المَطلبُ التَّاسِعُ: مَقاصِدُ اللَّفظِ على نيَّةِ اللَّافِظِ إلَّا في اليَمينِ عِندَ القاضي
أوَّلًا: صِيغَةُ القاعِدةِاستُعْمِلَتِ القاعِدةُ بهذِهِ الصِّيغةِ المذكورَةِ: "مَقاصِدُ اللَّفظِ على نيَّةِ اللَّافِظِ إلَّا في اليَمينِ عِندَ القاضي"
[97] يُنظر: ((المنثور)) للزركشي (3/312)، ((الأشباه والنظائر)) للسيوطي (ص: 44). .
ثانيًا: المَعنى الإجماليُّ للقاعِدةِمَعنى القاعِدةِ أنَّ الألفاظَ والكَلماتِ التي يَستَعمِلُها الشَّخصُ تُحمَلُ على نيَّتِه، وتُفسَّرُ بمُقتَضى قَصدِه، ولا يُعتَبَرُ في اللَّفظِ إلَّا نيَّةُ صاحِبِه المُتَكَلِّمِ به، كَما قال أبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه في الهجرةِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((هذا الرَّجُلُ يَهديني السَّبيلَ )) وهو يَقصِدُ سَبيلَ الخَيرِ، ويَحسَبُ السَّامِعُ أنَّه يَعني الطَّريقَ
[98] لفظُه: عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: أقبَل نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المَدينةِ وهو مُردِفٌ أبا بَكرٍ، وأبو بَكرٍ شَيخٌ يُعرَفُ، ونَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شابٌّ لا يُعرَفُ، قال: فيَلقى الرَّجُلُ أبا بَكرٍ فيَقولُ: يا أبا بَكرٍ، مَن هذا الرَّجُلُ الذي بَينَ يَدَيكَ؟ فيَقولُ: هذا الرَّجُلُ يَهديني السَّبيلَ، قال: فيَحسَبُ الحاسِبُ أنَّه إنَّما يَعني الطَّريقَ، وإنَّما يَعني سَبيلَ الخَيرِ، فالتَفتَ أبو بَكرٍ فإذا هو بفارِسٍ قد لحِقَهم، فقال: يا رَسولَ اللهِ، هذا فارِسٌ قد لحِقَ بنا، فالتَفتَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: اللهُمَّ اصرَعْه. فصَرَعَه الفرَسُ، ثُمَّ قامَت تُحَمحِمُ، فقال: يا نَبيَّ اللهِ، مُرني بما شِئتَ، قال: فقِفْ مَكانَكَ، لا تَترُكَنَّ أحَدًا يَلحَقُ بنا. قال: فكان أوَّلَ النَّهارِ جاهدًا على نَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكان آخِرَ النَّهارِ مَسلحةً له! فنَزَل رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جانِبَ الحَرَّةِ، ثُمَّ بَعَثَ إلى الأنصارِ، فجاؤوا إلى نَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبي بَكرٍ فسَلَّموا عليهما، وقالوا: اركَبا آمِنَينِ مُطاعَينِ. فرَكِبَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بَكرٍ، وحَفُّوا دونَهما بالسِّلاحِ، فقيل في المَدينةِ: جاءَ نَبيُّ اللهِ، جاءَ نَبيُّ اللهِ، صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأشرَفوا يَنظُرونَ ويَقولونَ: جاءَ نَبيُّ اللهِ، جاءَ نَبيُّ اللهِ، فأقبَل يَسيرُ حتَّى نَزَل جانِبَ دارِ أبي أيُّوبَ، فإنَّه ليُحَدِّثُ أهلَه إذ سَمِعَ به عَبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ وهو في نَخلٍ لأهلِه يَختَرِفُ لهم، فعَجِل أن يَضَعَ الذي يَختَرِفُ لهم فيها، فجاءَ وهيَ مَعَه، فسَمِعَ مِن نَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ رَجَعَ إلى أهلِه، فقال نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ بُيوتِ أهلِنا أقرَبُ؟ فقال أبو أيُّوبَ: أنا يا نَبيَّ اللهِ، هذه داري وهذا بابي، قال: فانطَلِقْ فهَيِّئْ لنا مَقيلًا، قال: قوما على بَرَكةِ اللهِ، فلمَّا جاءَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاءَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ فقال: أشهَدُ أنَّكَ رَسولُ اللهِ، وأنَّكَ جِئتَ بحَقٍّ، وقد عَلِمَت يَهودُ أنِّي سَيِّدُهم وابنُ سَيِّدِهم، وأعلمُهم وابنُ أعلمِهم، فادعُهم فاسألهم عنِّي قَبل أن يَعلَموا أنِّي قد أسلَمتُ؛ فإنَّهم إن يَعلموا أنِّي قد أسلَمتُ قالوا فيَّ ما ليسَ فيَّ. فأرسَل نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأقبَلوا فدَخَلوا عليه، فقال لهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا مَعشَرَ اليَهودِ، وَيلَكُم! اتَّقوا اللَّهَ؛ فواللهِ الذي لا إلهَ إلَّا هو إنَّكُم لتَعلَمونَ أنِّي رَسولُ اللهِ حَقًّا، وأنِّي جِئتُكُم بحَقٍّ، فأسلِموا، قالوا: ما نَعلمُه، قالوا للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالها ثَلاثَ مِرارٍ، قال: فأيُّ رَجُلٍ فيكُم عَبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ؟ قالوا: ذاكَ سَيِّدُنا وابنُ سَيِّدِنا، وأعلَمُنا وابنُ أعلَمِنا، قال: أفرَأيتُم إن أسلمَ؟ قالوا: حاشى للَّهِ! ما كان ليُسلِمَ، قال: أفرَأيتُم إن أسلمَ؟ قالوا: حاشى للَّهِ! ما كان ليُسلِمَ، قال: أفرَأيتُم إن أسلمَ؟ قالوا: حاشى للَّهِ! ما كان ليُسلِمَ، قال: يا ابنَ سَلامٍ، اخرُجْ عليهم، فخَرَجَ فقال: يا مَعشَرَ اليَهودِ، اتَّقوا اللَّهَ؛ فواللهِ الذي لا إلهَ إلَّا هو إنَّكُم لتَعلمونَ أنَّه رَسولُ اللهِ، وأنَّه جاءَ بحَقٍّ، فقالوا: كَذَبتَ، فأخرَجَهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. أخرجه البخاري (3911). ، وهذا ليسَ كَذِبًا؛ لأنَّ مَقصَدَ اللَّفظِ على وَفقِ نيَّةِ المُتَكَلِّمِ به وقَصدِه، إلَّا إذا كان مُستَحلَفًا عِندَ القاضي؛ فإنَّ اليَمينَ تَكونُ على وَفقِ نيَّةِ القاضي حِفاظًا للحُقوقِ حينَئِذٍ مِنَ الضَّياعِ
[99] يُنظر: ((الكافي)) لابن قدامة (4/197)، ((الشرح الكبير)) لشمس الدين بن قدامة (8/451)، ((شرح الزركشي على مختصر الخرقي)) (7/125،124)، ((التوضيح)) لابن الملقن (20/529)، ((السيل الجرار)) للشوكاني (ص: 690)، ((بستان الأحبار)) لفيصل آل مبارك (2/589،588)، ((الحيل)) لمحمد المسعودي (ص: 159). .
وقد أفادَت هذه القاعِدةُ الفرعيَّةُ المَعنى الذي دَلَّت عليه القاعِدةُ الأُمُّ (الأُمورُ بمَقاصِدِها) فتُحمَلُ الألفاظُ على مَقصَدِ صاحِبِها ونيَّتِه، لكِنَّ القاعِدةَ الفرعيَّةَ استَثنَت حالةَ التَّقاضي والخُصوماتِ؛ فيَجِبُ أن تَكونَ اليَمينُ على مَقصَدِ القاضي.
ثالثًا: أدِلَّةُ القاعِدةِدَلَّ على هذه القاعِدةِ ما سَبَقَ مِن أدِلَّةٍ في قاعِدةِ (الأُمورُ بمَقاصِدِها) ويُضافُ إليها أدِلَّةٌ أُخرى مِنَ السُّنَّةِ والإجماعِ:
1- مِنَ السُّنَّةِ:عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَجُلًا أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستَحمَله، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((إنَّا حامِلوك على وَلَدِ ناقةٍ، قال: يا رَسولَ اللهِ، ما أصنَعُ بوَلَدِ ناقةٍ؟! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وهَل تَلِدُ الإبِلَ إلَّا النُّوقُ؟ )) [100] أخرجه أبو داود (4998)، والترمذي (1991)، وأحمد (13817) واللفظ له. صحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4998)، وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، وقال البغوي في ((شرح السنة)) (6/548): صحيحٌ غريبٌ، وصحَّح إسنادَه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (13817). .
وَجهُ الدَّلالةِ:أنَّ الرَّجُلَ تَوهَّمَ مِنَ الوَلدِ ما هو مُتَعارَفٌ عليه، وهو أنَّ وَلَدَ النَّاقةِ صَغيرٌ لا يَصلُحُ للرُّكوبِ، وقد قَصَدَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الكَبيرَ، فأرشَدَه إلى أنَّ اسمَ الوَلَدِ يَصدُقُ على الكَبيرِ أيضًا
[101] يُنظر: ((فتح الودود)) للسندي (4/628،627)، ((بذل المجهود)) للسهارنفوري (13/399). .
2- مِنَ الإجماعِ:ومِمَّن نَقَله: القَرافيُّ
[102] قال: (يَجوزُ أن يَنويَ باللَّفظِ ما يَحتَمِلُه لُغةً مِن تَقييدٍ وتَخصيصٍ ومَجازٍ ونَحوِه إجماعًا إلَّا في أيمانٍ، فلا يُقبَلُ ظاهرًا ولا باطِنًا؛ لِما يُؤَدِّي إليه مِن إبطالِ فائِدةِ الأيمانِ). ((الذَّخيرة)) (11/67). .
رابعًا: أمثِلةٌ للقاعِدةِمِنَ الأمثِلةِ على هذه القاعِدةِ
[103] قال عَبدُ الرَّحمنِ شمسُ الدينِ ابنُ قُدامةَ مُمَثِّلًا: (أن يَحلِفَ أنَّه أخي يُريدُ بذلك أُخوَّةً في الإسلامِ، أو يَعني بالسَّقفِ والبناءِ: السَّماءَ، وبالبساطِ والفِراشِ: الأرضَ، وبالأوتادِ: الجِبالَ، وباللِّباسِ: اللَّيلَ، أو يَقولَ: ما رَأيتُ فُلانًا، أي: ما ضَرَبتُ رِئَتِه، ولا ذَكرتُه، أي: ما قَطَعتُ ذَكَرَه، أو يَقولَ: جَواريَّ أحرارٌ، يَعني: سُفُنَه، ونِسائي طَوالِقُ، يَعني: النِّساءَ الأقارِبَ مِنه، أو يَقولَ: ما كاتَبتُ فُلانًا ولا عَرَفتُه ولا أعلَمتُه ولا سَألتُه حاجةً، ولا أكَلتُ له دَجاجةً ولا فَرُّوجةً، ولا شَرِبتُ له ماءً، ولا في بَيتي فَرْشٌ ولا حَصيرٌ ولا باريةٌ، ويَعني بالمُكاتَبةِ: مُكاتَبةَ الرَّقيقِ، وبالتَّعريفِ: جَعْلَه عَريفًا، وبالإعلامِ: جَعْلَه أعلَمَ الشَّفةِ، والحاجةِ: شَجَرةً صَغيرةً، والدَّجاجةِ: الكبَّةَ مِنَ الغَزلِ، والفَرُّوجةِ: الدّرَّاعةَ، والفَرْشِ: صِغارَ الإبِلِ، والحَصيرِ: الحَبسَ، والباريّةِ: السِّكِّينَ التي يُبرى بها، أو يَقولَ: واللهِ ما أكَلتُ مِن هذا شَيئًا ولا أخَذتُ مِنه، يَعني الباقيَ بَعدَ أخذِه وأكلِه، فهذا وأشباهُه مِمَّا يَسبقُ إلى فهمِ السَّامِعِ خِلافُه، إذا عناه بيَمينِه فهو تَأويلٌ؛ لأنَّه خِلافُ الظَّاهِرِ). ((الشرح الكبير)) (8/451). :
1- لو قال لزَوجَتِه: أنتِ طالِقٌ طالِقٌ طالِقٌ، فإنَّ الكَلامَ يَحتَمِلُ التَّأكيدَ، ويَحتَمِلُ الاستِئنافَ، فلو قال أرَدتُ التَّوكيدَ قُبِل مِنه؛ لأنَّ الكَلامَ يُكَرَّرُ للتَّوكيدِ، كَقَولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((أيُّما امرَأةٍ نَكَحَت بغَيرِ إذنِ وَليِّها فنِكاحُها باطِلٌ باطِلٌ باطِلٌ )) [104] أخرجه أبو داود (2083)، والترمذي (1102)، وابن ماجه (1879) باختلافٍ يسيرٍ من حديثِ عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، ولفظُ أبي داودَ: عن عائِشةَ، قالت: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أيّما امرَأةٍ نَكَحت بغَيرِ إذنِ مَواليها فنِكاحُها باطِلٌ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فإن دَخل بها فالمَهرُ لها بما أصابَ مِنها، فإن تَشاجَروا فالسُّلطانُ وليُّ مَن لا وليَّ لهـ)). صَحَّحه ابنُ مَعينٍ، والإمامُ أحمَد، كما في ((المقرر على أبواب المحرر)) ليوسف بن ماجد (2/112)، وابن حبان في ((صحيحهـ)) (4074)، والحاكم على شرط الشيخين في ((المستدرك)) (2744)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (7/105)، وابن الجوزي كما في ((تنقيح التحقيق)) لمحمد ابن عبد الهادي (4/286)، والقرطبي المفسر في ((التفسير)) (3/464)، وابن الملقن في ((البدر المنير)) (7/553)، وابن حجر في ((فتح الباري)) (9/97)، والشوكاني في ((السيل الجرار)) (3/21)، وقال أبو موسى المديني في ((اللطائف)) (556): ثابتٌ مشهورٌ يُحتجُّ به. . وإن قَصَدَ الإيقاعِ طُلِّقَت ثَلاثًا
[105] يُنظر: ((الوسيط)) للغزالي (5/407)، ((المغني)) لابن قدامة (7/480)، ((جامع الأمهات)) لابن الحاجب (ص: 297)، ((التوضيح في شرح مختصر ابن الحاجب)) لخليل (4/381)، ((القواعد والفوائد الأصولية)) لابن اللحام (ص: 241)، ((الأشباه والنظائر)) للسيوطي (ص: 44). .
2- مَن حَلَف ألَّا يَدخُلَ دارَ زَيدٍ فإنَّه يَحنَثُ بدُخولِ ما يَسكُنُها بمِلكٍ، لا بإعارةٍ وإجارةٍ وغَصبٍ، إلَّا أن يُريدَ مَسكَنَه عُمومًا، فيَحنَثُ بالمُعارِ وغَيرِه، ويَحنَثُ بما يَملِكُه ولا يَسكُنُه، إلَّا أن يُريدَ مَسكَنَه فقَط، فلا يَحنَثُ بما لا يَسكُنُه
[106] يُنظر: ((القواعد الفقهية)) لمحمد الزحيلي (2/ 755). .
خامِسًا: مُكمِلاتٌ للقاعِدةِاستِثناءاتٌ:مِمَّا خَرَجَ عن هذه القاعِدةِ اليَمينُ عِندَ القاضي المُحَكَّمِ، فلوِ استَحلَف القاضي أوِ المُحَكَّمُ شَخصًا فحَلَف بَينَ يَدَيه، فإنَّ اليَمينَ تَكونُ على نيَّةِ القاضي والمُحَكَّمِ دونَ الحالفِ، حتَّى لا تَضيعَ الحُقوقُ؛ لِما رَوى أبو هرَيرةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((يَمينُك على ما يُصَدِّقُك به صاحِبُك )) [107] أخرجه مسلم (1653). ، هذا إذا لم يَكُنْ مَظلومًا، فإن كان مَظلومًا كانتِ اليَمينُ على نيَّتِه عِندَ الحَنَفيَّةِ
[108] يُنظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (3/20)، ((لسان الحكام)) لابن الشحنة (ص: 346). ، والحَنابلةِ
[109] يُنظر: ((الكافي)) لابن قدامة (4/197)، ((شرح الزركشي على مختصر الخرقي)) (7/122). .