موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: التوكيدُ المعنويُّ


تعريفُه: هو: التابعُ الرافعُ احتمالَ تقديرِ إضافةٍ إلى المتبوعِ، أو إرادةِ الخُصوصِ بما ظاهِرُه العُمومُ.
شَرحُ التَّعريفِ:
التوكيدُ: تابعٌ يأتي لرَفعِ أحَدِ احتِمالَينِ:
أحَدُهما: أن يُظنَّ أنَّ ثمَّةَ حَذفًا للمُضافِ وإقامةً للمُضافِ إليه مقامَه، فإذا قُلتَ: قتَل زيدٌ العدوَّ، ربَّما ظَنَنْتَ أنَّ زيدًا كان الآمِرَ أو المسبِّبَ في القَتلِ لا المباشِرَ له، فإذا قلتَ: قتل زيدٌ نفْسُهُ العدوَّ، زال هذا الاحتمالُ، وتيقَّنْتَ أنَّ زيدًا قتل العَدُوَّ بنَفْسِه.
قتل: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ.
زيدٌ: فاعِلٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
نفسُه: نَفْسُ: توكيدٌ مَعنويٌّ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ، والهاءُ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ عائِدٌ إلى زيد، في مَحَلِّ جَرٍّ مُضافٌ إليه.
العدو: مَفعولٌ به مَنصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
ويُستخدَمُ في هذا الغَرَضِ مِن التوكيدِ كَلِمتا: "نَفْس، عَيْن"؛ فيقال: جاء محمدٌ عَينُه، ويُجْمعان مع المُثَنَّى والجَمعِ جَمعَ قِلَّة "أَنْفُس، أَعْيُن". تَقولُ: جاء الزيدانِ أنفُسُهما، دخل الوزراءُ أعينُهم، جاءت الهنداتُ أنفُسُهنَّ.
ولا يجوزُ أن يُجمعا في التوكيدِ جمعَ كَثرةٍ، فلا يقال: نُفوسُهم ولا عيونُهم. ويجوز في المُثَنَّى أن يقال: جاء الزيدان نفْساهما؛ بالتثنية، وجاء الزيدان نَفْسُهما؛ بالإفراد، إلَّا أنَّ الجمعَ أفصَحُ في معامَلةِ المُثَنَّى، كقَولِه تعالى: إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا [التحريم: 4] .
ويجوزُ أن يؤكَّدَ بهما الضَّمائِرُ المُتَّصِلةُ المنصوبةُ. تَقولُ: ضربتُها نفْسَها، والمجرورةُ. تَقولُ: مررتُ به عَينِه. أما في الضَّمائِرِ المُتَّصِلةِ المرفوعةِ فلا بُدَّ من إبرازِ الضَّميرِ وانفصالِه عن الفِعْلِ لتأكيدِه. تَقولُ: قُمْ أنت نفْسُك، قاموا هم أنفسُهم، حضروا هم أعينُهم، ولا يجوز: قُمْ نفْسُك، قاموا أنفسُهم، حضروا أعينُهم.
نموذج إعرابي: قُمْ أنت نفْسُك
قُمْ: فِعلُ أمرٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ، وفاعِله ضَميرٌ مُستَتِرٌ وجوبًا تقديره "أنت".
أنت: ضميرٌ مَنفَصِلٌ مَبْنيٌّ على الفَتحِ في مَحَلِّ رَفعٍ توكيدٌ لفظيٌّ للضَّميرِ المستَتِرِ وُجوبًا.
نفسُك: نفْس: توكيدٌ مَعنويٌّ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ، والكاف: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ في مَحَلِّ جَرٍّ مُضافٌ إليه.
ويجوز فيهما أن يُجرَّا بباءٍ زائدةٍ. تَقولُ: جاء عَمْرٌو بنَفْسِه، ورأيتُ زيدًا بعينِه.
جاء: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ.
عمرو: فاعِلٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
بنفسه: الباءُ حَرفُ جَرٍّ زائدٌ، نَفْسُ: اسمٌ مَجرورٌ لفظًا مرفوعٌ محلًّا لأنَّه توكيدٌ مَعنويٌّ، والهاءُ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ جَرٍّ مُضافٌ إليه.
ثانيهما: الذي يَرفَعُ احتِمالَ الخُصوصِ فيما ظاهِرُه العُمومُ؛ فإذا قُلْتَ: جاء الجيشُ، ربَّما ظَنَّ السَّامِعُ أنَّ بَعْضَه أو أغلَبَه جاء، أو ربما يكونُ المقصودُ طَليعةَ الجَيشِ أو مُقَدَّمَتَهم. فإذا قلتَ: جاء الجيشُ كُلُّه، زال هذا الاحتمالُ، وتأكَّد للسَّامعِ أنَّ جميعَ الجَيشِ قد جاء بلا استثناءٍ.
جاء: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ.
الجيش: فاعِلٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
كلُّه: كل: توكيدٌ مَعنويٌّ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ، والهاءُ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ عائدٌ إلى الجيشِ، في مَحَلِّ جَرٍّ مُضافٌ إليه.
وألفاظُ هذا التوكيد: (كُلَّ، كِلَا، كِلْتا، جميع، عامة)؛ فأما كُلٌّ وجميعٌ وعامَّة، فيؤكَّدُ بهما الجمعُ وما في معنى الجمع. تَقولُ: جاء الجيش كلُّه، جاء الجيش جميعُه، جاء الجيش عامَّتُه، يغفر الله للمُسلِمين كلِّهم وللمُسلِماتِ كلِّهنَّ، يغفر الله للمُسلِمين جميعِهم، يغفر الله للمُسلِمين عامَّتِهِم.
ومنه قَولُه تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا [البقرة: 31] ، وقَولُه تعالى: وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ [آل عمران: 119] ، وقَولُه تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ [يونس: 99] .
وأما "كِلا، وكِلْتا" فيُؤكَّدُ بهما المُثَنَّى. تَقولُ: جاء الزيدانِ كلاهما، وجاءت الفاطمتانِ كلتاهما، ورأيت الزيدَين كِلَيْهما، ورأيت الفاطِمَتين كِلْتَيْهما.
ويُشترَط في نوعي التوكيدِ المعنويِّ أن يُضافَ إلى ضميرٍ يعودُ على المؤكَّدِ، ويوافِقُه في التذكيرِ والتأنيثِ، والإفرادِ والتثنيةِ والجَمعِ؛ فلا يقالُ: جاء زيدٌ نفسُ، حضر عليٌّ عينُ، قُتل الجيشُ كلُّ، رأيت القافلةَ كلَّ، مررت بالزيدين كلِّ.
لكن يجوزُ أن يُعوَّضَ عن الضَّميرِ بلَفظِ المتبوعِ نَفْسِه. تَقولُ: جاء زيدٌ نفسُ زيدٍ. ومنه قَولُ عُمَرَ بنِ أبي رَبيعةَ:
كم قد ذُكرتُكِ لو أُجزَى بذِكْرِكُمُ
يا أشبهَ النَّاسِ كُلِّ النَّاسِ بالقَمَرِ
فأضاف التوكيدَ إلى لفظِ المؤكَّدِ بدلًا من الضَّميرِ العائِدِ عليه. ومنه قَولُ الفَرزدَقِ:
أنت الجوادُ الذي تُرجى نوافلُه
وأبعدُ النَّاسِ كُلِّ النَّاسِ من عارِ
أبعدُ: معطوفٌ على الخَبَرِ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
الناس: مُضافٌ إليه مَجرورٌ، وعَلامةُ جَرِّه الكَسْرةُ.
كلِّ: توكيدٌ مَعنويٌّ مَجرورٌ، وعَلامةُ جَرِّه الكَسْرةُ.
الناس: مُضافٌ إليه مَجرورٌ، وعَلامةُ جَرِّه الكَسْرةُ.
من: حَرفُ جَرٍّ مَبْنيٌّ على السُّكونِ.
عار: اسمٌ مَجرورٌ، وعَلامةُ جَرِّه الكَسْرةُ الظَّاهِرةُ.
وأما اعتبار قراءة من قرأ قوله تعالى: قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا [غافر: 48] بنصب (كُلًّا) على أنَّها توكيدٌ فلا يجوز، خِلافًا للزَّمخشريِّ والفَرَّاءِ؛ إذ لا يجوز نية الإضافة هنا.
ويَتبَعُ "كُلًّا" في التوكيدِ "أجمَعُ" وأخواتُها، ولا تُضافُ إلى ضميرٍ يعودُ على المؤكَّدِ؛ فإنها في نيَّةِ الإضافةِ. تَقولُ: جاء الجيش كلُّه أجمعُ، والقبيلةُ كُلُّها جمعاءُ، والرِّجالُ كُلُّهم أجمعون، والنِّساءُ كُلُّهنَّ جُمَعُ. ومنه قَولُه تعالى: فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ [الحجر: 30] .
إعراب: جاء الجيش كلُّه أجمعُ
جاء: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ.
الجيش: فاعِلٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
كله: توكيدٌ مَعنويٌّ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ، والهاء: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ جَرٍّ مُضافٌ إليه.
أجمع: توكيدٌ مَعنويٌّ ثانٍ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
وقد يُستغنَى عن (كُل) وأخواتِها، ويؤتى بـ(أجمع) وأخواتِها مباشرةً، تَقولُ: جاءت القبيلةُ جمعاءُ، رأيت الهندات جُمَعَ، حضر الرجالُ أجمعون. ومنه قَولُه تعالى: فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [الأنعام: 149] ، وقَولُه تعالى: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ [الأعراف: 18] ، وقَولُه تعالى: وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ [الحجر: 43] .
ويَتبَعُ "كُلًّا" و"أجمَعَ" في التوكيداتِ: "أكتَع، أبْصَع، أبْتَع": ولا يُشترَط فيها هذا الترتيبُ، وإنما يُشترَط أن يتقَدَّمَها "كُل" و"أجمَع". تَقولُ: جاء القوم كُلُّهم أجمعون أكتَعون أبصَعون أبتَعون، ومررتُ بالقافِلةِ كُلِّها أجمعِها أكتَعِها أبتَعِها أبصَعِها، رأيتُ الوفدَ كلَّه أجمعَ أبصعَ أكتعَ أبتعَ. فإذا أتت تلك الثلاثةُ أو أحَدُها ولم تُسبَقْ بـ(كل) و(أجمع) فهي شاذَّةٌ، ومنه قولُ الراجِزِ:
يا ليتني كنتُ صبيًّا مُرْضَعَا
تحملني الذَّلْفاء حولًا أكتعَا
ويجوز توكيدُ النَّكِرة إن أفاد معنًى. تَقولُ: صُمتُ شَهرًا كلَّه، وهذا أسدٌ نفْسُه؛ فإنَّ توكيدَ الشَّهرِ يفيدُ أنَّ الرَّجُلَ صام شهرًا كاملًا، لم يُفطِرْ يومًا منه، وتوكيدَ الأسَدِ يرفَعُ احتِمالَ أن يكونَ أراد تشبيهَ الشُّجاعِ بالأسَدِ. وقد جاء قَولُ رُؤبةَ بتوكيدِ النَّكِرةِ، فقال:
إنَّ تميمًا لم يُرَاضِع مُشْبَعَا
ولم تَلِدْه أُمُّه مُقَنَّعَا
أوْفَتْ بهِ حولًا وحولًا أجمعَا
أمَّا إن كان لا فائدةَ منه، كقَولِك: اعتكفتُ وَقتًا كُلَّه، ورأيت شيئًا نَفْسَه؛ فلا يجوز ذلك.
ولا يجوزُ توكيدُ المتعاطِفَينِ مختَلِفَي العامِلِ؛ فلا يقال: عاش زيدٌ ومات عَمْرٌو كلاهما، أمَّا إن قلنا: جاء زيدٌ وعَمرٌو كلاهما، جاز ذلك؛ لأنَّ العامِلَ فيهما -وهو الفِعْل- واحدٌ.
ولا يجوزُ حَذفُ المؤَكَّدِ وإقامةِ التوكيدِ مَقامَه؛ لأنَّ الغَرَضَ من التوكيدِ تقويةُ المؤكَّدِ، وهذا يزولُ بحَذْفِه.
ولا يجوزُ الفَصلُ بين المؤكَّدِ والتوكيدِ بما ليس له علاقةٌ بينهما: فلا يقال: رأيت الجيشَ بعيدًا كلَّه؛ فإنَّ "بعيدًا" لا علاقةَ لها بهما.
ولا يجوزُ أيضًا الفَصلُ بينهما بـ(إمَّا)؛ فلا يجوزُ: مررتُ بالقَومِ إمَّا أجمعين وإمَّا بَعْضِهم؛ لأنَّ الفَصلَ هنا بما ليس له عَلاقةٌ بهما.
فإن كان له عَلاقةٌ بهما جاز، كقَولِه تعالى: وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ [الأحزاب: 51] ؛ فإنَّ "كُلُّهنَّ" توكيدٌ للنُّونِ في "يَرْضَينَ"، وقد فُصِل بينهما بمعمولِ الفِعْلِ، فجاز.
أجْرت العَرَبُ بعضَ الألفاظِ مجرى النَّوعِ الثَّاني من التوكيدِ المعنويِّ، وهي "اليَدُ والرِّجْل، الظَّهر والبَطْن، الزَّرْع والضَّرع، السَّهْل والجَبَل، الصَّغير والكبير، القَوِي والضعيف"؛ فأفادت أولًا العُمومَ. تَقولُ: ضُربَ زيدٌ اليدُ والرجْلُ، جَلد عَمْرٌو أخاه الظهرَ والبطنَ، مُطِرْنا السهلُ والجَبَلُ، وأخصبوا الزَّرعُ والضَّرعُ، ومررتُ بهم قويِّهم وضعيفِهم...
فالمرادُ هنا أن زيدًا ضُرِب في جَسَدِه كُلِّه؛ لا في يده ورِجله فحسْبُ، كذلك فقد جلَد عَمْرٌو أخاه في كُلِّ مِنطَقةٍ في جَسَدِه، ووصل المطَرُ إلى كُلِّ شِبرٍ في القبيلة.
فلهذا تُعامَلُ مُعاملةَ التوكيدِ؛ ففي مثال: ضُرب زيدٌ اليدُ والرجلُ.
ضرب: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ.
زيدٌ: نائِبُ فاعِلٍ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
اليدُ: توكيدٌ مَعنويٌّ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
والرِّجل: معطوف مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
ويُشترَط في التوكيدِ أن يَحسُن حَذفُه ولا يَضُرُّ بالجُملةِ؛ فإن أضرَّ حذْفُه بالجُملة لم يكُنْ توكيدًا؛ فلو قُلتَ: هذانِ الزيدانِ كلاهما نائمان؛ حسُن حَذفُ "كلاهما" تَقولُ: هذان الزيدانِ نائمانِ، أما إن قلت: هذان الزيدانِ كلاهما نائمٌ، لم يحسُن حذف "كلاهما"؛ فلا يَصِحُّ: هذانِ الزيدان نائمٌ، ويكون: "كلاهما" مُبتَدَأً ثانيًا، ونائِم خَبَره، وجُملة (كلاهما نائم) خَبَرًا لاسمِ الإشارةِ يُنظَر: ((شرح التسهيل)) لابن مالك (3/ 289)، ((شرح ألفية ابن مالك)) لابن الناظم (ص: 357)، ((المساعد على تسهيل الفوائد)) لابن عقيل (2/ 384)، ((تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد)) لابن ناظر الجيش (7/ 3283). .

انظر أيضا: