الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

91 - لمَّا وقَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بذي طُوًى ، قال أبو قُحافةَ لابنةٍ له من أصغَرِ وَلَدِه: أيْ بُنيَّةُ، اظْهَري بي على أبي قَبِيسٍ. قالتْ: وقد كُفَّ بصَرُه. قالتْ: فأشرَفْتُ به عليه، فقال: يا بُنيَّةُ، ماذا ترَيْنَ؟ قالتْ: أرى سَوادًا مُجتمِعًا، قال: تلك الخَيلُ، قالت: وأرى رجُلًا يَسْعى بين ذلك السَّوادِ مُقبِلًا ومُدبِرًا، قال: يا بُنيَّةُ، ذلك الوازِعُ، يعنِي الذي يأمُرُ الخَيلَ ويتقدَّمُ إليها، ثمَّ قالتْ: قد واللهِ انتَشرَ السَّوادُ، فقال: قد واللهِ إذا دَفَعتِ الخَيلُ، فأسرِعي بي إلى بَيْتي، فانحطَّتْ به، وتلقَّاه الخَيلُ قبلَ أنْ يَصِلَ إلى بيتِه، وفي عُنُقِ الجاريةِ طَوقٌ لها من وَرِقٍ، فتلقَّاه رجُلٌ، فاقتلَعَه من عُنُقِها. قالتْ: فلمَّا دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مكَّةَ، ودخَلَ المَسجِدَ، أتاه أبو بكْرٍ بأبيهِ، فلمَّا رآه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قال: هلَّا تَركْتَ الشَّيخَ في بَيتِه حتى أكونَ أنا آتِيهِ فيه. قال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ، هو أحَقُّ أنْ يَمشِيَ إليكَ من أنْ تَمشِيَ أنت إليهِ، قال: فأجلَسَه بينَ يدَيهِ، ثمَّ مسَحَ صدرَه، ثمَّ قال له: أسلِمْ. فأسلَمَ، ودخَلَ به أبو بكرٍ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ورأسُه كأنَّه ثَغامةٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: غيِّروا هذا من شَعْرِه. ثمَّ قام أبو بكرٍ، فأخذَ بيَدِ أختِه، فقال: أنشُدُ باللهِ والإسلامِ طَوْقَ أُختي، فلم يُجِبْه أحَدٌ، فقالَ: يا أُخيَّةُ، احتَسِبي طَوقَكِ.

92 - كُنتُ مع سَلْمانَ الفارِسيِّ تَحتَ شجَرةٍ، وأخَذَ منها غُصْنًا يابِسًا فهَزَّه حتى تَحاتَّ ورَقُه، ثُمَّ قال: يا أبا عُثمانَ، ألَا تَسْألُني: لِمَ أفعَلُ هذا؟ قُلتُ: ولِمَ تَفعَلُه؟ فقال: هكذا فَعَلَ بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأنا معَه تحتَ شجَرةٍ، فأخَذَ منها غُصْنًا يابِسًا، فهَزَّه حتى تَحاتَّ ورَقُه فقال: يا سَلْمانُ: ألَا تَسألُني لِمَ أفعَلُ هذا؟ قُلتُ: ولِمَ تَفعَلُه؟ قال: إنَّ المُسلِمَ إذا تَوَضَّأ فأحْسَنَ الوُضوءَ ، ثُمَّ صلَّى الصَّلَواتِ الخَمْسَ، تحاتَّتْ خَطاياهُ كما يتَحاتُّ هذا الوَرَقُ، وقال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].

93 -  مَرَّ بي ذاتَ يومٍ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي قد كَبِرْتُ وضَعُفتُ، أو كما قالتْ، فمُرْني بعمَلٍ أعمَلُه وأنا جالسةٌ، قال: سبِّحي اللهَ مِئةَ تسبيحةٍ، فإنَّها تعدِلُ لك مِئةَ رَقَبةٍ تُعتِقينَها من وَلَدِ إسماعيلَ، واحمَدي الله مِئةَ تَحميدةٍ؛ فإنَّها تَعدِلُ لكِ مِئةَ فرَسٍ مُسرَجةٍ مُلْجَمةٍ، تَحمِلينَ عليها في سَبيلِ اللهِ، وكبِّري اللهَ مِئةَ تَكبيرةٍ؛ فإنَّها تَعدِلُ لك مِئةَ بَدَنةٍ مُقلَّدةٍ مُتقبَّلةٍ، وهلِّلي اللهَ مِئةَ تَهليلةٍ. قال ابنُ خلَفٍ: أحسَبُه قال: تملَأُ ما بينَ السَّماءِ والأرضِ، ولا يُرفَعُ يومَئذٍ لأحدٍ مِثلُ عَملِكِ إلَّا أنْ يأتيَ بمِثلِ ما أتيتِ به.

94 - رَغِبْتُ عن آلهةِ قَوْمي في الجاهليَّةِ -فذكَرَ الحديثَ-، قال: فسألْتُ عنه فوجَدْتُه مُسْتخفيًا بشأْنِه، فتَلطَّفْتُ له حتى دخَلْتُ عليه، فسَلَّمْتُ عليه، فقلْتُ له: ما أنت؟ فقال: نَبيٌّ، فقلْتُ: وما النَّبيُّ؟ فقال: رسولُ اللهِ، فقلْتُ: ومَن أَرسَلَك؟ قال: اللهُ عزَّ وجلَّ، قلْتُ: بماذا أَرسَلَك؟ فقال: بأنْ تُوصَلَ الأرحامُ، وتُحْقَنَ الدِّماءُ، وتؤْمَنَ السُّبُلُ، وتُكْسَرَ الأَوثانُ ، ويُعبَدَ اللهُ وحْدَه لا يُشرَكُ به شَيءٌ. قلْتُ: نِعمَ ما أَرسَلَك به، وأُشهِدُك أنِّي قد آمَنْتُ بكَ وصَدَّقْتُك، أَفأَمْكُثُ معك أَمْ ما تَرى؟ فقال: قد تَرى كَراهةَ الناسِ لِما جِئتُ به، فامكُثْ في أهْلِكَ، فإذا سمِعتُم بي قد خرَجْتُ مَخرَجي فأْتِني... فذكَرَ الحديثَ.

95 - عن عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، قال: حدَّثَني سَلْمانُ الفارِسيُّ حَديثَه مِن فيه، قال: كُنتُ رَجُلًا فارسِيًّا مِن أهْلِ أصْبَهانَ مِن أهْلِ قَرْيةٍ منها يُقالُ لها جَيُّ، وكان أبي دِهْقانَ قَرْيَتِه، وكُنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلم يَزَلْ به حُبُّه إيَّايَ حتى حَبَسَني في بَيتِه كما تُحبَسُ الجاريةُ، واجتَهَدْتُ في المَجوسيَّةِ حتى كُنتُ قَطِنَ النارِ الذي يُوقِدُها لا يَترُكُها تَخْبو ساعةً، قال: وكانَتْ لأبي ضَيْعةٌ عَظيمةٌ، قال: فشُغِلَ في بُنْيانٍ له يَومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلْتُ في بُنْيانٍ هذا اليومَ عن ضَيْعَتي، فاذْهَبْ فاطَّلِعْها، وأمَرَني فيها ببَعْضِ ما يُريدُ، فخَرَجْتُ أُريدُ ضَيْعَتَه، فمَرَرْتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائِسِ النَّصارى، فسَمِعتُ أصْواتَهُم فيها وهُم يُصَلُّون، وكُنتُ لا أدْري ما أمْرُ الناسِ لِحَبْسِ أبي إيَّايَ في بَيتِه، فلمَّا مَرَرتُ بهِم، وسَمِعتُ أصْواتَهم، دَخَلتُ عليهم أنظُرُ ما يَصنَعون، قال: فلمَّا رَأيتُهُم أعْجَبَني صَلاتُهُم، ورَغِبتُ في أمْرِهِم، وقُلتُ: هذا -واللهِ- خَيرٌ مِن الدِّينِ الذي نَحنُ عليه، فواللهِ ما تَرَكْتُهم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، وتَرَكْتُ ضَيْعةَ أبي ولم آتِها، فقُلتُ لهُم: أين أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ قال: ثُمَّ رَجَعتُ إلى أبي، وقد بَعَثَ في طَلَبي وشَغَلْتُه عن عَمَلِه كلِّه، قال: فلمَّا جِئْتُه، قال: أيْ بُنَيَّ، أين كُنتَ؟ ألم أكُنْ عَهِدتُ إليكَ ما عَهِدتُ؟ قال: قلتُ: يا أبَتِ، مَرَرتُ بناسٍ يُصَلُّون في كَنيسةٍ لهُم فأعْجَبَني ما رَأيتُ مِن دِينِهِم، فواللهِ ما زِلتُ عِندَهُم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، قال: أيْ بُنَيَّ، ليس في ذلك الدِّينِ خَيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائِكَ خَيرٌ منه! قال: قلتُ: كلَّا واللهِ إنَّه لخَيرٌ مِن دِينِنا، قال: فخافَني، فجَعَلَ في رِجْلي قَيْدًا، ثُمَّ حَبَسَني في بَيتِه، قال: وبَعَثتُ إلى النَّصارى فقُلتُ لهم: إذا قَدِمَ عليكم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى فأخْبِروني بهم، قال: فقَدِمَ عليهم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى، قال: فأخْبَروني بهم، قال: فقُلتُ لهُم: إذا قَضَوْا حَوائِجَهُم وأرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهِم فآذَنوني بهِم، قال: فلمَّا أرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهم أخْبَروني بهم، فألْقَيتُ الحَديدَ مِن رِجْلي، ثُمَّ خَرَجتُ معهم حتى قَدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قَدِمتُها، قُلتُ: مَن أفْضَلُ أهْلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكَنيسةِ، قال: فجِئْتُه، فقُلتُ: إنِّي قد رَغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحْبَبتُ أنْ أكونَ معَكَ أخْدِمُكَ في كَنيسَتِكَ، وأتَعَلَّمُ منكَ وأُصَلِّي معَكَ، قال: فادْخُلْ فدَخَلتُ معَه، قال: فكان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُهم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُهم فيها، فإذا جَمَعوا إليه منها أشْياءَ، اكْتَنَزَه لنَفْسِه، ولم يُعْطِه المَساكينَ، حتى جَمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهَبٍ ووَرِقٍ، قال: وأبغَضْتُه بُغْضًا شَديدًا لِما رَأيتُه يَصنَعُ، ثُمَّ ماتَ، فاجتَمَعَتْ إليه النَّصارى لِيَدْفِنوه، فقُلتُ لهم: إنَّ هذا كان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُكم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُكُم فيها، فإذا جِئْتُموه بها اكْتَنَزَها لنَفْسِه، ولم يُعْطِ المَساكينَ منها شَيئًا، قالوا: وما عِلْمُكَ بذلك؟ قال: قلتُ أنا أدُلُّكُم على كَنْزِه، قالوا: فدُلَّنا عليه، قال: فأرَيتُهُم مَوضِعَه، قال: فاسْتَخْرَجوا منه سَبْعَ قِلالٍ مَمْلوءةً ذَهَبًا ووَرِقًا، قال: فلمَّا رَأوْها قالوا: واللهِ لا نَدْفِنُه أبَدًا فصَلَبوه، ثُمَّ رَجَموه بالحِجارةِ، ثُمَّ جاؤوا برَجُلٍ آخَرَ، فجَعَلوه بمَكانِه، قال: يَقولُ سَلْمانُ: فما رَأيتُ رَجُلًا لا يُصلِّي الخَمْسَ، أرى أنَّه أفْضَلُ منه، أزْهَدُ في الدُّنْيا، ولا أرْغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدْأبُ ليلًا ونَهارًا منه، قال: فأحبَبْتُه حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَه، فأقَمْتُ معَه زَمانًا، ثُمَّ حَضَرَتْه الوَفاةُ، فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ معَكَ وأحْبَبْتُكَ حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَكَ، وقد حَضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ أحَدًا اليومَ على ما كُنتُ عليه، لقد هَلَكَ الناسُ وبَدَّلوا وتَرَكوا أكثَرَ ما كانوا عليه، إلَّا رَجُلًا بالمَوْصِلِ، وهو فُلانٌ، فهو على ما كُنتُ عليه، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ، لَحِقتُ بصاحِبِ المَوْصِلِ فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصاني عِندَ مَوتِه أنْ ألْحَقَ بكَ، وأخْبَرَني أنَّكَ على أمْرِه، قال: فقال لي: أقِمْ عِندي فأقَمتُ عِندَه، فوَجَدْتُه خَيرَ رَجُلٍ على أمْرِ صاحِبِه، فلم يَلبَثْ أنْ ماتَ، فلمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصى بي إليكَ، وأمَرَني باللُّحوقِ بكَ، وقد حَضَرَكَ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ رَجُلًا على مِثْلِ ما كُنَّا عليه إلَّا بِنَصِيبينَ، وهو فُلانٌ، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ نَصِيبينَ، فجِئْتُه فأخبَرْتُه خَبَري، وما أمَرَني به صاحِبي، قال: فأقِمْ عِندي، فأقَمْتُ عِندَه، فوَجَدْتُه على أمْرِ صاحِبَيْه، فأقَمْتُ مع خَيرِ رَجُلٍ، فواللهِ ما لَبِثَ أنْ نَزَلَ به الموتُ، فلمَّا حَضَرَ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا كان أوْصى بي إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما نَعلَمُ أحَدًا بَقِيَ على أمْرِنا آمُرُكَ أنْ تَأتيَه إلَّا رَجُلًا بِعَمُّوريَّةَ؛ فإنَّه على مِثْلِ ما نَحنُ عليه، فإنْ أحْبَبْتَ فأْتِه، قال: فإنَّه على أمْرِنا، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ، وأخْبَرْتُه خَبَري، فقال: أقِمْ عِندي، فأقَمْتُ مع رَجُلٍ على هَدْيِ أصحابِه وأمْرِهِم، قال: واكتَسَبْتُ حتى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيْمةٌ، قال: ثُمَّ نَزَلَ به أمْرُ اللهِ، فلمَّا حُضِرَ قُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ مع فُلانٍ، فأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، وأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تأْمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُه أصْبَحَ على ما كُنَّا عليه أحَدٌ مِن الناسِ آمُرُكَ أنْ تَأتيَه، ولكنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ هو مَبْعوثٌ بدِينِ إبْراهيمَ يَخرُجُ بأرْضِ العَرَبِ، مُهاجِرًا إلى أرضٍ بَينَ حرَّتَينِ بَينَهُما نَخْلٌ، به عَلاماتٌ لا تَخْفى: يَأكُلُ الهَديَّةَ ولا يَأكُلُ الصَّدَقةَ، بَينَ كَتِفَيْه خاتَمُ النُّبوَّةِ، فإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَلحَقَ بتلك البِلادِ فافْعَلْ، قال: ثُمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثْتُ بِعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أنْ أمكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بي نَفَرٌ مِن كَلْبٍ تُجَّارًا، فقُلتُ لهُم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ، وأُعْطيكُم بَقَراتي هذه وغُنَيْمَتي هذه؟ قالوا: نَعَمْ، فأعطَيْتُهُموها وحَمَلوني، حتى إذا قَدِموا بي واديَ القُرى ظَلَموني فباعوني مِن رَجُلٍ مِن يَهودَ عَبدًا، فكُنتُ عِندَه، ورَأيتُ النَّخلَ، ورَجَوْتُ أنْ تكونَ البَلَدَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، ولم يَحِقْ لي في نَفْسي، فبَينَما أنا عِندَه، قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِن المَدينةِ مِن بَني قُرَيْظةَ فابْتاعَني منه، فاحْتَمَلَني إلى المَدينةِ، فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها فعَرَفْتُها بصِفةِ صاحِبي، فأقَمْتُ بها وبَعَثَ اللهُ رسولَه، فأقامَ بمكَّةَ ما أقامَ لا أسْمَعُ له بذِكْرٍ مع ما أنا فيه مِن شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فواللهِ إنِّي لَفي رَأسِ عَذْقٍ لسَيِّدي أعْمَلُ فيه بَعضَ العَمَلِ، وسَيِّدي جالِسٌ، إذْ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتى وَقَفَ عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بَني قَيْلةَ، واللهِ إنَّهم الآنَ لَمُجتَمِعون بقُباءٍ على رَجُلٍ قَدِمَ عليهم مِن مكَّةَ اليومَ، يَزْعُمون أنَّه نَبيٌّ، قال: فلمَّا سَمِعْتُها أخَذَتْني العُرَواءُ، حتى ظَنَنتُ سأسْقُطُ على سيِّدي، قال: ونَزَلَتْ عن النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عمِّهِ ذلك: ماذا تقولُ؟ ماذا تقولُ؟ قال: فغَضِبَ سيِّدي فلَكَمَني لَكْمةً شَديدةً، ثُمَّ قال: ما لكَ ولهذا، أقْبِلْ على عَمَلِكَ، قال: قُلتُ: لا شَيءَ، إنَّما أرَدْتُ أنْ أسْتَثْبِتْه عمَّا قال، وقد كان عِندي شَيءٌ قد جَمَعْتُه، فلمَّا أمْسَيتُ أخَذْتُه ثُمَّ ذَهَبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقُلتُ له: إنَّه قد بَلَغَني أنَّكَ رَجُلٌ صالِحٌ، ومعَكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجَةٍ، وهذا شَيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرَأيْتُكُم أحَقَّ به مِن غَيرِكُم، قال: فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: كُلوا، وأمْسَكَ يَدَه فلم يَأكُلْ، قال: فقُلتُ في نفْسي: هذه واحِدةٌ، ثُمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شَيئًا، وتَحَوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إلى المَدينةِ، ثُمَّ جِئْتُه به، فقُلتُ: إنِّي رَأيتُكَ لا تَأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمْتُكَ بها، قال: فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ منها، وأمَرَ أصحابَه فأكَلوا معَه، قال: فقُلتُ في نَفْسي: هاتانِ اثْنَتانِ، قال: ثُمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو ببَقيعِ الغَرْقَدِ، قال: وقد تَبِعَ جِنازةً مِن أصحابِه، عليه شَمْلَتانِ له، وهو جالِسٌ في أصحابِه، فسَلَّمتُ عليه، ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أنظُرُ إلى ظَهْرِه، هل أرَى الخاتَمَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي؟ فلمَّا رَآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ استَدْبَرْتُه، عَرَفَ أنِّي أسْتَثْبِتُ في شَيءٍ وُصِفَ لي، قال: فألْقى رِداءَه عن ظَهْرِه، فنَظَرْتُ إلى الخاتَمِ فعَرَفْتُه، فانْكَبَبْتُ عليه أُقَبِّلُه وأبْكي، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: تَحَوَّلْ، فتَحَوَّلتُ، فقَصَصْتُ عليه حَديثي كما حَدَّثتُكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، قال: فأُعجِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلك أصحابُه، ثُمَّ شَغَلَ سَلْمانَ الرِّقُّ حتى فاتَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بَدْرٌ، وأُحُدٌ، قال: ثُمَّ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كاتِبْ يا سَلْمانُ، فكاتَبْتُ صاحِبي على ثَلاثِ مِئةِ نَخلةٍ، أُحْييها له بالفَقيرِ، وبأرْبَعينَ أُوقيَّةً، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: أعِينوا أخاكُم، فأعانوني بالنَّخلِ: الرَّجُلُ بثَلاثينَ وَدِيَّةً، والرَّجُلُ بعِشْرينَ، والرَّجُلُ بخَمْسَ عَشْرةَ، والرَّجُلُ بعَشْرٍ؛ يَعْني: الرَّجُلُ بقَدْرِ ما عِندَه، حتى اجتَمَعَتْ لي ثلاثُ مِئةِ وَدِيَّةٍ، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: اذْهَبْ يا سَلْمانُ ففَقِّرْ لها، فإذا فَرَغْتُ فأْتِني أكونُ أنا أضَعُها بِيَدي، قال: ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصْحابي، حتى إذا فَرَغتُ منها جِئْتُه فأخبَرْتُه، فخَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ معي إليها، فجَعَلْنا نُقَرِّبُ له الوَديَّ ويَضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بِيَدِه، فوالذي نَفْسُ سَلْمانَ بِيَدِه، ما ماتَتْ منها وَدِيَّةٌ واحِدةٌ، فأدَّيتُ النَّخلَ، وبَقِيَ علَيَّ المالُ، فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بمِثْلِ بَيْضةِ الدَّجاجةِ مِن ذَهَبٍ مِن بَعضِ المَغازي، فقال: ما فَعَلَ الفارِسيُّ المُكاتَبُ؟ قال: فدُعِيتُ له، فقال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلْمانُ، فقُلتُ: وأين تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ؟ قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ سيُؤَدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذْتُها فوَزَنْتُ لهُم منها، والذي نَفْسُ سلَمْانَ بِيَدِه، أربَعينَ أُوقِيَّةً، فأوْفَيْتُهم حَقَّهُم، وعَتَقْتُ! فشَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ الخَندَقَ، ثُمَّ لم يَفُتْني معَه مَشهَدٌ.

96 - بيْنا أنا أَقودُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في نَقْبٍ مِن تلك النِّقابِ، إذْ قال لي: يا عُقْبَ، ألَا تَركَبُ؟ قال: فأَجلَلْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أَركَبَ مَركَبَه، ثمَّ قال: يا عُقْبَ، ألَا تَركَبُ؟ قال: فأَشفَقْتُ أنْ تَكونَ مَعصيةً، قال: فنزَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَكِبتُ هُنَيَّةً، ثمَّ رَكِبَ، ثمَّ قال: يا عُقْبَ، ألَا أُعَلِّمُك سورتَينِ مِن خَيرِ سورتَينِ قرَأَ بهما الناسُ؟ قال: قلْتُ: بلى يا رسولَ اللهِ. قال: فأَقْرأَني: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. ثمَّ أُقيمَتِ الصلاةُ، فتقَدَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقرَأَ بهما، ثمَّ مَرَّ بي، قال: كيف رأيْتَ يا عُقْبَ؟ اقرَأْ بهما كلَّما نِمْتَ وكلَّما قُمْتَ.

97 - قُلتُ لابنِ عُمَرَ: أربَعُ خِلالٍ رَأيتُك تَصنَعُهُنَّ، لم أرَ أحدًا يَصنَعُهُنَّ؟ قال: ما هِيَ؟ قال: رَأيتُك تَلبَسُ هذه النِّعالَ السِّبتيَّةَ، ورَأيتُك تَستَلِمُ هَذينِ الرُّكنَينِ اليَمانيَّينِ لا تَستَلِمُ غيرَهما، ورَأيتُك لا تُهِلُّ حتى تَضَعَ رِجْلَك في الغَرْزِ ، ورَأيتُك تُصفِّرُ لِحْيَتَك؟ قال: أمَّا لُبسي هذه النِّعالَ السِّبتيَّةَ: فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَلبَسُها، يَتَوضَّأُ فيها، ويَستَحِبُّها، وأمَّا استِلامُ هَذينِ الرُّكنَينِ: فإنِّي رَأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَستَلِمُهما لا يَستَلِمُ غَيرَهما، وأمَّا تَصفيري لِحْيَتي: فإنِّي رَأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصفِّرُ لِحْيَتَه ، وأمَّا إهلالي إذا استَوَتْ بي راحِلَتي: فإنِّي رَأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا وَضَعَ رِجْلَه في الغَرْزِ ، واستَوَتْ به راحِلَتُه أَهَلَّ.

98 - الْتَمِسْ لنا غُلامًا مِن غِلْمانِكم يَخدُمُني، فخَرَجَ بي أبو طَلْحةَ يُردِفُني وراءَه، وكُنتُ أخدُمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كُلَّما نَزَلَ، فكُنتُ أسمَعُه يُكثِرُ أنْ يقولَ: اللهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبةِ الرِّجالِ ، فَلَمْ أزَلْ أخدُمُه حتى أقبَلْنا مِنْ خَيْبَرَ، وأقبَلَ بصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قد حازَها ، فكُنتُ أراهُ يَحوي وَراءَه بِعَباءةٍ أو بِكِساءٍ، ثُم يُردِفُها وراءه، حتى إذا كُنَّا بالصَّهْباءِ صَنَعَ حَيْسًا في نِطَعٍ، ثُم أرْسَلَني فدَعَوْتُ رِجالًا فأكَلوا، فكانَ ذلك بِناءَه بها، ثُم أقبَلَ حتى إذا بَدا له أُحُدٌ، قال: هذا جَبَلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّه فلمَّا أشرَفَ على المدينةِ قال: اللهمَّ إنِّي أُحَرِّمُ ما بيْنَ جَبَلَيْها كما حَرَّمَ إبراهيمُ مكَّةَ، اللهمَّ بارِكْ لهم في مُدِّهم وصاعِهِم.

99 - أتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا قَشِفُ الهيئةِ ، فقال: هل لك مالٌ؟ قال: قلتُ: نَعمْ، قال: مِن أيِّ المالِ؟ قال: قلتُ: مِن كلِّ المالِ؛ مِن الإبِلِ والرَّقِيقِ، والخيلِ والغَنَمِ، فقال: إذا آتاك اللهُ مالًا، فَلْيُرَ عليك، ثمَّ قال: هل تُنتَجُ إبِلُ قومُكِ صِحاحًا آذانُها، فتَعمِدُ إلى موسى فتَقطَعُ آذانَها، فتقولُ: هذه بُحُرٌ، وتشُقُّها، أو تشُقُّ جلودَها، وتقولُ: هذه صُرُمٌ وتحرِّمُها عليك وعلى أهلِكَ؟ قال: نَعمْ، قال: فإنَّ ما آتاك اللهُ عزَّ وجلَّ لك، وساعِدُ اللهِ أشَدُّ، وموسَى اللهِ أحَدُّ - وربَّما قال: ساعِدُ اللهِ أشَدُّ مِن ساعِدِكَ، وموسَى اللهِ أحَدُّ مِن موسَاكَ - قال: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ رجُلًا نزَلْتُ به فلم يُكرِمْني، ولم يَقرِني، ثمَّ نزَلَ بي، أَجزِيهِ بما صنَعَ أم أَقرِيهِ؟ قال: اقْرِهِ.

100 - رأَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في النَّومِ زَمَنَ ابنِ عبَّاسٍ، قال: وكان يَزيدُ يَكتُبُ المَصاحِفَ، قال: فقُلتُ لابنِ عبَّاسٍ: إني رأَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في النَّومِ. قال ابنُ عبَّاسٍ: فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَقولُ: إنَّ الشَّيطانَ لا يَستَطيعُ أنْ يتشَبَّه بي، فمَن رآني في النَّومِ، فقد رآني. فهل تَستَطيعُ أنْ تَنعَتَ لنا هذا الرَّجُلَ الَّذي رأَيتَ؟ قال: قُلتُ: نَعَمْ، رأَيتُ رَجُلًا بيْنَ الرَّجُلَيْنِ، جِسمُه ولَحمُه، أَسمَرُ إلى البَياضِ، حَسَنُ المَضحَكِ، أَكحَلُ العَينَيْنِ، جَميلُ دَوائِرِ الوَجهِ، قد ملَأَت لِحيَتُه، مِن هذه إلى هذه، حتى كادَت تَملَأُ نَحرَه -قال عَوفٌ: لا أَدري ما كان مع هذا مِن النَّعتِ- قال: فقال ابنُ عبَّاسٍ: لو رأَيتَه في اليَقَظةِ ما استطَعتَ أنْ تَنعَتَه فَوقَ هذا.

101 - انطلَقْتُ أنا والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى أتَيْنا الكعبةَ فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اجلِسْ وصعِد على مَنْكِبي، فذهَبْتُ لأنهَضَ به، فرأَى مِنِّي ضَعفًا، فنزَل، وجلَس لي نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقال: اصعَدْ على مَنْكِبي، قال: فصعِدْتُ على مَنْكِبَيْه، قال: فنهَض بي، قال: فإنَّه يُخَيَّلُ إليَّ أنِّي لو شِئْتُ لَنِلْتُ أُفُقَ السَّماءِ، حتى صعِدْتُ على البيتِ، وعليه تِمثالُ صُفْرٍ ، أو نُحاسٍ، فجعَلْتُ أُزاوِلُه عن يَمينِه وعن شِمالِه، وبيْنَ يدَيْه ومن خلْفِه، حتى إذا استمكَنْتُ منه، قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقذِفْ به، فقذَفْتُ به، فتكسَّر كما تتكسَّرُ القَواريرُ، ثُم نزَلْتُ، فانطلَقْتُ أنا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نستَبِقُ حتى تَوارَيْنا بالبُيوتِ، خشيةَ أنْ يَلْقانا أحَدٌ منَ النَّاسِ.

102 - لمَّا مات عُثْمانُ بنُ مَظْعونٍ، قالَتِ امرأةٌ: هنيئًا لكَ الجنَّةُ عُثْمانَ بنَ مَظْعونٍ، فنظَرَ إليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَظَرَ غَضْبانَ، فقال: وما يُدريكِ؟، قالَتْ: يا رسولَ اللهِ، فارِسُكَ وصاحِبُكَ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: واللِه، إنِّي رسولُ اللهِ، وما أدري ما يُفعَلُ بي، فأشفَقَ الناسُ على عُثْمانَ، فلمَّا ماتَتْ زَيْنبُ ابنةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الْحَقِي بسَلَفِنا الخيرِ عُثْمانَ بنِ مَظْعونٍ، فبكَتِ النِّساءُ، فجعَلَ عمرُ يضرِبُهنَّ بسَوْطِه، فأخَذَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِه، وقال: مَهْلًا يا عمرُ، ثم قال: ابْكِينَ، وإيَّاكُنَّ ونَعيقَ الشيطانِ، ثم قال: إنَّه مهما كان من العينِ والقلبِ، فمِن اللهِ، ومِن الرحمةِ، وما كان من اليدِ واللسانِ، فمِن الشيطانِ.

103 - إنَّ ثلاثةَ نَفَرٍ كانوا في كَهفٍ، فوَقَعَ الجَبلُ على بابِ الكَهفِ، فأُوصِدَ عليهم، قال قائلٌ منهم: تَذاكَروا أيُّكم عَمِلَ حسنةً، لعلَّ اللهَ عزَّ وجلَّ برَحمتِه يَرحَمُنا، فقال رَجُلٌ منهم: قد عَمِلتُ حسنةً مَرَّةً: كان لي أُجَراءُ يَعمَلونَ، فجاءني عُمَّالٌ لي، استأجَرتُ كُلَّ رَجُلٍ منهم بأجرٍ مَعلومٍ، فجاءني رَجُلٌ ذاتَ يومٍ وسَطَ النَّهارِ، فاستأجَرتُه بشَرطِ أصحابِه، فعَمِلَ في بَقيَّةِ نهارِه، كما عَمِلَ كُلُّ رَجُلٍ منهم في نهارِه كلِّه، فرَأَيتُ علَيَّ في الذِّمامِ ألَّا أُنقِصَه ممَّا استأجَرتُ به أصحابَه، لِمَا جَهِدَ في عملِه، فقال رَجُلٌ منهم: أتُعطي هذا مِثلَ ما أعطَيتَني، ولم يَعمَلْ إلَّا نِصفَ نهارٍ؟ فقُلتُ: يا عبدَ اللهِ، لم أبخَسْكَ شيئًا مِن شَرطِكَ؛ وإنَّما هو مالي أحكُمُ فيه ما شِئتُ، قال: فغَضِبَ، وذَهَبَ، وتَرَكَ أجرَه، قال: فوَضَعتُ حَقَّه في جانبٍ مِن البَيتِ ما شاء اللهُ، ثُمَّ مَرَّتْ بي بعدَ ذلك بَقرٌ، فاشترَيتُ به فَصيلةً مِن البَقرِ، فبَلَغَتْ ما شاء اللهُ، فمَرَّ بي بعدَ حينٍ شَيخًا ضَعيفًا لا أعرِفُه، فقال: إنَّ لي عندَكَ حَقًّا فذَكَّرَنيه حتى عَرَفتُه، فقُلتُ: إيَّاكَ أبْغي، هذا حَقُّكَ، فعَرَضتُها عليه جَميعَها، فقال: يا عبدَ اللهِ، لا تَسخَرْ بي إنْ لم  تَصَّدَّقْ عليَّ، فأعطِني حَقِّي، قال: واللهِ ما أسخَرُ بك، إنَّها لحَقُّكَ، ما لي منها شيء، فدَفَعتُها إليه جَميعًا؛ اللَّهُمَّ إنْ كنتُ فَعَلتُ ذلك لوَجهِكَ، فافرُجْ عنَّا. قال: فانصدَعَ الجَبلُ حتى رَأَوْا منه، وأبصَروا، قال الآخَرُ: قد عَمِلتُ حسنةً مَرَّةً: كان لي فضلٌ، فأصابَتِ النَّاسَ شِدَّةٌ، فجاءتْني امرأةٌ تَطلُبُ منِّي مَعروفًا، قال: فقُلتُ: واللهِ ما هو دونَ نفْسِكَ، فأبَتْ علَيَّ، فذَهَبَتْ، ثُمَّ رَجَعَتْ، فذَكَّرَتْني باللهِ، فأبَيتُ عليها، وقُلتُ: لا واللهِ ما هو دونَ نفْسِكَ، فأبَتْ علَيَّ، وذَهَبَتْ، فذَكَرَتْ لزَوجِها، فقال لها: أعْطيه نفْسَكِ! وأغْني عيالَكِ، فرَجَعَتْ إليَّ، فناشَدَتْني باللهِ، فأبَيتُ عليها، وقُلتُ: واللهِ ما هو دونَ نفْسِكِ، فلمَّا رَأَتْ ذلك أسلَمَتْ إليَّ نفْسَها، فلمَّا تَكشَّفتُها، وهَمَمتُ بها؛ ارتعَدَتْ مِن تَحتي! فقُلتُ لها: ما شَأنُكِ؟! قالتْ: أخافُ اللهَ ربَّ العالمينَ، قُلتُ لها: خِفْتيه في الشِّدَّةِ، ولم أخَفْه في الرَّخاءِ! فتَرَكتُها وأعطَيتُها ما يَحِقُّ علَيَّ بما تَكشَّفتُها، اللَّهُمَّ إنْ كنتُ فَعَلتُ ذلك لوَجهِكَ، فافرُجْ عنَّا، قال: فانصدَعَ حتى عَرَفوا وتَبيَّنَ لهم، قال الآخَرُ: عَمِلتُ حسنةً مَرَّةً، كان لي أبَوانِ شَيخانِ كَبيرانِ، وكانتْ لي غَنمٌ، فكنتُ أُطعِمُ أبَوَيَّ وأَسقيهما، ثُمَّ رَجَعتُ إلى غَنمي، قال: فأصابَني يومًا غَيثٌ حَبَسَني، فلمْ أبرَحْ حتى أمسَيتُ، فأتَيتُ أهلي وأخَذتُ مِحلَبي، فحَلَبتُ وغَنمي قائمةٌ، فمَضَيتُ إلى أبَوَيَّ، فوَجَدتُهما قد ناما، فشَقَّ علَيَّ أنْ أُوقِظَهما وشَقَّ علَيَّ أنْ أترُكَ غَنمي، فما بَرِحتُ جالسًا، ومِحلَبي على يدي حتى أيقَظَهما الصُّبحُ، فسَقَيْتُهما، اللَّهُمَّ إنْ كنتُ فَعَلتُ ذلك لوَجهِكَ؛ فافرُجْ عنَّا، قال النُّعمانُ: لكأنِّي أسمَعُ هذه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال الجَبلُ: طاقْ، ففَرَّجَ اللهُ عنهم، فخَرَجوا.

104 - أتَيْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا قَشِفُ الهيئةِ ، فقال: هل لك مالٌ؟ قال: قلتُ: نَعمْ، قال: فما مالُكَ؟ فقال: مِن كلِّ المالِ؛ مِن الخيلِ والإبِلِ، والرَّقِيقِ والغَنَمِ، قال: فإذا آتاك اللهُ عزَّ وجلَّ مالًا، فَلْيُرَ عليك، فقال: هل تُنتَجُ إبِلُ قومِكَ صِحاحًا آذانُها، فتَعمِدُ إلى الموسى فتَقطَعُها أو تقطِّعُها، وتقولُ: هذه بُحُرٌ، وتشُقُّ جلودَها، وتقولُ: هذه صُرُمٌ، فتحرِّمُها عليك وعلى أهلِكَ؟! قال: قلتُ: نَعمْ، قال: كلُّ ما آتاك اللهُ عزَّ وجلَّ لك حِلٌّ، وساعِدُ اللهِ أشَدُّ، وموسَى اللهِ أحَدُّ، وربَّما قالها، وربَّما لم يقُلْها، وربَّما قال: ساعِدُ اللهِ أشَدُّ مِن ساعِدِكَ، وموسَى اللهِ أحَدُّ مِن موسَاكَ، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، رجُلٌ نزَلْتُ به فلَمْ يَقرِني، ولم يُكرِمْني، ثمَّ نزَلَ بي، أَقْرِهِ أو أَجزِيهِ بما صنَعَ؟ قال: بلِ اقْرِهِ.

105 - واللهِ إنَّا لَمَعَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بخَيْبَرَ عَشيَّةً، إذْ أقْبلَتْ غَنمٌ لرجُلٍ مِن يَهودَ تُريدُ حِصنَهم، ونحنُ مُحاصِروهم، إذْ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن رجُلٌ يُطْعِمُنا مِن هذه الغَنمِ؟ قال أبو اليَسَرِ: فقلْتُ: أنا يا رسولَ اللهِ، قال: فافعَلْ. قال: فخرَجْتُ أَشتَدُّ مِثلَ الظَّليمِ ، فلمَّا نظَرَ إليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ موَلِّيًا، قال: اللَّهمَّ أَمتِعْنا به. قال: فأدرَكْتُ الغَنمَ وقد دخَلَتْ أَوائلُها الحِصنَ، فأَخَذْتُ شاتَينِ مِن أُخْراها، فاحتضَنْتُهما تحتَ يدي، ثم أقبَلْتُ بهما أَشتَدُّ كأنَّه ليس معي شيءٌ، حتى أَلقَيْتُهما عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فذَبَحوهما فأَكَلوهما، فكان أبو اليَسَرِ مِن آخِرِ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هلاكًا، فكان إذا حَدَّثَ بهذا الحديثِ بكى، ثم يقولُ: أُمتِعوا بي، لَعَمْري كنتُ آخِرَهم.

106 - كان مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في اثنَينِ وأربَعينَ مِن أصْحابِه، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي في المَقامِ، وهم خَلفَه جُلوسٌ يَنتَظِرونَه، فلمَّا صلَّى أهْوى فيما بيْنَه وبيْنَ الكَعْبةِ كأنَّه يُريدُ أنْ يَأخُذَ شَيئًا، ثم انصَرَفَ إلى أصْحابِه، فثَاروا، وأشارَ إليهم بيَدِه أنِ اجْلِسوا فجَلَسوا، فقال: رَأيتُموني حين فَرَغتُ من صَلاتي أهْويتُ فيما بيْني وبيْنَ الكَعْبةِ كأنِّي أُريدُ أنْ آخُذَ شَيئًا، قالوا: نَعَمْ يا رسولَ اللهِ، قال: إنَّ الجَنَّةَ عُرِضَتْ علَيَّ، فلم أرَ مِثلَ ما فيها، وإنَّها مَرَّتْ بي خَصْلةٌ مِن عِنَبٍ فأعْجَبَتْني، فأهْويتُ إليها لآخُذَها فسَبَقَتْني، ولو أخَذتُها لغَرَستُها بيْنَ ظَهْرانيكم حتى تأكُلوا مِن فاكهةِ الجَنَّةِ، واعْلَموا أنَّ الكَمْأةَ دواءُ العَينِ، وأنَّ العَجْوةَ مِن فاكهةِ الجَنَّةِ، وأنَّ هذه الحبَّةَ السَّوْداءَ التي تكونُ في المِلْحِ اعلَموا أنَّها دَواءٌ من كُلِّ داءٍ إلَّا المَوتَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف،
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 22972
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة طب - الحبة السوداء طب - العجوة والتمر طب - الكمأة خلق - الجنة والنار وما يتعلق بهما
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

107 - قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المدينةَ، وأنا ابنُ تِسعِ سِنينَ، فانطَلَقَتْ بي أُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ إلى نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، هذا ابْني استَخْدِمْه. فخَدَمتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تِسعَ سِنينَ، فما قال لي لشيءٍ فعَلتُه: لِمَ فعَلتَ كذا وكذا، وما قال لي لشيءٍ لم أفعَلْه: ألَا فعَلتَ كذا وكذا، وأتاني ذاتَ يومٍ وأنا ألعَبُ مع الغِلْمانِ -أو قال: مع الصِّبْيانِ- فسَلَّمَ علينا، ثُم دعاني فأرسَلَني في حاجةٍ، فلمَّا رَجَعتُ قال: لا تُخبِرْ أحَدًا، فاحتَبَسْتُ على أُمِّي، فلمَّا أتَيتُها قالتْ: يا بُنَيَّ، ما حَبَسَكَ؟ قلتُ: أرسَلَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حاجَةٍ له، قالتْ: وما هي؟ قلتُ: إنَّه قال: لا تُخبِرَنَّ بها أحَدًا. قالتْ: أيْ بُنَيَّ، فاكْتُمْ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِرَّهُ.

108 - "إنَّ آخِرَ مَن يدخُلُ الجنَّةَ رَجُلٌ يَمشي على الصِّراطِ، فينكَبُّ مرَّةً، ويَمشي مرَّةً، وتسفَعُه النَّارُ مرَةً، فإذا جاوَزَ الصِّراطَ، التفَتَ إليها، فقال: تَبارَكَ الذي نجَّاني منكِ، لقد أَعطاني اللهُ ما لم يُعطِ أحدًا مِن الأوَّلينَ والآخِرينَ"، قال: "فتُرفَعُ له شَجرةٌ فيَنظُرُ إليها، فيقولُ: يا ربِّ، أَدنِني مِن هذه الشَّجرةِ، فأَستظِلَّ بظِلِّها، وأشرَبَ مِن مائِها، فيقولُ: أَيْ عبدي، فلعلِّي إنْ أَدنَيتُكَ منها سأَلْتَني غيرَها، فيقولُ: لا يا ربِّ، ويُعاهِدُ اللهَ ألَّا يسأَلَه غيرَها، والرَّبُّ عزَّ وجلَّ يعلَمُ أنَّه سيَسأَلُه؛ لأنَّه يَرى ما لا صَبرَ له -يعني عليه-، فيُدْنيه منها، ثُمَّ تُرفَعُ له شَجرةٌ، وهي أحسنُ منها، فيقولُ: يا ربِّ أَدنِني مِن هذه الشَّجرةِ، فأَستظِلَّ بظِلِّها، وأشرَبَ مِن مائِها، فيقولُ: أَيْ عبدي، ألَمْ تُعاهِدْني؟ -يعني أنَّكَ لا تسأَلُني غيرَها- فيقولُ: يا ربِّ، هذه لا أسأَلُكَ غيرَها، ويُعاهِدُه، والرَّبُّ يعلَمُ أنَّه سيَسأَلُه غيرَها، فيُدْنيه منها، فتُرفَعُ له شَجرةٌ عندَ بابِ الجنَّةِ، هي أحسنُ منها، فيقولُ: ربِّ أَدنِني مِن هذه الشَّجرةِ، أَستظِلُّ بظِلِّها، وأشرَبُ مِن مائِها، فيقولُ: أَيْ عبدي، ألَمْ تُعاهِدْني ألَّا تسأَلَني غيرَها؟ فيقولُ: يا ربِّ، هذه الشَّجرةُ، لا أسأَلُكَ غيرَها، ويُعاهِدُه، والرَّبُّ يعلَمُ أنَّه سيَسأَلُه غيرَها؛ لأنَّه يَرى ما لا صَبرَ له عليها، فيُدْنيه منها، فيَسمَعُ أصْواتَ أهلِ الجنَّةِ، فيقولُ: يا ربِّ، الجنَّةَ، الجنَّةَ، فيقولُ: أَيْ عبدي، ألَمْ تُعاهِدْني أنَّكَ لا تسأَلُني غيرَها؟ فيقولُ: يا ربِّ أَدخِلْني الجنَّةَ، قال: فيقولُ عزَّ وجلَّ: ما يَصريني منكَ؟ أَيْ عبدي، أيُرضيكَ أنْ أُعطيَكَ مِن الجنَّةِ الدُّنيا ومِثلَها معها؟"، قال: "فيقولُ: أتَهزَأُ بي أَيْ ربِّي، وأنتَ ربُّ العِزَّةِ؟!"، قال: فضحِكَ عبدُ اللهِ، حتى بدَتْ نَواجِذُه ، ثُمَّ قال: ألَا تسأَلوني لِمَ ضحِكْتُ؟ قالوا له: لِمَ ضحِكْتَ؟ قال: لضَحِكِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قال لنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ألَا تسأَلوني لِمَ ضحِكْتُ؟"، قالوا: لِمَ ضحِكْتَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: "لضَحِكِ الرَّبِّ، حينَ قال: أتَهزَأُ بي، وأنتَ ربُّ العِزَّةِ؟!".

109 - لَمَّا دخَلْنا مَسجِدَ الجابيةِ أنا وأبو الدَّرْداءِ لَقِيَنا عُبادةُ بنُ الصامِتِ، فأخَذَ يَميني بشِمالِه وشِمالَ أبي الدَّرْداءِ بيَمينِه، فخرَجَ يَمْشي بيْننا ونحنُ نَنْتَجي، واللهُ أَعلَمُ بما نَتناجى، وذاكَ قَولُه، فقال عُبادةُ بنُ الصامتِ: لئِنْ طالَ بكما عُمُرُ أحَدِكما أو كِلاكُما لَتُوشِكانِ أنْ تَرَيَا الرجُلَ مِن ثَبَجِ المُسلِمينَ -يعني: مِن وسَط- قرَأَ القرآنَ على لسانِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَعادَه وأَبْداه، وأحَلَّ حَلالَه، وحرَّمَ حَرامَه، ونزَلَ عِندَ مَنازِلِه، أو قرأَهُ على لسانِ أخيه قِراءةً على لسانِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَعادَه وأَبْداه، وأحَلَّ حَلالَه، وحرَّمَ حرامَه، ونزَلَ عِندَ مَنازِلِه، لا يَحورُ فيكم إلَّا كما يَحورُ رأسُ الحمارِ المَيِّتِ. قال: فبيْنا نحنُ كذلك إذْ طلَعَ شَدَّادُ بنُ أَوْسٍ وعَوفُ بنُ مالِكٍ، فجلَسَا إلينا، فقال شَدَّادٌ: إنَّ أَخْوفَ ما أَخاف عليكم أيُّها الناسُ لَمَا سمِعتُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ مِنَ الشَّهوةِ الخَفيَّةِ والشِّركِ. فقال عُبادةُ بنُ الصامِتِ وأبو الدَّرْداءِ: اللَّهمَّ غَفْرًا، أوَ لم يَكُنْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد حدَّثَنا: إنَّ الشيطانَ قد يَئِسَ أنْ يُعبَدَ في جزيرةِ العربِ؟ فأمَّا الشَّهوةُ الخَفيَّةُ فقد عرَفْناها؛ هي شَهَواتُ الدنيا مِن نِسائِها وشَهَواتِها، فما هذا الشِّركُ الذي تُخَوِّفُنا به يا شَدَّادُ؟ فقال شَدَّادٌ: أَرأيْتَكم لو رأيْتُم رجُلًا يُصلِّي لرجُلٍ، أو يَصومُ له، أو يَتصدَّقُ له، أَتَرَوْنَ أنَّه قد أَشرَكَ؟ قالوا: نعَمْ واللهِ؛ إنَّه مَن صَلَّى لرجُلٍ أو صام له أو تَصَدَّقَ له لقد أَشرَكَ. فقال شَدَّادٌ: فإنِّي قد سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى يُرائي فقد أَشرَكَ، ومَن صام يُرائي فقد أَشرَكَ، ومَن تَصَدَّقَ يُرائي فقد أَشرَكَ. فقال عَوفُ بنُ مالِكٍ عِندَ ذلك: أفلا يَعمِدُ إلى ما ابتُغيَ فيه وجْهُه مِن ذلك العملِ كلِّه، فيَقْبَلَ ما خَلَصَ له ويَدَعَ ما يُشرَكُ به؟ فقال شَدَّادٌ عِندَ ذلك: فإنِّي قد سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: أنا خَيرُ قَسيمٍ لِمَن أَشرَكَ بي، مَن أَشرَكَ بي شَيئًا فإنَّ حَشْدَه عَمَلَه، قليلَه وكثيرَه، لِشَريكِه الذي أَشرَكَه به، وأنا عنه غَنيٌّ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : شداد بن أوس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17140
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها آداب المجلس - التناجي
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

110 - كنتُ أُرَحِّلُ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حجَّةِ الوداعِ. قالَ: فقالَ لي ليْلَةً من اللَّيالي: يا مَعْمَرُ، لقدْ وجَدْتُ الليلةَ في أَنْساعي اضْطِرابًا، قالَ: فقلتُ: أمَا والَّذي بعَثَكَ بالحقِّ، لقدْ شدَدْتُها كما كُنتُ أَشُدُّها، ولكنَّه أَرْخاها مَن قَدْ كانَ نَفِسَ عليَّ مكاني منكَ، لتَستَبْدِلَ بي غيري، قالَ: فقالَ: أما إنِّي غَيرُ فاعِلٍ، قالَ: فلمَّا نَحَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هَدْيَهُ بمِنًى، أمَرَني أن أحْلِقَه، قالَ: فأخذتُ الموسَى، فقمتُ على رأسِه، قال: فنظَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وَجْهي، وقال لي: يا مَعْمَرُ، أمْكَنَكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من شَحْمَةِ أُذُنِه وفي يَدِكَ الموسَى. قالَ: فقُلْتُ: أمَا واللهِ يا رسولَ اللهِ، إنَّ ذلكَ لمِنْ نعمةِ اللهِ عليَّ ومَنِّه، قالَ: فقالَ: أَجَلْ  إذَنْ أُقِرُّ لَكَ. قالَ: ثم حلَقْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

111 - لَمَّا مات عُثمانُ بنُ مَظعونٍ قالت امرَأَتُه : هَنيئًا لك يا ابنَ مَظعونٍ بالجنَّةِ. قال: فنظَرَ إليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَظرَةَ غَضَبٍ، فقال لها: ما يُدريكِ؟ فواللهِ إنِّي لَرَسولُ اللهِ، وما أَدري ما يُفعَلُ بي -قال عَفَّانُ- ولا به. قالت: يا رسولَ اللهِ، فارِسُكَ وصاحِبُكَ. فاشتَدَّ ذلك على أَصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين قال ذلك لعُثمانَ، وكان مِن خيارِهم، حتى ماتت رُقَيَّةُ ابنةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: الحَقي بسَلَفِنا الخَيرِ عُثمانَ بنِ مَظعونٍ. قال: وبكَتِ النِّساءُ، فجعَلَ عُمَرُ يَضرِبُهنَّ بِسَوطِه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِعُمَرَ: دَعهنَّ يَبكين، وإيَّاكن ونَعيقَ الشَّيطانِ. ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مهما كان مِن القَلبِ والعَينِ؛ فمِنَ اللهِ والرَّحمةِ، ومهما كان مِن اليَدِ واللِّسانِ؛ فمِن الشَّيطانِ. وقعَدَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على شَفيرِ القَبرِ، وفاطِمَةُ إلى جَنبِه تَبكي، فجعَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَمسَحُ عَينَ فاطِمَةَ بثَوبِه، رَحمةً لها.

112 - عن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ، في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآيةَ [الأعراف: 172]، قال: جمَعَهم فجعَلَهم أَرْواحًا، ثُم صوَّرَهم، فاستَنطَقَهم فتَكَلَّموا، ثُم أخَذَ عليهمُ العَهدَ والميثاقَ، وأشهَدَهم على أنفُسِهم، ألستُ برَبِّكم؟ قال: فإنِّي أُشهِدُ عليكمُ السَّمواتِ السَّبعَ والأرَضينَ السَّبعَ، وأُشهِدُ عليكم أباكُم آدَمَ أنْ تَقولوا يومَ القيامةِ: لم نَعلَمْ بهذا، اعلَمُوا أنَّه لا إلهَ غَيْري، ولا رَبَّ غَيْري؛ فلا تُشرِكوا بي شيئًا، وإنِّي سأُرسِلُ إليكم رُسُلي يُذكِّرونَكم عهدي ومِيثاقي، وأُنزِلُ عليكم كُتُبي، قالوا: شَهِدْنا بأنَّكَ رَبُّنا وإلهُنا، لا ربَّ لنا غيرُكَ، ولا إلهَ لنا غيرُكَ، فأقَرُّوا بذلك، ورُفِعَ عليهم آدَمُ يَنظُرُ إليهم، فرَأى الغَنيَّ والفَقيرَ، وحسَنَ الصُّورةِ، ودونَ ذلك، فقال: رَبِّ لولا سوَّيْتَ بينَ عبادِكَ؟ قال: إنِّي أحبَبْتُ أنْ أُشكَرَ، ورَأى الأنبياءَ فيهم مِثلَ السُّرُجِ عليهمُ النورُ، خُصُّوا بمِيثاقٍ آخَرَ في الرِّسالةِ والنبُوَّةِ، وهو قولُه تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ} [الأحزاب: 7]، إلى قولِه: {وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: 7]، كان في تلك الأرواحِ، فأرسَلَه إلى مَريمَ، فحدَّثَ عن أُبَيٍّ: أنَّه دخَلَ مِن فِيها.
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : أبو العالية الرياحي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 21232
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأعراف خلق - خلق آدم تفسير آيات - سورة الأحزاب قدر - كل شيء بقدر قدر - وقوع قدر الله وقضائه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

113 - "لقيتُ ليلةَ أُسريَ بي إبراهيمَ، وموسىَ، وعيسى"، قال: "فتذاكَروا أمْرَ السَّاعةِ، فرَدُّوا أمْرَهم إلى إبراهيمَ، فقال: لا عِلمَ لي بها، فرَدُّوا الأمْرَ إلى موسى، فقال: لا عِلمَ لي بها، فرَدُّوا الأمْرَ إلى عيسى، فقال: أمَّا وَجبتُها ، فلا يَعلَمُها أحدٌ إلَّا اللهُ، ذلك وفيما عهِدَ إليَّ ربي عزَّ وجلَّ أنَّ الدَّجَّالَ خارجٌ، قال: ومعي قَضيبَينِ ، فإذا رآني، ذابَ كما يذوبُ الرَّصاصُ، قال: فيُهلِكُه اللهُ، حتى إنَّ الحَجَرَ والشَّجرَ لَيقولُ: يا مسلمُ، إنَّ تحتي كافرًا، فتَعالَ فاقْتُلْه، قال: فيُهلِكُهم اللهُ، ثُمَّ يرجِعُ النَّاسُ إلى بِلادِهم وأَوطانِهم، قال: فعندَ ذلك يخرُجُ يَأجوجُ ومَأجوجُ ، وهم مِن كلِّ حَدَبٍ يَنسِلون ، فيَطَؤون بِلادَهم، لا يَأتونَ على شيءٍ إلَّا أهلَكوه، ولا يمُرُّونَ على ماءٍ إلَّا شرِبوه، ثُمَّ يرجِعُ النَّاسُ إليَّ فيَشكونَهم، فأدعو اللهَ عليهم، فيُهلِكُهم اللهُ ويُميتُهم، حتى تَجوى الأرضُ مِن نَتنِ ريحِهم، قال: فيُنزِلُ اللهُ عزَّ وجلَّ المَطرَ، فتَجرُفُ أَجسادَهم حتى يقذِفَهم في البحرِ"، قال أبي: ذهَبَ عليَّ هاهنا شيءٌ لم أفهَمْه، كأَديمٍ، وقال يزيدُ يعني ابنَ هارونَ: "ثُمَّ تُنسَفُ الجبالُ، وتُمَدُّ الأرضُ مدَّ الأَديمِ"، ثُمَّ رجَعَ إلى حديث هُشَيمٍ، قال: "ففيما عهِدَ إليَّ ربِّي عزَّ وجلَّ: أنَّ ذلك إذا كان كذلك، فإنَّ السَّاعةَ كالحاملِ المُتِمِّ، التي لا يَدري أهلُها متى تَفجَؤهم بوِلادتِها ليلًا أو نهارًا".

114 - عن الحارِثِ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ، قال: بَيْنا أنا جالِسٌ مع أبي سَلَمةَ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ إذْ طَلَعَ علينا رَجُلٌ مِن بَني غِفارٍ ابنٌ لعَبدِ اللهِ بنِ طِهْفةَ، فقال أبو سَلَمةَ: ألَا تُخبِرُنا عن خَبَرِ أبيكَ؟ قال: حَدَّثَني أبي عَبدُ اللهِ بنُ طِهْفةَ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ كان إذا كَثُرَ الضَّيفُ عِندَه قال: لِيَنقَلِبْ كلُّ رَجُلٍ بضَيفِه، حتى إذا كان ذاتَ ليلةٍ اجتَمَعَ عِندَه ضِيفانٌ كَثيرٌ، وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: لِينقَلِبْ كلُّ رَجُلٍ مع جَليسِه، قال: فكُنتُ ممَّن انقَلَبَ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فلمَّا دَخَلَ قال: يا عائِشةُ هل مِن شَيءٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، حُوَيْسةٌ كُنتُ أعدَدْتُها لإفْطارِكَ، قال: فجاءتْ بها في قُعَيْبةٍ لها، فتَناوَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ منها قَليلًا فأكَلَه، ثُمَّ قال: خُذوا بِسمِ اللهِ، فأكَلْنا منها حتى ما نَنظُرَ إليها، ثُمَّ قال: هل عِندَكِ مِن شَرابٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، لُبَيْنةٌ كُنتُ أعدَدْتُها لكَ. قال: هَلُمِّيها، فجاءتْ بها، فتَناوَلَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فرَفَعَها إلى فيه فشَرِبَ قَليلًا، ثُمَّ قال: اشْرَبوا بِسمِ اللهِ، فشَرِبْنا، حتى -واللهِ- ما نَنظُرُ إليها، ثُمَّ خَرَجْنا فأتَيْنا المسجِدَ، فاضْطَجَعتُ على وَجْهي، فخَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فجَعَلَ يُوقِظُ الناسَ: الصلاةَ الصلاةَ، وكان إذا خَرَجَ يُوقِظُ الناسَ للصلاةِ فمَرَّ بي وأنا على وَجْهي، فقال: مَنْ هذا؟ فقُلتُ: أنا عَبدُ اللهِ بنُ طِهْفةَ، فقال: إنَّ هذه ضِجْعةٌ يَكْرَهُها اللهُ.

115 - مرَرتُ بِعُثمانَ بنِ عَفَّانَ في المَسجِدِ، فسلَّمتُ عليه، فمَلَأَ عَينَيْهِ مِنِّي، ثم لم يَرُدَّ علَيَّ السَّلامَ، فأتَيتُ أميرَ المُؤمِنينَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، فقلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، هل حدَثَ في الإسلامِ شَيءٌ؟ مَرَّتَيْنِ، قال: لا. وما ذاك؟ قال: قلتُ: لا، إلَّا أنِّي مرَرتُ بِعُثمانَ آنِفًا في المَسجِدِ، فسلَّمتُ عليه، فمَلَأَ عَينَيْهِ مِنِّي، ثم لم يَرُدَّ علَيَّ السَّلامَ. قال: فأرسَلَ عُمَرُ إلى عُثمانَ، فدعاهُ، فقال: ما منَعَكَ ألَّا تَكونَ رَدَدتَ على أخيكَ السَّلامَ؟ قال عُثمانُ: ما فعَلتُ. قال سَعدٌ: قلتُ: بلى. قال: حتى حلَفَ وحلَفتُ، قال: ثم إنَّ عُثمانَ ذكَرَ، فقال: بلى، وأستَغفِرُ اللهَ، وأتوبُ إليه، إنَّكَ مرَرتَ بي آنِفًا، وأنا أُحدِّثُ نَفْسي بِكَلِمةٍ سمِعتُها مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا وَاللهِ ما ذكَرتُها قَطُّ إلَّا تَغَشَّى بَصَري وقَلبي غَشاوةٌ. قال: قال سَعدٌ: فأنا أُنَبِّئُكَ بها: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذكَرَ لنا أوَّلَ دَعوةٍ، ثم جاءَ أعرابيٌّ، فشغَلَهُ حتى قامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاتَّبَعتُهُ، فلمَّا أشفَقتُ أنْ يَسبِقَني إلى مَنزِلِهِ، ضرَبتُ بِقَدَمي الأرضَ، فالتَفَتَ إليَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فقال: مَن هذا؟ أبو إسحاقَ؟ قال: قلتُ: نَعَمْ يا رَسولَ اللهِ. قال: فمَهْ. قال: قلتُ: لا وَاللهِ، إلَّا أنَّكَ ذكَرتَ لنا أوَّلَ دَعوةٍ، ثم جاءَ هذا الأعرابيُّ فشغَلَكَ. قال: نَعَمْ، دَعوةُ ذي النُّونِ ، إذ هو في بَطنِ الحوتِ: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]؛ فإنَّهُ لم يَدعُ بها مُسلِمٌ رَبَّهُ في شَيءٍ قَطُّ إلَّا استَجابَ له.

116 - لَمَّا كان يومُ بَدْرٍ، قال: نظَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أصحابِه وهم ثلاثُ مِئةٍ ونيِّفٌ، ونظَرَ إلى المشرِكينَ فإذا هم ألفٌ وزيادةٌ، فاستقبَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القِبلةَ، ثمَّ مَدَّ يدَيْه، وعليه رِداؤُه وإزارُه، ثمَّ قال: اللهمَّ أين ما وعَدتَني؟ اللهمَّ أنجِزْ ما وعَدتَني، اللهمَّ إنْ تَهلِكْ هذه العِصابةُ مِن أهلِ الإسلامِ فلا تُعبَدُ في الأرضِ أبدًا!، قال: فما زالَ يَستغيثُ ربَّه، ويدْعوه حتى سقَطَ رِداؤُه، فأتاهُ أبو بَكْرٍ فأخَذَ رِداءَه [فرَدَّاهُ، ثمَّ الْتزَمَه مِن ورائِه، ثمَّ قال: يا نبيَّ اللهِ، كذاك مُناشَدَتُك ربَّك؛ فإنَّه سيُنجِزُ لك ما وعَدَك]. وأنزَلَ اللهُ تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]. فلمَّا كان يومئذٍ، والْتَقَوْا فهزَمَ اللهُ المشرِكينَ، فقُتِل منهم سبعونَ رجُلًا، وأُسِرَ منهم سبعونَ رجُلًا، فاستشارَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبا بَكْرٍ وعليًّا وعمرَ، فقال أبو بَكْرٍ: يا نبيَّ اللهِ، هؤلاء بنو العمِّ والعَشيرةُ والإخوانُ، فإنِّي أرى أنْ تأخُذَ منهم الفِداءَ، فيكونُ ما أخَذْنا منهم قوَّةً لنا على الكفَّارِ، وعسى اللهُ أنْ يَهدِيَهم فيكونونَ لنا عَضُدًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما تَرى يا ابْنَ الخطَّابِ؟، فقال: قلتُ: واللهِ ما أرى ما رأَى أبو بَكْرٍ، ولكنِّي أرى أنْ تُمَكِّنَنِي مِن فلانٍ -قريبٍ لعمرَ- فأضرِبَ عُنُقَه، وتُمكِّنَ عليًّا مِن عَقِيلٍ فيَضرِبَ عنُقَه، وتُمكِّنَ حمزةَ مِن فلانٍ أخيهِ فيضرِبَ عنُقَه؛ حتى يَعلَمَ اللهُ أنَّه ليس في قلوبِنا هَوادةٌ للمشرِكينَ، هؤلاء صناديدُهم وأئمَّتُهم وقادتُهم، فهَوِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قال أبو بَكْرٍ، ولم يَهْوَ ما قلتُ، فأخَذَ منهم الفِداءَ. فلمَّا كان مِن الغدِ، قال عُمَرُ: غَدَوْتُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فإذا هو قاعدٌ وأبو بَكْرٍ، وإذا هما يَبكيانِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أخبِرْني ماذا يُبكِيكَ أنت وصاحبُك؟ فإنْ وجَدتُ بُكاءً بكَيتُ، وإن لم أجِدْ بكاءً تباكَيتُ لبُكائِكما، قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الذي عَرَضَ عليَّ أصحابُك مِن الفِداءِ، ولقد عُرِض عليَّ عذابُكم أدْنى مِن هذه الشجرةِ -لشجرةٍ قريبةٍ- وأنزَلَ اللهُ تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أنْ يَكُونَ لَهُ أسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 67] إلى قولِه: {لَمَسَّكُمْ فِيمَا أخَذْتُمْ} [الأنفال: 68] مِن الفِداءِ، ثمَّ أُحِلَّ لهم الغنائمُ. فلمَّا كان يومُ أُحُدٍ مِن العامِ المُقبِلِ عُوقِبوا بما صنَعوا يومَ بدرٍ مِن أخذِهم الفِداءَ، فقُتِل منهم سبعونَ، وفَرَّ أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُه، وهُشِمَتِ البَيْضَةُ على رأسِه ، وسالَ الدمُ على وجهِه، فأنزَلَ اللهُ: {أَوَلَمَّا أصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} [آل عمران: 165]، إلى قولِه: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165] بأخذِكم الفِداءَ.

117 -  مَنِ استَطاعَ منكم أنْ يَكونَ مِثلَ صاحِبِ فَرَقِ الأرُزِّ، فليكن مِثلَه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما صاحِبُ فَرَقِ الأرُزِّ؟ قال: خرَجَ ثلاثَةٌ فغَيَّمَتْ عليهمُ السَّماءُ، فدَخَلوا غارًا، فجاءَتْ صَخرَةٌ من أعْلى الجَبَلِ حتى طَبَّقَتِ البابَ عليهم، فعالَجوها، فلم يَسْتَطيعوها، فقال بعضُهم لِبعضٍ: لقد وَقَعْتم في أمْرٍ عَظيمٍ، فلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ بأحسَنِ ما عَمِلَ؛ لعلَّ اللهَ تَعالى أنْ يُنْجيَنا من هذا، فقال أحَدُهم: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّه كان لي أبَوانِ شَيْخانِ كَبيرانِ، وكُنتُ أحلُبُ حِلابَهما، فأجيئُهما، وقد نامَا، فكُنتُ أبيتُ قائِمًا، وحِلابُهما على يَدي أكرَه أنْ أبدَأَ بأحَدٍ قَبلَهما، أو أنْ أُوقِظَهما من نَوْمِهما، وصِبْيَتي يَتَضاغَوْنَ حَوْلي، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنِّي إنَّما فَعَلتُه من خَشيَتِكَ ؛ فافْرُجْ عَنَّا، قال: فتحَرَّكَتِ الصَّخرَةُ. قال: وقال الثَّاني: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّه كانت لي ابنَةُ عَمٍّ، لم يكن شَيءٌ مِمَّا خَلَقتَ أحَبَّ إليَّ منها، فسُمْتُها نَفْسَها، فقالت: لا واللهِ دونَ مِئَةِ دينارٍ، فجَمَعتُها ودَفَعتُها إليها، حتى إذا أنا جَلَستُ منها مَجلِسَ الرَّجُلِ، فقالت: اتَّقِ اللهَ، ولا تَفُضَّ الخاتَمَ إلَّا بِحَقِّه، فقُمتُ عَنْها، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنَّما فَعَلتُه من خَشْيَتِكَ؛ فافْرُجْ عَنَّا، قال: فزالَتِ الصَّخرَةُ حتى بَدَتِ السَّماءُ. وقال الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنِّي كُنتُ استَأجَرْتُ أجيرًا بِفَرَقٍ من أرُزٍّ، فلمَّا أمْسى عَرَضتُ عليه حَقَّه، فأبى أنْ يَأخُذَه، وذَهَبَ وتَرَكَني، فتحَرَّجتُ منه وثَمَّرتُه له، وأصْلَحتُه حتى اشتَرَيتُ منه بَقَرًا وراعيَها، فلَقِيَني بعدَ حينٍ، فقال: اتَّقِ اللهَ، وأعْطِني أجْري، ولا تَظلِمْني، فقُلتُ: انطَلِقْ إلى ذلك البَقَرِ وراعيها، فخُذْها، فقال: اتَّقِ اللهَ، ولا تَسْخَرْ بي، فقُلتُ: إنِّي لستُ أسخَرُ بِكَ، فانطَلَقَ فاسْتاقَ ذلك، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنِّي إنَّما فَعَلتُه ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ خَشْيَةً مِنكَ؛ فافْرُجْ عَنَّا، فتَدَحرَجَتِ الصَّخرَةُ، فخَرَجوا يَمْشونَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره دون قوله: "من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق الأرز فليكن مثله "
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 5973
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة رقائق وزهد - تقوى الله إحسان - الإخلاص إحسان - شفاعة الأعمال الصالحة لأهلها بر وصلة - بر الوالدين وحقهما
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

118 - أنَّ عُمَرَ قامَ خطيبًا، فحَمِد اللهَ وأثنَى عليه، وذكَرَ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأبا بَكْرٍ، ثمَّ قال: إنِّي رأيتُ رؤيا: كأنَّ ديكًا نَقَرَني نَقْرَتَيْنِ، ولا أرى ذلك إلَّا لحضورِ أجَلي، وإنَّ ناسًا يأمُرونَني أنْ أستخلِفَ، وإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لم يكنْ لِيُضيعَ خلافتَه ودِينَه، ولا الذي بعَثَ به نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فإنْ عَجِل بي أمرٌ فالخلافةُ شُورى في هؤلاءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ الذين تُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو عنهم راضٍ، فأيَّهم بايَعتُم له فاسمَعوا له وأطِيعوا، وقد عرَفتُ أنَّ رجالًا سيطعُنونَ في هذا الأمرِ، وإنِّي قاتَلتُهم بيدِي هذه على الإسلامِ، فإنْ فعَلوا فأولئك أعداءُ اللهِ الكفرةُ الضُّلَّالُ. وإنِّي واللهِ ما أدَعُ بعدي شيئًا هو أهمُّ إليَّ مِن أمرِ الكَلَالَةِ ، ولقد سألتُ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنها، فما أغلَظَ لي في شيءٍ قطُّ ما أغلَظَ لي فيها، حتى طعَنَ بيدِه -أو بإصبَعِه- في صدري -أو جَنْبي- وقال: يا عُمَرُ، تَكفِيكَ الآيةُ التي نزَلتْ في الصَّيفِ، التي في آخرِ سورةِ النساءِ، وإنِّي إنْ أعِشْ أقضِ فيها قضيَّةً لا يختلِفُ فيها أحدٌ يَقرأُ القُرآنَ أو لا يَقرأُ القُرآنَ. ثمَّ قال: اللهمَّ إنِّي أُشهِدُك على أُمراءِ الأمصارِ، فإنِّي بعَثتُهم يُعلِّمونَ الناسَ دِينَهم، وسُنَّةَ نبيِّهم، ويَقسِمونَ فيهم فَيْئَهم، ويَعدِلونَ عليهم، وما أشكَلَ عليهم يرفَعونَه إليَّ. ثمَّ قال: يا أيُّها الناسُ، إنَّكم تأكُلونَ مِن شجرتينِ لا أُراهما إلَّا خبيثتينِ: هذا الثُّومُ والبصلُ، لقد كنتُ أرى الرجلَ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُوجَدُ ريحُه منه، فيُؤخَذُ بيدِه حتى يُخرَجَ به إلى البقيعِ، فمَن كان آكِلَهُما لا بدَّ، فلْيُمِتْهُما طبخًا. قال: فخطَبَ بها عُمَرُ يومَ الجمُعةِ، وأُصيبَ يومَ الأربعاءِ، لأربعِ ليالٍ بَقِينَ مِن ذي الحِجَّةِ.

119 - قال: زوَّجَني أبي امرأةً مِن قُرَيشٍ، فلمَّا دخَلَتْ علَيَّ جعَلْتُ لا أنْحاشُ لها ؛ ممَّا بي مِن القوَّةِ على العِبادةِ، مِن الصَّومِ والصَّلاةِ، فجاء عمرُو بنُ العاصِ إلى كَنَّتِه ، حتى دخَلَ عليها، فقال لها: كيف وجَدْتِ بعْلَكِ؟ قالت: خيْرَ الرِّجالِ -أوْ كَخيْرِ البُعولةِ مِن رجُلٍ-؛ لم يُفتِّشْ لنا كَنَفًا، ولم يَعرِفْ لنا فِراشًا، فأقبَلَ علَيَّ، فعَذَمني وعضَّني بلِسانِه، فقال: أنْكحْتُكَ امرأةً من قُريشٍ ذاتَ حسَبٍ، فعضَلْتَها، وفعلْتَ، وفعلْتَ! ثُمَّ انطلَقَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فشَكاني، فأرسَلَ إليَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُه، فقال لي: أتصومُ النَّهارَ؟ قُلْتُ: نعمْ، قال: وتقومُ اللَّيلَ؟ قُلْتُ: نعمْ، قال: لكِنِّي أصومُ وأُفطِرُ، وأُصلِّي وأنامُ، وأَمَسُّ النِّساءَ، فمَنْ رغِبَ عن سُنَّتي فليس منِّي. قال: اقْرَأِ القرآنَ في كلِّ شهرٍ، قُلْتُ: إنِّي أجِدُني أقوَى مِن ذلك، قال: فاقرَأْه في كلِّ عشَرةِ أيَّامٍ، قُلْتُ: إنِّي أجِدُني أقوَى مِن ذلك، -قال أحدُهما؛ إمَّا حُصَينٌ وإمَّا مُغيرةُ قال: فاقرَأْه في كلِّ ثلاثٍ- قال: ثُمَّ قال: صُمْ في كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ، قُلْتُ: إنِّي أقوَى مِن ذلك، قال: فلم يزَلْ يرفَعُني حتى قال: صُمْ يومًا وأفطِرْ يومًا؛ فإنَّه أفضلُ الصِّيامِ، وهو صيامُ أخي داوُدَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال حُصَينٌ في حديثِه: ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فإنَّ لِكلِّ عابدٍ شِرَّةً، ولِكلِّ شِرَّةٍ فَترَةٌ، فإمَّا إلى سُنَّةٍ، وإمَّا إلى بدعةٍ، فمَن كانتْ فَترتُه إلى سُنَّةٍ، فقدِ اهْتَدَى، ومَن كانتْ فَترتُه إلى غيرِ ذلك فقد هلَك. قال مجاهدٌ: فكان عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو حيثُ ضعُف وكبِر يصومُ الأيَّامَ كذلك، يصِلُ بعضَها إلى بعضٍ؛ لِيتقوَّى بذلك، ثُمَّ يُفطِرُ بعدَ تلك الأيَّامِ، قال: وكان يَقْرَأُ في كلِّ حِزْبِه كذلك، يَزيدُ أحيانًا ، ويَنقُصُ أحيانًا ، غيرَ أنَّه يُوَفِّي العَددَ؛ إمَّا في سَبعٍ، وإمَّا في ثلاثٍ، قال: ثُمَّ كان يقولُ بعدَ ذلك: لأَنْ أكونَ قبِلتُ رُخصةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحَبُّ إليَّ ممَّا عُدِلَ به -أو عدَل- لكنِّي فارَقْتُه على أمْرٍ أكرَهُ أنْ أُخالِفَه إلى غيرِه.

120 - خَرَجتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في غَزوةِ ذاتِ الرِّقاعِ مُرتَحِلًا على جَمَلٍ لي ضَعيفٍ، فلمَّا قَفَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم جَعَلَتِ الرِّفاقُ تَمضي، وجَعَلتُ أتخلَّفُ حتى أدْرَكَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم فقال: ما لك يا جابِرُ؟ قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أبطَأَ بي جَمَلي هذا. قال: فَأنِخْه، وأناخَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم ثُمَّ قال: أعْطِني هذه العَصا، أعْطِني هذه العَصا مِن يَدِكَ -أو قال: اقطَعْ لي عَصًا مِن شَجَرةٍ- قال: ففعلتُ. قال: فأخَذَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم فنَخَسَه بها نَخَساتٍ، ثُمَّ قال: اركَبْ فرَكِبتُ، فخَرَجَ والذي بَعَثَه بالحقِّ يُواهِقُ ناقَتَه مُواهَقةً ، قال: وتَحدَّثَ معي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فقال: أتَبيعُني جَمَلَكَ هذا يا جابِرُ؟ قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، بلْ أهَبُه لكَ. قال: لا، ولكِنْ بِعْنيه قال: قلتُ: فسُمْني به. قال: قد أخَذْتُه بدِرْهمٍ، قال: قلتُ: لا. إذَنْ يَغْبِنُني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، قال: فبِدِرهَمَينِ؟ قال: قلتُ: لا. قال: فلم يَزَلْ يَرفَعُ لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم حتى بَلَغَ الأُوقيَّةَ ، قال: قلتُ: فقد رَضيتُ، قال: قد رَضيتَ؟ قلتُ: نَعَمْ، قال: نَعَمْ، قُلتُ: هو لكَ، قال: قد أخَذْتُه، قال: ثُمَّ قال لي: يا جابِرُ، هل تزَوَّجْتَ بعدُ؟ قال: قلتُ: نَعَمْ يا رسولَ اللهِ، قال: أثَيِّبًا، أمْ بِكْرًا؟ قال: قلتُ: بل ثَيِّبًا، قال: أفلا جاريةً تُلاعِبُها، وتُلاعِبُكَ قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أبي أُصيبَ يومَ أُحُدٍ، وتَرَكَ بَناتٍ له سَبعًا، فنَكَحتُ امْرأةً جامِعةً تَجمَعُ رُؤوسَهُنَّ، وتَقومُ عليهِنَّ، قال: أصَبتَ إنْ شاءَ اللهُ، قال: أمَا إنَّا لو قد جِئنا صِرارًا، أمَرْنا بجَزورٍ فنُحِرَتْ، وأقَمْنا عليها يومَنا ذلك، وسَمِعَتْ بنا فنَفَضَتْ نَمارِقَها، قال: قلتُ: واللهِ يا رسولَ اللهِ ما لنا مِن نَمارِقَ، قال: إنَّها سَتكونُ، فإذا أنتَ قَدِمتَ فاعْمَلْ عَمَلًا كَيِّسًا، قال: فلمَّا جِئْنا صِرارًا أمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بجَزورٍ فنُحِرَتْ، فأقَمْنا عليها ذلك اليومَ، فلمَّا أمْسى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم دَخَلَ ودَخَلْنا، قال: فأَخبَرْتُ المرأةَ الحديثَ، وما قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم قالت: فَدونَكَ فسَمْعًا وطاعةً، قال: فلمَّا أصبَحتُ أخَذتُ برَأْسِ الجَمَلِ، فأقبَلْتُ به حتى أنَخْتُه على بابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، ثُمَّ جَلَستُ في المسجِدِ قريبًا منه، قال: وخَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فرَأى الجَمَلَ فقال: ما هذا؟ قالوا: يا رسولَ اللهِ، هذا جَمَلٌ جاء به جابِرٌ، قال: فأين جابِرٌ؟ فدُعيتُ له، قال: تعالَ أي ابنَ أخي، خُذْ بِرأسِ جَمَلِكَ فهو لكَ، قال: فدَعا بِلالًا، فقال: اذهَبْ بجابِرٍ، فأعْطِه أُوقيَّةً ، فذَهَبتُ معه، فأعْطاني أُوقيَّةً ، وزادَني شَيئًا يَسيرًا، قال: فواللهِ مازالَ يَنْمي عِندَنا، ونَرى مَكانَه مِن بَيتِنا حتى أُصيبَ أمسِ فيما أُصيبَ النَّاسُ، يَعْني يَومَ الحَرَّةِ .
 

1 - وَفَدَ المِقْدامُ بنُ مَعْدي كَرِبَ وعَمرُو بنُ الأَسْوَدِ إلى مُعاويةَ، فقال مُعاويةُ للمِقْدامِ: أَعَلِمْتَ أنَّ الحَسنَ بنَ عليٍّ تُوفِّيَ؟ فرَجَّعَ المِقْدامُ، فقال له مُعاويةُ: أَتَراها مُصيبةً؟ فقال: ولم لا أَراها مُصيبةً وقد وضَعَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حِجرِه وقال: هذا مِنِّي، وحُسَينٌ مِن عليٍّ؟!
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : المقدام بن معدي كرب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17189 التخريج : أخرجه أبو داود (4131) مطولاً، وأحمد (17189) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب مناقب وفضائل - فضائل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم جنائز وموت - الحزن لموت الأفاضل مناقب وفضائل - أهل البيت صلوات الله عليهم
|أصول الحديث

2 - ما من مُصيبةٍ يُصابُ بها المُسلمُ إلا كُفِّرَ بها عنه، حتى الشوكةُ يُشاكُها.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 24828 التخريج : أخرجه البخاري (5640)، ومسلم (2572) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الصبر على البلاء استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته استغفار - مكفرات الذنوب جنائز وموت - الصبر على الأمراض والآلام والمصائب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - عجِبتُ لِلمُسلِمِ! إذا أصابَهُ خَيرٌ، حَمِدَ اللهَ، وشكَرَ، وإذا أصابَتهُ مُصيبةٌ، احتَسَبَ وصبَرَ، المُسلِمُ يُؤجَرُ في كُلِّ شَيءٍ، حتى في اللُّقمةِ يَرفَعُها إلى فيه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 1531 التخريج : أخرجه أحمد (1531) واللفظ له، وعبد بن حميد (139)، والبزار (1138)،
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - أمر المؤمن كله له خير رقائق وزهد - الصبر على البلاء أدعية وأذكار - حمد الله في كل الأحوال أطعمة - المؤمن يؤجر في اللقمة يرفعها إلى فيه جنائز وموت - الصبر على الأمراض والآلام والمصائب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - عجِبتُ لِلمُؤمِنِ! إنْ أصابَهُ خَيرٌ، حَمِدَ اللهَ، وشكَرَ، وإنْ أصابَتهُ مُصيبةٌ، احتَسَبَ، وصبَرَ، المُؤمِنُ يُؤجَرُ في كُلِّ شَيءٍ، حتى في اللُّقمةِ يَرفَعُها إلى فيه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 1575 التخريج : أخرجه أحمد (1575) واللفظ له، وعبد بن حميد (139)، والبزار (1138)،
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - أمر المؤمن كله له خير رقائق وزهد - الصبر على البلاء أدعية وأذكار - حمد الله في كل الأحوال أطعمة - المؤمن يؤجر في اللقمة يرفعها إلى فيه جنائز وموت - الصبر على الأمراض والآلام والمصائب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - عجِبتُ لِلمُؤمِنِ! إنْ أصابَهُ خَيرٌ، حَمِدَ اللهَ، وشكَرَ، وإنْ أصابَتهُ مُصيبةٌ، حَمِدَ اللهَ، وصبَرَ، فالمُؤمِنُ يُؤجَرُ في كُلِّ أمْرِهِ، حتى يُؤجَرَ في اللُّقمةِ يَرفَعُها إلى في امرَأتِهِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 1492 التخريج : أخرجه أحمد (1492) واللفظ له، وعبد بن حميد (139)، والبزار (1138)،
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - أمر المؤمن كله له خير رقائق وزهد - الصبر على البلاء نفقة - النفقة على الأهل أدعية وأذكار - حمد الله في كل الأحوال جنائز وموت - الصبر على الأمراض والآلام والمصائب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - أمَّني جِبريلُ عندَ البَيتِ، فصَلَّى بي الظهرَ حين زالَتِ الشَّمسُ، فكانَت بقَدْرِ الشِّراكِ، ثم صَلَّى بي العصرَ حين كان ظِلُّ كُلِّ شيءٍ مِثلَيْه، ثم صَلَّى بي المغربَ حين أفطَرَ الصَّائِمُ، ثم صلَّى بي العِشاءَ حين غاب الشَّفَقُ، ثم صلَّى بي الفَجرَ حين حُرِّمَ الطَّعامُ والشَّرابُ على الصَّائِمِ، ثم صلَّى الغَدَ الظهرَ حين كان ظِلُّ كُلِّ شَيءٍ مِثلَه، ثم صلَّى بي العصرَ حين كان ظِلُّ كُلِّ شيءٍ مِثلَيْه، ثم صلَّى بي المغربَ حين أفطَرَ الصَّائِمُ، ثم صلَّى بي العِشاءَ إلى ثُلُثِ الليلِ الأَوَّلِ، ثم صلَّى بي الفجرَ فأسفَرَ، ثم التفَتَ إليَّ فقال: يا محمدُ، هذا وَقتُ الأَنبياءِ مِن قَبلِك، الوَقتُ فيما بيْنَ هذين الوَقتَيْنِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3081 التخريج : أخرجه أبو داود (393)، والترمذي (149)، وأحمد (3081) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: صلاة - وقت صلاة الظهر صلاة - وقت صلاة العشاء صلاة - وقت صلاة العصر صلاة - وقت صلاة الفجر صلاة - وقت صلاة المغرب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 -  عجِبتُ مِن قَضاءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لِلمُؤمِنِ! إنْ أصابَهُ خَيرٌ، حَمِدَ رَبَّهُ، وشكَرَ، وإنْ أصابَتْهُ مُصيبةٌ، حَمِدَ رَبَّهُ، وصبَرَ، المُؤمِنُ يُؤْجَرُ في كُلِّ شَيءٍ، حتى في اللُّقمةِ يَرفَعُها إلى في امرَأتِهِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 1487 التخريج : أخرجه أحمد (1487) واللفظ له، وعبد بن حميد (139)، والبزار (1138)،
التصنيف الموضوعي: إيمان - فضل الإيمان رقائق وزهد - الصبر على البلاء قدر - الرضا بالقضاء أدعية وأذكار - فضل التحميد والتسبيح والدعاء جنائز وموت - الصبر على الأمراض والآلام والمصائب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - تَسَمَّوْا بي، ولا تَكتَنوا بي، أنا أبو القاسِمِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 7728 التخريج : أخرجه البخاري (110) مطولاً، ومسلم (2134)، وأبو داود (4965)، وابن ماجه (3735) مختصراً، وأحمد (7728) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أسماء - التكني أسماء - إباحة التسمي بأسماء الأنبياء
|أصول الحديث

9 - طُوبى لمَن رآني وآمَنَ بي، وطُوبى لمَن آمَنَ بي ولم يَرَني.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18/212 التخريج : أخرجه أحمد (11673)، وعبد بن حميد (998)، وأبو يعلى (1374) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - الوعد مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين مناقب وفضائل - من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ورآه ومن آمن به ولم يره
|أصول الحديث

10 - قال اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا عند ظَنِّ عبدي بي، فَلْيظُنَّ بي ما شاء!
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16016 التخريج : أخرجه أحمد (16016)، والدارمي (2731)، وابن حبان (633)
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - التعرض لنفحات رحمة الله رقائق وزهد - حسن الظن بالله إيمان - كلام الله استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

11 - طُوبى لمَن رَآني وآمَنَ بي، وطُوبى -سَبعَ مَرَّاتٍ- لمَن لم يَرَني وآمَنَ بي.
خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 22214 التخريج : أخرجه أحمد (22214) واللفظ له، والطيالسي (1228)، وابن حبان (7233)
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - الوعد مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين مناقب وفضائل - من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ورآه ومن آمن به ولم يره
|أصول الحديث

12 - طُوبى لِمَن رَآني وآمَنَ بي، وطُوبى لمَن آمَنَ بي ولم يَرَني، سَبعَ مِرارٍ.
خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 22138 التخريج : أخرجه أحمد (22138) واللفظ له، والطيالسي (1228)، وابن حبان (7233)
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - الوعد مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين مناقب وفضائل - من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ورآه ومن آمن به ولم يره
|أصول الحديث

13 - لو آمَنَ بي عَشَرةٌ مِن أحبارِ اليَهودِ؛ لآمَنَ بي كُلُّ يَهوديٍّ على وَجْهِ الأرضِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 9388 التخريج : أخرجه البخاري (3941) باختلاف يسير، ومسلم (2793) بلفظ مقارب
التصنيف الموضوعي: إيمان - أهل الكتاب وما يتعلق بهم إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما كان عند أهل الكتاب في أمر نبوته صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

14 - أنَّ رَجُلًا تَلا هذه الآيةَ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]، قال: إنَّا لَنُجْزى بكُلِّ عَمَلِنا؟! هَلَكْنا إذَنْ، فبَلَغَ ذاك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: نَعَمْ، يُجْزى به المُؤمِنونَ في الدُّنيا في مُصيبةٍ في جَسَدِه فيما يُؤذيهِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 24368 التخريج : أخرجه أحمد (24368) واللفظ له، وأبو يعلى (4675)، وابن حبان (2923)
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النساء استغفار - أسباب المغفرة رقائق وزهد - الصبر على البلاء استغفار - مكفرات الذنوب جنائز وموت - الصبر على الأمراض والآلام والمصائب
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

15 - مَن سَمِعَ بي مِن أُمَّتي أو يهوديٌّ أو نصرانيٌّ، ثُمَّ لم يُؤمِنْ بي؛ دَخَلَ النَّارَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 19562 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (11241)، وأحمد (19562) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جهنم - من يدخلها وبمن وكلت إيمان - أهل الكتاب وما يتعلق بهم إيمان - الوعيد إيمان - وجوب إيمان أهل الكتاب برسالة الإسلام مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

16 - مَن سَمِعَ بي مِن أُمَّتي أو يهوديٌّ أو نصرانيٌّ، فلمْ يُؤمِنْ بي؛ لم يَدخُلِ الجنَّةَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 19536 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (11241)، وأحمد (19536) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جهنم - من يدخلها وبمن وكلت إيمان - أهل الكتاب وما يتعلق بهم إيمان - الوعيد إيمان - وجوب إيمان أهل الكتاب برسالة الإسلام مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - لمَّا حضَرَ أبا هُرَيرةَ المَوتُ قال: لا تَتبَعوني بمِجمَرٍ ، وأسرِعوا بي؛ فإنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: إنَّ المُؤمِنَ إذا وضِعَ على سَريرِهِ قال: أسرِعوا بي، وإذا وضِعَ الكافِرُ على سَريرِهِ قال: وَيْلاهُ، أين تَذهَبون بي؟
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 10493 التخريج : أخرجه النسائي (1908) بنحوه، وأحمد (10493) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - حمل الجنازة جنائز وموت - روح الكافر بعد الموت جنائز وموت - روح المؤمن بعد الموت جنائز وموت - ما ينهى عنه أن يتبع الجنازة صلاة الجنازة - الإسراع بالجنازة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

18 - إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ، قال: أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْرًا فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرًّا فلَه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 9076 التخريج : أخرجه أحمد (9076) واللفظ له، وابن حبان (639). والحديث أخرج أوله البخاري (7405)، ومسلم (2675)
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الرجاء مع الخوف رقائق وزهد - حسن الظن بالله
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

19 -    سمِعتُ رسولَ اللهِ  صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ عنِ اللهِ عزَّ وجلَّ: أنا عِندَ ظَنِّ عَبْدي بي، فلْيَظُنَّ بي ما شاءَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16979 التخريج : أخرجه أحمد (16979)، والدارمي (2731)، وابن حبان (633)
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - التوكل واليقين رقائق وزهد - الرجاء مع الخوف رقائق وزهد - حسن الظن بالله
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

20 - قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بي ورآني مرَّةً، وطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بي ولم يَرَني سَبْعَ مِرارٍ.
خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12578 التخريج : أخرجه أحمد (12578) واللفظ له، وأبو يعلى (3391)
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - الوعد إيمان - فضل الإيمان بالغيب مناقب وفضائل - القرون الأول مناقب وفضائل - من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ورآه ومن آمن به ولم يره
|أصول الحديث

21 - إنِّي لأَرْجو إنْ طالَ بي عُمُرٌ أنْ أَلقى عيسى ابنَ مَريمَ، فإنْ عجِلَ بي مَوتٌ؛ فمَن لَقِيَه مِنكم فليُقرِئْه مِنِّي السَّلامَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 7978 التخريج : أخرجه أحمد (7978) واللفظ له، وابن الجعد في ((المسند)) (1124)
التصنيف الموضوعي: أنبياء - عيسى آداب السلام - إرسال السلام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - حسن شمائله ووفاء عهده صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

22 - إنِّي لأَرْجو إنْ طالَ بي عُمُرٌ أنْ أَلقى عيسى ابنَ مَريمَ، فإنْ عجِلَ بي مَوتٌ؛ فمَن لَقِيَه مِنكم فليُقرِئْه مِنِّي السَّلامَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما واختلف في وقفه ورفعه
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 7970 التخريج : أخرجه أحمد (7970) واللفظ له، وابن الجعد في ((المسند)) (1124)
التصنيف الموضوعي: أنبياء - عيسى آداب السلام - إرسال السلام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - حسن شمائله ووفاء عهده صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

23 - إنِّي لأَرْجو إنْ طالَ بي عُمُرٌ أنْ أَلقى عيسى ابنَ مَريمَ، فإنْ عجِلَ بي مَوتٌ؛ فمَن لَقِيَه مِنكم فليُقرِئْه مِنِّي السَّلامَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 7971 التخريج : أخرجه أحمد (7971) واللفظ له، وابن الجعد في ((المسند)) (1124)
التصنيف الموضوعي: أنبياء - عيسى آداب السلام - إرسال السلام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - حسن شمائله ووفاء عهده صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

24 - يا مَعشَرَ الأنصارِ، ألم آتِكم ضُلَّالًا فهَداكمُ اللهُ بي، ألم آتِكم مُتفرِّقينَ فجمَّعَكمُ اللهُ بي، ألم آتِكم أعداءً فألَّفَ اللهُ بين قلوبِكم بي؟ قالوا: بَلى يا رسولَ اللهِ، قال: أفلا تقولونَ: جِئْتَنا خائفًا فآمَنَّاكَ، وطَريدًا فآوَيْناكَ، ومَخذولًا فنصَرْناكَ؟ فقالوا: بل للهِ المَنُّ به علينا، ولرسولِه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12021 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (8347)، وأحمد (12021) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل الأنصار مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

25 - تزَوَّجَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُتَوَّفى خَديجةَ، قَبلَ مَخْرَجِه إلى المَدينةِ بسَنَتَينِ أو ثَلاثٍ، وأنا بِنتُ سَبعِ سِنينَ، فلمَّا قَدِمْنا المَدينةَ جاءَتْني نِسْوةٌ وأنا ألعَبُ في أُرْجُوحةٍ، وأنا مُجَمَّمةٌ ، فذَهَبْنَ بي، فهَيَّأْنَني وصَنَعْنَني، ثم أتَيْنَ بي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فبنى بي وأنا بِنتُ تِسعِ سِنينَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 26397 التخريج : أخرجه أبو داود (4933) باختلاف يسير، وأخرجه البخاري (3894)، ومسلم (1422) بنحوه مطولاً
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - عائشة بنت أبي بكر الصديق نكاح - تزين المرأة لزوجها فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أمهات المؤمنين وما يتعلق بهن من أحكام نكاح - إدخال المرأة على زوجها نكاح - تزويج الأب ابنته الصغيرة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - لا صَلاةَ لمَن لا وُضوءَ له، ولا وُضوءَ لمَن لم يَذكُرِ اسمَ اللهِ عليه، ولا يُؤمِنُ باللهِ مَن لا يُؤمِنُ بي، ولا يُؤمِنُ بي مَن لا يُحِبُّ الأنصارَ.

27 - مَن رآني في الـمَنامِ فقَدْ رآني، فإنَّ الشَّيطانَ لا يَتَمَثَّلُ بي -وقال ابنُ فُضَيْلٍ مَرَّةً: يَتَخَيَّلُ بي-، وإنَّ رُؤْيا العَبْدِ الـمُؤمنِ الصَّادقَةَ الصَّالِـحَةَ جُزْءٌ مِن سَبْعينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 7168 التخريج : أخرجه البخاري (6993)، ومسلم (2266)، وأبو داود (5023)، والترمذي (2276)، وابن ماجه (3901) مختصراً، وأحمد (7168) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: رؤيا - الرؤيا الصالحة من النبوة رؤيا - تأويل الرؤيا رؤيا - من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام إيمان - أعمال الجن والشياطين إيمان - الجن والشياطين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

28 - أنَّهما سَمِعاه مِن حيَّانَ أبي النَّضْرِ يحدِّثُ به، ولا يأتيانِ على حِفْظِ الوليدِ بنِ سُلَيمانَ [أي حديثِ: قال اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا عند ظَنِّ عبدي بي، فَلْيظُنَّ بي ما شاء!].
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16017 التخريج : أخرجه أحمد (16016)، والدارمي (2731)، وابن حبان (633)
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - التوكل واليقين رقائق وزهد - حسن الظن بالله
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

29 -  يا مَعْشَرَ الأنصارِ، ألم آتِكم ضُلَّالًا فهَداكمُ اللهُ بي، وأعداءً فأَلَّفَ اللهُ بيْن قُلوبِكم بي؟ ثمَّ قال لهم: ألَّا تَقولونَ: أتَيْتَنا طَريدًا فآوَيْناك، وخائفًا فآمَنَّاك، ومَخْذولًا فنَصَرْناك؟ فقالوا: بلْ للهِ المَنُّ علينا ولرسولِه.

30 - طُوبَى لمَن رآني وآمَنَ بي، ثُمَّ طُوبَى، ثُمَّ طُوبَى، ثُمَّ طُوبَى لِمَن آمَنَ بي ولم يَرَني، قال له رَجُلٌ: وما طُوبَى؟ قال: شَجَرةٌ في الجَنَّةِ مِسيرةُ مِئَةِ عامٍ، ثِيابُ أهْلِ الجَنَّةِ تَخرُجُ من أكْمامِها.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف دون قوله: "طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني" فحسن لغيره
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11673 التخريج : أخرجه أحمد (11673) واللفظ له، وعبد بن حميد (998)، وأبو يعلى (1374)
التصنيف الموضوعي: جنة - شجر الجنة جنة - ثياب أهل الجنة مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين مناقب وفضائل - من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ورآه ومن آمن به ولم يره
|أصول الحديث