الموسوعة الحديثية


- إنَّ في الجنَّةِ شجرةً يقال لها طُوبى لو يُسخَّرُ للراكبِ الجوادُ يسير في ظِلِّها لسار فيه مئةَ عامٍ ، ورقُها برودٌ خُضرٌ ، وزهرُها رياطٌ صُفرٌ ، وأفنانُها سندسٌ وإستبرقٌ ، وثمرُها حُلَلٌ ، وصَمغُها زَنجبيلٌ وعسلٌ ، وبطحاؤُها ياقوتٌ أحمرُ وزُمُرُّدٌ أخضرُ ، وترابُها مِسكٌ وعَنبرُ ، وكافورٌ أصفرُ ، وحشيشُها زعفرانٌ مونِعُ ، والأَلَنْجوجُ تتأجَّجانِ من غيرِ وَقودٍ ، يتفجَّر من أصلِها السَّلسبيلُ والْمَعِينُ والرَّحيقُ ، وأصلُها مجلسٌ من مجالسِ أهلِ الجنَّةِ يألَفونه ومُتحدِّثٌ يجمعُهم ، فبينا هم يومًا في ظِلِّها يتحدَّثون إذ جاءتْهم الملائكةُ يقودون نُجُبًا جُبِلَتْ من الياقوتِ ، ثم نفخ فيها الروحَ ، مَزمومةً بسلاسلِ من ذهبٍ ، كأنَّ وجوهَها المصابيحُ نضَارةً وحُسنًا ، ووَبَرُها خَزٌّ أحمرُ ، وَمِرْعِزَّى أبيضُ مختلطانِ ، لم ينظرِ الناظرون إلى مثلِها ,حُسنًا وبهاءً, ذُلَلٌ من غيرِ مَهانةٍ ، نُجُبٌ من غيرِ رِياضةٍ ، عليها رحائلٌ ألواحُها من الدُّرِّ والياقوتِ ، مُفَضَّضَةً بالُّلؤلؤِ والمرجانِ ، صفائحُها من الذَّهبِ الأحمرِ ، مُلْبَسةً بالعبقريِّ والأُرْجُوانِ ، فأناخوا لهم تلك النجائبَ ، ثم قالوا لهم : إنَّ ربَّكم يُقرِئكمُ السلامَ ، ويستزيرُكم لتَنظروا إليه وينظر إليكم ، وتُكلِّمونه ويُكلِّمُكم ، وتُحيُّونه ويُحيِّيكم ، ويزيدُكم من فضلِه ومن سَعتِه إنه ذو رحمةٍ واسعةٍ وفضلٍ عظيمٍ ، فيتحوّل كلُّ رجلٍ منهم على راحلتِه ، ثم ينطلِقون صفًّا معتدلًا لا يفوتُ شيءٌ منه شيئًا ، ولا تفوتُ أُذُنُ ناقةٍ أذُنَ صاحبتِها ، ولا يمرُّون بشجرةٍ من أشجارِ الجنَّةِ إلا أتحفَتْهم بثمرِها ، وزحَلَتْ لهم عن طريقِهم كراهيةَ أن ينثَلِمَ صفُّهم أو يُفرَّقَ بين الرجلِ ورفيقِه ، فلما دُفِعوا إلى الجبَّارِ تبارك وتعالى ؛ أسفَرَ لهم عن وجهِه الكريمِ ، وتجلَّى لهم في عظَمتِه العظيمةِ ، تحيَّتُهم فيها السَّلامُ ، قالوا : ربَّنا أنت السَّلامُ ، ومنك السَّلامُ ، ولك حقُّ الجلالِ والإكرامِ ، فقال لهم ربُّهم : إني أنا السَّلامُ ومني السَّلامُ ، ولي حقُّ الجلالِ والإكرامِ ، فمرحبًا بعبادي الذين حفِظوا وَصِيَّتي ، ورعَوا عهدي ، وخافوني بالغيبِ ، وكانوا مني على كل حالٍ مُشفِقينَ ، قالوا : أما وعزَّتِك وجلالِك ، وعُلوِّ مكانِك ، ما قدَرْناك حقَّ قدْرِك ، ولا أدَّينا إليك كلَّ حقِّك ، فائذَنْ لنا بالسُّجودِ لك ، فقال لهم ربُّهم تبارك وتعالى : إني وضعتُ عنكم مُؤنةَ العبادةِ ، وأَرَحْتُ لكم أبدانَكم ، فطالما أنْصبتُم الأبدانَ وأعنَيْتمْ لي الوجوهَ ، فالآن أفضيتُم إلى رَوحي ورَحمتي وكرامتي ، فسَلوني ماشئتُم ، وتمنَّوا عليَّ أُعطِكم أمانِيَّكم ، فإني لن أَجزيَكم اليومَ بقدرِ أعمالِكم ، ولكن بقدرِ رَحْمتي ، وكرامتي وطَولي ، وجلالي وعُلوِّ مكاني ، وعَظمةِ شأْني ، فما يزالون في الأمانيِّ والمواهبِ والعطايا ، حتى أنَّ الْمُقَصِّرَ منهم ليتمنَّى مثلَ جميعِ الدنيا ، منذُ يومِ خلقهَا اللهُ عزَّ وجلَّ إلى يومِ أفناها ! قال ربُّهم : لقد قصَّرتُم في أمانيِّكم ، ورضِيتُم بدون ما يحقُّ لكم ، فقد أوجبتُ لكم ماسألتُم وتمنّيتُم وألحقتُ بكم ذرِّيَّتَكم وزِدتُكم على ماقصُرتْ عنه أمانِيُّكم ، فانظُروا إلى مواهبِ ربِّكم الذي وهبَ لكم ، فإذا بقُبابٍ في الرفيعِ الأعلى ، وغُرَفٍ مَبنيَّةٍ من الدُّرِّ والمرجانِ ، أبوابُها من ذهبٍ ، وسُررُها من ياقوتٍ ، مفرشُها من سُندسٍ وإستبرقٍ ، ومنابرُها من نورٍ ، يثُور من أبوابها وأعراصِها نورٌ كشعاعِ الشَّمسِ ، مثلُ الكوكبِ الدُّرِّيِّ في النَّارِ المضيءِ ، وإذا قُصورٌ شامخةٌ في أعلى عِلِّيِّينَ من الياقوتِ ، يزهر نورُها ، فلولا أنه سُخِّر لالتمعَ الأبصارَ ، فما كان من تلك القصورِ من الياقوتِ الأبيضِ فهو مفروشٌ بالحريرِ الأبيضِ ، وما كان منها من الياقوتِ الأحمرِ فهو مفروشٌ بالعبقريِّ الأحمرِ ، وما كان منها من الياقوتِ الأخضرِ فهو مفروشٌ بالسُّندُسِ الأخضرِ ، وماكان منها من الياقوتِ الأصفرِ فهو مفروشٌ بالأُرْجُوانِ الأصفرِ ، مموَّهٍ بالزُّمُرُّدِ الأخضرِ ، والذَّهبِ الأحمرِ ، والفضةِ البيضاءَ ، قواعدُها وأركانُها من الياقوتِ ، وشُرُفُها قُبابُ الُّلؤلُؤِ ، وبروجُها غرفُ المرجانِ ، فلما انصرفوا إلى ما أعطاهم ربُّهم قُرّبت لهم براذينُ من الياقوتِ الأبيضِ ، مَنفوخٌ فيها الرُّوحُ ، بجنبِها الوِلدانُ المخَلَّدونَ ، وبيدِ كلِّ وليدٍ منهم حكَمَةُ بِرْذَوْنٍ ، وألجمتُها وأَعِنَّتُها من فضَّةٍ بيضاءَ مُتطوِّقةً بالدُّرِّ والياقوتِ ، وسُرُجُها سُرُرٌ موضونةٌ ، مفروشةٌ بالسُّندسِ والإستبرقِ ، فانطلقَتْ بهم تلك البراذينُ تزُفُّ بهم وتنظرُ رياضَ الجنَّةِ ، فلما انتهوا إلى منازلِهم وجدوا فيها جميعَ ماتطوَّلَ به ربُّهم عليهم مما سألوه وتمنُّوا وإذا على بابِ كلِّ قصرٍ من تلك القصورِ أربعُ جِنانٍ : جنَّتانِ ( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) وجنَّتانِ مدهامَّتان وفيهما عينان نضَّاختانِ وفيهما من كلِّ فاكهةٍ زوجانِ وحورٌ مَقصوراتٌ في الخيامِ فلما تبوَّؤوا منازلَهم ، واستقرَّ بهم قرارُهم قال لهم ربُّهم هل وجدتُم ما وعدكم ربُّكم حقًّا ؟ قالوا : نعم ، رضِينا فارْضَ عنَّا ، قال : برضايَ عنكم حللتُم داري ، ونظرتُم إلى وجهي ، وصافحتْكم ملائكتي ، فهنيئًا عطاءً غيرَ مَجذوذٍ ، ليس فيه تنغيصٌ ولا تصريدٌ ، فعند ذلك قالوا الحمدُ للهِ الذي أذهَبَ عنا الحَزَنَ إنَّ ربَّنا لغفورٌ شكورٌ الذي أحلَنا دارَ المقامةِ من فضلِه لا يمسُّنا فيها نصَبٌ ولايمسَّنا فيها لَغوبٌ
الراوي : محمد الباقر بن علي بن الحسين | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الترغيب
الصفحة أو الرقم : 2242 | خلاصة حكم المحدث : موضوع | أحاديث مشابهة