موسوعة القواعد الفقهية

الفَرعُ الثَّالِثَ عَشَرَ: البَدَلُ يُقسَمُ على قيمةِ المُبدَلِ


أوَّلًا: صيغةُ القاعِدةِ.
استُعمِلَتِ القاعِدةُ بهذه الصِّيغةِ المَذكورةِ: "البَدَلُ يُقسَمُ على قيمةِ المُبدَلِ" [1752] يُنظر: ((المبسوط)) للسرخسي (21/42)، ((فتح القدير)) لابن الهمام (3/353). . وصيغةِ: "البَدَلُ يُقسَمُ على قدرِ قيمةِ المُبدَلِ" [1753] يُنظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (2/286)، ((المحيط البرهاني)) لابن مازه (3/18)، ((البحر الرائق)) لابن نجيم (3/157)، ((غمز عيون البصائر)) للحموي (4/36). . وصيغةِ: "البَدَلُ يُقسَمُ على أجزاءِ المُبدَلِ" [1754] يُنظر: ((العناية)) للبابرتي (7/49)، ((البناية)) للعيني (8/310). . وصيغةِ: "البَدَلُ يَنقَسِمُ على المُبدَلِ إذا كان مُتَعَدِّدًا" [1755] يُنظر: ((المحيط البرهاني)) لابن مازه (3/327). .
ثانيًا: المَعنى الإجماليُّ للقاعِدةِ.
استُعمِلَت هذه القاعِدةُ عِندَ الحَنَفيَّةِ، وهيَ تُفيدُ أنَّ البَدَلَ يَتَوزَّعُ على قدرِ قيمةِ أصلِه في المُبادَلاتِ، فيَنقَسِمُ على أجزاءِ المُبدَلِ إذا كان مُتَعَدِّدًا [1756] يُنظر: ((المبسوط)) للسرخسي (21/42)، ((بدائع الصنائع)) للكاساني (2/286)، ((المحيط البرهاني)) لابن مازه (3/327)، ((العناية)) للبابرتي (7/49). .
وهذه القاعِدةُ مُتَفرِّعةٌ مِن قاعِدةِ (البَدَلُ يَقومُ مَقامَ الأصلِ وحُكمُه حُكمُ الأصلِ)؛ لأنَّ البَدَلَ يُقسَمُ على قيمةِ أصلِه؛ لأنَّه يَقومُ مَقامَه، وحُكمُه حُكمُه.
ثالِثًا: أدِلَّةُ القاعِدةِ.
يُستَدَلُّ لهذه القاعِدةِ بالقاعِدةِ الأُمِّ (البَدَلُ يَقومُ مَقامَ الأصلِ وحُكمُه حُكمُ الأصلِ).
رابِعًا: أمثِلةٌ للقاعِدةِ.
مِنَ الأمثِلةِ على هذه القاعِدةِ:
1- لو تَزَوَّجَ رَجُلٌ امرَأتَينِ على صَداقٍ واحِدٍ فيَجوزُ، إلَّا أن يَقولَ: تَزَوَّجتُكُما على ألفِ دِرهَمٍ فقَبِلَتا، فالنِّكاحُ جائِزٌ لا شَكَّ فيه، ويُقسَمُ الألفُ بَينَهما على قَدرِ مَهرِ مِثلَيهما؛ لأنَّه جَعَلَ الألفَ بَدَلًا عن بُضْعَيهما، والبَدَلُ يُقسَمُ على قَدرِ قيمةِ المُبدَلِ، والمُبدَلُ هو البُضعُ، فيُقسَمُ البَدَلُ على قدرِ قيمَتِه، وقيمَتُه مَهرُ المِثلِ [1757] يُنظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (2/286). .
2- إذا قالتِ المَرأةُ لزَوجِها: طَلِّقْني وضَرَّتي على ألفِ دِرهَمٍ، فطَلَّقَ ضَرَّتَها أو طَلَّقَها، تَجِبُ نِصفُ الألفِ إذا كان مَهرُ مِثلِهما على السَّواءِ، كَما لو قالت: طَلِّقْني وضَرَّتي بألفِ دِرهَمٍ، وإن كان مَهرُ مِثلهما على التَّفاوُتِ فتَجِبُ حِصَّةُ المُطَلَّقةِ مِنَ الألفِ [1758] يُنظر: ((المحيط البرهاني)) لابن مازه (3/327). .

انظر أيضا: