الفرعُ الثاني: من شَفاعاتِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: الشَّفاعةُ في استِفتاحِ بابِ الجَنَّةِ
عن
أنسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ الله عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((أنا أوَّلُ النَّاسِ يَشفَعُ في الجَنَّةِ، وأنا أكثَرُ الأنبياءِ تَبَعًا ))
.
قال أبو العَبَّاسِ القُرطُبيُّ: (قَولُه:
((أنا أوَّلُ النَّاسِ يَشفَعُ في الجَنَّةِ)) أي: في دُخولِ الجَنَّةِ قَبلَ النَّاسِ، ويَدُلُّ عليه قَولُه:
((وأنا أوَّلُ مَن يَقرَعُ بابَ الجَنةِ))، وقَولُ الخازِنِ:
((بك أُمِرْتُ لا أفتَحُ لأحَدٍ قَبلَك))، وقَولُه في حَديثٍ آخَرَ:
((فأنطلِقُ مَعي برجالٍ فأُدخِلُهمُ الجَنَّةَ)) وهذه إحدى شفاعاتِهـ)
.
وعن
أنسِ بن مالِكٍ رَضِيَ الله عنه قال: قال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
((أنا أكثَرُ الأنبياءِ تَبَعًا يَومَ القيامةِ، وأنا أوَّلُ مَن يَقرَعُ بابَ الجَنَّةِ ))
.
قال ابنُ بطالٍ: (لا أحَدَ يَتَقَدَّمُ النَّبيَّ عليه السَّلامُ في دُخولِ الجَنَّةِ، ولا يَسبِقُه إليها)
.
وقال
علي القاري: (
((وأنا أوَّلُ مَن يَقرَعُ)): بفَتحِ الرَّاءِ، أي: يَدُقُّ ويَستَفتِحُ
((بابَ الجَنةَ)) أي: فيُفتَحُ له مَدخَلُها)
.
وعن
أنسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ الله عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((آتي بابَ الجَنَّةِ يَومَ القيامةِ فأستَفتِحُ، فيَقولُ الخازِنُ، من أنتَ؟ فأقولُ: مُحَمَّدٌ، فيَقولُ: بك أُمِرْتُ لا أفتَحُ لأحَدٍ قَبلَك ))
.
قال
ابنُ عُثَيمين: (قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((فأستَفتِحُ)) أي: أطلُبُ فتحَ البابِ. وهذا من نَعمةِ اللهِ على مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فإنَّ الشَّفاعةَ الأولى التي يَشفَعُها في عَرَصاتِ القيامةِ لإزالةِ الكُروبِ والهُمومِ والغُمومِ، والشَّفاعةُ الثَّانيةُ لنَيلِ الأفراحِ والسُّرورِ، فيَكونُ شافِعًا للخَلقِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في دَفعِ ما يَضُرُّهم وجَلبِ ما يَنفَعُهم. ولا دُخولَ إلى الجَنَّةِ إلَّا بَعدَ شفاعةِ الرَّسولِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ لأنَّ ذلك ثبتَ في السُّنَّةِ كما سَبَقَ، وأشارَ إليه اللهُ عزَّ وجَلَّ بقَولِه:
حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا [الزُّمَر: 73] ؛ فإنَّه لَم يَقُلْ: حَتَّى إذا جاؤُوها فُتِحَتَ، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ هناك شَيئًا قَبلَ الفَتحِ، وهو الشَّفاعةُ، أمَّا أهلُ النَّارِ فقال فيهم:
حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا [الزُّمَر: 71] ؛ لأنَّهم يَأتونَها مُهَيَّأةً فتَبغَتُهم، نَعوذُ باللهِ منها)
.
وعن أبي هُرَيرةَ وحُذَيفةَ رَضِيَ الله عنهما قالا: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((يَجمَعُ اللهُ تَبارَكَ وتعالى النَّاسَ، فيَقومُ المُؤمِنونَ حَتَّى تُزلَفَ لهمُ الجَنةُ، فيَأتون آدَمَ فيَقولونَ: يا أبانا استَفتِحْ لَنا الجَنَّةَ، فيَقولُ: وهَل أخرَجَكم من الجَنَّةِ إلَّا خَطيئةُ أبيكم آدَم! لَستُ بصاحِبِ ذلك، اذهَبوا إلى ابني إبراهيمَ خَليلِ اللهِ، قال: فيَقولُ إبراهيمُ: لَستُ بصاحِبِ ذلك، إنَّما كُنتُ خَليلًا مِن وراءَ وراءَ، اعمدوا إلى موسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الذي كلَّمُه اللهُ تَكليمًا، فيَأتونَ موسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيَقولُ: لَستُ بصاحِبِ ذلك، اذهَبوا إلى عيسى كلِمةِ اللهِ ورُوحِه، فيَقولُ عيسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لَستُ بصاحِبِ ذلك. فيَأتون مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيَقومُ فيُؤذَنُ له وتُرسَلُ الأمانةُ والرَّحِمُ، فتَقومانِ جَنَبتَيِ الصِّراطِ يَمينًا وشِمالًا، فيَمُرُّ أوَّلُكم كالبَرقِ ... ))
.
قال
علي القاري: (قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسَلَّم:
((يَجمَعُ اللهُ تَبارك وتعالى النَّاسَ)): المُرادُ بهمُ الخَلقُ، وخُصُّوا بالذِّكرِ للتَّشريفِ، فإنَّهم عُمدةُ أربابِ التَّكليفِ
((فيَقومُ المُؤمِنونَ)) أي: الخَواصُّ من عُمومِ النَّاسِ
((حَتَّى تُزلَفَ)): بضَمِّ التَّاءِ وسُكونِ الزَّاي وفَتحِ اللامِ، وبِالفاءِ، أي: تُقَرَّبُ
((لَهمُ الجَنةُ))، ومنه قَولُه تعالى:
وَإِذَا الجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ [التكوير: 13 - 14] ،
((فيَأتون)) أي: المُؤمِنونَ
((آدَمَ))، والمَرادُ منهم بَعضُهمُ الخَواصُّ من كُلِّ أمَّةٍ
((فيَقولونَ: يا أبانا استَفتِحْ لَنا الجَنَّةَ)) أي: اطلُبْ فتحَ بابِها حَتَّى نَدخُلَها... ثُمَّ شَرحَ اعتِذارَ الأنبياءِ، ثُمَّ قال: وحينَئِذٍ يَنحَصِرُ الأمرُ في نَبيِّنا خاتَمِ الرُّسُلِ ومُقَدَّمِ الكُلِّ)
.
وعن
عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((ما يَزالُ الرَّجُلُ يَسألُ النَّاسَ حَتَّى يَأتيَ يَومَ القيامةِ ليس في وَجهِه مُزْعةُ لَحمٍ ))
، وقال:
((إنَّ الشَّمسَ تَدنو يَومَ القيامةِ حَتَّى يَبلُغَ العَرَقُ نِصفَ الأُذُنِ، فبينَما هم كذلك استَغاثوا بآدَمَ ثُمَّ بموسى ثُمَّ بمُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)). وزادَ عَبدُ اللهِ: حَدَّثَني
الليثُ قال: حَدَّثَني ابنُ أبي جَعفَرٍ:
((فيَشفَعُ ليَقضيَ بينَ الخَلقِ، فيَمشي حَتَّى يَأخُذَ بحَلقةِ البابِ فيَومَئِذٍ يَبعَثُه اللهُ مَقامًا مَحمودًا يَحمَدُه أهلُ الجَمعِ كُلُّهم ))
.
قال
حافِظٌ الحَكَميُّ: (ففي هذا الحَديثِ الجَمعُ بينَ ذِكرِ الشَّفاعتينِ: الأُولى في فصلِ القَضاءِ، والثَّانيةُ في استِفتاحِ بابِ الجَنةِ، وسُمِّيَ ذلك كُلُّه المَقامَ المَحمودَ)
.
وعن
أنسٍ رَضِيَ الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((يُحبَسُ المُؤمِنونَ يَومَ القيامةِ حَتَّى يُهَمُّوا بذلك، فيَقولونَ: لَوِ استَشفَعْنا إلى رَبِّنا فيُريحَنا من مَكانِنا! فيَأتون آدَمَ فيَقولونَ: أنتَ أبو النَّاسِ خَلقَك الله بيدِه وأسكَنَك جَنَّتَه وأسجَدَ لَك مَلائِكَتَه وعَلَّمَك أسماءَ كُلِّ شَيءٍ، لِتَشفَعْ لَنا عِندَ رَبِّك حَتَّى يُريحَنا من مَكانِنا هذا، قال: فيَقولُ: لَستُ هُناكم. قال: ويَذكُرُ خَطيئَتَه التي أصابَ أكْلَه من الشَّجَرةِ وقد نُهيَ عنها، ولَكِنِ ائْتُوا نوحًا أوَّلَ نَبيٍّ بَعثَه اللهُ تعالى إلى أهلِ الأرضِ، فيَأتونَ نوحًا فيَقولُ: لَستُ هُناكم، ويَذكُرُ خَطيئَتَه التي أصابَ؛ سُؤالَه رَبَّه بغَيرِ عِلمٍ، ولَكِنِ ائتُوا إبراهيمَ خَليلَ الرَّحْمَنِ. قال: فيَأتونَ إبراهيمَ فيَقولُ: إنِّي لَستُ هُناكم، ويَذكُرُ ثَلاثَ كَلِماتٍ كَذَبَهُنَّ، ولَكِنِ ائتُوا موسى عَبْدًا آتاه اللهُ التَّوراةَ وكَلَّمَه وقَرَّبَه نَجيًّا. قال: فيَأتون موسى فيَقولُ: إنِّي لَستُ هُناكم، ويَذكُرُ خَطيئَتَه التي أصابَ؛ قَتْلَه النَّفْسَ، ولَكِنِ ائتُوا عيسى عَبدَ اللهِ ورَسولَه ورُوحَ اللهِ تعالى وكَلِمَتَه، قال: فيَأتون عيسى فيَقولُ: لَستُ هُناكم، ولَكِنِ ائتُوا مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَبدًا غَفرَ اللهُ له ما تَقَدَّمَ من ذَنبِه وما تَأخَّرَ، فيَأتوني فأستَأذِنُ على رَبي في دارِه، فيُؤذَنُ لي، فإذا رَأيتُه وقَعتُ ساجِدًا، فيَدَعُني ما شاءَ اللهُ تعالى أن يَدَعَني، فيَقولُ: ارفَعْ مُحَمَّدُ، وقُلْ يُسمَعْ، واشفَعْ تُشفَّعْ، وسَلْ تُعْطَ. قال: فأرفَعُ رَأسي فأُثني على رَبِّي بَثناءٍ وتَحميدٍ يُعَلِّمُنيه، ثُمَّ أشفَعُ فيُحِدُّ لي حَدًّا فأخرُجُ فأُدخِلُهمُ الجَنَّةَ )). قال قتادةُ: وقد سَمِعتُه يَقولُ
((فأخرُجُ فأُخرِجُهم من النَّارِ وأُدخِلُهمُ الجَنَّةَ، ثُمَّ أعودُ الثَّانيةَ فأستَأذِنُ على رَبي في دارِه فيُؤذَنُ لي عليه، فإذا رَأيتُه وقَعتُ له ساجِدًا، فيَدَعُني ما شاءَ اللهُ أن يَدَعَني، ثُمَّ يَقولُ: ارفَعْ مُحَمَّدُ، وقُلْ يُسمَعْ، واشفَعْ تُشفَّعْ، وسَلْ تُعْطَ. قال: فأرفَعُ رَأسي فأُثني على رَبِّي بَثناءٍ وتَحميدٍ يُعَلِّمُنيه، ثُمَّ أشفَعُ فيُحِدُّ لي حَدًّا فأخرُجُ فأُدخِلُهمُ الجَنَّةَ )). قال قتادةُ: وقد سَمِعتُه يَقولُ
((فأخرُجُ فأُخرِجُهم من النَّارِ وأُدخِلُهمُ الجَنَّةَ، ثُمَّ أعودَ الثَّالِثةَ فأستَأذِنُ على رَبي في دارِه فيُؤذِنُ لي عليه، فإذا رَأيتُه وقَعْتُ ساجِدًا فيَدَعُني ما شاءَ اللهُ أن يَدَعَني، ثُمَّ يَقولُ: ارفَعْ مُحَمَّدُ، وقُلْ يُسمَعْ، واشفَعْ تُشفَّعْ، وسَلْ تُعْطَ. قال: فأرفَعُ رَأسي فأُثني على رَبِّي بَثناءٍ وتَحميدٍ يُعَلِّمُنيه، ثُمَّ أشفَعُ فيُحِدُّ لي حَدًّا فأخرُجُ فأُدخِلُهمُ الجَنَّةَ )). قال قتادةُ: وقد سَمِعتُه يَقولُ
((فأخرُجُ فأُخرِجُهم من النَّارِ وأُدخِلُهمُ الجَنَّةَ حَتَّى ما يَبقى في النَّارِ إلَّا من حَبسَه القُرآنُ)) أي: وجَب عليه الخُلودُ. قال: ثُمَّ تَلا هذه الآيةَ:
عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا [الإسراءُ: 79] قال: وهذا المَقامُ المَحمودُ الذي وُعِدَه نَبيُّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم))
.
وفي رِوايةٍ له عن حَمَّادِ بنِ زَيدٍ قال: قُلتُ لعَمْرِو بنِ دِينارٍ: أسمِعْتَ
جابِرَ بنَ عَبدِ الله رَضِيَ اللُه عنهما يُحدِّثُ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((أنَّ اللهَ يُخرِجُ قَومًا من النَّارِ بالشَّفاعةِ؟ )) قال: نَعَم
.
وعن
أنسِ بنِ مالِكٍ رضيَ اللهُ عنه عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((يَخرُجُ قَومٌ من النَّارِ بَعدَ ما مَسَّهم منها سَفعٌ
، فيَدخُلونَ الجَنَّةَ، فيُسَمِّيهم أهلُ الجَنةِ الجَهَنَّميِّينَ ))
.
وعن أبي هُريرةَ رضي اللهُ عنه أنَّه قال: قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، من أسعَدُ النَّاسِ بشفاعتِك يَومَ القيامةِ؟ قال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((لَقد ظَنَنتُ -يا أبا هُرَيرةَ- ألَّا يَسألَني عن هذا الحَديثِ أحَدٌ أوَّل مِنك؛ لِما رَأيتُ من حِرصِك على الحَديثِ، أسعَدُ النَّاسِ بشَفاعتي يَومَ القيامةِ مَن قال: لا إلَهَ إلَّا اللهُ خالِصًا من قَلبِه أو نَفسِه ))
.
قال
حافِظٌ الحَكَميُّ: (هذه الشَّفاعةُ الثَّالِثةُ قد فُسِّرَ بها المَقامُ المَحمودُ أيضًا، كما في حَديثِ
أنسٍ وحَديثِ
جابِرٍ رَضِيَ الله عنهما، فيَكونُ المَقامُ المَحمودُ عامًّا لجَميعِ الشَّفاعاتِ التي أوتيها نَبيُّنا مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لَكِنَّ جُمهورَ المُفَسِّرينَ فَسَّروه بالشَّفاعتينِ الأُولَيينِ لاختِصاصِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بهما دونَ غَيرِه من عِبادِ اللهِ المُكْرَمينَ، وأمَّا هذه الشَّفاعةُ الثَّالِثةُ فهيَ وإن كانت من المَقامِ المَحمودِ الذي وُعِدَه فليست خاصَّةً به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، بَل يُؤتاها كثيرٌ من عِبادِ الله المُخلَصينَ، ولَكِن هو صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المُقَدَّمُ فيها، ولَم يَشفَعْ أحَدٌ من خَلقِ الله تعالى في مِثلِ ما يَشفَعُ فيه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا يُدانيه في ذلك مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبيٌّ مُرسَلٌ، ثُمَّ بَعدَه يَشفَعُ من أَذِنَ اللهُ تعالى له من المَلائِكةِ المُقَرَّبينَ والأنبياءِ والمُرسَلينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ والصَّالِحينَ وسائِرِ أولياءِ اللهِ تعالى من المُؤمِنينَ المُتَّقينَ، ويَشفَعُ الأفراطُ، كُلٌّ منهم يُكرِمُه اللهُ تعالى على قَدرِ ما هو له أهلٌ، ثُمَّ يُخرِجُ اللهُ تعالى من النَّارِ برَحمَتِه أقوامًا بدونِ شَفاعةِ الشَّافِعينَ)
.