موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الحادي عَشَرَ: (لَكِنْ)


تَأتي على وجهَينِ: عاطِفةٌ، وابتدائيَّةٌ.
(1) العاطِفةُ، وتكونُ للاستدراكِ، فيُعطَفُ بها بعد النَّفيِ والنَّهيِ، فتفيدُ نفيَ الحُكمِ عَمَّا قَبْلَها وإثباتَه لِما بَعْدَها؛ نَحْوُ: ما جاء محمدٌ لكنْ عليٌّ، لا يَخرُجُ حُسَينٌ لكنْ حَسَنٌ. وفي هذا السياقِ لا تَقترنُ بالواوِ، ولا يليها إلَّا مفرَدٌ [227] ينظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/63)، ((توضيح المقاصد والمسالك)) للمرادي (2/994)، ((حروف المعاني والصفات)) للزجاجي (ص: 32)، ((شرح الأشموني)) (2/362). .
(2) ابتدائيَّةٌ، وهي أيضًا حرفُ استدراكٍ، ولها حالاتٌ:
- إذا وَلِيَها جملةٌ؛ نَحْوُ: قَدِم زيدٌ لكنْ أخوه لم يَقْدَمْ. ونَحْوُ قَولِ زُهَيرٍ:
إنَّ ابنَ وَرقاءَ لا تُخشَى غوائِلُهُ
لكِنْ وَقائِعُهُ في الحَرْبِ تُنتَظَرُ [228] يُنظر: ((ديوان زهير بن أبي سلمى)) (1/ 28).
- إذا وَلِيَتِ الواوَ؛ نَحْوُ قَولِ اللهِ تعالَى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ [الأحزاب: 40] ، فالواوُ: حرْفُ عطْفٍ، و(لكِنْ): حَرْفُ استدراكٍ، و(رسولَ) خبرُ "كان" المقَدَّرةِ مَنْصوبٌ.
- أن تأتيَ بعْدَ إثباتٍ، فلا يَجوزُ: قام زيدٌ لكِنْ عَمْرٌو، حتى تقولَ: لم يَقُمْ [229] يُنظر: ((رصف المباني)) للمالقي (ص: 345)، ((الجنى الداني)) للمرادي (ص: 586)، ((مصابيح المغاني في حروف المعاني)) للموزعي (ص: 209)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 385)، ((التصريح بمضمون التوضيح)) لخالد الأزهري (2/175). .

انظر أيضا: