الموسوعة الحديثية


- وقالَ له رَجلٌ: إنَّ عليًّا يقَعُ فيكَ إنَّكَ تخلَّفْتَ عنه، فقالَ سَعدٌ: واللهِ إنَّه لَرأيٌ رأيْتُه، وأخْطأَ رَأْيي، إنَّ عليَّ بنَ أبي طالِبٍ أُعْطيَ ثَلاثًا، لأنْ أكونَ أُعْطيتُ إحْداهنَّ أحَبُّ إليَّ منَ الدُّنْيا وما فيها، لقد قالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ غَديرِ خُمٍّ بعدَ حَمدِ اللهِ والثَّناءِ عليه: «هل تَعلَمونَ أنِّي أوْلى بالمُؤمِنينَ من أنْفُسِهم؟» قُلْنا: نعمْ، قالَ: «اللَّهمَّ مَن كنْتُ مَوْلاه، فعَليٌّ مَوْلاه، اللَّهمَّ والِ مَن وَالاهُ، وعادِ مَن عَاداهُ»، وجِيءَ به يومَ خَيْبرَ وهو أرْمَدُ ما يُبصِرُ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي أرْمَدُ، فتفَلَ في عَينِه، ودَعا له فلم يَرمَدْ حتَّى قُتِلَ، وفُتِحَ عليه خَيْبرُ، وأخرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عمَّه العبَّاسَ وغَيرَه منَ المَسجِدِ، فقالَ له العبَّاسُ: تُخرِجُنا ونحن عصَبَتُكَ وعُمومَتُكَ وتُسكِنُ عَليًّا؟ فقالَ: «ما أنا أُخرِجُكم وأُسكِنُه، ولكنَّ اللهَ أخرَجَكم وأسْكَنَه».