الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه قال: يقولُ أهلُ الجنةِ: انطَلِقوا بنا إلى السوقِ فينطَلِقونَ إلى منابرَ مِن كثبانٍ مِن مسكٍ أو جبالٍ مِن مسكٍ فإذا رجَعوا إلى أزواجِهم تقولُ أزواجُهم: إنا لنجِدُ منكم ريحًا ما وجَدْناها حين أو حتى خرَجتُم مِن عندِنا قال: ويقولونَ هؤلاءِ: إنا لنجِدُ لكم ريحًا ما وجَدْناه حين أو حتى خرَجْنا مِن عندِكم
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : - | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/239
التصنيف الموضوعي: جنة - سوق الجنة جنة - صفة أهل الجنة جنة - صفة الجنة جنة - نساء الجنة جنة - طيب أهل الجنة
| أحاديث مشابهة

2 - عن كعبٍ قال: لأَنْ أزنِيَ ثلاثًا وثلاثينَ زنيةً أحَبُّ إليَّ مِن أكلِ درهمِ رِبًا يعلمُه اللهُ أني أكلتُه حين أكلتُه رِبًا

3 - كنتُ رِدفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حمارٍ، فرأى الشمسَ حين غابَتْ، فقال : يا أبا ذرٍّ، تَدري أينَ تغرُبُ هذه ؟ قال : فقلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال : فإنها تَغرُبُ في عينٍ حمِئَةٍ تنطَلِقُ حتى تخِرَّ ساجدةً لربِّها تحتَ العرشِ، فإذا حان خروجُها أذِن لها، فإذا أراد اللهُ أن يطلعَها مِن مغربِها حبَسها، فتقولُ : يا ربِّ إنَّ مَسيري بعيدٌ فيقولُ اطلَعي مِن حيثُ جئتِ فذلك حين لا ينفَعُ نفسًا إيمانُها لم تكُنْ آمَنَتْ مِن قَبلُ

4 - كنتُ عندَ أبي فجاء رجلٌ فقال: إني ما رأيتُ عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أمسِ: فأخافُ أنْ يكونَ مَقَتَني فأحبُّ أن تَسأَلَه لي عن شيءٍ قال: اذهَبْ أنتَ فاستَفتِه قال: وعبدُ اللهِ قائمٌ بين يدَي فسطاطِه بمِنًى إذ جاء رجلٌ إلى القصرِ فأتاه ثم رجَع قال: فأخبرنا حين قال: قلتُ: يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أفتِني يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أفتِني يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أفتِني قال: لا تقُلْ بهذا إلا حقًّا وأشار إلى لسانِه ولا تَعمَلْ بهذا إلا صلحًا تدخُلِ الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ قال: قلتُ: قد جوَّزتَ في الفُتيا قال: إنَّكَ جئتَ وأنا أريدُ الكعبةَ وقد نُشِر بُردايَ أو حُلَّتي وإن قلتَ ذلك لقد أوتي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسطَ أمرِه فقيل له: قُمْ فجوِّزْ فقام فجوَّز مَن قبلَه ومَن بعدَه قال: قلتُ: يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو مِن كلِّ ذنبٍ يَقبَلُ اللهُ التوبةَ ؟ قال: نعَم

5 - واللهِ إني لأنظُرُ يومئذٍ إلى خدمِ النساءِ مشمراتٍ يَسعَينَ، حين انهزَم القومُ وما أرى دون أحدهِنَّ شيئًا، وإنا لنحسبُهم قتلى ما يرجِعُ إلينا منهم أحدٌ، ولقد أُصيبَ أصحابُ اللواءِ، وصبَروا عندَه، حتى صار إلى عبدٍ لهم حبشيٍّ يقالُ له : صوابٌ، ثم قُتِل صوابٌ فطُرِح اللواءُ فما يَقرَبُه أحدٌ مِن خلقِ اللهِ، حتى وثَبَتْ إليه عمرةُ بنتُ علقمةَ الحارثيةُ فرفَعَتْه لهم، وثاب إليه الناسُ، قال الزبيرُ : فواللهِ إنا كذلك قد علَوناهم وظهَرْنا عليهِم، إذ خالَفَتِ الرماةُ عن أمرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأقبَلوا إلى العسكرِ حين رأَوه مختلًّا قد أجهَضْناهم عنه، فرغِبوا في الغنائمِ، وترَكوا عهدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَلوا يأخُذونَ الأمتعةَ فأتَتْنا الخيلُ مِن خلفِنا فحطمَتْنا فكرَّ الناسُ مُنهَزِمينَ، فصرَخ صارخٌ يرونَ أنه الشيطانُ : ألا إنَّ محمدًا قد قُتِل، فانحطَم الناسُ، وركِب بعضُهم بعضًا فصاروا ثلاثةً : ثلثًا جريحًا، وثلثًا مقتولًا، وثلثًا منهزمًا، قد بلغَتِ الحربُ، وقد كانتِ الرماةُ اختلَفوا فيما بينهم، فقالتْ طائفةٌ : رأَوا الناسَ وقَعوا في الغنائمِ وقد هزَم اللهُ المشرِكينَ، وأخَذ المسلمونَ الغنائمَ، فماذا تنتظِرونَ، وقالتْ طائفةٌ : قد تقدَّم إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونهاكم أن تُفارِقوا مكانَكم، إن كانتْ عليه، أو له، فتنازَعوا في ذلك، ثم إنَّ الطائفةَ الأولى منَ الرماةِ أبَتْ إلا أن تَلحَقَ بالعسكرِ فتفرَّق القومُ، وترَكوا مكانَهم، فعندَ ذلك حملَتْ خيلُ المشرِكينَ

6 - ما أرى رجلًا أعلمَ بما أُنزلَ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من عبدِ اللهِ يعني ابن مسعود فقال أبو موسَى: إنْ يَقُلْ ذلك فإنَّه قد كان يَسمَعُ حين لا نَسمَعُ ويَدخُلُ حين لا نَدخُلُ
خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
الراوي : أبو مسعود عقبة بن عمرو | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/289
التصنيف الموضوعي: علم - فضل العلم مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم علم - أماكن العلم والتعلم علم - سعة العلم مناقب وفضائل - عبد الله بن مسعود
| أحاديث مشابهة

7 - أتيتُ أبا وائلٍ وهو في مسجد حيه ر فاعتَزَلنا في ناحيةِ المسجدِ فقلتُ: ألا عن هؤلاءِ القومِ الذين قتَلهم عليٌّ فيمَ فارَقوه ؟ وفيما استَجابوا له حين دعاهم ؟ وحين فارَقوه واستحَلَّ قتالَهم ؟ قال: لما كنا بصِفِّينَ استَحَرَّ القتلُ في أهلِ الشامِ فذكَر قصةً قال: فرجَع عليٌّ إلى الكوفةِ وقال فيه الخوارجُ ما قالوا ونزَلوا بحروراءَ وهم بضعةَ عشرَ ألفًا فأرسَل عليٌّ إليهِم يناشدُهم اللهَ ارجِعوا إلى خليفتِكم فيم نقمتم عليه أفي قسمةٍ أو قضاءٍ قالوا: نخافُ أن تدخلَ في فتنةٍ قال: فلا تعجَلوا ضلالةَ العامِ مخافةَ فتنةِ عامٍ قابلٍ فرجَعوا فقالوا: نكونُ على ناحيتِنا فإن قيل القضيةُ قاتَلناه على ما قاتَلنا عليه أهلَ الشامِ بصِفِّينَ وإن نقَضها قاتَلنا معه فساروا حتى قطَعوا نهروانَ وافتَرَقَتْ منهم فرقةٌ يقتُلونَ الناسَ فقال أصحابُهم: ما على هذا فارَقْنا عليًّا فلما بلَغ عليًّا صنيعُهم قام فقال: أتسيرونَ إلى عدوِّكم أو تَرجِعونَ إلى هؤلاءِ الذين خلفوكم في ديارِكم ؟ قالوا: بل نرجعُ إليهم قال: فحدَّث عليٌّ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: إنَّ طائفةً تخرجُ مِن قبلِ المشرقِ عندَ اختلافٍ منَ الناسِ لا ترونَ جهادَكم مع جهادِهم شيئًا ولا صلاتَكم مع صلاتِهم شيئًا ولا صيامَكم مع صيامِهم شيئًا يمرُقونَ منَ الدينِ كما يمرقُ السهمُ منَ الرميةِ علامتُهم رجلٌ عضدُه كثديِ المرأةِ يقتُلُهم أقربُ الطائفتينَ منَ الحقِّ فسار عليٌّ إليهِم فاقتَتَلوا قتالًا شديدًا فجعَلَتْ خيولُ عليٍّ لا تقومُ لهم فقال: يا أيُّها الناسُ إن كنتُم إنما تقاتِلونَ فيَّ فواللهِ ما عِندي ما أجزيكم به وإن كنتُم إنما تُقاتِلونَ للهِ فلا يكوننَّ هذا قتالَكم قال: فأقبَلوا عليهِم فقتَلوهم كلَّهم فقال: ابتَغوه فطلَبوه فلم يجِدوه فركِب عليٌّ دابتَه وانتَهى إلى وهدةٍ منَ الأرضِ فإذا قتلى بعضُهم على بعضٍ فاستُخرِج مِن تحتِهم فجُرَّ برجلِه يَراه الناسُ قال عليٌّ: لا أغزو العامَ فرجَع إلى الكوفةِ فقُتِل واستَخلَف الناسُ الحسنَ بنَ عليٍّ فبعَث الحسنُ بالبيعةِ إلى معاويةَ وكتَب بذلك الحسنُ إلى قيسِ بنِ سعدٍ فقام قيسُ بنُ سعدٍ في أصحابِه فقال: يا أيُّها الناسُ أتاكم أمرانِ لا بد لكم مِن أحدِهما: دخولٌ في فتنةٍ أو قتلٌ مع غيرِ إمامٍ فقال الناسُ: ما هذا ؟ فقال: الحسنُ بنُ عليٍّ قد أعطى البيعةَ معاويةَ فرجَع الناسُ فبايَعوا ولم يكُنْ لمعاويةَ هَمٌّ إلا الذين بالنهروانِ فجعَلوا يتساقَطونَ عليه فيُبايِعونَه حتى بقي منهم ثلاثُمئةٍ ونيفٌ وهم أصحابُ النخيلةِ

8 - قال رجلٌ لعُمرَ بنِ الخطَّابِ, رضي اللهُ عنه : إني لأعرِفُ أشدَّ آيةٍ في كتابِ اللهِ، فأهوى عُمرُ فضرَبه بالدِّرَّةِ وقال : مالَكَ نقبتَ عنها حتى علِمْتَها، فانصرِفْ حتى إذا كان الغَدُ قال له عُمرُ : الآيةَ التي ذكَرتَ بالأمسِ, قال : وهل ترَكتَني أخبرُكَ عنها ؟ فقال له عُمرُ : ما نِمتُ البارحةَ، فقال : يا أميرَ المؤمِنينَ، قال اللهُ, عزَّ وجلَّ : مَن يَعمَلْ سوءًا يُجزَ به ما مِن أحدٍ يَعمَلُ سوءًا إلا جُزِي به، فقال عُمرُ : إنا حين نزَلَتْ ما نفَعَنا طعامٌ ولا شرابٌ حتى أَنزَل اللهُ, تبارَك وتعالى, بعدَ ذلك ورخَّص قال : ومَن يَعمَلْ سوءًا أو يَظلِمْ نفسَه ثم يَستَغفِرِ اللهَ يجِدِ اللهَ غفورًا رحيمًا

9 - لا تصلُّوا حين تَطلُعُ الشمسُ، ولا حين تسقطُ، فإنها تطلُعُ بين قرنيِ الشيطانِ، وتغرُبُ بين قرنيِ شيطانٍ

10 - أنَّ عليًّا رضِيَ اللهُ عنه أُتِيَ بناسٍ مِن الزُّطِّ -قال: أحسِبُه قتَلَهم- ثمَّ نظَرَ إلى السَّماءِ، ثمَّ نظَرَ إلى الأرضِ، قال: اللهُ أكبرُ، صدَقَ اللهُ ورسولُه، احْفِروا هذا المكانَ، لا، بلْ هذا المكانَ. ثمَّ نظَرَ إلى السَّماءِ، ثمَّ نظَرَ إلى الأرضِ، ثمَّ قال: اللهُ أكبرُ، صدَقَ اللهُ ورسولُه، احْفِروا هذا المكانَ. قال: فحَفَروا، فألْقاهم فيه. ثمَّ دخَلَ، فدخَلْتُ عليه، فقلْتُ: أرأيْتَ ما كنْتَ تصنَعُ آنفًا عَهِدَ إليك فيهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيئًا؟ قال: لأنْ أخِرَّ مِن السَّماءِ أحَبُّ إليَّ مِن أنْ أقولَ على النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما لم يقُلْ، إنَّما أنا مُكايدٌ، أرأيتَ لو قلْتُ: اللهُ أكبَرُ، صدَقَ اللهُ ورسولُه، احْفِروا هذا المكانَ، ما كان.

11 - قال عبدُ اللهِ : مِن أحَبِّ الكلامِ إلى اللهِ : سُبحانَكَ اللهم وبحمدِكَ وتعالى جَدُّكَ

12 - كنا مع أبي هريرةَ في سفَرٍ، فحضَر الطعامُ، فبعَثْنا إلى أبي هريرةَ وهو يصلِّي، فجاء الرسولُ، فذكَر أنه صائمٌ، فوُضِع الطعامُ ليؤكَلَ، وجاء أبو هريرةَ وقد كادوا يُفرِغونَ منه، فتناوَل فجعَل يأكلُ، فنظَروا إلى الرجلِ الذي أرسَلوه إلى أبي هريرةَ، فقال : ما تنظُرونَ إليَّ، قد واللهِ أخبَرني أنه صائمٌ ! قال : صدَق، ثم قال أبو هريرةَ : سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : صومُ شهرِ الصبرِ وثلاثةِ أيامٍ منَ الشهرِ صومُ الدهرِ, فأنا صائمٌ في تضعيفِ اللهِ, عزَّ وجلَّ, ومُفطِرٌ في تخفيفِه

13 - خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جنازةِ رجُلٍ مِن الأنصارِ، فانتهَيْنا إلى القبرِ ولمَّا يُلْحَدْ، فجلَسَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجلَسْنا حولَه كأنَّما على رُؤوسِنا الطَّيرُ -قال عمرُو بنُ ثابتٍ: وُقَّعٌ، ولم يقُلْه أبو عوانةَ- فجعَلَ يرفَعُ بصَرَه وينظُرُ إلى السَّماءِ، ويخفِضُ بصَرَه وينظُرُ إلى الأرضِ، ثمَّ قال: أعوذُ باللهِ مِن عذابِ القبرِ، قالها مِرارًا. ثمَّ قال: إنَّ المُؤمِنَ إذا كان في قُبُلٍ مِن الآخرةِ وانقطاعٍ مِن الدُّنيا، جاءه ملَكٌ فجلَسَ عند رأسِه، فيقولُ: اخْرُجي أيَّتُها النَّفسُ الطَّيِّبةُ إلى مغفرةٍ مِن اللهِ ورضوانٍ، فتخرُجُ نفْسُه وتسيلُ كما يسيلُ قَطْرُ السِّقاءِ -قال عمرٌو في حديثِه، ولم يقُلْه أبو عوانةَ: وإنْ كنتُمْ تَرَونَ غيرَ ذلك- وتنزِلُ ملائكةٌ مِن الجنَّةِ بِيضُ الوُجوهِ، كأنَّ وُجوهَهم الشَّمسُ، معهم أكفانٌ مِن أكفانِ الجنَّةِ، وحَنوطٌ مِن حَنوطِ الجنَّةِ، فيجلِسونَ منه مَدَّ البصَرِ، فإذا قبَضَها الملَكُ لم يَدَعوها في يَدِه طرفةَ عَينٍ، فذلك قولُه تعالى: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61]. قال: فتخرُجُ نفْسُه كأطيبِ ريحٍ وُجِدَت، فتعرُجُ به الملائكةُ فلا يأتونَ على جُندٍ فيما بين السَّماءِ والأرضِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ؟! فيقال: فُلانٌ -بأحسَنِ أسمائِه- حتَّى يَنْتهوا به إلى أبوابِ سماءِ الدُّنيا، فيُفْتَحُ له، ويُشيِّعُه مِن كلِّ سماءٍ مُقرَّبوها حتَّى يُنْتَهَى به إلى السَّماءِ السَّابعةِ، فيقالُ: اكْتُبوا كتابَه في عِلِّيينَ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 19 - 21]، فيُكْتَبُ كتابُه في عِلِّيينَ ، ثمَّ يُقالُ: رُدُّوه إلى الأرضِ؛ فإنِّي وعدْتُهم أنِّي منها خلقْتُهم، وفيها نُعيدُهم، ومنها نُخرِجُهم تارةً أُخرى. قال: فيُرَدُّ إلى الأرضِ، وتُعادُ رُوحُه في جسَدِه، فيأتيه مَلَكانِ شديدَا الانتهارِ، فيَنْتهِرانِه ويُجْلسانِه، فيَقولانِ: مَن ربُّك؟ وما دِينُك؟ فيقولُ: ربِّيَ اللهُ، ودِيني الإسلامُ. فيقولانِ: ما تقولُ في هذا الرَّجلِ الَّذي بُعِثَ فيكم؟ فيقولُ: هو رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فيقولانِ: وما يُدْريك؟ فيقولُ: جاءنا بالبيِّناتِ مِن رَبِّنا، فآمنْتُ به وصدَّقْتُه، وذلك قولُه عَزَّ وجَلَّ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27]، ويُنادي مُنادٍ مِن السَّماءِ: قد صدَقَ عبْدي، فأَلْبِسُوه مِن الجنَّةِ، وأفْرِشوه مِن الجنَّةِ، وأَرُوه منزلَه منها. فيُلْبَسُ مِن الجنَّةِ، ويُفْرَشُ منها، ويَرَى مَنزلَه منها، ويُفْسَحُ له مَدَّ بصَرِه، ويُمَثَّلُ له عمَلُه في صُورةِ رجُلٍ حسَنِ الوجهِ، طيِّبِ الرِّيحِ، حسَنِ الثِّيابِ، فيقولُ: أبشِرْ بما أعَدَّ اللهُ لك، أبشِرْ برِضوانٍ مِن اللهِ وجنَّاتٍ فيها نَعيمٌ مُقيمٌ، فيقولُ: بشَّرَك اللهُ بخَيرٍ، مَن أنتَ؟ فوجْهُك الوجْهُ الحسَنُ الَّذي جاء بالخيرِ، فيقولُ: هذا يومُك الَّذي كنْتَ تُوعَدُ -أو الأمْرُ الَّذي كنْتَ تُوعَدُ- أنا عمَلُك الصَّالحُ، فواللهِ ما علِمْتُك إلَّا كنْتَ سريعًا في طاعةِ اللهِ، بطيئًا عن معصيتِه، فجزاكَ اللهُ خيرًا. فيقولُ: يا رَبِّ، أقِمِ السَّاعةَ؛ كي أرجِعَ إلى أهلي ومالي. قال: وإنْ كان فاجرًا، فكان في قُبُلٍ مِن الآخرةِ وانقطاعٍ مِن الدُّنيا، جاءه ملَكٌ فجلَسَ عند رأسِه، فقال: اخْرُجي أيَّتُها النَّفْسُ الخبيثةُ، أبشِري بسَخطٍ مِن اللهِ وغضَبِه، فتنزِلُ ملائكةٌ سُودُ الوُجوهِ، معهم مُسوحٌ، فإذا قبَضَها الملَكُ، قاموا فلم يَدَعوها في يَدِه طرفةَ عَينٍ، فتُفَرَّقُ في جسَدِه، فيستخرِجُها، فتُقْطَعُ معها العُروقُ والعصبُ، كالسُّفُّودِ الكثيرِ الشُّعَبِ في الصُّوفِ المبلولِ، فتُؤْخَذُ مِن الملَكِ، فيخرُجُ كأنتَنِ ريحٍ وُجِدَت، فلا تمُرُّ على جُندٍ فيما بين السَّماءِ والأرضِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ الخبيثُ؟! فيقولونَ: فُلانٌ -بأسوأِ أسمائِه- حتَّى يَنْتهونَ به إلى سماءِ الدُّنيا، فلا تُفَتَّحُ له، فيقولُ: رُدُّوه إلى الأرضِ؛ إنِّي وَعَدْتهم أنِّي منها خلقْتُهم، وفيها نُعيدُهم، ومنها نُخرِجُهم تارةً أُخرى. قال: فيُرْمَى به مِن السَّماءِ، وتلا هذه الآيةَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]. قال: فيُعادُ إلى الأرضِ وتُعادُ فيه رُوحُه، ويأتيه ملَكانِ شديدَا الانتهارِ، فيَنْتهرانِه ويُجْلسانِه فيقولانِ: مَن ربُّك؟ وما دِينُك؟ فيقولُ: لا أدري. فيقولانِ: فما تقولُ في هذا الرَّجلِ الَّذي بُعِثَ فيكم؟ فلا يَهْتدي لاسمِه، فيقولُ: لا أدري، سمِعْتُ النَّاسَ يقولون ذلك، فيقولونَ: لا دَرَيْتَ ، فيُضَيَّقُ عليه قبْرُه حتَّى تختلِفَ أضلاعُه، ويُمَثَّلُ له عمَلُه في صُورةِ رجُلٍ قبيحِ الوجهِ، مُنتِنِ الرِّيحِ، قَبيحِ الثِّيابِ، فيقولُ: أبشِرْ بعذابِ اللهِ وسَخطِه، فيقولُ: مَن أنت؟ فوجْهُك الوجْهُ الَّذي جاء بالشَّرِّ، فيقولُ: أنا عمَلُك الخبيثُ ، واللهِ ما علِمْتُك إلَّا كنْتَ بطيئًا عن طاعةِ اللهِ، سريعًا إلى معصيتِه. قال عمرٌو في حديثِه: عن المنهالِ، عن زَاذانَ، عن البَراءِ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فيُقيَّضُ له ملَكٌ أصَمُّ أبكَمُ ، معه مِرزبَّةٌ لو ضُرِبَ بها جبلٌ صار تُرابًا -أو قال: رَمِيمًا- فيضرِبُه ضربةً يسمَعُها الخلائقُ إلَّا الثَّقلينِ، ثمَّ تعاد فيه الرُّوحُ، فيضرِبُه ضربةً أُخرى.

14 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا صلَّى والناسُ حولَه صلَّى صلاةً خفيفةً تامةَ الركوعِ والسجودِ قال: فسجَد ذاتَ يومٍ فأطال السجودَ حتى أومَأَ بعضُنا إلى بعضٍ أن اسكُتوا فإنه ينزلُ عليه فلما فرَغ قال له بعضُ القومِ: يا رسولَ اللهِ أطلتَ السجودَ حتى أومَأَ بعضُنا إلى بعضٍ أنه ينزلُ عليكَ قال: لا ولكنَّها كانتْ صلاةَ رغبةٍ ورهبةٍ سألتُ اللهُ ثلاثًا فأعطاني اثنتينِ ومنعَني واحدةً سألتُه: أن لا يُسحِتَكم بعذابٍ عذَّب به مَن كان قبلَكم فأعطانيها وسألتُه: أن لا يُسَلِّطَ على عامتِكم عدوًّا يَستَبيحُها فأعطانيها وسألتُه: أن لا يَلبِسَكم شيعًا ويذيقَ بعضَكم بأسَ بعضٍ فمنَعنيها قال: قلتُ: أبوكَ سمِعها مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال: نعَم يذكرُ أنه سمِعها مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عددَ أصابعِه هذه

15 - الميتُ تحضُرُه الملائكةُ، فإذا كان الرجلُ الصالحُ قال : اخرُجي أيتُها النفسُ الطيبةُ كانتْ في الجسدِ الطيبِ اخرُجي حميدةً وأبشِري بروحٍ وريحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانَ قال : فلا يزالُ يقالُ لها ذلك حتى تخرجَ ثم يعرجُ بها إلى السماءِ فتفتحُ لها، فيقالُ مَن هذا ؟! فيقولونَ : فلانٌ، فيقولونَ : مرحبًا بالنفسِ الطيبةِ كانتْ في الجسدِ الطيبِ، ادخُلي حميدةً وأبشِري بروحٍ وريحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانَ قال : فلا يزالُ يقالُ لها ذلك حتى يُنتهى بها إلى السماءِ التي فيها اللهُ - تبارَك وتعالى - فإذا كان الرجلُ السوءُ قال : اخرُجي أيتُها النفسُ الخبيثةُ كانتْ في الجسدِ الخبيثِ اخرُجي ذميمةً وأبشِري : بـ حميمٍ وغسَّاقٍ وآخرَ مِن شكلِه أزواجٌ قال : فلا تزالُ يقالُ لها ذلك حتى تخرجَ، ثم يعرجُ بها إلى السماءِ فيقالُ : مَن هذا ؟ فيقالُ : هذا فلانٌ فيقالُ : لا مرحبًا بالنفسِ الخبيثةِ كانتْ في الجسدِ الخبيثِ , اخرُجي ذميمةً فإنا لا نفتحُ لكَ أبوابَ السماءِ، فترسلُ منَ السماءِ ثم تصيرُ إلى القبرِ، فيجلسُ الرجلُ الصالحُ في قبرِه غيرَ فزِعٍ، ولا مشعوفٍ، فيقالُ له : فيمَ كنتَ ؟ فيقولُ : كنتُ في الإسلامِ فيقالُ : ما هذا الرجلُ ؟ فيقولُ : محمدٌ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاءنا بالبيناتِ مِن عندِ اللهِ فصدَّقناه فيقالُ : هل رأيتَ اللهَ ؟ فيقولُ : ما ينبَغي لأحدٍ أن يرى اللهَ، فتفرجُ له فرجةٌ قبلَ النارِ فينظرُ إليها يحطِمُ بعضُها بعضًا، فيقالُ له : انظُرْ إلى ما وقاكَ اللهُ، ثم تفرجُ له فرجةٌ قبلَ الجنةِ فينظرُ إلى زهرتِها وما فيها فيقالُ : هذا مقعدُكَ، ويقالُ له : على اليقينِ كنتَ وعليه مِتَّ وعليه تبعثُ إن شاء اللهُ، ويجلسُ الرجلُ السوءُ في قبرِه فزِعًا مشعوفًا، فيقالُ له : فيمَ كنتَ ؟ فيقولُ : لا أدري، فيقالُ له : ما هذا الرجلُ ؟ فيقولُ : سمِعتُ الناسَ يقولونَ قولًا فقُلتُه فيفرجُ له قبلَ الجنةِ فينظرُ إلى زهرتِها وما فيها فيقالُ له انظُرْ إلى ما صرَف اللهُ عنكَ ثم تفرجُ له فرجةٌ إلى النارِ فينظرُ إليها يحطِمُ بعضُها بعضًا فيقالُ له : هذا مقعدُكَ، على الشكِّ كنتَ وعليه مِتَّ وعليه تُبعَثُ إن شاء اللهُ. رواه أحمدُ بنُ منيعٍ والحارثُ وغيرُهما، وستأتي بقيةُ الحديثِ في بابِ السؤالِ في القبرِ

16 - غُشِيَ على عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ غشيةً حتَّى ظنُّوا أنَّه فاضتْ نفْسُه، فخرَجَتْ أُمُّ كُلثومٍ إلى المسجِدِ تستعينُ بما أُمِرَت به من الصَّبرِ والصَّلاةِ، فلمَّا أفاقَ قال: أغُشِيَ عليَّ؟ قالوا: نعمْ. قال: صدقْتُم؛ إنَّه جاءني ملَكانِ فقالا: انطلِقْ نُحاكِمْك إلى العزيزِ الأمينِ، فقال ملَكٌ آخرُ: أرجِعاهُ؛ فإنَّ هذا ممَّن كتُبِتَ لهم السَّعادةُ وهم في بُطونِ أُمَّهاتِهم، واستمتَعَ به بَنوه ما شاء اللهُ. فعاش بعد ذلك شهرًا ثمَّ مات. وقال أبو أُسامةَ: قال: رجُلانِ ملَكانِ كانوا يأتونَ في صُورةِ الرِّجالِ، قال اللهُ: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا} [الأنعام: 9]، أي: في صُورةِ رجُلٍ.

17 - ما مِن عبدٍ مسلمٍ يُنفِقُ مِن كلِّ مالِه زوجَينِ في سبيلِ اللهِ إلا استقبَلَتْه حجبةُ الجنةِ كلُّهم يدْعوه إلى ما عندَه فقلتُ : كيف ذاكَ ؟ قال : إن كان رجالًا فرجلَينِ، وإن كان إبلًا فبعيرَينِ، وإن كان بقرًا فبقرتَينِ

18 - إذا حدثتُكم عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فظُنوا به الذي هو أهيأُ وأهدى وأتقى، وخرَج بعد ما ثوّب المكتوبةَ لصلاةِ الغداةِ فقال : هذا حينُ وترٍ حسنٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/228
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - تفسير السنة وبيان أحكامها اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها علم - التثبت في الحديث
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

19 - كتَب حاطبُ بنُ أبي بَلتعةَ كتابًا إلى أهلِ مكةَ فأطلَع اللهُ عزَّ وجلَّ نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليه فبعَث عليًّا والزبيرَ في إثرِ الكتابِ فأدرَك المرأةَ على بعيرٍ فاستَخرَجاه مِن قرونِها فأتَيا به رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُرِئَ عليه فأرسَل إلى حاطبٍ فقال: يا حاطبُ أنتَ كتَبتَ هذا الكتابَ ؟ قال: نعَم قال: فما حمَلَكَ على ذلك ؟ قال: يا رسولَ اللهِ أما واللهِ إني لَناصحٌ للهِ ولرسولِه ولكن كنتُ غريبًا في أهلِ مكةَ وكان أهلي بين ظهرانَيهِم وخَشيتُ عليهِم فكتبتُ كتابًا لا يضُرُّ اللهَ ورسولَه شيئًا وعسى أنْ يكونَ منفعةً لأهلي قال عُمرُ رضي اللهُ عنه: فاختَرَطتُ سَيفي ثم قلتُ: يا رسولَ اللهِ أمكِنِّي مِن حاطبٍ فإنه قد كفَر فأضرِبُ عُنُقَه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا ابنَ الخطَّابِ ما يُدريكَ لعلَّ اللهَ اطَّلَع على هذه العصابةِ مِن أهلِ بدرٍ فقال: اعمَلوا ما شِئتُم فقد غفَرتُ لكم

20 - أنه جاء رجلٌ إلى ابنِ عُمرَ وقد لبَّد رأسَه وهو محرمٌ فقال : ما تقولُ في هذا ؟ قال : ومَن أنتَ ؟ قال : أنا مَولاكَ، فقال ابنُ عُمرَ : إنَّ عُمرَ مَولاكَ كان يقولُ في أقاربِه وإمارتِه كلِّها وما قاله في خلافتِه : مَن لبَّد رأسَه وضِفرَيه فقد وجَب عليه الحَلقُ، فقال الآخرُ : إنما صنعتُ كذا وكذا - كأنه يُهَوِّنُ - قال ابنُ عُمرَ : تيسٌ وعنزٌ، وعنزٌ وتيسٌ
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : الأزرق بن قيس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/178
التصنيف الموضوعي: حج - الفدية حج - محظورات الإحرام علم - حسن السؤال ونصح العالم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

21 - عنِ ابنِ عباسٍ, رضي اللهُ عنهما, قال: إذا كان يومُ القيامةِ مُدَّتِ الأرضُ مدَّ الأديمِ في سعتِها كذا وكذا وجُمِع الخلائقُ بصعيدٍ واحدٍ جنُّهم وإنسُهم فإذا كان ذلك كذلك قُبِضَتْ هذه السماءُ الدنيا عن أهلِها فيُنثَرونَ على وجهِ الأرضِ فلأهلُ السماءِ وحدَهم أكثرُ مِن جميعِ أهلِ الأرضِ جنِّهم وإنسِهم بالضعفِ فإذا نُثِروا على وجهِ الأرضِ فزِع إليهِم أهلُ الأرضِ وقالوا: فيكم ربُّنا ؟ فيَفزَعونَ مِن قولِهم ويقولونَ: سُبحانَ ربِّنا ليس هو فينا وهو آتٍ ثم تفاض أهلُ السماءِ الثانيةِ فلأهلُ السماءِ الثانيةِ وحدَهم أكثرُ مِن أهلِ السماءِ الدنيا ومِن جميعِ أهلِ الأرضِ جنِّهم وإنسِهم بالضعفِ فإذا نُثِروا على وجهِ الأرضِ فزِع إليهِم أهلُ الأرضِ وقالوا: فيكم ربُّنا ؟ فيَفزَعونَ مِن قولِهم ويقولونَ: سُبحانَ ربِّنا ليس فينا وهو آتٍ ثم تفاض السمواتُ كلُّها فتضعفُ كلُّ سماءٍ على السمواتِ التي تحتَها ومِن جميعِ أهلِ الأرضِ بالضعفِ كلما نُثِروا على وجهِ الأرضِ فزِع إليهِم أهلُ الأرضِ ويقولونَ لهم مِثلَ ذلك ويرجِعونَ إليهِم مِثلَ ذلك ثم يفاضُّ أهلُ السماءِ السابعةِ فلأهلُ السماءِ السابعةِ أكثرُ أهلًا منَ السمواتِ الستِّ ومِن جميعِ أهلِ الأرضِ بالضعفِ فيجيءُ اللهُ فيهِم والأممُ جثاءٌ صفوفًا قال: فينادي منادٍ: سيعلمونَ اليومَ مَن أصحابُ الكرمِ ليقُمِ الحامِدونَ للهِ على كلِّ حالٍ فيقومونَ فيَسرَحونَ إلى الجنةِ ثم ينادي ثانيةً: سيعلمونَ اليومَ مَن أصحابُ الكرمِ ليقُمِ الذين تتَجافى جنوبُهم عنِ المضاجِعِ يدعونَ ربَّهم خوفًا وطمَعًا ومما رزقناهم يُنفِقونَ فقال: فيَقومونَ فيَسرَحونَ إلى الجنةِ قال: ثم يُنادي ثالثةً: سيعلمونَ اليومَ مَن أصحابُ الكرمِ ليقُمِ الذين كانتْ لا تُلهيهِم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذِكرِ اللهِ وإقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ يخافونَ يومًا تتقلبُ فيه القلوبُ والأبصارُ قال: فيقومونَ فيَسرَحونَ إلى الجنةِ فإذا أُخِذ مِن هؤلاءِ ثلاثةٌ خرَج عنقٌ منَ النارِ فأشرَف على الخلائقِ له عينانِ تُبصِرانِ ولسانٌ فصيحٌ فيقولُ: إني وُكِلتُ بثلاثة: إني وُكِلتُ بكلِّ جبارٍ عنيدٍ قال: فيلتَقِطُهم منَ الصفوفِ لقطَ الطيرِ حبَّ السمسمِ فيجلسُ بهم في جهنمَ قال: ثم يخرجُ ثانيةً فيقولُ: إني وُكِلتُ بمَن آذى اللهَ ورسولَه قال: فيلتَقِطُهم منَ الصفوفِ لقطَ الطيرِ حبَّ السمسمِ فيجلسُ بهم في جهنمَ ثم يخرجُ ثالثةً, قال: فقال أبو المنهالِ: أحسبُه أنه قال: إني وُكِلتُ بأصحابِ التصاويرِ قال: فيلتَقِطُهم منَ الصفوفِ لقطَ الطيرِ حبَّ السمسمِ فيجلسُ بهم في جهنمَ فإذا أُخِذ مِن هؤلاءِ ثلاثةٌ ومِن هؤلاءِ ثلاثةٌ نُشِرَتِ الصحفُ ووُضِعَتِ الموازينُ ودُعِيَ الخلائقُ للحسابِ

22 - جاء رجلٌ منَ اليهودِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا أبا القاسمِ أتزعمُ أنَّ أهلَ الجنةِ يأكُلونَ فيها ويشرَبونَ ؟ قال اليهوديُّ لأصحابِه: إن أقرَّ بها خصَمتُه قال: والذي نفسي بيدِه إنَّ أحدَهم ليُعطى قوةَ مائةِ رجلٍ في المطعمِ والمشربِ والجماعِ فقال اليهوديُّ: إنَّ الذي يأكلُ ويشربُ تكونُ له الحاجةُ ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: حاجتُهم عرقٌ يفيضُ مِن جلودِهم مثلَ رشحِ المِسكِ فتضمرُ بطونُهم

23 - خرَجْنا في سَفرٍ ونحنُ اثنا عشَرَ راكبًا، كلُّهم قد صحِبَ محمَّدًا رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غيرِي، قال: فحضَرَتِ الصَّلاةُ، فتقدَّمَ رجُلٌ مِن القومِ فصَلَّى أربعًا، فقال سلمانُ: ما لنا وللمربوعةِ؟! يكفينا نِصفُ المربوعةِ، نحن إلى التَّخفيفِ أفقَرُ.

24 - الميِّتُ تَحضرُهُ الملائِكَةُ، فإذا كانَ الرَّجلُ صالِحًا، قالوا: اخرُجي أيَّتُها النَّفسُ الطَّيِّبةُ، كانت في الجسدِ الطَّيِّبِ، اخرُجي حميدةً، وأبشِري برَوحٍ ورَيحانٍ، وربٍّ غيرِ غَضبانَ، فلا يَزالُ يقالُ لَها حتَّى تخرُجَ، ثمَّ يعرجُ بِها إلى السَّماءِ، فيَفتحُ لَها، فيقالُ: مَن هذا ؟ فيقولونَ: فلانٌ، فيقالُ: مرحبًا بالنَّفسِ الطَّيِّبةِ، كانت في الجسَدِ الطَّيِّبِ، ادخُلي حَميدةً، وأبشِري برَوحٍ وريحانٍ، وربٍّ غيرِ غَضبانَ، فلا يزالُ يقالُ لَها ذلِكَ حتَّى ينتَهيَ بِها إلى السَّماءِ الَّتي فيها اللَّهُ عزَّ وجلَّ، وإذا كانَ الرَّجلُ السُّوءُ، قالَ: اخرُجي أيَّتُها النَّفسُ الخبيثةُ ، كانَت في الجسَدِ الخبيثِ ، اخرُجي ذميمةً، وأبشري بِحَميمٍ، وغسَّاقٍ، وآخرَ من شَكْلِهِ أزواجٌ، فلا يَزالُ يقالُ لَها ذلِكَ حتَّى تخرجَ، ثمَّ يُعرَجُ بِها إلى السَّماءِ، فلا يُفتَحُ لَها، فيقالُ: مَن هذا ؟ فيقالُ: فلانٌ، فيقالُ: لا مرحبًا بالنَّفسِ الخَبيثةِ، كانت في الجسَدِ الخبيثِ ، ارجِعي ذميمةً، فإنَّها لا تفتحُ لَكِ أبوابُ السَّماءِ، فيرسلُ بِها منَ السَّماءِ، ثمَّ تصيرُ إلى القبرِ

25 - كان أبو موسى، رضي اللهُ عنه، إذا صلَّى بنا الغداةَ يُقرِئُنا فأتى عليٌّ فسأله رجلٌ إلى جنبي عنِ الوترِ، فقال : ثلاثٌ أحَبُّ إليَّ مِن واحدةٍ، وخمسٌ أحَبُّ إليَّ مِن ثلاثٍ، وسبعٌ أحَبُّ إليَّ مِن خمسٍ
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : أبو تميمة الهجيمي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/393
التصنيف الموضوعي: تراويح وتهجد وقيام ليل - صلاة الوتر صلاة - صلاة الصبح علم - سؤال العالم عما لا يعلم
| أحاديث مشابهة | شرح الحديث

26 - إنَّ أيوبَ نبيَّ اللهِ كان في بلائِه ثمانيَ عشْرةَ سنةً فرفَضه القريبُ والبعيدُ إلا رجلانِ مِن إخوانِه كانا مِن أخصِّ إخوانِه كانا يغدُوانِ إليه ويَروحانِ إليه فقال أحدُهما لصاحبِه: أتعلمُ ؟ واللهِ لقد أذنَب أيوبُ ذنبًا ما أذنبَه أحدٌ قال له صاحبُه: وما ذاكَ ؟ قال: منذُ ثمانيَ عشْرةَ سنةً لم يرحمْه اللهُ فيكشِفُ عنه ما به فلما راحا إليه لم يَصبِرِ الرجلُ حتى ذكَر ذلك له فقال أيوبُ: لا أدري ما تقولُ غيرَ أنَّ اللهَ يعلمُ أني كنتُ أمُرُّ بالرجُلَينِ يتنازَعانِ فيذكُرانِ اللهَ فأرجِعُ إلى بيتي فأكفِّرُ عنهما كراهيةَ أن يُذكَرَ اللهُ إلا في حقٍّ قال: وكان يخرجُ إلى حاجتِه فإذا قضى حاجتَه أمسَكَتِ امرأتُه بيدِه حتى يبلُغَ فلما كان ذاتَ يومٍ أبطَأ عليها وأوحي إلى أيوبَ في مكانِه أنِ اركُضْ برِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ باردٌ وشَرابٌ فاستَبْطَأَتْه فتَلَقَّتْه ينظرُ فأقبَل عليها وقد أذهَبَ اللهُ ما به منَ البلاءِ وهو على أحسَنِ ما كان فلما رأَتْه قالتْ: أي بارَك اللهُ فيكَ هل رأيتَ نبيَّ اللهِ هذا المُبتَلى فواللهِ على ذلك ما رأيتُ أحدًا أشبَهَ به إذ كان صحيحًا مِنكَ قال: فإني أنا هو وكان له أندَرانِ: أندرٌ للقمحِ وأندرٌ للشعيرِ فبعَث اللهُ سحابتَينِ فلما كانَتْ إحداهما على أندرِ القمحِ أفرَغَتْ فيه الذهبَ حتى فاض وأفرَغَتِ الأخرى على أندرِ الشعيرِ الوَرِقَ حتى فاض

27 - إذا رأيْتَ الجِنازةَ فقُمْ -أو قال: قِفْ- حتَّى تُجَاوِزَ. قال: وكان ابنُ عمَرَ إذا رأى جِنازةً قام حتَّى تُجَاوِزَه. قال: وكان ابنُ عمَرَ إذا خرَجَ في جِنازةٍ وَلَّى ظهرَه إلى المقابِرِ.

28 - وجَد عُمرُ بنُ الخطَّابِ، رضي اللهُ عنه، مُصحَفًا في حِجرِ غلامٍ له فيه : النبيُّ أَولى بالمؤمِنينَ مِن أنفُسِهم وهو أبٌ لهم وأزواجُه أُمَّهاتُهُم فقال : احكُكْها يا غُلامُ، فقال : واللهِ لا أحُكُّها، وهي في مُصحَفِ أُبَيِّ بنِ كعبٍ، فانطَلَق عُمرُ إلى أُبَيِّ بنِ كعبٍ قال : شغَلني القرآنُ وشغَلَكَ الصَّفقُ في الأسواقِ إذ يعرضُ رَحاكَ علي عنقكَ ببابِ ابنِ العجماءِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري
الراوي : بجالة بن عبدة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/254
التصنيف الموضوعي: قراءات - سورة الأحزاب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

29 - سمِعتُ عُمرَ، رضي اللهُ عنه، وهو على المنبرِ وهو يقولُ : وإذا النُّفوسُ زُوِّجَتْ قال : تَزويجُها أن يؤلفَ كل قومٍ إلى شيعتِهم
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح موقوف
الراوي : الشعبي عامر بن شراحيل | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/299
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة التكوير جمعة - الخطبة على المنبر
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

30 - أعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرضًا وأعطى أبا بكرٍ أرضًا، قال: فاختلَفْنا في عذقٍ يعني نخلةً، فقلتُ : إنما هي مِن أرضي، وقال أبو بكرٍ : هي مِن أرضي فقلتُ : يا أبا بكرٍ، أما ترى انظُرْ، أما ترى أنهَّا مِن أرضي فأبى، وقال كلمةً ندِم عليها، فقال لي : يا ربيعةُ، قل لي مِثلَ ما قلتُ لكَ حتى يكونَ قصاصًا، قال : قلتُ : لا، فقال : لا واللهِ إذًا لأستعدِيَنَّ عليكَ رسولَ اللهِ، قلتُ : أنتَ أعلمُ، فانطَلَق يؤمُّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، واتبعتُه فجاء ناسٌ مِن قومي، فقال : يرحمُ اللهُ أبا بكرٍ هو الذي قال لكَ ويستَعدي عليكَ ؟ فانطلَقوا معي، فقلتُ لهم : أتَدرونَ مَن هذا ؟ هذا أبو بكرٍ الصديقُ ثاني اثنينِ إذ هما في الغارِ يأتي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيغضبُ لغضبِه ويغضبُ اللهُ, عزَّ وجلَّ, لغضبِ رسولُ اللهِ فيهلكُ ربيعةُ ارجِعوا ارجِعوا فرددتُهم، فانطلَقتُ وقد سبَق إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقصَّ عليه، فلما جئتُ قال لي : يا ربيعةُ، مالَكَ والصديقَ ؟ قلتُ : يا رسولَ اللهِ، قال لي شيئًا، وقال لي : قُلْ لي مِثلَ ما قلتُ لكَ حتى يكونَ قصاصًا، فقلتُ : لا أقولُ لكَ مِثلَ ما قلتَ لي، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أجَل قال : فلا تقُلْ له مِثلَ ما قال لكَ ولكِنْ يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ فقلتُ : يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ، يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ فولَّى أبو بكرٍ, رضي اللهُ عنه وهو يَبكي
 

1 - عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه قال: يقولُ أهلُ الجنةِ: انطَلِقوا بنا إلى السوقِ فينطَلِقونَ إلى منابرَ مِن كثبانٍ مِن مسكٍ أو جبالٍ مِن مسكٍ فإذا رجَعوا إلى أزواجِهم تقولُ أزواجُهم: إنا لنجِدُ منكم ريحًا ما وجَدْناها حين أو حتى خرَجتُم مِن عندِنا قال: ويقولونَ هؤلاءِ: إنا لنجِدُ لكم ريحًا ما وجَدْناه حين أو حتى خرَجْنا مِن عندِكم
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : - | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/239
التصنيف الموضوعي: جنة - سوق الجنة جنة - صفة أهل الجنة جنة - صفة الجنة جنة - نساء الجنة جنة - طيب أهل الجنة
| أحاديث مشابهة

2 - أنه لَقي النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمكةَ، فقال : ما أنتَ ؟ قال : نبيٌّ قال : إلى مَن أرسَلتَ ؟ قال : إلى الأحمرِ والأسودِ قال : فأيُّ وقتٍ تُكرَهُ الصلاةُ ؟ قال : حين تطلعُ الشمسُ حتى ترتفعَ قيدَ رُمحٍ - أو قاد : رُمحٍ

3 - عن كعبٍ قال: لأَنْ أزنِيَ ثلاثًا وثلاثينَ زنيةً أحَبُّ إليَّ مِن أكلِ درهمِ رِبًا يعلمُه اللهُ أني أكلتُه حين أكلتُه رِبًا

4 - قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كيف أنتَ يا أبا ذرٍّ إذا بلَغ الناسَ منَ الجهادِ ما يعجزُ الرجلُ أن يقومَ مِن فراشِه إلى مصلَّاه ؟ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: تعفَّفْ ثم قال: كيف بكَ يا أبا ذرٍّ إذا كثُر الموتُ حتى يضيقَ البيتُ بالعبدِ ؟ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: تصبرُ ثم قال: كيف أنت يا أبا ذرٍّ إذا كثُر القتلُ حتى تغرقَ حجارةُ الزيتِ بالدماءِ ؟ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: تلحقُ بمن أنتَ منه قلتُ: يا رسولَ اللهِ أفلا أحملُ معي السلاحَ ؟ قال: إذا تشارَك قال: قلتُ: كيف أصنعُ ؟ قال: إن خِفتَ أن يخيفَكَ شعاعُ السيفِ فألقِ مِن ردائِكَ على وجهِكَ يبوءُ بإثمِكَ وإثمِه
خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/71 التخريج : أخرجه أبو داود (4261)، وابن ماجه (3958)، وأحمد (21325) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: سؤال - فضل التعفف والتصبر فتن - النهي عن السعي في الفتنة أشراط الساعة - قتال المسلمين بين بعضهم بعضا جهاد - النهي عن قتال المسلم فتن - الصبر عند الفتن
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - لما كان حين فُتِحَتْ نهاوندُ أصاب المسلمونَ سبايا منَ اليهودِ، فأقبَل رأسُ الجالوتِ فتلقَّى سبايا اليهودِ، وأصاب رجلٌ منَ المسلمينَ جاريةً وضيئةً صبيحةً، فقال لي : هل لكَ أن تمشيَ معي إلى هذا الإنسانِ عسى أن يثمنَ لي في هذه الجاريةِ، فانطلقتُ معه فدخلتُ على شيخٍ مستكبرٍ له ترجمانُ ، فقال لترجمانِه : سَلْ هذه الجاريةَ، هل وقَع عليها هذا العربيُّ ؟ قال : ورأيتُ أنه غار حين رأى حسنَها، فراطَنها بلسانِه ففهِمَتِ الذي قال، قال : فقلتُ له : لقد أثمتَ بما تجدُ في كتابِكَ بسؤالِكَ هذه الجاريةَ عما وراءَ ثيابِها، فقال لي : كذبتَ، وما يُدريكَ ما بكتابي ؟ قال : قلتُ : أنا أعلمُ بكتابِكَ منكَ، قال : أنت أعلمُ بكتابي مِني ! قلتُ : نعَم، أنا أعلمُ بكتابكَ منكَ، قال مَن هذا ؟ قالوا : عبدُ اللهِ بنُ سلامٍ. قال : فانصرَفتُ مِن عندِه ذلك اليومَ، فأرسَل إليَّ رسولًا ليأتيَني بعزمةٍ، وبعَث إليَّ بدابةٍ، قال : فانطلقتُ إليه احتِسابًا رجاءَ أن يُسلِمَ، فحبَسني عندَه ثلاثةَ أيامٍ أقرأُ عليه التوراةَ ويَبكي، فقلتُ له : إنه واللهِ هو النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الذي تجِدونُه في كتابِكم. فقال : فكيف أصنعُ باليهودِ ؟ قال : قلتُ : إنَّ اليهودَ لن يُغنوا عنكَ منَ اللهِ شيئًا، فأبى أن يُسلِمَ وغلَب عليه الشقاءُ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله ثقات
الراوي : عبدالله بن سلام | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/234 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (33792)، وأبو محمد السرقسطي في ((غريب الحديث)) (445)، مختصرا.
التصنيف الموضوعي: إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام إيمان - وجوب إيمان أهل الكتاب برسالة الإسلام علم - النظر في كتب أهل الكتاب فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شهادة أهل الكتاب بصدقه صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما كان عند أهل الكتاب في أمر نبوته صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

6 - عن أبي موسى ومعاذٍ, رضي اللهُ عنهما, أنَّهما، حين بُعِثا إلى اليمَنِ ليُعلِّما الناسَ دينَهم لم يأخُذوا الصدَقَةَ إلا مِن هذه الأربعةِ : الحنطةُ، والشعيرُ، والتمرُ، والزبيبُ
خلاصة حكم المحدث : سنده رجاله ثقات
الراوي : أبو موسى ومعاذ | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/11
التصنيف الموضوعي: زكاة - فرض الزكاة زكاة - ما تجب فيه الزكاة علم - الفقه في الدين إمامة وخلافة - تولية الأكفاء علم - تعليم الناس وفضل ذلك

7 - كنتُ رِدفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حمارٍ، فرأى الشمسَ حين غابَتْ، فقال : يا أبا ذرٍّ، تَدري أينَ تغرُبُ هذه ؟ قال : فقلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال : فإنها تَغرُبُ في عينٍ حمِئَةٍ تنطَلِقُ حتى تخِرَّ ساجدةً لربِّها تحتَ العرشِ، فإذا حان خروجُها أذِن لها، فإذا أراد اللهُ أن يطلعَها مِن مغربِها حبَسها، فتقولُ : يا ربِّ إنَّ مَسيري بعيدٌ فيقولُ اطلَعي مِن حيثُ جئتِ فذلك حين لا ينفَعُ نفسًا إيمانُها لم تكُنْ آمَنَتْ مِن قَبلُ

8 - دخلتُ على البراءِ بنِ مالكٍ وهو مُستَلقٍ على فراشِه وهو ينشدُ أبياتًا منَ الشعرِ كأنَّه يتغنَّى بهِنَّ فقلتُ له: رحِمَكَ اللهُ وقد أبدَلَكَ اللهُ به ما هو خيرٌ منه: القرآنُ فقال: أترهبُ أن أموتَ على فِراشي لا واللهِ ما كان اللهُ عزَّ وجلَّ لَيَحرِمُني ذلك وقد قتلتُ مائةً مفردًا سِوى مَن شارَكتُ في دمِه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/262 التخريج : أخرجه أحمد بن منيع كما في ((المطالب العالية)) (4086) واللفظ له، والطبراني (691) (1/245)، والحاكم (5272) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الشجاعة في الحرب والجبن مناقب وفضائل - البراء بن مالك مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شعر - الرخصة في الشعر ما لم يكن شركا أو هجاء مسلم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث

9 - كنتُ عندَ أُبَيٍّ، فجاء رجلٌ فقال : إني ما رأيتُ عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أمسِ فأخافُ أنْ يكونَ مَقَتَني، فأحبُّ أن تسألَه لي عن شيءٍ، قال : اذهَبْ أنتَ فاستفتِه، قال : وعبدُ اللهِ قائمٌ بين يدَي فسطاطِه بمِنًى إذ جاء رجلٌ إلى الفضاءِ، فأتاه ثم رجَع، قال : فأخبرنا حين جاء قال : قلتُ : يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو، أفتِنا ياعبدَ اللهِ بنَ عمرٍو، أفتِنا، ياعبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أفتِنا، قال : لا تقُلْ بهذا إلا حقًّا - وأشار إلى لسانِه - ولا تعمَلْ بهذا إلا صالحًا - يعني يدَه - تدخُلُ الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ، قال : قلتُ : جوزتَ في الفُتيا، قال : إنكَ جئتَ وأنا أريدُ الكعبةَ، وقد نُشِر بُرداي- أوحُلَّتي - وإن قلتَ ذلك لقد أوتي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسطَ أمرِه، فقيل له : قم فجوِّزْ، فقام فجوَّز، فكان أجوزَ مَن قبلَه ومَن بعدَه، قال : قلتُ : يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو، مِن كلِّ ذنبٍ يقبلُ اللهُ التوبةَ ؟ قال : نعَم.
خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/238 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (1/ 237)
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - حفظ الجوارح توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار رقائق وزهد - الوصايا النافعة علم - الإيجاز في الفتوى
|أصول الحديث

10 - كنتُ عندَ أبي فجاء رجلٌ فقال: إني ما رأيتُ عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أمسِ: فأخافُ أنْ يكونَ مَقَتَني فأحبُّ أن تَسأَلَه لي عن شيءٍ قال: اذهَبْ أنتَ فاستَفتِه قال: وعبدُ اللهِ قائمٌ بين يدَي فسطاطِه بمِنًى إذ جاء رجلٌ إلى القصرِ فأتاه ثم رجَع قال: فأخبرنا حين قال: قلتُ: يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أفتِني يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أفتِني يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أفتِني قال: لا تقُلْ بهذا إلا حقًّا وأشار إلى لسانِه ولا تَعمَلْ بهذا إلا صلحًا تدخُلِ الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ قال: قلتُ: قد جوَّزتَ في الفُتيا قال: إنَّكَ جئتَ وأنا أريدُ الكعبةَ وقد نُشِر بُردايَ أو حُلَّتي وإن قلتَ ذلك لقد أوتي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسطَ أمرِه فقيل له: قُمْ فجوِّزْ فقام فجوَّز مَن قبلَه ومَن بعدَه قال: قلتُ: يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو مِن كلِّ ذنبٍ يَقبَلُ اللهُ التوبةَ ؟ قال: نعَم
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/455 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (1/ 237)
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - حفظ الجوارح صلح - الإصلاح بين الناس توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه رقائق وزهد - الوصايا النافعة علم - الإيجاز في الفتوى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

11 - [عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:] إنَّ المؤمنَ حين ينزلُ به الموتُ يعايُنُ ما يعايِنُ يودُّ أنها خرجَتْ، واللهُ يحِبُّ لقاءَ المؤمنِ تصعدُ روحُه إلى السماءِ فتأتيه أرواحُ المؤمنينَ فيستَخبِرونَه عن موتاهم مِن أهلِ الأرضِ، فإذا قال : إنَّ فلانًا فارَق الدنيا قيل ما جيء بروحِه إلينا قد ذهَب بروحِه إلى النارِ، وإنَّ المؤمنَ إذا دخَل في القبرِ سُئِل : مَن ربُّكَ ؟ فيقولُ : ربي اللهُ فيقولُ : مَن نبيُّكَ ؟ فيقولُ : نبيِّي محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيقالُ : ما دينُكَ ؟ فيقولُ : الإسلامُ, ثم يقولُ : افتَحوا له بابًا في القبرِ فيقالُ له : انظُرْ إلى مقعدِكَ، ثم يتبعُه اللهُ نومًا كأنَّما كانَتْ رقدةً وإذا كان عدوًّا للهِ وعايَن ما يعايِنُ ودَّ أنَّها لا تخرُجُ أبدًا، واللهُ يُبغِضُ لقاءَه، حتى إذا وُضِع في القبرِ فسُئِل مَن ربُّكَ ؟ فيقولُ : لا أدري فيقولُ : لا درَيتَ قال : مَن نبيُّكَ ؟ قال : لا أدري قال : لا درَيتَ قال : ما دينُكَ ؟ قال : لا أدري قال : لا درَيتَ قال : فيضرِبُه ضربةً يسمعُها كلُّ دابةٍ إلا الإنسَ قال : فيقالُ : نَمْ كما ينامُ المنهوشُ - أو المنهوسُ - قلتُ : يا أبا هريرةَ ما المنهوشُ ؟ قال : الذي تنهشُه الدوابُّ والحياتُ قال : وقال أبو هريرةَ : يضيقُ عليه في قبرِه حتى تختلفَ أضلاعُه وشبَّك بين أصابعِه
خلاصة حكم المحدث : موقوف بسند الصحيح
الراوي : - | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/439 التخريج : أخرجه مسدد كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (2/439) واللفظ له، وأخرجه عبدالله بن أحمد في ((السنة)) (1446) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحب للقاء الله إيمان - فتنة القبر وسؤال الملكين جنائز وموت - روح الكافر بعد الموت جنائز وموت - روح المؤمن بعد الموت دفن ومقابر - عذاب القبر ونعيمه
|أصول الحديث

12 - دخَلتُ المسجدَ حين غابَتِ الشمسُ، قال : والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ، قال : فقال : يا أبا ذرٍّ تَدري أين تَذهَبُ هذه ؟ قال : قلتُ : اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال : فإنها تَذهَبُ فتَستَأذِنُ في السجودِ، فيؤذَنُ لها فكأنَّها قد قيل لها اطلَعي مِن حيثُ جِئتِ، قال : فتَطلُعُ مِن مَغرِبِها، قال : ثم قرَأ : وذلك مُستَقَرٌّ لها، في قراءةِ عبدِ اللهِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/208 التخريج : أخرجه البخاري (7424)، ومسلم (159) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - طلوع الشمس من مغربها تفسير آيات - سورة يس قراءات - سورة يس خلق - بدء الخلق وعجائبه
|أصول الحديث

13 - جاء جبريلُ فصلَّى بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وصلَّى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالناسِ حين زالَتِ الشمسُ، ثم صلَّى العصرَ حين كان ظلُّه مثلَه، ثم صلَّى المغربَ حين غربَتِ الشمسُ، ثم صلَّى العِشاءَ بعدَ ذلك كأنَّه يريدُ ذهابَ الشفَقِ، ثم صلَّى الفجرَ بغَلَسٍ حين فجَر الفجرُ، ثم جاء جبريلُ منَ الغدِ، فصلَّى الظهرَ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وصلَّى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالناسِ الظهرَ حين كان ظلُّه مثلَه، ثم صلَّى العصرَ حين صار ظلُّه مثلَيه، ثم صلَّى المغربَ حين غربَتِ الشمسُ لوقتٍ واحدٍ، ثم صلَّى العشاءَ بعدَ ما ذهَب هويٌّ منَ الليلِ، ثم صلَّى الفجرَ فأسفَر بها
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عمرو بن حزم | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/426 التخريج : أخرجه عبدالرزاق في ((المصنف)) (2032)
التصنيف الموضوعي: صلاة - مواقيت الصلاة صلاة - وقت صلاة الظهر صلاة - وقت صلاة العصر صلاة - وقت صلاة الفجر صلاة - وقت صلاة المغرب
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

14 - إني لأعلمُ آخرَ رجلٍ مِن أُمَّتي يجوزُ الصراطَ رجلٌ يتلَوَّى على الصراطِ كالغلامِ حين يضربُه أبوه تزِلُّ يدُه مرةً فتصيبُها النارُ وتزِلُّ رِجلُه مرةً فتصيبُها النارُ قال: فتقولُ له الملائكةُ: أرأيتَ إن بعَثَكَ اللهُ مِن مقامِكَ هذا فمشيتَ سويًّا أتُخبِرُنا بكلِّ عملٍ عمِلتَه ؟ قال: فيقولُ: أي وعزتِه لا أكتُمُكم مِن عمَلي شيئًا قال: فيقولونَ له: قُمْ فامشِ سويًّا قال: فيقومُ فيمشي حتى يجاوزَ الصراطَ فيقولونَ له: أخبِرْنا بعملِكَ الذي عمِلتَ فيقولُ في نفسِه: إن أخبَرتُهُم بما عمِلتُ ردُّوني إلى مكاني قال: فيقولُ: لا وعزَّتِه ما أذنَبتُ ذنبًا قَطُّ قال: فيقولونَ له: لنا عليكَ بينةٌ قال: فيلتَفِتُ يمينًا وشمالًا هل يَرى منَ الآدمِيِّينَ ممن كان يَشهَدُ في الدنيا أحدًا فلا يَرى أحدًا فيقولُ: هاتوا بينتَكم فيختمُ على فيه وتَنطِقُ يداه ورِجلاه وفخِذُه بعملِه فيقولُ: أي وعزتِكَ لقد عمِلتُها فإنَّ عندي العظائمَ المطيمراتِ قال: فيقولُ اللهُ, عزَّ وجلَّ: اذهَبْ فقد غفَرتُها لكَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/167
التصنيف الموضوعي: قيامة - البعث والنشور وصفة الأرض قيامة - الصراط إيمان - الملائكة استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته قيامة - أهوال يوم القيامة

15 - أنَّ صُهَيبًا حين أراد الهجرةَ إلى المدينةِ قال له كفارُ قريشٍ: أتَيتَنا صُعلوكًا فكثُر مالُكَ عندَنا وبلَغتَ ما بلَغتَ ثم تريدُ أن تخرُجَ بنفسِكَ ومالِكَ واللهِ لا يكونُ ذلك فقال لهم: أرأيتُم إن أعطَيتُكم مالي أتُخَلُّونَ سبَيلي ؟ فقالوا: نعَم فقال: أُشهِدُكم أني قد جعَلتُ لكم مالي فبلَغ ذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: رَبِح صُهَيبٌ رَبِح صُهَيبٌ
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : عبدالرحمن بن مل النهدي أبو عثمان | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/280 التخريج : أخرجه ابن راهويه كما في ((المطالب العالية)) (4030)، وأحمد في ((فضائل الصحابة)) (1509)، وابن حبان (7082) جميعهم بلفظه.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الزهد في الدنيا مناقب وفضائل - صهيب الرومي مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جهاد - الهجرة من دار العدو إلى دار الإسلام مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث

16 - لا تقِفَنَّ عندَ رجلٍ يُقتَلُ مظلومًا، فإنَّ اللعنةَ تنزِلُ على مَن حضَره حين لم يَدفَعوا عنه، ولا تقِفَنَّ عندَ رجلٍ يضرِبُ مظلومًا، فإنَّ اللعنةَ تنزِلُ على مَن حضَره حين لم يَدفَعوا عنه
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 271 التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (1/23)، والطبراني (11/260) (11675)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (3/345)
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - اللعن أمر بالمعروف ونهي عن المنكر - إثم ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إمامة وخلافة - الوعيد لمن أعان الأمير على الظلم مظالم - تحريم الظلم مظالم - التخلص من الظلم
|أصول الحديث

17 - لما كان يومُ أُحُدٍ مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحمزةَ وقد جُدِع أنفُه ومُثِّل به، فقال : لولا أن تجِدَ صفيةُ في نفسِها ترَكتُه إلى حينِ يَحشُرُه اللهُ مِن بطونِ السباعِ والطيرِ, فكُفِّن في نمرةٍ إذا خُمِّر رأسُه بدَتْ رِجلاه, وإذا خُمِّرَتْ رِجلاه بَدا رأسُه فخمَّروا رأسَه
خلاصة حكم المحدث : سنده رجاله ثقات، وله شاهد
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/458 التخريج : أخرجه أبو داود (3136)، والترمذي (1016)، وأحمد (12300) بنحوه، وأبو يعلى (3568) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: مغازي - غزوة أحد مناقب وفضائل - حمزة بن عبد المطلب جنائز وموت - الحزن لموت الأفاضل جنائز وموت - صفة الكفن مغازي - قتل حمزة في غزوة أحد
|أصول الحديث

18 - أنه أبصَر النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مشرفِ ثقيفٍ، وهو قائمٌ على قوسٍ أو عصًا حين أتاهم يبتَغي عندَهم النصرَ، فسمِعتُه يقرَأُ : والسماءِ والطارِقِ حتى ختَمها، قال : فوعَيتُها في الجاهليةِ وأنا مشركٌ، ثم قرَأتُها في الإسلامِ، قال : فدعَتني ثقيفٌ، فقالوا : ما سمِعتَ مِن هذا الرجلِ ؟ فقرَأتُها عليهِم، فقال مَن معهم مِن قريشٍ : نحن أعلمُ بصاحبِنا، لو كنا نعلمُ ما يقولُ حقًّا لاتَّبَعناه
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط ابن حبان
الراوي : خالد بن أبي جبل العدواني | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/247 التخريج : أخرجه أحمد (18958)، وابن خزيمة (1778)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (1274) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضائل سور وآيات - سورة الطارق مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث

19 - لدَغَت عقربٌ رجلًا، فلم ينَم ليلتَهُ، فقيلَ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، إنَّ فلانًا لدغَتهُ عقربٌ، فلم ينَم ليلتَهُ، فقالَ: أما إنَّهُ لو قالَ، حينَ أمسَى: أعوذُ بِكَلماتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ من شرِّ ما خلقَ، ما ضرَّهُ لدغُ عَقربٍ حتَّى يُصْبِحَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله ثقات
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : مصباح الزجاجة
الصفحة أو الرقم : 4/72 التخريج : أخرجه ابن ماجه (3518) واللفظ له، وأخرجه مسلم (2709) بلفظ مقارب
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - أذكار المساء أدعية وأذكار - فضل الذكر استعاذة - التعوذ باسم الله وكلماته التامة استعاذة - التعوذات النبوية طب - الذكر الذي يذهب السقم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

20 - واللهِ إني لأنظُرُ يومئذٍ إلى خدمِ النساءِ مشمراتٍ يَسعَينَ، حين انهزَم القومُ وما أرى دون أحدهِنَّ شيئًا، وإنا لنحسبُهم قتلى ما يرجِعُ إلينا منهم أحدٌ، ولقد أُصيبَ أصحابُ اللواءِ، وصبَروا عندَه، حتى صار إلى عبدٍ لهم حبشيٍّ يقالُ له : صوابٌ، ثم قُتِل صوابٌ فطُرِح اللواءُ فما يَقرَبُه أحدٌ مِن خلقِ اللهِ، حتى وثَبَتْ إليه عمرةُ بنتُ علقمةَ الحارثيةُ فرفَعَتْه لهم، وثاب إليه الناسُ، قال الزبيرُ : فواللهِ إنا كذلك قد علَوناهم وظهَرْنا عليهِم، إذ خالَفَتِ الرماةُ عن أمرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأقبَلوا إلى العسكرِ حين رأَوه مختلًّا قد أجهَضْناهم عنه، فرغِبوا في الغنائمِ، وترَكوا عهدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَلوا يأخُذونَ الأمتعةَ فأتَتْنا الخيلُ مِن خلفِنا فحطمَتْنا فكرَّ الناسُ مُنهَزِمينَ، فصرَخ صارخٌ يرونَ أنه الشيطانُ : ألا إنَّ محمدًا قد قُتِل، فانحطَم الناسُ، وركِب بعضُهم بعضًا فصاروا ثلاثةً : ثلثًا جريحًا، وثلثًا مقتولًا، وثلثًا منهزمًا، قد بلغَتِ الحربُ، وقد كانتِ الرماةُ اختلَفوا فيما بينهم، فقالتْ طائفةٌ : رأَوا الناسَ وقَعوا في الغنائمِ وقد هزَم اللهُ المشرِكينَ، وأخَذ المسلمونَ الغنائمَ، فماذا تنتظِرونَ، وقالتْ طائفةٌ : قد تقدَّم إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونهاكم أن تُفارِقوا مكانَكم، إن كانتْ عليه، أو له، فتنازَعوا في ذلك، ثم إنَّ الطائفةَ الأولى منَ الرماةِ أبَتْ إلا أن تَلحَقَ بالعسكرِ فتفرَّق القومُ، وترَكوا مكانَهم، فعندَ ذلك حملَتْ خيلُ المشرِكينَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ، وله شاهد
الراوي : الزبير بن العوام | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/219 التخريج : أخرجه إسحق بن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (5/219)
التصنيف الموضوعي: جهاد - الرايات والألوية جهاد - التولي والفرار من الزحف مغازي - غزوة أحد اعتصام بالسنة - مخالفة السنة مظالم - شؤم المعصية وبركة الطاعة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

21 - ما أرى رجلًا أعلمَ بما أُنزلَ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من عبدِ اللهِ يعني ابن مسعود فقال أبو موسَى: إنْ يَقُلْ ذلك فإنَّه قد كان يَسمَعُ حين لا نَسمَعُ ويَدخُلُ حين لا نَدخُلُ
خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
الراوي : أبو مسعود عقبة بن عمرو | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/289
التصنيف الموضوعي: علم - فضل العلم مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم علم - أماكن العلم والتعلم علم - سعة العلم مناقب وفضائل - عبد الله بن مسعود
| أحاديث مشابهة

22 - يا أبا رياحٍ ما الذي ذكَر لكَ أميرُ المؤمنينَ عُمرُ حين قدِمتَ عليه في قومِكَ عنزةً ؟ قال: مررتُ عليه فقال لي: مَن أنتَ ؟ أو ممن أنتَ ؟ فقلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ أنا حنظلةُ بنُ نعيمٍ العنزيُّ فقال: عنزةُ ؟ قلتُ: عنزةُ قال: أما إني سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يذكُرُ قومَكَ ذاتَ يومٍ فقال أصحابُه: وما عنزةُ يا رسولَ اللهِ فأشار بيدِه نحوَ المشرِقِ فقال: حيٌّ مِن هنا يَبغى عليهِم منصورونَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/334 التخريج : أخرجه الضياء المقدسي في ((المختارة)) (113) واللفظ له، وأحمد (141)، والبخاري في ((التاريخ الكبير)) (1/ 48) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب مناقب وفضائل - فضائل القبائل إيمان - الوعد مناقب وفضائل - فضل عنزة
|أصول الحديث

23 - أتيتُ أبا وائلٍ وهو في مسجد حيه ر فاعتَزَلنا في ناحيةِ المسجدِ فقلتُ: ألا عن هؤلاءِ القومِ الذين قتَلهم عليٌّ فيمَ فارَقوه ؟ وفيما استَجابوا له حين دعاهم ؟ وحين فارَقوه واستحَلَّ قتالَهم ؟ قال: لما كنا بصِفِّينَ استَحَرَّ القتلُ في أهلِ الشامِ فذكَر قصةً قال: فرجَع عليٌّ إلى الكوفةِ وقال فيه الخوارجُ ما قالوا ونزَلوا بحروراءَ وهم بضعةَ عشرَ ألفًا فأرسَل عليٌّ إليهِم يناشدُهم اللهَ ارجِعوا إلى خليفتِكم فيم نقمتم عليه أفي قسمةٍ أو قضاءٍ قالوا: نخافُ أن تدخلَ في فتنةٍ قال: فلا تعجَلوا ضلالةَ العامِ مخافةَ فتنةِ عامٍ قابلٍ فرجَعوا فقالوا: نكونُ على ناحيتِنا فإن قيل القضيةُ قاتَلناه على ما قاتَلنا عليه أهلَ الشامِ بصِفِّينَ وإن نقَضها قاتَلنا معه فساروا حتى قطَعوا نهروانَ وافتَرَقَتْ منهم فرقةٌ يقتُلونَ الناسَ فقال أصحابُهم: ما على هذا فارَقْنا عليًّا فلما بلَغ عليًّا صنيعُهم قام فقال: أتسيرونَ إلى عدوِّكم أو تَرجِعونَ إلى هؤلاءِ الذين خلفوكم في ديارِكم ؟ قالوا: بل نرجعُ إليهم قال: فحدَّث عليٌّ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: إنَّ طائفةً تخرجُ مِن قبلِ المشرقِ عندَ اختلافٍ منَ الناسِ لا ترونَ جهادَكم مع جهادِهم شيئًا ولا صلاتَكم مع صلاتِهم شيئًا ولا صيامَكم مع صيامِهم شيئًا يمرُقونَ منَ الدينِ كما يمرقُ السهمُ منَ الرميةِ علامتُهم رجلٌ عضدُه كثديِ المرأةِ يقتُلُهم أقربُ الطائفتينَ منَ الحقِّ فسار عليٌّ إليهِم فاقتَتَلوا قتالًا شديدًا فجعَلَتْ خيولُ عليٍّ لا تقومُ لهم فقال: يا أيُّها الناسُ إن كنتُم إنما تقاتِلونَ فيَّ فواللهِ ما عِندي ما أجزيكم به وإن كنتُم إنما تُقاتِلونَ للهِ فلا يكوننَّ هذا قتالَكم قال: فأقبَلوا عليهِم فقتَلوهم كلَّهم فقال: ابتَغوه فطلَبوه فلم يجِدوه فركِب عليٌّ دابتَه وانتَهى إلى وهدةٍ منَ الأرضِ فإذا قتلى بعضُهم على بعضٍ فاستُخرِج مِن تحتِهم فجُرَّ برجلِه يَراه الناسُ قال عليٌّ: لا أغزو العامَ فرجَع إلى الكوفةِ فقُتِل واستَخلَف الناسُ الحسنَ بنَ عليٍّ فبعَث الحسنُ بالبيعةِ إلى معاويةَ وكتَب بذلك الحسنُ إلى قيسِ بنِ سعدٍ فقام قيسُ بنُ سعدٍ في أصحابِه فقال: يا أيُّها الناسُ أتاكم أمرانِ لا بد لكم مِن أحدِهما: دخولٌ في فتنةٍ أو قتلٌ مع غيرِ إمامٍ فقال الناسُ: ما هذا ؟ فقال: الحسنُ بنُ عليٍّ قد أعطى البيعةَ معاويةَ فرجَع الناسُ فبايَعوا ولم يكُنْ لمعاويةَ هَمٌّ إلا الذين بالنهروانِ فجعَلوا يتساقَطونَ عليه فيُبايِعونَه حتى بقي منهم ثلاثُمئةٍ ونيفٌ وهم أصحابُ النخيلةِ
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/47 التخريج : أخرجه إسحاق بن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (8/47)
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة فتن - ظهور الفتن فتن - موقعة صفين اعتصام بالسنة - الخوارج والمارقين حدود - قتل الخوارج وأهل البغي
| أحاديث مشابهة | شرح الحديث

24 - كنتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجدِ، فقال له رجلٌ : يا رسولَ اللهِ، إني أصبتُ حدًّا فأقِمْ عليَّ الحدَّ، وأُقيمَتِ الصلاةُ، فصلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثم خرَج، فتبِعه الرجلُ وتبِعتُه، فقال : يا رسولَ اللهِ، أقِمْ عليَّ حَدِّي، فإني أصبتُه، قال : أليس حين خرَجتَ مِن منزلِكَ توضَّأتَ فأحسنتَ الوضوءَ، وشهِدتَ معنا الصلاةَ ؟ قال : نعَم، قال : فإنَّ اللهَ قد غفَر لكَ ذنبَكَ، أو حدَّكَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 271
التصنيف الموضوعي: حدود - من أقر بالحد وضوء - فضل الوضوء إحسان - غفران الله للذنوب والآثام استغفار - مكفرات الذنوب صلاة - الصلاة كفارة
| شرح حديث مشابه

25 - صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حين سافر ركعتينِ، وحين أقام أربعا، قال : فقال ابن عباس : فمن صلَّى في السفر أربعا كمن صلَّى في الحضر ركعتينِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/313 التخريج : أخرجه أحمد (2262) بزيادة في أخره، وسعيد بن منصور كما في ((المحلى)) لابن حزم (4/ 270)، ومسدد في ((المسند)) كما في ((المطالب العالية)) لابن حجر (734) مختصرا، وأصله في صحيح البخاري (1080)، ومسلم (687).
التصنيف الموضوعي: إحسان - الأخذ بالرخصة سفر - قصر الصلاة وكم يقيم ليقصر
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - لا يَزني الرجلُ حين يَزني وهو مُؤمِنٌ، ولا يَسرِقُ حين يَسرِقُ وهو مُؤمِنٌ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح. وله شاهد
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 235 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (30967)، والبزار (77) واللفظ لهما، وابن أبي داود في ((مسند عائشة)) (43) بلفظه وزاد: شرب الخمر.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الكبائر إيمان - نفي الإيمان عن أهل الكبائر حين تلبسه بالمعصية رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال لعان وتلاعن - تعظيم الزنا والتشديد فيه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

27 - قال رجلٌ لعُمرَ بنِ الخطَّابِ, رضي اللهُ عنه : إني لأعرِفُ أشدَّ آيةٍ في كتابِ اللهِ، فأهوى عُمرُ فضرَبه بالدِّرَّةِ وقال : مالَكَ نقبتَ عنها حتى علِمْتَها، فانصرِفْ حتى إذا كان الغَدُ قال له عُمرُ : الآيةَ التي ذكَرتَ بالأمسِ, قال : وهل ترَكتَني أخبرُكَ عنها ؟ فقال له عُمرُ : ما نِمتُ البارحةَ، فقال : يا أميرَ المؤمِنينَ، قال اللهُ, عزَّ وجلَّ : مَن يَعمَلْ سوءًا يُجزَ به ما مِن أحدٍ يَعمَلُ سوءًا إلا جُزِي به، فقال عُمرُ : إنا حين نزَلَتْ ما نفَعَنا طعامٌ ولا شرابٌ حتى أَنزَل اللهُ, تبارَك وتعالى, بعدَ ذلك ورخَّص قال : ومَن يَعمَلْ سوءًا أو يَظلِمْ نفسَه ثم يَستَغفِرِ اللهَ يجِدِ اللهَ غفورًا رحيمًا
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : محمد بن المنتشر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/198 التخريج : أخرجه ابن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة)) للبوصيري (5671) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النساء قرآن - أسباب النزول إحسان - الأخذ بالرخصة إمامة وخلافة - تأديب الإمام رعيته رقائق وزهد - عيش السلف
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

28 - لا تصلُّوا حين تَطلُعُ الشمسُ، ولا حين تسقطُ، فإنها تطلُعُ بين قرنيِ الشيطانِ، وتغرُبُ بين قرنيِ شيطانٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناد حسن
الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/462 التخريج : أخرجه أحمد (20169)، والروياني (849)، وابن خزيمة (1274) جميعهم بلفظه.
التصنيف الموضوعي: جن - صفة إبليس وجنوده صلاة - أوقات النهي عن الصلاة إيمان - أعمال الجن والشياطين إيمان - الجن والشياطين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

29 - سألْتُ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما عن قولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لموسى صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40]، فسألْتُه عن الفُتونِ؟ فقال: استأنِفِ النَّهارَ يا ابنَ جُبيرٍ؛ فإنَّ لها حديثًا طويلًا. قال: فغدوْتُ على ابنِ عبَّاسٍ لأنتجِزَ ما وَعَدني مِن حديثِ الفُتونِ، فقال: تذاكَرَ فِرعونُ وجُلساؤُه ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَ إبراهيمَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أنْ يجعَلَ في ذُرِّيتَه أنبياءَ ومُلوكًا؛ فقال بعضُهم: إنَّ بني إسرائيلَ لينتظِرونَ ذلك ما يشُكُّون فيه، وقد كانوا يظنُّونَ أنَّه يُوسفُ بنُ يعقوبَ عليهما الصَّلاةُ والسَّلامُ، فلمَّا هلَكَ قالوا: ليس هكذا كان، إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ وعَدَ إبراهيمَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال فِرعونُ: فكيف تَرَونَ؟ فائْتَمَروا، واجتمَعوا أمْرَهم على أنْ يبعَثَ رِجالًا بالشِّفارِ، يَطُوفون في بني إسرائيلَ، فلا يَجِدون مولودًا ذكَرًا إلَّا ذَبَحوه، ففَعَلوا ذلك، فلمَّا أنْ رَأَوا أنَّ الكبارَ في بني إسرائيلَ يموتونَ بآجالِهم، والصِّغارَ يُذْبَحونَ، قالوا: أتوشِكونَ أنْ تُفْنوا بني إسرائيلَ، فتَصيروا إلى أنْ تُباشِروا مِن الأعمالِ والخدمةِ الَّتي كانوا يَكْفُونكم؟ فاقْتُلوا عامًا كلَّ مولودٍ ذكرٍ، فيقِلَّ نَباتُهم، ودَعُوا عامًا، فلا تَقْتلوا منهم أحدًا، فيشِبَّ الصِّغارُ مكانَ مَن يموتُ مِن الكبارِ، فإنَّهم لنْ يَكْثروا بمَن تَسْتحيون، فتخافوا مُكاثرتَهم إياكم، ولنْ يَفْنَوا بمَن تقتُلونَ، فتحتاجونَ إليهم، فأجْمَعوا أمْرَهم على ذلك، فحمَلَت أُمُّ موسى بهارونَ عليهما السَّلامُ العامَ الَّذي لا يُذْبَحُ فيه الغِلمانُ، فولدَتْه عَلانيةً، فلمَّا كان مِن قابلٍ حمَلَتْ بمُوسى عليه السَّلامُ، فوقَعَ في قلْبِها مِن الهَمِّ والحزنِ. فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ، ما دخَلَ عليه في دهو بَطْنِ أُمِّه ممَّا يُرادُ به، فأوحَى اللهُ تعالى إليها: {وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7]، وأمَرَها أنْ إذا ولَدَتْ أنْ تجعَلَه في تابوتٍ، ثمَّ تُلْقِيه في اليمِّ ، فلمَّا ولَدَت فعَلَت ذلك به، فألْقَته في اليمِّ ، فلمَّا توارى عنها ابنُها أتاها الشَّيطانُ، فقالت في نفْسِها: ما فعَلْتُ بابني؟! لو ذُبِحَ لبِثَ عندي فرأيْتُه وكفَّنْتُه، كان أحَبَّ إليَّ مِن أنْ أُلْقِيَه بيدي إلى دوابِّ البحرِ وحِيتانِه، وانتهى الماءُ به حتَّى أرفَأَ به عند فُرْضَةُ مُسْتَقى جواري امرأةِ فِرعونَ ، فلمَّا رأيْنَه أخذْنَه، فهمَمْنَ أنْ يفتحْنَ التَّابوتَ، فقالت بعضُهنَّ: إنَّ في هذا مالًا، وإنَّا إنْ فتحْناه لم تُصدِّقْنا امرأةُ الملِكِ بما وجَدْنا فيه، فحمَلْنَه بهيئةٍ لم يُحرِّكْنَ منه شيئًا، دفعْنَه إليها، فلمَّا فتحَتْه رأتْ فيه غُلامًا، فأُلْقِيَ عليه منها محبَّةٌ لم تُلْقَ مثْلُها على البشَرِ قطُّ، وأصبَحَ فُؤَادُ أُمِّ موسى فارغًا مِن ذِكْرِ كلِّ شَيءٍ إلَّا مِن ذِكْرِ مُوسى عليه السَّلامُ، فلمَّا سمِعَ الذَّابِحونَ بأمْرِه أقبلوا بشِفارِهم إلى امرأةِ فرعونَ ليذبَحُوه -وذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ- فقالت للذَّبَّاحينَ: أقِرُّوه؛ فإنَّ هذا الواحدَ لا يَزيدُ في بني إسرائيلَ حتَّى آتِيَ فِرعونَ فأسْتَوْهِبَه منه، فإنْ وهَبَه لي كنْتُم قد أحسنْتُم وأجمَلْتُم ، وإنْ أمَرَ بذبْحِه لم أَلُمْكم، فأتَتْ به فرعونَ، فقالت: قُرَّةُ عينٍ لي ولك، قال فِرعونُ: يكونُ لك، فأمَّا لي فلا حاجةَ لي في ذلك. قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي أحلِفُ به، لو أقَرَّ فِرعونُ بأنْ يكونَ له قُرَّةَ عينٍ كما أقَرَّت امرأتُه، لهداهُ اللهُ به كما هدى به امرأتَه، ولكنَّ اللهَ حرَمَه ذلك. فأرسَلَتْ إلى مَن حولَها، مِن كلِّ امرأةٍ لها لبنٌ، تختارُ لها ظِئرًا، فجعَلَ كلَّما أخذَتْه امرأةٌ منهنَّ، فترُضِعُه، لم يَقْبَلْ ثَدْيَها، حتَّى أشفَقَت عليه امرأةُ فِرعونَ أنْ يَمتنِعَ مِن اللَّبنِ فيموتَ، فأحْزَنَها ذلك، فأمرَتْ به، فأُخْرِجَ إلى السُّوقِ وتجمَّعَ النَّاسُ، تَرْجو أنْ تجِدَ له ظِئرًا يأخُذُ منها، فلم يَقْبَلْ، وأصبَحَتْ أُمُّ موسى والهةً، فقالت لأُخْتِه: قُصِّيه -يعني: أثَرَهُ- واطْلُبِيه، هل تسمعينَ له ذِكْرًا؟ أحيٌّ ابْني أمْ قد أكلَتْه الدَّوابُّ؟ ونسِيَت ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَها فيه، فبَصُرتْ به أختُه عن جُنُبٍ وهم لا يَشعُرونَ، والجُنُبُ: أنْ يبصِرَ الإنسانُ إلى الشَّيءِ البعيدِ وهو إلى جَنْبِه لا يشعُرُ به، فقالت مِن الفرحِ حين أعياهم الظُّؤارتُ: أنا {أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} [القصص: 12]، فأخَذُوها فقالوا: ما يُدريك ما نُصْحُهم له؟ هل يعرِفونَه؟ حتَّى شكُّوا في ذلك -فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ- فقالت: نصيحَتُهم له وشفقَتُهم عليه رغبةً في صِهر الـمَلِك، ورجاءَ مَنفعتِه، فأرْسَلوها، فانطلَقَتْ إلى أُمِّها فأخبرتْها الخبرَ، فجاءتْ أُمُّه، فلمَّا وضعَتْه في حِجْرِها، نزَا إلى ثَدْيِها، فمَصَّه حتَّى امتلَأَ جَنباهُ رِيًّا، وانطلَقَ البشيرُ إلى امرأةِ فرعونَ: أنْ قد وجَدْنا لابْنِك، فأرسَلَتْ إليها، فأُوتِيتْ بها وبه، فلمَّا رأت ما يصنَعُ، قالت لها: امْكُثي عندي؛ تُرْضِعي ابني هذا، فإنِّي لم أحجِبْه شيئًا قطُّ، فقالت أُمُّ مُوسى: لا أستطيعُ أنْ أدَعَ بيتي وولدي، فيَضيعَ، فإنْ طابتْ نفْسُك أنْ تُعْطِيَنه، فأذهَبَ به إلى مَنْزلي، فيكونَ معي لا آلوهُ خيرًا، فعلْتُ، وإلَّا فإنِّي غيرُ تاركةٍ بيتي وولدي، وذكَرَت أُمُّ مُوسى عليه السَّلامُ ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَها، فتعاسَرَت على امرأةِ فرعونَ، وأيقنَتْ بأنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُنْجِزُ موعودَه، فرجَعَتْ إلى بيتِها بابنِها مِن يومِها، فأنبَتَه اللهُ نباتًا حسنًا، وحفِظَه لِمَا قد قَضى فيه، فلم يزَلْ بنو إسرائيلَ وهم في ناحيةِ القريةِ مُمْتنعينَ يَمْتنعونَ به مِن السُّخرةِ ما كان فيهم. فلمَّا تَرعرَعَ قالت امرأةُ فرعونَ لأُمِّ مُوسى: أريدُ أنْ تُرِيني ابني، فوعَدَتْها يومًا تُرِيها فيه إيَّاه، فقالتِ امرأةُ فِرعونَ لخُزَّانِها، وظُؤورتِها، وقَهارِمَتِها: لا يَبْقينَّ أحدٌ منكم إلَّا استقبَلَ ابني اليومَ بهَديَّةٍ وكَرامةٍ؛ لِأَرى ذلك فيه، وأنا باعثةٌ أمينًا يُحْصِي ما يصنَعُ كلُّ إنسانٍ منكم، فلم تَزَلِ الهدايا والكرامةُ والنِّحلةُ، تَستقبِلُه مِن حينِ خرَجَ مِن بيتِ أُمِّه إلى أنْ دخَلَ على امرأةِ فرعونَ، فلمَّا دخَلَ عليها بجَّلَتْه، وأكرمَتْه، وفرِحَت به، وأعجَبَها، ونحَلَت أُمَّه؛ لحُسْنِ أثَرِه، ثمَّ قالت: لآتيَنَّ به فِرعونَ ، فليَنْحَلَنَّه، وليُكْرِمَنَّه، فلمَّا دخَلَتْ به عليه، جعَلَه في حِجْرِه، فتناوَلَ مُوسى لِحيةَ فرعونَ، فمَدَّها إلى الأرضِ، فقال الغواةُ مِن أعداءِ اللهِ لفرعونَ: ألَا ترى إلى ما وعَدَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ إبراهيمَ نَبِيَّه عليه السَّلامُ أنَّه يرِثُك، ويَعْلوك، ويصرَعُك، فأرسَلَ إلى الذَّبَّاحينَ، وذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ، بعدَ كلِّ بلاءٍ ابتُلِيَ به، أو أُرِيدَ به فُتونًا. فجاءت امرأةُ فِرعونَ تَسْعى إلى فرعونَ، فقالت: ما بدا لك في هذا الغلامِ الَّذي وهَبْتَه لي؟ قال: ألَا تَرَيْنَه يزعُمُ أنَّه يصرَعُني ويَعْلوني؟ قالت: اجْعَلْ بيني وبينك أمرًا تعرِفُ فيه الحقَّ؛ ائْتِ بجَمْرتينِ ولُؤلؤتَينِ، فقَرِّبْهما إليه، فإنْ بطَش باللُّؤلؤتَينِ واجتنَبَ الجَمْرتينِ، عرَفْتَ أنَّه يعقِلُ، وإنْ تَناوَلَ الجَمْرتَينِ ولم يُرِدِ اللُّؤلؤتَينِ، علِمْتَ أنَّ أحدًا لا يُؤثِرُ الجَمرتينِ على اللُّؤلؤتينَ وهو يعقِلُ، فقُرِّبَ ذلك إليه، فتناوَلَ الجَمرتَينِ، فانْتَزَعوهما مِن يَدِه، وخافت أنْ يحرِقَا يدَيْه، فقالت المرأةُ: ألَا ترى؟! فصرَفَه اللهُ عنه بعدما كان قد هَمَّ به، وكان الله عَزَّ وجَلَّ بالغًا فيه أمْرَه. فلمَّا بلَغَ أشُدَّه وصار مِن الرِّجالِ، لم يكُنْ أحدٌ مِن آلِ فِرعونَ يخلُصُ إلى أحدٍ مِن بني إسرائيلَ معه بظُلمٍ، ولا يخرُجُ حتَّى امْتَنعوا كلَّ الامتناعِ. فبينما مُوسى عليه السَّلامُ يَمْشي في ناحيةِ المدينةِ، إذ هو برجُلينِ يَقْتتلانِ؛ أحدُهما فرعونيٌّ، والآخرُ إسرائيليٌّ، فاستغاثَه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فغضِبَ مُوسى عليه السَّلامُ غضبًا شديدًا؛ لأنَّه تناوَلَ وهو يعلَمُ منزلةَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن بَني إسرائيلَ، وحِفْظَه لهم، لا يعلَمُ النَّاسُ إلَّا إنَّما ذلك مِن الرَّضاعِ إلَّا أُمُّ مُوسى، إلَّا أنْ يكونَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ أَطْلَعَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن ذلك على ما لم يُطْلِعْ عليه غيرَه. فوكَزَ مُوسى عليه السَّلامُ الفرعونيَّ، فقتَلَه، وليس يراهما أحدٌ إلَّا اللهُ عَزَّ وجَلَّ، فقال مُوسى عليه السَّلامُ حين قتَلَ الرَّجلَ: هذا مِن عمَلِ الشَّيطانِ؛ إنَّه عدُوٌّ مُضِلٌّ مُبينٌ، ثمَّ قال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ}، إلى قولِه: {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16]. {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} [القصص: 18] الأخبارَ، فأُتِيَ فِرعونُ فقيلَ: إنَّ بني إسرائيلَ قد قتَلَتْ رجُلًا مِن آلِ فرعونَ، فخُذْ لنا بحَقِّنا، ولا تُرخِّصْ لهم، فقال: ابْغُوني قاتِلَه ومَن شهِدَ عليه؛ فإنَّ الملِكَ وإنْ كان صَفْوُه مع قومِه، لا يستقيمُ له أنْ يُقِيدَ بغيرِ بيِّنةٍ، ولا ثَبَتٍ، فانْظُروا في عِلْمِ ذلك آخُذْ لكم بحَقِّكم، فبينا هم يَطوفونَ لا يَجِدونَ شيئًا، إذا موسى عليه السَّلامُ قد رأى في الغدِ ذلك الإسرائيليَّ يقتُلُ رجُلًا مِن آلِ فرعونَ آخرَ، فاستغاثَه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فصادَفَ مُوسى عليه السَّلامُ قد ندِمَ على ما كان منه، فكَرِهَ الَّذي رأى، فغضِبَ الإسرائيليُّ وهو يُريدُ أنْ يبطِشَ بالفرعونيِّ، فقال للإسرائيليِّ -لِمَا فعَلَ أمسِ واليومَ-: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} [القصص: 18]. فنظَرَ الإسرائيليُّ إلى مُوسى عليه السَّلامُ بعدما قال له ما قال، فإذا هو غضبانُ كغضَبِه بالأمسِ الَّذي قتَلَ به الفرعونيَّ، فخاف أنْ يكونَ بعدما قال له: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} إيَّاه أراد، ولم يكُنْ أراده، إنَّما أراد الفرعونيَّ، فخاف الإسرائيليُّ، فحاجَزَ الفرعونيَّ، فقال: {يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19]؟ وإنَّما قال ذلك؛ مخافةَ أنْ يكون إيَّاهُ أراد مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يقتُلَه، فتنازَعَا. فانطلَقَ الفرعونيُّ إلى قومِه، فأخبَرَهم بما سمِعَ مِن الإسرائيليِّ مِن الخبرِ حين يقولُ: {أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19]، فأرسَلَ فرعونُ الذَّبَّاحينَ ليقتُلوا موسى عليه السَّلامُ، فأخَذَ رُسلُ فرعونَ الطَّريقَ الأعظمَ يَمْشون على هَيئتِهم يطلُبونَ مُوسى عليه السَّلامُ، وهم لا يخافونَ أنْ يفوتَهم، فجاء رجُلٌ مِن شِيعَةِ مُوسى عليه السَّلامُ مِن أَقْصى المدينةِ، فاختصَرَ طريقًا قريبًا حتَّى سبَقَهم إلى موسى عليه السَّلامُ فأخْبَرَه. فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ. فخرَجَ مُوسى عليه السَّلامُ مُتوجِّهًا نحوَ مدينَ لم يلْقَ بلاءً قبلَ ذلك، وليس له علمٌ بالطَّريقِ إلَّا حُسْنَ الظَّنِّ بربِّه عَزَّ وجَلَّ، فإنَّه قال: {عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [القصص: 22]. {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} إلى {تَذُودَانِ} [القصص: 23]، يعني بذلك: حابستَينِ غنَمَهما، فقال لهما: ما خطْبُكما مُعتزلتَينِ لا تَسْقيانِ مع النَّاسِ؟ قالتا: ليس لنا قُوَّةٌ نُزاحِمُ القومَ، وإنَّما ننتظِرُ فُضولَ حياضِهم، فسقى لهما، فجعَلَ يغرِفُ بالدَّلْوِ ماءً كثيرًا، حتَّى كانتا أوَّلَ الرِّعاءِ فراغًا، فانصرَفَتا بغنَمِهما إلى أبيهما، وانصرَفَ موسى عليه السَّلامُ، فاستظَلَّ بشجرةٍ، وقال: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]، فاستنكَرَ أبوهما سُرعةَ صُدورِهما بغنَمِهما حُفَّلًا بطانًا ، فقال: إنَّ لكما اليومَ لشأنًا، فأخبَرَتَاه بما صنَعَ موسى عليه السَّلامُ، فأمَرَ إحداهما أنْ تَدْعُوَه له، فأتَتْ موسى عليه السَّلامُ فدَعَتْه، فلمَّا كلَّمَه قال: {لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [القصص: 25]، ليس لفِرعونَ ولا لقومِه علينا سُلطانٌ، ولسْنا في مَمْلكتِه. قال: فقالت إحداهما: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، فاحتمَلَتْه الغَيرةُ على أنْ قال: وما يُدريكِ ما قُوَّتُه؟ وما أمانَتُه؟ قالت: أمَّا قُوَّتُه: فما رأيْتُ في الدَّلوِ حين سَقى لنا، لم أرَ رجُلًا قطُّ في ذلك المَسْقى أقوى منه، وأمَّا أمانَتُه: فإنَّه نظَرَ إليَّ حين أقبلْتُ إليه وشَخَصْتُ له، فلمَّا علِمَ إنِّي امرأةٌ، صوَّبَ رأْسَه لم يرفَعْه، ولم ينظُرْ إليَّ حتَّى بلَّغْتُه رِسالتَك، ثمَّ قال لي: امشِي خلفي، وانْعَتي لي الطَّريقَ، لم يفعَلْ هذا إلَّا وهو أمينٌ، فسُرِّيَ عن أبيها وصدَّقَها، وظَنَّ به الَّذي قالت له. فقال له: هل لك {أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}، إلى قوله: {مِنَ الصَّالِحِينَ} [القصص: 27]، ففعَلَ، فكانت على نَبِيِّ اللهِ موسى عليه السَّلامُ ثمانيَ سنينَ واجبةً، وكانت سنتانِ عِدَةً منه، فقَضَى اللهُ عَزَّ وجَلَّ عنه عِدَتَه فأتمَّها عشْرًا. قال سَعيدٌ: فلَقِيَني رجُلٌ مِن أهلِ النَّصرانيَّةِ مِن عُلمائِهم، فقال: هلْ تَدْري أيَّ الأجلينِ قضى مُوسى عليه السَّلامُ؟ قلْتُ: لا، وأنا يومئذٍ لا أدري، فلقِيتُ ابنَ عبَّاسٍ، فذكَرْتُ ذلك له، فقال: أمَا علِمْتَ أنَّ ثمانيًا كانت على نبيِّ اللهِ عليه السَّلامُ واجبةً، لم يكُنْ نبيُّ اللهِ ليَنْقُصَ منها شيئًا، وتعلَمُ أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ كان قاضيًا عن مُوسى عليه السَّلامُ عِدَتَه الَّتي وعَدَ، فإنَّه قضى عشْرَ سنينَ. فلقِيتُ النَّصرانيَّ، فأخبَرْتُه بذلك، فقال: الَّذي سألْتَه فأخبَرَك أعلَمُ منك بذلك؟ قلْتُ: أجلْ، وأَولى. فلمَّا سار مُوسى عليه السَّلامُ بأهلِه كان مِن أمْرِ النَّارِ ما قَصَّ اللهُ عليك في القُرآنِ، وأمْرِ العصا ويَدِه، فشكا إلى ربِّه عَزَّ وجَلَّ ما يتخوَّفُ مِن آلِ فرعونَ في القتيلِ، وعُقدةَ لسانِه، فآتاهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ سُؤْلَه، وحَلَّ عُقدةً مِن لسانِه، وأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى هارونَ عليه السَّلامُ، وأمَرَه أنْ يلقاهُ، واندفَعَ مُوسى عليه السَّلامُ بعصاهُ، حتَّى لقِيَ هارونَ عليه السَّلامُ، وانطلَقَا جميعًا إلى فرعونَ، فأقاما حِينًا على بابِه لا يُؤْذَنُ لهما، فقالا: إنَّا رسولَا ربِّك، قال: فمَن ربُّكما يا موسى؟ فأخبراهُ بالَّذي قَصَّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عليك في القُرآنِ، قال: فما تُريدانِ؟ وذكَّرَه القتيلَ، واعتذَرَ بما قد سمِعْتَ، وقال: أريدُ أنْ تُؤمِنَ باللهِ، وأنْ تُرْسِلَ معي بني إسرائيلَ، فأبى عليه، وقال: ائتِ بآيةٍ إنْ كنْتَ مِن الصَّادقينَ، فألقى عصاه فإذا هي حيَّةٌ عظيمةٌ، فازعةٌ، فاغرةٌ فاها، مُسرعةٌ إلى فرعونَ، فلمَّا رآها فِرعونُ قاصدةً إليه خافها، فاقتحَمَ عن سَريرِه، واستغاثَ بمُوسى عليه السَّلامُ أنْ يكُفَّها عنه، ففعَلَ، ثمَّ أخرَجَ يَدَه مِن جَيْبِه، فرآها بيضاءَ مِن غيرِ سُوءٍ، يعني: مِن غيرِ برَصٍ ، فرَدَّها، فعادت إلى لونِها الأوَّلِ. فاستشارَ الملَأَ حولَه فيما رأى، فقالوا له: {هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ} [طه: 63] الآيةَ، والمُثْلى: مُلْكُهم الَّذي هم فيه والعيشُ. فأَبَوا على مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يُعْطُوه شيئًا ممَّا طلَبَ، وقالوا له: اجمَعْ لهما السَّحرةَ؛ فإنَّهم بأرضِك كثيرٌ، حتَّى نغلِبَ سِحْرَهما، وأرسَلَ في المدائنِ، فحُشِرَ له كلُّ ساحرٍ مُتعالمٍ، فلمَّا أَتَوا على فرعونَ، قالوا: ما يعمَلُ هذا السَّاحرُ؟ قالوا: يعمَلُ الحيَّاتِ، قالوا: فلا واللهِ ما أحدٌ في الأرضِ يعمَلُ السِّحرَ والحيَّاتِ والحبالَ والعِصِيَّ الَّذي نعمَلُ، فما أجْرُنا إنْ نحن غلَبْنا؟ قال لهم: أنتم أقاربي وخاصَّتي، وأنا صانعٌ إليكم كلَّ شَيءٍ أحببتم، فتَواعَدوا يومَ الزِّينةِ وأنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى. قال سعيدٌ: فحدَّثني ابنُ عبَّاسٍ: أنَّ يومَ الزِّينةِ اليومُ الَّذي أظهَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ فيه مُوسى عليه السَّلامُ على فِرعونَ والسَّحرةِ هو يومُ عاشوراءَ. فلمَّا اجتمعوا في صَعيدٍ، قال النَّاسُ بعضُهم لبعضٍ: انطَلِقوا، فنتخبَّرْ هذا الأمْرَ، {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ} [الشعراء: 40]، يعنون مُوسى وهارونَ عليهما السَّلامُ؛ استهزاءً بهما، فقالوا: يا موسى -لِقُدْرتِهم في أنفُسِهم بسِحْرِهم- إمَّا أنْ تُلْقِيَ، وإمَّا أنْ نكونَ نحن المُلْقينَ، قال: بل ألْقُوا. {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} [الشعراء: 44]، فرأى مُوسى عليه السَّلامُ مِن سِحْرِهم ما أوجَسَ في نفْسِه خِيفةً، فأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إليه: أنْ ألْقِ عصاك، فلمَّا ألقاها، صارت ثُعبانًا عظيمًا فاغرةً فاها، فجُعِلَتِ العِصِيُّ بدَعوةِ مُوسي عليه السَّلامُ تلتبِسُ بالحبالِ، حتَّى صارتْ جُرُزًا إلى الثُّعبانِ تَدخُل فيه، حتَّى ما أبقَتْ عصًا ولا حبلًا إلَّا ابتلعَتْه. فلمَّا عرَفَ السَّحرةُ ذلك، قالوا: لو كان هذا سِحرٌ لم يَبلُغْ مِن سِحرِنا كلَّ هذا، ولكنَّه أمْرٌ مِن اللهِ، آمنَّا باللهِ ربِّنا وما جاء به مُوسى عليه السَّلامُ، ونتوبُ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ممَّا كنَّا عليه. وكسَرَ اللهُ ظهْرَ فِرعونَ في ذلك الموطنِ وأشياعِه، وأظهَرَ الحقَّ، وبطَلَ ما كانوا يعمَلونَ، فغُلِبوا هنالك وانقَلَبوا صاغِرينَ. وامرأةُ فِرعونَ بارزةٌ مُتبذِّلَةٌ تَدْعو بالنَّصرِ لمُوسى عليه السَّلامُ على فِرعونَ ، فمَن رآها مِن آلِ فرعونَ ظَنَّ أنَّها إنَّما تبذَّلَتْ للشفقةِ على فِرعونَ وأشياعِه، وإنَّما كان حُزْنُها وهمُّها لمُوسى عليه السَّلامُ. فلمَّا طال مُكْثُ مُوسى عليه السَّلامُ لمواعيدِ فِرعونَ الكاذبةِ، كلَّما جاءه بآيةٍ وعَدَه عندها أنْ يُرْسِلَ معه بني إسرائيلَ، فإذا مضَتْ أخلَفَ موعِدَه، وقال: هل يستطيعُ ربُّك أنْ يصنَعَ غيرَ هذا؟ فأرسَلَ اللهُ عليه وعلى قومِه الطُّوفانَ، والجرادَ، والقُمَّلَ ، والضَّفادعَ، آياتٍ مُفصَّلاتٍ، كلُّ ذلك يَشْكو إلى موسى عليه السَّلامُ، ويطلُبُ إليه أنْ يكُفَّها عنه، ويُواثِقُه على أنْ يُرسِلَ معه بني إسرائيلَ، فإذا كَفَّ ذلك عنه، أخلَفَ موعِدَه ونكَثَ عهدَه. فأُمِرَ موسى عليه السَّلامُ بالخُروجِ بقومِه، فخرَجَ بهم ليلًا، فلمَّا أصبَحَ فرعونُ ورأى أنَّهم قد مَضَوا، أرسَلَ في المدائنِ حاشرينَ، فتبِعَهم بجُنودٍ عظيمةٍ كثيرةٍ، وأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى البحرِ: أنْ إذا ضرَبَك مُوسى بعصاهُ، فانفرِقْ له اثنتَيْ عشْرةَ فِرقةً، حتَّى يجوزَ موسى عليه السَّلامُ ومَن معه، ثمَّ الْتَئَمَ على مَن بقِيَ بعدُ مِن فرعونَ وأشياعِه، فنسِيَ مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يضرِبَ البحرَ بالعصا، فانْتَهى إلى البحرِ وله قصيفٌ؛ مخافةَ أنْ يَضرِبَه موسى عليه السَّلامُ، وهو غافِلٌ، فيصيرَ عاصيًا اللهَ عَزَّ وجَلَّ. فلمَّا تراءى الجَمْعانِ وتقارَبَا، قال أصحابُ موسى: إنَّا لمُدْرَكونَ، افعَلْ ما أمرَكَ به ربُّك عَزَّ وجَلَّ؛ فإنَّك لم تكذِبْ ولم تُكْذَبْ، فقال: وعَدَني ربِّي عَزَّ وجَلَّ إذا أتيْتُ البحرَ، انفرَقَ لي اثنتيْ عشْرةَ فِرقةً حتَّى أُجاوزَه، ثمَّ ذكَرَ بعدَ ذلك العصا، فضرَبَ البحرَ بعصاه حين دنا أوائلُ جُندِ فرعونَ مِن أواخرِ جُندِ مُوسى عليه السَّلامُ، فانفرَقَ البحرُ كما أمَرَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ، وكما وُعِدَ مُوسى عليه السَّلامُ، فلمَّا أنْ جاوَزَ موسى عليه السَّلامُ وأصحابُه البحرَ، ودخَلَ فِرعونُ وأصحابُه، الْتَقى عليهم البحرُ كما أُمِرَ. فلمَّا جاوَزَ مُوسى عليه السَّلامُ البحرَ، قال أصحابُه: إنَّا نخافُ ألَّا يكونَ فِرعونُ قد غرِقَ، فلا نُؤمِنُ بهلاكِه، فدعا ربَّه عَزَّ وجَلَّ، فأخرَجَه له ببدنه حتَّى استيْقَنوا بهلاكِه. ثمَّ مَرُّوا بعدَ ذلك {عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]، إلى {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 139]، قد رأيتُمْ مِن العِبَرِ، وسمِعْتُم ما يَكْفيكم، ومَضَى. فأنزَلَهم مُوسى عليه السَّلامُ منزلًا، ثمَّ قال لهم: أطيعوا هارونَ عليه السَّلامُ؛ فإنِّي قد استخلفْتُه عليكم، وإنِّي ذاهبٌ إلى ربِّي عَزَّ وجَلَّ، وأجَّلَهم ثلاثينَ يومًا أنْ يَرجِعَ إليهم فيها، فلمَّا أتى ربَّه وأراد أنْ يُكلِّمَه ثلاثينَ يومًا، وقد صامهنَّ: ليلَهنَّ ونهارَهنَّ، وكرِهَ أنْ يُكلِّمَ ربَّه عَزَّ وجَلَّ ورِيحُ فَمِه رِيحُ فَمِ الصَّائمِ، فتناوَلَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن نباتِ الأرضِ شيئًا فمضَغَه، فقال له ربُّه عَزَّ وجَلَّ حين لقاه: لِمَ أفطرْتَ؟ -وهو أعلَمُ بالَّذي كان- قال: يا ربِّ، إنِّي كرِهْتُ أنْ أُكلِّمَك إلَّا وفَمِي طيِّبُ الرِّيحِ، قال: أوما علِمْتَ يا مُوسى أنْ رِيحَ فَمِ الصَّائمِ أطيبُ عندي مِن رِيحِ المِسْكِ؟ ارجِعْ حتَّى تصومَ عشْرًا ثمَّ ائْتِني، ففعَلَ مُوسى عليه السَّلامُ ما أُمِرَ به. فلمَّا رأى قومُ مُوسى عليه السَّلامُ أنَّه لم يرجِعْ إليهم للأجَلِ ساءَهم ذلك، وكان هارونُ عليه السَّلامُ قد خطَبَهم، فقال لهم: خرجْتُم مِن مِصْرَ ولقومِ فرعونَ عندي عواري وودائعُ، ولكم فيهم مثلُ ذلك، وأنا أرى أنْ تحتَسِبوا ما لكم عندهم، ولا أحلَّ لكم وديعةً اسْتُودِعْتُمُوها، ولا عاريَّةً، ولسنا برادِّين إليهم شيئًا مِن ذلك، ولا مُمْسِكيه لأنفُسِنا، فحفَرَ حفيرًا، وأمَرَ كلَّ قومٍ عليهم شَيءٌ مِن ذلك؛ مِن متاعٍ أو حِليةٍ أنْ يَقْذِفوه في ذلك الحفيرِ، ثمَّ أوقَدَ عليه النَّارَ، فأحرَقَه، فقال: لا يكونُ لنا، ولا لهم. وكان السَّامريُّ رجلًا مِن قومٍ يَعْبُدون البقرَ جيرانٍ لهم، ولم يكُنْ مِن بني إسرائيلَ، فاحتملَ مع مُوسى عليه السَّلامُ وبني إسرائيلَ حين احْتملوا، فقُضِيَ له أنْ رأى أثرًا، فأخَذَ منه بقبْضَتِه، فمَرَّ بهارونَ، فقال له هارونُ عليه السَّلامُ: يا سامريُّ، ألَا تُلْقي ما في يدَيْك؟ وهو قابضٌ عليه لا يَراه أحدٌ طوالَ ذلك، فقال: هذه قبْضةٌ مِن أثرِ الرَّسولِ الَّذي جاوَزَ بكم البحرَ، ولا أُلْقيها لشَيءٍ إلَّا أنْ تَدْعُوَ اللهَ إذا ألقيْتُها أنْ تكونَ ما أُرِيدُ، فألْقاها، ودعا اللهَ هارونُ عليه السَّلامُ، فقال: أريدُ أنْ يكونَ عِجْلًا، واجتمَعَ ما كان في الحُفرةِ مِن متاعٍ له، أو حِلْيةٍ، أو نحاسٍ، أو حديدٍ، فصار عِجْلًا أجوفَ ليس فيه رُوحٌ، له خُوارٌ. قال ابنُ عبَّاسٍ: لا واللهِ ما كان له صوتٌ قطُّ، إنَّما كانت الرِّيحُ تدخُلُ مِن دُبُرِه وتخرُجُ مِن فَمِه، فكان ذلك الصَّوتُ مِن ذلك. فتفرَّقَ بنو إسرائيلَ فِرَقًا؛ فقالت فِرقةٌ: يا سامريُّ، ما هذا فأنت أعلَمُ به؟ قال: هذا ربُّكم عَزَّ وجَلَّ، ولكنَّ مُوسى عليه السَّلامُ أضَلَّ الطَّريقَ. وقالت فِرقةٌ: لا نُكذِّب بهذا حتَّى يرجِعَ إلينا مُوسى، فإنْ كان ربَّنا لم نكُنْ ضيَّعْناه وعجَزْنا فيه حِينَ رأيْناه، وإنْ لم يكُنْ ربَّنا، فإنَّا نتَّبِعُ قولَ مُوسى عليه السَّلامُ. وقالت فِرقةٌ: هذا عمَلُ الشَّيطانِ، وليس بربِّنا، ولا نُؤْمِنُ، ولا نُصدِّقُ. وأُشْرِبَ فِرقةٌ في قُلوبِهم التَّصديقَ بما قال السَّامريُّ في العجلِ، وأعْلَنوا التَّكذيبَ، فقال لهم هارونُ عليه السَّلامُ: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} [طه: 90]، وإنَّ ربَّكم ليس هكذا، قالوا: فما بالُ مُوسى عليه السَّلامُ؛ وعَدَنا ثلاثينَ يومًا ثمَّ أخلَفَنا، فهذه أربعونَ قد مَضَت؟! فقال سُفهاؤُهم: أخطَأَ ربَّه، فهو يطلُبُه ويتبَعُه. فلمَّا كلَّمَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مُوسى عليه السَّلامُ وقال له ما قال، أخبَرَه بما لقِيَ قومُه بعده. {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا} [طه: 86]، وقال لهم ما سمِعْتُم في القُرآنِ وأخَذَ برأْسِ أخِيه، وألْقى الألواحَ مِن الغضَبِ، ثمَّ عذَرَ أخاه بعُذْرِه، واستغفَرَ له، وانصرَفَ إلى السَّامريِّ، فقال له: ما حمَلَك على ما صنعْتَ؟ قال: قبَضْتُ قبضةً مِن أثرِ الرَّسولِ وفطِنْتُ لها، وعُمِّيَت عليكم، فقَذفْتُها؛ وكذلك سوَّلَت لي نَفْسي. قال: {اذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ} إلى قولِه: {نَسْفًا} [طه: 97]، ولو كان إلهًا لم يُخْلَصْ إلى ذلك منه. فاستيقَنَ بنو إسرائيلَ بالفتنةِ، واغْتَبَطَ الَّذين كان رأيُهم فيه مثلَ رأيِ هارونَ عليه السَّلامُ، فقالوا بجماعتِهم لمُوسى عليه السَّلامُ: سَلْ لنا ربَّك عَزَّ وجَلَّ أنْ يفتَحَ لنا بابَ توبةٍ نصنَعُها؛ فيُكَفِّرَ عنَّا ما عمِلْنا، فاختارَ موسى عليه السَّلامُ قومَه سبعينَ رجُلًا لذلك -لا يأْلُو الخيرَ- خيارَ بني إسرائيلَ، ومَن لم يُشْرِكْ في العجلِ. فانطلَقَ بهم ليسأَلَ لهم التَّوبةَ، فرجَفَتْ بهم الأرضُ، فاستحيا نبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من قومِه ووفْدِه حين فُعِلَ بهم ما فُعِلَ، فقال: {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا} [الأعراف: 155]، وفيهم مَن قد كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ اطَّلَعَ على ما أُشْرِبَ قلبُه من حُبِّ العجلِ وإيمانِه به؛ فلذلك رجَفَت بهم الأرضُ. فقال: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 156] إلى: {فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157]، فقال: رَبِّ سألْتُك التَّوبةَ لقومي، فقلْتَ: إنَّ رحمتي كتبْتُها لقومٍ غيرِ قومي، فليتَكَ أخَّرْتَني حين تُخْرِجُني حيًّا في أُمَّةِ ذلك الرَّجلِ المرحومةِ، فقال اللهُ له: إنَّ توبتَهم أنْ يقتُلَ كلُّ رجُلٍ منهم مَن لقِيَ مِن والدٍ أو ولدٍ، فيقتُلَه بالسَّيفِ لا يُبَالي مَن قتَلَ في ذلك الموطنِ، وتاب أولئك الَّذين كان خفِيَ على موسى وهارونَ عليهما السلام ما اطَّلَعُ اللهُ عليهم من ذُنوبِهم، فاعتَرَفوا بها، وفعَلوا ما أُمِروا، وغفَرَ اللهُ للقاتِلِ والمقتولِ. ثمَّ سار بهم مُوسى عليه السَّلامُ مُتوجِّهًا نحوَ الأرضِ المُقدَّسةِ، وأخَذَ الألواحَ بعدما سكَتَ عنه الغضبُ، وأمَرَهم بالَّذي أُمِرَ به أنْ يُبَلِّغَهم من الوظائفِ، فثقُلَ ذلك عليهم، وأبَوا أنْ يُقِرُّوا بها، فنتَقَ اللهُ عليهم الجبلَ كأنَّه ظُلَّةٌ، ودنا منهم حتَّى خافوا أنْ يقَعَ عليهم، فأخَذُوا الكتابَ بأيمانِهم وهم يَصْغُون ينظُرونَ إلى الجبلِ والأرضِ، والكتابُ بأيديهم وهم يَنظُرونَ إلى الجبلِ؛ مخافةَ أنْ يقَعَ عليهم، ثمَّ مَضَوا إلى الأرضِ المُقدَّسةِ، فوَجَدوا مدينةَ قومٍ جبَّارينَ خَلْقُهم مُنْكرٌ، وذكَرَ من ثِمارِهم أمرًا عجَبًا من عِظَمِها، فقالوا: يا موسى، إنَّ فيها قومًا جبَّارينَ لا طاقةَ لنا بهم، ولا ندخُلُها ما داموا فيها، فإنْ يَخْرجوا منها فإنَّا داخِلونَ، قال رجُلانِ من الَّذين يَخافونَ مِن الجبَّارينَ: آمنَّا بمُوسى عليه السَّلامُ، فخرَجَا إليه، فقالا: نحنُ أعلَمُ بقومِنا، إنْ كنتُمْ إنَّما تَخافونَ ما رأيتُمْ من أجسامِهم وعدَدِهم، فإنَّهم لا قُلوبَ لهم، ولا مَنعةَ عندهم، فادْخُلوا عليهم البابَ، فإذا دخلْتُموه فإنَّكم غالِبونَ. ويقولُ أناسٌ: إنَّهما من قومِ مُوسى عليه السَّلامُ. وزعَمَ سعيدُ بنُ جُبيرٍ أنَّهما من الجبَّارينَ آمَنَا بمُوسى، بقولِه: {مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ} [المائدة: 23]: إنَّما عَنى بذلك: مِن الَّذين يَخافونَ بني إسرائيلَ. {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، فأغْضَبوا مُوسَى عليه السَّلامُ، فدعا عليهم، وسمَّاهم فاسقينَ، ولم يدْعُ عليهم قبلَ ذلك؛ لِمَا رأى منهم من المعصيةِ وإساءتِهم حتَّى كان يومئذٍ، فاستجابَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ له، فسمَّاهم كما سمَّاهم مُوسى عليه السَّلامُ فاسقينَ، فحرَّمَها عليهم أربعينَ سَنةً يَتِيهون في الأرضِ؛ يُصْبِحون كلَّ يومٍ، فيَسِيرونَ ليس لهم قرارٌ، ثمَّ ظلَّلَ عليهم الغمامَ في التِّيهِ، وأنزَلَ عليهم المَنَّ والسَّلوى، وجعَلَ لهم ثيابًا لا تَبْلى ، ولا تتَّسِخُ، وجعَلَ بين ظَهرِهم حَجرًا مُربَّعًا، وأمَرَ مُوسى عليه السَّلامُ فضرَبَه بعصاهُ، فانفجَرَ منه اثنتا عشْرةَ عينًا، في كلِّ ناحيةٍ ثلاثةُ أعينٍ، وأعلَمَ كلَّ سِبْطٍ عينَهم الَّتي يَشْربون منها، فلا يَرْتحِلونَ من مَنزلٍ إلَّا وجدوا ذلك الحجرَ منهم بالمكانِ الَّذي كان منه أمسِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/234 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (11263)، وأبو يعلى (2618)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (66) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة طه فتن - الصبر عند الفتن
|أصول الحديث

30 - جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : إني أفطَرتُ يومًا مِن رمضانَ قال : مِن غيرِ عُذرٍ، ولا سفَرٍ ؟! قال : نعَم قال : بئسَ ما صنَعتَ قال : أجَل قال : فما تأمُرُني ؟ قال : أعتِقْ رقبةً قال : والذي بعثكَ بالحقِّ ما ملَكتُ رقبةً قَطُّ قال : فصُمْ شهرَينِ متتابعَينِ قال : لا أستَطيعُ ذلك قال : فأطعِمْ سِتينَ مِسكينًا قال : والذي بعَثكَ بالحقِّ ما أُشبِعُ أهلي قال : فأُتِي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمِكتَلٍ فيه تمرٌ فقال : تصَدَّقْ بهذا على سِتينَ مِسكينًا قال : إلى مَن أدفعُه ؟ قال : إلى أفقرِ مَن تعلَمُ قال : والذي بعَثكَ بالحقِّ ما بين قترَيها أهلُ بيتٍ أحوَجَ منا قال : تصدَّقْ به على عِيالِكَ
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات، وله شاهد
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/117 التخريج : أخرجه أبو يعلى (5725) واللفظ له، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8184) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: صدقة - الصدقة على الولد صيام - الترخص بالفطر للمسافر صيام - قضاء الصيام لمن أفطر في رمضان صيام - من أفطر عمدا في رمضان مناقب وفضائل - بعض من ذمهم النبي وذم أفعالهم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه