logo
logo
En

موسوعة القواعد الفقهية

المراجع المعتمدة منهج العمل في الموسوعة
المراجع المعتمدة منهج العمل في الموسوعة

الفَرعُ التَّاسِعُ: تَبَدُّلُ وَصفِ العَينِ لا يوجِبُ تَبَدُّلَ العَينِ

انظر أيضا

أوَّلًا: صيغةُ القاعِدةِ.
استُعمِلَتِ القاعِدةُ بهذه الصِّيغةِ: "العَينُ لا تَتَبَدَّلُ بتَبَدُّلِ الوَصفِ" [1724] يُنظر: ((المخارج في الحيل)) لمحمد بن الحسن (ص: 132)، ((المبسوط)) للسرخسي (30/237). . وصيغةِ: "تَغَيُّرُ الوَصفِ بَعدَ صُدورِ السَّبَبِ لا يوجِبُ تَغَيُّرَ المَوصوفِ" [1725] يُنظر: ((السيل الجرار)) للشوكاني (ص: 878). . وصيغةِ: "تَبَدُّلُ الصِّفةِ ليسَ كَتَبَدُّلِ العَينِ" [1726] يُنظر: ((التدريب)) للبلقيني (3/103)، ((أسنى المطالب)) لزكريا الأنصاري (3/178). . وصيغةِ: "الأعيانُ يُقابِلُها البَدَلُ، والأوصافُ لا يُقابِلُها البَدَلُ" [1727] يُنظر: ((شرح الزيادات)) لقاضي خان (3/893). .
ثانيًا: المَعنى الإجماليُّ للقاعِدةِ.
الأعيانُ يُقابِلُها البَدَلُ، فجَهالَتُها تَمنَعُ جَوازَ العَقدِ، أمَّا الأوصافُ فلا يُقابِلُها البَدَلُ؛ ولِذلك لا يُقابِلُها شَيءٌ مِنَ الثَّمَنِ بمُجَرَّدِ العَقدِ، فلَيسَ له أن يَأخُذَ في مُقابِلِ فواتِه شَيئًا؛ وهذا لأنَّ الثَّمَنَ عَينٌ، فيُقابِلُه مِثلُه، والوَصفُ دونَ ذلك، فإنَّه عَرَضٌ لا يُحرَزُ بانفِرادِه، فلا يُقابَلُ به إلَّا تَبَعًا لغَيرِه.
ومَعَ أنَّ تَبَدُّلَ الوصفِ لا يوجِبُ تَبَدُّلَ العَينِ، إلَّا أنَّه قد يَتَغَيَّرُ حُكمُ العَينِ بتَغَيُّرِه حِسًّا وشَرعًا، كالخَمرِ إذا تَخَلَّلَت تَغَيَّرَ حُكمُها الطَّبيعيُّ مِنَ الحَرارةِ إلى البُرودةِ، ومِنَ الإسكارِ إلى عَدَمِه، وتَغَيَّر حُكمُها الشَّرعيُّ مِنَ الحُرمةِ إلى الحِلِّ، وقد يَتَغَيَّرُ بتَبَدُّلِه حِلُّ التَّصَرُّفِ الثَّابِتُ للبائِعِ إلى الحُرمةِ، وحُرمَتُه الثَّابِتةُ للمُشتَري إلى الحِلِّ أيضًا، فيَجوزُ أن يَجعَلَ العَينَ باعتِبارِه بمَنزِلةِ شَيءٍ آخَرَ [1728] يُنظر: ((شرح الزيادات)) لقاضي خان (3/893)، ((الهداية)) للمرغيناني (3/34)، ((كشف الأسرار)) لعلاء الدين البخاري (1/164)، ((العناية)) للبابرتي (10/196). .
وهذه القاعِدةُ مُتَعَلِّقةٌ بالبَدَلِ لا مِن حَيثُ إنَّه يَقومُ مَقامَ الأصلِ، لكِن مِن حَيثُ إنَّ الأصلَ هنا في حالِ تَغَيَّر وَصفُه لا يَصيرُ ذلك بَدَلًا يُحكَمُ له بحُكمِ البَدَلِ، بَل يَبقى هو الأصلَ، ولَه حُكمُ الأصلِ.
ثالِثًا: أدِلَّةُ القاعِدةِ.
يُستَدَلُّ لهذه القاعِدةِ بقاعِدةِ (التَّابِعُ تابِعٌ).
رابِعًا: أمثِلةٌ للقاعِدةِ.
مِنَ الأمثِلةِ على هذه القاعِدةِ:
1- لو حَلَف لا يُكَلِّمُ هذا الصَّبيَّ فكَلَّمَه بَعدَ ما شابَ، أو لا يُكَلِّمُ هذا الشَّابَّ فصارَ شَيخًا: حَنِثَ؛ لأنَّ العَينَ لا تَتَبَدَّلُ بتَبَدُّلِ الوصفِ [1729] يُنظر: ((المخارج في الحيل)) لمحمد بن الحسن (ص: 132)، ((المبسوط)) للسرخسي (30/237). .
2- لو حَلَف لا يَأكُلُ هذا الجَمَلَ، فكَبِرَ حتَّى صارَ مُسِنًّا فأكَلَه، حَنِثَ؛ لأنَّ العَينَ لا تَتَبَدَّلُ بتَبَدُّلِ الوَصفِ [1730] يُنظر: ((المخارج في الحيل)) لمحمد بن الحسن (ص: 132)، ((المبسوط)) للسرخسي (30/237). .

انظر أيضا:
السابق
التالي