موسوعة الأخلاق والسلوك

رابعًا: آثارُ الافتِراءِ والبُهتانِ


1- المُفتري على اللهِ سُبحانَه وتعالى أعظَمُ الظَّالمين والمجرِمين:
قال تعالى: فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [آل عمران: 94] .
وقال تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ [يونس: 17] .
2- الافتِراءُ والبُهتانُ سِمةُ كُلِّ كافِرٍ:
قال تعالى: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النحل: 105] ، فليَحذَرِ المُسلِمُ أن يتشَبَّهَ بالكافِرين.
3- يؤدِّي للوقوعِ في الشِّركِ والبِدَعِ:
قال ابنُ تَيميَّةَ: (الشِّركُ وسائِرُ البِدَعِ مبناها على الكَذِبِ والافتِراءِ؛ ولهذا: كُلُّ من كان عن التَّوحيدِ والسُّنَّةِ أبعَدَ، كان إلى الشِّركِ والابتداعِ والافتِراءِ أقرَبَ، كالرَّافضةِ الذين هم أكذَبُ طوائفِ أهلِ الأهواءِ، وأعظَمُهم شِركًا، فلا يوجَدُ في أهلِ الأهواءِ أكذَبُ منهم، ولا أبعَدُ عن التَّوحيدِ منهم، حتَّى إنَّهم يُخَرِّبون مساجِدَ اللهِ التي يُذكَرُ فيها اسمُه، فيُعَطِّلونها عن الجماعاتِ والجُمُعاتِ، ويَعمُرون المشاهِدَ التي على القبورِ، التي نهى اللهُ ورَسولُه عن اتِّخاذِها) [613] ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (2/281، 282). .
4- سببٌ في الحِرمانِ من الهِدايةِ:
قال تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [الأنعام: 144] .
 قَولُه: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ إلى الحَقِّ والعَدلِ، لا من طريقِ الوَحيِ ولا من طريقِ العِلمِ؛ فإنَّهم ما داموا متَّصِفين بالظُّلمِ متعاوِنين عليه، فهو يَصُدُّهم عن استِعمالِ عُقولِهم فيما يهديهم إلى صوابِهم، وإذا كان هذا شأنَ الظَّالِمين مهما تكُنْ درجةُ ظُلمِهم، فكيف يكونُ أظلَمُ النَّاسِ على الإطلاقِ، وهم الذين وَصَفت الآيةُ ظُلمَهم بالافتِراءِ على اللهِ لإضلالِ عِبادِه [614] ((تفسير المنار)) (8/ 127). ؟!
5- سَبَبٌ في عَدَمِ الفلاحِ:
قال تعالى: قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ [الأنعام: 140] .
وقال تعالى: قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ [يونس: 69 ].
6- سَبَبٌ في استحقاقِ لَعنةِ اللهِ وغَضَبِه:
قال تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [هود: 18].
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ [الأعراف: 152] .
7- يؤدِّي إلى الذُّلِّ والمهانةِ:
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ [الأعراف: 152] .
قال السَّعدي: (وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ فكُلُّ مُفترٍ على اللهِ، كاذِبٍ على شَرعِه، متقَوِّلٍ عليه ما لم يَقُلْ؛ فإنَّ له نصيبًا من الغَضَبِ من اللهِ، والذُّلِّ في الحياةِ الدُّنيا) [615] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 303). .
8- سبَبٌ في وقوعِ العذابِ في الدُّنيا:
قال تعالى: قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى [طه: 61] .
9- سبَبٌ في شدَّةِ سَكراتِ الموتِ، والعذابِ الأليمِ يومَ القيامةِ:
قال تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ [الأنعام: 93] .
10- سبَبٌ في مناقشةِ الحسابِ يومَ القيامةِ:
قال تعالى: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ [العنكبوت: 13] .

انظر أيضا: