عاشرًا: المُحافَظةُ على الأذكارِ والأدعيةِ والتَّعَوُّذُ بالتَّعَوُّذاتِ الثَّابتةِ
يَنبَغي للمُؤمِنِ أن يُحافِظَ على الأذكارِ والأدعيةِ التي تَحفَظُ مِنَ الشُّرورِ والبلاءاتِ، ويُكثِرَ مِنَ الاستعاذاتِ الثَّابتةِ في الكِتابِ والسُّنَّةِ، ومِن ذلك:
1-
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق: 1 - 5] .
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ [الناس: 1 - 6] .
2- عن أبانَ بنِ عُثمانَ، قال: سَمِعتُ عُثمانَ بنَ عَفَّانَ يَقولُ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ:
((ما مِن عَبدٍ يَقولُ في صَباحِ كُلِّ يَومٍ، ومَساءَ كُلِّ ليلةٍ: باسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ مَعَ اسمِه شَيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السَّميعُ العليمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فيَضُرَّه شَيءٌ)). قال: وكان أبانُ قد أصابَه طَرَفٌ مِنَ الفالِجِ، فجَعَل الرَّجُلُ يَنظُرُ إليه، فقال له أبانُ: ما تَنظُرُ إليَّ؟ أمَا إنَّ الحَديثَ كَما قد حَدَّثتُك، ولكِنِّي لم أَقُلْه يَومَئِذٍ، ليُمضيَ اللَّهُ عليَّ قَدَرَه
[110] أخرجه الترمذي (3388)، وابن ماجه (3869) واللَّفظُ له. صَحَّحه ابنُ القَيِّمِ في ((زاد المعاد)) (2/338)، وابن الملقن في ((ما تمس إليه الحاجة)) (122)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/367)، وقال الترمذيُّ: حَسَنٌ صحيحٌ غَريبٌ. .
وفي رِوايةٍ عن عُثمانَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((مَن قال: باسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ مَعَ اسمِه شَيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السَّميعُ العليمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لم تَفجَأْه فاجِئةُ بَلاءٍ حتَّى اللَّيلِ، ومَن قالها حين يُمسي لم تَفجَأْه فاجِئةُ بَلاءٍ حتَّى يُصبِحَ إن شاءَ اللهُ)) [111] أخرجها أبو داود (5088)، وعبد الله بن أحمد في ((زوائد المسند)) (528) واللَّفظُ له. حَسَّنه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (528)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (910)، وصَحَّحَ إسناده أحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (2/3). وذَهَب إلى تَصحيحه ابن حبان في ((صحيحهـ)) (852)، والألبانيّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (5088). وأخرجه أبو داود (5088) بلفظِ: عن عُثمانَ يَقولُ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((مَن قال: باسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ مَعَ اسمِه شَيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السَّميعُ العليمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لم تُصِبْه فجأةُ بَلاءٍ حتَّى يُصبِحَ، ومَن قالها حينَ يُصبحُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لم تُصِبْه فجأةُ بَلاءٍ حتَّى يُمسيَ))، قال: فأصابَ أبانَ بنَ عُثمانَ الفالجُ، فجَعَل الرَّجُلُ الذي سَمِعَ مِنه الحَديثَ يَنظُرُ إليه، فقال له: ما لك تَنظُرُ إليَّ؟ فواللهِ ما كَذَبتُ على عُثمانَ، ولا كَذَبَ عُثمانُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولكِنَّ اليَومَ الذي أصابَني فيه ما أصابَني غَضِبتُ، فنَسِيتُ أن أقولَها. .
3-عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
((جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: يا رَسولَ اللهِ ما لَقِيتُ مِن عَقرَبٍ لدَغَتني البارِحةَ! قال: أمَا لو قُلتَ حينَ أمسَيتَ: أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلقَ، لم تَضُرَّك)) [112] أخرجه مسلم (2709). .
وفي رِوايةٍ عن سُهَيلِ بنِ أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هرَيرةَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال:
((مَن قال حينَ يُمسي ثَلاثَ مَرَّاتٍ: أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ، لم يَضُرَّه حُمَةٌ [113] حُمَةٌ -بضَمِّ المُهمَلةِ وتَخفيفِ الميمِ-: لدغةُ ذي حُمةٍ، أي: سُمٍّ، وقيل: فَوْعةُ السُّمِّ، والفَوْعةُ: الحِدَّةُ والحَرارةُ، كالعَقرَبِ. يُنظر: ((الفُتوحات الربانية)) لابن علان (3/ 91). تلك اللَّيلةَ)). قال سُهَيلٌ: فكان أهلُنا تَعلَّموها فكانوا يَقولونَها كُلَّ ليلةٍ، فلُدِغَت جاريةٌ مِنهم، فلم تَجِدْ لها وجَعًا
[114] أخرجها الترمذي (3604) واللفظ له، وأحمد (7898). صَحَّحها الألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)) (3604)، وصَحَّحَ إسنادها أحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (15/15)، وشعيب الأرناؤوط على شرط مسلم في تخريج ((مسند أحمد)) (7898). .
4- عن سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عنه، عن خَولةَ بنتِ حَكيمٍ السُّلَميَّةِ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّها سَمِعَتْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ:
((إذا نَزَل أحَدُكُم مَنزِلًا فليَقُلْ: أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلقَ؛ فإنَّه لا يَضُرُّه شَيءٌ حتَّى يَرتَحِلَ مِنهـ)) [115] أخرجه مسلم (2708). .
وفي رِوايةٍ:
((ما مِن مُسلمٍ يَنزِلُ مَنزِلًا فيَقولُ حينَ يَنزِلُ: أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ مِن شَرِّ ما خَلَق -وقال يَزيدُ أحَدُ الرُّواةِ: ثَلاثًا- إلَّا وُقِيَ شَرَّ مَنزِلِه ذلك حتَّى يَظعَنَ مِنهـ)) [116] أخرجها أحمد (27311). .
5- عن رِفاعةَ بنِ رافِعٍ، قال: قامَ أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ على المِنبَرِ، ثُمَّ بَكى فقال:
((قامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عامَ الأوَّلِ على المِنبَرِ، ثُمَّ بَكى فقال: اسألوا اللَّهَ العَفوَ والعافيةَ؛ فإنَّ أحَدًا لم يُعطَ بَعدَ اليَقينِ خَيرًا مِنَ العافيةِ)).
[117] أخرجه الترمذي (3558). صَحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)) (3558)، وقال ابنُ حَجَرٍ في ((بذل الماعون)) (214): مِن طُرُقٍ بَعضُها صحيحٌ. وأخرجه مِن طَريقِ أوسَطَ البَجَليِّ عن أبي بَكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ابن ماجه (3849)، وأحمد (17)، ولفظُ ابن ماجه: عن أوسَطَ بنِ إسماعيلَ البَجَليِّ أنَّه سَمِعَ أبا بَكرٍ حينَ قُبضَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ ((... وسَلوا اللَّهَ المُعافاةَ؛ فإنَّه لم يُؤتَ أحَدٌ بَعدَ اليَقينِ خَيرًا مِنَ المُعافاةِ)). صَحَّحه ابنُ حبان في ((صحيحهـ)) (952)، والألباني في ((صحيح سنن ابن ماجهـ)) (3849)، وصَحَّحَ إسنادَه الحاكِمُ في ((المستدرك)) (1962)، وأحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (1/31)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (17). وفي رِوايةٍ:
((سَلوا اللَّهَ العَفو والعافيةَ، واليَقينَ في الآخِرةِ والأُولى)).
[118] أخرجها من طرق أحمد (6) واللفظ له، وابن أبي شيبة (29792)، وأبو يعلى (86). صَحَّحها شُعَيب الأرناؤوط في تَخريج ((شُرِحَ السَّنة)) (1377). 6-عن ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما، قال:
((لم يَكُنْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَدَعُ هَؤُلاءِ الكَلماتِ إذا أصبَحَ وإذا أمسى: اللهُمَّ إنِّي أسألُك العافيةَ في الدُّنيا والآخِرةِ. اللهُمَّ إنِّي أسألُك العَفوَ والعافيةَ في ديني ودُنيايَ، وأهلي ومالي. اللهُمَّ استُرْ عَوراتي، وآمِنْ رَوْعاتي. اللهُمَّ احفَظْني مِن بَينِ يَديَّ ومِن خَلفي، وعن يَميني وعن شِمالي، ومِن فَوقي، وأعوذُ بعَظَمَتِك مِن أن أُغتالَ مِن تَحتي)).
[119] أخرجه أبو داود (5074) واللَّفظُ له، والنسائي (5530)، وابن ماجه (3871). صَحَّحه ابنُ حبان في ((صحيحهـ)) (961)، وابن الملقن في ((ما تمس إليه الحاجة)) (125)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (5074)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (780)، وصَحَّحَ إسناده الحاكِم في ((المستدرك)) (1926)، والنووي في ((الأذكار)) (111). 7- عن ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما، قال:
((قَلَّما كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقومُ مِن مَجلسٍ حتَّى يَدعو بهؤلاء الدَّعَواتِ لأصحابِه: اللهُمَّ اقسِمْ لنا مِن خَشيَتِك ما يَحولُ بَينَنا وبَينَ مَعاصيك، ومِن طاعَتِك ما تُبَلِّغُنا به جَنَّتَك، ومِنَ اليَقينِ ما تُهَوِّنُ به علينا مُصيباتِ الدُّنيا، ومَتِّعْنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتِنا ما أحيَيتَنا، واجعَلْه الوارِثَ مِنَّا، واجعَلْ ثَأرَنا على مَن ظَلَمنا، وانصُرْنا على مَن عادانا، ولا تَجعَلْ مُصيبَتَنا في دينِنا، ولا تَجعَلِ الدُّنيا أكبَرَ هَمِّنا ولا مَبلَغَ عِلمِنا، ولا تُسَلِّطْ علينا مَن لا يَرحَمُنا)) [120] أخرجه من طرقٍ: الترمذي (3502) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10234)، والطبراني في ((المعجم الصغير)) (866). حَسَّنه الألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)) (3502)، وشُعَيب الأرناؤوط في تخريج ((سير أعلام النبلاء)) (18/435)، وقال الشوكاني في ((تحفة الذاكرين)) (482): غايةُ رُتبةِ هذا الحَديثِ أن يَكونَ حَسَنًا. وذَهَب إلى تَصحيحِه الحاكِمُ على شَرط البخاريِّ في ((المستدرك)) (1958). .
8- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَدعو فيَقولُ: اللهُمَّ مَتِّعْني بسَمعي وبَصَري، واجعَلْهما الوارِثَ مِنِّي [121] قال ابنُ الأثيرِ: («واجعَلْهما الوارِثَ مِنِّي» أي: أبقِهما صحيحَينِ سَليمَينِ إلى أن أموتَ. وقيل: أرادَ بَقاءَهما وقوَّتَهما عِندَ الكِبَرِ وانحِلالِ القوى النَّفسانيَّةِ، فيَكونُ السَّمعُ والبَصَرُ وارِثَي سائِرِ القُوى، والباقيَينِ بَعدَها. وقيل: أرادَ بالسَّمعِ وَعيَ ما يَسمَعُ والعَمَلَ به، وبالبَصَرِ الاعتبارَ بما يَرى). ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (5/ 172). وقال أيضًا: (الوارِثُ هاهنا: الباقي، وحَقيقَتُه: أنَّه الذي يَرِثُ مِلكَ الماضي، فيَكونُ هاهنا قد سَأل اللَّهَ تعالى أن يُبقيَ له قوَّةَ السَّمعِ والبَصَرِ إذا أدرَكَه الكِبَرُ، وضَعُف مِنه القُوى، ليَكونا وارِثَي سائِر الأعضاءِ، والباقيَينِ بَعدَها، وقيل: إنَّه دَعا بذلك للأعقابِ والأولادِ). ((جامع الأصول)) (4/ 344). ويُنظر: ((الغريبين في القرآن والحديث)) للهروي (6/ 1986)، ((القبس)) لابن العربي (ص: 413). ، وانصُرْني على مَن يَظلِمُني، وخُذْ مِنه بثَأري)) [122] أخرجه الترمذي (3604)، والحاكم (1942). حَسَّنه الألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)) (3604)، وحَسَّن سَنَدَه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سير أعلام النبلاء)) (18/435). وذهب إلى تصحيحه الحاكِمُ، وقال: على شرط مسلم. .
9- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَتَعَوَّذُ مِن جَهدِ البَلاءِ [123] جَهدُ البَلاءِ: هو الحالةُ التي يُمتَحَنُ بها الإنسانُ وتَشُقُّ عليه، بحَيثُ يَتَمَنَّى فيها المَوتَ ويَختارُه عليها. وفُسِّرَ جَهدُ البَلاءِ بقِلَّةِ المالِ وكَثرةِ العيالِ. يُنظر: ((شرح مسلم)) للنووي (17/ 31)، ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (9/ 200). ، ودَرَكِ [124] الدَّرَكُ: اللَّحاقُ والوُصولُ إلى الشَّيءِ، يُقالُ: أدرَكتُه إدراكًا ودَرَكًا. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (2/ 114). الشَّقاءِ، وسُوءِ القَضاءِ، وشَماتةِ الأعداءِ)). قال سُفيانُ -أحَدُ رُواةِ الحَديثِ-: الحَديثُ ثَلاثٌ، زِدتُ أنا واحِدةً، لا أدري أيَّتُهنَّ هيَ
[125] أخرجه البخاري (6347) واللَّفظُ له، ومسلم (2707). .
وفي رِوايةٍ:
((تَعَوَّذوا باللهِ مِن جَهدِ البَلاءِ، ودَرَكِ الشَّقاءِ، وسُوءِ القَضاءِ، وشَماتةِ الأعداءِ)) [126] أخرجها البخاري (6616). .
10- عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ في دُعائِه: اللهُمَّ إنِّي أعوذُ بك مِنَ العَجزِ والكَسَلِ، والجُبنِ والبُخلِ، والهَرَمِ [127] الهَرَمُ: هو الزِّيادةُ في كِبَرِ السِّنِّ المُؤَدِّيةُ إلى ضَعفِ الأعضاءِ. يُنظر: ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (9/ 210). والقَسوةِ، والغَفلةِ، والعَيلةِ [128] العَيلةُ: الفاقةُ والحاجةُ. يُنظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/ 198). ، والذِّلَّةِ والمَسكَنةِ، وأعوذُ بك مِنَ الفقرِ والكُفرِ، والفُسوقِ، والشِّقاقِ والنِّفاقِ، والسُّمعةِ والرِّياءِ، وأعوذُ بك مِنَ الصَّمَمِ والبَكَمِ، والجُنونِ والجُذامِ والبَرَصِ، وسَيِّئِ الأسقامِ)) [129] أخرجه ابن حبان (1023)، والطبراني في ((المعجم الصغير)) (316)، والحاكم (1968) واللَّفظُ له. صَحَّحه ابنُ حبان، والحاكِم وقال: على شَرطِ الشَّيخَينِ، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1/56). وقَولُه: ((اللهُمَّ إنِّي أعوذُ بك مِنَ العَجزِ والكَسَلِ، والجُبنِ والبُخلِ، والهَرَمِ)) أخرجه البخاري (2823، 6369) مُفرَّقًا، ومسلم (2706) باختلافٍ يسيرٍ. وقَولُه: ((وأعوذُ بك مِن ... الجُنونِ والجُذامِ والبَرَصِ، وسَيِّئِ الأسقامِ)) أخرجه أبو داود (1554)، والنسائي (5493)، وأحمد (13004) باختلافٍ يسيرٍ. صَحَّحه ابنُ حبان في ((صحيحهـ)) (1017)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (1554)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (39)، وصَحَّحَ إسنادَه النووي في ((الأذكار)) (483)، وشعيب الأرناؤوط في تَخريج ((مسند أحمد)) (13004). .
11- عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما، قال:
((كان مِن دُعاءِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللهُمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن زَوالِ نِعمَتِك، وتَحَوُّلِ عافيَتِك، وفُجاءةِ نِقمَتِك، وجَميعِ سَخَطِك)) [130] أخرجه مسلم (2739). .
12- عن ابنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه كان يَدعو:
((اللهُمَّ احفَظْني بالإسلامِ قائِمًا، واحفَظْني بالإسلامِ قاعِدًا، واحفَظْني بالإسلامِ راقِدًا، ولا تُشمِتْ بي عَدوًّا حاسِدًا، اللهُمَّ إنِّي أسألُك من كُلِّ خَيرٍ خَزائِنُه بيَدِك، وأعوذُ بك من كُلِّ شَرٍّ خَزائِنُه بيَدِك)) [131] أخرجه الطبراني في ((الدعاء)) (1445) بنحوه، والحاكم (1948)، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)) (253) واللَّفظُ لهما. حَسَّنه الألبانيُّ في ((صحيح الجامع)) (1260). وذَهَبَ إلى تَصحيحِه الحاكِمِ وقال: على شَرطِ البخاريِّ. .
13-عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لها:
((عليكِ بجُمَلِ الدُّعاءِ وجَوامِعِه [132] هيَ: ما قَلَّ لفظُه وكَثُرَ مَعناه، أوِ التي تَجمَعُ الأغراضَ الصَّالحةَ والمَقاصِدَ الصَّحيحةَ، أوِ التي تَجمَعُ الثَّناءَ على اللهِ وآدابَ المَسألةِ وغَيرَ ذلك. يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (1/ 295)، ((فيض القدير)) للمناوي (4/ 335). ، قالت: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، وما جُمَلُ الدُّعاءِ وجَوامِعُه؟ قال: قولي: اللَّهُمَّ إنِّي أسألُك مِنَ الخَيرِ كُلِّه عاجِلِه وآجِلِه، ما عَلِمتُ مِنه وما لَم أعلَمْ، وأعوذُ بك مِنَ الشَّرِّ كُلِّه عاجِلِه وآجِلِه، ما عَلِمتُ مِنه وما لَم أعلَمْ، وأسألُك الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إليها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ، وأعوذُ بك مِنَ النَّارِ وما قَرَّبَ إليها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ، وأسألُك مِمَّا سَألَك به مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأعوذُ بك مِمَّا تَعَوَّذَ مِنه مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وما قَضَيتَ لي مِن قَضاءٍ فاجعَلْ عاقِبَتَه رُشدًا)) [133] أخرجه أحمد (25137)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (639) واللفظ له، والحاكِم (1938). صَحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح الأدب المفرد)) (497)، وصَحَّحَ إسنادَه الحاكِمُ، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (25137). .
وفي رِوايةٍ:
((... وأسألُك أن تَجعَلَ كُلَّ قَضاءٍ قَضَيتَه لي خَيرًا)) [134] أخرجها ابن ماجه (3846) واللفظ له، وأحمد (25019). صححها ابن حبان في ((صحيحهـ)) (869)، والألباني في ((صحيح سنن ابن ماجهـ)) (3846)، وصحَّح إسنادَها شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (25019). .
14- عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
((كان أكثَرُ دُعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللهُمَّ رَبَّنا آتِنا في الدُّنيا حَسَنةً [135] فُسِّرَتِ الحَسَنةُ هنا بالعافيةِ، وقيل فيها غَيرُ ذلك. يُنظر: ((جامع البيان)) للطبري (3/ 544)، (( كشف المشكل)) لابن الجوزي (3/ 267، 268)، ((فتح الباري)) لابن حجر (11/ 192)، ((الدر المنثور)) للسيوطي (1/ 560). وقال ابنُ كَثيرٍ في قَولِه تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201] : (جَمَعَت هذه الدَّعوةُ كُلَّ خَيرٍ في الدُّنيا، وصَرَفت كُلَّ شَرٍّ؛ فإنَّ الحَسَنةَ في الدُّنيا تَشمَلُ كُلَّ مَطلوبٍ دُنيَويٍّ؛ مِن عافيةٍ، ودارٍ رَحْبةٍ، وزَوجةٍ حَسَنةٍ، ورِزقٍ واسِعٍ، وعِلمٍ نافِعٍ، وعَمَلٍ صالحٍ، ومَركَبٍ هَنيءٍ، وثَناءٍ جَميلٍ، إلى غَيرِ ذلك مِمَّا اشتَمَلت عليه عِباراتُ المُفسِّرينَ، ولا مُنافاةَ بَينَها؛ فإنَّها كُلَّها مُندَرِجةٌ في الحَسَنةِ في الدُّنيا. وأمَّا الحَسَنةُ في الآخِرةِ فأعلى ذلك دُخولُ الجَنَّةِ وتَوابِعُه مِنَ الأمنِ مِنَ الفزَعِ الأكبَرِ في العَرَصاتِ، وتَيسيرِ الحِسابِ وغَيرِ ذلك مِن أُمورِ الآخِرةِ الصَّالحةِ، وأمَّا النَّجاةُ مِنَ النَّارِ فهو يَقتَضي تَيسيرَ أسبابِه في الدُّنيا؛ مِنِ اجتِنابِ المَحارِمِ والآثامِ، وتَركِ الشُّبُهاتِ والحَرامِ). ((تفسير القرآن العظيم)) (1/ 558). ، وفي الآخِرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ)) [136] أخرجه البخاري (6389). .
وفي رِوايةٍ: سَأل قتادةُ أنَسًا: أيُّ دَعوةٍ كان يَدعو بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكثَرَ؟ قال:
((كان أكثَرُ دَعوةٍ يَدعو بها يَقولُ: اللهُمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسَنةً، وفي الآخِرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ)). قال: وكان أنَسٌ إذا أرادَ أن يَدعوَ بدَعوةٍ دَعا بها، فإذا أرادَ أن يَدعوَ بدُعاءٍ دَعا بها فيه
[137] أخرجها مسلم (2690). .