الموسوعة الحديثية


- يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ لمَلَكِ الموتِ : انطلقْ إلى وَلِيِّي فأْتِنِي بهِ، فإني قد ضربتُهُ بالسرَّاءِ والضرَّاءِ، فوجدتُهُ حيثُ أُحِبُّ. ائتني بهِ فلأُرِيحَنَّهُ. فينطلقُ إليهِ مَلَكُ الموتِ ومعهُ خمسمائةٍ من الملائكةِ، معهم أكفانٌ وحَنُوطٌ من الجنةِ، ومعهم ضبائرُ الريحانِ. أصلُ الريحانةِ واحدٌ وفي رأسها عشرونَ لونًا، لكلِّ لونٍ منها ريحٌ سِوَى ريحِ صاحبِهِ، ومعهمُ الحريرُ الأبيضُ فيهِ المسكُ الأذفرُ فيجلسُ مَلَكُ الموتِ عند رأسِهِ وتحِفُّ بهِ الملائكةُ، ويضعُ كلُّ ملكٍ منهم يدَهُ على عضوٍ من أعضائِهِ ويبسطُ ذلك الحريرَ الأبيضَ والمسكَ الأذفرَ تحت ذقنِهِ، ويفتحُ لهُ بابٌ إلى الجنةِ، فإنَّ نفسَهُ لتُعَلَّلُ عند ذلك بطرفِ الجنةِ تارةً وبأزواجها تارةً ومرةً بكسواتها ومرةً بثمارها، كما يُعَلِّلُ الصبيُّ أهلَهُ إذا بكى، قال : وإنَّ أزواجَهُ ليبتهشَنَّ عند ذلك ابتهاشًا. قال : وتنزو الروحُ قال البرسانيُّ : يريدُ أن تخرجَ من العجلِ إلى ما تُحِبُّ قال : ويقولُ مَلَكُ الموتِ : اخرجي يا أيتها الروحُ الطيبةُ إلى سدرٍ مخضودٍ وطلحٍ منضودٍ وظِلٍّ ممدودٍ وماءٍ مسكوبٍ، قال : ولَمَلَكُ الموتِ أشدُّ بهِ لطفًا من الوالدةِ بولدها، يعرفُ أنَّ ذلك الروحُ حبيبٌ لربهِ فهوَ يلتمسُ بلطفِهِ تَحَبُّبًا لديهِ رضاءً للربِّ عنهُ، فتُسَلُّ روحُهُ كما تُسَلُّ الشعرةُ من العجينِ، قال : وقال اللهُ عزَّ وجلَّ { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ } وقال : { فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ } قال : روحٌ من جهةِ الموتِ وريحانٌ يُتَلَقَّى بهِ وجنةُ نعيمٍ تُقابلُهُ، قال : فإذا قبضَ مَلَكُ الموتِ روحَهُ قال الروحُ للجسدِ : جزاكَ اللهُ عني خيرًا فقد كنتَ سريعًا بي إلى طاعةِ اللهِ بطيئًا بي عن معصيةِ اللهِ، فقد نجيتَ وأنجيتَ، قال : ويقولُ الجسدُ للروحِ مثلُ ذلك، قال : وتبكي عليهِ بقاعُ الأرضِ التي كان يطيعُ اللهَ فيها وكلُّ بابٍ من السماءِ يصعدُ منهُ عملُهُ وينزلُ منهُ رزقُهُ أربعينَ ليلةً، قال : فإذا قبضَ مَلَكُ الموتِ روحَهُ أقامتِ الخمسمائةُ من الملائكةِ عند جسدِهِ فلا يقلبُهُ بنو آدم لشِقٍّ إلا قلبتْهُ الملائكةُ قبلهم وغَسَّلَتْهُ وكفَّنَتْهُ بأكفانٍ قبل أكفانِ بني آدمَ، وحَنُوطٌ قبلَ حنوطِ بني آدمَ، ويقومُ من بينِ بابِ بيتِهِ إلى بابِ قبرِهِ صَفَّانِ من الملائكةِ يستقبلونَهُ بالاستغفارِ، فيصيحُ عند ذلك إبليسُ صيحةً تتصدَّعُ منها عظامُ جسدِهِ، قال : ويقولُ لجنودِهِ : الويلُ لكم كيف خلصَ هذا العبدُ منكم، فيقولون إنَّ هذا كان عبدًا معصومًا، قال : فإذا صعد مَلَكُ الموتِ بروحِهِ يستقبلُهُ جبريلُ في سبعينَ ألفًا من الملائكةِ كلٌّ يأتيهِ ببشارةٍ من ربهِ سِوَى بشارةِ صاحبِهِ، قال : فإذا انتهى مَلَكُ الموتِ بروحِهِ إلى العرشِ خَرَّ الروحُ ساجدًا، قال : يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ لمَلَكِ الموتِ : انطلِقْ بروحِ عبدي فضعْهُ في سدرٍ مخضودٍ وطلحٍ منضودٍ وظِلٍّ ممدودٍ وماءٍ مسكوبٍ قال : فإذا وُضِعَ في قبرِهِ جاءتْهُ الصلاةُ فكانت عن يمينِهِ وجاءَهُ الصيامُ فكان عن يسارِهِ وجاءَهُ القرآنُ فكان عند رأسِهِ، وجاءَهُ مشيُهُ للصلاةِ فكان عند رجليْهِ، وجاءَهُ الصبرُ فكان ناحيةَ القبرِ، قال : فيبعثُ اللهُ عزَّ وجلَّ عُنُقًا من العذابِ قال : فيأتيهِ عن يمينِهِ، قال : فتقولُ الصلاةُ وراءَكَ واللهُ مازال دائبًا عمرَهُ كلَّهُ وإنما استراحَ الآن حين وُضِعَ في القبرِ، قال : فيأتيهِ عن يسارِهِ فيقولُ الصيامُ مثلَ ذلك، قال : ثم يأتيهِ من عند رأسِهِ فيقولُ القرآنُ والذكرُ مثلَ ذلك، قال : ثم يأتيهِ من عند رجليهِ فيقولُ مشيُهُ للصلاةِ مثلَ ذلك، فلا يأتيهِ العذابُ من ناحيةٍ يلتمسُ هل يجدُ إليهِ مساغًا إلا وجدَ وَلِيَّ اللهِ قد أخذ جنَّتَهُ، قال : فينقمعُ العذابُ عند ذلك فيخرجُ، قال : ويقولُ الصبرُ لسائرِ الأعمالِ : أما إنَّهُ لم يمنعني أن أُبَاشِرَ أنا بنفسي إلا أني نظرتُ ما عندكم فإن عجزتم كنتُ أنا صاحبَهُ، فأما إذ أجزأتم عنهُ فأنا له ذُخْرٌ عند الصراطِ والميزانِ، قال : ويبعثُ اللهُ مَلَكَيْنِ أبصارهما كالبرقِ الخاطفِ وأصواتهما كالرعدِ القاصفِ وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهبِ يطآنِ في أشعارهما بينَ مَنْكِبَيْ كلِّ واحدٍ مسيرةُ كذا وكذا، وقد نُزِعَتْ منهما الرأفةُ والرحمةُ يُقالُ لهما منكرٌ ونكيرٌ، في يدِ كلِّ واحدٍ منهما مطرقةٌ لو اجتمعَ عليها ربيعةُ ومضرُ لم يُقْلُوهَا، قال : فيقولانِ لهُ : اجلس، قال : فيجلسُ فيستوي جالسًا، قال : وتقعُ أكفانُهُ في حِقْوَيْهِ، قال : فيقولانِ لهُ : من ربكَ ؟ وما دينكَ ؟ ومن نبيكَ ؟ قال : قالوا : يا رسولَ اللهِ ومن يُطِيقُ الكلامَ عند ذلك وأنت تصفُ من المَلَكَيْنِ ما تَصِفُ ؟ قال : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ { يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوْا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ } قال : فيقولُ : ربيَ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ودينيَ الإسلامُ الذي دانت بهِ الملائكةُ ونبيي محمدٌ خاتمُ النبيينَ، قال : فيقولانِ : صدقتَ، قال : فيَدْفَعَانِ القبرَ فيُوسِعَانِ من بين يديهِ أربعينَ ذراعًا وعن يمينِهِ أربعينَ ذراعًا وعن شمالِهِ أربعينَ ذراعًا ومن خلفِهِ أربعينَ ذراعًا ومن عندِ رأسِهِ أربعينَ ذراعًا ومن عندِ رجليْهِ أربعينَ ذراعًا قال : فيُوسِعَانِ لهُ مائتيْ ذراعٍ، قال البرسانيُّ : فأحسبُهُ وأربعينَ ذراعًا تُحَاطُ بهِ، قال : ثم يقولانِ لهُ : انظر فوقكَ فإذا بابٌ مفتوحٌ إلى الجنةِ، قال : فيقولانِ لهُ : وَلِيَّ اللهِ هذا منزلكَ إذ أطعتَ اللهَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : والذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ إنَّهُ يصلُ قلبُهُ عند ذلك فرحةً ولا ترتَدُّ أبدًا ثم يُقالُ لهُ : انظر تحتكَ، قال : فينظرُ تحتَهُ فإذا بابٌ مفتوحٌ إلى النارِ قال : فيقولانِ وليَّ اللهِ نجوتَ آخرَ ما عليكَ، قال : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّهُ ليصلُ قلبُهُ عند ذلك فرحةً لا ترتَدُّ أبدًا قال : فقالت عائشةُ : يُفْتَحُ لهُ سبعةٌ وسبعونَ بابًا إلى الجنةِ يأتيهِ ريحها وبردها حتى يبعثَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ. وبالإسنادِ المتقدَّمِ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : ويقولُ اللهُ تعالى لمَلَكِ الموتِ : انطلقْ إلى عَدُوِّي فأْتِنِي بهِ فإني قد بسطتُ لهُ رزقي ويسرتُ لهُ نِعَمِي فأَبَى إلا معصيتي فأْتِنِي بهِ لأنتقمَ منهُ، قال : فينطلقُ إليهِ مَلَكُ الموتِ في أكرَهِ صورةٍ رآها أحدٌ من الناسِ قطُّ، لهُ اثنتا عشرةَ عينًا ومعهُ سُفُودٌ من النارِ كثيرِ الشوكِ، ومعهُ خمسمائةٍ من الملائكةِ معهم نحاسٌ وجمرٌ من جمرِ جهنمَ ومعهم سياطٌ من نارٍ، لينها لينُ السياطِ وهي نارٌ تأجَّجُ قال : فيضربُهُ مَلَكُ الموتِ بذلك السُّفُودِ ضربةً يغيبُ كلُّ أصلِ شوكةٍ من ذلك السُّفُودِ في أصلِ كلِّ شعرةٍ وعِرْقٍ وظفرٍ قال : ثم يلويهِ ليًّا شديدًا، قال : فينزعُ روحَهُ من أظفارِ قدميْهِ قال : فيُلقيها في عقبيْهِ، ثم يُسْكَرُ عند ذلك عدوَّ اللهِ سكرةً فيُرَفِّهُ مَلَكُ الموتِ عنهُ، قال : وتضربُ الملائكةُ وجهَهُ ودبرَهُ بتلكَ السياطِ قال : فيشدُّهُ عليهِ مَلَكُ الموتِ شَدَّةً فينزعُ روحَهُ من عقبيْهِ فيُلقيها في ركبتيْهِ ثم يَسْكُرُ عدوَّ اللهِ عند ذلك سكرةً فيُرَفِّهُ مَلَكُ الموتِ عنهُ، قال : فتضربُ الملائكةُ وجهَهُ ودبرَهُ بتلك السياطِ قال : ثم يَنْتُرُهُ مَلَكُ الموتِ نَتْرَةً فينزعُ روحَهُ من ركبتيْهِ فيُلقيها في حِقْوَيْهِ قال : فيَسْكُرُ عدوَّ اللهِ عند ذلك سكرةً فيُرَفِّهُ مَلَكُ الموتِ عنهُ، قال : وتضربُ الملائكةُ وجهَهُ ودبرَهُ بتلكَ السياطِ، قال : كذلك إلى صدرِهِ ثم كذلك إلى حَلْقِهِ قال : ثم تبسُطُ الملائكةُ ذلك النحاسُ وجمرُ جهنمَ تحت ذقنِهِ، قال : ويقولُ مَلَكُ الموتِ : اخرجي أيتها الروحُ اللعينةُ الملعونةُ إلى سَمُومٍ وحميمٍ وظِلٍّ من يحمومٍ لا باردٍ ولا كريمٍ، قال : فإذا قبضَ مَلَكُ الموتِ روحَهُ قال الروحُ للجسدِ : جزاكَ اللهُ عنِّي شرًّا فقد كنتَ سريعًا بي إلى معصيةِ اللهِ بطيئًا بي عن طاعةِ اللهِ فقد هلكتَ وأهلكتَ، قال : ويقولُ الجسدُ للروحِ مثلَ ذلك، وتلعنُهُ بقاعُ الأرضِ التي كان يَعصي اللهَ عليها وتنطلقُ جنودُ إبليسَ إليهِ فيُبَشِّرُونَهُ بأنهم قد أوردوا عبدًا من ولدِ آدمَ النارَ، قال : فإذا وُضِعَ في قبرِهِ ضُيِّقَ عليهِ حتى تختلفَ أضلاعُهُ حتى تدخلَ اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى، قال : ويبعثُ اللهُ إليهِ أفاعيَ دُهْمًا كأعناقِ الإبلِ يأخذْنَ بأرنبتِهِ وإبهاميْ قدميْهِ فيقرضنَهُ حتى يلتقينَ في وسطِهِ، قال : ويبعثُ اللهُ مَلَكَيْنِ أبصارهما كالبرقِ الخاطفِ وأصواتهما كالرعدِ القاصفِ وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهبِ يطآنِ في أشعارهما بينَ مَنْكَبَيْ كلِّ واحدٍ منهما مسيرةُ كذا وكذا قد نُزِعَتْ منهما الرأفةُ والرحمةُ يُقالُ لهما منكرٌ ونكيرٌ، في يدِ كلِّ واحدٍ منهما مطرقةٌ لو اجتمعَ عليها ربيعةُ ومضرُ لم يُقْلُوها، قال : فيقولانِ لهُ : اجلس، قال : فيستوي جالسًا قال : وتقعُ أكفانُهُ في حِقْوَيْهِ، قال : فيقولانِ لهُ : من ربكَ ؟ وما دينكَ ؟ ومن نبيكَ ؟ فيقولُ : لا أدري، فيقولانِ : لا دريتَ ولا تليتَ ، فيضربانِهِ ضربةً يتطايرُ شررها في قبرِهِ ثم يعودانِ قال : فيقولانِ انظرْ فوقكَ فينظرُ فإذا بابٌ مفتوحٌ من الجنةِ فيقولانِ هذا عدوُّ اللهِ منزلكَ لو أطعتَ اللهَ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : والذي نفسي بيدِهِ إنَّهُ ليَصِلُ إلى قلبِهِ عند ذلك حسرةً لا ترتدُّ أبدًا، قال : ويقولانِ لهُ : انظر تحتكَ فينظرُ تحتَهُ فإذا بابٌ مفتوحٌ إلى النارِ، فيقولانِ : عدوَّ اللهِ، هذا منزلكَ إذ عصيتَ اللهَ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : والذي نفسي بيدِهِ إنَّهُ ليَصِلُ إلى قلبِهِ عند ذلك حسرةً لا ترتَدُّ أبدًا، قال : وقالت عائشةُ : ويُفْتَحُ لهُ سبعةٌ وسبعونَ بابًا إلى النارِ يأتيهِ حَرَّها وسَمُومَها حتى يبعثَهُ اللهُ إليها
خلاصة حكم المحدث : غريب جداً وسياق عجيب [ فيه ] يزيد الرقاشي له غرائب ومنكرات وهو ضعيف الرواية عند الأئمة
الراوي : تميم الداري | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم الصفحة أو الرقم : 4/422
التخريج : أخرجه أبو يعلى كما في ((المطالب العالية)) لابن حجر (5/23)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (11/55) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: دفن ومقابر - كلام الميت على الجنازة تفسير آيات - سورة إبراهيم صلاة - فضل الصلوات والمحافظة عليها ملائكة - أعمال الملائكة إحسان - الحث على الأعمال الصالحة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (5/ 18 - 26)
4558 - وقال أبو يعلى : حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدثنا محمد بن بكر البرساني ، قال : قال أبو عاصم الحبطي ، وكان من خيار أهل البصرة ، وكان من أصحاب حرم وسالم بن أبي مطيع ، قال : حدثنا بكر بن خنيس ، عن ضرار بن عمرو ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس ، عن تميم الداري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : يقول الله تبارك وتعالى لملك الموت : انطلق إلى وليي ، فأتني به ، فإني قد جربته بالسراء والضراء ، فوجدته حيث أحب ، ائتني به فلأريحنه ، قال : فينطلق إليه ملك الموت ، ومعه خمسمئة من الملائكة معهم أكفان وحنوط من الجنة ، ومعهم ضبائر الريحان ، أصل الريحانة واحد ، وفي رأسها عشرون لونا ، لكل لون منها ريح سوى ريح صاحبه ، معهم الحرير الأبيض فيه المسك الأذفر ، قال : فيجلس ملك الموت عند رأسه ، وتحفه الملائكة ، ويضع كل منهم يده على عضو من أعضائه ، ويبسط ذلك الحرير الأبيض والمسك الأذفر ، من تحت ذقنه ، ويفتح له باب إلى الجنة ، فإن نفسه لتعلل عند ذلك بطرف الجنة ، مرة بأزواجها ، ومرة بكسوتها ، ومرة بثمارها ، كما يعلل الصبي أهله إذا بكى ، وإن أزواجه لينهسنه عند ذلك انتهاسا ، وقال : وتبرز الروح ، قال البرساني : يريد الخروج سرعة ، لما يرى مما يحب ، قال : ويقول ملك الموت : اخرجي أيتها الروح الطيبة إلى سدر مخضود ، وطلح منضود ، وظل ممدود ، وماء مسكوب ، قال : وملك الموت أشد به لطفا من الوالدة بولدها ، يعرف أن ذلك الروح حبيب إلى ربه ، فهو يلتمس لطفه تحببا لربه ، ورضا للرب عنه ، فتسل روحه كما تسل الشعرة من العجين ، قال : وقال الله تبارك وتعالى : ?الذين تتوفاهم الملائكة طيبين? ، وقال تعالى : ?فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم? ، قال : روح من جهد الموت ، وريحان يتلقى به ، وجنة نعيم تقابله قال : فإذا قبض ملك الموت روحه ، قال الروح للجسد : جزاك الله عني خيرا ، فقد كنت سريعا بي إلى طاعة الله تعالى ، بطيئا بي عن معصية الله عز وجل ، فقد نجيت فأنجيت ، قال : ويقول الجسد للروح مثل ذلك ، قال : وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله فيها ، وكل باب من السماء يصعد منه عمله ، وينزل منه رزقه أربعين سنة ، قال : فإذا قبض ملك الموت روحه أقام الخمسمائة من الملائكة عند جسده ، فلا يقلبه بنو آدم لشق إلا قلبته الملائكة قبلهم ، وعلته بأكفان قبل أكفان بني آدم ، وحنوط قبل حنوط بني آدم ، ويقوم من باب بيته إلى باب قبره صفان من الملائكة ، يستقبلونه بالاستغفار ، قال : فيصيح عند ذلك إبليس صيحة يتصدع منها عظام بعض جسده ، ويقول لجنوده : الويل لكم كيف خلص هذا العبد منكم ؟ قال : فيقولون : هذا العبد كان معصوما ، قال : فإذا صعد الملائكة بروحه إلى السماء استقبله جبريل عليه الصلاة والسلام في سبعين ألفا من الملائكة ، كل يأتيه ببشارة من ربه سوى بشارة صاحبه ، قال : فإذا انتهى ملك الموت بروحه إلى العرش ، خر الروح ساجدا ، فيقول الله تبارك وتعالى لملك الموت : انطلق بروح عبدي هذا ، فضعه في سدر مخضود ، وطلح منضود ، وظل ممدود ، وماء مسكوب ، قال : فإذا وضع في قبره جاءته الصلاة ، فكانت عن يمينه ، وجاءه الصيام فكان عن يساره ، وجاءه القرآن والذكر ، فكان عند رأسه ، وجاءه مشيه إلى الصلاة ، فكان عند رجله ، وجاءه الصبر فكان في ناحية القبر ، قال : فيبعث إليه تعالى عذابا من العذاب ، فيأتيه عن يمينه ، فتقول الصلاة : وراءك ، والله ما زال دائبا عمره كله ، وإنما استراح الآن ، حين وضع في قبره ، قال : فيأتيه عن يساره ، فيقول الصيام مثل ذلك ، ثم يأتيه من عند رأسه ، فيقول القرآن والذكر مثل ذلك ، ثم يأتيه من عند رجله ، فيقول مشيه إلى الصلاة مثل ذلك ، قال : فلا يأتيه العذاب من ناحية يلتمس هل يجد مساغا إلا وجد ولي الله تعالى قد أحد حسه ، قال : فيندفع العذاب عند ذلك ، فيخرج ، ويقول الصبر لسائر الأعمال : أما أنا لم يمنعني أن أباشر أنا بنفسي إلا أني نظرت ما عندكم ، فإن عجزتم كنت أنا صاحبه ، فأما إذا أجزأتم عنه ، فأنا له ذخر عند الصراط والميزان ، قال : ويبعث الله تعالى ملكين ، أبصارهما كالبرق الخاطف ، وأصواتهما كالرعد القاصف ، وأنيابهما كالصياصي ، وأنفاسهما كاللهب ، يطآن في أشعارهما ، بين منكب كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا ، قد نزعت منهما الرأفة والرحمة ، يقال لهما : منكر ، ونكير ، في يد كل واحد منهما مطرقة ، لو اجتمع عليها ربيعة ومضر لم يقلوها ، قال : فيقولان له : اجلس ، قال : فيستوي جالسا ، وتقع أكفانه في حقويه ، قال : فيقولان له : من ربك ؟ وما دينك ؟ وما نبيك ؟ قالوا : يا رسول الله ومن يطيق الكلام عند ذلك ، وأنت تصف من الملكين ما تصف ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء? ، قال : فيقول : الله ربي وحده لا شريك له ، وديني الإسلام الذي دانت به الملائكة ، ونبيي محمد خاتم النبيين ، قال : فيقولان له : صدقت ، قال : فيدفعان القبر فيوسعانه من بين يديه أربعين ذراعا ، ومن خلفه أربعين ذراعا ، وعن يمينه أربعين ذراعا ، وعن شماله أربعين ذراعا ، ومن عند رأسه أربعين ذراعا ، قال : فيوسعان أربعين ذراع ، قال البرساني : وأحسبه قال : وأربعين تحاط به ، ثم يقولان له : انظر فوقك ، قال : فينظر فوقه ، فإذا باب مفتوح إلى الجنة ، فيقولان له : يا ولي الله هذا منزلك إذ أطعت الله تعالى ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ، إنه يصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبدا ، ثم يقال له : انظر تحتك ، فينظر تحته ، فإذا باب مفتوح إلى النار ، فيقولان له : يا ولي الله هذا منزلك لو عصيت الله ، فنجوت آخرها عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفس محمد بيده ، إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبدا ، قال : وقالت عائشة رضي الله عنها : يفتح له سبعة وسبعون بابا إلى الجنة ، يأتيه ريحها ، وبردها ، حتى يبعثه الله تبارك وتعالى - وهذا الإسناد إلى أنس بن مالك ، عن تميم الداري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : يقول الله تبارك وتعالى لملك الموت : انطلق إلى عدوي فأتني به ، فإني قد بسطت له في رزقي وسربلته نعمتي فأبى إلا معصيتي ، فأتني به لأنتقم منه ، قال : فينطلق إليه ملك الموت في أكره صورة رآها أحد من الناس قط ، له اثنا عشر عينا ، ومعه سفود من حديد كثير الشوك ، ومعه خمسمائة من الملائكة ، معهم نحاس وجمر من جمر جهنم ، ومعهم سياط من نار ، لينها لين السياط وهي نار تأجج ، قال : فيضربه ملك الموت بذلك السفود ضربة تغيب أصل كل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة وعرق وظفر ، ثم يلويه ليا شديدا ، فينزع روحه من أظفار قدميه ، فيلقيها في عقبيه ، قال : فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة ، فيروح ملك الموت عنه ، فتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط ، ثم تنثره الملائكة نثرة ، فتنزع روحه من عقبيه ، فيلقيها في ركبتيه ، ثم يسكر عدو الله سكرة عند ذلك ، فيرفه ملك الموت عنه ، قال : فتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط ، فينثره ملك الموت نثرة ، فتنتزع روحه من ركبتيه ، فيلقيها في حقويه ، قال : فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة ، فيرفه ملك الموت عنه ، فتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط ، قال : فكذلك إلى صدره إلى حلقه ، فتبسط الملائكة النحاس وجمر جهنم تحت ذقنه ، ويقول ملك الموت : اخرجي أيتها الروح اللعينة الملعونة إلى سموم جهنم ، وظل من يحموم ، لا بارد ، ولا كريم ، قال : فإذا قبض ملك الموت روحه ، قال الروح للجسد : جزاك الله عني شرا ، قد كنت بطيئا بي عن طاعة الله تعالى ، سريعا بي إلى معصية الله عز وجل ، وقد هلكت وأهلكت ، قال : ويقول الجسد للروح مثل ذلك ، وتلعنه بقاع الأرض التي كان يعصي الله عز وجل عليها ، قال : وينطلق جنود إبليس يبشرونه بأنهم قد أوردوا عبدا من ولد آدم النار ، فإذا وضع في قبره ضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ، وتدخل اليمنى في اليسرى ، وتدخل اليسرى في اليمنى ، فيبعث الله تعالى إليه أفاعي كأعناق الإبل ، يأخذونه بأرنبته ، وإبهامي قدميه ، فتقرضه حتى يلتقين في وسطه ، ويبعث الله تعالى ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف ، وأصواتهما كالرعد القاصف ، وأنيابهما كالصياصي ، وأنفاسهما كاللهب ، يطآن في شعورهما ، بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا ، قد نزعت منهما الرأفة والرحمة ، يقال لهما : منكر ، ونكير ، في يد كل واحد منهما مطرقة ، لو اجتمع عليها ربيعة ومضر لم يقلوها ، قال : فيقولان له : اجلس ، قال : فيجلس ، فيستوي جالسا ، وتقع أكفانه إلى حقويه ، قال : فيقولان له : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول : لا أدري ، فيقولان له : لا دريت ولا تليت ، قال : فيضربانه ضربة يطير شرارها في قبره ، ثم يعودان ، فيقولان له : انظر فوقك ، فينظر فإذا باب مفتوح من الجنة ، فيقولان : يا عدو الله هذا منزلك لو كنت أطعت الله عز وجل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفس محمد بيده ، إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك حسرة لا يزيد أبدا ، قال : فيقولان له : انظر تحتك ، فينظر ، فإذا باب مفتوح إلى النار ، فيقولان : عدو الله هذا منزلك إذ عصيت الله عز وجل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفس محمد بيده ، إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك حسرة لا تزيد أبدا ، قال : قالت عائشة رضي الله عنها : ويفتح له سبعة وسبعون بابا إلى النار ، يأتيه حرها وسمومها ، حتى يبعثه الله تبارك وتعالى إليها ، هذا حديث عجيب السياق ، وهو شاهد لكثير مما ثبت في حديث البراء رضي الله عنه الطويل المشهور ، ولكن هذا الإسناد غريب ، لا نعرف أحدا روى عن أنس ، عن تميم الداري رضي الله عنهما إلا من هذا الوجه ، ويزيد الرقاشي سيئ الحفظ جدا ، كثير المناكير ، كان لا يضبط الإسناد ، فيلزق بأنس رضي الله عنه كل شيء يسمعه من غيره ، ودونه أيضا من هو مثله ، أو أشد ضعفا.

[تاريخ دمشق لابن عساكر] (11/ 55)
: أخبرنا أبو عبد الله الخلال أخبرنا إبراهيم بن منصور أخبرنا أبو بكر بن المقرئ أخبرنا أبو يعلى أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم النكري الدورقي حدثنا محمد بن بكير البرساني أبو عثمان حدثنا أبو عاصم الحبطي وكان من خيار أهل البصرة وكان من أصحاب حزم وسلام بن أبي مطيع قال حدثنا بكر بن خنيس عن ضرار بن عمرو عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن تميم الداري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل لملك الموت انطلق إلى وليي فآتني به فإني قد ضربته بالسراء والضراء فوجدته حيث أحب إلي ائتني به فلأريحه قال فينطلق ملك الموت ومعه خمس مائة من الملائكة معهم أكفان وحنوط من الجنة ومعهم ضبائر الريحان أصل الريحان واحد وفي رأسها عشرون لونا لكل لون منها ريح سوى ربح صاحبه ومعهم الحرير الأبيض فيه المسك الأذفر قال فيجلس ملك المو ت عند رأسه ويحفونه الملائكة ويضع كل ملك منهم يده على عضو من أعضائه ويبسط ذلك الحرير الأبيض والمسك الأذفر من تحت ذقنه ويفتح له باب إلى الجنة فإن نفسه لتعلل عند ذلك بطرف الجنة مرة بأرواحها ومرة بكسوتها ومرة بثمارها كما يعلل الصبي أهله إذا بكى قال وإن أزواجه ليبهشن عند ذلك ابتهاشا قال وتنزو الروح قال البرساني تريد أن تخرج من العجلة إلى ما تحب قال ويقول ملك الموت اخرجي يا أيتها الروح الطيبة إلى " سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب " قال ولملك الموت أشد لطافة من الوالدة بولدها يعرف أن ذلك الروح حبيب لربه فهو يلتمس بلطفه تحببا لربه رضى للرب عنه فيسل روحه كما تسلل الشعرة من العجين قال وقال الله تبارك وتعالى " الذين تتوفاهم الملائكة طيبين وقال " فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم " قال روح من جهد الموت وريحان يتلقى به قال وجنة نعيم مقابلة وقال فإذا قبض ملك الموت روحه قال الروح للجسد جزاك الله عني خيرا فقد كنت سريعا بي إلى طاعة الله بطيئا بي عن معصية الله فقد نجوت وأنجيت قال ويقول الجسد للروح مثل ذلك قال وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله فيها وكل باب من السماء يصعد فيه عمله أو ينزل منه رزقه أربعين سنة قال فإذا قبض ملك الموت روحه أقامه الخمسمائة من الملائكة عند جسده فلا يقلبه بنو آدم لشق إلا قلبته الملائكة قبلهم وعلته بأكفان قيل أكفان بني آدم وحنوط قيل حنوط بني آدم ويقوم من باب بيته إلى باب قبره صفان من الملائكة يستقبلونه بالاستغفار قال فيصيح عند ذلك إبليس صيحة يتصدع منها بعض عظام جسده ويقول لجنوده الويل لكم كيف تخلص هذا العبد منكم قال فيقولون إن هذا كان عبدا معصوما قال فإذا صعد ملك الموت بروحه إلى السماء يستقبله جبريل في سبعين ألفا من الملائكة كل يأتيه ببشارة من ربه سوى بشارة صاحبه قال فإذا انتهى ملك الموت بروحه إلى العرش قال خر الروح ساجدا قال يقول الله لملك الموت انطلق بروح عبدي هذا فضعه " في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب " قال فإذا وضع في قبره قال جاءته الصلاة فكانت عن يمينه وجاءه الصيام فكان عن يساره وجاءه القرآن والذكر قال فكان عند رأسه وجاءه مشيه إلى الصلاة فكان عند رجليه وجاءه الصبر فكان في ناحية القبر قال فيبعث الله عنقا من العذاب قال فيأتيه عن يمينه قال فتقول الصلاة وراءك فيقول الصيام مثل ذلك قال ثم يأتيه عند رأسه قافيقول له القرآن والذكر مثل ذلك قال ثم يأتيه من عند رجليه فيقول مشيه إلى الصلاة مثل ذلك قال فلا يأتيه العذاب من ناحية يلتمس هل يجد إليه مساغا إلا وجد ولي الله قد أخذ جنته قال فينقمع العذاب عند ذلك فيخرج قال ويقول الصبر لسائر الأعمال أما أنه لم يمنعني أن أباشر بنفسي إلا أن نظرت ما عندكم فإن عجزتم كنت أنا صاحبه فأما إذا أجزأتم عنه فأنا له ذخر عند الصراط والميزان قال وبعث الله ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهب يطآن في أشعارهما بين منكب كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا قد نزعت منهما الرأفة والرحمة يقال لهما منكر ونكير في يد كل واحد منهما مطرقة لو اجتمع عليها ربيعة ومضر لم يقلوها قال فيقولان له اجلس قال فيجلس فيستوي جالسا قال وتقع أكفانه في حقويه قال فيقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك قالوا يا رسول الله ومن يطق الكلام عند ذلك وأنت تصف من الملكين ما تصف قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي " الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء " قال فيقول ربي الله وحده لا شريك له وديني الإسلام الذي دانت به الملائكة ونبيي محمد (صلى الله عليه وسلم) خاتم النبيين قال فيقولان صدقت قال فيدفعان القبر فيوسعانه من بين يديه أربعين ذراعا ومن خلفه أربعين ذراعا ومن يمينه أربعين ذراعا وعن شماله أربعين ذراعا ومن عند رأسه أربعين ذراعا ومن عند رجليه أربعين ذراعا قال فيوسعان مايتي ذراع قال البرساني وأحسبه قال أربعون ذراعا يحاط به قال ثم يقولان انظر فوقك قال فينظر فوقه فإذا باب مفتوح إلى الجنة قال فيقولان له ولي الله هذا منزلك إذ أطعت الله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده أنه يصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبدا ثم يقال له انظر تحتك فينظر تحته فإذا باب مفتوح إلى النار فيقولان ولي الله نجوت آخر ما عليك قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبدا قال قالت عائشة يفتح له سبعة وسبعون بابا إلى الجنة يأتيه ريحها وبردها حتى يبعثه الله قال فيقول الله لملك الموت انطلق إلى عدوي فأتني به فإني قد بسطت له رزقي وسربلته في نعمتي فأبى إلا معصيتي فأتني به لأنتقم منه قال فينطلق إليه ملك الموت في أكره صورة رآها أحد من الناس قط له اثنا عشر عينا ومعه سفود من النار كثير الشوك ومعه خمسمائة من الملائكة معهم نحاس وجمر من جمر جهنم ومعه سياط من نار لينها لين السياط وهي نار تأجج قال فيضرب به ملك الموت بذلك السفود ضربة يغيب أصل كل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة وعرق وظفر قال ثم يلويه ليا شديدا قال فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة فيرفه ملك الموت قال فتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط قال ثم ينتره ملك الموت نترة قال فينزع روحه من عقبيه فيلقيها في ركبتيه ثم يسكر عدو الله سكرة عند ذلك فيرفه ملك الموت عنه قال فتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط قال فينتره ملك الموت نترة قال فينزع روحه من ركبتيه فيلقيها في حقويه قال فيسكر عدو الله سكرة فيرفه ملك الموت عنه قال وتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط قال كذلك إلى صدره ثم كذلك إلى حلقه قال ثم تبسط الملائكة ذلك النحاس وجمر جهنم تحت ذقنه قال ويقول ملك الموت أخرجي أيتها الروح الخبيثة الملعونة " إلى سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم قال فإذا قبض ملك الموت روحه قال الروح للجسد جزاك الله عني شرا فقد كنت سريعا بي إلى معصية الله بطيئا بي عن طاعة الله فقد هلكت وأهلكت قال ويقول الجسد للروح مثل ذلك فتلعنه بقاع الأرض التي كان يعصي الله عليها وتنطلق جنود إبليس يبشرونه بأنهم قد أوردوا عبدا من ولد آدم النار قال فإذا وضع في قبره ضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه حتى تدخل اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى قال ويبعث الله إليه أفاعي دهما كأعناق الإبل يأخذون بأرنبته وإبهامي قدميه فتقرضه حتى يلتقين في وسطه قال ويبعث الله ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كالشهب يطئان في أشعارهما بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا قد نزعت منهما الرأفة والرحمة يقال لهما منكر نكير في يد كل واحد منهما مطرقة لو اجتمع عليها ربيعة ومضر لم يقلوها قال فيقولان له اجلس فيجلس فيستوي جالسا قال وتقع أكفانه في حقوه قال فيقولان ما ربك وما دينك وما نبيك فيقول لا أدري قال فيقولان له لا دريت ولا تليت قال فيضربانه ضربة يتطاير شراره في قبره ثم يعودان قال فيقولان له انظر فوقك قال فينظر فإذا باب مفتوح من الجنة فيقولان عدو الله هذا منزلك لو كنت أطعت الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك حسرة لا ترتد أبدا قال فيقولان له انظر تحتك فإذا باب مفتوح إلى النار قال فيقولان عدو الله هذا منزلك إذ عصيت الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك حسرة لا ترتد أبدا قال وقالت عائشة ويفتح له سبعة وسبعون بابا إلى النار باقية حرها وسمومها حتى يبعثه الله إليها.