موسوعة التفسير

سورةُ فاطرٍ
الآيتان (36-37)

ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ

مُشكِلُ الإعرابِ:

قَولُه تعالى: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ
قَولُه: مَا يَتَذَكَّرُ في (ما) هنا وجهانِ؛ أحدُهما: أنَّها نَكِرةٌ مَوصوفةٌ في محلِّ نَصبٍ مَفعولٌ مُطلَقٌ، أي: أوَلم نُعَمِّرْكم تَعميرًا يَتذكَّرُ فيه مَن تذكَّرَ؟ أو في محلِّ نصبٍ على الظَّرفيَّةِ، أي: أوَلم نُعمِّرْكم زَمانًا يَتذكَّرُ فيه مَن تذكَّرَ؟ والثَّاني: أن تكونَ (ما) موصولةً في محلِّ نَصبٍ نائبًا عن المصدرِ صِفةً لِمفعولٍ مُطلقٍ مَحذوفٍ، أي: أوَلم نُعمِّرْكم التَّعميرَ الَّذي يَتذكَّرُ فيه مَن تذكَّرَ؟ ولا يجوزُ في (ما) أن تكونَ مَصدريَّةً ظرفيَّةً؛ لأنَّ الضَّميرَ في (فيه) يمنَعُ مِن ذلك؛ لِعَودِه على (ما)، و (ما) المصدريَّةُ حَرفٌ لا يعودُ عليها ضميرٌ، وكذلك لا يَصِحُّ جَعْلُ (ما) نافيةً لا لفظًا ولا مَعنًى [648] يُنظر: ((التبيان في إعراب القرآن)) للعكبري (2/1076)، ((أمالي ابن الحاجب)) (1/207)، ((الدر المصون)) للسمين الحلبي (9/236)، ((تفسير أبي السعود)) (7/154)، ((تفسير الألوسي)) (11/373). .

المعنى الإجماليُّ:

بعدَ أنْ ذكَر اللهُ تعالى حالَ أهلِ الجنَّةِ ونعيمَهم، يَذكُرُ حالَ الكافرينَ وما هم فيه مِن عذابٍ، فيقولُ: والَّذين كفروا لهم نارُ جَهنَّمَ، لا يُقضَى عليهم فيَموتُوا، ولا يُخَفَّفُ عنهم مِن عذابِ جَهنَّمَ فيَستَريحوا، مِثلَ هذا الجَزاءِ العَظيمِ يُجازي اللهُ كلَّ كَفورٍ، وأولئك الكُفَّارُ يَصرُخونَ في نارِ جهنَّمَ مُستَغيثينَ مِن شِدَّةِ العذابِ قائِلينَ: رَبَّنا أخرِجْنا مِن نارِ جَهنَّمَ نَعمَلْ عَمَلًا صالِحًا غيرَ الَّذي كُنَّا نَعمَلُه في الدُّنيا مِنَ الشِّركِ والمعاصي!
ثمَّ يأتيهم مِن الله الرَّدُّ الَّذي يُخزيهم، فيقولُ سبحانه لهم: أوَلَم نُطِلْ أعمارَكم في الدُّنيا إلى زَمَنٍ يَتذكَّرُ فيه مَن تذكَّرَ، وجاءكم رَسولٌ يُنذِرُكم عذابَ اللهِ؟! فذوقوا عذابَ جَهنَّمَ؛ فما للكافِرينَ الَّذين ظَلَموا أنفُسَهم مِن نَصيرٍ يَنصُرُهم مِن عذابِ اللهِ.

تَفسيرُ الآيتَينِ:

وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها:
لَمَّا بيَّن حالَ المؤمِنينَ ومَقَرَّهم وما هم فيه مِنَ النِّعمةِ؛ بيَّنَ حالَ أعدائِهم مِن الكافِرينَ وما لهم مِن النِّقمةِ؛ زيادةً في سُرورِ المُؤمِنينَ بما قاسَوْه في الدُّنيا مِن تكَبُّرِهم عليهم وفُجورِهم [649] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (16/61). .
وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا.
أي: والَّذين كَفَروا لهم نارُ جَهنَّمَ، لا يُقضَى عليهم [650] قال الواحدي: (أي: لا يُهلَكُون فيَستريحوا ممَّا هم فيه مِن العذابِ، وهو كقولِه: فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ [القصص: 15] ). ((الوسيط)) (3/506). فيَموتوا ويَستريحوا مِن عذابِها [651] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (19/382)، ((تفسير الشوكاني)) (4/406)، ((تفسير السعدي)) (ص: 690). .
كما قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا [طه: 74] .
وعن أبي سعيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أمَّا أهْلُ النَّارِ الَّذين هم أهْلُها فإنَّهم لا يَموتونَ فيها ولا يَحيَونَ)) [652] أخرجه مسلم (185). .
وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا.
أي: ولا يُخفِّفُ اللهُ عنهم مِن عَذابِ جَهنَّمَ شَيئًا؛ فهو دائِمٌ ومُستمِرٌّ عليهم في جميعِ الأوقاتِ واللَّحَظاتِ [653] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (19/382)، ((الوسيط)) للواحدي (3/506)، ((تفسير السعدي)) (ص: 690). .
كما قال تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ * قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ [غافر: 49، 50].
وقال سُبحانَه: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ [الزخرف: 74، 75].
وقال تبارك وتعالى: فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا [النبأ: 30].
كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ.
أي: مِثلَ هذا الجزاءِ العَظيمِ يُجازي اللهُ كُلَّ مُتَّصِفٍ بالكُفرِ، فلهم في الآخِرةِ نارُ جهنَّمَ؛ جَزاءً على كُفرِهم [654] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (19/383)، ((تفسير القرطبي)) (14/352)، ((تفسير ابن كثير)) (6/552)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (16/62)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة فاطر)) (ص: 258). .
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37).
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ.
أي: والَّذين كفَروا يَصرُخونَ بشِدَّةٍ وهم في نارِ جَهنَّمَ، ويَصيحونَ مُستَغيثينَ مِن شِدَّةِ العذابِ: ربَّنا أخرِجْنا مِن نارِ جَهنَّمَ؛ فنَعمَلَ بطاعتِك غيرَ الَّذي كنَّا نَعمَلُه في الدُّنيا مِن الشِّركِ والكُفرِ والمعاصي [655] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (19/383)، ((تفسير القرطبي)) (14/352)، ((تفسير ابن كثير)) (6/552)، ((تفسير السعدي)) (ص: 690)، ((تفسير ابن عاشور)) (22/318). .
أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ.
أي: فيقولُ الله لهم: أوَلم نُطِلْ أعمارَكم في الدُّنيا إلى زَمَنٍ يَتذكَّرُ فيه مَن تذكَّرَ مِن ذوي الألبابِ؟ فلو كُنتُم ممَّن يَنتفِعُ بالحَقِّ لانتفعتُم به في مُدَّةِ عُمُرِكم الَّذي اتَّسَع للتَّذكُّرِ [656] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (19/387)، ((تفسير القرطبي)) (14/352)، ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (16/188)، ((تفسير ابن كثير)) (6/553)، ((تفسير السعدي)) (ص: 690)، ((تفسير ابن عاشور)) (22/319). !
عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((أَعْذَرَ [657] أعذَرَ: الهمزةُ للإزالةِ والسَّلبِ، يعني: أزال اللهُ عُذرَ مَن بلغ في العُمُرِ إلى ستِّينَ سنةً. يُنظر: ((المفاتيح في شرح المصابيح)) للمُظْهِري (5/301). اللهُ إلى امرئٍ أخَّر أجَلَه حتَّى بلَّغَه سِتِّينَ سَنَةً)) [658] أخرجه البخاري (6419). قال القرطبي: (المعنى: أنَّ مَن عَمَّره اللهُ ستِّينَ سنةً لم يَبْقَ له عذرٌ؛ لأنَّ السِّتِّينَ قريبٌ مِن مُعترَكِ المَنايا، وهو سِنُّ الإنابةِ والخُشوعِ، وترقُّبِ المَنيَّةِ ولقاءِ اللهِ تعالى؛ ففيه إعذارٌ بعدَ إعذارٍ). ((تفسير القرطبي)) (14/353). .
وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ.
أي: ويُقالُ لهم: وجاءَكم رَسولٌ مِنَ اللهِ يُنذِرُكم عذابَه [659] قال ابن عطيَّة: (النَّذيرُ -في قول الجُمهورِ- الأنبياءُ، وكُلُّ نبيٍّ نذيرُ أمَّتِه ومُعاصِرِه، ومحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نذيرُ العالَمِ في غابِرِ الزَّمانِ. وقال الطَّبَريُّ: وقيل: النَّذيرُ: الشَّيبُ. وهذا قَولٌ حَسَنٌ، إلَّا أنَّ الحُجَّةَ إنَّما تقومُ بالنِّذارةِ الشَّرعيَّةِ). ((تفسير ابن عطية)) (4/441). ، وقامَتْ عليكم الحُجَّةُ؛ فلا عُذرَ لكم [660] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (19/387)، ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (16/188)، ((تفسير ابن كثير)) (6/556)، ((تفسير ابن عاشور)) (22/319، 320)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة فاطر)) (ص: 264). !
كما قال تعالى: أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ [فاطر: 24] .
وقال سُبحانَه: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا [فاطر: 42] .
وقال عزَّ وجلَّ: كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ [الملك: 8، 9].
فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ.
أي: فذوقوا عذابَ جَهنَّمَ، فما للكافرينَ -الَّذين ظَلَموا أنفُسَهم في الدُّنيا بالكُفرِ باللهِ، ومَعصيتِه- مِن نصيرٍ يَنصُرُهم فيُنقِذُهم ممَّا هم فيه مِنَ العذابِ [661] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (19/388)، ((تفسير القرطبي)) (14/354)، ((تفسير ابن كثير)) (6/556)، ((تفسير السعدي)) (ص: 690)، ((تفسير ابن عاشور)) (22/320). .

الفَوائِدُ التَّربَويَّةُ:

إنَّما حَسُن طولُ العُمُرِ ونَفَع؛ لِيَحصُلَ التَّذكُّرُ والاستِدراكُ، واغتِنامُ الفُرَصِ، والتَّوبةُ النَّصوحُ، كما قال تعالى: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ؛ فمَن لم يُورِثْه التَّعميرُ وطولُ البقاءِ إصلاحَ مَعايبِه، وتَدارُكَ فارِطِه [662] فارِطِه: أي: ما سَبَق وتقَدَّم منه. يُنظر: ((المصباح المنير)) للفيومي (2/469). ، واغتنامَ بقيَّةِ أنفاسِه، فيَعمَلُ على حياةِ قَلبِه، وحصولِ النَّعيمِ المُقيمِ، وإلَّا فلا خيرَ له في حياتِه؛ فإنَّ العبدَ على جَناحِ سَفَرٍ؛ إمَّا إلى الجنَّةِ وإمَّا إلى النَّارِ، فإذا طال عُمُرُه وحَسُن عَمَلُه كان طولُ سَفَرِه زيادةً له في حُصولِ النَّعيمِ واللَّذَّةِ، فإنَّه كُلَّما طال السَّفرُ إليها كانت الصَّبابةُ أجَلَّ وأفضَلَ، وإذا طال عُمُرُه وساء عمَلُه كان طولُ سفَرِه زيادةً في ألَمِه وعذابِه، ونزولًا له إلى أسفَلَ؛ فالمسافرُ إمَّا صاعِدٌ وإمَّا نازِلٌ [663] يُنظر: ((الفوائد)) لابن القيم (ص: 189). .

الفَوائِدُ العِلميَّةُ واللَّطائِفُ:

1- في قَولِه تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا أنَّ النَّارَ أبَديَّةٌ لا تفنَى [664] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- الفاتحة والبقرة)) (3/276). .
2- قَولُ الله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ مُقابَلةُ الأقسامِ الثَّلاثةِ للَّذين أُورِثوا الكِتابَ بذِكرِ الكافِرينَ: يدُلُّ على أنَّ تلك الأقسامَ أقسامُ المؤمِنينَ، ومُقابَلةُ جزاءِ الكافِرينَ بنارِ جهنَّمَ يُوضِّحُ أنَّ الجنَّةَ دارٌ للأقسامِ الثَّلاثةِ على تفاوُتٍ في الزَّمانِ والمكانِ [665] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (22/317). ويُنظر أيضًا: ((تفسير أبي حيان)) (9/35). .
3- في قَولِه تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ حُسْنُ بلاغةِ القرآنِ؛ فإذا ذَكَر شيئًا ذَكَر ما يُقابِلُه حتَّى تكونَ النَّفْسُ بيْنَ هذا وهذا؛ فإذا ذَكَر ثناءً على أهلِ الخَيرِ ذَكَر ذمًّا لأهلِ الشَّرِّ، وإذا ذَكَر جزاءَ أهلِ الخَيرِ ذَكَر جزاءَ أهلِ الشَّرِّ [666] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة فاطر)) (ص: 259). .
4- في قَولِه تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ، وقَولِه سُبحانَه: كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ: أنَّ أهلَ النَّارِ تَتفاوَتُ منازلُهم وعذابُهم؛ ووَجْهُه: أنَّ كلَّ مُعَلَّقٍ على وَصفٍ فإنَّه يَزدادُ بزيادةِ ذلك الوصفِ، ويَنقُصُ بنُقصانِه [667] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة فاطر)) (ص: 260). .
5- في قَولِه تعالى: لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا أنَّ أهلَ النَّارِ يَتألَّمون منها ومِن عذابِها وعِقابِها؛ لأنَّهم لو ماتوا لاستراحوا، فيكونُ في هذا رَدٌّ على قَولِ مَن يقولُ مِن المعتزِلةِ وغيرِهم: إنَّ أهلَ النَّارِ تكونُ النَّارُ فيهم طبيعةً، فلا يَحترِقون فيها ولا يَتألَّمون منها! وهذا خِلافُ ما دلَّ عليه القُرآنُ، وخلافُ ما دلَّ عليه العَقلُ؛ أمَّا القرآنُ فاللهُ تعالى يقولُ: ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [آل عمران: 181] ، أي: ذوقوا العذابَ الَّذي يُحرِقُكم، ويقولُ عزَّ وجلَّ: كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ [النساء: 56] ، وهذا نصٌّ صريحٌ في أنَّ الجلودَ تحترِقُ، ولكنْ تُبَدَّلُ لأجْلِ أنْ يَذوقوا العذابَ؛ ففيها دليلٌ على أنَّها لو احترَقَت وبَقِيتْ مُحترِقةً، فإنَّها لا تُحِسُّ بالعذابِ، فيُفَرَّقُ بيْنَها وبينَ ما إذا بُدِّلَتْ، فالصَّوابُ -بلا شَكٍّ- أنَّ أهلَ النَّارِ يَتألَّمون مِن عذابِها، وأنَّه لا تكونُ النَّارُ طبيعةً لهم [668] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة فاطر)) (ص: 258، 259). !
6- قَولُ الله تعالى: وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا فيه إيماءٌ إلى أنَّ نارَ عِقابِ المؤمِنينَ خفيفةٌ عن نارِ المُشرِكينَ [669] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (22/317). .
7- قَولُ الله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا ضَميرُ عَذَابِهَا عائدٌ إلى جهنَّمَ؛ لِيَشملَ ما وردَ مِن أنَّ المعذَّبينَ يُعذَّبونَ بالنَّارِ، ويُعَذَّبونَ بالزَّمهريرِ، وهو شِدَّةُ البَردِ، وكُلُّ ذلك مِن عذابِ جَهنَّمَ [670] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (22/318). .
8- قَولُ الله تعالى: وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ترَكوا الترقُّقَ والعَمَلَ على حسَبِه في وَقتِ نَفعِه، واستَعمَلوه عندَ فواتِه، فلم يَنفَعْهم [671] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (16/63). !
9- قولُه تعالى: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ، فيه الرَّدُّ على الجَبريَّةِ الَّذين يَحتجُّونَ بالقَدَرِ على المعاصي، ويقولونَ: لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ [الأنعام: 148] ؛ وجهُ الرَّدِّ  مِن الآيةِ: أنَّه لو كان القَدَرُ حُجَّةً لم يَكْفِ ما ذُكِر في الاحتِجاجِ عليهم [672] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة فاطر)) (ص: 266). .
10- قَولُ الله تعالى: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ لَمَّا كان التَّفَكُّرُ بعدَ البَعثِ غيرَ نافعٍ؛ لأنَّه بعدَ كَشفِ الغِطاءِ، عبَّرَ بالماضي فقال: مَنْ تَذَكَّرَ؛ إعلامًا بأنَّه قد خُتِم على ديوانِ المتذكِّرينَ، فلا يُزادُ فيهم أحدٌ [673] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (16/63). .
11- في قَولِه تعالى: وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ إثباتُ رَحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ وإعذارِه لخَلقِه؛ حيث أرسَلَ إليهم الرُّسُلَ، فإنَّ إرسالَ الرُّسُلِ فيه رَحمةٌ، وفيه أيضًا إعذارٌ وإقامةُ حُجَّةٍ [674] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة فاطر)) (ص: 267). .
12- في قَولِه تعالى: فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ بيانُ أنَّ الكفرَ ظُلْمٌ [675] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة فاطر)) (ص: 267). .
13- قَولُ الله تعالى: فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ تعميمُ (الظَّالِمين) وتعميمُ (النَّصير) يقتضي أنَّ نَصرَ الظَّالمِ تَجاوُزٌ للحَقِّ؛ لأنَّ الحَقَّ ألَّا يكونَ للظَّالمِ نَصيرٌ؛ إذ واجِبُ الحِكمةِ والحَقِّ أن يأخُذَ المقتدِرُ على يدِ كُلِّ ظالمٍ؛ لأنَّ الأُمَّةَ مُكلَّفةٌ بدفعِ الفَسادِ عن جماعتِها، وفي هذا إبطالٌ لخُلُقِ أهلِ الجاهليَّةِ القائلينَ في أمثالِهم: (انصُرْ أخاك ظالِمًا أو مظلومًا)، وقد ألقى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أصحابِه إبطالَ ذلك، فساقَ لهم هذا المثَلَ حتَّى سألوا عنه، ثمَّ أصلَحَ معناه مع بقاءِ لَفظِه، حينَما سأله رجُلٌ فقال: ((يا رسولَ الله، أنصُرُه إذا كان مظلومًا، أفرأيتَ إذا كان ظالمًا كيفَ أنصرُه؟! قال: تَحجُزُه، أو تَمنَعُه مِن الظُّلمِ، فإنَّ ذلك نصْرُه) ) [676] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (22/320). والحديث أخرجه البخاري (6952) من حديث أنس رضي الله عنه. .
14- في قَولِه تعالى: فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ دَليلٌ على أنَّ الكُفَّارَ لا تَنفَعُ فيهم الشَّفاعةُ -وهذا عامٌّ-؛ فلا أحدَ يُدافِعُ عنهم، ولا يَشفَعُ لهم [677] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة فاطر)) (ص: 268). .

بلاغةُ الآيتَينِ:

1-  قَولُه تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ
- قولُه: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ وَقَع فيه الإخبارُ عن نارِ جَهنَّمَ بأنَّها لهم بلَامِ الاستِحْقاقِ؛ للدَّلالةِ على أنَّها أُعِدَّتْ لِجَزاءِ أعْمالِهِم. وقُدِّم المَجْرورُ لَهُمْ على المُسنَدِ إليه نَارُ جَهَنَّمَ؛ للتَّشْويقِ إلى ذِكرِ المُسنَدِ إليه، حتَّى إذا سَمِعَه السَّامِعونَ تمكَّنَ مِن نُفوسِهِم تَمامَ التَّمكُّنِ [678] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (22/317). .
- وجُمْلةُ كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ تَذْييلٌ، والكَفورُ المُبالِغُ في الكُفرِ أو الكُفْرانِ [679] يُنظر: ((تفسير البيضاوي)) (4/260)، ((تفسير أبي السعود)) (7/154)، ((تفسير ابن عاشور)) (22/318). .
2- قَولُه تعالى: وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ
- قولُه: وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا يَصْطَرِخُونَ مُبالَغةٌ في (يَصْرُخونَ)؛ لأنَّه افتِعالٌ مِن الصُّراخِ، وهو الصِّياحُ بشِدَّةٍ وجُهدٍ؛ فالاصْطِراخُ مُبالَغةٌ فيه، أي: يَصيحونَ من شِدَّةِ ما نابَهم. وجُمْلةُ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا بَيانٌ لجُمْلةِ يَصْطَرِخُونَ، يَحسَبونَ أنَّ رَفْعَ الأصْواتِ أقرَبُ إلى عِلمِ اللهِ بنِدائِهِم، ولإظْهارِ عَدَمِ إطاقةِ ما هُمْ فيه [680] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (3/615)، ((تفسير البيضاوي)) (4/260)، ((تفسير أبي السعود)) (7/154)، ((تفسير ابن عاشور)) (22/318). .
- وتَقْييدُ العَمَلِ الصَّالحِ بقَولِهِم: غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ يُؤذِنُ أنَّهم كانوا يَعمَلون صالِحًا آخَرَ غَيرَ الصَّالِحِ المَطْلوبِ عندَ اللهِ، وفائِدةُ هذا القَولِ زِيادةُ التَّحسُّرِ والنَّدَمِ على ما عَمِلوهُ مِن غَيرِ الصَّالِحِ مع الاعتِرافِ به، وزوالُ وَهْمِهم؛ لظُهورِ حالِهم في الكُفرِ، ورُكوبِ المَعاصي، ولأنَّهم كانوا يَحسَبونَ أنَّهم على سِيرةٍ صالِحةٍ، وفي هذا القَولِ وَعدٌ منهم وهُم في النَّارِ بتَدارُكِ ما فاتَهم مِن الأعْمالِ الصَّالِحةِ، ولكنَّها إنابةٌ بعدَ وَقتِها [681] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (3/615)، ((تفسير البيضاوي)) (4/260)، ((تفسير أبي حيان)) (9/36)، ((فتح الرحمن)) للأنصاري (ص: 470)، ((تفسير أبي السعود)) (7/154)، ((تفسير ابن عاشور)) (22/319). .
- قولُه: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ الواوُ عاطفةٌ فِعلَ قولٍ مَحذوفًا؛ لِعِلمِه مِن السِّياقِ بحَسَبِ الضَّميرِ في نُعَمِّرْكُمْ، مَعطوفًا على جُملةِ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا؛ فإنَّ صُراخَهم كَلامٌ منهم، والتَّقديرُ: يَقولون: ربَّنا أخرِجْنا، ونقولُ: ألمْ نُعمِّرْكم... [682] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (22/319). .
- قولُه: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ استِفْهامُ تَقْريعٍ وتَوْبيخٍ وإنْكارِ، وعَطفُ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ على مَعْنى أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ للتَّقْريرِ [683] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (3/615)، ((تفسير البيضاوي)) (4/260)، ((حاشية الطيبي على الكشاف)) (12/664)، ((تفسير أبي حيان)) (9/36)، ((تفسير أبي السعود)) (7/154)، ((تفسير ابن عاشور)) (22/319)، ((إعراب القرآن وبيانه)) لدرويش (8/161). . وجُعِلَ التَّقريرُ على النَّفيِ تَوطئةً لِيُنكِرَه المقرَّرُ، حتَّى إذا قال: بلى، علِمَ أنَّه لم يَسَعْه الإنكارُ حتَّى مع تَمهيدِ وِطاءِ الإنكارِ إليه [684] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (22/319). .
- والاقتِصارُ على ذِكرِ النَّذيرِ؛ لأنَّ الأهمَّ مِن شأْنِه بالنِّسبةِ إليهم هو النِّذارةُ [685] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (7/154، 155)، ((تفسير ابن عاشور)) (22/320). .
- والفاءُ في فَذُوقُوا هي الفَصيحةُ؛ لِتَرتيبِ الأمْرِ بالذَّوقِ على ما قَبْلَها مِن التَّعْميرِ، ومَجيءِ النَّذيرِ [686] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (7/155)، ((إعراب القرآن)) لدرويش (8/162). .
- وحُذِفَ مَفعولُ (ذُوقوا)؛ لِدَلالةِ المقامِ عليه، أي: ذُوقوا العذابَ. وهذا الأمْرُ فَذُوقُوا مُستَعمَلٌ في مَعْنى الدَّوامِ، وهو كِنايةٌ عن عَدَمِ الخَلاصِ مِن العَذابِ [687] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (22/320). . وقيل: الأمرُ هنا للإهانةِ؛ فيُهانون -والعياذُ باللهِ- بالعذابِ والتَّوبيخِ وغيرِها مِن أنواعِ الإهاناتِ [688] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة فاطر)) (ص: 267). .
- وقَولُه: فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ تَفريعٌ على ما سَبَقَ مِن الحِكايةِ؛ فيَجوزُ أنْ يكونَ مِن جُمْلةِ الكَلامِ الَّذي وبَّخَهم اللهُ به؛ فهو تَذْييلٌ له، وتَفْريعٌ عليه؛ لتَأْيِيسِهِم مِن الخَلاصِ، يعني: فأينَ الَّذين زَعَمتُم أنَّهم أوْلياؤُكم ونُصَراؤُكم؟! فما لَكمْ مِن نَصيرٍ، وعُدِلَ عن ضَميرِ الخِطابِ أنْ يُقالَ: فما لَكم مِن نَصيرٍ، إلى الاسْمِ الظَّاهِرِ بوَصْفِ (الظَّالِمِينَ)؛ لإفادةِ سَببِ انتِفاءِ النَّصيرِ عنهم؛ ففي الكَلامِ إيجازٌ، أي: لأنَّكم ظالِمونَ، وما للظَّالِمينَ مِن نَصيرٍ؛ فالمَقْصودُ ابتِداءُ نَفيِ النَّصيرِ عنهم، ويَتبَعُه التَّعْميمُ بنَفيِ النَّصيرِ عن كُلِّ مَن كان مِثلَهُم مِن المُشرِكينَ. ويجوزُ أنْ يكونَ كلامًا مُستقِلًّا مُفرَّعًا على القصَّةِ، ذُيِّلَت به للسَّامِعينَ مِن قولِه: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ [فاطر: 36] ، فليس فيه عُدولٌ عن الإضمارِ إلى الإظهارِ؛ لأنَّ المقصودَ إفادةُ شُمولِ هذا الحُكمِ لكلِّ ظالمٍ، فيَدخُلُ الَّذين كَفَروا المُتحدَّثُ عنهم في العُمومِ [689] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (22/320). .