الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

91 - من أراد أن يُوعيَه اللهُ حِفظَ القرآنِ فليكتُبْ هذا الدُّعاءَ في إناءٍ نظيفٍ بعسلٍ ماذيٍّ، ثمَّ ليغسِلْه بماءِ المطرِ قبل أن يمَسَّ الأرضَ فليشرَبْه على الرِّيقِ ثلاثةَ أيَّامٍ فإنَّه يحفظُه بإذنِ اللهِ : اللَّهمَّ إنِّي أسألُك بأنَّك مسئولٌ لم يُسألْ مثلُك، أسألُك بحقِّ محمَّدٍ رسولِك ونبيِّك، وإبراهيمَ خليلِك وصفيِّك، وموسَى كليمِك ونجيِّك، وعيسَى كلمتِك وروحِك، وأسألُك بصُحفِ إبراهيمَ وتوراةِ موسَى، وزبورِ داودَ، وإنجيلِ عيسَى، وفرقانِ محمَّدٍ وأسألُك بكلِّ وحيٍ أَوْحيْتَه، وكلِّ حقٍّ قضيْتَه، وبكلِّ سائلٍ أعطيتَه وبكلِّ ضالٍّ هديْتَه، وغنيٍّ أقنيْتَه، وفقيرٍ أغنيْتَه، وأسألُك بأسمائِك الَّتي دعاك بها أنبياؤُك فاستُجيب لهم، وأسألُك بكلِّ اسمٍ أنزلتَه في كتابِك، وأسألُك باسمِك الَّذي أثبتَّ به أرزاقَ العبادِ، وأسألُك باسمِك الَّذي وضعتَه على النَّهارِ فاستنار، وأسألُك باسمِك الَّذي وضعتَه على اللَّيلِ فأظلم واسألُك باسمِك الَّذي وضعتَه على الجبالِ فرسَت، وأسألُك باسمِك الَّذي وضعتَه على الأرضِ فاستقرَّتْ وأسألُك باسمِك الَّذي استقلَّ به عرشُك، وأسألُك باسمِك الواحدِ، الأحدِ الصَّمدِ ، الفردِ، العزيزِ الَّذي ملأ الأركانَ كلَّها، الظَّاهرِ ، الطَّاهرِ، المُطهَّرِ، المبارَكِ، المقدَّسِ الحيِّ، القيُّومِ، نورِ السَّماواتِ والأرضِ، عالمِ الغيبِ والشَّهادةِ الكبيرِ المتعالِ، وأسألُك بكتابِك المُنزَّلِ بالحقِّ، ونورِك التَّامِّ، وبعظمتِك، و[ بكبريائِك ] أن ترزقَني حِفظَ كتابِك القرآنِ، وحِفظَ أصنافِ العِلمِ، وثبِّتْها في قلبي وسمعي وبصري تخلِطُها بلحمي ودمي، وتستعملُ بها جسدي في ليلي ونهاري، فإنَّه لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بك

92 - كُنَّا في غَزْوةِ القُسْطَنْطينيَّةِ بذُلُقْيَةَ، فأَقبَلَ رَجُلٌ مِن أهْلِ فِلَسْطينَ مِن أَشْرافِهم وخِيارِهم، يَعرِفونَ ذلك له، يقالُ له: هانِئُ بنُ كُلْثومِ بنِ شَريكٍ الكِنانيُّ، فسلَّمَ على عَبْدِ اللهِ بنِ أبي زَكَرِيَّا، وكانَ يَعرِفُ له حَقَّه، قالَ لنا خالِدٌ: فحَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بنُ أبي زَكَرِيَّا قالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْداءِ تَقولُ: سَمِعْتُ أبا الدَّرْداءِ يَقولُ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ يقولُ: «كلُّ ذَنْبٍ عسى اللهُ أن يَغفِرَه إلَّا مَن ماتَ مُشرِكًا، أو مُؤمِنٌ قَتَلَ مُؤمِنًا مُتَعمِّدًا». فقالَ هانِئُ بنُ كُلْثومٍ: سَمِعْتُ مَحْمودَ بنَ الرَّبيعِ يُحَدِّثُ عن عُبادةَ بنِ الصَّامِتِ أنَّه سَمِعَه يُحَدِّثُ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ أنَّه قالَ: «مَن قَتَلَ مُؤمِنًا فاغْتَبَطَ بقَتْلِه لم يَقبَلِ اللهُ مِنه صَرْفًا ولا عَدْلًا». قالَ لنا خالِدٌ: ثُمَّ حَدَّثَني ابنُ أبي زَكَرِيَّا، عن أُمِّ الدَّرْداءِ، عن أبي الدَّرْداءِ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ قالَ: «لا يَزالُ المُؤمِنُ مُعنِقًا صالِحًا ما لم يُصِبْ دَمًا حَرامًا، فإذا أَصابَ دَمًا حَرامًا بَلَّحَ».

93 - جاء جبريلُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم في حينٍ غيرِ حينِه الَّذي كان يأتيه فيه فقام إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم فقال يا جبريلُ ما لي أراك متغيِّرَ اللَّونِ فقال ما جِئْتُك حتَّى أمَر اللهُ عزَّ وجلَّ بمفاتيحِ النَّارِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم يا جبريلُ صِفْ لي النَّارَ وانعَتْ لي جهنَّمَ فقال جبريلُ إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى أمَر بجهنَّم فأُوقِد عليها ألفَ عامٍ حتَّى ابيضَّتْ ثُمَّ أمَر بها فأُوقِد عليها ألفَ عامٍ حتَّى احمرَّتْ ثُمَّ أمَر فأُوقِد عليها ألفَ عامٍ حتَّى اسودَّتْ فهي سوداءُ مُظلِمةٌ لا يُضيءُ شَررُها ولا يُطفَأُ لهبُها والَّذي بعَثك بالحقِّ لو أنَّ قدرَ ثقبِ إبرةٍ فُتِح من جهنَّمَ لمات مَن في الأرضِ كلُّهم جميعًا من حرِّه والَّذي بعَثك بالحقِّ لو أنَّ خازنًا من خَزَنةِ جهنَّمَ برَز إلى أهلِ الدُّنيا فنظروا إليه لمات مَن في الأرضِ كلُّهم من قبحِ وجهِه ومن نتنِ ريحِه والَّذي بعَثك بالحقِّ لو أنَّ حَلْقةً من حلقِ سلسلةِ أهلِ النَّارِ الَّتي نعَت اللهُ في كتابِه وُضِعَتْ على جبالِ الدُّنيا لارفضَّتْ وما تقارت حتَّى تنتهيَ إلى الأرضِ السُّفْلى فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم حسبي يا جبريلُ لا ينصدِعُ قلبي فأموتَ قال فنظَر رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم إلى جبريلَ وهو يبكي فقال تبكي يا جبريلُ وأنتَ من اللهِ بالمكانِ الَّذي أنت به فقال وما لي لا أبكي أنا أحقُّ بالبكاءِ لعلِّي أُبتَلى بما ابتُلِي به إبليسُ فقد كان من الملائكةِ وما أدري لعلِّي أُبتَلى بمثلِ ما ابتُلِي به هاروتُ وماروتُ قال فبكى رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم وبكى جبريلُ عليه السَّلامُ فما زالا يبكيانِ حتَّى نُودِيا أن يا جبريلُ ويا محمَّدُ إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد أمَّنكما أن تعصياه فارتَفَع جبريل عليه السَّلامُ وخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم فمرَّ بقومٍ من الأنصارِ يضحكونَ ويلعَبونَ فقال أتضحكونَ ووراءكم جهنَّمُ لو تعلَمون ما أعلَمُ لضحِكْتُم قليلًا ولبكَيْتُم كثيرًا ولَمَا أَسَغْتُمُ الطَّعامَ والشَّرابَ ولخرَجْتُم إلى الصُّعُداتِ تجأرونَ إلى الله عزَّ وجلَّ فنُودِي يا محمَّدُ لا تُقنِّطْ عبادي إنَّما بعَثْتُك مُيسِّرًا ولم أبعَثْك مُعسِّرًا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم سدِّدوا وقارِبوا
خلاصة حكم المحدث : فيه سلام الطويل وهو مجمع على ضعفه‏‏
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/389
التصنيف الموضوعي: جهاد - الأمر بالتيسير وترك التنفير جهنم - شدة نار جهنم وبعد قعرها رقائق وزهد - الحزن والبكاء رقائق وزهد - الزهد في الدنيا ملائكة - فضل جبريل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

94 - النَّاسُ على ثلاثِ منازلَ : فمن طلب ما عند اللهِ عزَّ وجلَّ كانت السَّماءُ [ ظِلالَه ] والأرضُ فراشَه، لم يهتمَّ بشيءٍ من أمرِ الدُّنيا، فرَّغ نفسَه للهِ عزَّ وجلَّ، فهو لا يزرعُ الزَّرعَ، وهو يأكلُ الخبزَ، وهو لا يغرسُ الشَّجرَ، وهو يأكلُ الثَّمرَ، لا يهتمُّ بشيءٍ من أمرِ الدُّنيا توكُّلًا على اللهِ عزَّ وجلَّ، وطلب ثوابَه، فضمِن اللهُ السَّماواتِ السَّبعَ والأرْضين السَّبعَ وجميعَ الخلائقِ رزقَه بغيرِ حسابٍ عند اللهِ، حتَّى أتاه اليقينُ. والثَّاني : لم يقوَ على ما قَوِي عليه، يطلبُ بيتًا يُكِنُّه وثوبًا يُواري عورتَه، وزوجةً يستعِفُّ [ بها ] وطلب رزقًا حلالًا، فطيَّب اللهُ رزقَه، فإن خطب لم يُزوَّجْ، وإن كان عليه حقٌّ أخذ منه، وإن كان له لم يُعطِه، فالنَّاسُ منه في راحةٍ، ونفسُه منه في عناءٍ، يُظلَمُ فلا ينتصرُ يبتغي بذلك الثَّوابَ من اللهِ عزَّ وجلَّ، فلا يزالُ في الدُّنيا حزينًا حتَّى يُفضيَ إلى الرَّاحةِ والكرامةِ. والثَّالثُ : طلبُ ما عند النَّاسِ، فطلب البناءَ المشيدَ، والمراكِبَ الفارهةَ والخدَمَ الكثيرَ والتَّطاوُلَ على عبادِ اللهِ، فألهاه ما بيدِه من عرَضِ الدُّنيا عن الآخرةِ، فهو عبدُ الدُّنيا والدِّرهمِ والمرأةِ والخادمِ والثَّوبِ اللَّيِّنِ والمركِبِ، يكسِب مالَه من حلالِه وحرامِه، يُحاسَبُ عليه ويذهبُ بهناه غيرُه، فذلك الَّذي ليس له في الآخرةِ من خَلاقٍ

95 - جلسنا إلى المقدادِ بنِ الأسودِ يومًا فمرَّ به رجلٌ فقال طُوبَى لهاتين العينيْنِ اللتين رَأَتَا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم واللهِ لوددنا أنَّا رأيْنَا ما رأيتَ وشهِدْنا ما شهدتَ فاستُغضبَ فجعلتُ أعجبُ ما قال إلا خيرًا ثم أقبلَ عليه فقال ما يحملُ الرجلُ على أن يتمنى محضرًا غيَّبَه اللهُ عنه لا يدري لو شهدَه كيف يكونُ فيه واللهِ لقد حضر رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أقوامٌ كبَّهمُ اللهُ على مناخرِهم في جهنمَ لم يُجيبوهُ ولم يُصدِّقوهُ أولا تحمدون اللهَ عزَّ وجلَّ إذ أخرجَكُم لا تعرفون إلا ربَّكم فتُصدِّقونَ بما جاء به نبيَّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قد كُفِيتم البلاءَ بغيرِكم واللهِ لقد بُعِثَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على أشدِّ حالٍ بُعِثَ عليها نبيٌّ قط في فترةٍ وجاهليةٍ ما يرون أنَّ دِينًا أفضلَ من عبادةِ الأوثانِ فجاء بفرقانٍ فرَّقَ به بين الحقِّ والباطلِ وفرَّقَ به بين الوالدِ وولدِه حتى إن كان الرجلُ ليرى والدَه أو ولدَه أو أخاه كافرًا وقد فتح اللهُ قُفْلَ قلبِه بالإيمانِ ويعلمُ أنَّهُ إن هلك دخل النارَ فلا تقرُّ عينُه وهو يعلمُ أنَّ حبيبَه في النارِ وأنها للتي قال اللهُ عزَّ وجلَّ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ

96 - يا جبريلُ صِف ليَ النَّارَ وانعَت لي جَهنَّم فقالَ جبريلُ: إنَّ اللَّهَ تبارَكَ وتعالى أمرَ بها فأوقِدَ علَيها ألفَ عامٍ حتى احمرَّتْ ثم أمرَ بجَهنَّمَ فأوقِدَ عليْها ألفَ عامٍ حتَّى ابيضَّت ثمَّ أمرَ فأوقِدَ عليْها ألفَ عامٍ حتَّى اسودَّت فَهيَ سوداءُ مظلِمةٌ لا يضيءُ شرَرُها ولا يطفأُ لَهبُها والَّذي بعثَكَ بالحقِّ لو أنَّ خازنًا من خزنةِ جَهنَّمَ برزَ إلى أَهلِ الدُّنيا فنَظروا إليْهِ لماتَ مَن في الأرضِ كلُّهم مِن قبحِ وجْهِهِ ومن نَتَنِ ريحِهِ والَّذي بعثَكَ بالحقِّ لو أنَّ حلقةً من حَلقِ سِلسلةِ أَهلِ النَّارِ الَّتي نعتَ اللَّهُ في كتابِهِ وُضِعَت على جبالِ الدُّنيا لارفضَّت وما تقارَّتْ حتَّى تنتَهيَ إلى الأرضِ السُّفلى فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ: حَسبي يا جبريلُ لا يتصدَّعُ قَلبي فأموتَ قالَ: فنظرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إلى جبريلَ وَهوَ يبْكي فقالَ: تبْكي يا جبريلُ وأنتَ منَ اللَّهِ بالمَكانِ الَّذي أنتَ بِهِ ؟فقالَ: ما ليَ لا أبْكي ؟ أنا أحقُّ بالبُكاءِ أُبتلَى بما ابتُلِيَ به إبليسُ فقَد كانَ مِنَ الملائكةِ وما أدري لعلِّي أبتلى بمثلِ ما ابتُليَ بِهِ هاروتُ وماروتُ قالَ: فبَكى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ وبَكى جبريلُ عليْهِ السَّلامُ فما زالا يبْكيانِ حتَّى نوديا: أن يا جبريلُ ويا محمَّدُ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد أمَّنَكُما أن تَعصياهُ فارتفعَ جبريلُ عليْهِ السَّلامُ وخرجَ رسولُ اللَّهِ له صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فمرَّ بقومٍ منَ الأنصارِ يَضحَكونَ ويلعَبونَ فقالَ: أتضحَكونَ ووراءَكم جَهنَّمُ ؟ لو تَعلَمونَ ما أعلَمُ لضحِكتُم قليلًا ولبَكيتُم كثيرًا ولما أسغتُمُ الطَّعامَ والشَّرابَ ولخرجتُم إلى الصُّعُداتِ تجأرونَ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ فنوديَ: يا محمَّدُ لا تقنِّطْ عبادي إنَّما بعثتُكَ ميسِّرًا ولم أبعثْكَ معسِّرًا فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ: سدِّدوا وقارِبوا

97 - يا جبريلُ ما لي أراكَ متغيِّرَ اللَّونِ ؟ فقالَ : ما جئتُكَ حتَّى أمرَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ بمفاتيحِ النَّارِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: يا جبريلُ، صِف ليَ النَّارَ، وانعَت لي جَهَنَّمَ فقالَ جبريلُ: إنَّ اللَّهَ تبارَكَ وتعالى أمرَ بجَهَنَّمَ فأوقِدَ عليها ألفَ عامٍ حتَّى ابيضَّت، ثمَّ أمرَ فأوقِدَ عليها ألفَ عامٍ حتَّى احمرَّت، ثمَّ أمرَ فأوقِدَ عليها ألفَ عامٍ حتَّى اسودَّت، فهى سوداءُ مُظْلِمَةٌ لا يضىء شَرَرُها، ولا يُطفأُ لَهَبُها، والَّذي بعثَكَ بالحقِّ، لَو أنَّ أنَّ ثوبًا من ثيابِ النَّارِ عُلِّقَ بينَ السَّماءِ والأرضِ لماتَ مَن في الأرضِ جميعًا مِن حرِّهِ، والَّذي بعثَكَ بالحقِّ لَو أنَّ خازنًا مِن خزنةِ جَهَنَّمَ برزَ إلى أَهْلِ الدُّنيا، فنظَروا إليهِ لماتَ مَن في الأرضِ كلُّهم مِن قبحِ وجهِهِ ومن نتَنِ ريحِهِ، والَّذي بعثَكَ بالحقِّ لَو أنَّ حلَقةً من حلَقِ سلسلةِ أَهْلِ النَّارِ الَّتي نعَتَ اللَّهُ في كتابِهِ وضعت علَى جبالِ الدُّنيا لَارفَضَّتْ وما تقارَّتْ حتَّى تنتَهيَ إلى الأرضِ السُّفلى، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: حَسبي يا جبريلُ لا يتصدَّعُ قَلبي، فأموتُ قالَ: فنظرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إلى جبريلَ وَهوَ يبكي، فقالَ: تبكي يا جبريلُ وأنتَ منَ اللَّهِ بالمَكانِ الَّذي أنتَ بِهِ؟ قالَ: وما ليَ لا أبكي؟ أَنا أحقُّ بالبُكاءِ لعلِّي أن أَكونَ في علمِ اللَّهِ علَى غيرِ الحالِ الَّتي أَنا علَيها، وما أدري لعلِّي أُبتَلى بمثلِ ما ابتلى بهِ إبليسُ، فقد كانَ منَ الملائِكَةِ، وما يُدريني لعلِّي أُبتَلى بمثلِ ما ابتُلِيَ بهِ هاروتُ وماروتُ قالَ: فبَكَى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، وبَكَى جبريلُ فما زالا يبكيانِ حتَّى نوديا: أن يا جبريلُ ويا محمَّدُ، إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد أمَّنَكُما أن تَعصياهُ، فارتفعَ جبريلُ علَيهِ السَّلامُ، وخرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فمرَّ بقومٍ منَ الأنصارِ يضحَكونَ ويلعبونَ، فقالَ: أتضحَكونَ ووراءَكُم جَهَنَّمُ؟ لَو تعلَمونَ ما أعلمُ لضَحِكْتُم قليلًا، ولبَكَيتُمْ كثيرًا، ولما أسغتُمُ الطَّعامَ والشَّرابَ، ولخرجتُمْ إلى الصُّعُداتِ تجأرونَ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ فنوديَ: يا محمَّدُ، لا تُقنِّطْ عبادي، إنَّما بعثتُكَ ميسِّرًا، ولم أبعَثكَ معسِّرًا، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: سدِّدوا وقارِبوا
خلاصة حكم المحدث : موضوع بهذا السياق والتمام
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الضعيفة
الصفحة أو الرقم : 1306
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الحاقة جهنم - صفة جهنم وعظمها رقائق وزهد - الحزن والبكاء رقائق وزهد - الخوف من الله ملائكة - صفة الملائكة
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

98 - جَلَسْنا إلى المِقْدادِ بنِ الأسْوَدِ يومًا، فمَرَّ به رَجُلٌ، فقال: طوبَى لهاتَينِ العَينَينِ اللَّتينِ رَأتا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، واللهِ لَوَدِدْنا أنَّا رَأيْنا ما رَأيْتَ، وشَهِدْنا ما شَهِدتَ، فاستَغْضَبَ، فجَعَلتُ أعْجَبُ، ما قال إلَّا خَيرًا، ثُمَّ أقبَلَ إليه، فقال: ما يَحمِلُ الرَّجُلَ على أنْ يتَمَنَّى مَحضَرًا غَيَّبَه اللهُ عنه، لا يَدْري لو شَهِدَه كيف كان يكون فيه، والله لقد حَضَرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أقوامٌ كَبَّهُم اللهُ على مَناخِرِهم في جَهَنَّمَ لم يُجيبوه، ولم يُصَدِّقوه، أوَلا تَحْمَدون اللهَ إذْ أخرَجَكُم لا تَعرِفون إلَّا رَبَّكُم، مُصَدِّقينَ لِما جاء به نَبيُّكُم، قد كُفيتُم البَلاءَ بغَيرِكُم، واللهِ لقد بَعَثَ اللهُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ على أشَدِّ حالٍ بُعِثَ عليها فيه نبيٌّ مِن الأنْبياءِ في فَتْرةٍ وجاهِليَّةٍ، ما يَرَونَ أنَّ دِينًا أفضَلُ مِن عِبادةِ الأوْثانِ ، فجاء بفُرْقانٍ فَرَقَ به بَينَ الحَقِّ والباطِلِ، وفَرَّقَ بَينَ الوالِدِ ووَلَدِه حتى إنْ كان الرَّجُلُ لَيرى والِدَه ووَلَدَه أو أخاه كافِرًا، وقد فَتَحَ اللهُ قُفْلَ قَلْبِه للإيمانِ، يَعلَمُ أنَّه إنْ هَلَكَ دَخَلَ النارَ، فلا تَقَرُّ عَينُه وهو يَعلَمُ أنَّ حَبيبَه في النارِ، وأنَّها لَلَّتي قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74].

99 - إنَّ اللهَ زوَى لي الأرضَ حتَّى رأَيْتُ مَشارِقَها ومغاربَها وأعطاني الكَنزينِ : الأحمرَ والأبيضَ وإنَّ مُلْكَ أمَّتي سيبلُغُ ما زُوِي لي منها وإنِّي سأَلْتُ ربِّي لِأمَّتي ألَّا يُهلِكَهم بسَنةٍ عامَّةٍ وألَّا يُسلِّطَ عليهم عدوًّا مِن غيرِهم فيُهلِكَهم ولا يلبِسَهم شِيَعًا ويُذِيقَ بعضَهم بأسَ بعضٍ فقال : يا مُحمَّدُ إنِّي إذا أعطَيْتُ عطاءً فلا مرَدَّ له إنِّي أعطَيْتُك لِأمَّتِكَ ألَّا يُهلَكوا بسَنةٍ عامَّةٍ وألَّا أُسلِّطَ عليهم عدوًّا مِن غيرِهم فيستبيحَهم ولكنْ ألبِسُهم شِيَعًا ولوِ اجتمَع عليهم مَن بيْنَ أقطارِها حتَّى يكونَ بعضُهم يُهلِكُ بعضًا وبعضٌ يُفني بعضًا وبعضُهم يَسبي بعضًا وإنَّه سيرجِعُ قبائلُ مِن أمَّتي إلى التُّركِ وعبادةِ الأوثانِ وإنَّ مِن أخوفِ ما أخافُ على أمَّتي الأئمَّةَ المُضلِّينَ وإنَّهم إذا وُضِع السَّيفُ فيهم لم يُرفَعُ عنهم إلى يومِ القيامةِ وإنَّه سيخرُجُ مِن أمَّتي كذَّابونَ دجَّالونَ قريبًا مِن ثلاثينَ وإنِّي خاتَمُ الأنبياءِ لا نبيَّ بعدي ولا تزالُ طائفةٌ مِن أمَّتي على الحقِّ منصورةً حتَّى يأتيَ أمرُ اللهِ

100 - جلَسْنا إلى المِقدادِ بنِ الأسودِ يومًا فمَرَّ به رجُلٌ فقال : طوبى لهاتَيْنِ العَينينِ اللَّتينِ رأَتَا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واللهِ لَوَدِدْنا أنَّا رأَيْنا ما رأَيْتَ وشهِدْنا ما شهِدْتَ فاستُغضِب فجعَلْتُ أعجَبُ ما قال إلَّا خيرًا ثمَّ أقبَل إليه فقال : ما يحمِلُ الرَّجُلَ على أنْ يتمنَّى مَحضَرًا غيَّبه اللهُ عنه لا يدري لو شهِده كيف كان يكونُ فيه واللهِ لقد حضَر رسولَ اللهِ أقوامٌ أكَبَّهم اللهُ على مَناخِرِهم في جَهنَّمَ لم يُجيبوه ولم يُصَدِّقوه أوَلَا تحمَدونَ اللهَ إذ أخرَجكم تعرِفونَ ربَّكم مُصدِّقينَ لِما جاء به نبيُّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد كُفِيتم البلاءَ بغيرِكم ؟ واللهِ لقد بُعِث النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أشدِّ حالٍ بُعِث عليها نبيٌّ مِن الأنبياءِ وفترةٍ وجاهليَّةٍ ما يرَوْنَ أنَّ دِينًا أفضلُ مِن عبادةِ الأوثانِ فجاء بفُرقانٍ فرَّق بيْنَ الحقِّ والباطلِ وفرَّق بيْنَ الوالدِ وولَدِه حتَّى إنْ كان الرَّجُلُ لَيَرى ولَدَه أو والدَه أو أخاه كافرًا وقد فتَح اللهُ قُفْلَ قلبِه للإيمانِ يعلَمُ أنَّه إنْ هلَك دخَل النَّارَ فلا تقَرُّ عينُه وهو يعلَمُ أنَّ حبيبَه في النَّارِ وأنَّها الَّتي قال اللهُ : {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74] الآيةَ

101 - جلَسْنا إلى المِقْدادِ بنِ الأَسْوَدِ يومًا، فمَرَّ به رجُلٌ، فقال: طُوبَى لهاتَيْنِ العينَيْنِ اللَّتَيْنِ رأتَا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لوَدِدْنا أنَّا رأينا ما رأيتَ، وشَهِدْنا ما شَهِدْتَ، فاستَغضَبَ، فجعلْتُ أَعجَبُ، ما قال إلَّا خيرًا! ثمَّ أقبَلَ إليه فقال: ما يَحْمِلُ الرَّجُلَ على أنْ يتمنَّى مَحضَرًا غَيَّبَهُ اللهُ عنه لا يَدْري لو شَهِدَهُ كيفَ كان يكونُ فيه؟! واللهِ، لقد حضَرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقوامٌ أَكَبَّهُمُ اللهُ على مَناخِرِهم في جَهنَّمَ، لم يُجيبوهُ ولم يُصدِّقوهُ، أوَ لا تَحمَدونَ اللهَ إذْ أخرَجَكم لا تَعرِفونَ إلَّا ربَّكم، مُصَدِّقينَ لِما جاءَ به نبيُّكم، قد كُفيتُمُ البَلاءَ بغَيرِكم؟! لقد بعَثَ اللهُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أَشَدِّ حالٍ بعَثَ عليها نبيًّا مِنَ الأنبياءِ في فَترةٍ مِن جاهليَّةٍ، ما يَرَوْنَ أنَّ دِينًا أفضَلُ مِن عبادةِ الأوثانِ ، فجاء بفُرقانٍ فرَّقَ به بينَ الحقِّ والباطلِ، وفرَّقَ بينَ الوالدِ وولدِهِ، حتَّى إنْ كان الرَّجُلُ لَيَرَى والدَهُ وولدَهُ أو أخاهُ كافرًا وقد فتَحَ اللهُ قُفْلَ قلْبِهِ للإيمانِ، يعلَمُ أنَّه إنْ هَلَكَ دخَلَ النَّارَ؛ فلا تَقَرُّ عَيْنُهُ وهو يعلَمُ أنَّ حبيبَهُ في النَّارِ، وإنَّها التي قال اللهُ تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74].

102 - لَمَّا أسلَمَ الحَجَّاجُ بنُ عِلاطٍ السُّلَميُّ شَهِدَ خَيبَرَ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ لي بمَكةَ مالًا على التُّجَّارِ، ومالًا عِندَ صاحِبَتي أُمِّ شَيبةَ بِنتِ أبي طَلحةَ أُختِ ابنِ عَبدِ الدَّارِ، وأنا أتَخَوَّفُ إنْ عَلِموا بإسلامي يَذهَبوا بمالي، فائْذَنْ لي باللُّحوقِ به لَعَلِّي أتَخَلَّصُه. فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قد فَعَلتُ. فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي لا بُدَّ لي أنْ أقولَ. فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قُلْ وأنتَ في حِلٍّ. فخَرَجَ الحَجَّاجُ، قال: فلَمَّا انتَهَيتُ إلى ثَنيَّةِ البَيضاءِ إذا بها نَفَرٌ مِن قُرَيشٍ يَتَجَسَّسونَ الأخبارَ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقد بَلَغَهم مَسيرُه إلى خَيبَرَ، فلَمَّا رَأوْني قالوا: هذا الحَجَّاجُ وعِندَه الخَبَرُ، يا حَجَّاجُ أخبِرْنا عنِ القاطِعِ؛ فإنَّه قد بَلَغَنا أنَّه قد سارَ إلى خَبائِرَ، وهي قَريةُ الحِجازِ تُجاوِرُ... فقُلتُ: أتاكُمُ الخَبَرُ. فقالوا: فمَهْ؟ فقُلتُ: هُزِمَ الرَّجُلُ أشَرَّ هَزيمةٍ سَمِعتُم بها، قُتِلَ أصحابُه، وأُخِذَ مُحمدٌ أسيرًا. فقالوا: لا نَقتُلُه حتى نَبعَثَ به إلى أهلِ مَكةَ فيُقتَلَ بَينَ أظهُرِهم بما كانَ قَتَلَ فيهم. فالتَبَطوا إلى جانِبَيْ ناقَتي يَقولونَ: جَزاكَ اللهُ خَيرًا؛ واللهِ لقد جِئتَنا بخَبَرٍ سَرَّنا. ثم جاؤوا فصاحوا بمَكةَ وقالوا: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، هذا الحَجَّاجُ قد جاءَكم بالخَبَرِ، مُحمدٌ أُسِرَ مِن بَينِ أصحابِه وقُتِلَ أصحابُه، وإنَّما تَنتَظِرونَ أنْ تُؤتَوْا به فيُقتَلَ بَينَ أظهُرِكم بما كانَ أصابَ مِنكم. فقُلتُ: أعينوني على جَمعِ مالي؛ فإنِّي إنَّما قَدِمتُ لِأجمَعَه ثم ألحَقَ بخَيبَرَ قَبلَ التُّجَّارِ فأُصيبَ مِن فُرَصِ البَيعِ قَبلَ أنْ تَأتيَهمُ التُّجَّارُ، فأشتَريَ مِمَّا أُصيبَ مِن مُحمدٍ وأصحابِه. فقاموا فجَمَعوا مالي أحَبَّ جَمعٍ سَمِعتُ به قَطُّ، وقد قُلتُ لِصاحِبَتي: مالي مالي؛ لَعَلِّي ألحَقُ فأُصيبَ مِن فُرَصِ البَيعِ قَبلَ أنْ تَأتيَهمُ التُّجَّارُ. فدَفَعتْ إليَّ مالي، فلَمَّا استَفاضَ ذِكرُ ذلك بمَكةَ أتاني العبَّاسُ وأنا قائِمٌ في خَيمةِ تاجِرٍ مِنَ التُّجَّارِ، فقامَ إلى جَنبي مُنكَسِرًا مَهزومًا مَهمومًا حَزينًا، فقال: يا حَجَّاجُ، ما هذا الخَبَرُ الذي جِئتَ به؟ فقُلتُ: وهل عِندَكَ مَوضِعٌ لِلخَبَرِ؟ فقال: نَعَمْ. فقُلتُ: فاستَأخِرْ عني، لا تُرى معي حتى تَلقاني خاليًا. ففَعَلَ، ثم فَصَلَ إليَّ حتى لَقيَني فقالَ: يا حَجَّاجُ، ما عِندَكَ مِنَ الخَبَرِ؟ فقُلتُ: واللهِ الذي يَسُرُّكَ، تَرَكتُ واللهِ ابنَ أخيكَ قد فَتَحَ اللهُ تَعالى عليه خَيبَرَ، وأخَلى مَن أخلى مِن أهلِها، وقَتَلَ مَن قَتَلَ منهم، وصارَتْ أموالُها كُلُّها له ولِأصحابِه، وتَرَكتُه عَروسًا على ابنةِ حُيَيٍّ مَلِكِهم. فقالَ: حَقٌّ ما تَقولُ يا حَجَّاجُ؟ قُلتُ: نَعَمْ واللهِ، وقد أسلَمتُ، وما جِئتُ إلَّا لِآخُذَ مالي ثم ألحَقَ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأكونَ معه، فاكتُمْ علَيَّ الخَبَرَ ثَلاثًا، فإنِّي أخشى الطَّلَبَ، ثم تَكَلَّمْ بما حَدَّثتُكَ؛ فهو واللهِ حَقٌّ. فانصَرَفَ عَنِّي، وانطَلَقتُ، فلَمَّا كانَ اليَومُ الثالِثُ مِنَ اليَومِ الذي خَرَجتُ فيه لَبِسَ العبَّاسُ حُلَّةً وتَخَلَّقَ، ثم أخَذَ عَصاهُ، وخَرَجَ إلى المَسجِدِ حتى استَلَمَ الرُّكنَ، ونَظَرَ إليه رِجالٌ مِن قُرَيشٍ، فقالوا: يا أبا الفَضلِ، هذا واللهِ التَّجَلُّدُ على حَرِّ المُصيبةِ. فقالَ: كَلَّا واللهِ الذي حَلَفتُم به، ولكِنَّه قد نَزَلَ، وقد فَتَحَ خَيبَرَ وصارَتْ له ولِأصحابِه، وتُرِكَ عَروسًا على ابنةِ مَلِكِهم. فقالوا: مَن أتاكَ بهذا الخَبَرِ؟ فقالَ: الذي جاءَكم وأخبَرَكم به، الحَجَّاجُ بنُ عِلاطٍ، ولقد أسلَمَ وتابَعَ مُحمدًا على دِينِه، وما جاءَ إلَّا لِيَأخُذَ مالَه، ثم يَلحَقَ به، وهو واللهِ فَعَلَ. فقالوا: أيْ عِبادَ اللهِ، خَدَعَنا عَدُوُّ اللهِ، أمَا واللهِ لو عَلِمْنا. ثم لم يَلبَثوا أنْ جاءَهمُ الخَبَرُ بذلك.

103 - إنَّ في الجنةِ شجرةً يُقالُ لها طُوبَى، لو سُخِّرَ الجوادُ الراكبُ أن يسيرَ في ظِلِّهَا لسارَ مائةَ عامٍ، ورقها زمردٌ أخضرُ، وزهرها رياطٌ صفرٌ، وأفناؤها سندسٌ، وإستبرقٌ، وثمرها حُلَلٌ، وصمغها زنجبيلٌ، وعسلٌ، وبطحاؤها ياقوتٌ أحمرُ، وزمردٌ أخضرُ، وترابها مسكٌ، وحشيشها زعفرانٌ، يفوحُ من غيرِ وقودٍ، ويتفجَّرُ من أصلها أنهارُ السلسبيلِ، والرحيقِ، وظِلُّها مجلسٌ من مجالسِ أهلِ الجنةِ، يألفونَهُ، ويتحدَّثُ فيهِ جميعهم. فبينما هم يومًا يتحدَّثونَ في ظِلِّها، إذ جاءتهم الملائكةُ يقودونَ نجائبَ من الياقوتِ، قد نفخ فيها الروحُ، مزمومةً بسلاسلَ من ذهبٍ، وجوهها المصابيحُ، عليها رحائلُ ألواحها من الدُّرِّ والياقوتِ، مفصصةٌ باللؤلؤِ والمرجانِ، صفاقها من الذهبِ الأحمرِ، الملبسُ بالعبقريِّ والأرجوانِ، فأنا خوا إليهم بتلك النَّجَائبِ، وقالوا لهم، إنَّ ربكم يُقْرِئُكُمُ السلامَ، ويستزيركم، لينظرَ إليكم، وتنظروا إليهِ، وتُحَيُّوهُ، ويُحَيِّيكُمْ، وتُكَلِّمُوهُ، ويزيدكم من سعةِ فضلِهِ، إنَّهُ ذو رحمةٍ واسعةٍ، وفضلٍ عظيمٍ : فيتحوَّلُ كلُّ رجلٍ منهم إلى راحلتِهِ، ثم ينطلقونَ صفًّا واحدًا معتدلًا، لا يفوتُ منهُ أحدٌ أحدًا، ولا يفوتُ أذنُ الناقةِ أذنُ صاحبتها، ولا رُكْبَةُ الناقةِ رُكْبَةُ صاحبتها، ولا يمرُّونَ بشجرةٍ من أشجارِ الجنةِ إلا أتحفتهم بثمرتها، ورحلتْ لهم عن طريقهم، كراهةَ أن يَنْثَلِمَ صَفُّهُمْ، أو يُفَرَّقَ بين الرجلِ ورفيقِهِ. فإذا رُفِعُوا إلى الجبارِ أَسْفَرَ لهم عن وجهِهِ الكريمِ، وتَجَلَّى لهم في عظمةِ العظيمِ وقالوا : ربنا أنتَ السلامُ، ولك حقُّ الجلالِ والإكرامِ فيقولُ لهم ربهم عزَّ وجلَّ : إني السلامُ ومَنِّي السلامُ، ولي حقُّ الجلالِ والإكرامِ، مرحبًا بعبادي الذين حفظوا وصيتي، وَرَعُوا حَقِّي، وخافوني بالغيبِ فكانوا مِنِّي على كلِّ حالٍ مشفقينَ. قالوا : وعِزَّتِكَ ، وعُلُوِّ مكانِكَ، ما قَدَرْنَاكَ حقَّ قدرِكَ، وما أدَّيْنَا إليكَ كلَّ حقِّكَ، فأْذَنْ لنا بالسجودِ لك : فيقولُ لهم ربهم : إني قد وضعتُ عنكم مُؤْنَةَ العبادةِ، وأَرَحْتُ لكم أبدانكم، فطالما أَنْصَبْتُمُ لي الأبدانَ، وأعنيتم لي الوجوهَ، فالآن أَفْضَيْتُمْ إلى روحي، ورحمتي، وكرامتي، فسَلُوني ما شئتم، وتَمَنَّوْا عليَّ أُعْطِكُمْ أمانيكم، فإني لن أجزيكم اليومَ بقدْرِ أعمالكم، ولكن بقدْرِ رحمتي، وكرامتي، وطَوْلِي، وجلالي، وعُلُوِّ مكاني، وعظمةِ شأني. فما يزالونَ في الأماني والعطايا، والمواهبِ، حتى إنَّ المقتصرَ في أمنيتِهِ ليتمنى مثلَ جميعِ الدنيا منذ خلقها اللهُ إلى يومِ إفنائها. فيقولُ لهم اللهُ عزَّ وجلَّ : قد قصَّرْتُمْ في أمانيكم، ورضيتم بدونِ ما يحِقُّ لكم، لقد أوجبتُ لكم ما سألتم وتمنيتم، وألحقتُ بكم ذريتكم، ودونكم ما قَصَرُتْ عنهُ أمانيكم
خلاصة حكم المحدث : مرسل ضعيف، غريب، وأحسن أحواله أن يكون من كلام بعض السلف
الراوي : محمد الباقر بن علي بن الحسين | المحدث : ابن كثير | المصدر : نهاية البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/336
التصنيف الموضوعي: جنة - شجر الجنة جنة - صفة الجنة جنة - رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة عقيدة - إثبات صفات الله تعالى فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

104 - النَّاسُ على ثلاثِ مَنازِلَ؛ فمن طَلَب ما عندَ اللهِ عزَّ وجَلَّ كانت السَّماءُ ظِلًّا له والأرضُ فِراشَه، لم يهتَمَّ بأمرِ شَيءٍ مِن أمرِ الدُّنيا، فَرَّغ نَفْسَه لله عزَّ وجَلَّ، فهو لا يَزرعُ الزَّرعَ، وهو يأكُلُ الخُبزَ، وهو لا يَغرِسُ الشَّجَرَ، وهو يأكُلُ الثَّمَرَ، لا يَهتَمُّ بأمرِ شَيءٍ من أمرِ الدُّنيا؛ توكلًا على اللهِ عزَّ وجَلَّ وطَلَبَ ثوابِه، فضَمَّنَ اللهُ السَّمَواتِ السَّبعَ والأرَضِينَ السَّبعَ وجميعَ الخلائِقِ رِزقَه، فهم يتعبون فيه ويأتون به حلالًا ويحاسَبونَ عليه، ويستوفي رِزْقَه هو بغيرِ حِسابٍ عندَ اللهِ حتى أتاه اليقينُ، والثَّاني لم يَقْوَ على ما قَوِيَ عليه، يَطلُبُ بيتًا يُكِنُّه، وثَوبًا يواري عَورتَه، وزوجةً يَستَعِفُّ بها، وطَلَب رِزقًا حلالًا، فطَيَّب اللهُ رِزْقَه، فإنْ طَلَب لم يزَوَّجْ، وإن كان عليه حَقٌّ أُخِذَ منه، وإن كان له لم يُعْطَه، فالنَّاسُ منه في راحةٍ، ونَفسُه منه في عَناءٍ، يُظلَمُ فلا ينتَصِرُ، يبتغي بذلك الثَّوابَ مِنَ اللهِ عزَّ وجَلَّ، فلا يزالُ في الدُّنيا حزينًا حتى يُفضيَ إلى الرَّاحةِ والكرامةِ، والثَّالِثُ طَلَب ما عِندَ النَّاسِ، فطَلَب البِناءَ المُشَيَّدَ، والمراكِبَ الفارِهةَ، والكِسْوةَ الظَّاهِرةَ، والخَدَمَ الكثيرَ، والتَّطاوُلَ على عِبادِ اللهِ؛ فأَلْهاه ما بيَدِه مِن عَرَضِ الدُّنيا عن الآخِرةِ، فهو عبدُ الدِّينارِ والدِّرهَمِ، والمرأةِ والخادِمِ، والثَّوبِ اللَّيِّنِ والمركَبِ، يَكسِبُ مالَه من حلالِه وحَرامِه يحاسَبُ عليه ويَذهَبُ بهَنَاه غيرُه، فذلك ليس له في الآخِرةِ مِن خَلاقٍ
خلاصة حكم المحدث : تفرد به إبراهيم بن عمر السكسي وهو مما عملت يداه ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ابن عمر ولا نافع وإنما هو شيء من كلام الحسن
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن حبان | المصدر : المجروحين
الصفحة أو الرقم : 1/109
التصنيف الموضوعي: إجارة - الحث على الحلال واجتناب الحرام رقائق وزهد - التوكل واليقين رقائق وزهد - الزهد في الدنيا رقائق وزهد - من تفرغ للعبادة ملأ الله قلبه غنى فتن - فتنة المال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

105 - جلَسنا إلى المقدادِ بنِ الأسَودِ يومًا، فمرَّ بِهِ رجلٌ فقالَ : طوبَى لِهاتَينِ العَينَينِ اللَّتَينِ رأتا رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - واللَّهِ لودِدْنا أنَّا رأَينا ما رأيتَ، وشَهِدنا ما شَهِدتَ، فاستُغْضِبَ، فجَعلتُ أعجبُ ما قالَ إلَّا خيرًا، ثمَّ أقبلَ إليهِ فقالَ : ما يحمِلُ الرَّجلُ علَى أن يَتمنَّى محضرًا غيَّبَهُ اللَّهُ عنهُ، لا يَدري لو شَهِدَهُ كيفَ يَكونُ. واللَّهِ لقد حضرَ رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - أقوامٌ أكبَّهمُ اللَّهُ علَى مَناخرِهِم في جَهَنَّمَ لم يُجيبوهُ ولم يُصدِّقوهُ، أوَ لا تَحمِدونَ اللَّهَ إذ أخرجَكُم، لا تعرِفونَ إلَّا ربَّكم مُصدِّقينَ لما جاءَ بِهِ نبيُّكم قد كُفيتُمُ البلاءَ بغيرِكُم، واللَّهِ لقد بعثَ اللَّهُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ علَى أشدِّ حالٍ بعثَ عليها فيهِ نبيٌّ منَ الأنبياءِ، علَى فَترةٍ وجاهليَّةٍ ما يَرونَ أنَّ دينًا أفضلُ من عبادةِ الأوثانِ ، فجاءَ بفُرقانٍ فرَّقَ بِهِ بينَ الحقِّ والباطلِ، وفرَّقَ بينَ الوالدِ وولدِهِ، حتَّى إن كانَ الرَّجلُ ليرَى والدَهُ وولدَهُ أو أخاهُ كافرًا، وقد فتحَ اللهُ قفلَ قلبِهِ للإيمانِ، يعلمُ أنَّهُ إن هلَكَ دخلَ النَّارَ، فلا تقرُّ عَينُهُ، وهوَ يعلمُ أنَّ حبيبَهُ في النَّارِ وإنَّها للَّتي قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ : وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ.

106 - عن الجارودِ: أنَّه أخَذَ هذه النُّسخةَ: عَهْدُ العَلاءِ بنِ الحَضْرميِّ الَّذي كتَبَهُ له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين بعَثَه إلى البحرينِ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، هذا كتابٌ مِن محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، الأُمِّيِّ، القُرشيِّ الهاشميِّ، رسولِ اللهِ ونَبيِّه إلى خلْقِه كافَّةً، للعَلاءِ بنِ الحَضْرميِّ ومَن معه مِن المُسلِمين، عَهدًا عَهِدَه إليهم: اتَّقوا اللهَ أيُّها المُسلِمون ما اسْتطعْتُم، فإنِّي قد بَعَثْتُ عليكم العَلاءَ بنَ الحَضْرميِّ، وأمَرْتُه أنْ يتَّقِيَ اللهَ وحدَه لا شَريكَ له، ويُلِينَ لكم الجَناحَ، ويُحسِنَ فيكم السِّيرةَ بالحقِّ، ويَحكُمَ بيْنكم وبيْن مَن لقِيَ مِن النَّاسِ بما أنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في كتابِه مِن العدْلِ، وأمرْتُكم بطاعتِه إذا فعَلَ ذلك، وقسَمَ فينا فأقسَطَ، واسْتُرْحِمَ فرَحِمَ، فاسْمَعوا له وأطِيعوا، وأحْسِنوا مُؤازرتَه ومُعاونتَه؛ فإنَّ لي عليكم مِن الحقِّ طاعةً وحقًّا عظيمًا لا تَقْدُرونهُ كلَّ قَدْرِه، ولا يَبلُغُ القولُ كُنْهَ حَقِّ عظمةِ اللهِ وحَقِّ رسولِه، وكما أنَّ للهِ ورسولِه على النَّاسِ عامَّةً وعليكم خاصَّةً حقًّا واجبًا بطاعتِه والوفاءِ بعهْدِه، ورضِيَ اللهُ عمَّن اعتصَمَ بالطَّاعةِ، وعظَّمَ حَقَّ أهْلِها وحَقَّ ولائِها، كذلك للمُسلِمين على وُلاتِهم حقًّا واجبًا وطاعةً؛ فإنَّ في الطَّاعةِ دَركًا لكلِّ خَيرٍ يُبْتَغى، ونجاةً مِن كلِّ شَرٍّ يُتَّقى، وأنا أُشْهِدُ اللهَ على مَن ولَّيْتُه شيئًا مِن أُمورِ المُسلِمين قليلًا وكثيرًا، فلم يَعدِلْ فيهم؛ فلا طاعةَ له، وهو خَليعٌ ممَّا ولَّيْتُه، وقد بَرِئَتْ للَّذين معه مِن المُسلِمين أيمانُهم وعهْدُهم وذِمَّتُهم، فلْيَسْتَخيروا اللهَ عندَ ذلك، ثمَّ لِيَستَعْمِلوا عليهم أفضَلَهم في أنفُسِهم. ألَا وإنْ أصابتِ العَلاءَ بنَ الحَضْرميِّ مُصيبةٌ، فخالدُ بنُ الوليدِ سيْفُ اللهِ خلَفٌ فيهم للعلاءِ بنِ الحَضْرميِّ، فاسْمَعوا له وأطِيعوا ما عرَفْتُم أنَّه على الحقِّ حتَّى يُخالِفَ الحقَّ إلى غيرِه، فسِيروا على بركةِ اللهِ، وعَونِه، ونصْرِه، وعافيتِه، ورُشْدِه، وتَوفيقِه. فمَن لَقِيتُم مِن النَّاسِ فادْعُوهم إلى كتابِ اللهِ المُنزَّلِ، وسُنَّةِ رسولِه، وإحلالِ ما أحَلَّ اللهُ لهم في كتابِه، وتَحريمِ ما حرَّمَ اللهُ عليهم في كتابِه، وأنْ يَخْلَعوا الأندادَ، ويتبَرَّؤوا مِن الشِّركِ والكُفْرِ، وأنْ يَكْفُروا بعِبادةِ الطَّاغوتِ واللَّاتِ والعُزَّى، وأنْ يَترُكوا عِبادةَ عيسى بنِ مريمَ، وعُزيرِ بنِ حَرْوةَ، والملائكةِ، والشَّمسِ والقمرِ، والنِّيرانِ، وكلِّ شَيءٍ يُتَّخَذُ ضِدًّا مِن دونِ اللهِ، وأنْ يَتولَّوا اللهَ ورسولَه، وأنْ يَتبَرَّؤوا ممَّن برِئَ اللهُ ورسولُه منه. فإذا فعَلوا ذلك، وأقرُّوا به، ودَخَلوا في الولايةِ؛ فبَيِّنوا لهم عندَ ذلك ما في كتابِ اللهِ الَّذي تَدْعونهُم إليهِ، وأنَّه كتابُ اللهِ المُنزَّلُ مع الرُّوحِ الأمينِ، على صَفوتِه مِن العالمينَ محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ، ورسولِه ونَبيِّه وحَبيبِه، أرسَلَه رحمةً للعالمينَ عامَّةً؛ الأبيضِ منهم والأسودِ، والإنسِ والجنِّ، كتابٌ فيه نبَأُ كلِّ شَيءٍ كان قبْلَكم، وما هو كائنٌ بعدَكم؛ لِيَكونَ حاجِزًا بيْن النَّاسِ؛ يَحجُزُ اللهُ به بعضَهم عن بَعضٍ، وأعراضَ بعضِهم عن بعضٍ، وهو كِتابُ اللهِ مُهيمِنًا على الكُتبِ، مُصدِّقًا لِما فيها مِن التَّوراةِ والإنجيلِ والزَّبورِ، يُخبِرُكم اللهُ فيه ما كان قبْلَكم ممَّا قد فاتَكُم دَرَكُه في آبائِكم الأوَّلينَ الَّذين منهم رُسلُ اللهِ وأنبياؤُهُ، كيف كان جوابُهم ثَمَّ لرُسلِهم، وكيف تَصديقُهم بآياتِ اللهِ، وكيف كان تَكذيبُهم بآياتِ اللهِ، فأخبَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في كتابِه هذا أنسابَهم وأعمالَهم، وأعمالَ مَن هلَكَ منهم بذَنْبِه؛ لِيَجْتَنِبوا ذلك أنْ يَعْملوا بمِثْلِه؛ كي لا يَحِقَّ عليهم في كتابِ اللهِ مِن عقابِ اللهِ وسَخَطِه ونِقْمتِه مِثْلُ الَّذي حَلَّ عليهم مِن سُوءِ أعمالِهم وتَهاوُنِهم بأمْرِ اللهِ. وأخبَرَكم في كتابِه هذا بأعمالِ مَن نجَا ممَّن كان قبْلَكم؛ لكي تَعْملوا بمِثْلِ أعمالِهم، يُبيِّنُ لكم في كِتابِه هذا شأْنَ ذلك كلِّه؛ رَحمةً منه لكم، وشَفقةً مِن ربِّكم عليكم، وهو هدًى مِن الضَّلالةِ، وتِبيانٌ مِن العَمى، وإقالةٌ مِن العَثرةِ، ونَجاةٌ مِن الفِتنةِ، ونورٌ مِن الظُّلمةِ، وشِفاءٌ عندَ الأحداثِ، وعِصمةٌ مِن الهلكةِ، ورُشدٌ مِن الغوايةِ، وأمانٌ مِن النَّفْسِ، ومَفازةٌ مِن الدُّنيا والآخرةِ، فيه دِينُكم. فإذا عرَضْتُم هذا عليهم، فأقَرُّوا لكم به، [فقدِ اسْتَكْمَلوا] الولايةَ، فاعْرِضوا عليهم عندَ ذلك الإسلامَ، والإسلامُ: الصَّلواتُ الخمْسُ، وإيتاءُ الزَّكاةِ، وحَجُّ البيتِ، وصِيامُ رمضانَ، والغُسْلُ مِن الجَنابةِ، والطُّهورُ قبْلَ الصَّلاةِ، وبِرُّ الوالدينِ، وصِلةُ الرَّحمِ المُسلمةِ، وحُسْنُ صُحبةِ الوالدينِ المُشركَينِ. فإذا فَعَلوا ذلك فقدْ أسْلَموا. فادْعُوهم مِن بعدِ ذلك إلى الإيمانِ، وانْصِبوا لهم شَرائِعَه ومَعالِمَه، ومعالمُ الإيمانِ: شَهادةُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحْدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، وأنَّ ما جاء به محمَّدٌ الحقُّ، وأنَّ ما سِواه الباطلُ، والإيمانُ باللهِ، وملائكتِه، وكُتبِه، ورُسلِه وأنبيائِه، واليومِ الآخرِ، والإيمانُ بما بيْن يَديْهِ وما خلْفَه مِن التَّوراةِ والإنجيلِ والزَّبورِ، والإيمانُ بالبيِّناتِ والحسابِ، والجنَّةِ والنَّارِ، والموتِ والحياةِ، والإيمانُ للهِ ولرسولِه وللمُؤمنين كافَّةً. فإذا فَعَلوا ذلك وأقَرُّوا به فهم مُسلِمون مُؤمِنون. ثمَّ تَدُلُّوهم بعدَ ذلك على الإحسانِ، وعَلِّموهم أنَّ الإحسانَ: أنْ يُحْسِنوا فيما بيْنهم وبيْن اللهِ في أداءِ الأمانةِ، وعهْدِه الَّذي عهِدَه إلى رُسلِه، وعهْدِ رُسلِه إلى خلْقِه وأئمَّةِ المُؤمنينَ، والتَّسليمِ وسَلامةِ المُسلِمين مِن كلِّ غائلةِ لِسانٍ، وأنْ يَبْتغوا لِبَقيَّةِ المُسلِمين كما يَبْتغي المرْءُ لِنفْسِه، والتَّصديقِ بمواعيدِ الرَّبِّ ولقائِه ومُعايَنتِه، والوداعِ مِن الدُّنيا في كلِّ ساعةٍ، والمُحاسَبةِ للنَّفْسِ عندَ استيفاءِ كلِّ يومٍ وليلةٍ، وتَزوُّدٍ مِن اللَّيلِ والنَّهارِ، والتَّعاهُدِ لِما فرَضَ اللهُ تأْديِتَه إليه في السِّرِّ والعَلانيةِ. فإذا فَعَلوا ذلك، فهم مُسلِمون مُؤمِنون مُحسِنون. ثمَّ انْصِبوا وانْعَتوا لهم الكبائرَ ودُلُّوهم عليها، وخوِّفُوهم مِن الهَلكةِ في الكبائرِ، وأنَّ الكبائرَ هي المُوبقاتُ ، وأولاهنَّ الشِّركُ باللهِ؛ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48]، والسِّحرُ؛ وما للسَّاحرِ مِن خَلاقٍ ، وقَطيعةُ الرَّحمِ؛ يَلْعَنُهم اللهُ، والفِرارُ مِن الزَّحْفِ؛ فقدْ باؤوا بغضَبٍ مِن اللهِ، والغُلولَ؛ يأْتوا بما غَلُّوا يومَ القيامةِ، وقِتالُ النَّفْسِ المُؤمنةِ؛ {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93]، وقذْفُ المُحصَنةِ؛ {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 23]، وأكْلُ مالِ اليتيمِ؛ {يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]، وأكْلُ الرِّبا؛ {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 279]، فإذا انتهَوْا عن الكبائرِ فهم مُسلِمون مُؤمِنون، مُحسِنون، مُتَّقون، وقد اسْتَكْملوا التَّقوى. فادْعُوهم عندَ ذلك إلى العِبادةِ، والعِبادةُ: الصِّيامُ، والصَّلاةُ، والخُشوعُ، والرُّكوعُ والسُّجودُ، واليقينُ، والإنابةُ، والإخباتُ، والتَّهليلُ، والتَّسبيحُ، والتَّحميدُ، والتَّكبيرُ، والصَّدقةُ بعدَ الزَّكاةِ، والتَّواضعُ والسُّكونُ والمُواساةُ، والدُّعاءُ، والتَّضرُّعُ، والإقرارُ بالملك، والعُبوديَّةُ، والاستقلالُ [بما كَثُرَ] مِن العملِ الصَّالحِ. فإذا فعَلوا ذلك فهم مُسلِمون، مُؤمِنون، مُحسِنون، مُتَّقون، عابِدون، وقد استَكْملوا العِبادةَ. فادْعُوهم عندَ ذلك إلى الجِهادِ، وبَيِّنوه لهم، ورَغِّبوهم فيما رغَّبَهم اللهُ مِن فَضيلةِ الجهادِ وثَوابِه عندَ اللهِ، فإنِ انْتَدَبُوا فبايِعُوهم، وادْعُوهم حتَّى تُبايعوهم إلى سُنَّةِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِه، عليكم عَهْدُ اللهِ وذِمَّتُه، وسبْعُ كَفالاتٍ -قال داودُ بنُ المُحبَّرِ: يقولُ اللهُ: كَفيلٌ عليَّ بالوفاءِ سبْعَ مرَّاتٍ- لا تَنْكُثون أيدِيَكم مِن بَيعةٍ، ولا تنْقُضون أمْرَ والٍ مِن وُلاةِ المُسلِمين، فإذا أقرُّوا بهذا فبايِعُوهم، واستغْفِروا اللهَ لهم. فإذا خَرَجوا يُقاتِلون في سَبيلِ اللهِ، غضَبًا للهِ، ونصْرًا لدِينِه، فمَن لَقُوا مِن النَّاسِ، فلْيَدْعُوهم إلى مِثْلِ ذلك ما دُعُوا إليه مِن كتابِ اللهِ إجابتِه، وإسلامِه وإيمانِه وإحسانِه، وتَقْواهُ، وعِبادتِه وهِجْرتِه، فمَن اتَّبعَهُم فهو المُستجيبُ، المِسكينُ، المُسلِمُ، المُؤمِنُ، المُحسِنُ، المُتَّقي، العابِدُ، المُجاهِدُ، له ما لكم، وعليه ما عليكم، ومَن أبَى هذا عليكم، فَقاتِلوهم حتَّى يَفِيءَ إلى أمْرِ اللهِ، وإلى دِينِه، ومَن عاهدْتُم وأعطَيْتُموه ذِمَّةَ اللهِ، فوَفُّوا إليه بها، ومَن أسلَمَ وأعْطاكُم الرِّضا، فهو منكم وأنتم مِنه، ومَن قاتَلَكم على هذا بعدَما سمَّيْتُموه له فقاتِلوهم، ومَن حارَبَكم فحارِبُوه، ومَن كابَدَكُم فكابِدوهُ، ومَن جمَعَ لكم فاجْمَعوا له، أو غالَكُم فغِيلُوه، أو خادَعَكم فخادِعوهُ، مِن غيرِ أنْ تَعْتَدُوا، أو ماكَرَكم فامْكُروا به، مِن غيرِ أنْ تَعْتدوا سِرًّا أو علانيةً، فإنَّه مَن يَنتصِرُ بعدَ ظُلْمِه فأولئكَ ما عليهم مِن سَبيلٍ . واعْلَموا أنَّ اللهَ معكم؛ يَراكم ويَرى أعمالَكم، ويَعلَمُ ما تَصْنعون كلَّه، فاتَّقوا اللهَ وكُونوا على حذَرٍ، فإنَّما هذه أمانةٌ ائْتَمنَني عليها ربِّي، أُبَلِّغُها عِبادَه عُذْرًا منه إليهم، وحُجَّةً منه، احتجَّ بها على مَن بلَغَه هذا الكتابُ مِن الخلْقِ جميعًا، فمَن عمِلَ بما فيه نجَا، ومَن اتَّبعَ ما فيه اهْتَدى، ومَن خاصَمَ به أفلَحَ، ومَن قاتَلَ به نُصِرَ، ومَن ترَكَهُ ضَلَّ حتَّى يُراجِعَه، فتعَلَّموا ما فيه، وأسْمِعوهُ آذانَكم، وأوْعُوهُ أجوافَكم، واسْتحْفِظوهُ قُلوبَكم؛ فإنَّه نُورُ الأبصارِ، ورَبيعٌ للقُلوبِ، وشِفاءٌ لِما في الصُّدورِ، وكَفى بهذا أمْرًا ومُعْتَبرًا، وزاجِرًا وعِظةً، وداعيًا إلى اللهِ ورسولِه، فهذا هو الخيرُ الَّذي لا شَرَّ فيه. كِتابُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ، رسولِ اللهِ ونَبيِّه، للعَلاءِ بنِ الحَضْرميِّ حين بعَثَه إلى البحرينِ، يَدْعو إلى اللهِ ورسولِه، يأمُرُه إلى ما فيه مِن حلالٍ، ويَنْهى عمَّا فيه مِن حرامٍ، ويدُلُّ على ما فيه مِن رُشدٍ، ويَنْهى عمَّا فيه مِن غَيٍّ، كِتابٌ ائْتَمَنَ عليه نَبِيُّ اللهِ العَلاءَ بنَ الحضرميِّ، وخَليفتَه خالدَ بنَ الوليدِ سيْفَ اللهِ، وقد أعذَرَ إليهما في الوصيَّةِ ممَّا في هذا الكتابِ إلى مَن معهما مِن المُسلِمين، ولم يَجعَلْ لأحدٍ منهم عُذْرًا في إضاعةِ شَيءٍ منه؛ لا الولاةِ، ولا المُتولَّى عليهم، فمَن بلَغَه هذا الكتابُ مِن الخلْقِ جميعًا، فلا عُذْرَ له، ولا حُجَّةَ، ولا يُعْذَرُ بجَهالةِ شَيءٍ ممَّا في هذا الكتابِ. كُتِبَ هذا الكتابُ لثلاثٍ مِن ذي القعدةِ، لأربعِ سِنينَ مَضَيْنَ مِن مُهاجَرةِ نَبيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا شَهرينِ، شَهِدَ الكتابَ يومَ كتَبَه ابنُ أبي سُفيانَ، وعُثمانُ بنُ عفَّانَ يُمْلِيه عليه، ورسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالسٌ، والمُختارُ بنُ قيسٍ القُرشيُّ، وأبو ذَرٍّ الغِفاريُّ، وحُذيفةُ بنُ اليَمانِ العبْسيُّ، وقُصيُّ بنُ أبي عمرٍو الحِمْيريُّ، وشَبيبُ بنُ أبي مَرْثدٍ الغسَّانيُّ، والمُستنيرُ بنُ أبي صَعْصعةَ الخُزاعيُّ، وعَوانةُ بنُ شمَّاخٍ الجُهنيُّ، وسعْدُ بنُ مالكٍ الأنصاريُّ، وسعْدُ بنُ عُبادةَ الأنصاريُّ، وزيدُ بنُ عمرٍو، والنُّقباءُ: رجُلٌ مِن قُريشٍ، ورجُلٌ مِن جُهينةَ، وأربعةٌ مِن الأنصارِ، حين دفَعَه رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى العَلاءِ بنِ الحضرميِّ وخالدِ بنِ الوليدِ سيفِ اللهِ.

107 - غَابَ عَمِّي أَنَسُ بنُ النَّضْرِ عن قِتَالِ بَدْرٍ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، غِبْتُ عن أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ المُشْرِكِينَ، لَئِنِ اللَّهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ المُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ ما أَصْنَعُ، فَلَمَّا كانَ يَوْمُ أُحُدٍ وانْكَشَفَ المُسْلِمُونَ، قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعْتَذِرُ إلَيْكَ ممَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ -يَعْنِي أَصْحَابَهُ- وأَبْرَأُ إلَيْكَ ممَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ -يَعْنِي المُشْرِكِينَ-، ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ، فَقالَ: يا سَعْدُ بنَ مُعَاذٍ، الجَنَّةَ ورَبِّ النَّضْرِ، إنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِن دُونِ أُحُدٍ، قالَ سَعْدٌ: فَما اسْتَطَعْتُ يا رَسولَ اللَّهِ ما صَنَعَ، قالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَا به بِضْعًا وثَمَانِينَ ضَرْبَةً بالسَّيْفِ، أَوْ طَعْنَةً برُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةً بسَهْمٍ، ووَجَدْنَاهُ قدْ قُتِلَ وقدْ مَثَّلَ به المُشْرِكُونَ، فَما عَرَفَهُ أَحَدٌ إلَّا أُخْتُهُ ببَنَانِهِ، قالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُرَى -أَوْ نَظُنُّ- أنَّ هذِه الآيَةَ نَزَلَتْ فيه وفي أَشْبَاهِهِ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23]، إلى آخِرِ الآيَةِ. وَقالَ: إنَّ أُخْتَهُ -وهي تُسَمَّى الرُّبَيِّعَ- كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ امْرَأَةٍ، فأمَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالقِصَاصِ، فَقالَ أَنَسٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا. فَرَضُوا بالأرْشِ، وتَرَكُوا القِصَاصَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ مِن عِبَادِ اللَّهِ مَن لو أَقْسَمَ علَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ .

108 - جاء رجُلٌ مِن الأنصارِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ كلماتٌ أسأَلُ عنهنَّ قال : ( اجلِسْ ) وجاء رجُلٌ مِن ثَقيفٍ فقال : يا رسولَ اللهِ كلماتٌ أسأَلُ عنهنَّ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( سبَقكَ الأنصاريُّ ) فقال الأنصاريُّ : إنَّه رجُلٌ غريبٌ وإنَّ للغريبِ حقًّا فابدَأْ به فأقبَل على الثَّقَفيِّ فقال : ( إنْ شِئْتَ أجبَتْكُ عمَّا كُنْتَ تسأَلُ وإنْ شِئْتَ سأَلْتَني وأُخبِرُكَ ) فقال : يا رسولَ اللهِ بل أجِبْني عمَّا كُنْتُ أسأَلُكَ قال : ( جِئْتَ تسأَلُني عنِ الرُّكوعِ والسُّجودِ والصَّلاةِ والصَّومِ ) فقال : لا والَّذي بعَثك بالحقِّ ما أخطَأْتَ ممَّا كان في نفسي شيئًا قال : ( فإذا ركَعْتَ فضَعْ راحتَيْكَ على رُكبَتْيكَ ثمَّ فرِّجْ بَيْنَ أصابعِكَ ثمَّ امكُثْ حتَّى يأخُذَ كلُّ عضوٍ مأخَذَه وإذا سجَدْتَ فمَكِّنْ جبهتَكَ ولا تنقُرْ نَقْرًا وصَلِّ أوَّلَ النَّهارِ وآخِرَه ) فقال : يا نَبيَّ اللهِ فإنْ أنا صلَّيْتُ بَيْنَهما ؟ قال : ( فأنتَ إذًا مُصلِّي وصُمْ مِن كلِّ شهرٍ ثلاثَ عَشْرةَ وأربعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرةَ ) فقام الثَّقفيُّ ثمَّ أقبَل على الأنصاريِّ فقال : ( إنْ شِئْتَ أخبَرْتُكَ عمَّا جِئْتَ تسأَلُ وإنْ شِئْتَ سأَلْتَني فأُخبِرُكَ ) فقال : لا يا نَبيَّ اللهِ أخبِرْني عمَّا جِئْتُ أسأَلُكَ قال : ( جِئْتَ تسأَلُني عنِ الحاجِّ ما له حينَ يخرُجُ مِن بيتِه وما له حينَ يقومُ بعرَفاتٍ وما له حينَ يرمي الجِمارَ وما له حينَ يحلِقُ رأسَه وما له حينَ يقضي آخِرَ طوافٍ بالبيتِ ) فقال : يا نَبيَّ اللهِ والَّذي بعَثك بالحقِّ ما أخطَأْتَ ممَّا كان في نفسي شيئًا قال : ( فإنَّ له حينَ يخرُجُ مِن بيتِه أنَّ راحلتَه لا تخطو خُطوةً إلَّا كُتِب له بها حَسنةٌ أو حُطَّت عنه بها خطيئةٌ فإذا وقَف بعرَفةَ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ينزِلُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيقولُ : انظُروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا اشهَدوا أنِّي قد غفَرْتُ لهم ذُنوبَهم وإنْ كان عدَدَ قَطْرِ السَّماءِ ورَمْلِ عالجٍ وإذا رمى الجِمارَ لا يدري أحَدٌ ما له حتَّى يُوفَّاه يومَ القيامةِ وإذا حلَق رأسَه فله بكلِّ شَعرةٍ سقَطَتْ مِن رأسِه نورٌ يومَ القيامةِ وإذا قضى آخِرَ طوافِه بالبيتِ خرَج مِن ذنوبِه كيومَ ولَدَتْه أُمُّه )

109 - عن أبي سلمةَ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ قال كانت أولُ خُطبةٍ خطبها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمدينةِ أن قام فيها فحمد اللهَ وأثنى عليه بما هو أهلُه ثم قال أما بعد أيها الناسُ فقدِّموا لأنفُسِكم تعلمُنَّ واللهِ ليُصعَقَنَّ أحدُكم ثم لَيدعَنَّ غنمَه ليس لها راعٍ ثم ليقولنَّ له ربُّه ليس له تَرجُمانٌ ولا حاجبٌ يحجبُه دونَه ألم يأتِك رسولي فبلَّغَك وآتيتُك مالًا وأفضلتُ عليك فما قدَّمتَ لنفسِك فينظرُ يمينًا وشمالًا فلا يرى شيئًا ثم ينظرُ قُدَّامَه فلا يرى غيرَ جهنمَ فمن استطاع أن يقِيَ وجهَه من النارِ ولو بشِقِّ تمرةٍ فلْيفعلْ ومن لم يجدْ فبكلمةٍ طيبةٍ فإنَّ بها تجزى الحسنةُ عشر أمثالِها إلى سبعمائةِ ضِعفٍ والسلامُ على رسولِ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ثم خطب رسولُ اللهِ مرةً أخرى فقال إنَّ الحمدَ لله أحمدُه وأستعينُه نعوذ باللهِ من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا من يهدِه اللهُ فلا مُضلَّ له ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له إنَّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله ِقد أفلح من زَيَّنه اللهُ في قلبِه وأدخلَه في الإسلامِ بعد الكفرِ واختاره على ما سواه من أحاديثِ الناسِ إنه أحسنُ الحديثِ وأبلغُه أحِبُّوا من أحبَّ اللهَ أحِبُّوا اللهَ من كلِّ قلوبِكم ولا تَمَلُّوا كلامَ اللهِ وذكرَه ولا تقسى عنه قلوبُكم فإنه من يختار اللهُ ويصطفي فقد سماه خِيرتَه من الأعمال وخِيرتُه من العبادِ والصالحُ من الحديثِ ومن كلِّ ما أوتي الناسُ من الحلالِ والحرامِ فاعبدُوا اللهَ ولا تشركوا به شيئًا واتقوه حقَّ تقاتِه واصدُقوا اللهَ صالحَ ما تقولون بأفواهِكم وتحابُّوا برُوحِ اللهِ بينكم إنَّ اللهَ يغضبُ أن يُنكَثَ عهدُه والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
خلاصة حكم المحدث : مرسل
الراوي : أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 3/212
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - استحباب طيب الكلام جمعة - كيفية الخطبة رقائق وزهد - مضاعفة الحسنات صدقة - فضل الصدقة والحث عليها قيامة - العرض
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

110 - أنَّه أخذ هذه النُّسْخَةَ من نُسْخَةِ العَلَاءِ الذي كتبهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ بعثهُ إلى البحرينِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هذا كِتابٌ من محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النبيِّ الأُمِّيِّ القُرَشِيِّ الهَاشِمِيِّ رسولِ اللهِ ونَبِيِّهِ إلى كافَّةِ خَلْقِه لِلْعلاءِ بنِ الحَضْرَمِيِّ ومَنْ تَبِعَهُ من المُسْلِمِينَ عَهْدًا عَهِدَهُ إليهمْ اتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المسلمونَ ما اسْتَطَعْتُمْ فَإِنِّي قد بعثتُ عليكمُ العلاءَ بنَ الحضْرَمِيِّ وأمَرْتُهُ أنْ يَتَّقِيَ اللهَ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ وأن يُلِينَ فيكمُ الجناحَ ويُحْسِنَ فِيكمُ السيرَةَ ويَحْكُمُ بينكُمْ وبين منْ لَقِيَهُ من الناسِ بما أَمَرَ اللهُ في كِتابِه من العدلِ وأمرتُكُمُ بطاعتِه إِذَا فعل ذلك فإنْ حكم فعدل وقَسَمَ فأَقْسَطَ واسْتُرْحِمَ فَرَحِمَ فاسْمَعُوا لَهُ وأَطِيعُوا وأحْسِنُوا مُؤازرَتَه ومَعُونَتَهُ فإنَّ لي عليكم من الحقِّ طاعَةً وحقًّا وعظِيمًا لا تَقْدِرُونَهُ كُلَّ قَدْرِهِ ولا يَبْلُغُ القَوْلُ كُنْهَ عظَمَةِ حقِّ اللهِ وحَقِّ رسولِه وكما أَنَّ للهِ ولِرسُولِهِ على النَّاسِ عَامَّةً وعَلَيْكُمْ خاصَّةً حَقًّا في طَاعَتِهِ والْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ فَرَضِيَ اللهُ عن مَنِ اعْتَصَمَ بِالطَّاعَةِ حَقٌّ كَذَلِكَ لِلْمُسْلِمِينَ على وُلَاتِهِمْ حَقٌّ واجِبٌ وطَاعَةٌ فَإِنَّ الطَّاعَةَ دَرْكُ خَيْرٍ ونَجَاةٌ من كُلِّ شَرٍّ وأَنَا أُشْهِدُ اللهَ على كُلِّ مَنْ ولَّيْتُهُ شَيْئًا من أَمْرِ المُسْلِمِينَ قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا فَلْيَسْتَخِيرُوا اللهَ عِنْدَ ذَلِكَ ثمَّ لِيَسْتَعْمِلُوا عَلَيْهِمْ أَفْضَلَهُمْ في أَنْفُسِهِمْ أَلَا وإِنْ أَصابَتِ العَلَاءَ بنَ الحَضْرَمِيِّ مُصِيبَةُ المَوْتِ فَخالِدُ بنُ الوَلِيدِ سَيْفُ اللهِ يَخْلُفُ فِيهِمُ العَلَاءَ بنَ الحَضْرَمِيِّ فاسْمَعُوا لهُ وأَطِيعُوا وأَحْسِنُوا مُؤَازَرَتَهُ وطَاعَتَهُ فَسِيرُوا على بركةِ اللهِ وعَوْنِهِ ونَصْرِه وعَاقبةِ رُشْدِهِ وتَوْفِيقِهِ من لَقِيتَهُمْ من النَّاسِ فادْعُوهُمْ إلى كتابِ اللهِ وسُنَّتِهِ وسُنَّةِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإِحْلَالِ ما أَحَلَّ اللهُ لَهُمْ في كِتابِهِ وتَحْرِيمِ ما حَرَّمَ اللهُ في كِتابِهِ وأَنْ يَخْلَعُوا الأَنْدَادَ ويَبْرَءُوا من الشِّرْكِ والْكُفْرِ والنِّفَاقِ وأَنْ يَكْفُرُوا بِعِبادَةِ الطَّوَاغِيتِ واللَّاتِ والْعُزَّى وأَنْ يَتْرُكُوا عِبادَةَ عِيسَى ابنِ مَرْيَمَ وعُزَيْرِ بنِ حَرْوَةَ والْمَلَائِكَةِ والشَّمْسِ والْقَمَرِ والنِّيرَانِ وكُلِّ مَنْ يُتَّخَذُ نُصُبًا من دُونِ اللهِ وأَنْ يَتَبَرَّءُوا مِمَّا بَرِئَ اللهُ ورَسُولُهُ فإذا فَعَلُوا ذلك وأَقَرُّوا بِهِ فَقَدْ دَخَلُوا في الوَلَايَةِ وسَمُّوهُمْ عِنْدَ ذلك بِمَا في كِتابِ اللهِ الذي تَدْعُونَهُمْ إليه كِتابِ اللهِ المُنَزَّلِ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ على صَفِيِّهِ من العَالَمِينَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ رسولِه ونَبِيِّهِ أَرْسَلَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عَامَّةً الأَبْيَضُ مِنْهُمْ والْأَسْوَدُ والْإِنْسُ والْجِنُّ كِتابٌ فِيهِ تِبْيانُ كُلِّ شَيْءٍ كَانَ قَبْلَكُمْ ومَا هو كَائِنٌ بَعْدَكُمْ لِيَكُونَ حاجِزًا بَيْنَ النَّاسِ حَجَزَ اللهُ بِهِ بَعْضَهُمْ عن بَعْضٍ وهُوَ كِتابُ اللهِ مُهَيْمِنًا على الكُتُبِ مُصَدِّقًا لِمَا فِيهَا من التَّوْرَاةِ والْإِنْجِيلِ والزَّبُورِ يُخْبِرُكُمُ اللهُ فِيهِ بِمَا كَانَ قَبْلَكُمْ مِمَّا فَاتَكُمْ دَرْكُهُ من آبائِكُمُ الأَوَّلِينَ الَّذِينَ أَتَتْهُمْ رُسُلُ اللهِ وأَنْبِياؤُهُ كَيْفَ كَانَ جَوَابُهُمْ لِرُسُلِهِمْ وكَيْفَ تَصْدِيقُهُمْ بِآياتِ اللَّهِ؟ وكَيْفَ كَانَ تَكْذِيبُهُمْ بِآياتِ اللَّهِ فَأَخْبَرَكُمُ اللهُ في كِتابِهِ شَأْنَهُمْ وأَعْمَالَهَمْ وأَعْمَالَ مَنْ هَلَكَ مِنْهُمْ بِذَنْبِهِ فَتَجَنَّبُوا مثلَ ذلك أنْ تَعْمَلُوا مِثْلَهُ لِكَيْ لا يَحُلَّ عليكُمْ من سَخَطِهِ ونِقْمَتِه مِثْلُ الذي حلَّ عليهم من سُوءِ أَعْمَالِهِمْ وتَهَاوُنِهِمْ بِأَمْرِ اللهِ وَأَخْبَرَكُمْ في كِتابِهِ هذا بِإِنْجَاءِ مَنْ نَجَا مِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لِكَيْ تَعْمَلُوا مثلَ أَعْمَالِهِمْ فَكَتَبَ لَكُمْ في كِتابِهِ هذا تِبْيانَ ذلك كُلِّهِ رَحْمَةً مِنْهُ لَكُمْ وشَفَقَةً من رَبِّكُمْ عليكم وهُوَ هُدًى من اللهِ من الضَّلَالَةِ وتِبْيانٌ من العَمَى وإِقَالَةٌ من العَثْرَةِ ونَجَاةٌ من الفِتْنَةِ ونُورٌ من الظُّلْمَةِ وشِفَاءٌ من لأَحْدَاثِ وعِصْمَةٌ من الهَلَاكِ ورُشْدٌ من الغَوَايَةِ وبَيانُ ما بَيْنَ الدُّنْيا والْآخِرَةِ فِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ فَإِذَا عَرَضْتُمْ عَلَيْهِمْ فَأَقَرُّوا لَكُمْ فَقَدِ اسْتَكْمَلُوا الوَلَايَةَ فَاعْرِضُوا عَلَيْهِمْ عِنْدَ ذلك الإِسْلَامَ والْإِسْلَامُ الصلَوَاتُ الخَمْسُ وإِيتاءُ الزكاةِ وحجُّ البيتِ وصيامُ شَهْرِ رمضانَ والغُسْلُ من الجَنَابَةِ والطَّهُورُ قَبْلَ الصلاةِ وبِرُّ الوَالِدَيْنِ وصِلَةُ الرَّحِمِ المُسْلِمَةِ وحُسْنُ صُحْبَةِ الوالِدَيْنِ المشركَيْنِ - فإذا فَعَلُوا ذلك فَقَدْ أَسْلَمُوا فَادْعُوهُمْ عِنْدَ ذلك إلى الإِيمَانِ وانْعَتُوا لَهُمْ شَرَائِعَكُمْ ومَعَالِمُ الإِيمَانِ شَهَادَةُ أنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ وأَنَّ ما جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ الحَقُّ وأَنَّ ما سِوَاهُ الباطِلُ والْإِيمَانُ بِاللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ وأَنْبِيائِهِ والْيَوْمِ الآخِرِ والْإِيمَانُ بِهَذَا الكِتابِ ومَا بَيْنَ يَدَيْهِ ومَا خَلْفَهُ بِالتَّوْرَاةِ والْإِنْجِيلِ والزَّبُورِ والْإِيمَانُ بِالْبَيِّنَاتِ والْمَوْتِ والْحَياةِ والْبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ والْحِسَابِ والْجَنَّةِ والنَّارِ النُّصْحِ لِلَّهِ ولِرَسُولِهِ ولِلْمُؤْمِنِينَ كَافَّةً فإذا فَعَلُوا ذلك وأَقَرُّوا بِهِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ ثُمَّ تَدْعُوهُمْ بَعْدَ ذلك إلى الإِحْسَانِ - أنْ يُحْسِنُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وبَيْنَ اللهِ في أَدَاءِ الأَمَانَةِ وعَهْدِهِ الذي عَهِدَ إلى رسولِه وعَهْدِ رسولِه إلى خَلْقِهِ وأَئِمَّةِ المُؤْمِنِينَ والتَّسْلِيمِ لِأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ من كُلِّ غَائِلَةٍ على لِسَانٍ ويَدٍ وأَنْ يَبْتَغُوا لِبَقِيَّةِ المُسْلِمِينَ خَيْرًا كَمَا يَبْتَغِي أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ - والتَّصْدِيقِ بِمَوَاعِيدِ الرَّبِّ ولِقَائِهِ ومُعَاتَبَتِهِ والْوَدَاعِ من الدُّنْيا من كُلِّ سَاعَةٍ والْمُحاسَبَةِ لِلنَّفْسِ عِنْدَ اسْتِئْنَافِ كُلَّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ والتَّعَاهُدِ لِمَا فَرَضَ اللهُ يُؤَدُّونَهُ إليه في السِّرِّ والْعَلَانِيَةِ فَإِذَا فَعَلُوا ذلك فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ ثُمَّ انْعَتُوا لَهُمُ الكَبائِرَ ودُلُّوهُمْ عَلَيْهَا وخَوِّفُوهُمْ من الهَلَكَةِ في الكَبائِرِ إِنَّ الكَبائِرَ هُنَّ المُوبِقَاتُ أَوَّلُهُنَّ الشِّرْكُ بِاللَّهِ (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ) والسِّحْرُ ومَا لِلسَّاحِرِ من خَلَاقٍ وقَطِيعَةُ الرَّحِمِ يَلْعَنُهُمُ اللهُ والْفِرَارُ من الزَّحْفِ يَبُوءُوا بِغَضَبٍ من اللهِ والْغُلُولُ فَيَأْتُوا بِمَا غَلُّوا يَوْمَ القِيامَةِ لا يُقْبَلُ مِنْهُمْ وقَتْلُ النَّفْسِ المُؤْمِنَةِ جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ وقَذْفُ المُحْصَنَةِ لُعِنُوا في الدُّنْيا والْآخِرَةِ وأَكَلُوا مَالَ اليَتِيمِ يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ نَارًا وسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا وأَكْلُ الرِّبا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ من اللهِ ورَسُولِهِ فَإِذَا انْتَهَوْا عَنِ الكَبائِرِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ فَقَدِ اسْتَكْمَلُوا التَّقْوَى فَادْعُوهُمْ بَعْدَ ذلك إلى العِبادَةِ والْعِبادَةُ الصِّيامُ والْقِيامُ والْخُشُوعُ والرُّكُوعُ والسُّجُودُ والْإِنَابَةُ والْإِحْسَانُ والتَّحْمِيدُ والتَّمَجُّدُ والتَّهْلِيلُ والتَّكْبِيرُ والصَّدَقَةُ بَعْدَ الزَّكَاةِ والتَّوَاضُعُ والسَّكِينَةُ والسُّكُونُ والْمُؤَاسَاةُ والدُّعَاءُ والتَّضَرُّعُ والْإِقْرَارُ بِالْمَلَكَةِ والْعُبُودِيَّةِ لَهُ والِاسْتِقْلَالُ لِمَا كَثُرَ من العَمَلِ الصَّالِحِ فَإِذَا فَعَلُوا ذلك فَهُمْ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ عَابِدُونَ فَإِذَا اسْتَكْمَلُوا العِبادَةَ فَادْعُوهُمْ عِنْدَ ذلك إلى الجِهَادِ وبَيِّنُوا لَهُمْ ورَغِّبُوهُمْ فِيمَا رَغَّبَهُمُ اللهُ فِيهِ من فَضْلِ الجِهَادِ وفَضْلِ ثَوَابِهِ عِنْدَ اللهِ فَإِنِ انْتَدَبُوا فَبايِعُوهُمْ وادْعُوهُمْ حِينَ تُبايِعُوهُمْ إلى سُنَّةِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِه وعليكم عَهْدُ اللهِ وذِمَّتُهُ وسَبْعُ كَفَالَاتٍ مِنْهُ لا تَنْكُثُوا أَيْدِيَكُمْ من بَيْعَةٍ ولَا تَنْقُضُوا أَمْرَ وُلَاتِي - من وُلَاةِ المُسْلِمِينَ - فإذا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَبايِعُوهُمْ واسْتَغْفِرُوا اللهَ لَهُمْ فإذا خَرَجْتُمْ تُقَاتِلُونَ في سبيلِ اللهِ غَضَبًا للهِ ونَصْرًا لِدِينِهِ فَمَنْ لَقِيَهُمْ من النَّاسِ فَلْيَدْعُوهُمْ إلى مِثْلِ الذي دَعَاهُمْ إليه من كِتابِ اللهِ وإِسْلَامِهِ [وَإِيمَانِهِ] وإِحْسَانِهِ وتَقْوَاهُ وعِبادَتِهِ وهِجْرَتِهِ فَمَنِ اتَّبَعَهُمْ فَهُوَ المُسْتَجِيبُ المُؤْمِنُ المُحْسِنُ التَّقِيُّ العَابِدُ المُهَاجِرُ لَهُ ما لَكَمَ وعَلَيْهِ ما عليكم ومَنْ أَبَى هذا عليكم فَقَاتِلُوهُ حتى يَفِيءَ إلى أَمْرِ اللهِ ويَفِيءَ إلى فَيْئَتِهِ ومَنْ عَاهَدْتُمْ وأَعْطَيْتُمُوهُمْ ذِمَّةَ اللهِ فَوَفُّوا لَهُ بِهَا ومَنْ أَسْلَمَ وأَعْطَاكُمُ الرِّضَا فَهُوَ مِنْكُمْ وأَنْتُمْ مِنْهُ ومَنْ قَاتَلَكُمْ على هذا من بَعْدِ ما بَيَّنْتُمُوهُ لَهُ فَقَاتِلُوهُ ومَنْ حارَبَكُمْ فَحارِبُوهُ ومَنْ كَايَدَكُمْ فَكَايِدُوهُ ومَنْ جَمَعَ لَكُمْ فَاجْمَعُوا لَهُ أَوْ غَالَكُمْ فَغُولُوهُ أَوْ خادَعَكُمْ فَخادِعُوهُ من غيرِ أنْ تَعْتَدُوا أَوْ مَاكَرَكُمْ فَامْكُرُوا بِهِ من غيرِ أنْ تَعْتَدُوا سِرًّا وعَلَانِيَةً فَإِنَّهُ مَنْ يَنْتَصِرْ من بَعْدِ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ ما عَلَيْهِمْ من سَبِيلٍ واعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَكُمْ يَرَاكُمْ ويَرَى أَعْمَالَكُمْ ويَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَهُ فَاتَّقُوا اللهَ وكُونُوا على حَذَرٍ إِنَّمَا هذه أَمَانَةٌ ائْتَمَنَنِي عَلَيْهَا رَبِّي أُبَلِّغُهَا عِبادَهُ عُذْرًا مِنْهُ إليهمْ وحُجَّةً احْتَجَّ بِهَا على مَنْ يَعْلَمُهُ من خَلْقِهِ جَمِيعًا فَمَنْ عَمِلَ بِمَا فِيهِ نَجَا ومَنْ تَبِعَ ما فِيهِ اهْتَدَى ومَنْ خاصَمَ بِهِ فَلَحَ ومَنْ قَاتَلَ بِهِ نُصِرَ ومَنْ تَرَكَهُ ضَلَّ حتى يُرَاجِعَهُ تَعَلَّمُوا ما فِيهِ وسَمِّعُوهُ آذَانَكُمْ وأَوْعُوهُ أَجْوَافَكُمْ واسْتَحْفِظُوهُ قُلُوبَكُمْ فَإِنَّهُ نُورُ الأَبْصارِ ورَبِيعُ القُلُوبِ وشِفَاءٌ لِمَا في الصُّدُورِ كَفَى بِهِ أَمْرًا ومُعْتَبَرًا وزَجْرًا وعِظَةً ودَاعِيًا إلى اللهِ ورَسُولِهِ وهَذَا هو الخَيْرُ الذي لا شَرَّ فِيهِكِتابُ محمدٍ رسولِ اللهِ لِلْعَلَاءِ بنِ الحَضْرَمِيِّ حِينَ بَعَثَهُ إلى البَحْرَيْنِ يَدْعُو إلى اللهِ - عزَّ وجلَّ - ورَسُولِهِ أَمَرَهُمْ أنْ يَدْعُوَ إلى ما فِيهِ من حَلَالٍ ويَنْهَى عَمَّا فِيهِ من حَرَامٍ ويَدُلُّ على ما فِيهِ من رُشْدٍ ويَنْهَى عَمَّا فِيهِ من غَيٍّ

111 - عن خطبةِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في أوَّلِ جمعةٍ صلَّاها بالمدينةِ في بني سالمِ بنِ عمرِو بنِ عوفٍ رضيَ اللَّهُ عنهم الحمدُ للَّه أحمدُهُ وأستعينُهُ وأستغفِرُهُ وأستهديهِ وأومنُ بهِ ولا أكفُرُهُ وأعادي من يكفرُهُ وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ وأنَّ محمَّدًا عبدهُ ورسولُهُ أرسلهُ بالهدى ودينِ الحقِّ والنُّورِ والموعظةِ على فترةٍ منَ الرُّسلِ وقلَّةٍ منَ العلمِ وضلالةٍ منَ النَّاسِ وانقطاعٍ منَ الزَّمانِ ودنوٍّ منَ السَّاعةِ وقربٍ منَ الأجلِ من يطعِ اللَّهَ ورسولهُ فقد رشَدَ ومن يعصِهمَا فقد غَوَى وفرَّطَ وضلَّ ضلالًا بعيدًا وأوصيكم بتقوى اللَّهِ فإنَّهُ خيرُ ما أَوْصَى بهِ المسلمُ المسلمَ أن يحضَّهُ على الآخرةِ وأن يأمرَهُ بتقوى اللَّهِ فاحذروا ما حذَّركمُ اللَّهُ من نفسهِ ولا أفضلَ من ذلكَ نصيحةً ولا أفضلَ من ذلكَ ذِكرَى وإنَّهُ تقوَى لمن عمِلَ بهِ على وجَلٍ ومخافةٍ وعونُ صدْقٍ على ما تبتغونَ من أمرِ الآخرةِ ومن يصلِحِ الَّذي بينهُ وبينَ اللَّهِ من أمرِ السِّرِّ والعلانيةِ لا ينوِي بذلكَ إلَّا وجهَ اللَّهِ يكُن لهُ ذكرًا في عاجلِ أمرهِ وذُخرًا فيما بعدَ الموتِ حينَ يفتقرُ المرءُ إلى ما قدَّمَ وما كانَ من سِوَى ذلكَ يودُّ لو أنَّ بينهُ وبينهُ أمدًا بعيدًا ويُحَذِّرُكُمُ الله نفسَهُ والله رَءُوفٌ بالعبادِ والَّذي صدقَ قولَهُ وأنجزَ وعدَهُ لا خُلْفَ لذلكَ فإنَّهُ يقولُ تعالى { مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } واتَّقوا اللَّهَ في عاجِلِ أمرِكم وآجلِهِ في السِّرِّ والعلانيةِ{ فإنَّهُ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ، وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} وإنَّ تقوَى اللَّهِ تُوَقِّي مقتَهُ وتُوَقِّي عقوبتَهُ وتُوَقِّي سَخَطَهُ وإنَّ تقوى اللَّهِ تبيِّضُ الوجهَ وتُرضِي الرَّبَّ وترفَعُ الدَّرجةَ خُذُوا بحظِّكم ولا تفرِّطوا في جنبِ اللَّهِ قد علَّمكمُ اللَّهُ كتابهُ ونهجَ لكم سبيلهُ ليعلمَ الَّذينَ صدَقوا وليعلمَ الكاذِبينَ فأحسنوا كما أحسنَ اللَّهُ إليكم وعادُوا أعداءَهُ وجاهِدوا في اللَّهِ حقَّ جهادهِ هُوَ اجتَبَاكُم وسمَّاكمُ المسلمينَ ليهلِكَ مَنْ هلكَ عن بيِّنةٍ ويحيَى من حيَّ عن بيِّنةٍ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ فأكثِرُوا ذِكرَ اللَّهِ واعمَلُوا لما بعدَ الموتِ فإنَّهُ مَنْ أصلحَ ما بينهُ وبينَ اللَّهِ يكفِهِ ما بينهُ وبينَ النَّاسِ ذلكَ بأنَّ اللَّهَ يقْضِي على النَّاسِ ولا يقضونَ عليهِ ويملِكُ منَ النَّاسِ ولا يملِكونَ منهُ اللَّهُ أكبرُ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّه العليِّ العظيمِ
خلاصة حكم المحدث : مرسل [ له ما يقويه ]
الراوي : سعيد بن عبدالرحمن الجمحي | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 3/211
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الطلاق تفسير آيات - سورة ق جمعة - كيفية الخطبة رقائق وزهد - الإخلاص رقائق وزهد - تقوى الله
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

112 - خطَبنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.. فذكر حديثا طويلًا.. [ وفيه ] : ومنِ اطَّلع إلى بيتِ جارِه فرأى عورةَ رجلٍ أو شَعْرَ امرأةٍ أو شيئًا من جسدِها كان حقًّا على اللهِ – تعالَى – أن يُدخِلَه النَّارَ مع المنافقين الذين كانوا يتَحَيَّنونَ عوراتِ النساءِ، ولا يَخرجُ من الدنيا حتى يَفضَحَه اللهُ – تعالَى – ويُبدِي للناظرين عَورتَه يومَ القيامةِ، ومن آذى جارَه من غيرِ حقٍّ حرَّم اللهُ عليه الجنَّةَ ومأواه النَّارُ، ألا وإنَّ اللهَ – تعالَى – يسألُ – الرجلَ عن جارِه كما يسألُه عن حقِّ أهلِ بيتِه، فمن يَضَعْ حقَّ جارِه فليس منَّا، ومن بات وفي قلبِه غشٌّ لأخيه المسلمِ بات وأصبح في سخَطِ اللهِ – تعالَى – حتى يتوبَ ويراجِعَ، فإن مات على ذلك مات على غيرِ الإسلامِ، ثم قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ألا مَن غشَّنا فليس منَّا، حتى قال ذلك ( ثلاثًا )، ومن اغتاب مسلمًا بطُلَ صومُه ونُقِضَ وُضوءُه، فإن مات وهو كذلك مات كالْمُسْتَحِلِّ ما حرَّم اللهُ – تعالَى – ومن مشى بنميمةٍ بين اثنَينِ سلَّطَ اللهُ عليه في قبرِه نارًا تحرقُه إلى يومِ القيامةِ، ثم ( يُدخِلُه ) النَّارَ، ومن عفا عن أخيه المسلمِ وكظم غيظَه أعطاه اللهُ – تعالَى – أجرَ شهيدٍ، ومن بغى على أخيه وتطاوَل عليه واستحْقَره حشَره اللهُ – تعالَى – يومَ القيامةِ في صورةِ الذَّرِّ، يَطؤُه العبادُ بأقدامِهم، ثم يدخُلُ النارَ، ولم يزَلْ في سخَطِ اللهِ حتى يموتَ، ومن ردَّ عن أخيه المسلمِ غِيبةً سمعَها تُذكَرُ عنه في مجلسٍ رَدَّ اللهُ – تعالَى – عنه ألفَ بابٍ من الشرِّ في الدنيا والآخرةِ، فإن هو لم يَرُدَّ عنه وأعجَبه ما قالوا كان عليه مثلُ وِزرهم، ومن قال لمملوكِه أو مملوكِ غيرِه أو لأحدٍ من المسلمين : لا لبَّيكَ، ولا سَعدَيك انغمَس في النارِ، ومن ضارَّ مسلمًا فليس منا ولسنا منه في الدنيا والآخرةِ، ومن سمع بفاحشةٍ فأفْشاها كان كمن أتاها، ومن سمع بخيرٍ فأفْشاه كان كمن عملَه، ومن أكرمَ أخاه المسلمَ فإنما يُكرِمُ ربَّه، فما ظنُّكم ؟ ومن كان ذا وجهَينِ ولسانَينِ في الدنيا جعل اللهُ له وجهَينِ ولسانَينِ في النَّارِ، ومن مشى في قطيعةٍ بين اثنَينِ كان عليه من الوزرِ بقَدرِ ما أُعطِيَ من أصلحَ بين اثنَينِ من الأجرِ، ووجبتْ عليه الَّلعنةُ حتى يدخلَ جهنمَ فيضاعَفُ عليه العذابُ، ومن مشى في عَونِ أخيه المسلمِ ومنفعَتِه كان له ثوابُ المجاهدِين في سبيلِ اللهِ – تعالَى – ومن مشى في غِيبتِه وبَثَّ عَورتَه كانت أولُ قدَمٍ يخطوها فإنما يضعُها في جهنَّمَ، وتُكشَفُ عَورتُه يومَ القيامةِ على رءوسِ الخلائقِ، ومن مشى إلى ذي قرابةٍ أو ذي رَحِمٍ [ لبلاءٍ ] به أو لسَقَمٍ به أعطاه اللهُ – تعالَى – أجرَ مائةِ شهيدٍ، وإن وصَله مع ذلك كان له بكلِّ خُطوةٍ أربعون ألفِ ألفِ حسنةٍ، وحُطَّ عنه بها أربعون ألفِ ألفِ سيئةٍ، ورُفِعَ له أربعون ألفِ ألفِ درجةٍ، وكأنما عبدَ اللهَ – تعالَى – ( مائةَ ) ألفِ سنةٍ، ومن مشى في فسادٍ بين القَراباتِ والقطيعةِ بينهم غضِبَ اللهُ عليه ولعنَه، وكان عليه كوِزرِ مَن قطعَ الرَّحِمَ، ومن عمل في فُرقةٍ بين امرأةٍ وزوجِها كان عليه لعنةُ اللهِ في الدنيا والآخرةِ، وحرَّم اللهُ عليه النظرَ إلى وجهِه، ومن قاد ضريرًا إلى المسجدِ أو إلى منزلِه أو إلى حاجةٍ من حوائجِه كُتِبَ له بكلِّ قدمٍ رفعَها أو وضعَها عِتقُ رقبةٍ، وصلَّتْ عليه الملائكةُ حتى يُفارِقَه، ومن مشى بضريرٍ في حاجةٍ حتى يَقضِيَها أعطاه اللهُ – تعالَى – براءةً من النارِ ، وبراءةً من النفاقِ، وقضى اللهُ – تعالَى – له سبعينَ ألفِ حاجةٍ من حوائج ِالدنيا، ولم يَزَلْ يخوضُ في الرَّحمةِ حتى يرجِعَ، ومن مشى لضعيفٍ في حاجةٍ أو منفعةٍ أعطاه اللهُ – تعالَى – كتابَه بيمينِه، ومن ضَيَّعَ أهلَه وقطعَ رَحِمَه حرَمَه اللهُ حُسنَ الجزاءِ يومَ يَجزي المحسنِينَ، وحُشِرَ مع الهالِكين حتى يأتيَ بالمخرجِ، وأنَّى له المخرجُ ؟ ! ومن فرَّج عن أخيه كُربةً من كُرَبِ الدُّنيا فرَّج اللهُ عنه كُرَبَ الدنيا والآخرةِ، ونظَر إليه نظَر رحمةٍ يَنالُ بها الجنَّةَ، ومن مشى في صلحِ امرأةٍ وزوجِها كان له أجرُ ألفِ شهيدٍ قُتِلوا في سبيلِ اللهِ حَقًّا، وكان له بكلِّ خُطوةٍ عبادةُ سبعينَ سنةٍ صيامُها وقيامُها، ومن صَنع إلى أخيه معروفًا ومَنَّ عليه به أحبَط أجرَه، وخَيَّبَ سعيَه، ألا وإنَّ اللهَ – تعالَى – حرَّم الجنَّةَ على المنَّانِ ، والبخيلِ، والمختالِ، والقَتَّاتِ، والجوَّاظِ، والجَعْظَرِيِّ، والعُتُلِّ، والزَّنيمِ، ومدمنِ الخمرِ، ومن بنى على ظَهرِ طريقٍ يُؤوِي عابرِي السبيلِ بعثَه اللهُ – تعالَى – يومَ القيامةِ على نَجيبةٍ [ من ] دُرٍّ، ووجهُه مُضيءٍ لأهلِ الجمعِ حتى يقولوا : هذا مَلَكٌ من الملائكةِ لم يُرَ مثلُه حتى يُزاحِمَ إبراهيمَ – عليه السلامُ – في الجنةِ، يدخلُ الجنَّةَ بشفاعتِه أربعون ألفِ رجلٍ، ومن احتفَر بئرًا حتى يَبسُطَ ماؤها ( فبذلها ) للمسلمِين كان له أجرِ من توضَّأ منها وصلَّى، وله بعدَدِ شعْرِ كلِّ من شَرِب منها حسناتٌ : إنسٌ، أو جنٌّ، أو بهيمةٌ، أو سبعٌ، أو طائرٌ، أو غيرَ ذلك، وله بكلِّ شعرةٍ من ذلك عِتقُ رقبةٍ، ويُرَدُّ في شفاعتِه يومَ القيامةِ عند الحوضِ حوضِ القُدسِ عددَ نجومِ السماءِ. قيل : يا رسولَ اللهِ، وما حوضُ القُدس ِ؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : حَوْضي، حَوْضي، حَوْضي، ومن شفَع لأخيه في حاجةٍ له نظر اللهُ إليه، وحقٌّ على اللهِ – تعالَى – ألا يُعذِّبَ عبدًا نظر إليه، إذا كان ذلك بطلبٍ منه أن يستغفِرَ له، فإذا شَفَع له من غيرِ طلَبٍ؛ له مع ذلك أجرُ سبعين شهيدًا، ومن زار أخاه المسلمَ فله بكلِّ خطوةٍ حتى يرجِعَ عِتقُ مائةِ ألفِ رقبةٍ، ومحوُ مائةِ ألفِ سيِّئَةٍ، ويُكتَبُ له بها مائةُ ألفِ درجةٍ. فقلنا لأبي هريرةَ : أو ليس قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : من أعتق رقبةً فهي فكاكُه من النَّارِ ؟ قال : نعم، و ( يُوضَعُ ) له سائرُها في كنوزِ العرشِ عندَ ربِّه – تبارك وتعالى

113 - خرج من عندي خليلي جبريلُ آنفًا، فقال : يا محمدُ ! والذي بعثك بالحقِّ، إنَّ للهِ عبدًا من عبادِه عبَدَ اللهَ خَمسمئةِ سنةٍ على رأسِ جبلٍ في البحرِ، عرضُه وطولُه ثلاثون ذراعًا في ثلاثين ذراعًا، والبحرُ مُحيطٌ به أربعةَ آلافِ فرسخٍ من كلِّ ناحيةٍ، وأخرج له عَيْنًا عذبةً بعرضِ الإِصبعِ، تفيض بماءٍ عذبٍ، فيستنقِعُ في أسفلِ الجبلِ، وشجرةُ رُمَّانٍ تُخرِجُ له في كلِّ ليلةٍ رُمَّانةً يتعبَّد يومَه، فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوءِ، وأخذ تلك الرُّمَّانةَ فأكلَها، ثم قام لصلاته، فسأل ربَّه عند وقتِ الأجلِ أن يَقبِضَه ساجدًا، وأن لا يجعلَ للأرضِ ولا لشيءٍ يفسدُه عليه سبيلًا، حتى يبعثه اللهُ وهو ساجدٌ – قال : - ففعل، فنحن نمرُّ عليه إذا هبَطْنا وإذا عرَجْنا، فنجدُ له في العِلمِ أنه يُبعَثُ يومَ القيامةِ، فيُوقَفُ بين يدي اللهِ، فيقول له الربُّ : أَدْخِلوا عبدي الجنّةَ برحمتي، فيقولُ : ربِّ ! بل بعمَلي فيقول : أَدْخِلوا عبدي الجنَّةَ برحمتي، فيقولُ : ربِّ ! بل بعمَلي، فيقولُ اللهُ : قايِسوا عبدي بنعمتي عليه وبعملِه، فتوجدُ نعمةُ البصرِ قد أحاطت بعبادِه خمسمئةِ سنةٍ، وبقيتْ نعمةُ الجسدِ فضلًا عليه، فيقولُ : أَدخِلوا عبدي النَّارَ، فيُجَرُّ إلى النَّارِ، فينادي : ربِّ ! برحمتِك أَدْخِلْني الجنَّةَ ! فيقول : رُدُّوه، فيُوقفُ بين يدَيه، فيقول : من قوَّاك لعبادةِ خمسمئةِ سنةٍ ؟ فيقول : أنت يا ربِّ ! فيقول : من أنزلك في جبلٍ وسطِ الُّلجَّةِ، وأخرج لك الماءَ العذبَ من الماءِ المالحِ، وأخرج لك كلَّ ليلةٍ رُمَّانةً، وإنما تخرج مرةً في السنةِ، وسألتِه أن يقبضَك ساجدًا ففعل ؟ فيقول : أنت يا ربِّ ! قال : فذلك برحمتي، وبرحمتي أأُدخِلُك الجنَّةَ، أَدخِلوا عبدي الجنَّةَ، فنعم العبدُ كنتَ يا عبدي ! فأَدخلَه اللهُ الجنَّةَ قال جبريلُ : إنما الأشياءُ برحمة اللهِ يا محمدُ !

114 -  أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَاتَ وأَبُو بَكْرٍ بالسُّنْحِ، -قَالَ إسْمَاعِيلُ: يَعْنِي بالعَالِيَةِ- فَقَامَ عُمَرُ يقولُ: واللَّهِ ما مَاتَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَتْ: وقَالَ عُمَرُ: واللَّهِ ما كانَ يَقَعُ في نَفْسِي إلَّا ذَاكَ، ولَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ، فَلَيَقْطَعَنَّ أيْدِيَ رِجَالٍ وأَرْجُلَهُمْ، فَجَاءَ أبو بَكْرٍ فَكَشَفَ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَبَّلَهُ، قَالَ: بأَبِي أنْتَ وأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا ومَيِّتًا، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لا يُذِيقُكَ اللَّهُ المَوْتَتَيْنِ أبَدًا، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أيُّها الحَالِفُ، علَى رِسْلِكَ ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ اللَّهَ أبو بَكْرٍ وأَثْنَى عليه، وقَالَ: ألا مَن كانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فإنَّ مُحَمَّدًا قدْ مَاتَ، ومَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فإنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، وقَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30]، وقَالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]، قَالَ: فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ، قَالَ: واجْتَمعتِ الأنْصَارُ إلى سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ في سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَقالوا: مِنَّا أمِيرٌ ومِنكُم أمِيرٌ، فَذَهَبَ إليهِم أبو بَكْرٍ، وعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، وأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فأسْكَتَهُ أبو بَكْرٍ، وكانَ عُمَرُ يقولُ: واللَّهِ ما أرَدْتُ بذلكَ إلَّا أنِّي قدْ هَيَّأْتُ كَلَامًا قدْ أعْجَبَنِي، خَشِيتُ ألَّا يَبْلُغَهُ أبو بَكْرٍ، ثُمَّ تَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ، فَتَكَلَّمَ أبْلَغَ النَّاسِ، فَقَالَ في كَلَامِهِ: نَحْنُ الأُمَرَاءُ وأَنْتُمُ الوُزَرَاءُ، فَقَالَ حُبَابُ بنُ المُنْذِرِ: لا واللَّهِ لا نَفْعَلُ، مِنَّا أمِيرٌ، ومِنكُم أمِيرٌ، فَقَالَ أبو بَكْرٍ: لَا، ولَكِنَّا الأُمَرَاءُ، وأَنْتُمُ الوُزَرَاءُ، هُمْ أوْسَطُ العَرَبِ دَارًا، وأَعْرَبُهُمْ أحْسَابًا، فَبَايِعُوا عُمَرَ، أوْ أبَا عُبَيْدَةَ بنَ الجَرَّاحِ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ نُبَايِعُكَ أنْتَ؛ فأنْتَ سَيِّدُنَا، وخَيْرُنَا، وأَحَبُّنَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخَذَ عُمَرُ بيَدِهِ فَبَايَعَهُ، وبَايَعَهُ النَّاسُ، فَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: قَتَلَهُ اللَّهُ. وقَالَ عبدُ اللَّهِ بنُ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ، أخْبَرَنِي القَاسِمُ، أنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: شَخَصَ بَصَرُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: في الرَّفِيقِ الأعْلَى ، ثَلَاثًا، وقَصَّ الحَدِيثَ. قَالَتْ: فَما كَانَتْ مِن خُطْبَتِهِما مِن خُطْبَةٍ إلَّا نَفَعَ اللَّهُ بهَا، لقَدْ خَوَّفَ عُمَرُ النَّاسَ، وإنَّ فيهم لَنِفَاقًا، فَرَدَّهُمُ اللَّهُ بذلكَ، ثُمَّ لقَدْ بَصَّرَ أبو بَكْرٍ النَّاسَ الهُدَى، وعَرَّفَهُمُ الحَقَّ الذي عليهم، وخَرَجُوا به يَتْلُونَ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إلى {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144].

115 - كانَ لِبَني عُذرةَ صَنَمٌ يُقالُ له حُمامٌ، وكانوا يُعظِّمونَه، وكان في بَني هِندِ بنِ حَرامِ بنِ ضَنَّةَ بنِ عَبدِ بنِ كَبيرِ بنِ عُذرةَ، وكانَ سادِنُه رَجُلًا يُقالُ له طارِقٌ، وكانَ يَعتِرونَ عِندَه، فلَمَّا ظَهَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَمِعْنا صَوْتًا يَقولُ: يا بَني هِندِ بنِ حَرامٍ، ظَهَرَ الحَقُّ وأوْدى حُمامٌ، ودَفَعَ الشِّركَ الإسلامُ. قال: ففَزِعْنا لذلك، وهالَنا، فمَكَثْنا أيَّامًا ثم سَمِعْنا صَوتًا وهو يَقولُ: يا طارِقُ، يا طارِقُ، بُعِثَ النَّبيُّ الصَّادِقُ، بوَحْيٍ ناطِقٍ، صَدَعَ صادِعٌ بأرضِ تِهامةَ لِناصِريه السَّلامةُ، ولِخاذِليه النَّدامةُ، هذا الوَداعُ مِنِّي إلى يَومِ القيامةِ. قال زِمْلٌ: فوَقَعَ الصَّنَمُ لِوَجهِه. قال زِمْلٌ: فابْتَعتُ راحِلةً ورَحَلتُ حتى أتَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنشَدتُه شِعرًا قُلتُ: إليكَ رَسولَ اللهِ أعمَلتُ نَصَّها *** أُكَلِّفُها حَزنًا وَقورًا مِنَ الرَّملِ لِأنصُرَ خَيرَ الناسِ نَصرًا مُؤَزَّرًا *** وأعقِدَ حَبلًا مِن حِبالِكَ في حَبلي وأشهَدُ أنَّ اللهَ لا شَيءَ غَيرَه *** أدينُ له ما أثقَلَتْ قَدَمي نَعلي قال: وأسلَمتُ وبايَعتُه وأخبَرْناه بما سَمِعْنا، فقال: ذلكَ مِن كَلامِ الجِنِّ. ثم قال: يا مَعشَرَ العَرَبِ، إنِّي رَسولُ اللهِ إلى الأنامِ كافَّةً، أدعوهم إلى عِبادةِ اللهِ وَحدَه، وأنِّي رَسولُه وعَبدُه، وأنْ يَحُجُّوا البَيتَ ويَصوموا شَهرًا مِنَ اثنَيْ عَشَرَ شَهرًا، وهو شَهرُ رَمَضانَ، فمَن أجابَني له الجَنَّةُ نُزُلًا وثَوابًا، ومَن عَصاني فلَه النارُ مُنقَلَبًا ومَثوًى. قال: فأسلَمْنا وعَقَدَ لنا لِواءً، وكَتَبَ لنا كِتابًا نُسخَتُه: بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، مِن مُحمدٍ رَسولِ اللهِ لِزِمْلِ بنِ عَمرٍو ومَن أسلَمَ معه خاصَّةً، إنِّي بَعَثتُه إلى قَومِه كافَّةً، فمَن أسلَمَ ففي حِزبِ اللهِ ورَسولِه، ومَن أبى فله أمانُ شَهرَيْنِ، شَهِدَ علِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ومُحمدُ بنُ مَسلَمةَ الأنصاريُّ.

116 - خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: خرج من عندي خليلي آنفا جبريل فقال: يا محمد والذي بعثني بالحق إليك إن لله لعبدا من عباده عبد الله خمس مائة سنة على رأس جبل عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعاً بذراعه والبحر محيط به أربعة ألف فرسخ من كل ناحية أخرج الله له عينا عذبة بعرض الأصبع تبض بماء عذب ويستنقع في أسفل الجبل وشجرة رمان تخرج كل ليلة رمانة فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته فسأل ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلاً حتى يبعثه وهو ساجد ففعل فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجد في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله فيقول الرب عز وجل أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فنعم العبد كنت يا عبدي فيقول بل بعملي فيقول: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول: بل بعملي فيقول أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول: بل بعملي فيقول الله لملائكته قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله فيجدوا نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمس مائة سنة وبقيت نعم الجسد له فيقول: أدخلوا عبدي النار فيجر إلى النار فينادي ربه برحمتك أدخلني الجنة فيقول: ردوا عبدي فيوقف بين يديه فيقول: يا عبدي من خلقك ولم تك شيئا فيقول: أنت ربي فيقول: أكان ذلك برحمتي؟ فيقول: نعم ربي فيقول من قواك لعبادة خمس مائة سنة؟ فيقول: أنت ربي فيقول: من أنزلك في جبل وسط اللجة فأخرج لك الماء العذب من الماء المالح وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تخرج مرة في السنة وسألته أن يقبضك ساجداً ففعل ذلك بك فيقول: أنت ربي قال: فذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فنعم العبد كنت يا عبدي وأدخله الله الجنة قال إنما الأشياء برحمته يا محمد
خلاصة حكم المحدث : [فيه] سليمان بن هرم مجهول في الرواية حديثه غير محفوظ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : العقيلي | المصدر : الضعفاء الكبير
الصفحة أو الرقم : 2/144
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - العجب آداب عامة - الأخلاق المذمومة إيمان - الملائكة استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

117 - إنَّ في الجنَّةِ شَجرةً يُقالُ لَها طوبى، لو سُخِّر الجَوادُ الرَّاكبُ أن يَسيرَ في ظِلِّها لَسار فيها مِئةَ عامٍ، وَرَقُها بُرودُ خُضرٌ، وزَهرُها رياضٌ صُفرٌ، وأَقنابُها سُندسٌ وإِستبرقٌ، وثِمارُها حُللٌ وصَمغُها زَنجبيلٌ وعَسلٌ، وبَطْحاؤُها ياقوتٌ أحمَرُ وزُمرُّدٌ أخضَرُ، تُرابُها مِسكٌ وحَشيشُها زَعفرانٌ مَنيعٌ والأَلَنْجوجٌ يُؤجَّجانِ مِن غيرِ وَقودٍ، ويَنفجِرُ مِن أَصلِها أَنهارُ السَّلسبيلِ والمَعينِ والرَّحيقِ، وظِلُّها مَجلسٌ مِن مَجالسِ أَهلِ الجنَّةِ يَألفونَه ومُتحدِّثٌ يَجمَعُهم، فَبَينَما هُم يومًا يَتحدَّثونَ في ظِلِّها إذا جاءَتهمُ المَلائكةُ يَقودون نُجُبًا جُبِلَت منَ الياقوتِ ثُمَّ نُفِخ فيها الرُّوحُ مَزمومةً بِسَلاسلَ مِن ذَهبٍ كأنَّ وُجوهَها المَصابيحُ نَضارةً وحُسنًا، وبَرُّها خَزٌّ أحمَرُ ومِرْعَزَّى أبيضُ مُختَلِطانِ لَم يَنظرِ النَّاظِرونَ إلى مِثلِها، عليها رَحائلُ أَلواحُها منَ الدُّرِّ والياقوتِ مُفصَّصةٌ باللُّؤلؤِ والمَرجانِ وصِفافُها منَ الذَّهبِ الأَحمرِ مُلبَسةٌ بالعَبقرِ والأُرْجوانِ، فأَناخوا إليهِم تلكَ النَّجائبَ، ثُمَّ قالوا لَهُم: إنَّ ربَّكُم تَبارَك وَتَعالى يُقرئُكم السَّلامَ ويَستزيدُكُم لِتَنظروا إليهِ ويَنظُرَ إليكُم وتُحَيُّوهُ ويُحيِّيَكُم، يُكلِّمُكم وتُكلِّمونَه، ويَزيدُكم مِن سَعتِه وفَضلِه، إنَّه ذو رَحمةٍ واسعةٍ وفَضلٍ عَظيمٍ، فيَتحوَّل كلُّ رَجلٍ مِنهُم على راحلَتِه، ثُمَّ انطَلَقوا صفًّا واحدًا مُعتدلًا لا يَفوقُ مِنهُ شيءٌ شيئًا ولا يَقربُ أذنُ ناقةٍ أُذنَ صاحبَتِها، وَلا تُركَبُ ناقةٌ بِرَكبِ صاحِبَتِها، وَلا يَمرُّونَ بِشجرٍ مِن أَشجارِ الجنَّةِ إلَّا أَتحفَتْهُم بِثَمرِها ورَحلَت لَهُم عَن طَريقِهم كَراهيةَ أن يَنثلِمَ صَفُّهُم أو يُفرَّقَ بينَ الرَّجلِ ورَفيقِه، فلمَّا دَفَعوا إلى الجبَّارِ تَبارَك وتَعالى أسفَرَ لَهُم عَن وَجهِهِ الكَريمِ وتَجلَّى لَهُم في عَظمَتِه العَظيمةِ، فَقالوا: ربَّنا أنتَ السَّلامُ، ومِنكَ السَّلامُ، ولكَ حقُّ الجَلالِ والإِكرامِ. فَقال لَهُم ربُّهُم تَبارَك وَتَعالى: إنِّي السَّلامُ، ومنِّي السَّلامُ، وَلي حقُّ الجَلالِ والإِكرامِ، مَرحبًا بِعِبادي الَّذينَ حَفِظوا وَصيَّتِي، وَراعَوا عَهْدي وَخافوني بِالغَيبِ، وَكانوا منِّي عَلى حالٍ مُشفقينَ. قالوا: وعزَّتِك وجَلالِك وعُلوِّ مَكانَتِك ما قَدرْناكَ حقَّ قَدرِك، وما أَدَّينا إليكَ كلَّ حقِّك فأْذَن لَنا بالسُّجودِ لكَ. فَقال لَهُم رَبُّهم تَبارَك وتَعالى: إنِّي قَد وَضعتُ عَنكُم مُؤنَةَ العِبادةِ، وأَرحتُ لَكُم أَبدانَكُم، فلَطالَما أتْعَبْتُم لي الأَبدانَ وأَعنَيتُم ليَ الوجوهَ، فالآنَ أَفضيتُم إلى رَوْحي ورَحمَتي وكَرامَتي، فاسأَلوني ما شِئتُم، وتَمنَّوْا عليَّ أُعطِكُم أَمانيَّكم، فإنِّي لَن أَجزيَكُمُ اليومَ بِقَدر أَعمالِكُم ولكن بِقَدر رَحمَتي وَكَرامتي وطَولي وَجَلالي وعلوِّ مَكاني وعَظمةِ شَأني، فلا يَزالونَ في الأماني والعَطايا والمَواهبِ حتَّى إنَّ المُقصِّرَ مِن أُمنيَّتِه لَيتمنَّى مثلَ جميعِ الدُّنيا مُنذُ خَلقَها اللهُ عزَّ وجلَّ إلى يومِ أَفْناها، فَقال لَهُم ربُّهُم عزَّ وجلَّ: لقد قَصَّرتُم في أمانِيِّكُم ورَضيتُم بِدون ما يَحِقُّ لَكُم، فَقد أَوجبتُ لَكُم ما سَألتُم وتَمنَّيتُم، وأَلحقتُ بِكُم ذُرِّيَّتَكم وزِدتُكُم ما قَصُرت عَنه أَمانيُّكمْ.
خلاصة حكم المحدث : لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
الراوي : محمد الباقر بن علي بن الحسين | المحدث : ابن القيم | المصدر : حادي الأرواح
الصفحة أو الرقم : 233
التصنيف الموضوعي: جنة - شجر الجنة جنة - صفة الجنة جنة - رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة عقيدة - إثبات صفات الله تعالى فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

118 - كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالًا مِنَ المُهَاجِرِينَ، منهمْ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ، فَبيْنَما أنَا في مَنْزِلِهِ بمِنًى، وهو عِنْدَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، في آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا، إذْ رَجَعَ إلَيَّ عبدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لو رَأَيْتَ رَجُلًا أتَى أمِيرَ المُؤْمِنِينَ اليَومَ، فَقَالَ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، هلْ لكَ في فُلَانٍ؟ يقولُ: لو قدْ مَاتَ عُمَرُ لقَدْ بَايَعْتُ فُلَانًا، فَوَاللَّهِ ما كَانَتْ بَيْعَةُ أبِي بَكْرٍ إلَّا فَلْتَةً فَتَمَّتْ، فَغَضِبَ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: إنِّي -إنْ شَاءَ اللَّهُ- لَقَائِمٌ العَشِيَّةَ في النَّاسِ، فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ. قَالَ عبدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلتُ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لا تَفْعَلْ؛ فإنَّ المَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وغَوْغَاءَهُمْ؛ فإنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ علَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ في النَّاسِ، وأَنَا أخْشَى أنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ، وأَنْ لا يَعُوهَا، وأَنْ لا يَضَعُوهَا علَى مَوَاضِعِهَا، فأمْهِلْ حتَّى تَقْدَمَ المَدِينَةَ؛ فإنَّهَا دَارُ الهِجْرَةِ والسُّنَّةِ، فَتَخْلُصَ بأَهْلِ الفِقْهِ وأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ ما قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أهْلُ العِلْمِ مَقَالَتَكَ، ويَضَعُونَهَا علَى مَوَاضِعِهَا.فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا واللَّهِ -إنْ شَاءَ اللَّهُ- لَأَقُومَنَّ بذلكَ أوَّلَ مَقَامٍ أقُومُهُ بالمَدِينَةِ. قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ في عُقْبِ ذِي الحَجَّةِ، فَلَمَّا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ عَجَّلْتُ الرَّوَاحَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ ؛ حتَّى أجِدَ سَعِيدَ بنَ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ جَالِسًا إلى رُكْنِ المِنْبَرِ، فَجَلَسْتُ حَوْلَهُ تَمَسُّ رُكْبَتي رُكْبَتَهُ، فَلَمْ أنْشَبْ أنْ خَرَجَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ مُقْبِلًا، قُلتُ لِسَعِيدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ: لَيَقُولَنَّ العَشِيَّةَ مَقَالَةً لَمْ يَقُلْهَا مُنْذُ اسْتُخْلِفَ، فأنْكَرَ عَلَيَّ وقَالَ: ما عَسَيْتَ أنْ يَقُولَ ما لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ؟! فَجَلَسَ عُمَرُ علَى المِنْبَرِ، فَلَمَّا سَكَتَ المُؤَذِّنُونَ قَامَ، فأثْنَى علَى اللَّهِ بما هو أهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أمَّا بَعْدُ؛ فإنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قدْ قُدِّرَ لي أنْ أقُولَهَا، لا أدْرِي لَعَلَّهَا بيْنَ يَدَيْ أجَلِي، فمَن عَقَلَهَا ووَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بهَا حَيْثُ انْتَهَتْ به رَاحِلَتُهُ ، ومَن خَشِيَ أنْ لا يَعْقِلَهَا فلا أُحِلُّ لأحَدٍ أنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ: إنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحَقِّ، وأَنْزَلَ عليه الكِتَابَ، فَكانَ ممَّا أنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَرَأْنَاهَا وعَقَلْنَاهَا ووَعَيْنَاهَا، رَجَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَجَمْنَا بَعْدَهُ، فأخْشَى إنْ طَالَ بالنَّاسِ زَمَانٌ أنْ يَقُولَ قَائِلٌ: واللَّهِ ما نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ في كِتَابِ اللَّهِ، فَيَضِلُّوا بتَرْكِ فَرِيضَةٍ أنْزَلَهَا اللَّهُ، والرَّجْمُ في كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ علَى مَن زَنَى إذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ، إذَا قَامَتِ البَيِّنَةُ، أوْ كانَ الحَبَلُ، أوْ الِاعْتِرَافُ. ثُمَّ إنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيما نَقْرَأُ مِن كِتَابِ اللَّهِ: أنْ لا تَرْغَبُوا عن آبَائِكُمْ ؛ فإنَّه كُفْرٌ بكُمْ أنْ تَرْغَبُوا عن آبَائِكُمْ، أوْ: إنَّ كُفْرًا بكُمْ أنْ تَرْغَبُوا عن آبَائِكُمْ.ألَا ثُمَّ إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: لا تُطْرُونِي كما أُطْرِيَ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ، وقُولوا: عبدُ اللَّهِ ورَسولُهُ. ثُمَّ إنَّه بَلَغَنِي أنَّ قَائِلًا مِنكُم يقولُ: واللَّهِ لو قدْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلَانًا، فلا يَغْتَرَّنَّ امْرُؤٌ أنْ يَقُولَ: إنَّما كَانَتْ بَيْعَةُ أبِي بَكْرٍ فَلْتَةً وتَمَّتْ ، ألَا وإنَّهَا قدْ كَانَتْ كَذلكَ، ولَكِنَّ اللَّهَ وقَى شَرَّهَا، وليسَ مِنكُم مَن تُقْطَعُ الأعْنَاقُ إلَيْهِ مِثْلُ أبِي بَكْرٍ، مَن بَايَعَ رَجُلًا عن غيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، فلا يُبَايَعُ هو ولَا الذي بَايَعَهُ؛ تَغِرَّةً أنْ يُقْتَلَا، وإنَّه قدْ كانَ مِن خَبَرِنَا حِينَ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ الأنْصَارَ خَالَفُونَا، واجْتَمَعُوا بأَسْرِهِمْ في سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وخَالَفَ عَنَّا عَلِيٌّ والزُّبَيْرُ ومَن معهُمَا، واجْتَمع المُهَاجِرُونَ إلى أبِي بَكْرٍ، فَقُلتُ لأبِي بَكْرٍ: يا أبَا بَكْرٍ، انْطَلِقْ بنَا إلى إخْوَانِنَا هَؤُلَاءِ مِنَ الأنْصَارِ، فَانْطَلَقْنَا نُرِيدُهُمْ، فَلَمَّا دَنَوْنَا منهمْ، لَقِيَنَا منهمْ رَجُلَانِ صَالِحَانِ، فَذَكَرَا ما تَمَالَأَ عليه القَوْمُ، فَقَالَا: أيْنَ تُرِيدُونَ يا مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ؟ فَقُلْنَا: نُرِيدُ إخْوَانَنَا هَؤُلَاءِ مِنَ الأنْصَارِ، فَقَالَا: لا علَيْكُم أنْ لا تَقْرَبُوهُمْ، اقْضُوا أمْرَكُمْ، فَقُلتُ: واللَّهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ، فَانْطَلَقْنَا حتَّى أتَيْنَاهُمْ في سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَإِذَا رَجُلٌ مُزَمَّلٌ بيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَقُلتُ: مَن هذا؟ فَقالوا: هذا سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ، فَقُلتُ: ما له؟ قالوا: يُوعَكُ ، فَلَمَّا جَلَسْنَا قَلِيلًا تَشَهَّدَ خَطِيبُهُمْ، فأثْنَى علَى اللَّهِ بما هو أهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أمَّا بَعْدُ؛ فَنَحْنُ أنْصَارُ اللَّهِ وكَتِيبَةُ الإسْلَامِ، وأَنْتُمْ مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ رَهْطٌ، وقدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِن قَوْمِكُمْ، فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أنْ يَخْتَزِلُونَا مِن أصْلِنَا، وأَنْ يَحْضُنُونَا مِنَ الأمْرِ. فَلَمَّا سَكَتَ أرَدْتُ أنْ أتَكَلَّمَ، وكُنْتُ قدْ زَوَّرْتُ مَقَالَةً أعْجَبَتْنِي أُرِيدُ أنْ أُقَدِّمَهَا بيْنَ يَدَيْ أبِي بَكْرٍ، وكُنْتُ أُدَارِي منه بَعْضَ الحَدِّ، فَلَمَّا أرَدْتُ أنْ أتَكَلَّمَ، قَالَ أبو بَكْرٍ: علَى رِسْلِكَ ، فَكَرِهْتُ أنْ أُغْضِبَهُ، فَتَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ، فَكانَ هو أحْلَمَ مِنِّي وأَوْقَرَ، واللَّهِ ما تَرَكَ مِن كَلِمَةٍ أعْجَبَتْنِي في تَزْوِيرِي، إلَّا قَالَ في بَدِيهَتِهِ مِثْلَهَا أوْ أفْضَلَ منها حتَّى سَكَتَ؛ فَقَالَ: ما ذَكَرْتُمْ فِيكُمْ مِن خَيْرٍ فأنتُمْ له أهْلٌ، ولَنْ يُعْرَفَ هذا الأمْرُ إلَّا لِهذا الحَيِّ مِن قُرَيْشٍ؛ هُمْ أوْسَطُ العَرَبِ نَسَبًا ودَارًا، وقدْ رَضِيتُ لَكُمْ أحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، فَبَايِعُوا أيَّهُما شِئْتُمْ، فأخَذَ بيَدِي وبِيَدِ أبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ، وهو جَالِسٌ بيْنَنَا، فَلَمْ أكْرَهْ ممَّا قَالَ غَيْرَهَا، كانَ واللَّهِ أنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي، لا يُقَرِّبُنِي ذلكَ مِن إثْمٍ؛ أحَبَّ إلَيَّ مِن أنْ أتَأَمَّرَ علَى قَوْمٍ فيهم أبو بَكْرٍ، اللَّهُمَّ إلَّا أنْ تُسَوِّلَ إلَيَّ نَفْسِي عِنْدَ المَوْتِ شيئًا لا أجِدُهُ الآنَ. فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الأنْصَارِ: أنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ ، وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ ؛ مِنَّا أمِيرٌ، ومِنكُم أمِيرٌ يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ. فَكَثُرَ اللَّغَطُ ، وارْتَفَعَتِ الأصْوَاتُ، حتَّى فَرِقْتُ مِنَ الِاخْتِلَافِ، فَقُلتُ: ابْسُطْ يَدَكَ يا أبَا بَكْرٍ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ، وبَايَعَهُ المُهَاجِرُونَ ثُمَّ بَايَعَتْهُ الأنْصَارُ. ونَزَوْنَا علَى سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ قَائِلٌ منهمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ، فَقُلتُ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ. قَالَ عُمَرُ: وإنَّا واللَّهِ ما وجَدْنَا فِيما حَضَرْنَا مِن أمْرٍ أقْوَى مِن مُبَايَعَةِ أبِي بَكْرٍ؛ خَشِينَا إنْ فَارَقْنَا القَوْمَ ولَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ أنْ يُبَايِعُوا رَجُلًا منهمْ بَعْدَنَا، فَإِمَّا بَايَعْنَاهُمْ علَى ما لا نَرْضَى، وإمَّا نُخَالِفُهُمْ فَيَكونُ فَسَادٌ، فمَن بَايَعَ رَجُلًا علَى غيرِ مَشُورَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، فلا يُتَابَعُ هو ولَا الذي بَايَعَهُ؛ تَغِرَّةً أنْ يُقْتَلَا.

119 - كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا خَرَجَ إلى سَفَرٍ أَقرَعَ بَيْنَ نِسائِه، فأَيَّتُهنَّ خَرَجَ سَهْمُها خَرَجَ بِها معَه، قالَتْ: فأَقرَعَ بَيْنَنا في غَزْوةٍ غَزاها، فخَرَجَ سَهْمي، فخَرَجْتُ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وذلك بَعْدَ ما أُنزِلَ الحِجابُ، فأنا أُحمَلُ في هَوْدَجٍ، وأَنزِلُ فيه، حتَّى إذا قَفَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ودَنا مِن المَدينةِ أَذِنَ بالرَّحيلِ، فقُمْتُ حينَ آذَنَ بالرَّحيلِ فمَشَيتُ حتَّى إذا جاوَزْتُ الجَيْشَ لِقَضاءِ حاجتي، فلَمَسْتُ صَدْري فإذا عِقْدٌ لي مِن أظْفارٍ قد انْقَطَعَ، فرَجَعْتُ أَلتَمِسُه، وحَبَسَني ابْتِغاؤُه، وأَقبَلَ الرَّهْطُ الَّذين كانوا يَحمِلونَ هَوْدَجي فرَحَلوه على بَعيري وهُمْ يَحسَبونَ أنِّي فيه، وكُنَّ النِّساءُ إذ ذاك خِفافًا لم يَهبُلْنَ ، وإنَّما كنَّا نَأكُلُ العُلْقةَ مِن الطَّعامِ، وكُنْتُ جارِيةً حَديثةَ السِّنِّ، فلم يَسْتنكِرِ القَوْمُ ثِقَلَ الهَوْدَجِ حينَ رَحَلوه على بَعيري، فساروا فجِئْتُ المَنزِلَ وليس به مِنهم داعٍ ولا مُجيبٌ، فيَمَّمْتُ مَنزِلي الَّذي كُنْتُ فيه، وظَنَنْتُ أنَّهم سيَرجِعونَ في طَلَبي، قالَتْ: فبَيْنَما أنا قاعِدةٌ إذا غَلَبَتْني عَيْني فنِمْتُ، وكانَ صَفْوانُ بنُ المُعطَّلِ السُّلَميُّ، ثُمَّ الذَّكْوانيُّ -رَضِيَ اللهُ عنه-مِن وَراءِ الجَيْشِ، فأَدلَجَ، فأَصبَحَ في المَنزِلِ، فرأى سَوادَ إنْسانٍ نائِمٍ، فعَرَفَني، وقد كانَ رآني قَبْلَ أن يَنزِلَ الحِجابُ، فاسْتَيْقَظْتُ باسْتِرْجاعِه، فخَمَّرْتُ بجِلبابي وَجْهي، واللهِ ما كَلَّمْتُه، ولا سَمِعْتُ مِنه كَلِمةً غَيْرَ اسْتِرْجاعِه، حتَّى أَناخَ بَعيرَه فرَكِبْتُه، فأَتَيْنا النَّاسَ في بَحْرِ الظَّهيرةِ، فهَلَكَ مَن هَلَكَ، وكانَ الَّذي تَوَلَّى كِبْرَه مِنهم عَبْدَ اللهِ بنَ أُبَيِّ [ابنَ]سَلولَ، قالَتْ: فسِرْنا حتَّى قَدِمْنا المَدينةَ، فاشْتَكَيْتُ شَهْرًا لا أَشعُرُ بما قالوا، وهو يَريبُني مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنِّي لا أَعرِفُ مِنه اللُّطْفَ الَّذي كُنْتُ أرى مِنه، إنَّما يَدخُلُ علَيَّ يقولُ: كيفَ تِيكُم؟ ولا يَزيدُ على ذلك، حتَّى خَرَجْتُ قِبَلَ المَناصِعِ وخَرَجَتْ معي أُمُّ مِسْطَحٍ، وكنَّا لا نَخرُجُ إلَّا لَيْلًا إلى لَيْلٍ، وكنَّا نَتَأذَّى بالكُنُفِ أن نَتَّخِذَها قَريبًا مِن بُيوتِنا، فأمْرُنا أمْرُ العَرَبِ الأُوَلِ، فلمَّا انْصَرَفْنا عَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ في مِرْطِها أو بمِرْطِها، فقالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ!فقُلْتُ لها: بِئْسَ ما قُلْتِ؛ أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟ قالَتْ: وما عَلِمْتِ ما قالَ؟ (قُلْتُ: وما قالَ؟)، فأَخبَرَتْني بقَوْلِ أهْلِ الإفْكِ ، فزادَني مَرَضًا على ما كانَ، قالَتْ: وكانَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ بِنْتُ صَخْرِ بنِ عامِرٍ خالةَ أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عنهما، وكانَ ابنهُا مِسْطَحَ بنَ أُثاثةَ بنِ عبادِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنافٍ، قالَتْ عائِشةُ رَضِيَ اللهُ عنها: فبَكَيْتُ لَيْلَتَينِ ويَوْمًا حتَّى ظَنَنْتُ أنَّ البُكاءَ فالِقٌ كَبِدي، قالَ: فلمَّا اسْتَلْبَثَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الوَحْيَ دَعا أُسامةَ بنَ زَيدٍ وعلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، يَسْتَشيرُهما في فِراقِ أهْلِه، فقالَ أُسامةُ بنُ زَيدٍ: يا رَسولَ اللهِ، أهْلُك، وما عَلِمْنا إلَّا خَيْرًا، وقالَ علِيٌّ: لم يُضَيِّقِ اللهُ عليك، والنِّساءُ كَثيرٌ [سِواها]، فإن تَسَلِ الجارِيةَ تَصدُقْك، قالَتْ: فدَعا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَريرةَ، فقالَ: يا بَريرةُ، هل رَأيْتِ عن عائِشةَ شَيئًا تَكْرَهينَه؟ قالَتْ: لا والَّذي بَعَثَك بالحَقِّ، ما رَأيْتُ عليها أمْرًا أَغمِضُه عليها أَكثَرَ مِن أنَّها جارِيةٌ حَديثةُ السِّنِّ تَنامُ عن عَجينِ أهْلِها، فتَدخُلُ الدَّاجِنُ فتَأكُلُه، قالَتْ: وقد كانَتِ امْرَأةُ أبي أَيُّوبَ قالَتْ لأبي أَيُّوبَ رَضِيَ اللهُ عنهما: أَمَا سَمِعْتَ ما تَحدَّثَ النَّاسُ، فحَدَّثَتْه بقَوْلِ أهْلِ الإفْكِ ، فقال: سُبْحانَك! ما يكونُ لنا أن نَتَكلَّمَ بِهذا! سُبْحانَك هذا بُهْتانٌ عَظيمٌ!فقامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا مَعشَرَ المُسلِمينَ، مَن يَعذِرُني مِن رَجُلٍ قد بَلَغَ أذاه في أهْلي؟!واللهِ ما عَلِمْتُ على أهْلي إلَّا خَيْرًا، ولقد ذَكَروا رَجُلًا صالِحًا ما كانَ يَدخُلُ على أهْلي إلَّا مَعي، فقامَ سَعْدُ بنُ مُعاذٍ رَضِيَ اللهُ عنه، فقالَ: أنا أَعذِرُك مِنه يا رَسولَ اللهِ، إن كانَ مِن الأَوْسِ ضَرَبْنا عُنُقَه، وإن كانَ مِن إخْوانِنا مِن الخَزْرَجِ أمَرْتَنا ففَعَلْنا أمْرَك فيه، فقامَ سَعْدُ بنُ عُبادةَ رَضِيَ اللهُ عنه، وكانَ قَبْلَ ذلك رَجُلًا صالِحًا، ولكِنِ احْتَمَلَتْه الحَمِيَّةُ ، فقالَ لِسَعْدِ بنِ مُعاذٍ: كَذَبْتَ، لَعَمْرُ اللهِ لا تَقدِرُ على قَتْلِه، فقَدِمَ أُسيدُ بنُ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عنه -وهو ابنُ عَمِّ سَعْدِ بنِ مُعاذٍ- فقالَ لِسَعْدِ بنِ عُبادةَ: كَذَبْتَ، لَعَمْرُ اللهِ لَنَقْتُلَنَّه؛ فإنَّك مُنافِقٌ تُجادِلُ عن المُنافِقينَ، فتَناوَرَ الحَيَّانِ حتَّى هَمُّوا أن يَقْتَتِلوا، فلم يَزَلْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى حَجَزَ بَيْنَهم، قالَتْ: فدَخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَيَّ وعنْدي أبَواي، وقد كانَتِ امْرَأةٌ مِن الأنْصارِ دَخَلَتْ علَيَّ، فهي تُساعِدُني، قالَتْ: فجَلَسَ ولم يَجلِسْ عنْدي مُنْذُ قيلَ لي ما قيلَ، فقالَ: أمَّا بَعْدُ، يا عائِشةُ، فإنَّه قد بَلَغَني عنكِ كَذا وكَذا، فإن كُنْتِ بَريئةً فسَيُبَرِّئُكِ اللهُ عَزَّ وجَلَّ ببَراءتِك، وإن كُنْتِ أَلْمَمْتِ بذَنْبٍ فاسْتَغْفِري اللهَ عَزَّ وجَلَّ وتُوبي إليه، قالَتْ: فلمَّا قَضى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقالتَه فاضَ دَمْعي حتَّى ما أُحِسُّ مِنه قَطْرةً، فقُلْتُ لأبي: أَجِبْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيما قالَ، فقالَ: واللهِ ما أَدْري ما أَقولُ لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ!فقُلْتُ لأُمِّي: أَجيبي رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيما قالَ، فقالَتْ أُمِّي: وما أَدْري ما أَقولُ لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَتْ: وكُنْتُ جارِيةً حَديثةَ السِّنِّ [لم] أَقرَأْ كَبيرًا مِن القُرْآنِ، فقُلْتُ: واللهِ لئِنِ اعْتَرَفْتُ لكم بأمْرٍ، واللهُ عَزَّ وجَلَّ يَعلَمُ أنِّي بَريئةٌ مِنه لَتُصَدِّقُنَّني، ولئِنْ قُلْتُ: إنِّي بَريئةٌ لا تُصَدِّقوني!واللهِ ما أَجِدُ لي ولكم مَثَلًا إلَّا ما قالَ أبو يوسُفَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}، قالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ واللهُ-يَعْني- يَعلَمُ أنِّي بَريئةٌ، ولَشَأني كانَ أَصغَرَ في نَفْسي مِن أن يُنزِلَ فيَّ قُرْآنًا، قالَتْ: ولكنِّي كُنْتُ أَرْجو أن يُرِيَ اللهُ رَسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَنامِه رُؤْيا يُبَرِّئُني فيها، قالَتْ: فوَاللهِ ما رامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَجلِسَه، ولا خَرَجَ أَحَدٌ مِن أهْلِ البَيْتِ حتَّى أخَذَتْه البُرَحاءُ ، قالَتْ: وكانَ إذا أُوحِيَ [إليه] أخَذَتْه البُرَحاءُ حتَّى إنَّه لَيَنْحدِرُ مِنه مِثلُ الجُمانِ مِن العَرَقِ في اليَوْمِ الشَّاتي، قالَتْ: فسُرِّيَ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ سُرِّيَ عنه، فكانَ أوَّلُ كَلِمةٍ تَكلَّمَ بِها قالَ: أمَّا اللهُ عَزَّ وجَلَّ فقد بَرَّأَكِ [يا] عائِشةُ، فقالَتْ لي أُمِّي: قومي إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلْتُ: واللهِ لا أَقومُ إليه، ولا أَحمَدُ على ذلك إلَّا اللهَ، فأَنزَلَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُه: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} إلى قَوْلَه: {سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، وكانَ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عنه يُنفِقُ على مِسْطَحٍ لِفاقتِه وقَرابتِه، فلمَّا تَكلَّمَ بما تَكلَّمَ به قالَ: واللهِ لا أُنفِقُ عليه شَيئًا أبَدًا، فأَنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} إلى قَوْلِه تَعالى: {[أَلَا تُحِبُّونَ] أنَ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}، فقالَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عنه: بَلى، أنا أُحِبُّ أن يَغفِرَ اللهُ تَعالى لي، فرَجَعَ إلى مِسْطَحٍ رَضِيَ اللهُ عنه مِثلَ ما كانَ يُنفِقُ عليه، وسَألَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ رَضِيَ اللهُ عنها قالَتْ: وكانَتْ هي الَّتي تُساميني مِن أزْواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَألَها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنِّي، فعَصَمَها اللهُ تَعالى بالوَرَعِ، فقالَتْ: أَحْمي سَمْعي وبَصَرَي، ما رَأيْتُ عليها شَيئًا يَريبُني ، وكانَتْ أخْتُ زَيْنَبَ حَمْنةُ تُحارِبُني، فهَلَكَت فيمَن هَلَكَ.

120 - إنَّ في الجنَّةِ شجرةً يقال لها طُوبى لو يُسخَّرُ للراكبِ الجوادُ يسير في ظِلِّها لسار فيه مئةَ عامٍ، ورقُها برودٌ خُضرٌ، وزهرُها رياطٌ صُفرٌ، وأفنانُها سندسٌ وإستبرقٌ، وثمرُها حُلَلٌ، وصَمغُها زَنجبيلٌ وعسلٌ، وبطحاؤُها ياقوتٌ أحمرُ وزُمُرُّدٌ أخضرُ، وترابُها مِسكٌ وعَنبرُ، وكافورٌ أصفرُ، وحشيشُها زعفرانٌ مونِعُ، والأَلَنْجوجُ تتأجَّجانِ من غيرِ وَقودٍ، يتفجَّر من أصلِها السَّلسبيلُ والْمَعِينُ والرَّحيقُ، وأصلُها مجلسٌ من مجالسِ أهلِ الجنَّةِ يألَفونه ومُتحدِّثٌ يجمعُهم، فبينا هم يومًا في ظِلِّها يتحدَّثون إذ جاءتْهم الملائكةُ يقودون نُجُبًا جُبِلَتْ من الياقوتِ، ثم نفخ فيها الروحَ، مَزمومةً بسلاسلِ من ذهبٍ، كأنَّ وجوهَها المصابيحُ نضَارةً وحُسنًا، ووَبَرُها خَزٌّ أحمرُ، وَمِرْعِزَّى أبيضُ مختلطانِ، لم ينظرِ الناظرون إلى مثلِها,حُسنًا وبهاءً, ذُلَلٌ من غيرِ مَهانةٍ، نُجُبٌ من غيرِ رِياضةٍ، عليها رحائلٌ ألواحُها من الدُّرِّ والياقوتِ، مُفَضَّضَةً بالُّلؤلؤِ والمرجانِ، صفائحُها من الذَّهبِ الأحمرِ، مُلْبَسةً بالعبقريِّ والأُرْجُوانِ، فأناخوا لهم تلك النجائبَ، ثم قالوا لهم : إنَّ ربَّكم يُقرِئكمُ السلامَ، ويستزيرُكم لتَنظروا إليه وينظر إليكم، وتُكلِّمونه ويُكلِّمُكم، وتُحيُّونه ويُحيِّيكم، ويزيدُكم من فضلِه ومن سَعتِه إنه ذو رحمةٍ واسعةٍ وفضلٍ عظيمٍ، فيتحوّل كلُّ رجلٍ منهم على راحلتِه، ثم ينطلِقون صفًّا معتدلًا لا يفوتُ شيءٌ منه شيئًا، ولا تفوتُ أُذُنُ ناقةٍ أذُنَ صاحبتِها، ولا يمرُّون بشجرةٍ من أشجارِ الجنَّةِ إلا أتحفَتْهم بثمرِها، وزحَلَتْ لهم عن طريقِهم كراهيةَ أن ينثَلِمَ صفُّهم أو يُفرَّقَ بين الرجلِ ورفيقِه، فلما دُفِعوا إلى الجبَّارِ تبارك وتعالى؛ أسفَرَ لهم عن وجهِه الكريمِ، وتجلَّى لهم في عظَمتِه العظيمةِ، تحيَّتُهم فيها السَّلامُ، قالوا : ربَّنا أنت السَّلامُ، ومنك السَّلامُ، ولك حقُّ الجلالِ والإكرامِ، فقال لهم ربُّهم : إني أنا السَّلامُ ومني السَّلامُ، ولي حقُّ الجلالِ والإكرامِ، فمرحبًا بعبادي الذين حفِظوا وَصِيَّتي، ورعَوا عهدي، وخافوني بالغيبِ، وكانوا مني على كل حالٍ مُشفِقينَ، قالوا : أما وعزَّتِك وجلالِك، وعُلوِّ مكانِك، ما قدَرْناك حقَّ قدْرِك، ولا أدَّينا إليك كلَّ حقِّك، فائذَنْ لنا بالسُّجودِ لك، فقال لهم ربُّهم تبارك وتعالى : إني وضعتُ عنكم مُؤنةَ العبادةِ، وأَرَحْتُ لكم أبدانَكم، فطالما أنْصبتُم الأبدانَ وأعنَيْتمْ لي الوجوهَ، فالآن أفضيتُم إلى رَوحي ورَحمتي وكرامتي، فسَلوني ماشئتُم، وتمنَّوا عليَّ أُعطِكم أمانِيَّكم، فإني لن أَجزيَكم اليومَ بقدرِ أعمالِكم، ولكن بقدرِ رَحْمتي، وكرامتي وطَولي، وجلالي وعُلوِّ مكاني، وعَظمةِ شأْني، فما يزالون في الأمانيِّ والمواهبِ والعطايا، حتى أنَّ الْمُقَصِّرَ منهم ليتمنَّى مثلَ جميعِ الدنيا، منذُ يومِ خلقهَا اللهُ عزَّ وجلَّ إلى يومِ أفناها ! قال ربُّهم : لقد قصَّرتُم في أمانيِّكم، ورضِيتُم بدون ما يحقُّ لكم، فقد أوجبتُ لكم ماسألتُم وتمنّيتُم وألحقتُ بكم ذرِّيَّتَكم وزِدتُكم على ماقصُرتْ عنه أمانِيُّكم، فانظُروا إلى مواهبِ ربِّكم الذي وهبَ لكم، فإذا بقُبابٍ في الرفيعِ الأعلى، وغُرَفٍ مَبنيَّةٍ من الدُّرِّ والمرجانِ، أبوابُها من ذهبٍ، وسُررُها من ياقوتٍ، مفرشُها من سُندسٍ وإستبرقٍ، ومنابرُها من نورٍ، يثُور من أبوابها وأعراصِها نورٌ كشعاعِ الشَّمسِ، مثلُ الكوكبِ الدُّرِّيِّ في النَّارِ المضيءِ، وإذا قُصورٌ شامخةٌ في أعلى عِلِّيِّينَ من الياقوتِ، يزهر نورُها، فلولا أنه سُخِّر لالتمعَ الأبصارَ، فما كان من تلك القصورِ من الياقوتِ الأبيضِ فهو مفروشٌ بالحريرِ الأبيضِ، وما كان منها من الياقوتِ الأحمرِ فهو مفروشٌ بالعبقريِّ الأحمرِ، وما كان منها من الياقوتِ الأخضرِ فهو مفروشٌ بالسُّندُسِ الأخضرِ، وماكان منها من الياقوتِ الأصفرِ فهو مفروشٌ بالأُرْجُوانِ الأصفرِ، مموَّهٍ بالزُّمُرُّدِ الأخضرِ، والذَّهبِ الأحمرِ، والفضةِ البيضاءَ، قواعدُها وأركانُها من الياقوتِ، وشُرُفُها قُبابُ الُّلؤلُؤِ، وبروجُها غرفُ المرجانِ، فلما انصرفوا إلى ما أعطاهم ربُّهم قُرّبت لهم براذينُ من الياقوتِ الأبيضِ، مَنفوخٌ فيها الرُّوحُ، بجنبِها الوِلدانُ المخَلَّدونَ، وبيدِ كلِّ وليدٍ منهم حكَمَةُ بِرْذَوْنٍ، وألجمتُها وأَعِنَّتُها من فضَّةٍ بيضاءَ مُتطوِّقةً بالدُّرِّ والياقوتِ، وسُرُجُها سُرُرٌ موضونةٌ، مفروشةٌ بالسُّندسِ والإستبرقِ، فانطلقَتْ بهم تلك البراذينُ تزُفُّ بهم وتنظرُ رياضَ الجنَّةِ، فلما انتهوا إلى منازلِهم وجدوا فيها جميعَ ماتطوَّلَ به ربُّهم عليهم مما سألوه وتمنُّوا وإذا على بابِ كلِّ قصرٍ من تلك القصورِ أربعُ جِنانٍ : جنَّتانِ ( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) وجنَّتانِ مدهامَّتان وفيهما عينان نضَّاختانِ وفيهما من كلِّ فاكهةٍ زوجانِ وحورٌ مَقصوراتٌ في الخيامِ فلما تبوَّؤوا منازلَهم، واستقرَّ بهم قرارُهم قال لهم ربُّهم هل وجدتُم ما وعدكم ربُّكم حقًّا ؟ قالوا : نعم، رضِينا فارْضَ عنَّا، قال : برضايَ عنكم حللتُم داري، ونظرتُم إلى وجهي، وصافحتْكم ملائكتي، فهنيئًا عطاءً غيرَ مَجذوذٍ، ليس فيه تنغيصٌ ولا تصريدٌ، فعند ذلك قالوا الحمدُ للهِ الذي أذهَبَ عنا الحَزَنَ إنَّ ربَّنا لغفورٌ شكورٌ الذي أحلَنا دارَ المقامةِ من فضلِه لا يمسُّنا فيها نصَبٌ ولايمسَّنا فيها لَغوبٌ
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : محمد الباقر بن علي بن الحسين | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الترغيب
الصفحة أو الرقم : 2242
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة جنة - رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة رقائق وزهد - سعة رحمة الله عقيدة - إثبات أسماء الله عقيدة - إثبات صفات الله تعالى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
 

1 - يا معاذُ بنَ جبلٍ ! هل تَدْرِي ما حَقُّ اللهِ على عبادِه وما حَقُّ العبادِ على اللهِ ؟ فإنَّ حَقَّ اللهِ على العبادِ أن يعبدوه و لا يُشْرِكوا به شيئًا، وحَقَّ العبادِ على اللهِ أن لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 7968 التخريج : أخرجه البخاري (2856)، ومسلم (30) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب السلام - الإجابة بلبيك وسعديك توحيد - فضل التوحيد علم - أدب طالب العلم إحسان - حق العباد على الله إحسان - حق الله على العباد
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - كنتُ رَدِيفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حمارٍ، فقال لي: يا مُعاذُ، أتدري ما حَقُّ اللهِ على العِبادِ، وما حَقُّ العِبادِ على اللهِ؟ قُلتُ: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ، قال: حَقُّ اللهِ على العِبادِ أن يَعبُدوه ولا يُشرِكوا به شَيئًا، وحَقُّ العِبادِ على اللهِ ألَّا يُعَذِّبَ مَن لا يُشرِكُ به شيئًا

3 - أتدرِي ما حقُّ اللهِ على عبادهِ ؟ قال : قلتُ اللهُ ورسولُهُ أعلمُ، قال : "حقُّ اللهِ على عبادهِ أن يعبدوهُ ولا يُشرِكوا به شيئًا " أتدرِي ما حقُّ العبادِ على اللهِ إذا فَعلُوا ذلك ؟ قال : قلتُ اللهُ ورسولُهُ أعلمُ، قال : "حقُّهُم ألاَّ يعذِّبهم".
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم : 1/23 التخريج : أخرجه البخاري (7373)، ومسلم (30)
التصنيف الموضوعي: توحيد - بيان حقيقة التوحيد توحيد - فضل التوحيد إحسان - حق العباد على الله إحسان - حق الله على العباد إيمان - حق الله على العباد
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - مرَّ بي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، وأَنا على حِمارٍ، فقالَ : يا معاذُ هل تَدري ما حقُّ اللَّهِ على العِبادِ ؟ وما حقُّ العبادِ على اللَّهِ ؟ قلتُ : اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ، قالَ : فإنَّ حقَّ اللَّهِ على العبادِ أن يعبُدوهُ، ولا يُشرِكوا بِهِ شيئًا، وحقُّ العبادِ على اللَّهِ، إذا فعَلوا ذلِكَ أن لا يُعذِّبَهُم
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم : 3487 التخريج : أخرجه ابن ماجه (4296) واللفظ له، وأخرجه البخاري (2856)، ومسلم (30) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: توحيد - الأمر بتوحيد الله توحيد - فضل التوحيد توحيد - حق الله تعالى على العباد إحسان - حق العباد على الله
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - كنتُ رِدفَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على حِمارٍ، فقال: يا مُعاذُ، فقُلتُ: لَبَّيكَ يا رسولَ اللهِ، قال: أتَدري ما حَقُّ اللهِ على العِبادِ؟ قال: قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: فإنَّ حَقَّ اللهِ على العِبادِ أنْ يَعبُدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا، فهل تَدري ما حَقُّ العِبادِ على اللهِ إذا فَعَلوا ذلك؟ قال: قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: فإنَّ حَقَّ العِبادِ على اللهِ إذا فَعَلوا ذلك ألَّا يُعذِّبَهم.

6 - يا مُعاذُ، أتدْري ما حَقُّ اللهِ على عِبادِه؟ قُلتُ: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ، قال: حَقُّه عليهم أن يَعْبُدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا، أتدري ما حَقُّ العِبادِ على اللهِ إذا فَعَلوا ذلك؟ قُلتُ: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ، قال: حَقُّهم عليه ألَّا يُعَذِّبَهم
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : - | المحدث : ابن تيمية | المصدر : الفتاوى الكبرى
الصفحة أو الرقم : 1/85
التصنيف الموضوعي: إحسان - حق العباد على الله إحسان - حق الله على العباد إيمان - حق الله على العباد
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

7 - كنتُ رَديفَه فقال: يا مُعاذُ، ما حَقُّ اللهِ على العِبادِ؟ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ. قال: حَقُّه عليهم أنْ يَعبُدوه ولا يُشرِكوا به شَيئًا. قلتُ: فما حَقُّ العِبادِ إذا فَعَلوا ذلك؟ قال: حَقُّهم عليه ألَّا يُعَذِّبَهم.
خلاصة حكم المحدث : صحيح ثابت من حديث أنس
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء
الصفحة أو الرقم : 8/127 التخريج : أخرجه البخاري (7373)، ومسلم (30) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: الكفر والشرك - ذم الشرك وما ورد فيه من العقوبة توحيد - الأمر بتوحيد الله توحيد - فضل التوحيد سفر - جواز الإرداف على الدابة إيمان - توحيد الألوهية
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - يا معاذُ أتدري ما حقُّ اللَّهِ على عبادِهِ ؟ قلتُ : اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ، قال : حقُّهُ عليهم أن يعبدوهُ ولا يُشرِكوا بهِ شيئًا، أتدري ما حَقُّ العبادِ على اللَّهِ إذا فعلوا ذَلِكَ، قلتُ اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ، قال : حقُّهمْ ألا يعذِّبُهمْ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : [معاذ بن جبل] | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم : 18/150 التخريج : أخرجه البخاري (2856)، ومسلم (30) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: الكفر والشرك - ذم الشرك وما ورد فيه من العقوبة توحيد - فضل التوحيد توحيد - حق الله تعالى على العباد علم - أدب طالب العلم إيمان - الوعد
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - أتدري ما حقُّ اللَّهِ على عبادِهِ قلتُ اللَّهُ ورسولُهُ أعلَم. قال: حقُّهُ عليْهِم أن يعبدوهُ ولا يشرِكوا بِهِ شيئًا. أتدري ما حقُّ العبادِ على اللَّهِ إذا فعلوا ذلِك؟ قلت: اللَّهُ ورسولُهُ أعلَم. قال: حقُّهم عليهِ أن لا يعذِّبَهم بالنارِ

10 - ليسَ لعِرْقِ ظالمٍ حقٌّ [يعني حديث: العِبادُ عِبادُ اللهِ والبِلادُ بِلادُ اللهِ، فمَن أحيا من مَواتِ الأرضِ شيئًا فهو له وليس لعِرقٍ ظالمٍ حَقٌّ]
خلاصة حكم المحدث : لا يصح عن مالك
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الدارقطني | المصدر : لسان الميزان
الصفحة أو الرقم : 8/550 التخريج : أخرجه الطيالسي في ((المسند)) (1543)، والبزار (132)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (7267) مطولاً
التصنيف الموضوعي: مظالم - تحريم الظلم غصب وضمانات - غصب الأرض والزرع فيها غصب وضمانات - ليس لعرق ظالم حق
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

11 - حديث: أردَفَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَلْفَه على حمارٍ [علَى حِمارٍ يُقالُ له عُفَيْرٌ، فقالَ: يا مُعاذُ، هلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ، وما حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ؟، قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّ حَقَّ اللَّهِ علَى العِبادِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أفَلا أُبَشِّرُ به النَّاسَ؟ قالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا.]
خلاصة حكم المحدث : [غريبٌ من حديث سُلَيمان بن كثير، عَن عَبد الملك بن عُمَير عَبد الرحمن، تَفَرَّدَ بهِ عَبد الغفار بن الحكم، عَنه.]
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الدارقطني | المصدر : أطراف الغرائب
الصفحة أو الرقم : 2/132
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تواضعه صلى الله عليه وسلم

12 - كُنْتُ رِدْفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى حِمارٍ يُقالُ له عُفَيْرٌ، فقالَ: يا مُعاذُ، هلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ، وما حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ؟، قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّ حَقَّ اللَّهِ علَى العِبادِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أفَلا أُبَشِّرُ به النَّاسَ؟ قالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 2856 التخريج : أخرجه البخاري (2856)، ومسلم (30)
التصنيف الموضوعي: توحيد - الأمر بتوحيد الله توحيد - فضل التوحيد سفر - تسمية الخيل والدواب ونحوها سفر - جواز الإرداف على الدابة علم - كتمان بعض العلم للمصلحة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

13 - يا مُعاذُ !، قُلتُ : لبَّيكَ وسَعديْكَ، ثمَّ قالَ مِثلَه ثلاثًا : هل تَدري ما حقُّ اللهِ علَى العِبادِ ؟ [ قُلتُ : لا، قالَ : حقُّ اللهِ على العِبادِ ] أن يعبُدوه ولا يُشرِكوا بهِ شيئًا. ثمَّ سارَ ساعةً فقال : يا مُعاذُ !، قُلتُ : لبَّيكَ وسعدَيْكَ، قال : هل تَدري ما حقُّ العِبادِ على اللهِ عزَّ وجلَّ إذا فعَلوا ذلكَ ؟ أن لا يُعذِّبَهُمْ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد
الصفحة أو الرقم : 721 التخريج : أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (943) واللفظ له، وأصله في صحيح البخاري (6267)، ومسلم (30) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب السلام - الإجابة بلبيك وسعديك توحيد - فضل التوحيد علم - أدب طالب العلم إحسان - حق العباد على الله إحسان - حق الله على العباد
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

14 - كُنْتُ رِدْفَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى حِمارٍ، يُقالُ له: عُفَيْرٌ، قالَ: فقالَ: يا مُعاذُ، تَدْرِي ما حَقُّ اللهِ علَى العِبادِ؟ وما حَقُّ العِبادِ علَى اللهِ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّ حَقَّ اللهِ علَى العِبادِ أنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ، ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ علَى اللهِ عزَّ وجلَّ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا، قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أفَلا أُبَشِّرُ النَّاسَ، قالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 30 التخريج : أخرجه البخاري (2856)، والطبراني (256) (20/ 127)، وأحمد (21993) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: الكفر والشرك - ذم الشرك وما ورد فيه من العقوبة توحيد - فضل التوحيد علم - كتمان بعض العلم للمصلحة إحسان - حق الله على العباد إيمان - توحيد الألوهية
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

15 - العِبادُ عِبادُ اللهِ والبِلادُ بِلادُ اللهِ، فمَن أحيا من مَواتِ الأرضِ شيئًا فهو له وليس لعِرقٍ ظالمٍ حَقٌّ
خلاصة حكم المحدث : في إسناده زمعة بن صالح وهو ضعيف
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : السخاوي | المصدر : المقاصد الحسنة
الصفحة أو الرقم : 417 التخريج : أخرجه الطيالسي (1543)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (3/231)، والبيهقي (12123) واللفظ لهم، والدارقطني (4/217) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: إحياء الموات - ملكية الموات لمن أحياه مزارعة - من أحيا أرضا مواتا مظالم - تحريم الظلم مظالم - من ظلم أرضا غصب وضمانات - ليس لعرق ظالم حق
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - العبادُ عبادُ اللهِ والبلادُ بلادُ اللهِ فمن أحيا من مَواتِ الأرضِ شيئًا فهو له وليس لعِرقٍ ظالمٍ حقٌّ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] زمعة وهو ابن صالح ضعيف
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل
الصفحة أو الرقم : 5/354 التخريج : أخرجه الطيالسي (1543)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (3/231)، والبيهقي (12123) واللفظ لهم، والدارقطني (4/217) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: إحياء الموات - ملكية الموات لمن أحياه مزارعة - من أحيا أرضا مواتا مظالم - تحريم الظلم مظالم - من ظلم أرضا غصب وضمانات - ليس لعرق ظالم حق
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - العبادُ عبادُ اللهِ, والبلادُ بلادُ اللهِ, فمن أحيا من مواتِ الأرضِ شيئًا فهو لهُ, وليس لعِرْقِ ظالمٍ حقٌّ
خلاصة حكم المحدث : في سنده زمعة بن صالح ضعيف
الراوي : - | المحدث : العجلوني | المصدر : كشف الخفاء
الصفحة أو الرقم : 2/223
التصنيف الموضوعي: إحياء الموات - ملكية الموات لمن أحياه مزارعة - من أحيا أرضا مواتا مظالم - تحريم الظلم مظالم - من ظلم أرضا غصب وضمانات - ليس لعرق ظالم حق
| شرح حديث مشابه

18 - العبادُ عبادُ اللهِ والبلادُ بلادُ اللهِ مَنْ أَحْيَا مِنَ مَوَاتِ الأرضِ شيئًا فهو له وليس لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] زمعة بن صالح ربما يهم في بعض ما يرويه وأرجو أن حديثه صالح لا بأس به
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن عدي | المصدر : الكامل في الضعفاء
الصفحة أو الرقم : 4/200 التخريج : أخرجه الطيالسي (1543)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (3/231)، والبيهقي (12123) واللفظ لهم، والدارقطني (4/217) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: إحياء الموات - ملكية الموات لمن أحياه مزارعة - من أحيا أرضا مواتا مظالم - تحريم الظلم مظالم - من ظلم أرضا غصب وضمانات - ليس لعرق ظالم حق
|أصول الحديث

19 - العبادُ عِبادُ الله، والبلادُ بِلادُ الله، فمن أحيا مِن مَواتِ الأرضِ شَيئًا فهو له، وليس لِعِرقٍ ظالمٍ حَقٌّ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 5643 التخريج : أخرجه البيهقي (11898)، والطيالسي (1543) واللفظ لهما، والبخاري (2335) بمعناه.
التصنيف الموضوعي: مزارعة - من أحيا أرضا مواتا غصب وضمانات - غصب الأرض والزرع فيها غصب وضمانات - ليس لعرق ظالم حق
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

20 - العِبادُ عِبادُ اللهِ، و البِلادُ بِلادُ اللهِ، فمَنْ أَحْيا من مَوَاتِ الأرضِ شيئًا فهوَ لهُ، و ليس لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حقٌّ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 4118 التخريج : أخرجه الطيالسي (1543)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (3/231)، والبيهقي (12123) واللفظ لهم، والدارقطني (4/217) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: إحياء الموات - ملكية الموات لمن أحياه مزارعة - من أحيا أرضا مواتا مظالم - تحريم الظلم مظالم - من ظلم أرضا غصب وضمانات - ليس لعرق ظالم حق
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

21 - قال: خرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في نَخلِ المَدينةِ، فقال: يا أبا هُرَيرةَ -أو يا أبا هِرٍّ- هلَكَ المُكثِرون، إنَّ المُكثِرين الأقَلُّون يَومَ القيامةِ، إلَّا مَن قال بالمالِ هكذا وهكذا وهكذا، وقَليلٌ ما هم. يا أبا هُرَيرةَ ألَا أدُلُّكَ على كَنزٍ مِن كُنوزِ الجنَّةِ؟ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، ولا مَلجَأَ مِنَ اللهِ إلَّا إليهِ. يا أبا هُرَيرةَ، هل تَدري ما حَقُّ اللهِ على العِبادِ، وما حَقُّ العِبادِ على اللهِ؟ قال: قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: فإنَّ حَقَّ اللهِ على العِبادِ أنْ يَعبُدوه، ولا يُشرِكوا به شَيئًا، وإنَّ حَقَّ العِبادِ على اللهِ ألَّا يُعذِّبَ مَن فعَلَ ذلك منهم.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 10795 التخريج : أخرجه ابن ماجه (4131) مختصراً باختلاف يسير، وأحمد (10795) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل لا حول ولا قوة إلا بالله رقائق وزهد - المكثرون هم المقلون إحسان - حق العباد على الله إحسان - حق الله على العباد إيمان - توحيد الألوهية
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

22 - العبادُ عبادُ اللهِ، و البلادُ بلادُ اللهِ، فمنْ أحيا منْ مواتِ الأرضِ شيئًا فهوَ لهُ، و ليسَ لِعِرْقٍ ظالمٍ حقٌّ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 5643 التخريج : أخرجه البيهقي (11898)، والطيالسي (1543) واللفظ لهما، والبخاري (2335) بمعناه.
التصنيف الموضوعي: مزارعة - من أحيا أرضا مواتا غصب وضمانات - غصب الأرض والزرع فيها غصب وضمانات - ليس لعرق ظالم حق
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

23 - كنتُ رَديفَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال لي: يا مُعاذُ، أتَدري ما حَقُّ اللهِ على العِبادِ؟ قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: أنْ يَعبُدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا، أتَدري ما حَقُّ العِبادِ على اللهِ إذا فَعَلوا ذلك؟ قال: قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: يُدخِلُهم الجنَّةَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 22039 التخريج : أخرجه أحمد (22039) واللفظ له، وابن خزيمة في ((التوحيد)) (2/798) بنحوه مختصراً، والطبراني (20/122) (245) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تواضعه صلى الله عليه وسلم إحسان - حق العباد على الله إحسان - حق الله على العباد إسلام - واجبات المكلف بالإسلام جنة - الخصال التي تدخل الجنة وتحقن الدم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - بيْنَما أنا رَدِيفُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ليسَ بَيْنِي وبيْنَهُ إلَّا آخِرَةُ الرَّحْلِ ، فقالَ: يا مُعاذُ قُلتُ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سارَ ساعَةً، ثُمَّ قالَ: يا مُعاذُ قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سارَ ساعَةً، ثُمَّ قالَ: يا مُعاذُ بنَ جَبَلٍ قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، قالَ: هلْ تَدْرِي ما حَقُّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: حَقُّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا ثُمَّ سارَ ساعَةً، ثُمَّ قالَ: يا مُعاذُ بنَ جَبَلٍ قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، قالَ: هلْ تَدْرِي ما حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ إذا فَعَلُوهُ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6500 التخريج : أخرجه البخاري (6500)، ومسلم (30)
التصنيف الموضوعي: توحيد - الأمر بتوحيد الله توحيد - فضل التوحيد سفر - جواز الإرداف على الدابة علم - أدب طالب العلم مناقب وفضائل - معاذ بن جبل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

25 -  بيْنَا أنَا رَدِيفُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليسَ بَيْنِي وبيْنَهُ إلَّا أخِرَةُ الرَّحْلِ ، فَقالَ: يا مُعَاذُ بنَ جَبَلٍ، قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قالَ: يا مُعَاذُ، قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قالَ: يا مُعَاذُ، قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، قالَ: هلْ تَدْرِي ما حَقُّ اللَّهِ علَى عِبَادِهِ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: حَقُّ اللَّهِ علَى عِبَادِهِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولَا يُشْرِكُوا به شيئًا، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قالَ: يا مُعَاذُ بنَ جَبَلٍ، قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، فَقالَ: هلْ تَدْرِي ما حَقُّ العِبَادِ علَى اللَّهِ إذَا فَعَلُوهُ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: حَقُّ العِبَادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5967 التخريج : أخرجه البخاري (5967)، ومسلم (30)
التصنيف الموضوعي: توحيد - الأمر بتوحيد الله توحيد - فضل التوحيد سفر - جواز الإرداف على الدابة علم - أدب طالب العلم مناقب وفضائل - معاذ بن جبل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

26 - أَنَا رَدِيفُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا مُعَاذُ قُلتُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، ثُمَّ قالَ مِثْلَهُ ثَلَاثًا: هلْ تَدْرِي ما حَقُّ اللَّهِ علَى العِبَادِ قُلتُ: لَا، قالَ: حَقُّ اللَّهِ علَى العِبَادِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولَا يُشْرِكُوا به شيئًا ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، فَقالَ: يا مُعَاذُ قُلتُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، قالَ: هلْ تَدْرِي ما حَقُّ العِبَادِ علَى اللَّهِ إذَا فَعَلُوا ذلكَ: أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عن أنَسٍ، عن مُعَاذٍ، بهذا.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6267 التخريج : أخرجه مسلم (30)، وابن ماجه (4296)، وأحمد (13742) جميعهم بلفظه.
التصنيف الموضوعي: آداب السلام - الإجابة بلبيك وسعديك توحيد - فضل التوحيد سفر - جواز الإرداف على الدابة إحسان - حق الله على العباد إيمان - حق الله على العباد
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

27 - حديث: "كُنتُ رِدفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حِمارٍ [فقال لي: يا مُعاذَ بنَ جَبلٍ، ما حَقُّ اللهِ على العِبادِ؟ قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: أن يَعبُدوهُ ولا يُشرِكوا به شيئًا، ثمَّ قال لي: يا مُعاذُ، ما حَقُّ العِبادِ على اللهِ إذا فعَلوا ذلك؟ قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: أن لا يُعذِّبَهم]".
خلاصة حكم المحدث : تَفَرَّدَ بهِ خلف بن خليفة، عَن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، عَن أبي حصين، عَنه.
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الدارقطني | المصدر : أطراف الغرائب
الصفحة أو الرقم : 2/130
التصنيف الموضوعي: آداب المجلس - الركوب على الدابة توحيد - حق الله تعالى على العباد سفر - جواز الإرداف على الدابة إيمان - توحيد الألوهية إيمان - حق الله على العباد

28 - أتَيْنا مُعاذَ بنَ جَبلٍ فقُلْنا: حَدِّثْنا مِن غَرائبِ حديثِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: نَعَمْ، كنتُ رِدفَه على حِمارٍ، قال: فقال: يا مُعاذُ بنَ جَبلٍ، قُلتُ: لَبَّيكَ يا رسولَ اللهِ، قال: هل تَدري ما حَقُّ اللهِ على العِبادِ؟ قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: إنَّ حَقَّ اللهِ على العِبادِ أنْ يَعبُدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا، قال: ثُمَّ قال: يا مُعاذُ، قُلتُ: لَبَّيكَ يا رسولَ اللهِ، قال: هل تَدري ما حَقُّ العِبادِ على اللهِ إذا هم فَعَلوا ذلك؟ قال: قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: ألَّا يُعذِّبَهم.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 21993 التخريج : أخرجه البخاري (2856)، ومسلم (30) باختلاف يسير دون ذكر "غرائب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم"
التصنيف الموضوعي: إحسان - حق العباد على الله إيمان - الشرك ظلم عظيم إيمان - العفو عما دون الشرك إيمان - الوعد إيمان - حق الله على العباد
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

29 - كُنْتُ رديفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما بيني وبينه إلَّا مُؤخِرةُ الرَّحلِ فقال: ( يا معاذُ ) قُلْتُ: لبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ وسعدَيْك قال: ثمَّ سار ساعةً ثمَّ قال: ( يا معاذُ ) قُلْتُ: لبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ وسعدَيْكَ قال: ( هل تدري ما حقُّ اللهِ على العبادِ ؟ ) قُلْتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: ( أنْ يعبُدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا ) قال: ثمَّ سار ساعةً ثمَّ قال: ( هل تدري ما حقُّ العبادِ على اللهِ إذا فعَلوا ذلك ) ؟ قُلْتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: ( فإنَّ حقَّ العبادِ على اللهِ إذا فعَلوا ذلك ألَّا يُعذِّبَهم )
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 362 التخريج : أخرجه البخاري (6500)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (9943)، والطبراني (81) (20/ 48) واللفظ لهم، وأحمد (22009) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: آداب السلام - الإجابة بلبيك وسعديك فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تواضعه صلى الله عليه وسلم إحسان - حق العباد على الله إحسان - حق الله على العباد جنة - الخصال التي تدخل الجنة وتحقن الدم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

30 - كُنْتُ رديفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما بيني وبينه إلَّا مُؤخِرةُ الرَّحلِ فقال: ( يا معاذُ ) قُلْتُ: لبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ وسعدَيْك قال: ثمَّ سار ساعةً ثمَّ قال: ( يا معاذُ ) قُلْتُ: لبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ وسعدَيْكَ قال: ( هل تدري ما حقُّ اللهِ على العبادِ ؟ ) قُلْتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: ( أنْ يعبُدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا ) قال: ثمَّ سار ساعةً ثمَّ قال: ( هل تدري ما حقُّ العبادِ على اللهِ إذا فعَلوا ذلك ) ؟ قُلْتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: ( فإنَّ حقَّ العبادِ على اللهِ إذا فعَلوا ذلك ألَّا يُعذِّبَهم )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 362 التخريج : أخرجه البخاري (6500)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (9943)، وابن حبان (362)، والطبراني (81) (20/ 48) واللفظ لهم، وأحمد (22009) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: آداب السلام - الإجابة بلبيك وسعديك فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تواضعه صلى الله عليه وسلم إحسان - حق العباد على الله إحسان - حق الله على العباد جنة - الخصال التي تدخل الجنة وتحقن الدم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه