الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

91 - عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، قال: أتَيْتُ صَفوانَ بنَ عسَّالٍ أسأَلُه عن المسحِ على الخُفَّيْنِ فقال: ما غدا بك ؟ فقُلْتُ: ابتغاءُ العِلمِ قال: فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( إنَّ الملائكةَ تضَعُ أجنحتَها لطالبِ العِلمِ رضًا بما يصنَعُ ) فسأَلْتُه عن المسحِ على الخُفَّيْنِ فقال: أمَرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نمسَحَ ثلاثًا إذا سافَرْنا ويومًا وليلةً إذا أقَمْنا ولا ننزِعَهما مِن غائطٍ ولا بولٍ ولا نومٍ، ولكنْ مِن الجنابةِ

92 - جاءَت امرأةٌ فقالَت : يا رسولَ اللهِ، رأيتُ في المنامِ كأنِّي دخلتُ الجنَّةَ فسمِعتُ وجبةً ارتجَّت لها الجنَّةُ، فإذا أنا بفُلانٍ وفُلانٍ حتَّى عَدَّت اثنَي عشرَ رجلًا وقد بعثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ سريَّةً قبلَ ذلكَ فَجيءَ بهم علَيهِم ثيابٌ طُلسٌ تشخُبُ أوداجُهُم، فقيلَ : اذهبوا بهِم إلى النَّهرِ البَيدَجِ فغُمِسوا فيهِ فخرَجوا منهُ ووجوهُهُم كالقمرِ لَيلةَ البَدرِ، وأُتوا بكراسيَّ مِن ذهبٍ فقعَدوا علَيها وجيءَ بصفحةٍ مِن ذهبٍ فيها بُسرٌ فأكلوا مِن بُسرِهِ فما يقلَّبونَها لِوجهٍ إلَّا أكلوا مِن فاكهةٍ ما شاءوا، فجاءَ البشيرُ مِن تلكَ السَّريَّةِ فقالَ : يا رسولَ اللهِ كان مِن أمرِنا كَذا وكَذا وأُصيبَ فُلانٌ وفُلانٌ حتَّى عدَّ اثنَيْ عشرَ رجلًا، فقالَ : علَيَّ بالمرأةِ فجاءَت فقالَ : قُصِّي رؤياكِ علَى هذا، فقالَ الرَّجلُ : هوَ كما قالَت لرسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ

93 - خرَجْنا ستَّة وفد إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خمسةٌ مِن بني حنيفةَ والسادسُ رجُلٌ مِن ضُبَيعةَ بنِ ربيعةَ حتَّى قدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبايَعْناه وصلَّيْنا معه وأخبَرْناه أنَّ بأرضِنا بِيعةً لنا واستَوْهَبْناه مِن فضلِ طَهورِه فدعا بماءٍ فتوضَّأ منه وتمضمَض ثمَّ صبَّه لنا في إداوةٍ ثمَّ قال : ( اذهَبوا بهذا الماءِ فإذا قدِمْتُم بلدَكم فاكسِروا بِيعتَكم ثمَّ انضَحوا مكانَها مِن هذا الماءِ واتَّخِذوا مكانَها مسجدًا ) فقُلْنا : يا رسولَ اللهِ البلدُ بعيدٌ والماءُ ينشَفُ قال : ( فأمِدُّوه مِن الماءِ فإنَّه لا يزيدُه إلَّا طِيبًا ) فخرَجْنا فتشاحَحْنا على حَمْلِ الإداوةِ أيُّنا يحمِلُها فجعَلها رسولُ اللهِ لكلِّ رجُلٍ منَّا يومًا وليلةً فخرَجْنا بها حتَّى قدِمْنا بلدَنا فعمِلْنا الَّذي أمَرنا وراهبُ ذلك القومِ رجُلٌ مِن طيِّئٍ فنادَيْناه بالصَّلاةِ فقال الرَّاهبُ : دعوةُ حقٍّ ثمَّ هرَب فلَمْ يُرَ بعدُ

94 - عهدَ إلينا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أنْ ننسكَ للرؤيةِ، فإنْ لمْ نرهُ وشهدَ شاهدا عدلٍ نسكنا بشهادتِهما. فقيلَ للحسينِ بن الحارثِ : منْ أميرُ مكةَ ؟ فقال : الحارثُ بن حاطبٍ أخو محمدِ بن حاطبٍ. ثم قال الأميرُ : إن بكمْ منْ هوَ أعلمُ باللهِ ورسولِهِ منِّي، وشهدَ هذا منْ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، وأومأَ بيدِه إلى رجلٍ. قال الحسينُ لشيخٍ إلى جنبِي : منْ هذا الذي أومأَ إليهِ الأميرُ ؟ قال : هذا عبدُ اللهِ بنِ عمرَ، وصدقَ، كانَ أعلمُ باللهِ منهُ. فقالَ : بذلكَ أمرَنَا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ

95 - حدَّثَنا قَتادةُ، قال: قال لي سُلَيمانُ بنُ هِشامٍ: إنَّ هذا -يَعني الزُّهْريَّ- لا يَدَعُنا نَأكُلُ شَيئًا إلَّا أمَرَنا أنْ نتَوَضَّأَ منه -يعني ما مسَّتْه النَّارُ-، قال: فقلتُ له: سألتُ عنه سعيدَ بنَ المُسَيِّبِ، فقال: إذا أكَلْتَه فهو طَيِّبٌ ليس عليكَ فيه وُضوءٌ، فإذا خَرَجَ فهو خبيثٌ عليكَ فيه الوُضوءُ، قال: فهلْ بالبَلَدِ أحَدٌ؟ قال: قلتُ: نَعَمْ، أقْدَمُ رَجُلٍ في جَزيرةِ العَربِ عِلمًا، قال: مَنْ؟ قُلتُ: عَطاءُ بنُ أبي رَباحٍ، قال بَهْزٌ: فأَرسَلَ إليه، فجيءَ به، قال: فبَعَثَ إليه، فقال: حَدَّثَني جابِرٌ، أنَّهم أكَلوا مع أبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ خُبزًا ولَحمًا، فصلَّى ولم يتَوَضَّأْ، قال: قال لعَطاءٍ: ما تقولُ -يعني في العُمْرى؟ قال: حدَّثَني جابِرٌ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم قال: العُمْرى جائِزةٌ .
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 1920
التصنيف الموضوعي: أطعمة - أكل الخبز أطعمة - أكل اللحم هبة وهدية - العمرى وضوء - ما لا ينقض الوضوء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

96 - كنتُ مع عليٍّ رَضيَ اللهُ عنه حين بَعَثَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ببَراءةٌ إلى أهلِ مكَّةَ، فكنتُ أُنادي حتى صَحِلَ صَوتي، فقِيلَ: بأيِّ شيءٍ كنتُ تُنادي؟ قال: أُمِرْنا أنْ نُناديَ: أنَّه لا يَدخُلُ الجنَّةَ إلَّا مؤمنٌ، ومَن كان بيْنَه وبيْنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فذَكَرَ كَلِمةً كأنَّها عَهدٌ، فأجَّلَه إلى أربعةِ أشهرٍ، فإذا مَضَتِ الأشهرُ؛ فإنَّ اللهَ بريءٌ مِن المُشركينَ ورسولُه، ولا يَطوفُ بالبَيتِ عُريانٌ، ولا يَحُجُّ بعدَ العامِ مُشركٌ.

97 - أمرنا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض الحبشة، قال : فقدمنا فبعث إلينا قال لنا جعفر : لا يتكلم منكم أحد أنا خطيبكم اليوم قال : فانتهينا إلى النجاشي وهو جالس في مجلسه فزبرنا من عنده من القسيسين والرهبًان اسجدوا للملك فقال جعفر : لا نسجد إلا لله، قال له النجاشي : وما منعك أن تسجد ؟ قال : لا نسجد إلا لله، قال : وما ذاك ؟ قال : إن الله عز وجل بعث إلينا رسوله، وهو الرسول الذي بشر به عيسى ابن مريم يأتي من بعدي اسمه أحمد، فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة وأمر بًالمعروف ونهى عن المنكر. فأعجب النجاشي قوله، قال : فما يقول صاحبكم في ابن مريم ؟ قال : يقول فيه : هو روح الله وكلمته أخرجه من العذاراء البتول التي لم يقربها بشر، فتناول النجاشي عودا من الأرض، فقال : يا معشر القسيسين والرهبًان : ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما تزن هذه. مرحبًا بكم وبمن جئتم من عنده فأنا أشهد أنه رسول اللهِ وإنه بشر به عيسى ابن مريم، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمل نعليه امكثوا في أرضي ما شئتم وأمر لنا بطعام وكسوة

98 - كان لنا جارٌ مِن يَهودَ في بَني عَبدِ الأشهَلِ، وقال: فخرَجَ علينا يومًا مِن بَيْتِه قبلَ مَبعثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَسيرٍ ، فوَقَفَ على مَجلسِ عَبدِ الأشهَلِ، قال سَلَمةُ: وأنا يومَئِذٍ أحدَثُ مَن فيه سِنًّا، علَيَّ بُرْدةٌ مُضطجِعًا فيها بفِناءِ أهلي، فذكَرَ البَعثَ، والقيامةَ، والحِسابَ، والميزانَ، والجنَّةَ، والنَّارَ، فقال: ذلك لقَومٍ أهلِ شِركٍ أصحابِ أوْثانٍ، لا يَرَوْنَ أنَّ بَعثًا كائنٌ بعدَ المَوتِ. فقالوا له: وَيحَكَ يا فُلانُ، تَرى هذا كائنًا أنَّ النَّاسَ يُبعَثونَ بعدَ مَوتِهم، إلى دارٍ فيها جنَّةٌ ونارٌ، يُجزَوْنَ فيها بأعمالِهم؟! قال: نعمْ، والذي يُحلَفُ به، لوَدَّ أنَّ له بحَظِّه مِن تلك النَّارِ أعظَمَ تَنُّورٍ في الدُّنيا، يُحمُّونَه ثُمَّ يُدخِلونَه إيَّاه فيُطبَقُ به عليه، وأنْ يَنجُوَ مِن تلك النَّارِ غَدًا، قالوا له: وَيحَكَ، وما آيةُ ذلك؟ قال: نَبيٌّ يُبعَثُ مِن نحوِ هذه البِلادِ، وأشارَ بيَدِه نحوَ مكَّةَ واليَمنِ. قالوا: ومتى تَراه؟ قال: فنظَرَ إلَيَّ وأنا مِن أحدَثِهم سِنًّا، فقال: إنْ يَستَنفِدْ هذا الغُلامُ عُمُرَه يُدرِكْه. قال سَلَمةُ: فواللهِ ما ذهَبَ اللَّيلُ والنَّهارُ، حتى بعَثَ اللهُ تَعالى رسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو حَيٌّ بيْنَ أظهُرِنا؛ فآمَنَّا به، وكفَرَ به بَغيًا وحَسدًا! فقُلْنا: وَيلَكَ يا فُلانُ! ألستَ بالذي قُلتَ لنا فيه ما قُلتَ؟ قال: بَلى، وليس به.

99 - عن حُسَيْنِ بنِ الحارِثِ الجَدَليِّ -جَديلة قَيْسٍ- أنَّ أَميرَ مَكَّةَ خَطَبَ ثُمَّ قالَ: "عَهِدَ إلينا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن نَنسُكَ للرُّؤْيةِ، فإن لم نَرَه وشَهِدَ شاهِدا عَدْلٍ، نَسَكْنا بشَهادتِهما، فسَألْتُ الحُسَيْنَ بنَ الحارِثِ: مَن أَميرُ مَكَّةَ؟ قالَ: لا أَدْري، ثُمَّ لَقِيَني بَعْدُ فقالَ: هو الحارِثُ بنُ حاطِبٍ، أخو مُحمَّدِ بنِ حاطِبٍ، ثُمَّ قالَ الأَميرُ: إنَّ فيكم مَن هو أَعلَمُ باللهِ ورَسولِه مِنِّي، وشَهِدَ هذا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَومَأَ بيَدِه إلى رَجُلٍ، قالَ الحُسَيْنُ: فقُلْتُ لشَيْخٍ إلى جَنْبي: مَن هذا الَّذي أَومَأَ إليه الأَميرُ؟ قالَ: هذا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وصَدَقَ، كانَ أَعلَمَ باللهِ مِنه، فقالَ: بذلك أمَرَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ".
خلاصة حكم المحدث : إسناد متصل صحيح
الراوي : الحارث بن حاطب وعبدالله بن عمر | المحدث : الدارقطني | المصدر : مختصر سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 2/95
التصنيف الموضوعي: صيام - الشهادة على رؤية الهلال اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته صيام - الصوم والفطر بالشهادة
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

100 - عن حسينِ بنِ الحارثِ الجَدَلِيُّ جَديلةَ قيسٍ أنَّ أميرَ مكَّةَ خطبَ ثمَّ قالَ عهِدَ إلينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن ننسُكَ للرُّؤيةِ فإن لم نرَهُ وشهِدَ شاهدَا عدلٍ نسَكْنا بشهادتِهما فسألتُ الحسينَ بنَ الحارثِ من أميرُ مكَّةَ قالَ لا أدري ثمَّ لقِيني بعدُ فقالَ هوَ الحارثُ بنُ حاطبٍ أخو محمَّدِ بنِ حاطبٍ ثمَّ قالَ الأميرُ إنَّ فيكم من هوَ أعلمُ باللَّهِ ورسولِهِ منِّي وشهدَ هذا من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأومأَ بيدِهِ إلى الرجلِ قالَ الحسينُ فقلتُ لشيخٍ إلى جنبي من هذا الَّذي أومأَ إليهِ الأميرُ قالَ هذا عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ وصدقَ وهو أعلمُ باللَّهِ منهُ فقالَ بذلكَ أمرَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم

101 - أنَّ أميرَ مكةَ خطبَ ثم قال : عهدَ إلينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن نَنْسُكَ للرؤيةِ، فإنْ لم نَرَهُ وشهد شاهِدا عدلٍ نَسَكْنا بشهادَتِهما، فسألتُ حسينَ بنَ الحارثِ : منْ أميرُ مكةَ ؟ قال : لا أدري، ثم لَقِيَني بعدَ ذلكَ فقال : هو الحارثُ بنُ حاطبٍ أخو محمدِ بنِ حاطبٍ، ثم قال الأميرُ : إنَّ فيكم مَن هو أَعْلَمُ باللهِ ورسولِه منِّي، وشهد هذا من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وأَوْمَأَ بيدِهِ إلى رجلٍ، قال الحسينُ : فقلتُ لشيخٍ إلى جنْبي : من هذا الذي أَوْمَأَ إليهِ الأميرُ ؟ قال : هذا عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، وصدقَ كان أَعْلَمَ باللهِ منهُ، فقال : بذلك أَمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ

102 - عن أبي مالِكٍ الأَشجَعيِّ، نا حُسَيْنُ بنُ الحارِثِ الجَدَليُّ -جَديلةُ قَيْسٍ- أنَّ أَميرَ مَكَّةَ خَطَبَ، ثُمَّ قالَ: عَهِدَ إلينا رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أن نَنسُكَ لِرُؤْيةٍ، فإن لم نَرَه وشَهِدَ شاهِدا عَدْلٍ نَسَكْنا بشَهادتِهما، فسَألْتُ الحُسَيْنَ بنَ الحارِثِ: مَن أَميرُ مَكَّةَ؟ فقالَ: لا أَدْري، ثُمَّ لَقِيَني بَعْدَ ذلك فقالَ: هو الحارِثُ بنُ حاطِبٍ أخو مُحمَّدِ بنِ حاطِبٍ، ثُمَّ قالَ الأَميرُ: إنَّ فيكم مَن هو أَعلَمُ باللهِ ورَسولِه مِنِّي، وشَهِدَ هذا مِن رَسول اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، وأَومَأَ بيَدِه إلى رَجُلٍ، قالَ الحُسَيْنُ: فقُلْتُ لِشَيْخٍ إلى جَنْبي: مَن هذا الَّذي أَومَأَ إليه الأَميرُ؟ قالَ: هذا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وصَدَقَ، وكانَ أَعلَمَ باللهِ مِنه، فقالَ: بِذلك أمَرَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

103 - أنَّه انطلَقَ هو وصاحبٌ له إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلم يَجِداهُ فأطعَمَتْهما عائشةُ تَمرًا، وعَصيدةً، فلم نَلبَثْ أنْ جاءَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتقلَّعُ يَتكفَّأُ، فقال: أُطعِمْتُما؟ قُلْنا: نَعم، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أسأَلُكَ عنِ الصَّلاةِ؟ قال: أسبِغِ الوُضوءَ ، وخَلِّلِ الأصابعَ، وإذا استَنشَقْتَ فأبلِغْ، إلَّا أنْ تكونَ صائمًا، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لي امرأةً، فذكَرَ من بَذائِها، قال: طلِّقْها، قُلْتُ: إنَّ لها صُحبةً ووَلدًا، قال: مُرْها، أو قُلْ لها: فإنْ يكنْ فيها خَيرٌ فستَفعَلُ، ولا تَضرِبْ ظَعينَتَكَ ضَربَكَ أُمَيَّتَكَ ، فبَيْنا هو كذلك، إذ دفَعَ الراعي الغَنَمَ في المُراحِ على يَدِه سَخلةٌ، فقال: أولَدَتْ؟ قال: نَعم، قال: ماذا؟ قال بَهْمةٌ ، قال: اذبَحْ مَكانَها شاةً ثُم أقبِلْ عليَّ، فقال: لا تَحسَبَنَّ، -ولم يَقُلْ: لا يَحسَبَنَّ- أنَّما ذَبَحْناها من أجْلِكَ، لنا غَنَمٌ مِئَةٌ، لا نُحِبُّ أنْ تَزيدَ عليها، فإذا ولَّدَ الراعي بَهْمةً ، أمَرْنا فذبَحَ مَكانَها شاةً.

104 - مرَرتُ بِعُثمانَ بنِ عَفَّانَ في المَسجِدِ، فسلَّمتُ عليه، فمَلَأَ عَينَيْهِ مِنِّي، ثم لم يَرُدَّ علَيَّ السَّلامَ، فأتَيتُ أميرَ المُؤمِنينَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، فقلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، هل حدَثَ في الإسلامِ شَيءٌ؟ مَرَّتَيْنِ، قال: لا. وما ذاك؟ قال: قلتُ: لا، إلَّا أنِّي مرَرتُ بِعُثمانَ آنِفًا في المَسجِدِ، فسلَّمتُ عليه، فمَلَأَ عَينَيْهِ مِنِّي، ثم لم يَرُدَّ علَيَّ السَّلامَ. قال: فأرسَلَ عُمَرُ إلى عُثمانَ، فدعاهُ، فقال: ما منَعَكَ ألَّا تَكونَ رَدَدتَ على أخيكَ السَّلامَ؟ قال عُثمانُ: ما فعَلتُ. قال سَعدٌ: قلتُ: بلى. قال: حتى حلَفَ وحلَفتُ، قال: ثم إنَّ عُثمانَ ذكَرَ، فقال: بلى، وأستَغفِرُ اللهَ، وأتوبُ إليه، إنَّكَ مرَرتَ بي آنِفًا، وأنا أُحدِّثُ نَفْسي بِكَلِمةٍ سمِعتُها مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا وَاللهِ ما ذكَرتُها قَطُّ إلَّا تَغَشَّى بَصَري وقَلبي غَشاوةٌ. قال: قال سَعدٌ: فأنا أُنَبِّئُكَ بها: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذكَرَ لنا أوَّلَ دَعوةٍ، ثم جاءَ أعرابيٌّ، فشغَلَهُ حتى قامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاتَّبَعتُهُ، فلمَّا أشفَقتُ أنْ يَسبِقَني إلى مَنزِلِهِ، ضرَبتُ بِقَدَمي الأرضَ، فالتَفَتَ إليَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فقال: مَن هذا؟ أبو إسحاقَ؟ قال: قلتُ: نَعَمْ يا رَسولَ اللهِ. قال: فمَهْ. قال: قلتُ: لا وَاللهِ، إلَّا أنَّكَ ذكَرتَ لنا أوَّلَ دَعوةٍ، ثم جاءَ هذا الأعرابيُّ فشغَلَكَ. قال: نَعَمْ، دَعوةُ ذي النُّونِ ، إذ هو في بَطنِ الحوتِ: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]؛ فإنَّهُ لم يَدعُ بها مُسلِمٌ رَبَّهُ في شَيءٍ قَطُّ إلَّا استَجابَ له.

105 - أتَتْ سَلْمى مَوْلاةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أو امرأةُ أبي رافِعٍ مَولى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تستأذنه على أبي رافِعٍ قد ضرَبَها. قالَتْ: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأبي رافِعٍ: ما لكَ ولها يا أبا رافِعٍ؟ قال: تُؤذيني يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بِمَ آذَيْتيه يا سَلْمى؟ قالَتْ: يا رسولَ اللهِ، ما آذَيْتُه بشَيءٍ، ولكنَّه أحْدَثَ وهو يُصَلِّي، فقلتُ له: يا أبا رافِعٍ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أمَرَ المُسلِمينَ إذا خرَجَ مِن أحَدِهِم الرِّيحُ أنْ يتَوَضَّأَ، فقامَ فضرَبَني، فجعَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَضحَكُ ويَقولُ: يا أبا رافِعٍ، إنَّها لم تَأمُرْكَ إلا بِخَيرٍ.

106 - أهلَلْنا أصحابَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالحجِّ خالصًا ليس معه شيءٌ غيرُه فقدِمْنا مكَّةَ صُبْحَ رابعةٍ مضَت مِن ذي الحجَّةِ فأمَرَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نحِلَّ قال: ( أحِلُّوا واجعَلوها عمرةً ) فبلَغه عنَّا أنَّا نقولُ: لمَّا لم يكُنْ بينَنا وبين عرفةَ إلَّا خمسًا أمَرنا أنْ نحِلَّ نروحُ إلى منًى ومَذاكيرُنا تقطُرُ مِن المنيِّ فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطيبًا فقال: ( قد بلَغني الَّذي قُلْتُم وإنِّي لأبَرُّكم وأتقاكم ولولا الهَدْيُ لحلَلْتُ ولو استقبَلْتُ مِن أمري ما استدبَرْتُ ما أهدَيْتُ ) قال: وقدم عليٌّ مِن اليمنِ فقال: ( بمَ أهلَلْتَ ؟ ) قال: بما أهَلَّ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ( فاهدِ وامكُثْ حرامًا كما أنتَ ) قال: وقال له سُراقةُ: يا رسولَ اللهِ عمرتُنا هذه لعامِنا أم للأبدِ ؟ قال: فقال: ( بل للأبدِ )

107 - أتتْ سلمَى مولاةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أو امرأةُ أبي رافعٍ مولَى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تستأذنُهُ على أبي رافعٍ قد ضربَها قالت قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأبي رافعٍ ما لكَ ولها يا أبا رافعٍ قال تُؤذيني يا رسولَ اللهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بما آذيتِيهِ يا سلمَى قالت يا رسولَ اللهِ ما آذيتُهُ بشيٍء ولكنهُ أحدثَ وهو يُصلِّي فقلتُ لهُ يا أبا رافعٍ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قد أمرَ المسلمينَ إذا خرج من أحدِهم الرِّيحُ أن يتوضأَ وقال الطبرانيُّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال من خرجَ منهُ رِيحٌ فليُعِدِ الوُضوءَ فقامَ فضربني فجعلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يضحكُ ويقولُ يا أبا رافعٍ إنَّها لم تأمُرْكَ إلا بخيرٍ

108 - عن ابنِ مسعودٍ قال بعَثَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى النَّجاشيِّ ونحن نحوٌ من ثمانين رجلًا فيهم عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ وجعفرُ وعبدُ اللهِ بنُ عَرفَطَة وعثمانث بنُ مظعونٍ وأبو موسى فأتوا النجاشيَّ وبعَثَتْ قريشٌ عَمرو بنَ العاصِ وعمارةُ بنُ الوليدِ بهديةٍ فلما دخلا على النجاشيِّ سجدا له ثم ابتدَراه عن يمينِه وعن شمالِه ثم قالا له إنَّ نفرًا من بني عمِّنا نزلوا أرضَك ورغبوا عنا وعن مِلَّتِنا قال فأين هم قالا في أرضِك فابعَثْ إليهم فبعث إليهم فقال جعفرُ أنا خطيبُكم اليومَ فاتَّبعوه فسلَّم ولم يسجُدْ فقالوا له مالَكَ لا تسجدُ للملَكِ قال إنا لا نسجدُ إلا للهِ عزَّ وجلَّ قال وما ذاك قال إنَّ اللهَ بعث إلينا رسولًا ثم أمرنا أن لا نسجدَ لأحدٍ إلا للهِ عزَّ وجلَّ وأمرنا بالصلاةِ والزكاةِ قال عَمرو فإنهم يخالفونك في عيسى بنِ مريمَ قال فما تقولون في عيسى ابنِ مريمَ وأمِّه قال نقول كما قال اللهُ هو كلمتُه ورُوحُه ألقاها إلى العذراءِ البَتولِ التي لم يمَسَّها بشرٌ ولم يَفرِضْها ولدٌ قال فرفع عودًا من الأرضِ ثم قال يا معشرَ الحبشةِ والقِسِّيسينَ والرهبانِ واللهِ ما يزيدون على الذي نقول فيه ما سوى هذا مرحبًا بكم وبمن جئتُم من عنده أشهدُ أنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنه الذي نجدُ في الإنجيلِ وأنه الرسولُ الذي بشَّر به عيسى بنُ مريمَ انزلوا حيث شئتُم واللهِ لولا ما أنا فيه من المُلكِ لأتيتُه حتى أكون أنا الذي أحملُ نعلَيه وأمَر بهديةِ الآخرين فرُدَّتْ إليهما ثم تعجَّل عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ حتى أدرك بدرًا وزعم أنَّ النبيَّ استغفر له حين بلغه موتُه

109 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعجِبُه الرؤْيا الحسنةُ ، فرُبَّما قال: رأى أحَدٌ منكم رُؤْيا؟ فإذا رأى الرَّجُلُ الرؤْيا الذي لا يَعرِفُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، سَأل عنه، فإنْ كان ليس به بأسٌ، كان أَعْجَبَ لرُؤْياهُ إليه، فجاءتِ امرأةٌ، فقالت: يا رسولَ اللهِ، رأيْتُ كأنِّي دخَلْتُ الجَنَّةَ، فسمِعتُ وَجْبةً ارتَجَّتْ لها الجَنَّةُ، فُلانُ بنُ فُلانٍ، وفُلانُ بنُ فُلانٍ، حتى عَدَّتِ اثنَيْ عشَرَ رجُلًا، فجيءَ بهم عليهم ثيابٌ طُلْسٌ ، تَشْخَبُ أوداجُهم دَمًا، فقيل: اذهَبوا بهم إلى نَهرِ البَيْذَخِ -أو البَيْدَحِ-، فغُمِسوا فيه، فخَرَجوا منه وُجوهُهم مِثلُ القمرِ لَيلةَ البَدرِ، ثمَّ أُتُوا بكَراسيَّ مِن ذهَبٍ، فقَعَدوا عليها، وأُتُوا بصَحفةٍ فأَكَلوا منها، فما يَقْلِبونها لشِقٍّ إلَّا أَكَلوا فاكهةً ما أَرادوا. وجاء البَشيرُ مِن تلك السَّريَّةِ، فقال: كان مِن أمْرِنا كذا وكذا، وأُصيبَ فُلانٌ وفُلانٌ حتى عَدَّ اثنَيْ عشَرَ رجُلًا الذين عَدَّتِ المرأةُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: علَيَّ بالمرأةِ، فجاءت، قال: قُصِّي على هذا رُؤْياكِ، فقَصَّتْ، فقال: هو كما قالت.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 13698
التصنيف الموضوعي: جنة - أنهار الجنة رؤيا - الرؤيا الصالحة من النبوة رؤيا - المبشرات رؤيا - تأويل الرؤيا جنائز وموت - فضل موت الشهادة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

110 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تُعجِبُه الرُّؤْيا الحَسَنةُ ، فربَّما قال: هل رَأى أَحَدٌ منكم رُؤْيا؟ فإذا رَأى الرجُلُ رُؤْيا سأَلَ عنه، فإنْ كان ليس به بأسٌ، كان أعجَبَ لرُؤْياه إليه، قال: فجاءَتِ امرأةٌ فقالت: يا رسولَ اللهِ، رأيْتُ كأنِّي دخَلْتُ الجَنَّةَ، فسمِعْتُ بها وَجْبةً ، ارتجَّتْ لها الجَنَّةُ، فنظَرْتُ، فإذا قد جيءَ بفُلانِ بنِ فُلانٍ، وفُلانِ بنِ فُلانٍ، حتى عدَّتِ اثْنَيْ عَشَرَ رجُلًا، وقد بعَثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَريَّةً قبْلَ ذلك، قالت: فجيءَ بهم عليهم ثيابٌ طُلْسٌ ، تَشخَبُ أَوْداجُهم، قالت: فقيل: اذْهَبوا بهم إلى نَهرِ البَيْذَخِ، -أو قال: إلى نَهرِ البَيْدَحِ- قال: فغُمِسوا فيه، فخرَجوا منه وُجوهُهم كالقَمرِ ليلةَ البَدرِ، قالت: ثُم أُتوا بكراسيَّ من ذهَبٍ، فقعَدوا عليها، وأُتِيَ بصَحْفةٍ -أو كلمةٍ نَحوِها- فيها بُسْرةٌ، فأكَلوا منها، فما يُقلِّبونَها لشِقٍّ، إلَّا أكَلوا من فاكهةٍ ما أَرادوا، وأكَلْتُ معهم، قال: فجاءَ البَشيرُ من تلك السَّريَّةِ فقال: يا رسولَ اللهِ، كان من أَمرِنا كذا وكذا، وأُصيبَ فُلانٌ وفُلانٌ، حتى عدَّ الاثْنَيْ عَشَرَ الذين عدَّتْهمُ المرأةُ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بالمرأةِ فجاءَتْ، قال: قُصِّي على هذا رُؤْياكِ، فقصَّتْ، قال: هو كما قالت لرسولِ اللهِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12385
التصنيف الموضوعي: جهاد - فضل الجهاد جنة - أنهار الجنة رؤيا - أصدق الناس رؤيا رؤيا - الرؤيا الصالحة من النبوة رؤيا - الرؤيا من الله
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

111 - عن أنسِ بنِ مالكٍ قال لما بُويع أبو بكرٍ في السقيفةِ وكان الغدُ جلس أبو بكرٍ فقام عمرُ فتكلَّم قبل أبي بكرٍ فحمد اللهَ وأثنى عليه بما هو أهلُه ثم قال أيها الناسُ إني قد قلتُ لكم بالأمسِ مقالةً ما كانت وما وجدتُها في كتابِ الله ولا كانت عهدًا عهِده إليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولكني قد كنتُ أرى أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سيُدبِرُ أمرَنا يقول يكون آخرَنا وإنَّ الله قد أبقى فيكم الذي به هدى رسولَ اللهِ فإنِ اعتصمتُم به هداكم اللهُ لما كان هداه اللهُ وإنَّ اللهَ قد جمع أمرَكم على خيرِكم صاحبِ رسولِ اللهِ وثاني اثنَين إذ هما في الغارِ فقوموا فبايِعوه فبايع الناسُ أبا بكرٍ بعد بيعةِ السَّقيفةِ ثم تكلَّم أبو بكرٍ فحمد الله َوأثنى عليه بالذي هو أهلُه ثم قال أما بعد أيها الناسُ فإني قد وُلِّيتُ عليكم ولستُ بخيرِكم فان أحسنتُ فأَعينوني وإن أسأتُ فقوِّموني الصدقُ أمانةٌ والكذبُ خيانةٌ والضعيفُ فيكم قويٌّ عندي حتى أُرجِعَ عليه حقَّه إن شاء اللهُ والقويُّ فيكم ضعيفٌ حتى آخذَ الحقَّ منه إن شاء اللهُ لا يدعُ قومٌ الجهادَ في سبيلِ اللهِ إلا خذَلهم اللهُ بالذُّلِّ ولا تشيعُ الفاحشةُ في قومٍ إلا عمَّهم اللهُ بالبلاء أطيعوني ما أطعتُ اللهَ ورسولَه فإذا عصيتُ اللهَ ورسولَه فلا طاعةَ لي عليكم قوموا إلى صلاتِكم يرحمْكم اللهُ

112 - لمَّا نزَلْنا أرضَ الحَبشةِ، جاوَرْنا بها خيرَ جارٍ النَّجاشيَّ، أمِنَّا على دِينِنا، وعبَدْنا اللهَ تَعالى لا نُؤذَى، ولا نَسمَعُ شيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلك قُرَيشًا، ائتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشيِّ فينا رَجُلَينِ جَلدَينِ ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشيِّ هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مكَّةَ، وكان مِن أعجَبِ ما يَأتيه منها إليه الأَدَمُ. فجَمَعوا له أَدَمًا كَثيرًا، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطريقًا إلَّا أهدَوا إليه هَديَّةً، ثُمَّ بَعَثوا بذلك عبدَ اللهِ بنَ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةَ المَخزوميَّ، وعَمرَو بنَ العاصِ السَّهْميَّ، وأمَّروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطريقٍ هَديَّتَه قبلَ أنْ تُكلِّموا النَّجاشيَّ فيهم، ثُمَّ قَدِّموا له هَداياه، ثُمَّ سَلُوه أنْ يُسلِمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا، فقَدِما على النَّجاشيِّ، ونحن عندَه بخَيرِ دارٍ، عندَ خيرِ جارٍ، فلمْ يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَديَّتَه، وقالا له: إنَّه قد ضَوَى إلى بَلدِ المَلِكَ منَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنتم، وقد بَعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم، ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم، فأشيروا عليه بأنْ يُسلِمَهم إلينا، ولا يُكلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهم: نعمْ. ثُمَّ إنَّهما قَرَّبا هَدايا النَّجاشيِّ، فقبِلَها منهم، ثُمَّ كَلَّماه، فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه ضَوَى إلى بَلدِكَ منَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنت، وقد بعَثَنا إليك أشرافُ قَومِهم مِن آبائِهم وأعمامِهم وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ وعَمرٍو مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشيُّ كَلامَهم. فقالتْ بَطارِقَتُه حَولَه: صدَقوا أيُّها المَلِكُ، فأسلِمْهم إليهما. فغضِبَ النَّجاشيُّ، ثُمَّ قال: لا ها اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوَروني، ونزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِواي حتى أدْعُوهم، فأسألَهم. ثُمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ، فدَعاهم، فلمَّا جاءهم رسولُه اجتَمَعوا، ثُمَّ قال بَعضُهم لبَعضٍ: ما تقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قالوا: نقولُ -واللهِ- ما علِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كائنًا في ذلك ما كان. فلمَّا جاؤوه وقد دَعا النَّجاشيُّ أساقِفَتَه، فنشَروا مَصاحِفَهم حَولَه، سألَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحدٍ مِن هذه الأُمَمِ؟ قالتْ: وكان الذي يُكلِّمُه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّا كنَّا قَومًا أهلَ جاهليَّةٍ؛ نَعبُدُ الأصنامَ، ونَأكُلُ المَيْتةَ، ونَأتي الفَواحشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، ويَأكُلُ القَويُّ منَّا الضَّعيفَ، فكنَّا على ذلك حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا منَّا، نَعرِفُ نَسَبَه وصِدقَه وأمانتَه وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كنَّا نَعبُدُ وآباؤنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأوْثانِ ، وأمَرَنا بصِدقِ الحَديثِ، وأداءِ الأمانة، وصِلةِ الرَّحمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عن المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عن الفَواحشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ لا نُشرِكُ به شيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ، والزَّكاةِ، والصِّيامِ -قالتْ: فعَدَّدَ له أُمورَ الإسلامِ-؛ فصَدَّقْناه، وآمَنَّا به، واتَّبَعْناه، فعَدا علينا قَومُنا، فعَذَّبونا، وفَتَنونا عن دِينِنا ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأوْثانِ ، وأنْ نَستحِلَّ ما كنَّا نَستحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا، وشَقُّوا علينا، وحالُوا بيْنَنا وبيْنَ دِينِنا؛ خرَجْنا إلى بَلدِكَ، واختَرْناكَ على مَن سِواكَ، ورغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال: هل معك ممَّا جاء به عن اللهِ مِن شيءٍ؟ قال: نعمْ. قال: فاقرَأْه علَيَّ. فقرَأَ عليه صَدرًا مِن: {كهيعص}، فبَكى -واللهِ- النَّجاشيُّ حتى أخضَلَ لِحيَتَه، وبكَتْ أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تُليَ عليهم. ثُمَّ قال النَّجاشيُّ: إنَّ هذا والذي جاء به موسى ليَخرُجُ مِن مِشْكاةٍ واحدةٍ، انطَلِقا، فواللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبدًا، ولا أُكادُ. فلمَّا خَرَجا، قال عَمرٌو: واللهِ لأُنبِئَنَّه غَدًا عَيبَهم، ثُمَّ أستأصِلُ خَضراءَهم. فقال له عَبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتقى الرَّجُلَينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أرحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: واللهِ لأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى عَبدٌ. ثُمَّ غَدَا عليه، فقال: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأرسِلْ إليهم، فسَلْهم عما يقولونَ فيه. فأرسَلَ يَسألُهم. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُها، فاجتمَعَ القَومُ، ثُمَّ قالوا: نقولُ -واللهِ- فيه ما قال اللهُ تَعالى، كائنًا ما كان. فلمَّا دَخَلوا عليه، قال لهم: ما تقولونَ في عيسى؟ فقال له جَعفَرٌ: نقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عَبدُ اللهِ، ورسولُه، ورُوحُه، وكَلِمتُه ألقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ . فضَرَبَ النَّجاشيُّ يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ عُودًا، ثُمَّ قال: ما عَدا عيسى ما قُلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه، فقال: وإنْ نَخَرتُم واللهِ، اذهَبوا فأنتم سُيومٌ بأرضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ-، مَن سَبَّكم غرِمَ، ثُمَّ مَن سَبَّكم غرِمَ، ما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرى ذَهبًا، وأنِّي آذَيتُ رَجُلًا منكم -والدَّبْرُ بلِسانِهم: الجَبلُ-، رُدُّوا عليهما هَداياهما، فواللهِ ما أخَذَ اللهُ منِّي الرِّشْوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشْوةَ فيه، وما أطاعَ النَّاسَ فيَّ، فأُطيعَهم فيه. فخَرَجا مَقبوحَيْنِ! مَردودًا عليهما ما جاءا به، وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خيرِ جارٍ. فواللهِ إنَّا على ذلك، إذ نزَلَ به -يَعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- فواللهِ ما علِمْنا حَربًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حَربٍ حربناه، تَخوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلك على النَّجاشيِّ، فيَأتيَ رَجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشيُّ يَعرِفُ منه. وسار النَّجاشيُّ، وبينهما عَرضُ النِّيلِ. فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن رَجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثُمَّ يَأتيَنا بالخَبرِ؟ فقال الزُّبَيرُ: أنا. -وكان مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا- فنَفَخوا له قِربةً، فجَعَلها في صَدرِه، ثُمَّ سَبَحَ عليها حتى خرَجَ إلى مَكانِ المُلتقى، وحضَرَ. فدَعَوْنا اللهَ للنَّجاشيِّ بالظُّهورِ على عَدوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوسَقَ له أمْرُ الحَبشةِ، فكنَّا عندَه في خيرِ مَنزِلٍ حتى قدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بمكَّةَ.

113 - عن أنسِ بنِ مالكٍ قال لما بُويعَ أبو بكرٍ في السَّقيفةِ وكان الغدُ جلس أبو بكرٍ على المنبرِ وقام عمرُ فتكلَّم قبل أبي بكرٍ فحمد اللهَ وأثنى عليه بما هو أهلُه ثم قال أيها الناسُ إني قد كنتُ قلتُ لكم بالأمسِ مقالةً ما كانت وما وجدتُها في كتاب اللهِ ولا كانت عهدًا عهِدها إليَّ رسولُ اللهِ ولكني كنتُ أرى أنَّ رسولَ اللهِ سيُدبِرُ أمرَنا يقول يكون آخرَنا واللهِ قد أبقى فيكم كتابَه الذي هدى به رسولَ اللهِ فإن اعتصمتُم به هداكم اللهُ لما كان هداه اللهُ له وأنَّ اللهَ قد جمع أمرَكم على خيرِكم صاحبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايِعوه فبايع الناسُ أبا بكرٍ بيعةَ العامةِ بعد بيعةِ السَّقيفةِ ثم تكلم أبو بكرٍ فحمد اللهَ وأثنى عليه بما هو أهلُه ثم قال أما بعد أيها الناسُ فإني قد وُلِّيتُ عليكم ولستُ بخيرِكم فإن أحسنتُ فأَعِينوني وإن أسأتُ فقوِّموني الصدقُ أمانةٌ والكذبُ خيانةٌ والضعيفُ منكم قويٌّ عندي حتى أزيحَ عِلَّتَه إن شاء اللهُ والقويُّ فيكم ضعيفٌ حتى آخذَ منه الحقَّ إن شاء اللهُ لا يدعُ قومٌ الجهادَ في سبيل اللهِ إلا ضربَهم اللهُ بالذُّلِّ ولا يشيعُ قومٌ قطُّ الفاحشةَ إلا عمَّهم اللهُ بالبلاء أَطيعوني ما أَطعتُ اللهَ ورسولَه فإذا عصيتُ اللهَ ورسولَه فلا طاعةَ لي عليكم قوموا إلى صلاتِكم يرحمْكم اللهُ

114 - لمَّا نزَلْنا أرضَ الحَبَشةِ جاوَرْنا بها خَيرَ جارٍ، النَّجاشيَّ ، أمِنَّا على دِينِنا، وعَبَدْنا اللهَ لا نُؤْذى، ولا نَسمَعُ شَيئًا نَكرَهُه، فلمَّا بلَغَ ذلك قُرَيشًا ائْتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشيِّ فينا رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ وأنْ يُهدوا النَّجاشيَّ هدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مكةَ، وكان مِن أعجَبِ ما يأتيهِ منها إليه الأدَمُ، فجَمَعوا له أدَمًا كَثيرًا، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتهِ بِطريقًا إلا أهدَوْا له هَديَّةً، ثم بَعَثوا بذلك مع عَبدِ اللهِ بنِ رَبيعةَ بنِ المُغيرةِ المَخزوميِّ وعَمرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهْميِّ، وأمَّروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كُلِّ بِطريقٍ هَديَّتَه قَبلَ أنْ تُكَلِّموا النَّجاشيَّ فيهم، ثم قَدِّموا لِلنَّجاشيِّ هداياه، ثم سَلوهُ أنْ يُسَلِّمَهم إليكم قَبلَ أنْ يُكَلِّمَهم. قالت: فخرَجا، فقَدِما على النَّجاشيِّ ونحن عِندَه بخَيرِ دارٍ، وعِندَ خَيرِ جارٍ، فلم يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطريقٌ إلا دفَعا إليه هَديَّتَه قَبلَ أنْ يُكَلِّما النَّجاشيَّ ، ثم قالا لِكُلِّ بِطريقٍ منهم: إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ لا نَعرِفُه نحن ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم؛ لِيَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم فتُشيروا عليه بأنْ يُسَلِّمَهم إلينا، ولا يُكَلِّمَهم؛ فإنَّ قَوْمَهم أعلى بهم عَيْنًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهما: نَعَمْ. ثم إنَّهما قَرَّبا هَداياهم إلى النَّجاشيِّ ، فقَبِلَها منهما، ثم كَلَّماهُ، فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِكَ مِنَّا غِلمانٌ سُفهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنتَ، وقد بعَثَنا إليكَ فيهم أشرافُ قَومِهم مِن آبائِهم وأعمامِهم وعَشائِرِهم؛ لِتَرُدَّهم إليهم؛ فهم أعلى بهم عَيْنًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه. قالت: ولم يَكُنْ شَيءٌ أبغَضَ إلى عَبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ وعَمرِو بنِ العاصِ مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشيُّ كَلامَهم. فقالت بَطارِقَتُه حَولَه: صَدَقوا أيُّها المَلِكُ، قَومُهم أعلى بهم عَيْنًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم؛ فأسْلِمْهم إليهما، فليَرُدَّاهم إلى بِلادِهم وقَومِهم. قال: فغَضِبَ النَّجاشيُّ ، ثم قال: لا ها اللهِ ايْمُ اللهِ إذَنْ لا أُسَلِّمُهم إليهما، ولا أكادُ قَومًا جاوَروني، ونَزَلوا بِلادي واختَاروني على مَن سِوايَ حتى أدعُوَهم فأسألَهم ما يَقولُ هذان في أمْرِهم، فإنْ كانوا كما يَقولانِ أسلَمْتُهم إليهما، ورَدَدتُهم إلى قَومِهم، وإنْ كانوا على غَيرِ ذلك مَنَعتُهم منهما، وأحسَنتُ جِوارَهم ما جاوَروني. قالت: ثم أرسَلَ إلى أصحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدَعاهم، فلمَّا جاءَهم رَسولُهُ اجتَمَعوا، ثم قال بَعضُهم لِبَعضٍ: ما تَقولونَ لِلرَّجُلِ إذا جِئتُموهُ. قالوا: نَقولُ واللهِ ما عَلِمْنا وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كائنٌ في ذلك ما هو كائنٌ. فلمَّا جاؤُوهُ وقد دعا النَّجاشيُّ أساقِفَتَه فنَشَروا مَصاحِفَهم حَولَه، سألَهم، فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني ولا في دِينِ أحَدٍ مِن هذه الأُمَمِ؟ قالت: فكان الذي كَلَّمَه جَعفَرُ بنُ أبي طالِبٍ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أهلَ جاهِليَّةٍ، نَعبُدُ الأصنامَ، ونأكُلُ المَيْتةَ، ونأتي الفَواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، يأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلك حتى بعَثَ اللهُ إلينا رَسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه وصِدقَهُ وأمانَتَه وعَفافَهُ، فدَعانا إلى اللهِ لِنُوَحِّدَه، ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كُنَّا نَعبُدُ نحن وآباؤنا مِن دُونِه مِنَ الحِجارةِ والأوثانِ ، وأمَرَنا بصِدقِ الحَديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الرَّحِمِ، وحُسْنِ الجِوارِ، والكَفِّ عنِ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفَواحِشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكْلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذْفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحْدَه ولا نُشرِكَ به شَيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّيامِ. قالت: فعَدَّدَ عليه أُمورَ الإسلامِ، فصَدَّقْناهُ، وآمَنَّا به، واتَّبَعْناهُ على ما جاءَ به، فعَبَدْنا اللهَ وَحْدَه فلم نُشرِكْ به شَيئًا، وحَرَّمْنا ما حَرَّمَ علينا، وأحلَلْنا ما أحَلَّ لنا، فعدا علينا قَوْمُنا، فعَذَّبونا، وفَتَنونا عن دِينِنا؛ لِيَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأوثانِ مِن عِبادةِ اللهِ، وأنْ نَستَحِلَّ ما كُنَّا نَستَحِلُّ مِنَ الخَبائِثِ، فلمَّا قَهَرونا، وظَلَمونا، وشَقُّوا علينا، وحالوا بَينَنا وبَينَ دِينِنا، خرَجْنا إلى بَلَدِكَ واختَرْناكَ على مَن سِواكَ، ورَغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عِندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالت: فقال له النَّجاشيُّ: هل معكَ ممَّا جاءَ به عنِ اللهِ مِن شَيءٍ؟ قالت: فقال له جَعفَرٌ: نَعَمْ. فقال له النَّجاشيُّ: فاقْرَأْه علَيَّ. فقَرَأَ عليه صَدْرًا مِن {كهيعص}، قالت: فبَكى واللهِ النَّجاشيُّ حتى أخْضَلَ لِحيَتَه، وبَكَتْ أساقِفَتُه حتى أخْضَلوا مَصاحِفَهم حين سَمِعوا ما تَلا عليهم، ثم قال النَّجاشيُّ: إنَّ هذا واللهِ والذي جاءَ به موسى لَيَخرُجُ مِن مِشكاةٍ واحِدةٍ، انطَلِقا فواللهِ لا أُسْلِمُهم إليكم أبَدًا، ولا أُكادُ. قالت أُمُّ سَلَمةَ: فلمَّا خرَجا مِن عِندِه قال عَمرُو بنُ العاصِ: واللهِ لَأُنَبِّئَنَّه غَدًا عَيْبَهم عِندَه، ثم أستأصِلُ به خَضراءَهم. قالت: فقال له عَبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ، وكان أتْقى الرَّجُلَيْنِ فينا: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أرحامًا وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: واللهِ لَأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى ابنَ مَريَمَ عَبدٌ. قالت: ثم غَدا عليه الغَدَ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يَقولونَ في عيسى ابنِ مَريمَ قَولًا عَظيمًا، فأرْسِلْ إليهم فاسألْهم عمَّا يَقولونَ فيه. قالت: فأرسَلَ إليهم يَسألُهم عنه، قالت: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُها، فاجتَمَعَ القَومُ، فقال بَعضُهم لِبَعضٍ: ماذا تَقولونَ في عيسى إذا سألَكم عنه؟ قالوا: نَقولُ واللهِ فيه ما قال اللهُ، وما جاء به نَبيُّنا، كائِنًا في ذلك ما هو كائِنٌ. فلمَّا دَخَلوا عليه قال لهم: ما تَقولونَ في عيسى ابنِ مَريمَ؟ فقال له جَعفَرُ بنُ أبي طالِبٍ: نَقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا؛ هو عَبدُ اللهِ، ورَسولُهُ، ورُوحُه، وكَلِمَتُه ألْقاها إلى مَريمَ العَذراءِ البَتولِ . قالت: فضرَبَ النَّجاشيُّ يَدَهُ إلى الأرضِ، فأخَذَ منها عُودًا، ثم قال: ما عدا عيسى ابنُ مَريمَ ما قُلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه حين قال ما قال، فقال: وإنْ نَخَرتُم واللهِ، اذهَبوا فأنتُم سُيُومٌ بأرضي -والسُّيُومُ: الآمِنونَ-، مَن سَبَّكم غُرِّمَ، ثم مَن سَبَّكم غُرِّمَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرًا ذَهَبًا وأنِّي آذَيتُ رَجُلًا مِنكم -والدَّبْرُ بلِسانِ الحَبَشةِ: الجَبَلُ-، رُدُّوا عليهما هداياهما؛ فلا حاجةَ لنا بها، فواللهِ ما أخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشوةَ حين رَدَّ علَيَّ مُلْكي فآخُذَ الرِّشوةَ فيه، وما أطاعَ الناسَ فيَّ فأُطيعَهم فيه. قالت: فخرَجا مِن عِندِه مَقبوحَينِ مَردودًا عليهما ما جاءا به، وأقَمْنا عِندَه بخَيرِ دارٍ، مع خَيرِ جارٍ. قالت: فواللهِ إنَّا على ذلك إذْ نَزَلَ به -يعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِهِ- قالت: فواللهِ ما علِمْنا حُزْنًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حُزْنٍ حَزِنَّاه عِندَ ذلك؛ تَخَوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلك على النَّجاشيِّ ، فيَأتيَ رَجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشيُّ يَعرِفُ منه، قالت: وسارَ النَّجاشيُّ وبَينَهما عُرضُ النِّيلِ. قالت: فقال أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن رَجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثم يأتينا بالخَبَرِ؟ قالت: فقال الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ: أنا. قالت: وكان مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا، قالت: فنَفَخوا له قِربةً، فجَعَلَها في صَدرِهِ، ثم سبَحَ عليها حتى خرَجَ إلى ناحيةِ النِّيلِ التي بها مُلتَقى القَومِ، ثم انطَلَقَ حتى حضَرَهم، قالت: ودَعَوْنا اللهَ لِلنَّجاشيِّ بالظُّهورِ على عَدوِّه والتَّمكينِ له في بِلادِهِ، واستَوسَقَ عليه أمْرُ الحَبَشةِ، فكُنَّا عِندَه في خَيرِ مَنزِلٍ، حتى قَدِمْنا على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بمَكةَ.

115 - كنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فقال: إنَّكم إنْ لا تُدرِكوا الماءَ غَدًا تَعطَشوا، وانطلَقَ سَرَعانُ النَّاسِ يُريدونَ الماءَ، ولَزِمتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمالتْ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ راحلتُه، فنَعَسَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فدَعَمتُه فادَّعَمَ، ثُمَّ مال حتى كاد أنْ يَنجفِلَ عن راحلتِه، فدَعَمتُه فانتَبَه، فقال: مَن الرُّجُلُ؟ قُلتُ: أبو قَتادةَ، قال: مُذ كم كان مَسيرُكَ؟ قُلتُ: منذ اللَّيلةِ، قال: حَفِظَكَ اللهُ كما حَفِظْتَ رسولَه، ثُمَّ قال: لو عَرَّسْنا، فمال إلى شَجرةٍ فنَزَلَ فقال: انظُرْ هل تَرى أحدًا؟ قُلتُ: هذا راكبٌ، هذان راكبانِ، حتى بَلَغَ سَبعةً، فقال: احفَظوا علينا صَلاتَنا، فنِمْنا فما أيقَظَنا إلَّا حَرُّ الشَّمسِ، فانتَبَهْنا، فرَكِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فسار وسِرْنا هُنَيَّةً، ثُمَّ نَزَلَ فقال: أمعكم ماءٌ؟ قال: قُلتُ: نعمْ، معي مِيضَأةٌ فيها شيءٌ مِن ماءٍ، قال: ائْتِ بها، فأتَيتُه بها، فقال: مَسُّوا منها مَسُّوا منها، فتَوضَّأَ القَومُ وبَقيَتْ جُرعةٌ، فقال: ازدهِرْ بها يا أبا قَتادةَ؛ فإنَّه سيَكونُ لها نَبأٌ، ثُمَّ أذَّنَ بِلالٌ، وصَلَّوا الرَّكعتَينِ قبلَ الفَجرِ، ثُمَّ صَلَّوا الفَجرَ، ثُمَّ رَكِبَ ورَكِبْنا، فقال بعضُهم لبعضٍ: فَرَّطْنا في صَلاتِنا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما تَقولونَ؟ إنْ كان أمْرُ دُنْياكم فشَأنَكم، وإنْ كان أمْرُ دِينِكم فإليَّ، قُلْنا: يا رسولَ اللهِ، فَرَّطْنا في صَلاتِنا، فقال: لا تَفريطَ في النَّومِ، إنَّما التَّفريطُ في اليَقَظةِ، فإذا كان ذلك فصَلُّوها، ومِن الغَدِ وَقتَها، ثُمَّ قال: ظُنُّوا بالقَومِ، قالوا: إنَّكَ قُلتَ بالأمسِ: إنْ لا تُدرِكوا الماءَ غَدًا تَعطَشوا، فالنَّاسُ بالماءِ، فقال: أصبَحَ النَّاسُ، وقد فَقَدوا نَبيَّهم، فقال بعضُهم: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالماءِ، وفي القَومِ أبو بَكرٍ، وعُمَرُ فقالا: أيُّها النَّاسُ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يَكُنْ ليَسبِقَكم إلى الماءِ ويُخلِّفَكم، وإنْ يُطِعِ النَّاسُ أبا بَكرٍ، وعُمَرَ يَرشُدوا، قالها ثَلاثًا، فلمَّا اشتدَّتِ الظَّهيرةُ رُفِعَ لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، هَلَكْنا عَطَشًا، تَقطَّعَتِ الأعناقُ، فقال: لا هُلْكَ عليكم ، ثُمَّ قال: يا أبا قَتادةَ، ائْتِ بالمِيضَأةِ، فأتَيتُه بها، فقال: احلُلْ لي غُمَري -يَعني قَدَحَه-، فحَلَلتُه فأتَيتُه به، فجَعَلَ يَصُبُّ فيه، ويَسقي النَّاسَ، فازدحَمَ النَّاسُ عليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أيُّها النَّاسُ، أحسِنوا المَلَأَ ؛ فكلُّكم سيَصدُرُ عن رِيٍّ، فشَرِبَ القَومُ حتى لم يَبقَ غيري وغيرُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فصَبَّ لي فقال: اشرَبْ يا أبا قَتادةَ، قال: قُلتُ: اشرَبْ أنت يا رسولَ اللهِ، قال: إنَّ ساقيَ القَومِ آخِرُهم، فشَرِبتُ وشَرِبَ بَعدي، وبَقيَ في المِيضَأةِ نحوٌ ممَّا كان فيها، وهم يومئذ ثَلاثُ مِئةٍ، قال عبدُ اللهِ: فسَمِعَني عِمرانُ بنُ حُصَينٍ وأنا أُحدِّثُ هذا الحديثَ في المسجدِ الجامعِ، فقال: مَن الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: أنا عبدُ اللهِ بنُ رَباحٍ الأنصاريُّ، قال: القَومُ أعلمُ بحديثِهم، انظُرْ كيف تُحدِّثُ؛ فإنِّي أحدُ السَّبعةِ تلك اللَّيلةَ، فلمَّا فَرَغتُ قال: ما كنتُ أحسَبُ أنَّ أحدًا يَحفَظُ هذا الحديثَ غيري.

116 - عن عَبَايَةَ بنِ رِفاعةَ، قال: بلَغَ عُمَرَ أنَّ سعدًا لَمَّا بَنى القصرَ، قال: انقطَعَ الصُّوَيْتُ، فبعَثَ إليه محمَّدَ بنَ مَسْلَمَةَ، فلمَّا قَدِم أخرَجَ زَنْدَه، وأوْرَى نارَه، وابتاعَ حطبًا بدرهمٍ، وقيل لسعدٍ: إنَّ رجُلًا فعَلَ كذا وكذا. فقال: ذاك محمَّدُ بنُ مسلَمةَ. فخرَجَ إليه فحلَفَ باللهِ ما قاله، فقال: نُؤدِّي عنك الذي تقولُه، ونَفعَلُ ما أُمِرْنا به. فأحرَقَ البابَ، ثمَّ أقبَلَ يَعرِضُ عليه أنْ يُزوِّدَه فأبَى، فخرَجَ فقَدِم على عُمَرَ، فهجَّرَ إليه، فسارَ ذَهابُه ورجوعُه تسعَ عشرةَ، فقال: لولا حسنُ الظنِّ بك لَرأَيْنا أنَّك لم تُؤدِّ عنا. قال: بلى، أرسَلَ يَقرأُ السلامَ، ويَعتذِرُ، ويحلِفُ باللهِ ما قاله. قال: فهل زوَّدَك شيئًا؟ قال: لا، قال: فما منَعَك أنْ تُزوِّدَني أنت؟ قال: إنِّي كرِهتُ أنْ آمُرَ لك فيكونَ لك الباردُ، ويكونَ لي الحارُّ، وحَوْلي أهلُ المدينةِ قد قتَلَهم الجوعُ، وقد سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا يَشبَعُ الرجلُ دونَ جارِه.

117 - خَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مِن المَدينةِ إلى المُشرِكينَ لِيُقاتِلَهم، وقال لي أبي عَبدُ اللهِ: يا جابِرُ، لا عليكَ أنْ تكونَ في نَظَّاري أهلِ المدينةِ حتى تَعلَمَ إلى ما يَصيرُ أمْرُنا؛ فإنِّي -واللهِ- لولا أنِّي أتْرُكُ بَناتٍ لي بَعْدي، لَأحْبَبتُ أنْ تُقتَلَ بَينَ يَدَيَّ، قال: فبَيْنَما أنا في النَّظَّارينَ إذْ جاءَتْ عمَّتي بأبي، وخالي عادِلَتَهُما على ناضِحٍ، فدَخَلَتْ بهما المَدينةَ لتَدْفِنَهُما في مَقابِرِنا، إذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنادي: ألَا إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يَأمُرُكُم أنْ تَرجِعوا بالقَتْلى، فتَدْفِنوها في مَصارِعِها حَيثُ قُتِلَتْ، فرَجَعْنا بهما فدَفَنَّاهُما حَيثُ قُتِلَا، فبَيْنَما أنا في خِلافةِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفْيانَ إذْ جاءني رَجُلٌ فقال: يا جابِرُ بنَ عَبدِ اللهِ، واللهِ لقد أثارَ أباكَ عُمَّالُ مُعاويةَ، فبَدَا فخَرَجَ طائِفةٌ منه، فأتَيْتُه فوَجَدْتُه على النَّحوِ الذي دَفَنْتُه، لم يتَغَيَّرْ إلَّا ما لم يَدَعِ القَتلُ -أو القَتيلُ- فوارَيْتُه، قال: وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ فاشْتَدَّ عليَّ بعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأتَيْتُ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فقُلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّ أبي أُصيبَ يومَ كَذا، وكَذا، وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ، وقدِ اشْتَدَّ علَيَّ بَعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأُحِبُّ أنْ تُعينَني عليه، لعَلَّه أنْ يُنظِرَني طائِفةً مِن تَمرِهِ إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، فقال: نَعَمْ، آتيكَ إنْ شاء اللهُ قَريبًا مِن وَسَطِ النَّهارِ، وجاءَ معَه حَواريُّوه، ثُمَّ استَأْذَنَ، فدَخَلَ وقد قُلتُ لامْرَأتي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم جاءني اليَومَ وَسَطَ النَّهارِ، فلا أرَيَنَّكِ، ولا تُؤْذي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في بَيتي بشَيءٍ، ولا تُكَلِّميه، فدَخَلَ ففَرَشْتُ له فِراشًا، ووِسادةً، فوَضَعَ رَأْسَه فنامَ، قال: وقُلتُ لمَوْلًى لي: اذْبَحْ هذه العَناقَ، وهي داجِنٌ سَمينةٌ، والوَحى والعَجَلَ ، افْرُغْ منها قبلَ أنْ يَستَيقِظَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وأنا معَكَ، فلم نَزَلْ فيها حتى فَرَغْنا منها، وهو نائِمٌ، فقُلتُ له: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم إذا استَيْقَظَ يَدْعو بالطَّهورِ، وإنِّي أخافُ إذا فَرَغَ أنْ يَقومَ، فلا يَفْرُغَنَّ مِن وُضوئِه حتى تَضَعَ العَناقَ بَينَ يَدَيْه، فلمَّا قامَ قال: يا جابِرُ، ائْتِني بطَهورٍ، فلم يَفْرُغْ مِن طُهورِهِ حتى وَضَعْتُ العَناقَ عِندَه، فنَظَرَ إليَّ فقال: كأنَّكَ قد عَلِمتَ حُبَّنا للَّحْمِ، ادْعُ لي أبا بَكرٍ، قال: ثُمَّ دَعا حَوارِيِّيه الذين معه فدَخَلوا، فضَرَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بيَدَيْه، وقال: بِسمِ اللهِ كُلوا، فأكَلوا حتى شَبِعوا، وفَضَلَ لَحمٌ منها كَثيرٌ، قال: واللهِ إنَّ مجلِسَ بَني سَلِمةَ لَيَنظُرون إليه، وهو أَحَبُّ إليهم مِن أعْيُنِهم، ما يَقْرَبُه رَجُلٌ منهم مَخافةَ أنْ يُؤْذوه، فلمَّا فَرَغوا قامَ، وقامَ أصْحابُه فخَرَجوا بَينَ يَدَيْه، وكان يقولُ: خَلُّوا ظَهْري للمَلائكةِ، واتَّبَعْتُهم حتى بَلَغوا أُسْكُفَّةَ البابِ، قال: وأخْرَجَتِ امْرَأتي صَدْرَها، وكانت مُسْتَتِرةً بسَفيفٍ في البَيتِ، قالَتْ: يا رسولَ اللهِ، صَلِّ علَيَّ وعلى زَوْجي، صلَّى اللهُ عليكَ. فقال: صلَّى اللهُ عليكِ وعلى زَوْجِكِ، ثُمَّ قال: ادْعُ لي فُلانًا؛ لِغَريمي الذي اشْتَدَّ علَيَّ في الطَّلَبِ، قال: فجاء فقال: أَيْسِرْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ -يَعْني إلى المَيْسَرةِ- طائِفةً مِن دَيْنِكَ الذي على أبيه، إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، قال: ما أنا بفاعِلٍ، واعْتَلَّ وقال: إنَّما هو مالُ يَتامى، فقال: أين جابِرٌ؟ فقال: أنا ذا يا رسولَ اللهِ، قال: كِلْ له؛ فإنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فنَظَرْتُ إلى السماءِ، فإذا الشَّمسُ قد دَلَكَتْ ، قال: الصلاةَ يا أبا بَكرٍ، فاندَفَعوا إلى المسجِدِ، فقُلتُ: قَرِّبْ أوعيَتَكَ، فكِلْتُ له مِن العَجْوةِ فوفَّاه اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فجِئْتُ أسْعى إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في مسجِدِه، كأنِّي شَرارةٌ، فوَجَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم قد صلَّى، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألم تَرَ أنِّي كِلْتُ لِغَريمي تَمْرَه، فوفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فقال: أين عُمَرُ بنُ الخطَّابِ؟ فجاءَ يُهَروِلُ ، فقال: سَلْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ عن غَريمِه وتَمْرِه، فقال: ما أنا بِسائلِه، قد عَلِمتُ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، إذْ أخبَرْتَ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فكَرَّرَ عليه هذه الكَلِمةَ ثَلاثَ مرَّاتٍ، كُلَّ ذلك يقولُ: ما أنا بِسائلِه، وكان لا يُراجَعُ بَعدَ المرَّةِ الثالثةِ، فقال: يا جابِرُ، ما فَعَلَ غَريمُكَ وَتَمرُكَ؟ قال: قلتُ: وفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فرَجَعَ إلى امْرَأتِه، فقال: ألم أكُنْ نَهَيتُكِ أنْ تُكَلِّمي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم؟ قالَتْ: أكُنتَ تَظُنَّ أنَّ اللهَ يُورِدُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بَيْتيَ، ثُمَّ يَخرُجُ، ولا أسْألُه الصلاةَ علَيَّ وعلى زَوْجي قَبلَ أنْ يَخرُجَ؟!

118 - عن عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، قال: حدَّثَني سَلْمانُ الفارِسيُّ حَديثَه مِن فيه، قال: كُنتُ رَجُلًا فارسِيًّا مِن أهْلِ أصْبَهانَ مِن أهْلِ قَرْيةٍ منها يُقالُ لها جَيُّ، وكان أبي دِهْقانَ قَرْيَتِه، وكُنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلم يَزَلْ به حُبُّه إيَّايَ حتى حَبَسَني في بَيتِه كما تُحبَسُ الجاريةُ، واجتَهَدْتُ في المَجوسيَّةِ حتى كُنتُ قَطِنَ النارِ الذي يُوقِدُها لا يَترُكُها تَخْبو ساعةً، قال: وكانَتْ لأبي ضَيْعةٌ عَظيمةٌ، قال: فشُغِلَ في بُنْيانٍ له يَومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلْتُ في بُنْيانٍ هذا اليومَ عن ضَيْعَتي، فاذْهَبْ فاطَّلِعْها، وأمَرَني فيها ببَعْضِ ما يُريدُ، فخَرَجْتُ أُريدُ ضَيْعَتَه، فمَرَرْتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائِسِ النَّصارى، فسَمِعتُ أصْواتَهُم فيها وهُم يُصَلُّون، وكُنتُ لا أدْري ما أمْرُ الناسِ لِحَبْسِ أبي إيَّايَ في بَيتِه، فلمَّا مَرَرتُ بهِم، وسَمِعتُ أصْواتَهم، دَخَلتُ عليهم أنظُرُ ما يَصنَعون، قال: فلمَّا رَأيتُهُم أعْجَبَني صَلاتُهُم، ورَغِبتُ في أمْرِهِم، وقُلتُ: هذا -واللهِ- خَيرٌ مِن الدِّينِ الذي نَحنُ عليه، فواللهِ ما تَرَكْتُهم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، وتَرَكْتُ ضَيْعةَ أبي ولم آتِها، فقُلتُ لهُم: أين أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ قال: ثُمَّ رَجَعتُ إلى أبي، وقد بَعَثَ في طَلَبي وشَغَلْتُه عن عَمَلِه كلِّه، قال: فلمَّا جِئْتُه، قال: أيْ بُنَيَّ، أين كُنتَ؟ ألم أكُنْ عَهِدتُ إليكَ ما عَهِدتُ؟ قال: قلتُ: يا أبَتِ، مَرَرتُ بناسٍ يُصَلُّون في كَنيسةٍ لهُم فأعْجَبَني ما رَأيتُ مِن دِينِهِم، فواللهِ ما زِلتُ عِندَهُم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، قال: أيْ بُنَيَّ، ليس في ذلك الدِّينِ خَيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائِكَ خَيرٌ منه! قال: قلتُ: كلَّا واللهِ إنَّه لخَيرٌ مِن دِينِنا، قال: فخافَني، فجَعَلَ في رِجْلي قَيْدًا، ثُمَّ حَبَسَني في بَيتِه، قال: وبَعَثتُ إلى النَّصارى فقُلتُ لهم: إذا قَدِمَ عليكم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى فأخْبِروني بهم، قال: فقَدِمَ عليهم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى، قال: فأخْبَروني بهم، قال: فقُلتُ لهُم: إذا قَضَوْا حَوائِجَهُم وأرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهِم فآذَنوني بهِم، قال: فلمَّا أرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهم أخْبَروني بهم، فألْقَيتُ الحَديدَ مِن رِجْلي، ثُمَّ خَرَجتُ معهم حتى قَدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قَدِمتُها، قُلتُ: مَن أفْضَلُ أهْلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكَنيسةِ، قال: فجِئْتُه، فقُلتُ: إنِّي قد رَغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحْبَبتُ أنْ أكونَ معَكَ أخْدِمُكَ في كَنيسَتِكَ، وأتَعَلَّمُ منكَ وأُصَلِّي معَكَ، قال: فادْخُلْ فدَخَلتُ معَه، قال: فكان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُهم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُهم فيها، فإذا جَمَعوا إليه منها أشْياءَ، اكْتَنَزَه لنَفْسِه، ولم يُعْطِه المَساكينَ، حتى جَمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهَبٍ ووَرِقٍ، قال: وأبغَضْتُه بُغْضًا شَديدًا لِما رَأيتُه يَصنَعُ، ثُمَّ ماتَ، فاجتَمَعَتْ إليه النَّصارى لِيَدْفِنوه، فقُلتُ لهم: إنَّ هذا كان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُكم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُكُم فيها، فإذا جِئْتُموه بها اكْتَنَزَها لنَفْسِه، ولم يُعْطِ المَساكينَ منها شَيئًا، قالوا: وما عِلْمُكَ بذلك؟ قال: قلتُ أنا أدُلُّكُم على كَنْزِه، قالوا: فدُلَّنا عليه، قال: فأرَيتُهُم مَوضِعَه، قال: فاسْتَخْرَجوا منه سَبْعَ قِلالٍ مَمْلوءةً ذَهَبًا ووَرِقًا، قال: فلمَّا رَأوْها قالوا: واللهِ لا نَدْفِنُه أبَدًا فصَلَبوه، ثُمَّ رَجَموه بالحِجارةِ، ثُمَّ جاؤوا برَجُلٍ آخَرَ، فجَعَلوه بمَكانِه، قال: يَقولُ سَلْمانُ: فما رَأيتُ رَجُلًا لا يُصلِّي الخَمْسَ، أرى أنَّه أفْضَلُ منه، أزْهَدُ في الدُّنْيا، ولا أرْغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدْأبُ ليلًا ونَهارًا منه، قال: فأحبَبْتُه حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَه، فأقَمْتُ معَه زَمانًا، ثُمَّ حَضَرَتْه الوَفاةُ، فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ معَكَ وأحْبَبْتُكَ حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَكَ، وقد حَضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ أحَدًا اليومَ على ما كُنتُ عليه، لقد هَلَكَ الناسُ وبَدَّلوا وتَرَكوا أكثَرَ ما كانوا عليه، إلَّا رَجُلًا بالمَوْصِلِ، وهو فُلانٌ، فهو على ما كُنتُ عليه، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ، لَحِقتُ بصاحِبِ المَوْصِلِ فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصاني عِندَ مَوتِه أنْ ألْحَقَ بكَ، وأخْبَرَني أنَّكَ على أمْرِه، قال: فقال لي: أقِمْ عِندي فأقَمتُ عِندَه، فوَجَدْتُه خَيرَ رَجُلٍ على أمْرِ صاحِبِه، فلم يَلبَثْ أنْ ماتَ، فلمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصى بي إليكَ، وأمَرَني باللُّحوقِ بكَ، وقد حَضَرَكَ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ رَجُلًا على مِثْلِ ما كُنَّا عليه إلَّا بِنَصِيبينَ، وهو فُلانٌ، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ نَصِيبينَ، فجِئْتُه فأخبَرْتُه خَبَري، وما أمَرَني به صاحِبي، قال: فأقِمْ عِندي، فأقَمْتُ عِندَه، فوَجَدْتُه على أمْرِ صاحِبَيْه، فأقَمْتُ مع خَيرِ رَجُلٍ، فواللهِ ما لَبِثَ أنْ نَزَلَ به الموتُ، فلمَّا حَضَرَ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا كان أوْصى بي إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما نَعلَمُ أحَدًا بَقِيَ على أمْرِنا آمُرُكَ أنْ تَأتيَه إلَّا رَجُلًا بِعَمُّوريَّةَ؛ فإنَّه على مِثْلِ ما نَحنُ عليه، فإنْ أحْبَبْتَ فأْتِه، قال: فإنَّه على أمْرِنا، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ، وأخْبَرْتُه خَبَري، فقال: أقِمْ عِندي، فأقَمْتُ مع رَجُلٍ على هَدْيِ أصحابِه وأمْرِهِم، قال: واكتَسَبْتُ حتى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيْمةٌ، قال: ثُمَّ نَزَلَ به أمْرُ اللهِ، فلمَّا حُضِرَ قُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ مع فُلانٍ، فأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، وأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تأْمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُه أصْبَحَ على ما كُنَّا عليه أحَدٌ مِن الناسِ آمُرُكَ أنْ تَأتيَه، ولكنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ هو مَبْعوثٌ بدِينِ إبْراهيمَ يَخرُجُ بأرْضِ العَرَبِ، مُهاجِرًا إلى أرضٍ بَينَ حرَّتَينِ بَينَهُما نَخْلٌ، به عَلاماتٌ لا تَخْفى: يَأكُلُ الهَديَّةَ ولا يَأكُلُ الصَّدَقةَ، بَينَ كَتِفَيْه خاتَمُ النُّبوَّةِ، فإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَلحَقَ بتلك البِلادِ فافْعَلْ، قال: ثُمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثْتُ بِعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أنْ أمكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بي نَفَرٌ مِن كَلْبٍ تُجَّارًا، فقُلتُ لهُم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ، وأُعْطيكُم بَقَراتي هذه وغُنَيْمَتي هذه؟ قالوا: نَعَمْ، فأعطَيْتُهُموها وحَمَلوني، حتى إذا قَدِموا بي واديَ القُرى ظَلَموني فباعوني مِن رَجُلٍ مِن يَهودَ عَبدًا، فكُنتُ عِندَه، ورَأيتُ النَّخلَ، ورَجَوْتُ أنْ تكونَ البَلَدَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، ولم يَحِقْ لي في نَفْسي، فبَينَما أنا عِندَه، قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِن المَدينةِ مِن بَني قُرَيْظةَ فابْتاعَني منه، فاحْتَمَلَني إلى المَدينةِ، فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها فعَرَفْتُها بصِفةِ صاحِبي، فأقَمْتُ بها وبَعَثَ اللهُ رسولَه، فأقامَ بمكَّةَ ما أقامَ لا أسْمَعُ له بذِكْرٍ مع ما أنا فيه مِن شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فواللهِ إنِّي لَفي رَأسِ عَذْقٍ لسَيِّدي أعْمَلُ فيه بَعضَ العَمَلِ، وسَيِّدي جالِسٌ، إذْ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتى وَقَفَ عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بَني قَيْلةَ، واللهِ إنَّهم الآنَ لَمُجتَمِعون بقُباءٍ على رَجُلٍ قَدِمَ عليهم مِن مكَّةَ اليومَ، يَزْعُمون أنَّه نَبيٌّ، قال: فلمَّا سَمِعْتُها أخَذَتْني العُرَواءُ، حتى ظَنَنتُ سأسْقُطُ على سيِّدي، قال: ونَزَلَتْ عن النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عمِّهِ ذلك: ماذا تقولُ؟ ماذا تقولُ؟ قال: فغَضِبَ سيِّدي فلَكَمَني لَكْمةً شَديدةً، ثُمَّ قال: ما لكَ ولهذا، أقْبِلْ على عَمَلِكَ، قال: قُلتُ: لا شَيءَ، إنَّما أرَدْتُ أنْ أسْتَثْبِتْه عمَّا قال، وقد كان عِندي شَيءٌ قد جَمَعْتُه، فلمَّا أمْسَيتُ أخَذْتُه ثُمَّ ذَهَبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقُلتُ له: إنَّه قد بَلَغَني أنَّكَ رَجُلٌ صالِحٌ، ومعَكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجَةٍ، وهذا شَيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرَأيْتُكُم أحَقَّ به مِن غَيرِكُم، قال: فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: كُلوا، وأمْسَكَ يَدَه فلم يَأكُلْ، قال: فقُلتُ في نفْسي: هذه واحِدةٌ، ثُمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شَيئًا، وتَحَوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إلى المَدينةِ، ثُمَّ جِئْتُه به، فقُلتُ: إنِّي رَأيتُكَ لا تَأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمْتُكَ بها، قال: فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ منها، وأمَرَ أصحابَه فأكَلوا معَه، قال: فقُلتُ في نَفْسي: هاتانِ اثْنَتانِ، قال: ثُمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو ببَقيعِ الغَرْقَدِ، قال: وقد تَبِعَ جِنازةً مِن أصحابِه، عليه شَمْلَتانِ له، وهو جالِسٌ في أصحابِه، فسَلَّمتُ عليه، ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أنظُرُ إلى ظَهْرِه، هل أرَى الخاتَمَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي؟ فلمَّا رَآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ استَدْبَرْتُه، عَرَفَ أنِّي أسْتَثْبِتُ في شَيءٍ وُصِفَ لي، قال: فألْقى رِداءَه عن ظَهْرِه، فنَظَرْتُ إلى الخاتَمِ فعَرَفْتُه، فانْكَبَبْتُ عليه أُقَبِّلُه وأبْكي، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: تَحَوَّلْ، فتَحَوَّلتُ، فقَصَصْتُ عليه حَديثي كما حَدَّثتُكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، قال: فأُعجِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلك أصحابُه، ثُمَّ شَغَلَ سَلْمانَ الرِّقُّ حتى فاتَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بَدْرٌ، وأُحُدٌ، قال: ثُمَّ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كاتِبْ يا سَلْمانُ، فكاتَبْتُ صاحِبي على ثَلاثِ مِئةِ نَخلةٍ، أُحْييها له بالفَقيرِ، وبأرْبَعينَ أُوقيَّةً، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: أعِينوا أخاكُم، فأعانوني بالنَّخلِ: الرَّجُلُ بثَلاثينَ وَدِيَّةً، والرَّجُلُ بعِشْرينَ، والرَّجُلُ بخَمْسَ عَشْرةَ، والرَّجُلُ بعَشْرٍ؛ يَعْني: الرَّجُلُ بقَدْرِ ما عِندَه، حتى اجتَمَعَتْ لي ثلاثُ مِئةِ وَدِيَّةٍ، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: اذْهَبْ يا سَلْمانُ ففَقِّرْ لها، فإذا فَرَغْتُ فأْتِني أكونُ أنا أضَعُها بِيَدي، قال: ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصْحابي، حتى إذا فَرَغتُ منها جِئْتُه فأخبَرْتُه، فخَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ معي إليها، فجَعَلْنا نُقَرِّبُ له الوَديَّ ويَضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بِيَدِه، فوالذي نَفْسُ سَلْمانَ بِيَدِه، ما ماتَتْ منها وَدِيَّةٌ واحِدةٌ، فأدَّيتُ النَّخلَ، وبَقِيَ علَيَّ المالُ، فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بمِثْلِ بَيْضةِ الدَّجاجةِ مِن ذَهَبٍ مِن بَعضِ المَغازي، فقال: ما فَعَلَ الفارِسيُّ المُكاتَبُ؟ قال: فدُعِيتُ له، فقال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلْمانُ، فقُلتُ: وأين تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ؟ قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ سيُؤَدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذْتُها فوَزَنْتُ لهُم منها، والذي نَفْسُ سلَمْانَ بِيَدِه، أربَعينَ أُوقِيَّةً، فأوْفَيْتُهم حَقَّهُم، وعَتَقْتُ! فشَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ الخَندَقَ، ثُمَّ لم يَفُتْني معَه مَشهَدٌ.

119 - قدِمَتْ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنْها فبيْنا نحن جلوسٌ عِندَها مَرْجِعَها من العِراقِ ليالِيَ قُوتِلَ عليٌّ رضِيَ اللهُ عنهُ إذْ قالتْ لِيَ يا عبدَ اللهِ بنَ شدَّادٍ هل أنتَ صادِقِي عمَّا أسألُكَ عنهُ حدِّثْنِي عن هؤلاءِ القومِ الذين قتَلَهمْ علىٌّ قُلتُ ومالِيَ لا أصدُقُكِ قالتْ فحدِّثْنِي عن قصَّتِهِمْ قُلتُ إنَّ علِيًّا لَمَّا أنْ كاتَبَ مُعاويةَ وحكَّمَ الحكَميْنِ خرَجَ عليْهِ ثمانيةُ آلافٍ من قُرَّاءِ الناسِ فنَزلُوا أرْضًا من جانِبِ الكُوفةِ يُقالُ لها حَرُوراءُ وإنَّهمْ أنكرُوا عليه فقالُوا انْسلخْتَ من قميصٍ ألَبسَكَهُ اللهُ وأسْماكَ بهِ ثمَّ انطلقتَ فحكَّمتَ في دينِ اللهِ ولا حُكمَ إلَّا للهِ فلَمّا أنْ بلغَ علِيًّا ما عتِبُوا عليه وفارقُوهُ أمَرَ فأذَّنَ مُؤذِّنٌ لا يَدخلُ على أميرِ المؤمنينَ إلَّا رجلٌ قدْ حمَلَ القُرآنَ فلَمَّا أنِ امْتلأَ من قُرَّاءِ الناسِ الدَّارَ دَعَا بِمُصحفٍ عظيمٍ فوضَعَهُ عليٌّ رضِيَ اللهُ عنهُ بين يديْهِ فطَفِقَ يَصُكُّهُ بيدِهِ ويقولُ أيُّها المصحفُ حدِّثِ الناسَ فنادَاهُ الناسُ فقالُوا يا أميرَ المؤمِنينَ ما تَسألُهُ عنهُ إنَّما هو ورَقٌ ومِدادٌ ونحنُ نتكلَّمُ بِما رُوِينا مِنهُ فماذا تُريدُ قال أصحابُكمُ الَّذين خرَجُوا بينِي وبينهمْ كتابُ اللهِ تعالَى يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ في امْرأةٍ ورجلٍ وإنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا من أهْلِهِ فأُمَّةُ مُحمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أعظَمُ حرْمةً مِنِ امْرأةٍ ورجلٍ ونَقَمُوا عليَّ أنِّي كاتبْتُ مُعاويةَ وكتبْتُ عليَّ بنَ أبِي طالِبٍ وقدْ جاء سُهيْلُ بنُ عمرٍو ونحنُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم بالحُديْبِيَّةِ حِينَ صالَحَ قومَهُ قُريْشًا فكَتبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فقال سُهيْلٌ لا تَكتبْ بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ قُلتُ فكيفَ أكتبُ قال اكتبْ باسْمِكَ اللهُمَّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اكتُبْهُ ثمَّ قال اكتبْ من مُحمدٍ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال لوْ نعلَمُ أنَّكَ رسولُ اللهِ لمْ نُخالفْكَ فكتَبَ هذا ما صالَحَ عليه محمدٌ بنُ عبدِ اللهِ قريْشًا يقولُ اللهُ في كتابِهِ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ والْيَوْمَ الْآخِرَ فبعثَ إليهِمْ عليُّ بنُ أبِي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ عبدَ اللهِ بنَ عباسٍ فخرجْتُ معَهُ حتى إذا تَوسَّطْنا عسْكَرَهمْ قامَ ابنُ الكَوَّاءِ فخطَبَ الناسَ فقال يا حمَلَةَ القُرآنِ إنَّ هذا عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ فمَنْ لمْ يكنْ يَعرفُهُ فأنا أعرِفُهُ من كتابِ الله هذا مَنْ نزلَ فيه وفي قومِه بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ فرُدُّوهُ إلى صاحِبِهِ ولا تُواضِعُوهُ كتابَ اللهِ عزَّ وجلَّ قال فقامَ خُطباؤُهمْ فقالُوا واللهِ لَنواضِعَنَّهُ كتابَ اللهِ فإذا جاءَنا بِحقٍّ نعرِفُهُ اتَّبعناهُ ولئِنْ جاءَنا بالباطلِ لنَبُكِّتَنَّهُ بِباطلِهِ ولنُرَدَّنََهُ إلى صاحبِهِ فوَاضَعُوهُ على كِتابِ اللهِ ثلاثةَ أيامٍ فرجعَ مِنهمْ أربعةُ آلافٍ كُلُّهمْ تائِبٌ فأقبَلَ بهمْ ابنُ الكَوَّاءِ حتى أدخلَهمْ على علِيٍّ رضِيَ اللهُ عنهُ فبعثَ علِيٌّ إلى بقيَّتِهمْ فقال قدْ كان من أمرِنا وأمرِ الناسِ ما قدْ رأيتُمْ قِفُوا حيث شِئتُمْ حتى تجتمِعَ أُمَّةُ مُحمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتَنزِلُوا فيها حيث شِئتُمْ بيْننا وبينكمْ أنْ نَقيَكمْ رِماحَنا ما لمْ تقطَعُوا سبيلًا وتطلُبوا دَمًا فإنَّكمْ إنْ فعلْتُمْ ذلكَ فقدْ نبذْنا إليكمُ الحرْبَ على سَواءٍ إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الخائِنينَ فقالتْ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنْها يا ابنَ شَدَّادٍ فقدْ قتلَهمْ فقال واللهِ ما بعثَ إليهِمْ حتى قطعُوا السبيلَ وسَفَكُوا الدِّماءَ وقتلُوا ابنَ خبَّابٍ واستحَلُّوا أهلَ الذِّمَّةِ فقالَتْ آللهُ قُلتُ آللهُ الّذي لا إلهَ إلَّا هوَ لقدْ كانَ، قالَتْ فما شيءٌ بلغنِي عن أهلِ العِراقِ يتحدثُونَ بهِ يقولُونَ ذُو الثَّدْيِ ذُو الثَّدْيِ قُلتُ قدْ رأيتُهُ ووقفْتُ عليه مع علِيٍّ رضِيَ اللهُ عنهُ في القتْلَى فدَعا الناسَ فقال هل تعرِفونَ هذا فمَا أكثرَ من جاء يقولُ قدْ رأيتُهُ في مَسجِدِ بنِي فُلانٍ يُصلِّي ورأيتُهُ في مسجِدِ بَنِي فُلانٍ يُصلِّي فلَمْ يأتُوا بِثَبْتٍ يُعرَفُ إلَّا ذلكَ قالَتْ فما قولُ عليٍّ حينَ قامَ عليه كما يَزعُمُ أهلُ العِراقِ قُلتُ سمعتُهُ يقولُ صدَقَ اللهُ ورسولُهُ قالَتْ فهلْ سمِعْتَ أنتَ مِنهُ قال غيرَ ذلكَ قُلتُ اللهُمَّ لا قالَتْ أجَلْ صدَقَ اللهُ ورسولُهُ يَرحمُ اللهُ علِيًّا إنَّهُ من كلامِه كان لا يَرَى شيئًا يُعجِبُهُ إلَّا قال صدَقَ اللهُ ورسولُهُ

120 - كنتُ رجلًا فارسيًّا من أهلِ أصبهانَ من أهلِ قريةٍ منها يقال لها : جيُّ وكان أبي دِهقانَ قريتِه وكنتُ أحبَّ خلقِ اللهِ إليه فلم يزلْ به حبُّه إيايَ حتى حبسني في بيتِه أي ملازمُ النَّارِ كما تُحبس الجاريةُ وأجهدتُ في المجوسيَّةِ حتى كنتُ قاطنَ النارِ الذي يوقدُها لا يتركها تخبُو ساعةً قال : وكانت لأبي ضَيعةٌ عظيمةٌ قال فشغل في بنيانٍ له يومًا فقال لي : يا بُنيَّ إني قد شُغِلتُ في بنيانٍ هذا اليومَ عن ضَيعتي فاذهبُ فاطلُعها وأمرني فيها ببعضِ ما يريدُ فخرجت أريدُ ضَيعتَه فمررتُ بكنيسةٍ من كنائسِ النَّصارى فسمعتُ أصواتَهم فيها وهم يُصلُّون وكنتُ لا أدري ما أمر الناسِ لحبسِ أبي إيايَ في بيتِه فلما مررتُ بهم وسمعتُ أصواتَهم دخلتُ عليهم أنظرْ ما يصنعون قال : فلما رأيتُهم أعجبَتْني صلاتُهم ورغبتُ في أمرِهم وقلتُ : هذا واللهِ خيرٌ من الدِّينِ الذي نحنُ عليه فواللهِ ما تركتُهم حتى غربتِ الشَّمسُ وتركتُ ضَيعةَ أبي ولم آتِها فقلتُ لهم : أين أصلُ هذا الدِّينِ ؟ قالوا : بالشَّامِ قال : ثم رجعتُ إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلتُه عن عملِه كلِّه قال فلما جئتُه قال : أي بُنيَّ أين كنتَ ؟ ألم أكن عهدتُ إليك ما عهدتُ ؟ قال ؟ قلتُ : يا أبتِ مررتُ بناسٍ يُصلُّونَ في كنيسةٍ لهم فأعجَبني ما رأيتُ من دينِهم فواللهِ ما زلتُ عندهم حتى غربتِ الشَّمسُ قال : أي بُنيَّ ليس في ذلك الدِّينِ خيرٌ دينُك ودينُ آبائِك خيرٌ منه قال : قلتُ : كلا واللهِ إنه خيرٌ من دينِنا قال : فخافَني فجعل في رجليَّ قَيدًا ثم حبَسني في بيته قال : وبعثتُ إلى النَّصارى فقلتُ : لهم إذا قدم عليكم رَكبٌ من الشامِ تجارٌ من النَّصارى فأخبروني بهم قال : فقدم عليهم رَكبٌ من الشامِ تجارٌ من النَّصارى قال : فأخبروني بهم قال : فقلتُ لهم : إذا قضُوا حوائجَهم وأرادوا الرَّجعةَ إلى بلادِهم فآذِنوني بهم قال : فلما أرادوا الرَّجعةَ إلى بلادِهم أخبروني بهم فألقيتُ الحديدَ من رجليَّ ثم خرجتُ معهم حتى قدمتُ الشَّام فلما قدمتُها قلتُ : من أفضلُ أهلِ هذا الدِّينِ قالوا : الأسقفُ في الكنيسةِ قال : فجئتُه فقلتُ : إني قد رغبتُ في هذا الدينِ وأحببتُ أن أكون معك أخدمُك في كنيستِك وأتعلَّمُ منك وأصلِّي معك قال : فادخُلْ فدخلتُ معه قال : فكان رجلَ سوءٍ يأمرُهم بالصدقةِ ويرغبُهم فيها فإذا جمعوا إليه منها أشياءَ اكتنزه لنفسِه ولم يعطه المساكينَ حتى جمع سبعَ قِلالٍ من ذهبٍ وورقٍ قال : وأبغضتُه بغضًا شديدًا لما رأيتُه يصنعُ ثم مات فاجتمعت إليه النصارى لِيدفنوه فقلتُ لهم : إنَّ هذا كان رجلَ سوءٍ يأمركم بالصدقةِ ويرغبُكم فيها فإذا جئتُموه بها اكتنزَها لنفسِه ولم يُعطِ المساكينَ منها شيئًا قالوا : وما علمُك بذلك ؟ قال : قلتُ : أنا أدلُّكم على كنزِه قالوا : فدَلَّنا عليه قال : فأريتُهم موضعَه قال : فاستخرجُوا منه سبعَ قِلالٍ مملوءةً ذهبًا وورقًا قال : فلما رأوها قالوا : واللهِ لا ندفنُه أبدًا فصلبُوه ثم رجمُوه بالحجارةِ ثم جاؤوا برجلٍ آخرَ فجعلوه بمكانِه قال : يقول سلمانُ : فما رأيتُ رجلًا لا يُصلِّي الخَمسَ أرى أنه أفضلَ منه أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرةِ ولا أدأبُ ليلًا ونهارًا منه قال : فأحببتُه حبًّا لم أُحبُّه من قبلَه وأقمتُ معه زمانًا ثم حضرتْه الوفاةُ فقلتُ له : يا فلانُ إني كنتُ معك وأحببتُك حبًّا لم أُحبُّه من قبلِك وقد حضرك ما ترى من أمرِ اللهِ فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أيْ بُنيَّ ما أعلمُ أحدًا اليومَ على ما كنتُ عليه لقد هلك الناسُ وبدَّلوا وتركوا أكثرَ ما كانوا عليه إلا رجلًا بالمَوصلِ وهو فلانٌ فهو على ما كنتُ عليه فالْحَقْ به قال : فلما مات وغُيِّبَ لحقتُ بصاحبِ المَوصلِ فقلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا أوصاني عند موتِه أن ألحقَ بك وأخبرَني أنك على أمرِه قال : فقال لي : أقِمْ عندي فأقمتُ عنده فوجدتُه خيرَ رجلٍ على أمرِ صاحبِه فلم يلبثْ أن مات فلما حضرته الوفاةُ قلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا أوصى بي إليكَ وأمرَني بالُّلحوقِ بك وقد حضرك من اللهِ عزَّ وجلَّ ما ترى فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أي بُنيَّ واللهِ ما أعلم رجلًا على مثلِ ما كنا عليه إلا رجلًا بنَصيبينَ وهو فلانٌ فالْحقْ به قال : فلما مات وغُيِّبَ لحقتُ بصاحبِ نصِيبينَ فجئتُه فأخبرتُه بخبري وما أمرَني به صاحبي قال : فأقِمْ عندي فأقمتُ عندَه فوجدتُه على أمرِ صاحبَيه فأقمتُ مع خيرِ رجلٍ فواللهِ ما لبث أن نزل به الموتُ فلما حضر قلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا كان أوصى بي إلى فلانٍ ثم أوصى بي فلانٌ إليك فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أيْ بُنيَّ واللهِ ما نعلم أحدًا بقِيَ على أمرِنا آمرُك أن تأتيَه إلا رجلًا بعَمُوريَّةَ فإنه بمثلِ ما نحنُ عليه فإن أحببتَ فأْتِه قال : فإنه على أمرِنا قال : فلما مات وغُيِّبَ لحقت بصاحبِ عَموريَّةَ وأخبرتُه خبري فقال : أَقِمْ عندي فأقمتُ مع رجلٍ على هدْي أصحابِه وأمرِهم قال : واكتسبتُ حتى كان لي بقَراتٌ وغُنَيمةٌ قال : ثم نزل به أمرُ اللهِ فلما حضر قلتُ له : يا فلانُ إني كنتُ مع فلانٍ فأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ وأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ ثم أوصى بي فلانٌ إليك فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أيْ بُنيَّ واللهِ ما أعلمُه أصبحَ على ما كنا عليه أحدٌ من الناسِ آمرُك أن تأتيَه ولكنه قد أظلك زمانُ نبيٍّ هو مبعوثٌ بدينِ إبراهيمَ يخرج بأرضِ العربِ مهاجرًا إلى أرضٍ بين حَرَّتينِ بينهما نخلٌ به علاماتٌ لا تَخفى يأكلُ الهديَّةَ ولا يأكلُ الصَّدقةَ بين كتِفَيه خاتمُ النُّبوَّةِ فإنِ استطعتَ أن تلحقَ بتلك البلادِ فافعلْ قال : ثم مات وغُيِّبَ فمكثتُ بعمورِيَّةَ ما شاء اللهُ أن أمكثَ ثم مرَّ بي نفرٌ من كلبٍ تُجَّارًا فقلتُ لهم : تحمِلوني إلى أرضِ العربِ وأُعطيكم بقَراتي هذه وغُنيمَتي هذه قالوا : نعم فأعطيتُهموها وحمَلوني حتى إذا قدِموا بي وادي القُرى ظلمُوني فباعوني من رجلٍ من اليهودٍ عبدًا فكنتُ عندَه ورأيتُ النَّخلَ ورجوتُ أن تكون البلدُ الذي وَصفَ لي صاحبي ولم يحقْ لي في نفسي فبينما أنا عنده قدِم عليه ابنُ عمٍّ له من المدينةِ من بني قُريظةَ فابتاعني منه فاحتملَني إلى المدينةِ فواللهِ ما هو إلا أن رأيتُها فعرفتُها بصفةِ صاحبي فأقمتُ بها وبعث اللهُ رسولَه فأقام بمكةَ ما أقام لا أسمعُ له بذكرٍ مع ما أنا فيه من شُغلِ الرِّقِّ ثم هاجر إلى المدينةَ فواللهِ إني لفي رأسِ عذقٍ لسيدي أعملُ فيه بعضَ العملِ وسيدي جالسٌ إذ أقبل ابنُ عمٍّ له حتى وقف عليه فقال : فلانٌ قاتَل اللهُ بني قَيلَةَ واللهِ إنهم الآن لمُجتمعونَ بقُباءَ على رجلٍ قدِم عليهم من مكةَ اليومَ يزعمون أنه نبيٌّ قال : فلما سمعتُها أخذتْني العرواءُ حتى ظننتُ أني سأسقطُ على سيدي قال : ونزلتُ عن النَّخلةِ فجعلتُ أقولُ لابنِ عمِّه ذلك ماذا تقولُ ؟ ماذا تقول ؟ قال : فغضِب سيِّدي فلكَمني لكمةً شديدةً ثم قال : مالكَ ولهذا ؟ أقبِلْ على عملِك قال : قلتُ : لا شيءَ إنما أردتُ أن أستثْبتَ عما قال : وقد كان عندي شيءٌ قد جمعتُه فلما أمسيتُ أخذتُه ثم ذهبتُ به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو بقُباءَ فدخلتُ عليه فقلتُ له : إنه قد بلغَني أنك رجلٌ صالحٌ ومعك أصحابٌ لك غُرباءُ ذَووا حاجةٍ وهذا شيءٌ كان عندي للصدقةِ فرأيتُكم أحقَّ به من غيركِم قال : فقرَّبتُه إليه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابِه : كُلوا وأمسكَ يدَه فلم يأكلْ قال : فقلتُ : في نفسي هذه واحدةٌ ثم انصرفتُ عنه فجمعتُ شيئًا وتحوَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى المدينةِ ثم جئتُ به فقلتُ : إني رأيتُك لا تأكلُ الصَّدقةَ وهذه هديةٌ أكرمتُك بها قال : فأكل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منها وأمر أصحابَه فأكَلوا معه قال : فقلتُ : في نفسي هاتان اثنتانِ ثم جئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو ببقيع الغرقدِ قال : وقد تبع جنازةً من أصحابِه عليه شَملتانِ له وهو جالسٌ في أصحابه فسلَّمتُ عليه ثم استدرتُ أنظرُ إلى ظهرِه هل أرى الخاتَمَ الذي وَصف لي صاحبي ؟ فلما رآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ استدرتُه عرف أني استثْبتُ في شيءٍ وُصِف لي قال : فألقى رداءَه عن ظهرِه فنظرتُ إلى الخاتمِ فعرفتُه فانكببتُ عليه أُقبِّلُه وأبكي فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : تحوَّلْ فتحوَّلتُ فقصصتُ عليه حديثي كما حدَّثتُك يا ابنَ عباسٍ قال : فأعجب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يسمع ذلك أصحابُه ثم شغل سلمانُ الرِّقَّ حتى فاته مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بدرٌ وأُحُدٌ قال : ثم قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : كاتِبْ يا سلمانُ فكاتبتُ صاحبي على ثلاثمائةِ نخلةٍ أُحيبها له بالفقيرِ وبأربعينَ أُوقيَّةً فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابه : أَعينُوا أخاكم فأعانُوني بالنَّخلِ الرجلُ بثلاثين ودِيَّةً والرجلُ بعشرين والرجلُ بخمسَ عشرةَ والرجلُ بعشرٍ يعنى الرجلَ بقدرِ ما عنده حتى اجتمعَتْ لي ثلاثمائةِ وَدِيَّةٍ فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ اذهبْ يا سلمانُ ففقِّرْ لها فإذا فرغْتَ فائتِني أكون أنا أضعُها بيديَّ ففقَّرتُ لها وأعانني أصحابي حتى إذا فرغتُ منها جئتُه فأخبرتُه فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ معي إليها فجعلْنا نُقرِّبُ له الوَدِيَّ ويضعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدِه فوالذي نفسُ سلمانَ بيدِه ما ماتتْ منها وَدِيَّةٌ واحدةٌ فأدَّيتُ النَّخلَ وبقِيَ عليَّ المالُ فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بمثلِ بيضةِ الدَّجاجةِ من ذهبٍ من بعضِ المغازي فقال : ما فعل الفارسيُّ المُكاتَبُ قال : فدُعيتُ له فقال : خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليك يا سلمانُ فقلتُ : وأين تقعُ هذه يا رسولَ اللهِ مما عليَّ ؟ قال : خُذْها فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سُيؤدِّى بها عنك قال : فأخذتُها فوزنتُ لهم منها والذي نفسُ سلمانَ بيدِه أربعينَ أُوقيَّةً فأوفيتُهم حقَّهم وعُتِقتُ فشهدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الخندقَ ثم لم يَفُتْني معه مشهدٌ
 

1 - من أحدث في أمرِنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل
الصفحة أو الرقم : 1/128 التخريج : أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - الأمر بالتمسك بالكتاب والسنة اعتصام بالسنة - لزوم السنة اعتصام بالسنة - ما جاء في أصحاب البدع اعتصام بالسنة - ما يكره من التعمق والغلو والبدع إحسان - إبطال الأعمال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - مَن أحدَث في أمرِنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 27 التخريج : أخرجه البخاري (2550)، ومسلم (1718) وأحمد (26329) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - إثم من دعا إلى ضلالة اعتصام بالسنة - لزوم السنة اعتصام بالسنة - ما يكره من التعمق والغلو والبدع اعتصام بالسنة - إنكار السنة اعتصام بالسنة - مخالفة السنة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 26329 التخريج : أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - لزوم السنة اعتصام بالسنة - ما يكره من التعمق والغلو والبدع اعتصام بالسنة - مجانبة أهل الأهواء اعتصام بالسنة - الأمر بالتمسك بها علم - الحث على الأخذ بالسنة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - فيمَن أحدَثَ حَدثًا في غيرِ الحَرمِ، ثُمَّ لَجَأَ إلى الحَرمِ: لم يُكلَّمْ ولم يُبايَعْ ولم يُؤذَ حتى يَخرُجَ مِن الحَرمِ، فإذا خَرَجَ من الحَرمِ أُخِذَ وأُقيمَ عليه ما عليه، وما أحدَثَ في الحَرمِ أُقيمَ عليه ما أحدَثَ فيه مِن شيءٍ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرح مسلم
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم : 9/378 التخريج : أخرجه الأزرقي في ((أخبار مكة)) (2/ 138)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (9/ 377) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة آل عمران حدود - الحث على إقامة الحدود حدود - إقامة الحد والقصاص في حرم مكة والمدينة مناقب وفضائل - مكة شرفها الله تعالى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - ما أحدَثَ رَجُلٌ إخاءً في اللهِ تعالى إلَّا أحدَثَ اللهُ له دَرَجةً في الجَنَّةِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف [وله ما] يعضده
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : العراقي | المصدر : فيض القدير
الصفحة أو الرقم : 5/ 412 التخريج : -

6 - المسلِمون تَتكافأُ دماؤُهم، وهم يدٌ على مَن سِواهم، ويسعى بذِمَّتِهم أدناهم، لا يُقتَلُ مؤمِنٌ بكافرٍ، ولا ذو عهدٍ في عهدِهِ، مَن أحدَث حدَثًا فعلى نفسِهِ، ومَن أحدَث حدَثًا أو آوى محدِثًا، فعليه لعنةُ اللهِ، والملائكةِ، والناسِ أجمعينَ.

7 - عن ابنِ المُسَيِّبِ قال أوَّلُ من أحدثَ الأذانَ في العيدِ معاويةُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : - | المحدث : المباركفوري | المصدر : تحفة الأحوذي
الصفحة أو الرقم : 2/420
التصنيف الموضوعي: أذان - الأذان والإقامة لا يشرعان في صلاة العيدين
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

8 - إنَّ اللَّهَ يُحدِثُ من أمرِهِ ما يشاءُ، وإنَّما أحدثَ أن لا تَكَلَّموا في الصَّلاةِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبد الله بن مسعود. | المحدث : الألباني | المصدر : شرح الطحاوية
الصفحة أو الرقم : 185 التخريج : أخرجه النسائي (1221) واللفظ له، وأبو داود (924)، وأحمد (3575) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - نسخ السنة بالسنة صلاة - الكلام في الصلاة صلاة - ما لا يجوز من الكلام في الصلاة صلاة - ما ينهى عنه في الصلاة صلاة - ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - روِيَ عن سعيدِ بنِ المسيَّبِ أنَّ أوَّلَ من أحدثَ الأذانَ في صلاةِ العيدِ هو معاويةُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : [قتادة بن دعامة] | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم : 2/525 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (5712) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - معاوية بن أبي سفيان أذان - الأذان والإقامة لا يشرعان في صلاة العيدين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

10 - إن اللهَ يُحْدِثُ من أمرهِ ما يشاءُ، وإن اللهَ سبحانهُ، قد أَحْدَثَ ألا تكلّمُوا في الصلاةِ فَرد عليهِ السلامُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : النووي | المصدر : المجموع للنووي
الصفحة أو الرقم : 4/103 التخريج : أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم قبل حديث (7522) باختلاف يسير، وأخرجه موصولاً أبو داود (924) باختلاف يسير، والنسائي (1220) بنحوه
التصنيف الموضوعي: صلاة - الكلام في الصلاة صلاة - ما لا يجوز من الكلام في الصلاة صلاة - ما ينهى عنه في الصلاة صلاة - ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب علم - النسخ في القرآن والسنة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

11 - إذا أحدث أحدُكم في صلاتِه, فليأخُذْ بأنفِه ثمَّ لينصرِفْ
خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : عبد الحق الإشبيلي | المصدر : الأحكام الشرعية الصغرى
الصفحة أو الرقم : 258 التخريج : أخرجه أبو داود (1114)
التصنيف الموضوعي: صلاة - من أحدث قبل التسليم وضوء - نواقض الوضوء إحسان - إبطال الأعمال صلاة - الانصراف من الصلاة صلاة - ما يفعل من نابه شيء في صلاته
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 - إذا أحدثَ أحدُكُم في صلاتِهِ؛ فليأخُذْ بأنفِهِ، ثمَّ لينصرِفْ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : هداية الرواة
الصفحة أو الرقم : 966 التخريج : أخرجه أبو داود (1114)
التصنيف الموضوعي: صلاة - من أحدث قبل التسليم وضوء - نواقض الوضوء إحسان - إبطال الأعمال صلاة - الانصراف من الصلاة صلاة - ما يفعل من نابه شيء في صلاته
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

13 - إذا أحْدَثَ أحدُكم في صلاتِه، فلْيأخُذْ بأنفِه ثمَّ لْيَنصرِفْ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 1114 التخريج : أخرجه ابن ماجه (1222)، وابن الجارود في ((المنتقى)) (222)، وابن خزيمة (1019) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: وضوء - نواقض الوضوء آداب عامة - المباحات من الأفعال والأقوال صلاة - الانصراف من الصلاة صلاة - ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب وضوء - الوضوء من الحدث
|أصول الحديث

14 - أَمَرَنا إِذا رَأَيْنَا مَنْ يَنْشُدُ ضَالَّةً في المسجِدِ أَن نقولَ له لا وجدتَّ
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح خلا محمد بن إسماعيل بن سمرة وهو ثقة
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 4/173 التخريج : أخرجه البزار (1883) واللفظ له، وابن خزيمة (1303)، والطبراني (9/294) (9268) بنحوه
التصنيف الموضوعي: مساجد ومواضع الصلاة - ما يكره في المساجد اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته لقطة - إنشاد الضالة في المسجد مساجد ومواضع الصلاة - حرمة المساجد
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

15 - إنَّ الشَّيطانَ لَيأتي أحَدَكم وهو في صَلاتِه، فيأخُذُ بشَعَرةٍ مِن دُبُرِه فيمُدُّها، فيَرى أنَّه أحدَثَ؛ فلا يَنصرِفْ حتَّى يَسمَعَ صوتًا، أو يجدَ ريحًا .

16 - انطلَقتُ أنا والأَشْتَرُ إلى عليٍّ، فقُلْنا: هل عهِدَ إليك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيئًا لم يعهَدْه إلى الناسِ عامَّةً؟ قال: لا، إلَّا ما في كتابي هذا -قال مُسدَّدٌ: قال: فأخرَجَ كتابًا، وقال أحمدُ: كتابًا من قِرابِ سَيفِه- فإذا فيه: المؤمنونَ تَكافَأُ دماؤُهم، وهم يَدٌ على مَن سِواهم، ويسعى بذِمَّتِهم أدناهم، ألَا لا يُقتَلُ مؤمنٌ بكافرٍ، ولا ذو عهدٍ في عَهدِه، مَن أحدَثَ حَدَثًا فعلى نفسِه، ومَن أحدَثَ حَدَثًا أو آوى مُحدِثًا، فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أجمعينَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 4530 التخريج : أخرجه أبو داود (4530) واللفظ له، والنسائي (4734)، وأحمد (993) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - اللعن اعتصام بالسنة - إثم من آوى محدثا ديات وقصاص - القود بين المسلم والكافر علم - كتابة العلم جهاد - حفظ أهل الذمة وبيان ما يقتضي به عهدهم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - إذا أحدَث أحدُكم وهو في الصَّلاةِ فليأخُذْ على أنفِه ثمَّ لينصرِفْ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2238 التخريج : أخرجه أبو داود (1114)، وابن ماجه (1222) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: وضوء - نواقض الوضوء آداب عامة - المباحات من الأفعال والأقوال صلاة - الانصراف من الصلاة صلاة - ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب وضوء - الوضوء من الحدث
|أصول الحديث

18 - إذا أحدَث أحدُكم وهو في الصَّلاةِ فليأخُذْ على أنفِه ثمَّ لينصرِفْ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2239 التخريج : أخرجه أبو داود (1114)، وابن ماجه (1222) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: وضوء - نواقض الوضوء آداب عامة - المباحات من الأفعال والأقوال صلاة - الانصراف من الصلاة صلاة - ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب وضوء - الوضوء من الحدث
|أصول الحديث

19 - إنَّ أوَّلَ من أحدثَ الأذانَ لصلاةِ العيدِ معاويةُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : سعيد بن المسيب | المحدث : الصنعاني | المصدر : سبل السلام
الصفحة أو الرقم : 2/107 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (5712) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: أذان - الأذان والإقامة لا يشرعان في صلاة العيدين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

20 - عن قَيسِ بنِ عبَّادٍ قال: انطلَقْتُ أنا والأشْتَرُ إلى عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه، فقُلْنا: هل عهِدَ إليكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَهدًا لم يَعهَدْهُ إلى النَّاسِ؟ قال: لا، إلَّا ما في كِتابِه هذا، فأخرَجَ كِتابًا من قِرابِ سَيفِه، فإذا فيه: المُؤمِنونَ تَكافَأُ دِماؤُهم، ويَسْعى بذِمَّتِهم أَدْناهم، وهُم يَدٌ على مَن سِواهم، لا يُقتَلُ مُؤمِنٌ بكافرٍ، ولا ذو عَهدٍ في عَهدِهِ، ومَن أحدَثَ حَدَثًا فعلى نفْسِه، ومَن أحدَثَ حَدَثًا، أو آوَى مُحدِثًا، فعليه لَعنةُ اللهِ، والملائكةِ، والنَّاسِ أجمَعينَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم : 5889 التخريج : أخرجه أبو داود (4530)، والنسائي (4734)، وأحمد (993) جميعا بلفظه، والبخاري (1870)، ومسلم (1370) كلاهما بنحوه .
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - إثم من آوى محدثا جهاد - الأمان والوفاء به ومن له إعطاء الأمان ديات وقصاص - القود بين المسلم والكافر بر وصلة - التعاون على البر والتقوى جهاد - الترهيب من نقض العهد
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

21 - عن قَيسِ بنِ عبَّادٍ، قالَ: انطَلقتُ أَنا والأشتَرُ إلى عليٍّ رضيَ اللَّهُ عنهُ فقُلنا هل عَهِدَ إليكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عَهْدًا لم يَعهدهُ إلى النَّاسِ عامَّةً ؟ قالَ: لا إلَّا ما كانَ في كِتابي هذا فأخرجَ كتابًا من قِرابِ سيفِهِ فإذا فيهِ المؤمنونَ تتَكافأُ دماؤُهُم ويسعَى بذمَّتِهِم أدناهُم وَهُم يدٌ على مَن سِواهم لا يُقتَلُ مُؤمنٌ بِكافرٍ ولا ذو عَهْدٍ في عَهْدِهِ ومن أحدَثَ حدثًا فعلَى نفسِهِ ومن أحدَثَ حَدثًا أو آوى مُحدِثًا فعليهِ لعنةُ اللَّهِ والملائِكَةِ والنَّاسِ أجمعينَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : علي | المحدث : العيني | المصدر : نخب الافكار
الصفحة أو الرقم : 15/339 التخريج : أخرجه أبو داود (4530)، وأحمد (993)، والبزار (713) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - إثم من آوى محدثا جهاد - الأمان والوفاء به ومن له إعطاء الأمان ديات وقصاص - القود بين المسلم والكافر بر وصلة - التعاون على البر والتقوى جهاد - الترهيب من نقض العهد
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

22 - عن قَيْسِ بنِ عبَّادٍ قال: انطلَقْتُ أنا والأَشْتَرُ إلى علِيٍّ عليه السَّلامُ، فقُلْنا: هل عهِد إليكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عهدًا لمْ يعهَدْهُ إلى النَّاسِ عامَّةً؟ قال: لا، إلَّا ما كان في كتابي هذا، فأخرَج كتابًا مِن قِرابِ سيفِهِ فإذا فيه: المؤمنونَ تَكافأُ دِماؤُهم، ويَسعى بذِمَّتِهم أَدْناهم، وهم يدٌ على مَن سِواهم، لا يُقتَلُ مُؤمِنٌ بكافرٍ، ولا ذو عهدٍ في عهدِهِ، ومَن أحدَث حدَثًا فعلى نفْسِهِ، ومَن أحدَث حدَثًا، أو آوَى مُحدِثًا فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمعينَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم : 1243 التخريج : أخرجه أبو داود (4530)، والنسائي (4734)، وأحمد (993) جميعا بلفظه، والبخاري (1870)، ومسلم (1370) كلاهما بنحوه .
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - إثم من آوى محدثا جهاد - الأمان والوفاء به ومن له إعطاء الأمان ديات وقصاص - القود بين المسلم والكافر بر وصلة - التعاون على البر والتقوى جهاد - الترهيب من نقض العهد
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

23 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سُئِلَ عن الرجلِ يخيل إليه في صلاتِه أنه أحدث في صلاتِه ولم يُحدثْ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إن الشيطانَ يأتِي أحدَكم وهو في صلاتِه حتى يفتحَ مقعدتَه فيخَيَّلُ إليه أنه أحدث ولم يحدثْ فإذا وجد أحدُكم ذلك فلا ينصرفْ حتى يسمعَ صوتَ ذلك بأذنِه أو يجدَ ريحَ ذلك بأنفِه
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 1/247 التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (11/ 222) (11556) واللفظ له، وأبو عبيد في ((الطهور)) (410)، وابن شاذان في ((مشيخته الصغرى)) (36) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: صلاة - الوسوسة في الصلاة صلاة - شروط الصلاة طهارة - لا يزول اليقين بالشك وضوء - نواقض الوضوء علم - السؤال للانتفاع وإن كثر
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - أمَرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نتوضَّأَ مِن لحومِ الإبلِ ولا نتوضَّأَ مِن لحومِ الغَنمِ وأنْ نُصلِّيَ في مرابضِ الغَنمِ ولا نُصلِّيَ في أعطانِ الإبلِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1127 التخريج : أخرجه ابن حبان (1127) بلفظه، ومسلم (360)، وابن ماجه (495)، وأحمد (21009) جميعهم باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: مساجد ومواضع الصلاة - المواضع التي تكره فيها الصلاة وضوء - ما لا ينقض الوضوء مساجد ومواضع الصلاة - أين يجوز بناء المساجد مساجد ومواضع الصلاة - الصلاة في مرابض الغنم وأعطان الإبل وضوء - الوضوء من لحوم الإبل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

25 - عن سعيدِ بنِ المسيَّبِ أنَّهُ معاويةُ [يعني أولَ من أحدَثَ الأذانَ للعيدِ]
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : سعيد بن المسيب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم : 2/525 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (5712) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - معاوية بن أبي سفيان أذان - الأذان والإقامة لا يشرعان في صلاة العيدين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - أُمِرْنَا بالجلوسِ [ أي في الجنازةِ ]
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : التعليقات الرضية
الصفحة أو الرقم : 464/1 التخريج : أخرجه الطبري في ((مسند عمر)) (828)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (2802)، وابن عساكر في ((معجم الشيوخ)) (1010) واللفظ لهم وفيه قصة.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - القيام للجنازة اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته جنائز وموت - التابع للجنازة لا يقعد حتى توضع
|أصول الحديث

27 - ما كان خُلُقٌ أبغضَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الكذبِ ولقد كان الرَّجُلُ يكذِبُ عنده الكِذبةَ فما تزالُ في نفسِه حتَّى يعلَمَ أنَّه قد أحدَث منها توبةً
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5736 التخريج : أخرجه الترمذي (1973)، وأحمد (25183)، ومعمر في ((الجامع)) (20195)، وابن حبان (5736) جميعهم بلفظه.
التصنيف الموضوعي: آفات اللسان - الكذب وما جاء فيه توبة - الحض على التوبة توبة - سقوط الذنوب بالاستغفار والتوبة آداب عامة - الأخلاق المذمومة مناقب وفضائل - بعض من ذمهم النبي وذم أفعالهم
|أصول الحديث

28 - إنَّ اللهَ أَذِنَ لي أنْ أُحَدِّثَ عنْ دِيكٍ رِجلاهُ في الأرضِ وعُنُقُه مَثْنِيَّةٌ تحْتَ العَرشِ ، وهو يَقولُ: سُبحانَكَ ما أعظَمَ رَبَّنا! قالَ: فيَرُدُّ عليه: ما يَعلَمُ ذلك مَن حَلَف بي كاذِبًا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8023
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - من حلف على يمين فاجرة أيمان - الحلف كاذبا متعمدا خلق - خلق السموات والأرض وما فيهما خلق - العرش إيمان - عظمة الله وصفاته

خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 5/494 التخريج : أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم قبل حديث (7522) مختصراً بنحوه، وأخرجه موصولاً أبو داود (924) بنحوه، والنسائي (1220) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الحث على ذكر الله تعالى صلاة - الكلام في الصلاة صلاة - ما لا يجوز من الكلام في الصلاة صلاة - ما ينهى عنه في الصلاة صلاة - ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب
|أصول الحديث

30 - اعتَمرتُ معَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ في زمانِ عمرَ، أو زمانِ عُثمانَ رضيَ اللَّهُ عنهُ فنزلَ على أختِهِ أمِّ هانئٍ بنتِ أبي طالبٍ، فلمَّا فرغَ من عُمرتِهِ رجعَ، فسُكِبَ لَهُ غسلٌ فاغتسلَ، فلمَّا فرغَ من غُسلِهِ دخلَ عليهِ نفرٌ من أَهْلِ العراقِ، فقالوا : يا أبا حسَنٍ، جِئناكَ نسألُكَ عن أمرٍ نحبُّ أن تُخْبِرَنا عنهُ، قالَ : أظنُّ المغيرةَ بنَ شعبةَ يحدِّثُكُم أنَّهُ كانَ أحدَثَ النَّاسِ عَهْدًا بِرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قالوا : أجَل، عن ذلِكَ جِئنا نسألُكَ. قالَ : أحدَثُ النَّاسِ عَهْدًا برسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قُثَمُ بنُ العبَّاسِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن الحارث بن نوفل | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 2/125 التخريج : أخرجه أحمد (787) واللفظ له، والطبري في ((تاريخه)) (12/244)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (7/257)
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - فضائل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم جنائز وموت - حضور الدفن وحثو التراب علم - حسن السؤال ونصح العالم غسل - الأغسال الواجبة والمسنونة مناقب وفضائل - قثم بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي
|أصول الحديث