موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ السَّابعُ: (حتى)


حرفٌ يأتي على عِدَّةِ أوجُهٍ:
(1) تكونُ جارَّةً؛ مِثْلُ (إلَى) فِي انْتِهاء الغاية، ولا يُجَرُّ بـ(حتى)، إلَّا آخِرٌ، أو مُتَّصِلٌ بآخِرٍ؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر: 5] [215] ينظر: ((الجمل في النحو)) للخليل بن أحمد الفراهيدي (ص: 204)، ((الإيضاح العضدي)) للفارسي (ص: 257)، ((منازل الحروف)) للرماني (ص:48)، ((شرح التسهيل)) لابن مالك (3/166)، ((شرح ابن الناظم على الألفية)) (ص: 261). .
(2) وعاطفةً، وهى التي تُشرِكُ ما بَعْدَها مع ما قَبْلَها في اللَّفظِ (الإعرابِ) والمعنى (النَّفيِ والإثباتِ)؛ نَحْوُ: قدِم الحُجَّاجُ حَتَّى المشاةُ، برفْع (المشاة) عطْفًا على (الحُجَّاج).
ويُشتَرَطُ في معطوفِها شرطانِ:
(1) أن يكونَ جُزءًا ممَّا قَبْلَه أو كالجزءِ منه؛ نَحْوُ: رجَع الحُجَّاجُ حتى النِّساءُ؛ فالنِّساءُ جُزءٌ من الحُجَّاجِ، وأكلْتُ السَّمكةَ حتى رأسَها، وما كان كالجُزءِ؛ نَحْوُ: قدِم المسافِرون حتى أمتعتُهُم، وقدِم الصيَّادون حتى دوابُّهم.
(2) أن يكونَ ما بَعْدَها غايةً لما قَبْلَها، مخالفًا له في زيادةٍ من القوَّةِ والتعظيمِ ونحوِهما، أو نقصٍ من الضَّعفِ والتحقيرِ... إلخ؛ نَحْوُ: مات الناسُ حتى الأنبياءُ، فالمعطوف: الأنبياءُ، يُخالفُ المعطوفَ عليه (الناس) بالعَظَمةِ؛ ولذا صار غايةً له، وتقول: ضعُف الناسُ حتى السلطانُ، وكَلَّ المسافرون حتى الرُّكابُ، ومن العَكْسِ: نجح الطلَّابُ حتى الكُسالى؛ فالكُسالى غايةٌ في الضَّعفِ للطَّلَبةِ، ونَحْوُ: أسرَعَ القومُ حتى صِغارُهم [216] ينظر: ((شرح الكافية الشافية)) لابن مالك (3/1209)، ((شرح التسهيل)) لابن مالك (3/357)، ((ارتشاف الضرب)) لأبي حيان (4/1998)، ((الجنى الداني)) للمرادي (ص: 546)، ((تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد)) لناظر الجيش (6/292). .
(3) وتكونُ للابتداءِ، أي: تأتي لابتداءِ الكلامِ واستئنافِه، فيُسْتَأْنفُ بِها ما بَعْدَها، كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
فوا عَجَبًا حَتَّى كُلَيْبٌ تسُبُّني
كَأَن أَباها نهشَلٌ أَو مجاشِعُ
أَي: فوا عَجَبًا يَسُبُّني النَّاسُ حَتَّى كُلَيْبٌ تَسُبُّني.
ونَحْوُ: قام القومُ حتى يخرُجُ عَمرٌو [217] يُنظر: ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 173)، ((شرح أبيات سيبويه)) لأبي محمد السيرافي (2/80)، ((التعليقة على كتاب سيبويه)) للفارسي (2/138). .
(4) وَتَكونُ بِمَعْنى (كي) إذا وَقعَت قبْل المُضارعِ المُسْتَقْبَلِ؛ نَحْوُ: أسلِمْ حتى تدخُلَ الجنَّةَ، أي: كي تدخُلَها، وقَولِه تعالَى: وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ [البقرة: 217] [218] ينظر: (مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 169)، ((موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب)) لخالد الأزهري (ص:106)، ((التصريح بمضمون التوضيح)) لخالد الأزهري (2/373)، ((تاج العروس)) للزبيدي (4/487). .
(5) وَقد تَرِدُ بِمَعْنى (إلَّا)، كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
لَيْسَ العَطاءُ مِن الفُضولِ سماحةً
حَتَّى تجودَ وَما لديكَ قَلِيلُ
وَقَوْلهمْ: حَتَّامَ، أَصلُه: حَتَّى ما، حُذِفت ألف (ما) الاستِفهاميَّة تَخْفِيفًا، وَمَعْناهُ: إلَى مَتى [219] يُنظر: ((شرح التسهيل))  لابن مالك (4/24)، ((توضيح المقاصد والمسالك)) للمرادي (3/1250)، ((الجنى الداني)) للمرادي (ص: 554)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 169)، ((المساعد على تسهيل الفوائد)) لابن عقيل (3/79)، ((التذكرة الحمدونية)) لأبي المعالي البغدادي (2/ 300)، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (4/467)، ((لسان العرب)) لابن منظور (2/24). .

انظر أيضا: