الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - رَمى رجلٌ منَ الحيِّ أخًا له، فقتَله، ففرَّ، فوجَدْناه عندَ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، فانطَلَقْنا به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأقادنا منه
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : مرداس بن عروة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 186
التصنيف الموضوعي: ديات وقصاص - القود من القاتل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

2 - أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رَكبِ الحيِّ، فلما أرَدتُ الرجوعَ قلتُ : يا رسولَ اللهِ، أوصِني، قال : اتقِ اللهَ، وإذا كنتَ في مجلسٍ قُمتَ، فسمِعتَهم يقولونَ ما يُعجِبُكَ فأتِه، وإذا سمِعتَهم يقولونَ ما تكرَهُ فلا تأتِه

3 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لخديجةَ: إني أسمعُ صوتًا وأرى ضوءًا وإني أخشى أنْ يكونَ بي جننٌ أو قال: جنونٌ قالتْ خديجةُ: لم يكُنِ اللهُ لِيَفعَلَ ذلك بكَ يا ابنَ عبدِ اللهِ ثم أتَتْ خديجة ورقة فذكرت ذلك له فقال ورقة: إن كان صاحبك صادقا فإن هذا ناموس مثل ناموس موسى وإن يبعث وأنا حي فسأعزره وأومن به وأنصره

4 - افتَخَر الحيَّانِ منَ الأنصارِ الأوسُ والخزرجُ فقالتِ الأوسُ: منا غِسيلُ الملائكةِ حنظلةُ بنُ الراهبِ ومِنا منِ اهتَزَّ له عرشُ الرحمنِ سعدُ بنُ معاذٍ ومِنا مَن حمَتْه الدَّبْرُ عاصمُ بنُ ثابتِ بنِ أبي الأقلحِ ومِنا مَن أُجيزَتْ شهادتُه بشهادةِ رجلَينِ خزيمةُ بنُ ثابتٍ وقالتْ الخزرجِيُّون: مِنا أربعةٌ جمَعوا القرآنَ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يجمَعْه غيرُهم: زيدُ بنُ ثابتٍ وأبو زيدٍ وأُبَيُّ بنُ كعبٍ ومعاذُ بنُ جبلٍ

5 - الآياتُ خرزٌات منظوماتٌ في سلكٍ يُقطَعُ السلكُ فيتبعُ بعضُها بعضًا قال خالدُ بنُ الحويرثِ: كنا نادين بالصباحِ وهناك عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو وهناك امرأةٌ مِن بني المغيرةِ يقالُ لها: فاطمةُ فسمِعَتْ عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو يقولُ: ذاك يزيدُ بنُ معاويةَ فقالتْ: أكذاكَ يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو تجِدُه مكتوبًا في الكتابِ ؟ قال: لا أجِدُه باسمِه ولكن أجِدُ رجلًا مِن شجرةِ معاويةَ يَسفِكُ الدماءَ ويَستَحِلُّ الأموالَ وينتقضُ هذا البيتَ حجرًا حجرًا فإن كان ذاكَ وأنا حيٌّ وإلا فاذكُريني قال: وكان منزِلُها على أبي قبيسٍ فلما كان زمنُ الحَجَّاجِ وابنِ الزبيرِ ورأَتِ البيتَ يُنقَضُ قالتْ: رحِم اللهُ عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو قد كان حدَّثَنا بهذا

6 - كان عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه، إذا صلَّى صلاةً جلَس للناسِ، فمَن كانتْ له حاجةٌ كلَّمه، وإن لم تكُنْ لأحدٍ حاجة قام فدخَل، فصلَّى صلواتٍ لا يجلسُ للناسِ فيهِنَّ، قال ابنُ عباسٍ : فحضَرتُ البابَ فقلتُ : يا يَرفَأُ أبأميرِ المؤمنينَ شكاة ؟ فقال : ما بأميرِ المؤمنينَ مِن شَكوى فجلَستُ، فجاء عثمانُ بنُ عفانَ فجلَس فخرَج يرفأُ فقال : قُمْ يا عثمانُ، قُمْ يا ابنَ عباسٍ, فدخَلا على عُمرَ فإذا بين يدَيه صبرٌ مِن مالٍ، على كلِّ صبرةٍ منها كنفٌ، فقال عُمرُ : إني نظَرتُ في أهلِ المدينةِ فوجدتُكما مِن أكثرِ أهلِها عشيرةً، فخُذا هذا المالَ فاقسِماه، فما كان مِن فضلٍ فرُدَّا، فأما عثمانُ فحَثا، وأما أنا فجثَوتُ لرُكبَتي، وقلتُ : وإن كان نقصانٌ ردَدتَ علينا ؟ فقال عُمرُ شنشة من أخشن - يعني حجرًا مِن جبلٍ - لا, ما كان هذا عندَ اللهِ, عزَّ وجلَّ، إذ محمدٌ وأصحابُه يأكُلونَ القدَّ؛ فقلتُ : بَلى واللهِ لقد كان هذا عندَ اللهِ، عزَّ وجلَّ، ومحمدٌ حيٌّ، ولو عليه فُتِح لصنَع فيه غيرَ الذي تصنعُ، فغضِب عُمرُ وقال : أخبِرْني صنَع ماذا ؟ قلتُ : إذًا لأكَل وأطعَمَنا، قال : فنشَج عُمرُ حتى اختَلفَتْ أضلاعُه، ثم قال ودِدتُ أني خرَجتُ منها كفافًا لا لي ولا عليَّ

7 - أتيتُ أبا وائلٍ وهو في مسجد حيه ر فاعتَزَلنا في ناحيةِ المسجدِ فقلتُ: ألا عن هؤلاءِ القومِ الذين قتَلهم عليٌّ فيمَ فارَقوه ؟ وفيما استَجابوا له حين دعاهم ؟ وحين فارَقوه واستحَلَّ قتالَهم ؟ قال: لما كنا بصِفِّينَ استَحَرَّ القتلُ في أهلِ الشامِ فذكَر قصةً قال: فرجَع عليٌّ إلى الكوفةِ وقال فيه الخوارجُ ما قالوا ونزَلوا بحروراءَ وهم بضعةَ عشرَ ألفًا فأرسَل عليٌّ إليهِم يناشدُهم اللهَ ارجِعوا إلى خليفتِكم فيم نقمتم عليه أفي قسمةٍ أو قضاءٍ قالوا: نخافُ أن تدخلَ في فتنةٍ قال: فلا تعجَلوا ضلالةَ العامِ مخافةَ فتنةِ عامٍ قابلٍ فرجَعوا فقالوا: نكونُ على ناحيتِنا فإن قيل القضيةُ قاتَلناه على ما قاتَلنا عليه أهلَ الشامِ بصِفِّينَ وإن نقَضها قاتَلنا معه فساروا حتى قطَعوا نهروانَ وافتَرَقَتْ منهم فرقةٌ يقتُلونَ الناسَ فقال أصحابُهم: ما على هذا فارَقْنا عليًّا فلما بلَغ عليًّا صنيعُهم قام فقال: أتسيرونَ إلى عدوِّكم أو تَرجِعونَ إلى هؤلاءِ الذين خلفوكم في ديارِكم ؟ قالوا: بل نرجعُ إليهم قال: فحدَّث عليٌّ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: إنَّ طائفةً تخرجُ مِن قبلِ المشرقِ عندَ اختلافٍ منَ الناسِ لا ترونَ جهادَكم مع جهادِهم شيئًا ولا صلاتَكم مع صلاتِهم شيئًا ولا صيامَكم مع صيامِهم شيئًا يمرُقونَ منَ الدينِ كما يمرقُ السهمُ منَ الرميةِ علامتُهم رجلٌ عضدُه كثديِ المرأةِ يقتُلُهم أقربُ الطائفتينَ منَ الحقِّ فسار عليٌّ إليهِم فاقتَتَلوا قتالًا شديدًا فجعَلَتْ خيولُ عليٍّ لا تقومُ لهم فقال: يا أيُّها الناسُ إن كنتُم إنما تقاتِلونَ فيَّ فواللهِ ما عِندي ما أجزيكم به وإن كنتُم إنما تُقاتِلونَ للهِ فلا يكوننَّ هذا قتالَكم قال: فأقبَلوا عليهِم فقتَلوهم كلَّهم فقال: ابتَغوه فطلَبوه فلم يجِدوه فركِب عليٌّ دابتَه وانتَهى إلى وهدةٍ منَ الأرضِ فإذا قتلى بعضُهم على بعضٍ فاستُخرِج مِن تحتِهم فجُرَّ برجلِه يَراه الناسُ قال عليٌّ: لا أغزو العامَ فرجَع إلى الكوفةِ فقُتِل واستَخلَف الناسُ الحسنَ بنَ عليٍّ فبعَث الحسنُ بالبيعةِ إلى معاويةَ وكتَب بذلك الحسنُ إلى قيسِ بنِ سعدٍ فقام قيسُ بنُ سعدٍ في أصحابِه فقال: يا أيُّها الناسُ أتاكم أمرانِ لا بد لكم مِن أحدِهما: دخولٌ في فتنةٍ أو قتلٌ مع غيرِ إمامٍ فقال الناسُ: ما هذا ؟ فقال: الحسنُ بنُ عليٍّ قد أعطى البيعةَ معاويةَ فرجَع الناسُ فبايَعوا ولم يكُنْ لمعاويةَ هَمٌّ إلا الذين بالنهروانِ فجعَلوا يتساقَطونَ عليه فيُبايِعونَه حتى بقي منهم ثلاثُمئةٍ ونيفٌ وهم أصحابُ النخيلةِ
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/47
| أحاديث مشابهة | شرح الحديث
 

1 - أنه سمِع أبا حيةَ يُفتي الناسَ، أنه لا بأسَ بما رَمى به الرجلُ في الجمارِ منَ الحَصى - يعني : مِن عددِه - فقال عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ عثمانَ، فذُكِر ذلك لعبدِ اللهِ بنِ عُمرَ، فقال : صدَق أبو حيةَ, وكان أبو حيةَ بدريًّا
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : عبدالله بن عثمان | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/219 التخريج : أخرجه الطبراني (22/ 326) (820) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: حج - حصى الجمار حج - رمي الجمار وكيفيته مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضل من شهد بدرا مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث

2 - ليَدْخُلَنَّ الجنةَ بشفاعَةِ رجلٍ ليس بنَبيٍّ مثلُ الحيَّينِ أو أحدِ الحيَّينِ: ربيعَةَ ومُضرَ فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ أوما ربيعَةُ منْ مُضرَ ؟ فقال: إنَّما أقولُ ما أقولُ
خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/199 التخريج : أخرجه أحمد (22215) واللفظ له، والطبراني (8/169) (7638)، والآجري في ((الشريعة)) (817) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - سعة رحمة الله قيامة - الشفاعة مناقب وفضائل - أويس القرني مناقب وفضائل - فضائل التابعين مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - إنَّ هذا الحيَّ من مُضَرَ لا تدعُ عبدًا في الأرضِ صالحًا إلا فتنتْهُ وأهلَكتْهُ حتى يُدرِكهم اللهُ بعد بجنودٍ من عندِه أو من السماءِ فيُذِلَّها حتى لا تمنَعَ ذنَبَ تَلعَةٍ
خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/79 التخريج : أخرجه أحمد (23316)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (6583)، والحاكم (8451) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: فتن - فتنة مضر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مناقب وفضائل - بعض من ذمهم النبي وذم أفعالهم
|أصول الحديث

4 - رَمى رجلٌ منَ الحيِّ أخًا له، فقتَله، ففرَّ، فوجَدْناه عندَ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، فانطَلَقْنا به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأقادنا منه
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : مرداس بن عروة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 186 التخريج : أخرجه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (7/435)، وابن قانع في ((معجم الصحابة)) (3/117)، والطبراني (20/299) (710) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: ديات وقصاص - القود من القاتل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

5 - عن عائشةَ - رضي اللهُ عنها - قالتْ : لما حُضِر أبو بكرٍ، رضي اللهُ عنه، أمَر بثوبَينِ خَلِقَينِ له أن يُغسَلا، وأمَر بهم أن يُكفِّنوه فيهما وقال : إنَّ الحيَّ أحوَجُ إلى الجديدِ منَ الميتِ
خلاصة حكم المحدث : موقوف، ورجاله ثقات
الراوي : - | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/457
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الزهد في الدنيا مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق جنائز وموت - صفة الكفن
| شرح حديث مشابه

6 - أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمرَ، فتَح خوخةً له فخرَجَتْ عليه حيةٌ فأمَر بقَتلِها وعندَه أبو سعيدٍ، فقال أبو سعيدٍ : أما علِمتَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَر أن نؤذِنَهُنَّ قبلَ أن نَقتُلَهُنَّ
خلاصة حكم المحدث : إسناده رواته ثقات
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/88

7 - أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رَكبِ الحيِّ، فلما أرَدتُ الرجوعَ قلتُ : يا رسولَ اللهِ، أوصِني، قال : اتقِ اللهَ، وإذا كنتَ في مجلسٍ قُمتَ، فسمِعتَهم يقولونَ ما يُعجِبُكَ فأتِه، وإذا سمِعتَهم يقولونَ ما تكرَهُ فلا تأتِه
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : حرملة العنبري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/410 التخريج : أخرجه أحمد (18742)، والطيالسي (1303) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: آداب المجلس - من يؤمر أن يجالس رقائق وزهد - تقوى الله آداب المجلس - خير المجالس آداب المجلس - خير الجلساء رقائق وزهد - الورع والتقوى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - إذا كنتُم في الخصبِ فأمكِنوا الركابِ أسنتَها، ولا تعدوا المنازلَ، وإذا كنتم في الجدبِ فاستَنجوا، وعليكم بالدُّلجةِ, فإنَّ الأرضَ تُطوى بالليلِ، وإذا تغوَّلَتْ لكم الغيلانُ فنادوا بالأذانِ، ولا تصلُّوا على جوادِ الطريقِ ، ولا تنزِلوا عليها؛ فإنها مأوى الحياتِ والسباعِ، ولا تَقضوا عليها الحوائجَ فإنها الملاعِنُ

9 - كنَّا مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفحِ الجبلِ وهو قائمٌ يُصلِّي، وهم نيامٌ، إذ مَرَّت به حيَّةٌ، فاستيقَظَ وهو يقولُ: منَعَها منكم الَّذي منَعَكم منها، قال: وأنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عليه: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} [المرسلات: 1، 2]. فأخَذْتُها وهي رَطبةٌ مِن فِيهِ، أو مِن فُوهُ رَطْبٌ بها.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/297 التخريج : أخرجه البخاري (1830)، ومسلم (2234) مطولاً بنحوه، وابن أبي شيبة كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (6/297) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة المرسلات صيد - الزجر عن قتل عمار الدور والإذن في قتل الحيات فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم قرآن - أماكن نزول القرآن
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - لما دخلتْ صفيةُ بنتُ حُيَيٍّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسطاطَه ، حضَر ناسٌ وحضَرتُ معهم، ليكونَ فيها قسمٌ، فخرَج النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : قوموا عن أمِّكم، فلما كان منَ العشيِّ خرَج إلينا في طرفِ ردائِه بنحوٍ مِن مُدٍّ ونصفٍ مِن تمرِ عجوةٍ، فقال : كُلوا مِن وليمةِ أمِّكم
خلاصة حكم المحدث : رجاله إسناده ثقات
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 132 التخريج : أخرجه أحمد (14576)، والحارث في ((المسند)) (405) باختلاف يسير، وأحمد بن منيع كما في (إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (3290) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أطعمة - أكل التمر مناقب وفضائل - صفية بنت حيي نكاح - وليمة النكاح فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أمهات المؤمنين وما يتعلق بهن من أحكام مناقب وفضائل - فضائل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

11 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لخديجةَ: إني أسمعُ صوتًا وأرى ضوءًا وإني أخشى أنْ يكونَ بي جننٌ أو قال: جنونٌ قالتْ خديجةُ: لم يكُنِ اللهُ لِيَفعَلَ ذلك بكَ يا ابنَ عبدِ اللهِ ثم أتَتْ خديجة ورقة فذكرت ذلك له فقال ورقة: إن كان صاحبك صادقا فإن هذا ناموس مثل ناموس موسى وإن يبعث وأنا حي فسأعزره وأومن به وأنصره
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/246 التخريج : أخرجه أحمد (2845)، والطبراني-على الشك في رفعه- (12/ 186) (12839)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (392) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - خديجة بنت خويلد مناقب وفضائل - ورقة بن نوفل وحي - صفة نزول الوحي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم وحي - أول ما بدئ به الوحي
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 - يا أبا رياحٍ ما الذي ذكَر لكَ أميرُ المؤمنينَ عُمرُ حين قدِمتَ عليه في قومِكَ عنزةً ؟ قال: مررتُ عليه فقال لي: مَن أنتَ ؟ أو ممن أنتَ ؟ فقلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ أنا حنظلةُ بنُ نعيمٍ العنزيُّ فقال: عنزةُ ؟ قلتُ: عنزةُ قال: أما إني سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يذكُرُ قومَكَ ذاتَ يومٍ فقال أصحابُه: وما عنزةُ يا رسولَ اللهِ فأشار بيدِه نحوَ المشرِقِ فقال: حيٌّ مِن هنا يَبغى عليهِم منصورونَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/334 التخريج : أخرجه الضياء المقدسي في ((المختارة)) (113) واللفظ له، وأحمد (141)، والبخاري في ((التاريخ الكبير)) (1/ 48) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب مناقب وفضائل - فضائل القبائل إيمان - الوعد مناقب وفضائل - فضل عنزة
|أصول الحديث

13 - افتَخَر الحيَّانِ منَ الأنصارِ الأوسُ والخزرجُ فقالتِ الأوسُ: منا غِسيلُ الملائكةِ حنظلةُ بنُ الراهبِ ومِنا منِ اهتَزَّ له عرشُ الرحمنِ سعدُ بنُ معاذٍ ومِنا مَن حمَتْه الدَّبْرُ عاصمُ بنُ ثابتِ بنِ أبي الأقلحِ ومِنا مَن أُجيزَتْ شهادتُه بشهادةِ رجلَينِ خزيمةُ بنُ ثابتٍ وقالتْ الخزرجِيُّون: مِنا أربعةٌ جمَعوا القرآنَ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يجمَعْه غيرُهم: زيدُ بنُ ثابتٍ وأبو زيدٍ وأُبَيُّ بنُ كعبٍ ومعاذُ بنُ جبلٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/325 التخريج : أخرجه البزار (7090)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (10/374)، والطبراني (4/10) (3488)
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - خزيمة بن ثابت مناقب وفضائل - سعد بن معاذ مناقب وفضائل - عاصم بن ثابت مناقب وفضائل - معاذ بن جبل مناقب وفضائل - حنظلة بن الراهب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

14 - سيكونُ بعدي فتنٌ كقِطْعِ الليلِ المظلمِ يُصدَمُ الرجلُ كصدمِ الحياتِ وفحولِ الثيرانِ يصبحُ الرجلُ فيها مسلمًا ويُمسي كافرًا ويُمسي فيها مؤمنًا ويصبحُ كافرًا فقال رجلٌ منَ المسلمينَ: يا رسولَ اللهِ فكيف نصنعُ عندَ ذلك ؟ فقال: ادخُلوا بيوتَكم وأخمِلوا ذكرَكم فقال رجلٌ منَ المسلمينَ: أرأيتَ إن دُخِل على أحدِنا بيتُه قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فليُمسِكْ بيدِه وليكُنْ عبدَ اللهِ المقتولَ ولا يكُنْ عبدَ اللهِ القاتلَ قال: فإنَّ الرجلَ يكن في قبة الإسلام فيأكل مال أخيه ويسفك دمه يعصي ربه ويكفر بخالقه وتجب له جهنم
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : رجل من بجيلة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/54 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (38585)، وأبو يعلى (1523) واللفظ لهما، والروياني في ((مسنده)) (971) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جهنم - من يدخلها وبمن وكلت ديات وقصاص - تحريم القتل رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال فتن - العزلة في الفتن فتن - ما يفعل في الفتن
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

15 - خرَج رجلٌ منَ الأزدِ مِن طاحيةٍ يقالُ له بيرحُ بنُ أسدٍ مهاجرًا إلى المدينةِ فقدِم المدينةَ وقد مات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قُبَيلَ ذلك قال: فرأى عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه بيرحًا يطوفُ في سككِ المدينةِ فأنكَره وقال له: مَن أنتَ ؟ قال: أنا رجلٌ مِن أهلِ عمانَ منَ الأزدِ قال: فأخَذ بيدِه فذهَب به إلى أبي بكرٍ فقال: يا أبا بكرٍ هذا منَ الأرضِ التي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يذكرُ أهلَها مِن أهلِ عمانَ فقال أبو بكرٍ: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: إني لأعلمُ أرضًا ينضحُ بناحيتِها البحرُ بها حيٌّ منَ العربِ لو أتاهم رسولي لم يرموه بسهمٍ ولا حجرٍ
خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/353
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - فضائل أهل عمان مناقب وفضائل - فضائل القبائل

16 - كنتُ جالسًا مع حذيفةَ بنِ اليمانِ وأبي مسعودٍ البدريِّ حيث خرَج أهلُ الكوفةِ إلى سعيدِ بنِ العاصِ فردُّوه وهو يومُ الجرعةِ قال: فسمِعتُ أبا مسعودٍ رضي اللهُ عنه يقولُ: ما كنتُ أرى أن يرجعَ ولم يُهرَقْ فيها دمٌ فقال حذيفةُ رضي اللهُ عنه: ولكني واللهِ لقد علِمتُ لترجعنَّ على عقبَيها ولم يُهرَقْ فيها محجمةُ دمٍ وما علِمتُ ذلك شيئًا إلا شيئًا علِمتُه ومحمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حيٌّ: أنَّ الرجلَ يصبحُ مؤمنًا ويُمسي ما معه مِن دِينه شيءٌ ويُمسي مؤمنًا ويصبحُ ما معه مِن دِينه شيءٌ يقاتلُ في فئةِ اليومِ, أو قال: في فتنةِ اليومِ شكَّ أبو داودَ, ويقتلُه اللهُ غدًا ينكسرُ قلبُه ويعلو استُه قال: قلتُ: أسفلُه ؟ قال: استُه
خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/52 التخريج : أخرجه أحمد (23348)، والطيالسي (433)، والحاكم (8641) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: فتن - ظهور الفتن فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مناقب وفضائل - حذيفة بن اليمان
|أصول الحديث

17 - الآياتُ خرزٌات منظوماتٌ في سلكٍ يُقطَعُ السلكُ فيتبعُ بعضُها بعضًا قال خالدُ بنُ الحويرثِ: كنا نادين بالصباحِ وهناك عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو وهناك امرأةٌ مِن بني المغيرةِ يقالُ لها: فاطمةُ فسمِعَتْ عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو يقولُ: ذاك يزيدُ بنُ معاويةَ فقالتْ: أكذاكَ يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو تجِدُه مكتوبًا في الكتابِ ؟ قال: لا أجِدُه باسمِه ولكن أجِدُ رجلًا مِن شجرةِ معاويةَ يَسفِكُ الدماءَ ويَستَحِلُّ الأموالَ وينتقضُ هذا البيتَ حجرًا حجرًا فإن كان ذاكَ وأنا حيٌّ وإلا فاذكُريني قال: وكان منزِلُها على أبي قبيسٍ فلما كان زمنُ الحَجَّاجِ وابنِ الزبيرِ ورأَتِ البيتَ يُنقَضُ قالتْ: رحِم اللهُ عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو قد كان حدَّثَنا بهذا
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد وله شاهد
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/112 التخريج : أخرجه أحمد (7040)، والحاكم (8461) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أشراط الساعة - علامات الساعة الكبرى أشراط الساعة - ما وقع بالفعل من علامات الساعة إمامة وخلافة - ذم الإمام الجائر حج - نقض الكعبة وبناؤها
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

18 - كان رجلٌ مِن أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يحدِّثُ الناسَ حتى يكثُرَ عليه، فيحدِّثُ الناسَ مِن فوقِ بيتٍ، فصعِد فوقَ بيتٍ فحدَّثهم، قال : إنَّ اللهَ تعالى إذا أحَبَّ عبدًا في السماءِ أنزَل حبَّه إلى ملائكتِه فنادى منادٍ : إنَّ اللهَ, تعالى, قد أحَبَّ فلانًا فأحِبُّوه، فينزِلُ حبُّه إلى أهلِ الأرضِ، وإذا أبغَض عبدًا في السماءِ أنزَل بُغضَه إلى الملائكةِ فنادى منادٍ : إنَّ اللهَ قد أبغَض فلانًا فأبغِضوه، فينزِلُ بُغضُه إلى أهلِ الأرضِ، وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أيُّ آيةٍ في القرآنِ أعظمُ ؟ فقال رجلٌ : اللهُ لا إلهَ إلا هوَ الحيُّ القيُّومُ فضرَب بيدِه بين كتِفي حتى وجَدتُ بَردَها بين ثديَيَّ فقال لي : لِيَهنِكَ أبا المُنذِرِ العلمُ، والذي نفسُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيدِه إنَّ لها لسانًا وشَفَتَينِ تُقَدِّسُ الرحمنَ, عزَّ وجلَّ, عندَ العرشِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح، وله شاهد
الراوي : رجل من الصحابة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/183 التخريج : أخرجه أحمد (20588) بلفظه، ومسدد كما في ((إتحاف الخيرة)) للبوصيري (5632) باختلاف يسير، وابن أبي شيبة (27043) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - أبي بن كعب أدعية وأذكار - الدعاء لمن أحسن والثناء عليه إيمان - توحيد الأسماء والصفات فضائل سور وآيات - سورة البقرة فضائل سور وآيات - فضل بعض الآيات والسور كالمسبحات ونحوها
|أصول الحديث | شرح الحديث

19 - شهِدتُ عُمرَ بنَ الخطَّابِ، رضي اللهُ عنه، بالجابيةِ فحمِد اللهَ وأثنى عليه بما هو أهلُه، ثم قال : أما بعدُ، فإنَّ هذا الفيءَ فيءٌ أفاءه اللهُ عليكم، الرفيعُ فيه بمنزلةِ الوضيعِ، ليس بأحدٍ أحقَّ فيه مِن أحدٍ إلا ما كان مِن هذينِ الحيَّينِ لخمٍ وجُذامٍ ، فإني غيرُ قاسمٍ لهما شيئًا، فقام رجلٌ مِن لخمٍ فقال : يا ابنَ الخطَّابِ، أنشُدُكَ اللهَ في العدلِ. قال : إنما يريدُ ابنُ الخطَّابِ العدلَ والسويةَ، واللهِ إني لأعلَمُ لو كانتِ الهجرةُ بصنعاءَ ما خرَج إليها مِن لخمٍ وجُذامٍ إلا القليلُ فلا أجعَلُ مَن تكلَّف السفَرَ وابتاع الظهرَ بمنزلةِ قومٍ إنما قاتَلوا في ديارِهم، فقام أبو حديرجٍ فقال : يا أميرَ المؤمنينَ، إن كان اللهُ، عزَّ وجلَّ، ساق إلينا الهجرةَ في ديارِنا فنصَرْناها وصدَّقْناها فذاكَ الذي يُذهِبُ حقَّنا في الإسلامِ، فقال عُمرُ : واللهِ لأقسِمَنَّ, ثلاثَ مراتٍ, ثم قسَم بين الناسِ غنائمَهم فأصاب كلُّ رجلٍ نصفَ دينارٍ، وإذا كانَتْ معه امرأتُه أعطاه، دينارًا، وإذا كان وحدَه أعطاه نصفَ دينارٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده رواته ثقات
الراوي : سفيان بن وهب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/182
التصنيف الموضوعي: أيمان - لفظ اليمين وما يحلف به غنائم - الغنائم وتقسيمها مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب جهاد - الغنائم وأحكامها غنائم - مصرف الفيء

20 - أنَّ ناسًا كانوا بالكوفةِ مع أبي المختارِ فقُتِلوا إلا رجلَينِ حمَلا على العدوِّ بأسيافِهم فأفرَجوا لهما فنجَيا أو ثلاثةً، فأتَوُا المدينةَ فخرَج عُمرُ وهم قعودٌ يذكرونَهم. قال عُمرُ : عَمَّ قلتُم لهم ؟ قالوا : استَغفَرْنا لهم ودعَوْنا لهم. قال : لتحدِّثُني ما قلتُم لهم. قالوا : استَغفَرْنا لهم ودعَوْنا. قال : لتحدِّثُني ما قلتُم لهم أو لتلقونَ مني قبوحًا. قالوا : إنا قُلْنا : إنهم شهداءُ. قال عُمرُ : والذي لا إلهَ غيرُه، والذي بعَث محمدًا بالحقِّ، والذي لا تقومُ الساعةُ إلا بإذنِه، ما تعلمُ نفسٌ حيةٌ ماذا عندَ اللهِ لنفسٍ ميتةٍ إلا نبيَّ اللهِ؛ فإنه قد غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبِه وما تأخَّر، والذي لا إلهَ غيرُه، والذي بعَث محمدًا بالحقِّ، والذي لا تقومُ الساعةُ إلا بإذنِه إنَّ الرجلَ يقاتِلُ رِياءً ، ويقاتِلُ حميةً ، ويقاتِلُ يريدُ به الدنيا، ويقاتِلُ يريدُ به المالَ، وما للذينَ يقاتِلونَ عندَ اللهِ إلا ما في أنفُسِهم، إنَّ اللهَ اختار لنبيِّه المدينةَ وهي أقلُّ الأرضِ طعامًا وأملحُه ماءً إلا ما كان مِن هذا التمرِ، وإنه لا يدخُلُها الدجَّالُ، ولا الطاعونُ إن شاء اللهُ - تعالى

21 - كان عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه، إذا صلَّى صلاةً جلَس للناسِ، فمَن كانتْ له حاجةٌ كلَّمه، وإن لم تكُنْ لأحدٍ حاجة قام فدخَل، فصلَّى صلواتٍ لا يجلسُ للناسِ فيهِنَّ، قال ابنُ عباسٍ : فحضَرتُ البابَ فقلتُ : يا يَرفَأُ أبأميرِ المؤمنينَ شكاة ؟ فقال : ما بأميرِ المؤمنينَ مِن شَكوى فجلَستُ، فجاء عثمانُ بنُ عفانَ فجلَس فخرَج يرفأُ فقال : قُمْ يا عثمانُ، قُمْ يا ابنَ عباسٍ, فدخَلا على عُمرَ فإذا بين يدَيه صبرٌ مِن مالٍ، على كلِّ صبرةٍ منها كنفٌ، فقال عُمرُ : إني نظَرتُ في أهلِ المدينةِ فوجدتُكما مِن أكثرِ أهلِها عشيرةً، فخُذا هذا المالَ فاقسِماه، فما كان مِن فضلٍ فرُدَّا، فأما عثمانُ فحَثا، وأما أنا فجثَوتُ لرُكبَتي، وقلتُ : وإن كان نقصانٌ ردَدتَ علينا ؟ فقال عُمرُ شنشة من أخشن - يعني حجرًا مِن جبلٍ - لا, ما كان هذا عندَ اللهِ, عزَّ وجلَّ، إذ محمدٌ وأصحابُه يأكُلونَ القدَّ؛ فقلتُ : بَلى واللهِ لقد كان هذا عندَ اللهِ، عزَّ وجلَّ، ومحمدٌ حيٌّ، ولو عليه فُتِح لصنَع فيه غيرَ الذي تصنعُ، فغضِب عُمرُ وقال : أخبِرْني صنَع ماذا ؟ قلتُ : إذًا لأكَل وأطعَمَنا، قال : فنشَج عُمرُ حتى اختَلفَتْ أضلاعُه، ثم قال ودِدتُ أني خرَجتُ منها كفافًا لا لي ولا عليَّ
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/19 التخريج : أخرجه الحميدي (30) باختلاف يسير، والبزار (209) بنحوه، والبيهقي (13419).
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحزن والبكاء رقائق وزهد - الخوف من الله مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب إمامة وخلافة - أموال الرعية رقائق وزهد - الورع والتقوى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

22 - [عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:] إنَّ المؤمنَ حين ينزلُ به الموتُ يعايُنُ ما يعايِنُ يودُّ أنها خرجَتْ، واللهُ يحِبُّ لقاءَ المؤمنِ تصعدُ روحُه إلى السماءِ فتأتيه أرواحُ المؤمنينَ فيستَخبِرونَه عن موتاهم مِن أهلِ الأرضِ، فإذا قال : إنَّ فلانًا فارَق الدنيا قيل ما جيء بروحِه إلينا قد ذهَب بروحِه إلى النارِ، وإنَّ المؤمنَ إذا دخَل في القبرِ سُئِل : مَن ربُّكَ ؟ فيقولُ : ربي اللهُ فيقولُ : مَن نبيُّكَ ؟ فيقولُ : نبيِّي محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيقالُ : ما دينُكَ ؟ فيقولُ : الإسلامُ, ثم يقولُ : افتَحوا له بابًا في القبرِ فيقالُ له : انظُرْ إلى مقعدِكَ، ثم يتبعُه اللهُ نومًا كأنَّما كانَتْ رقدةً وإذا كان عدوًّا للهِ وعايَن ما يعايِنُ ودَّ أنَّها لا تخرُجُ أبدًا، واللهُ يُبغِضُ لقاءَه، حتى إذا وُضِع في القبرِ فسُئِل مَن ربُّكَ ؟ فيقولُ : لا أدري فيقولُ : لا درَيتَ قال : مَن نبيُّكَ ؟ قال : لا أدري قال : لا درَيتَ قال : ما دينُكَ ؟ قال : لا أدري قال : لا درَيتَ قال : فيضرِبُه ضربةً يسمعُها كلُّ دابةٍ إلا الإنسَ قال : فيقالُ : نَمْ كما ينامُ المنهوشُ - أو المنهوسُ - قلتُ : يا أبا هريرةَ ما المنهوشُ ؟ قال : الذي تنهشُه الدوابُّ والحياتُ قال : وقال أبو هريرةَ : يضيقُ عليه في قبرِه حتى تختلفَ أضلاعُه وشبَّك بين أصابعِه
خلاصة حكم المحدث : موقوف بسند الصحيح
الراوي : - | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/439 التخريج : أخرجه مسدد كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (2/439) واللفظ له، وأخرجه عبدالله بن أحمد في ((السنة)) (1446) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحب للقاء الله إيمان - فتنة القبر وسؤال الملكين جنائز وموت - روح الكافر بعد الموت جنائز وموت - روح المؤمن بعد الموت دفن ومقابر - عذاب القبر ونعيمه
|أصول الحديث

23 - بعَثني النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى اليمَنِ فوجَدتُ حيًّا قد بنَوا للأسدِ زبيةً فصادوه، فبيناهم يتَدَافعونَ ينظُرونَ إلى الزبيةِ إذ سقَط رجلٌ فتعلَّق برجلٍ فتعلَّق الآخرُ بآخرَ حتى كانوا فيه أربعةً فجرَحهم الأسدُ فماتوا كلُّهم، فانتبَذ له رجلٌ بحربةٍ فقتَله فماتوا مِن جراحاتِهم فقام بعضُ أولياءِ هؤلاءِ الثلاثةِ إلى أولياءِ الأولِ فقالوا : دو صاحبَنا قال : فأخَذ السلاحَ بعضُهم على بعضٍ، قال : فأتاهم عليٌّ، فقال : تُريدونَ أن تقتَتِلوا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حيٌّ وأنا إلى جنبِكم، ولو اقتتَلتُم قتَلتُم أكثرَ مما تختَلِفونَ فيه، فأنا أقضي بينكم، فإن رضيتُم فهو القضاءُ، وإلا حُجِز بعضُكم عن بعضٍ حتى تأتوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيكونَ هو الذي يقضي بينكم، فمَن عَدا بعد ذلك منكم فلا حقَّ له، اجمَعوا منَ القبائلِ الذين حفَروا البئرَ ربعَ الديةِ وثلثَ الديةِ ونصفَ الديةِ والديةَ كاملةً فللأولِ ربعُ الديةِ لأنه مات مِن فوقِه ثلاثةٌ، والذي يليه ثلثُ الديةِ لأنه مات مِن فوقِه اثنانِ، والثالثُ نصفُ الديةِ لأنه مات مِن فوقِه واحدٌ والرابعُ الديةُ كاملةٌ، قال : فأبَوا أن يَرضوا، فأتَوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلقوه عند مقامِ إبراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقَصُّوا عليه القصةَ : فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أنا أقضي بينكم واحتَبى ببردةٍ وجلَس فقال رجلٌ منَ القومِ : إنَّ عليًّا قد قضى بيننا، فلما قصُّوا عليه القصةَ أجازه
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/390 التخريج : أخرجه أبو داود (3582)، وابن ماجه (2310)، والنسائي في ((السنن الكبري)) (8419) مختصراً، وأحمد (573) باختلاف يسير، وأحمد بن منيع كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (5/390) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - الإصابة في الحكم أقضية وأحكام - قضايا حكم فيها النبي صلى الله عليه وسلم ديات وقصاص - دية قتل الخطأ أقضية وأحكام - نصب القاضي والأمير وغيرهما فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - اختصام المؤمنين إليه صلى الله عليه وسلم وحكمه عليهم
|أصول الحديث

24 - اشْهَدُوا معشرَ القُرَّاءِ، قال ثابتٌ: فكأنَّي كرِهْتُ ذاك، فقلْتُ: يا أبا حمزةَ، لو سمَّيْتَهم بأسمائِهم، قال: وما بأسٌ أنْ أقولَ لكم، أفلَا أُحدِّثُكم عن إخوانِكم الَّذين كنَّا نُسمِّيهم على عهدِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرَّاءَ؟ فذكَرَ أنَّهم كانوا سبعينَ، فكانوا إذا جَنَّهُم اللَّيلُ انْطَلقوا إلى مَعلَمٍ لهم بالمدينةِ يَدْرُسونَ فيه القُرآنَ، حتَّى يُصْبِحونَ، فإذا أصْبَحوا فمَن كانت له قُوَّةٌ استعذَبَ من الماءِ وأصاب من الحطبِ، ومَن كانت عنده سَعةٌ اشْتَروا الشَّاةَ، فأصْلَحوها، فيُصبِحُ مُعلَّقًا بحُجَرِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا أُصِيبَ خُبَيْبٌ بعَثَهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَوا على حيٍّ من بني سُليمٍ وفيهم خالي حرامٌ، فقال لأميرِهم: دَعْني فلْنُخبِرْهم أنَّا لسنا إيَّاهم نُريدُ حتَّى يُخَلُّوا وجْهَنا، فقال لهم حرامٌ: إنَّا لسنا إيَّاكم نُريدُ، فخلُّوا وجْهَنا، فاستقبَلَه رجُلٌ برُمحٍ، فأنفَذَه به، فلمَّا وجَدَ الرُّمحَ في جوفِه، قال: اللهُ أكبرُ، فُزْتُ وربِّ الكعبةِ، قال: فانْطَووا عليهم، فما بقِيَ منهم أحدٌ. قال أنسٌ: فما رأيْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَدَ على شَيءٍ قطُّ وَجْدَه عليهم، قال: فلقد رأيْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّما صَلَّى الغداةَ رفَعَ يدَيْه ودعا لهم أو عليهم. فلمَّا كان بعدَ ذلك إذا أبو طلحةَ يقولُ لي: هل لك في قاتلِ حرامٍ؟ قال: قلْتُ: ما لَه؟ فعَلَ اللهُ به وفعَلَ، فقال: مهلًا؛ فإنَّه قد أسلَمَ.
خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/334 التخريج : أخرجه أحمد (12425)، وأبو عوانة في ((مسنده)) (7343)، وعبد بن حميد في ((مسنده)) (1274)
التصنيف الموضوعي: علم - أدب طالب العلم علم - التوصية بطلاب العلم علم - الحث على طلب العلم مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

25 - أتيتُ أبا وائلٍ وهو في مسجد حيه ر فاعتَزَلنا في ناحيةِ المسجدِ فقلتُ: ألا عن هؤلاءِ القومِ الذين قتَلهم عليٌّ فيمَ فارَقوه ؟ وفيما استَجابوا له حين دعاهم ؟ وحين فارَقوه واستحَلَّ قتالَهم ؟ قال: لما كنا بصِفِّينَ استَحَرَّ القتلُ في أهلِ الشامِ فذكَر قصةً قال: فرجَع عليٌّ إلى الكوفةِ وقال فيه الخوارجُ ما قالوا ونزَلوا بحروراءَ وهم بضعةَ عشرَ ألفًا فأرسَل عليٌّ إليهِم يناشدُهم اللهَ ارجِعوا إلى خليفتِكم فيم نقمتم عليه أفي قسمةٍ أو قضاءٍ قالوا: نخافُ أن تدخلَ في فتنةٍ قال: فلا تعجَلوا ضلالةَ العامِ مخافةَ فتنةِ عامٍ قابلٍ فرجَعوا فقالوا: نكونُ على ناحيتِنا فإن قيل القضيةُ قاتَلناه على ما قاتَلنا عليه أهلَ الشامِ بصِفِّينَ وإن نقَضها قاتَلنا معه فساروا حتى قطَعوا نهروانَ وافتَرَقَتْ منهم فرقةٌ يقتُلونَ الناسَ فقال أصحابُهم: ما على هذا فارَقْنا عليًّا فلما بلَغ عليًّا صنيعُهم قام فقال: أتسيرونَ إلى عدوِّكم أو تَرجِعونَ إلى هؤلاءِ الذين خلفوكم في ديارِكم ؟ قالوا: بل نرجعُ إليهم قال: فحدَّث عليٌّ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: إنَّ طائفةً تخرجُ مِن قبلِ المشرقِ عندَ اختلافٍ منَ الناسِ لا ترونَ جهادَكم مع جهادِهم شيئًا ولا صلاتَكم مع صلاتِهم شيئًا ولا صيامَكم مع صيامِهم شيئًا يمرُقونَ منَ الدينِ كما يمرقُ السهمُ منَ الرميةِ علامتُهم رجلٌ عضدُه كثديِ المرأةِ يقتُلُهم أقربُ الطائفتينَ منَ الحقِّ فسار عليٌّ إليهِم فاقتَتَلوا قتالًا شديدًا فجعَلَتْ خيولُ عليٍّ لا تقومُ لهم فقال: يا أيُّها الناسُ إن كنتُم إنما تقاتِلونَ فيَّ فواللهِ ما عِندي ما أجزيكم به وإن كنتُم إنما تُقاتِلونَ للهِ فلا يكوننَّ هذا قتالَكم قال: فأقبَلوا عليهِم فقتَلوهم كلَّهم فقال: ابتَغوه فطلَبوه فلم يجِدوه فركِب عليٌّ دابتَه وانتَهى إلى وهدةٍ منَ الأرضِ فإذا قتلى بعضُهم على بعضٍ فاستُخرِج مِن تحتِهم فجُرَّ برجلِه يَراه الناسُ قال عليٌّ: لا أغزو العامَ فرجَع إلى الكوفةِ فقُتِل واستَخلَف الناسُ الحسنَ بنَ عليٍّ فبعَث الحسنُ بالبيعةِ إلى معاويةَ وكتَب بذلك الحسنُ إلى قيسِ بنِ سعدٍ فقام قيسُ بنُ سعدٍ في أصحابِه فقال: يا أيُّها الناسُ أتاكم أمرانِ لا بد لكم مِن أحدِهما: دخولٌ في فتنةٍ أو قتلٌ مع غيرِ إمامٍ فقال الناسُ: ما هذا ؟ فقال: الحسنُ بنُ عليٍّ قد أعطى البيعةَ معاويةَ فرجَع الناسُ فبايَعوا ولم يكُنْ لمعاويةَ هَمٌّ إلا الذين بالنهروانِ فجعَلوا يتساقَطونَ عليه فيُبايِعونَه حتى بقي منهم ثلاثُمئةٍ ونيفٌ وهم أصحابُ النخيلةِ
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/47 التخريج : أخرجه إسحاق بن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (8/47)
| أحاديث مشابهة | شرح الحديث

26 - سألْتُ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما عن قولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لموسى صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40]، فسألْتُه عن الفُتونِ؟ فقال: استأنِفِ النَّهارَ يا ابنَ جُبيرٍ؛ فإنَّ لها حديثًا طويلًا. قال: فغدوْتُ على ابنِ عبَّاسٍ لأنتجِزَ ما وَعَدني مِن حديثِ الفُتونِ، فقال: تذاكَرَ فِرعونُ وجُلساؤُه ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَ إبراهيمَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أنْ يجعَلَ في ذُرِّيتَه أنبياءَ ومُلوكًا؛ فقال بعضُهم: إنَّ بني إسرائيلَ لينتظِرونَ ذلك ما يشُكُّون فيه، وقد كانوا يظنُّونَ أنَّه يُوسفُ بنُ يعقوبَ عليهما الصَّلاةُ والسَّلامُ، فلمَّا هلَكَ قالوا: ليس هكذا كان، إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ وعَدَ إبراهيمَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال فِرعونُ: فكيف تَرَونَ؟ فائْتَمَروا، واجتمَعوا أمْرَهم على أنْ يبعَثَ رِجالًا بالشِّفارِ، يَطُوفون في بني إسرائيلَ، فلا يَجِدون مولودًا ذكَرًا إلَّا ذَبَحوه، ففَعَلوا ذلك، فلمَّا أنْ رَأَوا أنَّ الكبارَ في بني إسرائيلَ يموتونَ بآجالِهم، والصِّغارَ يُذْبَحونَ، قالوا: أتوشِكونَ أنْ تُفْنوا بني إسرائيلَ، فتَصيروا إلى أنْ تُباشِروا مِن الأعمالِ والخدمةِ الَّتي كانوا يَكْفُونكم؟ فاقْتُلوا عامًا كلَّ مولودٍ ذكرٍ، فيقِلَّ نَباتُهم، ودَعُوا عامًا، فلا تَقْتلوا منهم أحدًا، فيشِبَّ الصِّغارُ مكانَ مَن يموتُ مِن الكبارِ، فإنَّهم لنْ يَكْثروا بمَن تَسْتحيون، فتخافوا مُكاثرتَهم إياكم، ولنْ يَفْنَوا بمَن تقتُلونَ، فتحتاجونَ إليهم، فأجْمَعوا أمْرَهم على ذلك، فحمَلَت أُمُّ موسى بهارونَ عليهما السَّلامُ العامَ الَّذي لا يُذْبَحُ فيه الغِلمانُ، فولدَتْه عَلانيةً، فلمَّا كان مِن قابلٍ حمَلَتْ بمُوسى عليه السَّلامُ، فوقَعَ في قلْبِها مِن الهَمِّ والحزنِ. فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ، ما دخَلَ عليه في دهو بَطْنِ أُمِّه ممَّا يُرادُ به، فأوحَى اللهُ تعالى إليها: {وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7]، وأمَرَها أنْ إذا ولَدَتْ أنْ تجعَلَه في تابوتٍ، ثمَّ تُلْقِيه في اليمِّ ، فلمَّا ولَدَت فعَلَت ذلك به، فألْقَته في اليمِّ ، فلمَّا توارى عنها ابنُها أتاها الشَّيطانُ، فقالت في نفْسِها: ما فعَلْتُ بابني؟! لو ذُبِحَ لبِثَ عندي فرأيْتُه وكفَّنْتُه، كان أحَبَّ إليَّ مِن أنْ أُلْقِيَه بيدي إلى دوابِّ البحرِ وحِيتانِه، وانتهى الماءُ به حتَّى أرفَأَ به عند فُرْضَةُ مُسْتَقى جواري امرأةِ فِرعونَ ، فلمَّا رأيْنَه أخذْنَه، فهمَمْنَ أنْ يفتحْنَ التَّابوتَ، فقالت بعضُهنَّ: إنَّ في هذا مالًا، وإنَّا إنْ فتحْناه لم تُصدِّقْنا امرأةُ الملِكِ بما وجَدْنا فيه، فحمَلْنَه بهيئةٍ لم يُحرِّكْنَ منه شيئًا، دفعْنَه إليها، فلمَّا فتحَتْه رأتْ فيه غُلامًا، فأُلْقِيَ عليه منها محبَّةٌ لم تُلْقَ مثْلُها على البشَرِ قطُّ، وأصبَحَ فُؤَادُ أُمِّ موسى فارغًا مِن ذِكْرِ كلِّ شَيءٍ إلَّا مِن ذِكْرِ مُوسى عليه السَّلامُ، فلمَّا سمِعَ الذَّابِحونَ بأمْرِه أقبلوا بشِفارِهم إلى امرأةِ فرعونَ ليذبَحُوه -وذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ- فقالت للذَّبَّاحينَ: أقِرُّوه؛ فإنَّ هذا الواحدَ لا يَزيدُ في بني إسرائيلَ حتَّى آتِيَ فِرعونَ فأسْتَوْهِبَه منه، فإنْ وهَبَه لي كنْتُم قد أحسنْتُم وأجمَلْتُم ، وإنْ أمَرَ بذبْحِه لم أَلُمْكم، فأتَتْ به فرعونَ، فقالت: قُرَّةُ عينٍ لي ولك، قال فِرعونُ: يكونُ لك، فأمَّا لي فلا حاجةَ لي في ذلك. قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي أحلِفُ به، لو أقَرَّ فِرعونُ بأنْ يكونَ له قُرَّةَ عينٍ كما أقَرَّت امرأتُه، لهداهُ اللهُ به كما هدى به امرأتَه، ولكنَّ اللهَ حرَمَه ذلك. فأرسَلَتْ إلى مَن حولَها، مِن كلِّ امرأةٍ لها لبنٌ، تختارُ لها ظِئرًا، فجعَلَ كلَّما أخذَتْه امرأةٌ منهنَّ، فترُضِعُه، لم يَقْبَلْ ثَدْيَها، حتَّى أشفَقَت عليه امرأةُ فِرعونَ أنْ يَمتنِعَ مِن اللَّبنِ فيموتَ، فأحْزَنَها ذلك، فأمرَتْ به، فأُخْرِجَ إلى السُّوقِ وتجمَّعَ النَّاسُ، تَرْجو أنْ تجِدَ له ظِئرًا يأخُذُ منها، فلم يَقْبَلْ، وأصبَحَتْ أُمُّ موسى والهةً، فقالت لأُخْتِه: قُصِّيه -يعني: أثَرَهُ- واطْلُبِيه، هل تسمعينَ له ذِكْرًا؟ أحيٌّ ابْني أمْ قد أكلَتْه الدَّوابُّ؟ ونسِيَت ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَها فيه، فبَصُرتْ به أختُه عن جُنُبٍ وهم لا يَشعُرونَ، والجُنُبُ: أنْ يبصِرَ الإنسانُ إلى الشَّيءِ البعيدِ وهو إلى جَنْبِه لا يشعُرُ به، فقالت مِن الفرحِ حين أعياهم الظُّؤارتُ: أنا {أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} [القصص: 12]، فأخَذُوها فقالوا: ما يُدريك ما نُصْحُهم له؟ هل يعرِفونَه؟ حتَّى شكُّوا في ذلك -فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ- فقالت: نصيحَتُهم له وشفقَتُهم عليه رغبةً في صِهر الـمَلِك، ورجاءَ مَنفعتِه، فأرْسَلوها، فانطلَقَتْ إلى أُمِّها فأخبرتْها الخبرَ، فجاءتْ أُمُّه، فلمَّا وضعَتْه في حِجْرِها، نزَا إلى ثَدْيِها، فمَصَّه حتَّى امتلَأَ جَنباهُ رِيًّا، وانطلَقَ البشيرُ إلى امرأةِ فرعونَ: أنْ قد وجَدْنا لابْنِك، فأرسَلَتْ إليها، فأُوتِيتْ بها وبه، فلمَّا رأت ما يصنَعُ، قالت لها: امْكُثي عندي؛ تُرْضِعي ابني هذا، فإنِّي لم أحجِبْه شيئًا قطُّ، فقالت أُمُّ مُوسى: لا أستطيعُ أنْ أدَعَ بيتي وولدي، فيَضيعَ، فإنْ طابتْ نفْسُك أنْ تُعْطِيَنه، فأذهَبَ به إلى مَنْزلي، فيكونَ معي لا آلوهُ خيرًا، فعلْتُ، وإلَّا فإنِّي غيرُ تاركةٍ بيتي وولدي، وذكَرَت أُمُّ مُوسى عليه السَّلامُ ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَها، فتعاسَرَت على امرأةِ فرعونَ، وأيقنَتْ بأنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُنْجِزُ موعودَه، فرجَعَتْ إلى بيتِها بابنِها مِن يومِها، فأنبَتَه اللهُ نباتًا حسنًا، وحفِظَه لِمَا قد قَضى فيه، فلم يزَلْ بنو إسرائيلَ وهم في ناحيةِ القريةِ مُمْتنعينَ يَمْتنعونَ به مِن السُّخرةِ ما كان فيهم. فلمَّا تَرعرَعَ قالت امرأةُ فرعونَ لأُمِّ مُوسى: أريدُ أنْ تُرِيني ابني، فوعَدَتْها يومًا تُرِيها فيه إيَّاه، فقالتِ امرأةُ فِرعونَ لخُزَّانِها، وظُؤورتِها، وقَهارِمَتِها: لا يَبْقينَّ أحدٌ منكم إلَّا استقبَلَ ابني اليومَ بهَديَّةٍ وكَرامةٍ؛ لِأَرى ذلك فيه، وأنا باعثةٌ أمينًا يُحْصِي ما يصنَعُ كلُّ إنسانٍ منكم، فلم تَزَلِ الهدايا والكرامةُ والنِّحلةُ، تَستقبِلُه مِن حينِ خرَجَ مِن بيتِ أُمِّه إلى أنْ دخَلَ على امرأةِ فرعونَ، فلمَّا دخَلَ عليها بجَّلَتْه، وأكرمَتْه، وفرِحَت به، وأعجَبَها، ونحَلَت أُمَّه؛ لحُسْنِ أثَرِه، ثمَّ قالت: لآتيَنَّ به فِرعونَ ، فليَنْحَلَنَّه، وليُكْرِمَنَّه، فلمَّا دخَلَتْ به عليه، جعَلَه في حِجْرِه، فتناوَلَ مُوسى لِحيةَ فرعونَ، فمَدَّها إلى الأرضِ، فقال الغواةُ مِن أعداءِ اللهِ لفرعونَ: ألَا ترى إلى ما وعَدَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ إبراهيمَ نَبِيَّه عليه السَّلامُ أنَّه يرِثُك، ويَعْلوك، ويصرَعُك، فأرسَلَ إلى الذَّبَّاحينَ، وذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ، بعدَ كلِّ بلاءٍ ابتُلِيَ به، أو أُرِيدَ به فُتونًا. فجاءت امرأةُ فِرعونَ تَسْعى إلى فرعونَ، فقالت: ما بدا لك في هذا الغلامِ الَّذي وهَبْتَه لي؟ قال: ألَا تَرَيْنَه يزعُمُ أنَّه يصرَعُني ويَعْلوني؟ قالت: اجْعَلْ بيني وبينك أمرًا تعرِفُ فيه الحقَّ؛ ائْتِ بجَمْرتينِ ولُؤلؤتَينِ، فقَرِّبْهما إليه، فإنْ بطَش باللُّؤلؤتَينِ واجتنَبَ الجَمْرتينِ، عرَفْتَ أنَّه يعقِلُ، وإنْ تَناوَلَ الجَمْرتَينِ ولم يُرِدِ اللُّؤلؤتَينِ، علِمْتَ أنَّ أحدًا لا يُؤثِرُ الجَمرتينِ على اللُّؤلؤتينَ وهو يعقِلُ، فقُرِّبَ ذلك إليه، فتناوَلَ الجَمرتَينِ، فانْتَزَعوهما مِن يَدِه، وخافت أنْ يحرِقَا يدَيْه، فقالت المرأةُ: ألَا ترى؟! فصرَفَه اللهُ عنه بعدما كان قد هَمَّ به، وكان الله عَزَّ وجَلَّ بالغًا فيه أمْرَه. فلمَّا بلَغَ أشُدَّه وصار مِن الرِّجالِ، لم يكُنْ أحدٌ مِن آلِ فِرعونَ يخلُصُ إلى أحدٍ مِن بني إسرائيلَ معه بظُلمٍ، ولا يخرُجُ حتَّى امْتَنعوا كلَّ الامتناعِ. فبينما مُوسى عليه السَّلامُ يَمْشي في ناحيةِ المدينةِ، إذ هو برجُلينِ يَقْتتلانِ؛ أحدُهما فرعونيٌّ، والآخرُ إسرائيليٌّ، فاستغاثَه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فغضِبَ مُوسى عليه السَّلامُ غضبًا شديدًا؛ لأنَّه تناوَلَ وهو يعلَمُ منزلةَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن بَني إسرائيلَ، وحِفْظَه لهم، لا يعلَمُ النَّاسُ إلَّا إنَّما ذلك مِن الرَّضاعِ إلَّا أُمُّ مُوسى، إلَّا أنْ يكونَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ أَطْلَعَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن ذلك على ما لم يُطْلِعْ عليه غيرَه. فوكَزَ مُوسى عليه السَّلامُ الفرعونيَّ، فقتَلَه، وليس يراهما أحدٌ إلَّا اللهُ عَزَّ وجَلَّ، فقال مُوسى عليه السَّلامُ حين قتَلَ الرَّجلَ: هذا مِن عمَلِ الشَّيطانِ؛ إنَّه عدُوٌّ مُضِلٌّ مُبينٌ، ثمَّ قال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ}، إلى قولِه: {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16]. {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} [القصص: 18] الأخبارَ، فأُتِيَ فِرعونُ فقيلَ: إنَّ بني إسرائيلَ قد قتَلَتْ رجُلًا مِن آلِ فرعونَ، فخُذْ لنا بحَقِّنا، ولا تُرخِّصْ لهم، فقال: ابْغُوني قاتِلَه ومَن شهِدَ عليه؛ فإنَّ الملِكَ وإنْ كان صَفْوُه مع قومِه، لا يستقيمُ له أنْ يُقِيدَ بغيرِ بيِّنةٍ، ولا ثَبَتٍ، فانْظُروا في عِلْمِ ذلك آخُذْ لكم بحَقِّكم، فبينا هم يَطوفونَ لا يَجِدونَ شيئًا، إذا موسى عليه السَّلامُ قد رأى في الغدِ ذلك الإسرائيليَّ يقتُلُ رجُلًا مِن آلِ فرعونَ آخرَ، فاستغاثَه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فصادَفَ مُوسى عليه السَّلامُ قد ندِمَ على ما كان منه، فكَرِهَ الَّذي رأى، فغضِبَ الإسرائيليُّ وهو يُريدُ أنْ يبطِشَ بالفرعونيِّ، فقال للإسرائيليِّ -لِمَا فعَلَ أمسِ واليومَ-: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} [القصص: 18]. فنظَرَ الإسرائيليُّ إلى مُوسى عليه السَّلامُ بعدما قال له ما قال، فإذا هو غضبانُ كغضَبِه بالأمسِ الَّذي قتَلَ به الفرعونيَّ، فخاف أنْ يكونَ بعدما قال له: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} إيَّاه أراد، ولم يكُنْ أراده، إنَّما أراد الفرعونيَّ، فخاف الإسرائيليُّ، فحاجَزَ الفرعونيَّ، فقال: {يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19]؟ وإنَّما قال ذلك؛ مخافةَ أنْ يكون إيَّاهُ أراد مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يقتُلَه، فتنازَعَا. فانطلَقَ الفرعونيُّ إلى قومِه، فأخبَرَهم بما سمِعَ مِن الإسرائيليِّ مِن الخبرِ حين يقولُ: {أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19]، فأرسَلَ فرعونُ الذَّبَّاحينَ ليقتُلوا موسى عليه السَّلامُ، فأخَذَ رُسلُ فرعونَ الطَّريقَ الأعظمَ يَمْشون على هَيئتِهم يطلُبونَ مُوسى عليه السَّلامُ، وهم لا يخافونَ أنْ يفوتَهم، فجاء رجُلٌ مِن شِيعَةِ مُوسى عليه السَّلامُ مِن أَقْصى المدينةِ، فاختصَرَ طريقًا قريبًا حتَّى سبَقَهم إلى موسى عليه السَّلامُ فأخْبَرَه. فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ. فخرَجَ مُوسى عليه السَّلامُ مُتوجِّهًا نحوَ مدينَ لم يلْقَ بلاءً قبلَ ذلك، وليس له علمٌ بالطَّريقِ إلَّا حُسْنَ الظَّنِّ بربِّه عَزَّ وجَلَّ، فإنَّه قال: {عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [القصص: 22]. {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} إلى {تَذُودَانِ} [القصص: 23]، يعني بذلك: حابستَينِ غنَمَهما، فقال لهما: ما خطْبُكما مُعتزلتَينِ لا تَسْقيانِ مع النَّاسِ؟ قالتا: ليس لنا قُوَّةٌ نُزاحِمُ القومَ، وإنَّما ننتظِرُ فُضولَ حياضِهم، فسقى لهما، فجعَلَ يغرِفُ بالدَّلْوِ ماءً كثيرًا، حتَّى كانتا أوَّلَ الرِّعاءِ فراغًا، فانصرَفَتا بغنَمِهما إلى أبيهما، وانصرَفَ موسى عليه السَّلامُ، فاستظَلَّ بشجرةٍ، وقال: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]، فاستنكَرَ أبوهما سُرعةَ صُدورِهما بغنَمِهما حُفَّلًا بطانًا ، فقال: إنَّ لكما اليومَ لشأنًا، فأخبَرَتَاه بما صنَعَ موسى عليه السَّلامُ، فأمَرَ إحداهما أنْ تَدْعُوَه له، فأتَتْ موسى عليه السَّلامُ فدَعَتْه، فلمَّا كلَّمَه قال: {لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [القصص: 25]، ليس لفِرعونَ ولا لقومِه علينا سُلطانٌ، ولسْنا في مَمْلكتِه. قال: فقالت إحداهما: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، فاحتمَلَتْه الغَيرةُ على أنْ قال: وما يُدريكِ ما قُوَّتُه؟ وما أمانَتُه؟ قالت: أمَّا قُوَّتُه: فما رأيْتُ في الدَّلوِ حين سَقى لنا، لم أرَ رجُلًا قطُّ في ذلك المَسْقى أقوى منه، وأمَّا أمانَتُه: فإنَّه نظَرَ إليَّ حين أقبلْتُ إليه وشَخَصْتُ له، فلمَّا علِمَ إنِّي امرأةٌ، صوَّبَ رأْسَه لم يرفَعْه، ولم ينظُرْ إليَّ حتَّى بلَّغْتُه رِسالتَك، ثمَّ قال لي: امشِي خلفي، وانْعَتي لي الطَّريقَ، لم يفعَلْ هذا إلَّا وهو أمينٌ، فسُرِّيَ عن أبيها وصدَّقَها، وظَنَّ به الَّذي قالت له. فقال له: هل لك {أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}، إلى قوله: {مِنَ الصَّالِحِينَ} [القصص: 27]، ففعَلَ، فكانت على نَبِيِّ اللهِ موسى عليه السَّلامُ ثمانيَ سنينَ واجبةً، وكانت سنتانِ عِدَةً منه، فقَضَى اللهُ عَزَّ وجَلَّ عنه عِدَتَه فأتمَّها عشْرًا. قال سَعيدٌ: فلَقِيَني رجُلٌ مِن أهلِ النَّصرانيَّةِ مِن عُلمائِهم، فقال: هلْ تَدْري أيَّ الأجلينِ قضى مُوسى عليه السَّلامُ؟ قلْتُ: لا، وأنا يومئذٍ لا أدري، فلقِيتُ ابنَ عبَّاسٍ، فذكَرْتُ ذلك له، فقال: أمَا علِمْتَ أنَّ ثمانيًا كانت على نبيِّ اللهِ عليه السَّلامُ واجبةً، لم يكُنْ نبيُّ اللهِ ليَنْقُصَ منها شيئًا، وتعلَمُ أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ كان قاضيًا عن مُوسى عليه السَّلامُ عِدَتَه الَّتي وعَدَ، فإنَّه قضى عشْرَ سنينَ. فلقِيتُ النَّصرانيَّ، فأخبَرْتُه بذلك، فقال: الَّذي سألْتَه فأخبَرَك أعلَمُ منك بذلك؟ قلْتُ: أجلْ، وأَولى. فلمَّا سار مُوسى عليه السَّلامُ بأهلِه كان مِن أمْرِ النَّارِ ما قَصَّ اللهُ عليك في القُرآنِ، وأمْرِ العصا ويَدِه، فشكا إلى ربِّه عَزَّ وجَلَّ ما يتخوَّفُ مِن آلِ فرعونَ في القتيلِ، وعُقدةَ لسانِه، فآتاهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ سُؤْلَه، وحَلَّ عُقدةً مِن لسانِه، وأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى هارونَ عليه السَّلامُ، وأمَرَه أنْ يلقاهُ، واندفَعَ مُوسى عليه السَّلامُ بعصاهُ، حتَّى لقِيَ هارونَ عليه السَّلامُ، وانطلَقَا جميعًا إلى فرعونَ، فأقاما حِينًا على بابِه لا يُؤْذَنُ لهما، فقالا: إنَّا رسولَا ربِّك، قال: فمَن ربُّكما يا موسى؟ فأخبراهُ بالَّذي قَصَّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عليك في القُرآنِ، قال: فما تُريدانِ؟ وذكَّرَه القتيلَ، واعتذَرَ بما قد سمِعْتَ، وقال: أريدُ أنْ تُؤمِنَ باللهِ، وأنْ تُرْسِلَ معي بني إسرائيلَ، فأبى عليه، وقال: ائتِ بآيةٍ إنْ كنْتَ مِن الصَّادقينَ، فألقى عصاه فإذا هي حيَّةٌ عظيمةٌ، فازعةٌ، فاغرةٌ فاها، مُسرعةٌ إلى فرعونَ، فلمَّا رآها فِرعونُ قاصدةً إليه خافها، فاقتحَمَ عن سَريرِه، واستغاثَ بمُوسى عليه السَّلامُ أنْ يكُفَّها عنه، ففعَلَ، ثمَّ أخرَجَ يَدَه مِن جَيْبِه، فرآها بيضاءَ مِن غيرِ سُوءٍ، يعني: مِن غيرِ برَصٍ ، فرَدَّها، فعادت إلى لونِها الأوَّلِ. فاستشارَ الملَأَ حولَه فيما رأى، فقالوا له: {هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ} [طه: 63] الآيةَ، والمُثْلى: مُلْكُهم الَّذي هم فيه والعيشُ. فأَبَوا على مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يُعْطُوه شيئًا ممَّا طلَبَ، وقالوا له: اجمَعْ لهما السَّحرةَ؛ فإنَّهم بأرضِك كثيرٌ، حتَّى نغلِبَ سِحْرَهما، وأرسَلَ في المدائنِ، فحُشِرَ له كلُّ ساحرٍ مُتعالمٍ، فلمَّا أَتَوا على فرعونَ، قالوا: ما يعمَلُ هذا السَّاحرُ؟ قالوا: يعمَلُ الحيَّاتِ، قالوا: فلا واللهِ ما أحدٌ في الأرضِ يعمَلُ السِّحرَ والحيَّاتِ والحبالَ والعِصِيَّ الَّذي نعمَلُ، فما أجْرُنا إنْ نحن غلَبْنا؟ قال لهم: أنتم أقاربي وخاصَّتي، وأنا صانعٌ إليكم كلَّ شَيءٍ أحببتم، فتَواعَدوا يومَ الزِّينةِ وأنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى. قال سعيدٌ: فحدَّثني ابنُ عبَّاسٍ: أنَّ يومَ الزِّينةِ اليومُ الَّذي أظهَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ فيه مُوسى عليه السَّلامُ على فِرعونَ والسَّحرةِ هو يومُ عاشوراءَ. فلمَّا اجتمعوا في صَعيدٍ، قال النَّاسُ بعضُهم لبعضٍ: انطَلِقوا، فنتخبَّرْ هذا الأمْرَ، {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ} [الشعراء: 40]، يعنون مُوسى وهارونَ عليهما السَّلامُ؛ استهزاءً بهما، فقالوا: يا موسى -لِقُدْرتِهم في أنفُسِهم بسِحْرِهم- إمَّا أنْ تُلْقِيَ، وإمَّا أنْ نكونَ نحن المُلْقينَ، قال: بل ألْقُوا. {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} [الشعراء: 44]، فرأى مُوسى عليه السَّلامُ مِن سِحْرِهم ما أوجَسَ في نفْسِه خِيفةً، فأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إليه: أنْ ألْقِ عصاك، فلمَّا ألقاها، صارت ثُعبانًا عظيمًا فاغرةً فاها، فجُعِلَتِ العِصِيُّ بدَعوةِ مُوسي عليه السَّلامُ تلتبِسُ بالحبالِ، حتَّى صارتْ جُرُزًا إلى الثُّعبانِ تَدخُل فيه، حتَّى ما أبقَتْ عصًا ولا حبلًا إلَّا ابتلعَتْه. فلمَّا عرَفَ السَّحرةُ ذلك، قالوا: لو كان هذا سِحرٌ لم يَبلُغْ مِن سِحرِنا كلَّ هذا، ولكنَّه أمْرٌ مِن اللهِ، آمنَّا باللهِ ربِّنا وما جاء به مُوسى عليه السَّلامُ، ونتوبُ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ممَّا كنَّا عليه. وكسَرَ اللهُ ظهْرَ فِرعونَ في ذلك الموطنِ وأشياعِه، وأظهَرَ الحقَّ، وبطَلَ ما كانوا يعمَلونَ، فغُلِبوا هنالك وانقَلَبوا صاغِرينَ. وامرأةُ فِرعونَ بارزةٌ مُتبذِّلَةٌ تَدْعو بالنَّصرِ لمُوسى عليه السَّلامُ على فِرعونَ ، فمَن رآها مِن آلِ فرعونَ ظَنَّ أنَّها إنَّما تبذَّلَتْ للشفقةِ على فِرعونَ وأشياعِه، وإنَّما كان حُزْنُها وهمُّها لمُوسى عليه السَّلامُ. فلمَّا طال مُكْثُ مُوسى عليه السَّلامُ لمواعيدِ فِرعونَ الكاذبةِ، كلَّما جاءه بآيةٍ وعَدَه عندها أنْ يُرْسِلَ معه بني إسرائيلَ، فإذا مضَتْ أخلَفَ موعِدَه، وقال: هل يستطيعُ ربُّك أنْ يصنَعَ غيرَ هذا؟ فأرسَلَ اللهُ عليه وعلى قومِه الطُّوفانَ، والجرادَ، والقُمَّلَ ، والضَّفادعَ، آياتٍ مُفصَّلاتٍ، كلُّ ذلك يَشْكو إلى موسى عليه السَّلامُ، ويطلُبُ إليه أنْ يكُفَّها عنه، ويُواثِقُه على أنْ يُرسِلَ معه بني إسرائيلَ، فإذا كَفَّ ذلك عنه، أخلَفَ موعِدَه ونكَثَ عهدَه. فأُمِرَ موسى عليه السَّلامُ بالخُروجِ بقومِه، فخرَجَ بهم ليلًا، فلمَّا أصبَحَ فرعونُ ورأى أنَّهم قد مَضَوا، أرسَلَ في المدائنِ حاشرينَ، فتبِعَهم بجُنودٍ عظيمةٍ كثيرةٍ، وأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى البحرِ: أنْ إذا ضرَبَك مُوسى بعصاهُ، فانفرِقْ له اثنتَيْ عشْرةَ فِرقةً، حتَّى يجوزَ موسى عليه السَّلامُ ومَن معه، ثمَّ الْتَئَمَ على مَن بقِيَ بعدُ مِن فرعونَ وأشياعِه، فنسِيَ مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يضرِبَ البحرَ بالعصا، فانْتَهى إلى البحرِ وله قصيفٌ؛ مخافةَ أنْ يَضرِبَه موسى عليه السَّلامُ، وهو غافِلٌ، فيصيرَ عاصيًا اللهَ عَزَّ وجَلَّ. فلمَّا تراءى الجَمْعانِ وتقارَبَا، قال أصحابُ موسى: إنَّا لمُدْرَكونَ، افعَلْ ما أمرَكَ به ربُّك عَزَّ وجَلَّ؛ فإنَّك لم تكذِبْ ولم تُكْذَبْ، فقال: وعَدَني ربِّي عَزَّ وجَلَّ إذا أتيْتُ البحرَ، انفرَقَ لي اثنتيْ عشْرةَ فِرقةً حتَّى أُجاوزَه، ثمَّ ذكَرَ بعدَ ذلك العصا، فضرَبَ البحرَ بعصاه حين دنا أوائلُ جُندِ فرعونَ مِن أواخرِ جُندِ مُوسى عليه السَّلامُ، فانفرَقَ البحرُ كما أمَرَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ، وكما وُعِدَ مُوسى عليه السَّلامُ، فلمَّا أنْ جاوَزَ موسى عليه السَّلامُ وأصحابُه البحرَ، ودخَلَ فِرعونُ وأصحابُه، الْتَقى عليهم البحرُ كما أُمِرَ. فلمَّا جاوَزَ مُوسى عليه السَّلامُ البحرَ، قال أصحابُه: إنَّا نخافُ ألَّا يكونَ فِرعونُ قد غرِقَ، فلا نُؤمِنُ بهلاكِه، فدعا ربَّه عَزَّ وجَلَّ، فأخرَجَه له ببدنه حتَّى استيْقَنوا بهلاكِه. ثمَّ مَرُّوا بعدَ ذلك {عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]، إلى {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 139]، قد رأيتُمْ مِن العِبَرِ، وسمِعْتُم ما يَكْفيكم، ومَضَى. فأنزَلَهم مُوسى عليه السَّلامُ منزلًا، ثمَّ قال لهم: أطيعوا هارونَ عليه السَّلامُ؛ فإنِّي قد استخلفْتُه عليكم، وإنِّي ذاهبٌ إلى ربِّي عَزَّ وجَلَّ، وأجَّلَهم ثلاثينَ يومًا أنْ يَرجِعَ إليهم فيها، فلمَّا أتى ربَّه وأراد أنْ يُكلِّمَه ثلاثينَ يومًا، وقد صامهنَّ: ليلَهنَّ ونهارَهنَّ، وكرِهَ أنْ يُكلِّمَ ربَّه عَزَّ وجَلَّ ورِيحُ فَمِه رِيحُ فَمِ الصَّائمِ، فتناوَلَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن نباتِ الأرضِ شيئًا فمضَغَه، فقال له ربُّه عَزَّ وجَلَّ حين لقاه: لِمَ أفطرْتَ؟ -وهو أعلَمُ بالَّذي كان- قال: يا ربِّ، إنِّي كرِهْتُ أنْ أُكلِّمَك إلَّا وفَمِي طيِّبُ الرِّيحِ، قال: أوما علِمْتَ يا مُوسى أنْ رِيحَ فَمِ الصَّائمِ أطيبُ عندي مِن رِيحِ المِسْكِ؟ ارجِعْ حتَّى تصومَ عشْرًا ثمَّ ائْتِني، ففعَلَ مُوسى عليه السَّلامُ ما أُمِرَ به. فلمَّا رأى قومُ مُوسى عليه السَّلامُ أنَّه لم يرجِعْ إليهم للأجَلِ ساءَهم ذلك، وكان هارونُ عليه السَّلامُ قد خطَبَهم، فقال لهم: خرجْتُم مِن مِصْرَ ولقومِ فرعونَ عندي عواري وودائعُ، ولكم فيهم مثلُ ذلك، وأنا أرى أنْ تحتَسِبوا ما لكم عندهم، ولا أحلَّ لكم وديعةً اسْتُودِعْتُمُوها، ولا عاريَّةً، ولسنا برادِّين إليهم شيئًا مِن ذلك، ولا مُمْسِكيه لأنفُسِنا، فحفَرَ حفيرًا، وأمَرَ كلَّ قومٍ عليهم شَيءٌ مِن ذلك؛ مِن متاعٍ أو حِليةٍ أنْ يَقْذِفوه في ذلك الحفيرِ، ثمَّ أوقَدَ عليه النَّارَ، فأحرَقَه، فقال: لا يكونُ لنا، ولا لهم. وكان السَّامريُّ رجلًا مِن قومٍ يَعْبُدون البقرَ جيرانٍ لهم، ولم يكُنْ مِن بني إسرائيلَ، فاحتملَ مع مُوسى عليه السَّلامُ وبني إسرائيلَ حين احْتملوا، فقُضِيَ له أنْ رأى أثرًا، فأخَذَ منه بقبْضَتِه، فمَرَّ بهارونَ، فقال له هارونُ عليه السَّلامُ: يا سامريُّ، ألَا تُلْقي ما في يدَيْك؟ وهو قابضٌ عليه لا يَراه أحدٌ طوالَ ذلك، فقال: هذه قبْضةٌ مِن أثرِ الرَّسولِ الَّذي جاوَزَ بكم البحرَ، ولا أُلْقيها لشَيءٍ إلَّا أنْ تَدْعُوَ اللهَ إذا ألقيْتُها أنْ تكونَ ما أُرِيدُ، فألْقاها، ودعا اللهَ هارونُ عليه السَّلامُ، فقال: أريدُ أنْ يكونَ عِجْلًا، واجتمَعَ ما كان في الحُفرةِ مِن متاعٍ له، أو حِلْيةٍ، أو نحاسٍ، أو حديدٍ، فصار عِجْلًا أجوفَ ليس فيه رُوحٌ، له خُوارٌ. قال ابنُ عبَّاسٍ: لا واللهِ ما كان له صوتٌ قطُّ، إنَّما كانت الرِّيحُ تدخُلُ مِن دُبُرِه وتخرُجُ مِن فَمِه، فكان ذلك الصَّوتُ مِن ذلك. فتفرَّقَ بنو إسرائيلَ فِرَقًا؛ فقالت فِرقةٌ: يا سامريُّ، ما هذا فأنت أعلَمُ به؟ قال: هذا ربُّكم عَزَّ وجَلَّ، ولكنَّ مُوسى عليه السَّلامُ أضَلَّ الطَّريقَ. وقالت فِرقةٌ: لا نُكذِّب بهذا حتَّى يرجِعَ إلينا مُوسى، فإنْ كان ربَّنا لم نكُنْ ضيَّعْناه وعجَزْنا فيه حِينَ رأيْناه، وإنْ لم يكُنْ ربَّنا، فإنَّا نتَّبِعُ قولَ مُوسى عليه السَّلامُ. وقالت فِرقةٌ: هذا عمَلُ الشَّيطانِ، وليس بربِّنا، ولا نُؤْمِنُ، ولا نُصدِّقُ. وأُشْرِبَ فِرقةٌ في قُلوبِهم التَّصديقَ بما قال السَّامريُّ في العجلِ، وأعْلَنوا التَّكذيبَ، فقال لهم هارونُ عليه السَّلامُ: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} [طه: 90]، وإنَّ ربَّكم ليس هكذا، قالوا: فما بالُ مُوسى عليه السَّلامُ؛ وعَدَنا ثلاثينَ يومًا ثمَّ أخلَفَنا، فهذه أربعونَ قد مَضَت؟! فقال سُفهاؤُهم: أخطَأَ ربَّه، فهو يطلُبُه ويتبَعُه. فلمَّا كلَّمَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مُوسى عليه السَّلامُ وقال له ما قال، أخبَرَه بما لقِيَ قومُه بعده. {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا} [طه: 86]، وقال لهم ما سمِعْتُم في القُرآنِ وأخَذَ برأْسِ أخِيه، وألْقى الألواحَ مِن الغضَبِ، ثمَّ عذَرَ أخاه بعُذْرِه، واستغفَرَ له، وانصرَفَ إلى السَّامريِّ، فقال له: ما حمَلَك على ما صنعْتَ؟ قال: قبَضْتُ قبضةً مِن أثرِ الرَّسولِ وفطِنْتُ لها، وعُمِّيَت عليكم، فقَذفْتُها؛ وكذلك سوَّلَت لي نَفْسي. قال: {اذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ} إلى قولِه: {نَسْفًا} [طه: 97]، ولو كان إلهًا لم يُخْلَصْ إلى ذلك منه. فاستيقَنَ بنو إسرائيلَ بالفتنةِ، واغْتَبَطَ الَّذين كان رأيُهم فيه مثلَ رأيِ هارونَ عليه السَّلامُ، فقالوا بجماعتِهم لمُوسى عليه السَّلامُ: سَلْ لنا ربَّك عَزَّ وجَلَّ أنْ يفتَحَ لنا بابَ توبةٍ نصنَعُها؛ فيُكَفِّرَ عنَّا ما عمِلْنا، فاختارَ موسى عليه السَّلامُ قومَه سبعينَ رجُلًا لذلك -لا يأْلُو الخيرَ- خيارَ بني إسرائيلَ، ومَن لم يُشْرِكْ في العجلِ. فانطلَقَ بهم ليسأَلَ لهم التَّوبةَ، فرجَفَتْ بهم الأرضُ، فاستحيا نبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من قومِه ووفْدِه حين فُعِلَ بهم ما فُعِلَ، فقال: {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا} [الأعراف: 155]، وفيهم مَن قد كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ اطَّلَعَ على ما أُشْرِبَ قلبُه من حُبِّ العجلِ وإيمانِه به؛ فلذلك رجَفَت بهم الأرضُ. فقال: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 156] إلى: {فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157]، فقال: رَبِّ سألْتُك التَّوبةَ لقومي، فقلْتَ: إنَّ رحمتي كتبْتُها لقومٍ غيرِ قومي، فليتَكَ أخَّرْتَني حين تُخْرِجُني حيًّا في أُمَّةِ ذلك الرَّجلِ المرحومةِ، فقال اللهُ له: إنَّ توبتَهم أنْ يقتُلَ كلُّ رجُلٍ منهم مَن لقِيَ مِن والدٍ أو ولدٍ، فيقتُلَه بالسَّيفِ لا يُبَالي مَن قتَلَ في ذلك الموطنِ، وتاب أولئك الَّذين كان خفِيَ على موسى وهارونَ عليهما السلام ما اطَّلَعُ اللهُ عليهم من ذُنوبِهم، فاعتَرَفوا بها، وفعَلوا ما أُمِروا، وغفَرَ اللهُ للقاتِلِ والمقتولِ. ثمَّ سار بهم مُوسى عليه السَّلامُ مُتوجِّهًا نحوَ الأرضِ المُقدَّسةِ، وأخَذَ الألواحَ بعدما سكَتَ عنه الغضبُ، وأمَرَهم بالَّذي أُمِرَ به أنْ يُبَلِّغَهم من الوظائفِ، فثقُلَ ذلك عليهم، وأبَوا أنْ يُقِرُّوا بها، فنتَقَ اللهُ عليهم الجبلَ كأنَّه ظُلَّةٌ، ودنا منهم حتَّى خافوا أنْ يقَعَ عليهم، فأخَذُوا الكتابَ بأيمانِهم وهم يَصْغُون ينظُرونَ إلى الجبلِ والأرضِ، والكتابُ بأيديهم وهم يَنظُرونَ إلى الجبلِ؛ مخافةَ أنْ يقَعَ عليهم، ثمَّ مَضَوا إلى الأرضِ المُقدَّسةِ، فوَجَدوا مدينةَ قومٍ جبَّارينَ خَلْقُهم مُنْكرٌ، وذكَرَ من ثِمارِهم أمرًا عجَبًا من عِظَمِها، فقالوا: يا موسى، إنَّ فيها قومًا جبَّارينَ لا طاقةَ لنا بهم، ولا ندخُلُها ما داموا فيها، فإنْ يَخْرجوا منها فإنَّا داخِلونَ، قال رجُلانِ من الَّذين يَخافونَ مِن الجبَّارينَ: آمنَّا بمُوسى عليه السَّلامُ، فخرَجَا إليه، فقالا: نحنُ أعلَمُ بقومِنا، إنْ كنتُمْ إنَّما تَخافونَ ما رأيتُمْ من أجسامِهم وعدَدِهم، فإنَّهم لا قُلوبَ لهم، ولا مَنعةَ عندهم، فادْخُلوا عليهم البابَ، فإذا دخلْتُموه فإنَّكم غالِبونَ. ويقولُ أناسٌ: إنَّهما من قومِ مُوسى عليه السَّلامُ. وزعَمَ سعيدُ بنُ جُبيرٍ أنَّهما من الجبَّارينَ آمَنَا بمُوسى، بقولِه: {مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ} [المائدة: 23]: إنَّما عَنى بذلك: مِن الَّذين يَخافونَ بني إسرائيلَ. {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، فأغْضَبوا مُوسَى عليه السَّلامُ، فدعا عليهم، وسمَّاهم فاسقينَ، ولم يدْعُ عليهم قبلَ ذلك؛ لِمَا رأى منهم من المعصيةِ وإساءتِهم حتَّى كان يومئذٍ، فاستجابَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ له، فسمَّاهم كما سمَّاهم مُوسى عليه السَّلامُ فاسقينَ، فحرَّمَها عليهم أربعينَ سَنةً يَتِيهون في الأرضِ؛ يُصْبِحون كلَّ يومٍ، فيَسِيرونَ ليس لهم قرارٌ، ثمَّ ظلَّلَ عليهم الغمامَ في التِّيهِ، وأنزَلَ عليهم المَنَّ والسَّلوى، وجعَلَ لهم ثيابًا لا تَبْلى ، ولا تتَّسِخُ، وجعَلَ بين ظَهرِهم حَجرًا مُربَّعًا، وأمَرَ مُوسى عليه السَّلامُ فضرَبَه بعصاهُ، فانفجَرَ منه اثنتا عشْرةَ عينًا، في كلِّ ناحيةٍ ثلاثةُ أعينٍ، وأعلَمَ كلَّ سِبْطٍ عينَهم الَّتي يَشْربون منها، فلا يَرْتحِلونَ من مَنزلٍ إلَّا وجدوا ذلك الحجرَ منهم بالمكانِ الَّذي كان منه أمسِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/234 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (11263)، وأبو يعلى (2618)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (66) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة طه فتن - الصبر عند الفتن
|أصول الحديث