موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثَّالثُ: (إلَّا)


حرفٌ يأتي لعدَّةِ وُجوهٍ:
(1) الاستِثناءُ، وهو معناها المشهورُ؛ نَحْوُ: قام القومُ إلَّا زيدًا.
(2) بمعنى (غير)، أي: بمعنى الصِّفةِ؛ لأنَّ أصلَ (غير) أنها تكونُ صِفةً. وقد تُحمَلُ (إلَّا) على (غَيْر)، فيُوصَفُ بها وبِتالِيها، كما حُمِلت (غيرُ) على (إلَّا) فاستُثنيَ بها؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا [الأنبياء: 22] ، أي: غيرُ اللهِ، والوَصفُ بـ(إلَّا) يتحقَّقُ بها وبتاليها، ليس بها هي فقط.
(3) بمعنى الواوِ، وهذا الوَجهُ نفاه الجمهورُ، وقال به بعضُ النحاةِ، واستدَلُّوا بقَولِ اللهِ تعالَى: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [البقرة: 150] ، أي: ولا الذين ظَلَموا لا يكونُ لهم حُجَّةٌ، أمَّا الجُمهورُ فقالوا: إنَّ (إلَّا) هنا على الاستثناءِ، وهو استثناءٌ مُنقَطِعٌ.
(4) الاستِدراكُ، وهي التي بمعنى (لكِنْ)؛ نَحْوُ: واللهِ إنَّ لفلانٍ مالًا، إلَّا أنَّه شَقِيٌّ، معناه: لكِنَّه شَقِيٌّ، ومنه قَولُه تعالَى: طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى [طه: 1 - 3] ، معناه: لكِنْ أنزَلْناه تذكِرةً [209] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (2/309، 331)، ((أمالي ابن الحاجب)) (2/545)، ((المقتضب)) للمبرد (4/408)، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (2/71)، ((ارتشاف الضرب)) لأبي حيان (3/1527، 1977)، ((الإنصاف في مسائل الخلاف)) لابن الأنباري (1/216)، ((شرح التسهيل)) لابن مالك (3/345)، ((الأصول في النحو)) لابن السراج (1/290)، ((اللمع في العربية)) لابن جني (ص: 66)، ((العدة في إعراب العمدة)) لمحمد بن فرحون (2/55). .

انظر أيضا: