موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثَّالِثُ عَشَرَ: (لولا)


حرفٌ مُهمَلٌ يأتي لعِدَّةِ مَعانٍ:
(1) التعليقُ: فتدخُلُ على جُملتينِ اسميةٍ ففِعليَّةٍ؛ لرَبطِ امْتناعِ الثَّانِيةِ بِوُجُودِ الأُولى، وتُسمَّى: حرفَ امتناعٍ لوُجودٍ، ويُحذَفُ الخبرُ بعد المبتدأِ وجوبًا؛ نَحْوُ: لَوْلا اللهُ لهَلَكَ، أَي: لولا اللهُ هَداه. وجوابُها إمَّا ماضٍ مُثبَتٌ، أو ماضٍ منفيٌّ، فإن كان مثبَتًا فيقترنُ باللامِ؛ نَحْوُ: لولا (لِمَ) لكان الحِمارُ فَقيهًا.
وَإذا وَلِيَ (لَوْلا) مُضْمرٌ فحقُّه أَن يكونَ ضميرَ رفعٍ؛ نَحْوُ قَولِ الله تعالَى: لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ [سبأ: 31] [233] ينظر: ((شرح المفصل)) لابن يعيش (5/90)، ((تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد)) للدماميني (3/33)، ((شرح ابن الناظم على الألفية)) (ص: 510)، ((توضيح المقاصد والمسالك)) للمرادي (3/1307)، ((الجنى الداني)) للمرادي (ص: 597)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 359). .
(2) أَن تكونَ للتحضيضِ والعَرضِ؛ مِثْلُ (لَوْما)، وهو الحَثُّ على الشَّيءِ بإلحاحٍ، فتختصُّ بالمضارعِ أَو ما فِي تَأْوِيله؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النمل: 46] ، وقَولِه سُبحانَه: لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ [المنافقون: 10] [234] ينظر: ((شرح كتاب سيبويه)) للسيرافي  (1/33)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 361)، (البديع في علم العربية)) لابن الأثير (1/649)، ((توجيه اللمع)) لابن الخباز (ص: 361)، ((تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد)) لناظر الجيش (8/4202). .
(3) أَن تكونَ للتوبيخِ، فتختصُّ بالماضي؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ [النور: 13] [235] ينظر: ((مغني اللبيب)) لابن هشام ((ص:361)، ((المساعد على تسهيل الفوائد)) لابن عقيل (3/221)، ((تاج العروس)) للزبيدي (40/487). ، وأصلُ (لَوْلا): (لَو) رُكِّبت مَعَ (لا)، وَلا بُدَّ لَها من جَوابٍ مَذْكُورٍ أَو جَوابٍ مُقَدَّرٍ إذا دلَّ عَلَيْهِ دَلِيلٌ؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ [النور: 10] ، أي: لهلكْتُم.
وتكثُرُ اللَّامُ فِي جوابِها؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ [سبأ: 31] .
إلَّا إذا كان مَنفيًّا بـ(لم) فيمتَنعُ دُخولُها عليه، كقَولِه تعالَى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا [النور: 21] ، ونَحْوُ:
واللهِ لولا اللهُ ما اهتَدَينا
وقد يقترِنُ بها المنفيُّ بـ "ما"، كقَولِ الشَّاعِرِ:
لولا رَجاءُ لِقاءِ الظَّاعِنينَ لَما
أبقَتْ نواهم لنا رُوحًا ولا جَسَدا [236] يُنظر: ((شرح الكافية الشافية)) لابن مالك (3/ 1651)، ((الجنى الداني)) للمرادي (ص: 599)، ((تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد)) لناظر الجيش (9/4485).

انظر أيضا: