشةِ لَوسِعَها. ومَن غسَّلَ ميتًا، وأدَّى الأمانةَ فيه، كان له بكلِّ شَعرةٍ منه عِتقُ رقبةٍ، ورُفِعَ له بها مئةُ درجةٍ. فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ: وكيف يُؤدِّي فيه الأمانةَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: يَستُرُ عَورتَه، ويَكتُمُ شَيْنَه، وإنْ هو لم يَستُرْ عورتَه، ولم يَكتُمْ شَيْنَه؛ أبْدى اللهُ عَورتَه على رُؤوسِ الخلائقِ. ومَن صَلَّى على ميِّتٍ صَلَّى عليه جبريلُ ومعه سبعونَ ألفَ ملكٍ، وغُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنْبِه، وإنْ أقام حتَّى يُدْفَنَ وحَثَا عليه مِن التُّرابِ، انقلَبَ وله بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ إلى مَنزلِه قِيراطٌ مِن الأجْرِ، والقِيراط ُمِثْلُ أُحُدٍ. ومَن ذرَفَت عَيناهُ مِن خَشيةِ اللهِ، كان له بكلِّ قَطرةٍ مِن دُموعِه مِثْلُ أُحُدٍ في مِيزانِه، وله بكلِّ قَطرةٍ عَينٌ في الجنَّةِ، على حافتَيْها مِن المدائنِ والقُصورِ ما لا عَينٌ رأتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ، ولا خطَرَ على قلْبِ واصفٍ. ومَن عاد مَريضًا فله بكلِّ خُطوةٍ خطاها حتَّى يرجِعَ إلى منزلِه سبعونَ ألفَ حَسنةٍ، ومَحْوُ سبعينَ ألفَ سيِّئةٍ، وتُرْفَعُ له سبعونَ ألفَ درجةٍ، ويُوَكَّلُ به سبعونَ ألفَ ملَكٍ يَعودونَه، ويَستغفِرونَ له إلى يومِ القيامةِ. ومَن تبِعَ جنازةً فله بكلِّ خُطوةٍ يَخْطوها حتَّى يرجِعَ مئةُ ألفِ حَسنةٍ، ومَحْوُ مئةِ ألفِ سيِّئةٍ، ويُرْفَعُ له مئةُ ألفِ درجةٍ. فإنْ صَلَّى عليها وُكِّلَ به سبعونَ ألفَ ملَكٍ يستغفِرونَ له حتَّى يرجِعَ، وإنْ شَهِدَ دفْنَها استغْفَروا له حتَّى يُبْعَثَ مِن قبْرِه. ومَن خرَجَ حاجًّا أو مُعتمِرًا، فله بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ ألفُ ألفِ حَسنةٍ، ومَحْوُ ألفِ ألفِ سيِّئةٍ، ورُفِعَ له ألفُ ألفِ درجةٍ، وله عند ربِّه بكلِّ دِرهمٍ يُنفِقُه ألفُ ألفِ دِرهمٍ، وبكلِّ دِينارٍ ألفُ ألفِ دِينارٍ، وبكلِّ حَسنةٍ يعمَلُها ألفُ ألفِ حَسنةٍ، حتَّى يرجِعَ وهو في ضَمانِ اللهِ، فإنْ توفَّاهُ أدخَلَه الجنَّةَ، وإنْ رجَعَه، رجَعَه مَغفورًا له مُستجابًا له، فاغتَنِموا دعوتَه إذا قدِمَ قبْلَ أنْ يُصيبَ الذُّنوبَ؛ فإنَّه يَشفَعُ في مئةِ ألفِ رجُلٍ يومَ القيامةِ. ومَن خلَفَ حاجًّا أو مُعتمِرًا في أهلِه بخيرٍ، كان له مِثْلُ أجْرِه كاملًا مِن غيرِ أنْ ينقُصَ مِن أجْرِه شَيءٌ. ومَن رابَطَ أو جاهَدَ في سبيلِ اللهِ، كان له بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ سبعُ مئةِ ألفِ ألفِ حَسنةٍ، ومَحْوُ سبعِ مئةِ ألفِ ألفِ سيِّئةٍ، ورُفِعَ له سبْعُ مئةِ ألْفِ ألفِ دَرجةٍ، وكان في ضَمانِ اللهِ، فإنْ توفَّاهُ بأيِّ حتْفٍ كان، أدخَلَه الجنَّةَ، وإنْ رجَعَه، رجَعَه مَغفورًا له مُستجابًا له. ومَن زار أخاهُ المُسلمَ فله بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ عِتْقُ مئةِ ألفِ رَقبةٍ، ومَحْوُ مئةِ ألفِ ألفِ سيِّئةٍ، ويُكْتَبُ له مئةُ ألفِ ألفِ حَسنةٍ، ويُرْفَعُ له بها مئةُ ألفِ ألفِ درجةٍ. قال: فقُلْنا لأبي هُريرةَ: أوليسَ قد قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن أعتَقَ رقبةً فهي فِكاكُه مِن النَّارِ؟ قال: بلى. ويُرْفَعُ له سائرُهم في كُنوزِ العرشِ عندَ ربِّه. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ ابتغاءَ وجْهِ اللهِ، وتفَقَّه في دِينِ اللهِ؛ كان له مِن الثَّوابِ مِثْلُ جميعِ ما أُعْطِيَ الملائكةُ والأنبياءُ والرُّسلُ. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ رِياءً وسُمعةً ليُمارِيَ به السُّفهاءَ، ويُباهِيَ به العُلماءَ، أو يطلُبَ به الدُّنيا؛ بدَّدَ اللهُ عِظامَه يومَ القيامةِ، وكان مِن أشَدِّ أهلِ النَّارِ عذابًا، ولا يَبْقى فيها نوعٌ مِن أنواعِ العذابِ إلَّا عُذِّبَ به؛ لشِدَّةِ غضَبِ اللهِ وسَخَطِه عليه. ومَن تعلَّمَ العلمَ وتواضَعَ في العلمِ، وعلَّمَه عِبادَ اللهِ، يُرِيدُ بذلك ما عندَ اللهِ؛ لم يكُنْ في الجنَّةِ أفضَلُ ثوابًا ولا أعظَمُ مَنزلةً منه، ولم يكُنْ في الجنَّةِ مَنزلةٌ ولا درجةٌ رفيعةٌ نَفِيسةٌ إلَّا وله فيها أوفَرُ نَصيبٍ وأوفَرُ المنازلِ. ألَا وإنَّ العِلْمَ أفضَلُ العِبادةِ. ومِلاكُ الدِّينِ الورَعُ. وإنَّما العالِمُ مَن عمِلَ بعلْمِه وإنْ كان قليلَ العِلْمِ، فلا تَحقِرُنَّ مِن المعاصي شيئًا وإنْ صغُرَ في أعيُنِكم؛ فإنَّه لا صَغيرةَ مع الإصرارِ، ولا كبيرةَ مع استغفارٍ. ألَا وإنَّ اللهَ سائِلُكم عن أعمالِكم، حتَّى عن مَسِّ أحدِكم ثَوبَ أخيهِ، فاعْلَموا عِبادَ اللهِ: أنَّ العبدَ يُبْعَثُ يومَ القيامةِ على ما قد مات عليه، وقد خلَقَ اللهُ الجنَّةَ والنَّارَ، فمَن اختارَ النَّارَ على الجنَّةِ، فأبعَدَهُ اللهُ. ألَا وإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ أمَرَني أنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ. فإذا قالوها عَصَموا مِنِّي دِماءَهم وأموالَهم إلَّا بحَقِّها، وحسابُهم على اللهِ. ألَا وإنَّ اللهَ لم يَدَعْ شيئًا ممَّا نهى عنه إلَّا وقد بيَّنَه لكم؛ {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42]. ألَا وإنَّ اللهَ جَلَّ ثناؤُه لا يَظلِمُ، ولا يَجوزُ عليه ظُلمٌ، وهو بالمِرصادِ؛ ليَجْزِيَ الَّذين أساؤوا بما عَمِلوا، ويَجْزيَ الَّذين أحْسَنوا بالحُسنى، فمَن أحسَنَ فلِنفْسِه، ومَن أساء فعليها، وما ربُّك بظلَّامٍ للعبيدِ. يا أيُّها النَّاسُ، إنَّه قد كَبِرَتْ سِنِّي، ودَقَّ عَظْمي، وانهَدَّ جِسْمي، ونُعِيَت إليَّ نَفْسي، واقترَبَ أجَلي، واشتقْتُ إلى ربِّي. ألَا وإنَّ هذا آخِرُ العهدِ مِنِّي ومنكم، فما دُمْتُ حيًّا فقد تَرَوني، فإذا أنا مِتُّ فاللهُ خَلِيفتي على كلِّ مُسلمٍ. والسَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه. ثمَّ نزَلَ، فابتدَرَه رَهطٌ مِن الأنصارِ قبْلَ أنْ ينزِلَ مِن المِنبرِ، وقالوا: جُعِلَت أنفُسُنا فِداك يا رسولَ اللهِ، مَن يقومُ بهذه الشَّدائدِ؟ وكيف العيشُ بعدَ هذا اليومِ؟ فقال لهم: وأنتم فَداكم أبي وأُمِّي، نازَلْتُ ربِّي في أُمَّتي، فقال لي: بابُ التَّوبةِ مفتوحٌ حتَّى يُنْفَخَ في الصُّورِ . ثمَّ قال: مَن تاب قبلَ مَوتِه بسَنةٍ تاب اللهُ عليه، ثمَّ قال: سَنةٌ كثيرٌ. مَن تاب قبلَ مَوتِه بشَهرٍ تاب اللهُ عليه، ثمَّ قال: شَهرٌ كثيرٌ. ومَن تاب قبلَ موتِه بجُمعةٍ تاب اللهُ عليه، ثمَّ قال: جُمعةٌ كثيرٌ. مَن تاب قبلَ مَوتِه بيومٍ تاب اللهُ عليه، ثمَّ قال: يومٌ كثيرٌ. ثمَّ قال: مَن تاب قبلَ موتِه بساعةٍ تاب اللهُ عليه. ثمَّ قال: مَن تاب قبْلَ أنْ يُغرغِرَ بالموتِ تاب اللهُ عليه. ثمَّ نزَلَ. فكانت آخِرَ خُطبةٍ خطَبَها صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

28 - إنَّ كلَّ نَبِيٍّ قد أنذَرَ قَومَه الدَّجَّالَ، ألَا وإنَّه قد أكَلَ الطَّعامَ، ألَا إنِّي عاهِدٌ إليكم فيه عهْدًا لم يَعهَدْهُ نَبِيٌّ إلى أُمَّتِه، ألَا وإنَّ عَينَهُ اليُمْنى مَمسوحةٌ كأنَّها نُخاعةٌ في جانبِ حائطٍ، ألَا وإنَّ عينَهُ اليُسرى كأنَّها كوكبٌ دُرِّيٌّ ، معه مِثْلُ الجنَّةِ والنَّارِ؛ فالنَّارُ رَوضةٌ خضراءُ، والجنَّةُ غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، وبيْن يَدَيه رجُلانِ يُنذِرانِ أهْلَ القُرى كلِّها، غيرَ مكَّةَ والمدينةِ حُرِّمَتا عليه، والمُؤمنونَ مُتفرِّقونَ في الأرضِ، فيَجمَعُهم اللهُ، فيقولُ رجُلٌ منهم: واللهِ لَأنطلِقَنَّ، فلَأنْظُرَنَّ هذا الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيقولُ له أصحابُه: إنَّا لا نَدَعُك تأْتيهِ، ولو علِمْنا أنَّه لا يَفتِنُك لَخلَّيْنا سبيلَك، ولكنَّا نخافُ أنْ يَفتِنَك فتَتْبَعَهُ، فيأْبى إلَّا أنْ يأْتِيَهُ، فيَنطلِقُ حتَّى إذا أتى أدْنى مَسْلحةٍ مِن مَسالحِهِ، أخَذوهُ فسَألوهُ: ما شأْنُه؟ وأين يُريدُ؟ فيقولُ: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الكذَّابَ، فيقولونَ: أنت تقولُ ذلك؟! فيكتُبونَ إليه: إنَّا أخذْنَا رجُلًا يقولُ: كذا وكذا، فنَقتلُهُ أمْ نَبعَثُ به إليك؟ فيقولُ: أرْسِلوا به إليَّ، فانطَلَقوا به إليه، فلمَّا رآهُ عرَفَه بنَعْتِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له: أنت الدَّجَّالُ الكذَّابُ الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له الدَّجَّالُ: أنت الَّذي تقولُ ذلك؟ لَتُطِيعُني فيما آمُرُك به، أو لَأشُقَّنَّك شِقَّينِ، فيُنادي العبْدُ المُؤمِنُ في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فمَدَّ رِجْلَيه، ثمَّ أمَرَ بحَديدةٍ، فوُضِعَت على عجَبِ ذَنَبِه، فشَقَّه شِقَّينِ، ثمَّ قال الدَّجَّالُ لِأوليائِه: أرأيتُمْ إنْ أحيَيْتُ هذا، ألسْتُم تَعلمونَ أنِّي ربُّكم؟ فيقولونَ: نعمْ، فيأخُذُ عصًا، فيَضرِبُ إحدى شِقَّيْه، أو الصَّعيدَ، فاسْتَوى قائمًا، فلمَّا رأى ذلك أولياؤُهُ صَدَّقوه وأحَبُّوه، وأيْقَنوا به أنَّه ربُّهم واتَّبَعوه، فيقولُ الدَّجَّالُ للعبْدِ المُؤمنِ: ألَا تُؤمِنُ بي؟ فقال: أنا الآنَ فيكَ أشَدُّ بصيرةً ، ثمَّ نادى في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، مَن أطاعَهُ فهو في النَّارِ، ومَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، فقال الدَّجَّالُ: لَتُطِيعُني أو لَأذبحَنَّك، فقال: واللهِ لا أُطِيعُك أبدًا؛ إنَّك لأنتَ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فاضْطجعَ، وأمَرَ بذَبْحِه، فلا يَقدِرُ عليه ولا يُسلَّطُ عليه إلَّا مرَّةً واحدةً، فأخَذَ بيَدَيْهِ ورِجْليه، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وهي غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذلك الرَّجلُ أقرَبُ أُمَّتي مِنِّي، وأرفَعُهم دَرجةً يومَ القيامةِ. قال أبو سعيدٍ: كان يَحسَبُ أصحابُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ذلك الرَّجلَ عُمرُ بنُ الخطَّابِ، حتَّى مَضى لِسَبيلِه رضِيَ اللهُ عنه. قلْتُ: فكيف يَهلِكُ؟ قال: اللهُ أعلَمُ، قلْتُ: إنَّ عيسى ابنَ مَريمَ هو يُهلِكُه، قال: اللهُ أعلَمُ، غيرَ أنَّ اللهَ يُهلِكُه ومَن معه، قلْتُ: فماذا يكونُ بعْدَه؟ قال: حدَّثَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ النَّاسَ يَغرِسونَ مِن بعْدِه الغُروسَ، ويتَّخِذون مِن بعْدِه الأموالَ، قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ الدَّجَّالِ؟ قال: نعمْ، فيَمكُثونَ ما شاء اللهُ أنْ يَمْكُثوا، ثمَّ يُفْتَحُ يأْجوجُ ومأْجوجُ ، فيُهلِكونَ مَن في الأرضِ إلَّا مَن تعلَّقَ بحِصْنٍ، فلمَّا فَرَغوا مِن أهْلِ الأرضِ، أقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، فقالوا: إنَّما بقِيَ مَن في الحُصونِ ومَن في السَّماءِ، فيَرْمُونَ سِهامَهم، فخرَّتْ عليهم مُنغمِرةً دمًا، فقالوا: قدِ استرحتُمْ ممَّن في السَّماءِ، وبقِيَ مَن في الحُصونِ، فحاصَروهم حتَّى اشتَدَّ عليهم الحَصْرُ والبلاءُ، فبيْنما هم كذلك إذ أرسَلَ اللهُ عليهم نَغَفًا في أعناقِهم، فقصَمَتْ أعناقَهم، فمال بعضُهم على بعضٍ مَوتى، فقال رجُلٌ منهم: قتَلَهم اللهُ وربِّ الكعبةِ، قالوا: إنَّما يَفعلونَ هذا مُخادَعةً، فنَخرُجُ إليهم، فيُهلِكُونا كما أهْلَكوا إخوانَنا، فقال: افتَحوا لي البابَ، فقال أصحابُه: لا نَفتَحُ، فقال: دَلُّوني بحَبْلِ، فلمَّا نزَلَ وجَدَهم موتَى، فخرَجَ النَّاسُ مِن حُصونِهم. فحَدَّثني أبو سَعيدٍ: أنَّ مَواشِيَهم جعَلَ اللهُ لهم حياةً يَقْضَمونها ما يَجِدون غيرَها. قال: وحَدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ النَّاسَ يَغرِسون بعْدَهم الغُروسَ ويتَّخِذون الأموالَ. قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ يأجوجَ ومأْجوجَ؟ قال: نعمْ، حدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فبيْنما هم في تِجارَتِهم، إذ نادى مُنادٍ مِن السَّماءِ: أتى أمْرُ اللهِ، ففَزِعَ مَن في الأرضِ حين سَمِعوا الدَّعوةَ، وأقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، وفَزِعوا فزَعًا شديدًا، ثمَّ أقْبَلوا بعْدَ ذلك على تِجارَتِهم وأسواقِهم وضِياعِهم، فبيْنما هم كذلك إذ نُودوا ناديةً أُخرى: يا أيُّها النَّاسُ، أتى أمْرُ اللهِ، فانطَلَقوا نحوَ الدَّعوةِ الَّتي سَمِعوا، وجعَلَ الرَّجلُ يَفِرُّ مِن غنَمِهِ وبَيعِه، ودَخَلوا في مَواشيهم، وعندَ ذلك عُطِّلَتِ العِشارُ، فبيْنما هم كذلك يَسْعَون قِبَلَ الدَّعوةِ، إذ لَقُوا اللهَ في ظُللٍ مِن الغَمامِ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68]، فمَكَثوا ما شاء اللهُ، {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}، ثمَّ يَجِيءُ بجهنَّمَ لها زَفيرٌ وشَهيقٌ، ثمَّ جاء آتٍ؛ عُنُقٌ مِن النَّارِ يَسيرُ، يُكلِّمُ يقولُ: إنِّي وُكِّلْتُ اليومَ بثلاثٍ: إنِّي وُكِّلْتُ بكلِّ جبَّارٍ عَنيدٍ ، ومَن دعَا مع اللهِ إلهًا آخَرَ، ومَن قتَلَ نفْسًا بغَيرِ نفْسٍ، فتُطْوى عليهم، فتَقْذِفُهم في غَمراتِ جهنَّمَ. وحدَّثَني: أنَّها أشَدُّ سَوادًا مِن اللَّيلِ، ثمَّ يُنادي آدَمَ، فيقولُ: لبَّيكَ وسَعْدَيك، فيُقالُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِن ولَدِك، قال: يا ربِّ وما هو؟ قال: مِن كلِّ ألْفٍ تِسعُ مئةٍ وتِسعةٌ وتِسعونَ إلى النَّارِ، وواحدٌ إلى الجنَّةِ، فذلك حين شابَ الوِلدانِ. وكَبُرَ ذلك في صُدورِنا حتَّى عرَفَهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وُجوهِنا، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبْشِروا؛ فإنَّ مَن سِواكم -أهْلَ الشِّرْكِ- كَثيرٌ، ويُحْبَسُ النَّاسُ حتَّى يَبلُغَ العرَقُ يَدَيْهُم، فبيْنما هم كذلك إذ عرَفَ رجُلٌ أباهُ وهو مُؤمِنٌ وأبوهُ كافرٌ، فقال: يا أبَهْ، ألمْ أكُنْ آمُرُك أنْ تُقدِّمَ ليَومِك هذا؟ فقال: يا بُنَيَّ، اليومَ لا أعْصيكَ شيئًا، والأُمَمُ جُثوًّا، كلُّ أُمَّةٍ على ناحيتِها، فأتى اليهودُ، فقِيلَ لهم: ما كنتُم تَعْبُدون؟ قالوا: كنَّا نَعبُدُ كذا وكذا، فقيل له وقِيلَ لهم: رِدُوا، فوَرَدوا يَحْسَبونه ماءً، فوَجَدوا اللهَ فوفَّاهم حِسابَه، واللهُ سَريعُ الحسابِ، ثمَّ فُعِلَ بالنَّصارى والمجوسِ وسائرِ الأُمَمِ ما فُعِلَ باليهودِ، ثمَّ أتى المُسلمونَ، فقيل لهم: مَن ربُّكم؟ فقالوا: اللهُ ربُّنا، قِيل: ومَن نَبِيُّكم؟ قالوا: نَبِيُّنا محمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى الصِّراطِ مَحاجِنُ مِن حَديدٍ، والملائكةُ يَختطِفونَ رِجالًا، فيُلْقونَهم في جهنَّمَ، وجعَلَتِ المحاجِنُ تُمسِكُ رِجالًا تأْكُلُهم النَّارُ، إلَّا صُورةَ وَجْهِه لا تَمسُّه النَّارُ، فإذا خلُصَ مِن جهنَّمَ ما شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، وخلُصَ ذلك الرَّجلُ بأبِيه فيمَن خلُصَ، قِيل له: هذه الجنَّةُ، فادخُلْ مِن أيِّ أبوابِها شِئْتَ، وأرسِلْ هذا الرَّجلَ، فقال: ربِّ، هذا أبي، ووصَّيتَ لي ألَّا تُخْزِيَني، فشَفِّعْني في أبي، فقيل: انظُرْ أسفَلَ منك، فإذا هو بدابَّةٍ خَبيثةِ الرِّيحِ، تُشبِهُ اللَّوْنَ في مَراغةٍ خَبيثةٍ. فرَأيتُه مُمْسِكًا بأنْفِه وَجَبْهتِه، قال: يقولُ ذلك الرَّجلُ وهو آخِذٌ بأنْفِه وَجبْهَتِه مِن خُبْثِ رِيحِه: أيْ ربِّ، ليس هذا أبي، فأُخِذَ أبوهُ، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وحرَّمَ اللهُ الجنَّةَ على الكافرينَ، فلمَّا خلُصَ مَن شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، تَفقَّدَ النَّاسُ بعضُهم بعضًا، فقالوا: ربَّنا، إنَّ رِجالًا كانوا يُصلُّونَ ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ فقيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخْرِجُوه، فوَجَدوا المحاجِنَ الَّتي على الصِّراطِ قد أمسَكَتْ رِجالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعْرَفُ بها، فالْتَبَسوا، فأُلْقُوا على الجنَّةِ، قالوا: ربَّنا نحن الآنَ في مَسألتِنا أشَدُّ رَغبةً، أرأيتَ رِجالًا كانوا يُصلُّون ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ قيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخرِجُوهُ، فثَلَجَتْ حتَّى بَرُدَتْ على المُؤمنينَ، فدَخَلوا ووَجَدوا الَّذين تَخطَفُهم الملائكةُ يَمينًا وشِمالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعرَفُ بها، فألْبَسوهم، فأخْرَجُوهم، فأَلْقُوهم على بابِ الجنَّةِ. قال: وحدَّثَني أنَّ نَبِيَّ اللهَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ألَا كلُّ نَبِيٍّ قد أُعْطِيَ عطيَّةً ويُنجِزُها، وإنِّي اختَبَأْتُ عَطيَّتي شَفاعةً لِأُمَّتي يومَ القيامةِ، ووُضِعَتِ الموازينُ، وأُذِنَ في الشَّفاعةِ، فأُعْطِيَ كلُّ مَلَكٍ، أو نَبِيٍّ، أو صِدِّيقٍ، أو شَهيدٍ شفاعَتَهُ حتَّى يَرْضى، فقال لهم ربُّهم: أقدْ رَضِيتُم؟ قالوا: نعمْ، قد رَضِينا ربَّنا، قال: أنا أرحَمُ بخَلْقي منكم، أخْرِجوا مِن النَّارِ مَن في قَلبِه وزْنُ خَردلةٍ مِن إيمانٍ، فأُخْرِجَ مِن ذلك شَيءٌ لا يَعْلَمُ بعَددِه إلَّا اللهُ، فأُلْقُوا على بابِ الجنَّةِ، فأرسَلَ عليهم مِن ماءِ الجنَّةِ، فيَنْبُتون فيها نَباتَ الثَّعاريرِ ، وأُدْخِلَ الَّذين أُخْرِجوا مِن النَّارِ الجنَّةَ كلُّهم إلَّا رجُلًا واحدًا، وأُغْلِقَ بابُ الجنَّةِ دُونَه، ووَجْهُه تِلْقاءَ النَّارِ، فقال ذلك الرَّجلُ: يا ربِّ، لا أكونُ أشْقى خَلْقِك، بلِ اصْرِفْ وَجْهي عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فقِيل له: لعلَّك تسأَلُ غيرَ هذا؟ فقال: لا، فصَرَفَ وَجْهَه عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فيقولُ: أيْ ربِّ، قَرِّبني مِن هذا البابِ، ألْزَقُ به وأكونُ في ظِلِّه، فقِيل له: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لا تسأَلُ شيئًا إلَّا أنْ يُصرَفَ وَجْهُك عن النَّارِ؟ قال: يا ربِّ، لا أسأَلُك غيرَ هذا، فقُرِّبَ إلى البابِ، فلَزِقَ به، فكان في ظلِّه، ففُرِجَ مِن البابِ فُرجةٌ إلى الجنَّةِ. فحدَّثَني أنَّ فيها شِراط أبيضَ، في أدناهُ شَجرةٌ، وفي أوسَطِه شَجرةٌ، وفي أقصاهُ شَجرةٌ، فقال: يا ربِّ، أَدْنِني مِن هذه الشَّجرةِ، فأكونَ في ظِلِّها، فقِيلَ لهُ: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لستَ تَسأَلُ شيئًا؟ قال: يا ربِّ، أسأَلُك هذا، ثمَّ لا أسأَلُك غيرَه، قال: قَرِّبني إلى تلك الشَّجرةِ، فكانت تلك مَسألَتَه، حتَّى صار إلى الوُسْطى، وإلى القُصوى، فلمَّا أتى القُصوى، أرسَلَ اللهُ رَسولينِ، فقالَا له: سَلْ ربَّك، فقال: فما أسأَلُه سِوى ما أنا فيه، فقالا: نعمْ، سَلْ ربَّك، فسألَهُ، وجعَلَ الرَّسولانِ يقولانِ له: سَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، وسَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، لشَيءٍ لم يَخطُرْ على قَلْبِه أنَّه خُلِقَ، أو أنَّه كان، فسأَلَ ربَّه ممَّا يَعلَمُ وممَّا يأمُرانِ الرَّسولانِ حتَّى انتهَتْ نَفْسُه، فقِيل له: فإنَّه لك وعشَرةَ أمثالِه. قال: وحدَّثني أبو سعيدٍ أنَّ ذلك الرَّجلَ هو أدْنى أهْلِ الجنَّةِ مَنزِلًا.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/132
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - نزول عيسى ابن مريم أشراط الساعة - يأجوج ومأجوج فتن - ظهور الفتن فتن - فتنة الدجال
| أحاديث مشابهة

29 - اهتَمَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالأذانِ للصلاةِ وكرِه أن ينقسَ كما يصنعُ أهلُ مكةَ، فكان يبعثُ رجالًا إذا حضرَتِ الصلاةُ فيُعلِمُهم عنِ الصلاةِ، ورجَع عبدُ اللهِ بنُ زيدٍ الأنصاريُّ مهتمًّا بهَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأُتِيَ في المنامِ وقيل : لأيِّ شيءٍ اهتمَمتَ ؟ قال لِهَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فقال : الذي أتاه : ائتِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمُرْه أن يؤذِّنَ بالصلاةِ : اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ - مرتينِ - أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ - مرتينِ - حيَّ على الصلاةِ - مرتينِ - حيَّ على الفلاحِ - مرتينِ - اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ. قال له : اجعَلْ في الأذانِ والإقامةِ مِثلَ ذلك، قال : فأتى عبدُ اللهِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَره بذلك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : علِّمْها بلالًا, وجاء عُمرُ بنُ الخطَّابِ، فقال : رأيتُ مِثلَما رأى عبدُ اللهِ بنُ زيدٍ ولكنَّ عبدَ اللهِ سبَقَني
خلاصة حكم المحدث : مرسل صحيح الإسناد
الراوي : الشعبي عامر بن شراحيل | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/471 التخريج : أخرجه إسحاق بن راهويه في ((المسند)) كما في ((المطالب العالية)) (224) واللفظ له، وأبو داود في ((المراسيل)) (19) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أذان - ألفاظ الأذان أذان - ألفاظ الإقامة أذان - بدء الأذان رؤيا - الرؤيا من الله أذان - مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

30 - مَرَّ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالبقيعِ على امرأةٍ جاثمةٍ على قبْرٍ تَبْكي، فقال لها: يا أَمَةَ اللهِ، اتَّقِ اللهَ واصْبِري، فقالت: يا عبدَ اللهِ، إنِّي أنا الحرَّى الثَّكلى، فقال: يا أَمَةَ اللهِ، اتَّقِ اللهَ واصْبِري، قالت: يا عبدَ اللهِ، لو كنتَ مُصابًا عَذَرْتَني، فقال: يا أَمَةَ اللهِ، اتَّقِ اللهَ واصْبري، قالت: يا عبدَ اللهِ، قد أسمَعْتَ فانصَرِفْ عنِّي. قال: فمَضى رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاتَّبَعه رجُلٌ مِن أصحابِه، فوقَفَ على المرأةِ، فقال لها: ما قال لك الرَّجلُ الذَّاهبُ؟ قالت: قال لي: كذا وكذا، قال: فهلْ تَعرفينَه؟ قالت: لا، قال: ذاك رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال: فوثَبَتْ مُسرِعةً وهي تقولُ: أنا أصبِرُ، أنا أصبِرُ يا رسولَ اللهِ، قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الصَّبرُ عندَ الصَّدمةِ الأُولى، الصَّبرُ عندَ الصَّدمةِ الأُولى.
خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/432 التخريج : أخرجه البزار (10006) مختصراً، وأبو يعلى (6067) واللفظ له، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (3/368) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - البكاء على الميت رقائق وزهد - الحزن والبكاء رقائق وزهد - الصبر على البلاء مريض - فضل المرض والنوائب جنائز وموت - الصبر على الأمراض والآلام والمصائب
|أصول الحديث