موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ العاشِرُ: (لعَلَّ)


حَرفٌ من نواسِخِ الِابْتِداءِ، وهي من أخواتِ (إنَّ)، فهي من الحُروفِ المشَبَّهةِ بالفِعلِ، تدخُلُ على المبتدأِ فتَنصِبُه، وعلى الخبر فترفعُه؛ نَحْوُ: لعلَّ السَّفَرَ قريبٌ، ولعلَّ زيدًا قادمٌ، وقَولِ اللهِ تعالَى: لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا [الطلاق: 1] ، وقَولِه تعالَى: فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا [الكهف: 6] [223] ينظر: ((شرح ابن الناظم على الألفية)) (ص: 116)، ((توضيح المقاصد والمسالك)) للمرادي (1/523)، ((شرح ابن عقيل على الألفية)) (1/346). .
ويقترنُ خَبَرُها الفعْلِيُّ بِـ(أَنْ) كثيرًا، حملًا لَها على (عَسى)، كَقَوْلِ متمِّمِ بنِ نُوَيرةَ:
لَعَلَّكَ يَوْمًا أَن تُلِمَّ مُلِمَّةٌ
عليكَ مِن اللائي يدَعْنَكَ أَجْدَعا
وبحرفِ التَّنْفِيس قَلِيلًا؛ نَحْوُ قَولِ الشَّاعِرِ:
فقُولا لَها قولًا رَفِيقًا لَعَلَّها
سترحَمُني من زفرَةٍ وعَوِيلِ [224] يُنظر: ((المقتضب)) للمبرد (3/ 74)، ((التذييل والتكميل)) لأبي حيان (5/ 23).
وفي (لعَلَّ) لُغاتٌ من أشهَرِها (عَلَّ) بِحَذْفِ لامِها الأُولى، وَقد تلحَقُها نونُ الوِقاية، فيُقال: لعَلِّي، ولعلَّني وعَلِّي وعَلَّنِي.
وَلها معانٍ، أشهَرُها:
(1) الترجِّي، وَهُوَ ترقُّبُ شَيْءٍ لا وُثوقَ بحُصولِه، وَيدخُلُ فِيهِ الطَّمَعُ، وَهُوَ ترقُّبُ شَيْءٍ مَحْبُوبٍ؛ نَحْوُ: لَعَلَّ الجوَّ معتَدِلٌ غَدًا، وَلَعَلَّ الغائبَ قادِمٌ.
(2) والإشفاقُ، وَهُوَ ترقُّبُ شَيْءٍ مَكْرُوهٍ؛ نَحْوُ: لَعَلَّ الجوادَ يكبو، وَلَعَلَّ المَرِيضَ يقْضِي.
(3) وَقد تَجِيءُ للتَّعْلِيلِ، كَما فِي قَولِه تعالَى: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه: 44] ، أَي: لِأَن يتذكَّرَ.
(4) وَقد تَجِيءُ للاستفهامِ؛ نَحْوُ: لَعَلَّ زيدًا قادِمٌ؟ أَي: هَل هُوَ كَذَلِك؟ وَلذَلِك عُلِّقَ بها الفِعْلُ، كَما فِي قَولِه تعالَى: لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا [الطلاق: 1] .
وتتَّصِلُ بها (ما) الحرفيَّةُ فتكُفُّها عَن العَمَلِ؛ لزَوالِ اختصاصِها بِالجُمْلةِ الاسميَّةِ؛ نَحْوُ قَولِ الشَّاعِرِ [225] يُنظر: ((ديوان الفرزدق)) (ص: 161). :
أعِدْ نَظَرًا يا عَبْدَ قَيسٍ لعَلَّما
أَضاءَت لَك النَّارُ الحِمارَ المُقَيَّدا [226] ينظر: ((شرح ابن الناظم على الألفية)) (ص: 116)، ((توضيح المقاصد والمسالك)) للمرادي (1/523)، ((شرح ابن عقيل على الألفية)) (1/346)، ((شرح التسهيل)) لابن مالك (2/7)، ((التذييل والتكميل)) لأبي حيان (5/23)، ((الجنى الداني)) للمرادي (ص: 580)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 379)، ((أوضح المسالك)) لابن هشام (1/316)، ((شرح الأشموني)) (1/297).

انظر أيضا: