الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ الدُّنيا خَضِرةٌ حُلْوةٌ ، وإنَّ اللهَ مُستَخلِفُكم فيها، فناظِرٌ كيف تَعمَلون، فاتَّقُوا الدُّنيا واتَّقُوا النِّساءَ، ألَا إنَّ لكُلِّ غادِرٍ لواءً يَومَ القيامةِ بقَدْرِ غَدْرَتِه، يُنصَبُ عِندَ اسْتِه يُجْزى به، ولا غادِرَ أعظَمُ من أميرِ عامَّةٍ. ثم ذكَرَ الأخْلاقَ، فقال: يكونُ الرَّجُلُ سَريعَ الغَضَبِ قَريبَ الفَيْئةِ، فهذه بهذه، ويكونُ بَطيءَ الغَضَبِ بَطيءَ الفَيْئةِ، فهذه بهذه، فخَيرُهم بَطيءُ الغَضَبِ سَريعُ الفَيْئةِ، وشَرُّهم سَريعُ الغَضَبِ بَطيءُ الفَيْئةِ. قال: وإنَّ الغَضَبَ جَمْرةٌ في قَلْبِ ابنِ آدَمَ تَتَوقَّدُ، ألَمْ تَرَوْا إلى حُمْرةِ عَيْنَيهِ، وانْتِفاخِ أوْداجِه؟! فإذا وجَدَ أحَدُكم ذلك، فلْيَجلِسْ، أو قال: فلْيُلصَقْ بالأرضِ. قال: ثُمَّ ذكَرَ المُطالَبةَ، فقال: يكونُ الرَّجُلُ حَسَنَ الطَّلَبِ سَيِّئَ القَضاءِ، فهذه بهذه، ويكونُ حَسَنَ القَضاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ، فهذه بهذه، فخَيرُهم الحَسَنُ الطَّلَبِ الحَسَنُ القَضاءِ، وشَرُّهم السَيِّئُ الطَّلَبِ السَّيِّئُ القَضاءِ. ثم قال: إنَّ النَّاسَ خُلِقوا على طَبَقاتٍ، فيُولَدُ الرَّجُلُ مُؤمِنًا، ويَعيشُ مُؤمِنًا، ويَموتُ مُؤمِنًا، ويوُلَدُ الرَّجُلُ كافِرًا، ويَعيشُ كافِرًا، ويَموتُ كافِرًا، ويُولَدُ الرَّجُلُ مُؤمِنًا، ويَعيشُ مُؤمِنًا، ويَموتُ كافِرًا، ويُولَدُ الرَّجُلُ كافِرًا، ويَعيشُ كافِرًا، ويَموتُ مُؤمِنًا. ثم قال في حَديثِه: وما شَيءٌ أفضَلَ من كَلِمةِ عَدْلٍ تُقالُ عِندَ سُلطانٍ جائِرٍ ، فلا يَمنَعَنَّ أحَدَكم اتِّقاءُ النَّاسِ أنْ يَتَكلَّمَ بالحَقِّ إذا رَآهُ أو شَهِدَه. ثُمَّ بَكى أبو سَعيدٍ، فقال: قد واللهِ مَنَعَنا ذلك. قال: وإنَّكم تُتِمُّون سَبعينَ أُمَّةً، أنْتُم خَيرُها، وأكرَمُها على اللهِ. ثم دَنَتِ الشَّمسُ أنْ تَغرُبَ، فقال: وإنَّ ما بَقيَ من الدُّنيا فيما مَضى منها، مِثلُ ما بَقيَ من يَومِكم هذا فيما مَضى منه.

2 - حديثُ صُحُفِ إبراهيمَ الطويلُ: أيُّها الْمَلِكُ المسلَّطُ الْمُبْتَلَى المغرورُ، إنِّي لم أبعَثْكَ لِتَجْمعَ الدُّنيا بعضَها على بعضٍ، ولكنِّي بعثتُكَ لِتَرُدَّ عنِّي دَعوةَ المظلومِ؛ فإنِّي لا أرُدُّها ولو كانت مِنْ كافرٍ. [يعني حديث: ( دخَلْتُ المسجدَ فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ وحدَه قال: ( يا أبا ذرٍّ إنَّ للمسجدِ تحيَّةً وإنَّ تحيَّتَه ركعتانِ فقُمْ فاركَعْهما ) قال: فقُمْتُ فركَعْتُهما ثمَّ عُدْتُ فجلَسْتُ إليه فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّك أمَرْتَني بالصَّلاةِ فما الصَّلاةُ ؟ قال: ( خيرُ موضوعٍ، استكثِرْ أوِ استقِلَّ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أيُّ العملِ أفضَلُ ؟ قال: ( إيمانٌ باللهِ وجهادٌ في سبيلِ اللهِ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ المؤمنينَ أكمَلُ إيمانًا ؟ قال: ( أحسَنُهم خُلقًا ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ المؤمنينَ أسلَمُ ؟ قال: ( مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ الصَّلاةِ أفضَلُ ؟ قال: ( طولُ القُنوتِ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ الهجرةِ أفضَلُ ؟ قال: ( مَن هجَر السَّيِّئاتِ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فما الصِّيامُ ؟ قال: ( فرضٌ مجزئٌ وعندَ اللهِ أضعافٌ كثيرةٌ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ الجهادِ أفضَلُ ؟ قال: ( مَن عُقِر جوادُه وأُهريق دمُه ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ الصَّدقةِ أفضلُ ؟ قال: ( جُهدُ المُقلِّ يُسَرُّ إلى فقيرٍ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ ما أنزَل اللهُ عليك أعظمُ ؟ قال: ( آيةُ الكُرسيِّ ) ثمَّ قال: ( يا أبا ذرٍّ ما السَّمواتُ السَّبعُ مع الكُرسيِّ إلَّا كحلقةٍ مُلقاةٍ بأرضٍ فلاةٍ وفضلُ العرشِ على الكُرسيِّ كفضلِ الفلاةِ على الحلقةِ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ ؟ قال: ( مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الرُّسلُ مِن ذلك ؟ قال: ( ثلاثُمئةٍ وثلاثةَ عشَرَ جمًّا غفيرًا ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ مَن كان أوَّلَهم ؟ قال: ( آدَمُ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أنبيٌّ مرسَلٌ ؟ قال: ( نَعم خلَقه اللهُ بيدِه ونفَخ فيه مِن رُوحِه وكلَّمه قبْلًا ) ثمَّ قال: ( يا أبا ذرٍّ أربعةٌ سُريانيُّونَ: آدمُ وشِيثُ وأخنوخُ وهو إدريسُ وهو أوَّلُ مَن خطَّ بالقلمِ ونوحٌ، وأربعةٌ مِن العربِ: هودٌ وشعيبٌ وصالحٌ ونبيُّك محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كم كتابًا أنزَله اللهُ ؟ قال: ( مئةُ كتابٍ وأربعةُ كُتبٍ أُنزِل على شِيثَ خمسونَ صحيفةً وأُنزِل على أخنوخَ ثلاثونَ صحيفةً وأُنزِل على إبراهيمَ عَشْرُ صحائفَ وأُنزِل على موسى قبْلَ التَّوراةِ عَشْرُ صحائفَ وأُنزِل التَّوراةُ والإنجيلُ والزَّبورُ والقرآنُ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ما كانت صحيفةُ إبراهيمَ ؟ قال: ( كانت أمثالًا كلُّها: أيُّها الملِكُ المسلَّطُ المبتلى المغرورُ إنِّي لم أبعَثْكَ لتجمَعَ الدُّنيا بعضَها على بعضٍ ولكنِّي بعَثْتُك لترُدَّ عنِّي دعوةَ المظلومِ فإنِّي لا أرُدُّها ولو كانت مِن كافرٍ وعلى العاقلِ ما لم يكُنْ مغلوبًا على عقلِه أنْ تكونَ له ساعاتٌ: ساعةٌ يُناجي فيها ربَّه وساعةٌ يُحاسِبُ فيها نفسَه وساعةٌ يتفكَّرُ فيها في صُنعِ اللهِ وساعةٌ يخلو فيها لحاجتِه مِن المطعَمِ والمشرَبِ وعلى العاقلِ ألَّا يكونَ ظاعنًا إلَّا لثلاثٍ: تزوُّدٍ لمعادٍ أو مَرمَّةٍ لمعاشٍ أو لذَّةٍ في غيرِ محرَّمٍ وعلى العاقلِ أنْ يكونَ بصيرًا بزمانِه مُقبِلًا على شأنِه حافظًا لِلسانِه ومَن حسَب كلامَه مِن عملِه قلَّ كلامُه إلَّا فيما يَعنيه ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فما كانت صحفُ موسى ؟ قال: ( كانت عِبَرًا كلُّها: عجِبْتُ لِمَن أيقَن بالموتِ ثمَّ هو يفرَحُ وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالنَّارِ ثمَّ هو يضحَكُ وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالقدرِ ثمَّ هو ينصَبُ عجِبْتُ لِمن رأى الدُّنيا وتقلُّبَها بأهلِها ثمَّ اطمَأنَّ إليها وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالحسابِ غدًا ثمَّ لا يعمَلُ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أوصِني قال: ( أوصيك بتقوى اللهِ فإنَّه رأسُ الأمرِ كلِّه ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( عليك بتلاوةِ القرآنِ وذِكْرِ اللهِ فإنَّه نورٌ لك في الأرضِ وذُخرٌ لك في السَّماءِ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني: قال: ( إيَّاك وكثرةَ الضَّحكِ فإنَّه يُميتُ القلبَ ويذهَبُ بنورِ الوجهِ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( عليك بالصَّمتِ إلَّا مِن خيرٍ فإنَّه مَطردةٌ للشَّيطانِ عنك وعونٌ لك على أمرِ دِينِك ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( عليك بالجهادِ فإنَّه رهبانيَّةُ أمَّتي ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( أحِبَّ المساكينَ وجالِسْهم ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( انظُرْ إلى مَن تحتَك ولا تنظُرْ إلى مَن فوقَك فإنَّه أجدرُ ألَّا تزدريَ نعمةَ اللهِ عندَك ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( قُلِ الحقَّ وإنْ كان مُرًّا ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( ليرُدَّك عن النَّاسِ ما تعرِفُ مِن نفسِك ولا تجِدْ عليهم فيما تأتي وكفى بك عيبًا أنْ تعرِفَ مِن النَّاسِ ما تجهَلُ مِن نفسِك أو تجِدَ عليهم فيما تأتي ) ثمَّ ضرَب بيدِه على صدري فقال: ( يا أبا ذرٍّ لا عقلَ كالتَّدبيرِ ولا ورَعَ كالكفِّ ولا حسَبَ كحُسنِ الخُلُقِ )]
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف جدا
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 20/22
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأعلى مظالم - تحريم الظلم مظالم - دعوة المظلوم
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث
 

1 - عن خالِدٍ -أظُنُّه الواسِطيَّ- بإسْنادِهِ ومَعْناه، إلَّا أنَّه قال: فيَقبَلُها اللهُ بيَمينِه. [أي حديثَ: إنَّ أحَدَكم لَيَتَصدَّقُ بالتَّمْرةِ مِنَ الكَسْبِ الطَّيِّبِ، فيَضَعُها في حقِّها، فيَليها اللهُ بيَمينِهِ، ثم ما تَبرَحُ فيُرَبِّيها كأحْسَنِ ما يُرَبِّي أحَدُكم فَلُوَّهُ ، حتى تكونَ مِثلَ الجَبَلِ، أو أعظَمَ من الجَبَلِ]
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 8962 التخريج : أخرجه البخاري (1410)، ومسلم (1014) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: صدقة - الصدقة من الكسب الطيب صدقة - فضل الصدقة والحث عليها آداب عامة - ضرب الأمثال إيمان - الوعد نفقة - الإنفاق في أوجه الخير وفضله
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - عَن جابِرٍ، قال: بَعَثَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأمَّرَ علينا أبا عُبَيدةَ نَتَلَقَّى عيرًا لقُرَيشٍ، وزَوَّدَنا جِرابًا مِن تَمرٍ لم يَجِدْ لَنا غَيرَه، قال: فكانَ أبو عُبَيدةَ يُعطينا تَمرةً تَمرةً، قال: قُلتُ: كَيفَ كُنتُم تَصنَعونَ بها؟ قال: نَمَصُّها كما يَمَصُّ الصَّبيُّ، ثُمَّ نَشرَبُ عليها مِنَ الماءِ، فيَكفينا يَومَنا إلى اللَّيلِ، قال: وكُنَّا نَضرِبُ بعِصيِّنا الخَبَطَ، ثُمَّ نَبُلُّه بالماءِ فنَأكُلُه، قال: وانطَلَقنا على ساحِلِ البَحرِ، فرُفِعَ لَنا على ساحِلِ البَحرِ كَهَيئةِ الكَثيبِ الضَّخمِ، فأتَيناه فإذا هو دابَّةٌ تُدعى العَنبَرَ، قال أبو عُبَيدةَ: مَيتةٌ -قال حَسَنُ بنُ موسى: ثُمَّ قال: لا، بَل نَحنُ رُسُلُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -وقال هاشِمٌ في حَديثِه: قال: لا بَل نَحنُ رُسُلُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفي سَبيلِ اللهِ- وقدِ اضطُرِرتُم فكُلوا، وأقَمنا عليه شَهرًا، ونَحنُ ثَلاثُ مِائةٍ حَتَّى سَمِنَّا، ولَقد رَأيتُنا نَغتَرِفُ مِن وقبِ عَينَيه بالقِلالِ الدُّهنَ، ونَقتَطِعُ منه الفِدَرَ كالثَّورِ -أو كَقدرِ الثَّورِ- قال: ولَقد أخَذَ مِنَّا أبو عُبَيدةَ ثَلاثةَ عَشَرَ رَجُلًا فأقعَدَهم في وقبِ عَينِه، وأخَذَ ضِلعًا مِن أضلاعِه فأقامَها، ثُمَّ رَحَلَ أعظَمَ بَعيرٍ مَعَنا -قال حَسَنٌ: ثُمَّ رَحَلَ أعظَمَ بَعيرٍ كان مَعَنا- فمَرَّ مِن تَحتِها، وتَزَوَّدنا مِن لَحمِه وشائِقَ، فلَمَّا قدِمنا المَدينةَ، أتَينا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فذَكَرنا ذلك لَه، فقال: «هو رِزقٌ أخرَجَه اللهُ لَكُم، فهَل مَعَكُم مِن لَحمِه شَيءٌ فتُطعِمونا؟» قال: فأرسَلنا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منه، فأكَلَه
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 14338 التخريج : -

3 - عن مَسروقٍ، قال: بَينا رَجُلٌ يُحَدِّثُ في المَسجِدِ الأعظَمِ، قال: إذا كان يَومُ القيامةِ نَزَلَ دُخانٌ مِنَ السَّماءِ، فأخَذَ بأسماعِ المُنافِقينَ وأبصارِهم، وأخَذَ المُؤمِنينَ منه كَهَيئةِ الزُّكامِ، قال مَسروقٌ: فدَخَلتُ على عَبدِ اللهِ، فذَكَرتُ ذلك له، وكان مُتَّكِئًا، فاستَوى جالِسًا، فأنشَأ يُحَدِّثُ، فقال: يا أيُّها النَّاسُ، مَن سُئِلَ مِنكُم عن عِلمٍ هو عِندَه فليَقُلْ به، فإن لم يَكُنْ عِندَه، فليَقُلِ: اللهُ أعلَمُ؛ فإنَّ مِنَ العِلمِ أن تَقولَ لِما لا تَعلَمُ: اللهُ أعلَمُ، إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قال لنَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ﴿قُل ما أسألُكُم عليه مِن أجرٍ وما أنا مِنَ المُتَكَلِّفينَ﴾، إنَّ قُرَيشًا لَمَّا غَلَبوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، واستَعصَوا عليه، قال: «اللهمَّ أعِنِّي عليهم بسَبعٍ كَسَبعِ يوسُفَ»، قال: فأخَذَتْهُم سَنةٌ، أكَلوا فيها العِظامَ والمَيتةَ مِنَ الجَهدِ، حَتَّى جَعَلَ أحَدُهم يَرى ما بَينَه وبَينَ السَّماءِ كَهَيئةِ الدُّخانِ مِنَ الجوعِ، فقالوا: ﴿رَبَّنا اكشِف عَنَّا العَذابَ إنَّا مُؤمِنونَ﴾ [الدخان: ١٢]، قال: فقيلَ له: إنَّا إن كَشَفنا عنهم عادوا، فدَعا رَبَّه، فكَشَفَ عنهم، فعادوا، فانتَقَمَ اللهُ منهم يَومَ بَدرٍ، فذلك قَولُه تعالى: ﴿فارتَقِب يَومَ تَأتي السَّماءُ بدُخانٍ مُبينٍ﴾ [الدخان: ١٠] إلى قَولِه ﴿يَومَ نَبطِشُ البَطشةَ الكُبرى إنَّا مُنتَقِمونَ﴾ [الدخان: ١٦] -قال ابنُ نُمَيرٍ في حَديثِه- فقال عَبدُ اللهِ: فلَو كان يَومَ القيامةِ ما كُشِفَ عنهم.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 4104 التخريج : -

4 - يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ الدُّنيا خَضِرةٌ حُلْوةٌ ، وإنَّ اللهَ مُستَخلِفُكم فيها، فناظِرٌ كيف تَعمَلون، فاتَّقُوا الدُّنيا واتَّقُوا النِّساءَ، ألَا إنَّ لكُلِّ غادِرٍ لواءً يَومَ القيامةِ بقَدْرِ غَدْرَتِه، يُنصَبُ عِندَ اسْتِه يُجْزى به، ولا غادِرَ أعظَمُ من أميرِ عامَّةٍ. ثم ذكَرَ الأخْلاقَ، فقال: يكونُ الرَّجُلُ سَريعَ الغَضَبِ قَريبَ الفَيْئةِ، فهذه بهذه، ويكونُ بَطيءَ الغَضَبِ بَطيءَ الفَيْئةِ، فهذه بهذه، فخَيرُهم بَطيءُ الغَضَبِ سَريعُ الفَيْئةِ، وشَرُّهم سَريعُ الغَضَبِ بَطيءُ الفَيْئةِ. قال: وإنَّ الغَضَبَ جَمْرةٌ في قَلْبِ ابنِ آدَمَ تَتَوقَّدُ، ألَمْ تَرَوْا إلى حُمْرةِ عَيْنَيهِ، وانْتِفاخِ أوْداجِه؟! فإذا وجَدَ أحَدُكم ذلك، فلْيَجلِسْ، أو قال: فلْيُلصَقْ بالأرضِ. قال: ثُمَّ ذكَرَ المُطالَبةَ، فقال: يكونُ الرَّجُلُ حَسَنَ الطَّلَبِ سَيِّئَ القَضاءِ، فهذه بهذه، ويكونُ حَسَنَ القَضاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ، فهذه بهذه، فخَيرُهم الحَسَنُ الطَّلَبِ الحَسَنُ القَضاءِ، وشَرُّهم السَيِّئُ الطَّلَبِ السَّيِّئُ القَضاءِ. ثم قال: إنَّ النَّاسَ خُلِقوا على طَبَقاتٍ، فيُولَدُ الرَّجُلُ مُؤمِنًا، ويَعيشُ مُؤمِنًا، ويَموتُ مُؤمِنًا، ويوُلَدُ الرَّجُلُ كافِرًا، ويَعيشُ كافِرًا، ويَموتُ كافِرًا، ويُولَدُ الرَّجُلُ مُؤمِنًا، ويَعيشُ مُؤمِنًا، ويَموتُ كافِرًا، ويُولَدُ الرَّجُلُ كافِرًا، ويَعيشُ كافِرًا، ويَموتُ مُؤمِنًا. ثم قال في حَديثِه: وما شَيءٌ أفضَلَ من كَلِمةِ عَدْلٍ تُقالُ عِندَ سُلطانٍ جائِرٍ ، فلا يَمنَعَنَّ أحَدَكم اتِّقاءُ النَّاسِ أنْ يَتَكلَّمَ بالحَقِّ إذا رَآهُ أو شَهِدَه. ثُمَّ بَكى أبو سَعيدٍ، فقال: قد واللهِ مَنَعَنا ذلك. قال: وإنَّكم تُتِمُّون سَبعينَ أُمَّةً، أنْتُم خَيرُها، وأكرَمُها على اللهِ. ثم دَنَتِ الشَّمسُ أنْ تَغرُبَ، فقال: وإنَّ ما بَقيَ من الدُّنيا فيما مَضى منها، مِثلُ ما بَقيَ من يَومِكم هذا فيما مَضى منه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11587 التخريج : أخرجه مسلم (1738، 2742) مفرقاً باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الدنيا حلوة خضرة رقائق وزهد - الزهد في الدنيا فتن - فتنة النساء إمامة وخلافة - ذم الإمام الجائر قيامة - أهوال يوم القيامة
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

5 - عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، قال: لم أزَلْ حَريصًا على أن أسألَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ عَنِ المَرأتَينِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، اللَّتَينِ قال اللهُ تعالى: {إن تَتوبا إلى اللهِ فقد صَغَت قُلوبُكُما} [التَّحريم: 4] حَتَّى حَجَّ عُمَرُ وحَجَجتُ مَعَه، فلَمَّا كُنَّا ببَعضِ الطَّريقِ عَدَلَ عُمَرُ وعَدَلتُ مَعَه بالإداوةِ، فتَبَرَّزَ ثُمَّ أتاني، فسَكَبتُ على يَدَيه فتَوضَّأ، فقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، مَنِ المَرأتانِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّتانِ قال اللهُ تعالى: {إن تَتوبا إلى اللهِ فقد صَغَت قُلوبُكُما}؟ فقال عُمَرُ: واعَجَبًا لك يا ابنَ عَبَّاسٍ! -قال الزُّهريُّ: كَرِهَ، واللهِ، ما سَألَه عنه ولَم يَكتُمْه عنه-قال: هيَ حَفصةُ وعائِشةُ. قال: ثُمَّ أخَذَ يَسوقُ الحَديثَ، قال: كُنَّا مَعشَرَ قُرَيشٍ قَومًا نَغلِبُ النِّساءَ، فلَمَّا قَدِمنا المَدينةَ وجَدنا قَومًا تَغلِبُهم نِساؤُهم، فطَفِقَ نِساؤُنا يَتَعَلَّمنَ مِن نِسائِهم، قال: وكان مَنزِلي في بَني أُمَيَّةَ بنِ زَيدٍ بالعَوالي، قال: فتَغَضَّبتُ يَومًا على امرَأتي، فإذا هيَ تُراجِعُني، فأنكَرتُ أن تُراجِعَني، فقالت: ما تُنكِرُ أن أُراجِعَكَ، فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيُراجِعنَه، وتَهجُرُه إحداهنَّ اليَومَ إلى اللَّيلِ! قال: فانطَلَقتُ، فدَخَلتُ على حَفصةَ، فقُلتُ: أتُراجِعينَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قالت: نَعَم، قُلتُ: وتَهجُرُه إحداكُنَّ اليَومَ إلى اللَّيلِ؟ قالت: نَعَم. قُلتُ: قد خابَ مَن فعَلَ ذلك مِنكُنَّ وخَسِرَ، أفَتَأمَنُ إحداكُنَّ أن يَغضَبَ اللهُ عليها لغَضَبِ رَسولِه، فإذا هيَ قد هَلَكَت؟ لا تُراجِعي رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تَسأليه شَيئًا، وسَليني ما بَدا لَكِ، ولا يَغُرَّنَّكِ أن كانَت جارَتُكِ هيَ أوسَمَ وأحَبَّ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنكِ -يُريدُ عائِشةَ-قال: وكان لي جارٌ مِنَ الأنصارِ، وكُنَّا نَتَناوبُ النُّزولَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيَنزِلُ يَومًا، وأنزِلُ يَومًا، فيَأتيني بخَبَرِ الوحيِ وغَيرِه، وآتيه بمِثلِ ذلك، قال: وكُنَّا نَتَحَدَّثُ أنَّ غَسَّانَ تُنعِلُ الخَيلَ لتَغزوَنا، فنَزَلَ صاحِبي يَومًا، ثُمَّ أتاني عِشاءً فضَرَبَ بابي، ثُمَّ ناداني فخَرَجتُ إليه، فقال: حَدَثَ أمرٌ عَظيمٌ! فقُلتُ: وماذا، أجاءَت غَسَّانُ؟ قال: لا، بَل أعظَمُ مِن ذلك وأطولُ! طَلَّقَ الرَّسولُ نِساءَه. فقُلتُ: قد خابَت حَفصةُ وخَسِرَت، قد كُنتُ أظُنُّ هذا كائِنًا. حَتَّى إذا صَلَّيتُ الصُّبحَ شَدَدتُ عليَّ ثيابي، ثُمَّ نَزَلتُ فدَخَلتُ على حَفصةَ وهيَ تَبكي، فقُلتُ: أطَلَّقَكُنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فقالت: لا أدري، هو هذا مُعتَزِلٌ في هذه المَشرُبةِ. فأتَيتُ غُلامًا له أسودَ، فقُلتُ: استَأذِنْ لعُمَرَ، فدَخَلَ الغُلامُ ثُمَّ خَرَجَ إلَيَّ، فقال: قد ذَكَرتُكَ له فصَمَتَ، فانطَلَقتُ حَتَّى أتَيتُ المِنبَرَ، فإذا عِندَه رَهطٌ جُلوسٌ يَبكي بَعضُهم، فجَلَستُ قَليلًا، ثُمَّ غَلَبَني ما أجِدُ، فأتَيتُ الغُلامَ فقُلتُ: استَأذِنْ لعُمَرَ، فدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ عليَّ، فقال: قد ذَكَرتُكَ له فصَمَتَ. فخَرَجتُ فجَلَستُ إلى المِنبَرِ، ثُمَّ غَلَبَني ما أجِدُ، فأتَيتُ الغُلامَ فقُلتُ: استَأذِنْ لعُمَرَ، فدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إلَيَّ، فقال: قد ذَكَرتُكَ له فصَمَتَ، فولَّيتُ مُدبِرًا، فإذا الغُلامُ يَدعوني، فقال: ادخُلْ، فقد أذِنَ لك. فدَخَلتُ فسَلَّمتُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإذا هو مُتَّكِئٌ على رَملِ حَصيرٍ -وحَدَّثَناه يَعقوبُ في حَديثِ صالِحٍ قال: رِمالُ حَصيرٍ- قد أثَّرَ في جَنبِه، فقُلتُ: أطَلَّقتَ يا رَسولَ اللهِ نِساءَكَ؟ فرَفَعَ رَأسَه إلَيَّ وقال: لا، فقُلتُ: اللهُ أكبَرُ، لَو رَأيتَنا يا رَسولَ اللهِ، وكُنَّا -مَعشَرَ قُرَيشٍ- قَومًا نَغلِبُ النِّساءَ، فلَمَّا قدِمنا المَدينةَ وجَدنا قَومًا تَغلِبُهم نِساؤُهم، فطَفِقَ نِساؤُنا يَتَعَلَّمنَ مِن نِسائِهم، فتَغَضَّبتُ على امرَأتي يَومًا، فإذا هيَ تُراجِعُني، فأنكَرتُ أن تُراجِعَني، فقالت: ما تُنكِرُ أن أُراجِعَكَ؟ فواللهِ إنَّ أزواجَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيُراجِعنَه، وتَهجُرُه إحداهنَّ اليَومَ إلى اللَّيلِ. فقُلتُ: قد خابَ مَن فعَلَ ذلك منهنَّ وخَسِرَ، أفَتَأمَنُ إحداهنَّ أن يَغضَبَ اللهُ عليها لغَضَبِ رَسولِه، فإذا هيَ قد هَلَكَت؟ فتَبَسَّمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فدَخَلتُ على حَفصةَ، فقُلتُ: لا يَغُرُّكِ أن كانَت جارَتُكِ هيَ أوسَمَ وأحَبَّ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنكِ، فتَبَسَّمَ أُخرى، فقُلتُ: أستَأنِسُ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: نَعَم. فجَلَستُ، فرَفَعتُ رَأسي في البَيتِ، فواللهِ ما رَأيتُ فيه شَيئًا يَرُدُّ البَصَرَ إلَّا أُهبةً ثَلاثةً، فقُلتُ: ادعُ يا رَسولَ اللهِ أن يوسِّعَ على أُمَّتِكَ؛ فقد وُسِّعَ على فارِسَ والرُّومِ، وهم لا يَعبُدونَ اللهَ. فاستَوى جالِسًا، ثُمَّ قال: أفي شَكٍّ أنتَ يا ابنَ الخَطَّابِ؟ أولئك قَومٌ عُجِّلَت لهم طَيِّباتُهم في الحَياةِ الدُّنيا، فقُلتُ: استَغفِرْ لي يا رَسولَ اللهِ. وكان أقسَمَ أن لا يَدخُلَ عليهنَّ شَهرًا؛ مِن شِدَّةِ مَوجِدَتِه عليهنَّ، حَتَّى عاتَبَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 222 التخريج : -

6 - حديثُ صُحُفِ إبراهيمَ الطويلُ: أيُّها الْمَلِكُ المسلَّطُ الْمُبْتَلَى المغرورُ، إنِّي لم أبعَثْكَ لِتَجْمعَ الدُّنيا بعضَها على بعضٍ، ولكنِّي بعثتُكَ لِتَرُدَّ عنِّي دَعوةَ المظلومِ؛ فإنِّي لا أرُدُّها ولو كانت مِنْ كافرٍ. [يعني حديث: ( دخَلْتُ المسجدَ فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ وحدَه قال: ( يا أبا ذرٍّ إنَّ للمسجدِ تحيَّةً وإنَّ تحيَّتَه ركعتانِ فقُمْ فاركَعْهما ) قال: فقُمْتُ فركَعْتُهما ثمَّ عُدْتُ فجلَسْتُ إليه فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّك أمَرْتَني بالصَّلاةِ فما الصَّلاةُ ؟ قال: ( خيرُ موضوعٍ، استكثِرْ أوِ استقِلَّ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أيُّ العملِ أفضَلُ ؟ قال: ( إيمانٌ باللهِ وجهادٌ في سبيلِ اللهِ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ المؤمنينَ أكمَلُ إيمانًا ؟ قال: ( أحسَنُهم خُلقًا ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ المؤمنينَ أسلَمُ ؟ قال: ( مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ الصَّلاةِ أفضَلُ ؟ قال: ( طولُ القُنوتِ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ الهجرةِ أفضَلُ ؟ قال: ( مَن هجَر السَّيِّئاتِ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فما الصِّيامُ ؟ قال: ( فرضٌ مجزئٌ وعندَ اللهِ أضعافٌ كثيرةٌ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ الجهادِ أفضَلُ ؟ قال: ( مَن عُقِر جوادُه وأُهريق دمُه ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ الصَّدقةِ أفضلُ ؟ قال: ( جُهدُ المُقلِّ يُسَرُّ إلى فقيرٍ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأيُّ ما أنزَل اللهُ عليك أعظمُ ؟ قال: ( آيةُ الكُرسيِّ ) ثمَّ قال: ( يا أبا ذرٍّ ما السَّمواتُ السَّبعُ مع الكُرسيِّ إلَّا كحلقةٍ مُلقاةٍ بأرضٍ فلاةٍ وفضلُ العرشِ على الكُرسيِّ كفضلِ الفلاةِ على الحلقةِ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ ؟ قال: ( مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الرُّسلُ مِن ذلك ؟ قال: ( ثلاثُمئةٍ وثلاثةَ عشَرَ جمًّا غفيرًا ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ مَن كان أوَّلَهم ؟ قال: ( آدَمُ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أنبيٌّ مرسَلٌ ؟ قال: ( نَعم خلَقه اللهُ بيدِه ونفَخ فيه مِن رُوحِه وكلَّمه قبْلًا ) ثمَّ قال: ( يا أبا ذرٍّ أربعةٌ سُريانيُّونَ: آدمُ وشِيثُ وأخنوخُ وهو إدريسُ وهو أوَّلُ مَن خطَّ بالقلمِ ونوحٌ، وأربعةٌ مِن العربِ: هودٌ وشعيبٌ وصالحٌ ونبيُّك محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كم كتابًا أنزَله اللهُ ؟ قال: ( مئةُ كتابٍ وأربعةُ كُتبٍ أُنزِل على شِيثَ خمسونَ صحيفةً وأُنزِل على أخنوخَ ثلاثونَ صحيفةً وأُنزِل على إبراهيمَ عَشْرُ صحائفَ وأُنزِل على موسى قبْلَ التَّوراةِ عَشْرُ صحائفَ وأُنزِل التَّوراةُ والإنجيلُ والزَّبورُ والقرآنُ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ما كانت صحيفةُ إبراهيمَ ؟ قال: ( كانت أمثالًا كلُّها: أيُّها الملِكُ المسلَّطُ المبتلى المغرورُ إنِّي لم أبعَثْكَ لتجمَعَ الدُّنيا بعضَها على بعضٍ ولكنِّي بعَثْتُك لترُدَّ عنِّي دعوةَ المظلومِ فإنِّي لا أرُدُّها ولو كانت مِن كافرٍ وعلى العاقلِ ما لم يكُنْ مغلوبًا على عقلِه أنْ تكونَ له ساعاتٌ: ساعةٌ يُناجي فيها ربَّه وساعةٌ يُحاسِبُ فيها نفسَه وساعةٌ يتفكَّرُ فيها في صُنعِ اللهِ وساعةٌ يخلو فيها لحاجتِه مِن المطعَمِ والمشرَبِ وعلى العاقلِ ألَّا يكونَ ظاعنًا إلَّا لثلاثٍ: تزوُّدٍ لمعادٍ أو مَرمَّةٍ لمعاشٍ أو لذَّةٍ في غيرِ محرَّمٍ وعلى العاقلِ أنْ يكونَ بصيرًا بزمانِه مُقبِلًا على شأنِه حافظًا لِلسانِه ومَن حسَب كلامَه مِن عملِه قلَّ كلامُه إلَّا فيما يَعنيه ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فما كانت صحفُ موسى ؟ قال: ( كانت عِبَرًا كلُّها: عجِبْتُ لِمَن أيقَن بالموتِ ثمَّ هو يفرَحُ وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالنَّارِ ثمَّ هو يضحَكُ وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالقدرِ ثمَّ هو ينصَبُ عجِبْتُ لِمن رأى الدُّنيا وتقلُّبَها بأهلِها ثمَّ اطمَأنَّ إليها وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالحسابِ غدًا ثمَّ لا يعمَلُ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أوصِني قال: ( أوصيك بتقوى اللهِ فإنَّه رأسُ الأمرِ كلِّه ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( عليك بتلاوةِ القرآنِ وذِكْرِ اللهِ فإنَّه نورٌ لك في الأرضِ وذُخرٌ لك في السَّماءِ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني: قال: ( إيَّاك وكثرةَ الضَّحكِ فإنَّه يُميتُ القلبَ ويذهَبُ بنورِ الوجهِ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( عليك بالصَّمتِ إلَّا مِن خيرٍ فإنَّه مَطردةٌ للشَّيطانِ عنك وعونٌ لك على أمرِ دِينِك ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( عليك بالجهادِ فإنَّه رهبانيَّةُ أمَّتي ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( أحِبَّ المساكينَ وجالِسْهم ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( انظُرْ إلى مَن تحتَك ولا تنظُرْ إلى مَن فوقَك فإنَّه أجدرُ ألَّا تزدريَ نعمةَ اللهِ عندَك ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( قُلِ الحقَّ وإنْ كان مُرًّا ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني قال: ( ليرُدَّك عن النَّاسِ ما تعرِفُ مِن نفسِك ولا تجِدْ عليهم فيما تأتي وكفى بك عيبًا أنْ تعرِفَ مِن النَّاسِ ما تجهَلُ مِن نفسِك أو تجِدَ عليهم فيما تأتي ) ثمَّ ضرَب بيدِه على صدري فقال: ( يا أبا ذرٍّ لا عقلَ كالتَّدبيرِ ولا ورَعَ كالكفِّ ولا حسَبَ كحُسنِ الخُلُقِ )]
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف جدا
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 20/22 التخريج : أخرجه ابن حبان (361)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/166) مطولاً
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأعلى مظالم - تحريم الظلم مظالم - دعوة المظلوم
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

7 - عن عُبَيْدِ اللهِ بنِ عياضِ بنِ عمرٍو القاريِّ، قال: جاء عبدُ اللهِ بنُ شدَّادٍ، فدخَل على عائشةَ، ونحنُ عندَها جُلوسٌ، مَرجِعَه منَ العِراقِ لياليَ قُتِلَ عليٌّ، فقالت له: يا عبدَ اللهِ بنَ شدَّادٍ، هل أنتَ صادِقي عمَّا أسأَلُكَ عنه؟ تُحدِّثُني عن هؤلاء القومِ الذين قتَلهم عليٌّ، قال: وما لي لا أَصدُقُكِ؟ قالت: فحدِّثْني عن قِصَّتِهم، قال: فإنَّ عليًّا لمَّا كاتَب مُعاويةَ، وحكَّم الحَكَميْنِ، خرَج عليه ثَمانيةُ آلافٍ من قُرَّاءِ النَّاسِ، فنزَلوا بأرضٍ يُقالُ لها: حَرُوراءُ، من جانبِ الكوفةِ، وإنَّهم عتَبوا عليه، فقالوا: انسلَخْتَ من قَميصٍ ألبَسَكَه اللهُ تعالى، واسمٍ سمَّاكَ اللهُ تعالى به، ثُم انطلَقْتَ فحكَّمْتَ في دِينِ اللهِ، فلا حُكمَ إلَّا للهِ تعالى. فلمَّا أنْ بلَغ عليًّا ما عتَبوا عليه، وفارَقوه عليه، فأمَر مُؤَذِّنًا فأذَّن: ألَّا يدخُلَ على أميرِ المُؤمِنينَ إلَّا رجُلٌ قد حمَل القُرآنَ، فلمَّا أنِ امتَلَأتِ الدَّارُ من قُرَّاءِ النَّاس، دعا بمُصحَفٍ إمامٍ عظيمٍ، فوضَعه بيْنَ يدَيْه، فجعَل يَصُكُّه بيَدِه ويقولُ: أيُّها المُصحَفُ، حدِّثِ النَّاسَ، فناداه النَّاسُ فقالوا: يا أميرَ المُؤمِنينَ، ما تسأَلُ عنه إنَّما هو مِدادٌ في ورَقٍ، ونحنُ نتكلَّمُ بما رَوَيْنا منه، فماذا تُريدُ؟ قال: أصحابُكم هؤلاء الذين خرَجوا، بَيْني وبيْنَهم كتابُ اللهِ عزَّ وجلَّ، يقولُ اللهُ تعالى في كتابِه في امرأةٍ ورجُلٍ: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]، فأُمَّةُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أعظمُ دمًا وحُرْمةً من امرأةٍ ورجُلٍ، ونقَموا عليَّ أنْ كاتَبْتُ مُعاويةَ، كتَب عليُّ بنُ أبي طالبٍ، وقد جاءَنا سُهَيلُ بنُ عمرٍو، ونحنُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحُدَيْبيَةِ، حينَ صالَح قومُه قُرَيشًا، فكتَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ. فقال سُهَيلٌ: لا تكتُبْ (بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ)، فقال: كيف نكتُبُ؟، فقال: اكتُبْ باسمِكَ اللَّهُمَّ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فاكتُبْ: محمَّدٌ رسولُ اللهِ، فقال: لو أعلَمُ أنَّكَ رسولُ اللهِ لم أُخالِفْكَ، فكتَب: هذا ما صالَح محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ قُرَيشًا، يقولُ: اللهُ تعالى في كتابِه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب: 21]، فبعَث إليهم عليٌّ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ، فخرَجْتُ معه، حتى إذا توسَّطْنا عسكَرَهم، قام ابنُ الكَوَّاءِ يخطُبُ النَّاسَ، فقال: يا حَمَلةَ القُرآنِ، إنَّ هذا عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ، فمَن لم يكُنْ يعرِفُه فأنا أُعَرِّفُه من كتابِ اللهِ ما يَعرِفُه به، هذا مِمَّن نزَل فيه وفي قومِه: {قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58]، فرُدُّوه إلى صاحِبِه، ولا تُواضِعوه كتابَ اللهِ، فقام خُطباؤُهم فقالوا: واللهِ لَنُواضِعَنَّه كتابَ اللهِ، فإنْ جاء بحقٍّ نَعرِفُه لَنَتَّبِعنَّه، وإنْ جاء بباطلٍ لَنُبكِّتنَّه بباطِلِه، فواضَعوا عبدَ اللهِ الكتابَ ثلاثةَ أيَّامٍ، فرجَع منهم أربعةُ آلافٍ كلُّهم تائبٌ، فيهمُ ابنُ الكَوَّاءِ، حتى أدخَلهم على عليٍّ الكوفةَ، فبعَث عليٌّ إلى بَقيَّتِهم، فقال: قد كان من أمْرِنا وأمْرِ النَّاسِ ما قد رأَيْتم، فقِفوا حيثُ شِئْتم، حتى تجتَمِعَ أُمَّةُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بيْنَنا وبيْنَكم ألَّا تَسفِكوا دَمًا حَرامًا، أو تَقطَعوا سَبيلًا، أو تَظلِموا ذِمَّةً؛ فإنَّكم إنْ فعَلْتم فقد نبَذْنا إليكمُ الحَربَ على سَواءٍ ، إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الخائِنينَ. فقالت له عائشةُ: يا ابنَ شدَّادٍ، فقد قتَلهم، فقال: واللهِ ما بعَث إليهم حتى قطَعوا السَّبيلَ، وسفَكوا الدَّمَ، واستحَلُّوا أهلَ الذِّمَّةِ. فقالت: آللهِ؟ قال: آللهِ الذي لا إلهَ إلَّا هو لقد كان. قالت: فما شيءٌ بلغَني عن أهلِ العِراقِ يتحدَّثونَه؟ يقولونَ: ذو الثُّدَيِّ، وذو الثُّدَيِّ. قال: قد رأيْتُه، وقُمْتُ مع عليٍّ عليه في القَتْلى، فدعا النَّاسَ فقال: أتَعرِفونَ هذا؟ فما أكثَرُ مَن جاء يقولُ: قد رأيْتُه في مسجِدِ بَني فُلانٍ يُصلِّي، ورأيْتُه في مسجِدِ بَني فُلانٍ يُصلِّي، ولم يَأْتوا فيه بثَبَتٍ يُعرَفُ إلَّا ذلك. قالت: فما قولُ عليٍّ حينَ قام عليه كما يزعُمُ أهلُ العِراقِ؟ قال: سمِعْتُه يقولُ: صدَق اللهُ ورسولُه، قالت: هل سمِعْتَ منه أنَّه قال غيْرَ ذلك؟ قال: اللَّهُمَّ لا. قالت: أجَلْ، صدَق اللهُ ورسولُه، يرحَمُ اللهُ عليًّا، إنَّه كان من كلامِه لا يَرَى شيئًا يُعجِبُه إلَّا قال: صدَق اللهُ ورسولُه، فيذهَبُ أهلُ العِراقِ يَكذِبونَ عليه، ويَزيدونَ عليه في الحديثِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن شداد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 656 التخريج : أخرجه أحمد (656) واللفظ له، وأبو يعلى (474)، والحاكم (2657)
التصنيف الموضوعي: صلح - الإشارة بالصلح مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب اعتصام بالسنة - الخوارج والمارقين حدود - قتل الخوارج وأهل البغي فتن - قتال أهل البغي
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - عن كَعبِ بنِ مالِكٍ، يُحَدِّثُ حَديثَه حينَ تَخَلَّفَ عَن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غَزوةِ تَبوكَ، فقال كَعبُ بنُ مالِكٍ: لم أتَخَلَّفْ عَن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غَزوةٍ غَزاها قَطُّ إلَّا في غَزوةِ تَبوكَ، غَيرَ أنِّي كُنتُ تَخَلَّفتُ في غَزوةِ بَدرٍ، ولَم يُعاتِبْ أحَدًا تَخَلَّفَ عَنها، إنَّما خَرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُريدُ عيرَ قُرَيشٍ، حَتَّى جَمَعَ اللهُ بَينَهم، وبَينَ عَدوِّهِم على غَيرِ ميعادٍ، ولَقد شَهِدتُ مَعَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيلةَ العَقَبةِ، حينَ تَوافَقنا على الإسلامِ وما أُحِبُّ أنَّ لي بها مَشهَدَ بَدرٍ، وإن كانَت بَدرٌ أذكَرَ في النَّاسِ مِنها وأشهَرَ، وكانَ مِن خَبَري حينَ تَخَلَّفتُ عَن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غَزوةِ تَبوكَ لأنِّي لم أكُنْ قَطُّ أقوى ولا أيسَرَ مِنِّي حينَ تَخَلَّفتُ عنه في تلك الغَزاةِ، واللهِ ما جَمَعتُ قَبلَها راحِلَتَينِ قَطُّ حَتَّى جَمَعتُهما في تلك الغَزاةِ، وكانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَلَّما يُريدُ غَزاةً يَغزوها إلَّا ورَّى بغَيرِها، حَتَّى كانَت تلك الغَزاةُ، فغَزاها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حَرٍّ شَديدٍ، واستَقبَلَ سَفَرًا بَعيدًا ومَفازًا، واستَقبَلَ عَدوًّا كَثيرًا، فجَلَّى للمُسلِمينَ أمرَه ليَتَأهَّبوا أُهبةَ عَدوِّهِم، فأخبَرَهم بوجهِه الذي يُريدُ، والمُسلِمونَ مَعَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَثيرٌ، لا يَجمَعُهم كِتابٌ حافِظٌ - يُريدُ الدِّيوانَ- فقال كَعبٌ: فقَلَّ رَجُلٌ يُريدُ يَتَغَيَّبُ إلَّا ظَنَّ أنَّ ذلك سَيَخفى له ما لم يَنزِلْ فيه وحيٌ مِنَ اللهِ، وغَزا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تلك الغَزوةَ حينَ طابَتِ الثِّمارُ والظِّلُّ، وأنا إليها أصعَرُ فتَجَهَّزَ إليها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والمُؤمِنونَ مَعَه، وطَفِقتُ أغدو لكَي أتَجَهَّزَ مَعَه، فأرجِعُ ولَم أقضِ شَيئًا، فأقولُ في نَفسي: أنا قادِرٌ على ذلك إذا أرَدتُ، فلَم يَزَلْ كَذلك يَتَمادى بي حَتَّى شَمَّرَ بالنَّاسِ الجِدُّ، فأصبَحَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غاديًا والمُسلِمونَ مَعَه، ولَم أقضِ مِن جَهازي شَيئًا، فقُلتُ: الجَهازُ بَعدَ يَومٍ أو يَومَينِ ثُمَّ ألحَقُهم، فغَدَوتُ بَعدَما فصَلوا لأتَجَهَّزَ فرَجَعتُ، ولَم أقضِ شَيئًا مِن جَهازي، ثُمَّ غَدَوتُ فرَجَعتُ، ولَم أقضِ شَيئًا، فلَم يَزَلْ ذلك يَتَمادى بي حَتَّى أسرَعوا، وتَفارَطَ الغَزوُ فهَمَمتُ أن أرتَحِلَ، فأُدرِكَهم ولَيتَ أنِّي فعَلتُ، ثُمَّ لم يُقدَّرْ ذلك لي، فطَفِقتُ إذا خَرَجتُ في النَّاسِ بَعدَ خُروجِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فطُفتُ فيهم يَحزُنُني أن لا أرى إلَّا رَجُلًا مَغموصًا عليه في النِّفاقِ، أو رَجُلًا مِمَّن عَذَرَه اللهُ، ولَم يَذكُرْني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَتَّى بَلَغَ تَبوكَ، فقال وهو جالِسٌ في القَومِ بتَبوكَ: «ما فعَلَ كَعبُ بنُ مالِكٍ» قال رَجُلٌ مِن بَني سَلِمةَ: حَبَسَه يا رَسولَ اللهِ بُرداه، والنَّظَرُ في عِطفَيه! فقال له مُعاذُ بنُ جَبَلٍ: بئسَما قُلتَ! واللهِ يا رَسولَ اللهِ ما عَلِمنا عليه إلَّا خَيرًا، فسَكَتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال كَعبُ بنُ مالِكٍ: فلَمَّا بَلَغَني أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد تَوجَّهَ قافِلًا مِن تَبوكَ حَضَرَني بَثِّي، فطَفِقتُ أتَفَكَّرُ الكَذِبَ، وأقولُ بماذا أخرُجُ مِن سُخطِه غَدًا، أستَعينُ على ذلك كُلَّ ذي رَأيٍ مِن أهلي، فلَمَّا قيلَ إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أظَلَّ قادِمًا زاحَ عَنِّي الباطِلُ، وعَرَفتُ أنِّي لَن أنجوَ منه بشَيءٍ أبَدًا، فأجمَعتُ صِدقَه، وصَبَّحَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قادِمًا، وكانَ إذا قدِمَ مِن سَفَرٍ بَدَأ بالمَسجِدِ، فرَكَعَ فيه رَكعَتَينِ، ثُمَّ جَلَسَ للنَّاسِ، فلَمَّا فعَلَ ذلك جاءَه المُتَخَلِّفونَ، فطَفِقوا يَعتَذِرونَ إليه ويَحلِفونَ لَه، وكانوا بضعةً وثَمانينَ رَجُلًا، فقَبِلَ منهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَلانيَتَهم، ويَستَغفِرُ لَهم، ويَكِلُ سَرائِرَهم إلى اللهِ تَبارَكَ وتَعالى، حَتَّى جِئتُ، فلَمَّا سَلَّمتُ عليه تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ المُغضَبِ، ثُمَّ قال لي: «تَعالَ» فجِئتُ أمشي حَتَّى جَلَستُ بَينَ يَدَيه، فقال لي: «ما خَلَّفَكَ، ألَم تَكُنْ قدِ استَمَرَّ ظَهرُكَ؟» قال: فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي لَو جَلَستُ عِندَ غَيرِكَ مِن أهلِ الدُّنيا لَرَأيتُ أنِّي أخرُجُ مِن سُخطَتِه بعُذرٍ، لَقد أُعطيتُ جَدَلًا، ولَكِنَّه واللهِ لَقد عَلِمتُ لَئِن حَدَّثتُكَ اليَومَ حَديثَ كَذِبٍ تَرضى عَنِّي به، لَيوشِكَنَّ اللهُ تَعالى يُسخِطُكَ عليَّ، ولَئِن حَدَّثتُكَ اليَومَ بصِدقٍ تَجِدُ عليَّ فيه إنِّي لَأرجو قُرَّةَ عَيني عَفوًا مِنَ اللهِ تَبارَكَ وتَعالى، واللهِ ما كان لي عُذرٌ، واللهِ ما كُنتُ قَطُّ أفرَغَ ولا أيسَرَ مِنِّي حينَ تَخَلَّفتُ عَنكَ. قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أمَّا هذا فقد صَدَقَ، فقُمْ حَتَّى يَقضيَ اللهُ تَعالى فيكَ» فقُمتُ، وبادَرَت رِجالٌ مِن بَني سَلِمةَ فاتَّبَعوني، فقالوا لي: واللهِ ما عَلِمناكَ كُنتَ أذنَبتَ ذَنبًا قَبلَ هذا، ولَقد عَجَزتَ أن لا تَكونَ اعتَذَرتَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بما اعتَذَرَ به المُتَخَلِّفونَ، لَقد كان كافيَكَ مِن ذَنبِكَ استِغفارُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَكَ، قال: فواللهِ ما زالوا يُؤَنِّبوني حَتَّى أرَدتُ أن أرجِعَ فأُكَذِّبَ نَفسي، قال: ثُمَّ قُلتُ لَهم: هَل لَقيَ هذا مَعي أحَدٌ؟ قالوا: نَعَم، لَقيَه مَعَكَ رَجُلانِ قالا ما قُلتَ، فقيلَ لَهما مِثلُ ما قيلَ لَكَ، قال: فقُلتُ لَهم: مَن هُما؟ قالوا: مُرارةُ بنُ الرَّبيعِ العامِريُّ، وهِلالُ بنُ أُمَيَّةَ الواقِفيُّ، قال: فذَكَروا لي رَجُلَينِ صالِحَينِ قد شَهِدا بَدرًا لي فيهما أُسوةٌ، قال: فمَضَيتُ حينَ ذَكَروهما لي، قال: ونَهى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المُسلِمينَ عَن كَلامِنا أيُّها الثَّلاثةُ مِن بَينِ مَن تَخَلَّفَ عنه، فاجتَنَبَنا النَّاسُ، قال: وتَغَيَّروا لَنا حَتَّى تَنَكَّرَت لي مِن نَفسي الأرضُ، فما هيَ بالأرضِ التي كُنتُ أعرِفُ، فلَبِثنا على ذلك خَمسينَ لَيلةً، فأمَّا صاحِبايَ فاستَكَنَّا وقَعَدا في بُيوتِهما يَبكيانِ، وأمَّا أنا فكُنتُ أشَبَّ القَومِ وأجلَدَهم، فكُنتُ أشهَدُ الصَّلاةَ مَعَ المُسلِمينَ، وأطوفُ بالأسواقِ، ولا يُكَلِّمُني أحَدٌ، وآتي رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو في مَجلِسِه بَعدَ الصَّلاةِ، فأُسَلِّمُ عليه، فأقولُ في نَفسي حَرَّكَ شَفَتَيه برَدِّ السَّلامِ أم لا، ثُمَّ أُصَلِّي قَريبًا منه، وأُسارِقُه النَّظَرَ، فإذا أقبَلتُ على صَلاتي نَظَرَ إليَّ، فإذا التَفَتُّ نَحوَه أعرَضَ، حَتَّى إذا طالَ عليَّ ذلك مِن هَجرِ المُسلِمينَ مَشَيتُ حَتَّى تَسَوَّرتُ حائِطَ أبي قَتادةَ، وهو ابنُ عَمِّي، وأحَبُّ النَّاسِ إليَّ، فسَلَّمتُ عليه، فواللهِ ما رَدَّ عليَّ السَّلامَ، فقُلتُ لَه: يا أبا قَتادةَ، أنشُدُكَ اللهَ، هَل تَعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورَسولَه؟ قال: فسَكَتَ، قال: فعُدتُ فنَشَدتُه، فسَكَتَ، فعُدتُ فنَشَدتُه، فقال: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ، ففاضَت عَينايَ، وتَولَّيتُ حَتَّى تَسَوَّرتُ الجِدارَ، فبَينا أنا أمشي بسوقِ المَدينةِ إذا نَبَطيٌّ مِن أنباطِ أهلِ الشَّامِ مِمَّن قدِمَ بطَعامٍ يَبيعُه بالمَدينةِ، يَقولُ: مَن يَدُلُّني على كَعبِ بنِ مالِكٍ؟ قال: فطَفِقَ النَّاسُ يُشيرونَ له إليَّ، حَتَّى جاءَ فدَفَعَ إليَّ كِتابًا مِن مَلِكِ غَسَّانَ، وكُنتُ كاتِبًا، فإذا فيه: أمَّا بَعدُ، فقد بَلَغَنا أنَّ صاحِبَكَ قد جَفاكَ، ولَم يَجعَلْكَ اللهُ بدارِ هَوانٍ ولا مَضيَعةٍ، فالحَقْ بنا نواسِكَ، قال: فقُلتُ حينَ قَرَأتُها: وهذا أيضًا مِنَ البَلاءِ! قال: فتَيَمَّمتُ بها التَّنُّورَ فسَجَرتُه بها، حَتَّى إذا مَضَت أربَعونَ لَيلةً مِنَ الخَمسينَ، إذا برَسولِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَأتيني، فقال: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَأمُرُكَ أن تَعتَزِلَ امرَأتَكَ، قال: فقُلتُ: أُطَلِّقُها أم ماذا أفعَلُ؟ قال: بَلِ اعتَزِلْها، فلا تَقرَبْها، قال: وأرسَلَ إلى صاحِبَيَّ بمِثلِ ذلك، قال: فقُلتُ لامرَأتي: الحَقي بأهلِكِ، فكوني عِندَهم حَتَّى يَقضيَ اللهُ في هذا الأمرِ، قال: فجاءَتِ امرَأةُ هِلالِ بنِ أُمَيَّةَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالت لَه: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ هِلالًا شَيخٌ ضائِعٌ، ليس له خادِمٌ، فهَل تَكرَهُ أن أخدُمَه؟ قال: «لا، ولَكِن لا يَقرَبَنَّكِ» قالت: فإنَّه واللهِ ما به حَرَكةٌ إلى شَيءٍ، واللهِ ما زالَ يَبكي مِن لَدُن أن كان مِن أمرِكَ ما كان إلى يَومِه هذا، قال: فقال لي بَعضُ أهلي: لَوِ استَأذَنتَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في امرَأتِكَ فقد أذِنَ لامرَأةِ هِلالِ بنِ أُمَيَّةَ أن تَخدُمَه، قال: فقُلتُ: واللهِ لا أستَأذِنُ فيها رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وما أدري ما يَقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا استَأذَنتُه، وأنا رَجُلٌ شابٌّ، قال: فلَبِثنا بَعدَ ذلك عَشرَ لَيالٍ كَمالَ خَمسينَ لَيلةً حينَ نَهى عَن كَلامِنا، قال: ثُمَّ صَلَّيتُ صَلاةَ الفَجرِ صَباحَ خَمسينَ لَيلةً على ظَهرِ بَيتٍ مِن بُيوتِنا، فبَينا أنا جالِسٌ على الحالِ التي ذَكَرَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى مِنَّا، قد ضاقَت عليَّ نَفسي، وضاقَت عليَّ الأرضُ بما رَحُبَت، سَمِعتُ صارِخًا أوفى على جَبَلِ سَلْعٍ يَقولُ بأعلى صَوتِه: يا كَعبُ بنَ مالِكٍ أبشِرْ، قال: فخَرَرتُ ساجِدًا، وعَرَفتُ أن قد جاءَ فرَجٌ، وآذَنَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بتَوبةِ اللهِ تَبارَكَ وتَعالى علينا حينَ صَلَّى صَلاةَ الفَجرِ، فذَهَبَ يُبَشِّرونَنا، وذَهَبَ قِبَلَ صاحِبَيَّ يُبَشِّرونَ، ورَكَضَ إليَّ رَجُلٌ فرَسًا، وسَعى ساعٍ مِن أسلَمَ، وأوفى الجَبَلَ، فكانَ الصَّوتُ أسرَعَ مِنَ الفَرَسِ، فلَمَّا جاءَني الذي سَمِعتُ صَوتَه يُبَشِّرُني نَزَعتُ له ثَوبَيَّ، فكَسَوتُهما إيَّاه ببِشارَتِه، واللهِ ما أملِكُ غَيرَهما يَومَئِذٍ، فاستَعَرتُ ثَوبَينِ فلَبِستُهما فانطَلَقتُ أؤُمُّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يَلقاني النَّاسُ فوجًا فوجًا يُهَنِّئوني بالتَّوبةِ، يَقولونَ: لتَهنِكَ تَوبةُ اللهِ عليكَ! حَتَّى دَخَلتُ المَسجِدَ، فإذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالِسٌ في المَسجِدِ حَولَه النَّاسُ، فقامَ إليَّ طَلحةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ يُهَروِلُ حَتَّى صافَحَني، وهَنَّأني، واللهِ ما قامَ إليَّ رَجُلٌ مِنَ المُهاجِرينَ غَيرُه، قال: فكانَ كَعبٌ لا يَنساها لطَلحةَ، قال كَعبٌ: فلَمَّا سَلَّمتُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال وهو يَبرُقُ وجْهُه مِنَ السُّرورِ: أبشِر بِخَيرِ يَومٍ مَرَّ عليك مُنذُ ولَدَتكَ أُمُّكَ! قال: قُلتُ: أمِن عِندِكَ يا رَسولَ اللَّهِ، أم مِن عِندِ اللَّهِ؟ قال: لا، بَل مِن عِندِ اللَّهِ. وكانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا سُرَّ استَنارَ وجهُه، حَتَّى كَأنَّهُ قِطعةُ قَمَرٍ، وكُنَّا نَعرِفُ ذلك مِنهُ، فَلَمَّا جَلَستُ بَينَ يَدَيه قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ مِن تَوبَتي أن أنخَلِعَ مِن مالي صَدَقةً إلى اللَّهِ وإلى رَسولِ اللَّهِ، قال رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أمسِك عليك بَعضَ مالِكَ فهو خَيرٌ لَك، قال: فقُلتُ: فَإنِّي أُمسِكُ سَهمي الذي بخَيبَرَ، قال: فقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّما اللَّهُ تَعالى نَجَّاني بِالصِّدقِ، وإنَّ مِن تَوبَتي أن لا أُحَدِّثَ إلَّا صِدقًا ما بَقيتُ، قال: فواللهِ ما أعلَمُ أحَدًا مِنَ المُسلِمينَ أبلاه اللَّهُ مِنَ الصِّدقِ في الحَديثِ مُذ ذَكَرتُ ذلك لرَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسَنَ مِمَّا أبلاني اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى، واللَّهِ ما تَعَمَّدتُ كَذبةً مُذ قُلتُ ذلك لِرَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى يَومي هذا، وإنِّي لَأرجو أن يَحفَظَني فيما بَقيَ، قال: وأنزَلَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى: {لَقد تابَ اللَّهُ على النَّبيِّ والمُهاجِرينَ والأنصارِ الذينَ اتَّبَعوهُ في ساعةِ العُسرةِ مِن بَعدِ ما كادَ يَزيغُ قُلوبُ فَريقٍ مِنهُم ثُمَّ تابَ عَلَيهِم إنَّهُ بِهِم رَءوفٌ رَحيمٌ وعَلى الثَّلاثةِ الذينَ خُلِّفوا حَتَّى إذا ضاقَت عَلَيهِمُ الأرضُ بِما رَحُبَت وضاقَت عَلَيهِم أنفُسُهُم وظَنُّوا أن لا مَلجَأ مِنَ اللَّهِ إلَّا إلَيهِ ثُمَّ تابَ عَلَيهِم ليَتوبوا إنَّ اللَّهَ هو التَّوَّابُ الرَّحيمُ يا أيُّها الذينَ آمَنوا اتَّقوا اللَّهَ وكونوا مَعَ الصَّادِقينَ} قال كَعبٌ: فَواللَّهِ ما أنعَمَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى عَلَيَّ مِن نِعمةٍ قَطُّ بَعدَ أن هَداني أعظَمَ في نَفسي مِن صِدقي رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَومَئِذٍ، أن لا أكونَ كَذَبتُه فأهلِكَ كما هَلَكَ الذينَ كَذَبوه حينَ كَذَبوه، فَإنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى قال لِلَّذين كَذَبوه حينَ كَذَبوه شَرَّ ما يُقالُ لِأحَدٍ، فَقال اللَّهُ تعالى: {سَيَحلِفونَ بِاللَّهِ لَكُم إذا انقَلَبتُم إلَيهِم لِتُعرِضوا عَنهُم فَأعرِضوا عَنهُم إنَّهُم رِجسٌ ومَأواهُم جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانوا يَكسِبونَ يَحلِفونَ لَكُم لِتَرضَوا عَنهُم، فَإن تَرضَوا عَنهُم فَإنَّ اللَّهَ لا يَرضى عَنِ القَومِ الفاسِقينَ}، قال: وكُنَّا خُلِّفنا أيُّها الثَّلاثةُ عَن أمرِ أولَئِكَ الذينَ قَبِلَ مِنهُم رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ حَلَفوا، فَبايَعَهُم واستَغفَرَ لَهُم، فَأرجَأ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمرَنا حَتَّى قَضى اللَّهُ تَعالى، فبذلك قال اللَّهُ تَعالى: {وعَلى الثَّلاثةِ الذينَ خُلِّفوا} [التَّوبة: 118] وليس تَخليفُهُ إيَّانا وإرجاؤُهُ أمرَنا الذي ذكرَ مِمَّا خُلِّفْنا بِتَخَلُّفِنا عَنِ الغَزوِ، وإنَّما هو عَمَّن حَلَفَ لَهُ واعتَذَرَ إليه فَقَبِلَ مِنهُ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : كعب بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 15789 التخريج : -