الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

271 - خَصلتانِ لا يُحصيهما عبدٌ إلَّا دخَل الجنَّةَ وهما يسيرٌ ومَن يعمَلُ بهما قليلٌ، يُسبِّحُ اللهَ أحدُكم في دبُرِ كلِّ صلاةٍ عشْرًا ويحمَدُه عشْرًا ويُكبِّرُه عشْرًا فتلك خمسون ومئةٌ باللِّسانِ وألفٌ وخمسُمئةٍ في الميزانِ وإذا أوى إلى فراشِه يُسبِّحُ ثلاثًا وثلاثينَ ويحمَدُ ثلاثًا وثلاثينَ ويُكبِّرُ أربعًا وثلاثينَ فتلك مئةٌ باللِّسانِ وألفٌ في الميزانِ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ( فأيُّكم يعمَلُ في يومٍ وليلةٍ ألفينِ وخمسَمئةِ سيِّئةٍ ؟ ) قال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو: ورأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعقِدُهنَّ بيدِه قال: فقيل: يا رسولَ اللهِ وكيف لا يُحصيها ؟ قال: ( يأتي أحدَكم الشَّيطانُ وهو في صلاتِه فيقولُ: اذكُرْ كذا اذكُرْ كذا ويأتيه عندَ منامِه فيُنوِّمُه قال حمَّادُ بنُ زيدٍ: كان أيُّوبُ حدَّثنا عن عطاءِ بنِ السَّائبِ بهذا الحديثِ فلمَّا قدِم عطاءٌ البَصرةَ قال لنا أيُّوبُ: قد قدِم صاحبُ حديثِ التَّسبيحِ فاذهَبوا فاسمَعوه منه

272 - شَهِدتُ الدارَ يومَ أُصِيبَ عُثمانُ، فاطَّلَع عليهم اطِّلاعةً، فقال: ادعُوا لي صاحبَيْكم اللذَينِ ألَّباكُم عليَّ. فدُعِيا له، فقال: نَشَدتُكما اللهَ، أتَعلَمانِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا قَدِم المدينةَ ضاقَ المسجدُ بأهلِه، فقال: مَن يَشتري هذه البُقعةَ مِن خالِصِ مالِه، فيكونَ فيها كالمُسلِمينَ، وله خيرٌ منها في الجنَّةِ؟، فاشترَيتُها مِن خالِصِ مالي، فجعَلتُها بينَ المسلمينَ؟ وأنتم تَمنَعوني أنْ أُصلِّيَ فيه ركعتينِ. ثمَّ قال: أنشُدُكم اللهَ أتَعلَمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا قَدِم المدينةَ لم يكنْ فيها بئرٌ يُستعذَبُ منه إلَّا رُومَةُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن يَشتريها مِن خالِصِ مالِه، فيكونَ دَلْوُهُ فيها كَدُلِيِّ المسلمينَ، وله خيرٌ منها في الجنَّةِ؟، فاشترَيتُها مِن خالِصِ مالي، فأنتم تَمنَعوني أنْ أشرَبَ منها. ثمَّ قال: هل تَعلَمونَ أنِّي صاحبُ جَيشِ العُسْرَةِ؟ قالوا: اللهمَّ نَعَم!

273 - أنَّه انطلَقَ هو وصاحبٌ له إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلم يَجِداهُ فأطعَمَتْهما عائشةُ تَمرًا، وعَصيدةً، فلم نَلبَثْ أنْ جاءَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتقلَّعُ يَتكفَّأُ، فقال: أُطعِمْتُما؟ قُلْنا: نَعم، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أسأَلُكَ عنِ الصَّلاةِ؟ قال: أسبِغِ الوُضوءَ ، وخَلِّلِ الأصابعَ، وإذا استَنشَقْتَ فأبلِغْ، إلَّا أنْ تكونَ صائمًا، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لي امرأةً، فذكَرَ من بَذائِها، قال: طلِّقْها، قُلْتُ: إنَّ لها صُحبةً ووَلدًا، قال: مُرْها، أو قُلْ لها: فإنْ يكنْ فيها خَيرٌ فستَفعَلُ، ولا تَضرِبْ ظَعينَتَكَ ضَربَكَ أُمَيَّتَكَ ، فبَيْنا هو كذلك، إذ دفَعَ الراعي الغَنَمَ في المُراحِ على يَدِه سَخلةٌ، فقال: أولَدَتْ؟ قال: نَعم، قال: ماذا؟ قال بَهْمةٌ ، قال: اذبَحْ مَكانَها شاةً ثُم أقبِلْ عليَّ، فقال: لا تَحسَبَنَّ، -ولم يَقُلْ: لا يَحسَبَنَّ- أنَّما ذَبَحْناها من أجْلِكَ، لنا غَنَمٌ مِئَةٌ، لا نُحِبُّ أنْ تَزيدَ عليها، فإذا ولَّدَ الراعي بَهْمةً ، أمَرْنا فذبَحَ مَكانَها شاةً.

274 - أنَّ أعمى كانت له أمُّ ولَدٍ تشتُمُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتقَعُ فيه؛ فينهاها، فلا تنتهي، ويزجُرُها فلا تَنزجِرُ، قال: فلمَّا كانت ذاتَ ليلةٍ جعَلَت تقَعُ في النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتشتُمُه، فأخَذَ المِغْوَلَ فوضَعَه في بطنِها، واتَّكَأَ عليها فقتَلَها، فوقَعَ بينَ رجلَيْها طفلٌ، فلطَّخَتْ ما هناك بالدمِ، فلمَّا أصبَحَ ذُكِر ذلك لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجمَعَ الناسَ، فقال: أنشُدُ اللهَ رجُلًا فعَلَ ما فعَلَ لي عليه حقٌّ إلَّا قام، فقام الأعمى يتخَطَّى الناسَ، وهو يتزَلْزلُ حتى قعَدَ بينَ يدَيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، أنا صاحِبُها، كانت تشتُمُك وتقَعُ فيك، فأنهاها فلا تنتهي، وأزجُرُها، فلا تَنزجِرُ، ولي منها ابنانِ مثلُ اللُّؤْلؤتَينِ، وكانت بي رفيقةً، فلمَّا كان البارحةَ جعَلَت تشتُمُك وتقَعُ فيك، فأخَذتُ المِغْوَلَ فوضَعتُه في بطنِها، واتَّكأتُ عليها؛ حتى قتَلتُها، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألَا اشهَدوا أنَّ دَمَها هدَرٌ.

275 - عن سماك بن حرب، عن عياض الأشعري، قال: شهِدْتُ اليرموكَ وعليها خمسةُ أُمراءَ: أبو عُبيدةَ بنُ الجرَّاحِ ويزيدُ بنُ أبي سُفيانَ وشُرحبيلُ بنُ حَسنةَ وخالدُ بنُ الوليدِ وعياضٌ - وليس عياضٌ صاحبَ الحديثِ الَّذي يُحدِّثُ سِماكٌ عنه - قال عمرُ رضوانُ اللهِ عليه: إذا كان قتالٌ فعليكم أبو عُبيدةَ قال: فكتَبْنا إليه أنْ قد جَاشَ إلينا الموتُ واستمدَدْناه فكتَب إلينا أنَّه قد جاءني كتابُكم تسمِدُّوني وإنِّي أدُلُّكم على ما هو أعزُّ نصرًا وأحصَنُ جندًا، اللهُ، فاستنصِروه؛ فإنَّ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد نُصِر بأقلَّ مِن عددِكم فإذا أتاكم كتابي فقاتِلوهم ولا تُراجِعوني قال: فقاتَلْناهم فهزَمْناهم وقتَلْناهم أربعَ فراسِخَ وأصَبْنا أموالًا فتشاوَروا فأشار عليهم عياضٌ: عن كلِّ رأسٍ عشَرةٌ، وقال أبو عُبيدةَ: مُن يُراهِنُني؟ فقال شابٌّ: أنا إنْ لم تغضَبْ قال: فسبَقه فرأَيْتُ عقيصَتَيْ أبي عُبيدةَ تنقُزانِ وهو خلْفَه على فرَسٍ عربيٍّ

276 - دخَلتُ مع أبي ذَرٍّ على عُثمانَ، فلمَّا دخَلَ حسَرَ عن رَأْسِه، وقال: واللهِ ما أنا منهم يا أميرَ المؤمنين، -يُريدُ الخَوارجَ، قال ابنُ شَوذَبٍ: سِيماهم الحَلْقُ-. قال له عُثمانُ: صدَقتَ يا أبا ذَرٍّ، إنَّما أرسَلْنا إليك لتُجاوِرَنا بالمدينةِ. قال: لا حاجةَ لي في ذلك، ائْذَنْ لي إلى الرَّبَذةِ. قال: نعمْ، ونَأمُرُ لك بنَعَمٍ مِن نَعَمِ الصَّدقةِ، تَغدو عليك وتَروحُ. قال: لا حاجةَ لي في ذلك، يَكفي أبا ذَرٍّ صُرَيمَتُه. فلمَّا خرَجَ، قال: دونَكم -مَعاشِرَ قُرَيشٍ- دُنياكم، فاعذِموها، ودَعُونا وربَّنا! قال: ودخَلَ عليه وهو يَقسِمُ، وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ بيْنَ يَدَيه، وعندَه كَعبٌ. فأقبَلَ عُثمانُ على كَعبٍ، فقال: يا أبا إسحاقَ، ما تقولُ فيمَن جمَعَ هذا المالَ، فكان يَتصدَّقُ منه، ويَصِلُ الرَّحِمَ؟ قال كَعبٌ: إنِّي لأرجو له. فغضِبَ، ورفَعَ عليه العَصا، وقال: وما تَدري يا ابنَ اليَهوديَّةِ، ليَوَدَّنَّ صاحِبُ هذا المال لو كان عَقارِبَ في الدُّنيا تَلسَعُ السُّوَيداءَ مِن قَلبِه؟!

277 - كنَّا بالقُسطَنطينيَّةِ وعلى أهلِ مِصرَ عُقبةُ بنُ عامرٍ، وعلى أهلِ الشَّامِ رَجُلٌ، فخرَجَ مِنَ المَدينةِ صَفٌّ عَظيمٌ مِنَ الرُّومِ، فصَفَفْنا لهم، فحمَلَ رَجُلٌ مِنَ المُسلِمينَ على الرُّومِ حتى دخَلَ فيه، ثُمَّ خرَجَ إلينا فصاح النَّاسُ إليه: سُبحانَ اللهِ! أَلْقى بيَدِه إلى التَّهلُكةِ، فقام أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ صاحِبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا أيُّها النَّاسُ إنَّكم تَتأوَّلونَ هذه الآيةَ على هذا التَّأْويلِ، إنَّما أُنزِلَتْ فينا مَعشَرَ الأنصارِ؛ إنَّا لمَّا أعَزَّ اللهُ دينَه، وكَثُرَ ناصِروهُ، قُلْنا فيما بينَنا لبعضِنا بعضٍ سِرًّا مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أمْوالَنا قد ضاعَتْ، فلو أقَمْنا فيها وأصلَحْنا منها ما قد ضاع، فأنزَلَ اللهُ تعالى في كِتابِه يَرُدُّ علينا ما قد هَمَمْنا به، فقال: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، فكانتِ التَّهلُكةُ في الإقامةِ التي أرَدْنا أنْ نُقيمَ في أمْوالِنا ونُصلِحَها، فأَمَرَنا بالغَزوِ، فما زال أبو أيُّوبَ غازيًا في سَبيلِ اللهِ حتى قَبَضَه اللهُ تعالى.

278 - عن طلحةَ بنِ عَمْرٍو النَّصْرِيِّ قال: كان الرجلُ منَّا إذا هاجَرَ إلى المدينةِ، إن كان له عَرِيفٌ نزَلَ على عريفِه ، وإن لم يكنْ له عريفٌ نزَلَ مع أصحابِ الصُّفَّةِ، وإنِّي قَدِمتُ المدينةَ ولم يكنْ لي بها عريفٌ، فنزَلتُ مع أصحابِ الصُّفَّةِ، فرافَقتُ رجلًا، فكان يُخرَجُ لنا مِن عِندِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُدُّ تمرٍ بينَ الرجُلينِ، فصلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعضَ صلواتِه، فلمَّا سلَّم ناداهُ رجلٌ مِن أصحابِ الصُّفَّةِ: يا رسولَ اللهِ، أحرَقَ التمرُ بطونَنا، وتَخَرَّقَتِ الخُنُفُ! فمالَ إلى المنبرِ فحَمِد اللهَ عزَّ وجلَّ وأَثنى عليه، وذكَرَ ما لَقِيَ مِن قومِه مِن البلاءِ والشِّدَّةِ، ثمَّ قال: لقد كنتُ أنا وصاحبي بضعَ عشْرةَ ليلةً وما لنا طعامٌ إلَّا البَرِيرُ ، حتى قَدِمْنا على إخوانِنا مِن الأنصارِ، فواسَوْنَا مِن طعامِهم، وطعامُهم هذا التمرُ، وإنِّي -واللهِ الذي لا إلهَ إلَّا هو- لو أجدُ لكم الخبزَ واللحمَ، لَأَطْعَمْتُكُمُوه، وإنَّه علَّه أنْ تُدرِكوا زمانًا أو مَن أدرَكَه منكم تَلبَسُونَ فيه مِثلَ أستارِ الكعبةِ، ويُغدَى ويُراحُ عليكم فيه بالجِفَانِ.

279 - حدَّثنا بشيرُ بنُ الخَصاصِيَةِ - وكان اسمُه في الجاهليَّةِ زَحْمُ بنُ معبدٍ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما اسمُك؟ ) قال: زَحْمٌ قال: ( أنتَ بشيرٌ، فكان اسمَه - بينما أنا أمشي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( يا ابنَ الخَصاصيةِ ما أصبَحْتَ تنقِمُ على اللهِ ؟ ) قُلْتُ: ما أصبَحْتُ أنقِمُ على اللهِ شيئًا، كلُّ خيرٍ فعَل اللهُ بي فأتى على قبورِ المشركينَ فقال: ( سبق هؤلاء خيرًا كثيرًا ) - ثلاثَ مرَّاتٍ - ثمَّ أتى على قبورِ المسلمينَ فقال: ( أدرَك هؤلاء خيرًا كثيرًا ) - ثلاثَ مرَّاتٍ - فبينما هو يمشي إذ حانت منه نظرةٌ فإذا هو برجلٍ يمشي بين القبورِ وعليه نَعلانِ فناداه: ( يا صاحبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ ألقِ سِبْتِيَّتَيْكَ ) فنظَر فلمَّا عرَف الرَّجلُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خلَع نعليهِ فرمى بهما قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ مهديٍّ: كُنْتُ أكونُ مع عبدِ اللهِ بنِ عثمانَ في الجنائزِ فلمَّا بلَغ المقابرَ حدَّثْتُه بهذا الحديثِ فقال: حديثٌ جيِّدٌ ورجلٌ ثقةٌ ثمَّ خلَع نعليهِ فمشى بينَ القبورِ

280 - أنَّ أعمَى كان علَى عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، وكانتْ لهُ أمُّ ولدٍ، وكان لهُ منها ابنانِ، وكانتْ تُكثِرُ الوقيعةَ بِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، وتَسبُّه فيزجُرُها، فلا تنزَجرْ، وينهاها فلا تَنتَهي، فلمَّا كانَ ذاتَ ليلةٍ ذكرتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، فوقعَتْ فيهِ، فلمْ أصبرْ أن قمتُ إلى المِغْوَلِ ، فوضعْتُه في بَطنِها، فاتَّكأتُ عليهِ، فَقتلْتُها، فأصبَحتْ قتيلًا، فَذُكرَ ذلكَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، فجمعَ النَّاسَ، وقالَ : أنشدُ اللهَ ! رجلًا لي علَيهِ حقٌّ فعلَ ما فعلَ إلَّا قام فأقبلَ الأعمَى يتدَلْدَلُ فقالَ : يا رسولَ اللهِ أنا صاحبُها، كانَتْ أمَّ ولدي، وكانتْ بي لطيفةً رفيقةً، ولي منها ابنانِ مثلَ اللُّؤلُؤتيْنِ، ولكنَّها كانَتْ تُكثِرُ الوَقيعةَ فيكَ وتشتُمكَ، فأنهاها فلا تَنتَهي، وأزجرُها فلا تنزجرُ. فلمَّا كانتِ البارِحةُ ذكرْتُكَ فوقَعتْ فيكَ، قمتُ إلى المِغْوَلِ فوضعْتُه في بَطنِها، فاتَّكَّأْتُ علَيها حتَّى قَتلتُها، فقالَ رسولُ اللهِ : ألا؛ اشهَدوا أنَّ دمَها هَدرٌ

281 - انطلَقتُ أنا وصاحِبٌ لي حتى انتهَيْنا إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلم نَجِدْهُ، فأطعَمَتْنا عائشةُ تَمرًا، وعصَدَتْ لنا عَصيدةً ، إذ جاءَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتقَلَّعُ، فقال: هل أُطعِمتُم مِن شيءٍ؟ قُلنا: نَعَمْ يا رسولَ اللهِ. فبينا نحن كذلك ربَعَ راعي الغَنَمِ في المُراحِ ، على يَدِهِ سَخلةٌ، قال: هل ولَدَتْ؟ قال: نَعَمْ. قال: فاذبَحْ لنا شاةً. ثم أقبَلَ علينا، فقال: لا تَحسِبَنَّ -ولم يَقُلْ لا تَحسَبَنَّ- أنَّا ذبَحْنا الشاةَ مِن أجلِكما، لنا غَنَمٌ مِئةٌ، لا نُريدُ أنْ تَزيدَ عليها، فإذا ولَّدَ الرَّاعي بَهمةً ؛ أمَرْناهُ بذَبحِ شاةٍ. فقال: يا رسولَ اللهِ، أخبِرْني عنِ الوُضوءِ. قال: إذا توضَّأتَ؛ فأسبِغْ، وخَلِّلِ الأصابِعَ، وإذا استَنثَرتَ فأبلِغْ، إلَّا أنْ تَكونَ صائِمًا. قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ ليَ امرَأةً، فذكَرَ مِن طولِ لِسانِها وبَذائِها ، فقال: طَلِّقْها. قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّها ذاتُ صُحبةٍ ووَلَدٍ، قال: فأمسِكْها وَأْمُرْها، فإنْ يَكُ فيها خَيرٌ فستَفعَلُ، ولا تَضرِبْ ظَعينَتَكَ ضَربَكَ أمَتَكَ.

282 - كنَّا بمدينةِ الرُّومِ فأخرَجوا إلينا صفًّا عظيمًا مِن الرُّومِ وخرَج إليهم مِثلُه أو أكثرُ وعلى أهلِ مِصْرَ عقبةُ بنُ عامرٍ صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحمَل رجلٌ مِن المسلِمينَ على صفِّ الرُّومِ حتَّى دخَل فيهم فصاح به النَّاسُ وقالوا: سُبحانَ اللهِ تُلقي بيدِك إلى التَّهلُكةِ ؟ فقام أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ فقال: أيُّها النَّاسُ إنَّكم تتأوَّلونَ هذه الآيةَ على هذا التَّأويلِ إنَّما نزَلت هذه الآيةُ فينا معشرَ الأنصارِ إنَّا لمَّا أعزَّ اللهُ الإسلامَ وكثَّر ناصِريه قُلْنا بعضُنا لبعضٍ سرًّا مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ أموالَنا قد ضاعت وإنَّ اللهَ قد أعزَّ الإسلامَ وكثَّر ناصِريه فلو أقَمْنا في أموالِنا فأصلَحْنا ما ضاع منَّا فأنزَل اللهُ على نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يرُدُّ علينا ما قُلْنا: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195] فكانت التَّهلُكةُ الإقامةَ في أموالِنا وإصلاحَها وتَرْكَنا الغَزْوَ قال: وما زال أبو أيُّوبَ شاخصًا في سبيلِ اللهِ حتَّى دُفِن بأرضِ الرُّومِ

283 - كنَّا بمَدينةِ الرُّومِ، فأخرَجوا إلينا صَفًّا عَظيمًا مِن الرُّومِ، وخَرَجَ مِثلُه أو أكثرُ، وعلى أهلِ مِصرَ عُقْبةُ بنُ عامرٍ صاحِبُ رسولِ اللهِ صلي الله عليه وسلم فحَمَلَ رَجُلٌ مِن المُسلمينَ على صَفِّ الرُّومِ حتى دَخَلَ فيهم، فصاح به النَّاسُ، وقالوا: سُبحانَ اللهِ! تُلقي بيَدِكَ إلى التَّهلُكةِ؟! فقام أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ، فقال: أيُّها النَّاسُ، إنَّكم تَتأوَّلونَ هذه الآيةَ على هذا التَّأْويلِ؛ إنَّما نَزَلَتْ هذه الآيةُ فينا مَعشرَ الأنصارِ، إنَّا لمَّا أعَزَّ اللهُ الإسلامَ، وكَثَّرَ ناصريه، قُلْنا بعضُنا لبعضٍ سِرًّا مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أمْوالَنا قد ضاعتْ، وإنَّ اللهَ قد أعَزَّ الإسلامَ، وكَثَّرَ ناصريه، فلو أقَمْنا في أمْوالِنا، فأصلَحْنا ما ضاع منَّا، فأنزَلَ اللهُ على نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَرُدُّ علينا ما قُلْنا: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]، فكانتِ التَّهلُكةُ الإقامةَ في أمْوالِنا، وإصلاحَها، وتَرْكَنا الغَزوَ، قال: وما زال أبو أيُّوبَ شاخصًا في سَبيلِ اللهِ، حتى دُفِنَ بأرضِ الرُّومِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أبو أيوب الأنصاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 30/429
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - قتال الروم تفسير آيات - سورة البقرة جهاد - فضل الجهاد قرآن - أسباب النزول فتن - فتنة المال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

284 - أقرَأَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُورةً مِن الثَّلاثينَ مِن آلِ حم، قال: يَعني الأحْقافَ، قال: وكانتِ السُّورةُ إذا كانتْ أكثرَ مِن ثلاثينَ آيةً سُمِّيَتِ الثَّلاثينَ، قال: فرُحتُ إلى المسجدِ، فإذا رَجُلٌ يَقرَؤها على غيرِ ما أقرَأَني، فقُلتُ: مَن أقرَأَكَ؟! فقال: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فقُلتُ لِآخَرَ: اقرَأْها، فقرَأَها على غيرِ قراءتي وقراءةِ صاحبي، فانطلَقتُ بهما إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذَينِ يُخالِفاني في القِراءةِ؟ قال: فغَضِبَ وتَمعَّرَ وَجهُه، وقال: إنَّما أهلَكَ مَن كان قبلَكم الاختِلافُ -قال: قال زِرٌّ: وعندَه رَجُلٌ- قال: فقال الرَّجُلُ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأمُرُكم أنْ يَقرَأَ كلُّ رَجُلٍ منكم كما أُقرِئَ؛ فإنَّما أهلَكَ مَن كان قبلَكم الاختلافُ. قال: قال عبدُ اللهِ: فلا أدْري أشيئًا أسَرَّه إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أو عَلِمَ ما في نفْسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟! قال: والرَّجُلُ هو عليُّ بنُ أبي طالبٍ صلَوَاتُ اللهِ عليه.

285 - كنتُ رجلًا فارسيًّا من أهلِ أصبهانَ من أهلِ قريةٍ منها يقال لها : جيُّ وكان أبي دِهقانَ قريتِه وكنتُ أحبَّ خلقِ اللهِ إليه فلم يزلْ به حبُّه إيايَ حتى حبسني في بيتِه أي ملازمُ النَّارِ كما تُحبس الجاريةُ وأجهدتُ في المجوسيَّةِ حتى كنتُ قاطنَ النارِ الذي يوقدُها لا يتركها تخبُو ساعةً قال : وكانت لأبي ضَيعةٌ عظيمةٌ قال فشغل في بنيانٍ له يومًا فقال لي : يا بُنيَّ إني قد شُغِلتُ في بنيانٍ هذا اليومَ عن ضَيعتي فاذهبُ فاطلُعها وأمرني فيها ببعضِ ما يريدُ فخرجت أريدُ ضَيعتَه فمررتُ بكنيسةٍ من كنائسِ النَّصارى فسمعتُ أصواتَهم فيها وهم يُصلُّون وكنتُ لا أدري ما أمر الناسِ لحبسِ أبي إيايَ في بيتِه فلما مررتُ بهم وسمعتُ أصواتَهم دخلتُ عليهم أنظرْ ما يصنعون قال : فلما رأيتُهم أعجبَتْني صلاتُهم ورغبتُ في أمرِهم وقلتُ : هذا واللهِ خيرٌ من الدِّينِ الذي نحنُ عليه فواللهِ ما تركتُهم حتى غربتِ الشَّمسُ وتركتُ ضَيعةَ أبي ولم آتِها فقلتُ لهم : أين أصلُ هذا الدِّينِ ؟ قالوا : بالشَّامِ قال : ثم رجعتُ إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلتُه عن عملِه كلِّه قال فلما جئتُه قال : أي بُنيَّ أين كنتَ ؟ ألم أكن عهدتُ إليك ما عهدتُ ؟ قال ؟ قلتُ : يا أبتِ مررتُ بناسٍ يُصلُّونَ في كنيسةٍ لهم فأعجَبني ما رأيتُ من دينِهم فواللهِ ما زلتُ عندهم حتى غربتِ الشَّمسُ قال : أي بُنيَّ ليس في ذلك الدِّينِ خيرٌ دينُك ودينُ آبائِك خيرٌ منه قال : قلتُ : كلا واللهِ إنه خيرٌ من دينِنا قال : فخافَني فجعل في رجليَّ قَيدًا ثم حبَسني في بيته قال : وبعثتُ إلى النَّصارى فقلتُ : لهم إذا قدم عليكم رَكبٌ من الشامِ تجارٌ من النَّصارى فأخبروني بهم قال : فقدم عليهم رَكبٌ من الشامِ تجارٌ من النَّصارى قال : فأخبروني بهم قال : فقلتُ لهم : إذا قضُوا حوائجَهم وأرادوا الرَّجعةَ إلى بلادِهم فآذِنوني بهم قال : فلما أرادوا الرَّجعةَ إلى بلادِهم أخبروني بهم فألقيتُ الحديدَ من رجليَّ ثم خرجتُ معهم حتى قدمتُ الشَّام فلما قدمتُها قلتُ : من أفضلُ أهلِ هذا الدِّينِ قالوا : الأسقفُ في الكنيسةِ قال : فجئتُه فقلتُ : إني قد رغبتُ في هذا الدينِ وأحببتُ أن أكون معك أخدمُك في كنيستِك وأتعلَّمُ منك وأصلِّي معك قال : فادخُلْ فدخلتُ معه قال : فكان رجلَ سوءٍ يأمرُهم بالصدقةِ ويرغبُهم فيها فإذا جمعوا إليه منها أشياءَ اكتنزه لنفسِه ولم يعطه المساكينَ حتى جمع سبعَ قِلالٍ من ذهبٍ وورقٍ قال : وأبغضتُه بغضًا شديدًا لما رأيتُه يصنعُ ثم مات فاجتمعت إليه النصارى لِيدفنوه فقلتُ لهم : إنَّ هذا كان رجلَ سوءٍ يأمركم بالصدقةِ ويرغبُكم فيها فإذا جئتُموه بها اكتنزَها لنفسِه ولم يُعطِ المساكينَ منها شيئًا قالوا : وما علمُك بذلك ؟ قال : قلتُ : أنا أدلُّكم على كنزِه قالوا : فدَلَّنا عليه قال : فأريتُهم موضعَه قال : فاستخرجُوا منه سبعَ قِلالٍ مملوءةً ذهبًا وورقًا قال : فلما رأوها قالوا : واللهِ لا ندفنُه أبدًا فصلبُوه ثم رجمُوه بالحجارةِ ثم جاؤوا برجلٍ آخرَ فجعلوه بمكانِه قال : يقول سلمانُ : فما رأيتُ رجلًا لا يُصلِّي الخَمسَ أرى أنه أفضلَ منه أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرةِ ولا أدأبُ ليلًا ونهارًا منه قال : فأحببتُه حبًّا لم أُحبُّه من قبلَه وأقمتُ معه زمانًا ثم حضرتْه الوفاةُ فقلتُ له : يا فلانُ إني كنتُ معك وأحببتُك حبًّا لم أُحبُّه من قبلِك وقد حضرك ما ترى من أمرِ اللهِ فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أيْ بُنيَّ ما أعلمُ أحدًا اليومَ على ما كنتُ عليه لقد هلك الناسُ وبدَّلوا وتركوا أكثرَ ما كانوا عليه إلا رجلًا بالمَوصلِ وهو فلانٌ فهو على ما كنتُ عليه فالْحَقْ به قال : فلما مات وغُيِّبَ لحقتُ بصاحبِ المَوصلِ فقلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا أوصاني عند موتِه أن ألحقَ بك وأخبرَني أنك على أمرِه قال : فقال لي : أقِمْ عندي فأقمتُ عنده فوجدتُه خيرَ رجلٍ على أمرِ صاحبِه فلم يلبثْ أن مات فلما حضرته الوفاةُ قلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا أوصى بي إليكَ وأمرَني بالُّلحوقِ بك وقد حضرك من اللهِ عزَّ وجلَّ ما ترى فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أي بُنيَّ واللهِ ما أعلم رجلًا على مثلِ ما كنا عليه إلا رجلًا بنَصيبينَ وهو فلانٌ فالْحقْ به قال : فلما مات وغُيِّبَ لحقتُ بصاحبِ نصِيبينَ فجئتُه فأخبرتُه بخبري وما أمرَني به صاحبي قال : فأقِمْ عندي فأقمتُ عندَه فوجدتُه على أمرِ صاحبَيه فأقمتُ مع خيرِ رجلٍ فواللهِ ما لبث أن نزل به الموتُ فلما حضر قلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا كان أوصى بي إلى فلانٍ ثم أوصى بي فلانٌ إليك فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أيْ بُنيَّ واللهِ ما نعلم أحدًا بقِيَ على أمرِنا آمرُك أن تأتيَه إلا رجلًا بعَمُوريَّةَ فإنه بمثلِ ما نحنُ عليه فإن أحببتَ فأْتِه قال : فإنه على أمرِنا قال : فلما مات وغُيِّبَ لحقت بصاحبِ عَموريَّةَ وأخبرتُه خبري فقال : أَقِمْ عندي فأقمتُ مع رجلٍ على هدْي أصحابِه وأمرِهم قال : واكتسبتُ حتى كان لي بقَراتٌ وغُنَيمةٌ قال : ثم نزل به أمرُ اللهِ فلما حضر قلتُ له : يا فلانُ إني كنتُ مع فلانٍ فأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ وأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ ثم أوصى بي فلانٌ إليك فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أيْ بُنيَّ واللهِ ما أعلمُه أصبحَ على ما كنا عليه أحدٌ من الناسِ آمرُك أن تأتيَه ولكنه قد أظلك زمانُ نبيٍّ هو مبعوثٌ بدينِ إبراهيمَ يخرج بأرضِ العربِ مهاجرًا إلى أرضٍ بين حَرَّتينِ بينهما نخلٌ به علاماتٌ لا تَخفى يأكلُ الهديَّةَ ولا يأكلُ الصَّدقةَ بين كتِفَيه خاتمُ النُّبوَّةِ فإنِ استطعتَ أن تلحقَ بتلك البلادِ فافعلْ قال : ثم مات وغُيِّبَ فمكثتُ بعمورِيَّةَ ما شاء اللهُ أن أمكثَ ثم مرَّ بي نفرٌ من كلبٍ تُجَّارًا فقلتُ لهم : تحمِلوني إلى أرضِ العربِ وأُعطيكم بقَراتي هذه وغُنيمَتي هذه قالوا : نعم فأعطيتُهموها وحمَلوني حتى إذا قدِموا بي وادي القُرى ظلمُوني فباعوني من رجلٍ من اليهودٍ عبدًا فكنتُ عندَه ورأيتُ النَّخلَ ورجوتُ أن تكون البلدُ الذي وَصفَ لي صاحبي ولم يحقْ لي في نفسي فبينما أنا عنده قدِم عليه ابنُ عمٍّ له من المدينةِ من بني قُريظةَ فابتاعني منه فاحتملَني إلى المدينةِ فواللهِ ما هو إلا أن رأيتُها فعرفتُها بصفةِ صاحبي فأقمتُ بها وبعث اللهُ رسولَه فأقام بمكةَ ما أقام لا أسمعُ له بذكرٍ مع ما أنا فيه من شُغلِ الرِّقِّ ثم هاجر إلى المدينةَ فواللهِ إني لفي رأسِ عذقٍ لسيدي أعملُ فيه بعضَ العملِ وسيدي جالسٌ إذ أقبل ابنُ عمٍّ له حتى وقف عليه فقال : فلانٌ قاتَل اللهُ بني قَيلَةَ واللهِ إنهم الآن لمُجتمعونَ بقُباءَ على رجلٍ قدِم عليهم من مكةَ اليومَ يزعمون أنه نبيٌّ قال : فلما سمعتُها أخذتْني العرواءُ حتى ظننتُ أني سأسقطُ على سيدي قال : ونزلتُ عن النَّخلةِ فجعلتُ أقولُ لابنِ عمِّه ذلك ماذا تقولُ ؟ ماذا تقول ؟ قال : فغضِب سيِّدي فلكَمني لكمةً شديدةً ثم قال : مالكَ ولهذا ؟ أقبِلْ على عملِك قال : قلتُ : لا شيءَ إنما أردتُ أن أستثْبتَ عما قال : وقد كان عندي شيءٌ قد جمعتُه فلما أمسيتُ أخذتُه ثم ذهبتُ به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو بقُباءَ فدخلتُ عليه فقلتُ له : إنه قد بلغَني أنك رجلٌ صالحٌ ومعك أصحابٌ لك غُرباءُ ذَووا حاجةٍ وهذا شيءٌ كان عندي للصدقةِ فرأيتُكم أحقَّ به من غيركِم قال : فقرَّبتُه إليه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابِه : كُلوا وأمسكَ يدَه فلم يأكلْ قال : فقلتُ : في نفسي هذه واحدةٌ ثم انصرفتُ عنه فجمعتُ شيئًا وتحوَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى المدينةِ ثم جئتُ به فقلتُ : إني رأيتُك لا تأكلُ الصَّدقةَ وهذه هديةٌ أكرمتُك بها قال : فأكل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منها وأمر أصحابَه فأكَلوا معه قال : فقلتُ : في نفسي هاتان اثنتانِ ثم جئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو ببقيع الغرقدِ قال : وقد تبع جنازةً من أصحابِه عليه شَملتانِ له وهو جالسٌ في أصحابه فسلَّمتُ عليه ثم استدرتُ أنظرُ إلى ظهرِه هل أرى الخاتَمَ الذي وَصف لي صاحبي ؟ فلما رآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ استدرتُه عرف أني استثْبتُ في شيءٍ وُصِف لي قال : فألقى رداءَه عن ظهرِه فنظرتُ إلى الخاتمِ فعرفتُه فانكببتُ عليه أُقبِّلُه وأبكي فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : تحوَّلْ فتحوَّلتُ فقصصتُ عليه حديثي كما حدَّثتُك يا ابنَ عباسٍ قال : فأعجب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يسمع ذلك أصحابُه ثم شغل سلمانُ الرِّقَّ حتى فاته مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بدرٌ وأُحُدٌ قال : ثم قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : كاتِبْ يا سلمانُ فكاتبتُ صاحبي على ثلاثمائةِ نخلةٍ أُحيبها له بالفقيرِ وبأربعينَ أُوقيَّةً فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابه : أَعينُوا أخاكم فأعانُوني بالنَّخلِ الرجلُ بثلاثين ودِيَّةً والرجلُ بعشرين والرجلُ بخمسَ عشرةَ والرجلُ بعشرٍ يعنى الرجلَ بقدرِ ما عنده حتى اجتمعَتْ لي ثلاثمائةِ وَدِيَّةٍ فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ اذهبْ يا سلمانُ ففقِّرْ لها فإذا فرغْتَ فائتِني أكون أنا أضعُها بيديَّ ففقَّرتُ لها وأعانني أصحابي حتى إذا فرغتُ منها جئتُه فأخبرتُه فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ معي إليها فجعلْنا نُقرِّبُ له الوَدِيَّ ويضعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدِه فوالذي نفسُ سلمانَ بيدِه ما ماتتْ منها وَدِيَّةٌ واحدةٌ فأدَّيتُ النَّخلَ وبقِيَ عليَّ المالُ فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بمثلِ بيضةِ الدَّجاجةِ من ذهبٍ من بعضِ المغازي فقال : ما فعل الفارسيُّ المُكاتَبُ قال : فدُعيتُ له فقال : خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليك يا سلمانُ فقلتُ : وأين تقعُ هذه يا رسولَ اللهِ مما عليَّ ؟ قال : خُذْها فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سُيؤدِّى بها عنك قال : فأخذتُها فوزنتُ لهم منها والذي نفسُ سلمانَ بيدِه أربعينَ أُوقيَّةً فأوفيتُهم حقَّهم وعُتِقتُ فشهدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الخندقَ ثم لم يَفُتْني معه مشهدٌ

286 - إنَّ أيوبَ نبيَّ اللهِ كان في بلائِه ثمانيَ عشْرةَ سنةً فرفَضه القريبُ والبعيدُ إلا رجلانِ مِن إخوانِه كانا مِن أخصِّ إخوانِه كانا يغدُوانِ إليه ويَروحانِ إليه فقال أحدُهما لصاحبِه: أتعلمُ ؟ واللهِ لقد أذنَب أيوبُ ذنبًا ما أذنبَه أحدٌ قال له صاحبُه: وما ذاكَ ؟ قال: منذُ ثمانيَ عشْرةَ سنةً لم يرحمْه اللهُ فيكشِفُ عنه ما به فلما راحا إليه لم يَصبِرِ الرجلُ حتى ذكَر ذلك له فقال أيوبُ: لا أدري ما تقولُ غيرَ أنَّ اللهَ يعلمُ أني كنتُ أمُرُّ بالرجُلَينِ يتنازَعانِ فيذكُرانِ اللهَ فأرجِعُ إلى بيتي فأكفِّرُ عنهما كراهيةَ أن يُذكَرَ اللهُ إلا في حقٍّ قال: وكان يخرجُ إلى حاجتِه فإذا قضى حاجتَه أمسَكَتِ امرأتُه بيدِه حتى يبلُغَ فلما كان ذاتَ يومٍ أبطَأ عليها وأوحي إلى أيوبَ في مكانِه أنِ اركُضْ برِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ باردٌ وشَرابٌ فاستَبْطَأَتْه فتَلَقَّتْه ينظرُ فأقبَل عليها وقد أذهَبَ اللهُ ما به منَ البلاءِ وهو على أحسَنِ ما كان فلما رأَتْه قالتْ: أي بارَك اللهُ فيكَ هل رأيتَ نبيَّ اللهِ هذا المُبتَلى فواللهِ على ذلك ما رأيتُ أحدًا أشبَهَ به إذ كان صحيحًا مِنكَ قال: فإني أنا هو وكان له أندَرانِ: أندرٌ للقمحِ وأندرٌ للشعيرِ فبعَث اللهُ سحابتَينِ فلما كانَتْ إحداهما على أندرِ القمحِ أفرَغَتْ فيه الذهبَ حتى فاض وأفرَغَتِ الأخرى على أندرِ الشعيرِ الوَرِقَ حتى فاض

287 - [عن] رياح بن الحارث أنَّ المُغيرةَ كان في المسجدِ الأكبرِ، وعندَه أهلُ الكوفةِ، فجاء رَجُلٌ مِن أهلِ الكوفةِ، فاستقبَلَ المُغيرةَ، فسَبَّ وسَبَّ. فقال سَعيدُ بنُ زَيدٍ: مَن يَسُبُّ هذا يا مُغيرةُ؟ قال: يَسُبُّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ. قال: يا مُغيرُ بنَ شُعَيبٍ، يا مُغيرُ بنَ شُعَيبٍ! ألَا تَسمَعُ أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُسبُّونَ عندَكَ ولا تُنكِرُ ولا تُغيِّرُ؟! فأنا أشهَدُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما سمِعَتْ أُذُنايَ، ووَعاه قَلبي مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فإنِّي لم أكُنْ أروي عنه كَذِبًا، إنَّه قال: أبو بَكرٍ في الجنَّةِ، وعُمَرُ في الجنَّةِ، وعليٌّ في الجنَّةِ، وعُثمانُ في الجنَّةِ، وطَلحةُ في الجنَّةِ، والزُّبَيرُ في الجنَّةِ، وعَبدُ الرَّحمنِ في الجنَّةِ، وسَعدُ بنُ مالكٍ في الجنَّةِ، وتاسعُ المؤمنينَ في الجنَّة. ولو شِئتُ أنْ أُسمِّيَه لسَمَّيتُه. فضَجَّ أهلُ المسجدِ يُناشِدونَه: يا صاحبَ رسولِ اللهِ، مَن التَّاسعُ؟ قال: ناشَدتُموني باللهِ -واللهُ عَظيمٌ- أنا هو، والعاشرُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واللهِ لَمَشهدٌ شهِدَه رَجُلٌ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أفضَلُ مِن عَملِ أحدِكم، ولو عُمِّرَ ما عُمِّرَ نوحٌ.

288 - حدَّثَني طَلْحةُ البَصْريُّ قالَ: كانَ الرَّجلُ منَّا إذا قدِمَ المَدينةَ، فكانَ له بها عَريفٌ نزَلَ على عَريفِه ، فإنْ لم يكُنْ له بها عَريفٌ نزَلَ الصُّفَّةَ، فقدِمْتُ المَدينةَ ولم يكُنْ لي بها عَريفٌ، فكانَ يُجْرى علينا من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ يومٍ مُدٌّ من تَمرٍ بيْنَ اثنَينِ، ويَكْسونا الخُنُفَ، فصَلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعضَ صَلَواتِ النَّهارِ، فلمَّا سلَّمَ ناداه أهْلُ الصُّفَّةِ يَمينًا وشِمالًا: يا رَسولَ اللهِ، أحرَقَ بُطونَنا التَّمرُ، وتَخرَّقَتْ عنَّا الخُنُفُ ، فمالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مِنبَرِه، فصعِدَه، فحمِدَ اللهَ، وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ الشِّدَّةَ ما لَقيَ من قَومِه حتَّى قالَ: «فلقَدْ أتَى عليَّ وعلى صاحِبي بِضْعَ عَشْرةَ، وما لي وله طَعامٌ إلَّا البَريرَ»، قالَ: قلْتُ لأبي حَربٍ: وأيُّ شَيءٍ البَريرُ؟ قالَ: طَعامُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَمرُ الأَراكِ، «فقَدِمْنا على إخْوانِنا هؤلاء منَ الأنْصارِ وعِظَمُ طَعامِهمُ التَّمرُ فواسَوْنا فيه، واللهِ لو أجِدُ لكمُ الخُبزَ واللَّحمَ لأشْبَعْتُكم منه، ولكنْ عسَى أنْ تُدْرِكوا زَمانًا حتَّى يُغْدى على أحَدِكم بجَفْنةٍ ويُراحُ عليه بأُخْرى»، قالَ: فقالوا: يا رَسولَ اللهِ، أنحن اليَومَ خَيرٌ أمْ ذاك اليومَ؟ قالَ: «بل أنتمُ اليَومَ خَيرٌ، أنتمُ اليَومَ مُتَحابُّونَ، وأنتم يومَئذٍ يَضرِبُ بَعضُكم رِقابَ بَعضٍ»، أُراه قالَ: «مُتَباغِضونَ».

289 - عن أنسِ بنِ مالكٍ قال لما بُويعَ أبو بكرٍ في السَّقيفةِ وكان الغدُ جلس أبو بكرٍ على المنبرِ وقام عمرُ فتكلَّم قبل أبي بكرٍ فحمد اللهَ وأثنى عليه بما هو أهلُه ثم قال أيها الناسُ إني قد كنتُ قلتُ لكم بالأمسِ مقالةً ما كانت وما وجدتُها في كتاب اللهِ ولا كانت عهدًا عهِدها إليَّ رسولُ اللهِ ولكني كنتُ أرى أنَّ رسولَ اللهِ سيُدبِرُ أمرَنا يقول يكون آخرَنا واللهِ قد أبقى فيكم كتابَه الذي هدى به رسولَ اللهِ فإن اعتصمتُم به هداكم اللهُ لما كان هداه اللهُ له وأنَّ اللهَ قد جمع أمرَكم على خيرِكم صاحبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايِعوه فبايع الناسُ أبا بكرٍ بيعةَ العامةِ بعد بيعةِ السَّقيفةِ ثم تكلم أبو بكرٍ فحمد اللهَ وأثنى عليه بما هو أهلُه ثم قال أما بعد أيها الناسُ فإني قد وُلِّيتُ عليكم ولستُ بخيرِكم فإن أحسنتُ فأَعِينوني وإن أسأتُ فقوِّموني الصدقُ أمانةٌ والكذبُ خيانةٌ والضعيفُ منكم قويٌّ عندي حتى أزيحَ عِلَّتَه إن شاء اللهُ والقويُّ فيكم ضعيفٌ حتى آخذَ منه الحقَّ إن شاء اللهُ لا يدعُ قومٌ الجهادَ في سبيل اللهِ إلا ضربَهم اللهُ بالذُّلِّ ولا يشيعُ قومٌ قطُّ الفاحشةَ إلا عمَّهم اللهُ بالبلاء أَطيعوني ما أَطعتُ اللهَ ورسولَه فإذا عصيتُ اللهَ ورسولَه فلا طاعةَ لي عليكم قوموا إلى صلاتِكم يرحمْكم اللهُ

290 - عن أنسِ بنِ مالكٍ قال لما بُويع أبو بكرٍ في السقيفةِ وكان الغدُ جلس أبو بكرٍ فقام عمرُ فتكلَّم قبل أبي بكرٍ فحمد اللهَ وأثنى عليه بما هو أهلُه ثم قال أيها الناسُ إني قد قلتُ لكم بالأمسِ مقالةً ما كانت وما وجدتُها في كتابِ الله ولا كانت عهدًا عهِده إليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولكني قد كنتُ أرى أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سيُدبِرُ أمرَنا يقول يكون آخرَنا وإنَّ الله قد أبقى فيكم الذي به هدى رسولَ اللهِ فإنِ اعتصمتُم به هداكم اللهُ لما كان هداه اللهُ وإنَّ اللهَ قد جمع أمرَكم على خيرِكم صاحبِ رسولِ اللهِ وثاني اثنَين إذ هما في الغارِ فقوموا فبايِعوه فبايع الناسُ أبا بكرٍ بعد بيعةِ السَّقيفةِ ثم تكلَّم أبو بكرٍ فحمد الله َوأثنى عليه بالذي هو أهلُه ثم قال أما بعد أيها الناسُ فإني قد وُلِّيتُ عليكم ولستُ بخيرِكم فان أحسنتُ فأَعينوني وإن أسأتُ فقوِّموني الصدقُ أمانةٌ والكذبُ خيانةٌ والضعيفُ فيكم قويٌّ عندي حتى أُرجِعَ عليه حقَّه إن شاء اللهُ والقويُّ فيكم ضعيفٌ حتى آخذَ الحقَّ منه إن شاء اللهُ لا يدعُ قومٌ الجهادَ في سبيلِ اللهِ إلا خذَلهم اللهُ بالذُّلِّ ولا تشيعُ الفاحشةُ في قومٍ إلا عمَّهم اللهُ بالبلاء أطيعوني ما أطعتُ اللهَ ورسولَه فإذا عصيتُ اللهَ ورسولَه فلا طاعةَ لي عليكم قوموا إلى صلاتِكم يرحمْكم اللهُ

291 - فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كاتِبْ، فسَأَلتُ صاحِبي ذلك فلمْ أزَلْ به حتى كاتَبَني على أنْ أُحييَ له ثلاثَ مِئةِ نَخلةٍ وبأربعينَ أُوقيَّةً مِن وَرِقٍ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أعِينوا أخاكم بالنَّخلِ، فأعانَني كلُّ رَجُلٍ يَقدِرُ بالثَّلاثينَ والعشرينَ والخَمسَ عَشْرةَ والعَشْرِ، ثُمَّ قال لي: يا سَلمانُ، اذهَبْ ففَقِّرْ لها، فإذا أرَدتَ أنْ تَضَعَها فلا تَضَعْها حتى تَأتيَ فتُؤذِنَني، فأكونَ أنا الذي أضَعُها بيَدي، فقُمتُ في تَفْقيري وأعانَني أصحابي حتى فَقَّرْنا شَرَبَها ثَلاثَ مِئةِ وَديَّةٍ، وجاء كلُّ رَجُلٍ بما أعانَني به مِنَ النَّخلِ، ثُمَّ جاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فجعَلَ يَضَعُها بيَدِه، وجعَلَ يُسوِّي عليها تُرابَها، ويُنزِلُ حتى فَرَغَ منها جَميعًا، فلا والذي نَفْسي بيَدِه، ما نفَقَتْ منها واحدةٌ وبَقيَتِ الدَّراهمُ، فبَينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يومٍ في أصحابِه، إذ أتاه رَجُلٌ مِن أصحابِه بمِثلِ البَيضةِ مِن ذَهبٍ أصابَها مِن بعضِ المَعادِنِ، فتَصدَّقَ بها، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما فعَلَ الفارسيُّ المِسكينُ المُكاتَبُ؟ ادْعوه لي، فدُعيتُ له فجِئتُ، فقال: اذهَبْ فأدِّها عنكَ ممَّا عليكَ مِنَ المالِ، قُلتُ: وأين تَقَعُ هذه ممَّا عليَّ يا رسولَ اللهِ؟ فقال: إنَّ اللهَ سيُؤدِّي بها عنكَ.

292 - قال لي رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كاتِبْ. فسألتُ صاحِبي ذلك، فلم أزَلْ به حتى كاتَبَني على أنْ أُحْييَ له ثَلاثَ مِئةِ نَخلةٍ وبأربعينَ أوقيَّةً مِن وَرِقٍ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَعينوا صاحِبَكم بالنَّخلِ. فأعانَني كُلُّ رَجُلٍ منهم بقَدرِهِ، بالثَّلاثينَ، والعِشرينَ، والخَمسةَ عَشَرَ، والعَشَرةِ، ثم قال لي: يا سَلمانُ، اذهَبْ ففَقِّرْ لها، فإذا أرَدتَ أنْ تَضَعَها؛ فلا تَضَعْها حتى تَأتيَني تُؤذِنُني، فأكونَ أنا الذي أضَعُها بِيَدي، فقُمتُ في تَفْقيري، وأعانَني أَصْحابي، حتى فَقَّرْنا شَرَبَها ثَلاثَ مِئةِ وَديَّةٍ، وجاءَ كُلُّ رَجُلٍ بما أَعانَني مِنَ النَّخلِ، ثم جاءَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فجعَلَ يَضَعُها بيَدِهِ، وجعَلَ يُسَوِّي عليها تُرابَها، حتى فرَغَ منها جَميعًا، قال: والذي نَفْسي بيَدِهِ ما ماتَتْ منها واحِدةٌ، وبَقيتِ الدَّراهمُ علَيَّ، فبَيْنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أصحابِهِ؛ إذ جاءَهُ رَجُلٌ مِن أصحابِهِ بمِثلِ البَيضةِ مِن ذَهَبٍ، أصابَها في بَعضِ المَعادِنِ، يَتصَدَّقُ بها، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما فعَلَ الفارِسيُّ المِسكينُ المُكاتَبُ؟ ادْعوهُ لي، فدُعيتُ، فجِئتُ، فقال: اذهَبْ فأدِّها عنكَ فيما عليكَ مِنَ المالِ. قُلتُ: وأين تَقَعُ هذه ممَّا علَيَّ يا رسولَ اللهِ؟ قال: إنَّ اللهَ تَعالى سيُؤَدِّيها. واللَّفظُ لفَهدٍ.

293 - عن عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، قال: حدَّثَني سَلْمانُ الفارِسيُّ حَديثَه مِن فيه، قال: كُنتُ رَجُلًا فارسِيًّا مِن أهْلِ أصْبَهانَ مِن أهْلِ قَرْيةٍ منها يُقالُ لها جَيُّ، وكان أبي دِهْقانَ قَرْيَتِه، وكُنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلم يَزَلْ به حُبُّه إيَّايَ حتى حَبَسَني في بَيتِه كما تُحبَسُ الجاريةُ، واجتَهَدْتُ في المَجوسيَّةِ حتى كُنتُ قَطِنَ النارِ الذي يُوقِدُها لا يَترُكُها تَخْبو ساعةً، قال: وكانَتْ لأبي ضَيْعةٌ عَظيمةٌ، قال: فشُغِلَ في بُنْيانٍ له يَومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلْتُ في بُنْيانٍ هذا اليومَ عن ضَيْعَتي، فاذْهَبْ فاطَّلِعْها، وأمَرَني فيها ببَعْضِ ما يُريدُ، فخَرَجْتُ أُريدُ ضَيْعَتَه، فمَرَرْتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائِسِ النَّصارى، فسَمِعتُ أصْواتَهُم فيها وهُم يُصَلُّون، وكُنتُ لا أدْري ما أمْرُ الناسِ لِحَبْسِ أبي إيَّايَ في بَيتِه، فلمَّا مَرَرتُ بهِم، وسَمِعتُ أصْواتَهم، دَخَلتُ عليهم أنظُرُ ما يَصنَعون، قال: فلمَّا رَأيتُهُم أعْجَبَني صَلاتُهُم، ورَغِبتُ في أمْرِهِم، وقُلتُ: هذا -واللهِ- خَيرٌ مِن الدِّينِ الذي نَحنُ عليه، فواللهِ ما تَرَكْتُهم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، وتَرَكْتُ ضَيْعةَ أبي ولم آتِها، فقُلتُ لهُم: أين أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ قال: ثُمَّ رَجَعتُ إلى أبي، وقد بَعَثَ في طَلَبي وشَغَلْتُه عن عَمَلِه كلِّه، قال: فلمَّا جِئْتُه، قال: أيْ بُنَيَّ، أين كُنتَ؟ ألم أكُنْ عَهِدتُ إليكَ ما عَهِدتُ؟ قال: قلتُ: يا أبَتِ، مَرَرتُ بناسٍ يُصَلُّون في كَنيسةٍ لهُم فأعْجَبَني ما رَأيتُ مِن دِينِهِم، فواللهِ ما زِلتُ عِندَهُم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، قال: أيْ بُنَيَّ، ليس في ذلك الدِّينِ خَيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائِكَ خَيرٌ منه! قال: قلتُ: كلَّا واللهِ إنَّه لخَيرٌ مِن دِينِنا، قال: فخافَني، فجَعَلَ في رِجْلي قَيْدًا، ثُمَّ حَبَسَني في بَيتِه، قال: وبَعَثتُ إلى النَّصارى فقُلتُ لهم: إذا قَدِمَ عليكم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى فأخْبِروني بهم، قال: فقَدِمَ عليهم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى، قال: فأخْبَروني بهم، قال: فقُلتُ لهُم: إذا قَضَوْا حَوائِجَهُم وأرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهِم فآذَنوني بهِم، قال: فلمَّا أرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهم أخْبَروني بهم، فألْقَيتُ الحَديدَ مِن رِجْلي، ثُمَّ خَرَجتُ معهم حتى قَدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قَدِمتُها، قُلتُ: مَن أفْضَلُ أهْلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكَنيسةِ، قال: فجِئْتُه، فقُلتُ: إنِّي قد رَغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحْبَبتُ أنْ أكونَ معَكَ أخْدِمُكَ في كَنيسَتِكَ، وأتَعَلَّمُ منكَ وأُصَلِّي معَكَ، قال: فادْخُلْ فدَخَلتُ معَه، قال: فكان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُهم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُهم فيها، فإذا جَمَعوا إليه منها أشْياءَ، اكْتَنَزَه لنَفْسِه، ولم يُعْطِه المَساكينَ، حتى جَمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهَبٍ ووَرِقٍ، قال: وأبغَضْتُه بُغْضًا شَديدًا لِما رَأيتُه يَصنَعُ، ثُمَّ ماتَ، فاجتَمَعَتْ إليه النَّصارى لِيَدْفِنوه، فقُلتُ لهم: إنَّ هذا كان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُكم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُكُم فيها، فإذا جِئْتُموه بها اكْتَنَزَها لنَفْسِه، ولم يُعْطِ المَساكينَ منها شَيئًا، قالوا: وما عِلْمُكَ بذلك؟ قال: قلتُ أنا أدُلُّكُم على كَنْزِه، قالوا: فدُلَّنا عليه، قال: فأرَيتُهُم مَوضِعَه، قال: فاسْتَخْرَجوا منه سَبْعَ قِلالٍ مَمْلوءةً ذَهَبًا ووَرِقًا، قال: فلمَّا رَأوْها قالوا: واللهِ لا نَدْفِنُه أبَدًا فصَلَبوه، ثُمَّ رَجَموه بالحِجارةِ، ثُمَّ جاؤوا برَجُلٍ آخَرَ، فجَعَلوه بمَكانِه، قال: يَقولُ سَلْمانُ: فما رَأيتُ رَجُلًا لا يُصلِّي الخَمْسَ، أرى أنَّه أفْضَلُ منه، أزْهَدُ في الدُّنْيا، ولا أرْغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدْأبُ ليلًا ونَهارًا منه، قال: فأحبَبْتُه حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَه، فأقَمْتُ معَه زَمانًا، ثُمَّ حَضَرَتْه الوَفاةُ، فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ معَكَ وأحْبَبْتُكَ حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَكَ، وقد حَضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ أحَدًا اليومَ على ما كُنتُ عليه، لقد هَلَكَ الناسُ وبَدَّلوا وتَرَكوا أكثَرَ ما كانوا عليه، إلَّا رَجُلًا بالمَوْصِلِ، وهو فُلانٌ، فهو على ما كُنتُ عليه، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ، لَحِقتُ بصاحِبِ المَوْصِلِ فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصاني عِندَ مَوتِه أنْ ألْحَقَ بكَ، وأخْبَرَني أنَّكَ على أمْرِه، قال: فقال لي: أقِمْ عِندي فأقَمتُ عِندَه، فوَجَدْتُه خَيرَ رَجُلٍ على أمْرِ صاحِبِه، فلم يَلبَثْ أنْ ماتَ، فلمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصى بي إليكَ، وأمَرَني باللُّحوقِ بكَ، وقد حَضَرَكَ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ رَجُلًا على مِثْلِ ما كُنَّا عليه إلَّا بِنَصِيبينَ، وهو فُلانٌ، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ نَصِيبينَ، فجِئْتُه فأخبَرْتُه خَبَري، وما أمَرَني به صاحِبي، قال: فأقِمْ عِندي، فأقَمْتُ عِندَه، فوَجَدْتُه على أمْرِ صاحِبَيْه، فأقَمْتُ مع خَيرِ رَجُلٍ، فواللهِ ما لَبِثَ أنْ نَزَلَ به الموتُ، فلمَّا حَضَرَ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا كان أوْصى بي إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما نَعلَمُ أحَدًا بَقِيَ على أمْرِنا آمُرُكَ أنْ تَأتيَه إلَّا رَجُلًا بِعَمُّوريَّةَ؛ فإنَّه على مِثْلِ ما نَحنُ عليه، فإنْ أحْبَبْتَ فأْتِه، قال: فإنَّه على أمْرِنا، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ، وأخْبَرْتُه خَبَري، فقال: أقِمْ عِندي، فأقَمْتُ مع رَجُلٍ على هَدْيِ أصحابِه وأمْرِهِم، قال: واكتَسَبْتُ حتى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيْمةٌ، قال: ثُمَّ نَزَلَ به أمْرُ اللهِ، فلمَّا حُضِرَ قُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ مع فُلانٍ، فأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، وأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تأْمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُه أصْبَحَ على ما كُنَّا عليه أحَدٌ مِن الناسِ آمُرُكَ أنْ تَأتيَه، ولكنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ هو مَبْعوثٌ بدِينِ إبْراهيمَ يَخرُجُ بأرْضِ العَرَبِ، مُهاجِرًا إلى أرضٍ بَينَ حرَّتَينِ بَينَهُما نَخْلٌ، به عَلاماتٌ لا تَخْفى: يَأكُلُ الهَديَّةَ ولا يَأكُلُ الصَّدَقةَ، بَينَ كَتِفَيْه خاتَمُ النُّبوَّةِ، فإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَلحَقَ بتلك البِلادِ فافْعَلْ، قال: ثُمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثْتُ بِعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أنْ أمكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بي نَفَرٌ مِن كَلْبٍ تُجَّارًا، فقُلتُ لهُم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ، وأُعْطيكُم بَقَراتي هذه وغُنَيْمَتي هذه؟ قالوا: نَعَمْ، فأعطَيْتُهُموها وحَمَلوني، حتى إذا قَدِموا بي واديَ القُرى ظَلَموني فباعوني مِن رَجُلٍ مِن يَهودَ عَبدًا، فكُنتُ عِندَه، ورَأيتُ النَّخلَ، ورَجَوْتُ أنْ تكونَ البَلَدَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، ولم يَحِقْ لي في نَفْسي، فبَينَما أنا عِندَه، قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِن المَدينةِ مِن بَني قُرَيْظةَ فابْتاعَني منه، فاحْتَمَلَني إلى المَدينةِ، فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها فعَرَفْتُها بصِفةِ صاحِبي، فأقَمْتُ بها وبَعَثَ اللهُ رسولَه، فأقامَ بمكَّةَ ما أقامَ لا أسْمَعُ له بذِكْرٍ مع ما أنا فيه مِن شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فواللهِ إنِّي لَفي رَأسِ عَذْقٍ لسَيِّدي أعْمَلُ فيه بَعضَ العَمَلِ، وسَيِّدي جالِسٌ، إذْ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتى وَقَفَ عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بَني قَيْلةَ، واللهِ إنَّهم الآنَ لَمُجتَمِعون بقُباءٍ على رَجُلٍ قَدِمَ عليهم مِن مكَّةَ اليومَ، يَزْعُمون أنَّه نَبيٌّ، قال: فلمَّا سَمِعْتُها أخَذَتْني العُرَواءُ، حتى ظَنَنتُ سأسْقُطُ على سيِّدي، قال: ونَزَلَتْ عن النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عمِّهِ ذلك: ماذا تقولُ؟ ماذا تقولُ؟ قال: فغَضِبَ سيِّدي فلَكَمَني لَكْمةً شَديدةً، ثُمَّ قال: ما لكَ ولهذا، أقْبِلْ على عَمَلِكَ، قال: قُلتُ: لا شَيءَ، إنَّما أرَدْتُ أنْ أسْتَثْبِتْه عمَّا قال، وقد كان عِندي شَيءٌ قد جَمَعْتُه، فلمَّا أمْسَيتُ أخَذْتُه ثُمَّ ذَهَبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقُلتُ له: إنَّه قد بَلَغَني أنَّكَ رَجُلٌ صالِحٌ، ومعَكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجَةٍ، وهذا شَيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرَأيْتُكُم أحَقَّ به مِن غَيرِكُم، قال: فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: كُلوا، وأمْسَكَ يَدَه فلم يَأكُلْ، قال: فقُلتُ في نفْسي: هذه واحِدةٌ، ثُمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شَيئًا، وتَحَوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إلى المَدينةِ، ثُمَّ جِئْتُه به، فقُلتُ: إنِّي رَأيتُكَ لا تَأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمْتُكَ بها، قال: فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ منها، وأمَرَ أصحابَه فأكَلوا معَه، قال: فقُلتُ في نَفْسي: هاتانِ اثْنَتانِ، قال: ثُمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو ببَقيعِ الغَرْقَدِ، قال: وقد تَبِعَ جِنازةً مِن أصحابِه، عليه شَمْلَتانِ له، وهو جالِسٌ في أصحابِه، فسَلَّمتُ عليه، ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أنظُرُ إلى ظَهْرِه، هل أرَى الخاتَمَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي؟ فلمَّا رَآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ استَدْبَرْتُه، عَرَفَ أنِّي أسْتَثْبِتُ في شَيءٍ وُصِفَ لي، قال: فألْقى رِداءَه عن ظَهْرِه، فنَظَرْتُ إلى الخاتَمِ فعَرَفْتُه، فانْكَبَبْتُ عليه أُقَبِّلُه وأبْكي، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: تَحَوَّلْ، فتَحَوَّلتُ، فقَصَصْتُ عليه حَديثي كما حَدَّثتُكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، قال: فأُعجِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلك أصحابُه، ثُمَّ شَغَلَ سَلْمانَ الرِّقُّ حتى فاتَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بَدْرٌ، وأُحُدٌ، قال: ثُمَّ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كاتِبْ يا سَلْمانُ، فكاتَبْتُ صاحِبي على ثَلاثِ مِئةِ نَخلةٍ، أُحْييها له بالفَقيرِ، وبأرْبَعينَ أُوقيَّةً، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: أعِينوا أخاكُم، فأعانوني بالنَّخلِ: الرَّجُلُ بثَلاثينَ وَدِيَّةً، والرَّجُلُ بعِشْرينَ، والرَّجُلُ بخَمْسَ عَشْرةَ، والرَّجُلُ بعَشْرٍ؛ يَعْني: الرَّجُلُ بقَدْرِ ما عِندَه، حتى اجتَمَعَتْ لي ثلاثُ مِئةِ وَدِيَّةٍ، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: اذْهَبْ يا سَلْمانُ ففَقِّرْ لها، فإذا فَرَغْتُ فأْتِني أكونُ أنا أضَعُها بِيَدي، قال: ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصْحابي، حتى إذا فَرَغتُ منها جِئْتُه فأخبَرْتُه، فخَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ معي إليها، فجَعَلْنا نُقَرِّبُ له الوَديَّ ويَضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بِيَدِه، فوالذي نَفْسُ سَلْمانَ بِيَدِه، ما ماتَتْ منها وَدِيَّةٌ واحِدةٌ، فأدَّيتُ النَّخلَ، وبَقِيَ علَيَّ المالُ، فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بمِثْلِ بَيْضةِ الدَّجاجةِ مِن ذَهَبٍ مِن بَعضِ المَغازي، فقال: ما فَعَلَ الفارِسيُّ المُكاتَبُ؟ قال: فدُعِيتُ له، فقال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلْمانُ، فقُلتُ: وأين تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ؟ قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ سيُؤَدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذْتُها فوَزَنْتُ لهُم منها، والذي نَفْسُ سلَمْانَ بِيَدِه، أربَعينَ أُوقِيَّةً، فأوْفَيْتُهم حَقَّهُم، وعَتَقْتُ! فشَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ الخَندَقَ، ثُمَّ لم يَفُتْني معَه مَشهَدٌ.

294 - عن سَلْمانَ أنَّه قال: قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كاتِبْ يا سَلْمانُ، فكاتَبْتُ صاحبي على ثَلثِمائةِ نخلةٍ أُحْيِيها له بالفَقِيرِ وبأربعينَ أُوقيَّةً: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه: أعِينوا أخاكم، فأعانوني بالنَّخلِ، الرَّجلُ بثلاثينَ وَدِيَّةً، والرَّجلُ بعِشرينَ وَدِيَّةً، والرَّجلُ بخَمْسَ عَشْرةَ وَدِيَّةً، والرَّجلُ بعَشْرٍ، يُعِينُ الرَّجلُ بقَدْرِ ما عندَه، حتَّى إذا اجتمعَتْ لي ثلثُمائةِ وَدِيَّةٍ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اذهَبْ يا سَلْمانُ ففقِّرْ لها، فإذا فرَغْتَ فأْتِني فأكونَ أنا أضَعُها بيدي، قال: ففقَّرْتُ لها وأعانني أصحابي، حتَّى إذا فرَغْتُ منها جِئْتُه فأخبَرْتُه، فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم معي إليها، فجعَلْنا نُقرِّبُ إليه الوَدِيَّ، ويضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيدِه، فوالَّذي نفسُ سَلْمانَ بيدِه، ما مات منها وَدِيَّةٌ واحدةٌ، فأدَّيْتُ النَّخلَ وبقِيَ علَيَّ المالُ، فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمِثلِ بيضةِ دجاجةٍ مِن ذهَبٍ مِن بعضِ المعادنِ، فقال: ما فعَل الفارسِيُّ المُكاتَبُ؟! قال: فدُعِيتُ له، قال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلْمانُ، قال: قُلْتُ: وأين تقعُ هذه يا رسولَ اللهِ مما علَيَّ؟! قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ سيُؤدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذْتُها، فوزَنْتُ لهم منها - والَّذي نفسُ سَلْمانَ بيدِه - أربعينَ أُوقيَّةً ، فأوفَيْتُهم حقَّهم وعتَقْتُ، فشهِدْتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الخندقَ، ثمَّ لم يَفُتْني معه مشهَدٌ.

295 - أنَّ المغيرةَ بنَ شُعبةَ كانَ في المسجِدِ الأَكْبرِ وعندَهُ أَهْلُ الكوفةِ عن يَمينِهِ، وعن يَسارِهِ فجاءَهُ رجلٌ يُدعَى سعيدَ بنَ زيدٍ، فحيَّاهُ المغيرةُ وأجلسَهُ عندَ رجليهِ على السَّريرِ. فجاءَ رجلٌ من أَهْلِ الكوفةِ فاستقبلَ المغيرةَ، فسبَّ وسبَّ، فقالَ : مَن يسبُّ هذا يا مُغيرةُ ؟ قالَ : يَسبُّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ قالَ : يا مُغيرَ بنَ شعبَ، يا مغيرَ بنَ شعبَ ثلاثًا، ألا أسمعُ أصحابَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُسبُّونَ عندَكَ ؟ لا تُنكِرُ ولا تغيِّرُ، فأَنا أشهدُ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، بما سمعَت أذُنايَ ووَعاهُ قَلبي مِن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فإنِّي لم أَكُنِ أروي عنهُ كذبًا يسألُني عنهُ إذا لقيتُهُ، أنَّهُ قالَ : أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ، وعمرُ في الجنَّةِ، وعليٌّ في الجنَّةِ، وعُثمانُ في الجنَّةِ وطلحةُ في الجنَّةِ، والزُّبَيْرُ في الجنَّةِ، وعبدُ الرَّحمنِ في الجنَّةِ، وسَعدُ بنُ مالِكٍ في الجنَّةِ، وتاسعُ المؤمنينَ في الجنَّةِ لو شِئتُ أن أسمِّيَهُ لسمَّيتُهُ، قالَ : فضجَّ أَهْلُ المسجدِ يُناشدونَهُ يا صاحبَ رسولِ اللَّهِ منِ التَّاسعُ ؟ قالَ : ناشدتُموني باللَّهِ، واللَّهِ العَظيمِ أَنا تاسعُ المؤمنينَ ورسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، العاشرُ، ثمَّ أتبعَ يمينًا، قالَ : واللَّهِ لَمشهدٌ شَهِدَهُ رجلٌ يغبِّرُ فيهِ وجهَهُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، أفضَلُ من عملِ أحدِكُم. ولو عُمِّرَ عُمُرَ نوحٍ عليهِ السَّلامُ

296 - أنَّ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ سأل أبا بكرِ بنَ سُليمانَ بنِ أبي حَثْمةَ: لِمَ كان أبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه يكتُبُ: مِن أبي بكرٍ خليفةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ كان عمرُ رَضِيَ اللهُ عنه يكتُبُ بَعدَهُ: مِن عمرَ بنِ الخطَّابِ خليفةِ أبي بكرٍ؟ مَن أوَّلُ مَن كتَبَ أميرَ المؤمنينَ؟ فقال: حدَّثَتْني جَدَّتي الشِّفاءُ -وكانت مِنَ المُهاجِراتِ الأُوَلِ، وكان عمرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه إذا هو دخَلَ السُّوقَ دخَلَ عليها-، قالتْ: كتَبَ عمرُ بنُ الخطَّابِ إلى عامِلِ العِراقَيْنِ: أنِ ابعَثْ إليَّ برجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ نبيلَيْنِ أسألْهُما عنِ العِراقِ وأهلِهِ، فبعَثِ إليهِ صاحبُ العِراقِ بلَبيدِ بنِ رَبيعةَ وعَديِّ بنِ حاتِمٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، فقَدِمَا المدينةَ، فأناخا راحِلَتَيْهما بفِناءِ المسجدِ، ثمَّ دخَلَا المسجِدَ، فوجَدَا عمرَو بنَ العاصِ رَضِيَ اللهُ عنه، فقالا له: يا عمرُو، استأْذِنْ لنا على أميرِ المؤمِنينَ عمرَ، فوَثَبَ عَمرٌو فدخَلَ على عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنه، فقال: السَّلامُ عليكَ يا أميرَ المؤمِنينَ، فقال له عُمرُ رَضِيَ اللهُ عنه: ما بَدَا لكَ في هذا الاسمِ يا بنَ العاصِ؟ لَتَخْرُجَنَّ ممَّا قُلْتَ، قال: نعم، قَدِمَ لَبيدُ بنُ رَبيعةَ وعَديُّ بنُ حاتِمٍ، فقالا لي: استأْذِنْ لنا على أميرِ المؤمِنينَ، فقُلْتُ: أنتُما واللهِ أصَبْتُما اسمَهُ، وإنَّهُ الأميرُ ونحنُ المؤمِنونَ؛ فجَرَى الكتابُ مِن ذلكَ اليومِ.

297 - أنَّ المُغيرةَ بنَ شُعبةَ كان في المَسجِدِ الأكبَرِ، وعِندَهُ أهلُ الكوفةِ عن يَمينِهِ، وعن يَسارِهِ، فجاءَهُ رَجُلٌ يُدعى سَعيدَ بنَ زَيدٍ، فحيَّاهُ المُغيرةُ وأجلَسَهُ عِندَ رِجلَيْهِ على السَّريرِ. فجاءَ رَجُلٌ مِن أهلِ الكوفةِ، فاستَقبَلَ المُغيرةَ، فسَبَّ وسَبَّ، فقال: مَن يَسُبُّ هذا يا مُغيرةُ؟ قال: يَسُبُّ علِيَّ بنَ أبي طالِبٍ. قال: يا مُغيرَ بنَ شُعبَ، يا مُغيرَ بنَ شُعبَ، ثَلاثًا، ألَا أسمَعُ أصحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُسَبُّونَ عِندَكَ لا تُنكِرُ ولا تُغَيِّرُ؟ فأنا أشهَدُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بما سمِعَتْ أُذُنايَ ووعاهُ قَلبي مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنِّي لم أكُنْ أرْوي عنه كَذِبًا، يَسألُني عنه إذا لَقيتُهُ، أنَّهُ قال: أبو بَكرٍ في الجنَّةِ، وعُمَرُ في الجنَّةِ، وعلِيٌّ في الجنَّةِ، وعُثمانُ في الجنَّةِ، وطَلحةُ في الجنَّةِ، والزُّبَيرُ في الجنَّةِ، وعَبدُ الرَّحمنِ في الجنَّةِ، وسَعدُ بنُ مالِكٍ في الجنَّةِ، وتاسِعُ المُؤمِنينَ في الجنَّةِ. لو شِئتَ أنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيتُهُ. قال: فضَجَّ أهلُ المَسجِدِ يُناشِدونَهُ: يا صاحِبَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، مَنِ التَّاسِعُ؟ قال: ناشَدتُموني باللهِ، واللهُ عَظيمٌ، أنا تاسِعُ المُؤمِنينَ، ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العاشِرُ، ثم أتبَعَ ذلك يَمينًا، قال: واللهِ لَمَشهَدٌ شهِدَهُ رَجُلٌ يُغبِّرُ فيه وَجْهَهُ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أفضَلُ مِن عَمَلِ أحَدِكم، ولو عُمِّرَ عُمُرَ نوحٍ عليه السَّلامُ.

298 - كان الرَّجلُ منَّا إذا قَدِم المدينةَ، فكان له بها عَرِيفٌ نزَلَ على عَريفِه ، وإنْ لم يكُنْ له بها عَرِيفٌ نزَلَ الصُّفَّةَ، فقَدِمتُ المدينةَ ولم يكُنْ لي بها عَرِيفٌ، فنزَلْتُ الصُّفَّةَ، وكان يَجِيءُ علينا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ يومٍ مُدٌّ مِن تَمرٍ بيْن اثنينِ، ويَكْسُونا الخُنُفَ، فصلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْضَ صَلواتِ النَّهارِ، فلمَّا سلَّمَ ناداهُ أهلُ الصُّفَّةِ يَمينًا وشِمالًا: يا رَسولَ اللهِ، أحْرَقَ بُطونَنا التَّمرُ وتَخرَّقَت عنَّا الخُنُفُ ، فقام رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مِنبرِه، فصَعِد، فحَمِد اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذَكرَ شِدَّةَ ما لَقِيَ مِن قَومِه، حتَّى قال: ولَقدْ أُتِيَ علَيَّ وعلى صاحبِي بِضعَ عشْرةَ ما لي وله طَعامٌ إلَّا البَريرُ -قال: فقُلتُ لأبي حَربٍ: وأيُّ شَيءٍ البَريرُ؟ قال: طَعامُ سُوءٍ؛ ثمَرُ الأراكِ- فقَدِمْنا على إخوانِنا هؤلاء مِنَ الأنصارِ، وعَظيمُ طَعامِهم التَّمرُ، فَواسَونا فيه، وواللهِ لوْ أجِدُ لكم الخُبزَ واللَّحمَ لَأشْبَعْتُكم منه، ولكنْ عَسى أنْ تُدرِكوا زَمانًا أو مَن أدْرَكَه منكم يُغْدى ويُراحُ عليكم بالجِفانِ، وتَلْبَسون مِثلَ أستارِ الكعبةِ، قال داودُ: قال لي أبو حَربٍ: يا داودُ، وهلْ تَدْري ما كان أستارُ الكَعبةِ يومئذٍ؟ قُلتُ: لا، قال: ثِيابٌ بِيضٌ كان يُؤتَى بها مِنَ اليمنِ. قال داودُ فحدَّثْتُ بهذا الحديثِ الحسَنَ بنَ أبي الحسَنِ، فقال: وقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنتُم اليومَ خيرٌ منكم يومئذٍ، أنتُم اليومَ إخوانٌ بنِعمةِ اللهِ، وأنتم يومئذٍ أعداءٌ يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ .

299 - كانَ رجلٌ يُقالُ لَهُ : مُرثَدُ بنُ أبي مَرثَدٍ، وَكانَ رجلًا يحملُ الأسرَى مِن مَكَّةَ حتَّى يأتيَ بِهِمُ المدينةَ، قالَ : وَكانت امرأةٌ بَغيٌّ بمَكَّةَ يُقالُ لَها : عَناقٌ وَكانت صديقةً لَهُ، وإنَّهُ كانَ وعدَ رجلًا مِن أُسارَى مَكَّةَ يحملُهُ، قالَ : فَجِئْتُ حتَّى انتَهَيتُ إلى ظلِّ حائطٍ مِن حَوائطِ مَكَّةَ في لَيلةٍ مُقْمِرَةٍ، قالَ : فجاءَتْ عَناقٌ فأبصرَتْ سَوادَ ظِلِّي بجنبِ الحائطِ فلمَّا انتَهَتْ إليَّ عرفَتْهُ، فقالت : مَرْثَدُ ؟ فقلتُ : مَرْثَدُ. قالت : مَرحبًا وأهْلًا هلمَّ فبِتْ عندَنا اللَّيلةَ قلتُ : يا عَناقُ حرَّمَ اللَّهُ الزِّنا، قالت : يا أهْلَ الخيامِ، هذا الرَّجلُ يحملُ أسراكُم، قالَ : فتبِعَني ثمانيةٌ وسلَكْتُ الخَندمَةَ فانتَهَيتُ إلى كَهْفٍ أو غارٍ فدخَلْتُ، فجاءوا حتَّى قاموا علَى رأسي فبالوا فظلَّ بَولُهُم علَى رأسي وأعماهُم اللَّهُ عنِّي، قالَ : ثمَّ رجَعوا ورجعْتُ إلى صاحبي فحملتُهُ وَكانَ رجلًا ثقيلًا حتَّى انتَهَيتُ إلى الإذْخِرِ ، ففَكَكتُ عنهُ كبلَهُ فجعلتُ أحمِلُهُ ويُعْييني حتَّى قَدِمْتُ المدينةَ، فأتَيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقلتُ : يا رسولَ اللَّهِ، أنكِحُ عَناقًا ؟ مرَّتَينِ فأمسَكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فلم يردَّ عليَّ شيئًا حتَّى نزلَتْ الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : يا مَرْثَدُ الزَّاني لا ينكحُ إلَّا زانيةً أو مُشْرِكَةً والزَّانيةُ لا ينكحُها إلَّا زانٍ أو مُشرِكٌ، فلا تنكِحْها

300 - لمَّا قدِمْنا المدينةَ أَصبْنا من ثِمارِها، فاجْتَوَيْناها وأَصابنا بها وَعْكٌ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتخبَّرُ عن بَدرٍ، فلمَّا بلَغنا أنَّ المُشرِكينَ قد أَقبَلوا، سار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى بَدرٍ، وبَدرٌ بِئْرٌ، فسبَقْنا المُشرِكينَ إليها، فوجَدْنا فيها رجُليْنِ منهم، رجُلًا من قُرَيشٍ، ومَوْلًى لعُقْبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ، فأمَّا القُرَشيُّ فانفَلَت، وأمَّا مَوْلى عُقْبةَ فأخَذْناه، فجعَلْنا نقولُ له: كمِ القومُ؟ فيقولُ: هم واللهِ كثيرٌ عَددُهم، شديدٌ بأْسُهم . فجعَل المُسلِمونَ إذ قال ذلك ضرَبوه، حتى انتهَوْا به إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال له: كمِ القومُ؟ قال: هم واللهِ كثيرٌ عَددُهم، شديدٌ بأْسُهم ، فجهَد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُخبِرَه كم هم؟ فأبى، ثُم إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سأَله: كم يَنحَرونَ منَ الجُزُرِ؟ فقال: عشْرًا كلَّ يومٍ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: القومُ ألفٌ، كلُّ جَزورٍ لمِئَةٍ وتَبَعِها، ثُم إنَّه أَصابنا منَ اللَّيلِ طَشٌّ من مَطَرٍ، فانطلَقْنا تحتَ الشَّجَرِ والحَجَفِ نَستظِلُّ تحتَها منَ المَطَرِ، وبات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعو ربَّه عزَّ وجلَّ، ويقولُ: اللَّهُمَّ إنَّكَ إنْ تُهلِكْ هذه الفِئةَ لا تُعبَدْ، قال: فلمَّا طلَع الفَجرُ نادى: الصَّلاةَ عِبادَ اللهِ، فجاء النَّاسُ من تحتِ الشَّجَرِ، والحَجَفِ، فصلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحرَّض على القِتالِ، ثُم قال: إنَّ جَمْعَ قُرَيشٍ تحتَ هذه الضِّلَعِ الحَمْراءِ منَ الجَبَلِ. فلمَّا دَنا القومُ منَّا وصافَفْناهم ، إذا رجُلٌ منهم على جَملٍ له أَحمَرَ يَسيرُ في القومِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عليُّ، نادِ لي حَمزةَ -وكان أَقرَبَهم منَ المُشرِكينَ-: مَن صاحبُ الجَملِ الأحمَرِ، وماذا يقولُ لهم؟ ثُم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ يكنْ في القومِ أحَدٌ يأمُرُ بخَيرٍ، فعسى أنْ يكونَ صاحبَ الجَملِ الأحمَرِ، فجاء حَمزةُ فقال: هو عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، وهو يَنْهى عنِ القِتالِ، ويقولُ لهم: يا قومِ، إنِّي أَرى قومًا مُستَميتينَ، لا تَصِلونَ إليهم وفيكم خَيرٌ، يا قومِ، اعْصِبوها اليومَ برَأْسي، وقولوا: جبُن عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، وقد علِمْتم أنِّي لستُ بأَجبَنِكم، قال: فسمِع ذلك أبو جَهْلٍ، فقال: أنتَ تقولُ هذا؟ واللهِ لو غيْرُكَ يقولُ هذا لأَعضَضْتُه ، قد ملَأتْ رِئَتُكَ جوْفَكَ رُعبًا، فقال عُتْبةُ: إِيَّايَ تُعيِّرُ يا مُصفِّرَ اسْتِه؟ ستعلَمُ اليومَ أَيُّنا الجَبانُ، قال: فبرَز عُتْبةُ وأخوه شَيْبةُ وابْنُه الوَليدُ حَمِيَّةً ، فقالوا: مَن يُبارِزُ؟ فخرَج فِتْيةٌ منَ الأنصارِ سِتَّةٌ، فقال عُتْبةُ: لا نُريدُ هؤلاء، ولكنْ يُبارِزُنا من بَني عمِّنا، من بَني عبدِ المُطَّلِبِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قُمْ يا عليُّ، وقُمْ يا حَمزةُ، وقُمْ يا عُبَيدةُ بنَ الحارثِ بنِ المُطَّلِبِ، فقتَل اللهُ تعالى عُتْبةَ، وشَيْبةَ ابْنَيْ رَبيعةَ، والوَليدَ بنَ عُتْبةَ، وجُرِحَ عُبَيدةُ، فقتَلْنا منهم سَبعينَ، وأَسَرْنا سَبعينَ، فجاء رجُلٌ منَ الأنصارِ قصيرٌ بالعبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ أَسيرًا، فقال العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا واللهِ ما أَسَرني، لقد أَسَرني رجُلٌ أَجلَحُ، من أَحسَنِ النَّاسِ وَجْهًا، على فَرَسٍ أَبلَقَ، ما أَراه في القومِ، فقال الأنصاريُّ: أنا أَسَرْتُه يا رسولَ اللهِ، فقال: اسكُتْ، فقد أيَّدكَ اللهُ تعالى بمَلَكٍ كريمٍ، فقال عليٌّ: فأَسَرْنا  من بَني عبدِ المُطَّلِبِ: العبَّاسَ، وعَقيلًا، ونَوفَلَ بنَ الحارثِ.
 

1 - كُنتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بُستانٍ ، فجاءَ أبو بَكرٍ، وعُمَرُ، وعُثمانُ، فقَرَعوا البابَ، فقال لي: قُمْ، فافتَحْ لهم، وبَشِّرْهم بالجَنَّةِ. غيرَ أنَّه خَصَّ عُثمانَ بشيءٍ دونَ صاحِبَيْه.

2 - حديثُ مقتلِ عمرَ..... فطارَ العِلجُ بسكِّينٍ هو أبو لؤلؤةَ فيروزُ غلامُ المغيرةِ بنِ شعبةٍ...... حتَّى طعَن ثلاثةَ عشرَ رجلًا مات منهم سبعةٌ منهم الكُليَبُ بن البُكيرِ اللَّيثِيُّ [يعني حديث: رَأَيْتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه قَبْلَ أنْ يُصَابَ بأَيَّامٍ بالمَدِينَةِ، وقَفَ علَى حُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ وعُثْمَانَ بنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: كيفَ فَعَلْتُمَا؟ أتَخَافَانِ أنْ تَكُونَا قدْ حَمَّلْتُما الأرْضَ ما لا تُطِيقُ؟ قَالَا: حَمَّلْنَاهَا أمْرًا هي له مُطِيقَةٌ، ما فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ، قَالَ: انْظُرَا أنْ تَكُونَا حَمَّلْتُما الأرْضَ ما لا تُطِيقُ، قَالَ: قَالَا: لَا، فَقَالَ عُمَرُ: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ، لَأَدَعَنَّ أرَامِلَ أهْلِ العِرَاقِ لا يَحْتَجْنَ إلى رَجُلٍ بَعْدِي أبَدًا، قَالَ: فَما أتَتْ عليه إلَّا رَابِعَةٌ حتَّى أُصِيبَ، قَالَ: إنِّي لَقَائِمٌ ما بَيْنِي وبيْنَهُ إلَّا عبدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ، وكانَ إذَا مَرَّ بيْنَ الصَّفَّيْنِ، قَالَ: اسْتَوُوا، حتَّى إذَا لَمْ يَرَ فِيهِنَّ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، ورُبَّما قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ، أوِ النَّحْلَ، أوْ نَحْوَ ذلكَ في الرَّكْعَةِ الأُولَى حتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَما هو إلَّا أنْ كَبَّرَ، فَسَمِعْتُهُ يقولُ: قَتَلَنِي -أوْ أكَلَنِي- الكَلْبُ، حِينَ طَعَنَهُ، فَطَارَ العِلْجُ بسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ، لا يَمُرُّ علَى أحَدٍ يَمِينًا ولَا شِمَالًا إلَّا طَعَنَهُ، حتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، مَاتَ منهمْ سَبْعَةٌ، فَلَمَّا رَأَى ذلكَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ طَرَحَ عليه بُرْنُسًا، فَلَمَّا ظَنَّ العِلْجُ أنَّه مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فمَن يَلِي عُمَرَ فقَدْ رَأَى الذي أرَى، وأَمَّا نَوَاحِي المَسْجِدِ فإنَّهُمْ لا يَدْرُونَ، غيرَ أنَّهُمْ قدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ، وهُمْ يقولونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! سُبْحَانَ اللَّهِ! فَصَلَّى بهِمْ عبدُ الرَّحْمَنِ صَلَاةً خَفِيفَةً، فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: يا ابْنَ عَبَّاسٍ، انْظُرْ مَن قَتَلَنِي، فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: غُلَامُ المُغِيرَةِ، قَالَ: الصَّنَعُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ! لقَدْ أمَرْتُ به مَعْرُوفًا، الحَمْدُ لِلَّهِ الذي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتي بيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإسْلَامَ، قدْ كُنْتَ أنْتَ وأَبُوكَ تُحِبَّانِ أنْ تَكْثُرَ العُلُوجُ بالمَدِينَةِ -وكانَ العَبَّاسُ أكْثَرَهُمْ رَقِيقًا- فَقَالَ: إنْ شِئْتَ فَعَلْتُ -أيْ: إنْ شِئْتَ قَتَلْنَا- قَالَ: كَذَبْتَ، بَعْدَما تَكَلَّمُوا بلِسَانِكُمْ، وصَلَّوْا قِبْلَتَكُمْ، وحَجُّوا حَجَّكُمْ! فَاحْتُمِلَ إلى بَيْتِهِ، فَانْطَلَقْنَا معهُ وكَأنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَومَئذٍ، فَقَائِلٌ يقولُ: لا بَأْسَ، وقَائِلٌ يقولُ: أخَافُ عليه، فَأُتِيَ بنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِن جَوْفِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِن جُرْحِهِ، فَعَلِمُوا أنَّه مَيِّتٌ، فَدَخَلْنَا عليه، وجَاءَ النَّاسُ، فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عليه، وجَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ، فَقَالَ: أبْشِرْ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ ببُشْرَى اللَّهِ لَكَ؛ مِن صُحْبَةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقَدَمٍ في الإسْلَامِ ما قدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ وَلِيتَ فَعَدَلْتَ، ثُمَّ شَهَادَةٌ، قَالَ: وَدِدْتُ أنَّ ذلكَ كَفَافٌ لا عَلَيَّ ولَا لِي، فَلَمَّا أدْبَرَ إذَا إزَارُهُ يَمَسُّ الأرْضَ، قَالَ: رُدُّوا عَلَيَّ الغُلَامَ، قَالَ: يا ابْنَ أخِي، ارْفَعْ ثَوْبَكَ؛ فإنَّه أبْقَى لِثَوْبِكَ، وأَتْقَى لِرَبِّكَ. يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ، انْظُرْ ما عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ، فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وثَمَانِينَ ألْفًا أوْ نَحْوَهُ، قَالَ: إنْ وَفَى له مَالُ آلِ عُمَرَ، فأدِّهِ مِن أمْوَالِهِمْ، وإلَّا فَسَلْ في بَنِي عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ، فإنْ لَمْ تَفِ أمْوَالُهُمْ فَسَلْ في قُرَيْشٍ، ولَا تَعْدُهُمْ إلى غيرِهِمْ، فأدِّ عَنِّي هذا المَالَ. انْطَلِقْ إلى عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، فَقُلْ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ، ولَا تَقُلْ: أمِيرُ المُؤْمِنِينَ؛ فإنِّي لَسْتُ اليومَ لِلْمُؤْمِنِينَ أمِيرًا، وقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ أنْ يُدْفَنَ مع صَاحِبَيْهِ، فَسَلَّمَ واسْتَأْذَنَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَقَالَ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ السَّلَامَ، ويَسْتَأْذِنُ أنْ يُدْفَنَ مع صَاحِبَيْهِ، فَقَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، ولَأُوثِرَنَّ به اليومَ علَى نَفْسِي، فَلَمَّا أقْبَلَ، قيلَ: هذا عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ قدْ جَاءَ، قَالَ: ارْفَعُونِي، فأسْنَدَهُ رَجُلٌ إلَيْهِ، فَقَالَ: ما لَدَيْكَ؟ قَالَ: الذي تُحِبُّ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ؛ أذِنَتْ، قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ، ما كانَ مِن شَيءٍ أهَمُّ إلَيَّ مِن ذلكَ، فَإِذَا أنَا قَضَيْتُ فَاحْمِلُونِي، ثُمَّ سَلِّمْ، فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فإنْ أذِنَتْ لي فأدْخِلُونِي، وإنْ رَدَّتْنِي رُدُّونِي إلى مَقَابِرِ المُسْلِمِينَ، وجَاءَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ والنِّسَاءُ تَسِيرُ معهَا، فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا قُمْنَا، فَوَلَجَتْ عليه، فَبَكَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً. واسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ، فَوَلَجَتْ دَاخِلًا لهمْ، فَسَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنَ الدَّاخِلِ، فَقالوا: أوْصِ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، اسْتَخْلِفْ، قَالَ: ما أجِدُ أحَدًا أحَقَّ بهذا الأمْرِ مِن هَؤُلَاءِ النَّفَرِ -أوِ الرَّهْطِ- الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو عنْهمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا، وعُثْمَانَ، والزُّبَيْرَ، وطَلْحَةَ، وسَعْدًا، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وقَالَ: يَشْهَدُكُمْ عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ، وليسَ له مِنَ الأمْرِ شَيءٌ -كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ له- فإنْ أصَابَتِ الإمْرَةُ سَعْدًا فَهو ذَاكَ، وإلَّا فَلْيَسْتَعِنْ به أيُّكُمْ ما أُمِّرَ؛ فإنِّي لَمْ أعْزِلْهُ عن عَجْزٍ ولَا خِيَانَةٍ، وقَالَ: أُوصِي الخَلِيفَةَ مِن بَعْدِي بالمُهَاجِرِينَ الأوَّلِينَ؛ أنْ يَعْرِفَ لهمْ حَقَّهُمْ، ويَحْفَظَ لهمْ حُرْمَتَهُمْ، وأُوصِيهِ بالأنْصَارِ خَيْرًا الَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ والإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ؛ أنْ يُقْبَلَ مِن مُحْسِنِهِمْ، وأَنْ يُعْفَى عن مُسِيئِهِمْ، وأُوصِيهِ بأَهْلِ الأمْصَارِ خَيْرًا؛ فإنَّهُمْ رِدْءُ الإسْلَامِ، وجُبَاةُ المَالِ، وغَيْظُ العَدُوِّ، وأَلَّا يُؤْخَذَ منهمْ إلَّا فَضْلُهُمْ عن رِضَاهُمْ، وأُوصِيهِ بالأعْرَابِ خَيْرًا؛ فإنَّهُمْ أصْلُ العَرَبِ، ومَادَّةُ الإسْلَامِ؛ أنْ يُؤْخَذَ مِن حَوَاشِي أمْوَالِهِمْ، ويُرَدَّ علَى فُقَرَائِهِمْ، وأُوصِيهِ بذِمَّةِ اللَّهِ، وذِمَّةِ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُوفَى لهمْ بعَهْدِهِمْ، وأَنْ يُقَاتَلَ مِن ورَائِهِمْ، ولَا يُكَلَّفُوا إلَّا طَاقَتَهُمْ. فَلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا به، فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَسَلَّمَ عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ، قَالَ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، قَالَتْ: أدْخِلُوهُ، فَأُدْخِلَ، فَوُضِعَ هُنَالِكَ مع صَاحِبَيْهِ، فَلَمَّا فُرِغَ مِن دَفْنِهِ اجْتَمع هَؤُلَاءِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عبدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلُوا أمْرَكُمْ إلى ثَلَاثَةٍ مِنكُمْ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: قدْ جَعَلْتُ أمْرِي إلى عَلِيٍّ، فَقَالَ طَلْحَةُ: قدْ جَعَلْتُ أمْرِي إلى عُثْمَانَ، وقَالَ سَعْدٌ: قدْ جَعَلْتُ أمْرِي إلى عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، فَقَالَ عبدُ الرَّحْمَنِ: أيُّكُما تَبَرَّأَ مِن هذا الأمْرِ، فَنَجْعَلُهُ إلَيْهِ، واللَّهُ عليه والإِسْلَامُ، لَيَنْظُرَنَّ أفْضَلَهُمْ في نَفْسِهِ؟ فَأُسْكِتَ الشَّيْخَانِ، فَقَالَ عبدُ الرَّحْمَنِ: أفَتَجْعَلُونَهُ إلَيَّ؟ واللَّهُ عَلَيَّ ألَّا آلُ عن أفْضَلِكُمْ؟ قَالَا: نَعَمْ، فأخَذَ بيَدِ أحَدِهِما فَقَالَ: لكَ قَرَابَةٌ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والقَدَمُ في الإسْلَامِ ما قدْ عَلِمْتَ، فَاللَّهُ عَلَيْكَ لَئِنْ أمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، ولَئِنْ أمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمعنَّ ولَتُطِيعَنَّ، ثُمَّ خَلَا بالآخَرِ فَقَالَ له مِثْلَ ذلكَ، فَلَمَّا أخَذَ المِيثَاقَ قَالَ: ارْفَعْ يَدَكَ يا عُثْمَانُ، فَبَايَعَهُ، فَبَايَعَ له عَلِيٌّ، ووَلَجَ أهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوهُ.]
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : [عمرو بن ميمون] | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : هدي الساري
الصفحة أو الرقم : 317 التخريج : أخرجه البخاري (3700) مطولاً من حديث عمرو بن ميمون
التصنيف الموضوعي: فتن - مقتل عمر مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جنائز وموت - فضل موت الشهادة مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - أنه رأى عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه قبْلَ أنْ يُصابَ بأيَّامٍ بالمدينةِ وقَف على حُذيفةَ بنِ اليَمانِ وعُثمانَ بنِ حُنيفٍ فقال : أتخافانِ أنْ تكونا قد حمَّلْتُما الأرضَ ما لا تُطيقُ ؟ قالا : حمَّلْناها أمرًا هي له مُطيقةٌ وما فيها كثيرٌ فَضْلٌ فقال : انظُرا ألَّا تكونا حمَّلْتُما الأرضَ ما لا تُطيقُ فقالا : لا فقال : لئِنْ سلَّمني اللهُ لَأدَعَنَّ أراملَ أهلِ العِراقِ لا يحتَجْنَ إلى أحَدٍ بعدي قال : فما أتَتْ عليه إلَّا رابعةٌ حتَّى أُصيبَ قال عمرُو بنُ مَيمونٍ : وإنِّي لَقائمٌ ما بَيْني وبَيْنَه إلَّا عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ غَداةَ أُصيب وكان إذا مَرَّ بيْنَ الصَّفَّيْنِ قام بَيْنَهما فإذا رأى خَلَلًا قال : استَووا حتَّى إذا لَمْ يَرَ فيهم خَلَلًا تقدَّم فكبَّر قال : وربَّما قرَأ سورةَ يوسُفَ أو النَّحلِ في الرَّكعةِ الأُولى حتَّى يجتمِعَ النَّاسُ قال : فما كان إلَّا أنْ كبَّر فسمِعْتُه يقولُ : قتَلني الكلبُ - أو أكَلني الكلبُ - حينَ طعَنه وطار العِلْجُ بسِكِّينٍ ذي طرَفَيْنِ لا يمُرُّ على أحَدٍ يمينًا وشِمالًا إلَّا طعَنه حتَّى طعَن ثلاثةَ عشَر رجُلًا فمات منهم تسعةٌ فلمَّا رأى ذلك رجُلٌ مِن المُسلِمينَ طرَح عليه بُرنُسًا فلمَّا ظنَّ العِلْجُ أنَّه مأخوذٌ نحَر نفسَه وأخَذ عُمَرُ بيدِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ فقدَّمه فأمَّا مَن يَلي عُمَرَ فقد رأى الَّذي رأَيْتُ وأمَّا نواحي المسجِدِ فإنَّهم لا يَدرونَ ما الأمرُ غيرَ أنَّهم فقَدوا صوتَ عُمَرَ وهم يقولونَ : سُبحانَ اللهِ سُبحانَ اللهِ فصلَّى عبدُ الرَّحمنِ بالنَّاسِ صلاةً خفيفةً فلمَّا انصرَفوا قال : يا ابنَ عبَّاسٍ : انظُرْ مَن قتَلني فجال ساعةً ثمَّ قال : غلامُ المُغيرةِ بنِ شُعبةَ فقال : قاتَله اللهُ لقد كُنْتُ أمَرْتُه بمعروفٍ ثمَّ قال : الحمدُ للهِ الَّذي لَمْ يجعَلْ مَنيَّتي بيدِ رجُلٍ يدَّعي الإسلامَ، كُنْتَ أنتَ وأبوكَ تُحِبَّانِ أنْ يكثُرُ العُلوجُ بالمدينةِ وكان العبَّاسُ أكثَرَهم رقيقًا فاحتُمِل إلى بيتِه فكأنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهم مصيبةٌ قبْلَ يومَئذٍ فقائلٌ يقولُ : نخافُ عليه وقائلٌ يقولُ لا بأسَ فأُتِي بنَبيذٍ فشرِب منه فخرَج مِن جُرحِه ثمَّ أُتِي بلَبَنٍ فشرِب منه فخرَج مِن جُرحِه فعرَفوا أنَّه ميِّتٌ وولَجْنا عليه وجاء النَّاسُ يُثنونَ عليه وجاء رجُلٌ شابٌّ فقال : أبشِرْ يا أميرَ المُؤمِنينَ ببُشرى اللهِ قد كان لكَ مِن صُحبةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقِدَمِ الإسلامِ ما قد علِمْتَ ثمَّ استُخلِفْتَ فعدَلْتَ ثمَّ شَهادةٌ قال : يا ابنَ أخي ودِدْتُ أنَّ ذلك كَفافٌ لا علَيَّ ولا ليَ فلمَّا أدبَر الرَّجُلُ إذا إزارُه يمَسُّ الأرضَ فقال : رُدُّوا علَيَّ الغلامَ فقال : يا ابنَ أخي ارفَعْ ثوبَك فإنَّه أَنْقَى لثوبِك وأَتْقَى لِربِّكَ، يا عبدَ اللهِ انظُرْ ما علَيَّ مِن الدَّيْنِ فحسَبوه فوجَدوه ستَّةً وثمانينَ ألفًا فقال : إنْ وفَى مالُ آلِ عُمَرَ فأَدِّه مِن أموالِهم وإلَّا فسَلْ في بني عَدِيِّ بنِ كعبٍ فإنْ لَمْ يَفِ بأموالِهم فسَلْ في قُرَيشٍ ولا تَعْدُهم إلى غيرِهم اذهَبْ إلى أمِّ المُؤمِنينَ عائشةَ فقُلْ لها : يقرَأُ عليكِ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ السَّلامَ ولا تقُلْ : أميرُ المُؤمِنينَ فإنِّي لَسْتُ لِلمُؤمِنينَ بأميرٍ فقُلْ : يستأذِنُ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ أنْ يُدفَنَ مع صاحبَيْهِ فسلَّم عبدُ اللهِ ثمَّ استأذَن فوجَدها تبكي فقال لها : يستأذِنُ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ أنْ يُدفَنَ مع صاحبَيْه فقالت : واللهِ كُنْتُ أرَدْتُه لِنفسي ولَأُوثِرَنَّه اليومَ على نفسي فجاء فلمَّا أقبَل قيل : هذا عبدُ اللهِ قد جاء فقال : ارفَعاني فأسنَده إليه رجُلٌ فقال : ما قالت ؟ قال : الَّذي تُحِبُّ يا أميرَ المُؤمِنينَ قد أذِنَتْ لكَ قال : الحمدُ للهِ ما كان شيءٌ أهمَّ إليَّ مِن ذلك المُضطجَعِ فإذا أنا قُبِضْتُ فسلِّمْ وقُلْ : يستأذِنُ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ فإنْ أذِنَتْ لي فأدخِلوني وإنْ ردَّتْني فرُدُّوني إلى مقابِرِ المُسلِمينَ ثم جاءَتْ أمُّ المُؤمِنينَ حفصةُ والنِّساءُ يستُرْنَها فلمَّا رأَيْناها قُمْنا فمكَثَتْ عندَه ساعةً ثمَّ استأذَن الرِّجالُ فولَجَتْ داخِلًا ثمَّ سمِعْنا بكاءَها مِن الدَّاخِلِ فقيل له : أوصِ يا أميرَ المُؤمِنينَ استخلِفْ قال : ما أرى أحَدًا أحَقَّ بهذا الأمرِ مِن هؤلاءِ النَّفرِ الَّذينَ تُوفِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو عنهم راضٍ فسمَّى علِيًّا وطَلحةَ وعُثمانَ والزُّبيرَ وعبدَ الرَّحمنِ بنَ عوفٍ وسعدًا رضِي اللهُ عنهم قال : ولْيشهَدْ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ وليس له مِن الأمرِ شيءٌ كهيئةِ التَّعزيةِ له فإنْ أصاب الأمرُ سعدًا فهو ذلك وإلَّا فلْيستَعِنْ به أيُّكم ما أُمِّر فإنِّي لَمْ أعزِلْه مِن عجزٍ ولا خيانةٍ ثم قال : أُوصي الخليفةَ بعدي بتَقْوى اللهِ وأوصيه بالمُهاجِرينَ الأوَّلينَ أنْ يعلَمَ لهم فَيْئَهم ويحفَظَ لهم حُرمتَهم وأوصيه بالأنصارِ خيرًا الَّذينَ تبَوَّؤُوا الدَّارَ والإيمانَ مِن قبْلِهم أنْ يُقبَلَ مِن مُحسِنِهم ويُعفَى عن مُسيئِهم وأُوصيه بأهلِ الأمصارِ خيرًا فإنَّهم رِدْءُ الإسلامِ وجُباةُ المالِ وغَيْظُ العدوِّ وألَّا يُؤخَذَ منهم إلَّا فَضْلُهم عن رضًا وأُوصيه بالأعرابِ خيرًا إنَّهم أصلُ العرَبِ ومادَّةُ الإسلامِ أنْ يُؤخَذَ منهم مِن حواشي أموالِهم فيُرَدَّ في فُقرائِهم وأوصيه بذِمَّةِ اللهِ وذِمَّةِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يُوفَى لهم بعهدِهم وأنْ يُقاتَلَ مِن ورائِهم وألَّا يُكلَّفوا إلَّا طاقتَهم فلمَّا تُوفِّي رضوانُ اللهِ عليه خرَجْنا به نمشي فسلَّم عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ فقال : يستأذِنُ عُمَرُ فقالت : أدخِلوه فأُدخِل فوُضِع هناك مع صاحبَيْهِ فلمَّا فُرِغ مِن دفنِه ورجَعوا اجتمَع هؤلاءِ الرَّهطِ فقال عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ : اجعَلوا أمرَكم إلى ثلاثةٍ منكم فقال الزُّبيرُ : قد جعَلْتُ أمري إلى علِيٍّ وقال سعدٌ : قد جعَلْتُ أمري إلى عبدِ الرَّحمنِ وقال طَلحةُ : قد جعَلْتُ أمري إلى عثمانَ فجاء هؤلاءِ الثَّلاثةُ : علِيٌّ وعُثمانُ وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ فقال عبدُ الرَّحمنِ للآخَرَيْنِ : أيُّكما يتبرَّأُ مِن هذا الأمرِ ويجعَلُه إليه واللهُ عليه والإسلامُ لَينظُرَنَّ أفضلَهم في نفسِه ولَيحرِصَنَّ على صلاحِ الأمَّةِ قال : فأسكَت الشَّيخانِ : علِيٌّ وعُثمانُ فقال عبدُ الرَّحمنِ : اجعَلوه إليَّ واللهُ علَيَّ ألَّا آلوَ عن أفضلِكم قالا : نَعم فجاء بعلِيٍّ فقال : لكَ مِن القِدَمِ والإسلامِ والقَرابةِ ما قد علِمْتَ آللهِ عليك لئِنْ أمَّرْتُك لَتعدِلَنَّ ولئِنْ أمَّرْتُ عليكَ لَتسمَعَنَّ ولَتُطيعَنَّ ؟ ثمَّ جاء بعُثمانَ فقال له مِثْلَ ذلك فلمَّا أخَذ الميثاقَ قال لِعُثمانَ : ارفَعْ يدَك فبايَعه ثمَّ بايَعه علِيٌّ ثمَّ ولَج أهلُ الدَّارِ فبايَعوه
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عمرو بن ميمون | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6917 التخريج : أخرجه ابن حبان (3250) واللفظ له ، والبخاري (3497) ، والبيهقي (16107) ، وابن عساكر في ((تاريخه)) (44/ 415) ، وأبو يوسف في ((الخراج)) (ص48) باختلاف يسير .
التصنيف الموضوعي: جزية - أخذ الجزية أمر بالمعروف ونهي عن المنكر - الأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صلاة الجماعة والإمامة - استخلاف الإمام من ينوب عنه بالصلاة إذا عرض له عذر زينة اللباس - حكم إسبال القميص والكم والإزار وطرف العمامة صلاة - ما يفعل من نابه شيء في صلاته
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - مَن تَبِعَ جِنازةً حتى يُصلِّيَ عليها؛ كان له مِن الأجرِ قيراطٌ ، ومَن مَشى مع الجِنازةِ حتى تُدفَنَ؛ -وقال مَرَّةً: حتى  يُدفَنَ- كان له مِن الأجرِ قيراطانِ، والقيراطُ مِثلُ أُحُدٍ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18596 التخريج : أخرجه النسائي (1940)، وأحمد (18596) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - اتباع الجنائز صلاة الجنازة - فضل الصلاة على الجنازة إحسان - الحث على الأعمال الصالحة جنائز وموت - حضور الدفن وحثو التراب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - نحو حديث: [مَن تَبِعَ جِنازةً حتى يُصلِّيَ عليها؛ كان له مِن الأجرِ قيراطٌ ، ومَن مَشى مع الجِنازةِ حتى تُدفَنَ؛ -وقال مَرَّةً: حتى يُدفَنَ- كان له مِن الأجرِ قيراطانِ، والقيراطُ مِثلُ أُحُدٍ.]
خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح]
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18597 التخريج : أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1264)، وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/205
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - المشي في الجنازة والركوب فيها جنائز وموت - اتباع الجنائز رقائق وزهد - مضاعفة الحسنات فضائل المدينة - جبل أحد إحسان - الحث على الأعمال الصالحة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - أنَّ رَجُلًا أعتَقَ سِتَّةً أعبُدٍ عندَ مَوتِه ليس له مالٌ غَيرُهم، فأقرَعَ بينهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأعتَقَ اثنينِ وأرَقَّ أربعةً [وفي روايةٍ]: لو شَهِدتُه قَبلَ أن يُدفَنَ لم يُدفَنْ في مَقابِرِ المُسلِمينَ، وفي روايةٍ: لو عَلِمْنا -إن شاء اللهُ- ما صَلَّينا عليه [وفي رواية]: لقد همَمْتُ ألَّا أصَلِّيَ عليه
خلاصة حكم المحدث : رجال إسناده رجال الصحيح
الراوي : عمرو بن أخطب أبو زيد الأنصاري | المحدث : الرباعي | المصدر : فتح الغفار
الصفحة أو الرقم : 1346/3 التخريج : أخرجه أحمد (22891) واللفظ له، والنسائي في ((الكبرى)) (4954)، والطحاوي في ((مشكل الآثار)) (740) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - القضاء بالقرعة صدقة - كراهة التصدق بكل المال عتق وولاء - من أعتق مملوكا ليس له مال غيره وصايا - الوصية بالثلث وصايا - الصدقة عند الموت
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - لَمَّا اجتَمَعَ أبو يُوسُفَ مع مالِكٍ في المَدينةِ فوَقَعتْ بَينَهما المُناظَرةُ في قَدرِ الصَّاعِ ، فزَعَمَ أبو يُوسُفَ أنَّه ثَمانيةُ أرطالٍ، وقام مالِكٌ ودَخَلَ بَيتَه وأخرَجَ صاعًا، وقال: هذا صاعُ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قال أبو يُوسُفَ: فوَجَدتُه خَمسةَ أرطالٍ وثُلُثًا، فرَجَعَ أبو يُوسُفَ إلى قَولِ مالِكٍ، وخالَفَ صاحِبَيْه، رَواهُ البَيهَقيُّ بسَنَدٍ جيِّدٍ.
خلاصة حكم المحدث : سنده جيد
الراوي : - | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 5/176
التصنيف الموضوعي: زكاة - قدر الصاع
| أحاديث مشابهة

8 - أن رجلا من الأنصار؛ بمعناه [أي: بمعنى حديثِ: أنَّ رجُلًا أعتَقَ ستةَ أَعبُدٍ عندَ موتِه، لم يكُنْ له مالٌ غيرُهم، فبلَغَ ذلك النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له قولًا شديدًا، ثم دعاهم فجزَّأَهم ثلاثةَ أجزاءٍ، فأقرَعَ بينَهم، فأعتَقَ اثنينِ، وأرَقَّ أربعةً]. وقال – يعني: النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: لو شَهدتُهُ قبلَ أن يُدفَنَ، لم يُدفَن في مقابرِ المسلمينَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عمرو بن أخطب أبو زيد الأنصاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم : 3960 التخريج : أخرجه أبو داود (3960) واللفظ له، وأحمد (22892) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الترهيب عن الأخلاق والأفعال المذمومة صدقة - كراهة التصدق بكل المال عتق وولاء - من أعتق مملوكا ليس له مال غيره وصايا - وصية المريض والصغير والضعيف ... رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - عَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ حُمَيدٍ، عَن أبيه، عَن عُثمانَ بنِ عَفَّانَ أنَّه أتَمَّ الصَّلاةَ بمِنًى، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ فقال: «يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ السُّنَّةَ سُنَّةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسُنَّةُ صاحِبَيه، ولَكِنَّه حَدثَ العام مِنَ النَّاسِ فخِفتُ أن يَستَنُّوا»

10 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ قال يومَ أحدٍ زمِّلوهم في ثيابهم وجعل يدفن في القبرِ الرهط ويقول قدِّموا أكثرَهم قرآنًا
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
الراوي : عبدالله بن ثعلبة | المحدث : الشوكاني | المصدر : نيل الأوطار
الصفحة أو الرقم : 4/74 التخريج : أخرجه أحمد (23657)، وابن قانع في ((معجم الصحابة)) (2/ 95) واللفظ لهما، والنسائي (2002)، وابن أبي عاصم في ((الجهاد)) (178) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: دفن ومقابر - دفن أكثر من واحد في القبر دفن ومقابر - دفن الشهيد دفن ومقابر - من يقدم في اللحد قرآن - فضل صاحب القرآن مغازي - غزوة أحد
|أصول الحديث

11 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان في غَزاةٍ، فبارَز رَجُلٌ مِنَ المُشرِكينَ رَجُلًا مِنَ المُسلمينَ فقَتله المُشرِكُ، ثُمَّ بَرَزَ له آخَرُ مَنِ المُسلمينَ فقَتَله المُشرِكُ، ثُمَّ جاءَ فوقَف على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: على ما تُقاتِلونَ؟ فقال: «دينُنا: أن نُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشهَدوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبدُه ورَسولُه، وأن نَفيَ للهِ بحَقِّه» قال: واللهِ إنَّ هذا لحَسَنٌ، آمَنتُ بهذا، ثُمَّ تَحَوَّلَ إلى المُسلمينَ، فحَمَلَ على المُشرِكينَ، فقاتَلَ حَتَّى قُتِل، فحُمِلَ، فوُضِعَ مَعَ صاحِبَيه اللَّذَينِ قَتَلَهما، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «هَؤُلاءِ أشَدُّ أهلِ الجَنَّةِ تَحابًّا»
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أبو موسى | المحدث : ابن النحاس | المصدر : مشارع الأشواق
الصفحة أو الرقم : 1177 التخريج : -
التصنيف الموضوعي: جهاد - المبارزة دفن ومقابر - دفن أكثر من واحد في القبر إسلام - قتال الناس حتى يسلموا جهاد - فضل الشهيد جنائز وموت - فضل موت الشهادة

12 - أنَّهُ كان يدفنُ الرجلَ والمرأةَ في القبرِ الواحدِ فيقدّمُ الرجلَ ويجعلُ المرأةَ وراءَهُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم : 3/251 التخريج : أخرجه عبد الرزاق (6378) بلفظ مقارب
التصنيف الموضوعي: دفن ومقابر - دفن أكثر من واحد في القبر دفن ومقابر - صفة الدفن وتوجيه الميت إلى القبلة دفن ومقابر - من يقدم في اللحد
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

13 - مَن صلَّى على جِنازةٍ فله قِيراطٌ ، ومَنِ انتَظَرها حتَّى يُقضَى قضاؤُها أو يُدفَنَ، فله قِيراطانِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : مختصر زوائد البزار
الصفحة أو الرقم : 1/357 التخريج : أخرجه ابن شاهين في ((الترغيب في فضائل الأعمال)) (407)، بلفظ مقارب، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (8/ 221)، والدارقطني في ((العلل))، مختصرا.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - صلاة الجنازة جنائز وموت - اتباع الجنائز صلاة الجنازة - فضل الصلاة على الجنازة آداب عامة - ضرب الأمثال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

14 - عن واثلةَ بنِ الأسقعِ أنَّهُ كانَ يدفنُ الرَّجلَ والمرأةَ في القبرِ الواحدِ فيقدِّمُ الرَّجلَ ويجعلُ المرأةَ وراءَهُ

15 - كنَّا مقدَمَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا حضرَ منَّا الميِّتُ آذنَّا النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فحضرَهُ واستغفرَ لَهُ حتَّى إذا قُبِضَ انصرفَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ومن معَهُ حتَّى يُدفَنَ وربَّما قعدَ ومن معَهُ حتَّى يُدفَنَ وربَّما طالَ حبسُ ذلِكَ عليهِ فلمَّا خشينا مشقَّةَ ذلِكَ عليهِ قالَ بعضُ القومِ لبعضٍ لو كنَّا لا نؤذِنُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بأحدٍ حتَّى يُقبَضَ فإذا قُبِضَ آذنَّاهُ ولم يَكُن عليهِ في ذلِكَ مشقَّةٌ ولا حَبسٌ ففعلنا ذلِكَ وَكُنَّا نؤذنُهُ بالميِّتِ بعدَ أن يموتَ فيأتيَهُ ويصلِّيَ عليهِ وربَّما انصرفَ وربَّما مَكَثَ حتَّى يُدفَنَ الميِّتُ وَكُنَّا على ذلِكَ حينًا ثمَّ قُلنا لو لم نُشخِصِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وحملنا جنائزَنا إليهِ حتَّى يصلِّيَ عليهِ عندَ بيتِهِ لَكانَ ذلِكَ أرفقَ بِهِ ففَعلنا فَكانَ ذلِكَ الأمرُ إلى اليومِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الذهبي | المصدر : المهذب في اختصار السنن
الصفحة أو الرقم : 3/1423 التخريج : أخرجه ابن حبان (3006)، والحاكم (1322)، والبيهقي (7261) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: دفن ومقابر - الميت أو القتيل ينقل من موضعه إلى غيره جنائز وموت - صلاة الجنازة جنائز وموت - حمل الجنازة صلاة الجنازة - الصلاة على الجنازة في المصلى والمسجد أدعية وأذكار - الدعاء عند حضور الميت
|أصول الحديث

16 - مَرَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بجِنازةٍ عِندَ قَبرٍ وصاحِبُه يُدفَنُ؛ فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: استَغفِروا لأخيكم، وسَلوا اللهَ له التَّثبيتَ؛ فإنَّه الآنَ يُسألُ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1390
التصنيف الموضوعي: دفن ومقابر - الاستغفار للميت بعد دفنه دفن ومقابر - الدعاء للميت إذا وضع في قبره

17 - عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه قالَ في مَسيرٍ له: إنَّا مُدْلِجونَ اللَّيلةَ إنْ شاءَ اللهُ، فلا يَرحلَنَّ معنا مُضْعِفٌ، ولا مُصعَبٌ ، فارتَحلَ رَجلٌ على ناقةٍ له صَعبةٍ، فسَقَطَ فاندَقَّتْ عُنُقُه، فماتَ، فأَمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُدفَنَ، ثُمَّ أَمَرَ بِلالًا فنادى: إنَّ الجنَّةَ لا تَحِلُّ لعاصٍ.

18 - عن أبي بكرٍ الصديقِ أنَّهُ قيل له فأين يُدفنُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ؟ قال : في المكانِ الذي قبض اللهُ فيه روحَه، فإنَّهُ لم يقبض روحَه إلا في مكانٍ طيِّبٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح موقوف
الراوي : سالم بن عبيد | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم : 1/631 التخريج : أخرجه عبد بن حميد في ((مسنده)) (365)، والترمذي في ((الشمائل المحمدية)) (397)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7081) جميعا بلفظه مطولا وفيه قصة.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دفن النبي
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

19 - عن أبي بكرٍ الصديقِ رضي اللهُ تعالَى عنه أنَّهُ قِيلَ لَهُ و أينَ يدفَنُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ في المكانِ الذي قَبَضَ اللهُ فيهِ رُوحَهُ فإنَّهُ لمْ يَقْبِضْ رُوحَهُ إلا في مكانٍ طيبٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ولكنه موقوف
الراوي : سالم بن عبيد | المحدث : العيني | المصدر : عمدة القاري
الصفحة أو الرقم : 4/277 التخريج : أخرجه عبد بن حميد في ((مسنده)) (365)، والترمذي في ((الشمائل المحمدية)) (397)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7081) جميعا بلفظه مطولا وفيه قصة.
التصنيف الموضوعي: أنبياء - خصائص وفضائل فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دفن النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

20 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان في غزاةٍ، فبارز رجلٌ من المشركين رجلًا من المسلمين فقتله المُشركُ، ثمَّ برز له رجلٌ من المسلمين فقتله المُشركُ، ثمَّ جاء فوقف [ على ] النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : علامَ تُقاتلون ؟ قال : دينُنا أن نُقاتلَ النَّاسَ حتَّى يشهدوا أن لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، وأن تقوموا للهِ بحقِّه، قال : واللهِ إنَّ هذا لحسنٌ، آمنتُ بهذا، ثمَّ تحوَّل إلى المسلمين فحمَل على المشركين فقاتَل حتَّى قُتِل، فحُمِل فوضِع موضِعَ صاحبَيْه اللَّذَيْن قتلهما قبل ذلك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : هؤلاء أشدُّ أهلِ الجَنَّةِ تحابُبًا
خلاصة حكم المحدث : غريب رواته ثقات لم نكتبه من حديث أبي عمران إلا من حديث الإمام عبد الله بن المبارك
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء
الصفحة أو الرقم : 2/360 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (6016) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جهاد - المبارزة دفن ومقابر - دفن أكثر من واحد في القبر إسلام - قتال الناس حتى يسلموا جهاد - فضل الشهيد جنائز وموت - فضل موت الشهادة
|أصول الحديث

21 - ... واعلمْ أنَّ النصرَ معَ الصبرِ وأنَّ الفرجَ معَ الكربِ وأنَّ معَ العسرِ يسرًا

22 - شَهِدْتُ الجمعةَ معَ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، فَكانت خطبتُهُ وصلاتُهُ قبلَ نَصبِ النَّهارِ ثمَّ شَهِدتُها معَ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ فَكانت خطبتُهُ وصلاتُهُ قبلَ نَصبِ النَّهارِ ثمَّ شهدتُها مع عمرَ فكانَت صلاتُهُ وخطبتُهُ إلى أن نقولَ انتصفَ النَّهارُ ثمَّ شَهِدتُها معَ عثمانَ فَكانت صلاتُهُ وخطبتُهُ إلى أن نقولَ مالَ النَّهارُ، فما رأيتُ أحدًا عابَ ذلِكَ ولا أنكرَهُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : عبدالله بن سيدان السلمي | المحدث : ابن رجب | المصدر : فتح الباري لابن رجب
الصفحة أو الرقم : 5/415 التخريج : أخرجه عبدالرزاق (5210) مختصراً، وابن أبي شيبة (5174)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/265) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جمعة - خطبة الجمعة اعتصام بالسنة - تباين الصحابة في تحمل السنة كل بقدر ما علمه جمعة - وقت الجمعة
|أصول الحديث

23 - أن رايةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كانت تكونُ مع عليٍّ، ورايةُ الأنصارِ مع سعدِ بنِ عبادةَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم : 148/6 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (6/ 15) (5356) واللفظ له، وأحمد (3486)، وعبد الرزاق (9640) بلفظه تامًا.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الرايات والألوية مناقب وفضائل - سعد بن عبادة مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

24 - شهدتُ الجمعةَ مع أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ فكانت خطبتُه وصلاتُه قبل نصفِ النهارِ، ثم شهِدْنا مع عمرَ فكانت خطبتُه وصلاتُه إلى أن أقولَ : انتصف النهارُ، ثم شهدنا مع عثمانَ فكانت خطبتُه وصلاتُه إلى أن أقولَ : زال النهارُ، فما رأيتُ أحدًا عاب ذلك ولا أنكَرَه
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن سيدان السلمي | المحدث : الألباني | المصدر : الأجوبة النافعة
الصفحة أو الرقم : 23 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (5174) واللفظ له، وأخرجه عبدالرزاق (5210) مختصراً، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/265) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جمعة - خطبة الجمعة اعتصام بالسنة - تباين الصحابة في تحمل السنة كل بقدر ما علمه جمعة - وقت الجمعة
|أصول الحديث

25 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يَبعثُه مع أهلِه إلى مِنىً يومَ النحرِ ليَرموا الجمرةَ معَ الفجرِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 4/337 التخريج : أخرجه الطيالسي (2852)، والطبراني (11/430) (12220)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (4/24) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: حج - الدفع من مزدلفة حج - حجة النبي صلى الله عليه وسلم حج - رمي جمرة العقبة حج - وقت الرمي حج - التخفيف والتيسير في أمور الحج
|أصول الحديث

26 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعثَ به مع أهلِهِ إلى مِنىً يومَ النحرِ فرَمُوا الجمرةَ معَ الفجرِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 4/337 التخريج : أخرجه الطيالسي (2852)، والطبراني (11/430) (12220)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (4/24) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: حج - الدفع من مزدلفة حج - حجة النبي صلى الله عليه وسلم حج - رمي الجمار وكيفيته حج - وقت الرمي حج - مناسك الحج
|أصول الحديث

27 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعثَه مع أهلِه إلى منًى ليلةَ النحرِ فرمينا الجمرةَ مع الفجرِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 5/103 التخريج : أخرجه الطيالسي (2852)، والطبراني (11/430) (12220)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (4/24) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: حج - الدفع من مزدلفة حج - رمي جمرة العقبة حج - وقت الرمي
|أصول الحديث

28 - إنَّ أهوَنَ أهْلِ النَّارِ عَذابًا رَجُلٌ مُنتَعِلٌ بنَعلَينِ من نارٍ، يَغلي منهما دِماغُه مع إجْراءِ العَذابِ، ومنهم مَن في النَّارِ إلى كَعبَيهِ مع إجْراءِ العَذابِ، ومنهم مَن في النَّارِ إلى رُكبَتَيهِ مع إجْراءِ العَذابِ، ومنهم مَن في النَّارِ إلى أرْنَبَتِه مع إجْراءِ العَذابِ، ومنهم مَن في النَّارِ إلى صَدْرِه مع إجْراءِ العَذابِ قدِ اغتُمِرَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11739 التخريج : أخرجه مسلم (211) مختصراً، وأحمد (11739) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جهنم - شدة نار جهنم وبعد قعرها جهنم - صفة عذاب أهل النار إيمان - العفو عما دون الشرك إيمان - الوعيد خلق - الجنة والنار وما يتعلق بهما
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

29 - شهِدْتُ غُلامًا مع عُمومَتي حِلفَ المُطَيَّبينَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي حُمُرَ النَّعَمِ وإنِّي أنْكُثُه. وفي لفظٍ: شهِدْتُ حِلفَ المُطَيَّبِينَ مع عُمومَتي وأنا غُلامٌ، فما أُحِبُّ أنَّ لي حُمُرَ النَّعَمِ وإنِّي أنْكُثُه.
خلاصة حكم المحدث : سنده رجاله ثقات
الراوي : عبدالرحمن بن عوف | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 12/ 170- 171 التخريج : أخرجه أحمد (1655)، وابن حبان (4373)، والحاكم (2870) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: آداب المجلس - خير المجالس إحسان - الحث على الأعمال الصالحة جهاد - الترهيب من نقض العهد فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - حسن شمائله ووفاء عهده صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

30 - أنَّ علِيًّا خرَجَ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتى جاء ثَنيَّةَ الوَداعِ ، وعلِيٌّ يَبكي، يَقولُ: تُخَلِّفُني مع الخَوالِفِ؟! فقال: أوَما تَرضَى أنْ تَكونَ مِنِّي بِمَنزِلةِ هارونَ مِن موسى، إلَّا النُّبوَّةَ؟!
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 1463 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (8443)، وأحمد (1463) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أنبياء - موسى أنبياء - هارون فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خاتم الأنبياء مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب مناقب وفضائل - فضائل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه