الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

91 - قالَ اللَّهُ تعالى : إذا بلغَ عَبدي أربعينَ سنةً عافَيتُهُ منَ البَلايا الثَّلاثِ : منَ الجنونِ والبرَصِ والجُذامِ، وإذا بلغَ خمسينَ سنةً حاسبتُهُ حِسابًا يسيرًا، وإذا بلغَ ستِّينَ سنةً حبَّبتُ إليهِ الإنابةَ، وإذا بلغَ سبعينَ سنةً أحبَّتهُ الملائِكَةُ، وإذا بلغَ ثمانينِ سنةً كتَبتُ حسَناتِهِ وأَلقَيتُ سيِّئاتِهِ، وإذا بلغَ تِسعينَ سنةً، قالتِ الملائكةُ : أسيرُ اللَّهِ في أرضِهِ فغُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ وما تأخَّرَ، ويُشفَّعُ في أهلِهِ

92 - حدثَني نبيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ : إنِّي لقائمٌ أنتظرُ أمتي تَعبرُ على الصراطِ إذ جاءَني عيسى فقال : هذه الأنبياءُ قد جاءتْكَ يا محمدُ يشتكونَ - أو قال : يجتمعونَ - إليكَ ويَدعونَ اللهَ عزَّ وجلَّ أن يُفرِّقَ جمعَ الأممِ إلى حيثُ يشاءُ اللهُ لغمِّ ما هم فيه، والخلقُ مُلجمونَ في العرقِ وأمَّا المؤمنُ فهو عليْهِ كالزَّكمةِ، وأما الكافرُ فيتغشاهُ الموتُ، قال : قال : عيسى انتظرْ حتى أرجعَ إليكَ. قال : فذهبَ نبيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ حتى قام تحتَ العرشِ، فلقيَ ما لم يلقَ ملكٌ مُصطفًى ولا نبيٌّ مرسلٌ فأوحى اللهُ عزَّ وجلَّ إلى جبريلَ : اذهبْ إلى محمدٍ، فقلْ : له ارفعْ رأسَكَ سلْ تُعطَ، واشفعْ تُشفَّعْ. قال : فشُفعْتُ في أمتي أن أخرِجَ من كلِّ تسعةٍ وتسعينَ إنسانًا واحدًا. قال : فما زِلْتُ أتردَّدُ على ربِّي عزَّ وجلَّ فلا أقومُ مقامًا إلا شُفِّعْتُ، حتى أعْطاني اللهُ عزَّ وجلَّ من ذلك أن قال : يا محمدُ أدخلْ من أمتِكَ من خلقِ اللهِ عزَّ وجلَّ من شهِدَ أنَّهُ لا إلهَ إلَّا اللهُ يومًا واحدًا مُخلصًا وماتَ على ذلك.

93 - عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ تعالى عنهمَا قالَ من قرأَ إذا صلى الغدَاةَ ثلاثَ آياتٍ من أولِ سورةِ الأنعامِ إلى {وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } نزلَ إليهِ أربعونَ ألفَ ملَكٍ يُكتَبُ لهُ مثلُ أعمالِهِمْ ونَزَلَ إليهِ ملكٌ من فوقِ سبعِ سماوَاتٍ ومعهُ مِرْزَبَّةٌ من حديدٍ فإن أَوْحَى الشيطانُ في قلبِهِ شيئًا من الشَّرِ ضَرَبَهُ ضربةً حتى يكونَ بينَهُ وبينَهُ سبعونَ حِجَابًا فإذا كانَ يومُ القيامَةِ قالَ اللهُ تعالى لَهُ أنَا رَبُّكَ وأنْتَ عَبْدِي امْشِ في ظلِّي واشْرَبْ من الكَوثَرِ واغْتَسِلْ من السلسبيلِ وادْخُلْ الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ
خلاصة حكم المحدث : غريب [فيه] إبراهيم بن إسحاق قال الدارقطني: متروك وقال الأزدي: زائغ
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الأمالي المطلقة
الصفحة أو الرقم : 204
التصنيف الموضوعي: جن - ما يعصم من الشيطان رقائق وزهد - الذين يستظلون في ظل الله يوم القيامة ملائكة - أعمال الملائكة أدعية وأذكار - أذكار الصلوات فضائل سور وآيات - سورة الأنعام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

94 - أنَّ فتًى من الأنصارِ يُقالُ له : ثعلبةُ أسلم, وكان يخدُمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم, وأنَّ رسولَ اللهِ بعثه في حاجةٍ فمرَّ ببابِ رجلٍ من الأنصارِ فرأَى امرأةَ الأنصاريِّ تغتسلُ, فكرَّر إليها النَّظرَ وخاف أن ينزِلَ الوحيُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرج هاربًا على وجهِه فأتَى جبلًا بين مكَّةَ والمدينةِ ففقده رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أربعين يومًا وهي الأيَّامُ الَّتي قال : ودَّعه ربُّه وقلَى, وإنَّ جبريلَ نزل : يا محمَّدُ إنَّ ربَّك يُقرِئُك السَّلامَ ويقولُ : الهاربُ من أمَّتِك بين هذه الجبالِ يتعوَّذُ بي من ناري, فقال رسولُ اللهِ : يا عمرُ, ويا سلمانُ انطلِقا فأتياني بثعلبةَ فخرجا

95 - عنِ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ في قولِهِ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ قال جمَعَهُمْ فجَعَلَهم أزواجًا ثمَّ صورهم فاستنطقَهم فتَكَلَّمُوا ثمَّ أخذَ علَيْهِم العهدَ والميثاقَ وأشهدَهم علَى أنْفُسَهُمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى قال إِنِّي أشهدُ عليكم السماواتِ السبعِ [ والأرَضينَ السبعَ ] وأُشْهِدُ عليكم أباكم آدمَ أنْ تقولوا يومَ القيامةِ لم نعلَمْ بهذَا اعلَمُوا أنَّهُ لَا إِلَهَ غيري ولَا ربَّ غَيْرِي ولَا تُشْرِكُوا بِي شَيئًا إِنِّي سَأُرْسِلُ إليكم رسلِي يذكرونَكم عهدِي ومِيثَاقِي وأُنْزِلُ علَيْكُمْ كُتُبِي قالوا شَهِدْنا بِأَنَّكَ رَبَّنَا وإلهَنَا لَا ربَّ لَنَا غَيْرَكَ وَلَا إلَهَ لنا غيرُكَ فأَقَرُّوا ورَفَعَ عَلَيْهِم آدمَ عليه السلامُ ينظرُ إليهم فَرَأَى الغَنِيَّ والفقيرَ وحُسْنَ الصورةِ ودونَ ذلكَ فقال يا ربِّ لَوْ لَا سَوَّيْتَ بَيْنَ عِبادِكَ قال إِنِّي أحْبَبْتُ أنْ أشْكُرَ ورأَى الأنبياءَ فيهم مثلَ السرجِ عليهم خُصُّوا بميثاقٍ آخرَ في الرسالَةِ والنبوةِ وهو قولُهُ تعالى وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّيِّنَ مِيثَاقَهُمْ إِلَى قَوْلِهِ عِيسَى بنِ مَرْيَمَ عليهما السلامُ كان فِي تِلْكَ الأرواحِ فأَرْسَلَهُ إِلَى مَرْيَمَ عَلَيْهَا السلامُ فحدَّثَ عن أُبَيٍّ أنه دخل مِنْ فِيها
خلاصة حكم المحدث : [فيه]محمد بن يعقوب الربالي وهو مستور وبقية رجاله رجال الصحيح‏‏
الراوي : [رفيع بن مهران أبو العالية الرياحي] | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 7/28
التصنيف الموضوعي: أنبياء - آدم أنبياء - عيسى تفسير آيات - سورة الأعراف خلق - ذكر إخراج الله جل وعلا من ظهر آدم ذريته وأخذه الميثاق عليهم رقائق وزهد - شكر النعم
| أحاديث مشابهة

96 - لما بلغ معدُ بنُ عدنانَ أربعينَ رجلًا وقَعُوا في عسكرِ موسى فانتهَبُوهُ فدعا عليهم موسى بنُ عمرانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يا ربِّ هؤلاءِ ولَدُ معدٍّ قدْ أغاروا على عسْكَرِي فأوْحَى اللهُ عزَّ وجلَّ إليه يا موسى بنَ عمرانَ لا تَدْعُ عليهم فإنَّ منهم النبيَّ الأمِّيَّ النذيرَ البشيرَ نجيبي ومنهم الأمَّةُ المرحومَةُ أمةُ محمدٍ الذين يرضوْنَ منَ اللهِ باليسيرِ منَ الرزقِ ويرضَى اللهُ عنهم بالقليلِ منَ العملِ فيُدْخِلُهم اللهُ الجنةَ بقولِ لا إلهَ إلا اللهُ نبيُّهم محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ المتواضعُ في هيئتِهِ المجتمِعُ له اللبُّ في سكوتِه ينطِقُ بالحكمةِ ويستعمِلُ الحلْمَ أخرجتُهُ مِنْ خيرِ جيلٍ من أمتِهِ قريشًا ثم أخرجْتُهُ صفْوَةً من قريشٍ فهم خيرٌ من خيرٍ إلى خيرٍ يصيرُ هو وأمَّتُهُ إلى خيرٍ يصيرونَ

97 - إن اللهَ تعالى ناجى موسَى بمئةِ ألفٍ وأربعينَ ألفِ كلمةٍ في ثلاثةِ أيامٍ وصايا كلُّها فلما سمع موسَى كلامَ الآدميينَ مقتَهم مما وقع في مسامعِه من كلامِ الربِّ وكان فيما ناجاه أن قال يا موسَى لم يتصنعِ المتصنعونَ لي بمثلِ الزهدِ في الدنيا ولم يتقربِ المتقربونَ بمثلِ الورعِ عما حرمتُ عليهم ولا تعبَّدنِي العابدونَ بمثلِ البكاءِ من خِيفَتي فقال موسَى يا إلهَ البريةِ كلِّها ويا مالكَ يومِ الدينِ يا ذا الجلالِ والإكرامِ فماذا أعددتَ لهم وماذا جزيتَهم قال يا موسَى أما الزاهدون في الدنيا فإنهم أبحتُهم جنتي يتبوءونَ حيثُ يشاءونَ وأما الورِعةُ عما حرَّمتُ عليهم فإنه ليس من عبدٍ يلقانِي يومَ القيامةِ إلا ناقشته وفتشته عما كان في يدَيه إلا ما كان من الوَرِعين فإني أستهيبُهم وأُجلُّهم فأدخلهمُ الجنةَ بغيرِ حسابٍ وأما البكاءونَ من خِيفتي فلهم الرفيقُ الأعلَى لا يُشارَكون فيه
خلاصة حكم المحدث : فيه جويبر بن سعيد وهو ضعيف
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/298
التصنيف الموضوعي: أنبياء - موسى رقائق وزهد - الخوف من الله رقائق وزهد - الزهد في الدنيا عقيدة - ما جاء في إثبات صفة الكلام لله تبارك وتعالى رقائق وزهد - الورع والتقوى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

98 - ذَكَرَ قِصةً في النَّفخةِ الأُولى، وما بَعدَها، وذَكَرَ مَوتَ جِبريلَ وميكائيلَ، ثم مَوتَ حَمَلةِ العَرشِ، ومَوتَ إسرافيلَ، ثم مَوتَ مَلَكِ المَوتِ، ثم يَنزِلُ ماءٌ مِن تَحتِ العَرشِ كمَنيِّ الرِّجالِ، ثم يَأمُرُ السَّماءَ أنْ تُمطِرَ أربَعينَ يَومًا، ويَأمُرُ الأجسادَ أنْ تَنبُتَ كنَباتِ الطَّراثيثِ، أو كنَباتِ البَقْلِ، حتى إذا تَكامَلَتْ أجسادُهم، قال اللهُ تَعالى: لِيَحيَ حَمَلةُ العَرشِ. فيَحيَوْنَ، ثم يَقولُ: لِيَحيَ جِبريلُ وميكائيلُ. أظُنُّه ذَكَرَ معهما غَيرَهما، فيَحيَوْنَ، فيَأمُرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إسرافيلَ فيَأخُذُ الصُّورَ ، فيَضَعُه على فيهِ، ثم يَدعو اللهُ بالأرواحِ فيُؤتَى بها، تَتوَهَّجُ أرواحُ المُؤمِنينَ نُورًا، والأُخرى ظُلمةً، فيُلقيها في الصُّورِ، ثم يَأمُرُ اللهُ إسرافيلَ أنْ يَنفُخَ فيه نَفْخةَ البَعثِ، فتَخرُجُ الأرواحُ كأنَّها النَّحلُ، قد مَلَأتْ ما بَينَ السَّماءِ والأرضِ، فيَقولُ اللهُ: وعِزَّتي وجَلالي، لَيَرجِعَنَّ كُلُّ رُوحٍ إلى جَسَدِه، فتَدخُلُ الأرواحُ في الخَياشِيمِ، ثم تَمشي في الأجسادِ مَشيَ السُّمِّ في اللَّديغِ، ثم تَنشَقُّ الأرضُ عنهم سِراعًا.
خلاصة حكم المحدث : في إسناده مقال
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البيهقي | المصدر : شعب الإيمان
الصفحة أو الرقم : 1/260
التصنيف الموضوعي: قيامة - البعث والنشور وصفة الأرض ملائكة - حملة العرش إيمان - عظمة الله وصفاته قيامة - النفختان وما يحدث فيهما قيامة - النفخ في الصور
| أحاديث مشابهة

99 - يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ لمَلَكِ الموتِ : انطلقْ إلى وَلِيِّي فأْتِنِي بهِ، فإني قد ضربتُهُ بالسرَّاءِ والضرَّاءِ، فوجدتُهُ حيثُ أُحِبُّ. ائتني بهِ فلأُرِيحَنَّهُ. فينطلقُ إليهِ مَلَكُ الموتِ ومعهُ خمسمائةٍ من الملائكةِ، معهم أكفانٌ وحَنُوطٌ من الجنةِ، ومعهم ضبائرُ الريحانِ. أصلُ الريحانةِ واحدٌ وفي رأسها عشرونَ لونًا، لكلِّ لونٍ منها ريحٌ سِوَى ريحِ صاحبِهِ، ومعهمُ الحريرُ الأبيضُ فيهِ المسكُ الأذفرُ فيجلسُ مَلَكُ الموتِ عند رأسِهِ وتحِفُّ بهِ الملائكةُ، ويضعُ كلُّ ملكٍ منهم يدَهُ على عضوٍ من أعضائِهِ ويبسطُ ذلك الحريرَ الأبيضَ والمسكَ الأذفرَ تحت ذقنِهِ، ويفتحُ لهُ بابٌ إلى الجنةِ، فإنَّ نفسَهُ لتُعَلَّلُ عند ذلك بطرفِ الجنةِ تارةً وبأزواجها تارةً ومرةً بكسواتها ومرةً بثمارها، كما يُعَلِّلُ الصبيُّ أهلَهُ إذا بكى، قال : وإنَّ أزواجَهُ ليبتهشَنَّ عند ذلك ابتهاشًا. قال : وتنزو الروحُ قال البرسانيُّ : يريدُ أن تخرجَ من العجلِ إلى ما تُحِبُّ قال : ويقولُ مَلَكُ الموتِ : اخرجي يا أيتها الروحُ الطيبةُ إلى سدرٍ مخضودٍ وطلحٍ منضودٍ وظِلٍّ ممدودٍ وماءٍ مسكوبٍ، قال : ولَمَلَكُ الموتِ أشدُّ بهِ لطفًا من الوالدةِ بولدها، يعرفُ أنَّ ذلك الروحُ حبيبٌ لربهِ فهوَ يلتمسُ بلطفِهِ تَحَبُّبًا لديهِ رضاءً للربِّ عنهُ، فتُسَلُّ روحُهُ كما تُسَلُّ الشعرةُ من العجينِ، قال : وقال اللهُ عزَّ وجلَّ { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ } وقال : { فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ } قال : روحٌ من جهةِ الموتِ وريحانٌ يُتَلَقَّى بهِ وجنةُ نعيمٍ تُقابلُهُ، قال : فإذا قبضَ مَلَكُ الموتِ روحَهُ قال الروحُ للجسدِ : جزاكَ اللهُ عني خيرًا فقد كنتَ سريعًا بي إلى طاعةِ اللهِ بطيئًا بي عن معصيةِ اللهِ، فقد نجيتَ وأنجيتَ، قال : ويقولُ الجسدُ للروحِ مثلُ ذلك، قال : وتبكي عليهِ بقاعُ الأرضِ التي كان يطيعُ اللهَ فيها وكلُّ بابٍ من السماءِ يصعدُ منهُ عملُهُ وينزلُ منهُ رزقُهُ أربعينَ ليلةً، قال : فإذا قبضَ مَلَكُ الموتِ روحَهُ أقامتِ الخمسمائةُ من الملائكةِ عند جسدِهِ فلا يقلبُهُ بنو آدم لشِقٍّ إلا قلبتْهُ الملائكةُ قبلهم وغَسَّلَتْهُ وكفَّنَتْهُ بأكفانٍ قبل أكفانِ بني آدمَ، وحَنُوطٌ قبلَ حنوطِ بني آدمَ، ويقومُ من بينِ بابِ بيتِهِ إلى بابِ قبرِهِ صَفَّانِ من الملائكةِ يستقبلونَهُ بالاستغفارِ، فيصيحُ عند ذلك إبليسُ صيحةً تتصدَّعُ منها عظامُ جسدِهِ، قال : ويقولُ لجنودِهِ : الويلُ لكم كيف خلصَ هذا العبدُ منكم، فيقولون إنَّ هذا كان عبدًا معصومًا، قال : فإذا صعد مَلَكُ الموتِ بروحِهِ يستقبلُهُ جبريلُ في سبعينَ ألفًا من الملائكةِ كلٌّ يأتيهِ ببشارةٍ من ربهِ سِوَى بشارةِ صاحبِهِ، قال : فإذا انتهى مَلَكُ الموتِ بروحِهِ إلى العرشِ خَرَّ الروحُ ساجدًا، قال : يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ لمَلَكِ الموتِ : انطلِقْ بروحِ عبدي فضعْهُ في سدرٍ مخضودٍ وطلحٍ منضودٍ وظِلٍّ ممدودٍ وماءٍ مسكوبٍ قال : فإذا وُضِعَ في قبرِهِ جاءتْهُ الصلاةُ فكانت عن يمينِهِ وجاءَهُ الصيامُ فكان عن يسارِهِ وجاءَهُ القرآنُ فكان عند رأسِهِ، وجاءَهُ مشيُهُ للصلاةِ فكان عند رجليْهِ، وجاءَهُ الصبرُ فكان ناحيةَ القبرِ، قال : فيبعثُ اللهُ عزَّ وجلَّ عُنُقًا من العذابِ قال : فيأتيهِ عن يمينِهِ، قال : فتقولُ الصلاةُ وراءَكَ واللهُ مازال دائبًا عمرَهُ كلَّهُ وإنما استراحَ الآن حين وُضِعَ في القبرِ، قال : فيأتيهِ عن يسارِهِ فيقولُ الصيامُ مثلَ ذلك، قال : ثم يأتيهِ من عند رأسِهِ فيقولُ القرآنُ والذكرُ مثلَ ذلك، قال : ثم يأتيهِ من عند رجليهِ فيقولُ مشيُهُ للصلاةِ مثلَ ذلك، فلا يأتيهِ العذابُ من ناحيةٍ يلتمسُ هل يجدُ إليهِ مساغًا إلا وجدَ وَلِيَّ اللهِ قد أخذ جنَّتَهُ، قال : فينقمعُ العذابُ عند ذلك فيخرجُ، قال : ويقولُ الصبرُ لسائرِ الأعمالِ : أما إنَّهُ لم يمنعني أن أُبَاشِرَ أنا بنفسي إلا أني نظرتُ ما عندكم فإن عجزتم كنتُ أنا صاحبَهُ، فأما إذ أجزأتم عنهُ فأنا له ذُخْرٌ عند الصراطِ والميزانِ، قال : ويبعثُ اللهُ مَلَكَيْنِ أبصارهما كالبرقِ الخاطفِ وأصواتهما كالرعدِ القاصفِ وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهبِ يطآنِ في أشعارهما بينَ مَنْكِبَيْ كلِّ واحدٍ مسيرةُ كذا وكذا، وقد نُزِعَتْ منهما الرأفةُ والرحمةُ يُقالُ لهما منكرٌ ونكيرٌ، في يدِ كلِّ واحدٍ منهما مطرقةٌ لو اجتمعَ عليها ربيعةُ ومضرُ لم يُقْلُوهَا، قال : فيقولانِ لهُ : اجلس، قال : فيجلسُ فيستوي جالسًا، قال : وتقعُ أكفانُهُ في حِقْوَيْهِ، قال : فيقولانِ لهُ : من ربكَ ؟ وما دينكَ ؟ ومن نبيكَ ؟ قال : قالوا : يا رسولَ اللهِ ومن يُطِيقُ الكلامَ عند ذلك وأنت تصفُ من المَلَكَيْنِ ما تَصِفُ ؟ قال : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ { يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوْا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ } قال : فيقولُ : ربيَ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ودينيَ الإسلامُ الذي دانت بهِ الملائكةُ ونبيي محمدٌ خاتمُ النبيينَ، قال : فيقولانِ : صدقتَ، قال : فيَدْفَعَانِ القبرَ فيُوسِعَانِ من بين يديهِ أربعينَ ذراعًا وعن يمينِهِ أربعينَ ذراعًا وعن شمالِهِ أربعينَ ذراعًا ومن خلفِهِ أربعينَ ذراعًا ومن عندِ رأسِهِ أربعينَ ذراعًا ومن عندِ رجليْهِ أربعينَ ذراعًا قال : فيُوسِعَانِ لهُ مائتيْ ذراعٍ، قال البرسانيُّ : فأحسبُهُ وأربعينَ ذراعًا تُحَاطُ بهِ، قال : ثم يقولانِ لهُ : انظر فوقكَ فإذا بابٌ مفتوحٌ إلى الجنةِ، قال : فيقولانِ لهُ : وَلِيَّ اللهِ هذا منزلكَ إذ أطعتَ اللهَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : والذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ إنَّهُ يصلُ قلبُهُ عند ذلك فرحةً ولا ترتَدُّ أبدًا ثم يُقالُ لهُ : انظر تحتكَ، قال : فينظرُ تحتَهُ فإذا بابٌ مفتوحٌ إلى النارِ قال : فيقولانِ وليَّ اللهِ نجوتَ آخرَ ما عليكَ، قال : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّهُ ليصلُ قلبُهُ عند ذلك فرحةً لا ترتَدُّ أبدًا قال : فقالت عائشةُ : يُفْتَحُ لهُ سبعةٌ وسبعونَ بابًا إلى الجنةِ يأتيهِ ريحها وبردها حتى يبعثَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ. وبالإسنادِ المتقدَّمِ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : ويقولُ اللهُ تعالى لمَلَكِ الموتِ : انطلقْ إلى عَدُوِّي فأْتِنِي بهِ فإني قد بسطتُ لهُ رزقي ويسرتُ لهُ نِعَمِي فأَبَى إلا معصيتي فأْتِنِي بهِ لأنتقمَ منهُ، قال : فينطلقُ إليهِ مَلَكُ الموتِ في أكرَهِ صورةٍ رآها أحدٌ من الناسِ قطُّ، لهُ اثنتا عشرةَ عينًا ومعهُ سُفُودٌ من النارِ كثيرِ الشوكِ، ومعهُ خمسمائةٍ من الملائكةِ معهم نحاسٌ وجمرٌ من جمرِ جهنمَ ومعهم سياطٌ من نارٍ، لينها لينُ السياطِ وهي نارٌ تأجَّجُ قال : فيضربُهُ مَلَكُ الموتِ بذلك السُّفُودِ ضربةً يغيبُ كلُّ أصلِ شوكةٍ من ذلك السُّفُودِ في أصلِ كلِّ شعرةٍ وعِرْقٍ وظفرٍ قال : ثم يلويهِ ليًّا شديدًا، قال : فينزعُ روحَهُ من أظفارِ قدميْهِ قال : فيُلقيها في عقبيْهِ، ثم يُسْكَرُ عند ذلك عدوَّ اللهِ سكرةً فيُرَفِّهُ مَلَكُ الموتِ عنهُ، قال : وتضربُ الملائكةُ وجهَهُ ودبرَهُ بتلكَ السياطِ قال : فيشدُّهُ عليهِ مَلَكُ الموتِ شَدَّةً فينزعُ روحَهُ من عقبيْهِ فيُلقيها في ركبتيْهِ ثم يَسْكُرُ عدوَّ اللهِ عند ذلك سكرةً فيُرَفِّهُ مَلَكُ الموتِ عنهُ، قال : فتضربُ الملائكةُ وجهَهُ ودبرَهُ بتلك السياطِ قال : ثم يَنْتُرُهُ مَلَكُ الموتِ نَتْرَةً فينزعُ روحَهُ من ركبتيْهِ فيُلقيها في حِقْوَيْهِ قال : فيَسْكُرُ عدوَّ اللهِ عند ذلك سكرةً فيُرَفِّهُ مَلَكُ الموتِ عنهُ، قال : وتضربُ الملائكةُ وجهَهُ ودبرَهُ بتلكَ السياطِ، قال : كذلك إلى صدرِهِ ثم كذلك إلى حَلْقِهِ قال : ثم تبسُطُ الملائكةُ ذلك النحاسُ وجمرُ جهنمَ تحت ذقنِهِ، قال : ويقولُ مَلَكُ الموتِ : اخرجي أيتها الروحُ اللعينةُ الملعونةُ إلى سَمُومٍ وحميمٍ وظِلٍّ من يحمومٍ لا باردٍ ولا كريمٍ، قال : فإذا قبضَ مَلَكُ الموتِ روحَهُ قال الروحُ للجسدِ : جزاكَ اللهُ عنِّي شرًّا فقد كنتَ سريعًا بي إلى معصيةِ اللهِ بطيئًا بي عن طاعةِ اللهِ فقد هلكتَ وأهلكتَ، قال : ويقولُ الجسدُ للروحِ مثلَ ذلك، وتلعنُهُ بقاعُ الأرضِ التي كان يَعصي اللهَ عليها وتنطلقُ جنودُ إبليسَ إليهِ فيُبَشِّرُونَهُ بأنهم قد أوردوا عبدًا من ولدِ آدمَ النارَ، قال : فإذا وُضِعَ في قبرِهِ ضُيِّقَ عليهِ حتى تختلفَ أضلاعُهُ حتى تدخلَ اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى، قال : ويبعثُ اللهُ إليهِ أفاعيَ دُهْمًا كأعناقِ الإبلِ يأخذْنَ بأرنبتِهِ وإبهاميْ قدميْهِ فيقرضنَهُ حتى يلتقينَ في وسطِهِ، قال : ويبعثُ اللهُ مَلَكَيْنِ أبصارهما كالبرقِ الخاطفِ وأصواتهما كالرعدِ القاصفِ وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهبِ يطآنِ في أشعارهما بينَ مَنْكَبَيْ كلِّ واحدٍ منهما مسيرةُ كذا وكذا قد نُزِعَتْ منهما الرأفةُ والرحمةُ يُقالُ لهما منكرٌ ونكيرٌ، في يدِ كلِّ واحدٍ منهما مطرقةٌ لو اجتمعَ عليها ربيعةُ ومضرُ لم يُقْلُوها، قال : فيقولانِ لهُ : اجلس، قال : فيستوي جالسًا قال : وتقعُ أكفانُهُ في حِقْوَيْهِ، قال : فيقولانِ لهُ : من ربكَ ؟ وما دينكَ ؟ ومن نبيكَ ؟ فيقولُ : لا أدري، فيقولانِ : لا دريتَ ولا تليتَ ، فيضربانِهِ ضربةً يتطايرُ شررها في قبرِهِ ثم يعودانِ قال : فيقولانِ انظرْ فوقكَ فينظرُ فإذا بابٌ مفتوحٌ من الجنةِ فيقولانِ هذا عدوُّ اللهِ منزلكَ لو أطعتَ اللهَ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : والذي نفسي بيدِهِ إنَّهُ ليَصِلُ إلى قلبِهِ عند ذلك حسرةً لا ترتدُّ أبدًا، قال : ويقولانِ لهُ : انظر تحتكَ فينظرُ تحتَهُ فإذا بابٌ مفتوحٌ إلى النارِ، فيقولانِ : عدوَّ اللهِ، هذا منزلكَ إذ عصيتَ اللهَ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : والذي نفسي بيدِهِ إنَّهُ ليَصِلُ إلى قلبِهِ عند ذلك حسرةً لا ترتَدُّ أبدًا، قال : وقالت عائشةُ : ويُفْتَحُ لهُ سبعةٌ وسبعونَ بابًا إلى النارِ يأتيهِ حَرَّها وسَمُومَها حتى يبعثَهُ اللهُ إليها
خلاصة حكم المحدث : غريب جداً وسياق عجيب [ فيه ] يزيد الرقاشي له غرائب ومنكرات وهو ضعيف الرواية عند الأئمة
الراوي : تميم الداري | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 4/422
التصنيف الموضوعي: دفن ومقابر - كلام الميت على الجنازة تفسير آيات - سورة إبراهيم صلاة - فضل الصلوات والمحافظة عليها ملائكة - أعمال الملائكة إحسان - الحث على الأعمال الصالحة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

100 - قلنا: يا رسولَ اللهِ، هل نرَى ربَّنا يومَ القيامةِ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: نعم، فهل تُضارون في رؤيةِ الشَّمسِ بالظَّهيرةِ صحْوًا ليس معها سَحابٌ ؟ وهل تُضارون في رؤيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ صحْوًا ليس فيها سَحابٌ ؟ قالوا : لا يا رسولَ اللهِ قال : فما تُضارون في رؤيةِ اللهِ تعالَى يومَ القيامةِ إلَّا كما تُضارون في رؤيةِ أحدِهما، إذا كان يومُ القيامةِ أذَّن مُؤذِّنٌ لتتبَعْ كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبُدُ، فلا يبقَى أحدٌ كان يعبُدُ غيرَ اللهِ من الأصنامِ والأنصابِ إلَّا يتساقطون في النَّارِ، حتَّى إذا لم يبقَ إلَّا من كان يعبدُ اللهَ من بَرٍّ وفاجرٍ وغيرِ أهلِ الكتابِ فيُدعَى اليهودُ، فيُقالُ لهم : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنَّا نعبدُ عُزيرًا ابنَ اللهِ ! فيُقالُ كذبتم ما اتَّخذ من صاحبةٍ ولا ولدٍ، فماذا تبغون ؟ قالوا عطِشنا يا ربَّنا فاسْقِنا، فيُشارُ إليهم ألا ترِدون ؟ فيُحشرون إلى النَّارِ كأنَّها سِرابٌ يُحطِّمُ بعضُها بعضًا، فيتساقطون في النَّارِ ثمَّ تُدعَى النَّصارَى فيُقالُ لهم : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنَّا نعبدُ المسيحَ ابنَ اللهِ ! فيُقالُ : كذبتم ما اتَّخذ اللهُ من صاحبةٍ ولا ولدٍ، فماذا تبغون ؟ فيقولون : عطِشنا يا ربَّنا فاسْقِنا، فيُشارُ إليهم : ألا ترِدُون ؟ فيُحشرون إلى جهنَّمَ كأنَّها سِرابٌ يُحطِّمُ بعضُها بعضًا، فيتساقطون في النَّارِ حتَّى إذا لم يبْقَ إلَّا من كان يعبُدُ اللهَ من بَرٍّ وفاجرٍ أتاهم اللهُ في أدنَى صورةٍ من الَّتى رأَوْه فيها، قال فما تنتظرون ؟ تتبعُ كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبدُ، قالوا : يا ربَّنا ! فارقنا النَّاسُ في الدُّنيا أفقرَ ما كنَّا إليهم، ولم نُصاحِبْهم فيقولُ : أنا ربُّكم، فيقولون نعوذُ باللهِ منك، لا نُشرِكُ باللهِ شيئًا – مرَّتَيْن أو ثلاثًا – حتَّى إنَّ بعضَهم ليكادُ أن ينقلِبَ فنقولُ : هل بينكم وبينه آيةٌ فتعرِفونه بها ؟ فيقولون : نعم، فيكشِفُ عن ساقٍ فلا يبقَى من كان يسجُدُ للهِ من تلقاءِ نفسِه إلَّا أذِن اللهُ له بالسُّجودِ ولا يبقَى من كان يسجُدُ اتِّقاءَ ورياءً إلَّا جعل اللهُ ظهرَه طبقةً واحدةً، كلَّما أراد أن يسجُدَ خرَّ على قفاه ثمَّ يرفعون رءوسَهم وقد تحوَّل في صورتِه الَّتى رأَوْه فيها أوَّلَ مرَّةٍ، فقال : أنا ربُّكم، فيقولون، أنت ربُّنا ثمَّ يُضرَبُ الجِسرُ على جهنَّمَ، وتحِلُّ الشَّفاعةُ ، ويقولون : اللَّهمَّ سلِّمْ سلِّمْ قيل : يا رسولَ اللهِ ! وما الجِسرُ ؟ قال : دحْضُ مزَلَّةٍ ، فيه خطاطيفُ ، وكلاليبُ، وحسَكٌ تكونُ بنجدٍ، فيها شُوَيكةٌ يُقالُ لها : السِّعدانُ، فيمرُّ المؤمنون كطرْفِ العينِ، وكالبرقِ، وكالرِّيحِ وكالطَّيرِ، وكأجاويدِ الخيلِ، والرِّكابِ، فناجٍ مسلمٌ، ومخدوشٌ مُرسَلٌ، ومُكوَّشٌ فى نارِ جهنَّمَ حتَّى إذا خلُص المؤمنون من النَّارِ فوالَّذي نفسي بيدِه ما من أحدٍ منكم بأشدَّ ( لي ) مناشدةً للهِ في استقصاءِ الحقِّ من المؤمنين للهِ يومَ القيامةِ لإخوانِهم الَّذين في النَّارِ – وفي روايةٍ : فما أنتم بأشدَّ ( لي ) مناشدةً للهِ في الحقِّ قد تبيَّن لكم من المؤمنين يومئذٍ للجبَّارِ إذا رأَوْا أنَّهم قد نجَوْا في إخوانِهم يقولون ربَّنا كانوا يصومون معنا، ويُصلُّون، ويحُجُّون، فيُقالُ لهم : أخرِجوا من عرفتم، فتُحرَّمُ صوَرُهم على النَّارِ فيُخرِجون خَلقًا كثيرًا قد أخذت النَّارُ إلى نصفِ ساقَيْه وإلى رُكبتَيْه، ثمَّ يقولون : ربَّنا ما بقي فيها أحدٌ ممَّن أمرتَنا به، فيُقالُ : ارجِعوا، فمن وجدتم في قلبِه مثقالَ دينارٍ من خيرٍ أخرِجوه فيُخرِجون خَلقًا كثيرًا ثمَّ يقولون ربَّنا لم نذَرْ فيها ممَّن أمرتَنا أحدًا، ثمَّ يقولُ ارجِعوا، فمن وجدتم في قلبِه مثقالَ ذرَّةٍ من خيرٍ أخرِجوه فيُخرِجون خَلقًا كثيرًا ثمَّ يقولون ربَّنا لم نذَرْ فيها خيرًا وكان أبو سعيدٍ يقولُ : إن لم تُصدِّقوني بهذا الحديثِ فاقرؤا إن شئتم إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : شفعت الملائكةُ وشفع النَّبيُّون ( وشفع المؤمنون ( ولم يبقَ إلَّا أرحمُ الرَّاحمين، فيقبِضُ قبضةً من النَّارِ، فيُخرِجُ منها قومًا من النَّارِ لم يعملوا خيرًا قطُّ قد عادوا حِممًا فيُلقيهم في نهرٍ في أفواهِ الجنَّةِ يُقالُ له ( نهرُ الحياةِ ) فيخرجون كما تخرُجُ الحبَّةُ في حَميلِ السَّيلِ ، إلَّا ترَوْنها تكونُ إلى الحجرِ أو إلى الشَّجرِ ما يكونُ إلى الشَّمسِ أُصَيْفرَ وأُخَيْضرَ وما يكونُ منها إلى الظِّلِّ يكونُ أبيضَ فقالوا : يا رسولَ اللهِ ! كأنَّك كنتَ ترعَى بالباديةِ ! ! قال : فيخرجون كاللُّؤلؤِ في رقابِهم الخواتيمُ، يعرِفُهم أهلُ الجنَّةِ هؤلاء عُتَقاءُ اللهِ الَّذين أدخلهم اللهُ الجنَّةَ بغيرِ عملٍ عملوه ولا خيرٍ قدَّموه ثمَّ يقولُ ادخلوا الجنَّةَ فما رأيتموه فهو لكم فيقولون : ربَّنا أعطيتَنا مالم تُعطِ أحدًا من العالمين ؟ فيقولُ : لكم عندي أفضلُ من هذا ! فيقولون : يا ربَّنا ! أيُّ شيءٍ أفضلُ من هذا ؟ فيقول : رضاي فلا أسخَطُ عليكم أبدًا

101 - لما خلق اللهُ آدمَ ونفخ فيه الروحَ؛ عطس، فقال : الحمدُ للهِ، فحمد اللهَ بإذنهِ، فقال له ربُّه : يرحمُك اللهُ يا آدمُ ! اذهبْ إلى أولئكَ الملائكةِ - إلى ملإ منهم جلوسٍ -، فقلْ : السلامُ عليكمْ، فقال : السلامُ عليكمْ، قالوا : عليكَ السلامُ ورحمةُ اللهِ، ثم رجع إلى ربهِ، فقال : إنَّ هذه تحيتُك وتحيةُ بنيك بينهُم، فقال له اللهُ - ويداهُ مقبوضتانِ - : اخترْ أيَّتهما شئتَ، فقال : اخترتُ يمينَ ربي - وكلتا يدي ربي يمينٌ مباركةٌ -؛ ثم بسطها؛ فإذا فيها آدمُ وذريتُه، فقال : أي ربِّ ! ما هؤلاءِ ؟ ! قال : هؤلاءِ ذريتُك؛ فإذا كلُّ إنسانٍ مكتوبٌ عمرَه بين عينَيهِ، فإذا فيهم رجلٌ أضوأُهم، - أو من أضوإِهم -، قال : يا ربِّ ! من هذا ؟ ! قال : هذا ابنك داودَ، وقد كتبتُ عمرَهُ أربعينَ سنةً، قال : يا ربِّ ! زدْ في عمُرِه، قال : ذلك الذي كتبتُ لهُ، قال : أي ربِّ ! فإني قد جعلتُ له من عمُري ستينَ سنةً، قال : أنت وذاكَ، قال : ثم سكن الجنةَ ما شاء اللهُ، ثم هبط منها، وكان آدمُ يعُّد لنفسهِ، فأتاه ملكُ الموتِ، فقال له آدمُ : قد عجلتَ، قد كُتب لي ألفُ سنةٍ ! قال : بلى، ولكنك جعلتَ لابنكَ داودَ ستينَ سنةً، فجحدَ فجحدَتْ ذريتُهُ، ونسيَ فنسيتْ ذريته؛ قال : فمنْ يومئذٍ؛ أُمر بالكتابِ والشهودِ.

102 - لمَّا خلقَ اللَّهُ آدمَ ونفخَ فيهِ الرُّوحَ عَطسَ فقالَ: الحمدُ للَّهِ، فحمِدَ اللَّهَ بإذنِهِ، فقالَ لَهُ ربُّهُ يرحَمُكَ اللَّهُ يا آدمُ، اذهب إلى أولئِكَ الملائِكَةِ، إلى ملأ منهُم جلوسٍ فقل: السَّلامُ عليكُم قالوا: وعليكَ السَّلامُ ورحمةُ اللَّهِ، ثمَّ رجعَ إلى ربِّهِ، قالَ: إنَّ هذِهِ تحيَّتُكَ وتحيَّةُ بَنيكَ، بينَهُم فقالَ اللَّهُ لَهُ ويداهُ مَقبوضتانِ: اختَر أيَّهما شئتَ، قالَ: اختَرتُ يمينَ ربِّي وَكِلتا يدي ربِّي يمينٌ مبارَكَةٌ ثمَّ بسطَها فإذا فيها آدمُ وذرِّيَّتُهُ، فقالَ: أي ربِّ، ما هؤلاءِ؟ فقالَ: هؤلاءِ ذرِّيَّتُكَ، فإذا كلُّ إنسانٍ مَكْتوبٌ عُمرُهُ بينَ عينيهِ، فإذا فيهم رجلٌ أضوَؤُهُم أو من أضوئِهِم قالَ: يا ربِّ مَن هذا؟ قالَ: هذا ابنُكَ داودُ قد كتبتُ لَهُ عُمُرَ أربعينَ سنةً. قالَ: يا ربِّ زِدهُ في عمرِهِ. قالَ: ذاكَ الَّذي كتبَ لَهُ. قالَ: أي ربِّ، فإنِّي قَد جعَلتُ لَهُ من عُمُري ستِّينَ سنةً. قالَ: أنتَ وذاكَ. قالَ: ثمَّ أُسْكِنَ الجنَّةَ ما شاءَ اللَّهُ، ثمَّ أُهْبِطَ منها، فَكانَ آدمُ يعدُّ لنَفسِهِ، قالَ: فأتاهُ ملَكُ الموتِ، فقالَ لَهُ آدمُ: قد عجَّلتَ، قَد كتبَ لي ألفُ سنةٍ. قالَ: بلَى ولَكِنَّكَ جعَلتَ لابنِكِ داودَ ستِّينَ سَنةً، فجَحدَ فجَحدَتْ ذرِّيَّتُهُ، ونسيَ فنَسيَتْ ذرِّيَّتُهُ. قالَ: فمِن يومئذٍ أُمِرَ بالكتابِ والشُّهودِ

103 - لما خلقَ اللهُ آدمَ ونفخَ فيه الروحَ عطِسَ، فقال : الحمدُ للهِ، فحمِدَ اللهَ بإذنِهِ، فقال له ربُّهُ : يَرْحَمُكَ اللهُ يا آدمُ ! اذهبْ إلى أولئِكَ الملائكَةِ، إلى ملاءٍ منهم جلوسٍ، فقل : السلامُ عليكم، قالوا : وعليكَ السلامُ ورحمةُ اللهِ، ثُمَّ رجع إلى ربِّهِ، فقال : إِنَّ هذِهِ تحيَّتُكَ وتحيَّةُ بنيكَ بينَهم، فقال اللهُ له؛ ويداه مقبوضتانِ : اخترْ أيَّهما شِئْتَ، قال : اخترْتُ يمينَ ربِّي، وكِلْتا يَدَيْ ربِّي يمينٌ مبارَكَةٌ، ثُمَّ بسط فإذا فيها آدَمُ وذُرِّيَّتُهُ، فقال أيْ ربِّ ! ما هؤلاءِ ؟ قال : هؤلاءِ ذُرِّيَّتُكَ، فإذا كلُّ إِنسانٍ مكتوبٌ عمرُهُ بينَ عيْنَيْهِ، فإذا فيهم رجُلٌ أضوَؤُهُمْ أوْ مِنْ أضْوَئِهِمْ، قال : يا ربِّ مَنْ هذا ؟ قال : هذا ابنُكَ داودُ، وقدْ كَتَبْتُ له عمرَ أربعينَ سنَةً، قال يا ربِّ زدْ في عمرِهِ، قال : ذاك الذي كتبتُ له، قال : أيْ ربِّ فإِنَّي قدْ جعَلْتُ له من عمرِي ستينَ سنَةً، قال : أنتَ وذاكَ، ثُمَّ أُسْكِنَ الجنَّةَ ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ أُهْبِطَ منها، فكان آدمُ يَعُدُّ لنفسِهِ، فأتاه ملَكُ الموتِ، فقال له آدم : قدْ تَعَجَّلْتَ، قدْ كُتِبَ لي ألفُ سنَةٍ. قال بلى، ولكنكَ جعلْتَ لابنِكَ داودَ ستينَ سنةً، فجحد، فجحدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، ونَسِيَ فنسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، فمِنْ يومئذٍ أُمِرَ بالكتابِ والشهودِ

104 - في صِفةِ القيامةِ، فذَكَرَ فيه صِفةَ الصُّورِ ، وعِظَمَه، وعِظَمَ إسرافيلَ، ثم قال: فإذا بَلَغَ الوَقتَ الذي يُريدُ اللهُ، أمَرَ إسرافيلَ فيَنفُخُ في الصُّورِ النَّفخةَ الأُولى، فتَهبِطُ النَّفخةُ في الصُّورِ إلى السَّمَواتِ، فيُصعَقُ سُكَّانُ السَّمَواتِ بحَذافيرِها ، وسُكَّانُ البَحرِ بحَذافيرِها ، ثم تَهبِطُ النَّفخةُ إلى الأرضِ، فيُصعَقُ سُكَّانُ الأرضِ بحَذافيرِها ، وجَميعُ عالَمِ اللهِ، وبَريَّتِه فيهِنَّ مِنَ الأنعامِ، قال: وفي الصُّورِ مِنَ الكُوى بعَدَدِ مَن يَذوقُ المَوتَ مِن جَميعِ الخَلائِقِ، فإذا صَعِقوا جَميعًا، يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: يا إسرافيلُ! مَن بَقيَ؟ فيَقولُ: بَقيَ إسرافيلُ عَبدُكَ الضَّعيفُ، فيَقولُ: مُتْ يا إسرافيلُ. فيَموتُ، ثم يَقولُ الجَبَّارُ تَعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} [غافر: 16]، فلا هَميسَ، ولا حَسيسَ، ولا ناطِقَ يَتكَلَّمُ، ولا مُجيبَ يَفهَمُ، وقد ماتَ حَمَلةُ العَرشِ، وإسرافيلُ، ومَلَكُ المَوتِ، وكُلُّ مَخلوقٍ، فيَرُدُّ الجَبَّارُ على نَفْسِه: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [غافر: 16، 17]، وذلك حينَ: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 115]، فيُتِمُّ كَلِمَتَه بإنفاذِ قَضائِه على أهلِ أرْضِه وسَمائِه، لِقَولِه تَعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88]، فأمَّا إسرافيلُ فيَموتُ، ثم يَحيا في طَرفةِ عَينٍ، وأمَّا حَمَلةُ العَرشِ فيَحيَوْنَ في أسرَعَ مِن طَرفةِ عَينٍ، فيَأمُرُ اللهُ تَعالى إسرافيلَ بَعدَ النَّفخةِ الأُولى بأربَعينَ، وكذلك هو في التَّوراةِ: بَينَ النَّفخَتَيْنِ أربَعونَ، لا يَدري ما هو، فإذا انقَضَتِ الأربَعونَ نَظَرَ اللهُ إلى أهلِ السَّمَواتِ، وإلى أهلِ الأرَضينَ، فيَقولُ: وعِزَّتي لَأُعيدَنَّكم كما بَدَأتُكم، ولَأُحيِيَنَّكم كما أمَتُّكم، ثم يَأمُرُ إسرافيلَ، فيَنفُخُ النَّفخةَ الثانيةَ، وقد جُمِعتِ الأرواحُ كُلُّها في الصُّورِ ، فإذا نَفَخَ خَرَجَ كُلُّ رُوحٍ مِن كُوّةٍ مَعلومةٍ مِن كُوَى الصُّورِ ، فإذا الأرواحُ تَهوشُ بَينَ السَّماءِ والأرضِ، لها دَويٌّ كَدَويِّ النَّحلِ، فيُنادي إسرافيلُ: يا أيَّتُها الجُلودُ المُتَمزِّقةُ، ويا أيَّتُها الأعضاءُ المُتَهشِّمةُ، ويا أيَّتُها العِظامُ البالِيةُ، ويا أيَّتُها الأجسامُ المُتفَرِّقةُ، ويا أيَّتُها الأشعارُ المُتَمرِّطةُ، قُوموا إلى مَوقِفِ الحِسابِ، والعَرضِ الأكبَرِ. فيَدخُلُ كُلُّ رُوحٍ في جَسَدِه، قال: ويُمطِرُ اللهُ طَيشًا مِن تَحتِ العَرشِ على جَميعِ المَوتى، فيَحيَوْنَ كما تَحيا الأرضُ المَيتةُ بوابِلِ السَّماءِ، فيَبعَثُ اللهُ الأجسادَ التي كانت في الدُّنيا مِن حيث كانت، بَعضُها في بُطونِ السِّباعِ، وبَعضُها مِن حَواصِلِ الطَّيرِ، وبِنِيانِ البُحورِ، وبُطونِ الأرضِ وظُهورِها، فيَدخُلُ كُلُّ رُوحٍ في جَسَدِه، فإذا هم قِيامٌ يَنظُرونَ ، فيَبعَثُ اللهُ نارًا مِنَ المَشارِقِ، فتَحشُرُ الناسَ إلى المَغارِبِ إلى أرضٍ تُسمَّى السَّاهِرةَ، مِن وَراءِ بَيتِ المَقدِسِ ، أرضٌ طاهِرةٌ لم يُعمَلْ عليها سَيِّئةٌ، ولا خَطيئةٌ، فذلك قَولُه: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات: 13، 14]، {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6]، {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 47]، {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا * وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا * الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} [الكهف: 99 - 101].
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف بمرة
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البيهقي | المصدر : شعب الإيمان
الصفحة أو الرقم : 1/261
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأنعام تفسير آيات - سورة غافر قيامة - البعث والنشور وصفة الأرض قيامة - الحشر قيامة - النفخ في الصور
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

105 - عن مَعْبَدِ بن هلالٍ العَنْزِيّ قال : اجتمعَ رهطٌ من أهل البصرةِ وأنا فيهم فأتينا أنسَ بن مالكٍ واستشفعنا عليه بثابتِ البُنَانِيّ فدخلنا عليهِ فأجلسَ ثابتا معهُ على السرِيرِ، فقلتُ لا تسألوهُ عن شيء غيرِ هذا الحديثِ فقال ثابتٌ : يا أبا حمزةَ إخوانكَ من أهلِ البصرةِ جاءوا يسألونكَ عن حديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الشفاعةِ فقال : حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال : إذا كانَ يومُ القيامة ماجَ الناسُ بعضهُم في بعضٍ فيُؤْتَى آدمُ عليهِ السلامُ فيقولونَ يا آدمُ اشفعْ لنا إلى ربكَ، فيقول : لستُ لها ولكنْ عليكُم بإبراهيمَ عليهِ السلامُ فإنه خليلُ اللهِ عز وجل، فيُؤتى إبراهيمُ فيقول : لستُ لها ولكنْ عليكُم بموسى فإنه كليمُ اللهِ، فيُؤتَى موسى عليه السلامُ فيقولُ : لستُ لها ولكنْ عليكُم بعيسى بن مريمَ فإنه روحُ اللهِ وكلمتُهُ، فيُؤْتى عليهِ السلامُ فيقولُ : لستُ لها ولكن عليكم بمحمد، فأُوتَى فأقولُ : أنا لها فأنطلقُ فأسْتأذنُ على ربي عز وجل فيُؤْذَن لي فأقوم بين يديه مقاما فيُلهِمُني فيه محامِدَ لا أقْدِرُ عليها الآن فأحمدُهُ بتلكَ المحامِدَ ثم أخِرّ له ساجدا فيقول لي : يا محمد ارفعْ رأسكَ وقُلْ تُسمَعْ وسلْ تُعْطَ واشفعْ تشفَّعْ، فأقول : أي رب أُمّتي أمتي، فيقال لي انطلقْ فمن كان في قلبهِ مثقالُ ذرةٍ أو مثقالُ شعيرةٍ فأخرجهُ، فأنطلقُ فأفعلُ ثم أرجعُ فأحمدهُ بتلك المحامدَ ثم أخرُّ له ساجدا فيقال : يا محمد ارفعْ رأسكَ وقلْ يُسمَعْ وسلْ تُعطَ واشفعْ تُشفَّعْ، فأقول : أي رب أمتي أمتي، فيقالُ : انطلقْ فمن كان في قلبهِ أدنَى مثقالُ حبةِ خردلٍ من إيمانٍ فأخرجهُ من النارِ. فلما رجعنا من عند أنسٍ قلتُ لأصحابي : هل لكم في الحسنِ وهو مستخفٍ في منزلِ أبي خليفةَ في عبدِ القيسِ، فأتيناهُ فدخلنا عليهِ فقلنا : خرجنا من عندِ أخيكَ أنسُ بن مالكٍ فلم نسمعْ مثلَ ما حدثنا في الشفاعةِ، قال : كيفَ حدثكُم ؟ فحدثناه الحديثَ حتى إذا انتهينا قلنا لم يزِدنَا على هذا، قال : لقدْ حدثنا هذا الحديثَ منذُ عشرينَ سنةً ولقد تركَ منه شيئا فلا أدري أنسِي الشيخُ أم كرهَ أن يحدثكموهُ فتتكلوْا ؟ ثم قال في الرابعةِ : ثم أعودُ فأخرُّ له ساجدا ثم أحمدهُ بتلكَ المحامدَ فيقالُ لي : يا محمد ارفعْ رأسكَ وقلْ يُسمعْ لكَ وسلْ تُعطَ واشفعْ تُشفَّعْ، فأقول : أي ربِّ ائذنْ لي فيمنْ قال : لا إله إلا اللهُ صادقا قال : فيقولُ تباركَ وتعالى : ليسَ لكَ وعزتِي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجنَّ منها من قال لا إله إلا اللهُ

106 - يُؤتَى يومَ القيامةِ بشيخٍ ترعَدُ فرائصُه وتصطَكُّ رُكبتاه من خشيةِ اللهِ حتَّى يقِفَ بين يديِ اللهِ عزَّ وجلَّ فيقولَ يا شيخُ أبطأتَ وأسأتَ فتفيضَ عيناه فيقولَ للملائكةِ تنحَّوْا فإذا تنحَّت الملائكةُ قال له ربُّه اسكُنْ فوعزَّتي وجلالي ما أسألُك عن شيءٍ حتَّى تسكُنَ روْعتُك فإذا سكَنَتْ روْعتُه بُسِط له ديوانُ خطيئتِه فيقولُ اقرأْ كتابَك واحكُمْ لنفسِك على نفسِك فيقولَ إلهي وسيِّدي تجاوَزْ لي عن قراءةِ صحيفتي فإنِّي أعلمُ ما فيها من المُوبِقاتِ فقال آليْتُ أن لا يجاوزَني أحدٌ حتَّى أناقشَه في أربعٍ فأقولَ له شبابَك فيما أبليْتَ وعمرَك فيما أفنيْتَ ومالَك من أين جمعْتَ وأين وضعْتَ وماذا عمِلتَ فيما علِمتَ فبينما هو يقرأُ إذ مرَّ بذنبٍ عظيمٍ أراد أن يجاوِزَه حياءً من اللهِ فيقولَ له قفْ هاهنا اقترَفْتَ هذه الزَّلَّةَ واجترحْتَ هذه الخطيئةَ أم كُتِبتْ ظُلمًا فيقولَ إلهي كأنِّي قارَفتُها السَّاعةَ فيقولَ له اغضُضْ من صوتِك لا تُسمِعْ الملائكةَ فعلَك فإذا أتَى على آخرِ الصَّحيفةِ قال له الجبَّارُ يا شيخُ أكلَّ هذا جازيْتني فيقولَ نعم فيقولَ وما أردتَ بذلك واستوجبْتُ كلَّ هذا منك ألم أكُ بك حفيًّا ألم أكُ بك رؤوفًا رحيمًا ألم أكُ ساترًا رحيمًا أستُرُك عن خلقي ولا أقطعُ عنك رزقي فيقولَ إلهي وسيِّدي قد فعلتَ كلَّ هذا فأتمِمْه بعفوِك فيقولَ كيف كان ظنُّك فيَّ فيقولَ كان ظنِّي بك حُسنُ تجاوزِك وأملي في عفوِك ما لا خفاءَ به عليك فيقولَ وعزَّتي وجلالي لأحقِّقنَّ ظنَّك فلولا شَيبتُك لعذَّبتُك بالنَّارِ انطلِقْ إلى الجنَّةِ قد عفوتُ عنك وأنا العزيزُ الغفَّارُ
خلاصة حكم المحدث : منكر والحمل فيه على البكري أو على علي بن زيد
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن عساكر | المصدر : معجم الشيوخ
الصفحة أو الرقم : 2/704
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - حسن الظن بالله رقائق وزهد - لطف الله تعالى بالمعمر وما يتصل بذلك قيامة - الحساب والقصاص قيامة - العرض توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

107 - يجمَعُ المؤمنونَ يومَ القيامَةِ، فيهتَمُّونَ لِذلِكَ، فيقولَونَ : لوِ استشْفَعْنَا علَى ربِّنا، فأرَاحنا مِنْ مكانِنَا هذَا، فيأتونَ آدَمَ، فيقولُونَ : يا آدمُ ! أنتَ أبو البشَرِ، خلَقَكَ اللهُ بيدِهِ، وأسجدَ لكَ ملائكتَهُ، وعلَّمَكَ أسماءَ كُلِّ شيءٍ، فاشفَعْ لنا عندَ ربِّكَ، حتى يريحَنا مِنْ مكانِنا هذَا، فيقولُ لهم آدمُ : لستُ هناكُم ، ويذكُرُ ذنبَهُ الذي أصابَهُ، فيَسْتَحْيِي ربَّهُ عزَّ وجلَّ مِنْ ذلِكَ، ويقولُ : ولكن ائتوا نوحًا، فإِنَّه أولُ رسولٍ بعثه اللهُ إلى أهلِ الأرضِ، فيأتونَ نوحًا، فيقولُ : لستُ هناكم – ويذكُرُ لَهمْ خطيئتَهُ سؤالَهُ ربَّهُ ما ليس له بِه علمٌ، فيستَحْيِي ربَّهُ مِنْ ذلِكَ – ولكن ائتوا إبراهيمَ خليلَ الرحمنِ، فيأتونَهُ، فيقولُ : لستُ هناكم ، ولكنِ ائتوا موسى عبدًا كلَّمَهُ اللهُ، وأعطاهُ التوراةَ، فيأتونَ موسى، فيقولُ : لستُ هناكم – ويذكُرُ لهم النفْسَ التي قتَلَ بغيرِ نفْسٍ، فيسْتَحْيِي ربَّهُ من ذلِكَ – ولكن ائتُوا عيسى عبدُ اللهِ ورسولُهُ، وكلِمَتُهُ وروحُهُ، فيأتونَ عيسى، فيقولُ لستُ : هناكم، ولكنِ ائتُوا محمَّدًا عبدًا غفرَ اللهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ من ذنبِهِ وما تأخَّرَ، فأقومُ، فأمْشِي بينَ سِمَاطَيْنِ مِنَ المؤمنينَ، حتَّى أستَأْذِنَ علَي ربِّي، فيؤذَنُ لِي، فإذا رأيتُ ربِّي وقعْتُ ساجِدًا لِرَبِّي تبارك وتعالى، فيدعُني ما شاء أن يدَعَنِي، ثُمَّ يقولُ : ارفع محمدُ. قل : يسمعْ، وسلْ تعطَهْ، واشفعْ تُشَفَّعْ، فأرْفَعُ رأسِي، فأحمدُهُ بتحميدٍ يُعَلِّمُنيهِ، ثُمَّ أشفَعُ فيَحُدُّ لِي حدًّا، فأُدْخِلُهُمُ الجنَّةَ، ثُمَّ أعودُ إليه الثانِيَةَ، فإذا رأيتُ ربي وقعْتُ ساجِدًا لِرَبِّي تبارَكَ وتعالى، فيدعُني مَا شاءَ اللهُ أن يدَعَنِي، ثُمَّ يقولُ : ارفعْ محمدُ ! قلْ يُسمَعْ، وسلْ تعطَهْ، واشفعْ تُشَفَّعْ، فأرفعُ رأسِي، فأحمدُهُ بتحميدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أشفَعُ، فَيَحُدُّ لي حدًّا، فأُدْخِلُهُمُ الجنةَ، ثُمَّ أعودُ الثالثةَ، فإذا رأيتُ ربي تبارك وتعالى، وقعتُ ساجدًا لربي، فيدعُني ما شاء أن يدعَني، ثُمَّ يقولُ : ارفع محمدُ ! قل : يُسْمَعُ، وسلْ تعْطَهُ، واشفَعْ تُشَفَّعُ، فإذا رفعتُ رأسِي، فأحمدُهُ بتحميدٍ يعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أشفَعُ، فيَحُدُّ لي حدًّا، فأدخِلُهمُ الجنةَ، ثُمَّ أعودُ الرابعةَ فأقولُ : يا ربِّ ! ما بَقِيَ إلَّا مَنْ حبَسَهُ القرآنُ، فيخرَجُ مِنَ النارِ مَنْ قال : لا إلهَ إلَّا اللهُ، وكانَ في قلْبِهِ مِنَ الخيرِ ما يزِنُ شعيرةً، ثُمَّ يخرُجُ من النارِ مَنْ قالَ : لَا إلهَ إلَّا اللهُ، وكانَ في قلبِهِ مِنَ الخيرِ ما يزِنُ بُرَّةً ، ثُمَّ يخرُجُ من النارِ مَنْ قالَ : لَا إلهَ إلَّا اللهُ، وكانَ في قلبِهِ مِنَ الخيرِ مَا يزِنُ ذرَّةً

108 - اجْتَمَعْنَا نَاسٌ مِن أهْلِ البَصْرَةِ فَذَهَبْنَا إلى أنَسِ بنِ مَالِكٍ، وذَهَبْنَا معنَا بثَابِتٍ البُنَانِيِّ إلَيْهِ يَسْأَلُهُ لَنَا عن حَديثِ الشَّفَاعَةِ، فَإِذَا هو في قَصْرِهِ فَوَافَقْنَاهُ يُصَلِّي الضُّحَى، فَاسْتَأْذَنَّا، فأذِنَ لَنَا وهو قَاعِدٌ علَى فِرَاشِهِ، فَقُلْنَا لِثَابِتٍ: لا تَسْأَلْهُ عن شيءٍ أوَّلَ مِن حَديثِ الشَّفَاعَةِ، فَقالَ: يا أبَا حَمْزَةَ هَؤُلَاءِ إخْوَانُكَ مِن أهْلِ البَصْرَةِ جَاؤُوكَ يَسْأَلُونَكَ عن حَديثِ الشَّفَاعَةِ، فَقالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: إذَا كانَ يَوْمُ القِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ في بَعْضٍ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فيَقولونَ: اشْفَعْ لَنَا إلى رَبِّكَ، فيَقولُ: لَسْتُ لَهَا، ولَكِنْ علَيْكُم بإبْرَاهِيمَ فإنَّه خَلِيلُ الرَّحْمَنِ ، فَيَأْتُونَ إبْرَاهِيمَ، فيَقولُ: لَسْتُ لَهَا، ولَكِنْ علَيْكُم بمُوسَى فإنَّه كَلِيمُ اللَّهِ، فَيَأْتُونَ مُوسَى فيَقولُ: لَسْتُ لَهَا، ولَكِنْ علَيْكُم بعِيسَى فإنَّه رُوحُ اللَّهِ، وكَلِمَتُهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فيَقولُ: لَسْتُ لَهَا، ولَكِنْ علَيْكُم بمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَيَأْتُونِي، فأقُولُ: أنَا لَهَا، فأسْتَأْذِنُ علَى رَبِّي، فيُؤْذَنُ لِي، ويُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أحْمَدُهُ بهَا لا تَحْضُرُنِي الآنَ، فأحْمَدُهُ بتِلْكَ المَحَامِدِ، وأَخِرُّ له سَاجِدًا، فيَقولُ: يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقُولُ: يا رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتِي، فيَقولُ: انْطَلِقْ فأخْرِجْ منها مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِن إيمَانٍ، فأنْطَلِقُ فأفْعَلُ، ثُمَّ أعُودُ، فأحْمَدُهُ بتِلْكَ المَحَامِدِ، ثُمَّ أخِرُّ له سَاجِدًا، فيُقَالُ: يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقُولُ: يا رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتِي، فيَقولُ: انْطَلِقْ فأخْرِجْ منها مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ - أوْ خَرْدَلَةٍ - مِن إيمَانٍ فأخْرِجْهُ، فأنْطَلِقُ، فأفْعَلُ، ثُمَّ أعُودُ فأحْمَدُهُ بتِلْكَ المَحَامِدِ، ثُمَّ أخِرُّ له سَاجِدًا، فيَقولُ: يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقُولُ: يا رَبِّ أُمَّتي أُمَّتِي، فيَقولُ: انْطَلِقْ فأخْرِجْ مَن كانَ في قَلْبِهِ أدْنَى أدْنَى أدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إيمَانٍ، فأخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ، فأنْطَلِقُ فأفْعَلُ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِن عِندِ أنَسٍ قُلتُ لِبَعْضِ أصْحَابِنَا: لو مَرَرْنَا بالحَسَنِ وهو مُتَوَارٍ في مَنْزِلِ أبِي خَلِيفَةَ فَحَدَّثْنَاهُ بما حَدَّثَنَا أنَسُ بنُ مَالِكٍ، فأتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عليه، فأذِنَ لَنَا فَقُلْنَا له: يا أبَا سَعِيدٍ، جِئْنَاكَ مِن عِندِ أخِيكَ أنَسِ بنِ مَالِكٍ، فَلَمْ نَرَ مِثْلَ ما حَدَّثَنَا في الشَّفَاعَةِ، فَقالَ: هِيهْ فَحَدَّثْنَاهُ بالحَديثِ، فَانْتَهَى إلى هذا المَوْضِعِ، فَقالَ: هِيهْ، فَقُلْنَا لَمْ يَزِدْ لَنَا علَى هذا، فَقالَ: لقَدْ حدَّثَني وهو جَمِيعٌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً فلا أدْرِي أنَسِيَ أمْ كَرِهَ أنْ تَتَّكِلُوا، قُلْنَا: يا أبَا سَعِيدٍ فَحَدِّثْنَا فَضَحِكَ، وقالَ: خُلِقَ الإنْسَانُ عَجُولًا ما ذَكَرْتُهُ إلَّا وأَنَا أُرِيدُ أنْ أُحَدِّثَكُمْ حدَّثَني كما حَدَّثَكُمْ به، قالَ: ثُمَّ أعُودُ الرَّابِعَةَ فأحْمَدُهُ بتِلْكَ المَحَامِدِ، ثُمَّ أخِرُّ له سَاجِدًا، فيُقَالُ: يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ، وسَلْ تُعْطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقُولُ: يا رَبِّ ائْذَنْ لي فِيمَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فيَقولُ: وعِزَّتي وجَلَالِي، وكِبْرِيَائِي وعَظَمَتي لَأُخْرِجَنَّ منها مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ.

109 - أنَّ ناسًا في زَمَنِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، هلْ نَرَى رَبَّنا يَومَ القِيامَةِ؟ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ قالَ: هلْ تُضارُّونَ في رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بالظَّهِيرَةِ صَحْوًا ليسَ معها سَحابٌ؟ وهلْ تُضارُّونَ في رُؤْيَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ صَحْوًا ليسَ فيها سَحابٌ؟ قالوا: لا يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ما تُضارُّونَ في رُؤْيَةِ اللهِ تَبارَكَ وتَعالَى يَومَ القِيامَةِ إلَّا كما تُضارُّونَ في رُؤْيَةِ أحَدِهِما، إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ أذَّنَ مُؤَذِّنٌ لِيَتَّبِعْ كُلُّ أُمَّةٍ ما كانَتْ تَعْبُدُ، فلا يَبْقَى أحَدٌ كانَ يَعْبُدُ غيرَ اللهِ سُبْحانَهُ مِنَ الأصْنامِ والأنْصابِ إلَّا يَتَساقَطُونَ في النَّارِ، حتَّى إذا لَمْ يَبْقَ إلَّا مَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِن بَرٍّ وفاجِرٍ وغُبَّرِ أهْلِ الكِتابِ، فيُدْعَى اليَهُودُ، فيُقالُ لهمْ: ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قالوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللهِ، فيُقالُ: كَذَبْتُمْ ما اتَّخَذَ اللَّهُ مِن صاحِبَةٍ ولا ولَدٍ، فَماذا تَبْغُونَ؟ قالوا: عَطِشْنا يا رَبَّنا، فاسْقِنا، فيُشارُ إليهِم ألا تَرِدُونَ؟ فيُحْشَرُونَ إلى النَّارِ كَأنَّها سَرابٌ يَحْطِمُ بَعْضُها بَعْضًا، فَيَتَساقَطُونَ في النَّارِ، ثُمَّ يُدْعَى النَّصارَى، فيُقالُ لهمْ: ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قالوا: كُنَّا نَعْبُدُ المَسِيحَ ابْنَ اللهِ، فيُقالُ لهمْ، كَذَبْتُمْ ما اتَّخَذَ اللَّهُ مِن صاحِبَةٍ ولا ولَدٍ، فيُقالُ لهمْ: ماذا تَبْغُونَ؟ فيَقولونَ: عَطِشْنا يا رَبَّنا، فاسْقِنا، قالَ: فيُشارُ إليهِم ألا تَرِدُونَ؟ فيُحْشَرُونَ إلى جَهَنَّمَ كَأنَّها سَرابٌ يَحْطِمُ بَعْضُها بَعْضًا، فَيَتَساقَطُونَ في النَّارِ حتَّى إذا لَمْ يَبْقَ إلَّا مَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ تَعالَى مِن بَرٍّ وفاجِرٍ أتاهُمْ رَبُّ العالَمِينَ سُبْحانَهُ وتَعالَى في أدْنَى صُورَةٍ مِنَ الَّتي رَأَوْهُ فيها قالَ: فَما تَنْتَظِرُونَ؟ تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ ما كانَتْ تَعْبُدُ، قالوا: يا رَبَّنا، فارَقْنا النَّاسَ في الدُّنْيا أفْقَرَ ما كُنَّا إليهِم، ولَمْ نُصاحِبْهُمْ، فيَقولُ: أنا رَبُّكُمْ، فيَقولونَ: نَعُوذُ باللَّهِ مِنْكَ لا نُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا مَرَّتَيْنِ، أوْ ثَلاثًا، حتَّى إنَّ بَعْضَهُمْ لَيَكادُ أنْ يَنْقَلِبَ، فيَقولُ: هلْ بيْنَكُمْ وبيْنَهُ آيَةٌ فَتَعْرِفُونَهُ بها؟ فيَقولونَ: نَعَمْ، فيُكْشَفُ عن ساقٍ فلا يَبْقَى مَن كانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ مِن تِلْقاءِ نَفْسِهِ إلَّا أذِنَ اللَّهُ له بالسُّجُودِ، ولا يَبْقَى مَن كانَ يَسْجُدُ اتِّقاءً ورِياءً إلَّا جَعَلَ اللَّهُ ظَهْرَهُ طَبَقَةً واحِدَةً، كُلَّما أرادَ أنْ يَسْجُدَ خَرَّ علَى قَفاهُ، ثُمَّ يَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ وقدْ تَحَوَّلَ في صُورَتِهِ الَّتي رَأَوْهُ فيها أوَّلَ مَرَّةٍ، فقالَ: أنا رَبُّكُمْ، فيَقولونَ: أنْتَ رَبُّنا، ثُمَّ يُضْرَبُ الجِسْرُ علَى جَهَنَّمَ، وتَحِلُّ الشَّفاعَةُ ، ويقولونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ، سَلِّمْ قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، وما الجِسْرُ؟ قالَ: دَحْضٌ مَزِلَّةٌ ، فيه خَطاطِيفُ وكَلالِيبُ وحَسَكٌ تَكُونُ بنَجْدٍ فيها شُوَيْكَةٌ يُقالُ لها السَّعْدانُ، فَيَمُرُّ المُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ العَيْنِ، وكالْبَرْقِ، وكالرِّيحِ، وكالطَّيْرِ، وكَأَجاوِيدِ الخَيْلِ والرِّكابِ، فَناجٍ مُسَلَّمٌ، ومَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ، ومَكْدُوسٌ في نارِ جَهَنَّمَ، حتَّى إذا خَلَصَ المُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ، ما مِنكُم مِن أحَدٍ بأَشَدَّ مُناشَدَةً لِلَّهِ في اسْتِقْصاءِ الحَقِّ مِنَ المُؤْمِنِينَ لِلَّهِ يَومَ القِيامَةِ لإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ في النَّارِ، يقولونَ: رَبَّنا كانُوا يَصُومُونَ معنا ويُصَلُّونَ ويَحُجُّونَ، فيُقالُ لهمْ: أخْرِجُوا مَن عَرَفْتُمْ، فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ علَى النَّارِ، فيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا قَدِ أخَذَتِ النَّارُ إلى نِصْفِ ساقَيْهِ، وإلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ يقولونَ: رَبَّنا ما بَقِيَ فيها أحَدٌ مِمَّنْ أمَرْتَنا به، فيَقولُ: ارْجِعُوا فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ دِينارٍ مِن خَيْرٍ فأخْرِجُوهُ، فيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، ثُمَّ يقولونَ: رَبَّنا لَمْ نَذَرْ فيها أحَدًا مِمَّنْ أمَرْتَنا، ثُمَّ يقولُ: ارْجِعُوا فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ نِصْفِ دِينارٍ مِن خَيْرٍ فأخْرِجُوهُ، فيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، ثُمَّ يقولونَ: رَبَّنا لَمْ نَذَرْ فيها مِمَّنْ أمَرْتَنا أحَدًا، ثُمَّ يقولُ: ارْجِعُوا فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ ذَرَّةٍ مِن خَيْرٍ فأخْرِجُوهُ، فيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا ثُمَّ يقولونَ: رَبَّنا لَمْ نَذَرْ فيها خَيْرًا. وَكانَ أبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ يقولُ: إنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي بهذا الحَديثِ فاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {إنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وإنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها ويُؤْتِ مِن لَدُنْهُ أجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40]، فيَقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: شَفَعَتِ المَلائِكَةُ، وشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وشَفَعَ المُؤْمِنُونَ، ولَمْ يَبْقَ إلَّا أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فيُخْرِجُ مِنْها قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ قدْ عادُوا حُمَمًا ، فيُلْقِيهِمْ في نَهَرٍ في أفْواهِ الجَنَّةِ يُقالُ له: نَهَرُ الحَياةِ، فَيَخْرُجُونَ كما تَخْرُجُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ ، ألا تَرَوْنَها تَكُونُ إلى الحَجَرِ، أوْ إلى الشَّجَرِ، ما يَكونُ إلى الشَّمْسِ أُصَيْفِرُ وأُخَيْضِرُ، وما يَكونُ مِنْها إلى الظِّلِّ يَكونُ أبْيَضَ؟ فقالوا: يا رَسولَ اللهِ، كَأنَّكَ كُنْتَ تَرْعَى بالبادِيَةِ، قالَ: فَيَخْرُجُونَ كاللُّؤْلُؤِ في رِقابِهِمُ الخَواتِمُ، يَعْرِفُهُمْ أهْلُ الجَنَّةِ هَؤُلاءِ عُتَقاءُ اللهِ الَّذِينَ أدْخَلَهُمُ اللَّهُ الجَنَّةَ بغيرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، ولا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، ثُمَّ يقولُ: ادْخُلُوا الجَنَّةَ فَما رَأَيْتُمُوهُ فَهو لَكُمْ، فيَقولونَ: رَبَّنا، أعْطَيْتَنا ما لَمْ تُعْطِ أحَدًا مِنَ العالَمِينَ، فيَقولُ: لَكُمْ عِندِي أفْضَلُ مِن هذا، فيَقولونَ: يا رَبَّنا، أيُّ شيءٍ أفْضَلُ مِن هذا؟ فيَقولُ: رِضايَ، فلا أسْخَطُ علَيْكُم بَعْدَهُ أبَدًا. قالَ مُسْلِمٌ: قَرَأْتُ علَى عِيسَى بنِ حَمَّادٍ زُغْبَةَ المِصْرِيِّ هذا الحَدِيثَ في الشَّفاعَةِ، وقُلتُ له: أُحَدِّثُ بهذا الحَديثِ عَنْكَ أنَّكَ سَمِعْتَ مِنَ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، فقالَ: نَعَمْ، قُلتُ لِعِيسَى بنِ حَمَّادٍ: أخْبَرَكُمُ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، عن خالِدِ بنِ يَزِيدَ، عن سَعِيدِ بنِ أبِي هِلالٍ، عن زَيْدِ بنِ أسْلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ، عن أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أنَّه قالَ: قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، أنَرَى رَبَّنا؟ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تُضارُّونَ في رُؤْيَةِ الشَّمْسِ إذا كانَ يَوْمٌ صَحْوٌ قُلْنا: لا، وسُقْتُ الحَدِيثَ حتَّى انْقَضَى آخِرُهُ وهو نَحْوُ حَديثِ حَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ، وزادَ بَعْدَ قَوْلِهِ بغيرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، ولا قَدَمٍ قَدَّمُوهُ، فيُقالُ لهمْ: لَكُمْ ما رَأَيْتُمْ ومِثْلُهُ معهُ. قالَ أبو سَعِيدٍ: بَلَغَنِي أنَّ الجِسْرَ أدَقُّ مِنَ الشَّعْرَةِ، وأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ. وَليْسَ في حَديثِ اللَّيْثِ، فيَقولونَ: رَبَّنا أعْطَيْتَنا ما لَمْ تُعْطِ أحَدًا مِنَ العالَمِينَ وما بَعْدَهُ، فأقَرَّ به عِيسَى بنُ حَمَّادٍ.

110 - جاء ابْنُ سَلامٍ رضيَ اللهُ عنهُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ، إنِّي سائِلُكَ عن خِصالٍ لمْ يُطْلِعِ اللهُ – تعالى – عليْها أحدًا غيرَ مُوسَى بنِ عِمْرَانَ – عليهِ السلامُ –فإنْ كُنْتَ تعلمُها فهوَ ذَاكَ، وإِلا فهوَ شيءٌ خَصَّ اللهُ – تعالى – بهِ مُوسَى بنَ عِمْرَانَ – عليهِ السلامُ – فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : يا ابنَ سَلامٍ، إنْ شِئْتَ أخبرْتُكَ. فقال : أَخْبَرَنِي، فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إِنَّ الملائكةَ المقربينَ لمْ يُحِيطُوا بِخَلْقِ العرشِ، ولا عِلْمَ لهُمْ بهِ، ولا حملَتَهُ الذينَ يَحْمِلونَهُ، وإنَّ اللهَ – تعالى – لمَّا خلقَ السَّماوَاتِ والأرضَ قالتِ الملائكةُ : رَبَّنا، هل خَلَقْتَ خَلْقًا أَعْظَمَ مِنَ السمواتِ والأرضِ ؟ قال : نَعَمْ، البِحارُ، قالوا : هل خَلَقْتَ خَلْقًا أَعْظَمَ مِنَ البِحارِ ؟ قال : نَعَمْ، العرشُ، قالوا : هل خَلَقْتَ خَلْقًا هو أَعْظَمُ مِنَ العرشِ ؟ قال : نَعَمْ، العَقْلُ، قالوا : رَبَّنا ما بَلَغَ من قدرِ العَقْلِ وخلقِهِ ؟ قال : هَيْهاتَ لا يُحاطُ بِعلمِهِ، قال : هل لَكُمْ عِلْمٌ بِعَدَدِ الرَّمْلِ ؟ قالوا : لا، قال : فإنِّي خَلَقْتُ العَقْلَ أَصْنافًا شَتَّى كَعَدَدِ الرَّمْلِ، فَمِنَ الناسِ مَنْ أُعْطِيَ من ذلكَ حَبَّةً واحدةً، وبَعْضُهُمُ الحَبَّتَيْنِ والثَّلاثَ والأربعَ، ومِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ فَرَقًا، ومِنْهُمْ من أعطي وسقا، ومِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ وسْقًا، ومِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ وسْقَيْنِ، وبعضُهمْ أُعْطِيَ أكثرَ من ذلكَ، كذلكَ إلى ما شاءَ اللهُ مِنَ التَّضْعِيفِ، فقال ابْنُ سَلامٍ رضيَ اللهُ عنهُ : فمَنْ أولئكَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : العُمَّالُ بِطَاعَةِ اللهِ – تعالى – على قدرِ أَعْمالِهِمْ، وجِدِّهِمْ، ويَقِينِهِمْ، فَالنُّورُ الذي جعلَهُ اللهُ – تعالى – في عقولِهِمْ وفَهْمِهِمْ في ذلكَ كلِّهِ على قدرِ الذي آتَاهُمْ، فَبِقدرِ ذلكَ يَعْمَلُ ( العَامِلُ ) مِنْهُمْ، ويَرْتَفِعُ في الدَّرَجَاتِ ، فقال ابْنُ سَلامٍ رضيَ اللهُ عنهُ : والذي بعثَكَ بِالهُدَى ودِينِ الحَقِّ، ما [ خرمْتُ ] حرفًا واحدًا مِمَّا وجَدْتُ في التوراةِ، وإِنَّ مُوسَى – عليهِ السلامُ – أولُ مَنْ وصَفَ هذه الصِّفَةَ، وأنتَ الثَّانِي، فقال رسولُ اللهِ : صَدَقْتَ يا ابنَ سَلامٍ

111 - صلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ صَلاةَ الفَجرِ، ثم أقبَلَ علينا بوَجهِه، فقيلَ له: يا رَسولَ اللهِ، حَدِّثْنا حَديثًا في سُلَيمانَ بنِ داودَ، ما كان معه مِنَ الرِّيحِ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَينا سُلَيمانُ بنُ داودَ ذاتَ يَومٍ قاعِدٌ إذْ دَعا بالرِّيحِ، فقال لها: الزَمي بالأرضِ. ثم دَعا بزِمامٍ فزَمَّ به الرِّيحَ، ثم دَعا ببِساطٍ فبَسَطَه على وَجهِ الرِّيحِ، ثم دَعا بأربَعةِ آلافِ كُرسيٍّ، فوَضَعَها عن يَمينِه، وأربَعةِ آلافِ كُرسيٍّ فوَضَعَها عن يَسارِه، ثم جَعَلَ على كُرسيٍّ منها، يَعني قَبيلةً مِن قَومِه، ثم قال لِلرِّيحِ: أقِلِّي. فلم تَزَلْ تَسيرُ في الهَواءِ، فبَينَما هو يَسيرُ في الهَواءِ إذا هو برَجُلٍ قائِمٍ لا يَرى تَحتَ قَدَمِه شَيئًا، ولا هو مُستَمسِكٌ بشَيءٍ، وهو يَقولُ: سُبحانَ اللهِ العَليِّ الأعْلى، سُبحانَ اللهِ الذي له ما في السَّمَواتِ وما في الأرضِ، وما بَينَهما، وما تَحتَ الثَّرَى . فقال له سُلَيمانُ: يا هذا، مِنَ المَلائِكةِ أنتَ؟ قال: اللَّهمَّ لا. قالَ: فمِنَ الجِنِّ؟ قال: اللَّهمَّ لا. قال: أفَمِنَ الشَّياطينِ الذين يَسكُنونَ في الهَواءِ؟ قال: اللَّهمَّ لا. قال: أفمِن وَلَدِ آدَمَ؟ قال: اللَّهمَّ نَعَمْ. قال له سُلَيمانُ: يا هذا، فبِماذا نِلتَ هذه الكَرامةَ مِن رَبِّكَ تَعالى؟ لا أرى تَحتَ قَدَمَيْكَ شَيئًا، ولا أنتَ تَستَمسِكُ بشَيءٍ، وهذا التَّسبيحُ والتَّهليلُ في فيكَ. قال: يا سُلَيمانُ، إنِّي كُنتُ في مَدينةٍ يَأكُلونَ رِزقَ اللهِ ويَعبُدونَ غَيرَه، فدَعَوتُهم إلى الإيمانِ باللهِ، وشَهادةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، فأرادوا قَتْلي، فدَعَوتُ اللهَ بدَعوةٍ فصَيَّرَني في هذا المَكانِ الذي تَرى، كما دَعَوتَ رَبَّكَ أنْ يُعطيَكَ مُلكًا لم يُعطِهِ أحَدًا قَبلَكَ ولا يُعطيهِ أحَدًا بَعدَكَ. قال له سُلَيمانُ: فمُذْ كم أنتَ في هذا المَكانِ الذي أرى؟ قال: مُنذُ ثَلاثِ حِجَجٍ. قال له: وأنتَ في هذا المَكانِ ثَلاثَ حِجَجٍ؟ وطَعامُكَ مِن أين؟ وشَرابُكَ مِن أين؟ قال: إذا عَلِمَ اللهُ جَهدَ ما بي مِن جُوعٍ أوْحى إلى طَيرٍ مِن هذا الهَواءِ، وفي فَمِه شَيءٌ مِن طَعامٍ، فيُطعِمُني، فإذا شَبِعتُ أهوَيتُ إليه بيَدي فيَذهَبُ. فبَكى سُلَيمانُ حتى بَكَتْ له المَلائِكةُ سَبعَ سَمَواتٍ، وحَمَلةُ العَرشِ، ثم قال في بُكائِه: سُبحانَكَ ، سُبحانَكَ ، ما أكرَمَ المُؤمِنينَ عليكَ، إذْ جَعَلتَ المَلائِكةَ والطَّيرَ والسَّحابَ خُدَّامًا لِوَلَدِ آدَمَ. فأوْحى اللهُ تَعالى إليه: يا سُلَيمانُ، ما خَلَقتُ في السَّمَواتِ خَلقًا ولا في الأرضِ خَلقًا أحَبَّ إلى وَلَدِ آدَمَ مِنَ المُؤمِنينَ منهم، فمَن أطاعَني أسكَنتُه جَنَّتي، ومَن عَصاني أسكَنتُه ناري.
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 1/326
التصنيف الموضوعي: أنبياء - سليمان أنبياء - معجزات إيمان - فضل الإيمان عقيدة - كرامات الأولياء علم - القصص
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

112 - هل تُضارُّونَ في رُؤيةِ الشمسِ بالظهيرةِ صحْوًا ليس مَعَها سَحابٌ ؟ وهلْ تُضارُّون في رُؤيةِ القمَرِ ليلةَ البدْرِ صحْوًا ليس فيها سَحابٌ ؟ ما تُضارُّونَ في رُؤيةِ اللهِ يومِ القيامةِ إلَّا كمَا تُضارُّونَ في رُؤيةِ أحدِهِما، إذا كان يومُ القيامة ِأذَّنَ مُؤذِّنٌ : لِيتْبَعْ كلُّ أُمَّةٍ ما كانتْ تَعبدُ، فلا يَبْقَى أحدٌ كان يعبدُ غيرَ اللهِ من الأصنامِ والأنْصابِ إلَّا يَتَساقطُونَ في النارِ، حتى إذا لمْ يبْقَ إلَّا مَنْ كان يَعبدُ اللهَ من بَرٍّ وفاجِرٍ، وغيرَ أهلِ الكتابِ، فيُدْعَى اليهودُ، فيُقالُ لهمْ : ما كُنتمْ تَعبدُونَ ؟ قالُوا : كُنَّا نعبدُ عُزيْرًا ابنَ اللهِ ! فيُقالُ : كذبتُمْ، ما اتّخذَ اللهُ من صاحبةٍ ولا ولدٍ، فمَاذا تَبْغونَ ؟ قالُوا : عطِشْنا يا ربَّنا فاسْقِنا، فيُشارُ إليهِمْ : ألا تَرِدُونَ ؟ فيُحشرُونَ إلى النارِ كأنَّها سَرابٌ يُحطِّمُ بعضُها بعضًا، فيَتساقَطُونَ في النارِ. ثُمَّ يُدعَى النَّصارَى فيُقالُ لهمْ : ما كُنتمْ تعبدُونَ ؟ قالُوا : كُنّا نعبدُ المسيحَ ابنَ اللهِ ! فيُقالُ لهمْ : كذبتُمْ، ما اتّخذَ اللهُ من صاحبةٍ ولا ولدٍ، فيُقالُ لهمْ : مَاذا تَبْغونَ ؟ فيقولون : عطِشْنا يا ربَّنا فاسْقِنا، فيُشارُ إليهِمْ : ألا تَرِدُونَ ؟ فيُحشرُونَ إلى النارِ كأنَّها سَرابٌ يُحطِّمُ بعضُها بعضًا، فيَتساقَطُونَ في النارِ، حتى إذا لمْ يبْقَ إلَّا مَنْ كان يَعبدُ اللهَ من بَرٍّ وفاجِرٍ أتاهُمْ ربُّ العالَمِينَ في أدْنَى صُورةٍ من الَّتي رأَوْهُ فيها، قال : فمَا تَنتظِرُونَ ؟ تَتْبَعُ كلُّ أُمَّةٍ ما كانتْ تَعبدُ، قالُوا : يا ربَّنا فارَقْنا الناسَ في الدنيا أفْقَرَ ما كُنّا إِليهِمْ، ولمْ نُصاحِبُهُمْ، فيَقولُ : أنا ربُّكمْ فيَقولُونَ : نَعوذُ باللهِ مِنكَ لا نُشرِكُ باللهِ شيْئًا، ( مرَّتيْنِ أو ثلاثًا )، حتى إنَّ بعضَهمْ لَيَكادُ أنْ يَنقلِبَ، فيَقولُ : هل بينكمْ وبينَهُ آيةٌ فتَعرِفونَهُ بِها ؟ فيَقولونَ : نعمْ، السَّاقُ، فيُكشَفُ عن ساقٍ، فلا يَبْقَى مَنْ كان يَسجدُ للهِ من تِلقاءِ نفسِهِ إلَّا أذِنَ اللهُ لهُ بالسُّجودِ، ولا يَبْقَى مَنْ كان يَسجدُ اتِّقاءً ورِياءً إلا جَعلَ اللهُ ظهْرَهُ طبقةً واحِدَةً، كُلَّما أرادَ أنْ يَسجُدَ خَرَّ على قَفَاهُ، ثمَّ يَرفعونَ رُؤوسَهمْ، وقدْ تَحَوَّلَ في الصُّورةِ الَّتي رأوْهُ فيها أوّل مرةٍ، فيَقولُ : أنا ربُّكمْ، فيَقولونَ : أنتَ ربُّنا. ثمَّ يُضرَبُ الجِسرُ على جهنَّمَ، وتَحِلُّ الشفاعةُ ، ويَقولونَ : اللهُمَّ سلِّمْ سلِّمْ. قِيلَ : يا رسولَ اللهِ، وما الجِسرُ ؟ قال : دحْضُ مزَلَّةٍ ، فيه خَطاطِيفُ وكلالِيبُ، وحَسَكةٌ تكونُ بِنجْدٍ، فيها شُويْكةٌ، يُقالُ لها : السَّعْدانُ، فيَمُرُّ المؤمِنونَ كطرَفِ العيْنِ؛ وكالبرْقِ، وكالرِّيحِ، وكالطيْرِ، وكأَجاوِيدِ الخيْْلِ والرِّكابِ، فناجٍ مُسَلَّمٌ، ومَخدُوشٌ مُرسَلٌ، ومَكدُوسٌ في نارِ جهنَّمَ، حتى إذا خَلَصَ المؤمِنونَ من النارِ، فوَالَّذي نفسِي بيدِهِ ما من أحَدٍ مِنكمْ بِأشدَّ مُناشدةٍ للهِ في اسْتيفاءِ الحقِّ من المؤمِنينَ للهِ يومَ القيامةِ لإخوانِهِمْ الذين في النارِ، يَقولونَ : ربَّنا كانُوا يَصومُونَ مَعَنا، ويُصلُّونَ، ويَحُجُّونَ، فيُقالُ لهمْ : أخْرِجُوا مَنْ عرَفْتُمْ، فتُحرَّمُ صورُهُمْ على النارِ، فيُخرِجُونَ خلْقًا كثيرًا، قدْ أخذَتِ النارُ إلى نِصفِ ساقِهِ، وإلى رُكبتيْهِ، فيَقولونَ : ربَّنا ما بَقِيَ فيها أحدٌ مِمَّنْ أمرْتَنا به، فيَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : ارْجِعُوا، فمَنْ وجدْتُمْ في قلبِهِ مِثقالُ نِصفِ دينارٍ من خيرٍ فأخْرِجُوهُ، فيُخرِجُون خلقًا كثيرًا، ثمَّ يَقولونَ : ربَّنَا لمْ نَذَرْ فيها مِمَّنْ أمَرْتَنا أحدًا، ثمَّ يَقولُ : ارْجِعُوا، فمَنْ وجدْتُمْ في قلبِهِ مِثقالُ ذرَّةٍ من خيرٍ فأخْرِجُوهُ، فيُخرِجُونَ خلْقًا كثيرًا، ثمَّ يَقولونَ : ربَّنا ! لمْ نذَرْ فيها خيرًا، فيَقولُ اللهُ : شَفعَتِ الملائكةُ، وشَفَعَ النبِيُّونَ، وشَفَعَ المؤمِنونَ، ولمْ يبْقَ إلَّا أرْحمَ الراحِمينَ، فيَقبِضُ قبْضةً من النارِ، فيُخرِجُ مِنها قومًا لمْ يَعمَلُوا خيرًا قطُّ، قدْ عادُوا حِمَمًا ، فيُلقِيهمْ في نَهْرٍ في أفْواهِ الجنةِ يُقالُ لهُ : نَهْرُ الحياةِ، فيَخرُجُونَ كَما تَخرُجُ الحبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ ، ألا تروْنَها تَكونُ إلى الحجَرِ أوِ الشَّجَرِ، ما يَكونُ إلى الشمْسِ أُصَيْفِرُ وأخيْضِرُ، وما يَكونُ مِنْها إلى الظِّلِّ يَكونُ أبيضَ، فيَخرجُونَ كاللؤْلُؤِ، في رِقابِهِمْ الخواتِيمُ، يَعرِفُهمْ أهلُ الجنةِ : هؤلاءِ عُتقاءُ اللهِ من النارِ، الذين أدخلَهُمْ الجنةَ بِغيرِ عَمَلٍ عمِلُوهُ، ولا خِيرٍ قدَّمُوهُ، ثمَّ يَقولُ : ادْخلُوا الجنةَ فما رأيْتُموهُ فهو لكمْ، فيَقولونَ : ربَّنا أعطيْتَنا ما لمْ تُعطِ أحدًا من العالَمينَ، فيَقولُ : لكمْ عِندِي أفضلُ من هذا ؟ فيَقولونَ : يا ربَّنا أيُّ شيءٍ أفضلُ من هذا ؟ فيَقولُ : رِضايَ فلَا أسخَطُ عليكم بعدَهُ أبدًا

113 - أن فتًى من الأنصارِ يُقالُ له ثعلبةُ بنُ عبد الرحمنِ أسلمَ وكان يخدمُ النبيَّ فبعثه في حاجةٍ فمرَّ ببابِ رجلٍ من الأنصارِ فرأى امرأةَ الأنصاريِّ تغتسلُ فكرَّر إليها النظرَ وخاف أن ينزلَ الوحيَ فخرج هاربًا على وجهِه فأتى جبالًا بين مكةَ والمدينةَ فولِجَها ففقده رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أربعينَ يومًا وهي الأيامُ التي قالوا ودَّعَه ربُّه وقلاهُ ثمَّ إنَّ جبريلَ نزل على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال يا محمدُ إنَّ ربَّك يقرأُ عليك السلامَ ويقولُ إنَّ الهاربَ من أمَّتِك بين هذه الجبالِ يتعوذُ بي من ناري فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يا عمرُ ويا سلمانُ انطلِقا فائتياني بثعلبةَ بنِ عبدِ الرحمنِ فخرجا فمرَّا ببابِ المدينةِ فلقيا راعيًا من رعاةِ المدينةِ يُقالُ له ذُفافةُ فقال له عمرُ يا ذُفافةُ هل لك عِلْمٌ بشابٍّ بين هذه الجبالِ يُقالُ له ثعلبةُ بنُ عبدِ الرحمنِ فقال له ذُفافةُ لعلَّك تريدُ الهاربَ من جهنمَ فقال له عمرُ وما عِلْمُك أنه الهاربُ من جهنمَ قال لأنَّه إذا كان جوفُ الليلِ خرج علينا من هذه الجبالِ واضعًا يدَه على أمِّ رأسِه وهو يقولُ ليْتَك قبضتَ روحي في الأرواحِ وجسدي في الأجسادِ ولم تجرِّدْني لفصلِ القضاءِ فقال عمرُ إياه نريدُ فانطلق بهما فلمَّا كان في جوفِ الليلِ خرج عليهِما من تلكِ الجبالِ واضعًا يدَه على أمِّ رأسِه وهو يقولُ يا ليْتَك قبضتَ روحي في الأرواحِ وجسدي في الأجسادِ ولم تجرِّدْني لفصلِ القضاءِ قال فعدا عليه عمرُ فاحتضنَه فقال الأمانُ الخلاصُ من النيرانِ فقال عمرُ أنا عمرُ بنُ الخطابِ فقال يا عمرُ هل علِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذنبي قال لا عِلْمَ لي إلا أنه ذكرك بالأمسِ فأرسلَني أنا وسلمانُ في طلبِك فقال يا عمرُ لا تُدخلْني عليه إلَّا وهو يُصلِّي أو بلالٌ يقولُ قدْ قامتِ الصلاةُ قال أفعلُ فأقبلوا به إلى المدينةِ فوافقوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في صلاةِ الغداةِ فبدر عمرُ وسلمانُ الصفَّ فلما سمِع ثعلبةُ قراءةَ النبيِّ خرَّ مغشيًّا عليه فلمَّا سلَّم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال يا عمرُ يا سلمانُ ما فعل ثعلبةُ قالا هاهو ذا يا رسولَ اللهِ فقام رسولُ اللهِ قائمًا فحرَّكه فانتَبَه فقال له يا ثعلبةُ ما غيَّبَك عنِّي قال ذنبي يا رسولَ اللهِ قال أفلا أدلُك على آيةٍ تمحو الذنوبَ والخطايا قال بلى يا رسولَ اللهِ قال اللهمَّ ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنا عذابَ النارِ قال ذنبي أعظمُ يا رسولَ اللهِ فقال بل كلامُ اللهِ أعظمُ ثم أمرَه بالانصرافِ إلى منزلِه فمِرض ثمانيةَ أيامٍ ثمَّ إنَّ سلمانَ أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ هل لك في ثعلبةَ فإنَّه ألَمَّ به فقال النبيُّ قوموا بنا إليه فدخل عليه فأخذَ رأسَه في حجرِه فأزال رأسَه عن حجرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال له رسولُ اللهِ لم أزلْتَ رأسَك عن حِجْري فقال لأنَّه ملأنٌ من الذنوبِ قال ما تَجِدُ قال أجِدُ مِثلَ دبيبِ النملِ بين جلْدي وعظْمي قال ما تشتهي قال مغفرةُ ربِّي فنزل جبريلُ فقال يا محمدُ إنَّ ربَّك يقرأُ عليك السلامَ ويقولُ لو أنَّ عبدي هذا لَقِيني بِقُرابِ الأرضِ خطيئةً لَقِيتُه بِقُرابِها مغفرةً فأعلمَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلِك فصاح صيحةً فمات فأمر النبيُّ بغسلِه وتكفينِه فلمَّا صلَّى عليه جعل يمشي على أطرافِ أناملِه فلمَّا دفنَه قِيلَ يا رسولَ اللهِ رأيناك تمشي على أطرافِ أناملِك قال والذي بعثني بالحقِّ ما قَدِرْتُ أنْ أضعَ قدميَّ على الأرضِ من كثرةِ أجنحةِ من نزل من الملائكةِ لِتشْييعِه

114 - أنَّ فتًى من الأنصارِ يُقالُ له ثعلبةُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ أسلم وكان يخدُمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعثه في حاجةٍ، فمرَّ ببابِ رجلٍ من الأنصارِ، فرأَى امرأةَ الأنصاريِّ تغتسِلُ فكرَّر النَّظرَ إليها، وخاف أن ينزِلَ الوحيَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرج هاربًا على وجهِه، فأتَى جِبالًا بين مكَّةَ والمدينةِ فولجها، ففقده رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أربعين يومًا، وهي الأيَّامُ الَّتي قالوا ودَّعه ربُّه وقلَى، وإنَّ جبريلَ نزل على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا محمَّدُ إنَّ ربَّك يقرأُ عليك السَّلامَ ويقولُ : إنَّ الهاربَ من أمَّتِك بين هذه الجبال يتعوَّذُ بي من ناري، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عمرُ ويا سلمانُ انطلِقا فأتياني بثعلبةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، فخرجا في أنقابِ المدينةِ، فلقيهما راعٍ من رُعاةِ المدينةِ يُقالُ له دَفافةُ، فقال له عمرُ : يا دَفافةُ هل لك علمٌ بشابٍّ بين هذه الجبالِ ؟ فقال له دَفافةُ : لعلَّك تريدُ الهاربَ من جهنَّمَ ؟ فقال عمرُ : وما عِلمُك أنَّه هرب من جهنَّمَ ؟ قال : لأنَّه إذا كان جوفُ اللَّيلِ خرج علينا من هذه الجبالِ واضعًا يدَه على أمِّ رأسِه وهو يقولُ : ليتَك قبضتَ روحي في الأرواحِ وجسدي في الأجسادِ، و[ لم ] تجرِّدْني في فصلِ القضاءِ ! ؟ قال عمرُ : إيَّاه نريدُ، قال : وانطلق بهم دَفافةُ، فلمَّا كان في جوفِ اللَّيلِ خرج عليهم من تلك الجبالِ واضعًا يدَه على أمِّ رأسِه وهو يقولُ : يا ليتَك قبضتَ روحي بين الأرواحِ، وجسدي في الأجسادِ، ولم تجرِّدْني لفصلِ القضاءِ، قال : فعدا عليه عمرُ، فاحتضنه، فقال : الأمانُ الأمانُ، الخلاصُ من النَّارِ، فقال له عمرُ : أنا عمرُ بنُ الخطَّابِ، فقال : يا عمرُ هل علِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذنبي ؟ قال : لا عِلمَ لي، إلَّا أنَّه ذكرك بالأمسِ، فبكَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأرسلني أنا وسلمانَ في طلبِك، فقال : يا عمرُ لا تُدخِلْني عليه إلَّا وهو يُصلِّي، أو بلالٌ يقولُ : قد قامت الصَّلاةُ، قال : أفعلُ، فأقبلوا به إلى المدينةِ فوافَقوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو في صلاةِ الغداةِ ، فبدر عمرُ وسلمانُ في الصَّفَّ، فما سمِع قراءةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى خرَّ مغشيًّا عليه، فلمَّا سلَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : يا عمرُ ويا سلمانُ، ما فعل ثعلبةُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ ؟ قالا : ها هو ذا يا رسولَ اللهِ، فقام رسولُ اللهِ قائما فقال : يا ثعلبةُ ؟ قال : لبَّيْك يا رسولَ اللهِ. قال : أفلا أدلُّك على آيةٍ تمحو الذُّنوبَ والخطايا ؟ قال : بلى يا رسولَ اللهِ، قال : قُلِ : اللَّهمَّ { آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [ البقرة آية : 201 ] قال : ذنبي أعظمُ يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : بل كلامُ اللهِ أعظمُ، ثمَّ أمره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالانصرافِ إلى منزلِه، فمرِض ثمانيةَ أيَّامٍ، فجاء سلمانُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ هل لك في ثعلبةَ فإنَّه لما به ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : قوموا بنا إليه، فلمَّا دخلوا عليه أخذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأسَه فوضعه في حجرِه فأزال رأسَه عن حجرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لم أزلتَ رأسَك عن حجري ؟ فقال : إنَّه من الذُّنوب ملآنُ، قال : ما تجِدُ ؟ قال : أجدُ دبيبَ النَّملِ بين جلدي وعظمي، قال : فما تشتهي ؟ قال : مغفرةَ ربِّي، قال : فنزل جبريلُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : إنَّ ربَّك يقرأُ عليك السَّلامُ ويقولُ : لو أنَّ عبدي هذا لقيني بقِرابِ الأرضِ خطيئةً لقيتُه بقِرابِها مغفرةً، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أفلا أُعلِمُه ذلك ؟ قال : بلى، فأعلمه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فصاح صيحةً فمات، فأمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بغُسلِه وكفَنِه وصلَّى عليه، فجعل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يمشي على أطرافِ أناملِه، فقالوا : يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأيناك تمشي على أطرافِ أناملِك ؟ قال : والَّذي بعثني بالحقِّ ما قدرتُ أن أضعَ رِجلي على الأرضِ من كثرةِ أجنحةِ من نزل لتشييعِه من الملائكةِ

115 - إنَّ في الجنَّةِ شجرةً يقال لها طُوبى لو يُسخَّرُ للراكبِ الجوادُ يسير في ظِلِّها لسار فيه مئةَ عامٍ، ورقُها برودٌ خُضرٌ، وزهرُها رياطٌ صُفرٌ، وأفنانُها سندسٌ وإستبرقٌ، وثمرُها حُلَلٌ، وصَمغُها زَنجبيلٌ وعسلٌ، وبطحاؤُها ياقوتٌ أحمرُ وزُمُرُّدٌ أخضرُ، وترابُها مِسكٌ وعَنبرُ، وكافورٌ أصفرُ، وحشيشُها زعفرانٌ مونِعُ، والأَلَنْجوجُ تتأجَّجانِ من غيرِ وَقودٍ، يتفجَّر من أصلِها السَّلسبيلُ والْمَعِينُ والرَّحيقُ، وأصلُها مجلسٌ من مجالسِ أهلِ الجنَّةِ يألَفونه ومُتحدِّثٌ يجمعُهم، فبينا هم يومًا في ظِلِّها يتحدَّثون إذ جاءتْهم الملائكةُ يقودون نُجُبًا جُبِلَتْ من الياقوتِ، ثم نفخ فيها الروحَ، مَزمومةً بسلاسلِ من ذهبٍ، كأنَّ وجوهَها المصابيحُ نضَارةً وحُسنًا، ووَبَرُها خَزٌّ أحمرُ، وَمِرْعِزَّى أبيضُ مختلطانِ، لم ينظرِ الناظرون إلى مثلِها,حُسنًا وبهاءً, ذُلَلٌ من غيرِ مَهانةٍ، نُجُبٌ من غيرِ رِياضةٍ، عليها رحائلٌ ألواحُها من الدُّرِّ والياقوتِ، مُفَضَّضَةً بالُّلؤلؤِ والمرجانِ، صفائحُها من الذَّهبِ الأحمرِ، مُلْبَسةً بالعبقريِّ والأُرْجُوانِ، فأناخوا لهم تلك النجائبَ، ثم قالوا لهم : إنَّ ربَّكم يُقرِئكمُ السلامَ، ويستزيرُكم لتَنظروا إليه وينظر إليكم، وتُكلِّمونه ويُكلِّمُكم، وتُحيُّونه ويُحيِّيكم، ويزيدُكم من فضلِه ومن سَعتِه إنه ذو رحمةٍ واسعةٍ وفضلٍ عظيمٍ، فيتحوّل كلُّ رجلٍ منهم على راحلتِه، ثم ينطلِقون صفًّا معتدلًا لا يفوتُ شيءٌ منه شيئًا، ولا تفوتُ أُذُنُ ناقةٍ أذُنَ صاحبتِها، ولا يمرُّون بشجرةٍ من أشجارِ الجنَّةِ إلا أتحفَتْهم بثمرِها، وزحَلَتْ لهم عن طريقِهم كراهيةَ أن ينثَلِمَ صفُّهم أو يُفرَّقَ بين الرجلِ ورفيقِه، فلما دُفِعوا إلى الجبَّارِ تبارك وتعالى؛ أسفَرَ لهم عن وجهِه الكريمِ، وتجلَّى لهم في عظَمتِه العظيمةِ، تحيَّتُهم فيها السَّلامُ، قالوا : ربَّنا أنت السَّلامُ، ومنك السَّلامُ، ولك حقُّ الجلالِ والإكرامِ، فقال لهم ربُّهم : إني أنا السَّلامُ ومني السَّلامُ، ولي حقُّ الجلالِ والإكرامِ، فمرحبًا بعبادي الذين حفِظوا وَصِيَّتي، ورعَوا عهدي، وخافوني بالغيبِ، وكانوا مني على كل حالٍ مُشفِقينَ، قالوا : أما وعزَّتِك وجلالِك، وعُلوِّ مكانِك، ما قدَرْناك حقَّ قدْرِك، ولا أدَّينا إليك كلَّ حقِّك، فائذَنْ لنا بالسُّجودِ لك، فقال لهم ربُّهم تبارك وتعالى : إني وضعتُ عنكم مُؤنةَ العبادةِ، وأَرَحْتُ لكم أبدانَكم، فطالما أنْصبتُم الأبدانَ وأعنَيْتمْ لي الوجوهَ، فالآن أفضيتُم إلى رَوحي ورَحمتي وكرامتي، فسَلوني ماشئتُم، وتمنَّوا عليَّ أُعطِكم أمانِيَّكم، فإني لن أَجزيَكم اليومَ بقدرِ أعمالِكم، ولكن بقدرِ رَحْمتي، وكرامتي وطَولي، وجلالي وعُلوِّ مكاني، وعَظمةِ شأْني، فما يزالون في الأمانيِّ والمواهبِ والعطايا، حتى أنَّ الْمُقَصِّرَ منهم ليتمنَّى مثلَ جميعِ الدنيا، منذُ يومِ خلقهَا اللهُ عزَّ وجلَّ إلى يومِ أفناها ! قال ربُّهم : لقد قصَّرتُم في أمانيِّكم، ورضِيتُم بدون ما يحقُّ لكم، فقد أوجبتُ لكم ماسألتُم وتمنّيتُم وألحقتُ بكم ذرِّيَّتَكم وزِدتُكم على ماقصُرتْ عنه أمانِيُّكم، فانظُروا إلى مواهبِ ربِّكم الذي وهبَ لكم، فإذا بقُبابٍ في الرفيعِ الأعلى، وغُرَفٍ مَبنيَّةٍ من الدُّرِّ والمرجانِ، أبوابُها من ذهبٍ، وسُررُها من ياقوتٍ، مفرشُها من سُندسٍ وإستبرقٍ، ومنابرُها من نورٍ، يثُور من أبوابها وأعراصِها نورٌ كشعاعِ الشَّمسِ، مثلُ الكوكبِ الدُّرِّيِّ في النَّارِ المضيءِ، وإذا قُصورٌ شامخةٌ في أعلى عِلِّيِّينَ من الياقوتِ، يزهر نورُها، فلولا أنه سُخِّر لالتمعَ الأبصارَ، فما كان من تلك القصورِ من الياقوتِ الأبيضِ فهو مفروشٌ بالحريرِ الأبيضِ، وما كان منها من الياقوتِ الأحمرِ فهو مفروشٌ بالعبقريِّ الأحمرِ، وما كان منها من الياقوتِ الأخضرِ فهو مفروشٌ بالسُّندُسِ الأخضرِ، وماكان منها من الياقوتِ الأصفرِ فهو مفروشٌ بالأُرْجُوانِ الأصفرِ، مموَّهٍ بالزُّمُرُّدِ الأخضرِ، والذَّهبِ الأحمرِ، والفضةِ البيضاءَ، قواعدُها وأركانُها من الياقوتِ، وشُرُفُها قُبابُ الُّلؤلُؤِ، وبروجُها غرفُ المرجانِ، فلما انصرفوا إلى ما أعطاهم ربُّهم قُرّبت لهم براذينُ من الياقوتِ الأبيضِ، مَنفوخٌ فيها الرُّوحُ، بجنبِها الوِلدانُ المخَلَّدونَ، وبيدِ كلِّ وليدٍ منهم حكَمَةُ بِرْذَوْنٍ، وألجمتُها وأَعِنَّتُها من فضَّةٍ بيضاءَ مُتطوِّقةً بالدُّرِّ والياقوتِ، وسُرُجُها سُرُرٌ موضونةٌ، مفروشةٌ بالسُّندسِ والإستبرقِ، فانطلقَتْ بهم تلك البراذينُ تزُفُّ بهم وتنظرُ رياضَ الجنَّةِ، فلما انتهوا إلى منازلِهم وجدوا فيها جميعَ ماتطوَّلَ به ربُّهم عليهم مما سألوه وتمنُّوا وإذا على بابِ كلِّ قصرٍ من تلك القصورِ أربعُ جِنانٍ : جنَّتانِ ( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) وجنَّتانِ مدهامَّتان وفيهما عينان نضَّاختانِ وفيهما من كلِّ فاكهةٍ زوجانِ وحورٌ مَقصوراتٌ في الخيامِ فلما تبوَّؤوا منازلَهم، واستقرَّ بهم قرارُهم قال لهم ربُّهم هل وجدتُم ما وعدكم ربُّكم حقًّا ؟ قالوا : نعم، رضِينا فارْضَ عنَّا، قال : برضايَ عنكم حللتُم داري، ونظرتُم إلى وجهي، وصافحتْكم ملائكتي، فهنيئًا عطاءً غيرَ مَجذوذٍ، ليس فيه تنغيصٌ ولا تصريدٌ، فعند ذلك قالوا الحمدُ للهِ الذي أذهَبَ عنا الحَزَنَ إنَّ ربَّنا لغفورٌ شكورٌ الذي أحلَنا دارَ المقامةِ من فضلِه لا يمسُّنا فيها نصَبٌ ولايمسَّنا فيها لَغوبٌ
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : محمد الباقر بن علي بن الحسين | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الترغيب
الصفحة أو الرقم : 2242
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة جنة - رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة رقائق وزهد - سعة رحمة الله عقيدة - إثبات أسماء الله عقيدة - إثبات صفات الله تعالى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

116 - إنَّ في الجنَّةِ شجرةً يُقالُ لها : طوبَى لو يُسخِّرُ الرَّاكبُ الجوَادَ يسيرُ في ظلِّها لسار فيه مائةَ عامٍ، ورقُها برودٌ خُضرٌ، وزهرُها رِياطٌ صُفرٌ، وأفنانُها سندسٌ وإستبرقٌ، وثمرُها حُلَلٌ، وصمغُها زنجبيلٌ وعسلٌ، وبطحاؤُها ياقوتٌ أحمرُ وزمرُّدٌ أخضرُ، وترابُها مِسكٌ وعنبرٌ وكافورٌ أصفرُ، وحشيشُها زعفرانٌ مونِعٌ والألنجوجُ يتأجَّجان من غيرِ وقودٍ، يتفجَّرُ من أصلِها السَّلسبيلُ والمعينُ والرَّحيقُ وأصلُها مجلِسٌ من مجالسِ أهلِ الجنَّةِ يألَفونه ومُتحدِّثٌ يجمَعُهم فبينا هم يومًا في ظلِّها يتحدَّثون إذ جاءتهم الملائكةُ يقودون نُجُبًا جُبِلت من الياقوتِ، ثمَّ نُفِخ فيها الرُّوحُ مزمومةً بسلاسلَ من ذهبٍ كأنَّ وجوهَها المصابيحُ نضارةً وحُسنًا وبِرَّها خِزٌّ أحمرُ ومرْعَزيٌّ أبيضُ مختلطان لم ينظُرْ النَّاظرون إلى مثلِها حسنًا وبهاءً ذُلُلٌ من غيرِ مهابةٍ نُجُبٌ من غيرِ رياضةٍ، عليها رحائلُ ألواحُها من الدُّرِّ والياقوتِ مُفضَّضةٌ باللُّؤلؤِ والمرجانِ، صفائحُها من الذَّهبِ الأحمرِ مُلبَّسةً بالعبقريِّ والأُرجوانِ فأناخوا لهم تلك النَّجائبَ، ثمَّ قالوا لهم : إنَّ ربَّكم يُقرِئُكم السَّلامَ ويَستزيرُكم لتنظُروا إليه وينظُرَ إليكم، وتُكلِّمونه ويُكلِّمُكم وتُحيُّونه ويزيدُكم من فضلِه ومن سعتِه إنَّه ذو رحمةٍ واسعةٍ وفضلٍ عظيمٍ، فيتحوَّلُ كلُّ رجلٍ منهم على راحلتِه، ثمَّ ينطلقون صفًّا مُعتدِلًا، لا يفوتُ شيءٌ منه شيئًا، ولا تفوتُ أذنُ ناقةٍ أذنَ صاحبتِها، ولا يمُرُّون بشجرةٍ من أشجارِ الجنَّةِ إلَّا أتحَفتهم بثمرِها، وزحَلت لهم عن طريقِهم كراهيةَ أن ينثلِمَ صَفُّهم، أو تُفرِّقَ بين الرَّجلِ ورفيقِه، فلمَّا دُفِعوا إلى الجبَّارِ تبارك وتعالَى أسفر لهم عن وجهِه الكريمِ، وتجلَّى لهم في عظمَتِه العظيمةِ تحيَّتُهم فيه السَّلامُ، قالوا : ربَّنا أنت السَّلامُ، ومنك السَّلامُ، ولك حقُّ الجلالِ والإكرامِ، فقال لهم ربُّهم : إنِّي أنا السَّلامُ ومنِّي السَّلامُ ولي حقُّ الجلالِ والإكرامِ، فمرحبًا بعبادي الَّذين حفِظوا وصيَّتي ورعَوْا عهدي وخافوني بالغيبِ، وكانوا منِّي على كلِّ حالٍ مشفقين، قالوا : ما وعزَّتِك وجلالِك وعُلوِّ مكانِك ما قدرناك حقَّ قدرِك، ولا أدَّيْنا إليك كلَّ حقِّك فائذَنْ لنا بالسُّجودِ ؟ فقال لهم ربُّهم تبارك وتعالَى : إنِّي قد وضعتُ عنكم مؤنةَ العبادةِ، وأرحتُ لكم أبدانَكم، فطالما أنصبتم الأبدانَ، وأعنيتم الوجوهَ، فالآن أَفضيتم إلى رَوْحي ورحمتي وكرامتي سلوني ما شئتم وتمنَّوْا عليَّ أُعطِكم أمانيَكم، فإنِّي لن أُجازِيَكم اليومَ بقدرِ أعمالِكم ولكن بقدرِ رحمتي وكرامتي وطوْلي وجلالي وعُلوِّ مكاني وعظمةِ شأني، فما يزالون في الأماني والمواهبِ والعطايا حتَّى إنَّ المُقصِرَ منهم ليتمنَّى مثلَ جميعِ الدُّنيا منذ يومِ خلقها اللهُ عزَّ وجلَّ إلى يومِ أفناها، قال ربُّهم : لقد قصرتم في أمانيكم ورَضَيْتم بدونِ ما يحِقُّ لكم، فقد أوجبَتْ لكم ما سألتم وتمنَّيْتم وزِدتُكم على ما قصَرتُ عنه أمانيكم، فانظروا إلى مواهبِ ربِّكم الَّذي وهب لكم، فإذا بقبابِ في الرَّفيعِ الأعلَى، وغُرَفٍ مبنيَّةٍ من الدُّرِّ والمرجانِ أبوابُها من ذهبٍ وسُررُها من ياقوتٍ وفرْشُها من سندسٍ وإستبرقٍ، ومنابرُها من نورٍ يثورُ من أبوابِها وأعراضِها نورٌ كشعاعِ الشَّمسِ مثلُ الكوكبِ الدُّرِّيِّ في النَّهارِ المضيءِ، وإذا قصورٌ شامِخةٌ في أعلَى عِلِّيِّين من الياقوتِ يُزهِرُ نورُها، فلولا أنَّه سُخِّر لالتمع الأبصارَ، فما كان من تلك القصورِ من الياقوتِ الأبيضِ فهو مفروشٌ بالحريرِ الأبيضِ، وما كان منها من الياقوتِ الأحمرِ، فهو مفروشٌ بالعبقريِّ الأحمرِ، وما كان منها من الياقوتِ الأخضرِ فهو مفروشٌ بالسُّندسِ الأخضرِ، وما كان منها من الياقوتِ الأصفرِ فهو مفروشٌ بالأُرْجوانِ الأصفرِ مُموَّهٌ بالزُّمرُّدِ الأخضرِ والذَّهبِ الأحمرِ والفضَّةِ البيضاءِ، قواعدُها وأركانُها من الياقوتِ وشرَفُها قِبابُ اللُّؤلؤِ وبُروجُها غُرُفُ المرجانِ، فلمَّا انصرفوا إلى ما أعطاهم ربُّهم قُرِّبت لهم براذينُ من الياقوتِ الأبيضِ منفوخٌ فيها الرُّوحُ بجنبِها الوِلدانُ المُخلَّدون، وبيدِ كلِّ وليدٍ منهم حِكمةُ بِرذوْنٍ، ولَجْمُها وأعِنَّتُها من فضَّةٍ بيضاءَ مُتطوِّقةً بالدُّرِّ والياقوتِ وسَرْجُها سُررٌ مَوْضونةٌ مفروشةٌ بالسُّندسِ والإستبرقِ فانطلقتْ بهم تلك البراذينُ تزُفُّ بهم وتنظُرُ رياضَ الجنَّةِ، فلمَّا انتهَوْا إلى منازلِهم وجدوا فيها جميعَ ما تطوَّل به ربُّهم عليهم ممَّا سألوه وتمنَّوْا، وإذا على بابِ كلِّ قصرٍ من تلك القصورِ أربعُ جِنانٍ جنَّتان ذواتا أفنانٍ وجنَّتان مُدْهامَّتان وفيهما عينان نضَّاختان وفيهما من كلِّ فاكهةٍ زوجان، وحورٌ مقصوراتٌ في الخِيامِ، فلمَّا تبوَّءوا منازلَهم واستقرَّ بهم قَرارُهم قال لهم ربُّهم : هل وجدتم ما وعدكم ربُّكم حقًّا ؟ قالوا : نعم رضينا فارْضَ عنَّا ؟ قال : برضاي عنكم حللتم داري ونظرتم إلى وجهي وصافحتْكم ملائكتي فهنيئا هنيئًا عطاءً غيرَ مَجذوذٍ ليس فيه تنغيصٍ ولا تصريدٍ، فعند ذلك وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ

117 - يجمعُ اللهُ الأولينَ والآخرينَ لميقاتِ يومٍ معلومٍ قيامًا أربعينَ سنةً شاخصةً أبصارُهم ينتظرونَ فصلَ القضاءِ، وينزلُ اللهُ في ظللٍ منَ الغمامِ منَ العرشِ إلى الكرسيِّ ثم يُنادي مُنادٍ : يا أيُّها الناسُ ألم تَرضوا من ربِّكمُ الذي خلقَكُم وصورَكُم ورزقَكُم وأمرَكم أن تَعبدوهُ ولا تُشركوا به شيئًا أن يواليَ كلَّ إنسانٍ منكمْ ما كان يعبدُ في الدُّنيا ويَتولى ؟ أليسَ ذلك عدلٌ من ربٍّكم ؟ قالوا : بلى. قال : فينطلقُ كلُّ إنسانٍ منكمْ إلى ما كان يَتولى في الدُّنيا ويتمثلُ لهم ما كانوا يعبدونَ، فمنهم من ينطلقُ إلى الشمسِ ومنهم من ينطلقُ إلى القمرِ والأوثانِ منَ الحجارةِ وأشباهِ ما كانوا يعبدونَ، ويمثلُ لمن كان يعبدُ عيسى شيطانُ عيسى، ويمثلُ لمن كان يعبدُ عزيرًا شيطانُ عزيرٍ حتى يمثلَ الشجرُ والعودُ والحجرُ ويَبقى أهلُ الإسلامِ جُثومًا، فيمتثلَ لهم الربُّ تعالى فيأتيَهُمْ فيقولُ : ما لكمْ لم تَنطلقوا كما انطلقَ الناسُ ؟ فيقولونَ : إنَّ لنا ربًّا ما رأيناهُ بعدُ، فيقولُ : فهل تعرفونَ ربَّكم إن رأيتُموهُ ؟ قالوا : بينَنا وبينَهُ علامةٌ إذا رأيناها عرفناهُ. قال : وما هي ؟ قال : فيكشفُ عن ساقٍ. قال : فيَحْنى كلُّ من كان لظهرٍ طبقَ ساجدًا ويَبقى قومٌ ظهورُهم كصَياصي البقرِ يريدونَ السجودَ فلا يستطيعونَ، ثم يؤمرونَ فيرفعونَ رؤوسَهمْ فيُعطونَ نورَهمْ على قدرِ أعمالِهم، فمنهم من يُعطى نورَهُ على قدرِ جبلٍ بينَ يديْهِ، ومنهم من يُعطى نورَهُ دونَ ذلك، ومنهم من يُعطى نورَهُ مثلَ النخلةِ بيمينِهِ ومنهم من يُعطى دونَ ذلك حتى يكونَ آخرُ ذلك يُعطى نورَهُ على إبهامِ قدمِهِ يُضيءُ مرةً ويطفئُ مرةً فإذا أضاءَ قدَّمَ قدمَهُ وإذا طُفِئَ قام، فيمرُّونَ الصراطَ، والصراطُ كحدِّ السيفِ دحضٌ مزلَّةٌ فيقالُ : انجوا على قدرِ نورِكمْ، فمنهم من يمرُّ كانقضاضِ الكوكبِ ومنهم من يمرُّ كالطرفِ ومنهم من يمرُّ كالريحِ ومنهم من يمرُّ كشدِّ الرجلِ ويرملُ رملًا، فيمرونَ على قدرِ أعمالِهم حتى يمرَّ الذي نورُهُ على قدرِ إبهامِ قدمِهِ فيَحبو على وجهِهِ ويديْهِ ورجليْهِ يجرُّ يدًا ويعلقُ يدًا ويجرُّ رجلًا ويعلقُ رجلًا فتُصيبُ جوانبَهُ النارُ فلا يزالُ كذلك حتى يخلصَ فإذا خلصَ قال : الحمدُ للهِ الذي نَجاني مِنكَ فقد أَعطاني اللهِ ما لم يعطِ أحدًا، وينطلقُ به إلى غديرٍ عِندَ بابِ الجنةِ فيغسلُ فيعودُ إليه ريحُ أهلِ الجنةِ وألوانُهم فيرى من في الجنةِ من ذلك البابِ، فيقولُ : ربِّ اجعلْ بَيني وبينَهم حجابًا لا أسمعُ حَسيسَها فيدخلُ الجنةَ ويرفعُ له منزلٌ أمامَ ذلك، فيقولُ : ربِّ أعطِني ذلك المنزلَ فيقولُ اللهُ له : فلعلَّكَ إن أعطيتُكهُ أن تسألَني غيرَهُ، فيقولُ : لا وعزتِكَ يا ربِّ، فيقولُ : وأيُّ منزلٍ يكونُ أحسنَ منه، فيعطى ويسكتُ، فيقولُ اللهُ : مالكَ لا تسألُ ؟ فيقولُ : يا ربِّ قد سألْتُكَ حتى استحييْتُ وأقسمْتُ حتى استحييْتُ، فيقولُ اللهُ : ألمْ ترضَ إن أعطيْتُكَ مثلَ الدُّنيا منذُ خلقْتُها إلى يومِ القيامةِ وعشرةَ أضعافِها، فيقولُ : أتهزأُ بي وأنتَ ربُّ العزةِ ؟ فيضحكُ الربُّ تعالى من قولِهِ، فيقولُ : لا ولكني على ذلك قادرٌ، سلْ، فيقولُ : ألحقْني بالناسِ، فيقولُ : الحقْ بالناسِ، فينطلقُ يرملُ في الجنةِ حتى إذا دنا منَ الناسِ ترفعُ له قصرٌ من دُرةٍ مجوفةٍ فيخرُّ ساجدًا، فيقال : ارفعْ رأسَكَ مالك ؟ فيقولُ : رأيْتُ ربِّي، فيقالُ : إنَّما هذا منزلٌ من منازلِكَ، فينطلقُ فيستقبلُهُ رجلٌ فيقولُ : أنتَ ملكٌ ؟ فيقولُ : إنَّما أنا خازنٌ من خزنتِكَ وعبدٌ من عبيدِكَ تحتَ يدي ألفُ قهرمانٍ على مثلِ ما أنا عليْهِ، فينطلقُ أمامَهُ فيفتحُ له القصرَ وهو من دُرةٍ مجوفةٍ سقائفُها وأبوابُها وأغلاقُها ومفاتيحُها منها، وتستقبلُهُ جوهرةٌ خضراءُ مبطنةٌ بحمراءَ سبعونَ ذراعًا فيها ستونَ بابًا كلُّ بابٍ يفضي إلى جوهرةٍ واحدةٍ على غيرِ لونِ الأُخرى، في كلِّ جوهرةٍ سُررٍ وأزواجٍ ووصائفٍ، فيدخلُ فإذا هو بحوراءَ عيناءَ عليْها سبعونَ حلةً يًرى مخُّ ساقِها من وراءِ حُللِها، كبدُها مِرآتُهُ وكبدُهُ مرآتُها إذا أعرضَ عنها إعراضةً ازدادَتْ في عينِهِ سبعينَ ضعفًا عما كانَتْ قبلَهُ، فيقولُ : لقد ازددْتِ في عَيني سبعينَ ضِعفًا، وتقولُ له مثلُ ذلك فيقالُ له : أشرفْ فيُشرفُ فيقالُ له : ملكُ مسيرةُ مائةِ عامٍ يَنفذُهُ بصرُكَ، فقال عمرُ عِندَ ذلك : يا كعبُ ألا تسمعُ إلى ما يحدثُنا ابنُ أمِّ عبدٍ عن أدنى أهلُ الجنةِ منزلةً ؟ فكيفَ أعلاهُمْ ؟ قال : يا أميرَ المؤمنينَ ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعَتْ. إنَّ اللهَ خلقَ دارًا يجعلُ فيها ما شاء منَ الأزواجِ والثمراتِ والأشربةِ ثم أطبقَ فلم يرها أحدٌ من خلقِهِ لا جبريلُ ولا غيرُهُ منَ الملائكةِ، ثم قرأَ كعبُ : فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ [ السجدة : 17 ] وخلقَ دونَ ذلك جنتيْنِ وزينَهُما بما شاءَ وجعلَ فيها ما ذكرَ منَ الحريرِ والسندسِ والإستبرقِ وأراهُما من شاءَ من خلقِهِ منَ الملائكةِ، فمن كان كتابُهُ في عليينَ نزلَ في تلك الدارِ التي لم يرَها أحدٌ حتى إن الرجلَ من أهلِ عليينَ ليخرجُ فيسيرُ في ملكِهِ فلا يَبقى خيمةٌ من خِيمِ الجنةِ إلا دخلَها من ضوءِ وجهِهِ حتى إنَّهُم يستنشقونَ ريحَهُ ويقولونَ : واهًا لهذه الريحِ الطيبةِ، لقد أشرفَ اليومَ عليْنا رجلٌ من عليينَ ، فقال عمرُ : ويحكَ يا كعبُ إنَّ هذه القلوبَ قد استرسلَتْ فاقبضْها. فقال كعبٌ : يا أميرَ المؤمنينَ إنَّ لجهنمَ زفرةً ما من ملكٍ مقربٍ ولا نبيٍّ مرسلٍ إلا يخرُّ لركبَتيْهِ حتى يقولَ إبراهيمُ الخليلُ : نَفسي نَفسي، وحتى لو كان لكَ عملُ سبعينَ نبيًّا إلى عملِكَ لظننْتَ أنَّكَ لا تَنجو مِنها

118 - يَجْمَعُ اللهُ الأولِينَ والآخِرِينَ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلومٍ قِيامًا أربعينَ سَنَةً، شَاخِصَةً أَبْصارُهُمْ إلى السَّماءِ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ القَضَاءِ قال : ويَنْزِلُ اللهُ عزَّ وجلَّ في ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ مِنَ العرشِ إلى الكُرْسِيِّ ثُمَّ يُنادِي مُنادٍ أيُّها الناسُ أَلْم تَرْضَوْا من رَبِّكُمُ الذي خلقَكُمْ ورَزَقَكُمْ وأمرَكُمْ أنْ تَعْبُدُوهُ ولا تُشْرِكُوا بهِ شيئًا أنْ يُوَلِّيَ كلَّ أناسٍ مِنكمْ ما كانُوا يتولونَ ويعبدونَ في الدنيا، أَليسَ ذلكَ عَدْلا من رَبِّكُمْ ؟ قالوا : بلى، فَيَنْطَلِقُ كلُّ قومٍ إلى ما كانُوا يعبدونَ ويَتَوَلَّوْنَ في الدنيا، قال : فَيَنْطَلِقُونَ، ويمثلُ لهُمْ أَشْباهُ ما كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إلى الشمسِ، ومِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إلى القمرِ، والأوْثَانِ مِنَ الحِجَارَةِ وأشْباهِ ما كَانُوا يَعْبُدونَ، قال : ويمثلُ لِمَنْ كان يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى، ويمثلُ لِمَنْ كان يَعْبُدُ عُزَيْرًا شَيْطَانُ عُزَيْرٍ، ويَبْقَى محمدٌ وأُمَّتُهُ، قال : فيتمثلُ الربُّ تباركَ وتعالى، فَيأتيهِمُ فيقولُ : ما لَكُمْ لا تَنْطَلِقُونَ كما انطلقَ الناسُ ؟ قال : فَيقولونَ : إِنَّ لَنا إِلَهًا ما رَأَيْناهُ ( بَعْدُ ( فيقولُ : هل تَعْرِفُونَهُ إنْ رأيتُمُوهُ ؟ فَيقولونَ : إنَّ بينَنا وبينَهُ عَلامَةٌ إذا رأيناهُ، عرفناهُ، قال فيقولُ : ماهيَ ؟ فَيقولونَ : يَكْشِفُ عن ساقِهِ، ( قال : ( فعندَ ذلكَ يَكْشِفُ عن ساقِهِ، فَيَخِرُّ كلُّ مَنْ كان لِظهرِهِ طَبَقٌ ساجدًّا، ويَبْقَى قومٌ ظُهورُهُمْ كَصَياصِي البَقَرِ، يُرِيدُونَ السُّجُودَ فلا يَسْتَطِيعُونَ، ( وقد كَانُوا يُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ وهُمْ سالِمُونَ ( ثُمَّ يقولُ : ارفعُوا رؤوسَكُمْ، فَيَرْفَعُونَ روؤسَهُمْ، فِيُعْطِيهِمْ نُورَهُمْ على قدرِ أَعْمالِهِمْ، فمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مثل الجَبَلِ العَظِيمِ، يَسْعَى بين أيديهِمْ، ومِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نورَهُ أَصْغَرَ من ذلكَ، ومِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى مثلَ النخلةِ بِيَمِينِهِ، ومِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى أَصْغَرَ من ذلكَ حتى يَكُونَ آخِرُهُمْ رجلًا يُعْطَى نُورَهُ على إِبْهامِ قَدَمِهِ، يُضِيءُ مرةً، ويطفأُ مرةً، فإذا أَضَاءَ قَدَمَهُ قدمٌ ( ومَشَى ) وإذا طُفِىءَ قامَ، قال : والربُّ تباركَ وتعالى أَمامَهُمْ حتى يَمُرَّ بِهَمْ إلى النارِ فَيَبْقَى أَثَرُهُ كَحَدِّ السَّيْفِ ( دَحْضٌ مَزِلَّةٌ ) قال : فيقولُ : مُرُّوا، فَيَمُرُّونَ على قدرِ نُورِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كطرفةِ العَيْنِ،وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالبَرْقِ، ومِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كالسَّحابِ، ومِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَانْقِضَاضِ الكوكبِ، ومِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ، ومِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الفَرَسِ، ومِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الرجلِ، حتى يَمُرُّ الذي يُعطَى نورَهُ على ظهرِ ( إبهِامِ ) قَدَمِهِ يَحْبُو على وجهِهِ ويديْهِ ورِجْلَيْهِ، تخرُّ يدٌ وتعلقُ يدٌ، وتخرُّ رجلٌ، وتعلقُ رجلٌ، وتُصِيبُ جَوَانِبَهُ النارُ فلا يزالُ كَذلكَ حتى يَخْلُصَ فإذا خَلَصَ وقَفَ عليْها فقال : الحمدُ للهِ الذي أَعْطَانِي ما لمْ يُعْطِ أحدًا، إذْ أنجانِي مِنْها بعدَ إذْ رأيْتُها قال : فَيُنْطَلَقُ بهِ إلى غَدِيرٍ عندَ بابِ الجنةِ فَيَغْتَسِلُ، فَيَعُودُ إليهِ رِيحُ أهلِ الجنةِ وأَلْوَانُهُمْ، فيَرَى ما في الجنةِ من خِلالِ البابِ، فيقولُ : رَبِّ أَدْخِلْنِي الجنةَ فيقولُ اللهُ ( لهُ ) : أَتَسْأَلُ الجنةَ وقد نَجَّيْتُكَ مِنَ النارِ ؟ فيقولُ : رَبِّ اجعلْ بَيْنِي وبينَها حِجابًا حتى لا أَسْمَعُ حَسِيسَها قال : فَيدخلُ الجنةَ، ويَرَى أوْ يُرْفَعُ لهُ مَنْزِلٌ أَمامَ ذلكَ كأنَّ ما هو فيهِ بالنسبةِ إليهِ حُلْمٌ، فيقولُ : رَبِّ ! أعطِنِي ذلكَ المَنْزِلَ فيقولُ ( لهُ ) لَعَلَّكَ إنْ أَعْطَيْتُكَ تَسْأَلُ غيرَهُ ؟ فيقولُ لا وعِزَّتِكَ لا أسألُكَ غيرَهُ، وأنَّى مَنْزِلٌ أحسنُ مِنْهُ ؟ فَيُعْطَاهُ، فَيَنْزِلُهُ، ويَرَى أَمامَ ذلكَ مَنْزِلًا، كأنَّ ما هو فيهِ بالنسبةِ إليهِ حُلْمٌ قال : رَبِّ أعطِنِي ذلكَ المَنْزِلَ فيقولُ اللهُ تباركَ وتعالى لهُ : لَعَلَّكَ إنْ أَعْطَيْتُكَ تَسْأَلُ غيرَهُ ؟ فيقولُ : لا وعِزَّتِكَ ( لا أسألُكَ ) وأنَّى منَزَلٌ أحسنُ مِنْهُ ؟ فَيُعْطَاهُ فَيَنْزِلُهُ، ثُمَّ يسكتُ فيقولُ اللهُ جلَّ ذكرهُ : ما لكَ لا تَسْأَلُ ؟ فيقولُ : رَبِّ ! قد سَأَلْتُكَ حتى اسْتَحْيَيْتُكَ، ( أَقْسَمْتُ لكَ حتى اسْتَحْيَيْتُكَ ( فيقولُ اللهُ جلَّ ذكرهُ : ألمْ ترضَ أنْ أُعْطِيَكَ مثل الدنيا مُنْذُ خَلَقْتُها إلى يومِ أَفْنَيْتُها وعشرَةَ أَضْعَافِهِ ؟ فيقولُ : أتهزأُ بي وأنتَ رَبُّ العزةِ ؟ ( فَيَضْحَكُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ من قولِهِ قال : فَرأيْتُ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ إذا بَلَغَ هذا المكانَ من هذا الحَدِيثِ ضَحِكَ، فقال لهُ رجلٌ : يا أبا عَبْدِ الرحمنِ ! قد سَمِعْتُكَ تُحَدِّثُ بهِذا الحَدِيثِ مِرَارًا، كلَّما بَلَغْتَ هذا المكانَ ضَحِكْتَ ؟ فقال : إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ يُحَدِّثُ هذا الحديثَ مِرَارًا كلَّما بَلَغَ هذا المكانَ من هذا الحَدِيثِ ضَحِكَ حتى تبدُو أضراسَهُ (، قال : فيقولُ الرَّبُّ جلَّ ذكرهُ : لا، ولَكِنِّي على ذلكَ قادِرٌ، فيقولُ : أَلْحِقْنِي بِالناسِ، فيقولُ : الحَقْ بِالناسِ. فَيَنْطَلِقُ يرملُ في الجنةِ، حتى إذا دَنا مِنَ الناسِ رُفِعَ لهُ قَصْرٌ من دُرَّةٍ، فَيَخِرُّ ساجِدًا، فيقولُ لهُ : ارفعْ رأسَكَ مالكَ ؟ فيقولُ : رأيْتُ ربِّي أوْ تَرَاءَى لي ربِّي، فيقالُ إِنَّما هو مَنْزِلٌ من مَنازِلِكَ قال ثُمَّ يَلْقَى رجلًا فَيَتَهَيَّأُ للسجودِ لهُ فيقالُ لهُ : مَهْ ! فيقولُ : رأيْتُ أنَّكَ مَلَكٌ مِنَ الملائكةِ، فيقولُ : إِنَّما أنا خَازِنٌ من خُزَّانِكَ، وعَبْدٌ من عَبيدِكَ، تَحْتَ يَدَيَّ أَلْفُ قَهْرَمانٍ على ( مثل ( ما أنا عليهِ قال : فَيَنْطَلِقُ أَمامَهُ حتى يَفْتَحَ لهُ بابَ القصرِ، قال وهوَ من دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ شقائقُها وأبوابُها وإغْلاقُها ومَفَاتِيحُها مِنْها، تَسْتَقْبِلُهُ جَوْهَرَةٌ خَضْرَاءُ مُبَطَّنَةٌ بِحمراءَ ( فيها سبعونَ بابًا، كلُّ بابٍ يُقضِي إلى جوهرةٍ خضراءُ، مبطنةٍ كلُّ جوهرةٍ تُفضِي إلى جَوْهَرَةٍ على غَيْرِ لَوْنِ الأُخْرَى، في كلِّ جَوْهَرَةٍ سُرُرٌ وأزواجٌ ووَصائِفُ، أَدْناهُنَّ حَوْرَاءُ عَيْناءُ، عليْها سبعونَ حُلَّةً يُرَى مُخُّ ساقِها من ورَاءِ حُلَلِها، كَبِدُها مِرْآتُهُ، وكَبِدُهُ مِرْآتُها إذا أَعْرَضَ عَنْها إِعْرَاضَةً ازْدَادَتْ في عَيْنِهِ سبعينَ ضِعْفًا عَمَّا كانَتْ قبلَ ذلكَ فيقولُ لها : واللهِ لَقَدِ ازْدَدْتِ في عَيْنِي سبعينَ ضِعْفًا عما كُنْتِ قبلَ ذلكَ، وتَقُولَ لهُ وأنت ( واللهِ ) لقد ازددت في عيني سبعينَ ضعفا فيقالُ لهُ : أشرف، أشرف. فيشرف، فيقالُ لهُ : ملكُكَ مسيرةُ مِئةِ عامٍ، يُنْفِذُهُ بَصَرُكَ قال : فقال لهُ عمرُ : ألا تسمَعُ ما يحَدَّثُنا ابنُ أمِّ عبدٍ يا كعبُ عن أَدْنَى أهلِ الجنةِ منزلًا، فكَيْفَ أعلاهُمْ ؟ قال : يا أَمِيرَ المؤمنينَ مالًا عينٌ رأَتْ ولا أذنٌ سمَعَتْ، فذكرَ الحَدِيثَ

119 - يجمَعُ اللهُ الأَوَّلينَ والآخِرينَ لميقاتِ يومٍ معلومٍ، قيامًا أربعينَ سَنةً، شاخِصَةً أبصارُهم، ينتظِرونَ فصْلَ القضاءِ... فذكَرَ الحديثَ إلى أنْ قال: ثمَّ يقولُ -يعني: الرَّبَّ تبارَك وتعالى-: ارْفَعوا رؤوسَكم، فيرفعونَ رؤوسَهم، فيُعطيهم نورَهم على قَدْرِ أعمالِهم، فمنهم مَن يُعْطى نورَهُ مِثْلَ الجبلِ العظيمِ يَسْعى بينَ يدَيْهِ، ومنهم مَن يُعْطى نورَهُ أصغَرَ مِن ذلكَ، ومنهم مَن يُعْطى مِثْلَ النَّخلةِ بيمينِهِ، ومنهم مَن يُعْطى (نورًا) أصغَرَ مِن ذلكَ، حتَّى يكونَ آخِرُهم رجُلًا يُعْطى نورَهُ على إبهامِ قَدَمِهِ، يُضيءُ مَرَّةً ويُطْفِئُ مرَّةً، فإذا أضاءَ قَدَّمَ قَدَمَهُ (فمَشَى)، وإذا أُطفِئَ قام، (قال: والرَّبُّ عزَّ وجلَّ أمامَهم، حتَّى يمُرَّ في النَّارِ، فيَبْقى أثرُهُ كحَدِّ السَّيفِ؛ دَحْضٌ مَزَلَّةٌ ، قال: ويقولُ: مُرُّوا، فيمرُّونَ على قَدْرِ نورِهم، منهم مَن يمُرُّ كطَرْفةِ العَيْنِ، ومنهم مَن يمُرُّ كالبَرْقِ، ومنهم مَن يمُرُّ كالسَّحابِ، ومنهم مَن يمُرُّ كانقِضاضِ الكوكبِ، ومنهم مَن يمُرُّ كالرِّيحِ، ومنهم مَن يمُرُّ كشَدِّ الفَرَسِ، ومنهم مَن يمُرُّ كشَدِّ الرجُلِ، حتَّى يمُرَّ الذي يُعطى نورَهُ على إبهامِ قَدَمِهِ يَحْبُو على وجهِهِ ويدَيْهِ ورِجْلَيْهِ، تَخِرُّ يَدٌ وتَعْلَقُ يَدٌ، وتَخِرُّ رِجْلٌ وتَعْلَقُ رِجْلٌ، وتُصيبُ جَوانِبَهُ النَّارُ، فلا يَزالُ كذلكَ حتَّى يَخْلُصَ، فإذا خَلَصَ وَقَفَ عليها، فقال: الحمدُ للهِ الذي أعطاني ما لم يُعْطِ أحدًا؛ إذْ نجَّاني منها بَعدَ إذْ رأيْتُها، قال: فيُنطَلَقُ به إلى غَديرٍ عندَ بابِ الجنَّةِ فيغتسِلُ، فيعودُ إليهِ ريحُ أهلِ الجنَّةِ وألوانُهم، فيرى ما في الجنَّةِ مِن خِلالِ البابِ، فيقولُ: ربِّ أَدْخِلْني الجنَّةَ، فيقولُ (اللهُ) لهُ: أتسألُ الجنَّةَ وقد نَجَّيْتُكَ مِنَ النَّارِ؟ فيقولُ: ربِّ اجعَلْ بيني وبينَها حِجابًا؛ لا أسمَعُ حَسيسَها، قال: فيدخُلُ الجنَّةَ، ويرى أو يُرْفَعُ له مَنزِلٌ أمامَ ذلكَ، كأنَّ ما هو فيه إليه حُلُمٌ، فيقولُ: ربِّ أعطِني ذلكَ المنزلَ، فيقولُ له: لعلَّكَ إنْ أَعطَيْتُكَهُ تسألُ غَيْرَهُ، فيقولُ: لا وعِزَّتِكَ ، لا أسألُكَ غَيْرَهُ، أنَّى مَنزِلٌ أحسنُ منه؟! فيُعطاهُ، فيَنْزِلُهُ، ويرى أمامَ ذلكَ مَنزِلًا كأنَّ ما هو فيه بالنِّسبةِ إليه حُلُمٌ، قال: ربِّ أَعْطِني ذلكَ المنزلَ، فيقولُ اللهُ تبارَكَ وتعالى له: فلعلَّكَ إنْ أَعْطَيْتُكَهُ تسألُ غَيْرَهُ، فيقولُ: لا وعِزَّتِكَ ، لا أسألُكَ غَيْرَهُ، أنَّى مَنزِلٌ أَحسَنُ منه؟! فيُعطاهُ، فيَنْزِلُهُ، قال: ويرى أوْ يُرْفَعُ له أمامَ ذلكَ مَنزِلٌ آخَرُ، كأنَّما هو إليه حُلُمٌ، فيقولُ: أعطِني ذلكَ المنزلَ، فيقولُ اللهُ جَلَّ جَلالُهُ: فلعلَّكَ إنْ أَعْطَيْتُكَهُ تسألُ غَيْرَهُ، قال: لا وعِزَّتِكَ لا أسألُ غَيْرَهُ، وأيُّ مَنزِلٍ يكونُ أَحْسَنَ منه؟! قال: فيُعطاهُ، فيَنْزِلُهُ، ثُمَّ يسكُتُ، فيقولُ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: ما لكَ لا تسألُ؟ فيقولُ: ربِّ، قد سألْتُكَ حتَّى استَحْيَيْتُكَ، وأقسمْتُ لكَ حتَّى استَحْيَيْتُكَ، فيقولُ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: ألَمْ تَرْضَ أنْ أُعطيَكَ مِثْلَ الدُّنيا منذُ خَلَقْتُها إلى يومِ أَفنَيْتُها وعشَرةَ أضعافِهِ؟ فيقولُ: أَتَهْزَأُ بي وأنتَ رَبُّ العِزَّةِ؟! فيَضْحَكُ الرَّبُّ تعالى مِن قولِهِ، قال: فرأيْتُ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه إذا بَلَغَ هذا المكانَ مِن هذا الحديثِ ضَحِكَ، فقال له رجُلٌ: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، قد سمِعْتُكَ تُحَدِّثُ هذا الحديثَ مِرارًا، كلَّما بَلَغْتَ هذا المكانَ ضَحِكْتَ، فقال: إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحَدِّثُ هذا الحديثَ مِرارًا كلَّما بَلَغَ هذا المكانَ مِن هذا الحديثِ ضَحِكَ حتَّى تَبْدُوَ أضراسُهُ، قال: فيقولُ الرَّبُّ جَلَّ ذِكْرُهُ: لا، ولكنِّي على ذلكَ قادِرٌ، سَلْ، فيقولُ: أَلحِقْني بالنَّاسِ، فيقولُ: الْحَقْ بالنَّاسِ، فيَنطَلِقُ يَرْمُلُ في الجنَّةِ، حتَّى إذا دنا مِنَ النَّاسِ رُفِعَ له قَصْرٌ مِن دُرَّةٍ؛ فيَخِرُّ ساجِدًا، فيُقالُ له: ارفَعْ رأسَكَ، ما لكَ؟ فيقولُ: رأيْتُ ربِّي -أو :تَراءَى لي ربِّي-، فيُقالُ له: إنَّما هو مَنزِلٌ مِن مَنازِلِكَ، قال: ثمَّ يَلْقى رجُلًا فيَتهَيَّأُ للسُّجودِ له، فيُقالُ له: مَهْ، ما لَكَ؟! فيقولُ: رأيْتُ أنَّكَ مَلَكٌ مِنَ الملائكةِ، فيقولُ: إنَّما أنا خازِنٌ مِن خُزَّانِكَ، وعبْدٌ مِن عَبيدِكَ، تحتَ يَدَيَّ ألفُ قَهْرَمانٍ على مِثْلِ ما أنا عليهِ، قال: فيَنطَلِقُ أمامَهُ حتَّى يَفتَحَ له القَصْرَ، قال: وهو مِن دُرَّةٍ مُجَوَّفةٍ، سَقائِفُها وأبوابُها وأغلاقُها ومَفاتيحُها منها، تَستَقبِلُهُ جوهرةٌ خَضراءُ مُبَطَّنةٌ بحَمراءَ، فيها سبعونَ بابًا، كلُّ بابٍ يُفضي إلى جوهرةٍ خَضراءَ مُبَطَّنةٍ بحمراءَ، كلُّ جوهرةٍ تُفضي إلى جوهرةٍ على غيرِ لَونِ الأخرى، في كلِّ جوهرةٍ سُرُرٌ وأزواجٌ ووصائِفُ أَدناهُنَّ حَوْراءُ عَيْناءُ، عليها سبعونَ حُلَّةً، يُرَى مُخُّ ساقِها مِن وراءِ حُلَلِها، كَبِدُها مِرْآتُهُ، وكَبِدُهُ مِرْآتُها، إذا أَعرَضَ عنها إعراضَةً ازدادَتْ في عَيْنِهِ سبعينَ ضِعفًا عمَّا كانت قَبلَ ذلكَ، وإذا أَعرَضَتْ عنُه إعراضةً ازدادَ في عَيْنِها سبعينَ ضِعفًا عمَّا كان قَبلَ ذلكَ، فيقولُ لها: واللهِ، لقد ازدَدْتِ في عَيْني سبعينَ ضِعفًا، وتقولُ له: وأنتَ واللهِ، لقد ازدَدْتَ في عَيْني سبعينَ ضِعْفًا، فيُقالُ له: أَشرِفْ، فيُشْرِفُ، فيُقالُ له: مُلْكُكَ مَسيرةُ مِئةِ عامٍ، يَنْفُذُهُ بصرُكَ، قال: فقال عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه: أَلَا تسمَعُ ما يُحَدِّثُنا ابنُ أُمِّ عبْدٍ يا كَعْبُ عن أَدْنَى أهلِ الجَنَّةِ مَنزِلًا؟! فكيف أعلاهُم؟! قال: يا أميرَ المؤمنينَ، ما لا عَيْنٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ، إنَّ اللهَ جَلَّ ذِكْرُهُ خَلَقَ دارًا، جعَلَ فيها ما شاءَ مِنَ الأزواجِ والثَّمراتِ والأَشرِبَةِ، ثمَّ أَطبَقَها؛ فلَمَ يَرَها أحدٌ مِن خَلْقِهِ، لا جِبريلُ ولا غَيْرُهُ مِنَ الملائكةِ، ثمَّ قرأَ كَعْبٌ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17]، قال: وخَلَقَ دُونَ ذلكَ جَنَّتَيْنِ، وزَيَّنَهما بما شاءَ، وأَراهُمَا مَن شاءَ مِن خَلْقِهِ، ثمَّ قال: فمَن كان كِتابُهُ في عِلِّيِّينَ نَزَلَ في تلكَ الدَّارِ الَّتي لم يَرَها أحدٌ، حتَّى إنَّ الرجُلَ مِن أهلِ عِلِّيِّينَ لَيَخرُجُ فيَسيرُ في مُلْكِهِ، فلا تَبقى خَيْمةٌ مِن خِيَمِ الجنَّةِ إلَّا دَخَلَها مِن ضَوْءِ وجْهِهِ، فيَستَبْشِرونَ بريحِهِ فيقولونَ: واهًا لهذا الرِّيحِ! هذا ريحُ رجُلٍ مِن أهلِ عِلِّيِّينَ قد خرَجَ يَسيرُ في مُلْكِهِ، قال: وَيْحَكَ يا كَعْبُ، إنَّ هذهِ القُلوبَ قدِ اسْتَرسَلَتْ فاقبِضْها، فقال كَعْبٌ: والذي نفْسي بيدِهِ، إنَّ لِجَهنَّمَ يومَ القيامةِ لَزَفْرَةً ما مِن مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ولا نبيٍّ مُرْسَلٍ إلَّا خَرَّ لرُكْبَتَيْهِ، حتَّى إنَّ إبراهيمَ خليلَ اللهِ لَيقولُ: ربِّ، نفْسي نفْسي، حتَّى لو كان لكَ عَمَلُ سبعينَ نبيًّا إلى عَمَلِكَ لَظَنَنْتَ ألَّا تَنْجُوَ.

120 - يجمعُ اللَّهُ الأوَّلينَ والآخرينَ لميقاتِ يومٍ معلومٍ قيامًا أربعينَ سنةً شاخصةً أبصارُهُم إلى السَّماءِ ينتظرونَ فصلَ القضاءِ قالَ وينزلُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في ظللٍ منَ الغمامِ منَ العرشِ إلى الكرسيِّ ثمَّ يُنادي مُنادٍ أيُّها النَّاسُ ألم تَرضوا من ربِّكمُ الَّذي خلقَكُم ورزقَكُم وأمرَكُم أن تعبُدوهُ ولا تشرِكوا بِهِ شيئًا أن يولِّيَ كلَّ ناسٍ منكم ما كانوا يتولَّونَ ويعبدونَ في الدُّنيا قالَ فينطلِقونَ ويمثَّلُ لَهُم أشباهُ ما كانوا يعبدونَ فَمِنْهُم من ينطلقُ إلى الشَّمسِ وَمِنْهُم من ينطلقُ إلى القمرِ وإلى الأوثانِ منَ الحجارةِ وأشباهِ ما كانوا يعبدونَ قالَ ويمثَّلُ لمن كانَ يعبدُ عيسى شيطانُ عيسى ويمثَّلُ لمن كانَ يعبدُ عُزَيْرًا شيطانُ عُزَيْرٍ ويبقى محمَّدٌ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأُمَّتُهُ فيأتيهم الرَّبُّ عزَّ وجلَّ فيقولُ ما بالَكُم لا تنطلقونَ كما انطلقَ النَّاسُ قالَ فيقولونَ إنَّ لَنا إلَهًا ما رأيناهُ بعدُ فيقولُ هل تعرفونَهُ إن رأيتُموهُ فيقولونَ إنَّ بينَنا وبينَهُ علامةً إذا رأيناهَ عرفناهَ قالَ فيقولُ ما هي فيقولونَ يَكْشفُ عن ساقِهِ فعندَ ذلِكَ يُكْشفُ عن ساقٍ فيخرُّونَ له سجَّدًا ويبقى قومٌ ظُهورُهُم كصياصيِّ البقرِ يريدونَ السُّجودَ فلا يستطيعونَ وقد كانوا يدعونَ إلى السُّجودِ وَهُم سالمونَ ثمَّ يقولُ ارفَعوا رؤوسَكُم فيرفعونَ رؤوسَهُم فيُعطيهم نورَهُم على قدرِ أعمالِهِم فَمِنْهُم من يعطى نورَهُ على قدر الجبلِ العظيمِ يسعى بينَ أيديهم وَمِنْهُم من يعطى نورًا أصغرَ من ذلِكَ حتَّى يَكونَ آخر رجل يعطى نورَهُ على إبهامِ قدمِهِ يضيءُ مرَّةً ويطفأ مرَّةً فإذا أضاءَ قدَّمَ قدمَهُ ومشى وإذا طفئَ قامَ والرَّبُّ تباركَ و تعالَى أمامَهُم حتَّى يمرَّ في النَّارِ فيبقى أثرُهُ كحدِّ السَّيفِ قالَ ويقولُ مرُّوا فيمرُّونَ على قدرِ نورِهِم منهم من يمرُّ كطرفِ العينِ وَمِنْهُم من يمرُّ كالبرقِ وَمِنْهُم من يمرُّ كالسَّحابِ وَمِنْهُم من يمرُّ كانقضاضِ الكوكبِ وَمِنْهُم من يمرُّ كالرِّيحِ وَمِنْهُم من يمرُّ كشدِّ الفرسِ وَمِنْهُم كشدِّ الرَّجُلِ حتَّى يمرَّ الَّذي أعطى نورَهُ على قدر إبهامِ قدمَهِ يحبو على وجهِهِ ويديهِ ورجليهِ تُجرُّ يدٌ وتعلَقُ يدٌ وتجرُّ رِجلٌ وتعلَقُ رجلٌ وتصيبُ جوانبَهُ النَّارُ فلا يزالُ كذلِكَ حتَّى يخلُصَ فإذا خلصَ وقفَ عليهم ثمَّ قالَ الحمدُ للَّهِ لقد أعطاني اللَّهُ ما لم يُعطِ أحدًا إذ نجَّاني منها بعدَ أن رأيتُها قالَ فينطلَقُ بِهِ إلى غديرٍ عندَ بابِ الجنَّةِ فيغتسلُ فيه فيعودُ إليهِ ريحُ أَهْلِ الجنَّةِ وألوانُهُم فيرى ما في الجنَّةِ من خلالِ البابِ فيقولُ ربِّ أدخِلني الجنَّةَ فيقولُ اللَّهُ تبارَكَ و تعالَى لَهُ أتسألُ الجنَّةَ وقد نجِّيتُكَ منَ النَّارِ فيقولُ يا ربِّ اجعل بيني وبينَها حِجابًا لا أسمعُ حسيسَها قالَ فيدخلُ الجنَّةَ قالَ ويرى - أو يرفعُ لَهُ - منزلٌ أمامَ ذلِكَ كأنَّما الذي هوَ فيهِ إليهِ حُلمٌ ليدخُلَهُ فيقولُ ربِّ أعطني ذلِكَ المنزلَ فيقولُ فلعلَّكَ إن أعطيتُكَهُ تسألُ غيرَهُ فيقولُ وعزَّتِكَ لا أسألُ غيرَهُ وأيُّ منزلٍ يكونُ أحسَنَ منهُ قالَ فيُعطاه فينزِلُهُ فقال ويرى أو يُرفَعُ له أمامَ ذلكَ ليدخُلَهُ فيقولُ ربِّ أعطِني ذلك المنزلَ فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ فلعلَّكَ إن أعطيتُكَهُ تسألُ غيرَهُ قالَ لا وعزَّتِكَ لا أسألُ غيرَهُ وأيُّ منزلٍ يَكونُ أحسنَ منهُ قالَ فيعطاهُ فينزلُ قال ويرى أو يُرفَعُ له أمام ذلكَ منزلٌ آخرُ كأنَّما الَّذي هو فيهِ إليهِ حُلْمٌ فيقولُ ربِّ أعطني ذلك المنزلَ فيقولُ اللَّهُ جلَّ جلالُهُ فلعلَّكَ إن أعطيتُكَهُ تسألُ غيرَهُ قال لا وعزَّتِكَ لا أسألُ غيرَهُ وأيُّ منزِلٍ يكونُ أحسنَ منهُ قال فيُعطاه فينزِلُ ثمَّ يسكتُ فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ ما لَكَ لا تسألُ فيقولُ ربِّ لقد سألتُكَ حتَّى استحييتُكَ وأقسَمتُ لَكَ حتَّى استحييتُكَ فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ ألم تَرضى أن أُعْطيَكَ مثلَ الدُّنيا منذُ يوم خلقتُها إلى يومِ أفنيتُها وعشرةَ أضعافِهِ فيقولُ أتستَهْزئُ بي وأنتَ ربُّ العزَّةِ فيضحَكُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ من قولِهِ قالَ فرأيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ مسعودٍ إذا بلغَ بهذا المَكانَ من هذا الحديثِ ضحِكَ فقالَ لَهُ رجلٌ يا أبا عبدِ الرَّحمنِ قد سَمِعْتُكَ تحدِّثُ هذا الحديثَ مرارًا كلَّما بلغتَ هذا المَكانَ مِن هذا الحديثِ ضحِكْتَ فقالَ إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يحدِّثُ بهذا الحديثَ مرارًا كلَّما بلغَ هذا المَكانَ من هذا الحديثِ ضحِكَ حتَّى تبدُوَ أضراسُهُ قالَ فيقولُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ لا ولَكِنِّي على ذلِكَ قادرٌ سَل فيقولُ ألحِقني بالنَّاسِ فيقولُ الحقِ بالنَّاسِ قالَ فينطلقُ يرمُلُ في الجنَّةِ حتَّى إذا دَنا منَ النَّاسِ رُفِعَ لَهُ قصرٌ من درَّةٍ فيخرُّ ساجدًا فقالُ لَهُ ارفع رأسَكَ ما لَكَ فيقولُ رأيتُ ربِّي - أو تراءى لي ربِّي - فيقالُ لَهُ إنَّما هوَ منزلٌ من مَنازلِكَ قالَ ثمَّ يَلقى فيها رجلًا فيتَهَيَّأُ للسُّجودِ فيقالُ لَهُ ما لَكَ فيقولُ رأيتُ أنَّكَ ملَكٌ منَ الملائِكَةِ فيقولُ له إنَّما أَنا خازنٌ من خزَّانِكَ عبدٌ من عبيدِكَ تحتَ يدي ألفُ قَهْرمانٍ على مثلِ ما أَنا عليهِ قالَ فينطلقُ أمامَهُ حتَّى يَفتحَ لَهُ القصرَ قالَ وَهوَ في درَّةٍ مجوَّفةٍ سقائفُها وأبوابُها وأغلاقُها ومفاتيحُها منها تستقبلُهُ جوهرةٌ خضراءُ مبطَّنةٌ بحمراءَ كلُّ جوهرةٍ تُفضي إلى جوهرةٍ على غيرِ لونِ الأخرى في كلِّ جوهرةٍ سررٌ وأزواجٌ ووصائفُ أدناهنَّ حوراءُ عيناءُ عليها سبعونَ حلَّةً يُرى مخُّ ساقِها من وراءِ حللِها كبدُها مرآتُهُ إذا أعرضَ عنها إعراضةً ازدادت في عينِهِ سبعينَ ضعفًا عمَّا كانت قبلَ ذلِكَ فيقولُ لَها واللَّهِ لقدِ ازدَدتِ في عيني سبعينَ ضعفًا فتقولُ لَهُ واللَّه واللَّهِ أنت لقدِ ازددتَ في عيني سبعينَ ضعفًا فيقالُ لَهُ أشرِف قالَ فيشرفُ فيقالُ لَهُ ملكُكَ مسيرةُ مائةِ عامٍ ينفذُهُ بصرُهُ قالَ فقالَ عمرُ ألا تسمعُ إلى ما يحدِّثُنا ابنُ أمِّ عبدٍ يا كعبُ عن أدنى أَهْلِ الجنَّةِ منزلًا فَكَيفَ أعلاهم قالَ كعبٌ يا أميرَ المؤمنينَ فيها ما لا عينٌ رأَت ولا أذنٌ سمِعت إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ جعلَ دارًا فيها ما شاءَ منَ الأزواجِ والثَّمراتِ والأشربةِ ثمَّ أطبقَها فلم يرَها أحدٌ منَ خلقِهِ لا جبريلُ ولا غيرُهُ منَ الملائِكَةِ ثمَّ قرأَ كعبٌ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قالَ وخلقَ من دونَ ذلِكَ جنَّتينِ وزيَّنَهُما بما شاءَ وأراهما من شاءَ من خلقِهِ ثمَّ قالَ من كانَ كتابُهُ في علِّيِّينَ نزلَ تلكَ الدَّارَ الَّتي لم يرَها أحدٌ حتَّى إنَّ الرَّجلَ من أَهْلِ علِّيِّينَ ليخرجُ فيسيرُ في ملكِهِ فلا تبقى خيمةٌ من خيامِ الجنَّةِ إلَّا دخلَها من ضوءِ وجهِهِ فيستبشِرونَ بريحِهِ فيقولونَ واهًا لِهَذا الرِّيحِ هذا رجلٌ من أَهْلِ علِّيِّينَ قد خرجَ يسيرُ في ملكِهِ فقالَ ويحَكَ يا كعبُ هذِهِ القلوبُ قدِ استَرسَلَت فاقبِضها فقالَ كعبٌ والَّذي نفسي بيدِهِ إنَّ لِجهنَّمَ يومَ القيامةِ لَزفرةً ما يبقى من ملَكٍ مقرَّبِ ولا نبيٍّ مرسلٍ إلَّا يخرُّ لرُكْبتيهِ حتَّى إنَّ إبراهيمَ خليلَ اللَّهِ يقولُ ربِّ نَفسي نَفسي حتَّى لو كانَ لَكَ عملُ سبعينَ نبيًّا إلى عملِكَ لظننتَ أنَّكَ لا تَنجو
 

1 - أوحى اللَّهُ إلى نبيٍّ من أنبياءِ بني إسرائيلَ إذا أصبَحتَ فشمِّرْ ذيلَكَ فأوَّلُ شيءٍ تلقاهُ فَكلْهُ والثَّاني فادفِنْهُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده مجهول
الراوي : المنتجع النجدي جد أبي حبة الرقي | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الإصابة في تمييز الصحابة
الصفحة أو الرقم : 3/458 التخريج : أخرجه أبو سعيد النقاش في ((فنون العجائب)) (34) واللفظ له بتمامه.
التصنيف الموضوعي: أنبياء - عام رقائق وزهد - الزهد في الدنيا رقائق وزهد - القناعة أنبياء - أنبياء بني إسرائيل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

2 - تعبَّد رجلٌ في صَوْمَعتِه فمطَرَتِ السَّماءُ فأعشَبَتِ الأرضُ فرأى حِمارًا يرعى فقال : يا ربِّ لو كان لك حِمارٌ أرعَيْتُه مع حِماري ؟ فبلَغ ذلك نبيًّا مِن أنبياءِ بني إسرائيلَ فأراد أن يدعوَ عليه، فأوحى اللهُ إليه : إنَّما أُجازي العِبادَ على قَدْرِ عقولِهم
خلاصة حكم المحدث : منكر
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن عدي | المصدر : الكامل في الضعفاء
الصفحة أو الرقم : 1/269 التخريج : أخرجه ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (1/165) واللفظ له، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (4640)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (4/46).
التصنيف الموضوعي: علم - القصص آداب عامة - فضل العقل والذكاء إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

3 - تعبَّد رجلٌ في صومعةٍ فمطَرتِ السَّماءُ فأعشَبتِ الأرضُ فرأَى حمارًا يرعَى، فقال : ربِّ ! لو كان لك حمارٌ لرعيتُه مع حماري، فبلغ ذلك نبيًّا من أنبياءِ بني إسرائيلَ فأراد أن يدعوَ عليه، فأوحَى اللهُ تعالَى إليه : إنَّما أجازي العباد على قدر عقولهم
خلاصة حكم المحدث : تفرد به أحمد بن بشير الكوفي
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البيهقي | المصدر : شعب الإيمان
الصفحة أو الرقم : 4/1683 التخريج : أخرجه ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (1/165)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (4640) واللفظ له، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (4/46).
التصنيف الموضوعي: علم - القصص آداب عامة - فضل العقل والذكاء إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
|أصول الحديث

4 - تعبّدَ رجلٌ في صومعةٍ فمطرتِ السماءُ فأعشبتِ الأرضُ فرأى حمارا يرعَى فقال : يا ربّ لو كانَ لكَ حِمارٌ رعيتهُ مع حمارِي فبلغَ ذلكَ نبيّا من أنبياءِ بني إسرائيلَ فأرادَ أن يدعُو عليهِ فأوحَى اللهُ إليهِ : إنما أُجَازِي العبادَ على قدرِ عُقولهِم
خلاصة حكم المحدث : [فيه] أحمد بن بشير متروك الحديث [له مناكير] وهذا أحد ما أنكر عليه
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن القيسراني | المصدر : ذخيرة الحفاظ
الصفحة أو الرقم : 2/1154 التخريج : أخرجه ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (1/165)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (4640)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (4/46).
التصنيف الموضوعي: علم - القصص آداب عامة - فضل العقل والذكاء إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
|أصول الحديث

5 - تَعَبَّدَ رجلٌ في صومعتِهِ، فمطرتِ السماءُ، فأعشبتِ الأرضُ، فرأى حمارَهُ يَرْعى، فقال : يا ربِّ لو كان لكَ حمارًا، أرعيتَهُ مع حماري ؟ فبلغَ ذلكَ نبيًّا من أنبياءِ بني إسرائيلَ، فأرادَ أن يدعوَ عليهِ، فأَوْحَى اللهُ إليهِ : إنَّما أُجازِي العبادَ على قَدْرِ عُقُولِهم
خلاصة حكم المحدث : منكر
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الضعيفة
الصفحة أو الرقم : 6876 التخريج : أخرجه ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (1/165)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (4640)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (4/46).
التصنيف الموضوعي: علم - القصص آداب عامة - فضل العقل والذكاء إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

6 - تعبَّدَ رجلٌ في صومَعةٍ فمَطرتِ السَّماءُ، فأعشبَتِ الأرضُ فرأى حمارًا لَهُ يرعى فقالَ : يا ربِّ لو كانَ لَكَ حمارٌ رعيتَهُ معَ حماري، فبلغَ ذلِكَ نبيًّا من أنبياءِ بَني إسرائيلَ فأرادَ أن يدعوَ عليهِ فأوحى اللَّهُ تعالى إليهِ إنَّما أجازي العبادَ على قَدرِ عقولِهِم
خلاصة حكم المحدث : منكر
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن عدي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 1/274 التخريج : أخرجه ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (1/165)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (4640)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (1/174) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: علم - القصص آداب عامة - فضل العقل والذكاء إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

7 - تعبَّدَ رجُلٌ في صومَعةٍ، فمَطرتِ السَّماءُ، فأعشَبَتِ الأرضُ فرأى حمارًا لَهُ يرعَى فقالَ : يا ربِّ لو أنَّ لَكَ حِمارٌ رعيتُهُ معَ حِماري، فبلغَ ذلِكَ نبيًّا مِن أنبياءِ بَني إسرائيلَ فأرادَ أن يدعوَ عليهِ فأوحى اللَّهُ لهُ : إنَّما أجازي العِبادَ على قدرِ عُقولِهِم
خلاصة حكم المحدث : منكر
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن عدي | المصدر : تاريخ بغداد
الصفحة أو الرقم : 4/266 التخريج : أخرجه ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (1/165)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (4640)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (4/46) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: علم - القصص آداب عامة - فضل العقل والذكاء إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

8 - أوْحَى اللهُ إلى نبيٍّ من أنْبياءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ : قُلْ لأهلِ طاعَتي من أمتِكَ : لا يَتَّكِلوا على أَعْمالِهِمْ، فإنَّنِي لا أَقَاصُّ عبدًا الحِسابَ يومَ القيامةِ أَشَاءُ أنْ أُعَذِّبَهُ إلَّا عَذَّبْتُهُ, وقَلَّ لأهلِ مَعصيتي من أمتِكَ : لا يُلْقُوا بِأَيْدِيهِمْ, فإني أَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمَ ولا أُبالِي .
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : ابن رجب | المصدر : جامع العلوم والحكم
الصفحة أو الرقم : 1/445 التخريج : أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (4844)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (4/ 194) بلفظه تامًا.
التصنيف الموضوعي: توبة - الحض على التوبة قيامة - الحساب والقصاص إحسان - غفران الله للذنوب والآثام إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

9 - عن أبي ذَرِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: كنتُ رَديفَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على جَملٍ، فرأى الشمسَ حينَ غابتْ، فقال: أتدري يا أبا ذَرٍّ أينَ تغرُبُ هذه؟ قلت: اللهُ ورسولُهُ أعلَمُ، قال: إنَّما تغرُبُ في عينٍ حامِيَةٍ .
خلاصة حكم المحدث : الذي في كتب الحديث على حمار
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف
الصفحة أو الرقم : 176
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - طلوع الشمس من مغربها تفسير آيات - سورة الكهف سفر - جواز الإرداف على الدابة قراءات - سورة الكهف أشراط الساعة - علامات الساعة الكبرى

10 - عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: كنتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على حِمارٍ عليه بَرْذَعَةٌ أو قَطيفةٌ، وذلك عند غروبِ الشمسِ، فقال لي: يا أبا ذَرٍّ، هل تدرى أينَ تغيبُ هذه؟ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: فإنها تغرُبُ في عينٍ حَمِئَةٍ ، تنطلِقُ حتَّى تخِرَّ ساجدةً لربِّها تحتَ العرشِ، فإذا حان وقتُ خروجِها أُذِنَ لها فتخرُجُ فتطلُعُ، فإذا أراد اللهُ أن يُطلِعَها مِن حيثُ تغرُبُ حبَسَها، فتقولُ: يا ربِّ، إنَّ مَسيري بعيدٌ، فيقول لها: اطلُعي مِن حيثُ غِبْتِ.

11 - حَديثٌ رَواه موسى بنُ المُسَيَّبِ الثَّقَفيُّ، عن شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ غَنْمٍ، عن أبي ذَرٍّ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالَ: يقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: يا عِبادي، كلُّكم مُذنِبٌ...، وذَكَرَ الحَديثَ؟
خلاصة حكم المحدث : رَواه حمَّادُ بنُ سَلَمةَ، عن علِيِّ بنِ زَيدٍ، عن شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، عن تُبَيْعٍ، قَوْلَه، قالَ: فكأنَّ هذا يَدفَعُ ذاك.
الراوي : أبو ذر | المحدث : أبو زرعة الرازي | المصدر : علل ابن أبي حاتم
الصفحة أو الرقم : 1804
التصنيف الموضوعي: توبة - الحض على التوبة رقائق وزهد - التوكل واليقين رقائق وزهد - ذكر الذنوب مظالم - تحريم الظلم إيمان - كلام الله

12 - حَديثٌ رَواه موسى بنُ المُسَيَّبِ الثَّقَفيُّ، عن شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ غَنْمٍ، عن أبي ذَرٍّ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالَ: يقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: يا عِبادي، كلُّكم مُذنِبٌ...، وذَكَرَ الحَديثَ؟
خلاصة حكم المحدث : رَواه حمَّادُ بنُ سَلَمةَ، عن علِيِّ بنِ زَيدٍ، عن شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، عن تُبَيْعٍ، قَوْلَه، قالَ: فكأنَّ هذا يَدفَعُ ذاك.
الراوي : أبو ذر | المحدث : أبو حاتم الرازي | المصدر : علل ابن أبي حاتم
الصفحة أو الرقم : 1804
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الدعاء وإثم تركه رقائق وزهد - التوكل واليقين عقيدة - إثبات صفات الله تعالى إيمان - عظمة الله وصفاته إيمان - كلام الله

13 - يقولُ الربُّ عزَّ وجلَّ : إنَّ عبدًا أوسعتُ عليه في الرزقِ، فلم يُفدْ إليَّ في كلِّ أربعةِ أعوامٍ لَمحرومٍ
خلاصة حكم المحدث : حديث العلاء بن المسيب بن رافع الاهلي الكوفي من أولاد المحدثين، روى عنه غير واحد، منهم من قال: في خمسة أعوام
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : القرطبي المفسر | المصدر : تفسير القرطبي
الصفحة أو الرقم : 5/214
التصنيف الموضوعي: حج - الندب إلى الحج كل خمسة أعوام

14 - يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: إنَّ عبدًا أصحَحْتُ له بدنَه وأوسَعْتُ عليه في الرِّزْقِ لَمْ يَفِدْ إليَّ في كلِّ أربعةِ أعوامٍ لَمحرومٌ
خلاصة حكم المحدث : لم يرفع هذا الحديث عن سفيان إلا عبد الرزاق
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط
الصفحة أو الرقم : 1/155 التخريج : أخرجه أبو يعلى (1031)، وابن حبان (3703)، والبيهقي (10695) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: إحسان - الحث على الأعمال الصالحة حج - فضل الحج والعمرة حج - فضل الحج ووجوبه
|أصول الحديث

15 - ما مِنْ مسلمٍ يموتُ فتشهدُ له أهلُ أَرْبَعَةِ أبياتٍ من جيرانِهِ الْأَدْنَيْنَ إلَّا قال الله قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فيه وغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 7/3 التخريج : أخرجه أحمد (13541)، وأبو يعلى (3481)، وابن حبان (3026) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - الثناء الحسن استغفار - أسباب المغفرة جنائز وموت - الثناء على الجنازة والعكس إحسان - غفران الله للذنوب والآثام
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - إنَّ اللَّهَ يقولُ إنَّ عبدًا أصححتُ لهُ بدنَهُ وأوسعتُ عليهِ في الرِّزقِ لم يغدُ إليَّ في كلِّ أربعةِ أعوامٍ لمحرومٌ [ وفي روايةٍ ] قالَ خمسةِ أعوامٍ
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح‏‏
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 3/209 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (486)، وابن حبان (3703)، والبيهقي (10695) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: عمرة - فضل العمرة إيمان - كلام الله حج - الندب إلى الحج كل خمسة أعوام حج - فضل الحج ووجوبه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - ما مِن مُسلِمٍ يَموتُ فيَشهَدُ له أربَعةٌ أهلُ أبياتٍ مِن جيرانِه الأَدْنينِ؛ أنَّهم لا يَعلَمونَ إلَّا خَيرًا؛ إلَّا قال اللهُ تَعالى: قد قَبِلتُ عِلْمَكم، وعَفَوتُ عَمَّا لا تَعلَمونَ.
خلاصة حكم المحدث : حسن غريب
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الفتوحات الربانية
الصفحة أو الرقم : 4/208 التخريج : أخرجه أحمد (13541)، وأبو يعلى (3481) واللفظ له، وابن حبان (3026).
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - الثناء الحسن استغفار - أسباب المغفرة جنائز وموت - الثناء على الجنازة والعكس إحسان - غفران الله للذنوب والآثام
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

18 - ما من مسلمٍ يموتُ فيشهَدُ له أربعةُ أهلِ أبياتٍ من جيرانِه الأدنَيْن إنَّهم لا يَعلَمون إلَّا خيرًا إلَّا قال اللهُ : قد قبِلتُ عِلمَكم فيه، وغفرتُ له ما لا تَعلمون
خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم : 4/265 التخريج : أخرجه أحمد (13541)، وأبو يعلى (3481) واللفظ له، وابن حبان (3026).
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - الثناء الحسن استغفار - أسباب المغفرة جنائز وموت - الثناء على الجنازة والعكس إحسان - غفران الله للذنوب والآثام
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

19 - ما من مسلمٍ يموتُ فَيَشْهَدُ لهُ أربعَةٌ أهلُ أَبْياتٍ من جِيرَانِهِ الأَدْنَيْنَ أنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ إلَّا خيرًا؛ إلَّا قال اللهُ : قد قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فيهِ، وغَفَرْتُ لهُ ما لا تعلمُونَ.
خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 3515 التخريج : أخرجه أحمد (13541)، وأبو يعلى (3481) واللفظ له، وابن حبان (3026).
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - الثناء الحسن استغفار - أسباب المغفرة جنائز وموت - الثناء على الجنازة والعكس إحسان - غفران الله للذنوب والآثام
|أصول الحديث

20 - يَخرُجُ مِنَ النارِ أربعةٌ يُعرَضونَ على اللهِ، فيَأمُرُ بهم إلى النارِ، فيَلتفِتُ أحَدُهم، فيَقولُ: أيْ رَبِّ، قد كنتُ أرجو إنْ أَخرَجْتَني منها ألَّا تُعيدَني فيها، فيقولُ: فلا تَعودُ فيها.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 13313 التخريج : أخرجه أحمد (13313) واللفظ له، وعبد بن حميد (1310)، والبزار (7385)
التصنيف الموضوعي: جهنم - ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد رقائق وزهد - الرجاء مع الخوف رقائق وزهد - حسن الظن بالله فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

21 - إنَّ آدمَ عصَى فأُهبِطَ مُسوَدًّا فبكتِ الملائكةُ، فأوحى اللهُ إليه صُمْ لي يومَ ثلاثةَ عشرَ فصامَه فابيضَّ ثُلُثُه، ثم صام يومَ أربعةَ عشرَ فابيضَّ ثُلُثُه، ثم صام يومَ خمسةَ عشَرَ فابيضَّ كُلُّه؛ فسُمِّيتْ أيامَ البِيضِ
خلاصة حكم المحدث : باطل
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الذهبي | المصدر : ميزان الاعتدال
الصفحة أو الرقم : 2/530 التخريج : أخرجه ابن الجوزي في ((الموضوعات)) (2/72) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أنبياء - آدم رقائق وزهد - عقوبات الذنوب صيام - صيام أيام البيض صيام - فضل الصيام ملائكة - أعمال الملائكة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

22 - إن آدَمَ عصَى فاهبطَ مُسودّا، فبكَتِ الملائكةُ، فأوحَى اللهُ إليهِ : صُمْ لي يومَ ثلاثَةَ عشرَ، فصامهُ فابيضّ ثلثهُ، ثم صام يومَ أربعةَ عشرَ، فصامهُ فابيضّ ثلثاهُ، ثم صامَ يومَ خمسةَ عشرَ فابيضّ كلهُ، فسُمّيتْ أيامَ البيضِ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عبد الأعلى بن سليمان والآفة ممن بعده
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : لسان الميزان
الصفحة أو الرقم : 5/46 التخريج : أخرجه ابن الجوزي في ((الموضوعات)) (2/72) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أنبياء - آدم رقائق وزهد - عقوبات الذنوب صيام - صيام أيام البيض صيام - فضل الصيام ملائكة - أعمال الملائكة
|أصول الحديث

23 - إنِّي لأعلمُ آخرَ رجلٍ يخرجُ من النارِ يُؤتَى بالرجلِ يومَ القيامةِ، فيُقالُ : اعْرِضُوا عليهِ صِغَارَ ذُنُوبِه. ويُخَبَّأُ عنه كِبَارُها، فيُقالُ : عملتَ يومَ كذا كذا وكذا، وهوَ مقرٌ لا يُنكِرُ، وهوَ مُشفِقٌ مِنْ كِبَارِها فيُقالُ : أَعطُوه مكانَ كلِّ سيئةٍ حسنةً. فيقولُ : إنَّ لي ذنوبًا ما أَرَاها ههنا. قالَ أبو ذرٍّ : فلقدْ رأيتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ضَحِكَ حتى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ

24 - إنِّي لأعلمُ أوَّلَ رجلٍ يدخلُ الجنَّةَ، وآخرَ رجلٍ يخرُجُ من النَّارِ، يؤتَى بالرَّجلِ يومَ القيامةِ فيُقالُ : اعرِضوا عليه صغارَ ذنوبِه، ويُخبَّأُ عنه كبارُها. فيُقال له : عمِلتَ يومَ كذا، كذا وكذا، وهو مُقِرٌّ لا يُنكِرُ، وهو مُشفِقٌ من كِبارِها، فيُقال : أعطوه مكانَ كلِّ سيِّئةٍ حسنةً. فيقولُ : إنَّ لي ذنوبًا لا أراها ههنا !. قال أبو ذرٍّ : فلقد رأيتُ رسولَ اللهِ ضحِك حتَّى بدت نواجذُه

25 - إنَّ اللهَ أوحى إلى نبيٍّ من أنبياءِ بني إسرائيلَ أن قُلْ لأهلِ طاعتي من أمِّتِك لا يتَّكِلوا على أعمالِهم فإنِّي لا أَقاصُّ عبدًا الحسابَ يومَ القيامةِ ثُمَّ أشاءُ أن أُعذِّبَه إلَّا عذَّبْتُه وقُلْ لأهلِ المعاصي من أمَّتِك لا يَلْقُون بأيديهم فإنِّي أغفِرُ الذُّنوبَ العظامَ ولا أُبالِي وإنَّه ليس من أهلِ قريةٍ ولا أهلِ مدينةٍ ولا أرضٍ ولا رجلٍ بخاصَّةٍ ولا امرأةٍ يكونُ لي على ما أُحِبُّ فأكونُ له على ما يُحِبُّ ثُمَّ يتحوَّلُ عمَّا أُحِبُّ إلى ما أكرَهُ إلَّا تحوَّلْتُ له عمَّا يُحِبُّ إلى ما يكرَهُ وإنَّه ليس من أهلِ مدينةٍ ولا أهلِ أرضٍ ولا رجلٍ بخاصَّةٍ ولا امرأةٍ يكونُ لي على ما أكرَهُ ثُمَّ يتحوَّلُ لي عمَّا أكرَهُ إلى ما أُحِبُّ إلَّا تحوَّلْتُ له عمَّا يكرَهُ إلى ما يُحِبُّ ليس منِّي مَن تطيَّر أو تُطُيِّر له أو تكهَّن أو تُكُهِّن له أو سحَر أو سُحِر له إنَّما أنا وخلقي وكلُّ خلقي لي
خلاصة حكم المحدث : فيه عيسى بن مسلم الطهوي قال أبو زرعة‏‏ لين وقال أبو حاتم‏‏ ليس بالقوي يكتب حديثه وبقية رجاله ثقات إن شاء الله‏‏
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/310 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (4844)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (4/ 194) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: توبة - الحض على التوبة طب - الطيرة والفأل قيامة - الحساب والقصاص إيمان - السحر والنشرة والكهانة إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

26 - عن أبي ذرٍّ قال كنتُ رَدِيفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ وهو على حمارٍ والشمسُ عندَ غروبِها فقالَ هلْ تدرِي أينَ تغربُ هذه قلت اللهُ ورسولُه أعلمُ قال فإنها تغربُ في عينٍ حاميةٍ تنطلقُ حتَّى تخِرَّ لربِها عزَّ وجلَّ ساجدةً تحتَ العرشِ فإذا حانَ خروجُها أَذِنَ اللهُ لها فتخرجُ فتطلعُ فإذا أرادَ أن يُطلعَها حيثُ تغربُ حبسَها فتقولُ يا ربِّ إنَّ مَسيرِي بعيدٌ فيقولُ لها اطلُعِي من حيثُ غبتِ فذلكَ حينَ لا ينفعُ نفسًا إيمانُها

27 - خَرَجَ علينا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونحن سَبعةُ نَفَرٍ، أربَعةٌ مِن مَوالينا، وثَلاثةٌ مِن عَرَبِنا، مُسنِدي ظُهورِنا إلى مَسجِدٍ، فقال: ما أجلَسَكم؟ قُلْنا: جَلَسْنا نَنتَظِرُ الصَّلاةَ. قال: فأرِمَ قَليلًا ثم أقبَلَ علينا فقال: هل تَدرونَ ما يَقولُ رَبُّكم؟ قُلْنا: لا. قال: فإنَّ رَبَّكم يَقولُ: مَن صَلَّى الصَّلاةَ لِوَقتِها وحافَظَ عليها ولم يُضيِّعْها استِخفافًا بحَقِّها، فله علَيَّ عَهدٌ أنْ أُدخِلَه الجَنَّةَ، ومَن لم يُصلِّها لِوَقتِها ولم يُحافِظْ عليها وضَيَّعَها استِخفافًا بحَقِّها فلا عَهدَ له علَيَّ، إنْ شِئتُ عَذَّبتُه، وإنْ شِئتُ غَفَرتُ له.
خلاصة حكم المحدث : [ لا يتطرق إليه احتمال التحسين]
الراوي : كعب بن عجرة | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم : 1/197 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (19/ 142) (311) واللفظ له، وأحمد (18132)، وابن أبي شيبة في ((مسنده)) (512)، بنحوه.
التصنيف الموضوعي: صلاة - الصلاة على وقتها صلاة - تارك الصلاة صلاة - فضل الصلوات والمحافظة عليها مساجد ومواضع الصلاة - فضل انتظار الصلاة صلاة - عظم قدر الصلاة
|أصول الحديث

28 - دخلتُ المسجدَ وأميرُ المؤمنين عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضِي اللهُ تعالَى عنه على المنبرِ، وهو يقولُ : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنَّ اللهَ أوحَى إلى نبيٍّ من أنبياءِ بني إسرائيلَ : قُلْ لأهلِ طاعتي من أمَّتِك : ألَّا يتَّكِلوا على أعمالِهم، فإنِّي لا أُقاصُّ عبدًا الحسابَ يومَ القيامةِ أشاءُ أن أُعذِّبَه إلَّا عذَّبتُه، وقُلْ لأهلِ معصيتي من أمَّتِك : لا يلْقوا بأيديهم فإنِّي أغفرُ الذَّنبَ العظيمَ ولا أُبالي ، وأنَّه ليس من أهلِ قريةٍ ولا مدينةٍ ولا أهلِ أرضٍ ولا رجلٍ بخاصَّةٍ ولا امرأةٍ يكونُ لي على ما أُحِبُّ إلَّا كنتُ له على ما يحِبُّ، وإنَّه ليس من أهلِ مدينةٍ ولا أهلِ أرضٍ ولا رجلٍ بخاصَّةٍ ولا امرأةٍ يكونُ على ما أُحِبُّ إلَّا كنتُ له على ما يحِبُّ، ثمَّ يتحوَّلُ عمَّا أحبُّ إلى ما أكرَهُ إلَّا تحوَّلتُ له ممَّا يحِبُّ إلى ما يكرهُ، وأنَّه ليس من أهلِ قريةٍ ولا أهلِ مدينةٍ ولا أهلِ أرضٍ ولا رجلٍ بخاصَّةٍ ولا امرأةٍ يكونُ على ما أكرهُ إلَّا كنتُ له على ما يكَرهُ، ثمَّ يتحوَّلُ عمَّا أكرَهُ إلى ما أحِبُّ إلَّا تحوَّلتُ له على يكرَهُ إلى ما يحِبُّ. ليس منِّي من تطيَّر أو من تُطُيِّر له أو تكهَّن أو تُكُهِّن له، أو سحَر أو سُحِر له، إنَّما أنا وخلقي وكلُّ خلقي لي
خلاصة حكم المحدث : غريب من حديث أبي عبد الرحمن تفرد به مختار
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء
الصفحة أو الرقم : 4/216 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (4844)، باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: طب - الطيرة والفأل إحسان - غفران الله للذنوب والآثام إيمان - السحر والنشرة والكهانة إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه
|أصول الحديث

29 - خرَج علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونحن سبعةُ نفرٍ أربعةٌ من موالينا وثلاثةٌ من عربِنا مُسنِدي ظهورِنا إلى مسجدِه فقال ما أجلَسَكم قُلْنا جلَسْنا ننتَظِرُ الصَّلاةَ قال فأرَمَّ قليلًا ثُمَّ أقبَل علينا فقال هل تدرونَ ما يقولُ ربُّكم قُلْنا لا قال فإنَّ ربَّكم يقولُ مَن صلَّى الصَّلواتِ الخمسَ لوقتِها وحافَظ عليها ولم يُضيِّعْها استخفافًا لحقِّها فله عليَّ عهدٌ أن أُدخِلَه الجنَّةَ ومَن لم يُصَلِّها لوقتِها ولم يُحافِظْ عليها وضيَّعها استخفافًا بحقِّها فلا عهدَ له عليَّ إن شِئْتُ عذَّبْتُه وإن شِئْتُ غفَرْتُ له
خلاصة حكم المحدث : فيه عيسى بن المسيب البجلي وهو ضعيف
الراوي : كعب بن عجرة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 1/307 التخريج : أخرجه أحمد (18132)، وابن أبي شيبة في ((مسنده)) (512)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (19/ 142) (311) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: صلاة - الصلاة على وقتها صلاة - تارك الصلاة صلاة - فضل الصلوات والمحافظة عليها مساجد ومواضع الصلاة - فضل انتظار الصلاة صلاة - عظم قدر الصلاة
|أصول الحديث

30 - خرج علينا رسولُ اللهِ و نحن سبعةُ نفَرٍ، أربعةٌ من موالِينا، و ثلاثةٌ من عَرَبِنا، مُسنِدي ظهورِنا إلى مسجدِه، فقال : ما أَجلَسَكم ؟ قلنا : جلَسْنا ننتظرُ الصلاةَ، قال : فأَرَمَّ قليلًا، ثم أقبَلَ علينا فقال : هل تدرون ما يقولُ ربُّكم ؟ قلنا : لا قال : فإنَّ ربَّكم يقول : من صلَّى الصلاةَ لوقتِها، و حافظَ عليها و لم يُضيِّعْها استخفافًا بحقِّها، فله عليَّ عهدٌ أن أُدخِلَه الجنَّةَ و من لم يُصَلِّها لوقتِها، ولم يحافِظْ عليها، و ضيَّعها استخفافًا بحقِّها، فلا عهدَ له عليَّ، إن شئتُ عذَّبتُه، و إن شئتُ غفرتُ له
خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره
الراوي : كعب بن عجرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 401 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (19/ 142) (311) واللفظ له، وأحمد (18132)، وابن أبي شيبة في ((مسنده)) (512)، بنحوه.
التصنيف الموضوعي: صلاة - الصلاة على وقتها صلاة - تارك الصلاة صلاة - فضل الصلوات والمحافظة عليها مساجد ومواضع الصلاة - فضل انتظار الصلاة جنة - الخصال التي تدخل الجنة وتحقن الدم
|أصول الحديث