غريب الكلمات:
مُرْجَوْنَ: أي: مُؤَخَّرونَ، وأصلُ (رجأ): يدلُّ على التَّأخيرِ .
مُرْجَوْنَ: أي: مُؤَخَّرونَ، وأصلُ (رجأ): يدلُّ على التَّأخيرِ .
يقول اللهُ تعالى لنَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قلْ- يا محمدُ-: اعمَلُوا؛ فإنَّ اللهَ سَيَرى أعمالَكم كُلَّها، فيُجازِيكم عليها، ويرى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والمؤمِنونَ ما يُطلِعُهم اللهُ عليه منها، فيَشهَدونَ عليكم بالخَيرِ أو الشَّرِّ، وسَتُرجَعونَ يومَ القيامةِ إلى الله الذي يعلَمُ الغَيبَ والشَّهادةَ، فيُخبِرُكم بما كُنتم تَعملونَ.
ثمَّ بيَّنَ تعالى أنَّ مِن المتخَلِّفينَ عن غزوةِ تَبوكَ قَومًا آخرينَ مُؤخَّرٌ حُكمُهم إلى أن يقضِيَ اللهُ تعالى فيهم بما شاء؛ إمَّا أن يُعَذِّبَهم أو أنْ يتوبَ عليهم، والله عليمٌ حَكيمٌ.
وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها:
لَمَّا قال تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ الذي هو في قُوَّةِ إخبارِهم بأنَّ اللهَ يقبَلُ التَّوبةَ، وكانت التَّوبةُ تَرفَعُ المؤاخذةَ بما مضى؛ أُمِروا بالعمَلِ عَقِبَ الإعلامِ بِقَبولِ تَوبتِهم؛ لأنَّهم لَمَّا قُبِلَت توبتُهم، كان حقًّا عليهم أن يَدُلُّوا على صِدقِ تَوبتِهم، وفَرطِ رَغبتِهم في الارتقاءِ إلى مراتِبِ الكمالِ؛ حتى يَلحَقوا بالذينَ سَبقوهم، وذلك بالزيادةِ مِن الأعمالِ الصَّالحةِ؛ لجَبرِ ما فات من الأوقاتِ التي كانت حقيقةً بأن تُعمَرَ بالحَسَناتِ، فعُمِرَت بالسَّيِّئاتِ، فقال تعالى
:
وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ.
أي: وقُل- يا مُحمَّدُ-: اعمَلوا
؛ فسيَرَى اللهُ أعمالَكم كُلَّها؛ ظاهِرَها وخَفِيَّها، فيُجازيكم عليها، ويرى رسولُ اللهِ والمؤمِنونَ ما يُطلِعُهم اللهُ عليه منها، فيَشهَدونَ عليكم بالخَيرِ أو الشَّرِّ
.
عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((مَرُّوا بجِنازةٍ، فأثنَوْا عليها خيرًا، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وَجَبَت، ثمَّ مَرُّوا بأخرى، فأثنَوا عليها شَرًّا، فقال: وَجَبَت، فقال عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه: ما وجَبَت؟! قال: هذا أثنَيتُم عليه خيرًا، فوجَبَت له الجنَّةُ، وهذا أثنَيتُم عليه شرًّا، فوجبَتْ له النَّارُ؛ أنتم شُهداءُ اللهِ في الأرضِ ))
.
وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ.
أي: وقُلْ- يا محمَّدُ-: وسَتُرجَعون يوم القيامةِ إلى الله الذي يعلَمُ ما غاب وما يُشاهَدُ، فيَعلمُ سرائِرَكم وعلانِيتَكم، لا يخفَى عليه شيءٌ من أمورِكم
.
كما قال الله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [البقرة: 281] .
وقال الله عزَّ وجلَّ: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ [الأنعام: 62] .
فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.
أي: فيُخبِرُكم اللهُ يَومَئذٍ بما كُنتم تعملونَه في الدُّنيا من خيرٍ أو شرٍّ، ويُجازيكم عليه
.
كما قال تعالى: ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الزمر: 7] .
وقال سُبحانه: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى [النجم: 31] .
وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها:
أنَّ هذا فريقٌ آخَرُ عُطِفَ خَبَرُه على خبَرِ الفِرَقِ الآخَرِينَ، والمرادُ بهؤلاءِ مَن بَقِيَ من المخَلَّفينَ لم يتُبِ اللهُ عليه، وكان أمْرُهم موقوفًا إلى أن يقضِيَ اللهُ بما يشاءُ
.
وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ.
أي: ومِنَ المتخَلِّفينَ عن غزوةِ تَبوكَ قومٌ آخَرونَ مُؤخَّرٌ حُكمُهم إلى أن يقضِيَ اللهُ فيهم بما شاء؛ إمَّا أن يُعَذِّبَهم بذُنوبِهم، وإمَّا أن يوفِّقَهم للتَّوبةِ فيتوبَ عليهم
.
وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.
أي: واللهُ عليمٌ بكلِّ شَيءٍ، ومن ذلك عِلمُه بأحوالِ هذا الفَريقِ ونيَّاتِه، وبما يستحِقُّونَه مِن عُقوبةٍ أو عفْوٍ، حكيمٌ في حُكمِه فيهم، وفي جميعِ أقوالِه وأفعالِه، فيَضَع كلَّ شَيءٍ في مَوضعِه اللَّائقِ به
.
1- قَولُه تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ترغيبٌ عظيمٌ للمُطيعينَ، وترهيبٌ عَظيمٌ للمُذنِبينَ، فكأنَّه تعالى قال: اجتَهِدوا في المستقبَلِ؛ فإنَّ لِعَمَلِكم في الدُّنيا حُكمًا، وفي الآخرةِ حُكمًا؛ أمَّا حُكمُه في الدُّنيا فهو أنَّه يراه اللهُ، ويراه الرَّسولُ، ويراه المُسلِمونَ، فإنْ كان طاعةً حصَلَ منه الثَّناءُ العَظيمُ، والثَّوابُ العظيمُ في الدُّنيا والآخرةِ، وإن كان معصيةً حصَلَ منه الذَّمُّ العظيمُ في الدُّنيا، والعقابُ الشَّديدُ في الآخرة، فثبَت أنَّ هذه اللَّفظةَ الواحدةَ جامعةٌ لِجَميعِ ما يَحتاجُ المرءُ إليه في دينِه ودُنياه، ومَعاشِه ومَعادِه
.
2- قَولُ الله تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ فيه تحذيرٌ مِن التَّقصيرِ، أو مِن ارتكابِ المعاصي؛ لأنَّ كَونَ عَمَلِهم بمرأًى من اللهِ، ممَّا يبعَثُ على جَعْلِه يُرضِي اللهَ تعالى
.
1- الرؤيةُ المذكورةُ في قَولِه تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ المقصودُ منها هنا: لازِمُهَا، وهو إحصاءُ ذلك العمَلِ، والجزاءُ عليه بالثَّوابِ والعِقابِ
.
2- قَولُ اللهِ تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ يدلُّ على كونِه تعالى رائيًا للمرئيَّاتِ؛ لأنَّ الرُّؤيةَ المُعدَّاةَ إلى مفعولٍ واحدٍ، هي الإبصارُ، والمُعدَّاةَ إلى مفعولينِ هي العِلمُ
، فالرؤيةُ صفةٌ ذاتيةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ، وليس رؤيةُ اللهِ تعالى أعمالَ بني آدَمَ كرؤيةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والمؤمنـيَن، وإن كان اسمُ الرُّؤيةِ يقَعُ على الجميعِ
.
3- قَولُ الله تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إن قيل: ما الفائدةُ في ذِكرِ الرَّسولِ والمؤمنينَ بعد ذِكرِ اللهِ في أنَّهم يَرَونَ أعمالَ هؤلاء التَّائبينَ؟ قيل: فيه وجوهٌ:
الوجه الأول: أنَّ أجدَرَ ما يدعو المرءَ إلى العمَلِ الصَّالحِ ما يحصُلُ له من المَدحِ والتَّعظيمِ والعِزِّ الذي يلحَقُه عند ذلك، فإذا عَلِمَ أنَّه إذا فعَلَ ذلك الفِعلَ عَظَّمَه الرَّسولُ والمؤمنونَ، عَظُمَ فَرَحُه بذلك، وقَوِيَت رَغبتُه فيه، وممَّا يُنَبِّه على هذه الدقيقةِ أنَّه ذكَرَ رُؤيةَ الله تعالى أوَّلًا، ثم ذكَرَ عَقيبَها رؤيةَ الرَّسولِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ والمُؤمنين، فكأنَّه قيل: إن كنتَ من المُحقِّينَ المُحَقِّقينَ في عبوديَّةِ الحَقِّ، فاعمَلِ الأعمالَ الصَّالحةَ لله تعالى، وإن كنتَ من الضُّعَفاءِ المَشغولين بثناءِ الخَلْقِ، فاعمَلِ الأعمالَ الصَّالحةَ لِتَفوزَ بثَناءِ الخَلقِ، وهو الرَّسولُ والمؤمنونَ.
الوجه الثاني: أنَّ المؤمنينَ شُهَداءُ الله يومَ القيامةِ، كما قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [البقرة: 143] والرَّسولُ شهيدُ الأمَّةِ، كما قال تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [النساء: 41] فثَبَت أنَّ الرَّسولَ والمُؤمنينَ شُهداءُ اللهِ يومَ القيامةِ، والشَّهادةُ لا تصِحُّ إلَّا بعد الرُّؤيةِ، فذكَرَ اللهُ أنَّ الرَّسولَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ والمؤمنينَ يَرَونَ أعمالَهم، والمقصودُ التَّنبيهُ على أنَّهم يَشهَدونَ يومَ القيامةِ عند حضورِ الأوَّلِينَ والآخِرينَ، بأنَّهم أهلُ الصِّدقِ والسَّدادِ، والعَفافِ والرَّشادِ
.
الوجه الثالث: أنَّ عَطفَ وَرَسُولُهُ على اسمِ الجلالة؛ لأنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ هو المبلِّغُ عن الله، وهو الذي يتولَّى مُعامَلَتَهم على حسَبِ أعمالِهم، وعَطْفَ الْمُؤْمِنُونَ لأنَّ الذين تابُوا قد رَجَعوا إلى جماعةِ الصَّحابةِ، فإنْ عَمِلوا مِثلَهم كانوا بمحَلِّ الكرامةِ منهم، وإلَّا كانوا ملحوظينَ مِنهم بعَينِ الغَضَبِ والإنكارِ، وذلك ممَّا يَحذَرُه كلُّ أحدٍ هو مِن قَومٍ يَرمُقونَه شَزْرًا، ويَرونَه قد جاء نُكْرًا
.
4- قَولُ اللهِ تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ يَهدينا إلى أنَّ مَرضاةَ جماعةِ المُؤمِنينَ القائِمينَ بحُقوقِ الإيمانِ، المقَرَّرةِ صِفاتُهم في القرآنِ، تلي مرضاةَ اللهِ ورسولِه، وأنَّهم لا يَجتَمِعونَ على ضلالةٍ
.
5- قَولُ الله تعالى: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ إن قيل: إنَّ كلمةَ (إمَّا) للشَّكِّ، واللهُ تعالى مُنَزَّهٌ عنه؟ فجوابُه: أنَّ المرادَ منه: لِيَكنْ أمرُهم على الخوفِ والرَّجاءِ، فجعَلَ أناسٌ يقولون: هَلَكوا إذْ لم يُنْزِلِ اللهُ تعالى لهم عُذرًا. وآخَرونَ يَقولونَ: عسى اللهُ أن يغفِرَ لهم
. فحِكمةُ إبهامِ أمْرِ هؤلاءِ عليهم: إثارةُ الهَمِّ والخَوفِ في قلوبِهم؛ لتصِحَّ تَوبَتُهم، وحكمةُ إبهامِه على الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والمؤمنينَ: تَرْكُهم مُكالَمتَهم ومُخالَطتَهم؛ تربيةً للفَريقينِ على ما يجِبُ في أمثالِهم مِن الذينَ يُؤثِرونَ الرَّاحةَ، ونِعمةَ العَيشِ على طاعةِ اللهِ ورَسولِه، والجهادِ في سبيلِه
.
6- قَولُ الله تعالى: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ قَدَّمَ قَولَه: إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ تخويفًا لهم، حملًا على المبادرةِ إلى التَّوبةِ، وتَصفِيَتِها والإخلاصِ فيها، وحَثًّا على أن يكونَ الخَوفُ- ما دام الإنسانُ صَحيحًا- أغلَبَ، وثَنَّى بِقَولِه: وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ أي: إن تابُوا؛ ترجيةً لهم وترقيقًا لِقُلوبِهم بالتَّذكيرِ بِمَنزلِ الأُنسِ الذي أخرَجُوا أنفُسَهم منه، ومَنَعُوها مِن حُلولِه
.
1- قولُه تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
قولُه: وَقُلِ اعْمَلُوا صيغةُ أمرٍ، ضمَّنَها الوعيدَ
.
قولُه: فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ خبرٌ فيه وعيدٌ لهم، وتحذيرٌ مِن عاقبةِ الإصرارِ، والذُّهولِ عن التَّوبةِ
، أو هو تأكيدٌ للتَّرغيبِ والتَّرهيبِ، والسِّينُ للتَّأكيدِ
، فتَفْريعُ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ زيادةٌ في التَّحضيضِ
.
قولُه: وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فيه وضعُ الظَّاهرِ مَوضِعَ المضمَرِ- حيثُ لم يَقُلْ: (وستُرَدُّون إليه)- لتَهويلِ الأمرِ، وتَرْبيَةِ المهابةِ
.
2- قوله تعالى: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
قولُه: وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ تذييلٌ مناسبٌ لإبهامِ أمرِهم على النَّاسِ، أي: واللهُ عَليمٌ بما يَليقُ بهِم مِن الأمرَينِ، مُحكِمٌ تَقديرَه حينَ تتَعلَّقُ به إرادتُه
.