الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

31 - أتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا قَشِفُ الهيئةِ فقال: ( هل لك مِن مالٍ ) ؟ فقُلْتُ: نَعم قال: ( مِن أيِّ مالٍ ) ؟ قُلْتُ: مِن كلٍّ قد آتاني اللهُ مِن الإبلِ والرَّقيقِ والغَنمِ قال: ( إذا آتاك اللهُ مالًا فلْيُرَ عليك ) قال: قُلْتُ يا رسولَ اللهِ أرأَيْتَ رجُلًا نزَلْتُ به فلم يُكرِمْني ولم يَقْرِني فنزَل بي أجزيه بما صنَع ؟ قال: ( لا، بلِ اقْرِه )

32 - أنَّ أخوينِ مِن الأنصارِ كان بينَهما ميراثٌ فسأَل أحدُهما صاحبَه القسمةَ فقال لئِنْ عُدْتَ تسأَلُني القِسمةَ لم أُكلِّمْك أبدًا وكلُّ مالٍ لي في رِتاجِ الكعبةِ فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه: إنَّ الكعبةَ لَغنيَّةٌ عن مالِكَ كفِّرْ عن يمينِكَ وكلِّمْ أخاكَ فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( لا يمينَ عليكَ ولا نَذْرَ في معصيةٍ ولا في قطيعةِ رحِمٍ ولا فيما لا تملِكُ )

33 - صعِد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المنبرَ فلمَّا رقِي عَتبةً قال: ( آمينَ ) ثمَّ رقي عتبةً أخرى فقال: ( آمينَ ) ثمَّ رقي عتبةً ثالثةً فقال: ( آمينَ ) ثمَّ قال: ( أتاني جبريلُ فقال: يا محمَّدُ مَن أدرَك رمضانَ فلم يُغفَرْ له فأبعَده اللهُ قُلْتُ: آمينَ قال: ومَن أدرَك والديه أو أحدَهما فدخَل النَّارَ فأبعَده اللهُ قُلْتُ: آمينَ فقال: ومَن ذُكِرْتَ عندَه فلم يُصَلِّ عليكَ فأبعَده اللهُ، قُلْ: آمينَ، فقُلْتُ: آمينَ )

34 - قُلْتُ للحَسَنِ بنِ علِيٍّ : ما تذكُرُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : أذكُرُ أنِّي أخَذْتُ تمرةً مِن تمرِ الصَّدقةِ فجعَلْتُها في فِيَّ فانتزَعها بلُعابِها فطرَحها في التَّمرِ وكان يُعلِّمُنا هذا الدُّعاءَ : ( اللَّهمَّ اهدِني فيمَنْ هدَيْتَ وعافِني فيمَنْ عافَيْتَ وتولَّني فيمَنْ تولَّيْتَ وبارِكْ لي فيما أعطَيْتَ وقِني شرَّ ما قضَيْتَ إنَّكَ تقضي ولا يُقضى عليكَ إنَّه لا يذِلُّ مَن والَيْتَ ) قال شُعبةُ : وأظنُّه قال : ( تبارَكْتَ وتعالَيْتَ

35 - خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ سار إلى بدرٍ فجعَل يستشيرُ النَّاسَ فأشار عليه أبو بكرٍ رضوانُ اللهِ عليه ثمَّ استشارهم فأشار عليه عمرُ رضوانُ اللهِ عليه فجعَل يستشيرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت الأنصارُ: واللهِ ما يُريدُ غيرَنا فقال رجلٌ مِن الأنصارِ أراك تستشيرُ فيُشيرونَ عليك ولا نقولُ كما قال بنو إسرائيلَ: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا} [المائدة: 24] ولكنْ والَّذي بعَثك بالحقِّ لو ضرَبْتَ أكبادَها حتَّى تبلُغَ بَرْكَ الغُمادِ كنَّا معك

36 - ما دخَلْتُ الجنَّةَ إلَّا سمِعْتُ خَشْخَشَةً فقُلْتُ : مَن هذا ؟ فقالوا : بلالٌ ثمَّ مرَرْتُ بقصرٍ مَشيدٍ بديعٍ فقُلْتُ : لِمَن هذا ؟ قالوا : لِرجُلٍ مِن أمَّةٍ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : أنا مُحمَّدٌ لِمَن هذا القصرُ ؟ قالوا : لِرجُلٍ مِن العرَبِ فقُلْتُ : أنا عربيٌّ لِمَن هذا القصرُ ؟ قالوا : لِعُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه ) فقال لِبلالٍ : ( بما سبَقْتَني إلى الجنَّةِ ) ؟ قال : ما أحدَثْتُ إلَّا توضَّأْتُ وما توضَّأْتُ إلَّا صلَّيْتُ وقال لِعُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه : ( لولا غَيرتُك لَدخَلْتُ القصرَ ) فقال : يا رسولَ اللهِ لَمْ أكُنْ لِأغارَ عليكَ

37 - بينما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ساجدٌ وحولَه ناسٌ إذ جاء عُقبةُ بنُ أبي مُعَيطٍ بسَلَى جَزورٍ فقذَفه على ظَهرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يرفَعْ رأسَه فجاءت فاطمةُ فأخذَتْه مِن ظَهرِه ودعَتْ على مَن صنَع ذلك، وقال : اللَّهمَّ عليكَ الملأَ مِن قُريشٍ : أبا جَهلِ بنَ هِشامٍ وعُتبةَ بنَ ربيعةَ وشَيْبةَ بنَ ربيعةَ وعُقبةَ بنَ أبي مُعَيْطٍ وأُميَّةَ بنَ خلَفٍ أو أُبَيَّ بنَ خلَفٍ ـ شكَّ شُعبةُ ـ قال : فلقد رأَيْتُهم يومَ بدرٍ وأُلقوا في بئرٍ غيرَ أنَّ أُميَّةَ تقطَّعَتْ أوصالُه فلَمْ يُلْقَ في البئرِ

38 - لمَّا حُصِر عُثمانُ وأُحيط بدارِه أشرَف على النَّاسِ فقال : نشَدْتُكم باللهِ هل تعلَمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ انتفَض بنا حِراءٌ قال : ( اثبُتْ حِراءُ فما عليكَ إلَّا نَبيٌّ أو صِدِّيقٌ أو شهيدٌ ) ؟ قالوا : اللَّهمَّ نَعم قال : نشَدْتُكم باللهِ هل تعلَمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال في غزوةِ العُسرةِ : ( مَن يُنفِقُ نفقةً مُتقبَّلةً ) ؟ والنَّاسُ يومَئذٍ مُعسِرونَ مُجهَدونَ فجهَّزْتُ ثُلُثَ ذلك الجيشِ مِن مالي ؟ فقالوا : اللَّهمَّ نَعم ثمَّ قال : نشَدْتُكم باللهِ هل تعلَمونَ أنَّ رُومةَ لَمْ يكُنْ يُشرَبُ منها إلَّا بثمنٍ فابتَعْتُها بمالي فجعَلْتُها للغنيِّ والفقيرِ وابنِ السَّبيلِ ؟ فقالوا : اللَّهمَّ نَعم في أشياءَ عدَّدَها

39 - جاء عائشةَ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ يستأذِنُ عليها قالت : لا حاجةَ لي به قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرٍ : إنَّ ابنَ عبَّاسٍ مِن صالِحي بَنِيكِ جاءكِ يعُودُكِ قالت : فَأْذَنْ له فدخَل عليها فقال : يا أمَّاه أبشِري فواللهِ ما بَيْنَكِ وبَيْنَ أنْ تلقَيْ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والأحبَّةَ إلَّا أنْ تُفارِقَ رُوحَكِ جسدَكِ كُنْتِ أحَبَّ نساءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليه ولَمْ يكُنْ يُحِبُّ رسولُ اللهِ إلَّا طيِّبةً قالت : وأيضًا ؟ قال : هلَكَتْ قِلادتُكِ بالأبواءِ فأصبَح رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يجِدوا ماءً فتيمَّموا صعيدًا طيِّبًا فكان ذلك بسببِكِ وبركتِكِ ما أنزَل اللهُ لهذه الأمَّةِ مِن الرُّخصةِ فكان مِن أمرِ مِسْطَحٍ ما كان فأنزَل اللهُ براءَتَكِ مِن فوقِ سبعِ سمواتٍ فليس مسجِدٌ يُذكَرُ فيه اللهُ إلَّا وشأنُكِ يُتلى فيه آناءَ اللَّيلِ وأطرافَ النَّهارِ فقالت : يا ابنَ عبَّاسٍ دَعْني منكَ ومِن تزكيتِكَ فواللهِ لَودِدْتُ أنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا

40 - إنَّ اللهَ سيُخلِّصُ رجلًا مِن أمَّتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ فينشُرُ عليه تسعةً وتسعينَ سِجِلًّا كلُّ سِجلٍّ مدُّ البصرِ ثمَّ يقولُ له: أتُنكِرُ شيئًا مِن هذا ؟ أظلَمك كتَبتي الحافظون ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ فيقولُ: أفلك عذرٌ أو حسنةٌ ؟ فيُبهَتُ الرَّجلُ ويقولُ: لا يا ربِّ فيقولُ: بلى إنَّ لك عندنا حسنةً وإنَّه لا ظُلمَ عليك اليومَ فيُخرِجُ له بطاقةً فيها: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه فيقولُ: احضُرْ وزنَك فيقولُ: يا ربِّ ما هذه البطاقةُ مع هذه السِّجلَّاتِ ؟ فيقولُ: إنَّك لا تُظلَمُ قال: فتوضَعُ السِّجلَّاتُ في كِفَّةٍ والبطاقةُ في كِفَّةٍ فطاشت السِّجلَّاتُ وثقُلتِ البطاقةُ يُقالُ: فلا يثقُلُ اسمَ اللهِ شيءٌ

41 - أنَّ عثمانَ بنَ عفَّانَ قال لابنِ عمرَ: اذهَبْ فكُنْ قاضيًا قال: أوَتُعفيني يا أميرَ المؤمنينَ قال: اذهَبْ فاقضِ بيْنَ النَّاسِ قال: تُعفيني يا أميرَ المؤمنينَ قال: عزَمْتُ عليك إلَّا ذهَبْتَ فقضَيْتَ قال: لا تعجَلْ سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( مَن عاذ باللهِ فقد عاذ مَعاذًا ) ؟ قال: نَعم قال: فإنِّي أعوذُ باللهِ أنْ أكونَ قاضيًا قال: وما يمنَعُك وقد كان أبوك يقضي ؟ قال: لأنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( مَن كان قاضيًا فقضى بالجهلِ كان مِن أهلِ النَّارِ ومَن كان قاضيًا فقضى بالجَوْرِ كان مِن أهلِ النَّارِ ومَن كان قاضيًا عالِمًا يقضي بحقٍّ أو بعدلٍ سأَل التَّفلُّتَ كَفافًا ) فما أرجو منه بعدَ ذا ؟

42 - انطلَقْتُ مع أبي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا رأَيْتُه قال أبي : مَن هذا ؟ قُلْتُ : لا أدري قال : هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاقشعرَرْتُ حينَ قال ذلكَ وكُنْتُ أظُنُّ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُشبِهُ النَّاسَ فإذا له وَفْرةٌ بها رَدْعٌ مِن حِنَّاءٍ وعليه بُردانِ أخضرانِ فسلَّم عليه أبي ثمَّ أخَذ يُحدِّثُنا ساعةً قال : ( ابنُكَ هذا ) ؟ قال : إي وربِّ الكعبةِ أشهَدُ به قال : ( أمَا إنَّ ابنَك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه ) ثمَّ قرَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : { لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }، ثمَّ نظَر إلى السِّلعةِ الَّتي بيْنَ كتِفَيْه فقال : يا رسولَ اللهِ إنِّي كأطبِّ الرِّجالِ ألا أُعالِجُها ؟ قال : ( طبيبُها الَّذي خلَقها )

43 - جلَسْتُ عندَ أبي ذرٍّ عندَ الجمرةِ الوسطى فدنَوْتُ منه حتَّى كادَتْ ركبتي تمَسُّ ركبتَيهِ فقُلْتُ: أخبِرْني عن ليلةِ القدرِ فقال: أنا كُنْتُ أسأَلَ النَّاسِ عنها رسولَ اللهِ فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أخبِرْني عن ليلةِ القدرِ تكونُ في زمانِ الأنبياءِ ينزِلُ عليهم الوحيُ فإذا قُبِضوا رُفِعت ؟ فقال: ( بل هي إلى يومِ القيامةِ ) فقُلْتُ يا رسولَ اللهِ فأخبِرْني في أيِّ الشَّهرِ هي ؟ فقال: ( إنَّ اللهَ لو أذِن لأخبَرْتُكم بها فالتمِسوها في العَشْرِ الأواخِرِ في إحدى السَّبعينِ ولا تسأَلْني عنها بعدَ مرَّتِك هذه ) قال: وأقبَل على أصحابِه يُحدِّثُهم فلمَّا رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استطلَق به الحديثُ فقُلْتُ: أقسَمْتُ عليك يا رسولَ اللهِ لتُخبِرَنِّي في أيِّ السَّبعينِ هي ؟ فغضِب علَيَّ غضبًا لم يغضَبْ علَيَّ مِثلَه وقال: ( لا أمَّ لك هي تكونُ في السَّبعِ الأواخِرِ )

44 - أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُتبةَ كتَب إلى عمرَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الأرقمِ الزُّهريِّ: أنِ ادخُلْ على سُبيعةَ بنتِ الحارثِ الأسلميَّةِ فاسأَلْها عمَّا أفتاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حَملِها قال: فدخَل عمرُ بنُ عبدِ اللهِ فسأَلها فأخبَرتْه أنَّها كانت تحتَ سعدِ بنِ خَولةَ وكان مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ممَّن شهِد بدرًا فتُوفِّي عنها في حجَّةِ الوداعِ فولَدت قبْلَ أنْ يمضيَ لها أربعةُ أشهرٍ وعشرٌ مِن وفاةِ بعلِها فلمَّا تعلَّتْ مِن نِفاسِها دخَل عليها أبو السَّنابلِ بنُ بَعكَكٍ رجلٌ مِن بني عبدِ الدَّارِ فرآها متجمِّلةً فقال لها: لعلَّكِ تُريدينَ النِّكاحَ قبْلَ أنْ يمُرَّ عليك أربعةُ أشهرٍ وعشرٌ؟! قالت: فلمَّا سمِعْتُ ذلك مِن أبي السَّنابلِ جِئْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحدَّثْتُه واستفتَيْتُه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( قد حلَلْتِ حينَ وضَعْتِ حَملَكِ )

45 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاء يعودُ عبدَ اللهِ بنَ ثابتٍ فوجَده قد غُلِب عليه فصاح به فلم يُجِبْه فاسترجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: ( غُلِبْنا عليك يا أبا الرَّبيعِ ) فصاح النِّسوةُ وبكَيْنَ وجعَل ابنُ عَتيكٍ يُسكِّتُهنَّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( دَعْهنَّ فإذا وجَب فلا تبكيَنَّ باكيةٌ ) فقالوا: وما الوجوبُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: ( إذا مات ) قالتِ ابنتُه: واللهِ إنْ كُنْتُ لأرجو أنْ تكونَ شهيدًا فإنَّك كُنْتَ قد قضَيْتَ جَهازَك فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ اللهَ قد أوقَع أجرَه على قدرِ نيَّتِه وما تعُدُّونَ الشَّهادةَ ؟ ) قالوا: القتلَ في سبيلِ اللهِ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( الشَّهادةُ سبعٌ سوى القتلِ في سبيلِ اللهِ: المبطونُ شهيدٌ والغريقُ شهيدٌ وصاحبُ ذاتِ الجَنْبِ شهيدٌ والمطعونُ شهيدٌ والحريقُ شهيدٌ والَّذي يموتُ تحتَ الهدمِ شهيدٌ والمرأةُ تموتُ بجُمْعٍ شهيدٌ

46 - ( دخَلْتُ المسجدَ فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ وحدَه قال: ( يا أبا ذرٍّ إنَّ للمسجدِ تحيَّةً وإنَّ تحيَّتَه ركعتانِ فقُمْ فاركَعْهما ) قال: فقُمْتُ فركَعْتُهما ثمَّ عُدْتُ فجلَسْتُ إليه فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّك أمَرْتَني بالصَّلاةِ فما الصَّلاةُ ؟ قال: ( خيرُ موضوعٍ، استكثِرْ أوِ استقِلَّ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أيُّ العملِ أفضَلُ ؟ قال: ( إيمانٌ باللهِ وجهادٌ في سبيلِ اللهِ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ المؤمنينَ أكمَلُ إيمانًا ؟ قال: ( أحسَنُهم خُلقًا ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ المؤمنينَ أسلَمُ ؟ قال: ( مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ الصَّلاةِ أفضَلُ ؟ قال: ( طولُ القُنوتِ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ الهجرةِ أفضَلُ ؟ قال: ( مَن هجَر السَّيِّئاتِ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فما الصِّيامُ ؟ قال: ( فرضٌ مجزئٌ وعندَ اللهِ أضعافٌ كثيرةٌ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ الجهادِ أفضَلُ ؟ قال: ( مَن عُقِر جوادُه وأُهريق دمُه ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ الصَّدقةِ أفضلُ ؟ قال: ( جُهدُ المُقلِّ يُسَرُّ إلى فقيرٍ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ ما أنزَل اللهُ عليك أعظمُ ؟ قال: ( آيةُ الكُرسيِّ ) ثمَّ قال: ( يا أبا ذرٍّ ما السَّمواتُ السَّبعُ مع الكُرسيِّ إلَّا كحلقةٍ مُلقاةٍ بأرضٍ فلاةٍ وفضلُ العرشِ على الكُرسيِّ كفضلِ الفلاةِ على الحلقةِ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ ؟ قال: ( مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الرُّسلُ مِن ذلك ؟ قال: ( ثلاثُمئةٍ وثلاثةَ عشَرَ جمًّا غفيرًا ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ مَن كان أوَّلَهم ؟ قال: ( آدَمُ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أنبيٌّ مرسَلٌ ؟ قال: ( نَعم خلَقه اللهُ بيدِه ونفَخ فيه مِن رُوحِه وكلَّمه قبْلًا ) ثمَّ قال: ( يا أبا ذرٍّ أربعةٌ سُريانيُّونَ: آدمُ وشِيثُ وأخنوخُ وهو إدريسُ وهو أوَّلُ مَن خطَّ بالقلمِ ونوحٌ، وأربعةٌ مِن العربِ: هودٌ وشعيبٌ وصالحٌ ونبيُّك محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كم كتابًا أنزَله اللهُ ؟ قال: ( مئةُ كتابٍ وأربعةُ كُتبٍ أُنزِل على شِيثَ خمسونَ صحيفةً وأُنزِل على أخنوخَ ثلاثونَ صحيفةً وأُنزِل على إبراهيمَ عَشْرُ صحائفَ وأُنزِل على موسى قبْلَ التَّوراةِ عَشْرُ صحائفَ وأُنزِل التَّوراةُ والإنجيلُ والزَّبورُ والقرآنُ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ما كانت صحيفةُ إبراهيمَ ؟ قال: ( كانت أمثالًا كلُّها: أيُّها الملِكُ المسلَّطُ المبتلى المغرورُ إنِّي لم أبعَثْكَ لتجمَعَ الدُّنيا بعضَها على بعضٍ ولكنِّي بعَثْتُك لترُدَّ عنِّي دعوةَ المظلومِ فإنِّي لا أرُدُّها ولو كانت مِن كافرٍ وعلى العاقلِ ما لم يكُنْ مغلوبًا على عقلِه أنْ تكونَ له ساعاتٌ: ساعةٌ يُناجي فيها ربَّه وساعةٌ يُحاسِبُ فيها نفسَه وساعةٌ يتفكَّرُ فيها في صُنعِ اللهِ وساعةٌ يخلو فيها لحاجتِه مِن المطعَمِ والمشرَبِ وعلى العاقلِ ألَّا يكونَ ظاعنًا إلَّا لثلاثٍ: تزوُّدٍ لمعادٍ أو مَرمَّةٍ لمعاشٍ أو لذَّةٍ في غيرِ محرَّمٍ وعلى العاقلِ أنْ يكونَ بصيرًا بزمانِه مُقبِلًا على شأنِه حافظًا لِلسانِه ومَن حسَب كلامَه مِن عملِه قلَّ كلامُه إلَّا فيما يَعنيه ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فما كانت صحفُ موسى ؟ قال: ( كانت عِبَرًا كلُّها: عجِبْتُ لِمَن أيقَن بالموتِ ثمَّ هو يفرَحُ وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالنَّارِ ثمَّ هو يضحَكُ وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالقدرِ ثمَّ هو ينصَبُ عجِبْتُ لِمن رأى الدُّنيا وتقلُّبَها بأهلِها ثمَّ اطمَأنَّ إليها وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالحسابِ غدًا ثمَّ لا يعمَلُ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أوصِني قال: ( أوصيك بتقوى اللهِ فإنَّه رأسُ الأمرِ كلِّه ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( عليك بتلاوةِ القرآنِ وذِكْرِ اللهِ فإنَّه نورٌ لك في الأرضِ وذُخرٌ لك في السَّماءِ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني: قال: ( إيَّاك وكثرةَ الضَّحكِ فإنَّه يُميتُ القلبَ ويذهَبُ بنورِ الوجهِ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( عليك بالصَّمتِ إلَّا مِن خيرٍ فإنَّه مَطردةٌ للشَّيطانِ عنك وعونٌ لك على أمرِ دِينِك ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( عليك بالجهادِ فإنَّه رهبانيَّةُ أمَّتي ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( أحِبَّ المساكينَ وجالِسْهم ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( انظُرْ إلى مَن تحتَك ولا تنظُرْ إلى مَن فوقَك فإنَّه أجدرُ ألَّا تزدريَ نعمةَ اللهِ عندَك ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( قُلِ الحقَّ وإنْ كان مُرًّا ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( ليرُدَّك عن النَّاسِ ما تعرِفُ مِن نفسِك ولا تجِدْ عليهم فيما تأتي وكفى بك عيبًا أنْ تعرِفَ مِن النَّاسِ ما تجهَلُ مِن نفسِك أو تجِدَ عليهم فيما تأتي ) ثمَّ ضرَب بيدِه على صدري فقال: ( يا أبا ذرٍّ لا عقلَ كالتَّدبيرِ ولا ورَعَ كالكفِّ ولا حسَبَ كحُسنِ الخُلُقِ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف جدًّا
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 361
التصنيف الموضوعي: إسلام - صفة المسلم رقائق وزهد - أي الأعمال أفضل مساجد ومواضع الصلاة - تحية المسجد بر وصلة - حسن الخلق صلاة - عظم قدر الصلاة
| أحاديث مشابهة

47 - قام يومًا خطيبًا فذكَر في خُطبتِه حديثًا عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال سمُرةُ: بَيْنا أنا وغلامٌ مِن الأنصارِ نرمي غرضًا لنا على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا طلَعَتِ الشَّمسُ فكانت في عينِ النَّاظرِ قِيدَ رمحٍ أو رمحينِ اسودَّتْ فقال أحدُنا لصاحبِه: انطلِقْ بنا إلى مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فواللهِ لتُحدِثَنَّ هذه الشَّمسُ اليومَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أمَّتِه حديثًا قال: فدفَعْنا إلى المسجدِ فوافَقْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ خرَج فاستقام فصلَّى فقام بنا كأطولِ ما قام في صلاةٍ قطُّ لا نسمَعُ له صوتًا ثمَّ قام ففعَل مثلَ ذلك بالرَّكعةِ الثَّانيةِ ثمَّ جلَس فوافَق جلوسُه تجلِّيَ الشَّمسِ فسلَّم وانصرَف فحمِد اللهَ وأثنى عليه وشهِد أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّه عبدُ اللهِ ورسولُه ثمَّ قال: ( يا أيُّها النَّاسُ إنَّما أنا بشَرٌ رسولٌ أُذكِّرُكم باللهِ إنْ كُنْتُم تعلَمونَ أنِّي قصَّرْتُ عن شيءٍ بتبليغِ رسالاتِ ربِّي لَمَا أخبَرْتُموني ) فقال النَّاسُ: نشهَدُ أنَّك قد بلَّغْتَ رسالاتِ ربِّك ونصَحْتَ لأمَّتِك وقضَيْتَ الَّذي عليك

48 - لمَّا حضَرَتْ أبا ذرٍّ الوفاةُ بكَيْتُ فقال : ما يُبكيكِ ؟ فقُلْتُ : ما لي لا أبكي وأنتَ تموتُ بفَلاةٍ مِن الأرضِ وليس عندي ثوبٌ يسَعُك كفَنًا قال : فلا تَبكي وأبشِري فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ لِنفَرٍ أنا فيهم : ( لَيموتَنَّ رجُلٌ منكم بفَلاةٍ مِن الأرضِ يشهَدُه عصابةٌ مِن المؤمِنينَ ) وليس مِن أولئك النَّفرِ أحَدٌ إلَّا وقد هلَك في قرية جماعةٍ وأنا الَّذي أموتُ بفَلاةٍ واللهِ ما كذَبْتُ ولا كُذِبْتُ فأبصِري الطَّريقَ قالت : وأنَّى وقد ذهَب الحاجُّ وانقطَعتِ الطُّرقُ قال : اذهَبي فتبصَّري، قالت : فكُنْتُ أجيءُ إلى كَثيبٍ فأتبصَّرُ ثمَّ أرجِعُ إليه فأُمرِّضُه فبينما أنا كذلك إذا أنا برجالٍ على رِحالِهم كأنَّهم الرَّخَمُ فأقبَلوا حتَّى وقَفوا علَيَّ وقالوا : ما لكِ أمَةَ اللهِ ؟ قُلْتُ لهم : امرؤٌ مِن المُسلِمينَ يموتُ، تُكفِّنونَه ؟ قالوا : مَن هو ؟ فقُلْتُ : أبو ذرٍّ قالوا : صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قُلْتُ : نَعم قالت : ففدَّوْهُ بآبائِهم وأمَّهاتِهم وأسرَعوا إليه فدخَلوا عليه فرحَّب بهم وقال : إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ لِنفَرٍ أنا فيهم : ( لَيموتَنَّ منكم رجُلٌ بفَلاةٍ مِن الأرضِ يشهَدُه عِصابةٌ مِن المُؤمِنينَ ) وليس مِن أولئكَ النَّفرِ أحَدٌ إلَّا هلَك في قريةٍ وجماعةٍ وأنا الَّذي أموتُ بفَلاةٍ أنتم تسمَعونَ ! إنَّه لو كان عندي ثوبٌ يسَعُني كفَنًا لي أو لامرأتي لَمْ أُكفَّنْ إلَّا في ثوبٍ لي أو لها أنتم تسمَعونَ إنِّي أُشهِدُكم ألَّا يُكفِّنَني رجُلٌ منكم كان أميرًا أو عَرِيفًا أو بَريدًا أو نقيبًا فليس أحَدٌ مِن القومِ إلَّا قارَف بعضَ ذلك إلَّا فتًى مِن الأنصارِ فقال : يا عمِّ أنا أُكفِّنُك لَمْ أُصِبْ ممَّا ذكَرْتَ شيئًا أُكفِّنُك في رِدائي هذا وفي ثوبَيْنِ في عَيْبَتي مِن غَزْلِ أمِّي حاكَتْهما لي فكفَّنه الأنصاريُّ في النَّفرِ الَّذينَ شهِدوه، منهم حُجْرُ بنُ الأدبَرِ ومالكُ بنُ الأشتَرِ في نفرٍ كلُّهم يَمَانٍ

49 - أرسَل إليَّ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ فقال : إنَّه قد حضَر المدينةَ أهلُ أبياتٍ مِن قومِك وإنَّا قد أمَرْنا لهم برَضْخٍ فاقسِمْه بَيْنَهم فقُلْتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ مُرْ بذلك غيري فقال : اقبِضْ أيُّها المَرْءُ قال : فبَيْنا أنا كذلك إذ جاءه مولاه يرفَأُ فقال : هذا عُثمانُ وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ قال : ولا أدري أذكَر طلحةَ أم لا يستأذِنونَ عليك قال : ائذَنْ لهم قال : ثمَّ مكَث ساعةً ثمَّ جاء فقال : العبَّاسُ وعليٌّ يستأذِنانِ عليك فقال : ائذَنْ لهما : فلمَّا دخَل العبَّاسُ قال : يا أميرَ المُؤمِنينَ اقضِ بَيْني وبيْنَ هذا هما حينَئذٍ يختَصِمانِ فيما أفاء اللهُ على رسولِه مِن أموالِ بني النَّضيرِ فقال القومُ : اقضِ بَيْنَهما يا أميرَ المُؤمِنينَ وأرِحْ كلَّ واحدٍ منهما مِن صاحبِه فقد طالَتْ خصومتُهما فقال عُمَرُ : أنشُدُكما اللهَ الَّذي بإذنِه تقومُ السَّمواتُ والأرضُ أتعلَمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ( لا نُورَثُ ما ترَكْنا صدقةٌ ) قالوا : قد قال ذاك ثمَّ قال لهما مِثْلَ ذلك فقالا : نَعم قال : فإنِّي أُخبِرُكم عن هذا الفيءِ إنَّ اللهَ جلَّ وعلا خصَّ نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بشيءٍ لم يُعطِه غيرَه فقال : {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} [الحشر: 6] فكانت هذه لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خاصَّةً واللهِ ما حازها دونَكم ولا استأثَرها عليكم لقد قسَمها بَيْنَكم وبثَّها فيكم حتَّى بقي ما بقي مِن المالِ فكان يُنفِقُ على أهلِه سَنةً ـ وربَّما قال مَعمَرٌ : يحبِسُ منها قُوتَ أهلِه سَنةً ـ ثمَّ يجعَلُ ما بقي مَجعَلَ مالِ اللهِ فلمَّا قبَض اللهُ رسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال أبو بكرٍ : أنا أَولى برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعدَه أعمَلُ فيها ما كان يعمَلُ ثمَّ أقبَل على علِيٍّ والعبَّاسِ قال : وأنتما تزعُمانِ أنَّه كان فيها ظالِمًا فاجرًا واللهُ يعلَمُ أنَّه صادقٌ بارٌّ تابِعٌ لِلحقِّ ثمَّ وُلِّيتُها بعدَ أبي بكرٍ سنَتينِ مِن إمارتي فعمِلْتُ فيها بمِثلِ ما عمِل فيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وأنتما تزعُمانِ أنِّي فيها ظالمٌ فاجرٌ واللهُ يعلَمُ أنِّي فيها صادقٌ بارٌّ تابعٌ لِلحقِّ ثمَّ جِئْتُماني جاءني هذا ـ يعني العبَّاسَ ـ يبتغي ميراثَه مِن ابنِ أخيه وجاءني هذا ـ يعني عليًّا ـ يسأَلُني ميراثَ امرأتِه فقُلْتُ لكما : إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( لا نُورَثُ ما ترَكْنا صدقةٌ ) ثمَّ بدا لي أنْ أدفَعَه إليكما فأخَذْتُ عليكما عهدَ اللهِ وميثاقَه لَتَعمَلانِّ فيها بما عمِل فيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وأنا ما وُلِّيتُها فقُلْتُما : ادفَعْها إلينا على ذلك تُريدانِ منِّي قضاءً غيرَ هذا والَّذي بإذنِه تقومُ السَّمواتُ والأرضُ لا أقضي بَيْنَكما فيها بقضاءٍ غيرِ هذا إنْ كُنْتُما عجَزْتُما عنها فادفَعاها إليَّ قال : فغلَب علِيٌّ عليها فكانت في يدِ علِيٍّ ثمَّ بيَدِ حسَنِ بنِ علِيٍّ ثمَّ بيَدِ حُسينِ بنِ علِيٍّ ثمَّ بيَدِ علِيِّ بنِ حُسينٍ ثمَّ بيَدِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ ثمَّ بيَدِ زيدِ بنِ حَسَنٍ قال مَعمَرٌ : ثمَّ كانت بيَدِ عبدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ

50 - لمَّا حضَرَتْ أبا ذرٍّ الوفاةُ بكَيْتُ فقال : ما يُبكيكِ ؟ فقُلْتُ : وما لي لا أبكي وأنتَ تموتُ بفَلاةٍ مِن الأرضِ وليس عندي ثوبٌ يسَعُك كفَنًا ولا يدانِ لي في تغييبِك قال : أبشِري ولا تَبكي فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( لا يموتُ بيْنَ امرَأَيْنِ مُسلِمَيْنِ ولدانِ أو ثلاثٌ فيصبِرانِ ويحتِسبانِ فيريانِ النَّارَ أبدًا ) وإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ لِنفرٍ أنا فيهم : ( ليموتَنَّ رجُلٌ منكم بفَلاةٍ مِن الأرضِ يشهَدُه عصابةٌ مِن المؤمِنينَ ) وليس مِن أولئك النَّفرِ أحَدٌ إلَّا وقد مات في قريةٍ وجماعةٍ فأنا ذلك الرَّجُلُ واللهِ ما كذَبْتُ ولا كُذِبْتُ فأبصري الطَّريقَ فقُلْتُ : أنَّى وقد ذهَبتِ الحاجُّ وتقطَّعتِ الطُّرقُ فقال : اذهَبي فتبصَّري قالت : فكُنْتُ أشتَدُّ إلى الكَثيبِ فأتبصَّرُ ثمَّ أرجِعُ فأُمرِّضُه فبَيْنما هو وأنا كذلك إذا أنا برِجالٍ على رَحْلِهم كأنَّهم الرَّخَمُ تخُبُّ بهم رَواحِلُهم قالت : فأسرَعوا إليَّ حينَ وقَفوا علَيَّ فقالوا : يا أمَةَ اللهِ ما لكِ ؟ قُلْتُ : امرُؤٌ مِن المُسلِمينَ يموتُ فتُكفِّنونَه ؟ قالوا : ومَن هو ؟ قالت : أبو ذرٍّ قالوا : صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قُلْتُ : نَعم ففدَّوْهُ بآبائِهم وأمَّهاتِهم وأسرَعوا إليه حتَّى دخَلوا عليه فقال لهم : أبشِروا فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ لِنفرٍ أنا فيهم : ( لَيموتَنَّ رجُلٌ منكم بفَلاةٍ مِن الأرضِ يشهَدُه عِصابةٌ مِن المُؤمِنينَ ) وليس مِن أولئك النَّفرِ رجُلٌ إلَّا وقد هلَك في جماعةٍ فوالله ما كذَبْتُ ولا كُذِبْتُ إنَّه لو كان عندي ثوبٌ يسَعُني كفَنًا لي أو لِامرأتي لم أُكفَّنْ إلَّا في ثوبٍ هو لي أو لها إنِّي أنشُدُكم اللهَ أنْ يُكفِّنَني رجُلٌ منكم كان أميرًا أو عَرِيفًا أو بريدًا أو نقيبًا فليس مِن أولئك النَّفرِ أحَدٌ وقد قارَف بعضَ ما قال إلَّا فتًى مِن الأنصارِ قال : أنا أُكفِّنُك يا عمِّ أُكفِّنُك في رِدائي هذا وفي ثوبَيْنِ في عَيْبَتي مِن غَزْلِ أمِّي قال : أنتَ فكفِّنِّي فكفَّنه الأنصاريُّ في النَّفرِ الَّذينَ حضَروا وقاموا عليه ودفَنوه في نفَرٍ كلُّهم يَمانٍ

51 - سأَل النَّاسُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا: يا رسولَ اللهِ هل نرى ربَّنا يومَ القيامةِ ؟ قال: ( هل تُضارُّونَ في رؤيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ ليس في سحابٍ ؟ ) قالوا: لا يا رسولَ اللهِ قال: ( فهل تُضارُّونَ في رؤيةِ الشَّمسِ عندَ الظَّهيرةِ ليست في سحابٍ ؟ ) قالوا: لا يا رسولَ اللهِ قال: ( فوالَّذي نفسي بيدِه لا تُضارُّونَ في رؤيةِ ربِّكم كما لا تُضارُّونَ في رؤيتِهما فيَلقَى العبدَ فيقولُ: أيْ فُلُ ألمْ أُكرِمْكَ ألمْ أُسوِّدْكَ ألمْ أُزوِّجْكَ ألمْ أُسخِّرْ لك الخيلَ والإبلَ وأترُكْكَ ترأَسُ وتربَعُ قال: فيقولُ: بلى يا ربِّ قال: فظنَنْتَ أنَّكَ مُلاقيَّ ؟ قال: لا يا ربِّ قال: فاليومَ أنساك كما نسيتَني ) قال: ( ثمَّ يَلقَى الثَّانيَ فيقولُ: ألمْ أُكرِمْك ألمْ أُسوِّدْك ألمْ أُزوِّجْك ألمْ أُسخِّرْ لك الخيلَ والإبلَ وأترُكْكَ ترأَسُ وتربَعُ قال: فيقولُ: بلى يا ربِّ قال: فظنَنْتَ أنَّك ملاقيَّ ؟ قال: لا يا ربِّ قال: فاليومَ أنساك كما نسيتَني ) قال: ( ثمَّ يَلقَى الثَّالثَ فيقولُ ما أنتَ ؟ فيقولُ: أنا عبدُك آمَنْتُ بكَ وبنبيِّكَ وبكتابِكَ وصُمْتُ وصلَّيْتُ وتصدَّقْتُ ويُثني بخيرٍ ما استطاع قال: فيُقالُ له: أفلَا نبعَثُ عليك شاهدَنا ؟ قال: فيُفكِّرُ في نفسِه مَن الَّذي يشهَدُ عليه قال: فيُختَمُ على فيه ويُقالُ لفخِذِه: انطِقي قال: فتنطِقُ فخِذُه ولحمُه وعظامُه بما كان يعمَلُ فذلك المنافقُ وذلك ليُعذِرَ مِن نفسِه وذلك الَّذي سخِط اللهُ عليه ) قال: ( ثمَّ يُنادي منادي ألا اتَّبَعتْ كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبُدُ قال فيتَّبِعُ أولياءُ الشَّياطينِ الشَّياطينَ قال: واتَّبَعتِ اليهودُ والنَّصارى أولياءَهم إلى جهنَّمَ ثمَّ قال: ثمَّ يبقى المؤمنونَ ثمَّ نبقى أيُّها المؤمنونَ فيأتينا ربُّنا وهو ربُّنا فيقولُ: على ما هؤلاء قيامٌ؟ فيقولون: نحنُ عبادُ اللهِ المؤمنون وعبَدْناه وهو ربُّنا وهو آتينا ومُثيبُنا وهذا مقامُنا قال: فيقولُ: أنا ربُّكم فامضوا قال: فيُوضَعُ الجسرُ وعليه كلاليبُ مِن نارٍ تخطِفُ النَّاسَ فعندَ ذلك حلَّتِ الشَّفاعةُ اللَّهمَّ سلِّمْ اللَّهمَّ سلِّمْ فإذا جاوَز الجسرَ فكلُّ مَن أنفَق زوجًا مِن المالِ ممَّا يملِكُ في سبيلِ اللهِ فكلُّ خزَنةِ الجنَّةِ تدعوه: يا عبدَ اللهِ يا مسلمُ هذا خيرٌ فيُقالُ: يا عبدَ اللهِ يا مسلمُ هذا خيرٌ ) قال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ إنَّ ذلك لَعبدٌ لا تَوَى عليه يدَعُ بابًا ويلِجُ مِن آخَرَ قال: فضرَب النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على مَنكِبيه وقال: ( والَّذي نفسي بيدِه إنِّي لَأرجو أنْ تكونَ منهم ) قال عبدُ الجبَّارِ: أملاه عليَّ سفيانُ إملاءً

52 - لم أتخلَّفْ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ إلَّا بدر، ولم يُعاتِبِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحدًا تخلَّف عن بدرٍ إنَّما خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُريدُ العيرَ وخرَجَت قريشٌ مُغيثينَ لعيرِهم فالتقَوا على غيرِ موعدٍ كما قال اللهُ ولعَمْري إنَّ أشرفَ مشاهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّاسِ لَبدرٌ وما أُحِبُّ أنِّي كُنْتُ شهِدْتُها مكانَ بيعتي ليلةَ العَقبةِ حينَ تواثَقْنا على الإسلامِ ولم أتخلَّفْ بعدُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ وهي آخِرُ غزوةٍ غزاها، آذَن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ النَّاسَ ] بالرَّحيلِ وأراد أنْ يتأهَّبوا أُهبةَ غزوِهم وذلك حين طاب الظِّلالُ وطابتِ الثِّمارُ وكان قلَّما أراد غزوةً إلَّا ورَّى غيرَها وكان يقولُ: ( الحربُ خَدْعةٌ ) فأراد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةِ تبوكَ أنْ يتأهَّبَ النَّاسُ أُهبَتَه وأنا أيسَرُ ما كُنْتُ قد جمَعْتُ راحلتينِ لي فلم أزَلْ كذلك حتَّى قام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غاديًا بالغداةِ وذلك يومَ الخميسِ ـ وكان يُحِبُّ أنْ يخرُجَ يومَ الخميسِ ـ فأصبَح غاديًا فقُلْتُ: أنطلِقُ إلى السُّوقِ وأشتري جَهازي ثمَّ ألحَقُ بها فانطلَقْتُ إلى السُّوقِ مِن الغدِ فعسُر علَيَّ بعضُ شأني فرجَعْتُ فقُلْتُ: أرجِعُ غدًا إنْ شاء اللهُ فألحَقُ بهم فعسُر علَيَّ بعضُ شأني أيضًا فلم أزَلْ كذلك حتَّى لبَّس بي الذَّنبُ وتخلَّفْتُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَلْتُ أمشي في الأسواقِ وأطرافِ المدنيةِ فيُحزِنُني ألَّا أرى أحدًا تخلَّف عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا رجلًا مغموصًا عليه في النِّفاقِ وكان ليس أحدٌ تخلَّف إلَّا أرى ذلك سيَخفى له وكان النَّاسُ كثيرًا لا يجمَعُهم ديوانٌ وكان جميعُ مَن تخلَّف عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بضعةً وثمانينَ رجلًا ولم يذكُرْني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى بلَغ تبوكًا فلمَّا بلَغ تبوكًا قال: ( ما فعَل كعبُ بنُ مالكٍ ) ؟ فقال رجلٌ مِن قومي: خلَّفه يا رسولَ اللهِ بُرداهُ والنَّظرُ في عِطْفَيه فقال معاذُ بنُ جبلٍ: بئس ما قُلْتَ واللهِ يا نبيَّ اللهِ ما نعلَمُ إلَّا خيرًا قال: فبَيْنا هم كذلك إذا رجلٌ يزولُ به السَّرابُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( كُنْ أبا خَيثمةَ ) فإذا هو أبو خَيثمةَ فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غزوةَ تبوكٍ وقفَل ودنا مِن المدينةِ جعَلْتُ أتذكَّرُ ماذا أخرُجُ به مِن سخَطِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأستعينُ على ذلك بكلِّ ذي رأيٍ مِن أهلِ بيتي حتَّى إذا قيل: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُصبِّحُكم بالغداةِ راح عنِّي الباطلُ وعرَفْتُ أنِّي لا أنجو إلَّا بالصِّدْقِ فدخَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضُحًى فصلَّى في المسجدِ ركعتينِ ـ وكان إذا قدِم مِن سفرٍ فعَل ذلك: دخَل المسجدَ فصلَّى فيه ركعتينِ ثمَّ جلَس ـ فجعَل يأتيه مَن تخلَّف فيحلِفون له ويعتذِرون إليه فيستغفرُ لهم ويقبَلُ علانيتَهم ويكِلُ سرائرَهم إلى اللهِ فدخَلْتُ المسجدَ فإذا هو جالسٌ فلمَّا رآني تبسَّم تبسُّمَ المُغضَبِ فجِئْتُ فجلَسْتُ بينَ يدَيهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ألم تكُنِ ابتَعْتَ ظَهرًا ) ؟ قُلْتُ: بلى يا نبيَّ اللهِ فقال ( ما خلَّفك عنِّي ) ؟ فقُلْتُ: واللهِ لو بينَ يدَيْ أحَدٍ مِن النَّاسِ غيرِك جلَسْتُ لخرَجْتُ مِن سخَطِه عليَّ بعُذْرٍ ولقد أوتيتُ جدَلًا ولكنِّي قد علِمْتُ ـ يا نبيَّ اللهِ ـ أنِّي إنْ حدَّثْتُك اليومَ بقولٍ تجِدُ عليَّ فيه وهو حقٌّ فإنِّي أرجو فيه عقبى اللهِ وإنْ حدَّثْتُك اليومَ بحديثٍ ترضى عنِّي فيه وهو كذِبٌ أوشَك أنْ يُطلِعَك اللهُ علَيَّ واللهِ يا نبيَّ اللهِ ما كُنْتُ قطُّ أيسَرَ ولا أخفَّ حاذًا منِّي حيثُ تخلَّفْتُ عليك فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا هذا فقد صدَقكم الحديثَ قُمْ حتَّى يقضيَ اللهُ فيك) فقُمْتُ فثار على أثري ناسٌ مِن قومي يؤنِّبونَني فقالوا: واللهِ ما نعلَمُك أذنَبْتَ ذنبًا قطُّ قبْلَ هذا فهلَّا اعتذَرْتَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعُذْرٍ يرضاه عنك فيه وكان استغفارُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيأتي مِن وراءِ ذلك ولم تقِفْ موقفًا لا ندري ماذا يُقضى لك فيه فلم يزالوا يؤنِّبونَني حتَّى همَمْتُ أنْ أرجِعَ فأُكذِّبَ نفسي فقُلْتُ: هل قال هذا القولَ أحدٌ غيري ؟ قالوا: نَعم قاله هلالُ بنُ أُميَّةَ ومُرارةُ بنُ ربيعةَ فذكَروا رجلينِ صالحينِ شهِدا بدرًا لي فيهما أُسوةٌ فقُلْتُ: واللهِ لا أرجِعُ إليه في هذا أبدًا ولا أُكذِّبُ نفسي ونهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كلامِنا أيُّها الثَّلاثةُ فجعَلْتُ أخرُجُ إلى السُّوقِ ولا يُكلِّمُني أحدٌ وتنكَّر لنا النَّاسُ حتَّى ما هم بالَّذينَ نعرِفُ وتنكَّر لنا الحيطانُ حتَّى ما هي بالحيطانِ الَّتي نعرِفُ وتنكَّرَت لنا الأرضُ حتَّى ما هي بالأرضِ الَّتي نعرِفُ وكُنْتُ أقوى أصحابي فكُنْتُ أخرُجُ فأطوفُ في الأسواقِ فآتي المسجدَ وآتي النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأُسلِّمُ عليه وأقولُ: هل حرَّك شفَتَيهِ بالسَّلامِ فإذا قُمْتُ أُصلِّي إلى ساريةٍ وأقبَلْتُ على صلاتي نظَر إليَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمؤخِرِ عينَيْه وإذا نظَرْتُ إليه أعرَض عنِّي واشتكى صاحباي فجعَلا يبكيانِ اللَّيلَ والنَّهارَ ولا يُطلِعانِ رؤوسَهما قال: فبَيْنا أنا أطوفُ في الأسواقِ إذا رجلٌ نصرانيٌّ قد جاء بطعامٍ له يبيعُه يقولُ: مَن يدُلُّ على كعبِ بنِ مالكٍ فطفِق النَّاسُ يُشيرونَ له إليَّ فأتاني وأتى بصحيفةٍ مِن ملِكِ غسَّانَ فإذا فيها: أمَّا بعدُ فإنَّه بلَغني أنَّ صاحبَك قد جفاك وأقصاك ولسْتَ بدارِ هوانٍ ولا مَضيعةٍ فالحَقْ بنا نواسِكَ فقُلْتُ: هذا أيضًا مِن البلاءِ فسجَرْتُ لها التَّنُّورَ فأحرَقْتُها فيه فلمَّا مضَت أربعونَ ليلةً إذا رسولٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أتاني فقال: اعتزِلِ امرأتَك فقُلْتُ: أُطلِّقُها ؟ قال: لا ولكنْ لا تقرَبْها فجاءَتِ امرأةُ هلالِ بنِ أميَّةَ فقالت: يا نبيَّ اللهِ إنَّ هلالَ بنَ أميَّةَ شيخٌ ضعيفٌ فهل تأذَنُ لي أنْ أخدُمَه قال: ( نَعم ولكنْ لا يقرَبَنَّكِ ) قالت: يا نبيَّ اللهِ ما به حركةٌ لشيءٍ ما زال متَّكئًا يبكي اللَّيلَ والنَّهارَ مُذْ كان مِن أمرِه ما كان قال كعبٌ: فلمَّا طال علَيَّ البلاءُ اقتحَمْتُ على أبي قتادةَ حائطَه ـ وهو ابنُ عمِّي ـ فسلَّمْتُ عليه فلم يرُدَّ علَيَّ فقُلْتُ: أنشُدُكَ اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أحب الله ورسوله ؟ فسكَت فقُلْتُ: أنشُدُك اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه ؟ فسكَت فقُلْتُ: أنشُدُك اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه فقال: اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال: فلم أملِكْ نفسي أنْ بكَيْتُ ثمَّ اقتحَمْتُ الحائطَ خارجًا حتَّى إذا مضَتْ خمسونَ ليلةً مِن حينِ نهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كلامِنا صلَّيْتُ على ظهرِ بيتٍ لنا صلاةَ الفجرِ وأنا في المنزلةِ الَّتي قال اللهُ: قد ضاقَت علينا الأرضُ بما رحُبَت وضاقت علينا أنفسُنا إذ سمِعْتُ نداءً مِن ذِروةِ سَلْعٍ أنْ أبشِرْ يا كعبُ بنَ مالكٍ فخرجت ساجدًا وعرَفْتُ أنَّ اللهَ قد جاءنا بالفرَجِ ثمَّ جاء رجلٌ يركُضُ على فرسٍ يُبشِّرُني فكان الصَّوتُ أسرَعَ مِن فرسِه فأعطَيْتُه ثوبيَّ بشارةً ولبِسْتُ ثوبينِ آخَرينِ وكانت توبتُنا نزَلت على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُلُثَ اللَّيلِ فقالت أمُّ سلَمةَ: يا نبيَّ اللهِ ألا نُبشِّرُ كعبَ بنَ مالكٍ فقال: ( إذًا يحطِمُكم النَّاسُ ويمَنعونَكم النَّومَ سائرَ اللَّيلةِ ) قال: وكانت أمُّ سلَمةَ محسنةً في شأني تُخبِرُني بأمري فانطلَقْتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو جالسٌ في المسجدِ وحولَه المسلمونَ وهو يستنيرُ كاستنارِ القمرِ وكان إذا سُرَّ بالأمرِ استنار فجِئْتُ فجلَسْتُ بينَ يدَيْهِ فقال: ( يا كعبُ بنَ مالكٍ أبشِرْ بخيرِ يومٍ أتى عليك منذُ ولدَتْك أمُّك ) قال: فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ أمِن عندِ اللهِ أم مِن عندِك ؟ قال: ( بل مِن عندِ اللهِ ) ثمَّ تلا عليهم: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: 117] حتَّى بلَغ {هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118] قال: وفينا نزَلت {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] قال: فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ إنَّ مِن توبتي أنِّي لا أُحدِّثُ إلَّا صدقًا وأنْ أنخلَعَ مِن مالي كلِّه صدقةً إلى اللهِ وإلى رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال ( أمسِكْ عليك بعضَ مالِك فهو خيرٌ لك ) قال: فقُلْتُ: فإنِّي أُمسِكُ سهمي الَّذي بخيبرَ قال: فما أنعَمَ اللهُ علَيَّ مِن نعمةٍ بعدَ الإسلامِ أعظَمَ في نفسي مِن صدقي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ صدَقْتُه أنا وصاحباي ألَّا نكونَ كذَبْنا فهلَكْنا كما هلَكوا، وما تعمَّدْتُ لكذبةٍ بعدُ وإنِّي لأرجو أنْ يحفَظَني اللهُ فيما بقي قال الزُّهريُّ: فهذا ما انتهى إلينا مِن حديثِ كعبِ بنِ مالكٍ

53 - قال ناسٌ : يا رسولَ اللهِ هل نرى ربَّنا يومَ القيامةِ ؟ قال : ( هل تُضارُّونَ في رؤيةِ الشَّمسِ في يومٍ صائفٍ والسَّماءُ مُصْحيةٌ غيرُ مُتغيِّمةٍ ليس فيها سَحابةٌ ؟ ) قالوا : لا قال : ( فهل تُضارُّونَ في رؤيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ والسَّماءُ مُصحِيَةٌ غيرُ مُتغيِّمةٍ ليس فيها سَحابةٌ ؟ ) قالوا : لا قال : ( فوالَّذي نفسي بيدِه كذلك لا تُضارُّونَ في رؤيةِ ربِّكم يومَ القيامةِ كما لا تُضارُّونَ في رؤيةِ واحدٍ منهما يَلْقَى العبدُ ربَّه يومَ القيامةِ فيقولُ اللهُ جلَّ وعلا : أيْ فُلُ ألَمْ أخلُقْكَ ؟ ألَمْ أجعَلْكَ سميعًا بصيرًا ؟ ألَمْ أُزوِّجْكَ ؟ ألَمْ أُكرِمْكَ ؟ ألَمْ أُسخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ ؟ ألَمْ أُسوِّدْكَ وأذَرْكَ ترأَسُ وتربَعُ ؟ فيقولُ : بلى أيْ ربِّ فيقولُ : فظنَنْتَ أنَّكَ مُلاقِيَّ ؟ فيقولُ : لا يا ربِّ فيقولُ : اليومَ أنساكَ كما نسِيتَني قال : ويَلقاه الآخَرُ فيقولُ : أيْ فُلُ ؟ ألَمْ أخلُقْكَ ؟ ألَمْ أجعَلْكَ سميعًا بصيرًا ؟ ألَمْ أُزوِّجْكَ ؟ ألَمْ أُكرِمْكَ ؟ ألَمْ أُسخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ ؟ ألَمْ أُسوِّدْكَ وأذَرْكَ ترأَسُ وتربَعُ فيقولُ : بلى يا ربِّ فيقولُ : فماذا أعدَدْتَ لي ؟ فيقولُ : آمَنْتُ بكَ وبكتابِكَ وبرسولِكَ وصدَّقْتُ وصلَّيْتُ وصُمْتُ فيقولُ : فها هنا إذًا ثمَّ يقولُ : ألَا نبعَثُ عليكَ قال : فيُفكِّرُ في نفسِه مَن هذا الَّذي يشهَدُ علَيَّ ؟ قال : وذلكَ المُنافِقُ الَّذي يغضَبُ اللهُ عليه وذلكَ لِيُعذِرَ مِن نفسِه فيُختَمُ على فيه ويُقالُ لِفخِذِه : انطِقي فتنطِقُ فخِذُه وعِظامُه وعصَبُه بما كان يعمَلُ ثم يُنادي مُنادٍ ألَا اتَّبَعَتْ كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبُدُ فيتَّبِعُ عبَدَةُ الصَّليبِ الصَّليبَ وعبَدَةُ النَّارِ النَّارَ وعبَدَةُ الأوثانِ الأوثانَ وعبَدَةُ الشَّيطانِ الشَّيطانَ ويتَّبِعُ كلُّ طاغيةٍ طاغيتَها إلى جَهنَّمَ ونَبقى أيُّها المُؤمِنونَ ونحنُ المُؤمِنونَ فيأتينا ربُّنا تبارَك وتعالى ونحنُ قيامٌ فيقولُ : علامَ هؤلاءِ قيامٌ ؟ فنقولُ : نحنُ عبادُ اللهِ المُؤمِنونَ آمنَّا به ولَمْ نُشرِكْ به شيئًا وهذا مَقامُنا ولنْ نبرَحَ حتَّى يأتيَنا ربُّنا وهو ربُّنا وهو يُثبِّتُنا فيقولُ : وهل تعرِفونَه ؟ فنقولُ : سُبحانَه إذا اعترَف لنا عرَفْناه ) قال سُفيانُ : وها هنا كلمةٌ لا أقولُها لكم قال : فننطلِقُ حتَّى نأتيَ الجِسرَ وعليه خَطاطيفُ مِن نارٍ تخطَفُ النَّاسَ وعندَها حلَّتِ الشَّفاعةُ اللَّهمَّ سلِّمْ سلِّمْ اللَّهمَّ سلِّمْ سلِّمْ اللَّهمَّ سلِّمْ سلِّمْ فإذا جاوَز الجِسرَ فكلُّ مَن أنفَق زوجًا مِن المالِ ممَّا يملِكُ في سبيلِ اللهِ فكلُّ خَزَنةِ الجنَّةِ تدعوه : يا عبدَ اللهِ يا مُسلِمُ هذا خيرٌ فتَعالَ يا عبدَ اللهِ يا مُسلِمُ هذا خيرٌ فتَعالَ يا عبدَ اللهِ يا مُسلِمُ هذا خيرٌ فتَعالَ ) فقال أبو بكرٍ وهو إلى جَنْبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ذاكَ عبدٌ لا توَى عليه يدَعُ بابًا ويلِجُ مِن آخَرَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومسَح مَنْكِبَيْهِ : ( إنِّي لَأرجو أنْ تكونَ منهم )

54 - كان أبو لؤلؤةَ عبدًا للمُغيرةِ بنِ شُعبةَ وكان يصنَعُ الأَرْحَاءَ وكان المُغيرةُ يستغِلُّه كلَّ يومٍ بأربعةِ دراهمَ فلقي أبو لؤلؤةَ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه فقال : يا أميرَ المؤمِنينَ إنَّ المُغيرةَ قد أثقَل علَيَّ غَلَّتي فكلِّمْه يُخفِّفْ عنِّي فقال له عُمَرُ : اتَّقِ اللهَ وأحسِنْ إلى مولاكَ فغضِب العبدُ وقال : وسِع النَّاسَ كلَّهم عَدْلُك غيري فأضمَر على قَتْلِه فاصطنَع خَنجَرًا له رأسانِ وسَمَّه ثمَّ أتى به الهُرمزانَ فقال : كيف ترى هذا ؟ فقال : إنَّك لا تضرِبُ بهذا أحدًا إلَّا قتَلْتَه قال : وتحيَّن أبو لُؤلؤةَ عُمَرَ فجاءه في صلاةِ الغَداةِ حتَّى قام وراءَ عُمَرَ وكان عُمَرُ إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ يقولُ : أقيموا صفوفَكم فقال كما كان يقولُ فلمَّا كبَّر وجَأه أبو لُؤلؤةَ في كتِفِه ووجَأه في خاصِرَتِه فسقَط عُمَرُ وطعَن بخَنجَرِه ثلاثةَ عشَر رجُلًا فهلَك منهم سبعةٌ وحُمِل عُمَرُ فذُهِب به إلى منزلِه وصاح النَّاسُ حتَّى كادَتْ تطلُعُ الشَّمسُ فنادى النَّاسَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ : يا أيُّها النَّاسُ الصَّلاةَ الصَّلاةَ قال : ففزِعوا إلى الصَّلاةِ فتقدَّم عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ فصلَّى بهم بأقصرِ سورتَيْنِ في القُرآنِ فلمَّا قضى صلاتَه توجَّهوا إلى عُمَرَ فدعا عُمَرُ بشرابٍ لِينظُرَ ما قدرُ جُرْحِه فأُتِي بنَبيذٍ فشرِبه فخرَج مِن جُرْحِه فلَمْ يَدْرِ أنبيذٌ هو أم دمٌ فدعا بلَبَنٍ فشرِبه فخرَج مِن جُرحِه فقالوا : لا بأسَ عليكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ قال : إنْ يكُنِ القتلُ بأسًا فقد قُتِلْتُ فجعَل النَّاسُ يُثنونَ عليه يقولونَ : جزاكَ اللهُ خيرًا يا أميرَ المُؤمِنينَ كُنْتَ وكُنْتَ ثمَّ ينصرِفونَ ويجيءُ قومٌ آخَرونَ فيُثنونَ عليه فقال عُمَرُ : أمَا واللهِ على ما تقولونَ ودِدْتُ أنِّي خرَجْتُ منها كَفافًا لا علَيَّ ولا ليَ وإنَّ صُحبةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سلِمَتْ لي فتكلَّم عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ - وكان عندَ رأسِه وكان خَليطَه كأنَّه مِن أهلِه وكان ابنُ عبَّاسٍ يُقرِئُه القُرآنَ - فتكلَّم ابنُ عبَّاسٍ فقال : لا واللهِ لا تخرُجُ منها كَفافًا لقد صحِبْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصحِبْتَه وهو عنكَ راضٍ بخيرِ ما صحِبه صاحبٌ كُنْتَ له وكُنْتَ له وكُنْتَ له حتَّى قُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو عنكَ راضٍ ثمَّ صحِبْتَ خليفةَ رسولِ اللهِ فكُنْتَ تُنفِّذُ أمرَه وكُنْتَ له وكُنْتَ له ثمَّ وَلِيتَها يا أميرَ المُؤمِنينَ أنتَ فوَلِيتَها بخيرِ ما وَلِيَها والٍ وكُنْتَ تفعَلُ وكُنْتَ تفعَلُ فكان عُمَرُ يستريحُ إلى حديثِ ابنِ عبَّاسٍ فقال له عُمَرُ : كرِّرْ علَيَّ حديثَك فكرَّر عليه فقال عُمَرُ : أمَا واللهِ على ما تقولُ لو أنَّ لي طِلاعَ الأرضِ ذهبًا لَافتدَيْتُ به اليومَ مِن هولِ المَطلَعِ، قد جعَلْتُها شورى في ستَّةٍ : عُثمانَ وعلِيِّ بنِ أبي طالبٍ وطَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ والزُّبيرِ بنِ العوَّامِ وعبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ وسعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ وجعَل عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ معهم مُشيرًا وليس منهم وأجَّلهم ثلاثًا وأمَر صُهَيبًا أنْ يُصَلِّيَ بالنَّاسِ رحمةُ اللهِ عليه ورضوانُه

55 - انطلَقْتُ في المدَّةِ الَّتي كانتْ بيْنَنا وبيْنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبيْنَا أنا بالشَّامِ إذ جِيء بكتابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى هِرَقْلَ جاء به دِحْيَةُ الكَلبيُّ فدفَعه إلى عظيمِ بُصرَى فدفَعه عظيمُ بُصرَى إلى هِرَقْلَ فقال هِرَقْلُ : هل ها هنا أحَدٌ مِن قومِ هذا الرَّجُلِ الَّذي يزعُمُ أنَّه نبيٌّ ؟ قالوا : نَعم فدُعِيتُ في نفَرٍ مِن قُرَيشٍ فدخَلْنا على هِرَقْلَ فأجلَسَنا بيْنَ يدَيْهِ فقال : أيُّكم أقرَبُ نسَبًا مِن هذا الرَّجُلِ الَّذي يزعُمُ أنَّه نبيٌّ ؟ قال أبو سُفيانَ : فقُلْتُ : أنا، فأجلَسوني بيْنَ يدَيْه وأجلَسوا أصحابي خَلْفي ثمَّ دعا تَرْجُمانَه فقال : قُلْ لهم : إنِّي سائلٌ هذا الرَّجُلَ عن هذا الَّذي يزعُمُ أنَّه نبيٌّ فإنْ كذَبني فكذِّبوه قال أبو سُفيانَ : واللهِ لولا مخافةُ أنْ يُؤثَرَ عنِّي الكذِبُ لكذَبْتُه ثمَّ قال لِتَرجُمانِه : سَلْه كيف حَسَبُه فيكم ؟ قال : قُلْتُ : هو فينا ذو حَسَبٍ قال : فهل كان مِن آبائِه مَلِكٌ ؟ قُلْتُ : لا، قال : فهل أنتم تتَّهمونَه بالكذِبِ قبْلَ أنْ يقولَ ما قال ؟ قُلْتُ : لا قال : مَن تبِعه : أشرافُ النَّاسِ أم ضُعفاؤُهم ؟ قُلْتُ : بل ضُعفاؤُهم قال : فهل يَزيدونَ أم ينقُصونَ ؟ قال : قُلْتُ : بل يَزيدونَ قال : فهل يرتَدُّ أحَدٌ منهم عن دِينِه بعدَ أنْ يدخُلَ فيه سَخْطَةً له ؟ قال : قُلْتُ : لا قال : فهل قاتَلْتُموه ؟ قال : قُلْتُ : نَعم قال : كيف كان قِتالُكم إيَّاه ؟ قال : قُلْتُ : تكونُ الحربُ سِجالًا بيْنَنا وبيْنَه يُصيبُ منَّا ونُصيبُ منه قال : فهَلْ يغدِرُ ؟ قال : قُلْتُ : لا، ونحنُ منه في مدَّةٍ - أو قال : هُدنةٍ - لا ندري ما هو صانعٌ فيها ما أمكَنني مِن كلمةٍ أُدخِلُ فيها شيئًا غيرَ هذه قال : فهل قال هذا القولَ أحَدٌ قبْلَه ؟ قال : قُلْتُ : لا ثمَّ قال لِتَرجُمانِه : قُلْ له : إنِّي سأَلْتُك عن حَسَبِه فيكم فزعَمْتَ أنَّه فيكم ذو حَسَبٍ فكذلك الرُّسُلُ تُبعَثُ في أحسابِ قومِها وسأَلْتُك : هل كان في آبائِه مَلِكٌ فزعَمْتَ أنْ لا فقُلْتُ : لو كان في آبائِه مَلِكٌ قُلْتُ : رجُلٌ يطلُبُ مُلْكَ آبائِه وسأَلْتُك عن أتباعِه : أضُعفاءُ النَّاسِ أم أشرافُهم ؟ فقُلْتَ : بل ضُعفاؤُهم وهم أتباعُ الرُّسُلِ وسأَلْتُك : هل كُنْتُم تتَّهِمونَه قبْلَ أنْ يقولَ ما قال ؟ فزعَمْتَ أنْ لا وقد عرَفْتُ أنَّه لم يكُنْ لِيدَعَ الكذِبَ على النَّاسِ ثمَّ يذهَبُ فيكذِبَ على اللهِ وسأَلْتُك : هل يرتَدُّ أحَدٌ منهم عن دِينِه بعدَ أنْ يدخُلَه سَخْطةً له فزعَمْتَ أنْ لا وكذلك الإيمانُ إذا خالَطه بَشاشةُ القلوبِ وسأَلْتُك : هل يَزيدونَ أم ينقُصونَ ؟ فزعَمْتَ أنَّهم يَزيدونَ وكذلك الإيمانُ حتَّى يتِمَّ وسأَلْتُك : هل قاتَلْتُموه ؟ فزعَمْتَ أنَّ الحربَ بيْنَكم وبيْنَه سِجالٌ تنالونَ منه وينالُ منكم وكذلك الرُّسُلُ تُبتَلى ثمَّ تكونُ لهم العاقبةُ وسأَلْتُك : هل يغدِرُ ؟ فزعَمْتَ أنْ لا وكذلك الأنبياءُ لا تغدِرُ وسأَلْتُك : هل قال هذا القولَ أحَدٌ قبْلَه ؟ فزعَمْتَ أنْ لا فقُلْتُ : لو كان قال هذا القولَ أحَدٌ قبْلَه قُلْتُ : رجُلٌ يأتَمُّ بقولٍ قبْلَ قولِه قال : ثمَّ ما يأمُرُكم ؟ قال : قُلْتُ : يأمُرُنا بالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّلةِ والعَفافِ قال : إنْ يَكُنْ ما تقولُ فيه حقًّا فإنَّه نبيٌّ وقد كُنْتُ أعلَمُ أنَّه خارجٌ ولم أظُنَّ أنَّه منكم ولو أنِّي أعلَمُ أنِّي أخلُصُ إليه لَأحبَبْتُ لقاءَه ولو كُنْتُ عندَه لَغسَلْتُ عن قدمَيْهِ ولَيبلُغَنَّ مُلْكُه ما تحتَ قدَميَّ قال : ثمَّ دعا بكتابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقرَأ فإذا فيه : ( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ مِن محمَّدٍ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى هِرَقْلَ عظيمِ الرُّومِ سلامٌ على مَنِ اتَّبَع الهدى أمَّا بعدُ فإنِّي أدعوك بدِعايةِ الإسلامِ أسلِمْ تسلَمْ وأسلِمْ يُؤتِك اللهُ أَجْرَك مرَّتينِ فإنْ تولَّيْتَ فإنَّ عليك إِثْمَ الأَرِيسيِّينَ : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} [آل عمران: 64] إلى قولِه : {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64] فلمَّا فرَغ مِن قراءةِ الكتابِ ارتفَعتِ الأصواتُ عندَه وكثُر اللَّغَطُ فأمَر بنا فأُخرِجْنا فقُلْتُ لِأصحابي حينَ خرَجْنا : لقد جَلَّ أمرُ ابنِ أبي كَبْشةَ، إنَّه لَيخافُه مَلِكُ بني الأصفرِ قال : فما زِلْتُ مُوقنًا بأمرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه سيظهَرُ حتَّى أدخَل اللهُ علَيَّ الإسلامَ

56 - [عن] عبدالله بن لحي الهوزني، قال: لقِيتُ بلالًا مُؤذِّنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : يا بلالُ أخبِرْني كيف كانت نفقةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : ما كان له مِن شيءٍ وكُنْتُ أنا الَّذي أَلِي ذلك منذُ بعَثه اللهُ حتَّى تُوفِّيَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكان إذا أتاه الإنسانُ المسلِمُ فرآه عاريًا يأمُرُني فأنطلِقُ فأستقرِضُ فأشتري البُردةَ أو النَّمِرةَ فأكسوه وأُطعِمُه حتَّى اعترضَني رجُلٌ مِن المُشرِكينَ فقال : يا بلالُ إنَّ عندي سَعةً فلا تستقرِضْ مِن أحَدٍ إلَّا منِّي ففعَلْتُ فلمَّا كان ذاتَ يومٍ توضَّأْتُ ثمَّ قُمْتُ أُؤذِّنُ بالصَّلاةِ فإذا المُشرِكُ في عِصابةٍ مِن التُّجَّارِ فلمَّا رآني قال : يا حبَشيُّ قال : قُلْتُ : يا لَبَّيه فتجهَّمني وقال لي قولًا غليظًا وقال : أتدري كم بيْنَك وبيْنَ الشَّهرِ ؟ قال : قُلْتُ : قريبٌ قال لي : إنَّما بيْنَك وبيْنَه أربعٌ فآخُذُك بالَّذي عليك فإنِّي لم أُعطِك الَّذي أعطَيْتُك مِن كرامتِك علَيَّ ولا كرامةِ صاحبِك ولكنِّي إنَّما أعطَيْتُك لِتَجِبَ لي عبدًا فأرُدَّك ترعى الغَنَمَ كما كُنْتَ قبْلَ ذلك فأخَذ في نفسي ما يأخُذُ النَّاسَ فانطلَقْتُ ثمَّ أذَّنْتُ بالصَّلاةِ حتَّى إذا صلَّيْتُ العَتَمةَ رجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أهلِه فاستأذَنْتُ عليه فأذِن لي فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ بأبي أنتَ إنَّ المُشرِكَ الَّذي ذكَرْتُ لك أنِّي كُنْتُ أتديَّنُ منه قال لي كذا وكذا وليس عندَك ما تقضي عنِّي ولا عندي وهو فاضحي فأْذَنْ لي أنوءُ إلى بعضِ هؤلاء الأحياءِ الَّذينَ أسلَموا حتَّى يرزُقَ اللهُ رسولَه ما يقضي عنِّي فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إذا شِئْتَ اعتمَدْتَ ) قال : فخرَجْتُ حتَّى آتيَ منزلي فجعَلْتُ سَيفي وجَعْبَتي ومِجَنِّي ونَعلي عندَ رأسي واستقبَلْتُ بوجهي الأُفقَ فكلَّما نِمْتُ ساعةً استنبَهْتُ فإذا رأَيْتُ علَيَّ ليلًا نِمْتُ حتَّى أسفَرَ الصُّبحُ الأوَّلُ أرَدْتُ أنْ أنطلِقَ فإذا إنسانٌ يسعى يدعو : يا بلالُ أجِبْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فانطلَقْتُ حتَّى أتَيْتُه فإذا أربعُ ركائبَ مُناخاتٍ عليهنَّ أحمالُهنَّ فأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستأذَنْتُه فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أبشِرْ فقد جاء اللهُ بقضائِك ) فحمِدْتُ اللهَ وقال : ( ألَمْ تمُرَّ على الرَّكائبِ المُناخاتِ الأربعِ ؟ ) فقُلْتُ : بلى فقال : ( إنَّ لك رقابَهنَّ وما عليهنَّ كسوةٌ وطعامٌ أهداهنَّ إليَّ عظيمُ فَدَكَ فاقبِضْهنَّ ثمَّ اقضِ دَيْنَك ) قال : ففعَلْتُ فحطَطْتُ عنهنَّ أحمالَهنَّ ثمَّ عقَلْتُهنَّ ثمَّ عمَدْتُ إلى تأذينِ صلاةِ الصُّبحِ حتَّى إذا صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَجْتُ للبقيعِ فجعَلْتُ أُصبُعيَّ في أُذُنيَّ فنادَيْتُ : مَن كان يطلُبُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَيْنًا فلْيحضُرْ فما زِلْتُ أبيعُ وأقضي وأعرِضُ فأقضي حتَّى إذا فضَل في يدي أوقيَّتانِ أو أوقيَّةٌ ونصفٌ وانطلَقْتُ إلى المسجدِ وقد ذهَب عامَّةُ النَّهارِ فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ في المسجدِ وحدَه فسلَّمْتُ عليه فقال : ( ما فعَل ما قِبَلَك ؟ ) فقُلْتُ : قد قضى اللهُ كلَّ شيءٍ كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يَبْقَ شيءٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أفَضَلَ شيءٌ ؟ ) قال : قُلْتُ : نَعم قال : انظُرْ أنْ تُريحَني منها ) فلمَّا صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العَتَمةَ دعاني فقال : ( ما فعَل ممَّا قِبَلَك ؟ ) قال : قُلْتُ : هو معي لَمْ يأتِنا أحَدٌ فبات في المسجدِ حتَّى أصبَح فظلَّ في المسجدِ اليومَ الثَّانيَ حتَّى كان في آخِرِ النَّهارِ جاء راكبانِ فانطلَقْتُ بهما فكسَوْتُهما وأطعَمْتُهما حتَّى إذا صلَّى العَتَمةَ دعاني فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ما فعَل الَّذي قِبَلَك ؟ ) فقُلْتُ : قد أراحك اللهُ منه يا رسولَ اللهِ فكبَّر وحمِد اللهَ شَفَقًا أنْ يُدرِكَه الموتُ وعندَه ذلك ثمَّ اتَّبَعْته حتَّى جاء أزواجَه فسلَّم على امرأةٍ امرأةٍ حتَّى أتى مبيتَه فهذا الَّذي سأَلْتَني عنه

57 - عن عائشةَ زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ قال لها أهلُ الإفكِ ما قالوا فبرَّأها اللهُ منه قال الزُّهريُّ : وكلُّهم حدَّثني طائفةً مِن حديثِها وبعضُهم أوعى مِن بعضٍ وأثبَتُ له اقتصاصًا وقد وعَيْتُ عن كلِّ واحدٍ منهم الحديثَ الَّذي حدَّثني عن عائشةَ وبعضُ حديثِهم يُصدِّقُ بعضًا زعَموا أنَّ عائشةَ رضِي اللهُ عنها قالت : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أراد أنْ يخرُجَ سفَرًا أقرَع بَيْنَ أزواجِه فأيَّتُهنَّ خرَج سهمُها خرَج بها معه فأقرَع بَيْنَنا في غَزاةٍ غزاها فخرَج سهمي فخرَجْتُ معه بعدَما أُنزِل الحجابُ وأنا أُحمَلُ في هَوْدجي وأنزِلُ فيه فسِرْنا حتَّى إذا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن غزوتِه تلك قفَل ودنَوْنا مِن المدينةِ فآذَن ليلةً بالرَّحيلِ فقُمْتُ فمشَيْتُ حتَّى جاوَزْتُ الجيشَ فلمَّا قضَيْتُ شأني أقبَلْتُ إلى الرَّحْلِ فلمَسْتُ صدري فإذا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ أظفارٍ قدِ انقطَع فرجَعْتُ فالتمَسْتُ عِقدي فحبَسني ابتغاؤُه فأقبَل الَّذينَ يرحَلونَ بي فاحتمَلوا هَوْدجي فرحَلوه على بعيري الَّذي كُنْتُ أركَبُ وهم يحسَبونَ أنِّي فيه وكان النِّساءُ إذ ذاكَ خِفافًا لَمْ يثقُلْنَ ولَمْ يغشَهنَّ اللَّحمُ وإنَّما يأكُلْنَ العُلقةَ مِن الطَّعامِ فلَمْ يستنكِرِ القومُ حينَ رفَعوه ثِقَلَ الهَوْدجِ فاحتمَلوه وكُنْتُ جاريةً حديثةَ السِّنِّ فبعَثوا الجمَلَ وساروا فوجَدْتُ عِقدي بعدَما استمرَّ الجيشُ فجِئْتُ منزِلَهم وليس فيه أحَدٌ فأقمَتْ منزِلي الَّذي كُنْتُ به وظنَنْتُ أنَّهم سيفقِدوني فيرجِعونَ إلَيَّ فبَيْنا أنا جالسةٌ غلَبَتْني عينايَ فنِمْتُ وكان صفوانُ بنُ المعطَّلِ السُّلَميُّ ثمَّ الذَّكوانيُّ مِن وراءِ الجيشِ فأصبَح عندَ منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ نائمٍ وكان يراني قبْلَ الحجابِ فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفني فخمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي واللهِ ما تكلَّمْتُ بكلمةٍ ولا سمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه حتَّى أناخ راحلتَه فوطِئ يدَها فركِبْتُها فانطلَق يقودُ بي الرَّاحلةَ حتَّى أتَيْنا الجيشَ بعدَما نزَلوا معرِّسينَ في نحرِ الظَّهيرةِ فهلَك مَن هلَك وكان الَّذي تولَّى كِبْرَ الإفكِ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلولٍ فقدِمْنا المدينةَ فاشتكَيْتُ بها شهرًا والنَّاسُ يُفيضونَ في قولِ أصحابِ الإفكِ ويَريبني في وجَعي أنِّي لا أرى مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللُّطْفَ الَّذي كُنْتُ أرى منه حينَ أمرَضُ إنَّما يدخُلُ فيُسلِّمُ ثمَّ يقولُ : ( كيفَ تِيكُمْ ) ؟ ولا أشعُرُ بشيءٍ مِن ذلك حتَّى نقِهْتُ فخرَجْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ قِبَلَ المَناصِعِ وكان مُتبرَّزَنا لا نخرُجُ إلَّا ليلًا إلى ليلٍ وذلكَ قبْلَ أنْ نتَّخِذَ الكُنُفَ قريبًا مِن بيوتِنا وأمرُنا أمرُ العرَبِ الأُوَلِ في البَرِّيَّةِ أو في التَّبرُّزِ فأقبَلْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ نمشي فعثَرَتْ في مِرْطِها فقالت : تعِس مِسطَحٌ فقُلْتُ : بِئس ما قُلْتِ أتسُبُّينَ رجُلًا شهِد بدرًا ؟ فقالت : يا هَنْتاه ألَمْ تسمَعي ما قالوا ؟ فأخبَرَتْني بما يقولُ أهلُ الإفكِ فازدَدْتُ مرَضًا على مرضٍ فلمَّا رجَعْتُ إلى بيتي دخَل علَيَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( كيف تِيكم ) ؟ فقُلْتُ : ائذَنْ لي آتي أبويَّ قالت : وأنا حينَئذٍ أُريدُ أنْ أستيقِنَ الخبَرَ مِن قِبَلِهما فأذِن لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْتُ أبويَّ فقُلْتُ لِأُمِّي : ما يتحدَّثُ به النَّاسُ ؟ فقالت : يا بُنيَّةُ هوِّني على نفسِك الشَّأنَ فواللهِ لقلَّما كانتِ امرأةٌ قطُّ وضيئةٌ عندَ رجُلٍ يُحِبُّها ولها ضرائرُ إلَّا أكثَرْنَ عليها فقُلْتُ : سُبحانَ اللهِ لقد تحدَّث النَّاسُ بهذا ؟ قالت : نَعم فبِتُّ تلكَ اللَّيلةَ حتَّى أصبَحْتُ لا يرقَأُ لي دَمْعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ ثمَّ أصبَحْتُ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علِيَّ بنَ أبي طالبٍ وأُسامةَ بنَ زيدٍ حينَ استَلْبَث الوحيُ يستشيرُهما في فِراقِ أهلِه فأمَّا أُسامةُ فأشار عليه بالَّذي يعلَمُ في نفسِه مِن الوُدِّ لهم فقال : أهلُك يا رسولَ اللهِ ولا نعلَمُ واللهِ إلَّا خيرًا وأمَّا علِيٌّ فقال : يا رسولَ اللهِ لَمْ يُضيِّقِ اللهُ عليكَ والنِّساءُ سواها كثيرٌ وسَلِ الجاريةَ تصدُقْكَ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَريرةَ فقال : ( يا بَريرةُ هل رأَيْتِ فيها شيئًا ما يريبُكِ ) ؟ فقالت : لا والَّذي بعَثكَ بالحقِّ إنْ رأَيْتُ منها أمرًا أغمِصُه عليها أكثَرَ مِن أنَّها جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ تنامُ عنِ العجينِ فتأتي الدَّاجنُ فتأكُلُه فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن يومِه فاستعذَر مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابنِ سَلولٍ فقال : ( مَن يعذِرُني مِن رجُلٍ بلَغ أذاه في أهلي وواللهِ ما علِمْتُ على أهلي إلَّا خيرًا وقد ذكَروا رجُلًا ما علِمْتُ عليه إلَّا خيرًا وما كان يدخُلُ على أهلي إلَّا معي ) فقام سعدُ بنُ مُعاذٍ فقال : يا رسولَ اللهِ وأنا واللهِ أعذِرُك منه إنْ كان مِن الأوسِ ضرَبْنا عُنُقَه وإنْ كان مِن إخوانِنا مِن الخَزرجِ أمَرْتَنا ففعَلْنا فيه أمرَك فقام سعدُ بنُ عُبادةَ وكان قبْلَ ذلكَ رجُلًا صالِحًا ولكِنِ احتمَلَتْه الحَميَّةُ فقال : كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لا تقتُلُه ولا تقدِرُ على ذلكَ فقام أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ فقال كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لَنقتُلَنَّه فإنَّكَ مُنافِقٌ تُجادِلُ عنِ المُنافِقينَ فثار الحيَّانِ الأوسُ والخَزرجُ حتَّى همُّوا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المِنبَرِ فجعَل يُخفِّضُهم حتَّى سكَتوا ومكَثْتُ يومي لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ فأصبَح عندي أبواي وقد بكَيْتُ ليلتي ويومي حتَّى أظُنَّ أنَّ البكاءَ فالِقٌ كبِدي قالت : فبَيْنا هما جالسانِ عندي وأنا أبكي إذِ استأذَنَتِ امرأةٌ مِن الأنصارِ فأذِنْتُ لها فجلَسَتْ تبكي معي فبَيْنا نحنُ كذلك إذ دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلَس ولَمْ يجلِسْ عندي مِن يومِ قيل لي ما قيل قبْلَها وقد مكَث شهرًا لا يُوحَى إليه في شأني شيءٌ قالت : فتشهَّد ثمَّ قال : ( يا عائشةُ أمَّا بعدُ فإنَّه قد بلَغني عنكِ كذا وكذا فإنْ كُنْتِ بريئةً فسيُبرِّئُكِ اللهُ وإنْ كُنْتِ ألمَمْتِ فاستغفِري اللهَ وتُوبي إليه فإنَّ العبدَ إذا اعترَف بذَنبِه ثمَّ تاب تاب اللهُ عليه ) فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مقالتَه قلَص دمعي حتَّى ما أُحِسُّ منه بقَطرةٍ وقُلْتُ لِأَبي : أجِبْ عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لِأمِّي : أجيبي عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما قال قالت : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت : وأنا جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ لا أقرَأُ كثيرًا مِن القُرآنِ فقُلْتُ : إي واللهِ لقد علِمْتُ أنَّكم سمِعْتُم ما تحدَّث النَّاسُ ووقَر في أنفسِكم وصدَّقْتُم به ولئِنْ قُلْتُ لكم : إنِّي بريئةٌ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لا تُصدِّقوني بذلكَ وإنِ اعترَفْتُ لكم بأمرٍ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لَتُصدِّقُنِّي واللهِ ما أجِدُ لي ولكم مَثَلًا إلَّا أبا يوسُفَ إذ قال : {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثمَّ تحوَّلْتُ على فِراشي وأنا أرجو أنْ يُبرِّئَني اللهُ ولكِنْ واللهِ ما ظنَنْتُ أنْ ينزِلَ في شأني وحيٌ ولَأنا أحقَرُ في نفسي مِن أنْ يُتكلَّمَ بالقُرآنِ في أمري ولكنِّي كُنْتُ أرجو أنْ يرى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّومِ رؤيا تُبرِّئُني فواللهِ ما رام في مجلسِه ولا خرَج أحَدٌ مِن البيتِ حتَّى أُنزِل عليه فأخَذه ما كان يأخُذُه مِن البُّرَحاءِ حتَّى إنَّه لَينحدِرُ منه مِثلُ الجُمَانِ مِن العَرَقِ في يومٍ شاتٍ فلمَّا سُرِّي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يضحَكُ فكان أوَّلَ كلمةٍ تكلَّم بها أنْ قال : ( يا عائشةُ احمَدي اللهَ فقد برَّأكِ اللهُ ) فقالت لي أُمِّي : قومي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : لا واللهِ لا أقومُ إليه ولا أحمَدُ إلَّا اللهَ فأنزَل اللهُ تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] الآياتِ فلمَّا أنزَل اللهُ هذا في براءتي قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ عنه وكان يُنفِقُ على مِسطَحٍ لقَرابتِه منه : واللهِ لا أُنفِقُ على مِسطَحٍ شيئًا أبدًا بعدَما قال لِعائشةَ فأنزَل اللهُ : {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22] إلى قولِه : {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ : واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يغفِرَ اللهُ لي فرجَع إلى مِسطَحٍ بالَّذي كان يُجري عليه وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أمري فقالت : يا رسولَ اللهِ [ أحمي ] سَمْعي وبصَري وكانت تُساميني فعصَمها اللهُ بالوَرَعِ

58 - إنَّ اللهَ كرِه لكم قيلَ وقالَ وكثرةَ السُّؤالِ وإضاعةَ المالِ

59 - عن أنسٍ أنَّ يهوديًّا سلَّم على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابِه فقال: السَّامُ عليكم فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ( أتدرون ما قال ) ؟ قالوا: نَعم سلَّم علينا قال: ( لا إنَّما قال: السَّامُ عليكم، أي: تُسامُونَ دِينَكم فإذا سلَّم عليكم رجُلٌ مِن أهلِ الكتابِ فقولوا: وعليك )

60 - خرَجْنا في قومِنا غِفَارٍ وكانوا يُحِلُّونَ الشَّهرَ الحرامَ فخرَجْتُ أنا وأخي أُنَيْسٌ وأمُّنا فنزَلْنا على خالٍ لنا فأكرَمَنا خالُنا وأحسَن إلينا فحسَدَنا قومُه فقالوا : إنَّكَ إذا خرَجْتَ عن أهلِك خالَفك إليهم أُنَيْسٌ فجاء خالُنا فذكَر الَّذي قيل له فقُلْتُ : أمَّا ما مضى من معروفِكَ فقد كدَّرْتَه ولا حاجةَ لنا فيما بعدُ قال : فقدَّمْنا صِرْمَتَنا فاحتَمَلْنا عليها فانطلَقْنا حتَّى نزَلْنا بحضرةِ مكَّةَ قال : وقد صلَّيْتُ يا ابنَ أخي قبْلَ أنْ ألقى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : قُلْتُ : لِمَن ؟ قال : للهِ قُلْتُ : فأينَ تَوَجَّهُ ؟ قال : أتوجَّهُ حيثُ يوجِّهُني ربِّي أُصلِّي عشيًّا حتَّى إذا كان مِن آخِرِ اللَّيلِ أُلقِيتُ حتَّى تعلوَني الشَّمسُ قال أُنَيسٌ : إنَّ لي حاجةً بمكَّةَ فانطلَق أُنَيْسٌ حتَّى أتى مكَّةَ قال : ثمَّ جاء فقُلْتُ : ما صنَعْتَ ؟ قال : لقِيتُ رجُلًا بمكَّةَ على دِينِك يزعُمُ أنَّ اللهَ أرسَله قال : قُلْتُ : فما يقولُ النَّاسُ ؟ قال : يقولونَ : شاعرٌ كاهنٌ ساحرٌ قال : فكان أُنَيْسٌ أحَدَ الشُّعراءِ قال أُنَيْسٌ : لقد سمِعْتُ قولَ الكَهَنةِ وما هو بقولِهم ولقد وضَعْتُ قولَه على أَقْراءِ الشِّعرِ فما يلتَئِمُ على لسانِ أحدٍ بعدي أنَّه شِعرٌ، واللهِ إنَّه لَصادقٌ وإنَّهم لَكاذِبونَ قال : قُلْتُ : فاكْفِني حتَّى أذهَبَ فأنظُرَ فأتَيْتُ مكَّةَ فتضيَّفْتُ رجُلًا منهم فقُلْتُ : أينَ هذا الَّذي تَدْعونَه الصَّابئُ ؟ قال : فأشار إليَّ وقال : الصَّابئُ قال : فمال علَيَّ أهلُ الوادي بكلِّ مَدَرةٍ وعَظْمٍ حتَّى خرَرْتُ مغشيًّا علَيَّ فارتفَعْتُ حينَ ارتفَعْتُ كأنِّي نُصُبٌ أحمَرُ فأتَيْتُ زَمْزَمَ فغسَلْتُ عنِّي الدِّماءَ وشرِبْتُ مِن مائِها وقد لبِثْتُ ما بَيْنَ ثلاثينَ مِن ليلةٍ ويومٍ ما لي طعامٌ إلَّا ماءُ زَمْزَمَ فسمِنْتُ حتَّى تكسَّرَتْ عُكَنُ بطني وما وجَدْتُ على كبِدي سَخْفةَ جُوعٍ قال : فبَيْنا أهلُ مكَّةَ في ليلةٍ قَمْراءَ إِضْحيَانٍ إذ ضُرِب على أَسْمِخَتِهم فما يطوفُ بالبيتِ أحَدٌ وامرأتانِ منهم تَدْعوانِ إِسافًا ونائلةَ قال : فأتَتَا علَيَّ في طوافِهما فقُلْتُ : أنكِحا أحَدَهما الآخَرَ قال : فما تَناهَتَا عن قولِهما فأتَتَا علَيَّ فقُلْتُ : هنَّ مِثْلُ الخشَبةِ فرجَعتا تقولانِ : لو كان ها هنا أحَدٌ فاستقبَلَهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وهما هابطانِ فقال : ( ما لكما ؟ ) قالتا : الصَّابئُ بَيْنَ الكعبةِ وأستارِها قالا : ( ما قال لكما ؟ ) قالتا : إنَّه قال لنا كلمةً تملَأُ الفمَ قال : وجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى استلَم الحَجَرَ ثمَّ طاف بالبَيْتِ هو وصاحبُه ثمَّ صلَّى فقال أبو ذرٍّ : فكُنْتُ أوَّلَ مَن حيَّاه بتحيَّةِ الإسلامِ قال : ( وعليكَ ورحمةُ اللهِ ) ثمَّ قال : ( ممَّنْ أنتَ ) ؟ فقُلْتُ : مِن غِفَارٍ قال : فأهوى بيدِه ووضَع أصابعَه على جبهتِه فقُلْتُ في نفسي : كرِه أنِّي انتمَيْتُ إلى غِفَارٍ قال : ثمَّ رفَع رأسَه وقال : ( مُذْ متى كُنْتَ ها هنا ) ؟ قال : كُنْتُ ها هنا مِن ثلاثينَ بَيْنَ يومٍ وليلةٍ قال : ( فمَن كان يُطعِمُكَ ) ؟ قُلْتُ : ما كان لي طعامٌ إلَّا ماءُ زَمْزَمَ فسمِنْتُ حتَّى تكسَّرَتْ عُكَنُ بطني قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّها مُبارَكةٌ إنَّها طعامُ طُعْمٍ ) فقال أبو بكرٍ : يا رسولَ اللهِ ائذَنْ لي في طعامِه اللَّيلةَ فانطلَق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ فانطلَقْتُ معهما ففتَح أبو بكرٍ بابًا فجعَل يقبِضُ لنا مِن زبيبِ الطَّائفِ فكان ذلك أوَّلَ طعامٍ أكَلْتُه بها ثمَّ غبَرْتُ ما غبَرْتُ ثمَّ أتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( إنَّه قد وُجِّهَتْ لي أرضٌ ذاتُ نخلٍ ما أُراها إلَّا يَثْرِبَ فهل أنتَ مُبلِّغٌ عنِّي قومَك عسى اللهُ أنْ يهديَهم بكَ ويأجُرَك فيهم ) قال : فانطلَقْتُ فلقِيتُ أُنَيْسًا فقال : ما صنَعْتَ ؟ قُلْتُ : صنَعْتُ أنِّي قد أسلَمْتُ وصدَّقْتُ قال : ما بي رغبةٌ عن دِينِك فإنِّي قد أسلَمْتُ وصدَّقْتُ قال : فأتَيْنا أمَّنا فقالت : ما بي رغبةٌ عن دِينِكما فإنِّي قد أسلَمْتُ وصدَّقْتُ فاحتَمْلنا حتَّى أتَيْنا قومَنا غِفارًا فأسلَم نِصفُهم وكان يؤُمُّهم إيماءُ بنُ رَحَضَةَ وكان سيِّدَهم وقال نِصْفُهم : إذا قدِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ أسلَمْنا فلمَّا قدِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ أسلَم نِصْفُهم الباقي وجاءتْ أسلَمُ فقالوا : يا رسولَ اللهِ إخوانُنا نُسلِمُ على الَّذي أسلَموا عليه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( غِفارُ غفَر اللهُ لها وأسلَمُ سالَمها اللهُ )
 

1 - ألم أخبَرْ أنَّك تصومُ النَّهارَ وتقومُ اللَّيلَ ؟ ) قُلْتُ: بلى يا رسولَ اللهِ قال: ( فلا تفعَلْ، نَمْ وقُمْ وصُمْ وأفطِرْ فإنَّ لجسدِك عليك حقًّا وإنَّ لزَوْرِك عليك حقًّا وإنَّ لزوجتِك عليك حقًّا وإنِّي مخيِّرُك أنْ تصومَ مِن كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ فإنَّ بكلِّ حسنةٍ عشرةَ أمثالِها فإذَا ذلك صيامُ الدَّهرِ كلِّه ) فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنِّي أجِدُ قوَّةً قال: ( صُمْ مِن كلِّ جمعةٍ ثلاثةَ أيَّامٍ ) قال: فشدَّدْتُ فشُدِّد عليَّ قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنِّي أجِدُ قوَّةً قال: ( صُمْ صيامَ نبيِّ اللهِ داودَ ولا تزِدْ عليه ) قُلْتُ: فما صيامُ نبيِّ اللهِ داودَ ؟ قال: ( نصفُ الدَّهرِ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3571 التخريج : أخرجه البخاري (1975)، ومسلم (1159) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أنبياء - داود صيام - صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام - صيام داود صيام - فضل الصيام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - ذكَر عمرُ بنُ الخطَّابِ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه تُصيبُه الجَنابةُ مِن اللَّيلِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( توضَّأْ واغسِلْ ذكَرَك ثمَّ نَمْ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1213 التخريج : أخرجه البخاري (290)، ومسلم (306) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب النوم - النوم على طهارة وضوء - وضوء الجنب للنوم والأكل والشرب غسل - أمر الجنب بالوضوء إن لم يغتسل
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - ( هل لكَ في ربيبةٍ يكفُلُها رَبيبٌ ) ؟ قال : ثمَّ جاء فسأَله النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ترَكْتُها عندَ أمِّها قال : ( فمَجيءٌ ما جاء بكَ ؟ ) قال : جِئْتُ لِتُعلِّمَني شيئًا أقولُه عندَ منامي قال : ( اقرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] [ ثمَّ ] نَمْ على خاتمتِها فإنَّها براءةٌ مِن الشِّركِ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : نوفل بن فروة الأشجعي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 790 التخريج : أخرجه ابن حبان (790) واللفظ له، وأحمد (23807)، والنسائي في ((الكبرى)) (11645) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الذكر عند النوم آداب النوم - ما يقول عند النوم فضائل سور وآيات - سورة الكافرون فضائل سور وآيات - فضل بعض الآيات والسور كالمسبحات ونحوها
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - هل لك في ربيبةٍ لنا فتكفُلَها زينبُ ) قال: ثمَّ جاء فسأَله النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ترَكْتُها عندَ أمِّها قال: ( فمَجيءٌ ما جاء بك ) قال: جِئْتُ لِتُعلِّمَني شيئًا أقولُه عندَ منامي قال: ( اقرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثمَّ نَمْ على خاتِمتِها فإنَّها براءةٌ مِن الشِّركِ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : نوفل بن فروة الأشجعي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5546 التخريج : أخرجه ابن حبان (5526)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على ((المسند)) (39/ 488)، وابن الجعد في ((المسند)) (2560) واللفظ لهم جميعا، وأبو داود (5055) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الذكر عند النوم آداب النوم - ما يقول عند النوم قرآن - فضل القرآن على سائر الكلام إيمان - الشرك ظلم عظيم فضائل سور وآيات - سورة الكافرون
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - هل لك في ربيبةٍ لنا فتكفُلَها زينبُ ) قال: ثمَّ جاء فسأَله النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ترَكْتُها عندَ أمِّها قال: ( فمجيءٌ ما جاء بك ) ؟ قال: جِئْتُ لِتُعلِّمَني شيئًا أقولُه عندَ منامي قال: ( اقرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] ثمَّ نَمْ على خاتِمتِها فإنَّها براءةٌ مِن الشِّركِ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : نوفل بن فروة الأشجعي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5526 التخريج : أخرجه ابن حبان (5526)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على ((المسند)) (39/ 488)، وابن الجعد في ((المسند)) (2560) واللفظ لهم جميعا، وأبو داود (5055) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الذكر عند النوم آداب النوم - ما يقول عند النوم قرآن - فضل القرآن على سائر الكلام إيمان - الشرك ظلم عظيم فضائل سور وآيات - سورة الكافرون
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - مَن خبَّب زوجةَ امرئٍ أو مملوكَه فليس منَّا ومَن حلَف بالأمانةِ فليس منَّا
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : بريدة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4363 التخريج : أخرجه أحمد (22980)، والحاكم (7816)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (11116) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أيمان - الحلف بالأمانة أيمان - الحلف بغير الله عز وجل آداب عامة - الأخلاق المذمومة إيمان - أعمال تنافي الإيمان رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - مَن خبَّب عبدًا على أهلِه فليس منَّا ومَن أفسَد امرأةً على زوجِها فليس منَّا
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الصحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5560 التخريج : أخرجه أبو داود (2175) بنحوه، وأحمد (9157) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الترهيب عن الأخلاق والأفعال المذمومة نكاح - من أفسد المرأة على زوجها أو العبد على سيده آداب عامة - الأخلاق المذمومة رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - مَن خبَّث عبدًا على أهلِه فليس منَّا ومَن أفسَد امرأةً على زوجِها فليس منَّا
خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي على شرط مسلم
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 568 التخريج : أخرجه أبو داود (2175) بنحوه، وأحمد (9157) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب عامة - الأخلاق المذمومة بر وصلة - الوصية بالنساء رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - جاءَتْ فاطمةُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تسأَلُه خادمًا فقال لها : ( قولي : اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ فالقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 966 التخريج : أخرجه مسلم (2713) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الذكر إيمان - توحيد الأسماء والصفات إيمان - عظمة الله وصفاته استعاذة - التعوذات النبوية
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - كان أبو صالحٍ يأمُرُنا إذا أراد أحدُنا أنْ ينامَ أنْ يضطجِعَ على شِقِّه الأيمنِ ثمَّ يقولَ: ( اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ وربَّ الأرضِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ فالقَ الحَبِّ والنَّوى مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ أعوذُ بك مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَك شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَك شيءٌ وأنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَك شيءٌ اقْضِ عنَّا الدَّينَ وأغنِنا مِن الفقرِ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5537 التخريج : أخرجه مسلم (2713) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الذكر عند النوم آداب النوم - النوم على شقه الأيمن آداب النوم - ما يقول عند النوم إيمان - الكتب السماوية إيمان - توحيد الأسماء والصفات
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

11 - مَن انتهَب نُهبةً فليس منَّا
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5170 التخريج : أخرجه الترمذي (1123)، والنسائي (3335) مطولاً، وابن ماجه (3937)
التصنيف الموضوعي: إيمان - الوعيد رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال غصب وضمانات - تحريم الغصب والتشديد فيه والنهي عن جده وهزله مظالم - النهبى بغير إذن صاحبه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5607 التخريج : أخرجه أحمد (8270)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (1279)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (4/407) بلفظ: "رمانا بالليل"
التصنيف الموضوعي: إيمان - أعمال تنافي الإيمان جهاد - النهي عن قتال المسلم رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال
|أصول الحديث

13 - مَن لم يأخُذْ شاربَه فليس منَّا
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5477 التخريج : أخرجه الترمذي (2761)، وأحمد (19263) باختلاف يسير، والنسائي (13)
التصنيف الموضوعي: زينة - خصال الفطرة زينة الشعر - أخذ الشارب رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن على شرط مسلم
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4588 التخريج : أخرجه الغوي في ((مسند ابن الجعد)) (3301 ) واللفظ له، و هو عند مسلم (99)، وأحمد (16500) بلفظ : «من سل علينا السيف فليس منا»
التصنيف الموضوعي: إيمان - أعمال تنافي الإيمان إيمان - سباب المسلم فسوق وقتاله كفر جهاد - النهي عن قتال المسلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4590 التخريج : أخرجه البخاري (6874)، ومسلم (98)
التصنيف الموضوعي: جهاد - النهي عن أن يشير إلى أحد بالسلاح جهاد - النهي عن قتال المسلم رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - مَن غشَّنا فليس منَّا والمكرُ والخداعُ في النَّارِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 567 التخريج : أخرجه الطبراني (10/169) (10234)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (4/189)، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (354). ولفظ: "الخديعة في النار" أصله في صحيح البخاري معلقاً قبل حديث (2142)
التصنيف الموضوعي: إسلام - صفة المسلم بيوع - الخداع والغش آداب عامة - الأخلاق المذمومة جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار مظالم - المسلم لا يظلم المسلم ولا يسلمه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - مَن غشَّنا فليس منَّا والمكرُ والخداعُ في النَّارِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبد الله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5559 التخريج : أخرجه الطبراني (10 / 138) (10234)، والقطيعي في ((جزء الألف دينار)) (136)، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (253) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: بيوع - الخداع والغش تجارة - ما يجب على التجار توقيه جهنم - من يدخلها وبمن وكلت آداب عامة - الأخلاق المذمومة رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

18 - ليس على مُنتهِبٍ قَطْعٌ ومَن انتَهب نُهبةً فليس منَّا
خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4456
التصنيف الموضوعي: حدود - حد المنتهب مظالم - النهبى بغير إذن صاحبه
| شرح حديث مشابه

19 - لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا شِغارَ ومَن انتَهَب نُهْبةً فليس منَّا
خلاصة حكم المحدث : حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا ان فيه عنعنة الحسن, وله شاهد
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3267 التخريج : أخرجه الترمذي (1123)، والنسائي (3335)، وأخرجه ابن ماجه (3937) مختصراً
التصنيف الموضوعي: خيل - الجنب نكاح - نكاح الشغار خيل - أحكام الخيل زكاة - صدقة المواشي السائمة مظالم - النهبى بغير إذن صاحبه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

20 - مَن ذرَعه القيءُ وهو صائمٌ فليس عليه قضاءٌ ومَنِ استقاء فليَقْضِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3518 التخريج : أخرجه أبو داود (2380)، والترمذي (720)، وابن ماجه (1676) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: صيام - الحجامة والقيء للصائم صيام - قضاء الصيام لمن أفطر في رمضان صيام - قضاء رمضان على التراخي
|أصول الحديث

21 - (لو أنَّ إنسانًا اطَّلَع عليك فحذَفْتَ عينَه ففقَأْتَها لَمَا كان عليك جُناحٌ)

22 - أنَّ الملَأَ مِن قُريشٍ اجتمَعوا في الحِجْرِ فتعاقَدوا باللَّاتِ والعُزَّى ومناةَ الثَّالثةِ الأخرى ونائِلةَ وإِسَافٍ : لو قد رأَيْنا مُحمَّدًا لَقُمْنا إليه قيامَ رجُلٍ واحدٍ فلَمْ نُفارِقْه حتَّى نقتُلَه فأقبَلَتِ ابنتُه فاطمةُ تبكي حتَّى دخَلَتْ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت : هؤلاءِ الملأُ مِن قومِك قد تعاقَدوا عليك لو قد رأَوْك قاموا إليك فقتَلوك فليس منهم رجُلٌ إلَّا عرَف نصيبَه مِن دَمِك قال : ( يا بُنيَّةُ، ايتِيني بوَضوءٍ ) فتوضَّأ ثمَّ دخَل المسجدَ فلمَّا رأَوْه قالوا : ها هو ذا ها هو ذا، فخفَضوا أبصارَهم وسقَطَتْ أذقانُهم في صُدورِهم فلَمْ يرفَعوا إليه بصَرًا ولم يَقُمْ إليه منهم رجُلٌ فأقبَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى قام على رؤوسِهم فأخَذ قبضةً مِن تُرابٍ وقال : ( شاهَتِ الوجوهُ ) ثمَّ حصَبهم فما أصاب رجُلًا منهم مِن ذلك الحصى حصاةٌ إلَّا قُتِل يومَ بَدْرٍ

23 - ما سالَمْناهنَّ منذُ حارَبْناهنَّ ـ يعني الحيَّاتِ ـ ومَن ترَك قَتْلَ شيءٍ منهنَّ خيفةً فليس منَّا
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5644 التخريج : أخرجه أبو داود (5248)، وأحمد (9588) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: صيد - الزجر عن قتل عمار الدور والإذن في قتل الحيات
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - مَن لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ به والجهلَ فليس للهِ حاجةٌ في أنْ يدَعَ طعامَه وشرابَه

25 - إذا قُبِر أحدُكم أو الإنسانُ أتاه ملَكان أسودانِ أزرقانِ يُقالُ لأحدِهما: المنكَرُ والآخَرُ: النَّكيرُ فيقولانِ له: ما كُنْتَ تقولُ في هذا الرَّجلِ محمَّدٍ ؟ فهو قائلٌ ما كان يقولُ، فإنْ كان مؤمنًا قال: هو عبدُ اللهِ ورسولُه أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه فيقولانِ له: إنْ كنَّا لنعلَمُ إنَّك لتقولُ ذلك ثمَّ يُفسَحُ له في قبرِه سبعونَ ذراعًا في سبعينَ ذراعًا ويُنوَّرُ له فيه فيُقالُ له: نَمْ فينامُ كنَوْمةِ العروسِ الَّذي لا يوقِظُه إلَّا أحَبُّ أهلِه إليه حتَّى يبعَثَه اللهُ مِن مضجَعِه ذلك وإنْ كان منافقًا قال: لا أدري كُنْتُ أسمَعُ النَّاسَ يقولونَ شيئًا فكُنْتُ أقولُه فيقولانِ له: إنْ كنَّا لنعلَمُ أنَّك تقولُ ذلك ثمَّ يُقالُ للأرضِ: التَئمي عليه فتلتئمُ عليه حتَّى تختلِفَ فيها أضلاعُه فلا يزالُ معذَّبًا حتَّى يبعَثَه اللهُ مِن مضجَعِه ذلك )
خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3117 التخريج : أخرجه الترمذي (1071)، والبزار (8462)، والبيهقي في ((إثبات عذاب القبر)) (56) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: إيمان - قبض أهل الإيمان جنائز وموت - من لا يعذب في قبره دفن ومقابر - عذاب القبر ونعيمه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - مَن كان له شريكٌ في رَبْعةٍ أو نخلٍ فليس له أنْ يبيعَ حتَّى يُؤذِنَ شريكَه فإنْ رضي أخَذ وإنْ كرِه ترَك
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5179 التخريج : أخرجه مسلم (1608)، وأبو القاسم البغوي في ((مسند ابن الجعد)) (2607)، وأبو عوانة في ((المستخرج)) (5960) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: بيوع - بيع الأراضي غير مقسومة شفعة - الشفعة بالجوار شفعة - عرض الشفعة على صاحبها قبل البيع شفعة - ما تقع فيه الشفعة وما لا تقع فيه شركة - الشركة في الأرضين وغيرها
|أصول الحديث

27 - عن أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ: وكانت إذا أنفَقَت شيئًا تُحصي فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أنفِقي ولا تُحصي فيُحصيَ اللهُ عليك ولا تُوعي فيوعيَ اللهُ عليك )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3209
التصنيف الموضوعي: صدقة - فضل الصدقة والحث عليها آداب عامة - الأخلاق المذمومة رقائق وزهد - ذم الشح صدقة - ذم البخل نفقة - الإنفاق في أوجه الخير وفضله
| شرح حديث مشابه

28 - أُدخِلْتُ الجنَّةَ فرأَيْتُ فيها قصرًا مِن ذهبٍ أو لؤلؤٍ فقُلْتُ : لِمَنْ هذا القَصرُ ؟ قالوا : لعُمَرَ بنِ الخطَّابِ فما منَعني أنْ أدخُلَه إلَّا عِلْمي بغَيْرتِك ) قال : عليكَ أغارُ بأبي أنتَ وأمِّي عليك أغارُ ؟
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6886 التخريج : أخرجه ابن حبان (6886) بلفظه، والبخاري (7024)، ومسلم (2394)، وأحمد (15002) جميعهم باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا - رؤيا الأنبياء وتحقق رؤاهم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

29 - ألَا أُحَدِّثُكم عنِّي وعنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قُلْنا : بلى قالت : لَمَّا كان ليلتي انقلَب صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوضَع نعلَيْهِ عن رِجْلَيْهِ ووضَع رداءَه وبسَط طرَفَ إزارِه على فراشِه فلَمْ يلبَثْ إلَّا رَيْثما ظنَّ أنِّي قد رقَدْتُ ثمَّ انتعل رُوَيدًا وأخَذ رداءَه رُوَيدًا ثمَّ فتَح البابَ فخرَج وأجافه رُوَيدًا فجعَلْتُ دِرعي في رأسي ثمَّ تقنَّعْتُ بإزاري فانطلَقْتُ في إِثرِه حتَّى أتى البقيعَ فرفَع يدَيْهِ ثلاثَ مرَّاتٍ فأطال القيامَ ثمَّ انحرَف فانحرَفْتُ فأسرَع فأسرَعْتُ فهَرْول فهروَلْتُ فأحضَر فأحضَرْتُ فسبَقْتُه فدخَلْتُ فليس إلَّا أنِ اضطجَعْتُ دخَل فقال : ( ما لكِ يا عائشةُ ) ؟ قُلْتُ : لا شيءَ قال : ( لَتُخبِرَنِّي أو لَيُخبِرَنِّي اللَّطيفُ الخبيرُ ) قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ بأبي أنتَ وأُمِّي فأخبَرْتُه الخبَرَ قال : ( أنتِ السَّوادُ الَّذي رأَيْتُ أمامي ) ؟ قُلْتُ : نَعم قالت : فلهَز في صدري لَهْزَةً أوجَعَتْني ثمَّ قال : ( أظنَنْتِ أنْ يحيفَ اللهُ عليكِ ورسولُه ) قالت : فقُلْتُ : مهما يكتُمِ النَّاسُ فقد علِمه اللهُ قال : ( فإنَّ جبريلَ صلواتُ اللهِ عليه أتاني حينَ رأَيْتِ ولَمْ يكُنْ يدخُلُ عليكِ وقد وضَعْتِ ثيابَكِ فناداني فأخفى منكِ فأجَبْتُه فأخفَيْتُه منكِ وظنَنْتُ أنكِ قد رقَدْتِ وكرِهْتُ أنْ أُوقظَكِ وخشِيتُ أنْ تستوحشي فأمَرني أنْ آتيَ أهلَ البقيعِ فأستغفِرَ لهم ) قُلْتُ : كيف يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ( قولي : السَّلامُ على أهلِ الدِّيارِ مِن المُؤمِنينَ المُسلِمينَ ويرحَمُ اللهُ المُستقدِمينَ منَّا والمُستأخِرينَ وإنَّا إنْ شاء اللهُ بكم لاحقونَ )

30 - أتَيْتُ عائشةَ حينَ خسَفتِ الشَّمسُ فإذا النَّاسُ قيامٌ يُصلُّونَ وإذا هي قائمةٌ تُصلِّي فقُلْتُ: ما للنَّاسِ ؟ فأشارت بيدِها إلى السَّماءِ وقالت: سبحانَ اللهِ فقُلْتُ: آيةٌ ؟ فأشارت: أيْ نَعم قالت: فقُمْتُ حتَّى تجلَّاني الغَشْيُ فجعَلْتُ أصُبُّ الماءَ فوقَ رأسي فلمَّا انصرَف حمِد اللهَ رسولُ اللهِ وأثنى عليه ثمَّ قال: ( ما مِن شيءٍ كُنْتُ لم أرَهُ إلَّا قد رأَيْتُه في مقامي هذا حتَّى الجنَّةَ والنَّارَ ولقد أوحي إليَّ أنَّكم تُفتَنون في القبورِ مِثلَ أو قريبًا مِن فتنةِ الدَّجَّالِ - لا أدري أيَّ ذلك قالت أسماءُ - يؤتى أحدُكم فيُقالُ له: ما عِلْمُك بهذا الرَّجلِ فأمَّا المؤمنُ أو الموقِنُ - فلا أدري أيَّ ذلك قالت أسماءُ - فيقولُ: محمَّدٌ رسولُ اللهِ جاءنا بالبيِّناتِ والهدى فأجَبْنا وآمنَّا واتَّبَعْنا فيُقالُ له: نَمْ صالحًا قد علِمْنا إنْ كُنْتَ لمؤمنًا وأمَّا المنافقُ أو المرتابُ - لا أدري أيَّ ذلك قالت أسماءُ - فيقولُ: لا أدري سمِعْتُ النَّاسَ يقولونَ شيئًا فقُلْتُه )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين.
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3114
التصنيف الموضوعي: فتن - فتنة الدجال كسوف - ما عرض على النبي في صلاة الكسوف إيمان - فتنة القبر وسؤال الملكين جنائز وموت - روح الكافر بعد الموت جنائز وموت - روح المؤمن بعد الموت