الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - "لمَّا خلَقَ اللهُ آدَمَ مسَحَ ظَهرَه فخرَجَ من ظَهرِه كلُّ نَسَمةٍ هو خالِقُها من ذرِّيَّتِه إلى يومِ القيامةِ، وجعَلَ بيْنَ عَينَيْ كلِّ إنْسانٍ منهم وَبيصًا من نورٍ، ثمَّ عرَضَهم على آدَمَ، فقالَ: أي ربِّ، مَن هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء ذرِّيَّتُكَ، قالَ: فرَأى رجُلًا منهم أعجَبَه وَبيصُ ما بيْنَ عَينَيْه، قالَ: يا ربِّ، مَن هذا؟ قالَ: هذا رجُلٌ من آخِرِ الأُممِ من ذرِّيَّتِكَ يُقالَ له: داودُ، قالَ: يا ربِّ، كم جعَلْتَ عمُرَه؟ قالَ: ستُّونَ سَنةً، قالَ: أي ربِّ، زِدْه من عُمْري أرْبَعينَ سَنةً، قالَ: فلمَّا انْقَضى عمُرُ آدَمَ جاء ملَكُ المَوتِ، فقالَ: أوَلمْ يَبقَ من عُمُري أرْبَعونَ سَنةً؟ قالَ: أوَلمْ تُعطِها ابنَكَ داودَ؟ قالَ: فجحَدَ، فجحَدَتْ ذرِّيَّتُه، ونَسِيَ فنَسِيَتْ ذرِّيَّتُه، وخَطئَ فخَطِئتْ ذرِّيَّتُه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4183
التصنيف الموضوعي: خلق - خلق آدم أنبياء - داود إيمان - توحيد الأسماء والصفات إيمان - كلام الله
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - أنَّ رَجلًا أَسودَ أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي رَجلٌ أَسودُ مُنتِنُ الرِّيحِ، قَبيحُ الوَجهِ، لا مالَ لي، فإنْ أنا قاتَلْتُ هؤلاء حتَّى أُقتَلَ، فأين أنا؟ قالَ: في الجنَّةِ. فقاتَلَ حتَّى قُتِلَ، فأَتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد بَيَّضَ اللهُ وَجهَكَ، وطَيَّبَ ريحَكَ، وأَكثَرَ مالَكَ، وقالَ لهذا أوْ لغيرِهِ: لقد رأيتُ زوجَتَهُ مِنَ الحورِ العينِ، نازَعَتْه جُبَّةً له مِن صوفٍ، تَدخُلُ بيْنَه وبيْنَ جُبَّتِه.

3 - عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ صَلَّى بأصحابِهِ يومًا أَوجَزَ فيها، فقيلَ له: يا أبا اليَقْظانِ، خفَّفْتَ، قالَ: ما عَلَيَّ في ذلك، لقد دَعوتُ فيها بدَعَواتٍ سَمِعْتُهنَّ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فقامَ رَجلٌ فتَبِعَهُ هو أبو عَطاءٍ، فسَأَلَهُ عنِ الدُّعاءِ، فرَجَعَ، فجاءَ، فأَخْبَرَ: اللَّهُمَّ بعِلمِكَ الغيبَ، وقُدرتِكَ على الخَلْقِ أَحيِني ما عَلِمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتَوفَّني إذا كانت الوفاةُ خيرًا لي، اللَّهُمَّ وأَسألُكَ خَشيتَكَ في الغيبِ والشَّهادةِ، وأَسألُكَ كلمةَ الحُكمِ في الغضبِ والرِّضا، وأَسألُكَ القَصدَ في الغِنى والفقرِ، وأَسألُكَ نَعيمًا لا يَبيدُ، وأَسألُكَ قُرَّةَ عينٍ لا تَنفَدُ ولا تَنقطِعُ، وأَسألُكَ الرِّضا بعدَ القَضاءِ، وأَسألُكَ بَرْدَ العيشِ بعدَ الموتِ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وأَسألُكَ الشَّوقَ إلى لقائكَ في غيرِ ضرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولا فِتنةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلْنا هُداةً مُهتدينَ.

4 - صلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ العصرِ، ثمَّ قام خَطيبًا بعْدَ العصْرِ إلى مَغربانِ الشَّمسِ، حَفِظها مَن حَفِظها، ونَسِيها مَن نَسِيها، وأخبَرَ فيها بما هو كائنٌ إلى يَومِ القيامةِ، فحَمِد اللهَ تعالَى وأثْنى عليه، ثمَّ قال: أمَّا بعْدُ؛ فإنَّ الدُّنيا حُلوةٌ خَضِرةٌ، وإنَّ اللهَ تعالَى مُسْتخلِفُكم فيها، فناظرٌ كيْف تَعمَلون، ألَا فاتَّقوا الدُّنيا، واتَّقوا النِّساءَ، ألَا إنَّ بَني آدَمَ خُلِقوا على طَبَقاتٍ شتَّى ؛ فمنْهم مَن يُولَدُ مُؤمنًا، ويَحْيا مُؤمنًا، ويَموتُ مُؤمنًا، ومنْهم مَن يُولَدُ كافرًا، ويَحْيا كافرًا، ويَموتُ كافرًا، ومنْهم مَن يُولَدُ مُؤمنًا، ويَحْيا مُؤمنًا، ويَموتُ كافرًا، ومنْهم مَن يُولَدُ كافرًا، ويَحْيا كافرًا، ويَموتُ مُؤمنًا، ألَا إنَّ الغضَبَ جَمْرةٌ تُوقَدُ في جَوفِ ابنِ آدَمَ، ألمْ تَرَوا إلى حُمرةِ عَيْنَيه وانتفاخِ أوْداجِه؟ فإذا وَجَد أحدُكم مِن ذلكَ شَيئًا، فلْيَلْزَقْ بالأرضِ. أَلا إنَّ خيْرَ الرِّجالِ مَن كان بَطِيءَ الغضَبِ سَريعَ الفَيءِ ، وشَرَّ الرِّجالِ مَن كان سَريعَ الغضَبِ بَطِيءَ الفَيءِ، فإذا كان الرَّجلُ سَريعَ الغضَبِ سَريعَ الفَيءِ فإنَّها بها، وإذا كان الرَّجلُ بَطيءَ الغضَبِ بَطيءَ الفَيءِ فإنَّها بها. ألَا إنَّ خيْرَ التُّجَّارِ مَن كان حسَنَ القضاءِ حسَنَ الطَّلبِ، وشَرَّ التُّجَّارِ مَن كان سَيِّئَ القضاءِ سَيِّئَ الطَّلبِ، فإذا كان الرَّجلُ حسَنَ القضاءِ سيِّئَ الطَّلبِ فإنَّها بها، وإذا كان الرَّجلُ سيِّئَ القضاءِ حسَنَ الطَّلبِ فإنَّها بها. ألَا لا يَمْنَعَنْ رجُلًا مَهابةُ النَّاسِ أنْ يَقولَ بالحقِّ إذا عَلِمه، ألَا إنَّ لكلِّ غادرٍ لَواءً يَومَ القيامةِ بقَدْرِ غَدْرتِه، ألَا وإنَّ أكبَرَ الغدْرِ غدْرُ إمامٍ عامَّةً، ألَا وإنَّ الغادرَ لِواؤه عِندَ اسْتِه، ألَا وإنَّ أفضَلَ الجهادِ كَلمةُ حقٍّ عِندَ سُلطانٍ جائرٍ . فلمَّا كان عِندَ مَغربانِ الشَّمسِ، قال: إنَّ مَثلَ ما بَقِي مِنَ الدُّنيا فِيما مَضى منها كمَثلِ ما بَقِي مِن يَومِكم هذا فيما مَضى منه.
خلاصة حكم المحدث : تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي، عن أبي نضرة. والشيخان رضي الله عنهما لم يحتجا بعلي بن زيد
الراوي : أبو  سعيد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8767
التصنيف الموضوعي: جهاد - تحريم الغدر في الجهاد رقائق وزهد - الدنيا حلوة خضرة رقائق وزهد - الزهد في الدنيا فتن - فتنة النساء بر وصلة - الوصية بالنساء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

5 - نحوه [«لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ ونَفَخَ فيهِ الرُّوحَ عَطَسَ، فقالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ، فحَمِدَ اللهَ بِإذْنِ اللهِ، فقالَ لهُ ربُّهُ: رَحِمَكَ رَبُّكَ يا آدَمُ، وقالَ لهُ: يا آدَمُ، اذْهَبْ إلى أولئكَ الملائكةِ إلى مَلأٍ مِنهُمْ جُلوسٍ، فقُلِ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَذَهَبَ، فقالوا: وَعَلَيْكَ السَّلامُ ورَحْمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ. ثُمَّ رَجَعَ إلى رَبِّهِ، فقالَ: هذه تَحيَّتُكَ وتَحيَّةُ بَنيكَ وبَنيهِمْ، فقالَ اللهُ لهُ ويداهُ مَقْبوضَتانِ: اخْتَرْ أَيَّهُما شِئْتَ، فقالَ: اخْترْتُ يمينَ ربِّي، وكِلتا يَدَيْ رَبِّي يَمينٌ مُبارَكَةٌ. ثُمَّ بَسَطَها، فإذا فيها آدَمُ وذُرِّيَّتُهُ، فقالَ: أَيْ رَبِّ، ما هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء ذُرِّيَّتُكَ، فإذا كُلُّ إنسانٍ مَكتوبٌ عُمْرُهُ بين عَيْنَيْهِ، وإذا فيهِمْ رَجُلٌ أَضْوَؤهُمْ -أَوْ قالَ: مِنْ أَضْوَئهِمْ- لم يُكْتَبْ له إلَّا أَرْبَعينَ سَنةً، قالَ: يا رَبِّ، زِدْ في عُمُرهِ، قالَ: ذاكَ الَّذي كُتِبَ لهُ، قالَ: فإنِّي قدْ جَعَلْتُ له مِنْ عُمْري سِتِّينَ سَنةً، قالَ: أنتَ وذاكَ». قالَ: «ثُمَّ أُسْكِنَ الجَنَّةَ ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ أُهْبِطَ مِنها آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ، فأَتاهُ مَلَكُ المَوْتِ، فقالَ لهُ آدمُ: قدْ عَجِلْتَ؛ قدْ كُتِبَ لي أَلْفُ سَنَةٍ؟ قالَ: بَلَى! ولكِنَّكَ جَعَلْتَ لابْنِكَ داودَ مِنها سِتِّينَ سَنةً، فجَحَدَ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، ونَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُه، فيَوْمَئذٍ أُمِرَ بِالكِتابِ والشُّهودِ»]
 

1 - إنَّ أعظَمَ الفِريةِ أنْ يَفترِيَ الرَّجلُ على عَيْنَيه؛ يَقولُ: رَأيتُ، ولم يَرَ، أو يَفترِيَ على والِدَيْه، أو يَقولُ: سَمِعَني، ولم يَسْمَعْني.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : واثلة بن الأسقع | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8417
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - ما يجتنب من الكلام آفات اللسان - الكذب وما جاء فيه رؤيا - إثم من يكذب في الرؤيا علم - الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بر وصلة - العقوق

2 - خَرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوةٍ، فأَوْفى بِنا على شَرَفٍ، فأَصابَنا بَرْدٌ شديدٌ، حتَّى إنْ كان أَحدُنا يَحفِرُ الحفيرَ، ثُمَّ يَدخُلُ فيه، ويُغطِّي عليه بحَجَفَتِه، فلمَّا رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك مِنَ النَّاسِ قالَ: ألا رَجلٌ يَحرُسُنا اللَّيلةَ أَدْعو اللهَ له بدُعاءٍ يُصيبُ به فَضلًا؟ فقامَ رَجلٌ مِنَ الأنصارِ، فقالَ: أنا يا رسولَ اللهِ، فدَعا له. قالَ أبو رَيحانةَ: فقلتُ: أنا، فدَعا لي بدُعاءٍ هو دونَ ما دَعا به للأنصاريِّ، ثُمَّ قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: حُرِّمتِ النَّارُ على عينٍ دَمَعَتْ مِن خشيةِ اللهِ، حُرِّمتِ النَّارُ على عينٍ سَهِرَتْ في سبيلِ اللهِ. قالَ: ونَسيتُ الثَّالثةَ. قال أبو شُريحٍ -وهو عبدُ الرَّحمنِ بنُ شُريحٍ-: وسَمِعْتُ بعدُ أنَّه قالَ: حُرِّمتِ النَّارُ على عينٍ غَضَّتْ عنْ مَحارمِ اللهِ، أوْ عينٍ فُقِئتْ في سبيلِ اللهِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أبو ريحانة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2467 التخريج : أخرجه أحمد (17213)، وابن أبي شيبة (19899)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (2325) باختلاف يسير تامًا.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد رقائق وزهد - الخوف من الله آداب عامة - غض البصر جهاد - الحراسة في سبيل الله فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دعاء النبي لبعض الناس
|أصول الحديث

3 - شَهِدْتُ ابنةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو جالسٌ على القَبْرِ، ورَأيتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعانِ، فقالَ: هلْ منكُمْ رَجُلٌ لم يُقارِفِ اللَّيلةَ [أهْلَهُ]؟ فقَالَ أبو طَلْحةَ: أنا يا رسولَ اللهِ، قالَ: فانْزِلْ في قَبْرِها.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7045
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - البكاء على الميت دفن ومقابر - دفن المرأة ومن يدخل قبرها رقائق وزهد - الحزن والبكاء جنائز وموت - الحزن لموت الأفاضل

4 - «على كُلِّ نفسٍ مِنِ ابنِ آدمَ كُتِبَ حظٌّ مِنَ الزِّنا، أدْرَكَ ذلك لا محالةَ؛ فالعينُ زِناها النَّظرُ، والرِّجلُ زِناها المَشيُ، والأُذنُ زِناها الاستِماعُ، واليدُ زِناها البَطشُ، واللِّسانُ زِناهُ الكلامُ، والقلبُ أنْ يَتمنَّى ويَشتهي، ويُصدِّقُ ذلك أو يُكذِّبُهُ الفَرْجُ».
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3798 التخريج : أخرجه البخاري (6243)، ومسلم (2657)، وأبو داود (2152) بلفظ مقارب
التصنيف الموضوعي: قدر - كل شيء بقدر آداب عامة - الأخلاق المذمومة آداب عامة - غض البصر قدر - وقوع قدر الله وقضائه لعان وتلاعن - تعظيم الزنا والتشديد فيه
|أصول الحديث

5 - عنْ حُجَيَّةَ بنِ عَدِيٍّ: سَألَ رَجُلٌ عَلِيًّا عنِ البَقَرةِ، قال: عنْ سَبْعةٍ، فقالَ: مَكْسورةُ القَرْنِ؟ قالَ: لا بأْسَ، قالَ: العَرْجاءُ؟ قالَ: إذا بَلَغَتِ المَنْسَكَ، وقالَ: أَمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ نَستَشْرِفَ العَيْنَ والأُذُنَ.

6 - «إذا تَوَضَّأَ العَبْدُ فَمَضْمَضَ خَرَجَتِ الخَطايا مِنْ فيه، فإذا اسْتَنْثَرَ خَرَجَتِ الخَطايا مِنْ أَنْفِهِ، فإذا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتِ الخَطايا مِنْ وَجْهِهِ، حتَّى تَخْرُجَ مِنْ أَشْفارِ عَيْنَيْهِ، فإذا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتِ الخَطايا مِنْ يَدَيْهِ حتَّى تَخْرُجَ الخَطايا مِنْ تحْتِ أَظْفارِ يَدَيْهِ، فإذا مَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَجَتِ الخَطايا مِنْ رَأْسِهِ حتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ، فإذا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الخَطايا مِنْ رِجْلَيْهِ حتَّى تَخْرُجَ مِنْ تحْتِ أَظْفارِ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ كان مَشْيُهُ إلى المَسْجِدِ وصلاتُهُ نافِلَةً».
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله الصنابحي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 451
التصنيف الموضوعي: وضوء - المضمضة في الوضوء وضوء - مسح الرأس وضوء - الاستنشاق والاستنثار وضوء - خروج الخطايا من كل عضو بعد الوضوء وضوء - غسل اليدين مع المرفقين وإطالة الغرة

7 - عنْ حُجَيَّةَ بنِ عَدِيٍّ، قالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا وسَألَهُ رجُلٌ عنِ البَقَرةِ، فقال: عنْ سَبْعةٍ، قال: وسَألَه عنِ القَرْنِ؟ قالَ: لا يَضُرُّكَ. قالَ: وسَألَهُ عنِ العَرَجِ؟ قالَ: إذا بلَغَ المَنْسَكَ، وقال: أمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ نَستَشْرِفَ العَيْنَ والأُذُنَ.

8 - "لمَّا خلَقَ اللهُ آدَمَ مسَحَ ظَهرَه فخرَجَ من ظَهرِه كلُّ نَسَمةٍ هو خالِقُها من ذرِّيَّتِه إلى يومِ القيامةِ، وجعَلَ بيْنَ عَينَيْ كلِّ إنْسانٍ منهم وَبيصًا من نورٍ، ثمَّ عرَضَهم على آدَمَ، فقالَ: أي ربِّ، مَن هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء ذرِّيَّتُكَ، قالَ: فرَأى رجُلًا منهم أعجَبَه وَبيصُ ما بيْنَ عَينَيْه، قالَ: يا ربِّ، مَن هذا؟ قالَ: هذا رجُلٌ من آخِرِ الأُممِ من ذرِّيَّتِكَ يُقالَ له: داودُ، قالَ: يا ربِّ، كم جعَلْتَ عمُرَه؟ قالَ: ستُّونَ سَنةً، قالَ: أي ربِّ، زِدْه من عُمْري أرْبَعينَ سَنةً، قالَ: فلمَّا انْقَضى عمُرُ آدَمَ جاء ملَكُ المَوتِ، فقالَ: أوَلمْ يَبقَ من عُمُري أرْبَعونَ سَنةً؟ قالَ: أوَلمْ تُعطِها ابنَكَ داودَ؟ قالَ: فجحَدَ، فجحَدَتْ ذرِّيَّتُه، ونَسِيَ فنَسِيَتْ ذرِّيَّتُه، وخَطئَ فخَطِئتْ ذرِّيَّتُه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4183 التخريج : أخرجه الترمذي (3076) بنحوه، وأبو يعلى (6377)، والبزار (8892) بلفظ مقارب
التصنيف الموضوعي: خلق - خلق آدم أنبياء - داود إيمان - توحيد الأسماء والصفات إيمان - كلام الله
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - دَخَل جَريرُ بنُ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنه على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعِندَه أصحابُه، فضَنَّ كلُّ رَجُلٌ بمَجلِسِه، فأخَذَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رِداءَه، فألْقاه إليه، فتَلَقَّاهُ بنَحرِه ووَجهِه، فقَبَّلَه ووَضَعَه على عَيْنَيهِ، وقالَ: أكرَمَكَ اللهُ كما أكرَمْتَني، ثمَّ وَضَعه على ظَهرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ، فإذا أتاهُ كَريمُ قَومٍ فأكْرِمُوه.

10 - أنَّ رَجلًا أَسودَ أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي رَجلٌ أَسودُ مُنتِنُ الرِّيحِ، قَبيحُ الوَجهِ، لا مالَ لي، فإنْ أنا قاتَلْتُ هؤلاء حتَّى أُقتَلَ، فأين أنا؟ قالَ: في الجنَّةِ. فقاتَلَ حتَّى قُتِلَ، فأَتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد بَيَّضَ اللهُ وَجهَكَ، وطَيَّبَ ريحَكَ، وأَكثَرَ مالَكَ، وقالَ لهذا أوْ لغيرِهِ: لقد رأيتُ زوجَتَهُ مِنَ الحورِ العينِ، نازَعَتْه جُبَّةً له مِن صوفٍ، تَدخُلُ بيْنَه وبيْنَ جُبَّتِه.

11 - قالَ: جاءَ العبَّاسُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُغضَبٌ، فقالَ: ما شأنُكَ؟ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما لنا ولِقُرَيشٍ؟ فقالَ: ما لكَ ولهُم؟ قالَ: يَلْقى بَعضُهم بَعضًا بوُجوهٍ مُشرِقةٍ، فإذا لَقُونا لَقُونا بغَيرِ ذلك، قالَ: فغضِبَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى استَدَرَّ عَرقٌ بيْنَ عَينَيْه، قالَ: فلمَّا أسفَرَ عنه، قالَ: والَّذي نفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه لا يَدخُلُ قلبَ امْرئٍ الإيمانُ حتَّى يُحبِّكَم للهِ ولرَسولِه. قالَ: ثمَّ قالَ: ما بالُ رِجالٍ يُؤْذونَني في العبَّاسِ عمُّ الرَّجلِ صِنْوُ أبيهِ.

12 - بَعَثَ إليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنْ خُذْ عليكَ ثيابَكَ وسِلاحَكَ ثُمَّ ائتِني. فأخَذْتُ علَيَّ ثيابي وسِلاحي ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فوَجَدْتُهُ قاعِدًا يتوَضَّأُ، فصَعَّدَ فيَّ النَّظَرَ، ثُمَّ طَأْطَأَ ، ثُمَّ قالَ: «يا عَمرُو، إنِّي أُريدُ أنْ أبْعثَكَ على جَيْشٍ يُغْنِمْكَ اللهُ ويُسَلِّمْكَ، وأرْغَبُ لكَ مِنَ المالِ رَغْبَةً صالحةً». فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، لمْ أُسْلِمْ للمالِ، إنَّما أَسْلَمتُ رَغبةً في الإسلامِ، وأنْ أكونَ معكَ. قالَ: «يا عمرُو، نَعِمَّا بالمالِ الصَّالحِ للرَّجُلِ الصَّالحِ». يعني بفَتحِ النُّونِ وكسْرِ العينِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم لرواية موسى بن عُلي بن رباح، وعلى شرط البخاري لأبي صالح.
الراوي : عمرو بن العاص | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2967
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - عمرو بن العاص مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم آداب عامة - المال وأهميته في إقامة الدين والدنيا إيمان - حب الرسول رقائق وزهد - عيش السلف

13 - عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ صَلَّى بأصحابِهِ يومًا أَوجَزَ فيها، فقيلَ له: يا أبا اليَقْظانِ، خفَّفْتَ، قالَ: ما عَلَيَّ في ذلك، لقد دَعوتُ فيها بدَعَواتٍ سَمِعْتُهنَّ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فقامَ رَجلٌ فتَبِعَهُ هو أبو عَطاءٍ، فسَأَلَهُ عنِ الدُّعاءِ، فرَجَعَ، فجاءَ، فأَخْبَرَ: اللَّهُمَّ بعِلمِكَ الغيبَ، وقُدرتِكَ على الخَلْقِ أَحيِني ما عَلِمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتَوفَّني إذا كانت الوفاةُ خيرًا لي، اللَّهُمَّ وأَسألُكَ خَشيتَكَ في الغيبِ والشَّهادةِ، وأَسألُكَ كلمةَ الحُكمِ في الغضبِ والرِّضا، وأَسألُكَ القَصدَ في الغِنى والفقرِ، وأَسألُكَ نَعيمًا لا يَبيدُ، وأَسألُكَ قُرَّةَ عينٍ لا تَنفَدُ ولا تَنقطِعُ، وأَسألُكَ الرِّضا بعدَ القَضاءِ، وأَسألُكَ بَرْدَ العيشِ بعدَ الموتِ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وأَسألُكَ الشَّوقَ إلى لقائكَ في غيرِ ضرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولا فِتنةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلْنا هُداةً مُهتدينَ.

14 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَتاهُ مالٌ، فجَعَلَ يَضرِبُ بيدِه فيه، فيُعْطِي يمينًا وشِمالًا، وفيهم رَجلٌ مُقلَّصُ الثِّيابِ، ذو سيماءَ، بيْنَ عَيْنَيه أَثَرُ السُّجودِ ، فجَعَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَضرِبُ يدَهُ يَمينًا وشِمالًا حتَّى نَفِدَ المالُ، فلمَّا نَفِدَ المالُ وَلَّى مُدْبرًا، وقالَ: واللهِ ما عَدَلْتَ منذ اليومِ. قالَ: فجَعَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقلِّبُ كَفَّه ويقولُ: إذا لمْ أَعْدِلْ فمَنْ ذا يَعدِلُ بَعْدي؟ أما إنَّه ستَمْرُقُ مارِقةٌ يَمرُقونَ مِنَ الدِّينِ مُروقَ السَّهمِ مِن الرَّميَّةِ ، ثُمَّ لا يَعودونَ إليه حتَّى يَرجِعَ السَّهمُ على فُوقِه، يَقرَؤونَ القرآنَ، لا يُجاوِزُ تَراقيَهُم ، يُحسِنونَ القولَ، ويُسيئونَ الفِعلَ، فمَنْ لَقِيَهُم فلْيُقاتِلْهُم، فمَنْ قَتَلَهُم فله أَفضلُ الأجرِ، ومَنْ قَتَلوه فله أَفضلُ الشَّهادةِ، هُم شرُّ البَريَّةِ ، بَريءٌ اللهُ منهم، يَقْتُلُهم أَوْلى الطَّائفتينِ بالحَقِّ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2695 التخريج : أخرجه البخاري (6163)، ومسلم (1064)، وأبو داود (4765) جميعا بنحوه.
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - ما يكره من التعمق والغلو والبدع اعتصام بالسنة - مجانبة أهل الأهواء اعتصام بالسنة - الخوارج والمارقين رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال قرآن - أقوام يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم
|أصول الحديث

15 - صلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ العصرِ، ثمَّ قام خَطيبًا بعْدَ العصْرِ إلى مَغربانِ الشَّمسِ، حَفِظها مَن حَفِظها، ونَسِيها مَن نَسِيها، وأخبَرَ فيها بما هو كائنٌ إلى يَومِ القيامةِ، فحَمِد اللهَ تعالَى وأثْنى عليه، ثمَّ قال: أمَّا بعْدُ؛ فإنَّ الدُّنيا حُلوةٌ خَضِرةٌ، وإنَّ اللهَ تعالَى مُسْتخلِفُكم فيها، فناظرٌ كيْف تَعمَلون، ألَا فاتَّقوا الدُّنيا، واتَّقوا النِّساءَ، ألَا إنَّ بَني آدَمَ خُلِقوا على طَبَقاتٍ شتَّى ؛ فمنْهم مَن يُولَدُ مُؤمنًا، ويَحْيا مُؤمنًا، ويَموتُ مُؤمنًا، ومنْهم مَن يُولَدُ كافرًا، ويَحْيا كافرًا، ويَموتُ كافرًا، ومنْهم مَن يُولَدُ مُؤمنًا، ويَحْيا مُؤمنًا، ويَموتُ كافرًا، ومنْهم مَن يُولَدُ كافرًا، ويَحْيا كافرًا، ويَموتُ مُؤمنًا، ألَا إنَّ الغضَبَ جَمْرةٌ تُوقَدُ في جَوفِ ابنِ آدَمَ، ألمْ تَرَوا إلى حُمرةِ عَيْنَيه وانتفاخِ أوْداجِه؟ فإذا وَجَد أحدُكم مِن ذلكَ شَيئًا، فلْيَلْزَقْ بالأرضِ. أَلا إنَّ خيْرَ الرِّجالِ مَن كان بَطِيءَ الغضَبِ سَريعَ الفَيءِ ، وشَرَّ الرِّجالِ مَن كان سَريعَ الغضَبِ بَطِيءَ الفَيءِ، فإذا كان الرَّجلُ سَريعَ الغضَبِ سَريعَ الفَيءِ فإنَّها بها، وإذا كان الرَّجلُ بَطيءَ الغضَبِ بَطيءَ الفَيءِ فإنَّها بها. ألَا إنَّ خيْرَ التُّجَّارِ مَن كان حسَنَ القضاءِ حسَنَ الطَّلبِ، وشَرَّ التُّجَّارِ مَن كان سَيِّئَ القضاءِ سَيِّئَ الطَّلبِ، فإذا كان الرَّجلُ حسَنَ القضاءِ سيِّئَ الطَّلبِ فإنَّها بها، وإذا كان الرَّجلُ سيِّئَ القضاءِ حسَنَ الطَّلبِ فإنَّها بها. ألَا لا يَمْنَعَنْ رجُلًا مَهابةُ النَّاسِ أنْ يَقولَ بالحقِّ إذا عَلِمه، ألَا إنَّ لكلِّ غادرٍ لَواءً يَومَ القيامةِ بقَدْرِ غَدْرتِه، ألَا وإنَّ أكبَرَ الغدْرِ غدْرُ إمامٍ عامَّةً، ألَا وإنَّ الغادرَ لِواؤه عِندَ اسْتِه، ألَا وإنَّ أفضَلَ الجهادِ كَلمةُ حقٍّ عِندَ سُلطانٍ جائرٍ . فلمَّا كان عِندَ مَغربانِ الشَّمسِ، قال: إنَّ مَثلَ ما بَقِي مِنَ الدُّنيا فِيما مَضى منها كمَثلِ ما بَقِي مِن يَومِكم هذا فيما مَضى منه.
خلاصة حكم المحدث : تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي، عن أبي نضرة. والشيخان رضي الله عنهما لم يحتجا بعلي بن زيد
الراوي : أبو  سعيد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8767 التخريج : أخرجه مسلم (1738)، وأبو داود (4344)، والترمذي (2178) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: جهاد - تحريم الغدر في الجهاد رقائق وزهد - الدنيا حلوة خضرة رقائق وزهد - الزهد في الدنيا فتن - فتنة النساء بر وصلة - الوصية بالنساء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

16 - وقالَ له رَجلٌ: إنَّ عليًّا يقَعُ فيكَ إنَّكَ تخلَّفْتَ عنه، فقالَ سَعدٌ: واللهِ إنَّه لَرأيٌ رأيْتُه، وأخْطأَ رَأْيي، إنَّ عليَّ بنَ أبي طالِبٍ أُعْطيَ ثَلاثًا، لأنْ أكونَ أُعْطيتُ إحْداهنَّ أحَبُّ إليَّ منَ الدُّنْيا وما فيها، لقد قالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ غَديرِ خُمٍّ بعدَ حَمدِ اللهِ والثَّناءِ عليه: «هل تَعلَمونَ أنِّي أوْلى بالمُؤمِنينَ من أنْفُسِهم؟» قُلْنا: نعمْ، قالَ: «اللَّهمَّ مَن كنْتُ مَوْلاه، فعَليٌّ مَوْلاه، اللَّهمَّ والِ مَن وَالاهُ، وعادِ مَن عَاداهُ»، وجِيءَ به يومَ خَيْبرَ وهو أرْمَدُ ما يُبصِرُ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي أرْمَدُ، فتفَلَ في عَينِه، ودَعا له فلم يَرمَدْ حتَّى قُتِلَ، وفُتِحَ عليه خَيْبرُ، وأخرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عمَّه العبَّاسَ وغَيرَه منَ المَسجِدِ، فقالَ له العبَّاسُ: تُخرِجُنا ونحن عصَبَتُكَ وعُمومَتُكَ وتُسكِنُ عَليًّا؟ فقالَ: «ما أنا أُخرِجُكم وأُسكِنُه، ولكنَّ اللهَ أخرَجَكم وأسْكَنَه».
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : [سعد بن أبي وقاص] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4660 التخريج : أخرجه النسائي في ((الكبرى)) (8371)، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (2/ 605) كلاهما مختصرا .
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دعاء النبي لبعض الناس مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث

17 - كنْتُ أنا وعَليٌّ رَفيقَينِ في غَزوةِ ذي العَشيرةِ، فلمَّا نزَلَها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأقامَ بها، رَأيْنا ناسًا من بَني مُدلِجٍ يَعمَلونَ في عَينٍ لهُم في نَخلٍ، فقالَ لي عَليٌّ: يا أبا اليَقْظانِ، هل لكَ أنْ نَأتيَ هؤلاء فنَنظُرَ كيف يَعمَلونَ؟ فجِئْناهم، فنظَرْنا إلى عَملِهم ساعةً، ثمَّ غَشِيَنا النَّومُ، فانطلَقْتُ أنا وعَليٌّ، فاضْطَجَعْنا في صُورٍ منَ النَّخلِ في دَقْعاءَ منَ التُّرابِ، فنِمْنا، فواللهِ ما أيْقَظَنا إلَّا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحرِّكُنا برِجلِه، وقد تَترَّبْنا من تلك الدَّقْعاءِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يا أبا تُرابٍ»؛ لِما يَرى عليه منَ التُّرابِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ألَا أُحدِّثُكما بأشْقى النَّاسِ رَجُلَينِ؟» قُلْنا: بَلى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: «أُحَيْمِرُ ثَمودَ الَّذي عقَرَ النَّاقةَ، والَّذي يَضرِبُكَ يا عَليُّ على هذه، -يَعني: قَرنَه- حتَّى تُبَلَّ منَ الدَّمِ -يَعني: لِحيَتَه-.

18 - كنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوةِ خَيْبرَ، فخَرَجَتْ سَريَّةٌ، فأَخَذوا إنسانًا معه غَنَمٌ يَرْعاها، فجاؤوا به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكَلَّمَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما شاءَ اللهُ أنْ يُكلِّمَه، فقالَ له الرَّجلُ: إنِّي قد آمنتُ بكَ وبما جئتَ به، فكيف بالغَنَمِ يا رسولَ اللهِ؟ فإنَّها أَمانةٌ، وهي للنَّاسِ الشَّاةُ والشَّاتانِ وأَكْثَرُ مِن ذلك؟ قالَ: احصِبْ وُجوهَها تَرْجِعْ إلى أَهْلِها. فأَخَذَ قَبْضةً مِن حَصْباءَ أوْ تُرابٍ، فَرَمى به وُجوهَها، فخَرَجَتْ تَشْتَدُّ حتَّى دَخَلَتْ كُلُّ شاةٍ إلى أَهلِها، ثُمَّ تَقَدَّمَ إلى الصَّفِّ، فأَصابَهُ به سَهْمٌ، فقَتَلَهُ، ولمْ يُصَلِّ للهِ سَجدةً قَطُّ. قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَدْخِلوه الخِباءَ . فأُدخِلَ خِباءَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى إذا فَرَغَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ عليه، ثُمَّ خَرَجَ، فقالَ: لقد حَسُنَ إسلامُ صاحِبِكُم، لقد دَخَلْتُ عليه، وإنَّ عندَه لزَوْجَتينِ له مِن الحورِ العينِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2646
التصنيف الموضوعي: جنة - نساء الجنة رقائق وزهد - الأمانة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي مغازي - غزوة خيبر جنائز وموت - فضل موت الشهادة

19 - ألَا كلُّ نَبيٍّ قدْ أنذَرَ أُمَّتَه الدَّجَّالَ، وإنَّه يوْمَه هذا قدْ أكَلَ الطَّعامَ، وأنِّي عاهدٌ عهْدًا لم يَعهَدْه نَبيٌّ لأُمَّتِه قبْلي، ألَا إنَّ عَيْنَه اليُمْنى مَمسوحةُ الحَدَقةِ كأنَّها نُخاعةٌ في جنْبِ حائطٍ، ألَا وإنَّ عَيْنَه اليُسرى كأنَّها كَوكبٌ دُرِّيٌّ ، معه مِثلُ الجنَّةِ ومِثلُ النَّارِ؛ فالنَّارُ رَوضةٌ خَضراءُ، والجنَّةُ غَبْراءُ ذاتُ دُخَانٍ، ألَا وإنَّ بيْن يَدَيه رجُلَين يُنذِرانِ أهلَ القُرى، كلَّما دَخَلا قَريةً أنْذَرا أهْلَها، فإذا خَرَجا منها دخَلَها أوَّلُ أصحابِ الدَّجَّالِ، ويَدخُلُ القُرى كلَّها غيْرَ مكَّةَ والمدينةِ؛ حُرِّما عليه، والمؤمنونُ مُتفرِّقون في الأرضِ، فيَجمَعُهم اللهُ له، فيَقولُ رجُلٌ مِنَ المُؤمنينَ لأصحابِه: لَأنطَلِقَنَّ إلى هذا الرَّجلِ، فلَأنْظُرَنَّ أهو الَّذي أنْذَرَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمْ لا، ثمَّ ولَّى، فقال له أصحابُه: واللهِ لا نَدَعُك تأْتِيه، ولوْ أنَّا نَعلَمُ أنَّه يَقتُلُك إذا أتَيْتَه خَلَّينا سَبيلَك، ولكنَّا نَخافُ أنْ يَفتِنَك، فأبى عليهم الرَّجلُ المؤمنُ إلَّا أنْ يَأتِيَه، فانطَلَقَ يَمْشي حتَّى أتى مَسْلحةً مِن مَسالِحِه، فأخَذوه فسَألوه: ما شأْنُكَ وما تُريدُ؟ قال لهم: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الكذَّابَ، قالوا: إنَّكَ تقولُ ذلكَ؟! قال: نعمْ، فأرْسَلوا إلى الدَّجَّالِ: إنَّا قدْ أخَذْنا مَن يَقولُ كذا وكذا، فنَقتُلُه أو نُرسِلُه إليكَ؟ قال: أرْسِلوه إلَيَّ، فانطُلِقَ به حتَّى أُتِيَ به الدَّجَّالَ، فلمَّا رآهُ عَرَفه؛ لنَعتِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له الدَّجَّالُ: ما شأنُكَ؟ فقال له العبدُ المؤمنُ: أنتَ الدَّجَّالُ الكذَّابُ الَّذي أنْذَرَناكَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال له الدَّجَّالُ: أنتَ تقولُ هذا؟! قال: نعمْ، قال له الدَّجَّالُ: لَتُطِيعَنِّي فيما أمرْتُكَ، وإلَّا لَأشُقَّنَّك شِقَّينِ، فنادى العبدُ المؤمنُ، فقال: أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، فمَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، ومَن أطاعهُ فهو في النَّارِ، فقال له الدَّجَّالُ: والَّذي أحلِفُ به لَتُطِيعَنِّي أو لَأشُقَّنَّك شِقَّينِ، فنادى العبدُ المؤمنُ فقال: أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، فمَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، ومَن أطاعهُ فهو في النَّارِ، فمَدَّ برِجلِه فوضَعَ حَديدةً على عَجْبِ ذَنَبِه، فشَقَّه شِقَّين، فلمَّا فعَلَ به ذلكَ، قال الدَّجَّالُ لِأوليائهِ: أرأيْتُم إنْ أحْيَيْتُ هذا لكمْ، ألسْتُم تَعلَمون أنِّي ربُّكم؟ قالوا: بَلى. قال عطيَّةُ: فحدَّثَني أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ضرَب إحْدى شِقَّيه أو الصَّعيدَ عنده، فاسْتوى قائمًا، فلمَّا رآهُ أوْلياؤه صدَّقوه وأيْقَنوا بأنَّه ربُّهم، وأجابوهُ واتَّبعوه، قال الدَّجَّالُ للعبدِ المؤمنِ: ألَا تُؤمِنُ بي؟ قال له المؤمنُ: لَأنا أشدُّ الآنَ فيكَ بَصيرةً مِن قبْلُ، ثمَّ نَادى في النَّاسِ: ألَا إنَّ هذا هذا المسيحُ الكذَّابُ، فمَن أطاعهُ فهو في النَّارِ، ومَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، فقال الدَّجَّالُ: والَّذي أحلِفُ به لَتُطِيعَنِّي أو لَأذْبَحَنَّك أو لَأُلقِيَنَّكَ في النَّارِ، فقال له المؤمنُ: واللهِ لا أُطِيعُك أبدًا، فأمَرَ به، فأُضْجِعَ. قال: فقال لي أبو سَعيدٍ: إنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ثمَّ جَعَل صَفيحتينِ مِن نُحاسٍ بيْن تَراقِيه ورَقَبتِه، قال: وقال أبو سَعيدٍ: ما كُنتُ أدْري ما النُّحاسُ قبْلَ يومئذٍ، فذهَبَ لِيَذبَحَه، فلم يَستطِعْ ولم يُسلَّطْ عليه بعْدَ قتْلِه إيَّاهُ. قال: فإنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فأخَذَ بيَدَيْه ورِجلَيْه، فألقاهُ في الجنَّةِ، وهي غَبْراءُ ذاتُ دُخَانٍ يَحسَبُها النَّارَ، فذلكَ الرَّجلُ أقرَبُ أُمَّتي منِّي درَجةٍ، قال: فقال أبو سَعيدٍ: ما كان أصحابُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحسَبون ذلكَ الرَّجلَ إلَّا عُمرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه حتَّى سَلَك عُمرُ سَبيلَه. قال: ثمَّ قُلتُ له: فكيْف يَهلِكُ؟ قال: اللهُ أعلمُ، قال: فقُلتُ: أُخبِرْتُ أنَّ عِيسى ابنَ مَرْيمَ عليه السَّلامُ هو يُهلِكُه، فقال: اللهُ أعلمُ، غيْرَ أنَّه يُهلِكُه اللهُ ومَن تَبِعَه، قال: قُلتُ: فمَن يكونُ بعْدَه، قال: حدَّثَني نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّهم يَغرِسون بعْدَه الغُروسَ، ويتَّخِذون مِن بعْدِه الأموالَ، قال: قُلتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ الدَّجَّالِ يَغرِسون بعْدَه الغُروسَ، ويتَّخِذون مِن بعْدِه الأموالَ؟! قال: نعمْ، حدَّثَني بذلك رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : هذا أعجب حديث في ذكر الدجال تفرد به عطية بن سعد، عن أبي سعيد الخدري ولم يحتج الشيخان بعطية
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8846 التخريج : أخرجه عبد بن حميد (895)، وأبو يعلى (1074)، وأحمد بن منيع كما في ((المطالب العالية)) لابن حجر (4523) جميعا بنحوه.
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - لا يدخل الدجال المدينة أشراط الساعة - نزول عيسى ابن مريم أشراط الساعة - قتل الدجال أشراط الساعة - صفة الدجال فتن - فتنة الدجال
|أصول الحديث

20 - خطَبَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا، فكان أكثَرُ خُطبتِه ذِكرَ الدَّجَّالِ، يُحدِّثُنا عنه حتَّى فرَغَ مِن خُطْبتِه، فكان فيما قال لنا يومئذٍ: إنَّ اللهَ تعالَى لم يَبعَثْ نبيًّا إلَّا حذَّرَ أُمَّتَه الدَّجَّالَ، وإنِّي آخِرُ الأنبياءِ وأنتُم آخِرُ الأُمَمِ، وهو خارجٌ فيكم لا مَحالةَ، فإنْ يَخرُجْ وأنا بيْن أظْهُرِكم فأنا حَجيجُ كلِّ مُسْلمٍ، وإنْ يَخرُجْ فيكم بعْدي فكلُّ امرئٍ حَجيجُ نفْسِه، واللهُ خَلِيفتي على كلِّ مُسْلمٍ، إنَّه يَخرُجُ مِن خَلَّةٍ بيْن العراقِ والشَّامِ، فعاث يَمينًا وعاث شِمالًا، يا عِبادَ اللهِ فاثْبُتوا؛ فإنَّه يَبدَأُ فيَقولُ: أنا نبيٌّ ولا نَبيَّ بعْدي، ثمَّ يُثَنِّي حتَّى يَقولَ: أنا ربُّكم، وإنَّكم لم تَرَوا ربَّكم حتَّى تَموتوا، وإنَّه مَكتوبٌ بيْن عَيْنَيه: كافرٌ، يَقرَؤُه كلُّ مُؤمنٍ، فمَن لَقِيَه منكم فلْيَتفُلْ في وَجْهِه، ولْيَقرَأْ فواتحَ سُورةِ أصحابِ الكهفِ ، وإنَّه يُسلَّطُ على نفْسٍ مِن بَني آدَمَ فيَقتُلُها، ثمَّ يُحْيِيها، وإنَّه لا يَعْدو ذلكَ، ولا يُسلَّطُ على نفْسِ غيرِها. وإنَّ مِن فِتنتِه أنَّ معه جنَّةً ونارًا؛ فنارُه جنَّةٌ، وجنَّتُه نارٌ، فمَن ابتُلِيَ بنارِه فلْيُغمِضْ عَيْنَيه، ولْيَستَغِثْ باللهِ؛ تكونُ عليه بَرْدًا وسلامًا كما كانت النَّارُ بَرْدًا وسلامًا على إبراهيمَ عليه السَّلامُ، وإنَّ مِن فِتنتِه أنْ يَمُرَّ على الحيِّ فيُؤمِنون به ويُصدِّقونه، فيَدْعو لهم فتُمطِرُ السَّماءُ عليهم مِن يَومِهم، وتُخصِبُ لهم الأرضُ مِن يومِها، وتَروحُ عليهم ماشيِتُهم مِن يومِها أعظَمَ ما كانت وأسْمَنَه، وأمَدَّه خَواصِرَ، وأدَرَّه ضُروعًا، ويَمُرُّ على الحيِّ فيَكفُرون به ويُكذِّبونه، فيَدْعو عليهم فلا يُصبِحُ لهم سارحٌ يَسْرَحُ. وإنَّ أيَّامَه أرْبَعون؛ فيومٌ كسَنةٍ، ويومٌ كشَهرٍ، ويومٌ كجُمعةٍ، ويومُ كالأيَّامِ، وآخِرُ أيَّامِه كالسَّرابِ، تَقْدُرون الأيَّامَ الطِّوالَ ثمَّ تُصَلُّون، يُصبِحُ الرَّجلُ عِندَ بابِ المدينةِ، فيُمْسي قبْلَ أنْ يَبلُغَ بابَها الآخَرَ، قالوا: كيْف نُصلِّي يا رَسولَ اللهِ في تلكَ الأيَّامِ القِصارِ؟ قال: تَقْدُرون فيها ثمَّ تُصَلُّونَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذه السياقة
الراوي : أبو  أمامة الباهلي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8845 التخريج : أخرجه ابن ماجه (4077)، والطبراني (8/ 146) (7644) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - خروج الدجال ومكثه بالأرض أشراط الساعة - صفة الدجال فتن - التثبت في الفتنة فتن - فتنة الدجال فضائل سور وآيات - سورة الكهف
|أصول الحديث

21 - عن شَهرِ بنِ حَوشبٍ، قال: لَمَّا جاءت بَيعةُ يَزيدَ بنِ مُعاوِيةَ قُلتُ: لوْ خرَجْتُ إلى الشَّامِ، فتَنحَّيتُ مِن شرِّ هذه البيعةِ، فخرَجْتُ حتَّى قَدِمتُ الشَّامَ، فأُخبِرْتُ بمَقامٍ يَقومُه نَوفٌ، فجِئتُه فإذا رجُلٌ فاسدُ العَينينِ، عليه خَميصةٌ ، وإذا هو عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ رَضيَ اللهُ عنهُما، فلمَّا رآهُ نَوفٌ أمسَكَ عن الحديثِ، فقال له عبدُ اللهِ: حدِّثْ بما كُنتَ تُحدِّثُ به، قال: أنتَ أحقُّ بالحديثِ منِّي؛ أنتَ صاحبُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: إنَّ هؤلاء قدْ مَنَعونا عن الحديثِ -يعني الأمراءَ- قال: أعْزِمُ عليكَ إلَّا ما حَدَّثْتَنا حديثًا سَمِعتَه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: سَمِعتُه يَقولُ: إنَّها ستَكونُ هِجرةٌ بعْدَ هِجرةٍ، يَجتازُ النَّاسُ إلى مُهاجَرِ إبراهيمَ، لا يَبْقى في الأرضِ إلَّا شِرارُ أهلِها، تَلفِظُهم أرْضُهم، وتَقذِفُهم أنفُسُهم، واللهُ يَحشُرُهم إلى النَّارِ مع القِردةِ والخنازيرِ، تَبِيتُ معهم إذا باتوا، وتَقِيلُ معهم إذا قالوا، وتَأكُلُ مَن تَخلَّفَ. قال: وسَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: سيَخرُجُ أناسٌ مِن أُمَّتي مِن قِبَل المشرِقِ، يَقرَؤون القرآنَ لا يُجاوِزُ تَراقِيَهم ، كلَّما خرَجَ منهم قَرنٌ قُطِع، حتَّى يَخرُجَ الدَّجَّالُ في بَقيَّتِهم.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8721
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أشراط الساعة - خروج النار زينة اللباس - الأكسية والخمائص فتن - فتنة الدجال اعتصام بالسنة - الخوارج والمارقين

22 - عنْ زاذانَ أَبي عُمرَ قالَ: سَمِعْتُ البَراءَ بْنَ عازِبٍ يقولُ: خَرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جِنازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ فانْتَهَيْنا إلى القَبْرِ، ولَمَّا يُلْحَدْ بَعْدُ، قالَ: فَقَعَدْنا حَوْلَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَجَعَلَ ينْظُرُ إلى السَّماءِ وينْظُرُ إلى الأرْضِ، وجَعَلَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ ويَخفِضُهُ ثلاثًا، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عذابِ القَبْرِ». ثُمَّ قالَ: «إنَّ الرَّجُلَ المسْلِمَ إذا كان في قُبُلٍ مِنَ الآخِرَةِ وانقِطاعٍ مِنَ الدُّنْيا جاءَ مَلَكُ الموْتِ فقَعَدَ عندَ رَأْسِهِ، وتَنزِلُ ملائكَةٌ مِنَ السَّماءِ كأَنَّ وُجوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ أَكْفانٌ مِنْ أَكْفانِ الجَنَّةِ وحَنوطٌ مِنْ حَنوطِ الجَنَّةِ، فَيَقْعُدونَ مِنْه مَدَّ البَصَرِ». قالَ: «فَيقولُ مَلَكُ الموتِ: أَيَّتُها النَّفْسُ الطَّيِّبةُ، اخْرُجي إلى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ». قالَ: «فَتَخْرُجُ تَسيلُ كما تَسيلُ القَطْرةُ مِنَ السِّقاءِ، فلا يَترُكونَها في يدِهِ طرْفَةَ عَيْنٍ، فيَصْعَدونَ بها إلى السَّماءِ، فلا يَمُرُّونَ بها على جُنْدٍ مِنَ الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذه الرُّوحُ الطَّيِّبةُ؟ فيقولونَ: فُلانٌ بأَحْسَنِ أسْمائهِ، فإذا انتَهى إلى السَّماءِ فُتِحَتْ لهُ أبوابُ السَّماءِ، ثُمَّ يُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سماءٍ مُقَرَّبوها إلى السَّماءِ الَّتي تَليها، حتَّى يُنتَهى إلى السَّماءِ السَّابِعَةِ، ثُمَّ يُقالُ: اكتُبوا كِتابَهُ في عِلِّيِّينَ ، ثُمَّ يُقالُ: أرْجِعوا عَبْدي إلى الأَرْضِ، فإنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي مِنْها خَلَقْتُهُمْ وفيها أُعيدُهُمْ، ومِنْها أُخْرِجُهُمْ تارةً أُخْرَى، فتُرَدُّ رُوحُهُ إلى جَسَدِهِ، فَتَأْتيهِ الملائكةُ فيَقُولونَ: مَنْ رَبُّكَ؟ قالَ: فيقولُ: اللهُ، فيقولونَ: ما دِينُكَ؟ فيقولُ: الإسْلامُ، فيقولونَ: ما هذا الرَّجلُ الَّذي خرَجَ فيكُمْ؟». قالَ: «فيقولُ: رسولُ اللَّهِ». قالَ: «فيقولونَ: وما يُدْريكَ؟». قالَ: «فيقولُ: قَرَأْتُ كِتابَ اللهِ فآمَنْتُ بهِ وصدَّقْتُ». قالَ: «فيُنادِي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ أنْ صَدَقَ فَأَفْرِشوهُ مِنَ الجنَّةِ وأَلْبِسوهُ مِنَ الجَنَّةِ، وأَروهُ مَنْزِلَهُ مِنَ الجنَّةِ». قالَ: «ويُمَدُّ لهُ في قَبْرِهِ ويَأْتيهِ رَوْحُ الجَنَّةِ ورَوْحُها». قالَ: «فيُفْعَلُ ذلك بِهِ، ويَمثُلُ لهُ رجُلٌ حَسَنُ الوَجْهِ حَسَنُ الثِّيابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فيقولُ لهُ: أَبْشِرْ بالَّذي يَسُرُّكَ، هذا يَوْمُكَ الَّذي كنتَ توعَدُ، فيقولُ: مَنْ أنتَ، فَوَجْهُكَ وَجْهٌ يُبَشِّرُ بالخيرِ؟». قالَ: «فيقولُ أنا عَمَلُكَ الصَّالِحُ»، قالَ: «فهو يقولُ: رَبِّ أَقِمِ السَّاعةَ كيْ أرْجِعَ إلى أهْلي وَمالي». ثُمَّ قَرَأَ: «{يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27]. وَأمَّا الفاجِرُ فإذا كان في قُبُلٍ مِنَ الآخِرةِ وانقِطاعٍ مِنَ الدُّنْيا أَتاهُ مَلَكُ الموْتِ فيَقْعُدُ عندَ رأْسِهِ، وتَنْزِلُ الملائكةُ سُودُ الوجُوهِ، مَعَهُمُ المُسوحُ، فيَقْعُدونَ مِنهُ مَدَّ البَصَرِ، فَيقولُ ملَكُ الموتِ: اخْرُجي أيَّتُها النَّفْسُ الخبيثةُ إلى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وغَضَبٍ». قالَ: «فتَفَرَّقُ في جَسدِهِ، فينقَطِعُ معها العُروقُ والعَصَبُ كما يُستْخرجُ الصُّوفُ الْمَبْلولُ بالسَّفودِ ذي الشُّعَبِ». قالَ: «فَيقُومونَ إليهِ، فلا يَدَعُونَها في يدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فيَصْعَدونَ بها إلى السَّماءِ، فلا يَمُرُّونَ على جُنْدٍ مِنَ الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذه الرُّوحُ الخَبيثةُ؟». قالَ: «فيقولونَ: فُلانٌ بأقْبحِ أسمائهِ». قالَ: «فإذا انتُهيَ بهِ إلى السَّماءِ غُلِّقَتْ دُونَهُ أبْوابُ السَّمواتِ». قالَ: «ويُقالُ: اكتُبوا كِتابَهُ في سِجِّينٍ». قالَ: «ثُمَّ يُقالُ: أَعيدوا عَبْدي إلى الأَرْضِ؛ فإنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي منها خَلَقْتُهُمْ، وفيها أُعيدُهُمْ، ومِنها أُخْرِجُهُمْ تارةً أُخْرى». قالَ: «فَيُرْمى بِروحِهِ حتَّى تَقَعَ في جَسَدِهِ». قالَ: ثُمَّ قَرَأَ: «{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]». قالَ: «فتَأْتيهِ الملائكةُ فيقولونَ: مَنْ رَبُّكَ؟». قالَ: «فيقولُ: لا أدْري، فيُنادي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ أنْ قدْ كَذَبَ فَأَفْرِشوهُ مِنَ النَّارِ، وأَلْبِسوهُ مِنَ النَّارِ، وأَروهُ مَنْزِلَهُ مِنَ النَّارِ». قالَ: «ويُضَيَّقُ عليه قَبرُهُ حتَّى تَخْتَلِفَ فيه أَضْلاعُهُ». قالَ: «ويَأْتيهِ ريحُها وحَرُّها». قالَ: «فيُفْعَلُ به ذلك، ويَمْثُلُ لهُ رَجلٌ قَبيحُ الوَجْهِ، قَبيحُ الثِّيابِ، مُنتِنُ الرِّيحِ، فيقولُ: أَبْشِرْ بالَّذي يَسوؤكَ، هذا يَومُكَ الَّذي كُنتَ تُوعدُ». قالَ: «فيقولُ: مَنْ أنتَ؟ فوَجْهُكَ الوَجْهُ بَشَّرَ بالشَّرِّ». قالَ: «فيقولُ: أنا عَمَلُكَ الخبيثُ». قالَ: «وهو يقولُ: رَبِّ لا تُقِمِ السَّاعَةَ».

23 - حَدِيثِ عَذَابِ الْقَبْرِ [يعني حديث: عنْ زاذانَ أَبي عُمرَ قالَ: سَمِعْتُ البَراءَ بْنَ عازِبٍ يقولُ: خَرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جِنازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ فانْتَهَيْنا إلى القَبْرِ، ولَمَّا يُلْحَدْ بَعْدُ، قالَ: فَقَعَدْنا حَوْلَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَجَعَلَ ينْظُرُ إلى السَّماءِ وينْظُرُ إلى الأرْضِ، وجَعَلَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ ويَخفِضُهُ ثلاثًا، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عذابِ القَبْرِ». ثُمَّ قالَ: «إنَّ الرَّجُلَ المسْلِمَ إذا كان في قُبُلٍ مِنَ الآخِرَةِ وانقِطاعٍ مِنَ الدُّنْيا جاءَ مَلَكُ الموْتِ فقَعَدَ عندَ رَأْسِهِ، وتَنزِلُ ملائكَةٌ مِنَ السَّماءِ كأَنَّ وُجوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ أَكْفانٌ مِنْ أَكْفانِ الجَنَّةِ وحَنوطٌ مِنْ حَنوطِ الجَنَّةِ، فَيَقْعُدونَ مِنْه مَدَّ البَصَرِ». قالَ: «فَيقولُ مَلَكُ الموتِ: أَيَّتُها النَّفْسُ الطَّيِّبةُ، اخْرُجي إلى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ». قالَ: «فَتَخْرُجُ تَسيلُ كما تَسيلُ القَطْرةُ مِنَ السِّقاءِ، فلا يَترُكونَها في يدِهِ طرْفَةَ عَيْنٍ، فيَصْعَدونَ بها إلى السَّماءِ، فلا يَمُرُّونَ بها على جُنْدٍ مِنَ الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذه الرُّوحُ الطَّيِّبةُ؟ فيقولونَ: فُلانٌ بأَحْسَنِ أسْمائهِ، فإذا انتَهى إلى السَّماءِ فُتِحَتْ لهُ أبوابُ السَّماءِ، ثُمَّ يُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سماءٍ مُقَرَّبوها إلى السَّماءِ الَّتي تَليها، حتَّى يُنتَهى إلى السَّماءِ السَّابِعَةِ، ثُمَّ يُقالُ: اكتُبوا كِتابَهُ في عِلِّيِّينَ، ثُمَّ يُقالُ: أرْجِعوا عَبْدي إلى الأَرْضِ، فإنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي مِنْها خَلَقْتُهُمْ وفيها أُعيدُهُمْ، ومِنْها أُخْرِجُهُمْ تارةً أُخْرَى، فتُرَدُّ رُوحُهُ إلى جَسَدِهِ، فَتَأْتيهِ الملائكةُ فيَقُولونَ: مَنْ رَبُّكَ؟ قالَ: فيقولُ: اللهُ، فيقولونَ: ما دِينُكَ؟ فيقولُ: الإسْلامُ، فيقولونَ: ما هذا الرَّجلُ الَّذي خرَجَ فيكُمْ؟». قالَ: «فيقولُ: رسولُ اللَّهِ». قالَ: «فيقولونَ: وما يُدْريكَ؟». قالَ: «فيقولُ: قَرَأْتُ كِتابَ اللهِ فآمَنْتُ بهِ وصدَّقْتُ». قالَ: «فيُنادِي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ أنْ صَدَقَ فَأَفْرِشوهُ مِنَ الجنَّةِ وأَلْبِسوهُ مِنَ الجَنَّةِ، وأَروهُ مَنْزِلَهُ مِنَ الجنَّةِ». قالَ: «ويُمَدُّ لهُ في قَبْرِهِ ويَأْتيهِ رَوْحُ الجَنَّةِ ورَوْحُها». قالَ: «فيُفْعَلُ ذلك بِهِ، ويَمثُلُ لهُ رجُلٌ حَسَنُ الوَجْهِ حَسَنُ الثِّيابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فيقولُ لهُ: أَبْشِرْ بالَّذي يَسُرُّكَ، هذا يَوْمُكَ الَّذي كنتَ توعَدُ، فيقولُ: مَنْ أنتَ، فَوَجْهُكَ وَجْهٌ يُبَشِّرُ بالخيرِ؟». قالَ: «فيقولُ أنا عَمَلُكَ الصَّالِحُ»، قالَ: «فهو يقولُ: رَبِّ أَقِمِ السَّاعةَ كيْ أرْجِعَ إلى أهْلي وَمالي». ثُمَّ قَرَأَ: «{يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27]. وَأمَّا الفاجِرُ فإذا كان في قُبُلٍ مِنَ الآخِرةِ وانقِطاعٍ مِنَ الدُّنْيا أَتاهُ مَلَكُ الموْتِ فيَقْعُدُ عندَ رأْسِهِ، وتَنْزِلُ الملائكةُ سُودُ الوجُوهِ، مَعَهُمُ المُسوحُ، فيَقْعُدونَ مِنهُ مَدَّ البَصَرِ، فَيقولُ ملَكُ الموتِ: اخْرُجي أيَّتُها النَّفْسُ الخبيثةُ إلى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وغَضَبٍ». قالَ: «فتَفَرَّقُ في جَسدِهِ، فينقَطِعُ معها العُروقُ والعَصَبُ كما يُستْخرجُ الصُّوفُ الْمَبْلولُ بالسَّفودِ ذي الشُّعَبِ». قالَ: «فَيقُومونَ إليهِ، فلا يَدَعُونَها في يدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فيَصْعَدونَ بها إلى السَّماءِ، فلا يَمُرُّونَ على جُنْدٍ مِنَ الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذه الرُّوحُ الخَبيثةُ؟». قالَ: «فيقولونَ: فُلانٌ بأقْبحِ أسمائهِ». قالَ: «فإذا انتُهيَ بهِ إلى السَّماءِ غُلِّقَتْ دُونَهُ أبْوابُ السَّمواتِ». قالَ: «ويُقالُ: اكتُبوا كِتابَهُ في سِجِّينٍ». قالَ: «ثُمَّ يُقالُ: أَعيدوا عَبْدي إلى الأَرْضِ؛ فإنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي منها خَلَقْتُهُمْ، وفيها أُعيدُهُمْ، ومِنها أُخْرِجُهُمْ تارةً أُخْرى». قالَ: «فَيُرْمى بِروحِهِ حتَّى تَقَعَ في جَسَدِهِ». قالَ: ثُمَّ قَرَأَ: «{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]». قالَ: «فتَأْتيهِ الملائكةُ فيقولونَ: مَنْ رَبُّكَ؟». قالَ: «فيقولُ: لا أدْري، فيُنادي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ أنْ قدْ كَذَبَ فَأَفْرِشوهُ مِنَ النَّارِ، وأَلْبِسوهُ مِنَ النَّارِ، وأَروهُ مَنْزِلَهُ مِنَ النَّارِ». قالَ: «ويُضَيَّقُ عليه قَبرُهُ حتَّى تَخْتَلِفَ فيه أَضْلاعُهُ». قالَ: «ويَأْتيهِ ريحُها وحَرُّها». قالَ: «فيُفْعَلُ به ذلك، ويَمْثُلُ لهُ رَجلٌ قَبيحُ الوَجْهِ، قَبيحُ الثِّيابِ، مُنتِنُ الرِّيحِ، فيقولُ: أَبْشِرْ بالَّذي يَسوؤكَ، هذا يَومُكَ الَّذي كُنتَ تُوعدُ». قالَ: «فيقولُ: مَنْ أنتَ؟ فوَجْهُكَ الوَجْهُ بَشَّرَ بالشَّرِّ». قالَ: «فيقولُ: أنا عَمَلُكَ الخبيثُ». قالَ: «وهو يقولُ: رَبِّ لا تُقِمِ السَّاعَةَ».]
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : البراء | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 114
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - روح الكافر بعد الموت دفن ومقابر - أحوال الميت في القبر دفن ومقابر - عذاب القبر ونعيمه

24 - «لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ ونَفَخَ فيهِ الرُّوحَ عَطَسَ، فقالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ، فحَمِدَ اللهَ بِإذْنِ اللهِ، فقالَ لهُ ربُّهُ: رَحِمَكَ رَبُّكَ يا آدَمُ، وقالَ لهُ: يا آدَمُ، اذْهَبْ إلى أولئكَ الملائكةِ إلى مَلأٍ مِنهُمْ جُلوسٍ، فقُلِ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَذَهَبَ، فقالوا: وَعَلَيْكَ السَّلامُ ورَحْمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ. ثُمَّ رَجَعَ إلى رَبِّهِ، فقالَ: هذه تَحيَّتُكَ وتَحيَّةُ بَنيكَ وبَنيهِمْ، فقالَ اللهُ لهُ ويداهُ مَقْبوضَتانِ: اخْتَرْ أَيَّهُما شِئْتَ، فقالَ: اخْترْتُ يمينَ ربِّي، وكِلتا يَدَيْ رَبِّي يَمينٌ مُبارَكَةٌ. ثُمَّ بَسَطَها، فإذا فيها آدَمُ وذُرِّيَّتُهُ، فقالَ: أَيْ رَبِّ، ما هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء ذُرِّيَّتُكَ، فإذا كُلُّ إنسانٍ مَكتوبٌ عُمْرُهُ بين عَيْنَيْهِ، وإذا فيهِمْ رَجُلٌ أَضْوَؤهُمْ -أَوْ قالَ: مِنْ أَضْوَئهِمْ- لم يُكْتَبْ له إلَّا أَرْبَعينَ سَنةً، قالَ: يا رَبِّ، زِدْ في عُمُرهِ، قالَ: ذاكَ الَّذي كُتِبَ لهُ، قالَ: فإنِّي قدْ جَعَلْتُ له مِنْ عُمْري سِتِّينَ سَنةً، قالَ: أنتَ وذاكَ». قالَ: «ثُمَّ أُسْكِنَ الجَنَّةَ ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ أُهْبِطَ مِنها آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ، فأَتاهُ مَلَكُ المَوْتِ، فقالَ لهُ آدمُ: قدْ عَجِلْتَ؛ قدْ كُتِبَ لي أَلْفُ سَنَةٍ؟ قالَ: بَلَى! ولكِنَّكَ جَعَلْتَ لابْنِكَ داودَ مِنها سِتِّينَ سَنةً، فجَحَدَ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، ونَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُه، فيَوْمَئذٍ أُمِرَ بِالكِتابِ والشُّهودِ».
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم، وله شاهد صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 215 التخريج : أخرجه الترمذي (3368)، وابن حبان (6167) باختلاف يسير، والبخاري (3326) مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: خلف - صفة خلق آدم خلق - خلق آدم أنبياء - داود آداب العطاس - العطاس إيمان - توحيد الأسماء والصفات
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

25 - نحوه [«لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ ونَفَخَ فيهِ الرُّوحَ عَطَسَ، فقالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ، فحَمِدَ اللهَ بِإذْنِ اللهِ، فقالَ لهُ ربُّهُ: رَحِمَكَ رَبُّكَ يا آدَمُ، وقالَ لهُ: يا آدَمُ، اذْهَبْ إلى أولئكَ الملائكةِ إلى مَلأٍ مِنهُمْ جُلوسٍ، فقُلِ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَذَهَبَ، فقالوا: وَعَلَيْكَ السَّلامُ ورَحْمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ. ثُمَّ رَجَعَ إلى رَبِّهِ، فقالَ: هذه تَحيَّتُكَ وتَحيَّةُ بَنيكَ وبَنيهِمْ، فقالَ اللهُ لهُ ويداهُ مَقْبوضَتانِ: اخْتَرْ أَيَّهُما شِئْتَ، فقالَ: اخْترْتُ يمينَ ربِّي، وكِلتا يَدَيْ رَبِّي يَمينٌ مُبارَكَةٌ. ثُمَّ بَسَطَها، فإذا فيها آدَمُ وذُرِّيَّتُهُ، فقالَ: أَيْ رَبِّ، ما هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء ذُرِّيَّتُكَ، فإذا كُلُّ إنسانٍ مَكتوبٌ عُمْرُهُ بين عَيْنَيْهِ، وإذا فيهِمْ رَجُلٌ أَضْوَؤهُمْ -أَوْ قالَ: مِنْ أَضْوَئهِمْ- لم يُكْتَبْ له إلَّا أَرْبَعينَ سَنةً، قالَ: يا رَبِّ، زِدْ في عُمُرهِ، قالَ: ذاكَ الَّذي كُتِبَ لهُ، قالَ: فإنِّي قدْ جَعَلْتُ له مِنْ عُمْري سِتِّينَ سَنةً، قالَ: أنتَ وذاكَ». قالَ: «ثُمَّ أُسْكِنَ الجَنَّةَ ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ أُهْبِطَ مِنها آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ، فأَتاهُ مَلَكُ المَوْتِ، فقالَ لهُ آدمُ: قدْ عَجِلْتَ؛ قدْ كُتِبَ لي أَلْفُ سَنَةٍ؟ قالَ: بَلَى! ولكِنَّكَ جَعَلْتَ لابْنِكَ داودَ مِنها سِتِّينَ سَنةً، فجَحَدَ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، ونَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُه، فيَوْمَئذٍ أُمِرَ بِالكِتابِ والشُّهودِ»]
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 216 التخريج : أخرجه الترمذي (3368)، وابن حبان (6167) باختلاف يسير، والبخاري (3326) مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: خلق - خلق آدم أنبياء - داود آداب العطاس - تشميت العاطس إيمان - توحيد الأسماء والصفات
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - عنْ شَريكِ بنِ شِهابٍ، قالَ: كُنتُ أَتَمنَّى أنْ أَرى رَجلًا مِن أَصْحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحدِّثُني عنِ الخوارجِ، قالَ: فلَقيتُ أبا بَرْزَةَ في يومِ عَرَفَةَ في نَفَرٍ مِن أصحابِهِ، فقلتُ: يا أبا بَرْزَةَ، حدِّثْنا بشيءٍ سَمِعْتَهُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في الخوارِجِ، قالَ: أُحدِّثُكَ ما سَمِعَتْ أُذُنايَ، ورَأَتْ عينايَ، أُتيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بدَنانيرَ مِن أرضٍ، فكان يَقسِمُها وعندَهُ رَجلٌ أَسودُ مَطْمومُ الشَّعرِ ، عليه ثَوْبانِ أَبْيَضانِ، بيْنَ عينيهِ أَثَرُ السُّجودِ ، فتَعَرَّضَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَتاهُ مِن قِبَلِ وَجهِه، فلمْ يُعطِهِ شيئًا، فأَتاهُ مِن قِبَلِ شِمالِه، فلمْ يُعطِهِ شيئًا، فأَتاهُ مِن خَلفِه، فقالَ: واللهِ يا مُحمَّدُ، ما عَدَلْتَ منذ اليومِ في القِسْمَةِ. فغَضِبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: لا تَجِدونَ بَعْدي أَحدًا أَعْدَلَ عليكم مِنِّي. قالَها ثلاثًا، ثُمَّ قالَ: يَخرُجُ مِن قِبَلِ المَشْرِقِ قومٌ كأنَّ هَدْيَهُم هكذا يَقرَؤونَ القرآنَ، لا يُجاوِزُ تَراقِيَهُم ، يَمرُقونَ مِن الدِّينِ كما يَمرُقُ السَّهمُ مِن الرَّميَّةِ ، ثُمَّ لا يَرجِعونَ إليه -ووَضَعَ يدَهُ على صدْرِه- سيماهُم التَّحْليقُ ، لا يَزالونَ يَخرُجونَ حتَّى يَخرُجَ آخِرُهم، فإذا رَأَيْتُموهُم فاقْتُلوهُم -قالَها حمَّادٌ ثلاثًا- هُم شَرُّ الخَلْقِ والخَليقةِ. قالَها حمَّادٌ ثلاثًا، وقالَ: قالَ أيضًا: لا يَرجِعونَ فيه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : أبو برزة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2683 التخريج : أخرجه النسائي (4103)، وأحمد (19783)، والبزار (3846) جميعا بنحوه.
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - مجانبة أهل الأهواء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات اعتصام بالسنة - الخوارج والمارقين حدود - قتل الخوارج وأهل البغي قرآن - أقوام يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم
|أصول الحديث

27 - يَجمَعُ اللهُ النَّاسَ يَومَ القيامةِ فيُنادي مُنادٍ: يا أيُّها النَّاسُ، ألمْ تَرضَوا مِن ربِّكم الَّذي خَلَقَكم وصَوَّركم ورزَقَكم أنْ يُولِيَ كلَّ إنسانٍ ما كان يَعبُدُ في الدُّنيا ويَتولَّى؟ أليْس ذلكَ عدْلٌ مِن ربِّكم؟ قالوا: بَلى، قال: فيَنطلِقُ كلُّ إنسانٍ منكمْ إلى ما كان يَتولَّى في الدُّنيا، ويُمثَّلُ لهمْ ما كانوا يَعبُدون في الدُّنيا، وقال: يُمثَّل لمَن كان يَعبُدُ عِيسى شَيطانُ عِيسى، ويُمثَّلُ لمَن كان يَعبُدُ عُزيرًا شَيطانُ عُزَيرٍ، حتَّى يُمثَّلَ لهم الشَّجرُ والعُودُ والحَجرُ، ويَبْقى أهلُ الإسلامِ جُثومًا، فيَقولُ لهم: ما لكمْ لا تَنطلِقون كما انطلَقَ النَّاسُ؟ فيَقولون: إنَّ لنا ربًّا ما رَأيْناه بعْدُ، قال: فيَقولُ: فبِمَ تَعرفِون ربَّكم إنْ رَأيْتُموه؟ قالوا: بيْننا وبيْنه عَلامةٌ إنْ رَأيْناه عَرَفْناه، قال: وما هي؟ قالوا: فيُكشَفُ عن ساقٍ، قال: فيَحْني كلُّ مَن كان لِظَهْرٍ طبَقَ ساجدًا، ويَبْقى قومٌ ظُهورُهم كصَياصِي بَقرٍ، يُريدون السُّجودَ فلا يَستطِيعون، قال: ثمَّ يُؤمَرون فيَرفَعون رُؤوسَهم، فيُعطَون نُورَهم على قدْرِ أعمالِهم؛ فمنْهم مَن يُعطَى نُورَه مِثلَ الجبَلِ بيْن يَدَيه، ومنْهم مَن يُعطَى نُورَه دونَ ذلكَ، ومنْهم مَن يُعطَى نُورَه مِثلَ النَّخلةِ بيَمينِه، ومنْهم مَن يُعطى دونَ ذلكَ، حتَّى يكونَ آخِرُ ذلكَ يُعطَى نُورَه على إبهامِ قَدَمِه، يُضِيءُ مرَّةً ويُطفِئُ مرَّةً، فإذا أضاء قدَّمَ قَدَمَه، وإذا طُفِئَ قامَ، فيَمُرُّون على الصِّراطِ، والصِّراطُ كحَدِّ السَّيفِ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ ، قال: فيُقالُ: انْجُوا على قدْرِ نُورِكم؛ فمنْهم مَن يَمُرُّ كانقضاضِ الكوْكبِ، ومنْهم مَن يَمُرُّ كالرِّيحِ، ومنْهم مَن يَمُرُّ كشَدِّ الرَّجلِ ويَرمُلُ رَمَلًا، فيَمُرُّون على قدْرِ أعمالِهِم، حتَّى يَمُرَّ الَّذي نُورُه على إبهامِ قَدَمهِ يَجُرُّ يدًا ويُعلِّقً يدًا، ويَجُرُّ رِجلًا ويُعلِّقُ رِجلًا، فتُصيبُ جَوانبَه النَّارَ، قال: فيَخلُصون، فإذا خَلَصوا، قالوا: الحمدُ للهِ الَّذي نجَّانا منكِ بعْدَ إذ رَأيْناكِ؛ فقدْ أعْطانا اللهُ ما لم يُعطِ أحدًا، فيَنطلِقون إلى ضَحضاحٍ عندَ بابِ الجنَّةِ، وهو مُصْفَقٌ مَنزلًا في أدْنى الجنَّةِ، فيَقولُون: ربَّنا أعْطِنا ذلكَ المنزِلَ، قال: فيَقولُ لهم: تَسْألوني الجنَّةَ وهو مُصْفَقٌ، وقدْ أنْجَيْتُكم مِنَ النَّارِ، هذا البابُ لا يَسْمَعون حَسِيسَها، فيَقولُ لهم: لعلَّكم إنْ أُعطِيتُموه أنْ تَسألوني غيْرَه، قال: فيَقولُ: لا وعِزَّتِكَ لا نَسألُكَ غيْرَه، وأيُّ مَنزِلٍ يكونُ أحسَنَ منه؟ قال: فيُعطُوه ثمَّ يَسكُتون، قال: فيُقالُ لهم: ما لكمْ لا تَسأَلون؟ فيَقولُون: ربَّنا قدْ سَألْنا حتَّى استَحْيَينا، قال: فيَقولُ لهم: ألمْ تَرضَوا أنِّي أعطَيْتُكم مِثلَ الدنُّيا منذُ يومِ خَلقْتُها إلى يومِ أفْنَيْتُها، وعَشَرةَ أضعافِها؟ قال: قال مَسروقٌ: فما بلَغَ عبدُ اللهِ هذا المكانَ مِنَ الحديثِ إلَّا ضَحِك، قال: فقال له رجُلٌ: يا أبا عبْدَ الرَّحمنِ، لَقدْ حدَّثْتَ بهذا الحديثِ مِرارًا، فما بلَغْتَ هذا المكانَ مِن هذا الحديثِ إلَّا ضَحِكتَ، قال: فقال عبْدُ اللهِ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحدِّثُ بهذا الحديثِ مِرارًا، فما بلَغَ هذا المكانَ مِن هذا الحديثِ إلَّا ضَحِك حتَّى تَبْدوَ لَهواتُه ويَبدُوَ آخِرُ ضَرسٍ مِن أضراسِه؛ لقولِ إنسانٍ قال: [أتَهزَأُ بي وأنتَ الملِكُ؟! قال:] فيَقولُ الرَّبُّ تَبارَك وتعالَى: لا، ولكنِّي على ذلكَ قادرٌ، فسَلُوني، قال: فيَقولُون: ربَّنا ألْحِقْنا بالنَّاسِ [فيَقولُ لهم: الْحَقُوا بالنَّاسِ]، قال: فيَنطلِقون يَرمُلون في الجنَّةِ، حتَّى يَبدُوَ للرَّجلِ منْهم قصْرٌ مِن دُرَّةٍ مُجوَّفةٍ، قال: فيَخِرُّ ساجدًا، قال: فيُقالُ له: ارفَعْ رأْسَكَ، فيَرفَعُ رأْسَه، فيُقالُ: إنَّما هذا مَنزِلٌ مِن مَنازلِكَ، قال: فيَنطلِقُ فيَستقبِلُه رجُلٌ، فيَقولُ: أنتَ مَلَكٌ أو مَلِكٌ؟ فيُقالُ: إنَّما ذلكَ قَهْرمانٌ مِن قَهارِمتِك على هذا القصْرِ، تحْتَ يَدِي ألْفُ قَهْرمانٍ ، كلُّهم على ما أنا عليهِ، قال: فيَنطلِقُ به عِندَ ذلكَ حتَّى يَفتَحَ القصْرَ، وهو دُرَّةٌ مُجوَّفةٌ؛ سَقايفُها وأبوابُها وأغلاقُها ومَفاتيحُها منها، فيَفتَحُ له القصْرُ، فيَستقبِلُه جَوهرةٌ خَضْراءُ مُبطَّنةٌ بحَمْراءَ سَبْعون ذِراعًا فيها، فيها سِتُّونَ بابًا، كلُّ بابٍ يُفْضي إلى جَوهرةٍ واحدةٍ على غيرِ لَونِ صاحبتِها، في كلِّ جَوهرةٍ سُرَرٌ وأزواجٌ وتَصاريفُ -أو قال: ووَصائفُ- قال: فيَدخُلُ، فإذا هو بحَوْراءَ عَيْناءَ، عليها سَبعونَ حُلَّةً ، يُرَى مُخُّ ساقِها مِن وَراءِ حُلَلِها، كَبِدُها مِرآتُه، وكَبِدُه مِرآتُها، إذا أعرَضَ عنها إعراضةً ازدادتْ في عَينِه سَبعينَ ضِعفًا عمَّا كان قبْلَ ذلكَ، فيَقولُ: لَقدِ ازددْتِ في عَيْني سَبعينَ ضِعفًا، وتقولُ له مِثلَ ذلك، قال: فيُشرِفُ ببَصرِه على مُلكِه مَسيرةَ مائةِ عامٍ. قال: فقالَ عُمرُ عندَ ذلكَ: يا كَعبُ، ألَا تَسمَعُ إلى ما يُحدِّثُنا ابنُ أُمِّ عبْدٍ عن أدْنى أهلِ الجنَّةِ ما له؟ فكيْف بأعْلاهم؟! قال: يا أميرَ المُؤمنينَ، ما لا عَينٌ رأَتْ، ولا أُذنٌ سَمِعتْ؛ إنَّ اللهَ كان فوْقَ العرشِ والماءِ، فخَلَق لِنفسِه دارًا بيَدِه، فزيَّنَها بما شاء، وجعَلَ فيها مِنَ الثَّمراتِ والشَّرابِ، ثمَّ أطْبَقَها، فلم يَرَها أحدٌ مِن خَلقِه منذُ يومِ خَلَقَها؛ لا جِبريلُ ولا غيرُه مِنَ الملائكةِ، ثمَّ قرَأَ كَعبٌ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]، وخلَقَ دونَ ذلكَ جنَّتَينِ، فزيَّنَهما بما شاء، وجعَلَ فيهما ما ذَكَر مِنَ الحريرِ والسُّندسِ والإسْتَبرقِ، وأَراهما مَن شاء مِن خَلقِه مِنَ الملائكةِ، فمَن كان كِتابُه في عِلِّيِّينَ يَرى في تلكَ الدَّارِ، فإذا ركِبَ الرَّجلُ مِن أهلِ عِلِّيِّين في مِلكِه بيْن خَيمةٍ مِن خِيامِ الجنَّةِ إلَّا دَخَلَها مِن ضَوءِ وَجْهِه، حتَّى إنَّهم يَسْتنشِقون رِيحَه ويَقولونَ: واهًا لهذهِ الرِّيحِ الطَّيِّبةِ! ويَقولون: لَقدْ أشرَفَ علينا اليومَ رجُلٌ مِن أهلِ عِلِّيِّينَ . فقال عمرُ: وَيْحَكَ يا كَعبُ! إنَّ هذه القلوبَ قدِ اسْتَرْسَلَت فاقْبِضْها، فقال كَعبٌ: يا أميرَ المُؤمنينَ، إنَّ لِجَهنَّمَ زَفرةً ما مِن مَلَكٍ مُقرَّبٍ ولا نَبيٍّ إلَّا يَخِرُّ لِرُكبَتَيه حتَّى يَقولَ إبراهيمُ خَليلُ اللهِ: رَبِّ نفْسي نفْسي، وحتَّى لوْ كان لكَ عمَلُ سَبعينَ نبيًّا إلى عَملِكَ لَظنَنْتَ ألَّا [تَنجُوَ] منها.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8977
التصنيف الموضوعي: قيامة - الصراط إيمان - الشرك ظلم عظيم إيمان - اليوم الآخر إيمان - عظمة الله وصفاته قيامة - أهوال يوم القيامة

28 - نَحْو [عنْ زاذانَ أَبي عُمرَ قالَ: سَمِعْتُ البَراءَ بْنَ عازِبٍ يقولُ: خَرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جِنازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ فانْتَهَيْنا إلى القَبْرِ، ولَمَّا يُلْحَدْ بَعْدُ، قالَ: فَقَعَدْنا حَوْلَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَجَعَلَ ينْظُرُ إلى السَّماءِ وينْظُرُ إلى الأرْضِ، وجَعَلَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ ويَخفِضُهُ ثلاثًا، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عذابِ القَبْرِ». ثُمَّ قالَ: «إنَّ الرَّجُلَ المسْلِمَ إذا كان في قُبُلٍ مِنَ الآخِرَةِ وانقِطاعٍ مِنَ الدُّنْيا جاءَ مَلَكُ الموْتِ فقَعَدَ عندَ رَأْسِهِ، وتَنزِلُ ملائكَةٌ مِنَ السَّماءِ كأَنَّ وُجوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ أَكْفانٌ مِنْ أَكْفانِ الجَنَّةِ وحَنوطٌ مِنْ حَنوطِ الجَنَّةِ، فَيَقْعُدونَ مِنْه مَدَّ البَصَرِ». قالَ: «فَيقولُ مَلَكُ الموتِ: أَيَّتُها النَّفْسُ الطَّيِّبةُ، اخْرُجي إلى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ». قالَ: «فَتَخْرُجُ تَسيلُ كما تَسيلُ القَطْرةُ مِنَ السِّقاءِ، فلا يَترُكونَها في يدِهِ طرْفَةَ عَيْنٍ، فيَصْعَدونَ بها إلى السَّماءِ، فلا يَمُرُّونَ بها على جُنْدٍ مِنَ الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذه الرُّوحُ الطَّيِّبةُ؟ فيقولونَ: فُلانٌ بأَحْسَنِ أسْمائهِ، فإذا انتَهى إلى السَّماءِ فُتِحَتْ لهُ أبوابُ السَّماءِ، ثُمَّ يُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سماءٍ مُقَرَّبوها إلى السَّماءِ الَّتي تَليها، حتَّى يَنْتَهِيَ إلى السَّماءِ السَّابِعَةِ، ثُمَّ يُقالُ: اكتُبوا كِتابَهُ في عِلِّيِّينَ ، ثُمَّ يُقالُ: أرْجِعوا عَبْدي إلى الأَرْضِ، فإنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي مِنْها خَلَقْتُهُمْ وفيها أُعيدُهُمْ، ومِنْها أُخْرِجُهُمْ تارةً أُخْرَى، فتُرَدُّ رُوحُهُ إلى جَسَدِهِ، فَتَأْتيهِ الملائكةُ فيَقُولونَ: مَنْ رَبُّكَ؟ قالَ: فيقولُ: اللهُ، فيقولونَ: ما دِينُكَ؟ فيقولُ: الإسْلامُ، فيقولونَ: ما هذا الرَّجلُ الَّذي خرَجَ فيكُمْ؟». قالَ: «فيقولُ: رسولُ اللَّهِ». قالَ: «فيقولونَ: وما يُدْريكَ؟». قالَ: «فيقولُ: قَرَأْتُ كِتابَ اللهِ فآمَنْتُ بهِ وصدَّقْتُ». قالَ: «فيُنادِي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ أنْ صَدَقَ فَأَفْرِشوهُ مِنَ الجنَّةِ وأَلْبِسوهُ مِنَ الجَنَّةِ، وأَروهُ مَنْزِلَهُ مِنَ الجنَّةِ». قالَ: «ويُمَدُّ لهُ في قَبْرِهِ ويَأْتيهِ رَوْحُ الجَنَّةِ ورَوْحُها». قالَ: «فيُفْعَلُ ذلك بِهِ، ويَمثُلُ لهُ رجُلٌ حَسَنُ الوَجْهِ حَسَنُ الثِّيابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فيقولُ لهُ: أَبْشِرْ بالَّذي يَسُرُّكَ، هذا يَوْمُكَ الَّذي كنتَ توعَدُ، فيقولُ: مَنْ أنتَ، فَوَجْهُكَ وَجْهٌ يُبَشِّرُ بالخيرِ؟». قالَ: «فيقولُ أنا عَمَلُكَ الصَّالِحُ»، قالَ: «فهو يقولُ: رَبِّ أَقِمِ السَّاعةَ كيْ أرْجِعَ إلى أهْلي وَمالي». ثُمَّ قَرَأَ: «{يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27]. وَأمَّا الفاجِرُ فإذا كان في قُبُلٍ مِنَ الآخِرةِ وانقِطاعٍ مِنَ الدُّنْيا أَتاهُ مَلَكُ الموْتِ فيَقْعُدُ عندَ رأْسِهِ، وتَنْزِلُ الملائكةُ سُودُ الوجُوهِ، مَعَهُمُ المُسوحُ، فيَقْعُدونَ مِنهُ مَدَّ البَصَرِ، فَيقولُ ملَكُ الموتِ: اخْرُجي أيَّتُها النَّفْسُ الخبيثةُ إلى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وغَضَبٍ». قالَ: «فتَفَرَّقُ في جَسدِهِ، فينقَطِعُ معها العُروقُ والعَصَبُ كما يُستْخرجُ الصُّوفُ الْمَبْلولُ بالسَّفودِ ذي الشُّعَبِ». قالَ: «فَيقُومونَ إليهِ، فلا يَدَعُونَها في يدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فيَصْعَدونَ بها إلى السَّماءِ، فلا يَمُرُّونَ على جُنْدٍ مِنَ الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذه الرُّوحُ الخَبيثةُ؟». قالَ: «فيقولونَ: فُلانٌ بأقْبحِ أسمائهِ». قالَ: «فإذا انتُهيَ بهِ إلى السَّماءِ غُلِّقَتْ دُونَهُ أبْوابُ السَّمواتِ». قالَ: «ويُقالُ: اكتُبوا كِتابَهُ في سِجِّينٍ». قالَ: «ثُمَّ يُقالُ: أَعيدوا عَبْدي إلى الأَرْضِ؛ فإنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي منها خَلَقْتُهُمْ، وفيها أُعيدُهُمْ، ومِنها أُخْرِجُهُمْ تارةً أُخْرى». قالَ: «فَيُرْمى بِروحِهِ حتَّى تَقَعَ في جَسَدِهِ». قالَ: ثُمَّ قَرَأَ: «{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]». قالَ: «فتَأْتيهِ الملائكةُ فيقولونَ: مَنْ رَبُّكَ؟». قالَ: «فيقولُ: لا أدْري، فيُنادي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ أنْ قدْ كَذَبَ فَأَفْرِشوهُ مِنَ النَّارِ، وأَلْبِسوهُ مِنَ النَّارِ، وأَروهُ مَنْزِلَهُ مِنَ النَّارِ». قالَ: «ويُضَيَّقُ عليه قَبرُهُ حتَّى تَخْتَلِفَ فيه أَضْلاعُهُ». قالَ: «ويَأْتيهِ ريحُها وحَرُّها». قالَ: «فيُفْعَلُ به ذلك، ويَمْثُلُ لهُ رَجلٌ قَبيحُ الوَجْهِ، قَبيحُ الثِّيابِ، مُنتِنُ الرِّيحِ، فيقولُ: أَبْشِرْ بالَّذي يَسوؤكَ، هذا يَومُكَ الَّذي كُنتَ تُوعدُ». قالَ: «فيقولُ: مَنْ أنتَ؟ فوَجْهُكَ الوَجْهُ بَشَّرَ بالشَّرِّ». قالَ: «فيقولُ: أنا عَمَلُكَ الخبيثُ». قالَ: «وهو يقولُ: رَبِّ لا تُقِمِ السَّاعَةَ»] إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " ارْقُدْ رَقْدَةَ الْمُتَّقِينَ، لِلْمُؤْمِنِ الْأَوَّلِ، وَيُقَالُ لِلْفَاجِرِ: ارْقُدْ مَنْهُوشًا، فَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا وَلَهَا فِي جَسَدِهِ نَصِيبٌ
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 108 التخريج : أخرجه البيهقي في ((إثبات عذاب القبر)) (28) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة إبراهيم إيمان - الملائكة إيمان - فتنة القبر وسؤال الملكين جنائز وموت - روح الكافر بعد الموت جنائز وموت - روح المؤمن بعد الموت
|أصول الحديث

29 - إنِّي لَجالِسٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ، إذ أتاهُ تِسْعةُ رَهطٍ، فقالوا: يا أبا عبَّاسٍ، إمَّا أنْ تَقومَ معَنا، وإمَّا أنْ تَخْلوَ بنا من بيْنِ هؤلاء، قالَ: فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: بل أنا أقومُ معَكم، قالَ: وهو يومَئذٍ صَحيحٌ قبلَ أنْ يَعْمى، قالَ: فابْتَدَؤوا فتَحَدَّثوا، فلا نَدْري ما قالوا، قالَ: فجاءَ يَنفُضُ ثَوبَه ويَقولُ: أُفٍّ وتُفٍّ، وَقَعوا في رَجلٍ له بِضْعَ عَشْرةَ فَضائلَ ليسَتْ لأحَدٍ غَيرِه، وَقَعوا في رَجلٍ قالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأبعَثَنَّ رَجلًا لا يُخْزيهِ اللهُ أبدًا، يحِبُّ اللهَ ورَسولَه، ويحِبُّه اللهُ ورَسولهُ»، فاستَشرَفَ لها مُستَشرِفٌ، فقالَ: «أين عَليٌّ؟» فقالوا: إنَّه في الرَّحى يَطحَنُ، قالَ: «وما كان أحَدُهم ليَطحَنَ»، قالَ: فجاءَ وهو أرْمَدُ لا يَكادُ أنْ يُبصِرَ، قالَ: فنفَثَ في عَينَيْه، ثمَّ هزَّ الرَّايةَ ثَلاثًا فأعْطاها إيَّاه، فجاءَ عَليٌّ بصَفيَّةَ بنتِ حُيَيٍّ، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: ثمَّ بعَثَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فُلانًا بسورةِ التَّوبةِ، فبعَثَ عَليًّا خَلفَه فأخَذَها منه، وقالَ: «لا يذهَبْ بها إلَّا رَجلٌ هو منِّي وأنا منه»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبَني عمِّه: «أيُّكم يُوالِيني في الدُّنْيا والآخِرةِ؟» قالَ: وعَليٌّ جالِسٌ معَهم، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأقبَلَ على رَجلٍ منهم، فقالَ: «أيُّكم يُوالِيني في الدُّنيا والآخِرةِ؟» فأبَوْا ، فقالَ لعَليٍّ: «أنتَ وَليِّي في الدُّنيا والآخِرةِ»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وكانَ عَليٌّ أوَّلَ مَن آمَنَ منَ النَّاسِ بعدَ خَديجةَ رَضيَ اللهُ عنها، قالَ: وأخَذَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَوبَه فوضَعَه على عَليٍّ وفاطِمةَ وحسَنٍ وحُسَينٍ وقالَ: "{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: «وشَرى عَليٌّ نَفْسَه، فلبِسَ ثَوبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ نامَ في مَكانِه»، قالَ: ابنُ عبَّاسٍ، "وكانَ المُشْرِكونَ يَرْمونَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه وعَليٌّ نائمٌ، قالَ: وأبو بَكرٍ يحسَبُ أنَّه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فقالَ: يا نَبيَّ اللهِ، فقالَ له عَليٌّ: إنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدِ انطَلَقَ نحوَ بِئرِ مَيْمونٍ فأدْرِكْه، قالَ: فانطَلَقَ أبو بَكرٍ فدخَلَ معَه الغارَ، قالَ: وجعَلَ عَليٌّ رَضيَ اللهُ عنه يُرْمى بالحِجارةِ كما كانَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَتضوَّرُ ، وقد لفَّ رأْسَه في الثَّوبِ لا يُخرِجُه حتَّى أصبَحَ، ثمَّ كشَفَ عن رأْسِه فقالوا: إنَّكَ لَلَئيمٌ، وكانَ صاحِبُكَ لا يَتضوَّرُ ، ونحن نَرْميه، وأنتَ تَتضوَّرُ، وقدِ استَنكَرْنا ذلك"، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وخرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوةِ تَبوكَ ، وخرَجَ بالنَّاسِ معَه، قالَ: فقالَ له عَليٌّ: أخرُجُ معَكَ؟ قالَ: فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا». فبَكَى عَليٌّ فقالَ له: «أمَا تَرْضى أنْ تَكونَ منِّي بمَنزِلةِ هارونَ من موسَى، إلَّا أنَّه ليسَ بَعْدي نَبيٌّ، إنَّه لا يَنبَغي أنْ أذهَبَ إلَّا وأنتَ خَليفَتي»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أنتَ وَليُّ كلِّ مُؤمِنٍ بَعْدي ومُؤمِنةٍ»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: «وسدَّ رَسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبْوابَ المَسجِدِ غيرَ بابِ عَليٍّ، فكانَ يَدخُلُ المَسجِدَ جُنُبًا، وهو طَريقُه ليس له طَريقٌ غَيرُه»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَن كنْتُ مَوْلاه، فإنَّ مَوْلاه عَليٌّ»، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقد أخبَرَنا اللهُ عزَّ وجلَّ في القُرآنِ أنَّه رَضيَ عن أصْحابِ الشَّجَرةِ، فعلِمَ ما في قُلوبِهم، فهل أخبَرَنا أنَّه سخِطَ عليهم بعدَ ذلك، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وقالَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه حينَ قالَ: ائذَنْ لي فأضرِبَ عُنقَه، قالَ: "وكنْتَ فاعِلًا، وما يُدْريكَ لعَلَّ اللهَ اطَّلعَ على أهْلِ بَدرٍ، فقالَ: اعْمَلوا ما شِئْتُم.

30 - عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه كَتَب إلى أهلِ اليَمَنِ بكِتابٍ فيه الفَرائضُ، والسُّنَنُ، والدِّيَاتُ، وبَعَث مع عَمرِو بنِ حَزمٍ، فقُرِئَت على أهلِ اليَمَنِ، وهذه نُسخَتُها: بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ ، من مُحَمَّدٍ النَّبيِّ إلى شُرَحْبيلَ بنِ عَبدِ كُلالٍ، والحارِثِ بنِ عَبدِ كُلالٍ، ونُعَيمِ بنِ عَبدِ كُلالِ قَيلِ ذي رُعَينٍ، ومَعافِرَ، وهَمْدانَ، أما بعد: فقد رَجَع رَسولُكم، وأعطَيتُم منَ المَغانِمِ خُمُسَ اللهِ، وما كَتَب اللهُ على المُؤمِنين منَ العُشرِ في العَقَارِ ما سَقتِ السَّماءُ، أو كان سَيحًا، أو كان بَعلًا ففيه العُشرُ إذا بَلَغت خَمسةَ أوسُقٍ ، وما سُقِي بالرَّشاءِ والدَّالِيةِ ففيه نِصفُ العُشرِ إذا بَلَغ خَمسةَ أوسُقٍ ، وفي كلِّ خَمسٍ منَ الإِبِلِ سائمةً شاةٌ إلى أن تَبلُغَ أربَعًا وعِشرين، فإذا زادت واحِدةً على أربَعٍ وعِشرين ففيها ابنةُ مَخاضٍ، فإن لم توجُدِ ابنةُ مَخاضٍ فابنُ لَبونٍ ذَكَرٌ إلى أن تَبلُغَ خَمسةً وَثلاثين، فإذا زادت على خَمسةٍ وَثلاثين واحِدةً ففيها ابنَةُ لَبونٍ إلى أن تَبلُغَ خَمسةً وأربَعين، فإن زادت واحِدةً على خَمسةٍ وأربَعين ففيها حِقَّةٌ طَروقةُ الفَحلِ إلى أن تَبلُغَ سِتِّين، فإن زادت على سِتِّين واحِدةً ففيها جَذَعةٌ إلى أن تَبلُغَ خَمسًة وسَبعين، فإن زادت على خَمسةٍ وسَبعين واحِدةً ففيها ابنةُ لَبونٍ إلى أن تَبلُغَ تِسعين، فإنْ زادت واحِدةً على تِسعين ففيها حِقَّتان طَروقَتا الجَمَلِ إلى أن تَبلُغَ عِشرين ومِئَةً، فما زادت على عِشرين ومِئَةً ففي كلِّ أربَعين ابنةُ لَبونٍ ، وفي كلِّ خَمسين حِقَّةٌ طَروقةُ الجَمَلِ، وفي كلِّ ثَلاثين باقورةً تَبيعٌ جَذَعٌ أو جَذَعةٌ ، وفي كلِّ أربَعين باقورةً بَقَرةٌ، وفي كلِّ أربَعين شاةً سائمةً شاةٌ إلى أن تَبلُغَ عِشرين ومِئَةً، فإن زادت على العِشرين ومِئَةٍ واحِدةً ففيها شاتانِ إلى أن تَبلُغَ مِئَتَينِ، فإن زادت واحِدةً ففيها ثَلاثُ شِياهٍ إلى أن تَبلُغَ ثَلاثَمِئَةٍ، فإن زادت فما زاد ففي كلِّ مِئَةِ شاةٍ شاةٌ، ولا يُؤخَذُ في الصَّدَقِة هَرِمةٌ ولا عَجْفاءُ، ولا ذاتُ عَوارٍ، ولا تَيسُ الغَنَمِ إلَّا أن يَشاءَ المُصَّدِّقُ، ولا يُجمَعُ بيْنَ مُتَفَرِّقٍ، ولا يُفَرَّقُ بيْنَ مُجَتِمٍع خِيفةَ الصَّدَقةِ، وما أُخِذ منَ الخَليطَينِ فإنَّهُما يَتَراجَعانِ بيْنَهما بالسَّوِيَّةِ، وفي كلِّ خَمسِ أواقٍ منَ الوَرِقِ خَمسةُ دَراهِمَ، وما زاد ففي كلِّ أربَعين دِرهَمًا دِرهَمٌ، وليس فيما دُونَ خَمسِ أواقٍ شَيءٌ، وفي كلِّ أربعين دينارًا دينارٌ، إنَّ الصَّدَقةَ لا تَحِلُّ لمُحَمَّدٍ، ولا لأهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ، إنَّما هي الزَّكاةُ تُزَكَّى بها أنفُسُهم ولفُقَراءِ المُؤمِنين، وفي سَبيلِ اللهِ، وابنِ السَّبيلِ، وليس في رَقيقٍ، ولا مَزرعةٍ، ولا عُمَّالِها شَيءٌ إذا كانتْ تُؤَدَّى صَدَقَتُها منَ العُشرِ، وأنَّه ليس في عَبدٍ مُسلِمٍ ولا في فَرَسِه شَيءٌ قالَ: وكان في الكِتابِ: إنَّ أكبَرَ الكَبائرِ عِندَ اللهِ يَومَ القِيامةِ إشراكٌ باللهِ، وقَتلُ النَّفسِ المُؤمِنِ بغَيرِ حَقٍّ، والفِرارُ في سَبيلِ اللهِ يَومَ الزَّحفِ، وعُقوقُ الوالِدَينِ، ورَميُ المُحصَنةِ، وتَعَلُّمُ السِّحرِ، وأكلُ الرِّبا ، وأكلُ مالِ اليَتيمِ، وأنَّ العُمرةَ الحَجُّ الأصغرُ، ولا يَمَسَّ القُرآنَ إلَّا طاهرٌ، ولا طَلاقَ قَبْلَ إملاكٍ، ولا عَتاقَ حتَّى يَبتاعَ، ولا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ منكم في ثَوبٍ واحِدٍ وشِقُّه بادي، ولا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ منكم عاقِصٌ شَعَرَه، ولا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ منكم في ثَوبٍ واحِدٍ ليس على مَنكِبه شَيءٌ. وكان في الكِتابِ: أنَّ مَنِ اعتَبَط مُؤمِنًا قَتلًا عنْ بَيِّنةٍ فله قَوَدٌ إلَّا أن يَرضى أولِياءُ المَقتولِ، وإنَّ في النَّفسِ الدِّيَةَ مِئَةً منَ الإِبِلِ، وفي الأنفِ الَّذي أُوعِبَ جَدْعُه الدِّيَةُ، وفي اللِّسانِ الدِّيَةُ، وفي الشَّفَتَينِ الدِّيَةُ، وفي البَيضَتَينِ الدِّيَةُ، وفي الذَّكَرِ الدِّيَةُ، وفي الصُّلْبِ الدِّيَةُ، وفي العَينَينِ الدِّيَةُ، وفي الرِّجْلِ الواحِدةِ نِصفُ الدِّيَةِ، وفي المَأمومةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وفي الجائفةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وفي المُنَقِّلةِ خَمسَ عَشْرةَ منَ الإِبِلِ، وفي كلِّ إصبَعٍ منَ الأصابِعِ منَ اليَدِ والرِّجلِ عَشْرٌ منَ الإِبِلِ، وفي السِّنِّ خَمسٌ منَ الإِبِلِ، وفي المُوضِحةِ خَمسٌ منَ الإِبِلِ، وإنَّ الرَّجُلَ يُقتَلُ بالمَرأِة، وعلى أهلِ الذَّهَبِ ألفُ دينارٍ.