الموسوعة الحديثية


- جلَسْنا إلى المِقْدادِ بنِ الأَسْوَدِ يومًا، فمَرَّ به رجُلٌ، فقال: طُوبَى لهاتَيْنِ العينَيْنِ اللَّتَيْنِ رأتَا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لوَدِدْنا أنَّا رأينا ما رأيتَ، وشَهِدْنا ما شَهِدْتَ، فاستَغضَبَ، فجعلْتُ أَعجَبُ، ما قال إلَّا خيرًا! ثمَّ أقبَلَ إليه فقال: ما يَحْمِلُ الرَّجُلَ على أنْ يتمنَّى مَحضَرًا غَيَّبَهُ اللهُ عنه لا يَدْري لو شَهِدَهُ كيفَ كان يكونُ فيه؟! واللهِ، لقد حضَرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقوامٌ أَكَبَّهُمُ اللهُ على مَناخِرِهم في جَهنَّمَ، لم يُجيبوهُ ولم يُصدِّقوهُ، أوَ لا تَحمَدونَ اللهَ إذْ أخرَجَكم لا تَعرِفونَ إلَّا ربَّكم، مُصَدِّقينَ لِما جاءَ به نبيُّكم، قد كُفيتُمُ البَلاءَ بغَيرِكم؟! لقد بعَثَ اللهُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أَشَدِّ حالٍ بعَثَ عليها نبيًّا مِنَ الأنبياءِ في فَترةٍ مِن جاهليَّةٍ، ما يَرَوْنَ أنَّ دِينًا أفضَلُ مِن عبادةِ الأوثانِ ، فجاء بفُرقانٍ فرَّقَ به بينَ الحقِّ والباطلِ، وفرَّقَ بينَ الوالدِ وولدِهِ، حتَّى إنْ كان الرَّجُلُ لَيَرَى والدَهُ وولدَهُ أو أخاهُ كافرًا وقد فتَحَ اللهُ قُفْلَ قلْبِهِ للإيمانِ، يعلَمُ أنَّه إنْ هَلَكَ دخَلَ النَّارَ؛ فلا تَقَرُّ عَيْنُهُ وهو يعلَمُ أنَّ حبيبَهُ في النَّارِ، وإنَّها التي قال اللهُ تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74].
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : جبير بن نفير | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم الصفحة أو الرقم : 6/142
التخريج : أخرجه أحمد (23810)، وابن حبان (6552)، والطبراني (20/254) (600) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الفرقان جهنم - صفة عذاب أهل النار فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صبره فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مبعث النبي مناقب وفضائل - المقداد بن الأسود
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


[مسند أحمد] (39/ 230 ط الرسالة)
((23810- حدثنا يعمر بن بشر، حدثنا عبد الله- يعني ابن المبارك- أخبرنا صفوان بن عمرو، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، قال: جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما، فمر به رجل، فقال: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت. فاستغضب، فجعلت أعجب، ما قال إلا خيرا، ثم أقبل إليه، فقال: ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه، والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام كبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه، أولا تحمدون الله إذ أخرجكم لا تعرفون إلا ربكم، مصدقين لما جاء به نبيكم، قد كفيتم البلاء بغيركم، والله لقد بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها فيه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية، ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل، وفرق بين الوالد وولده حتى إن كان الرجل ليرى والده وولده أو أخاه كافرا، وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان، يعلم أنه إن هلك دخل النار، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار، وأنها للتي قال الله عز وجل: {الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} [الفرقان: 74]

صحيح ابن حبان (14/ 489)
6552- أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا حبان بن موسى، أخبرنا عبد الله، عن صفوان بن عمرو، قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، قال: جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل، فقال: ((طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت، فاستغضب، فجعلت أعجب، ما قال إلا خيرا، ثم أقبل إليه، فقال: ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه، والله، لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقوام أكبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه، ولم يصدقوه، أولا تحمدون الله، إذ أخرجكم تعرفون ربكم، مصدقين لما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم، قد كفيتم البلاء بغيركم؟ والله، لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبي من الأنبياء، وفترة وجاهلية ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرق بين الحق والباطل، وفرق بين الوالد وولده حتى إن كان الرجل ليرى ولده أو والده أو أخاه كافرا، وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان يعلم أنه إن هلك دخل النار، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار، وأنها التي قال الله: {الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} الآية [الفرقان: 74] ))

 [المعجم الكبير – للطبراني] ـ إحياء التراث (20/ 254)
600- حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا نعيم بن حماد (ح) وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا يحيى الحماني، قالا: حدثنا ابن المبارك، عن صفوان بن عمرو، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه قال: جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل واستمعت فقال: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لوددت أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت، فأقبل إليه فقال: ما يحمل الرجل أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف يكون فيه؟ والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام كبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه، ألا يحرم الله أحدكم؟ ألا تعرفون آلاء ربكم مصدقين لما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم، قد كفيتم البلاء بغيركم، والله لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية، لا يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرق بين الحق والباطل، وفرق بين الوالد وولده، حتى إن كان الرجل يرى والده، أو ولده وأخاه كافرا قد فتح الله له قفل قلبه بالإيمان، ليعلم أنه قد هلك من دخل في النار، فلا تسر عينه وهو يعلم أن حميمه في النار، وإنها التي قال الله عز وجل: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين}.