أربعٌ وعشرون: الحِرصُ على قراءةِ السُّوَرِ والآياتِ التي لها فَضلٌ خاصٌّ
يَنبَغي الحِرصُ على تِلاوةِ القُرآنِ الكَريمِ كُلِّه، كُلَّما فرَغَ مِن خَتمةٍ شَرَعَ في أُخرى، ويَزيدُ الاهتِمامُ بآياتٍ وسُوَرٍ ثَبت في فَضلِها بخُصوصِها أحاديثُ، ومِنها:
سورةُ الفاتحةِ:1- عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال:
((بَينَما جِبريلُ قاعِدٌ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَمِعَ نَقيضًا
مِن فوقِه، فرَفعَ رَأسَه، فقال: هذا بابٌ مِنَ السَّماءِ فُتِح اليَومَ لم يُفتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فنَزَل مِنه مَلَكٌ، فقال: هذا مَلَكٌ نَزَل إلى الأرضِ لم يَنزِل قَطُّ إلَّا اليَومَ، فسَلَّمَ وقال: أبشِرْ بنورَينِ أوتيتَهما لم يُؤتَهما نَبيٌّ قَبلَك: فاتِحةُ الكِتابِ، وخَواتيمُ سورةِ البَقَرةِ، لن تَقرَأَ بحَرفٍ مِنهما إلَّا أُعطِيتَه
)
.
قال ابنُ هُبَيرةَ: (في هذا الحَديثِ ما يَدُلُّ على تَكريمِ هذه الآياتِ بأن فُتِحَ لها بابٌ لم يُفتَحْ قَبلُ، وأُرسِل بها مَلَكٌ لم يُرسَلْ قَبلُ، وتَسميَتِها بنورَينِ، وأنَّه لم يُؤتَها نَبيٌّ قَبلَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)
.
2- عنِ العَلاءِ، عن أبيه، عن أبي هرَيرةَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال:
((مَن صَلَّى صَلاةً لم يَقرَأْ فيها بأُمِّ القُرآنِ فهيَ خِداجٌ -ثَلاثًا- غَيرُ تَمامٍ. فقيل لأبي هرَيرةَ: إنَّا نَكونُ وراءَ الإمامِ؟ فقال: اقرَأْ بها في نَفسِك؛ فإنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: قال اللهُ تعالى: قَسَمتُ الصَّلاةَ
بَيني وبَينَ عَبدي نِصفَينِ، ولعَبدي ما سَأل، فإذا قال العَبدُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قال اللهُ تعالى: حَمِدني عبدي، وإذا قال: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال اللهُ تعالى: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: مَالِكِ يَومِ الدِّينِ، قال: مجَّدني عبدي -وقال مَرَّةً: فوَّضَ إليَّ عَبدي-، فإذا قال: إيَّاكَ نَعبُدُ وإيَّاكَ نَستَعينُ، قال: هذا بَيني وبَينَ عَبدي، ولعَبدي ما سَأل، فإذا قال: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ قال: هذا لعَبدي، ولعَبدي ما سَأل))
.
3- عن أبي سَعيدِ بنِ المُعَلَّى رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
((كُنتُ أُصَلِّي في المَسجِدِ، فدَعاني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلم أُجِبْه، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي كُنتُ أُصَلِّي، فقال: ألم يَقُلِ اللهُ: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال: 24] ؟ ثُمَّ قال لي: لأُعَلِّمَنَّك سورةً هيَ أعظَمُ السُّورِ في القُرآنِ، قَبلَ أن تَخرُجَ مِنَ المَسجِدِ. ثُمَّ أخَذَ بيَدي، فلمَّا أرادَ أن يَخرُجَ، قُلتُ له: ألم تَقُلْ: لأُعَلِّمَنَّك سورةً هيَ أعظَمُ سورةٍ في القُرآنِ؟ قال: الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، هيَ السَّبعُ المَثاني، والقُرآنُ العَظيمُ الذي أوتيتُهـ))
.
4- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه،
((أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَرَج على أُبَيِّ بنِ كَعبٍ، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا أُبَيُّ، وهو يُصَلِّي، فالتَفتَ أُبَيٌّ ولَم يُجِبْه، وصَلَّى أُبَيٌّ فخَفَّف، ثُمَّ انصَرَف إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: السَّلامُ عليك يا رَسولَ اللهِ، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وعليك السَّلامُ، ما مَنَعَك يا أُبَيُّ أن تُجيبَني إذ دَعَوتُك؟! فقال: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي كُنتُ في الصَّلاةِ، قال: أفلم تَجِدْ فيما أوحيَ إليَّ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ قال: بَلى، ولا أعودُ إن شاءَ اللهُ، قال: تُحِبُّ أن أُعَلِّمَك سورةً لم يَنزِلْ في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزَّبورِ ولا في الفُرقانِ مِثلُها؟ قال: نَعَم، يا رَسولَ اللهِ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كَيف تَقرَأُ في الصَّلاةِ؟ قال: فقَرَأ أُمَّ القُرآنِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: والذي نَفسي بيَدِه ما أُنزِلَت في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزَّبورِ ولا في الفُرقانِ مِثلُها، وإنَّها سَبعٌ مِنَ المَثاني والقُرآنُ العَظيمُ الذي أُعطِيتُهـ))
.
سورةُ البَقَرةِ:1- عن مُعاويةَ بنِ سَلامٍ، عن زَيدٍ، أنَّه سَمِعَ أبا سَلامٍ يَقولُ: حَدَّثَني أبو أُمامةَ الباهِليُّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ:
((اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه، اقرَؤوا الزَّهراوَينِ
البَقَرةَ وسُورةَ آلِ عِمرانَ؛ فإنَّهما تأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامتانِ، أو كأنَّهما غيايتانِ، أو كأنَّهما فِرقانِ مِن طيرٍ صَوافَّ
، تُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البَقَرةِ؛ فإنَّ أخْذَها بَرَكةٌ، وتَرْكَها حَسرةٌ، ولا تَستَطيعُها البَطَلةُ )). قال مُعاويةُ: بَلغَني أنَّ البَطَلةَ: السَّحَرةُ
.
2- عنِ النَّوَّاسِ بنِ سَمعانَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سَمِعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ:
((يُؤتى بالقُرآنِ يَومَ القيامةِ وأهلِه الذينَ كانوا يَعمَلونَ به تَقدُمُه سورةُ البَقَرةِ وآلِ عِمرانَ، وضَرب لهما رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثَلاثةَ أمثالٍ ما نَسيتُهنَّ بَعدُ، قال: كَأنَّهما غَمامَتانِ أو ظُلَّتانِ سَوداوانِ بَينَهما شَرْقٌ، أو كَأنَّهما حِزْقانِ مِن طَيرٍ صَوَّافَ
، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهما ))
.
3- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((لا تَجعَلوا بُيوتَكُم مَقابِرَ، إنَّ الشَّيطانَ يَنفِرُ مِنَ البَيتِ الذي تُقرَأُ فيه سورةُ البَقَرةِ ))
.
4- عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((اقرؤوا سورةَ البَقَرةِ في بُيوتِكُم؛ فإنَّ الشَّيطانَ لا يَدخُلُ بَيتًا يُقرَأُ فيه سورةُ البَقَرةِ))
.
آيةُ الكُرسيِّ:1- عن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
((قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا أبا المُنذِرِ، أتدري أيُّ آيةٍ مِن كِتابِ اللهِ مَعَك أعظَمُ؟ قال: قُلتُ: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ. قال: يا أبا المُنذِرِ، أتدري أيُّ آيةٍ مِن كِتابِ اللهِ مَعَك أعظَمُ؟ قال: قُلتُ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة: 255] . قال: فضَرَبَ في صَدري، وقال: واللهِ لِيَهْنِكَ العِلمُ
أبا المُنذِرِ))
.
2- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
((وكَّلني رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحِفظِ زَكاةِ رَمضانَ، فأتاني آتٍ فجَعَلَ يَحثو
مِنَ الطَّعامِ فأخذْتُه، وقُلتُ: واللهِ لأرفَعَنَّك إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: إنِّي مُحتاجٌ، وعلَيَّ عيالٌ، ولي حاجةٌ شَديدةٌ، قال: فخَلَّيتُ عنه، فأصبَحتُ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا أبا هُرَيرةَ، ما فَعَل أسيرُك البارِحةَ؟ قال: قُلتُ: يا رَسولُ اللَّهِ شَكا حاجةً شَديدةٌ وعِيالًا فرَحمْتُه، فخَلَّيتُ سَبيلَه، قال: أمَا إنَّه قد كذَبَكَ وسَيَعودُ، فعَرَفْتُ أنَّه سَيَعودُ؛ لقَولِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّه سَيَعودُ، فرَصدْتُه، فجاءَ يَحثو مِنَ الطَّعامِ، فأخَذْتُه، فقُلتُ: لأرفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: دَعْني؛ فإنِّي مُحتاجٌ وعلَيَّ عيالٌ، لا أعودُ، فرَحِمْتُه، فخَلَّيتُ سَبيلَه، فأصبَحْتُ، فقال لي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا أبا هُريرةَ، ما فعل أسيرُكَ؟ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ شَكا حاجةً شَديدةً وعيالًا، فرَحمْتُه، فخَلَّيتُ سَبيلَه، قال: أمَا إنَّه قد كذَبَكَ وسَيَعودُ، فرَصدَتُه الثَّالِثةَ، فجاءَ يَحثو مِنَ الطَّعامِ، فأخَذتُه، فقُلتُ: لأرفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ، وهذا آخِرُ ثَلاثِ مَرَّاتٍ، أنَّكَ تَزعُمُ لا تَعودَ، ثُمَّ تَعودُ، قال: دَعْني أعلِّمْكَ كَلِماتٍ يَنفَعُكَ اللهُ بها، قُلتُ: ما هوَ؟ قال: إذا أوَيتَ إلى فراشِكَ فاقرَأْ آيةَ الكُرسيِّ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة: 255] ، حَتَّى تَختِمَ الآيةَ؛ فإنَّكَ لن يَزالَ عليكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبَنَّكَ شَيطانٌ حَتَّى تُصبِحَ، فخَلَّيتُ سَبيلَه، فأصبَحْتُ، فقالَ لي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما فعل أسيرُك البارِحةَ؟ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، زَعَمَ أنَّه يُعَلِّمُني كَلِماتٍ يَنفَعُني اللَّهُ بها، فخَلَّيتُ سَبيلَه، قال: ما هيَ؟ قُلتُ: قال لي: إذا أويتَ إلى فراشِكَ فاقرَأْ آيةَ الكُرسيِّ مِن أوَّلِها حَتَّى تَختِمَ الآيةَ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة: 255] ، وقال لي: لن يَزالَ عليكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقرَبُكَ شَيطانٌ حَتَّى تُصبِحَ -وكانوا أحرَصَ شَيءٍ على الخَيرِ- فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أمَا إنَّه قد صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ، تَعلَمُ من تُخاطِبُ مُنذُ ثَلاثِ ليالٍ يا أبا هُريرةَ؟ قال: لا، قال: ذاكَ شَيطانٌ))
.
3- عن أبي أُمامةَ الباهِليِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((مَن قَرَأ آيةَ الكُرسيِّ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكتوبةٍ، لم يَمنَعْه مِن دُخولِ الجَنَّةِ إلَّا أن يَموتَ ))
.
فائِدةٌ:قال الزَّمَخشَريُّ
: (فإن قُلتَ: لمَ فُضِّلَت هذه الآيةُ حتَّى ورَدَ في فَضلِها ما ورَدَ؟
قُلتُ: لِمَا فُضِّلَت له سورةُ الإخلاصِ مِنِ اشتِمالِها على تَوحيدِ اللهِ تعالى وتَعظيمِه وتَمجيدِه، وصِفاتِه العُظمى، ولا مَذكورَ أعظَمُ مِن رَبِّ العِزَّةِ. فما كان ذِكرًا له كان أفضَلَ مِن سائِرِ الأذكارِ)
.
خَواتيمُ سورةِ البَقَرةِ:1- عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال:
((بَينَما جِبريلُ قاعِدٌ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَمِعَ نَقيضًا
مِن فوقِه، فرَفعَ رَأسَه، فقال: هذا بابٌ مِنَ السَّماءِ فُتِح اليَومَ لم يُفتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فنَزَل مِنه مَلَكٌ، فقال: هذا مَلَكٌ نَزَل إلى الأرضِ لم يَنزِل قَطُّ إلَّا اليَومَ، فسَلَّمَ وقال: أبشِرْ بنورَينِ أوتيتَهما لم يُؤتَهما نَبيٌّ قَبلَك: فاتِحةُ الكِتابِ، وخَواتيمُ سورةِ البَقَرةِ، لن تَقرَأَ بحَرفٍ مِنهما إلَّا أُعطِيتَه ))
.
2- عن حُذَيفةَ بنِ اليَمانِ رَضِيَ اللهُ عنهما، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال:
((فُضِّلَت هذه الأُمَّةُ على سائِرِ الأُمَمِ بثَلاثٍ: جُعِلَت لها الأرضُ طَهورًا ومَسجِدًا، وجُعِلَت صُفوفُها على صُفوفِ المَلائِكةِ، وأُعطِيَت هذه الآياتِ مِن آخِرِ البَقَرةِ مِن كَنزٍ تَحتَ العَرشِ، لم يُعطَها نَبيٌّ قَبلي))
.
3- عن أبي مَسعودٍ البَدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((الآيَتانِ مِن آخِرِ سورةِ البَقَرةِ، مَن قَرَأهما في ليلةٍ كَفَتاه
)
.
فائِدةٌ: قال الزَّجَّاجُ عنِ الدُّعاءِ الذي تَضَمَّنَته أواخِرُ سورةِ البَقَرةِ: (هذا الدُّعاءُ أخبَرَ اللهُ به عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والمُؤمِنينَ، وجَعَله في كِتابِه ليَكونَ دُعاءَ مَن يَأتي بَعدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والصَّحابةِ رَحِمَهمُ اللهُ.
ورَوى عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللَّهَ جَلَّ وعَزَّ قال في كُلِّ فَصلٍ مِن هذا الدُّعاءِ: «فعَلتُ فعَلتُ»
، أيِ: استَجَبتُ.
فهو مِنَ الدُّعاءِ الذي يَنبَغي أن يُحفَظَ، وأن يُدعى به كَثيرًا)
.
سورةُ آلِ عِمرانَ:1- عن مُعاويةَ بنِ سَلامٍ، عن زَيدٍ، أنَّه سَمِعَ أبا سَلامٍ يَقولُ: حَدَّثَني أبو أُمامةَ الباهِليُّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ:
((اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه، اقرَؤوا الزَّهراوَينِ
البَقَرةَ وسُورةَ آلِ عِمرانَ؛ فإنَّهما تأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامتانِ، أو كأنَّهما غيايتانِ، أو كأنَّهما فِرقانِ مِن طيرٍ صَوافَّ
، تُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البَقَرةِ؛ فإنَّ أخْذَها بَرَكةٌ، وتَرْكَها حَسرةٌ، ولا تَستَطيعُها البَطَلةُ )). قال مُعاويةُ: بَلغَني أنَّ البَطَلةَ: السَّحَرةُ
.
2- عنِ النَّوَّاسِ بنِ سَمعانَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سَمِعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ:
((يُؤتى بالقُرآنِ يَومَ القيامةِ وأهلِه الذينَ كانوا يَعمَلونَ به تَقدُمُه سورةُ البَقَرةِ وآلِ عِمرانَ، وضَرب لهما رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثَلاثةَ أمثالٍ ما نَسيتُهنَّ بَعدُ، قال: كَأنَّهما غَمامَتانِ أو ظُلَّتانِ سَوداوانِ بَينَهما شَرقٌ، أو كَأنَّهما حِزْقانِ
مِن طَيرٍ صَوَّافَ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهما ))
.
سورةُ الإسراءِ:عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت:
((كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يَنامُ حتَّى يَقرَأَ بَني إسرائيلَ والزُّمَرَ ))
.
سورةُ الكَهفِ:1- عنِ البَراءِ بنِ عازِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهما
((قَرَأ رَجُلٌ الكَهفَ، وفي الدَّارِ الدَّابَّةُ، فجَعَلت تَنفِرُ، فسَلَّمَ
، فإذا ضبابةٌ أو سَحابةٌ غَشيَته، فذَكَره للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: اقرَأْ فُلانُ؛ فإنَّها السَّكينةُ نَزَلت للقُرآنِ، أو تَنَزَّلت للقُرآنِ ))
.
2- عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (مَن قَرَأ سورةَ الكَهفِ كَما أُنزِلَت، ثُمَّ خَرَجَ إلى الدَّجَّالِ، لم يُسَلَّطْ عليه، أو: لم يَكُنْ له عليه سَبيلٌ)
.
وعن النَّوَّاسِ بنِ سَمْعانَ رضِي الله عنه، قال:
((ذَكَر رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ الدجَّالَ ذاتَ غَداةٍ...))، وفيه أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال:
((فمَن أدْرَكه منكم، فليَقْرأْ عليه فواتحَ سورةِ الكَهفِ ))
.
وعن أبي الدَّرداءِ رضِي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال:
((مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورةِ الكَهفِ، عُصِمَ مِن الدَّجَّالِ ))
.
سورةُ الزُّمَرِ:عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت:
((كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يَنامُ حتَّى يَقرَأَ بَني إسرائيلَ والزُّمَرَ ))
.
سورةُ المُلكِ:1- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال:
((إنَّ سورةً مِنَ القُرآنِ ثَلاثونَ آيةً شَفعَت لرِجلٍ حتَّى غُفِرَ له، وهيَ سورةُ تَبارَكَ الذي بيَدِه المُلْكُ ))
.
2- عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (يُؤتى الرَّجُلُ في قَبرِه فتُؤتى رِجلاه فتَقولُ رِجلاه: ليسَ لكُم على ما قِبَلي سَبيلٌ؛ كان يَقومُ يَقرَأُ بي سورةَ المُلكِ، ثُمَّ يُؤتى مِن قِبَلِ صَدرِه -أو قال: بَطنِه-، فيَقولُ: ليسَ لكُم على ما قِبَلي سَبيلٌ؛ كان يَقرَأُ بي سورةَ المُلكِ، ثُمَّ يُؤتى رَأسُه فيَقولُ: ليسَ لكُم على ما قِبَلي سَبيلٌ؛ كان يَقرَأُ بي سورةَ المُلكِ، قال: فهيَ المانِعةُ تَمنَعُ مِن عَذابِ القَبرِ، وهيَ في التَّوراةِ سورةُ المُلكِ، ومَن قَرَأها في ليلةٍ فقد أكثَرَ وأطنَبَ)
.
التَّكويرُ والانفِطارُ والانشِقاقُ:عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((مَن سَرَّه أن يَنظُرَ إلى يَومِ القيامةِ كَأنَّه رَأيُ عَينٍ فليَقرَأْ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ، وإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ))
.
سورةُ الزَّلزَلةِ:1-عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رضِيَ اللهُ عنهما، قال:
((أتى رَجُلٌ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: أقرِئْني يا رَسولَ اللهِ، قال له: اقرَأْ ثَلاثًا مِن ذاتِ الر، فقال الرَّجُلُ: كَبِرَت سِنِّي، واشتَدَّ قَلبي، وغَلُظ لساني، قال: فاقرَأْ مِن ذاتِ حم، فقال مِثلَ مَقالتِه الأولى، فقال: اقرَأْ ثَلاثًا مِنَ المُسَبِّحاتِ، فقال مِثلَ مَقالتِه، فقال الرَّجُلُ: ولكِنْ أقرِئْني يا رَسولَ اللهِ سورةً جامِعةً، فأقرَأَه: إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ حتَّى إذا فرَغَ مِنها قال الرَّجُلُ: والذي بَعَثَك بالحَقِّ لا أزيدُ عليها أبَدًا، ثُمَّ أدبَرَ الرَّجُلُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أفلحَ الرُّوَيجِلُ، أفلحَ الرُّوَيجِلُ. ثُمَّ قال: عليَّ به، فجاءَه، فقال له: أُمِرتُ بيَومِ الأضحى، جَعَله اللهُ عيدًا لهذه الأُمَّةِ، فقال الرَّجُلُ: أرَأيتَ إن لم أجِدْ إلَّا مَنيحةَ ابني، أفأُضَحِّي بها؟ قال: لا، ولكِن تَأخُذُ مِن شَعرِك، وتُقَلِّمُ أظفارَك، وتَقُصُّ شارِبَك، وتَحلِقُ عانَتَك، فذلك تَمامُ أُضحيَّتِك عِندَ اللهِ))
.
2- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه:
((سُئِل رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ الحُمُرِ، قال: ما أنزَل اللهُ عليَّ فيها إلَّا هذه الآيةَ الفاذَّةَ الجامِعةَ
:مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة: 7-8] ))
.
سورةُ الإخلاصِ:1- عن أبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال:
((أيَعجِزُ أحَدُكُم أن يَقرَأَ في ليلةٍ ثُلُثَ القُرآنِ؟ قالوا: وكَيف يَقرَأُ ثُلُثَ القُرآنِ؟ قال: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ))
.
وفي رِوايةٍ:
((إنَّ اللَّهَ جَزَّأ القُرآنَ ثَلاثةَ أجزاءٍ، فجَعَل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ جُزءًا مِن أجزاءِ القُرآنِ))
.
2- عن أبي أيُّوبَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((أيَعجِزُ أحَدُكُم أن يَقرَأَ في ليلةٍ ثُلُثَ القُرآنِ؟ مَن قَرَأ: اللهُ الواحِدُ الصَّمَدُ، فقد قَرَأ ثُلُثَ القُرآنِ ))
.
3- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((احشُدوا
، فإنِّي سَأقرَأُ عليكُم ثُلُثَ القُرآنِ، فحَشَد مَن حَشد، ثُمَّ خَرَجَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقَرَأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، ثُمَّ دَخَل، فقال بَعضُنا لبَعضٍ: إنِّي أُرى هذا خَبَرٌ جاءَه مِنَ السَّماءِ، فذاكَ الذي أدخَلَه، ثُمَّ خَرَجَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: إنِّي قُلتُ لكُم: سَأقرَأُ عليكُم ثُلُثَ القُرآنِ، ألَا إنَّها تَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ))
.
وفي رِوايةٍ:
((خَرَجَ إلينا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: أقرَأُ عليكُم ثُلثَ القُرآنِ، فقَرَأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ حتَّى خَتَمَها))
.
وفي أُخرى:
((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ))
.
4- عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
((قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابه: أيَعجِزُ أحَدُكُم أن يَقرَأَ ثُلُثَ القُرآنِ في ليلةٍ؟ فشَقَّ ذلك عليهم وقالوا: أيُّنا يُطيقُ ذلك يا رَسولَ اللهِ؟ فقال: اللهُ الواحِدُ الصَّمَدُ ثُلثُ القُرآنِ ))
.
5- عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه
((أنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقرَأُ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يُرَدِّدُها، فلمَّا أصبَحَ جاءَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذَكَرَ ذلك له، وكَأنَّ الرَّجُلَ يتقالُّها، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: والذي نَفسي بيَدِه إنَّها لتَعدِلُ ثُلُثُ القُرآنِ))
.
وفي رِوايةٍ عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ، أخبَرَني أخي قتادةُ بنُ النُّعمانِ:
((أنَّ رَجُلًا قامَ في زَمَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرَأُ مِنَ السِّحرِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ لا يَزيدُ عليها، فلمَّا أصبَحنا أتى الرَّجُلُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم...)) نَحوَه
.
6- عن عائِشة رَضِيَ اللهُ عنها،
((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَعَثَ رَجُلًا على سَريَّةٍ، وكان يَقرَأُ لأصحابِه في صَلاتِهم فيَختِمُ بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فلَمَّا رَجَعوا ذَكَروا ذلك للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: سَلوه لأيِّ شَيءٍ يَصنَعُ ذلك؟ فسَألوه، فقال: لأنَّها صِفةُ الرَّحمنِ، وأنا أُحِبُّ أن أقرَأَ بها))
.
7- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه
((أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَمِعَ رَجُلًا يَقرَأُ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حتَّى خَتَمَها، فقال: وجَبَت. قيل: يا رَسولَ اللهِ، ما وجَبَت؟ قال: الجَنَّةُ. قال أبو هرَيرةَ: فأرَدتُ أن آتيَه فأُبَشِّرَه، فآثَرتُ الغَداءَ مَعَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفَرِقتُ أن يَفوتَني الغَداءُ مَعَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ رَجَعتُ إلى الرَّجُلِ فوجَدتُه قد ذَهَبَ))
.
8- عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه
((كان رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ يَؤُمُّهم في مَسجِدِ قُباءٍ، وكان كُلَّما افتَتَحَ سورةً يَقرَأُ بها لهم في الصَّلاةِ مِمَّا يَقرَأُ به افتَتَحَ: بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حتَّى يَفرُغَ مِنها، ثُمَّ يَقرَأُ سورةً أُخرى مَعَها، وكان يَصنَعُ ذلك في كُلِّ رَكعةٍ، فكَلَّمَه أصحابُه، فقالوا: إنَّك تَفتَتِحُ بهذه السُّورةِ، ثُمَّ لا تَرى أنَّها تُجزِئُك حتَّى تَقرَأَ بأُخرى، فإمَّا تَقرَأُ بها وإمَّا أن تَدَعَها، وتَقرَأَ بأُخرى، فقال: ما أنا بتارِكِها، إن أحبَبتُم أن أؤُمَّكُم بذلك فعَلتُ، وإن كَرِهتُم تَرَكتُكُم، وكانوا يَرَونَ أنَّه مِن أفضَلِهم، وكَرِهوا أن يَؤُمَّهم غَيرُه، فلَمَّا أتاهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبَروه الخَبَرَ، فقال: يا فُلانُ، ما يَمنَعُكَ أن تَفعَلَ ما يَأمُرُك به أصحابُك، وما يَحمِلُك على لُزومِ هذه السُّورةِ في كُلِّ رَكعةٍ؟ فقال: إنِّي أُحِبُّها، فقال: حُبُّكَ إيَّاها أدخَلَكَ الجَنَّةَ))
.
المُعَوِّذَتانِ:عن عُقبةَ بنِ عامِرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
((كُنتُ أقودُ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ناقَتَه في السَّفرِ، فقال لي: يا عُقبةُ، ألَا أُعَلِّمُك خَيرَ سورَتَينِ قُرِئَتا؟ فعَلَّمَني قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، قال: فلم يَرَني سُرِرتُ بهما جِدًّا، فلمَّا نَزَل لصَلاةِ الصُّبحِ صَلَّى بهما صَلاةَ الصُّبحِ للنَّاسِ، فلمَّا فرَغَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنَ الصَّلاةِ التَفتَ إليَّ، فقال: يا عُقبةُ، كَيف رَأيتَ؟))
.
وفي رِوايةٍ عن عُقبةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال:
((تَبِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو راكِبٌ، فجَعَلتُ يَديَّ على قَدَمِه، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أقرِئْني إمَّا مِن سورةِ هودٍ، وإمَّا مِن سورةِ يوسُفَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا عُقبةُ بنَ عامِرٍ، إنَّك لن تَقرَأَ سورةً أحَبَّ إلى اللهِ ولا أبلغَ عِندَه مِن أن تَقرَأَ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، فإنِ استَطَعتَ أن لا تَفوتَك في صَلاةٍ فافعَلْ))
.
وفي رِوايةٍ أُخرى:
((ألم تَرَ آياتٍ أُنزِلَتِ اللَّيلةَ لم يُرَ مِثلُهنَّ قَطُّ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ))
.