الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

91 - كُنَّا نَغْزُو مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ليسَ لَنَا نِسَاءٌ، فَقُلْنَا: أَلَا نَسْتَخْصِي؟ فَنَهَانَا عن ذلكَ، ثُمَّ رَخَّصَ لَنَا أَنْ نَنْكِحَ المَرْأَةَ بالثَّوْبِ إلى أَجَلٍ، ثُمَّ قَرَأَ عبدُ اللهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ}[المائدة:87]. بهذا الإسْنَادِ، مِثْلَهُ. وَقالَ: ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا هذِه الآيَةَ، وَلَمْ يَقُلْ: قَرَأَ عبدُ اللَّهِ. [وفي رواية]: كُنَّا وَنَحْنُ شَبَابٌ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي؟ وَلَمْ يَقُلْ: نَغْزُو.

92 - أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَدْعُو بهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ: اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ، وَالْمَغْرَمِ.

93 -  شَهِدْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الصَّلَاةَ يَومَ العِيدِ، فَبَدَأَ بالصَّلَاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ، بغيرِ أَذَانٍ وَلَا إقَامَةٍ، ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا علَى بلَالٍ، فأمَرَ بتَقْوَى اللهِ، وَحَثَّ علَى طَاعَتِهِ، وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ، ثُمَّ مَضَى حتَّى أَتَى النِّسَاءَ، فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ، فَقالَ: تَصَدَّقْنَ؛ فإنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ مِن سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الخَدَّيْنِ، فَقالَتْ: لِمَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: لأنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ ، قالَ: فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِن حُلِيِّهِنَّ؛ يُلْقِينَ في ثَوْبِ بلَالٍ مِن أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ.

94 - ذَهَبْتُ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَامَ الفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ بثَوْبٍ، قالَتْ: فَسَلَّمْتُ، فَقالَ: مَن هذِه؟ قُلتُ: أُمُّ هَانِئٍ بنْتُ أبِي طَالِبٍ، قالَ: مَرْحَبًا بأُمِّ هَانِئٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِن غُسْلِهِ، قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا في ثَوْبٍ واحِدٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، زَعَمَ ابنُ أُمِّي عَلِيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ أنَّه قَاتِلٌ رَجُلًا أجَرْتُهُ، فُلَانُ ابنُ هُبَيْرَةَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: قدْ أجَرْنَا مَن أجَرْتِ يا أُمَّ هَانِئٍ قالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: وذلكَ ضُحًى.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : فاختة بنت أبي طالب أم هانئ | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 336
التصنيف الموضوعي: جهاد - الأمان والوفاء به ومن له إعطاء الأمان صلاة - الصلاة في الثوب الواحد غسل - التستر في الغسل مغازي - فتح مكة صلاة - الضحى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

95 - أَتَى رَجُلٌ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بالجِعْرَانَةِ مُنْصَرَفَهُ مِن حُنَيْنٍ، وفي ثَوْبِ بلَالٍ فِضَّةٌ، وَرَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَقْبِضُ منها، يُعْطِي النَّاسَ، فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، اعْدِلْ، قالَ: وَيْلَكَ وَمَن يَعْدِلُ إذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ؟ لقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ فَقالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: دَعْنِي، يا رَسولَ اللهِ، فأقْتُلَ هذا المُنَافِقَ، فَقالَ: معاذَ اللهِ، أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي، إنَّ هذا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ، لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ منه كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ . [وفي رواية]: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْسِمُ مَغَانِمَ وَسَاقَ الحَدِيثَ.

96 - جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَهو بالجِعْرَانَةِ، عليه جُبَّةٌ وَعَلَيْهَا خَلُوقٌ، أَوْ قالَ أَثَرُ صُفْرَةٍ، فَقالَ: كيفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أَصْنَعَ في عُمْرَتِي؟ قالَ: وَأُنْزِلَ علَى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الوَحْيُ ، فَسُتِرَ بثَوْبٍ، وَكانَ يَعْلَى يقولُ: وَدِدْتُ أَنِّي أَرَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَقَدْ نَزَلَ عليه الوَحْيُ ، قالَ فَقالَ: أَيَسُرُّكَ أَنْ تَنْظُرَ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَقَدْ أُنْزِلَ عليه الوَحْيُ؟ قالَ: فَرَفَعَ عُمَرُ طَرَفَ الثَّوْبِ، فَنَظَرْتُ إلَيْهِ له غَطِيطٌ، قالَ وَأَحْسَبُهُ قالَ، كَغَطِيطِ البَكْرِ، قالَ فَلَمَّا سُرِّيَ عنْه قالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ العُمْرَةِ؟ اغْسِلْ عَنْكَ أَثَرَ الصُّفْرَةِ، أَوْ قالَ أَثَرَ الخَلُوقِ ، وَاخْلَعْ عَنْكَ جُبَّتَكَ، وَاصْنَعْ في عُمْرَتِكَ ما أَنْتَ صَانِعٌ في حَجِّكَ.

97 - أنَّ رَجُلًا، وَقالَ حَامِدٌ، وَابنُ عبدِ الأعْلَى أنَّ الرَّجُلَ، كانَ يَجْعَلُ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ النَّخَلَاتِ مِن أَرْضِهِ، حتَّى فُتِحَتْ عليه قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ، فَجَعَلَ بَعْدَ ذلكَ يَرُدُّ عليه ما كانَ أَعْطَاهُ. قالَ أَنَسٌ: وإنَّ أَهْلِي أَمَرُونِي أَنْ آتِيَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأسْأَلَهُ ما كانَ أَهْلُهُ أَعْطَوْهُ، أَوْ بَعْضَهُ، وَكانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قدْ أَعْطَاهُ أُمَّ أَيْمَنَ، فأتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأعْطَانِيهِنَّ، فَجَاءَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَجَعَلَتِ الثَّوْبَ في عُنُقِي، وَقالَتْ: وَاللَّهِ، لا نُعْطِيكَاهُنَّ وَقَدْ أَعْطَانِيهِنَّ، فَقالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا أُمَّ أَيْمَنَ، اتْرُكِيهِ وَلَكِ كَذَا وَكَذَا، وَتَقُولُ: كَلَّا وَالَّذِي لا إلَهَ إلَّا هُوَ ، فَجَعَلَ يقولُ: كَذَا حتَّى أَعْطَاهَا عَشْرَةَ أَمْثَالِهِ، أَوْ قَرِيبًا مِن عَشَرَةِ أَمْثَالِهِ.

98 - عن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: جَاءَنَا جَابِرُ بنُ عبدِ اللهِ في أَهْلِنَا، وَرَجُلٌ يَشْتَكِي خُرَاجًا به، أَوْ جِرَاحًا، فَقالَ: ما تَشْتَكِي؟ قالَ: خُرَاجٌ بي قدْ شَقَّ عَلَيَّ، فَقالَ: يا غُلَامُ ائْتِنِي بحَجَّامٍ، فَقالَ له: ما تَصْنَعُ بالحَجَّامِ؟ يا أَبَا عبدِ اللهِ قالَ: أُرِيدُ أَنْ أُعَلِّقَ فيه مِحْجَمًا، قالَ: وَاللَّهِ إنَّ الذُّبَابَ لَيُصِيبُنِي، أَوْ يُصِيبُنِي الثَّوْبُ، فيُؤْذِينِي وَيَشُقُّ عَلَيَّ، فَلَمَّا رَأَى تَبَرُّمَهُ مِن ذلكَ قالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنْ كانَ في شيءٍ مِن أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ ، أَوْ شَرْبَةٍ مِن عَسَلٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بنَارٍ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: وَما أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ قالَ فَجَاءَ بحَجَّامٍ فَشَرَطَهُ، فَذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2205
التصنيف الموضوعي: أشربة - العسل طب - أدوية النبي صلى الله عليه وسلم طب - الحجامة طب - العسل طب - الكي
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

99 - عَنْ عبدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، وَالْمِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ، أنَّهُما اخْتَلَفَا بالأبْوَاءِ، فَقالَ عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ: يَغْسِلُ المُحْرِمُ رَأْسَهُ، وَقالَ المِسْوَرُ: لا يَغْسِلُ المُحْرِمُ رَأْسَهُ، فأرْسَلَنِي ابنُ عَبَّاسٍ إلى أَبِي أَيُّوبَ الأنْصَارِيِّ أَسْأَلُهُ عن ذلكَ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ بيْنَ القَرْنَيْنِ وَهو يَسْتَتِرُ بثَوْبٍ، قالَ: فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَن هذا؟ فَقُلتُ: أَنَا عبدُ اللهِ بنُ حُنَيْنٍ، أَرْسَلَنِي إلَيْكَ عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ، أَسْأَلُكَ كيفَ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَغْسِلُ رَأْسَهُ وَهو مُحْرِمٌ؟ فَوَضَعَ أَبُو أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه يَدَهُ علَى الثَّوْبِ فَطَأْطَأَهُ، حتَّى بَدَا لي رَأْسُهُ، ثُمَّ قالَ: لإِنْسَانٍ يَصُبُّ: اصْبُبْ فَصَبَّ علَى رَأْسِهِ، ثُمَّ حَرَّكَ رَأْسَهُ بيَدَيْهِ، فأقْبَلَ بهِما وَأَدْبَرَ، ثُمَّ قالَ: هَكَذَا رَأَيْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَفْعَلُ. [وفي رواية]: فأمَرَّ أَبُو أَيُّوبَ بيَدَيْهِ علَى رَأْسِهِ جَمِيعًا علَى جَمِيعِ رَأْسِهِ، فأقْبَلَ بهِما وَأَدْبَرَ، فَقالَ المِسْوَرُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: لا أُمَارِيكَ أَبَدًا.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو أيوب الأنصاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1205
التصنيف الموضوعي: حج - الغسل للمحرم غسل - التستر في الغسل حج - مباحات الإحرام حج - مناسك الحج غسل - الأغسال الواجبة والمسنونة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

100 - أنَّ يَعْلَى كانَ يقولُ لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: لَيْتَنِي أَرَى نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حِينَ يُنْزَلُ عليه، فَلَمَّا كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بالجِعْرَانَةِ، وعلَى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبٌ قدْ أُظِلَّ به عليه، معهُ نَاسٌ مِن أَصْحَابِهِ، فيهم عُمَرُ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ عليه جُبَّةُ صُوفٍ، مُتَضَمِّخٌ بطِيبٍ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ تَرَى في رَجُلٍ أَحْرَمَ بعُمْرَةٍ في جُبَّةٍ بَعْدَ ما تَضَمَّخَ بطِيبٍ؟ فَنَظَرَ إلَيْهِ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سَاعَةً، ثُمَّ سَكَتَ، فَجَاءَهُ الوَحْيُ ، فأشَارَ عُمَرُ بيَدِهِ إلى يَعْلَى بنِ أُمَيَّةَ: تَعَالَ، فَجَاءَ يَعْلَى، فأدْخَلَ رَأْسَهُ، فَإِذَا النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُحْمَرُّ الوَجْهِ، يَغِطُّ سَاعَةً، ثُمَّ سُرِّيَ عنْه، فَقالَ: أَيْنَ الذي سَأَلَنِي عَنِ العُمْرَةِ آنِفًا؟ فَالْتُمِسَ الرَّجُلُ، فَجِيءَ به، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَمَّا الطِّيبُ الذي بكَ، فَاغْسِلْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأَمَّا الجُبَّةُ فَانْزِعْهَا، ثُمَّ اصْنَعْ في عُمْرَتِكَ، ما تَصْنَعُ في حَجِّكَ.

101 - قَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ضَعِيفًا أَعْرِفُ فيه الجُوعَ، فَهلْ عِنْدَكِ مِن شيءٍ؟ فَقالَتْ: نَعَمْ، فأخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِن شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا، فَلَفَّتِ الخُبْزَ ببَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ ثَوْبِي وَرَدَّتْنِي ببَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: فَذَهَبْتُ به، فَوَجَدْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ جَالِسًا في المَسْجِدِ وَمعهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عليهم، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ، قالَ: فَقُلتُ: نَعَمْ، فَقالَ: أَلِطَعَامٍ؟ فَقُلتُ: نَعَمْ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِمَن معهُ: قُومُوا، قالَ: فَانْطَلَقَ، وَانْطَلَقْتُ بيْنَ أَيْدِيهِمْ حتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ، فأخْبَرْتُهُ، فَقالَ أَبُو طَلْحَةَ: يا أُمَّ سُلَيْمٍ، قدْ جَاءَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بالنَّاسِ، وَليسَ عِنْدَنَا ما نُطْعِمُهُمْ، فَقالَتْ: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حتَّى لَقِيَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأقْبَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ معهُ حتَّى دَخَلَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: هَلُمِّي ما عِنْدَكِ يا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ فأتَتْ بذلكَ الخُبْزِ، فأمَرَ به رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَفُتَّ ، وَعَصَرَتْ عليه أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فأدَمَتْهُ ، ثُمَّ قالَ فيه رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ما شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ، فأذِنَ لهمْ فأكَلُوا حتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ، فأذِنَ لهمْ فأكَلُوا حتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ حتَّى أَكَلَ القَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ رَجُلًا، أَوْ ثَمَانُونَ.

102 - إنَّه بيْنَما مُوسَى عليه السَّلَامُ، في قَوْمِهِ يُذَكِّرُهُمْ بأَيَّامِ اللهِ ، وَأَيَّامُ اللهِ نَعْمَاؤُهُ وَبَلَاؤُهُ، إذْ قالَ: ما أَعْلَمُ في الأرْضِ رَجُلًا خَيْرًا وَأَعْلَمَ مِنِّي، قالَ: فأوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ، إنِّي أَعْلَمُ بالخَيْرِ منه، أَوْ عِنْدَ مَن هُوَ، إنَّ في الأرْضِ رَجُلًا هو أَعْلَمُ مِنْكَ، قالَ: يا رَبِّ فَدُلَّنِي عليه، قالَ فقِيلَ له: تَزَوَّدْ حُوتًا مَالِحًا، فإنَّه حَيْثُ تَفْقِدُ الحُوتَ، قالَ: فَانْطَلَقَ هو وَفَتَاهُ حتَّى انْتَهَيَا إلى الصَّخْرَةِ، فَعُمِّيَ عليه، فَانْطَلَقَ وَتَرَكَ فَتَاهُ، فَاضْطَرَبَ الحُوتُ في المَاءِ، فَجَعَلَ لا يَلْتَئِمُ عليه، صَارَ مِثْلَ الكُوَّةِ، قالَ فَقالَ فَتَاهُ: أَلَا أَلْحَقُ نَبِيَّ اللهِ فَأُخْبِرَهُ؟ قالَ: فَنُسِّيَ، فَلَمَّا تَجَاوَزَا قالَ لِفَتَاهُ: آتِنَا غَدَاءَنَا لقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هذا نَصَبًا، قالَ: وَلَمْ يُصِبْهُمْ نَصَبٌ حتَّى تَجَاوَزَا، قالَ فَتَذَكَّرَ (قالَ أَرَأَيْتَ إذْ أَوَيْنَا إلى الصَّخْرَةِ فإنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وَما أَنْسَانِيهُ إلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ في البَحْرِ عَجَبًا. قالَ: ذلكَ ما كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا علَى آثَارِهِما قَصَصًا) فأرَاهُ مَكانَ الحُوتِ، قالَ: هَا هُنَا وُصِفَ لِي، قالَ: فَذَهَبَ يَلْتَمِسُ فَإِذَا هو بالخَضِرِ مُسَجًّى ثَوْبًا، مُسْتَلْقِيًا علَى القَفَا، أَوْ قالَ علَى حَلَاوَةِ القَفَا . قالَ: السَّلَامُ علَيْكُم، فَكَشَفَ الثَّوْبَ عن وَجْهِهِ قالَ: وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ، مَن أَنْتَ؟ قالَ: أَنَا مُوسَى؟ قالَ: وَمَن مُوسَى؟ قالَ: مُوسَى بَنِي إسْرَائِيلَ، قالَ: مَجِيءٌ ما جَاءَ بكَ؟ قالَ: جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي ممَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا، قالَ: إنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا، وَكيفَ تَصْبِرُ علَى ما لَمْ تُحِطْ به خُبْرًا، شيءٌ أُمِرْتُ به أَنْ أَفْعَلَهُ إذَا رَأَيْتَهُ لَمْ تَصْبِرْ، قالَ: سَتَجِدُنِي إنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لكَ أَمْرًا، قالَ: فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فلا تَسْأَلْنِي عن شيءٍ حتَّى أُحْدِثَ لكَ منه ذِكْرًا، فَانْطَلَقَا حتَّى إذَا رَكِبَا في السَّفِينَةِ خَرَقَهَا، قالَ: انْتَحَى عَلَيْهَا، قالَ له مُوسَى عليه السَّلَامُ: أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لقَدْ جِئْتَ شيئًا إمْرًا ، قالَ: أَلَمْ أَقُلْ إنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا؟ قالَ: لا تُؤَاخِذْنِي بما نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِن أَمْرِي عُسْرًا، فَانْطَلَقَا حتَّى إذَا لَقِيَا غِلْمَانًا يَلْعَبُونَ، قالَ: فَانْطَلَقَ إلى أَحَدِهِمْ بَادِيَ الرَّأْيِ فَقَتَلَهُ، فَذُعِرَ عِنْدَهَا مُوسَى عليه السَّلَامُ، ذَعْرَةً مُنْكَرَةً، قالَ: (أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَةً بغيرِ نَفْسٍ لقَدْ جِئْتَ شيئًا نُكْرًا) فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عِنْدَ هذا المَكَانِ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْنَا وعلَى مُوسَى، لَوْلَا أنَّهُ عَجَّلَ لَرَأَى العَجَبَ، وَلَكِنَّهُ أَخَذَتْهُ مِن صَاحِبِهِ ذَمَامَةٌ ، {قالَ إنْ سَأَلْتُكَ عن شيءٍ بَعْدَهَا فلا تُصَاحِبْنِي قدْ بَلَغْتَ مِن لَدُنِّي} عُذْرًا ولو صَبَرَ لَرَأَى العَجَبَ، قالَ: وَكانَ إذَا ذَكَرَ أَحَدًا مِنَ الأنْبِيَاءِ بَدَأَ بنَفْسِهِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْنَا وعلَى أَخِي كَذَا، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْنَا، فَانْطَلَقَا حتَّى إذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ لِئَامًا فَطَافَا في المَجَالِسِ فَاسْتَطْعَما أَهْلَهَا، فأبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فأقَامَهُ، قالَ: لو شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عليه أَجْرًا، قالَ: هذا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ وَأَخَذَ بثَوْبِهِ، قالَ: {سَأُنَبِّئُكَ بتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عليه صَبْرًا، أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ في البَحْرِ} إلى آخِرِ الآيَةِ، فَإِذَا جَاءَ الذي يُسَخِّرُهَا وَجَدَهَا مُنْخَرِقَةً فَتَجَاوَزَهَا فأصْلَحُوهَا بخَشَبَةٍ، وَأَمَّا الغُلَامُ فَطُبِعَ يَومَ طُبِعَ كَافِرًا ، وَكانَ أَبَوَاهُ قدْ عَطَفَا عليه، فلوْ أنَّهُ أَدْرَكَ أَرْهَقَهُما طُغْيَانًا وَكُفْرًا (فَأَرَدْنَا أَنْ يُبَدِّلَهُما رَبُّهُما خَيْرًا منه زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا. وَأَمَّا الجِدَارُ فَكانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ في المَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ) إلى آخِرِ الآيَةِ.

103 - [عن] عبد الله بن عباس يحدث قال: مَكَثْتُ سَنَةً وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ عن آيَةٍ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْأَلَهُ، هَيْبَةً له حتَّى خَرَجَ حَاجًّا، فَخَرَجْتُ معهُ، فَلَمَّا رَجَعَ فَكُنَّا ببَعْضِ الطَّرِيقِ عَدَلَ إلى الأرَاكِ لِحَاجَةٍ له، فَوَقَفْتُ له حتَّى فَرَغَ، ثُمَّ سِرْتُ معهُ، فَقُلتُ: يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَنِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن أَزْوَاجِهِ، فَقالَ: تِلكَ حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ، قالَ: فَقُلتُ له: وَاللَّهِ، إنْ كُنْتُ لأُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عن هذا مُنْذُ سَنَةٍ، فَما أَسْتَطِيعُ هَيْبَةً لَكَ، قالَ: فلا تَفْعَلْ، ما ظَنَنْتَ أنَّ عِندِي مِن عِلْمٍ فَسَلْنِي عنْه، فإنْ كُنْتُ أَعْلَمُهُ أَخْبَرْتُكَ، قالَ: وَقالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ، إنْ كُنَّا في الجَاهِلِيَّةِ ما نَعُدُّ لِلنِّسَاءِ أَمْرًا، حتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِنَّ ما أَنْزَلَ، وَقَسَمَ لهنَّ ما قَسَمَ، قالَ: فَبيْنَما أَنَا في أَمْرٍ أَأْتَمِرُهُ إذْ قالَتْ لي امْرَأَتِي: لو صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا، فَقُلتُ لَهَا: وَما لَكِ أَنْتِ، وَلِما هَاهُنَا؟ وَما تَكَلُّفُكِ في أَمْرٍ أُرِيدُهُ، فَقالَتْ لِي: عَجَبًا لكَ يا ابْنَ الخَطَّابِ، ما تُرِيدُ أَنْ تُرَاجَعَ أَنْتَ، وإنَّ ابْنَتَكَ لَتُرَاجِعُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى يَظَلَّ يَومَهُ غَضْبَانَ، قالَ عُمَرُ: فَآخُذُ رِدَائِي، ثُمَّ أَخْرُجُ مَكَانِي حتَّى أَدْخُلَ علَى حَفْصَةَ، فَقُلتُ لَهَا: يا بُنَيَّةُ إنَّكِ لَتُرَاجِعِينَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى يَظَلَّ يَومَهُ غَضْبَانَ؟ فَقالَتْ حَفْصَةُ: وَاللَّهِ إنَّا لَنُرَاجِعُهُ، فَقُلتُ: تَعْلَمِينَ أَنِّي أُحَذِّرُكِ عُقُوبَةَ اللهِ، وَغَضَبَ رَسولِهِ، يا بُنَيَّةُ، لا يَغُرَّنَّكِ هذِه الَّتي قدْ أَعْجَبَهَا حُسْنُهَا، وَحُبُّ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إيَّاهَا، ثُمَّ خَرَجْتُ حتَّى أَدْخُلَ علَى أُمِّ سَلَمَةَ لِقَرَابَتي منها، فَكَلَّمْتُهَا، فَقالَتْ لي أُمُّ سَلَمَةَ: عَجَبًا لكَ يا ابْنَ الخَطَّابِ قدْ دَخَلْتَ في كُلِّ شيءٍ، حتَّى تَبْتَغِيَ أَنْ تَدْخُلَ بيْنَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ، قالَ: فأخَذَتْنِي أَخْذًا كَسَرَتْنِي عن بَعْضِ ما كُنْتُ أَجِدُ، فَخَرَجْتُ مِن عِندِهَا، وَكانَ لي صَاحِبٌ مِنَ الأنْصَارِ إذَا غِبْتُ أَتَانِي بالخَبَرِ، وإذَا غَابَ كُنْتُ أَنَا آتِيهِ بالخَبَرِ، وَنَحْنُ حِينَئِذٍ نَتَخَوَّفُ مَلِكًا مِن مُلُوكِ غَسَّانَ، ذُكِرَ لَنَا أنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَسِيرَ إلَيْنَا، فَقَدِ امْتَلأَتْ صُدُورُنَا منه، فأتَى صَاحِبِي الأنْصَارِيُّ يَدُقُّ البَابَ، وَقالَ: افْتَحِ افْتَحْ، فَقُلتُ: جَاءَ الغَسَّانِيُّ؟ فَقالَ: أَشَدُّ مِن ذلكَ، اعْتَزَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَزْوَاجَهُ، فَقُلتُ: رَغِمَ أَنْفُ حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ، ثُمَّ آخُذُ ثَوْبِي، فأخْرُجُ حتَّى جِئْتُ، فَإِذَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في مَشْرُبَةٍ له يُرْتَقَى إلَيْهَا بعَجَلَةٍ، وَغُلَامٌ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَسْوَدُ علَى رَأْسِ الدَّرَجَةِ ، فَقُلتُ: هذا عُمَرُ، فَأُذِنَ لِي، قالَ عُمَرُ: فَقَصَصْتُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ هذا الحَدِيثَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ حَدِيثَ أُمِّ سَلَمَةَ، تَبَسَّمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وإنَّه لَعَلَى حَصِيرٍ ما بيْنَهُ وبيْنَهُ شيءٌ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِن أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ ، وإنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا مَضْبُورًا، وَعِنْدَ رَأْسِهِ أُهُبًا مُعَلَّقَةً، فَرَأَيْتُ أَثَرَ الحَصِيرِ في جَنْبِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَبَكَيْتُ، فَقالَ: ما يُبْكِيكَ؟ فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيما هُما فِيهِ، وَأَنْتَ رَسولُ اللهِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَما تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لهما الدُّنْيَا، وَلَكَ الآخِرَةُ. [وفي رواية]: أَقْبَلْتُ مع عُمَرَ حتَّى إذَا كُنَّا بمَرِّ الظَّهْرَانِ، وَسَاقَ الحَدِيثَ بطُولِهِ كَنَحْوِ حَديثِ سُلَيْمَانَ بنِ بلَالٍ، غيرَ أنَّهُ قالَ: قُلتُ: شَأْنُ المَرْأَتَيْنِ؟ قالَ: حَفْصَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ. وَزَادَ فِيهِ: وَأَتَيْتُ الحُجَرَ، فَإِذَا في كُلِّ بَيْتٍ بُكَاءٌ. وَزَادَ أَيْضًا: وَكانَ آلَى منهنَّ شَهْرًا، فَلَمَّا كانَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ نَزَلَ إلَيْهِنَّ.

104 - أنَّهُ سَأَلَ فَاطِمَةَ بنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الضَّحَّاكِ بنِ قَيْسٍ -وَكَانَتْ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ- فَقالَ: حَدِّثِينِي حَدِيثًا سَمِعْتِيهِ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، لا تُسْنِدِيهِ إلى أَحَدٍ غيرِهِ، فَقالَتْ: لَئِنْ شِئْتَ لَأَفْعَلَنَّ، فَقالَ لَهَا: أَجَلْ حَدِّثِينِي، فَقالَتْ: نَكَحْتُ ابْنَ المُغِيرَةِ، وَهو مِن خِيَارِ شَبَابِ قُرَيْشٍ يَومَئذٍ، فَأُصِيبَ في أَوَّلِ الجِهَادِ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا تَأَيَّمْتُ خَطَبَنِي عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ في نَفَرٍ مِن أَصْحَابِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَخَطَبَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى مَوْلَاهُ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَكُنْتُ قدْ حُدِّثْتُ، أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ أُسَامَةَ، فَلَمَّا كَلَّمَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قُلتُ: أَمْرِي بيَدِكَ، فأنْكِحْنِي مَن شِئْتَ، فَقالَ: انْتَقِلِي إلى أُمِّ شَرِيكٍ. وَأُمُّ شَرِيكٍ امْرَأَةٌ غَنِيَّةٌ مِنَ الأنْصَارِ، عَظِيمَةُ النَّفَقَةِ في سَبيلِ اللهِ، يَنْزِلُ عَلَيْهَا الضِّيفَانُ، فَقُلتُ: سَأَفْعَلُ، فَقالَ: لا تَفْعَلِي، إنَّ أُمَّ شَرِيكٍ امْرَأَةٌ كَثِيرَةُ الضِّيفَانِ؛ فإنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسْقُطَ عَنْكِ خِمَارُكِ، أَوْ يَنْكَشِفَ الثَّوْبُ عن سَاقَيْكِ، فَيَرَى القَوْمُ مِنْكِ بَعْضَ ما تَكْرَهِينَ، وَلَكِنِ انْتَقِلِي إلى ابْنِ عَمِّكِ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَهو رَجُلٌ مِن بَنِي فِهْرٍ؛ فِهْرِ قُرَيْشٍ، وَهو مِنَ البَطْنِ الَّذي هي منه. فَانْتَقَلْتُ إلَيْهِ، فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتي سَمِعْتُ نِدَاءَ المُنَادِي -مُنَادِي رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يُنَادِي: الصَّلَاةَ جَامِعَةً، فَخَرَجْتُ إلى المَسْجِدِ، فَصَلَّيْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَكُنْتُ في صَفِّ النِّسَاءِ الَّتي تَلِي ظُهُورَ القَوْمِ، فَلَمَّا قَضَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَاتَهُ جَلَسَ علَى المِنْبَرِ وَهو يَضْحَكُ، فَقالَ: لِيَلْزَمْ كُلُّ إنْسَانٍ مُصَلَّاهُ ، ثُمَّ قالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟ قالوا: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: إنِّي وَاللَّهِ ما جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لأنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا، فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ، وَحدَّثَني حَدِيثًا وَافَقَ الَّذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عن مَسِيحِ الدَّجَّالِ. حدَّثَني أنَّهُ رَكِبَ في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مع ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِن لَخْمٍ وَجُذَامَ ، فَلَعِبَ بهِمِ المَوْجُ شَهْرًا في البَحْرِ، ثُمَّ أَرْفَؤُوا إلى جَزِيرَةٍ في البَحْرِ حتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا في أَقْرُبِ السَّفِينَةِ، فَدَخَلُوا الجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لا يَدْرُونَ ما قُبُلُهُ مِن دُبُرِهِ؛ مِن كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقالوا: وَيْلَكِ! ما أَنْتِ؟ فَقالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ ، قالوا: وَما الجَسَّاسَةُ؟ قالَتْ: أَيُّهَا القَوْمُ، انْطَلِقُوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ ؛ فإنَّه إلى خَبَرِكُمْ بالأشْوَاقِ، قالَ: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا منها أَنْ تَكُونَ شيطَانَةً، قالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ ، فَإِذَا فيه أَعْظَمُ إنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا ، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إلى عُنُقِهِ، ما بيْنَ رُكْبَتَيْهِ إلى كَعْبَيْهِ بالحَدِيدِ، قُلْنَا: وَيْلَكَ! ما أَنْتَ؟ قالَ: قدْ قَدَرْتُمْ علَى خَبَرِي، فأخْبِرُونِي ما أَنْتُمْ؟ قالوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ العَرَبِ رَكِبْنَا في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، فَصَادَفْنَا البَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ، فَلَعِبَ بنَا المَوْجُ شَهْرًا، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إلى جَزِيرَتِكَ هذِه، فَجَلَسْنَا في أَقْرُبِهَا، فَدَخَلْنَا الجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لا يُدْرَى ما قُبُلُهُ مِن دُبُرِهِ مِن كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ! ما أَنْتِ؟ فَقالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ ، قُلْنَا: وَما الجَسَّاسَةُ؟ قالَتْ: اعْمِدُوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ ؛ فإنَّه إلى خَبَرِكُمْ بالأشْوَاقِ، فأقْبَلْنَا إلَيْكَ سِرَاعًا، وَفَزِعْنَا منها، وَلَمْ نَأْمَن أَنْ تَكُونَ شيطَانَةً. فَقالَ: أَخْبِرُونِي عن نَخْلِ بَيْسَانَ، قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: أَسْأَلُكُمْ عن نَخْلِهَا؛ هلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، قالَ: أَمَا إنَّه يُوشِكُ أَنْ لا تُثْمِرَ، قالَ: أَخْبِرُونِي عن بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ، قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قالوا: هي كَثِيرَةُ المَاءِ، قالَ: أَمَا إنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ، قالَ: أَخْبِرُونِي عن عَيْنِ زُغَرَ، قالوا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ في العَيْنِ مَاءٌ؟ وَهلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بمَاءِ العَيْنِ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، هي كَثِيرَةُ المَاءِ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِن مَائِهَا، قالَ: أَخْبِرُونِي عن نَبِيِّ الأُمِّيِّينَ ما فَعَلَ؟ قالوا: قدْ خَرَجَ مِن مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ ، قالَ: أَقَاتَلَهُ العَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: كيفَ صَنَعَ بهِمْ؟ فأخْبَرْنَاهُ أنَّهُ قدْ ظَهَرَ علَى مَن يَلِيهِ مِنَ العَرَبِ وَأَطَاعُوهُ، قالَ لهمْ: قدْ كانَ ذلكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: أَمَا إنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لهمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، وإنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي؛ إنِّي أَنَا المَسِيحُ، وإنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لي في الخُرُوجِ، فأخْرُجَ، فأسِيرَ في الأرْضِ فلا أَدَعَ قَرْيَةً إلَّا هَبَطْتُهَا في أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، غيرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ ؛ فَهُما مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّما أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً -أَوْ وَاحِدًا- منهما اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا، يَصُدُّنِي عَنْهَا، وإنَّ علَى كُلِّ نَقْبٍ منها مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهَا. قالَتْ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَطَعَنَ بمِخْصَرَتِهِ في المِنْبَرِ: هذِه طَيْبَةُ ، هذِه طَيْبَةُ ، هذِه طَيْبَةُ -يَعْنِي المَدِينَةَ- أَلَا هلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذلكَ؟ فَقالَ النَّاسُ: نَعَمْ. فإنَّه أَعْجَبَنِي حَديثُ تَمِيمٍ؛ أنَّهُ وَافَقَ الَّذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عنْه، وَعَنِ المَدِينَةِ وَمَكَّةَ، أَلَا إنَّه في بَحْرِ الشَّأْمِ أَوْ بَحْرِ اليَمَنِ، لا، بَلْ مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هُوَ، مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هو، مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هو، وَأَوْمَأَ بيَدِهِ إلى المَشْرِقِ، قالَتْ: فَحَفِظْتُ هذا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.

105 - كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا، أَقْرَعَ بيْنَ نِسَائِهِ، فأيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ معهُ. قالَتْ عَائِشَةُ: فأقْرَعَ بيْنَنَا في غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَذلكَ بَعْدَ ما أُنْزِلَ الحِجَابُ، فأنَا أُحْمَلُ في هَوْدَجِي، وَأُنْزَلُ فيه مَسِيرَنَا حتَّى إذَا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مِن غَزْوِهِ، وَقَفَلَ، وَدَنَوْنَا مِنَ المَدِينَةِ، آذَنَ لَيْلَةً بالرَّحِيلِ فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بالرَّحِيلِ، فَمَشيتُ حتَّى جَاوَزْتُ الجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ مِن شَأْنِي أَقْبَلْتُ إلى الرَّحْلِ ، فَلَمَسْتُ صَدْرِي فَإِذَا عِقْدِي مِن جَزْعِ ظَفَارِ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ لي فَحَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ علَى بَعِيرِيَ الذي كُنْتُ أَرْكَبُ وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ. قالَتْ: وَكَانَتِ النِّسَاءُ إذْ ذَاكَ خِفَافًا، لَمْ يُهَبَّلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، إنَّما يَأْكُلْنَ العُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ القَوْمُ ثِقَلَ الهَوْدَجِ حِينَ رَحَلُوهُ وَرَفَعُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الجَمَلَ وَسَارُوا، وَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ ما اسْتَمَرَّ الجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَليسَ بهَا دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ، فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الذي كُنْتُ فِيهِ، وَظَنَنْتُ أنَّ القَوْمَ سَيَفْقِدُونِي فَيَرْجِعُونَ إلَيَّ، فَبيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ في مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، وَكانَ صَفْوَانُ بنُ المُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ قدْ عَرَّسَ مِن وَرَاءِ الجَيْشِ فَادَّلَجَ، فأصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي فَرَأَى سَوَادَ إنْسَانٍ نَائِمٍ، فأتَانِي فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَقَدْ كانَ يَرَانِي قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ الحِجَابُ عَلَيَّ، فَاسْتَيْقَظْتُ باسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بجِلْبَابِي ، وَوَاللَّهِ ما يُكَلِّمُنِي كَلِمَةً وَلَا سَمِعْتُ منه كَلِمَةً غيرَ اسْتِرْجَاعِهِ، حتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ ، فَوَطِئَ علَى يَدِهَا فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بيَ الرَّاحِلَةَ ، حتَّى أَتَيْنَا الجَيْشَ، بَعْدَ ما نَزَلُوا مُوغِرِينَ في نَحْرِ الظَّهِيرَةِ ، فَهَلَكَ مَن هَلَكَ في شَأْنِي، وَكانَ الذي تَوَلَّى كِبْرَهُ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ، فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ، حِينَ قَدِمْنَا المَدِينَةَ شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ في قَوْلِ أَهْلِ الإفْكِ ، وَلَا أَشْعُرُ بشيءٍ مِن ذلكَ، وَهو يَرِيبُنِي في وَجَعِي أَنِّي لا أَعْرِفُ مِن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ اللُّطْفَ، الذي كُنْتُ أَرَى منه حِينَ أَشْتَكِي، إنَّما يَدْخُلُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فيُسَلِّمُ، ثُمَّ يقولُ: كيفَ تِيكُمْ؟ فَذَاكَ يَرِيبُنِي ، وَلَا أَشْعُرُ بالشَّرِّ، حتَّى خَرَجْتُ بَعْدَ ما نَقَهْتُ وَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ المَنَاصِعِ ، وَهو مُتَبَرَّزُنَا، وَلَا نَخْرُجُ إلَّا لَيْلًا إلى لَيْلٍ وَذلكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الكُنُفَ قَرِيبًا مِن بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ العَرَبِ الأُوَلِ في التَّنَزُّهِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بالكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ، وَهي بنْتُ أَبِي رُهْمِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عبدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا ابْنَةُ صَخْرِ بنِ عَامِرٍ، خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَابنُهَا مِسْطَحُ بنُ أُثَاثَةَ بنِ عَبَّادِ بنِ المُطَّلِبِ، فأقْبَلْتُ أَنَا وَبِنْتُ أَبِي رُهْمٍ قِبَلَ بَيْتِي، حِينَ فَرَغْنَا مِن شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ في مِرْطِهَا، فَقالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ فَقُلتُ لَهَا: بئْسَ ما قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا قدْ شَهِدَ بَدْرًا، قالَتْ: أَيْ هَنْتَاهْ، أَوْ لَمْ تَسْمَعِي ما قالَ؟ قُلتُ: وَمَاذَا قالَ؟ قالَتْ: فأخْبَرَتْنِي بقَوْلِ أَهْلِ الإفْكِ فَازْدَدْتُ مَرَضًا إلى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إلى بَيْتِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ قالَ: كيفَ تِيكُمْ؟ قُلتُ: أَتَأْذَنُ لي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ؟ قالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَيَقَّنَ الخَبَرَ مِن قِبَلِهِمَا، فأذِنَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَجِئْتُ أَبَوَيَّ فَقُلتُ لِأُمِّي: يا أُمَّتَاهْ ما يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ فَقالَتْ: يا بُنَيَّةُ هَوِّنِي عَلَيْكِ فَوَاللَّهِ لَقَلَّما كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا، وَلَهَا ضَرَائِرُ ، إلَّا كَثَّرْنَ عَلَيْهَا، قالَتْ قُلتُ: سُبْحَانَ اللهِ وَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بهذا؟ قالَتْ: فَبَكَيْتُ تِلكَ اللَّيْلَةَ حتَّى أَصْبَحْتُ لا يَرْقَأُ لي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بنَوْمٍ ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي، وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الوَحْيُ ، يَسْتَشِيرُهُما في فِرَاقِ أَهْلِهِ، قالَتْ فأمَّا أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ فأشَارَ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بالَّذِي يَعْلَمُ مِن بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ في نَفْسِهِ لهمْ مِنَ الوُدِّ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ، هُمْ أَهْلُكَ وَلَا نَعْلَمُ إلَّا خَيْرًا، وَأَمَّا عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقالَ: لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وإنْ تَسْأَلِ الجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ، قالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ فَقالَ: أَيْ بَرِيرَةُ هلْ رَأَيْتِ مِن شيءٍ يَرِيبُكِ مِن عَائِشَةَ؟ قالَتْ له بَرِيرَةُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ إنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا، أَكْثَرَ مِن أنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عن عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأْتي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ، قالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى المِنْبَرِ، فَاسْتَعْذَرَ مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، قالَتْ: فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو علَى المِنْبَرِ: يا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ مَن يَعْذِرُنِي مِن رَجُلٍ قدْ بَلَغَ أَذَاهُ في أَهْلِ بَيْتي فَوَاللَّهِ ما عَلِمْتُ علَى أَهْلِي إلَّا خَيْرًا، وَلقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا ما عَلِمْتُ عليه إلَّا خَيْرًا، وَما كانَ يَدْخُلُ علَى أَهْلِي إلَّا مَعِي فَقَامَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ الأنْصَارِيُّ، فَقالَ: أَنَا أَعْذِرُكَ منه، يا رَسُولَ اللهِ، إنْ كانَ مِنَ الأوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ وإنْ كانَ مِن إخْوَانِنَا الخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ، قالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ وَهو سَيِّدُ الخَزْرَجِ، وَكانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَكِنِ اجْتَهَلَتْهُ الحَمِيَّةُ ، فَقالَ لِسَعْدِ بنِ مُعَاذٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لا تَقْتُلُهُ، وَلَا تَقْدِرُ علَى قَتْلِهِ فَقَامَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، وَهو ابنُ عَمِّ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ، فَقالَ لِسَعْدِ بنِ عُبَادَةَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لَنَقْتُلَنَّهُ فإنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ المُنَافِقِينَ فَثَارَ الحَيَّانِ الأوْسُ وَالْخَزْرَجُ حتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قَائِمٌ علَى المِنْبَرِ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ حتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ، قالَتْ: وَبَكَيْتُ يَومِي ذلكَ لا يَرْقَأُ لي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بنَوْمٍ ، ثُمَّ بَكَيْتُ لَيْلَتي المُقْبِلَةَ لا يَرْقَأُ لي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بنَوْمٍ وَأَبَوَايَ يَظُنَّانِ أنَّ البُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، فَبيْنَما هُما جَالِسَانِ عِندِي وَأَنَا أَبْكِي اسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأنْصَارِ، فأذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي، قالَتْ: فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، قالَتْ: وَلَمْ يَجْلِسْ عِندِي مُنْذُ قيلَ لي ما قيلَ، وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لا يُوحَى إلَيْهِ في شَأْنِي بشيءٍ، قالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ يا عَائِشَةُ، فإنَّه قدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فإنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ وإنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إلَيْهِ، فإنَّ العَبْدَ إذَا اعْتَرَفَ بذَنْبٍ، ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عليه قالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، مَقالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حتَّى ما أُحِسُّ منه قَطْرَةً، فَقُلتُ لأَبِي: أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فِيما قالَ فَقالَ: وَاللَّهِ ما أَدْرِي ما أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقُلتُ لِأُمِّي: أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَتْ: وَاللَّهِ ما أَدْرِي ما أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقُلتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ القُرْآنِ إنِّي وَاللَّهِ لقَدْ عَرَفْتُ أنَّكُمْ قدْ سَمِعْتُمْ بهذا حتَّى اسْتَقَرَّ في نُفُوسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ به، فإنْ قُلتُ لَكُمْ إنِّي بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لا تُصَدِّقُونِي بذلكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُونَنِي وإنِّي، وَاللَّهِ ما أَجِدُ لي وَلَكُمْ مَثَلًا إلَّا كما قالَ أَبُو يُوسُفَ {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ المُسْتَعَانُ علَى ما تَصِفُونَ}. قالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ علَى فِرَاشِي، قالَتْ: وَأَنَا، وَاللَّهِ حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ وَأنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي ببَرَاءَتِي، وَلَكِنْ، وَاللَّهِ ما كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يُنْزَلَ في شَأْنِي وَحْيٌ يُتْلَى، وَلَشَأْنِي كانَ أَحْقَرَ في نَفْسِي مِن أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيَّ بأَمْرٍ يُتْلَى، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بهَا، قالَتْ: فَوَاللَّهِ ما رَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَجْلِسَهُ، وَلَا خَرَجَ مِن أَهْلِ البَيْتِ أَحَدٌ حتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ علَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأخَذَهُ ما كانَ يَأْخُذُهُ مِنَ البُرَحَاءِ عِنْدَ الوَحْيِ ، حتَّى إنَّه لَيَتَحَدَّرُ منه مِثْلُ الجُمَانِ مِنَ العَرَقِ، في اليَومِ الشَّاتِ، مِن ثِقَلِ القَوْلِ الذي أُنْزِلَ عليه، قالَتْ: فَلَمَّا سُرِّيَ عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَهو يَضْحَكُ، فَكانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بهَا أَنْ قالَ: أَبْشِرِي يا عَائِشَةُ أَمَّا اللَّهُ فقَدْ بَرَّأَكِ فَقالَتْ لي أُمِّي: قُومِي إلَيْهِ، فَقُلتُ: وَاللَّهِ لا أَقُومُ إلَيْهِ، وَلَا أَحْمَدُ إلَّا اللَّهَ، هو الذي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي، قالَتْ: فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنكُم} عَشْرَ آيَاتٍ فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَؤُلَاءِ الآيَاتِ بَرَاءَتِي، قالَتْ: فَقالَ أَبُو بَكْرٍ وَكانَ يُنْفِقُ علَى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ منه وَفَقْرِهِ: وَاللَّهِ لا أُنْفِقُ عليه شيئًا أَبَدًا بَعْدَ الذي قالَ لِعَائِشَةَ فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا يَأْتَلِ أُولو الفَضْلِ مِنكُم وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي القُرْبَى} إلى قَوْلِهِ: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}. قالَ حِبَّانُ بنُ مُوسَى: قالَ عبدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ: هذِه أَرْجَى آيَةٍ في كِتَابِ اللَّهِ. فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ إنِّي لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَعَ إلى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتي كانَ يُنْفِقُ عليه، وَقالَ: لا أَنْزِعُهَا منه أَبَدًا. قالَتْ عَائِشَةُ: وَكانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سَأَلَ زَيْنَبَ بنْتَ جَحْشٍ، زَوْجَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عن أَمْرِي ما عَلِمْتِ؟ أَوْ ما رَأَيْتِ؟ فَقالَتْ: يا رَسُولَ اللهِ، أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَاللَّهِ ما عَلِمْتُ إلَّا خَيْرًا. قالَتْ عَائِشَةُ: وَهي الَّتي كَانَتْ تُسَامِينِي مِن أَزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَعَصَمَهَا اللَّهُ بالوَرَعِ، وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ بنْتُ جَحْشٍ تُحَارِبُ لَهَا، فَهَلَكَتْ فِيمَن هَلَكَ. قالَ الزُّهْرِيُّ: فَهذا ما انْتَهَى إلَيْنَا مِن أَمْرِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ. وقالَ في حَديثِ يُونُسَ: احْتَمَلَتْهُ الحَمِيَّةُ .

106 - ثُمَّ غَزَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ ، وَهو يُرِيدُ الرُّومَ وَنَصَارَى العَرَبِ بالشَّامِ، قالَ ابنُ شِهَابٍ: فأخْبَرَنِي عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ كَعْبٍ كانَ قَائِدَ كَعْبٍ، مِن بَنِيهِ، حِينَ عَمِيَ، قالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حَدِيثَهُ حِينَ تَخَلَّفَ عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ ، قالَ كَعْبُ بنُ مَالِكٍ: لَمْ أَتَخَلَّفْ عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غَزْوَةٍ غَزَاهَا قَطُّ، إلَّا في غَزْوَةِ تَبُوكَ ، غيرَ أَنِّي قدْ تَخَلَّفْتُ في غَزْوَةِ بَدْرٍ وَلَمْ يُعَاتِبْ أَحَدًا تَخَلَّفَ عنْه، إنَّما خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ يُرِيدُونَ عِيرَ قُرَيْشٍ، حتَّى جَمع اللَّهُ بيْنَهُمْ وبيْنَ عَدُوِّهِمْ، علَى غيرِ مِيعَادٍ، وَلقَدْ شَهِدْتُ مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لَيْلَةَ العَقَبَةِ، حِينَ تَوَاثَقْنَا علَى الإسْلَامِ ، وَما أُحِبُّ أنَّ لي بهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ، وإنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ في النَّاسِ منها، وَكانَ مِن خَبَرِي، حِينَ تَخَلَّفْتُ عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عنْه في تِلكَ الغَزْوَةِ، وَاللَّهِ ما جَمَعْتُ قَبْلَهَا رَاحِلَتَيْنِ قَطُّ، حتَّى جَمَعْتُهُما في تِلكَ الغَزْوَةِ، فَغَزَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في حَرٍّ شَدِيدٍ وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا، وَاسْتَقْبَلَ عَدُوًّا كَثِيرًا، فَجَلَا لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ ، فأخْبَرَهُمْ بوَجْهِهِمِ الذي يُرِيدُ، وَالْمُسْلِمُونَ مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كَثِيرٌ، وَلَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابُ حَافِظٍ، يُرِيدُ بذلكَ الدِّيوَانَ، قالَ كَعْبٌ: فَقَلَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ، يَظُنُّ أنَّ ذلكَ سَيَخْفَى له، ما لَمْ يَنْزِلْ فيه وَحْيٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَغَزَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ تِلكَ الغَزْوَةَ حِينَ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلَالُ، فأنَا إلَيْهَا أَصْعَرُ ، فَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ معهُ، وَطَفِقْتُ أَغْدُو لِكَيْ أَتَجَهَّزَ معهُمْ، فأرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شيئًا، وَأَقُولُ في نَفْسِي: أَنَا قَادِرٌ علَى ذلكَ، إذَا أَرَدْتُ، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ يَتَمَادَى بي حتَّى اسْتَمَرَّ بالنَّاسِ الجِدُّ، فأصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ غَادِيًا وَالْمُسْلِمُونَ معهُ، وَلَمْ أَقْضِ مِن جَهَازِي شيئًا، ثُمَّ غَدَوْتُ فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شيئًا، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ يَتَمَادَى بي حتَّى أَسْرَعُوا وَتَفَارَطَ الغَزْوُ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ، فَيَا لَيْتَنِي فَعَلْتُ، ثُمَّ لَمْ يُقَدَّرْ ذلكَ لِي، فَطَفِقْتُ، إذَا خَرَجْتُ في النَّاسِ، بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يَحْزُنُنِي أَنِّي لا أَرَى لي أُسْوَةً إلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا عليه في النِّفَاقِ، أَوْ رَجُلًا مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ، وَلَمْ يَذْكُرْنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى بَلَغَ تَبُوكَ فَقالَ: وَهو جَالِسٌ في القَوْمِ بتَبُوكَ ما فَعَلَ كَعْبُ بنُ مَالِكٍ؟ قالَ رَجُلٌ مِن بَنِي سَلِمَةَ يا رَسُولَ اللهِ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَالنَّظَرُ في عِطْفَيْهِ ، فَقالَ له مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ: بئْسَ ما قُلْتَ، وَاللَّهِ يا رَسُولَ اللهِ، ما عَلِمْنَا عليه إلَّا خَيْرًا، فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَبيْنَما هو علَى ذلكَ رَأَى رَجُلًا مُبَيِّضًا يَزُولُ به السَّرَابُ فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ فَإِذَا هو أَبُو خَيْثَمَةَ الأنْصَارِيُّ، وَهو الذي تَصَدَّقَ بصَاعِ التَّمْرِ حِينَ لَمَزَهُ المُنَافِقُونَ. فَقالَ كَعْبُ بنُ مَالِكٍ: فَلَمَّا بَلَغَنِي أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قدْ تَوَجَّهَ قَافِلًا مِن تَبُوكَ ، حَضَرَنِي بَثِّي ، فَطَفِقْتُ أَتَذَكَّرُ الكَذِبَ وَأَقُولُ: بمَ أَخْرُجُ مِن سَخَطِهِ غَدًا؟ وَأَسْتَعِينُ علَى ذلكَ كُلَّ ذِي رَأْيٍ مِن أَهْلِي، فَلَمَّا قيلَ لِي: إنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قدْ أَظَلَّ قَادِمًا، زَاحَ عَنِّي البَاطِلُ، حتَّى عَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَنْجُوَ منه بشيءٍ أَبَدًا، فأجْمَعْتُ صِدْقَهُ، وَصَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَادِمًا، وَكانَ إذَا قَدِمَ مِن سَفَرٍ، بَدَأَ بالمَسْجِدِ فَرَكَعَ فيه رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ، فَلَمَّا فَعَلَ ذلكَ جَاءَهُ المُخَلَّفُونَ، فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إلَيْهِ، وَيَحْلِفُونَ له، وَكَانُوا بضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا، فَقَبِلَ منهمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلَانِيَتَهُمْ، وَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لهمْ، وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ إلى اللهِ، حتَّى جِئْتُ، فَلَمَّا سَلَّمْتُ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ المُغْضَبِ، ثُمَّ قالَ: تَعَالَ فَجِئْتُ أَمْشِي حتَّى جَلَسْتُ بيْنَ يَدَيْهِ، فَقالَ لِي: ما خَلَّفَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟ قالَ: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي، وَاللَّهِ لو جَلَسْتُ عِنْدَ غيرِكَ مِن أَهْلِ الدُّنْيَا، لَرَأَيْتُ أَنِّي سَأَخْرُجُ مِن سَخَطِهِ بعُذْرٍ، وَلقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا ، وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لقَدْ عَلِمْتُ، لَئِنْ حَدَّثْتُكَ اليومَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى به عَنِّي لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، إنِّي لأَرْجُو فيه عُقْبَى اللهِ، وَاللَّهِ ما كانَ لي عُذْرٌ، وَاللَّهِ ما كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ، قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَمَّا هذا، فقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ فَقُمْتُ، وَثَارَ رِجَالٌ مِن بَنِي سَلِمَةَ فَاتَّبَعُونِي، فَقالوا لِي: وَاللَّهِ ما عَلِمْنَاكَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبْلَ هذا، لقَدْ عَجَزْتَ في أَنْ لا تَكُونَ اعْتَذَرْتَ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، بما اعْتَذَرَ به إلَيْهِ المُخَلَّفُونَ، فقَدْ كانَ كَافِيَكَ ذَنْبَكَ، اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لَكَ. قالَ: فَوَاللَّهِ ما زَالُوا يُؤَنِّبُونِي حتَّى أَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَأُكَذِّبَ نَفْسِي، قالَ ثُمَّ قُلتُ لهمْ: هلْ لَقِيَ هذا مَعِي مِن أَحَدٍ؟ قالوا: نَعَمْ، لَقِيَهُ معكَ رَجُلَانِ، قالَا مِثْلَ ما قُلْتَ، فقِيلَ لهما مِثْلَ ما قيلَ لَكَ، قالَ قُلتُ: مَن هُمَا؟ قالوا: مُرَارَةُ بنُ الرَّبِيعَةَ العَامِرِيُّ وَهِلَالُ بنُ أُمَيَّةَ الوَاقِفِيُّ، قالَ: فَذَكَرُوا لي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قدْ شَهِدَا بَدْرًا، فِيهِما أُسْوَةٌ، قالَ: فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُما لِي. قالَ وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ المُسْلِمِينَ عن كَلَامِنَا، أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ، مِن بَيْنِ مَن تَخَلَّفَ عنْه. قالَ: فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ، وَقالَ: تَغَيَّرُوا لَنَا حتَّى تَنَكَّرَتْ لي في نَفْسِيَ الأرْضُ، فَما هي بالأرْضِ الَّتي أَعْرِفُ، فَلَبِثْنَا علَى ذلكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، فأمَّا صَاحِبَايَ فَاسْتَكَانَا وَقَعَدَا في بُيُوتِهِما يَبْكِيَانِ، وَأَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أَشَبَّ القَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فأشْهَدُ الصَّلَاةَ وَأَطُوفُ في الأسْوَاقِ وَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، وَآتي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَأُسَلِّمُ عليه، وَهو في مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فأقُولُ في نَفْسِي: هلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ برَدِّ السَّلَامِ، أَمْ لَا؟ ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا منه وَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ، فَإِذَا أَقْبَلْتُ علَى صَلَاتي نَظَرَ إلَيَّ وإذَا التَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي، حتَّى إذَا طَالَ ذلكَ عَلَيَّ مِن جَفْوَةِ المُسْلِمِينَ، مَشيتُ حتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ، وَهو ابنُ عَمِّي، وَأَحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عليه، فَوَاللَّهِ ما رَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ. فَقُلتُ له: يا أَبَا قَتَادَةَ أَنْشُدُكَ باللَّهِ هلْ تَعْلَمَنَّ أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ قالَ: فَسَكَتَ، فَعُدْتُ فَنَاشَدْتُهُ، فَسَكَتَ، فَعُدْتُ فَنَاشَدْتُهُ، فَقالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَفَاضَتْ عَيْنَايَ، وَتَوَلَّيْتُ، حتَّى تَسَوَّرْتُ الجِدَارَ. فَبيْنَا أَنَا أَمْشِي في سُوقِ المَدِينَةِ، إذَا نَبَطِيٌّ مِن نَبَطِ أَهْلِ الشَّامِ، مِمَّنْ قَدِمَ بالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بالمَدِينَةِ يقولُ: مَن يَدُلُّ علَى كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، قالَ: فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ له إلَيَّ، حتَّى جَاءَنِي فَدَفَعَ إلَيَّ كِتَابًا مِن مَلِكِ غَسَّانَ، وَكُنْتُ كَاتِبًا، فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِيهِ: أَمَّا بَعْدُ، فإنَّه قدْ بَلَغَنَا أنَّ صَاحِبَكَ قدْ جَفَاكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بدَارِ هَوَانٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ ، فَالْحَقْ بنَا نُوَاسِكَ ، قالَ: فَقُلتُ: حِينَ قَرَأْتُهَا: وَهذِه أَيْضَا مِنَ البَلَاءِ فَتَيَامَمْتُ بهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهَا بهَا، حتَّى إذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ مِنَ الخَمْسِينَ، وَاسْتَلْبَثَ الوَحْيُ ، إذَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَأْتِينِي، فَقالَ: إنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ، قالَ: فَقُلتُ: أُطَلِّقُهَا أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ؟ قالَ: لَا، بَلِ اعْتَزِلْهَا، فلا تَقْرَبَنَّهَا، قالَ: فأرْسَلَ إلى صَاحِبَيَّ بمِثْلِ ذلكَ، قالَ: فَقُلتُ لاِمْرَأَتِي: الحَقِي بأَهْلِكِ فَكُونِي عِنْدَهُمْ حتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ في هذا الأمْرِ، قالَ: فَجَاءَتِ امْرَأَةُ هِلَالِ بنِ أُمَيَّةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَتْ له: يا رَسُولَ اللهِ، إنَّ هِلَالَ بنَ أُمَيَّةَ شيخٌ ضَائِعٌ ليسَ له خَادِمٌ ، فَهلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ؟ قالَ: لَا، وَلَكِنْ لا يَقْرَبَنَّكِ فَقالَتْ: إنَّهُ، وَاللَّهِ ما به حَرَكَةٌ إلى شيءٍ، وَوَاللَّهِ ما زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كانَ مِن أَمْرِهِ ما كَانَ، إلى يَومِهِ هذا، قالَ: فَقالَ لي بَعْضُ أَهْلِي: لَوِ اسْتَأْذَنْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في امْرَأَتِكَ؟ فقَدْ أَذِنَ لاِمْرَأَةِ هِلَالِ بنِ أُمَيَّةَ أَنْ تَخْدُمَهُ، قالَ: فَقُلتُ: لا أَسْتَأْذِنُ فِيهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَما يُدْرِينِي مَاذَا يقولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، إذَا اسْتَأْذَنْتُهُ فِيهَا، وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ، قالَ: فَلَبِثْتُ بذلكَ عَشْرَ لَيَالٍ، فَكَمُلَ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِن حِينَ نُهي عن كَلَامِنَا، قالَ ثُمَّ صَلَّيْتُ صَلَاةَ الفَجْرِ صَبَاحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، علَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِن بُيُوتِنَا فَبيْنَا أَنَا جَالِسٌ علَى الحَالِ الَّتي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَّا، قدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي وَضَاقَتْ عَلَيَّ الأرْضُ بما رَحُبَتْ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفَى علَى سَلْعٍ يقولُ بأَعْلَى صَوْتِهِ: يا كَعْبَ بنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ ، قالَ: فَخَرَرْتُ سَاجِدًا وَعَرَفْتُ أَنْ قدْ جَاءَ فَرَجٌ. قالَ: فَآذَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ النَّاسَ بتَوْبَةِ اللهِ عَلَيْنَا، حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الفَجْرِ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا، فَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مُبَشِّرُونَ، وَرَكَضَ رَجُلٌ إلَيَّ فَرَسًا، وَسَعَى سَاعٍ مِن أَسْلَمَ قِبَلِي، وَأَوْفَى الجَبَلَ، فَكانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنَ الفَرَسِ، فَلَمَّا جَاءَنِي الذي سَمِعْتُ صَوْتَهُ يُبَشِّرُنِي، فَنَزَعْتُ له ثَوْبَيَّ فَكَسَوْتُهُما إيَّاهُ ببِشَارَتِهِ، وَاللَّهِ ما أَمْلِكُ غَيْرَهُما يَومَئذٍ، وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا، فَانْطَلَقْتُ أَتَأَمَّمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا، يُهَنِّئُونِي بالتَّوْبَةِ ويقولونَ: لِتَهْنِئْكَ تَوْبَةُ اللهِ عَلَيْكَ حتَّى دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ جَالِسٌ في المَسْجِدِ وَحَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَامَ طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ يُهَرْوِلُ حتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي، وَاللَّهِ ما قَامَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ. قالَ فَكانَ كَعْبٌ لا يَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ. قالَ كَعْبٌ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ: وَهو يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ ويقولُ: أَبْشِرْ بخَيْرِ يَومٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ قالَ: فَقُلتُ: أَمِنْ عِندِكَ؟ يا رَسُولَ اللهِ، أَمْ مِن عِندِ اللهِ فَقالَ: لَا، بَلْ مِن عِندِ اللهِ وَكانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، إذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، كَأنَّ وَجْهَهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، قالَ: وَكُنَّا نَعْرِفُ ذلكَ، قالَ: فَلَمَّا جَلَسْتُ بيْنَ يَدَيْهِ قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، إنَّ مِن تَوْبَتي أَنْ أَنْخَلِعَ مِن مَالِي صَدَقَةً إلى اللهِ وإلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَمْسِكْ بَعْضَ مَالِكَ، فَهو خَيْرٌ لكَ قالَ: فَقُلتُ: فإنِّي أُمْسِكُ سَهْمِيَ الذي بخَيْبَرَ، قالَ: وَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، إنَّ اللَّهَ إنَّما أَنْجَانِي بالصِّدْقِ، وإنَّ مِن تَوْبَتي أَنْ لا أُحَدِّثَ إلَّا صِدْقًا ما بَقِيتُ، قالَ: فَوَاللَّهِ ما عَلِمْتُ أنَّ أَحَدًا مِنَ المُسْلِمِينَ أَبْلَاهُ اللَّهُ في صِدْقِ الحَديثِ، مُنْذُ ذَكَرْتُ ذلكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إلى يَومِي هذا، أَحْسَنَ ممَّا أَبْلَانِي اللَّهُ به، وَاللَّهِ ما تَعَمَّدْتُ كَذِبَةً مُنْذُ قُلتُ ذلكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، إلى يَومِي هذا، وإنِّي لأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيما بَقِيَ. قالَ: فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لقَدْ تَابَ اللَّهُ علَى النبيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ في سَاعَةِ العُسْرَةِ مِن بَعْدِ ما كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ منهمْ ثُمَّ تَابَ عليهم، إنَّه بهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، وعلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حتَّى إذَا ضَاقَتْ عليهمِ الأرْضُ بما رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عليهم أَنْفُسُهُمْ} حتَّى بَلَغَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مع الصَّادِقِينَ}. قالَ كَعْبٌ: وَاللَّهِ ما أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِن نِعْمَةٍ قَطُّ، بَعْدَ إذْ هَدَانِي اللَّهُ لِلإِسْلَامِ، أَعْظَمَ في نَفْسِي، مِن صِدْقِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَنْ لا أَكُونَ كَذَبْتُهُ فأهْلِكَ كما هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا، إنَّ اللَّهَ قالَ لِلَّذِينَ كَذَبُوا، حِينَ أَنْزَلَ الوَحْيَ ، شَرَّ ما قالَ لأَحَدٍ. وَقالَ اللَّهُ: {سَيَحْلِفُونَ باللَّهِ لَكُمْ إذَا انْقَلَبْتُمْ إليهِم لِتُعْرِضُوا عنْهمْ، فأعْرِضُوا عنْهمْ، إنَّهُمْ رِجْسٌ ، وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بما كَانُوا يَكْسِبُونَ، يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عنْهمْ، فإنْ تَرْضَوْا عنْهمْ، فإنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ القَوْمِ الفَاسِقِينَ}. قالَ كَعْبٌ: كُنَّا خُلِّفْنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ عن أَمْرِ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَبِلَ منهمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حِينَ حَلَفُوا له، فَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لهمْ وَأَرْجَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَمْرَنَا حتَّى قَضَى اللَّهُ فِيهِ، فَبِذلكَ قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وعلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا، وَليسَ الذي ذَكَرَ اللَّهُ ممَّا خُلِّفْنَا، تَخَلُّفَنَا عَنِ الغَزْوِ، وإنَّما هو تَخْلِيفُهُ إيَّانَا، وإرْجَاؤُهُ أَمْرَنَا، عَمَّنْ حَلَفَ له وَاعْتَذَرَ إلَيْهِ فَقَبِلَ منه. وفي رواية : أن عُبَيْدَ اللهِ بنَ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، وَكانَ قَائِدَ كَعْبٍ حِينَ عَمِيَ، قالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حَدِيثَهُ، حِينَ تَخَلَّفَ عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ وَسَاقَ الحَدِيثَ. وَزَادَ فِيهِ، علَى يُونُسَ: فَكانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَلَّما يُرِيدُ غَزْوَةً إلَّا وَرَّى بغَيْرِهَا، حتَّى كَانَتْ تِلكَ الغَزْوَةُ.
 

1 - لا يَنْظُرُ اللَّهُ إلى مَن جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ . وفي روايةٍ : َزادُوا فِيهِ: يَومَ القِيامَةِ.

2 - كَأَنِّي أنْظُرُ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَرُدُّ ثَوْبَهُ بَعْضَهُ علَى بَعْضٍ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 550 التخريج : أخرجه مسلم (550)
التصنيف الموضوعي: طهارة - البزاق في الثوب مساجد ومواضع الصلاة - أين يبزق إذا كان في الصلاة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي وأَنَا حِذَاءَهُ وأَنَا حَائِضٌ ورُبَّما أصَابَنِي ثَوْبُهُ إذَا سَجَدَ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 513 التخريج : أخرجه البخاري (379)
التصنيف الموضوعي: حيض - طهارة الجنب والحائض صلاة - لباس الرجل في الصلاة صلاة - من صلى على ثوب وبعضه على حائض حيض - طهارة بدن الحائض صلاة - الرجل يصلي والمرأة حياله
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - مَن جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الخُيَلاءِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إلَيْهِ يَومَ القِيامَةِ. وفي روايةٍ : مِثْلَهُ، غيرَ أنَّه قالَ: ثِيابَهُ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2085 التخريج : أخرجه البخاري (3665) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الترهيب عن الأخلاق والأفعال المذمومة زينة اللباس - إسبال الإزار زينة اللباس - جر الثوب للخيلاء عقيدة - إثبات صفات الله تعالى قيامة - نظر الله إلى الخلق
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي وأَنَا حِذَاءَهُ، ورُبَّما أصَابَنِي ثَوْبُهُ إذَا سَجَدَ، وكانَ يُصَلِّي علَى خُمْرَةٍ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 513 التخريج : أخرجه البخاري (379) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: صلاة - إذا أصاب ثوب المصلي امرأته إذا سجد صلاة - الصلاة على الخمرة ونحوها صلاة - ما يسجد عليه مساجد ومواضع الصلاة - ما يصلى عليه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - كُنَّا نُصَلِّي مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في شِدَّةِ الحَرِّ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ جَبْهَتَهُ مِنَ الأرْضِ، بَسَطَ ثَوْبَهُ، فَسَجَدَ عليه.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 620 التخريج : أخرجه البخاري (1208)، ومسلم (620).
التصنيف الموضوعي: صلاة - السجود على الثياب في الحر والبرد صلاة - السجود على العمامة صلاة - صفة السجود صلاة - صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم صلاة - ما يسجد عليه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - كانَتْ بَنُو إسْرائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُراةً، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلى سَوْأَةِ بَعْضٍ. وكانَ مُوسَى عليه السَّلامُ يَغْتَسِلُ وحْدَهُ، فقالوا: واللَّهِ ما يَمْنَعُ مُوسَى أنْ يَغْتَسِلَ معنا إلَّا أنَّه آدَرُ قالَ: فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ علَى حَجَرٍ، فَفَرَّ الحَجَرُ بثَوْبِهِ. قالَ: فَجَمَحَ مُوسَى بإثْرِهِ يقولُ: ثَوْبِي حَجَرُ، ثَوْبِي حَجَرُ، حتَّى نَظَرَتْ بَنُو إسْرائِيلَ إلى سَوْأَةِ مُوسَى قالوا: واللَّهِ، ما بمُوسَى مِن بَأْسٍ، فَقامَ الحَجَرُ حتَّى نُظِرَ إلَيْهِ، قالَ: فأخَذَ ثَوْبَهُ فَطَفِقَ بالحَجَرِ ضَرْبًا. قالَ أبو هُرَيْرَةَ: واللَّهِ إنَّه بالحَجَرِ نَدَبٌ سِتَّةٌ، أوْ سَبْعَةٌ، ضَرْبُ مُوسَى بالحَجَرِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 339 التخريج : أخرجه البخاري (278)، ومسلم (339).
التصنيف الموضوعي: أنبياء - معجزات أنبياء - موسى علم - أخبار بني إسرائيل علم - القصص غسل - التستر في الغسل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - كانَتْ بَنُو إسْرائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُراةً، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلى سَوْأَةِ بَعْضٍ، وكانَ مُوسَى عليه السَّلامُ يَغْتَسِلُ وحْدَهُ، فقالوا: واللَّهِ ما يَمْنَعُ مُوسَى أنْ يَغْتَسِلَ معنا إلَّا أنَّه آدَرُ ، قالَ: فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ علَى حَجَرٍ، فَفَرَّ الحَجَرُ بثَوْبِهِ، قالَ فَجَمَحَ مُوسَى بأَثَرِهِ يقولُ: ثَوْبِي، حَجَرُ ثَوْبِي، حَجَرُ حتَّى نَظَرَتْ بَنُو إسْرائِيلَ إلى سَوْأَةِ مُوسَى فقالوا: واللَّهِ ما بمُوسَى مِن بَأْسٍ، فَقامَ الحَجَرُ بَعْدُ، حتَّى نُظِرَ إلَيْهِ، قالَ فأخَذَ ثَوْبَهُ فَطَفِقَ بالحَجَرِ ضَرْبًا. قالَ أبو هُرَيْرَةَ: واللَّهِ إنَّه بالحَجَرِ نَدَبٌ سِتَّةٌ، أوْ سَبْعَةٌ، ضَرْبُ مُوسَى عليه السَّلامُ بالحَجَرِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 339 التخريج : أخرجه البخاري (278)، ومسلم (339).
التصنيف الموضوعي: أنبياء - معجزات أنبياء - موسى علم - أخبار بني إسرائيل علم - القصص غسل - التستر في الغسل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - إنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يُكْثِرُ الحَدِيثَ عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَاللَّهُ المَوْعِدُ، كُنْتُ رَجُلًا مِسْكِينًا، أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى مِلْءِ بَطْنِي، وَكانَ المُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بالأسْوَاقِ وَكَانَتِ الأنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ القِيَامُ علَى أَمْوَالِهِمْ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن يَبْسُطْ ثَوْبَهُ فَلَنْ يَنْسَى شيئًا سَمِعَهُ مِنِّي فَبَسَطْتُ ثَوْبِي حتَّى قَضَى حَدِيثَهُ، ثُمَّ ضَمَمْتُهُ إلَيَّ، فَما نَسِيتُ شيئًا سَمِعْتُهُ منه. وفي روايةٍ : أنَّ مَالِكًا، انْتَهَى حَديثُهُ عِنْدَ انْقِضَاءِ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَلَمْ يَذْكُرْ في حَديثِهِ الرِّوَايَةَ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَن يَبْسُطْ ثَوْبَهُ إلى آخِرِهِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2492 التخريج : أخرجه البخاري (7354) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الصبر على البلاء مناقب وفضائل - أبو هريرة آداب عامة - الخطأ والنسيان صدقة - المسكين والفقير علم - حفظ العلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - حَجَجْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حَجَّةَ الوَدَاعِ ، فَرَأَيْتُ أُسَامَةَ وَبِلَالًا، وَأَحَدُهُما آخِذٌ بخِطَامِ نَاقَةِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالآخَرُ رَافِعٌ ثَوْبَهُ يَسْتُرُهُ مِنَ الحَرِّ، حتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ .
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أم حصين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1297 التخريج : أخرجه أبو داود (1834)، وأحمد (27259)، وابن حبان (3949) جميعهم بلفظه.
التصنيف الموضوعي: حج - حجة النبي صلى الله عليه وسلم حج - رمي جمرة العقبة إيمان - حب الرسول حج - مباحات الإحرام حج - مناسك الحج
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

11 - لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ ، وغَمْطُ النَّاسِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 91 التخريج : من أفراد مسلم على البخاري
التصنيف الموضوعي: جهنم - من يدخلها وبمن وكلت رقائق وزهد - الكبر والتواضع زينة اللباس - اللباس الحسن و النظافة عقيدة - إثبات صفات الله تعالى رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

12 - أَصَابَنَا وَنَحْنُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَطَرٌ، قالَ: فَحَسَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبَهُ، حتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، لِمَ صَنَعْتَ هذا؟ قالَ: لأنَّهُ حَديثُ عَهْدٍ برَبِّهِ تَعَالَى.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 898 التخريج : من أفراد مسلم على البخاري
التصنيف الموضوعي: أشربة - شرب البركة والماء المبارك استسقاء - البروز للمطر رقائق وزهد - ما فيه البركة علم - حسن السؤال ونصح العالم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

13 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أنَّهُ قالَ: نُهي عن بَيْعَتَيْنِ المُلَامَسَةِ، وَالْمُنَابَذَةِ . أَمَّا المُلَامَسَةُ: فأنْ يَلْمِسَ كُلُّ وَاحِدٍ منهما ثَوْبَ صَاحِبِهِ بغيرِ تَأَمُّلٍ، وَالْمُنَابَذَةُ: أَنْ يَنْبِذَ كُلُّ وَاحِدٍ منهما ثَوْبَهُ إلى الآخَرِ، وَلَمْ يَنْظُرْ وَاحِدٌ منهما إلى ثَوْبِ صَاحِبِهِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1511 التخريج : أخرجه البخاري (1993) مختصراً وفيه زيادة: النهي عن صيام يومي الفطر والنحر
التصنيف الموضوعي: بيوع - بيع الملامسة والمنابذة تجارة - ما يجب على التجار توقيه بيوع - بعض البيوع المنهي عنها
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

14 - عن أبي هريرةَ ، أنه قال : نهى عن بيعتَينِ : الملامسةِ والمُنابذةِ . أما المُلامسةُ فأن يلمِسَ كلُّ واحدٍ منهما ثوبَ صاحبِه بغير تأمُّلٍ. والمُنابذةُ أن ينبِذَ كلُّ واحدٍ منهما ثوبَه الى الآخرِ، ولم ينظرْ واحدٌ منهما إلى ثوبِ صاحبِه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عطاء بن ميناء | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1511 التخريج : أخرجه البيهقي (10971) واللفظ له ، ، والبخاري (1891) مختصرا ، وعبد الرزاق في ((مصنفه)) (15938) مطولا .
التصنيف الموضوعي: بيوع - بيع الملامسة والمنابذة تجارة - ما يجب على التجار توقيه بيوع - بعض البيوع المنهي عنها
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

15 - أنَّهُ لَمَّا كانَ عَامُ الفَتْحِ أتَتْ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو بأَعْلَى مَكَّةَ قَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلى غُسْلِهِ، فَسَتَرَتْ عليه فَاطِمَةُ ثُمَّ أخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ به، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : فاختة بنت أبي طالب أم هانئ | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 336 التخريج : أخرجه النسائي (415)، وأحمد (26888)، والبيهقي (19) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: صلاة - الصلاة في الثوب الواحد صلاة - لباس الرجل في الصلاة غسل - التستر في الغسل مغازي - فتح مكة صلاة - الضحى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - إنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَامَ يَومَ الفِطْرِ، فَصَلَّى، فَبَدَأَ بالصَّلَاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَلَمَّا فَرَغَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَزَلَ، وَأَتَى النِّسَاءَ، فَذَكَّرَهُنَّ، وَهو يَتَوَكَّأُ علَى يَدِ بلَالٍ، وَبِلَالٌ بَاسِطٌ ثَوْبَهُ، يُلْقِينَ النِّسَاءُ صَدَقَةً.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 885 التخريج : أخرجه البخاري (978)، وأبو داود (1141)، والنسائي (1575) جميعهم بألفاظ مقاربة.
التصنيف الموضوعي: آداب المجلس - اجتماع النساء عيدين - الخطبة بعد الصلاة عيدين - الموعظة يوم العيد عيدين - خروج النساء والحيض للمصلى نفقة - تصرف المرأة بغير إذن زوجها
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - سِرْنَا مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَكانَ قُوتُ كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا في كُلِّ يَومٍ تَمْرَةً، فَكانَ يَمَصُّهَا ثُمَّ يَصُرُّهَا في ثَوْبِهِ، وَكُنَّا نَخْتَبِطُ بقِسِيِّنَا وَنَأْكُلُ، حتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا، فَأُقْسِمُ أُخْطِئَهَا رَجُلٌ مِنَّا يَوْمًا، فَانْطَلَقْنَا به نَنْعَشُهُ ، فَشَهِدْنَا أنَّهُ لَمْ يُعْطَهَا، فَأُعْطِيَهَا فَقَامَ فأخَذَهَا.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 3011 التخريج : أخرجه مسلم (3011).
التصنيف الموضوعي: أطعمة - أكل التمر رقائق وزهد - معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أطعمة - ما يحل من الأطعمة رقائق وزهد - عيش السلف رقائق وزهد - فضل الجوع وخشونة العيش
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

18 - نَهَانَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عن بَيْعَتَيْنِ، وَلِبْسَتَيْنِ، نَهَى عَنِ المُلَامَسَةِ، وَالْمُنَابَذَةِ في البَيْعِ. وَالْمُلَامَسَةُ: لَمْسُ الرَّجُلِ ثَوْبَ الآخَرِ بيَدِهِ باللَّيْلِ، أَوْ بالنَّهَارِ، وَلَا يَقْلِبُهُ إلَّا بذلكَ، وَالْمُنَابَذَةُ: أَنْ يَنْبِذَ الرَّجُلُ إلى الرَّجُلِ بثَوْبِهِ، وَيَنْبِذَ الآخَرُ إلَيْهِ ثَوْبَهُ وَيَكونُ ذلكَ بَيْعَهُما مِن غيرِ نَظَرٍ وَلَا تَرَاضٍ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1512 التخريج : أخرجه البخاري (5820) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: بيوع - بيع الملامسة والمنابذة بيوع - بيع بيعتين في بيعة تجارة - ما يجب على التجار توقيه اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته بيوع - بعض البيوع المنهي عنها
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

19 - أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَأَى نُخَامَةً في قِبْلَةِ المَسْجِدِ، فأقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَقالَ: ما بَالُ أحَدِكُمْ يَقُومُ مُسْتَقْبِلَ رَبِّهِ فَيَتَنَخَّعُ أمَامَهُ، أيُحِبُّ أحَدُكُمْ أنْ يُسْتَقْبَلَ فيُتَنَخَّعَ في وجْهِهِ؟ فَإِذَا تَنَخَّعَ أحَدُكُمْ فَلْيَتَنَخَّعْ عن يَسَارِهِ، تَحْتَ قَدَمِهِ، فإنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَقُلْ هَكَذَا ووَصَفَ القَاسِمُ فَتَفَلَ في ثَوْبِهِ، ثُمَّ مَسَحَ بَعْضَهُ علَى بَعْضٍ.

20 - عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ « أَنَّ رَجُلًا نَزَلَ بعائِشَةَ، فأصْبَحَ يَغْسِلُ ثَوْبَهُ فقالَتْ عائِشَةُ: إنَّما كانَ يُجْزِئُكَ إنْ رَأَيْتَهُ أنْ تَغْسِلَ مَكانَهُ، فإنْ لَمْ تَرَ نَضَحْتَ حَوْلَهُ ولقَدْ رَأَيْتُنِي أفْرُكُهُ مِن ثَوْبِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَرْكًا فيُصَلِّي فِيهِ. وفي رواية: عن عائِشَةَ في المَنِيِّ قالَتْ: كُنْتُ أفْرُكُهُ مِن ثَوْبِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 288 التخريج : أخرجه أبو داود (371)، وأحمد (24702)، وابن حبان (1379) جميعهم بلفظ مقارب.
التصنيف الموضوعي: طهارة - أحكام الجنب وآدابه غسل - غسل المني وما أصاب من فرج المرأة غسل - الاختلاف في طهارة المني
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

21 - أنبأَنا أبو هريرةَ قال : كان موسى عليه السلامُ رجلاً حييًّا, قال: فكان لا يُرى مُتجرِّدًا,قال :فقال بنو إسرائيل : إنه آدَرُ , قال :فاغتسلَ عند مُويهٍ,فوضع ثوبَه على حجرٍ,فانطلق الحجرُ يسعى واتَّبعَهُ بعصاهُ يضربُه : ثوبي حجرُ ! ثوبي حجرُ ! حتى وقفَ على ملأٍ من بني إسرائيلَ؛ونزلت : يا أيها الذين أمنوا لا تكونوا كالذين أذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها [ 33 / الأحزاب / 69 ]
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن شقيق | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 339 التخريج : أخرجه أبو عوانة في ((المستخرج)) (10471)، والسراج في ((حديثه)) (558) باختلاف يسير، وابن أبي شيبة (32510) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: أنبياء - معجزات أنبياء - موسى تفسير آيات - سورة الأحزاب رقائق وزهد - الحياء غسل - التستر في الغسل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

22 -  حَجَجْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حَجَّةَ الوَدَاعِ ، فَرَأَيْتُهُ حِينَ رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ ، وَانْصَرَفَ وَهو علَى رَاحِلَتِهِ وَمعهُ بلَالٌ وَأُسَامَةُ؛ أَحَدُهُما يَقُودُ به رَاحِلَتَهُ ، وَالآخَرُ رَافِعٌ ثَوْبَهُ علَى رَأْسِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الشَّمْسِ، قالَتْ: فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَوْلًا كَثِيرًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ يقولُ: إنْ أُمِّرَ علَيْكُم عَبْدٌ مُجَدَّعٌ -حَسِبْتُهَا قالَتْ: أَسْوَدُ- يَقُودُكُمْ بكِتَابِ اللهِ تَعَالَى؛ فَاسْمَعُوا له وَأَطِيعُوا.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أم الحصين الأحمسية | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1298 التخريج : من أفراد مسلم على البخاري
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - وجوب طاعة الإمام حج - حجة النبي صلى الله عليه وسلم حج - خطبة يوم النحر حج - رمي جمرة العقبة حج - مباحات الإحرام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

23 - أَنْبَأَنَا أبو هُرَيْرَةَ قالَ: كانَ مُوسَى عليه السَّلَامُ رَجُلًا حَيِيًّا، قالَ: فَكانَ لا يُرَى مُتَجَرِّدًا، قالَ: فَقالَ: بَنُو إسْرَائِيلَ: إنَّه آدَرُ ، قالَ: فَاغْتَسَلَ عِنْدَ مُوَيْهٍ، فَوَضَعَ ثَوْبهُ علَى حَجَرٍ، فَانْطَلَقَ الحَجَرُ يَسْعَى، واتَّبَعَهُ بعَصَاهُ يَضْرِبُهُ: ثَوْبِي، حَجَرُ ثَوْبِي، حَجَرُ حتَّى وقَفَ علَى مَلَأٍ مِن بَنِي إسْرَائِيلَ ونَزَلَتْ {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ ممَّا قالوا وكانَ عِنْدَ اللَّهِ وجِيهًا} [الأحزاب: 69].
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالله بن شقيق | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 339 التخريج : أخرجه البخاري (278) باختلاف يسير مرفوعاً من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة
التصنيف الموضوعي: أنبياء - معجزات أنبياء - موسى تفسير آيات - سورة الأحزاب رقائق وزهد - الحياء غسل - التستر في الغسل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - أنَّ أُمَّ قَيْسٍ بنْتَ مِحْصَنٍ، وكانَتْ مِنَ المُهاجِراتِ الأُوَلِ اللّاتي بايَعْنَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهي أُخْتُ عُكّاشَةَ بنِ مِحْصَنٍ أحَدُ بَنِي أسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ، قالَ: أخْبَرَتْنِي أنَّها أتَتْ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بابْنٍ لها لَمْ يَبْلُغْ أنْ يَأْكُلَ الطَّعامَ قالَ: عُبَيْدُ اللهِ أخْبَرَتْنِي أنَّ ابْنَها ذاكَ بالَ في حَجْرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَدَعا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بماءٍ فَنَضَحَهُ علَى ثَوْبِهِ ولَمْ يَغْسِلْهُ غَسْلًا.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أم قيس بنت محصن | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 287 التخريج : أخرجه البخاري (223، 5692) مفرقاً باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: طهارة - بيان ما هو نجس والأمر بغسله طهارة - ما جاء في غسل بول الجارية ورش بول الصبي
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

25 - شَهِدْتُ صَلَاةَ الفِطْرِ مع نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَكُلُّهُمْ يُصَلِّيهَا قَبْلَ الخُطْبَةِ، ثُمَّ يَخْطُبُ، قالَ: فَنَزَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إلَيْهِ حِينَ يُجَلِّسُ الرِّجَالَ بيَدِهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَشُقُّهُمْ، حتَّى جَاءَ النِّسَاءَ، وَمعهُ بلَالٌ، فَقالَ: يا أَيُّهَا النبيُّ {إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ علَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ باللَّهِ شيئًا}[الممتحنة:12]، فَتَلَا هذِه الآيَةَ حتَّى فَرَغَ منها، ثُمَّ قالَ: حِينَ فَرَغَ منها أَنْتُنَّ علَى ذَلِكِ؟ فَقالتِ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، لَمْ يُجِبْهُ غَيْرُهَا منهنَّ: نَعَمْ، يا نَبِيَّ اللهِ لا يُدْرَى حِينَئِذٍ مَن هي، قالَ: فَتَصَدَّقْنَ، فَبَسَطَ بلَالٌ ثَوْبَهُ، ثُمَّ قالَ: هَلُمَّ فِدًى لَكُنَّ أَبِي وَأُمِّي، فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ الفَتَخَ، وَالْخَوَاتِمَ في ثَوْبِ بلَالٍ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 884 التخريج : أخرجه البخاري (4895) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الممتحنة زينة اللباس - الخاتم للنساء صدقة - فضل الصدقة والحث عليها عيدين - الخطبة بعد الصلاة عيدين - خروج النساء والحيض للمصلى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - أنَّ النَّاسَ سَأَلُوا نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى أَحْفَوْهُ بالمَسْأَلَةِ ، فَخَرَجَ ذَاتَ يَومٍ فَصَعِدَ المِنْبَرَ، فَقالَ: سَلُونِي، لا تَسْأَلُونِي عن شيءٍ إلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ فَلَمَّا سَمِعَ ذلكَ القَوْمُ أَرَمُّوا وَرَهِبُوا أَنْ يَكونَ بيْنَ يَدَيْ أَمْرٍ قدْ حَضَرَ. قالَ أَنَسٌ: فَجَعَلْتُ أَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لَافٌّ رَأْسَهُ في ثَوْبِهِ يَبْكِي، فأنْشَأَ رَجُلٌ مِنَ المَسْجِدِ، كانَ يُلَاحَى فيُدْعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ، فَقالَ: يا نَبِيَّ اللهِ مَن أَبِي؟ قالَ: أَبُوكَ حُذَافَةُ ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَقالَ: رَضِينَا باللَّهِ رَبًّا، وَبالإسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسولًا، عَائِذًا باللَّهِ مِن سُوءِ الفِتَنِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لَمْ أَرَ كَالْيَومِ قَطُّ في الخَيْرِ وَالشَّرِّ، إنِّي صُوِّرَتْ لي الجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَرَأَيْتُهُما دُونَ هذا الحَائِطِ.

27 - إنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قدْ أَكْثَرَ، وَاللَّهُ المَوْعِدُ، ويقولونَ: ما بَالُ المُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ لا يَتَحَدَّثُونَ مِثْلَ أَحَادِيثِهِ؟ وَسَأُخْبِرُكُمْ عن ذلكَ: إنَّ إخْوَانِي مِنَ الأنْصَارِ كانَ يَشْغَلُهُمْ عَمَلُ أَرَضِيهِمْ، وإنَّ إخْوَانِي مِنَ المُهَاجِرِينَ كانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بالأسْوَاقِ ، وَكُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى مِلْءِ بَطْنِي، فأشْهَدُ إذَا غَابُوا، وَأَحْفَظُ إذَا نَسُوا، وَلقَدْ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَوْمًا: أَيُّكُمْ يَبْسُطُ ثَوْبَهُ، فَيَأْخُذُ مِن حَديثِي هذا، ثُمَّ يَجْمَعُهُ إلى صَدْرِهِ، فإنَّه لَمْ يَنْسَ شيئًا سَمِعَهُ فَبَسَطْتُ بُرْدَةً عَلَيَّ، حتَّى فَرَغَ مِن حَديثِهِ، ثُمَّ جَمَعْتُهَا إلى صَدْرِي، فَما نَسِيتُ بَعْدَ ذلكَ اليَومِ شيئًا حدَّثَني به، وَلَوْلَا آيَتَانِ أَنْزَلَهُما اللَّهُ في كِتَابِهِ ما حَدَّثْتُ شيئًا أَبَدًا: {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} إلى آخِرِ الآيَتَيْنِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2492 التخريج : أخرجه البخاري (2047) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة البقرة تجارة - الخروج في التجارة علم - كتم العلم مناقب وفضائل - أبو هريرة مزارعة - ما جاء في الغرس
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

28 - ثُمَّ مَضَيْنَا حتَّى أَتَيْنَا جَابِرَ بنَ عبدِ اللهِ في مَسْجِدِهِ، وَهو يُصَلِّي في ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُشْتَمِلًا به، فَتَخَطَّيْتُ القَوْمَ حتَّى جَلَسْتُ بيْنَهُ وبيْنَ القِبْلَةِ، فَقُلتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، أَتُصَلِّي في ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَرِدَاؤُكَ إلى جَنْبِكَ؟! قالَ: فَقالَ بيَدِهِ في صَدْرِي هَكَذَا -وَفَرَّقَ بيْنَ أَصَابِعِهِ وَقَوَّسَهَا-: أَرَدْتُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيَّ الأحْمَقُ مِثْلُكَ، فَيَرَانِي كيفَ أَصْنَعُ، فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ؛ أَتَانَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في مَسْجِدِنَا هذا، وفي يَدِهِ عُرْجُونُ ابْنِ طَابٍ ، فَرَأَى في قِبْلَةِ المَسْجِدِ نُخَامَةً فَحَكَّهَا بالعُرْجُونِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللَّهُ عنْه؟ قالَ: فَخَشَعْنَا، ثُمَّ قالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللَّهُ عنْه؟ قالَ: فَخَشَعْنَا، ثُمَّ قالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللَّهُ عنْه؟ قُلْنَا: لا أَيُّنَا يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فإنَّ أَحَدَكُمْ إذَا قَامَ يُصَلِّي، فإنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قِبَلَ وَجْهِهِ، فلا يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلَا عن يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ عن يَسَارِهِ تَحْتَ رِجْلِهِ اليُسْرَى، فإنْ عَجِلَتْ به بَادِرَةٌ فَلْيَقُلْ بثَوْبِهِ هَكَذَا، ثُمَّ طَوَى ثَوْبَهُ بَعْضَهُ علَى بَعْضٍ، فَقالَ: أَرُونِي عَبِيرًا، فَقَامَ فَتًى مِنَ الحَيِّ يَشْتَدُّ إلى أَهْلِهِ، فَجَاءَ بخَلُوقٍ في رَاحَتِهِ ، فأخَذَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَجَعَلَهُ علَى رَأْسِ العُرْجُونِ، ثُمَّ لَطَخَ به علَى أَثَرِ النُّخَامَةِ ، فَقالَ جَابِرٌ: فَمِنْ هُنَاكَ جَعَلْتُمُ الخَلُوقَ في مَسَاجِدِكُمْ.

29 - كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في صَدْرِ النَّهَارِ، قالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ، مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوِ العَبَاءِ ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عَامَّتُهُمْ مِن مُضَرَ ، بَلْ كُلُّهُمْ مِن مُضَرَ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِما رَأَى بهِمْ مِنَ الفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فأمَرَ بلَالًا فأذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقالَ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إلى آخِرِ الآيَةِ {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، وَالآيَةَ الَّتي في الحَشْرِ: {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ} [الحشر: 18]، تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِن دِينَارِهِ، مِن دِرْهَمِهِ، مِن ثَوْبِهِ، مِن صَاعِ بُرِّهِ ، مِن صَاعِ تَمْرِهِ، حتَّى قالَ: ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، قالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ بصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قدْ عَجَزَتْ، قالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِن طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ كَأنَّهُ مُذْهَبَةٌ ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَن عَمِلَ بهَا بَعْدَهُ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أُجُورِهِمْ شَيءٌ، وَمَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كانَ عليه وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَن عَمِلَ بهَا مِن بَعْدِهِ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أَوْزَارِهِمْ شَيءٌ. [وفي رِوايةٍ]: كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ صَدْرَ النَّهَارِ... بِمِثْلِهِ. وفيه: قالَ: ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ خَطَبَ. [وفي رِوايةٍ]: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأتَاهُ قَوْمٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ ... وَسَاقُوا الحَدِيثَ بقِصَّتِهِ، وَفِيهِ: فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ صَعِدَ مِنْبَرًا صَغِيرًا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ في كِتَابِهِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} الآيَةَ. [وفي رواية]: جَاءَ نَاسٌ مِنَ الأعْرَابِ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عليهمِ الصُّوفُ، فَرَأَى سُوءَ حَالِهِمْ قدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ ، فَذَكَرَ بمَعْنَى حَديثِهِمْ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : جرير بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1017 التخريج : أخرجه النسائي (2554)، وأحمد (19174)، والطيالسي (705) جميعا باختلاف يسير .
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - إثم من دعا إلى ضلالة اعتصام بالسنة - من دعا إلى هدى زينة اللباس - لبس الصوف والشعر صدقة - فضل الصدقة والحث عليها صدقة - ذم البخل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

30 - خَرَجْنَا مِن قَوْمِنَا غِفَارٍ، وكانوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الحَرَامَ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا، فَنَزَلْنَا علَى خَالٍ لَنَا، فأكْرَمَنَا خَالُنَا وَأَحْسَنَ إلَيْنَا، فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ فَقالوا: إنَّكَ إذَا خَرَجْتَ عن أَهْلِكَ خَالَفَ إليهِم أُنَيْسٌ، فَجَاءَ خَالُنَا فَنَثَا عَلَيْنَا الذي قِيلَ له، فَقُلتُ: أَمَّا ما مَضَى مِن مَعروفِكَ فقَدْ كَدَّرْتَهُ، وَلَا جِمَاعَ لكَ فِيما بَعْدُ، فَقَرَّبْنَا صِرْمَتَنَا ، فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا، وَتَغَطَّى خَالُنَا ثَوْبَهُ فَجَعَلَ يَبْكِي، فَانْطَلَقْنَا حتَّى نَزَلْنَا بحَضْرَةِ مَكَّةَ، فَنَافَرَ أُنَيْسٌ عن صِرْمَتِنَا وَعَنْ مِثْلِهَا، فأتَيَا الكَاهِنَ ، فَخَيَّرَ أُنَيْسًا، فأتَانَا أُنَيْسٌ بصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا معهَا. قالَ: وَقَدْ صَلَّيْتُ -يا ابْنَ أَخِي- قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثِ سِنِينَ، قُلتُ: لِمَنْ؟ قالَ: لِلَّهِ، قُلتُ: فأيْنَ تَوَجَّهُ؟ قالَ: أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي، أُصَلِّي عِشَاءً، حتَّى إذَا كانَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ ، حتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ. فَقالَ أُنَيْسٌ: إنَّ لي حَاجَةً بمَكَّةَ فَاكْفِنِي، فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حتَّى أَتَى مَكَّةَ، فَرَاثَ عَلَيَّ، ثُمَّ جَاءَ فَقُلتُ: ما صَنَعْتَ؟ قالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بمَكَّةَ علَى دِينِكَ، يَزْعُمُ أنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، قُلتُ: فَما يقولُ النَّاسُ؟ قالَ: يقولونَ: شَاعِرٌ، كَاهِنٌ ، سَاحِرٌ، وَكانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ. قالَ أُنَيْسٌ: لقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الكَهَنَةِ، فَما هو بقَوْلِهِمْ، وَلقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ علَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ ، فَما يَلْتَئِمُ علَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أنَّهُ شِعْرٌ، وَاللَّهِ إنَّه لَصَادِقٌ، وإنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. قالَ: قُلتُ: فَاكْفِنِي حتَّى أَذْهَبَ فأنْظُرَ، قالَ: فأتَيْتُ مَكَّةَ فَتَضَعَّفْتُ رَجُلًا منهمْ، فَقُلتُ: أَيْنَ هذا الَّذي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ؟ فأشَارَ إلَيَّ، فَقالَ: الصَّابِئَ ، فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الوَادِي بكُلٍّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ، حتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ، قالَ: فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ، قالَ: فأتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ، وَشَرِبْتُ مِن مَائِهَا، وَلقَدْ لَبِثْتُ -يا ابْنَ أَخِي- ثَلَاثِينَ بيْنَ لَيْلَةٍ وَيَومٍ، ما كانَ لي طَعَامٌ إلَّا مَاءُ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ حتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَما وَجَدْتُ علَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ . قالَ: فَبيْنَا أَهْلُ مَكَّةَ في لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إضْحِيَانَ، إذْ ضُرِبَ علَى أَسْمِخَتِهِمْ، فَما يَطُوفُ بالبَيْتِ أَحَدٌ. وَامْرَأَتَانِ منهمْ تَدْعُوَانِ إسَافًا وَنَائِلَةَ، قالَ: فأتَتَا عَلَيَّ في طَوَافِهِما، فَقُلتُ: أَنْكِحَا أَحَدَهُما الأُخْرَى، قالَ: فَما تَنَاهَتَا عن قَوْلِهِما، قالَ: فأتَتَا عَلَيَّ، فَقُلتُ: هَنٌ مِثْلُ الخَشَبَةِ، غيرَ أَنِّي لا أَكْنِي ، فَانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلَانِ، وَتَقُولَانِ: لو كانَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِن أَنْفَارِنَا، قالَ: فَاسْتَقْبَلَهُما رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَهُما هَابِطَانِ، قالَ: ما لَكُمَا؟ قالَتَا: الصَّابِئُ بيْنَ الكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا، قالَ: ما قالَ لَكُمَا؟ قالَتَا: إنَّه قالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلأُ الفَمَ . وَجَاءَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى اسْتَلَمَ الحَجَرَ، وَطَافَ بالبَيْتِ هو وَصَاحِبُهُ، ثُمَّ صَلَّى، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قالَ أَبُو ذَرٍّ: فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ مَن حَيَّاهُ بتَحِيَّةِ الإسْلَامِ، قالَ: فَقُلتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يا رَسولَ اللهِ، فَقالَ: وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، ثُمَّ قالَ: مَن أَنْتَ؟ قالَ: قُلتُ: مِن غِفَارٍ، قالَ: فأهْوَى بيَدِهِ، فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ علَى جَبْهَتِهِ، فَقُلتُ في نَفْسِي: كَرِهَ أَنِ انْتَمَيْتُ إلى غِفَارٍ، فَذَهَبْتُ آخُذُ بيَدِهِ، فَقَدَعَنِي صَاحِبُهُ، وَكانَ أَعْلَمَ به مِنِّي، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قالَ: مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا؟ قالَ: قُلتُ: قدْ كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ ثَلَاثِينَ بيْنَ لَيْلَةٍ وَيَومٍ، قالَ: فمَن كانَ يُطْعِمُكَ؟ قالَ: قُلتُ: ما كانَ لي طَعَامٌ إلَّا مَاءُ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ حتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَما أَجِدُ علَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ، قالَ: إنَّهَا مُبَارَكَةٌ؛ إنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ. فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: يا رَسولَ اللهِ، ائْذَنْ لي في طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ، فَانْطَلَقَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَانْطَلَقْتُ معهُمَا، فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا، فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِن زَبِيبِ الطَّائِفِ، وَكانَ ذلكَ أَوَّلَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بهَا، ثُمَّ غَبَرْتُ ما غَبَرْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: إنَّه قدْ وُجِّهَتْ لي أَرْضٌ ذَاتُ نَخْلٍ، لا أُرَاهَا إلَّا يَثْرِبَ ، فَهلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ؟ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بكَ وَيَأْجُرَكَ فيهم. فأتَيْتُ أُنَيْسًا فَقالَ: ما صَنَعْتَ؟ قُلتُ: صَنَعْتُ أَنِّي قدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، قالَ: ما بي رَغْبَةٌ عن دِينِكَ، فإنِّي قدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، فأتَيْنَا أُمَّنَا، فَقالَتْ: ما بي رَغْبَةٌ عن دِينِكُمَا، فإنِّي قدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، فَاحْتَمَلْنَا حتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا، فأسْلَمَ نِصْفُهُمْ، وَكانَ يَؤُمُّهُمْ أَيْمَاءُ بنُ رَحَضَةَ الغِفَارِيُّ، وَكانَ سَيِّدَهُمْ. وَقالَ نِصْفُهُمْ: إذَا قَدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ أَسْلَمْنَا، فَقَدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ، فأسْلَمَ نِصْفُهُمُ البَاقِي، وَجَاءَتْ أَسْلَمُ، فَقالوا: يا رَسولَ اللهِ، إخْوَتُنَا، نُسْلِمُ علَى الذي أَسْلَمُوا عليه، فأسْلَمُوا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ. وفي رواية: َزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ: قُلتُ: فَاكْفِنِي حتَّى أَذْهَبَ فأنْظُرَ، قالَ: نَعَمْ، وَكُنْ علَى حَذَرٍ مِن أَهْلِ مَكَّةَ؛ فإنَّهُمْ قدْ شَنِفُوا له وَتَجَهَّمُوا. وفي روايةٍ: قالَ أَبُو ذَرٍّ: يا ابْنَ أَخِي، صَلَّيْتُ سَنَتَيْنِ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: قُلتُ: فأيْنَ كُنْتَ تَوَجَّهُ؟ قالَ: حَيْثُ وَجَّهَنِيَ اللَّهُ،. وَقالَ: فَتَنَافَرَا إلى رَجُلٍ مِنَ الكُهَّانِ، قالَ: فَلَمْ يَزَلْ أَخِي، أُنَيْسٌ يَمْدَحُهُ حتَّى غَلَبَهُ، قالَ: فأخَذْنَا، صِرْمَتَهُ فَضَمَمْنَاهَا إلى صِرْمَتِنَا . وَقالَ أَيْضًا في حَديثِهِ: قالَ: فَجَاءَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَطَافَ بالبَيْتِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ المَقَامِ، قالَ: فأتَيْتُهُ، فإنِّي لأَوَّلُ النَّاسِ حَيَّاهُ بتَحِيَّةِ الإسْلَامِ، قالَ: قُلتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ. مَن أَنْتَ؟ وفي حَديثِهِ أَيْضًا: فَقالَ: مُنْذُ كَمْ أَنْتَ هَاهُنَا؟ قالَ: قُلتُ: مُنْذُ خَمْسَ عَشْرَةَ. وَفِيهِ: فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَتْحِفْنِي بضِيَافَتِهِ اللَّيْلَةَ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2473 التخريج : من أفراد مسلم على البخاري. وقصة إسلام أبي ذر أخرجها البخاري (3522)
التصنيف الموضوعي: أشربة - شرب زمزم حج - الشرب من زمزم حج - صلاة ركعتين بعد الطواف مناقب وفضائل - أبو ذر الغفاري مناقب وفضائل - فضائل القبائل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث