موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ السَّادِسُ: (حاشا)


تُستعمَلُ حرْفًا وتُستعمَلُ فِعلًا، والجَرُّ بها أكثَرُ، وهي للاستثناءِ في كِلْتا الحالتينِ، أمَّا استعمالها حرفًا فهي حرفُ جرٍّ، تجرُّ ما بَعْدَها، وهي وما بعدها في موضعِ نصبٍ بما قبلَها؛ نَحْوُ: "أتاني القومُ حاشا زيدٍ"، و "ما أتاني القومُ حاشا زيدٍ"، والمعنى: سوَى زيدِ، وقال الشَّاعِرُ:
حاشا أبِي ثَوبانَ إنَّ به
ضَنًّا عن المَلْحاةِ والشَّتْمِ
وإذا استُثنيَ بها ضميرُ المتكَلِّمِ وكانت حرفَ جَرٍّ لم يُؤْتَ بنونِ الوقاية -كما مرَّ بـ(خلا وعدا)- فتقول: ذهب القومُ حاشايَ، ومنه قَولُ الأُقَيشِرِ الأَسَديِّ:
في فِتيةٍ جَعَلوا الصَّليبَ إلهَهم
حاشايَ إنِّي مُسلِمٌ مَعذورُ [213] يُنظر: ((ديوان الأقيشر الأسدي)) (ص: 73).
ألحق "حاشا" ضميرَ المتكَلِّمِ؛ فلم يؤتَ بنونِ الوقايةِ.
أمَّا إذا قُصِدَ بها الفِعلُ لحِقَتْها نونُ الوقايةِ، فتقولُ: حاشاني [214] ينظر ((رصف المباني)) للمالقي (ص: 255)، ((الجنى الداني)) للمرادي (ص: 558)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 164)، ((اللمع في العربية)) لابن جني (ص: 69)، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (2/ 62)، ((شرح المقدمة المحسبة)) لابن بابشاذ (1/239)، ((التذييل والتكميل)) لأبي حيان (8/310)، ((همع الهوامع)) للسيوطي (2/277). .

انظر أيضا: