الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - عَن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ أنَّهُ قالَ : إنَّ الشَّيطانَ ليَتمثَّلُ في صورةِ الرَّجُلِ، فيأتي القومَ فيحدِّثُهُم بالحديثِ منَ الكَذِبِ، فيتفرَّقونَ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/550
التصنيف الموضوعي: جن - خلق الجن وأصنافهم جن - صفة إبليس وجنوده إيمان - أعمال الجن والشياطين إيمان - الجن والشياطين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - جاءنا يزيدُ بنُ النُّعمانِ بنِ بشيرٍ إلى حلْقةِ القاسِمِ ابنِ عبدِ الرَّحمنِ بكتابِ أبيهِ النُّعمانِ بنِ بشيرٍ بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ منَ النُّعمانِ بنِ بشيرٍ إلى أمِّ عبدِ اللَّهِ بنتِ أبي هاشمٍ سلامٌ عليكِ فإنِّي أحمدُ إليكِ اللَّهَ الَّذي لا إلهَ إلَّا هوَ فإنَّكِ كتبتِ إليَّ لأكتبَ إليكِ بشأنِ زيدِ بنِ خارجةَ وأنَّهُ كانَ من شأنِهِ أنَّهُ أخذهُ وجعٌ في حلقِهِ وهوَ يومئذٍ من أصحِّ أهلِ المدينةِ فتوفِّيَ بينَ صلاةِ الأُولى وصلاةِ العصرِ فأضجعناهُ لظهرِهِ وغشَّيناهُ بردينِ وكساءً فأتاني آتٍ في مَقامي وأنا أسبِّحُ بعدَ العصرِ فقالَ إنَّ زيدًا قد تكلَّمَ بعدَ وفاتِهِ فانصرفتُ إليهِ مسرعًا وقد حضرهُ قومٌ منَ الأنصارِ وهوَ يقولُ أو يقالُ على لسانِ الأوسَطِ أجلدُ القومِ الَّذي كانَ لا يبالي في اللَّهِ عزَّ وجلَّ لومةَ لائمٍ كانَ لا يأمُرُ النَّاسَ أن يأكُلَ قويُّهم ضعيفَهم عبدُ اللَّهِ أميرُ المؤمنينَ صدقَ صدقَ كانَ ذلكَ في الكتابِ الأوَّلِ قالَ ثمَّ قالَ عثمانُ أميرُ المؤمنينَ وهوَ يعافِي النَّاسَ من ذنوبٍ كثيرةٍ خلت ليلتانِ وهيَ أربعٌ ثمَّ اختلفَ النَّاسُ وأكلَ بعضُهم بعضًا فلا نظامَ وأبيحتِ الأحماءُ ثمَّ ارعوى المؤمنونَ وقالوا كتابُ اللَّهِ وقدرُهُ أيُّها النَّاسُ أقبِلوا على أميرِكم واسمعوا وأطيعوا فمن تولَّى فلا يعهَدنَّ ذَمًّا كانَ أمرُ اللَّهِ قدَرًا مقدورًا اللَّهُ أكبرُ هذهِ الجنَّةُ وهذهِ النَّارُ هؤلاءِ والنَّبيُّونَ والصِّدِّيقونَ سلامٌ عليكَ يا عبدَ اللَّهِ بنَ رواحةَ هل أحسستَ لي خارِجةَ لأبيهِ وسعدًا اللَّذينِ قُتِلا يومَ أُحُدٍ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى ثمَّ خفضَ صوتَهُ فسألتُ الرَّهطَ عمَّا سبقني من كلامِه فقالوا سمعناهُ يقولُ أنصِتوا أنصِتوا فنظرَ بعضُنا إلى بعضٍ فإذا الصَّوتُ من تحتِ الثِّيابِ فكشفنا عن وجههِ فقالَ هذا أحمدُ رسولِ اللَّهِ سلامٌ عليكَ يا رسولَ اللَّهِ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُهُ ثمَّ قالَ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ الأمينُ خليفةُ رسولِ اللَّهِ كانَ ضعيفًا في جسمِهِ قويًّا في أمرِ اللَّهِ صدقَ صدقَ وكانَ في الكتابِ الأوَّلِ

3 - أنها لما فَطمتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تكلَّم، قالت : سمعتُه يقول كلامًا عجيبًا : سمعتُه يقول : اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا, وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا ، فلما ترعرعَ كان يخرجُ فينظرُ إلى الصِّبيانِ يلعبون فيَجتنبُهم، فقال لي يومًا من الأيامِ : يا أُمَّاهُ ! ما لي لا أرى إخوتي بالنَّهارِ ؟ قلتُ : فدَتكَ نفسي، يرعَونَ غنمًا لنا فيروحون من ليلٍ إلى ليلٍ. فأسبل عينَيه فبكى، فقال : يا أُمَّاهُ ! فما أصنع هاهنا وحدي ؟ ابعثِيني معهم. قلتُ : أوَ تُحبُّ ذلك ؟ قال : نعم. قالت : فلما دهنَتْهُ، وكحَّلتهُ، وقمَّصتْهُ، وعمدتْ إلى خرزةِ جزعٍ يمانيَّةٍ فعُلِّقتْ في عُنُقهِ من العينِ. وأخذ عصا وخرج مع إخوتِه، فكان يخرجُ مسرورًا ويرجع مسرورًا، فلما كان يومًا من ذلك خرجوا يرعَون بهما لنا حول بيوتِنا، فلما انتصف النهارُ إذا أنا بابني ضمرةَ يعدو فزِعًا، وجبينُه يرشحُ قد علاه البهرُ باكيًا ينادي : يا أبتِ يا أبهْ ويا أمَّه ! الْحقَا أخي محمدًا، فما تلحقاه إلا ميتًا. قلتُ : وما قصتُه ؟ قال : بينا نحنُ قيامٌ نترامَى ونلعبُ، إذ أتاه رجلٌ فاختطفَه من أوساطِنا، وعلا به ذروةِ الجبلِ ونحن ننظر إليه حتى شقَّ من صدرِه إلى عانتِه، ولا أدري ما فعل به، ولا أظنُّكما تَلحقاهُ أبدًا إلا ميتًا. قالت : فأقبلتُ أنا وأبوه - تعني زوجَها - نسعى سعيًا، فإذا نحن به قاعدًا على ذروةِ الجبلِ، شاخصًا ببصرِه إلى السماءِ، يتبسَّمُ ويضحكُ، فأكببتُ عليه، وقبَّلتُ بين عينَيه، وقلتُ : فدَتْك نفسِي، ما الذي دهاك ؟ قال : خيرًا يا أُمَّاه، بينا أنا الساعةُ قائمٌ على إخوتي، إذ أتاني رهطٌ ثلاثةٌ، بيدِ أحدِهم إبريقُ فضةٍ، وفي يدِ الثاني طَستٌ من زُمُرُّدةٍ خضراءَ ملؤُها ثلجٌ، فأخذوني، فانطلقوا بي إلى ذروةِ الجبلِ، فأضجعوني على الجبلِ إضجاعًا لطيفًا، ثم شقَّ من صدري إلى عانَتي وأنا أنظر إليه، فلم أجد لذلك حسًّا ولا ألمًا، ثم أدخل يدَه في جوفي، فأخرج أحشاءَ بطني، فغسلها بذلك الثلجِ فأنعم غسلَها، ثم أعادها، وقام الثاني فقال للأولِ : تنَحَّ، فقد أنجزتَ ما أمرك اللهِ به، فدنا مني، فأدخل يدَه في جوفي، فانتزع قلبي وشقَّه، فأخرج منه نُكتةً سوداءَ مملوءةً بالدَّمِ، فرمى بها، فقال : هذه حظُّ الشيطانِ منك يا حبيبَ اللهِ، ثم حشاه بشيءٍ كان معه، وردَّه مكانَه، ثم ختمه بخاتمٍ من نورٍ، فأنا الساعةُ أجدُ بردَ الخاتَمِ في عُروقي ومفاصلي، وقام الثالثُ فقال : تَنَحَّيَا، فقد أنجزتُما ما أمرَ اللهُ فيه، ثم دنا الثالثُ منِّي، فأمرَّ يدَه ما بين مَفرقِ صدري إلى منتهى عانتي، قال الملَكُ : زِنوهُ بعشرةٍ من أمته، فوزنوني فرجحتُهم، ثم قال : دعوه، فلو وزنتُموه بأُمَّته كلِّها لرجح بهم، ثم أخذ بيدي فأنهضَني إنهاضًا لطيفًا، فأكبُّوا عليَّ، وقبَّلوا رأسي وما بين عيني، وقالوا : يا حبيبَ اللهِ، إنك لن تُراعَ، ولو تدري ما يراد بك من الخيرِ لقَرَّتْ عيناك، وتركوني قاعدًا في مكاني هذا، ثم جعلوا يطيرون حتى دخلوا حيالَ السَّماءِ، وأنا أنظرُ إليهما، ولو شئتُ لأَرَيتُك موضعَ دخولِهما. قالت : فاحتملتُه فأتيتُ به منزلًا من منازِل بني سعدِ بنِ بكرٍ، فقال لي الناسُ : اذهبي به إلى الكاهنِ حتى ينظرَ إليه ويداويه. فقال : ما بي شيءٌ مما تذكرون، وإني أرى نفسي سليمةً، وفؤادي صحيحٌ بحمد اللهِ، فقال الناسُ : أصابه لمَمٌ أو طائفٌ من الجنِّ. قالت : فغلبوني على رأيي، فانطلقتُ به إلى الكاهنِ ، فقصصتُ عليه القصةَ، قال : دَعيني أنا أسمعُ منه، فإنَّ الغلامَ أبصرُ بأمره منكم، تكلَّمْ يا غلامُ ؟ قالت حليمةُ : فقصَّ ابني محمدٌ قصَّتَه ما بين أولِها إلى آخرِها، فوثب الكاهنُ قائمًا على قدمَيه، فضمَّهُ إلى صدرهِ، ونادى بأعلى صوتِه، يا آلَ العربِ ! يا آلَ العربِ ! مِن شرٍّ قدِ اقتربَ، اقتلُوا هذا الغلامَ واقتُلوني معه، فإنكم إن تركتُموه وأدرك مدركَ الرِّجالِ لَيُسفِّهنَّ أحلامَكم، ولَيُكذِّبنَّ أديانَكم، ولَيَدعُونَّكم إلى ربٍّ لا تعرفونه، ودينٍ تنكرونه. قالتْ : فلما سمعتُ مقالَتَه انتزَعتُه من يدِه، وقلتُ : لأنتَ أعتَهُ منه وأجنُّ، ولو علمتُ أنَّ هذا يكونُ من قولِك ما أتيتُك به، اطلُبْ لنفسك مَن يقتُلك، فإنا لا نقتلُ محمدًا. فاحتمَلْتُه فأتيتُ به منزلي، فما أتيتُ – يعلم اللهُ - منزلًا من منازلِ بني سعدِ بنِ بكرٍ إلا وقد شمَمْنا منه ريحَ المسكِ الأذفرِ ، وكان في كلِّ يومٍ ينزل عليه رجلانِ أبيضانِ، فيَغيبان في ثيابهِ ولايظهرانِ. فقال الناسُ : رُدِّيهِ يا حليمةُ على جَدِّه عبدِ المطلبِ، وأَخرجيه من أَمانتِكِ. قالت : فعزمْتُ على ذلك، فسمعتُ مُناديًا يُنادي : هنيئًا لكِ يا بطحاءَ مكةَ ، اليومَ يردُ عليكِ النورُ، والدينُ، والبهاءُ، والكمالُ، فقد أمنتِ أن تُخذَلينَ أو تَحزنين أبدَ الآبدين ودهرَ الداهرينَ. قالت : فركبتُ أَتاني، وحملتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بين يديَّ، أسيرُ حتى أتيتُ البابَ الأعظمَ من أبواب مكةَ وعليه جماعةٌ، فوضعتُه لأقضي حاجةً وأُصلِحُ شأني، فسمعتُ هَدَّةً شديدةً، فالتفتُّ فلم أرَهُ، فقلتُ : معاشرَ الناسِ ! أين الصبيُّ ؟ قالوا : أيُّ الصِّبيانِ ؟ قلتُ : محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ، الذي نضَّر الله به وجهي، وأغنى عَيلَتي، وأشبع جَوْعَتي، ربَّيتُه حتى إذا أدركتُ به سروري وأملي أتيتُ به أَرُدهُ وأخرجُ من أمانتي، فاختُلِسَ من يدي من غير أن تمسَّ قدمَيه الأرضُ، واللاتِ والعُزَّى لئن لم أره لأرميَنَّ بنفسي من شاهقِ هذا الجبلِ، ولأَتقطَّعنَّ إرْبًا إرْبًا. فقال الناسُ : إنا لنراكِ غائبةً عن الركبانِ ، ما معكِ محمدٌ. قالت : قلتُ : الساعةَ كان بين أيديكم. قالوا : ما رأينا شيئًا. فلما آيَسوني وضعتُ يدي على رأسي فقلتُ : وامحمداهْ ! واولداهْ ! أبكيتُ الجواري الأبكارَ لبكائي، وضجَّ الناسُ معي بالبكاء حُرقةً لي، فإذا أنا بشيخٍ كالفاني مُتوكِّئًا على عُكَّازٍ له. قالت : فقال لي : مالي أراكَ أيها السَّعديَّةُ تبكينَ وتَضجِّينَ ؟ قالت : فقلتُ : فقدتُ ابني محمدًا. قال : لا تَبكيَنَّ، أنا أدُلكِ على من يعلمُ علمَه، وإن شاء أن يردَّهُ عليك فعل. قالت : قلتُ : دُلَّني عليه. قال : الصنمُ الأعظمُ. قالتْ : ثكلتْك أُمُّكَ ! كأنك لم ترَ ما نزل باللاتِ والعزَّى في الليلةِ التي وُلِدَ فيها محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قال : إنك لتَهذِينَ ولا تدرينَ ما تقولينَ؛ أنا أدخل عليه وأسألُه أن يردَّه عليكِ. قالت حليمةُ : فدخل وأنا أنظرُ، فطاف بهُبلَ أسبوعًا وقبَّل رأسه، ونادى : يا سيِّداهُ، لم تزلْ مُنعِمًا على قريشٍ، وهذه السَّعدية تزعمُ أنَّ محمدًا قد ضلَّ. قال : فانكبَّ هُبلُ على وجههِ، فتساقطتِ الأصنامَ بعضُها على بعضٍ، ونطقتْ – أو نطقَ منها - وقالت : إليكَ عنا أيها الشَّيخُ، إنما هلاكُنا على يدي محمدٍ. قالتْ : فأقبل الشيخُ لأسنانِه اصتكاكٌ، ولركبتَيه ارتعادٌ، وقد ألقى عُكَّازَه من يدهِ وهو يبكي ويقول : يا حليمةُ لا تبكي، فإنَّ لابنِك ربًّا لا يُضيِّعُه، فاطلبيه على مهلٍ. قالت : فخِفتُ أن يبلغَ الخبرُ عبدَ المطلبِ قَبلي، فقصدتُ قصدَه، فلما نظر إليَّ قال : أسعدٌ نزل بكِ أم نحوسٌ ؟ قالت : قلتُ : بل نحسُ الأكبرِ. ففهمَها منِّي، وقال : لعل ابنَك قد ضلَّ منك ؟ قالت : قلتُ : نعم، بعضُ قريشٍ اغتالَه فقتله، فسلَّ عبدُ المطلبِ سيفَه وغضب - وكان إذا غضب لم يثبتْ له أحدٌ من شدَّةِ غضبِه - فنادى بأعلى صوتِه : يا يسيلُ - وكانت دعوتُهم في الجاهليةِ - قال : فأجابتهُ قريشٌ بأجمَعِها، فقالت : ما قصتُك يا أبا الحارثِ ؟ فقال : فُقِدَ ابني محمدٌ. فقالت قريشٌ : اركب نركبْ معك، فإن سبقتَ خيلًا سبقْنا معك، وإن خُضتَ بحرًا خُضنا معك، قال : فركب وركبت معه قريشٌ، فأخذ على أعلى مكةَ، وانحدر على أسفلِها. فلما أن لم يرَ شيئًا ترك الناسَ واتَّشح بثوبٍ، وارتدى بآخرَ، وأقبل إلى البيتِ الحرامِ فطاف أسبوعًا، ثم أنشأ يقول : يا ربِّ إنَّ محمدًا، لم يُوجدْ فجميع قومي كلهم مُتردِّدُ، فسمعْنا مناديًا ينادي من جوِّ الهواءِ : معاشرَ القومِ ! لا تصيحُوا، فإنَّ لمحمدٍ ربًّا لا يخذلُه ولا يضيِّعُه. فقال عبدُ المطَّلبِ : يا أيها الهاتفُ ! من لنا به ؟ قالوا : بوادي تِهامةَ عند شجرةِ اليُمنى. فأقبل عبدُ المطلبِ، فلما صار في بعض الطريقِ تلقَّاه ورقةُ بنُ نوفلٍ، فصارا جميعًا يسيران، فبينما هم كذلك إذا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ قائمٌ تحت شجرةٍ يجذبُ أغصانَها، ويعبثُ بالورقِ، فقال عبدُ المطلبِ : من أنت يا غلامُ ؟ فقال : أنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ. قال عبدُ المطلبِ : فدَتْك نفسي، وأنا جدُّك عبدُ المطلبِ، ثم احتملهُ وعانقَه، ولثَمه وضمَّه إلى صدرهِ وجعل يبكي، ثم حمله على قَرَبوسِ سرجهِ، وردَّه إلى مكةَ، فاطمأنت قريشٌ، فلما اطمأن الناسُ نحر عبدُ المطلبِ عشرين جزورًا، وذبح الشاءَ والبقرَ، وجعل طعامًا وأطعم أهلَ مكةَ. قالت حليمةُ : ثم جهَّزني عبدُ المطلبِ بأحسن الجهازِ وصرَفني، فانصرفتُ إلى منزلي وأنا بكلِّ خيرِ دنيا، لا أحسنُ وصفَ كُنهِ خيري، وصار محمدٌ عند جدِّه. قالت حليمةُ : وحدَّثتُ عبدَ المطلبِ بحديثه كلِّه، فضمَّه إلى صدره وبكى، وقال : يا حليمةُ ! إنَّ لابني شأنًا، وَدِدْتُ أني أدركُ ذلك الزمانَ

4 - كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقومُ إلى جِذعِ نَخلةٍ فيَخطُبُ قَبْلَ أن يُوضَعَ المِنبَرُ، فلمَّا وُضِعَ المِنبَرُ صَعِدَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَنَّ ذلك الجِذعُ، حتى سَمِعْنا حَنينَه، قال: فأتاه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوَضَع يَدَه عليه فسَكَن! قال سليمانُ بنُ كثيرٍ: وحَدَّثَنا يحيى بنُ سَعيدٍ عن سَعيدِ بنِ المسَيِّبِ عن جابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ مِثْلَه، غَيرَ أنَّه قال: فحَنَّ حَنينَ العِشارِ!

5 - لمَّا قتلَ الحجَّاجُ بنُ يوسفَ عبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ دخلَ الحجَّاجُ على أسماءَ بنتِ أبي بَكْرٍ، فقالَ لَها: يا أمَّة، إنَّ أميرَ المؤمنينَ أوماني بِكِ، فَهَل لَكِ من حاجةٍ ؟ فقالت: لستُ لَكَ بأمٍّ ولَكِنِّي أمُّ المصلوبِ على رأسِ الثَّنيَّةِ، وما لي مِن حاجةٍ، ولَكِنِ انتظر حتَّى أحدِّثَكَ بما سَمِعْتُ منَ رسولِ اللَّهِ، سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: يخرجُ من ثقيفٍ كذَّابٌ ومبيرٌ، فأمَّا الكذَّابُ فقد رَأيناهُ، وأمَّا المبيرُ فأنتَ، فقالَ الحجَّاجُ: مُبيرُ المُنافقينَ ! !

6 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لمَّا بعثَ عبدَ اللَّهِ بنَ رواحةَ معَ زيدٍ وجعفرٍ إلى مؤتةَ، فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي أشتَكي ضِرسي، آذاني واشتدَّ عليَّ، فقالَ: ادنُ منِّي، والَّذي بعثَني بالحقِّ لأدعونَّ لَكَ بدعوةٍ لا يدعو بِها مؤمنٌ مَكْروبٌ إلَّا كشفَ اللَّهُ عنهُ كربَهُ، فوضعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يدَهُ على الخدِّ الَّذي فيهِ الوجعُ، وقالَ: اللَّهمَّ أذهِبْ عنهُ سوءَ ما يجدُ وفُحشَهُ بدعوةِ نبيِّكَ المبارَكِ المَكينِ عندَكَ سبعَ مرَّاتٍ، قالَ : فشفاهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ قبلَ أن يَبرحَ

7 - أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خرجَ وعمرُ بنُ الخطَّابِ معَهُ، فعَرَضتِ امرأةٌ فقالت : يا رسولَ اللَّهِ ! إنِّي امرأةٌ مُسْلِمَةٌ مُحْرِمَةٌ، ومعي زوجٌ لي في بيتي مثلُ المرأةِ. فقالَ لَها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ادعي زوجَكِ. فدَعتهُ وَكانَ خرَّازًا، فقالَ النبي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما تقولُ امرأتُكَ يا عبدَ اللَّهِ ؟ فقالَ الرَّجلُ: والَّذي أَكْرمَكَ ما جفَّ رأسي منها. فقالتِ امرأتُهُ: ما مرَّةٌ واحدةٌ في الشَّهرِ ؟! فقالَ لَها النبي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أتبغضيهِ قالَت: نعَم. فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أدنِيا رءوسَكُما. فوضعَ جبهتَها على جَبهةِ زوجِها ثمَّ قالَ: اللَّهمَّ ألِّف بينَهُما، وحبَّبَ أحدَهُما إلى صاحبِهِ ثمَّ مرَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بسوقِ النَّمطِ ومعَهُ عمرُ بنُ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ فطلعتِ المرأةُ تحملُ أدمًا على رأسِها، فلمَّا رأتِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ طرَحَت وأقبَلَت، فقبَّلت رجليهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: كيفَ أنتِ وزوجُكِ ؟ فقالَت: والَّذي أَكْرمَكَ ما طارِفٌ ولا تالِدٌ ولا والِدٌ أحبَّ إليَّ منهُ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أشهدُ أنِّي رسولُ اللَّهِ فقالَ عمرُ: وأَنا أشهدُ أنَّكَ رسولُ اللَّهِ

8 - لما أمر الله تبًارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبًائل العرب، خرج إلى منى وأنا معه، وأبو بكر رضي الله عنه، فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر رضي الله عنه وكان مقدما في كل خير، وكان رجلا نسابة فسلم، وقال : ممن القوم ؟ قالوا : من ربيعة. قال : وأي ربيعة أنتم ؟ أمن هامها أي : من لهازمها ؟ فقالوا : من الهامة العظمى، فقال أبو بكر رضي الله عنه : وأي هامتها العظمى أنتم ؟ قالوا : من ذهل الأكبر، قال : منكم عوف الذي يقال له : لا حر بوادي عوف ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم جساس بن مرة حامي الذمار، ومانع الجار ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم بسطام بن قيس : أبو اللواء، ومنتهى الأحياء ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم أخوال الملوك من كندة ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم أصحاب الملوك من لخم ؟ قالوا : لا، قال : أبو بكر : فلستم من ذهل الأكبر أنتم من ذهل الأصغر، قال : فقام إليه غلام من بني شيبًان يقال له : دغفل حين تبين وجهه فقال : إن على سائلنا أن نسله والعبو لا نعرفه أو نجهله، يا هذا قد سألتنا فأخبرناك، ولم نكتمك شيئا فممن الرجل ؟ قال أبو بكر : أنا من قريش، فقال الفتى : بخ بخ أهل الشرف والرياسة، فمن أي القرشيين أنت ؟ قال : من ولد تيم بن مرة، فقال الفتى : أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة. أمنكم قصي الذي جمع القبًائل من فهر فكان يدعى في قريش مجمعا ؟ قال : لا، قال : فمنكم - أظنه قال - هشام الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف ؟ قال : لا، قال : فمنكم شيبة الحمد عبد المطلب مطعم طير السماء الذي كان وجهه القمر يضيء في الليلة الداجية الظلماء ؟ قال : لا، قال : فمن أهل الإفاضة بًالناس أنت ؟ قال : لا. قال : فمن أهل الحجابة أنت ؟ قال : لا، قال فمن أهل السقاية أنت ؟ قال : لا، قال : فمن أهل النداوة أنت ؟ قال : لا، قال : فمن أهل الرفادة أنت ؟ قال : فاجتذب أبو بكر رضي الله عنه زمام الناقة راجعا إلى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال الغلام : صادف در السيل درا يدفعه يهضبه حينا وحينا يصدعه أما والله لو ثبت لأخبرتك من قريش، قال : فتبسم رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال علي : فقلت : يا أبًا بكر ! لقد وقعت من الأعرابي على بًاقعة، قال : أجل أبًا حسن ما من طامة إلا وفوقها طامة، والبلاء موكل بًالمنطق، قال : ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السكينة والوقار، فتقدم أبو بكر فسلم، فقال : ممن القوم ؟ قالوا : من شيبًان بن ثعلبة، فالتفت أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال : بأبي أنت وأمي هؤلاء غرر الناس، وفيهم مفروق بن عمرو، وهانىء بن قبيصة، والمثنى بن حارثة، والنعمان بن شريك، وكان مفروق قد غلبهم جمالا ولسانا، وكانت له غديرتان تسقطان على تريبته وكان أدنى القوم مجلسا، فقال أبو بكر رضي الله عنه : كيف العدد فيكم ؟ فقال مفروق : إنا لنزيد على ألف، ولن تغلب ألف من قلة. فقال أبو بكر : وكيف المنعمة فيكم ؟ فقال المفروق : علينا الجهد ولكل قوم جهد. فقال أبو بكر رضي الله عنه : كيف الحرب بينكم وبين عدوكم ؟ فقال مفروق : إنا لأشد ما نكون غضبًا حين نلقى وإنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله يديلنا مرة ويديل علينا أخرى، لعلك أخا قريش. فقال أبو بكر رضي الله عنه : قد بلغكم أنه رسول اللهِ ألا هوذا، فقال مفروق : بلغنا أنه يذكر ذاك فإلى ما تدعو يا أخا قريش ؟ فتقدم رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فجلس وقام أبو بكر رضي الله عنه يظله بثوبه، فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وإلى أن تئووني وتنصروني، فإن قريشا قد ظاهرت على أمر الله ، وكذبت رسله، واستغنت بًالبًاطل عن الحق، والله هو الغني الحميد. فقال مفروق بن عمرو : وإلام تدعونا يا أخا قريش، فوالله ما سمعت كلاما أحسن من هذا ؟ فتلا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ] قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم – إلى – فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون [. فقال مفروق : وإلام تدعونا يا أخا قريش زاد فيه غيره : فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض ؟ ثم رجعنا إلى روايتنا قال : فتلا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ] إن الله يأمر بًالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون [. فقال مفروق بن عمرو : دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك. وكأنه أحب أن يشركه في الكلام هانىء بن قبيصة، فقال : وهذا هانىء شيخنا وصاحب ديننا، فقال هانىء : قد سمعت مقالتك يا أخا قريش إني أرى إن تركنا ديننا واتبًاعنا على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر أنه زلل في الرأي، وقلة نظر في العاقبة، وإنما تكون الزلة مع العجلة، ومن ورائنا قوم نكره أن يعقد عليهم عقدا، ولكن نرجع وترجع وننظر وتنظر. وكأنه أحب أن يشركه المثنى بن حارثة، فقال : وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا، فقال المثنى بن حارثة : سمعت مقالتك يا أخا قريش، والجواب فيه جواب هانىء بن قبيصة في تركنا ديننا ومتابعتك على دينك، وإنا إنما نزلنا بين صريين اليمامة، والسمامة، فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : ما هذان الصريان ؟ فقال : أنهار كسرى ومياه العرب، فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول، وأما ماكان مما يلي مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول، وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا أن لا نحدث حدثا ولا نؤوي محدثا وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا قرشي مما يكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا. فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بًالصدق وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه أرأيتم أن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم أتسبحون الله وتقدسونه ؟ فقال النعمان بن شريك : اللهم فلك ذلك، قال : فتلا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : ] إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا [. ثم نهض رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قابضا على يدي أبي بكر وهو يقول : يا أبًا بكر أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها ! بها يدفع الله عز وجل بأس بعضهم عن بعض وبها يتحاجزون فيما بينهم. قال : فدفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج فما نهضنا حتى بًايعوا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال : فلقد رأيت رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وقد سر بما كان من أبي بكر ومعرفته بأنسابهم

9 - بينا نحنُ قُعودٌ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على جبَلٍ مِن جِبالِ تِهامَةَ إذْ أقبَل شَيخٌ بيَدِه عصًا، فسلَّم على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فرَدَّ عليه السَّلامَ، ثمَّ قال: نغَمَةُ جِنٍّ وَغَمْغَمَتُهُمْ، مَن أنت؟ قال: أنا هامَةُ بنُ هَيْمِ بنِ لاقِيسَ بنِ إبليسَ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فما بينَك وبينَ إبليسَ إلَّا أبَوانِ، فكم أتَى عليك مِن الدُّهورِ؟ قال: أفنيتُ الدُّنيا عُمرَها إلَّا قليلًا؛ لياليَ قَتْلِ قابيلَ هابِيلَ، كنتُ غلامًا ابنَ أعوامٍ، أفهَمُ الكلامَ، وأمرُّ بالآكامِ، وآمُرُ بفَسادِ الطَّعامِ، وقَطيعَةِ الأرحامِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: بئسَ عمَلُ الشَّيخِ المتوسِّمِ والشَّابِّ المتلوِّمِ، قال: ذَرني مِن التَّردادِ، إنِّي تائبٌ إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ، إنِّي كنتُ مع نوحٍ في مَسجِدِه مع مَن آمَن به مِن قومِه، فلم أزَلْ أُعاتِبُه على دَعوَتِه على قَوْمِه حتَّى بكَى وأبكاني، وقال: لا جرَم أنِّي على ذلك مِن النَّادِمين، وأعوذُ باللهِ أن أكونَ مِن الجاهِلين، قال: قلتُ: يا نوحُ، إنِّي ممَّن اشترَكَ في دَمِ السَّعيدِ الشَّهيدِ هابيلَ بنِ آدَمَ، فهل تجِدُ لي عند ربِّك توبةً؟ قال: يا هامُ، هِمَّ بالخَيرِ وافعَلْه قبلَ الحَسرَةِ والنَّدامَةِ، إنِّي قرَأتُ فيما أنزَلَ اللهُ عزَّ وجَلَّ أنَّه ليس مِن عبدٍ تاب إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بالِغٌ أمرُه ما بلَغ إلَّا تاب اللهُ عليه ، قمْ فتوضَّأْ واسجُدْ للهِ سجدَتَين، قال: ففعَلتُ مِن ساعَتي ما أمَرَني به، فناداني: ارفَعْ رأسَكَ، فقد نزَلَتْ توبَتُك مِن السَّماءِ، قال: فخرَرتُ للهِ ساجِدًا جَزْلًا، وكنتُ مع هُودٍ في مَسجِدِه مع مَن آمَن مِن قومِه، فلم أزَلْ أُعاتِبُه على دَعوَتِه على قَومِه حتَّى بكَى عليهم وأبكاني، فقال: لا جَرَم أنِّي على ذلك مِن النَّادِمين، وأعوذُ باللهِ أن أكونَ مِن الجاهِلين، وكنتُ مع صالِحٍ في مَسجِدِه مع مَن آمَن به مِن قَومِه، فلم أزَل أُعاتِبُه على دَعوَتِه على قَوْمِه حتَّى بكَى عليهم وأبكَاني، فقال: أنا على ذلك مِن النَّادِمين، وأعوذُ باللهِ أن أكونَ مِن الجاهِلين، وكنتُ زَوَّارَ يَعقوبَ، وكنتُ مع يوسُفَ بالمكانِ الأمينِ، وكنتُ ألقى إلْياسَ في الأودِيَةِ، وأنا ألقاه الآنَ، وإنِّي لقيتُ موسى بنَ عِمرانَ فعلَّمَني مِن التَّوراةِ، وقال: إنْ لقيتَ عيسى - يعني: ابنَ مَريمَ - فأقرِئْه عن موسى السَّلامَ، وإنَّ عيسى قال: إنْ لقيتَ محمَّدًا صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فأقرِئْه منِّي السَّلامَ، قال: فأرسَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عينَيه فبَكى، ثمَّ قال: وعلى عِيسى السَّلامُ ما دامَتِ الدُّنيا، وعليك السَّلامُ يا هامُ بأدائِكَ الأمانَةَ، قال: يا رسولَ اللهِ، افعَلْ بي ما فعَل موسى؛ إنَّه علَّمَني مِن التَّوراةِ، فعلَّمه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ}، {وَالْمُرْسَلَاتِ}، و{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}، و{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، والمعوِّذَتين، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وقال: ارفَعْ إلينا حاجتَك يا هامَةُ، ولا تدَعْ زيارَتَنا، قال: فقال عُمرُ: فقُبِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ولَم يَنْعَهُ إلينا، فلَسْنا نَدْري أحَيٌّ أم ميِّتٌ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] أبو معشر المدني روى عنه الكبار إلا أن أهل العلم بالحديث يضعفونه
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 5/418
التصنيف الموضوعي: توبة - الحض على التوبة جن - خبر هامة بن هيم بن لاقيس بن إبليس جن - صفة إبليس وجنوده أنبياء - نوح أنبياء - إلياس
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

10 - كان من صفة رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم في قامته : أنه لم يكن بًالطويل البًائن، ولا المشذب الذاهب - والمشذب : الطول نفسه إلا أنه المخفف - ولم يكن صلى الله عليه وسلم بًالقصير المتردد، وكان ينسب إلى الربعة، إذا مشى وحده ولم يكن على حال يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، وربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما، فإذا فارقاه نسب رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى الربعة، ويقول : نسب الخير كله إلى الربعة، وكان لونه ليس بًالأبيض الأمهق - الشديد البياض الذي تضرب بياضه الشهبة - ولم يكن بًالآدم، وكان أزهر اللون. الأزهر : الأبيض الناصع البياض، الذي لا تشوبه حمرة ولا صفرة ولا شيء من الألوان. وكان ابن عمر كثيرا ما ينشد في مسجد رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، نعت عمه أبي طالب إياه في لونه حيث يقول : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه، ثمال اليتامى عصمة للأرامل، ويقول كل من سمعه : هكذا كان صلى الله عليه وسلم، وقد نعته بعض من نعته بأنه كان مشرب حمرة، وقد صدق من نعته بذلك، ولكن إنما كان المشرب منه حمرة ما ضحا للشمس والرياح، فقد كان بياضه من ذلك قد أشرب حمرة، وما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر لا يشك فيه أحد ممن وصفه بأنه أبيض أزهر، فعنى ما تحت الثياب فقد أصاب، ومن نعت ما ضحا للشمس والرياح بأنه أزهر مشرب حمرة فقد أصاب. ولونه الذي لا يشك فيه : الأبيض الأزهر، وإنما الحمرة من قبل الشمس والرياح، وكان عرقه في وجهه مثل اللؤلؤ، أطيب من المسك الأذفر ، وكان رجل الشعر حسنا ليس بًالسبط ولا الجعد القطط، كان إذا مشطه بًالمشط كأنه حبك الرمل، أو كأنه المتون التي تكون في الغدر إذا سفتها الرياح، فإذا مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضا، وتحلق حتى يكون متحلقا كالخواتم، ثم كان أول مرة قد سدل ناصيته بين عينيه، كما تسدل نواصي الخيل، ثم جاءه جبريل عليه السلام بًالفرق ففرق، كان شعره فوق حاجبيه، ومنهم من قال : كان يضرب شعره منكبيه، وأكثرمن ذلك إذا كان إلى شحمة أذنيه، وكان صلى الله عليه وسلم ربما جعله غدائر أربعا، يخرج الأذن اليمنى من بين غديرتين يكتنفانها، ويخرج الأذن اليسرى من بين غديرتين يكتنفانها، وتخرج الأذنان ببياضهما من بين تلك الغدائر كأنها توقد الكواكب الدرية من سواد شعره، وكان أكثر شيبه في الرأس في فودي رأسه، والفودان : حرفا الفرق، وكان أكثر شيبه في لحيته فوق الذقن، وكان شيبه كأنه خيوط الفضة يتلألأ بين ظهري سواد الشعر الذي معه، وإذا مس ذلك الشيب الصفرة - وكان كثيرا ما يفعل - صار كأنه خيوط الذهب يتلألأ بين ظهري سواد الشعر الذي معه، وكان أحسن الناس وجها، وأنورهم لونا، لم يصفه واصف قط بلغتنا صفته، إلا شبه وجهه بًالقمر ليلة البدر، ولقد كان يقول : من كان يقول منهم : لربما نظرنا إلى القمر ليلة البدر فنقول : هو أحسن في أعيننا من القمر، أزهر اللون : نير الوجه، يتلألأ تلألؤ القمر، يعرف رضاه وغضبه في سروره بوجهه، كان إذا رضي أوسر فكأن وجهه المرآة، وكأنما الجدر تلاحك وجهه، وإذا غضب تلون وجهه واحمرت عيناه. قال : وكانوا يقولون : هو صلى الله عليه وسلم كما وصفه صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه : أمين مصطفى للخير يدعو كضوء البدر زايله الظلام، ويقولون : كذلك كان، وكان ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثيرا ما ينشد قول زهير بن أبي سلمى حين يقول لهرم بن سنان : لو كنت من شيء سوى بشر كنت المضيء لليلة البدر، فيقول عمر ومن سمع ذلك : كان النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، ولم يكن كذلك غيره. وكذلك قالت عمته عاتكة بنت عبد المطلب بعدما سار من مكة مهاجرا فجزعت عليه بنو هاشم فانبعثت تقول : عيني جودا بًالدموع السواجم على المرتضى كالبدر من آل هاشم، على المرتضى للبر والعدل والتقى وللدين والدنيا بهيم المعالم، على الصادق الميمون ذي الحلم والنهى، وذي الفضل والداعي لخير التراحم. فشبهته بًالبدر ونعتته بهذا النعت، ووقعت في النفوس لما ألقى الله تعالى منه في الصدور. ولقد نعتته وإنها لعلى دين قومها، وكان صلى الله عليه وسلم أجلى الجبين ، إذا طلع جبينه من بين الشعر أو اطلع في فلق الصبح أو عند طفل الليل أو طلع بوجهه على الناس - تراءوا جبينه كأنه ضوء السراج المتوقد يتلألأ. وكانوا يقولون : هو صلى الله عليه وسلم، كما قال شاعره حسان بن ثابت : متى يبد في الداج البهيم جبينه يلح مثل مصبًاح الدجى المتوقد، فمن كان أو من قد يكون كأحمد نظام لحق أو نكال لملحد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم واسع الجبهة، أزج الحاجبين سابغهما، والحاجبًان الأزجان : هما الحاجبًان المتوسطان اللذان لا تعدو شعرة منهما شعرة في النبًات والاستواء من غير قرن بينهما، وكان أبلج ما بين الحاجبين حتى كأن ما بينهما الفضة المخلصة. بينهما عرق يدره الغضب، لا يرى ذلك العرق إلا أن يدره الغضب، والأبلج : النقي ما بين الحاجبين من الشعر، وكانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما. والعين النجلاء : الواسعة الحسنة، والدعج : شدة سواد الحدقة، لا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدق، وكان في عينيه تمزج من حمرة، وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها، أقنى العرنين؛ والعرنين : المستوي الأنف من أوله إلى آخره، وهو الأشم، كان أفلج الأسنان أشنبها؛ قال : والشنب : أن تكون الأسنان متفرقة فيها طرائق مثل تعرض المشط، إلا أنها حديدة الأطراف، وهو الأشر الذي يكون أسفل الأسنان كأنه ماء يقطر في تفتحه ذلك وطرائقه، وكان يتبسم عن مثل البرد المنحدر من متون الغمام، فإذا افتر ضاحكا افتر عن مثل سناء البرق إذا تلألأ، وكان أحسن عبًاد الله شفتين، وألطفه ختم فم، سهل الخدين صلتهما، قال : والصلت الخد : هو الأسيل الخد، المستوي الذي لا يفوت بعض لحم بعضه بعضا. ليس بًالطويل الوجه ولا بًالمكلثم، كث اللحية ؛ والكث : الكثير منابت الشعر الملتفها، وكانت عنفقته بًارزة، فنيكاه حول العنفقة كأنها بياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها، والفنيكان : هما مواضع الطعام حول العنفقة من جانبيها جميعا. وكان أحسن عبًاد الله عنقا، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهبًا يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب الثياب من عنقه ما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر. وكان عريض الصدر ممسوحه كأنه المرايا في شدتها واستوائها، لا يعدو بعض لحمه بعضا، على بياض القمر ليلة البدر، موصول ما بين لبته إلى سرته شعر، منقاد كالقضيب، لم يكن في صدره ولا بطنه شعر غيره، وكان له صلى الله عليه وسلم عكن ثلاث، يغطي الإزار منها واحدة، وتظهر ثنتان، ومنهم من قال : يغطي الإزار منها ثنتين، وتظهر واحدة، تلك العكن أبيض من القبًاطي المطواة، وألين مسا. وكان عظيم المنكبين أشعرهما، ضخم الكراديس ؛ والكراديس : عظام المنكبين والمرفقين والوركين والركبتين. وكان جليل الكتد ؛ قال : والكتد : مجتمع الكتفين والظهر، واسع الظهر، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو مما يلي منكبه الأيمن، فيه شامة سوداء، تضرب إلى الصفرة، حولها شعرات متواليات كأنهن من عرف فرس. ومنهم من قال : كانت شامة النبوة بأسفل كتفه، خضراء منحفرة في اللحم قليلا، وكان طويل مسربة الظهر؛ والمسربة : الفقار الذي في الظهر من أعلاه إلى أسفله. وكان عبل العضدين والذراعين، طويل الزندين؛ والزندان : العظمان اللذان في ظاهر الساعدين. وكان فعم الأوصال، ضبط القصب، شئن الكف، رحب الراحة، سائل الأطراف، كأن أصابعه قضبًان فضة، كفه ألين من الخز، وكأن كفه كف عطار طيبًا، مسها بطيب أو لم يمسها، يصافحه المصافح فيظل يومه يجد ريحها ويضعها على رأس الصبي فيعرف من بين الصبيان من ريحها على رأسه. وكان عبل ما تحت الإزار من الفخذين والساق، شثن القدم غليظهما، ليس لهما خمص، منهم من قال : كان في قدمه شيء من خمص. يطأ الأرض بجميع قدميه، معتدل الخلق، بدن في آخر زمانه، وكان بذلك البدن متماسكا، وكاد يكون على الخلق الأول لم يضره السن. وكان فخما مفخما في جسده كله، إذا التفت التفت جميعا، وإذا أدبر أدبر جميعا، وكان فيه صلى الله عليه وسلم شيء من صور. والصور : الرجل الذي كأنه يلمح الشيء ببعض وجهه، وإذا مشى فكأنما يتقلع في صخر وينحدر في صبب، يخطو تكفيا، ويمشي الهوينا بغير عثر؛ والهوينا : تقارب الخطا، والمشي على الهينة، يبدر القوم إذا سارع إلى خير أو مشى إليه، ويسوقهم إذا لم يسارع إلى شيء بمشية الهوينا وترفعه فيها. وكان صلى الله عليه وسلم يقول : أنا أشبه الناس بأبي آدم عليه السلام، وكان أبي إبراهيم خليل الرحمن أشبه الناس بي خلقا وخلقا، صلى الله عليه وسلم وعلى جميع أنبياء الله

11 - بعثَ عمرُ سعدَ بنَ أبي وقَّاصٍ على العراقِ فسارَ فيها حتَّى إذا كانَ بحُلوانَ أدركتْهُ صلاةُ العصرِ وهوَ في سفحِ جبلِها فأمرَ مؤذِّنَهُ نضلةَ فنادى بالأذانِ فقالَ اللَّهُ أكبرُ اللَّهُ أكبرُ فأجابهُ مجيبٌ منَ الجبلِ كبَّرتَ يا نضلةُ كبيرًا فقالَ أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ قالَ كلمةُ الإخلاصِ قالَ أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ فقالَ بعثَ النَّبيُّ قالَ حيَّ على الصَّلاةِ قالَ كلمةٌ مقبولةٌ قالَ حيَّ على الفلاحِ قالَ البقاءُ لأمَّةِ أحمدَ قالَ اللَّهُ أكبرُ اللَّهُ أكبرُ قالَ كبَّرتَ كبيرًا قالَ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ قالَ كلمةُ حقٍّ حرِّمتَ على النَّارِ فقالَ لهُ نضلةُ يا هذا قد سمِعنا كلامَكَ فأرِنا وجهَكَ قالَ فانفلقَ الجبلُ فخرجَ رجلٌ أبيضُ الرَّأسِ واللِّحيةِ هامتُهُ مثلُ الرَّحى فقالَ لهُ نضلةُ يا هذا من أنتَ قالَ أنا ذُريبُ بنُ بَرثَمْلا وصيُّ العبدِ الصَّالحِ عيسى ابنِ مريمَ دعا لي بطولِ البقاءِ وأسكنني هذا الجبلَ إلى نزولِهِ منَ السَّماءِ فأكسرُ الصَّليبَ وأقتلُ الخنزيرَ وأتبرأ مِمَّا عليهِ النَّصارى ما فعلَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قلنا قُبِضَ فبكى بكاءً طويلًا حتَّى خُضِّلت لحيتُهُ بالدُّموعِ ثمَّ قالَ من قامَ فيكم بعدَهُ قلنا أبو بكرٍ قالَ ما فعلَ قلنا قُبِضَ قالَ فمن قامَ فيكم بعدَهُ قلنا عمرُ قالَ قولوا لهُ يا عمرُ سدِّدْ وقارِب فإنَّ الأمرَ قد تقاربَ خصالًا إذا رأيتَها في أمَّةِ محمد صلى اللَّه عليه وسلَّمَ فالهربَ الهربَ إذا اكتفى الرِّجالُ بالرِّجالِ والنِّساءُ بالنِّساءِ وكانَ الولدُ غيظًا والمطرُ قيظًا وزُخرفتِ المصاحفُ وذُوِّقتِ المساجدُ وتعلَّمَ عالِمُهم ليأكلَ بهِ دينارَهم ودرهمَهم وخرجَ الغنيُّ فقامَ إليهِ من هوَ خيرٌ منهُ وكانَ أكلُ الرِّبا فيهم شرَفًا والقتلُ فيهم عزًّا فالهربَ الهربَ قالَ فكتبَ سعدٌ بها إلى عمرَ فكتبَ إليهِ عمرُ صدقتَ فإنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ في ذلكَ الجبلِ وصيُّ عيسى ابن مريمَ عليهِ السَّلامُ فأقامَ سعدٌ بذلكَ المكانِ أربعينَ صباحًا ينادي بالأذانِ فلا يستجابُ

12 - شَكَوتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ بينَما أنا مُضطجعٌ في فراشي، إذ سمعتُ في داري صريرًا كَصريرِ الرَّحى، ودويًّا كدويِّ النَّحلِ، ولمعًا كلَمعِ البرق؛ فرفعتُ رأسي فزعًا مَرعوبًا، فإذا أنا بظلٍّ أسودَ مولًى يعلو، ويطولُ في صحنِ داري فأَهويتُ إليْهِ فمسِستُ جلدَهُ، فإذا جلدُهُ كجلدِ القنفُذِ، فرمى في وجْهي مثلَ شررِ النَّارِ، فظنَنتُ أنَّهُ قد أحرقَني، واحرق داري فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : عامرُكَ عامرُ سَوءٍ يا أبا دُجانةَ وربِّ الْكعبةِ ومثلُكَ يؤذَى يا أبا دجانةَ؟ ثمَّ قالَ : ائتوني بدَواةٍ وقرطاسٍ، فأتى بِهِما فناولَهُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ وقالَ : اكتُب يا أبا الحسَنِ. فقالَ : وما أَكتبُ؟ قالَ : اكتُب : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ. هذا كتابٌ من محمَّدٍ رسولِ ربِّ العالمينَ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، إلى من طَرقَ الدَّارَ منَ العمَّارِ والزُّوَّارِ والصَّالحينَ، إلَّا طارقًا يطرقُ بخيرٍ يا رحمنُ. أمَّا بَعدُ : فإنَّ لنا ولَكم في الحقِّ سَعةً، فإن تَكُ عاشقًا مولعًا، أو فاجرًا مُقتحمًا أو راغبًا حقًّا أو مُبطلًا، هذا كتابُ اللهِ تبارَكَ وتعالى ينطقُ علينا وعليْكم بالحقِّ، إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، ورسلُنا يَكتبونَ ما تمْكُرونَ، اترُكوا صاحبَ كتابي هذا، وانطلِقوا إلى عبدَةِ الأصنامِ، وإلى من يزعُمُ أنَّ معَ اللهِ إلَهًا آخرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ يُغلبونَ، حم لا يُنصَرونَ، حم عسق، تُفرِّقَ أعداءَ اللهِ، وبلغَت حجَّةُ اللهِ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قالَ أبو دجانةَ : فأخذتُ الْكتابَ فأدرجتُهُ وحملتُهُ إلى داري، وجعلتُهُ تحتَ رأسي وبتُّ ليلتي فما انتبَهتُ إلَّا مِن صراخِ صارخٍ يقولُ : يا أبا دُجانةَ أحرَقَتْنا واللَّاتِ والعزَّى الْكلماتُ، بحقِّ صاحبِكَ لما رفعتَ عنَّا هذا الْكتابَ، فلا عَودَ لنا في دارِكَ، وقالَ غيرُهُ : في أذاكَ، ولا في جوارِكَ، ولا في موضعٍ يَكونُ فيهِ هذا الْكتابُ. قالَ أبو دجانةَ : فقلتُ : لا، وحقِّ صاحبي رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ لأرفعنَّهُ حتَّى استأمرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ قالَ أبو دُجانةَ : فلقَد طالَت عليَّ ليلتي بما سمعتُ من أنينِ الجنِّ وصراخِهم وبُكائِهم، حتَّى أصبَحتُ فغدوتُ، فصلَّيتُ الصُّبحَ معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، وأخبرتُهُ بما سمعتُ منَ الجنِّ ليلتي، وما قُلتُ لَهم. فقالَ لي : يا أبا دجانةَ ارفَع عنِ القومِ، فوالَّذي بعثَني بالحقِّ نبيًّا إنَّهم ليجِدونَ ألمَ العَذابِ إلى يومِ القيامَةِ

13 - كتَب عمرُ بنُ الخطَّابِ رَضي اللهُ عَنه إلى سَعْدِ بنِ أبي وقَّاصٍ وهو بالقادِسيَّةِ: أنْ وجِّهْ نَضْلَةَ بنَ مُعاويَةَ الأنصاريَّ إلى حُلوانِ العِراقِ، فلْيُغِرْ على ضَواحِيها ، قال: فوجَّهَ سَعدٌ نَضْلَةَ في ثَلاثِمائةِ فارِسٍ، فخرَجوا حتَّى أتَوا حُلوانَ العِراقِ، فأغَاروا على ضَواحيها، فأصابوا غَنيمَةً وسَبْيًا، فأقبَلوا يَسُوقون الغَنيمَةَ والسَّبْيَ، حتَّى أدرَكَهم العَصرُ وكادَتِ الشَّمسُ أن تَغرُبَ، فألجَأَ نَضْلَةُ الغَنيمَةَ والسَّبيَ إلى سَفْحِ جبَلٍ، ثمَّ قام فأذَّن فقال: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ ، قال: ومُجِيبٌ مِن الجبَلِ يُجيبُه، قال: كبَّرتَ كبيرًا يا نَضْلَةُ، ثمَّ قال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، فقال: كلمَةُ الإخلاصِ يا نَضْلَةُ، ثمَّ قال: أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، قال: هو الدِّينُ، وهو الَّذي بشَّرَنا به عِيسى ابنُ مَريَمَ عليه السَّلامُ، وعلى رأسِ أمَّتِه تقومُ السَّاعةُ، ثمَّ قال: حيَّ على الصَّلاةِ، قال: طوبى لِمن مَشى إليها وواظَب عليها، ثمَّ قال: حيَّ على الفَلاحِ ، قال: أفلَح مَن أجاب محمَّدًا، وهو البَقاءُ لأمَّتِه، قال: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ ، قال: أخلَصتَ الإخلاصَ يا نَضْلَةُ، فحرَّمَ اللهُ جسَدَكَ على النَّارِ، قال: فلمَّا فرَغَ مِن أذانِه قُمنا فقُلتُ: مَن أنت يَرحَمُك اللهُ عزَّ وجلَّ؟ أمَلَكٌ أنت أم ساكِنٌ مِن الجنِّ أو مِن عِبادِ اللهِ الصَّالحين؟ أسْمَعْتَ صوتَك فأرِنا شَخصَك، فإنَّا وَفْدُ اللهِ ووَفْدُ رَسولِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ووَفْدُ عُمرَ بنِ الخطَّابِ؟ قال: فانفلَق الجبَلُ عن هامَةٍ كالرَّحى أبيَضِ الرَّأسِ واللِّحيَةِ، عليه طِمْرانِ مِن صوفٍ، فقال: السَّلامُ علَيكم ورحمَةُ اللهِ وبرَكاتُه، فقلنا: عليكم السَّلامُ ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه، مَن أنتَ يرحمُك اللهُ؟ فقال: أنا ذُرَيْبُ بنُ بَرْثَمْلَا وَصيُّ العبدِ الصَّالحِ عيسى ابنِ مَريمَ، أسكَنَني هذا الجبَلَ، ودَعا لي بطُولِ البَقاءِ إلى نُزولِه مِن السَّماءِ، فيَقتُلُ الخِنزيرَ ويَكسِرُ الصَّليبَ، ويتبرَّأُ ممَّا نَحلَتْه النَّصارى؛ فأمَّا إذ فاتَني لِقاءُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فأقرِئوا عمرَ منِّي السَّلامَ وقولوا له: يا عمرُ، سَدِّدْ وقارِبْ فقد دَنا الأمرُ، واختبِروه بهذه الخِصالِ الَّتي أُخبرُكم بها، يا عمرُ، إذا ظهرَتْ هذه الخِصالُ في أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فالهَرَبَ الهرَبَ: إذا استَغنى الرِّجالُ بالرِّجالِ، والنِّساءُ بالنِّساءِ، وانتسَبوا في غيرِ مَناسِبِهم، وانتَمَوْا بغيرِ مَواليهم، ولَم يَرحَمْ كبيرُهم صغيرَهم، ولَم يوقِّرْ صَغيرُهم كَبيرَهم، وتُرِك الأمرُ بالمعروفِ فلَم يُؤمَرْ به، وتُرِك النَّهيُ عن المنكَرِ فلَم ينه عنه، وتعلَّم عالِمُهم العِلمَ ليَجلِبَ به الدَّراهِمَ والدَّنانيرَ، وكان المطَرُ قَيظًا والولَدُ غَيظًا، وطوَّلوا المنابِرَ، وفضَّضوا المصاحِفَ، وزخرَفوا المساجِدَ، وأظهَروا الرُّشا، وشيَّدوا البِناءَ، واتَّبَعوا الهَوى، وباعوا الدِّينَ بالدُّنيا، واستَخفُّوا الدِّماءَ، وتقَطَّعَتِ الأرحامُ، وبِيعَ الحُكمُ، وأُكِل الرِّبا ، وصار التَّسلُّطُ فخرًا، والغِنى عِزًّا، وخرَج الرَّجلُ مِن بَيتِه فقام عليه مَن هو خيرٌ مِنه، ورَكبَتِ النِّساءُ السُّروجَ، قال: ثمَّ غاب عنَّا، وكتَب بذلك نَضْلَةُ إلى سَعْدٍ، فكتَب سعدٌ إلى عُمرَ، فكتَبُ عمرُ: ائتِ أنتَ ومَن مَعك مِن المهاجرين والأنصارِ، حتَّى تنزِلَ هذا الجبَلَ، فإذا لَقيتَه فأقرِئْه منِّي السَّلامَ؛ فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: إنَّ بَعضَ أوصياءِ عِيسى ابنِ مَريمَ عليه السَّلامُ نزَل ذلك الجبَلَ بناحيَةِ العِراقِ، فنزَل سعدٌ في أربعَةِ آلافٍ مِن المهاجرين والأنصارِ، حتَّى نزَل الجبلَ أربعين يومًا يُنادي بالأذانِ في كلِّ وقتِ صَلاةٍ فلا يَرى جوابًا.
خلاصة حكم المحدث : ليس له متابعة ،وإنما يعرف لمالك بن الأزهر وهو مجهول لا يسمع بذكره في غير هذا الحديث قاله: أبو عبد الله الحاكم
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 5/425
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أنبياء - معجزات حدود - ما جاء في تحريم اللواط والسحاق فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة النبي وأمته في كتب أهل الكتاب مغازي - موقعة القادسية
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
 

1 - قالَ للعبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ : فيكُمُ النُّبوَّةُ والمملَكَةُ
خلاصة حكم المحدث : تفرد به محمد بن عبد الرحمن العامري وليس بالقوي
الراوي : العباس بن عبدالمطلب | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/517 التخريج : أخرجه البزار (9103)، وابن عدي (4/262) باختلاف يسير، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (6/517) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - الإمامة في قريش فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مناقب وفضائل - فضائل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم إمامة وخلافة - تولية الأكفاء مناقب وفضائل - العباس بن عبد المطلب
|أصول الحديث

2 - عن عبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قال: كان البيتُ قبْلَ الأرضِ بألفَيْ سنَةٍ،وإذا الأرضُ مُدَّتْ? قال: مِن تحتِهِ مَدًّا.
خلاصة حكم المحدث : [ له متابعة ]
الراوي : مجاهد بن جبر المكي | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 2/44 التخريج : أخرجه ابن كثير في ((البداية والنهاية)) ((3/ 476)) واللفظ له، والحاكم (3911) بنحوه
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الانشقاق حج - فضائل الكعبة والمسجد الحرام خلق - بدء الخلق وعجائبه
|أصول الحديث

3 - عَن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ أنَّهُ قالَ : إنَّ الشَّيطانَ ليَتمثَّلُ في صورةِ الرَّجُلِ، فيأتي القومَ فيحدِّثُهُم بالحديثِ منَ الكَذِبِ، فيتفرَّقونَ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/550 التخريج : أخرجه مسلم في ((مقدمة الصحيح)) (7)
التصنيف الموضوعي: جن - خلق الجن وأصنافهم جن - صفة إبليس وجنوده إيمان - أعمال الجن والشياطين إيمان - الجن والشياطين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - بلغَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّ رجالًا مِن كِندةَ يزعمونَ أنَّهُ منهُم، فقالَ: إنَّما كانَ يقولُ ذاكَ: العبَّاسُ، وأبو سفيانَ بنُ حربٍ، إذا قدِما المدينةَ ليأمَنا بذلِكَ، وإنَّا لن نَنتفيَ مِن آبائنا، نحنُ بنو النَّضرِ بنِ كنانةَ قالَ: وخطبَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: أَنا محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ المطَّلبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قصيِّ بنِ كلابِ بنِ مرَّةَ بنِ كعبِ بنِ لؤيِّ بنِ غالبِ بنِ فِهْرِ بنِ مالِكِ بنِ النَّضرِ بنِ كنانةَ بنِ خُزَيْمةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ إلياسَ بنِ مُضرَ بنِ نزارٍ وما افترقَ النَّاسُ فِرقتينِ إلَّا جعلَني اللَّهُ في خيرِهِما. فأُخرِجتُ من بينِ أبوينِ، فلم يُصِبني شيءٌ من عُهْرِ الجاهليَّةِ. وخرجتُ من نِكاحٍ، ولم أخرُج من سفاحٍ، مِن لدُن آدمَ، حتَّى انتَهَيتُ إلى أبي وأمِّي، فأَنا خيرُكُم نفسًا وخيرُكُم أبًا. صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ
خلاصة حكم المحدث : تفرد به عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي له أفراد لم يتابع عليها
الراوي : أنس بن مالك وأبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 1/174
التصنيف الموضوعي: أقارب النبي - رحم النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - فضل النبي على جميع الخلائق فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - فضل نسب النبي بر وصلة - مداراة الناس

5 - رأيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ على عَقبةِ المدينةِ، قالَ : فجعَلَت قُرَيْشٌ تمرُّ عليهِ والنَّاسُ حتَّى مرَّ عليهِ عبدُ اللَّهِ بنُ عمرَ، فوقَفَ عليهِ، فقالَ : السَّلامُ عليكَ أبا خُبَيْبٍ، السَّلامُ عليكَ أبا خُبَيْبٍ، أما واللَّهِ لقد كنتُ أنهاكَ عَن هذا، أما واللَّهِ لقد كنتُ أنهاكَ عَن هذا أما واللَّهِ إن كنتَ ما عَلِمْتُ صوَّامًا قوَّامًا وصولًا للرَّحمِ، أما واللَّهِ لأمَّةٌ أنتَ أشرُّها لأُمَّةُ خيرٍ. ثمَّ نَفذَ عبدُ اللَّهِ بنُ عمرَ فبلغَ الحجَّاجَ موقفُ عبدِ اللَّهِ وقولُهُ، فأرسلَ إليهِ فأُنْزِلَ عن جِذعِهِ وأُلْقيَ في قبورِ اليَهودِ، ثمَّ أرسلَ إلى أمِّهِ أسماءَ بنتِ أبي بَكْرٍ فأبَت أن تأتيَهُ، فأعادَ عليها الرَّسولَ لتأتينِّي أو لأبعثنَّ إليكِ من يَسحبُكِ بقرونِكِ قالَ : فأبَت وقالت : واللَّهِ لا آتيكَ حتَّى تَبعثَ إليَّ من يَسحبُني بِقروني قالَ : فقالَ: أروني سِبتَيَّ فأخذَ نعليهِ، ثمَّ انطلقَ يتوذَّفُ حتَّى دخلَ علَيها فقالَ : كيفَ رأيتِني صَنعتُ بعدوِّ اللَّهِ ؟ قالت : رأيتُكَ أفسدتَ عليهِ دُنْياهُ، وأفسدَ عليكَ آخرتَكَ، بلغَني أنَّكَ تقولُ لَهُ : يا بن ذاتِ النِّطاقينِ، أَنا واللَّهِ ذاتُ النِّطاقينِ ، أَنا واللَّهِ ذاتُ النِّطاقينِ ، أمَّا أحدُهُما فَكُنتُ أرفعُ بِهِ طعامَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وطعامَ أبي مِنَ الدَّوابِّ، وأمَّا الآخرُ فنطاقُ المرأةِ الَّتي لا تَستَغني عنهُ، أما إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حدَّثَنا أنَّ في ثقيفٍ كذَّابًا ومبيرًا فأمَّا الكذَّابُ فرأيناهُ، وأمَّا المبيرُ فلا إخالُكَ إلَّا إيَّاهُ. قالَ: فقامَ عَنها ولم يُراجِعْها
خلاصة حكم المحدث : له طرق
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/485
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - ما جاء أنه في ثقيف كذاب ومبير بر وصلة - فضل صلة الرحم مناقب وفضائل - أسماء بنت أبي بكر مناقب وفضائل - عبد الله بن الزبير

6 - كنت امرأ تاجرا فقدمت منى أيام الحج وكان العبًاس بن عبد المطلب امرءا تاجرا فأتيته أبتاع منه وأبيعه. قال : فبينا نحن إذ خرج رجل من خبًاء يصلي فقام تجاه الكعبة ثم خرجت امرأة فقامت تصلي وخرج غلام فقام يصلي معه، فقلت : يا عبًاس ! ما هذا الدين إن هذا الدين ما ندري ما هو ؟ فقال : هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله تبًارك وتعالى أرسله وأن كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه، وهذه امرأته خديجة بنت خويلد آمنت به، وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب آمن به قال عفيف : فليتني كنت آمنت به يومئذ فكنت أكون ثالثا
خلاصة حكم المحدث : [ له متابعة ]
الراوي : عفيف الكندي | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 2/162 التخريج : أخرجه أحمد (1787)، والبخاري في ((التاريخ الكبير)) (7/ 74)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (1/ 79)، والطبراني (181) (18/ 100) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: إسلام - إظهار دين الإسلام على الأديان إسلام - كيف بدأ الإسلام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مناقب وفضائل - خديجة بنت خويلد مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب
|أصول الحديث

7 - ولدَ لأخي أمِّ سلمةَ مِن أُمِّها غلامٌ فسمَّوهُ الوليدَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : تُسمُّونَ بأسماءِ فراعنتِكُم، غيِّروا اسمَهُ، فسمُّوهُ عبدَ اللَّهِ فإنَّهُ سيَكونُ في هذِهِ الأمَّةِ رجلٌ يقالُ لَهُ الوليدُ هوَ شرٌّ لأمَّتي من فِرعونَ لقومِهِ

8 - محمدٌ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ بنِ هاشمٍ بن عبدِ منافٍ بنِ قُصيٍّ بنِ كلابٍ بنِ مُرَّةَ بنِ كعبٍ بنِ لُؤيٍّ بنِ غالبِ بنِ فهرٍ بنِ مالك بنِ النَّضرِ بنِ كِنانةَ بنِ خُزيمةَ بنِ مُدركةَ بنِ إلياسٍ بنِ مُضرَ بنِ نَزارِ بنِ معدٍّ بنِ عدنانَ بنِ أَددٍ بنِ المُقومِ بنِ ناحورَ بنِ تارحٍ بنِ يعرُبٍ بنِ يشجُبٍ بنِ نابتٍ بنِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ آزرَ، وهو في التوراةِ : ابنُ تارخٍ بنُ ناحورَ بنَ أرغَوى بنُ سارحٍ بنُ فالحٍ بنُ عابرٍ بنُ شالخٍ بنُ أرْفخْشَذٍ بنُ سامٍ بنُ نوحٍ بن لمكٍ بن مَتَّوشلخ بنُ أخنوخٍ بنُ يردٍ بنُ مهلاييلَ بنُ قينانَ بنُ أنوش ٍبنُ شيثٍ بنُ آدمَ أبو البشرِ، صلوات اللهِ عليه وعلى أنبياءِ اللهِ الطَّيبينَ الأخيارِ وسلَّم، ورواه عُبيدُ بنُ يعيشٍ عن يونسَ بنُ بُكيرٍ، وقال فيه : تارخُ بنُ ناحورَ بنُ عورٍ بنُ فلاحٍ بنُ عابرٍ بنُ شالخٍ بنُ سامِ بنُ نوحٍ بنُ لامكٍ بن متُّوشلخٍ بنُ خانوخٍ بنُ مهليلٍ بنُ قينانَ بنُ شيثٍ بنُ آدمَ. وقال : إنَّ أددَ بنُ المُقوَّمِ
خلاصة حكم المحدث : اختلف على ابن إسحاق في ذلك
الراوي : محمد بن إسحاق | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 1/179 التخريج : أخرجه ابن هشام في ((السيرة النبوية)) (1/ 1) بلفظه مطولًا، والطبري في ((تاريخه)) (1/ 497) مختصرًا
التصنيف الموضوعي: أنبياء - إبراهيم أنبياء - إسماعيل بر وصلة - علم النسب فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة النبي وأمته في كتب أهل الكتاب فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - فضل نسب النبي
|أصول الحديث

9 - بينا عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ يمشي إلى مَكَّةَ بفلاةٍ منَ الأرضِ إذ رأى حيَّةً ميتةً، فقال: عليَّ بمِحفارٍ فقالوا: نَكفيكَ أصلحَكَ اللَّهُ. قال: لا، ثمَّ أخذَهُ فحفرَ لَهُ ثمَّ لفَّهُ في خرقةٍ ودفنَهُ, فإذا هاتِفٌ يَهتفُ لا يرونَهُ: رحمةُ اللَّهُ عليْكَ يا سرَّقُ، فأشْهدُ لسمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: تموتُ يا سَرَّقُ في فلاةٍ منَ الأرضِ يدفنُكَ خيرُ أمَّتي. فقالَ لَهُ عمرُ بنُ عبدِ العزيز: من أنتَ يرحمُكَ اللَّهُ؟ قال: أنا رجلٌ منَ الجنِّ, وَهذا سرَّقُ, ولم يَكن مِمَّن بايعَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ منَ الجنِّ أحدٌ غيري وغيرُهُ, وأشْهدُ لسمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يقول: تموتُ يا سرَّقُ بفلاةٍ منَ الأرضِ, ويدفنُكَ خيرُ أمَّتي
خلاصة حكم المحدث : [إذا انضم له إسناد حديث آخر قوي فيما اجتمعا فيه]
الراوي : أبو معن الأنصاري | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/494
التصنيف الموضوعي: جن - مؤمني الجن مناقب وفضائل - عمر بن عبد العزيز مناقب وفضائل - فضائل التابعين إيمان - الجن والشياطين مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين

10 - إني عبدُ اللهِ وخاتَمُ النَّبِيِّينَ، وإنَّ آدمَ لَمُنْجَدِلٌ في طينتِه، وسأُخْبِرُكم عن ذلك : دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبِشارةُ عيسى بي، ورُؤْيا أُمِّي التي رَأَتْ، وكذلك أُمَّهاتُ النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ، وإنَّ أُمَّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَأَتْ حين وَضَعَتْهُ نورًا أضاءت له قصورَ الشامِ، وفي روايةِ يعقوبَ : أضاءت منه قصورَ الشامِ
خلاصة حكم المحدث : [له متابعة]
الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 1/80 التخريج : أخرجه أحمد (17150)، وابن حبان (6404)، والطبراني (18/252) (629) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: خلق - خلق آدم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خاتم الأنبياء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة النبي وأمته في كتب أهل الكتاب فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - علامات النبوة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ميلاد النبي
|أصول الحديث

11 - جاءنا يزيدُ بنُ النُّعمانِ بنِ بشيرٍ إلى حلْقةِ القاسِمِ ابنِ عبدِ الرَّحمنِ بكتابِ أبيهِ النُّعمانِ بنِ بشيرٍ بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ منَ النُّعمانِ بنِ بشيرٍ إلى أمِّ عبدِ اللَّهِ بنتِ أبي هاشمٍ سلامٌ عليكِ فإنِّي أحمدُ إليكِ اللَّهَ الَّذي لا إلهَ إلَّا هوَ فإنَّكِ كتبتِ إليَّ لأكتبَ إليكِ بشأنِ زيدِ بنِ خارجةَ وأنَّهُ كانَ من شأنِهِ أنَّهُ أخذهُ وجعٌ في حلقِهِ وهوَ يومئذٍ من أصحِّ أهلِ المدينةِ فتوفِّيَ بينَ صلاةِ الأُولى وصلاةِ العصرِ فأضجعناهُ لظهرِهِ وغشَّيناهُ بردينِ وكساءً فأتاني آتٍ في مَقامي وأنا أسبِّحُ بعدَ العصرِ فقالَ إنَّ زيدًا قد تكلَّمَ بعدَ وفاتِهِ فانصرفتُ إليهِ مسرعًا وقد حضرهُ قومٌ منَ الأنصارِ وهوَ يقولُ أو يقالُ على لسانِ الأوسَطِ أجلدُ القومِ الَّذي كانَ لا يبالي في اللَّهِ عزَّ وجلَّ لومةَ لائمٍ كانَ لا يأمُرُ النَّاسَ أن يأكُلَ قويُّهم ضعيفَهم عبدُ اللَّهِ أميرُ المؤمنينَ صدقَ صدقَ كانَ ذلكَ في الكتابِ الأوَّلِ قالَ ثمَّ قالَ عثمانُ أميرُ المؤمنينَ وهوَ يعافِي النَّاسَ من ذنوبٍ كثيرةٍ خلت ليلتانِ وهيَ أربعٌ ثمَّ اختلفَ النَّاسُ وأكلَ بعضُهم بعضًا فلا نظامَ وأبيحتِ الأحماءُ ثمَّ ارعوى المؤمنونَ وقالوا كتابُ اللَّهِ وقدرُهُ أيُّها النَّاسُ أقبِلوا على أميرِكم واسمعوا وأطيعوا فمن تولَّى فلا يعهَدنَّ ذَمًّا كانَ أمرُ اللَّهِ قدَرًا مقدورًا اللَّهُ أكبرُ هذهِ الجنَّةُ وهذهِ النَّارُ هؤلاءِ والنَّبيُّونَ والصِّدِّيقونَ سلامٌ عليكَ يا عبدَ اللَّهِ بنَ رواحةَ هل أحسستَ لي خارِجةَ لأبيهِ وسعدًا اللَّذينِ قُتِلا يومَ أُحُدٍ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى ثمَّ خفضَ صوتَهُ فسألتُ الرَّهطَ عمَّا سبقني من كلامِه فقالوا سمعناهُ يقولُ أنصِتوا أنصِتوا فنظرَ بعضُنا إلى بعضٍ فإذا الصَّوتُ من تحتِ الثِّيابِ فكشفنا عن وجههِ فقالَ هذا أحمدُ رسولِ اللَّهِ سلامٌ عليكَ يا رسولَ اللَّهِ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُهُ ثمَّ قالَ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ الأمينُ خليفةُ رسولِ اللَّهِ كانَ ضعيفًا في جسمِهِ قويًّا في أمرِ اللَّهِ صدقَ صدقَ وكانَ في الكتابِ الأوَّلِ

12 - لَمَّا رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يومَ حُنينٍ قد عَرِيَ ذكَرتُ أبي وعمِّي وقَتْلَ عليٍّ وحمْزَةَ إيَّاهما، فقلتُ: اليومَ أُدرِكُ ثَأْري مِن محمَّدٍ، قال: فذهبتُ لأَجيئَه عن يمينِه فإذا أنا بالعبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلِبِ قائمٌ، علَيه دِرْعٌ بَيضاءُ كأنَّها فِضَّةٌ يُكشَفُ عنها العَجَاجُ، فقلتُ: عَمُّه ولَن يَخذُلَه، قال: ثمَّ جِئتُه عن يَسارِه فإذا أنا بأبي سُفيانَ بنِ الحارِثِ بنِ عبدِ المطَّلِبِ، فقلتُ: ابنُ عمِّه ولَن يَخذُلَه، قال: ثمَّ جئتُه مِن خَلفِه فلَم يَبْقَ إلَّا أنْ أُسَوِّرَه بالسَّيفِ؛ إذْ رُفِع لي شُواظٌ مِن نارٍ بيني وبَينه كأنَّه بَرْقٌ، فخِفْتُ تَمحَشُني؛ فوضَعتُ يدي على بَصَري، ومشَيتُ القَهْقَرى، والتفَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وقال: يا شَيْبُ، يا شَيْبُ، ادْنُ منِّي، اللَّهمَّ أذهِبْ عنه الشَّيطانَ، قال: فرَفَعْتُ إليه بصَري ولَهُو أحَبُّ إليَّ مِن سَمعي وبَصَري، وقال: يا شَيْبُ، قاتِلِ الكُفَّارَ.
خلاصة حكم المحدث : [له شاهد]
الراوي : شيبة بن عثمان | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 5/145 التخريج : أخرجه ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (7/ 34) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - عصمة الله له من الناس مغازي - غزوة حنين مناقب وفضائل - أبو سفيان بن الحارث مناقب وفضائل - شيبة بن عثمان مناقب وفضائل - العباس بن عبد المطلب
|أصول الحديث

13 - أنها لما فَطمتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تكلَّم، قالت : سمعتُه يقول كلامًا عجيبًا : سمعتُه يقول : اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا, وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا ، فلما ترعرعَ كان يخرجُ فينظرُ إلى الصِّبيانِ يلعبون فيَجتنبُهم، فقال لي يومًا من الأيامِ : يا أُمَّاهُ ! ما لي لا أرى إخوتي بالنَّهارِ ؟ قلتُ : فدَتكَ نفسي، يرعَونَ غنمًا لنا فيروحون من ليلٍ إلى ليلٍ. فأسبل عينَيه فبكى، فقال : يا أُمَّاهُ ! فما أصنع هاهنا وحدي ؟ ابعثِيني معهم. قلتُ : أوَ تُحبُّ ذلك ؟ قال : نعم. قالت : فلما دهنَتْهُ، وكحَّلتهُ، وقمَّصتْهُ، وعمدتْ إلى خرزةِ جزعٍ يمانيَّةٍ فعُلِّقتْ في عُنُقهِ من العينِ. وأخذ عصا وخرج مع إخوتِه، فكان يخرجُ مسرورًا ويرجع مسرورًا، فلما كان يومًا من ذلك خرجوا يرعَون بهما لنا حول بيوتِنا، فلما انتصف النهارُ إذا أنا بابني ضمرةَ يعدو فزِعًا، وجبينُه يرشحُ قد علاه البهرُ باكيًا ينادي : يا أبتِ يا أبهْ ويا أمَّه ! الْحقَا أخي محمدًا، فما تلحقاه إلا ميتًا. قلتُ : وما قصتُه ؟ قال : بينا نحنُ قيامٌ نترامَى ونلعبُ، إذ أتاه رجلٌ فاختطفَه من أوساطِنا، وعلا به ذروةِ الجبلِ ونحن ننظر إليه حتى شقَّ من صدرِه إلى عانتِه، ولا أدري ما فعل به، ولا أظنُّكما تَلحقاهُ أبدًا إلا ميتًا. قالت : فأقبلتُ أنا وأبوه - تعني زوجَها - نسعى سعيًا، فإذا نحن به قاعدًا على ذروةِ الجبلِ، شاخصًا ببصرِه إلى السماءِ، يتبسَّمُ ويضحكُ، فأكببتُ عليه، وقبَّلتُ بين عينَيه، وقلتُ : فدَتْك نفسِي، ما الذي دهاك ؟ قال : خيرًا يا أُمَّاه، بينا أنا الساعةُ قائمٌ على إخوتي، إذ أتاني رهطٌ ثلاثةٌ، بيدِ أحدِهم إبريقُ فضةٍ، وفي يدِ الثاني طَستٌ من زُمُرُّدةٍ خضراءَ ملؤُها ثلجٌ، فأخذوني، فانطلقوا بي إلى ذروةِ الجبلِ، فأضجعوني على الجبلِ إضجاعًا لطيفًا، ثم شقَّ من صدري إلى عانَتي وأنا أنظر إليه، فلم أجد لذلك حسًّا ولا ألمًا، ثم أدخل يدَه في جوفي، فأخرج أحشاءَ بطني، فغسلها بذلك الثلجِ فأنعم غسلَها، ثم أعادها، وقام الثاني فقال للأولِ : تنَحَّ، فقد أنجزتَ ما أمرك اللهِ به، فدنا مني، فأدخل يدَه في جوفي، فانتزع قلبي وشقَّه، فأخرج منه نُكتةً سوداءَ مملوءةً بالدَّمِ، فرمى بها، فقال : هذه حظُّ الشيطانِ منك يا حبيبَ اللهِ، ثم حشاه بشيءٍ كان معه، وردَّه مكانَه، ثم ختمه بخاتمٍ من نورٍ، فأنا الساعةُ أجدُ بردَ الخاتَمِ في عُروقي ومفاصلي، وقام الثالثُ فقال : تَنَحَّيَا، فقد أنجزتُما ما أمرَ اللهُ فيه، ثم دنا الثالثُ منِّي، فأمرَّ يدَه ما بين مَفرقِ صدري إلى منتهى عانتي، قال الملَكُ : زِنوهُ بعشرةٍ من أمته، فوزنوني فرجحتُهم، ثم قال : دعوه، فلو وزنتُموه بأُمَّته كلِّها لرجح بهم، ثم أخذ بيدي فأنهضَني إنهاضًا لطيفًا، فأكبُّوا عليَّ، وقبَّلوا رأسي وما بين عيني، وقالوا : يا حبيبَ اللهِ، إنك لن تُراعَ، ولو تدري ما يراد بك من الخيرِ لقَرَّتْ عيناك، وتركوني قاعدًا في مكاني هذا، ثم جعلوا يطيرون حتى دخلوا حيالَ السَّماءِ، وأنا أنظرُ إليهما، ولو شئتُ لأَرَيتُك موضعَ دخولِهما. قالت : فاحتملتُه فأتيتُ به منزلًا من منازِل بني سعدِ بنِ بكرٍ، فقال لي الناسُ : اذهبي به إلى الكاهنِ حتى ينظرَ إليه ويداويه. فقال : ما بي شيءٌ مما تذكرون، وإني أرى نفسي سليمةً، وفؤادي صحيحٌ بحمد اللهِ، فقال الناسُ : أصابه لمَمٌ أو طائفٌ من الجنِّ. قالت : فغلبوني على رأيي، فانطلقتُ به إلى الكاهنِ ، فقصصتُ عليه القصةَ، قال : دَعيني أنا أسمعُ منه، فإنَّ الغلامَ أبصرُ بأمره منكم، تكلَّمْ يا غلامُ ؟ قالت حليمةُ : فقصَّ ابني محمدٌ قصَّتَه ما بين أولِها إلى آخرِها، فوثب الكاهنُ قائمًا على قدمَيه، فضمَّهُ إلى صدرهِ، ونادى بأعلى صوتِه، يا آلَ العربِ ! يا آلَ العربِ ! مِن شرٍّ قدِ اقتربَ، اقتلُوا هذا الغلامَ واقتُلوني معه، فإنكم إن تركتُموه وأدرك مدركَ الرِّجالِ لَيُسفِّهنَّ أحلامَكم، ولَيُكذِّبنَّ أديانَكم، ولَيَدعُونَّكم إلى ربٍّ لا تعرفونه، ودينٍ تنكرونه. قالتْ : فلما سمعتُ مقالَتَه انتزَعتُه من يدِه، وقلتُ : لأنتَ أعتَهُ منه وأجنُّ، ولو علمتُ أنَّ هذا يكونُ من قولِك ما أتيتُك به، اطلُبْ لنفسك مَن يقتُلك، فإنا لا نقتلُ محمدًا. فاحتمَلْتُه فأتيتُ به منزلي، فما أتيتُ – يعلم اللهُ - منزلًا من منازلِ بني سعدِ بنِ بكرٍ إلا وقد شمَمْنا منه ريحَ المسكِ الأذفرِ ، وكان في كلِّ يومٍ ينزل عليه رجلانِ أبيضانِ، فيَغيبان في ثيابهِ ولايظهرانِ. فقال الناسُ : رُدِّيهِ يا حليمةُ على جَدِّه عبدِ المطلبِ، وأَخرجيه من أَمانتِكِ. قالت : فعزمْتُ على ذلك، فسمعتُ مُناديًا يُنادي : هنيئًا لكِ يا بطحاءَ مكةَ ، اليومَ يردُ عليكِ النورُ، والدينُ، والبهاءُ، والكمالُ، فقد أمنتِ أن تُخذَلينَ أو تَحزنين أبدَ الآبدين ودهرَ الداهرينَ. قالت : فركبتُ أَتاني، وحملتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بين يديَّ، أسيرُ حتى أتيتُ البابَ الأعظمَ من أبواب مكةَ وعليه جماعةٌ، فوضعتُه لأقضي حاجةً وأُصلِحُ شأني، فسمعتُ هَدَّةً شديدةً، فالتفتُّ فلم أرَهُ، فقلتُ : معاشرَ الناسِ ! أين الصبيُّ ؟ قالوا : أيُّ الصِّبيانِ ؟ قلتُ : محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ، الذي نضَّر الله به وجهي، وأغنى عَيلَتي، وأشبع جَوْعَتي، ربَّيتُه حتى إذا أدركتُ به سروري وأملي أتيتُ به أَرُدهُ وأخرجُ من أمانتي، فاختُلِسَ من يدي من غير أن تمسَّ قدمَيه الأرضُ، واللاتِ والعُزَّى لئن لم أره لأرميَنَّ بنفسي من شاهقِ هذا الجبلِ، ولأَتقطَّعنَّ إرْبًا إرْبًا. فقال الناسُ : إنا لنراكِ غائبةً عن الركبانِ ، ما معكِ محمدٌ. قالت : قلتُ : الساعةَ كان بين أيديكم. قالوا : ما رأينا شيئًا. فلما آيَسوني وضعتُ يدي على رأسي فقلتُ : وامحمداهْ ! واولداهْ ! أبكيتُ الجواري الأبكارَ لبكائي، وضجَّ الناسُ معي بالبكاء حُرقةً لي، فإذا أنا بشيخٍ كالفاني مُتوكِّئًا على عُكَّازٍ له. قالت : فقال لي : مالي أراكَ أيها السَّعديَّةُ تبكينَ وتَضجِّينَ ؟ قالت : فقلتُ : فقدتُ ابني محمدًا. قال : لا تَبكيَنَّ، أنا أدُلكِ على من يعلمُ علمَه، وإن شاء أن يردَّهُ عليك فعل. قالت : قلتُ : دُلَّني عليه. قال : الصنمُ الأعظمُ. قالتْ : ثكلتْك أُمُّكَ ! كأنك لم ترَ ما نزل باللاتِ والعزَّى في الليلةِ التي وُلِدَ فيها محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قال : إنك لتَهذِينَ ولا تدرينَ ما تقولينَ؛ أنا أدخل عليه وأسألُه أن يردَّه عليكِ. قالت حليمةُ : فدخل وأنا أنظرُ، فطاف بهُبلَ أسبوعًا وقبَّل رأسه، ونادى : يا سيِّداهُ، لم تزلْ مُنعِمًا على قريشٍ، وهذه السَّعدية تزعمُ أنَّ محمدًا قد ضلَّ. قال : فانكبَّ هُبلُ على وجههِ، فتساقطتِ الأصنامَ بعضُها على بعضٍ، ونطقتْ – أو نطقَ منها - وقالت : إليكَ عنا أيها الشَّيخُ، إنما هلاكُنا على يدي محمدٍ. قالتْ : فأقبل الشيخُ لأسنانِه اصتكاكٌ، ولركبتَيه ارتعادٌ، وقد ألقى عُكَّازَه من يدهِ وهو يبكي ويقول : يا حليمةُ لا تبكي، فإنَّ لابنِك ربًّا لا يُضيِّعُه، فاطلبيه على مهلٍ. قالت : فخِفتُ أن يبلغَ الخبرُ عبدَ المطلبِ قَبلي، فقصدتُ قصدَه، فلما نظر إليَّ قال : أسعدٌ نزل بكِ أم نحوسٌ ؟ قالت : قلتُ : بل نحسُ الأكبرِ. ففهمَها منِّي، وقال : لعل ابنَك قد ضلَّ منك ؟ قالت : قلتُ : نعم، بعضُ قريشٍ اغتالَه فقتله، فسلَّ عبدُ المطلبِ سيفَه وغضب - وكان إذا غضب لم يثبتْ له أحدٌ من شدَّةِ غضبِه - فنادى بأعلى صوتِه : يا يسيلُ - وكانت دعوتُهم في الجاهليةِ - قال : فأجابتهُ قريشٌ بأجمَعِها، فقالت : ما قصتُك يا أبا الحارثِ ؟ فقال : فُقِدَ ابني محمدٌ. فقالت قريشٌ : اركب نركبْ معك، فإن سبقتَ خيلًا سبقْنا معك، وإن خُضتَ بحرًا خُضنا معك، قال : فركب وركبت معه قريشٌ، فأخذ على أعلى مكةَ، وانحدر على أسفلِها. فلما أن لم يرَ شيئًا ترك الناسَ واتَّشح بثوبٍ، وارتدى بآخرَ، وأقبل إلى البيتِ الحرامِ فطاف أسبوعًا، ثم أنشأ يقول : يا ربِّ إنَّ محمدًا، لم يُوجدْ فجميع قومي كلهم مُتردِّدُ، فسمعْنا مناديًا ينادي من جوِّ الهواءِ : معاشرَ القومِ ! لا تصيحُوا، فإنَّ لمحمدٍ ربًّا لا يخذلُه ولا يضيِّعُه. فقال عبدُ المطَّلبِ : يا أيها الهاتفُ ! من لنا به ؟ قالوا : بوادي تِهامةَ عند شجرةِ اليُمنى. فأقبل عبدُ المطلبِ، فلما صار في بعض الطريقِ تلقَّاه ورقةُ بنُ نوفلٍ، فصارا جميعًا يسيران، فبينما هم كذلك إذا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ قائمٌ تحت شجرةٍ يجذبُ أغصانَها، ويعبثُ بالورقِ، فقال عبدُ المطلبِ : من أنت يا غلامُ ؟ فقال : أنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ. قال عبدُ المطلبِ : فدَتْك نفسي، وأنا جدُّك عبدُ المطلبِ، ثم احتملهُ وعانقَه، ولثَمه وضمَّه إلى صدرهِ وجعل يبكي، ثم حمله على قَرَبوسِ سرجهِ، وردَّه إلى مكةَ، فاطمأنت قريشٌ، فلما اطمأن الناسُ نحر عبدُ المطلبِ عشرين جزورًا، وذبح الشاءَ والبقرَ، وجعل طعامًا وأطعم أهلَ مكةَ. قالت حليمةُ : ثم جهَّزني عبدُ المطلبِ بأحسن الجهازِ وصرَفني، فانصرفتُ إلى منزلي وأنا بكلِّ خيرِ دنيا، لا أحسنُ وصفَ كُنهِ خيري، وصار محمدٌ عند جدِّه. قالت حليمةُ : وحدَّثتُ عبدَ المطلبِ بحديثه كلِّه، فضمَّه إلى صدره وبكى، وقال : يا حليمةُ ! إنَّ لابني شأنًا، وَدِدْتُ أني أدركُ ذلك الزمانَ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] محمد بن زكريا متهم بالوضع
الراوي : حليمة بنت أبي ذؤيب | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 1/139 التخريج : أخرجه أبو الحسن بن صخر في ((حديث حليمة السعدية)) (ص: 2)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (3/ 473) كلاهما بلفظه.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الذكر أدعية وأذكار - فضل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخبار النبي قبل بعثته فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - علامات النبوة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

14 - كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقومُ إلى جِذعِ نَخلةٍ فيَخطُبُ قَبْلَ أن يُوضَعَ المِنبَرُ، فلمَّا وُضِعَ المِنبَرُ صَعِدَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَنَّ ذلك الجِذعُ، حتى سَمِعْنا حَنينَه، قال: فأتاه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوَضَع يَدَه عليه فسَكَن! قال سليمانُ بنُ كثيرٍ: وحَدَّثَنا يحيى بنُ سَعيدٍ عن سَعيدِ بنِ المسَيِّبِ عن جابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ مِثْلَه، غَيرَ أنَّه قال: فحَنَّ حَنينَ العِشارِ!
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 2/556 التخريج : أخرجه البخاري (918) بلفظ مقارب
التصنيف الموضوعي: أنبياء - خصائص وفضائل أنبياء - معجزات جمعة - الخطبة على المنبر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - علامات النبوة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

15 - لمَّا قتلَ الحجَّاجُ بنُ يوسفَ عبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ دخلَ الحجَّاجُ على أسماءَ بنتِ أبي بَكْرٍ، فقالَ لَها: يا أمَّة، إنَّ أميرَ المؤمنينَ أوماني بِكِ، فَهَل لَكِ من حاجةٍ ؟ فقالت: لستُ لَكَ بأمٍّ ولَكِنِّي أمُّ المصلوبِ على رأسِ الثَّنيَّةِ، وما لي مِن حاجةٍ، ولَكِنِ انتظر حتَّى أحدِّثَكَ بما سَمِعْتُ منَ رسولِ اللَّهِ، سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: يخرجُ من ثقيفٍ كذَّابٌ ومبيرٌ، فأمَّا الكذَّابُ فقد رَأيناهُ، وأمَّا المبيرُ فأنتَ، فقالَ الحجَّاجُ: مُبيرُ المُنافقينَ ! !
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/481 التخريج : أخرجه مسلم (2545) مطولا بنحوه، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (6/481) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة أشراط الساعة - ما جاء أنه في ثقيف كذاب ومبير فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات فتن - ما كان من أمر ابن الزبير
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - كشفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ سِترًا ، أو فتحَ بابًا، لا أدري، أيُّهما قالَ مصعبٌ : فنظرَ إلى النَّاسِ وراءَ أبي بَكرٍ يصلُّونَ، فحمدَ اللهَ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، وسُرَّ بالَّذي رأى منْهُ، وقالَ : الحمدُ للَّهِ ما مِن نبيٍّ يتوفَّاهُ اللهُ حتَّى يؤمَّهُ رجلٌ من أمَّتِهِ، أيُّها النَّاسُ، أيُّما عبدٌ من أمَّتي أصيبَ بمصيبةٍ مِن بعدي، فليتعزَّا بمصيبتِهِ بي عن مُصيبتِهِ الَّتي يصابُ بِها من بعدي، فإنَّ أحدًا من أمَّتي لن يُصابَ بمصيبةٍ بعدي أشدَّ مِن مصيبتِهِ بي
خلاصة حكم المحدث : آخر الحديث لم أجد له شاهدا صحيحا
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 7/202 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (4448)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (7/201) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أنبياء - عام صلاة الجماعة والإمامة - استخلاف الإمام من ينوب عنه بالصلاة إذا عرض له عذر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته إيمان - حب الرسول جنائز وموت - الصبر على الأمراض والآلام والمصائب
|أصول الحديث

17 - والَّذي فلقَ الحبَّةَ، وبرأَ النَّسمةَ، لتُخضَبنَّ هذِهِ من هذِهِ : للحيتِهِ مِن رأسِهِ، فما يَحبسُ أشقاها ؟ فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ سبعٍ: واللَّهِ يا أميرَ المؤمنينَ، لو أنَّ رجلًا فعلَ ذلِكَ لأبَرنا عترتَهُ فقالَ: أنشدُ أن يُقتَلَ بي غيرُ قاتلي قالوا: يا أميرَ المؤمنينَ: ألا تَستخلفُ ؟ قالَ: لا، ولَكِنِّي أترُكْكُم كما ترَكَكم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: فَما تقولُ لربِّكَ إذا لقيتَهُ وقد ترَكْتَنا هملًا ؟ قالَ: أقولُ اللَّهمَّ استخلفتَني فيهِم ما بدا لَكَ، ثمَّ قبضتَني وترَكْتُكَ فيهِم، فإن شئتَ أصلحتَهُم، وإِن شئتَ أفسدتَهُم
خلاصة حكم المحدث : روي بإسناد صحيح
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/439 التخريج : أخرجه البيهقي في ((دلائل النبوة)) (6/ 438) واللفظ له، وأحمد (703)، والحاكم (4687) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - الاستخلاف أيمان - الحلف بالله وصفاته وكلماته فتن - قتل علي مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

18 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لمَّا بعثَ عبدَ اللَّهِ بنَ رواحةَ معَ زيدٍ وجعفرٍ إلى مؤتةَ، فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي أشتَكي ضِرسي، آذاني واشتدَّ عليَّ، فقالَ: ادنُ منِّي، والَّذي بعثَني بالحقِّ لأدعونَّ لَكَ بدعوةٍ لا يدعو بِها مؤمنٌ مَكْروبٌ إلَّا كشفَ اللَّهُ عنهُ كربَهُ، فوضعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يدَهُ على الخدِّ الَّذي فيهِ الوجعُ، وقالَ: اللَّهمَّ أذهِبْ عنهُ سوءَ ما يجدُ وفُحشَهُ بدعوةِ نبيِّكَ المبارَكِ المَكينِ عندَكَ سبعَ مرَّاتٍ، قالَ : فشفاهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ قبلَ أن يَبرحَ
خلاصة حكم المحدث : منقطع
الراوي : عبدالله بن رواحة | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/183 التخريج : أخرجه البيهقي في ((الدعوات الكبير)) (610) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الدعاء عند الكرب طب - الرقية فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إجابة دعاء النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي مناقب وفضائل - عبد الله بن رواحة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

19 - شهدتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وحثَّ على جيشِ العسرةِ قالَ فقامَ عثمانُ بنُ عفَّانَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ عليَّ مائةُ بعيرٍ بأحلاسِها وأقتابِها في سبيلِ اللَّهِ قالَ ثمَّ حثَّ على الجيشِ الثَّانيةَ فقامَ عثمانُ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ عليَّ مائتا بعيرٍ بأحلاسِها وأقتابِها في سبيلِ اللَّهِ قالَ ثمَّ حضَّ أو حثَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم على الجيشِ الثَّالثةَ فقامَ عثمانُ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ عليَّ ثلاثُمائةِ بعيرٍ بأحلاسِها وأقتابِها في سبيلِ اللَّهِ قالَ فقالَ عبدُ الرَّحمنِ أنا شهدتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وهوَ يقولُ على المنبرِ ما على عثمانَ ما عمِلَ بعدَها أو قالَ بعدَ اليومِ
خلاصة حكم المحدث : [له متابعة]
الراوي : عبدالرحمن بن خباب بن الأرت | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 5/214 التخريج : أخرجه الترمذي (3700)، وأحمد (16696)، والطيالسي (1285) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جهاد - فضل النفقة في سبيل الله مغازي - غزوة تبوك مناقب وفضائل - عثمان بن عفان مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث

20 - قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ للعبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ يا أبا الفَضلِ لا ترِمْ منزلَك غدًا أنتَ وبنوكَ حتَّى آتيَكم فإنَّ لي فيكم حاجةً فانتظَروهُ حتَّى جاءَ بعدما أضحى فدخلَ عليهم فقالَ السَّلامُ عليكم قالَ وعليكم السَّلامُ ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُه قالَ كيفَ أصبحتُم قالوا أصبَحنا بخيرٍ نحمَدُ اللَّهَ فكيفَ أصبحتَ بأبينا وأمِّنا أنتَ يا رسولَ اللَّهِ قالَ أصبحتُ بخيرٍ أحمدُ اللَّهَ فقالَ تقارَبوا تقارَبوا تقارَبوا يزحَفُ بعضُكم إلى بعضٍ حتَّى إذا أمكنوهُ اشتملَ عليهم بِمُلاءتِه وقالَ يا ربُّ هذا عمِّي وصفوُ أبي وَهؤلاءِ أَهلُ بيتي فاستُرهم منَ النَّارِ كسِتري إيَّاهم بِمُلاءتي هذِه قالَ فأمَّنَتْ أُسكفَّةُ البابِ وحوائطُ البيتِ فقالتْ آمينَ آمينَ آمينَ
خلاصة حكم المحدث : تفرد به عبد الله بن عثمان الوقاصي
الراوي : أبو أسيد الساعدي | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/71 التخريج : أخرجه الطبراني (19/263) (584)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (6/71) من حديث أبي أسيد الساعدي
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - التأمين على الدعاء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي آداب السلام - كيفية السلام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دعاء النبي لبعض الناس مناقب وفضائل - العباس بن عبد المطلب
|أصول الحديث

21 - قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ للعبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ يا أبا الفَضلِ لا ترِمْ منزلَك غدًا أنتَ وبنوكَ حتَّى آتيَكم فإنَّ لي فيكم حاجةً فانتظَروهُ حتَّى جاءَ بعدما أضحى فدخلَ عليهم فقالَ السَّلامُ عليكم قالَ وعليكم السَّلامُ ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُه قالَ كيفَ أصبحتُم قالوا أصبَحنا بخيرٍ نحمَدُ اللَّهَ فكيفَ أصبحتَ بأبينا وأمِّنا أنتَ يا رسولَ اللَّهِ قالَ أصبحتُ بخيرٍ أحمدُ اللَّهَ فقالَ تقارَبوا تقارَبوا تقارَبوا يزحَفُ بعضُكم إلى بعضٍ حتَّى إذا أمكنوهُ اشتملَ عليهم بِمُلاءتِه وقالَ يا ربُّ هذا عمِّي وصفوُ أبي وَهؤلاءِ أَهلُ بيتي فاستُرهم منَ النَّارِ كسِتري إيَّاهم بِمُلاءتي هذِه قالَ فأمَّنَتْ أُسكفَّةُ البابِ وحوائطُ البيتِ فقالتْ آمينَ آمينَ آمينَ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عبد الله بن عثمان الوقاصي قال يحيى بن معين: لا أعرفه
الراوي : أبو أسيد الساعدي | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/71 التخريج : أخرجه الطبراني (19/263) (584)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (6/71) من حديث أبي أسيد الساعدي
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - التأمين على الدعاء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي آداب السلام - كيفية السلام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دعاء النبي لبعض الناس مناقب وفضائل - العباس بن عبد المطلب
|أصول الحديث

22 - ثمَّ خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منَ العامِ القابلِ من عامِ الحديبيةِ معتمِرًا في ذي القعدةِ سنةَ سبعٍ وهوَ الشَّهرُ الَّذي صدَّهُ فيهِ المشرِكونَ عنِ المسجدِ الحرامِ حتَّى إذا بلغَ يأججَ وضعَ الأداةَ كلَّها الحَجَفَ والمَجانَّ والرِّماحَ والنَّبلَ ودخلوا بسلاحِ الرَّاكبِ السُّيوفِ وبعثَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ جعفرَ بنَ أبي طالبٍ بينَ يديهِ إلى ميمونةَ بنتِ الحارثِ بنِ حزن العامرية فخطبها عليهِ فجعلت أمرَها إلى العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ وكانت تحتَهُ أختُها أمُّ الفضلِ بنتُ الحارثِ فزوَّجها العبَّاسُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم فلمَّا قدِمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلم أمرَ أصحابَهُ فقالَ اكشفوا عنِ المناكبِ واسعَوا في الطَّوافِ ليرى المشرِكونَ جَلَدَهم وقوَّتَهُم وكانَ يكابِدُهم بكلِّ ما استطاعَ فاستكفَّ أهلُ مكَّةَ الرِّجالُ والنِّساءُ والصِّبيانُ ينظرونَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصحابُهُ وهو يطوفونَ بالبيتِ وعبدُ اللَّهِ بنُ رواحةَ يرتجِزُ بينَ يدي رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ متوشِّحًا بالسيفِ يقولُ خلُّوا بني الكفَّارِ عن سبيلِه أنا الشَّهيدُ أنَّهُ رسولُه قد أنزلَ الرَّحمنُ في تنزيلِه في صحفٍ تتلى: رسوله فاليومَ نضربُكم على تأويلِه كما ضربناكم على تنزيلِه ضربًا يزيلُ الهامَ عن مقيلِه ويُذهلُ الخليلَ عن خليلِه قالَ وتغيَّبَ رجالٌ من أشرافِ المشركينَ أن ينظُروا إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ غيظًا وحَنَقًا ونفاسةً وحسدًا خرجوا إلى الخَندَمةِ فقامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بمكَّةَ وأقامَ ثلاثَ ليالٍ وكانَ ذلكَ آخرَ القضيَّةِ يومَ الحديبيةِ فلمَّا أصبحَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلم منَ اليومِ الرَّابعِ أتاهُ سهيلُ بنُ عمرٍو وحويطبَ بنَ عبدِ العزَّى ورسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم في مجلسِ الأنصارِ يتحدَّثُ معَ سعدِ بنِ عبادةَ فصاحَ حويطبٌ نناشدُكَ اللَّهَ والعَقدَ لما خرجتَ من أرضِنا فقد مضتِ الثَّلاثُ فقالَ سعدُ بنُ عبادةَ كذبتَ لا أمَّ لكَ ليسَ بأرضِكَ ولا أرضِ آبائكَ واللَّهِ لا يخرجُ ثمَّ نادى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلّم سهيلًا وحويطبًا فقالَ إنِّي قد نكحتُ فيكمُ امرأةً فما يضرُّكم أن أمكثَ حتَّى أدخلَ بِها ونصنعُ ونضعُ الطَّعامَ فنأكلُ وتأكلونَ معنا قالوا نناشدُكَ اللَّهَ والعقدَ إلَّا خرجتَ عنَّا فأمرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى نزلَ بطنَ سَرِفَ وأقامَ المسلمونَ وخلَّفَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أبا رافعٍ ليحملَ ميمونةَ إليهِ حينَ يُمسي فأقامَ بسَرِفَ حتَّى قدمت عليهِ ميمونةُ وقد لقيت ميمونةُ ومن معها عناءً وأذًى من سفهاءِ المشركينَ وصبيانِهم فقدمت على رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بسَرِفَ فبنى بها ثمَّ أدلجَ فسارَ حتَّى قدمَ المدينةَ وقدَّرَ اللَّهُ أن يكونَ موتُ ميمونةَ بسرفَ بعدَ ذلكَ بحينٍ فماتت حيثُ بنى بها وذَكرَ قصَّةَ ابنةِ حمزةَ وذَكرَ أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ أنزلَ في تلكَ العُمرةِ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فاعتمرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في الشهر الحرام صُدَّ فيهِ هذا لفظُ حديثِ موسى بنِ عُقبةَ وفي روايةِ عروةَ عندَ قولِ سعدِ بنِ عبادةَ واللَّهِ لا يخرجُ منها إلَّا طائعًا راضيًا قالَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وضحِكَ لا تؤذِ قومًا زارونا في رحالِنا ثمَّ ذَكرَ الباقي بمعناهُ ولم يذكرْ رَجَزَ عبدِ اللَّهِ بنِ رواحةَ ولا قولَ من قالَ فزوَّجها العبَّاسُ
خلاصة حكم المحدث : [له شواهد]
الراوي : عروة بن الزبير وموسى بن عقبة | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 4/314
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة البقرة حج - الطواف والرمل صلح - الصلح مع المشركين عمرة - عمرة القضاء نكاح - وليمة النكاح

23 - نزلَ بنا عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ فلمَّا رحلَ قالَ لي مولايَ : اركَب معَهُ فشيِّعهُ، قالَ: فرَكِبْتُ فمررنا بوادٍ فإذا نحنُ بحيَّةٍ ميتةٍ مَطروحةٍ على الطَّريقِ، فنزلَ عُمرُ فنحَّاها وواراها، ثمَّ رَكِبَ فبَينا نحنُ نسيرُ إذا هاتفٌ يَهْتفُ وَهوَ يقولُ: يا خَرقاءُ، يا خَرقاءُ. قالَ: فالتَفَتنا يمينًا وشمالًا فلم نرَ أحدًا، فقالَ لَهُ عمرُ: أسألُكَ باللَّهِ أيُّها الهاتفُ، إن كنتَ مِمَّن يظهرُ إلَّا ظَهَرتَ، وإن كنتَ ممَّن لا يظهرُ أخبِرنا ما الخرقاءُ ؟ قالَ: الحيَّةُ الَّتي دفَنتُمْ بمَكانِ كذا وَكَذا، فإنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ لَها يومًا: يا خرقاءُ، تَموتينَ بفلاةٍ منَ الأرضِ يدفنُكِ خيرُ مؤمنٍ منَ أَهْلِ الأرضِ يومِئذٍ. فقالَ لَهُ عمرُ: ومن أنتَ يرحمُكَ اللَّهُ. قالَ: أَنا منَ التِّسعةِ أوِ السَّبعةِ - شَكِّ التَّرقُفيُّ - الَّذينَ بايَعوا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في هذا المَكانِ أو قالَ: في هذا الوادي - شَكَّ التَّرقُفيُّ أيضًا - فقالَ لَهُ عمرُ: آللَّهِ أنتَ سمعتَ هذا من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قالَ: آللَّهِ إنِّي سَمِعْتُ هذا من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فدَمعَت عيَنا عمرُ وانصَرفنا
خلاصة حكم المحدث : إسناد هذا الحديث إذا انضم إلى الأول قويا فيما اجتمعا فيه
الراوي : من السبعة الذين بايعوا رسول الله | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/494 التخريج : أخرجه الترقفي في ((حديث عباس الترقفي)) (75)، والآجري في ((أخبار أبي حفص)) (67)، وابن عساكر (45/ 146) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: جن - مؤمني الجن جن - وفد الجن فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مناقب وفضائل - عمر بن عبد العزيز مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث

24 - أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خرجَ وعمرُ بنُ الخطَّابِ معَهُ، فعَرَضتِ امرأةٌ فقالت : يا رسولَ اللَّهِ ! إنِّي امرأةٌ مُسْلِمَةٌ مُحْرِمَةٌ، ومعي زوجٌ لي في بيتي مثلُ المرأةِ. فقالَ لَها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ادعي زوجَكِ. فدَعتهُ وَكانَ خرَّازًا، فقالَ النبي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما تقولُ امرأتُكَ يا عبدَ اللَّهِ ؟ فقالَ الرَّجلُ: والَّذي أَكْرمَكَ ما جفَّ رأسي منها. فقالتِ امرأتُهُ: ما مرَّةٌ واحدةٌ في الشَّهرِ ؟! فقالَ لَها النبي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أتبغضيهِ قالَت: نعَم. فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أدنِيا رءوسَكُما. فوضعَ جبهتَها على جَبهةِ زوجِها ثمَّ قالَ: اللَّهمَّ ألِّف بينَهُما، وحبَّبَ أحدَهُما إلى صاحبِهِ ثمَّ مرَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بسوقِ النَّمطِ ومعَهُ عمرُ بنُ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ فطلعتِ المرأةُ تحملُ أدمًا على رأسِها، فلمَّا رأتِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ طرَحَت وأقبَلَت، فقبَّلت رجليهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: كيفَ أنتِ وزوجُكِ ؟ فقالَت: والَّذي أَكْرمَكَ ما طارِفٌ ولا تالِدٌ ولا والِدٌ أحبَّ إليَّ منهُ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أشهدُ أنِّي رسولُ اللَّهِ فقالَ عمرُ: وأَنا أشهدُ أنَّكَ رسولُ اللَّهِ
خلاصة حكم المحدث : تفرد به علي بن أبي علي اللهبي وهو كثير الرواية للمناكير قاله: أبو عبد الله الحاكم
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/228 التخريج : أخرجه الخطيب البغدادي في ((المتفق والمفترق)) (1109)، وابن كثير في ((البداية والنهاية)) (6/ 249) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إجابة دعاء النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دعاء النبي لبعض الناس نكاح - حسن العشرة بين الأزواج
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

25 - لما أمر الله تبًارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبًائل العرب، خرج وأنا معه، وأبو بكر رضي الله عنه، فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر رضي الله عنه وكان مقدما في كل خير، وكان رجلا نسابة فسلم، وقال : ممن القوم ؟ قالوا : من ربيعة. قال : وأي ربيعة أنتم ؟ أمن هامها أي : من لهازمها ؟ فقالوا : من الهامة العظمى، فقال أبو بكر رضي الله عنه : وأي هامتها العظمى أنتم ؟ قالوا : من ذهل الأكبر، قال : منكم عوف الذي يقال له : لا حر بوادي عوف ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم جساس بن مرة حامي الذمار، ومانع الجار ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم بسطام بن قيس : أبو اللواء، ومنتهى الأحياء ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم أخوال الملوك من كندة ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم أصحاب الملوك من لخم ؟ قالوا : لا، قال : أبو بكر : فلستم من ذهل الأكبر أنتم من ذهل الأصغر، قال : فقام إليه غلام من بني شيبًان يقال له : دغفل حين تبين وجهه فقال : إن على سائلنا أن نسله والعبو لا نعرفه أو نجهله، يا هذا قد سألتنا فأخبرناك، ولم نكتمك شيئا فممن الرجل ؟ قال أبو بكر : أنا من قريش، فقال الفتى : بخ بخ أهل الشرف والرياسة، فمن أي القرشيين أنت ؟ قال : من ولد تيم بن مرة، فقال الفتى : أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة. أمنكم قصي الذي جمع القبًائل من فهر فكان يدعى في قريش مجمعا ؟ قال : لا، قال : فمنكم - أظنه قال - هشام الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف ؟ قال : لا، قال : فمنكم شيبة الحمد عبد المطلب مطعم طير السماء الذي كان وجهه القمر يضيء في الليلة الداجية الظلماء ؟ قال : لا، قال : فمن أهل الإفاضة بًالناس أنت ؟ قال : لا. قال : فمن أهل الحجابة أنت ؟ قال : لا، قال فمن أهل السقاية أنت ؟ قال : لا، قال : فمن أهل النداوة أنت ؟ قال : لا، قال : فمن أهل الرفادة أنت ؟ قال : فاجتذب أبو بكر رضي الله عنه زمام الناقة راجعا إلى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال الغلام : صادف در السيل درا يدفعه يهضبه حينا وحينا يصدعه أما والله لو ثبت لأخبرتك من قريش، قال : فتبسم رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال علي : فقلت : يا أبًا بكر ! لقد وقعت من الأعرابي على بًاقعة، قال : أجل أبًا حسن ما من طامة إلا وفوقها طامة، والبلاء موكل بًالمنطق، قال : ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السكينة والوقار، فتقدم أبو بكر فسلم، فقال : ممن القوم ؟ قالوا : من شيبًان بن ثعلبة، فالتفت أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال : بأبي أنت وأمي هؤلاء غرر الناس، وفيهم مفروق بن عمرو، وهانىء بن قبيصة، والمثنى بن حارثة، والنعمان بن شريك، وكان مفروق قد غلبهم جمالا ولسانا، وكانت له غديرتان تسقطان على تريبته وكان أدنى القوم مجلسا، فقال أبو بكر رضي الله عنه : كيف العدد فيكم ؟ فقال مفروق : إنا لنزيد على ألف، ولن تغلب ألف من قلة. فقال أبو بكر : وكيف المنعمة فيكم ؟ فقال المفروق : علينا الجهد ولكل قوم جهد. فقال أبو بكر رضي الله عنه : كيف الحرب بينكم وبين عدوكم ؟ فقال مفروق : إنا لأشد ما نكون غضبًا حين نلقى وإنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله يديلنا مرة ويديل علينا أخرى، لعلك أخا قريش. فقال أبو بكر رضي الله عنه : قد بلغكم أنه رسول اللهِ ألا هوذا، فقال مفروق : بلغنا أنه يذكر ذاك فإلى ما تدعو يا أخا قريش ؟ فتقدم رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فجلس وقام أبو بكر رضي الله عنه يظله بثوبه، فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وإلى أن تئووني وتنصروني، فإن قريشا قد ظاهرت على أمر الله ، وكذبت رسله، واستغنت بًالبًاطل عن الحق، والله هو الغني الحميد. فقال مفروق بن عمرو : وإلام تدعونا يا أخا قريش، فوالله ما سمعت كلاما أحسن من هذا ؟ فتلا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ] قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم – إلى – فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون [. فقال مفروق : وإلام تدعونا يا أخا قريش زاد فيه غيره : فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض ؟ ثم رجعنا إلى روايتنا قال : فتلا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ] إن الله يأمر بًالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون [. فقال مفروق بن عمرو : دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك. وكأنه أحب أن يشركه في الكلام هانىء بن قبيصة، فقال : وهذا هانىء شيخنا وصاحب ديننا، فقال هانىء : قد سمعت مقالتك يا أخا قريش إني أرى إن تركنا ديننا واتبًاعنا على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر أنه زلل في الرأي، وقلة نظر في العاقبة، وإنما تكون الزلة مع العجلة، ومن ورائنا قوم نكره أن يعقد عليهم عقدا، ولكن نرجع وترجع وننظر وتنظر. وكأنه أحب أن يشركه المثنى بن حارثة، فقال : وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا، فقال المثنى بن حارثة : سمعت مقالتك يا أخا قريش، والجواب فيه جواب هانىء بن قبيصة في تركنا ديننا ومتابعتك على دينك، وإنا إنما نزلنا بين صريين اليمامة، والسمامة، فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : ما هذان الصريان ؟ فقال : أنهار كسرى ومياه العرب، فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول، وأما ماكان مما يلي مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول، وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا أن لا نحدث حدثا ولا نؤوي محدثا وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا قرشي مما يكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا. فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بًالصدق وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه أرأيتم أن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم أتسبحون الله وتقدسونه ؟ فقال النعمان بن شريك : اللهم فلك ذلك، قال : فتلا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : ] إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا [. ثم نهض رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قابضا على يدي أبي بكر وهو يقول : يا أبًا بكر أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها ! بها يدفع الله عز وجل بأس بعضهم عن بعض وبها يتحاجزون فيما بينهم. قال : فدفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج فما نهضنا حتى بًايعوا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال : فلقد رأيت رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وقد سر بما كان من أبي بكر ومعرفته بأنسابهم
خلاصة حكم المحدث : [ فيه ] محمد بن زكريا الغلابي وهو متروك
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 2/422 التخريج : أخرجه ابن حبان في ((الثقات)) (1/ 80)، وأبو نعيم في ((دلائل النبوة)) (214)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (17/ 293) بنحوه مطولًا.
التصنيف الموضوعي: إسلام - إظهار دين الإسلام على الأديان تفسير آيات - سورة الأحزاب فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام
|أصول الحديث

26 - لما أمر الله تبًارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبًائل العرب، خرج إلى منى وأنا معه، وأبو بكر رضي الله عنه، فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر رضي الله عنه وكان مقدما في كل خير، وكان رجلا نسابة فسلم، وقال : ممن القوم ؟ قالوا : من ربيعة. قال : وأي ربيعة أنتم ؟ أمن هامها أي : من لهازمها ؟ فقالوا : من الهامة العظمى، فقال أبو بكر رضي الله عنه : وأي هامتها العظمى أنتم ؟ قالوا : من ذهل الأكبر، قال : منكم عوف الذي يقال له : لا حر بوادي عوف ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم جساس بن مرة حامي الذمار، ومانع الجار ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم بسطام بن قيس : أبو اللواء، ومنتهى الأحياء ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم أخوال الملوك من كندة ؟ قالوا : لا. قال : فمنكم أصحاب الملوك من لخم ؟ قالوا : لا، قال : أبو بكر : فلستم من ذهل الأكبر أنتم من ذهل الأصغر، قال : فقام إليه غلام من بني شيبًان يقال له : دغفل حين تبين وجهه فقال : إن على سائلنا أن نسله والعبو لا نعرفه أو نجهله، يا هذا قد سألتنا فأخبرناك، ولم نكتمك شيئا فممن الرجل ؟ قال أبو بكر : أنا من قريش، فقال الفتى : بخ بخ أهل الشرف والرياسة، فمن أي القرشيين أنت ؟ قال : من ولد تيم بن مرة، فقال الفتى : أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة. أمنكم قصي الذي جمع القبًائل من فهر فكان يدعى في قريش مجمعا ؟ قال : لا، قال : فمنكم - أظنه قال - هشام الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف ؟ قال : لا، قال : فمنكم شيبة الحمد عبد المطلب مطعم طير السماء الذي كان وجهه القمر يضيء في الليلة الداجية الظلماء ؟ قال : لا، قال : فمن أهل الإفاضة بًالناس أنت ؟ قال : لا. قال : فمن أهل الحجابة أنت ؟ قال : لا، قال فمن أهل السقاية أنت ؟ قال : لا، قال : فمن أهل النداوة أنت ؟ قال : لا، قال : فمن أهل الرفادة أنت ؟ قال : فاجتذب أبو بكر رضي الله عنه زمام الناقة راجعا إلى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال الغلام : صادف در السيل درا يدفعه يهضبه حينا وحينا يصدعه أما والله لو ثبت لأخبرتك من قريش، قال : فتبسم رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال علي : فقلت : يا أبًا بكر ! لقد وقعت من الأعرابي على بًاقعة، قال : أجل أبًا حسن ما من طامة إلا وفوقها طامة، والبلاء موكل بًالمنطق، قال : ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السكينة والوقار، فتقدم أبو بكر فسلم، فقال : ممن القوم ؟ قالوا : من شيبًان بن ثعلبة، فالتفت أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال : بأبي أنت وأمي هؤلاء غرر الناس، وفيهم مفروق بن عمرو، وهانىء بن قبيصة، والمثنى بن حارثة، والنعمان بن شريك، وكان مفروق قد غلبهم جمالا ولسانا، وكانت له غديرتان تسقطان على تريبته وكان أدنى القوم مجلسا، فقال أبو بكر رضي الله عنه : كيف العدد فيكم ؟ فقال مفروق : إنا لنزيد على ألف، ولن تغلب ألف من قلة. فقال أبو بكر : وكيف المنعمة فيكم ؟ فقال المفروق : علينا الجهد ولكل قوم جهد. فقال أبو بكر رضي الله عنه : كيف الحرب بينكم وبين عدوكم ؟ فقال مفروق : إنا لأشد ما نكون غضبًا حين نلقى وإنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله يديلنا مرة ويديل علينا أخرى، لعلك أخا قريش. فقال أبو بكر رضي الله عنه : قد بلغكم أنه رسول اللهِ ألا هوذا، فقال مفروق : بلغنا أنه يذكر ذاك فإلى ما تدعو يا أخا قريش ؟ فتقدم رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فجلس وقام أبو بكر رضي الله عنه يظله بثوبه، فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وإلى أن تئووني وتنصروني، فإن قريشا قد ظاهرت على أمر الله ، وكذبت رسله، واستغنت بًالبًاطل عن الحق، والله هو الغني الحميد. فقال مفروق بن عمرو : وإلام تدعونا يا أخا قريش، فوالله ما سمعت كلاما أحسن من هذا ؟ فتلا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ] قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم – إلى – فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون [. فقال مفروق : وإلام تدعونا يا أخا قريش زاد فيه غيره : فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض ؟ ثم رجعنا إلى روايتنا قال : فتلا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ] إن الله يأمر بًالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون [. فقال مفروق بن عمرو : دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك. وكأنه أحب أن يشركه في الكلام هانىء بن قبيصة، فقال : وهذا هانىء شيخنا وصاحب ديننا، فقال هانىء : قد سمعت مقالتك يا أخا قريش إني أرى إن تركنا ديننا واتبًاعنا على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر أنه زلل في الرأي، وقلة نظر في العاقبة، وإنما تكون الزلة مع العجلة، ومن ورائنا قوم نكره أن يعقد عليهم عقدا، ولكن نرجع وترجع وننظر وتنظر. وكأنه أحب أن يشركه المثنى بن حارثة، فقال : وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا، فقال المثنى بن حارثة : سمعت مقالتك يا أخا قريش، والجواب فيه جواب هانىء بن قبيصة في تركنا ديننا ومتابعتك على دينك، وإنا إنما نزلنا بين صريين اليمامة، والسمامة، فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : ما هذان الصريان ؟ فقال : أنهار كسرى ومياه العرب، فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول، وأما ماكان مما يلي مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول، وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا أن لا نحدث حدثا ولا نؤوي محدثا وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا قرشي مما يكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا. فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بًالصدق وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه أرأيتم أن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم أتسبحون الله وتقدسونه ؟ فقال النعمان بن شريك : اللهم فلك ذلك، قال : فتلا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : ] إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا [. ثم نهض رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قابضا على يدي أبي بكر وهو يقول : يا أبًا بكر أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها ! بها يدفع الله عز وجل بأس بعضهم عن بعض وبها يتحاجزون فيما بينهم. قال : فدفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج فما نهضنا حتى بًايعوا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال : فلقد رأيت رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وقد سر بما كان من أبي بكر ومعرفته بأنسابهم
خلاصة حكم المحدث : إسناده مجهول
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 2/427 التخريج : أخرجه ابن حبان في ((الثقات)) (1/ 80)، وأبو نعيم في ((دلائل النبوة)) (214)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (17/ 293) بنحوه مطولًا.
التصنيف الموضوعي: إسلام - إظهار دين الإسلام على الأديان تفسير آيات - سورة الأنعام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

27 - أنا أحفظُ حينَ دخلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ على أمِّي فنَعى لها أبي فأنظرُ إليهِ وهوَ يمسحُ على رأسي ورأسِ أخي وعيناهُ تُهراقانِ الدُّموعَ حتَّى تقطُرَ لحيتُهُ ثمَّ قالَ اللَّهمَّ إنَّ جَعفرًا قد قدِمَ إليكَ إلى أحسنِ الثَّوابِ فأخلِفْهُ في ذرِّيَّتِهِ بأحسنِ ما خلفتَ أحدًا من عبادِكَ في ذرِّيَّتِهِ ثمَّ قالَ يا أسماءُ ألا أبشِّرُكِ قالت بلى بأبي وأمِّي يا رسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ جعلَ لجعفرٍ جناحينِ يطيرُ بهما في الجنَّةِ قالت فأعلمِ النَّاسَ ذلكَ فقامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأخذَ بيدي يمسحُ بيدِهِ رأسي حتَّى رقِيَ على المنبرِ وأجلسَني أمامَهُ على الدَّرجةِ السُّفلى والحزنُ يعرفُ عليهِ فتكلَّمَ فقالَ إنَّ المرءَ كثيرٌ بأخيهِ وابنِ عمِّهِ ألا إنَّ جعفرًا قدِ استُشهِدَ وقد جُعِلَ لهُ جناحانِ يطيرُ بهما في الجنَّةِ ثمَّ نزلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فدخلَ بيتَهُ وأدخلَني معهُ فأمرَ بطعامٍ فصنعَ لأهلي وأرسلَ إلى أخي فتغدَّينا عندَهُ غداءً طيِّبًا مباركًا عمدَت سَلْمى خادمتُهُ إلى شعيرٍ فطحنتْهُ ثمَّ نسَفتْهُ ثمَّ أنضجتْهُ وأدمتْهُ بزيتٍ وجعلت عليهِ فلفُلًا فتغدَّيتُ أنا وأخي معهُ فأقمنا ثلاثةَ أيَّامٍ في بيتِهِ ندورُ معهُ كلَّما صارَ في بيتِ إحدى نسائهِ ثمَّ رجعنا إلى بيتِنا فأتانا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأنا أساوِمُ شاةَ أخٍ لي فقالَ اللَّهمَّ بارِك لهُ في صفقتِهِ قالَ عبدُ اللَّهِ فما بعتُ شيئًا ولا اشتريتُ شيئًا إلَّا بورِكَ لي فيهِ
خلاصة حكم المحدث : [له ما يصححه]
الراوي : عبدالله بن جعفر بن أبي طالب | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 4/371 التخريج : أخرجه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (6/ 462)، وابن عساكر (27/ 256) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الدعاء للصبيان ومسح رؤوسهم مغازي - غزوة مؤتة مناقب وفضائل - جعفر بن أبي طالب جنائز وموت - صنعة الطعام لأهل الميت مناقب وفضائل - عبد الله بن جعفر
|أصول الحديث

28 - كان مُعاذُ بنُ جبَلٍ شابًّا جَميلًا سَمْحًا، مِن خَيرِ شَبابِ قَوْمِه، لا يُسأَلُ شيئًا إلَّا أعطاه، حتَّى دانَ علَيه دَينًا أغلَق مالَه، فكلَّم رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنْ يكلِّمَ غُرَماءَه، ففَعَل، فلَم يضَعوا له شيئًا، فلو تُرِك لأحَدٍ بكَلامِ أحَدٍ لتُرِك لِمُعاذٍ بكلامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، قال: فدَعاه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فلم يَبرَحْ أنْ باع مالَه وقسَمَه بين غُرَمائِه، قال: فقام معاذٌ ولا مالَ له، قال: فلمَّا حجَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بعَث مُعاذًا إلى اليَمَنِ يَستجِيرُه، قال: فكان أوَّلَ مَن تَجِرَ في هذا المالِ مُعاذٌ، قال: فقَدِم على أبي بَكرٍ رَضي اللهُ عنه مِن اليمَنِ وقد تُوفِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فجاءه عُمرُ فقال: هل لك أنْ تُطيعَني؟ تدفَعُ هذا المالَ إلى أبي بَكرٍ، فإن أعطاكَه فاقبَلْه، قال: فقال مُعاذٌ: لِم أدفَعُه إليه، وإنَّما بعَثني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ليُجيرَني، فلمَّا أبَى عليه انطلَق عُمرُ إلى أبي بَكرٍ فقال: أرسِلْ إلى هذا الرَّجلِ فخُذْ منه ودَعْ له، فقال أبو بَكرٍ: ما كنتُ لأفعَلَ، إنَّما بعَثه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ليُجيرَه، فلستُ بآخِذٍ منه شيئًا، قال: فلمَّا أصبَح معاذٌ انطلَق إلى عُمرَ فقال: ما أراني إلَّا فاعِلًا الَّذي قلتَ، رأيتُني البارِحَةَ في النَّومِ - أحسَبُ عبدَ الرَّزَّاقِ قال: - أُجَرُّ إلى النَّارِ وأنت آخِذٌ بحُجْزَتي، قال: فانطلَق إلى أبي بَكرٍ بكلِّ شيءٍ جاء به، حتَّى جاء بسَوْطِه، وحَلَف له أنَّه لَم يَكْتُمْه شيئًا، قال: فقال أبو بَكرٍ رَضي اللهُ عَنه: هو لك، لا آخُذُ مِنك شيئًا؛ كذا في هذه الرِّوايَةِ: فلمَّا حجَّ، ويُحتمَلُ أن يكونَ أراد: فلمَّا أراد أنْ يحُجَّ، واللهُ أعلَمُ.
خلاصة حكم المحدث : لرؤيا معاذ شاهد آخر
الراوي : ابن كعب بن مالك | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 5/405 التخريج : أخرجه الطبراني (20/31) (44)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/231)، والبيهقي (11592) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: بيوع - الحجر على المدين وبيع ماله إمامة وخلافة - أرزاق العمال سرايا - تأمير الأمراء على البعوث والسرايا ووصيتهم مناقب وفضائل - معاذ بن جبل تفليس - الحجر على المفلس وبيع ماله
|أصول الحديث

29 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان في مَحْفَلٍ مِن أصحابِه إذْ جاء أعْرابيٌّ مِن بَني سُلَيمٍ قد صاد ضبًّا، وجعَله في كُمِّه؛ لِيَذهَبَ به إلى رَحْلِه فيَشويَه ويأكُلَه، فلمَّا رأَى الجماعَةَ، قال: ما هذا؟ قالوا: هذا الَّذي يَذكُرُ أنَّه نَبيٌّ، فجاء حتَّى شقَّ النَّاسَ، فقال: واللَّاتِ والعُزَّى، ما اشتَمَلَتِ النِّساءُ على ذي لَهجَةٍ أبغَضَ إليَّ مِنك ولا أمْقَتَ، ولولا أنْ يُسمِّيَني قومٌ عَجولًا لعَجِلتُ عليك فقَتَلتُك فسَرَرْتُ بقَتلِك الأسودَ والأحمَرَ والأبيَضَ وغيرَهم، فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ: يا رسولَ اللهِ، دَعْني فأقومَ فأقتُلَه، قال: يا عُمرُ، أمَا عَلِمتَ أنَّ الحَليمَ كاد أن يَكونَ نبيًّا؟! ثمَّ أقبَل على الأعرابيِّ، فقال: ما حمَلَك على أن قُلتَ ما قُلتَ، وقلتَ غيرَ الحقِّ ولَم تُكْرِمْني في مَجْلِسي؟! قال: وتكلِّمُني أيضًا؟! - استِخفافًا برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم - واللَّاتِ والعُزَّى، لَا آمَنتُ بك أو يؤمِنَ بكَ هذا الضَّبُّ، وأخرَج الضَّبَّ مِن كُمِّه وطرَحَه بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: يا ضَبُّ، فأجابه الضَّبُّ بلِسانٍ عرَبيٍّ مُبينٍ يَسمعُه القومُ جميعًا: لبَّيكَ وسَعدَيك، يا زَينَ مَن وافى القِيامَةَ، قال: مَن تَعبُدُ يا ضَبُّ؟ قال: الَّذي في السَّماءِ عَرشُه، وفي الأرضِ سُلطانُه، وفي البَحرِ سَبيلُه، وفي الجنَّةِ رَحمَتُه، وفي النَّارِ عِقابُه، قال: فمَن أنا يا ضَبُّ؟ قال: رسولُ ربِّ العالَمين، وخاتَمُ النَّبيِّين، وقد أفلَح مَن صدَّقَك، وقد خاب مَن كذَّبَك، قال الأعرابيُّ: لا أَتْبَعُ أثَرًا بعدَ عينٍ، واللهِ لقد جِئتُك وما على ظَهْرِ الأرضِ أبغَضُ إليَّ مِنك، وإنَّك اليومَ أحَبُّ إليَّ مِن والدَيَّ، ومِن عينيَّ، ومنِّي، وإنِّي لأُحِبُّك بداخِلي وخارِجي، وسرِّي وعَلانيتي، أشهَدُ أن لَا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّك رسولُ اللهِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: الحمدُ للهِ الَّذي هَداك بي، إنَّ هذا الدِّينَ يَعْلو ولا يُعلى، ولا يُقبَلُ إلَّا بصَلاةٍ، ولا تُقبَلُ الصَّلاةُ إلَّا بقُرآنٍ، قال: فعلِّمْني، فعَلَّمَه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، قال: زِدْني؛ فما سَمِعتُ في البَسيطِ ولا في الرَّجَزِ أحسَنَ مِن هذا، قال: يا أعرابيُّ، إنَّ هذا كلامُ اللهِ ليس بشِعْرٍ، إنَّك إنْ قرأتَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مرَّةً كان لك كأجْرِ مَن قرَأَ ثُلثَ القُرآنِ، وإن قرأتَ مرَّتين كان لك كأجْرِ مَن قرَأ ثُلُثَي القرآنِ، وإذا قرأتَها ثلاثَ مرَّاتٍ كان لك كأجْرِ مَن قرَأ القرآنَ كلَّه، قال الأعرابيُّ: نِعْمَ الإلهُ إلهًا يَقبَلُ اليَسيرَ ويُعطي الجَزيلَ، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: ألك مالٌ؟ قال: فقال: ما في بَني سُلَيمٍ قاطِبَةً رجلٌ هو أفقَرُ منِّي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لأصحابِه: أعطُوه، فأعطَوْه حتَّى أبطَروه، فقام عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ له عِندي ناقَةً عُشَراءَ دونَ البُخْتيَّةِ وفوقَ الأَعْرَى، تَلْحَقُ ولا تُلحَقُ، أُهديَتْ إليَّ يومَ تَبوكَ ، أتقرَّبُ بها إلى اللهِ عزَّ وجلَّ وأدفَعُها إلى الأعرابيِّ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: قد وصفْتَ ناقتَك، فأصِفُ ما لك عندَ اللهِ يومَ القيامَةِ؟ قال: نعَم، قال: لك كَنَاقَةٍ مِن درَّةٍ جَوْفاءَ، قوائمُها مِن زبَرْجَدٍ أخضَرَ، وعُنُقُها مِن زبَرجَدٍ أصفَرَ، عليها هَوْدجٌ، وعلى الهودَجِ السُّندُسُ والإستبرَقُ، وتَمُرُّ بك على الصِّراطِ كالبَرقِ الخاطِفِ، يَغبِطُك بها كلُّ مَن رآك يومَ القيامَةِ، فقال عبدُ الرَّحمنِ: قد رَضيتُ، فخرَج الأعرابيُّ فلقيه ألفُ أعرابيٍّ مِن بَني سُلَيمٍ على ألْفِ دابَّةٍ، معَهم ألْفُ سَيفٍ وألفُ رُمْحٍ، فقال لهم: أين تُريدون؟ فقالوا: نذهَبُ إلى هذا الَّذي سفَّه آلِهَتَنا فنقتُلُه، قال: لا تَفعَلوا، أنا أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، فحدَّثهم الحديثَ، فقالوا بأجمعِهم: لا إلهَ إلَّا اللهُ محمَّدٌ رسولُ اللهِ، ثمَّ دخَلوا، فقيل للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فتلقَّاهم بلا رِداءٍ، فنزَلوا عن رِكابِهم يُقبِّلون حيثُ وافَوا مِنه وهم يقولون: لا إلهَ إلَّا اللهُ محمَّدٌ رَسولُ اللهِ، ثمَّ قالوا: يا رسولَ اللهِ، مُرْنا بأمرِك، قال: كُونوا تحتَ رايَةِ خالِدِ بنِ الوَليدِ، فلم يؤمِنْ مِن العرَبِ ولا غيرِهم ألفٌ غيرُهم.
خلاصة حكم المحدث : أمثل إسناد فيه [يعني في هذا الحديث]
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 6/36
التصنيف الموضوعي: خلق - العرش رؤيا - الحلم من الشيطان صلاة - فرض الصلاة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي فضائل سور وآيات - سورة الإخلاص

30 - قدم الجارود بن عبد الله - وكان سيدا في قومه، مطاعا عظيما في عشيرته : مطاع الأمر، رفيع القدر، عظيم الخطر، ظاهر الأدب، شامخ الحسب، بديع الجمال، حسن الفعال، ذا منعة ومال - في وفد عبد القيس من ذوي الأخطار والأقدار، والفضل والإحسان، والفصاحة والبرهان، كل رجل منهم كالنخلة السحوق، على ناقة كالفحل الفنيق قد جنبوا الجياد، وأعدوا للجلاد، مجدين في سيرهم، حازمين في أمرهم، يسيرون ذميلا، ويقطعون ميلا فميلا، حتى أناخوا عند مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. فأقبل الجارود على قومه والمشايخ من بني عمه، فقال : يا قوم ! هذا محمد الأغر، سيد العرب، وخير ولد عبد المطلب، فإذا دخلتم عليه، ووقفتم بين يديه، فأحسنوا عليه السلام وأقلوا عنده الكلام. فقالوا : بأجمعهم : أيها الملك الهمام والأسد الضرغام، لن نتكلم إذا حضرت ولن نجاوز إذا أمرت، فقل ما شئت، فإنا سامعون، واعمل ما شئت، فإنا تابعون. فنهض الجارود في كل كمي صنديد، قد دوموا العمائم، وتردوا بًالصمائم، يجرون أسيافهم ويسحبون أذيالهم، يتناشدون الأشعار ويتذاكرون مناقب الأخيار، لا يتكلمون طويلا، ولا يسكتون عيا : إن أمرهم ائتمروا، وإن زجرهم ازدجروا، كأنهم أسد غيل يقدمها ذو لبؤة مهول، حتى مثلوا بين يدي النبي، صلى الله عليه وسلم، فلما دخل القوم المسجد، وأبصرهم أهل المشهد، دلف الجارود أمام النبي، صلى الله عليه وسلم وحسر لثامه وأحسن سلامه، ثم أنشأ يقول : يا نبي الهدى أتتك رجال قطعت فدفدا وآلا فآلا، وطوت نحوك الصحاصح طرا لا تخال الكلال فيك كلالا، كل دهماء يقصر الطرف عنها أرقلتها قلاصنا إرقالا وطوتها الجياد تجمح فيها بكماة كأنجم تتلالا، تبتغي دفع بأس يوم عبوس أوجل القلب ذكره ثم هالا، فلما سمع رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ذلك فرح فرحا شديدا، وقربه وأدناه، ورفع مجلسه وحبًاه، وأكرمه، وقال : يا جارود، لقد تأخر بك وبقومك الموعد، وطال بكم الأمد. قال : والله يا رسول اللهِ، لقد أخطأ من أخطأك قصده، وعدم رشده، وتلك وأيم الله أكبر خيبة، وأعظم حوبة، والرائد لا يكذب أهله، ولا يغش نفسه. لقد جئت بًالحق، ونطقت بًالصدق، والذي بعثك بًالحق نبيا واختارك للمؤمنين وليا، لقد وجدت وصفك في الإنجيل، ولقد بشر بك ابن البتول ، وطول التحية لك والشكر لمن أكرمك وأرسلك ، لا أثر بعد عين، ولا شك بعد يقين. مد يدك، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول اللهِ. قال : فآمن الجارود، وآمن من قومه كل سيد، وسر النبي صلى الله عليه وسلم بهم سرورا، وابتهج حبورا، وقال : يا جارود ! هل في جماعة وفد عبد القيس من يعرف لنا قسا، ؟ قال : كلنا نعرفه يا رسول اللهِ ! وأنا من بين قومي كنت أقفو أثره وأطلب خبره : كان قس سبطا من أسبًاط العرب، صحيح النسب، فصيحا إذا خطب، ذا شيبة حسنة. عمر سبعمائة سنة، يتقفر القفار، لا تكنه دار، ولا يقره قرار، يتحسى في تقفره بيض النعام، ويأنس بًالوحش والهوام، يلبس المسوح ويتبع السياح على منهاج المسيح، لا يفتر من الرهبًانية، مقر لله بًالوحدانية، تضرب بحكمته الأمثال، وتكشف به الأهوال، وتتبعه الأبدال أدرك رأس الحواريين سمعان ! فهو أول من تأله من العرب وأعبد من تعبد في الحقب، وأيقن بًالبعث والحساب، وحذر سوء المنقلب والمآب، ووعظ بذكر الموت، وأمر بًالعمل قبل الفوت. الحسن الألفاظ، الخاطب بسوق عكاظ العالم بشرق وغرب، ويابس ورطب، وأجاج وعذب. كأني أنظر إليه والعرب بين يديه، يقسم بًالرب الذي هو له ليبلغن الكتاب أجله ، وليوفين كل عامل عمله. ثم أنشأ يقول : هاج للقلب من جواه ادكار وليال خلالهن نهار، ونجوم يحثها قمر الليل وشمس في كل يوم تدار، ضوؤها يطمس العيون ورعاد شديد في الخافقين مطار، وغلام وأشمط ورضيع كلهم في التراب يوما يزار، وقصور مشيدة حوت الخير وأخرى خلت فهن قفار، وكثير مما يقصر عنه جوسة الناظر الذي لا يحار، والذي قد ذكرت دل على الله نفوسا لها هدى واعتبًار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، : على رسلك يا جارود، فلست أنساه بسوق عكاظ على جمل له أورق، وهو يتكلم بكلام مونق، ما أظن أني أحفظه، فهل منكم يا معشر المهاجرين والأنصار من يحفظ لنا منه شيئا ؟ فوثب أبو بكر قائما، وقال : يا رسول اللهِ ! إني أحفظه، وكنت حاضرا ذلك اليوم بسوق عكاظ حين خطب فأطنب، ورغب ورهب، وحذر وأنذر، فقال في خطبته : أيها الناس، اسمعوا وعوا، فإذا وعيتم فانتفعوا : إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ماهو آت آت، مطر ونبًات، وأرزاق وأقوات، وآبًاء وأمهات، وأحياء وأموات، جميع وأشتات، وآيات بعد آيات . إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، ليل داج، وسماء ذات أبراج وأرض ذات رتاج، وبحار ذات أمواج. مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون ؟ أرضوا بًالمقام فأقاموا ؟ أم تركوا هناك فناموا ؟ أقسم قس قسما حقا لا حانثا فيه ولا آثما : إن لله تعالى دينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه، ونبيا قد حان حينه، وأظلكم أوانه، وأدرككم إبًانه، فطوبى لمن آمن به فهداه، وويل لمن خالفه وعصاه ثم قال : تبًا لأربًاب الغفلة من الأمم الخالية، والقرون الماضية. يا معشر إياد ! أين الآبًاء والأجداد ؟ وأين المريض والعواد ؟ وأين الفراعنة الشداد ؟ أين من بنى وشيد وزخرف ونجد وغره المال والولد ؟ ! أين من بغى وطغى، وجمع فأوعى، وقال : أنا ربكم الأعلى ؟ ! ألم يكونوا أكثر منكم أموالا، وأبعد منكم آمالا، وأطول منكم آجالا ؟ ! طحنهم الثرى بكلكله، ومزقهم بتطاوله، فتلك عظامهم بًالية، وبيوتهم خالية، عمرتها الذئاب العاوية، كلا، بل هو الله الواحد المعبود، ليس بوالد ولا مولود ! ! ثم أنشأ يقول : في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر، لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر، ورأيت قومي نحوها يمضي الأصاغر والأكابر، لا يرجع الماضي إلى ولا من البًاقين غابر، أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر. ثم جلس فقام رجل من الأنصار بعده كأنه قطعة جبل، ذو هامة عظيمة، وقامة جسيمة، قد دوم عمامته، وأرخى ذؤابته، منيف أنوف، أحدق أجش الصوت، فقال : يا سيد المرسلين وصفوة رب العالمين، لقد رأيت من قس عجبًا، وشهدت منه مرغبًا. فقال : وما الذي رأيته منه وحفظته عنه ؟ فقال : خرجت في الجاهلية أطلب بعيرا لي شرد مني كنت أقفو أثره وأطلب خبره، في نتائف حقائف، ذات دعادع وزعازع، ليس بها للركب مقيل، ولا لغير الجن سبيل، وإذا أنا بموئل مهول في طود عظيم ليس به إلا البوم. وأدركني الليل فولجته مذعورا لا آمن فيه حتفي، ولا أركن إلى غير سيفي. فبت بليل طويل كأنه بليل موصول، أرقب الكوكب، وأرمق الغيهب، حتى إذا الليل عسعس، وكاد الصبح أن يتنفس، هتف بي هاتف يقول : يا أيها الراقد في الليل الأحم، قد بعث الله نبيا في الحرم، من هاشم أهل الوفاء والكرم، يجلو دجنات الدياجي والبهم، قال : فأدرت طرفي فما رأيت له شخصا ولا سمعت له فحصا، فأنشأت أقول : يا أيها الهاتف في داجي الظلم أهلا وسهلا بك من طيف ألم، بين هداك الله في لحن الكلم، ماذا الذي تدعو إليه يغتنم ؟ قال : فإذا أنا بنحنحة، وقائل يقول : ظهر النور، وبطل الزور، وبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بًالحبور، صاحب النجيب الأحمر، والتاج والمغفر، ذو الوجه الأزهر، والحاجب الأقمر، والطرف الأحور، صاحب قول شهادة : أن لا إله إلا الله، فذلك محمد المبعوث إلى الأسود والأبيض، أهل المدر والوبر. ثم أنشأ يقول : الحمد لله الذي لم يخلق الخلق عبث لم يخلنا حينا سدى من بعد عيسى واكترث أرسل فينا أحمدا خير نبي قد بعث صلى عليه الله ما حج له ركب وحث، قال : فذهلت عن البعير واكتنفني السرور، ولاح الصبًاح، واتسع الإيضاح، فتركت الموراء، وأخذت الجبل، فإذا أنا بًالفنيق يستنشق النوق، فملكت خطامه، وعلوت سنامه، فمرج طاعة وهززته ساعة، حتى إذا لغب وذل منه ما صعب، وحميت الوسادة، وبردت المزادة ، فإذا الزاد قد هش له الفؤاد ! تركته فترك، وأذنت له فبرك، في روضة خضرة نضرة عطرة، ذات حوذان وقربًان وعنقران وعبيثران وجلى وأقاح وجثجاث وبرار وشقائق ونهار كأنما قد بًات الجو بها مطيرا، وبًاكرها المزن بكورا، فخلالها شجر، وقرارها نهر، فجعل يرتع أبًا، وأصيد ضبًا، حتى إذا أكلت وأكل ! ونهلت ونهل، وعللت وعل - حللت عقاله، وعلوت جلاله، وأوسعت مجاله، فاغتنم الحملة ومر كالنبلة، يسبق الريح، ويقطع عرض الفسيح، حتى أشرف بي على واد وشجر، من شجر عاد مورقة مونقة، قد تهدل أغصانها كأنما بريرها حب فلفل، فدنوت فإذا أنا بقس بن ساعدة في ظل شجرة بيده قضيب من أراك ينكت به الأرض وهو يترنم بشعر، وهو : ياناعي الموت والملحود في جدث عليهم من بقايا بزهم خرق دعهم فإن لهم يوما يصاح بهم فهم إذا أنبهوا من نومهم فرقوا، حتى يعودوا لحال غير حالهم خلقا جديدا كما من قبله خلقوا، منهم عراة ومنهم في ثيابهم
خلاصة حكم المحدث : روي من وجه آخر منقطعا
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 2/105 التخريج : أخرجه البيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/105) واللفظ له، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (3/428)
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بعثته للناس كافة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة النبي وأمته في كتب أهل الكتاب فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - فضل نسب النبي مناقب وفضائل - فضائل القبائل مناقب وفضائل - قس بن ساعدة الإيادي
|أصول الحديث