موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الخامِسُ: (إمَّا)


حَرفُ عَطفٍ عند مُعظَمِ النُّحاةِ، وهي حَرفٌ بَسيطٌ يختَلِفُ عن "إمَّا" المركَّبةِ من "إنِ" الشَّرطيَّةِ و"ما"، أُدغِمَ أحَدُهما في الآخَرِ، كما في قَولِه تعالَى: وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ [الأنفال: 58] .
وتَرِدُ (إمَّا) لعِدَّةِ مَعانٍ:
(1) تكونُ للتفصيلِ؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا [الإنسان: 3] .
(2) وللتخييرِ؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا [الكهف: 86] ، ولا يجوزُ الجمعُ في التخييرِ، بخلافِ الإباحةِ؛ حيث يجوزُ الجَمعُ.
(3) وللإباحةِ؛ نَحْوُ: تعَلَّمْ إمَّا رياضةً وَإمَّا أدبًا، ومنه قَولُه تعالَى: فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً [محمد: 4] .
(4) والشَّكِّ؛ نَحْوُ: جاءَنِي إمَّا مُحَمَّد وَإمَّا عَليٌّ؛ إذا لم تعلَمِ الجائِيَ مِنْهُما.
(5) وللإبهامِ، أي: إبهامِ الكَلامِ على المخاطَبِ على عِلمٍ ويقينٍ من المتكَلِّمِ؛ نَحْوُ: الصَّادِقُ إمَّا أنا أو أنت، ونَحْوُ قَولِ اللهِ تعالَى: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ [التوبة: 106] [212] يُنظر: ((الأصول في النحو)) لابن السراج (2/56)، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (5/21)، ((المساعد على تسهيل الفوائد)) لابن عقيل (2/460)، ((معني اللبيب)) لابن هشام (ص: 85)، ((الجنى الداني)) للمرادي (ص: 530)، ((تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد)) لناظر الجيش (7/3480)، ((المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية)) للشاطبي (5/131)، ((ارتشاف الضرب)) لأبي حيان (4/1992)، ((المساعد على تسهيل الفوائد)) لابن عقيل (2/460)، ((همع الهوامع)) للسيوطي (3/208). .

انظر أيضا: