موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ التاسِعُ: (كلَّا)


حرفٌ مُهمَلٌ، تأتي لعِدَّةِ مَعانٍ:
(1) تكونُ للرَّدعِ والزَّجرِ عن فِعلٍ أو قَولٍ، أو اعتقادٍ أو سؤالٍ... وَهُوَ الغالِب فِي اسْتِعْمالها، كَما فِي قَولِه تعالَى: قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء: 61، 62]، مَعْناهُ: انْتَهوا عَن هذا القَوْلِ.
(2) تكونُ للرَّدِّ والنَّفْيِ؛ فترُدُّ شَيْئًا وتثبِتُ شَيْئًا آخَرَ؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا * كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا [مريم: 78، 79]، فـ(كلَّا) تفيدُ مَضمونَ هذه الجملةِ المنفيَّةِ، ونَحْوُ قَولِه تعالَى: قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ *  كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا [المؤمنون: 99، 100]، فـ(كَلَّا) هنا تتضَمَّنُ معنى النفيِ، أي: لا يمكِنُ أن يُرجَعَ.
(3) تكونُ بِمَعْنى (أَلا) الَّتِي يُستفتحُ بها الكَلامُ للتَّنْبِيهِ، كَما فِي قولِه تعالَى: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى [العلق: 6]؛ إذْ لم يسبِقْها فِي القَوْلِ ما يَقْتَضِي الزَّجْرَ أَو النَّفْيَ.
(4) تَجِيءُ جَوابًا بِمَعْنى "حَقًّا" أو "نعمْ"، وَتَكونُ مَعَ القسَمِ؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: كَلَّا وَالْقَمَرِ [المدثر: 32] أي: حَقًّا والقَمَرِ
و(كلا) فِي الْقُرْآن فِي ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ موضعا مِنْهَا سبع ‌للردع اتِّفَاقًا، وَالْبَاقِي مِنْهَا مَا هُوَ بِمَعْنى حَقًا قطعا، وَمِنْهَا مَا احْتمل الْأَمريْنِ [222] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (4/235)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 251)، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (5/132)، ((المقاصد النحوية)) للعيني (1/402)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 250)، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (5/132)، ((همع الهوامع)) للسيوطي (2/302)، ((الإتقان في علوم القرآن)) للسيوطي (1/301)، ((ضياء السالك إلى أوضح المسالك)) لمحمد النجار (1/301). .

انظر أيضا: