موسوعة التفسير

سورةُ الطُّورِ
الآيات (1-8)

ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ

غريب الكلمات:

وَالطُّورِ: أي: الجَبَلِ الَّذي كَلَّم اللهُ عليه موسى عليه السَّلامُ. وقيل: هو اسمٌ لكُلِّ جَبَلٍ، وأصلُ (طور): يدُلُّ على الامتِدادِ في شَيءٍ مِن مكانٍ أو زمانٍ [8] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 423)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/430)، ((البسيط)) للواحدي (20/475)، ((تفسير البغوي)) (7/382)، ((المفردات)) للراغب (ص: 528). .
مَسْطُورٍ: أي: مَكتوبٍ مَحفوظٍ، وأصْلُ (سطر): يدُلُّ على اصطِفافِ الشَّيءِ [9] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 348)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/72)، ((المفردات)) للراغب (ص: 409). .
رَقٍّ: الرَّقُّ: الَّذي يُكتَبُ فيه، قيل: هو الوَرقُ، وقيل: هو ما كان مِن الجِلدِ، وقيل: كلُّ ما يُكتَبُ فيه مِن صحيفةٍ وغيرِها. والرِّقَّةُ متى كانت في جِسمٍ تُضادُّها الصَّفاقةُ، نحو: ثوبٌ رَقِيقٌ وصفيقٌ، ومتى كانت في نفْسٍ تُضادُّها الجَفوةُ والقسوةُ [10] يُنظر: ((مجاز القرآن)) لأبي عبيدة (2/230)، ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 423)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/376، 377)، ((البسيط)) للواحدي (20/476)، ((المفردات)) للراغب (ص: 361)، ((عمدة الحفاظ)) للسمين الحلبي (2/106)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (7/451). .
مَنْشُورٍ: أي: مَبْسوطٍ، ونَشَرَ الثَّوبَ، والصَّحِيفةَ، والسَّحَابَ، والنِّعْمَةَ، والحَدِيثَ: بَسَطَهَا، وأصْلُ (نشر): يدُلُّ على فتْحِ شَيءٍ وتَشعُّبِه [11] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 423)، ((تفسير ابن جرير)) (21/561)، ((المفردات)) للراغب (ص: 361)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 302). .
الْمَسْجُورِ: أي: المَملوءِ؛ يُقالُ: سَجَرَ الإناءَ: إذا مَلأَءَه. وقيل: المُوقَدُ المُحمَى، بمَنزلةِ التَّنُّورِ المسجورِ، وأصلُ (سجر): يدُلُّ على المَلْءِ والإيقادِ [12] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 423)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/134)، ((البسيط)) للواحدي (20/480)، ((تفسير البغوي)) (7/386). .

المعنى الإجمالي:

يُقسِمُ اللهُ تعالى في هذه الآياتِ الكَريمةِ بجَبَلِ طُورِ سَيناءَ الَّذي كلَّم اللهُ عليه موسى عليه السَّلامُ، وبالكِتابِ المُسطَّرِ المَكتوبِ الكائِنِ في وَرَقٍ مَبسوطٍ غيرِ مَطْويٍّ، وبالبَيتِ المَعمورِ بالملائِكةِ في السَّماءِ، وبالسَّماءِ الَّتي رفَع اللهُ بُنيانَها وجعَلَها سَقفًا للأرضِ، وبالبَحرِ المسجورِ؛ على أنَّ عذابَه تعالى واقِعٌ ونازِلٌ بمَن يَستحِقُّه، ما لَه مِن دافعٍ يَدفَعُه عن أهلِه.

تفسير الآيات:

وَالطُّورِ (1).
أي: أُقسِمُ بجَبَلِ طُورِ سَيناءَ الَّذي كلَّم اللهُ عليه موسى عليه السَّلامُ [13] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/560)، ((تفسير القرطبي)) (17/58)، ((تفسير السعدي)) (ص: 813)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (7/451)، ((تفسير ابن عثيمين: سورة الحجرات- الحديد)) (ص: 173). قال الواحدي: (قال عامَّةُ المفَسِّرينَ: أقسَمَ اللهُ بالجَبَلِ الَّذي كلَّم اللهُ عليه موسى بنَ عِمْرانَ عليه السَّلامُ). ((البسيط)) (20/475). وقال ابنُ القَيِّم: (الطُّورُ: هو الجَبَلُ الَّذي كَلَّم اللهُ عليه نَبيَّه وكليمَه موسى بنَ عِمرانَ، عندَ جُمهورِ المفَسِّرينَ مِنَ السَّلَفِ والخَلَفِ). ((التبيان في أقسام القرآن)) (ص: 264). وقال ابنُ كثير: (الطُّورُ هو: الجَبَلُ الَّذي يكون فيه أشجارٌ، مِثلُ الَّذي كَلَّم اللهُ عليه موسى، وأرسَل منه عيسى، وما لم يكُنْ فيه شَجَرٌ لا يُسَمَّى طُورًا، إنَّما يُقالُ له: جَبَلٌ). ((تفسير ابن كثير)) (7/427). ويُنظر: ((تفسير ابن عطية)) (5/185). .
كما قال الله تعالى عن موسى عليه السَّلامُ: وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ [مريم: 52] .
وقال سُبحانَه: وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا [القصص: 46] .
وقال عزَّ وجلَّ: وَطُورِ سِينِينَ [التين: 2] .
وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2).
أي: وأُقسِمُ بكِتابٍ مُسطَّرٍ مَكتوبٍ [14] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/560)، ((تفسير القرطبي)) (17/59)، ((تفسير ابن كثير)) (7/427). قال ابنُ عطية: (الكِتابُ المسطورُ: معناه بإجماعٍ: المكتوبُ أَسطارًا). ((تفسير ابن عطية)) (5/185). وقال البِقاعي: (مَسْطُورٍ أي: مُتَّفِقِ الكتابةِ بسُطورٍ مَصفوفةٍ مِن حُروفٍ مُرَتَّبةٍ جامعةٍ لِكَلِماتٍ مُتَّفِقةٍ). ((نظم الدرر)) (19/3). وذكر ابنُ الجوزي في المرادِ بالكتابِ المسطورِ أربعةَ أقوالٍ: (أحَدُها: أنَّه اللَّوحُ المحفوظُ. قاله أبو صالحٍ عن ابنِ عبَّاسٍ. والثَّاني: كُتُبُ أعمالِ بني آدمَ. قاله مُقاتِلٌ والزَّجَّاجُ. والثَّالثُ: التَّوراةُ. والرَّابعُ: القُرآنُ. حكاهما الماوَرْديُّ). ((تفسير ابن الجوزي)) (4/175). ويُنظر: ((تفسير الماوردي)) (5/377). وممَّن ذهب إلى أنَّ المرادَ ما أُثبِتَ على بني آدَمَ مِن أعمالِهم: مقاتلُ بنُ سُلَيمانَ، والزَّجَّاجُ، والواحديُّ، ونَسَبه إلى أكثرِ المفَسِّرينَ. يُنظر: ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (4/143)، ((معاني القرآن)) للزجاج (5/61)، ((البسيط)) للواحدي (20/475، 476). وممَّن رجَّح أنَّ المرادَ: القرآنُ الكريمُ: ابنُ القَيِّم، واختاره الشَّوكاني، واستظهَره الشنقيطي. يُنظر: ((التبيان في أقسام القرآن)) لابن القيم (ص: 265)، ((تفسير الشوكاني)) (5/113)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (7/451). ويُنظر: ((تفسير ابن عثيمين: سورة الحجرات- الحديد)) (ص: 174). قال ابنُ القَيِّم: (اختُلِفَ في هذا الكتابِ [أي: الكِتابِ المسطورِ]؛ فقيل: هو اللَّوحُ المحفوظُ، وهذا غَلَطٌ؛ فإنَّه ليس برَقٍّ. وقيل: هو الكِتابُ الَّذي تضَمَّن أعمالَ بني آدمَ، وقال مقاتِلٌ: تُخرَجُ إليهم أعمالُهم يومَ القيامةِ في رَقٍّ مَنشورٍ، وهذا وإنْ كان أقوى وأصَحَّ مِنَ القَولِ الأوَّلِ واختاره جماعةٌ مِنَ المفَسِّرين، ومنهم مَن لم يَذكُرْ غَيرَه؛ فالظَّاهِرُ أنَّ المرادَ به الكتابُ المُنَزَّلُ مِن عندِ اللهِ، وأقسَمَ اللهُ به لعَظَمتِه وجلالتِه، وما تضَمَّنه مِن آياتِ رُبوبيَّتِه وأدِلَّةِ توحيدِه، وهدايةِ خَلْقِه. ثمَّ قيل: هو التَّوراةُ الَّتي أنزل اللهُ على موسى، وكأنَّ صاحِبَ هذا القَولِ رأى اقترانَ الكِتابِ بالطُّورِ، فقال: هو التَّوراةُ. ولكِنَّ التَّوراةَ إنَّما أُنزِلَت في ألواحٍ لا في رَقٍّ إلَّا أن يقالَ: هي في رَقٍّ في السَّماءِ، وأنزِلَت في ألواحٍ. وقيل: هو القرآنُ، ولعَلَّ هذا أرجَحُ الأقوالِ؛ لأنَّه سبحانه وَصَف القرآنَ بأنَّه في صُحُفٍ مُطهَّرةٍ، بأيدي سَفَرةٍ، كرامٍ بَرَرةٍ؛ فالصُّحُفُ هي الرَّقُّ، وكَونُه بأيدي سَفَرةٍ هو كَونُه مَنشورًا، وعلى هذا فيكونُ قد أقسَمَ بسَيِّدِ الجبالِ وسَيِّد الكُتُبِ، ويكونُ ذلك مُتضَمِّنًا للنُّبوَّتينِ المُعظَّمتينِ: نُبُوَّةِ موسى، ونبُوَّةِ محمَّدٍ، وكثيرًا ما يُقرَنُ بيْنَهما وبيْنَ محَلِّهما، كما في سورةِ التِّينِ والزَّيتونِ). ((التبيان في أقسام القرآن)) (ص: 265). ويُنظر: ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (4/143). وممَّن رجَّح أنَّ المرادَ به التَّوراةُ خاصَّةً: النَّيسابوريُّ، والعُلَيمي، وابنُ عاشور. يُنظر: ((تفسير النيسابوري)) (6/193)، ((تفسير العليمي)) (6/415)، ((تفسير ابن عاشور)) (27/37). قال ابنُ عاشور: (كان اليَهودُ يَكتُبونَ التَّوراةَ في رُقوقٍ مُلصَقٍ بَعضُها ببعضٍ، أو مخيطٍ بَعضُها ببَعضٍ، فتَصيرُ قِطعةً واحِدةً، ويَطوونَها طَيًّا أُسطوانيًّا؛ لِتُحفَظَ، فإذا أرادوا قراءتَها نَشَروا مَطويَّها، وليس المرادُ بـ «كتابٍ مَسطورٍ» القُرآنَ؛ لأنَّ القُرآنَ لم يكُنْ يَومَئذٍ مكتوبًا سُطورًا، ولا هو مكتوبًا في رَقٍّ). ((تفسير ابن عاشور)) (27/38). وممَّن اختار أنَّ المرادَ به: اللَّوحُ المحفوظُ: السمرقنديُّ. يُنظر: ((تفسير السمرقندي)) (3/350). وممَّن قال بهذا القولِ مِن السَّلفِ: ابنُ عبَّاسٍ. يُنظر: ((تفسير ابن الجوزي)) (4/175). وذهب السعديُّ إلى احتمالِ أنْ يكونَ المرادُ به اللَّوحَ المحفوظَ، وإلى احتِمالِ أن يكونَ المرادُ به القُرآنَ الكريمَ. يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 813). وقال أبو حيَّان بعدَ أن ذكر الخلافَ والأقوالَ: (ولا يَنْبَغي أنْ يُحْمَلَ شيءٌ منها على التَّعيينِ، إنَّما تُورَدُ على الاحتِمالِ). ((تفسير أبي حيان)) (9/566). .
فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3).
أي: والكِتابِ المَسطورِ في وَرَقٍ مَبسوطٍ غيرِ مَطْويٍّ [15] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/561)، ((تفسير القرطبي)) (17/59)، ((تفسير السعدي)) (ص: 813)، ((تفسير ابن عاشور)) (27/37، 38)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (7/451). ممَّن اختار أنَّ المرادَ بالرَّقِّ: الورَقُ: أبو عُبَيدةَ، وابنُ جرير، والسعديُّ. يُنظر: ((مجاز القرآن)) لأبي عبيدة (2/230)، ((تفسير ابن جرير)) (21/561)، ((تفسير السعدي)) (ص: 813). قال ابن عطيَّة: (الرَّقُّ: الورَقُ المُعدَّةُ للكتبِ، وهي مُرقَّقةٌ؛ فلذلك سُمِّيتْ رَقًّا، وقد غلَب الاستِعمالُ على هذا الَّذي هو مِن جُلودِ الحيَوانِ). ((تفسير ابن عطية)) (5/186). وممَّن اختار أنَّ المرادَ: أديمُ (جِلدُ) الصُّحفِ الَّذي يُكتَبُ فيه الشَّيءُ: مقاتلُ بنُ سُلَيمانَ، والثعلبيُّ، والسمعاني، والبغوي، والرَّسْعَني، وابنُ عاشور. يُنظر: ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (4/143)، ((تفسير الثعلبي)) (9/123)، ((تفسير السمعاني)) (5/267)، ((تفسير البغوي)) (4/289(، ((تفسير الرسعني)) (7/436). ((تفسير ابن عاشور)) (27/37). وقال السمرقنديُّ والزمخشريُّ: المرادُ: الصَّحيفةُ. يُنظر: ((تفسير السمرقندي)) (3/350)، ((تفسير الزمخشري)) (4/408). وقال الشنقيطي: (الرَّقُّ بفتحِ الرَّاءِ: كلُّ ما يُكتَبُ فيه مِن صحيفةٍ وغيرِها). ((أضواء البيان)) (7/451). وقال ابن عثيمين: (الكتابُ المسطورُ في الرَّقِّ اختلَف فيه العلماءُ، وهذا الخلافُ يَنبني على كلمةِ رَقٍّ: هل الرَّقُّ كلُّ ما يُكتَبُ فيه مِن جِلدٍ وورَقٍ وعَظمٍ وحجَرٍ وغيرِ ذلك؟ أو هو خاصٌّ بما يُكتَبُ فيه مِن جُلودٍ ونحوِها؟ إن قُلْنا بالأوَّلِ صار المرادُ بالكِتابِ عدَّةَ أشياءَ؛ منها اللَّوحُ المحفوظُ، ومنها الكُتبُ الَّتي بأيدي الملائكةِ، ومنها القرآنُ الكريمُ، ومنها التَّوراةُ، فيَشملُ عدَّةَ كُتبٍ، وإذا قُلْنا: إنَّ الرَّقَّ هو الورَقُ وشِبهُه ممَّا يُكتَبُ فيه عادةً، فاللَّوحُ المحفوظُ لا يدخُلُ في هذا، وإنَّما المرادُ به إمَّا التَّوراةُ، وإمَّا القرآنُ؛ فالَّذين قالوا: إنَّه التَّوراةُ رجَّحوا قولَهم بأنَّه قُرِن بالطُّورِ، والطُّورُ هو الَّذي كلَّم منه موسى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، فكان الكتابُ المسطورُ هو التَّوراةَ الَّتي جاء بها موسى، ومَن قال: إنَّ المرادَ به القرآنُ الكريمُ رجَّح ذلك بأنَّ اللهَ ذكر الطُّورَ الَّذي أُوحيَ منه إلى موسى، وذكَر الكتابَ الَّذي هو القرآنُ أوحيَ إلى محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، فيكونُ الله تبارك وتعالى ذكَرَ أشرَفَ الرِّسالاتِ في بني إسرائيلَ إيماءً بذِكرِ الطُّورِ، وذكَرَ أشرفَ الرِّسالاتِ الَّتي بُعِث بها من بني إسماعيلَ محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم). ((تفسير ابن عثيمين: سورة الحجرات- الحديد)) (ص: 173). وممَّن قال بأنَّ معنى مَنْشُورٍ: مبسوطٌ غيرُ مَطْويٍّ: الواحديُّ، وابنُ عطية، والقرطبي، وابن عاشور، والشنقيطي. يُنظر: ((الوسيط)) للواحدي (4/183)، ((تفسير ابن عطية)) (5/186)، ((تفسير القرطبي)) (17/59)، ((تفسير ابن عاشور)) (27/38)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (7/451). قال البِقاعي: (أي: مُهيَّأٌ للقِراءةِ والاتِّعاظِ بما فيه). ((نظم الدرر)) (19/3). وقال الرازي: (ما الفائِدةُ في قَولِه تعالى: فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ وعَظَمةُ الكتابِ بلَفظِه ومعناه، لا بخَطِّه ووَرقِه؟ نقولُ: هو إشارةٌ إلى الوُضوحِ؛ وذلك لأنَّ الكِتابَ المَطْويَّ لا يُعلَمُ ما فيه، فقال: هو في رَقٍّ مَنشورٍ، وليس كالكُتُبِ المَطويَّةِ، وعلى هذا المرادُ اللَّوحُ المحفوظُ، فمعناه: هو منشورٌ لكم لا يَمنعُكُم أحدٌ مِن مُطالَعتِه، وإنْ قُلْنا بأنَّ المرادَ كتابُ أعمالِ كلِّ أحدٍ، فالتَّنكيرُ لعدَمِ المعرفةِ بعَينِه، وفِي رَقٍّ مَنْشُورٍ لبيانِ وصْفِه، كما قال تعالى: كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا [الإسراء: 13]). ((تفسير الرازي)) (28/199). وقال ابن عثيمين: (وهذا يَصدُقُ تمامًا على القُرآنِ الكريمِ؛ فإنَّه -ولله الحَمدُ- بيْنَ يَدَي كُلِّ قارئٍ، حتَّى الصِّغارُ مِن المُسلِمينَ يَقرؤونَه). ((تفسير ابن عثيمين: سورة الحجرات- الحديد)) (ص: 174). .
وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4).
أي: وأُقسِمُ بالبيتِ المعمورِ بالملائِكةِ في السَّماءِ [16] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/562)، ((تفسير القرطبي)) (17/59، 60)، ((تفسير السعدي)) (ص: 813)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (7/451). قال السَّمْعاني: (القَولُ المعروفُ: أنَّه بيتٌ في السَّماءِ. قاله ابنُ عبَّاسٍ، وعامَّةُ المفَسِّرينَ، وهو مرويٌّ عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ الله عنه أيضًا. واختلفوا في موضِعِه، فروى أنسٌ عن مالِكِ بنِ صَعصَعةَ، عن النَّبيِّ -في قِصَّةِ المعراجِ- أنَّه قال: «رُفِعَ ليَ البَيتُ المعمورُ في السَّماءِ السَّابعةِ»). ((تفسير السمعاني)) (5/267). ويُنظر: ((البسيط)) للواحدي (20/477). وقيل: البَيتُ المعمورُ: هو الكَعبةُ. ورجَّحه القاسمي، وابنُ عاشور. يُنظر: ((تفسير القاسمي)) (9/49)، ((تفسير ابن عاشور)) (27/38، 39). وممَّن قال بهذا القولِ مِن السَّلفِ: الحسَنُ في روايةٍ عنه. يُنظر: ((تفسير الثعلبي)) (9/124)، ((البسيط)) للواحدي (20/477). قال القاسمي: (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، أي: الَّذي يَعمُرُ بكثرةِ غاشيتِه، وهو الكعبةُ المعمورةُ بالحُجَّاجِ والعُمَّارِ، والطَّائِفينَ والعاكِفين والمجاوِرينَ). ((تفسير القاسمي)) (9/49). ويُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/562). وقال ابنُ عاشور: (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ: عن الحَسَنِ: أنَّه الكعبةُ، وهذا الأنسَبُ بعَطفِه على الطُّورِ، ووَصفُه بالمعمورِ لأنَّه لا يخلو مِن طائفٍ به، وعُمرانُ الكعبةِ هو عُمرانُها بالطَّائفينَ... وثمَّةَ أخبارٌ كثيرةٌ مُتفاوِتةٌ في أنَّ في السَّماءِ مَوضِعًا يُقالُ له: البيتُ المعمورُ، لكِنَّ الرِّواياتِ في كَونِه المرادَ مِن هذه الآيةِ ليست صريحةً). ((تفسير ابن عاشور)) (27/38، 39). وقال ابنُ القَيِّم: (المشهورُ أنَّه الضُّراحُ الَّذي في السَّماءِ الَّذي رُفِعَ للنَّبيِّ لَيلةَ الإسراءِ، يَدخُلُه كُلَّ يومٍ سَبعونَ ألْفَ مَلَكٍ، ثمَّ لا يَعودون إليه آخِرَ ما عليهم، وهو بحِيالِ البيتِ المعمورِ في الأرضِ. وقيل: هو البيتُ الحرامُ، ولا ريبَ أنَّ كُلًّا منهما معمورٌ؛ فهذا معمورٌ بالملائكةِ وعبادتِهم، وهذا معمورٌ بالطَّائفينَ والقائِمينَ والرُّكَّعِ والسُّجودِ، وعلى كِلا القولَينِ فكُلٌّ منهما سَيِّدُ البُيوتِ). ((التبيان في أقسام القرآن)) (ص: 266). وممَّن ذهب إلى حملِ الآيةِ على كِلا القولينِ: ابنُ عثيمين. يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين: سورة الحجرات- الحديد)) (ص: 174، 175). .
عن مالكِ بنِ صَعْصَعةَ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال في حديثِ الإسراءِ: ((... ثمَّ رُفِعَ ليَ البَيتُ المعمورُ، فقُلتُ: يا جِبريلُ، ما هذا؟ قال: هذا البَيتُ المعمورُ يَدخُلُه كُلَّ يَومٍ سَبعونَ ألْفَ مَلَكٍ، إذا خَرَجوا منه لم يَعودوا فيه آخِرَ ما عليه م!)) [17] أخرجه البخاريُّ (3207)، ومسلمٌ (164) واللَّفظُ له. .
وعن أنسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال في حديثِ الإسراءِ: ((... ففُتِحَ لنا فإذا أنا بإبراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُسنِدًا ظَهْرَه إلى البَيتِ المَعمورِ، وإذا هو يَدخُلُه كُلَّ يومٍ سَبعونَ ألْفَ مَلَكٍ لا يعودونَ إليه !)) [18] أخرجه مسلم (162). .
وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5).
أي: وأُقسِمُ بالسَّماءِ الَّتي رفَع اللهُ بُنْيانَها، وجعَلَها سَقفًا للأرضِ مِن جميعِ جَوانِبِها [19] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/566)، ((تفسير القرطبي)) (17/61)، ((التبيان في أقسام القرآن)) لابن القيم (ص: 266)، ((تفسير السعدي)) (ص: 813)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (7/451)، ((تفسير ابن عثيمين: سورة الحجرات- الحديد)) (ص: 175). وممَّن قال بأنَّ المرادَ بـ «السَّقفِ المرفوعِ»: السَّماءُ: ابنُ جرير، والقرطبيُّ، وابن القيم، والسعدي، والشنقيطي، وابن عثيمين. يُنظر: المصادر السابقة. ونسَب ابنُ الجوزي هذا القولَ إلى الجمهورِ. يُنظر: ((تفسير ابن الجوزي)) (4/176). ويُنظر أيضًا: ((البسيط)) للواحدي (20/478). وممَّن قال بهذا القولِ مِن السَّلفِ: عليُّ بنُ أبي طالبٍ، ومجاهِدٌ، وقَتادةُ، وابنُ زَيدٍ. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/566)، ((البسيط)) للواحدي (20/478)، ((تفسير ابن الجوزي)) (4/176). وقال ابنُ كثير: (قال الرَّبيعُ بنُ أنسٍ: هو العَرشُ، يعني: أنَّه سَقفٌ لجميعِ المخلوقاتِ، وله اتِّجاهٌ، وهو يُرادُ مع غيرِه كما قاله الجُمهورُ). ((تفسير ابن كثير)) (7/429). وممَّن قال بهذا القولِ مِن السَّلفِ أيضًا: ابنُ عبَّاسٍ، وزاد أنَّه سقفُ الجنَّةِ. يُنظر: ((البسيط)) للواحدي (20/478). .
كما قال تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا [الرعد: 2] .
وقال سُبحانَه: وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا [الأنبياء: 32] .
وقال عزَّ وجلَّ: وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا [الرحمن: 7].
وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6).
أي: وأُقسِمُ بالبَحرِ المسجورِ [20] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/567-569)، ((التبيان في أقسام القرآن)) لابن القيم (ص: 266-270)، ((تفسير ابن كثير)) (7/429، 430)، ((تفسير السعدي)) (ص: 813)، ((تفسير ابن عثيمين: سورة الحجرات- الحديد)) (ص: 176، 177). اختلف المفسِّرون في موضِعِ هذا البَحرِ؛ فقيل: هو بحرٌ تحت عَرشِ الرَّحمنِ. وممَّن ذهب إلى هذا المعنى: مقاتلُ بنُ سُلَيمانَ، والسمرقنديُّ. يُنظر: ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (4/143)، ((تفسير السمرقندي)) (3/351). وممَّن قال بهذا القولِ مِن السَّلفِ: عليُّ بنُ أبي طالبٍ، وعبدُ الله بنُ عَمرٍو، وأبو صالحٍ، والرَّبيعُ بنُ أنسٍ. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/570)، ((تفسير ابن كثير)) (7/429). وقيل: هو بحرُ الدُّنيا، الموجودُ في الأرضِ. وممَّن ذهب إلى هذا المعنى: ابنُ جرير، واستظهَره الماوَرْديُّ، وذهب إليه ابنُ جُزَي، والألوسي، وابنُ عثيمين، ونسَبَه ابنُ عطيَّةَ وابنُ كثيرٍ إلى الجُمهورِ. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/570)، ((تفسير الماوردي)) (5/378)، ((تفسير ابن جزي)) (2/311)، ((تفسير الألوسي)) (14/29)، ((تفسير ابن عثيمين: سورة الحجرات- الحديد)) (ص: 176)، ((تفسير ابن عطية)) (5/186)، ((تفسير ابن كثير)) (7/429). وذهب ابنُ عاشور إلى أنَّه بحرٌ مخصوصٌ، وهو البحرُ الأحمرُ. قال: (ومُناسَبةُ القَسَمِ به أنَّه به أُهلِكَ فِرعَونُ وقَومُه حينَ دخَلَه موسى وبنو إسرائيلَ، فلَحِقَ بهم فِرعَونُ). ((تفسير ابن عاشور)) (27/39). واختَلفوا في معنى الْمَسْجُورِ؛ فقيل: المرادُ به: المملوءُ ماءً. وممَّن ذهب إلى هذا المعنى: مقاتلُ بنُ سُلَيمانَ، وابنُ جرير. يُنظر: ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (4/143)، ((تفسير ابن جرير)) (21/569). قال ابنُ جريرٍ: (وأَولى الأقوالِ في ذلك عندي بالصَّوابِ قَولُ مَن قال: معناه: والبَحرِ المملوءِ المجموعِ ماؤُه بَعضُه في بعضٍ). ((تفسير ابن جرير)) (21/569). وقيل: المسجورُ بمعنى: المُوقَدِ، مِن السَّجرِ: وهو إيقادُ النَّارِ في التَّنُّورِ. واختاره: الخازنُ، والشوكانيُّ، والألوسي. يُنظر: ((تفسير الخازن)) (4/198)، ((تفسير الشوكاني)) (5/114)، ((تفسير الألوسي)) (14/29). ويُنظر أيضًا: ((تفسير الثعلبي)) (9/124، 125)، ((تفسير الماوردي)) (5/379)، ((تفسير ابن عطية)) (5/186). وممَّن قال بهذا القولِ مِن السَّلفِ: مجاهِدٌ، وعبدُ الله بنُ عُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ، والضَّحَّاكُ، وشِمْرُ ابنُ عطيَّةَ، ومحمَّدُ بنُ كعبٍ. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/568)، ((تفسير ابن كثير)) (7/429)، ((تفسير الثعلبي)) (9/124). وذكر ابنُ الجوزي الأقوالَ في معنى المسجورِ، ومنها: أنَّه اليابِسُ الذي قد ذهَب ماؤُه ونَضَب، قاله أبو العاليةِ. وأنَّه قد رُوي عن الحَسَنِ أنَّه قال: تُسجَرُ -يعني البِحارَ- حتى يذهَبَ ماؤُها، فلا يبقَى فيها قَطرةٌ. ثمَّ قال: (وقَولُ هذين يرجِعُ إلى معنى قولِ مجاهدٍ [أي: أنَّه المُوقَدُ]). ((تفسير ابن الجوزي)) (4/176). وقيل: هو بمعنى المحبوسِ، فلولا أنَّ البَحرَ يُمسَكُ لَفاضَ على الأرضِ. يُنظر: ((تفسير الثعلبي)) (9/125)، ((تفسير الماوردي)) (5/379)، ((تفسير ابن عطية)) (5/186). وممَّن قال بهذا القولِ مِن السَّلفِ: ابنُ عبَّاسٍ في روايةٍ عنه. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/ 569). وظاهِرُ اختيارِ البِقاعي والسعدي الجَمعُ بيْنَ معنى الامتلاءِ بالماءِ، وحَبْسِه عن الفَيَضانِ. يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (19/6)، ((تفسير السعدي)) (ص: 813، 814). وقال ابن عثيمين: («مسجور» أي: ممنوعٌ مِن أن يَفيضَ على الأرضِ فيُغرِقَ أهْلَها. وقيل: المرادُ بالمسجورِ الَّذي سيُسجَرُ، أي: يُوقَدُ، كما قال الله تعالى: وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ [التكوير: 6]. أي: أُوقِدَتْ. وهذا يكونُ يومَ القيامةِ، ... والمرادُ به المَعنيانِ جميعًا؛ لأنَّه لا مُنافاةَ بيْنَ هذا وهذا، فكِلاهما مِن آياتِ الله عزَّ وجلَّ، أي: سواءٌ قُلْنا: المسجورُ الممنوعُ مِن أن يَفيضَ على الأرضِ، أو المسجورُ الَّذي سيُسجَرُ -أي: يُوقَدُ-، فكلُّ ذلك مِن آياتِ الله). ((تفسير ابن عثيمين: سورة الحجرات- الحديد)) (ص: 176). وقال أيضًا: (هل معنى: «البحرِ المسجورِ» الَّذي سيُسجَّرُ ويكونُ نارًا يومَ القيامةِ، أو المسجور: المملوء، أو المسجور: الممنوع عن الفيَضانِ على الأرضِ... الآية صالحةٌ للجميعِ، أي: تُحمَلُ على الجميعِ، ولا مانِعَ). ((تفسير ابن عثيمين- سورة المائدة)) (1/387). وقيل: المسجورُ: المُختَلِطُ عَذبُه بمِلْحِه. يُنظر: ((تفسير ابن الجوزي)) (4/176). وممَّن قال بهذا القولِ مِن السَّلفِ: الرَّبيعُ بنُ أنسٍ. يُنظر: ((تفسير الثعلبي)) (9/125)، ((تفسير البغوي)) (4/290). .
إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7).
أي: أُقسِمُ بتلك الأشياءِ على أنَّ عذابَ ربِّك -يا محمَّدُ- لَواقِعٌ ونازِلٌ حَتمًا بمَن يَستحِقُّه [21] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/571)، ((تفسير القرطبي)) (17/62)، ((تفسير ابن كثير)) (7/430)، ((تفسير الشوكاني)) (5/114)، ((تفسير السعدي)) (ص: 814)، ((تفسير ابن عاشور)) (27/40)، ((تفسير ابن عثيمين: سورة الحجرات- الحديد)) (ص: 177، 178). .
كما قال تعالى: إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ [الذاريات: 5، 6].
وقال سُبحانَه: إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ [المرسلات: 7].
مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8).
أي: ما لِذلك العَذابِ مِن دافعٍ يَدفَعُه عن أهلِه، فيُنقِذُهم منه [22] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/571)، ((التبيان في أقسام القرآن)) لابن القيم (ص: 270)، ((تفسير ابن كثير)) (7/430)، ((تفسير السعدي)) (ص: 814)، ((تفسير ابن عاشور)) (27/40، 41)، ((تفسير ابن عثيمين: سورة الحجرات- الحديد)) (ص: 178). قال ابنُ القيِّم: (لَمَّا كان الَّذي يقعُ قد يمكِنُ دَفْعُه، أخبَرَ سُبحانَه أنَّه لا دافِعَ له، وهذا يتناوَلُ أمْرَينِ؛ أحَدُهما: أنَّه لا دافِعَ لوُقوعِه، والثَّاني: أنَّه لا دافِعَ له إذا وَقَع). ((التبيان في أقسام القرآن)) (ص: 270). !
كما قال الله تبارك وتعالى: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ [المعارج: 1، 2].

الفوائد العلمية واللطائف:

1- قال اللهُ تعالى: وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ في وَصفِ الكتابِ بأنَّه مَسطورٌ تحقيقٌ لكَونِه مَكتوبًا مَفروغًا منه [23] يُنظر: ((التبيان في أقسام القرآن)) لابن القيم (ص: 265). ، وذلك على القولِ بأنَّ المرادَ به القرآنُ.
2- في قَولِه تعالى: فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ في وَصفِ الكتابِ بأنَّه مَنشورٌ إيذانٌ بالاعتِناءِ به، وأنَّه بأيدي الملائكةِ مَنشورٌ غيرُ مَهجورٍ [24] يُنظر: ((التبيان في أقسام القرآن)) لابن القيم (ص: 265). ، وذلك على القولِ بأنَّ المرادَ به القرآنُ.
3- قال اللهُ تعالى: إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ لَمَّا كان سُبحانَه عَظيمَ الإكرامِ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أضاف العَذابَ إلى صِفةِ الإحسانِ والتَّربيةِ الخاصَّةِ به [25] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (19/6). .

بلاغة الآيات:

1- قولُه تعالَى: وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ القسَمُ بهذِه الأمورِ؛ للتَّأكيدِ وتَحقيقِ الوَعيدِ، وتَخصيصُ هذهِ الأُمورِ بالإقسامِ بها؛ لأنَّها أُمورٌ عِظامٌ تُنبِئُ عنْ عِظَمِ قُدْرةِ اللهِ تعالَى، وكَمالِ عِلْمهِ وحِكمتِه الدَّالَّةِ عَلى إحاطتِه تعالَى بتَفاصيلِ أعمالِ العِبادِ وضبْطِها، الشَّاهدةِ بصِدْقِ أخْبارِه الَّتي مِن جُمْلتِها الجُملةُ المُقسَمُ عَليها [26] يُنظر: ((تفسير البيضاوي)) (5/152)، ((تفسير أبي السعود)) (8/146، 147). . وقيل: مُناسَبةُ الأُمورِ المُقسَمِ بها للمُقسَمِ عليه: أنَّ هذه الأشياءَ المُقسَمَ بها مِن شُؤونِ بَعثةِ مُوسى عليه السَّلامُ إلى فِرعونَ -بِناءً على أنَّ الكِتابَ هو التَّوراةُ، والبحرَ هو الأحمرُ-، وكان هَلاكُ فِرعونَ ومَن معَه مِن جَرَّاءِ تَكذيبِهم مُوسى عليه السَّلامُ [27] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (27/36). .
- والطُّورُ: الجبَلُ باللُّغةِ السُّريانيَّةِ، وغُلِّبَ عَلَمًا على طُورِ سَيناءَ الَّذي ناجَى فيه مُوسى عليه السَّلامُ، وأُنزِلَ عليه فيه الألواحُ المُشتمِلةُ على أُصولِ شَريعةِ التَّوراةِ؛ فالقسَمُ به باعتِبارِ شَرَفِه بنُزولِ كَلامِ اللهِ فيه، ونُزولِ الألواحِ على مُوسى، وفي ذِكرِ الطُّورِ إشارةٌ إلى تلك الألواحِ؛ لأنَّها اشتُهِرَتْ بذلك الجَبَلِ، والقسَمُ بالطُّورِ تَوطئةٌ للقسَمِ بالتَّوراةِ الَّتي أُنزِلَ أوَّلُها على مُوسى في جبَلِ الطُّورِ [28] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (27/37). ، وذلك على قولٍ في التَّفسيرِ.
- وتَنكيرُ (كِتابٍ) و(رَقٍّ)؛ للتَّعظيمِ والتَّفخيمِ، والإشْعارِ بأنَّهما لَيسَا مِن المُتعارَفِ فيما بيْنَ النَّاسِ [29] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (4/408)، ((تفسير البيضاوي)) (5/152)، ((حاشية الطيبي على الكشاف)) (15/42)، ((تفسير أبي السعود)) (8/146)، ((تفسير ابن عاشور)) (27/ 37)، ((إعراب القرآن)) لدرويش (9/330). .
- وإجراءُ الوصْفينِ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ على الكِتابِ؛ لتَمْييزِه بأنَّه كِتابٌ مُشرَّفٌ، مُرادٌ بَقاؤُه، مأْمورٌ بقِراءتِه؛ إذ المَسطورُ هو المكتوبُ، أي: أقسَمَ بحالِ نَشْرِه لقِراءتِه، وهي أشرَفُ أحوالِه؛ لأنَّها حالةُ حُصولِ الاهتِداءِ به للقارِئِ والسَّامعِ [30] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (27/37، 38). .
- ومُناسَبةُ القَسَمِ بالتَّوراةِ -وذلِك على القَولِ بأنَّها المقصودةُ بلفظِ (كِتابٍ)- أنَّها الكِتابُ الموجودُ الَّذي فيه ذِكْرُ الجَزاءِ وإبطالِ الشِّرْكِ، وللإشارةِ إلى أنَّ القرآنَ الَّذي أنْكَروا أنَّه مِن عِندِ اللهِ ليس بِدْعًا؛ فقد نَزَلَت قبْلَه التَّوراةُ؛ وذلك لأنَّ المُقسَمَ عليه وُقوعُ العَذابِ بهم، وإنَّما هو جَزاءٌ على تَكذيبِهم القُرآنَ ومَن جاء به؛ بدَليلِ قَولِه بعْدَ ذِكْرِ العذابِ: فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ [31] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (27/38). [الطور: 11، 12].
- والبيتُ المَعمورُ هنا هو الكَعْبةُ -وذلك على قَولٍ في التَّفسيرِ-، ووَصْفُه بالمَعمورِ؛ لأنَّه لا يَخلو مِن طائفٍ به، وعُمرانُ الكَعبةِ هو عُمرانُها بالطَّائفينَ [32] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (4/408)، ((تفسير ابن عاشور)) (27/38، 39). .
- ومُناسَبةُ القسَمِ بالبَيتِ المَعمورِ الَّذي هو الكعبةُ: سَبْقُ القَسَمِ بكِتابِ التَّوراةِ، فعُقِّبَ ذلك بالقسَمِ بمَواطنِ نُزولِ القُرآنِ؛ فإنَّ ما نزَلَ به مِن القُرآنِ أُنزِلَ بمكَّةَ وما حَوْلَها، مِثلُ جَبلِ حِراءَ، وكان نُزولُه شَريعةً ناسِخةً لشَريعةِ التَّوراةِ، على أنَّ الوحْيَ كان يَنزِلُ حوْلَ الكَعبةِ؛ فيكونُ تَوسيطُ القسَمِ بالكعْبةِ في أثناءِ ما أُقسِمَ به مِن شُؤونِ شَريعةِ مُوسى عليه السَّلامُ إدماجًا [33] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (27/39). الإدماجُ: أنْ يُدمِجَ المتكلِّمُ غرَضًا في غرَضٍ، أو بديعًا في بديعٍ، بحَيثُ لا يَظهرُ في الكلامِ إلَّا أحدُ الغرَضينِ أو أحدُ البَديعينِ، بمعنى: أن يَجعلَ المتكلِّمُ الكلامَ الَّذي سِيق لِمَعنًى -مِن مَدحٍ أو غيرِه- مُتضَمِّنًا معنًى آخَرَ، كقولِه تعالى: لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ [القصص: 70]؛ فهذا مِن إدماجِ غرَضٍ في غَرَضٍ؛ فإنَّ الغرَضَ منها تَفرُّدُه تعالى بوصْفِ الحَمدِ، وأُدمِجَ فيه الإشارةُ إلى البعثِ والجزاءِ. وقيل: أُدمِجتِ المبالَغةُ في المطابقةِ؛ لأنَّ انفرادَه بالحَمدِ في الآخِرةِ -وهي الوقتُ الَّذي لا يُحمَدُ فيه سِواه- مُبالَغةٌ في الوَصفِ بالانفرادِ بالحَمدِ. يُنظر: ((التبيان في البيان)) للطِّيبي (ص: 225)، ((الإتقان)) للسيوطي (3/298)، ((علوم البلاغة البيان المعاني البديع)) للمراغي (ص: 344)، ((تفسير ابن عاشور)) (1/339)، ((البلاغة العربية)) لعبد الرحمن حَبَنَّكَة الميداني (2/427). . وذلك على قَولٍ في التَّفسيرِ.
- قولُه: وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ السَّقْفُ المرفوعُ هو السَّماءُ، ومُناسَبةُ القسَمِ بها أنَّها مَصدرُ الوحْيِ كلِّه؛ التَّوراةِ والقُرآنِ، وتَسميةُ السَّماءِ على طَريقةِ التَّشبيهِ البَليغِ [34] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (27/39). والتَّشبيهُ: هو إلحاقُ شيءٍ بذِي وصْفٍ في وصْفِه. وقيل: هو إثباتُ حُكمٍ للمُشَبَّهِ مِن أحكامِ المُشبَّهِ به. وينقسمُ التَّشبيهُ عِدَّةَ تَقسيماتٍ باعتِباراتٍ عِدَّة، ومنه: التَّشبيهُ البليغُ: وهو ما كانتْ أداةُ التَّشبيهِ فيه مَحذوفةً. يُنظر: ((مفتاح العلوم)) للسكاكي (ص: 332 وما بعدها)، ((البرهان في علوم القرآن)) للزركشي (3/414، 422)، ((إعراب القرآن وبيانه)) لدرويش (1/66)، ((البلاغة العربية)) لعبد الرحمن حَبَنَّكَة الميداني (2/161). .
- والمَسجورُ: مَشتقٌّ مِن السَّجْرِ، وهو الملْءُ والإمدادُ؛ فهو صِفةٌ كاشفةٌ [35] الصِّفةُ الكاشفةُ: هي الَّتي تُبيِّنُ الواقعَ، ولا تُقيِّدُ المَوصوفَ؛ لأنَّ الصِّفاتِ منها صِفةٌ مقيِّدةٌ تُخرِجُ ما سِواه، ومنها صفةٌ كاشِفةٌ تبيِّنُ حقيقةَ أمرِه، فهي خبرٌ عن المَوصوفِ عندَ التَّحقيقِ، تبيِّنُ ماهيَّةَ الشَّيءِ بأن تكونَ وصفًا لازمًا مختصًّا به. والصِّفةُ إذا كان لها مفهومٌ فهي مقيِّدةٌ، وإن لم يكن لها مفهومٌ فهي كاشِفةٌ، أي: مبيِّنةٌ للحقيقةِ، مثالُ ذلك: قولُه تعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون: 117] ، فقولُه: لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ صفةٌ كاشفةٌ، ولا مفهومَ مخالفةٍ له، فلا يصحُّ لأحدٍ أن يقولَ: أمَّا مَن عبَدَ معه إلهًا آخَرَ له بُرهانٌ به فلا مانعَ مِن ذلك! لاستِحالةِ وُجودِ بُرهانٍ على عبادةِ إلهٍ آخَرَ معه، فقولُه: لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ وصفٌ مطابقٌ للواقعِ؛ لأنَّهم يَدْعون معه غيرَه بلا بُرهانٍ، فذِكْرُ الوصفِ لموافقتِه الواقِعَ، لا لإخراجِ المفهومِ عن حُكمِ المنطوقِ، ومن ذلك قولُه تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ [البقرة: 61] ، وقولُه: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف: 33] . يُنظر: ((الكليات)) للكفوي (ص: 545)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (5/364، 365)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة الشعراء)) (ص: 27)، ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (8/299، 314)، ((دراسات أصولية في القرآن الكريم)) للحفناوي (ص: 22). قُصِدَ منها التَّذكيرُ بحالِ خلْقِ اللهِ إيَّاهُ مَملوءًا ماءً دونَ أنْ تَملَأَه أَوديةٌ أو سُيولٌ -وذلك علَى قولٍ-. أو هي للاحتِرازِ عن إرادةِ الوادي؛ إذ الوادي يَنقُصُ، فلا يَبْقى على مَلْئِه، وذلك دالٌّ على عِظَمِ القُدْرةِ، أو أنَّ وصْفَه بالمَسجورِ؛ للإيماءِ إلى الحالةِ الَّتي كان بها هَلاكُ فِرعَونَ بعْدَ أنْ فرَقَ اللهُ البحرَ لِمُوسى وبني إسرائيلَ، ثمَّ أسجَرَهُ، أي: أفاضَهُ على فِرعونَ ومَلَئِه [36] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (27/39، 40). . وذلك على أنَّ المرادَ به البحرُ الأحمرُ.
2- قولُه تعالَى: إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ تَحقيقُ وُقوعِ عَذابِ اللهِ يومَ القِيامةِ إثباتٌ للبَعثِ بطَريقِ الكِنايةِ القريبةِ، وتَهديدٌ للمُشرِكين بطَريقِ الكِنايةِ التَّعريضيَّةِ [37] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (27/40). وتَنقِسمُ الكِنايةُ باعتبارِ الوسائطِ (اللَّوازم) والسِّياقِ إلى أربعةِ أقسامٍ: تعريضٍ، وتلويحٍ، ورمْزٍ، وإيماءٍ. والتَّعريضُ اصطلاحًا: هو أنْ يُطلَقَ الكلامُ، ويُشارَ به إلى معنًى آخَرَ يُفهَمُ مِن السِّياقِ، نحو قولِك للمؤذِي: ((المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِه ويَدِه)) تَعريضًا بنَفي صِفةِ الإسلامِ عن المؤذِي. يُنظر: ((مفتاح العلوم)) للسكَّاكي (ص: 403، 411)، ((جواهر البلاغة)) للهاشمي (ص: 289). .
- وقوله:إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ جوابُ القَسَمِ [38] يُنظر: ((تفسير القرطبي)) (17/62). .
- وفي إضافةِ العذابِ لقولِه: رَبِّكَ لَطيفةٌ؛ إذ هو المالِكُ والنَّاظِرُ في مَصلَحةِ العبْدِ؛ فبالإضافةِ إلى الرَّبِّ وإضافتِه لِكافِ الخِطابِ أمانٌ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنَّ العذابَ لَواقِعٌ هو بمَن كذَّبَه [39] يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (9/568). ، وأيضًا أضاف الصِّفةَ إلى ضَميرِه؛ إيذانًا بأنَّه سُبحانَه يُرِي النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أُمَّتِه ما يَسُرُّه [40] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (19/6). .
- وقولُه: لَوَاقِعٌ فيه إشارةٌ إلى الشِّدَّةِ، وهو أدَلُّ عليها مِن (لَكائنٌ)، كأنَّه مُهيَّأٌ في مَكانٍ مُرتفِعٍ، فيَقَعُ على مَن حلَّ به [41] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (28/201)، ((تفسير أبي حيان)) (9/568). .
- وحُذِفَ مُتعلَّقُ لَوَاقِعٌ، وتَقديرُه: على المكذِّبين، أو بالمكذِّبين، كما دلَّ عليه قولُه بعْدُ: فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ [الطور: 11]، أي: المكذِّبين بك، بقَرينةِ إضافةِ (ربّ) إلى ضَميرِ المُخاطَبِ المُشعِرِ بأنَّه مُعذِّبُهم؛ لأنَّه ربُّك وهم كذَّبوك، فقد كذَّبوا رِسالةَ الرَّبِّ [42] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (27/40). .
- وقد تَضمَّنَ قولُه: إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ إثباتَ البَعثِ بعْدَ كَونِ الكلامِ وَعيدًا لهم على إنكارِ البعثِ، وإنكارِهم أنْ يَكونوا مُعذَّبينَ [43] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (27/40). .
- وفي قولِه: مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ زِيدَتْ (مِن) في النَّفْيِ؛ لتَحقيقِ عُمومِ النَّفْيِ وشُمولِه، أي: نفْيِ جِنسِ الدَّافعِ [44] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (8/146)، ((تفسير ابن عاشور)) (27/41). .