موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الأوَّلُ: (إذْما)


حرفُ شَرطٍ وَجَزاءٍ، مُرَكَّبةٌ في الأصلِ مِن "إذِ" الظرفيَّةِ و"ما"، فصارا حَرفًا واحدًا، تجزِمُ فِعلَينِ، وتُعرَبُ حرفًا؛ مِثْلُ (إنِ) الشَّرطيَّةِ، كقَولِك: إذْما تقُمْ أقُمْ، وإذْما تحتَرِمْني أحتَرِمْك، وقَولِ عبدِ اللهِ بنِ همامٍ:
إذْما تَرَيني اليومَ مُزجِي مَطِيَّتِي
أُصَعِّدُ سَيرًا في البلادِ وأُفْرِعُ
فإنِّي من قَومٍ سِواكم وإنَّما
رِجالي فَهْمٌ بالحِجازِ وأشجَعُ
وقد اختلف النُّحاةُ في (إذْما)؛ فمنهم من أثبت حرفيَّتَها، كسيبويهِ وغيرِه، ورجَّحه المراديُّ، ومنهم من رأى أنها باقيةٌ على اسميَّتِها قبل التركيبِ، والذى تغَيَّرَ هو مدلولُها من الزَّمانِ، فكانتْ ماضيًا عندما تجرَّدتْ "إذ"، وهي الآنَ مُستقبَلٌ بعدما رُكّبتْ مع "ما"، والراجِحُ حَرفيَّتُها؛ لأنَّه إذا لم يكُنْ خِلافٌ في اسميَّتِها عندما تجرَّدت مِن "ما"، ودَلَّتْ على الزَّمَنِ الماضي وقَبِلتْ بعضَ علاماتِ الأسماءِ كالتنوينِ والإضافةِ؛ فإنها تدُلُّ الآن على المجازاةِ، ولا خِلافَ في ذلك، والمجازاةُ من معانى الحُروفِ؛ فوجب أن تكونَ حرَفًا [207] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (4/ 271)، ((رصف المباني)) للمالقي (ص: 148)، ((الجنى الداني)) للمرادي (508)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 120)، ((شرح التسهيل)) لابن مالك (4/67)، ((تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد)) لناظر الجيش (9/4321)، ((المساعد على تسهيل الفوائد)) لابن عقيل (3/139). .

انظر أيضا: