الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - أنَّ أباهُ خرَجَ به إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعيناهُ مُبْيضتانِ لا يُبصِرُ بهما شيئًا، فسَألَهُ: ما أصابَك؟ قال: كنْتُ أَمْرُنُ جَمَلًا لي، فوضَعْتُ رِجْلي على بَيضِ حَيَّةٍ، فأُصِبْتُ، فنفَثَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في عَينيْه فأبصَرَ، قال: فرأيْتُه يُدخِلُ الخيطَ في الإبرةِ وإنَّه لابنُ ثمانينَ، وإنَّ عَينيْه لَمُبْيضتانِ.

2 - كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا نظَرَ في المِرْآةِ، قال: الحمْدُ للهِ الَّذي حسَّنَ خَلْقي وخُلُقي، وزانَ منِّي ما شانَ مِن غَيري، وإذا اكْتحَلَ جعَلَ في كلِّ عينٍ اثنينِ وواحدًا بيْنهما، وكان إذا لَبِسَ نَعلينِ بدَأَ باليمينِ، وإذا خلَعَ خلَعَ اليُسْرى، وكان إذا دخَلَ المسجِدَ أدخَلَ رِجْلَه اليُمْنى، وكان يُحِبُّ التَّيمُّنَ في كلِّ شَيءٍ، أخْذًا وعطاءً.

3 - كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا نظَرَ في المرآةِ، قال: الحمْدُ للهِ الَّذي حسَّنَ خَلْقي وخُلُقي، وزَانَ منِّي ما شانَ مِن غَيري، وإذا اكْتحَلَ جعَلَ في كلِّ عَينٍ اثنينِ وواحدًا بيْنهما، وكان إذا لَبِسَ نَعليْه بدَأَ باليمينِ، وإذا خلَعَ خلَعَ اليُسرى، وكان إذا دخَلَ المسجِدَ أدخَلَ رِجْلَه اليُمنى، وكان يُحِبُّ التَّيمُّنَ في كلِّ شَيءٍ، أخذًا وعطاءً.

4 - جاء رجُلٌ إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنِّي رأيتُ في المنامِ أنَّ رأْسي قُطِعَ، وأنِّي جعَلْتُ أنظُرُ إليه، قال: فضحِكَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قال: بأيِّ عينٍ كنْتَ تَنظُرُ إلى رأْسِك إذا قُطِعَ؟! قال: فلمْ يلبَثْ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْدَ ذلك إلَّا قليلًا حتَّى تُوفِّيَ، قال: فأوَّلُوا قطْعَ رأْسِه: موتَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونظَرَه: اتِّباعَهُ سُنَّتَه.
خلاصة حكم المحدث : مرسل رواته ثقات
الراوي : أبو مجلز لاحق بن حميد | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/365
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - المزاح والمداعبة رؤيا - تأويل الرؤيا إيمان - اتباع الآثار واتباع السلف علم - السؤال للانتفاع وإن كثر
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

5 - أنَّ امرأةَ صفوانَ بنَ المُعطَّلِ السُّلَمِيَّ، أتتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ : يا رسولَ اللهِ إنَّ صفوانَ يَنهاني أن أصومَ، وإذا أردتُ أن أصليَ يَنهاني، وينامُ عنِ الصلاةِ المكتوبةِ فلا يصلِّيها حتى تفوتَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لِمَ تَنهاها عنِ الصومِ ؟ فقال : يا رسولَ اللهِ، إنِّي رجلٌ شبِقٌ هل لها أن تصومَ إلا بإذني ؟ فقال : لا تصومي إلا بإذنِه وأما الصلاةُ فإن معي سورةً ومعها سورةٌ غيرَها فإذا قمتُ أُصلِّي قامتْ تصلِّي فتقرَأُ بسورتي فتُغَلِّطُني فقال لها : اقرَئي بغيرِ تلك السورةِ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ما لكَ تَنامُ عنِ المكتوبةِ ؟ قال : إني رجلٌ ثقيلُ الرأسِ تَغلِبُني عيني فإذا قمتُ صلَّيتُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فما عسى أن يَصنَعَ ؟!

6 - أنه سمع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يقول، وقد أهل شهر رمضان : لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان فقال رجلٌ من خزاعة : حدثنا به قال : إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول، حتى إذا كان أول يوم رمضان هبت ريح من تحت العرش، فصفقت ورق الجنة، فينظر الحور العين إلى ذلك فيقلن : يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا، تقر أعيننا بهم، وتقر أعينهم بنا، فما من عبد يصوم رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله حور مقصورات في الخيام على كل امرأة منهن سبعون حلة, ليس فيها حلة على لون الأخرى، وتعطى سبعين لونا من الطيب، ليس منها لون على ريح الآخر، لكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء متوشحة بالدر، على كل سرير سبعون فراشا بطائنها من إستبرق ، وفوق السبعين فراشا سبعون أريكة ، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها، وسبعون ألف وصيف، مع كل وصيف صحفة من ذهبٍ، فيها لون طعام يجد لآخر لقمة منها لذة لا يجد لأوله، ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوتة حمراء، عليه سواران من ذهبٍ موشح بياقوت أحمر، هذا بكل يوم صام من رمضان سوى ما عمل من الحسنات
خلاصة حكم المحدث : سنده فيه جرير بن أيوب البجلي
الراوي : عبد الله بن مسعود [الغفاري] | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/70
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة جنة - نساء الجنة جنة - ثياب أهل الجنة صيام - فضل شهر رمضان جنة - طيب أهل الجنة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

7 - لم يكُنْ نَبِيٌّ إلَّا وقد أنذَرَ بالدَّجَّالِ أُمَّتَه، وإنِّي أُنْذِرُكموه: إنَّه أعورُ ذو حَدقةٍ جاحِظةٍ ، ولا تَخفى كأنَّها نُخاعةٌ في جَنْبِ جِدارٍ، وعَينُه اليُسرى كأنَّها كوكبٌ دُرِّيٌّ ، ومعه مِثْلُ الجنَّةِ ومِثْلُ النَّارِ، وجنَّتُه غَبْراءُ ذاتُ دُخَانٍ، ونارُه رَوضةٌ خَضراءُ، وبَين يَدَيْه رجُلانِ يُنذِرانِ أهْلَ القُرى، كلَّما خرَجَا مِن قَريةٍ دخَلَ أوائلُهم، ويُسلَّطُ على رجُلٍ لا يُسلَّطُ على غَيرِه؛ يَذبَحُه ثمَّ يَضرِبُه بعصًا، ثمَّ يقولُ: قُمْ، فيقومُ، فيقولُ لأصحابِه: كيف تَرَونَ؟ ألسْتُ برَبِّكم؟ فيَشْهدونَ له بالشِّركِ، فيقولُ المذبوحُ: أيُّها النَّاسُ، إنَّ هذا المسيحُ الدَّجَّالُ الَّذي أنْذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما زادني فِيكَ هذا إلَّا بَصيرةً ، فيَعودُ فيَذبَحُه، فيَضرِبُه بعصًا معه، فيقولُ: قُمْ، فيقومُ، فيقولُ: كيف تَرَونَ؟ ألسْتُ برَبِّكم؟ فيَشْهَدون له بالشِّرْكِ، فيقولُ الرَّجلُ: أيُّها النَّاسُ، إنَّ هذا المسيحُ الدَّجَّالُ الَّذي أنْذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما زادَني هذا فِيكَ إلَّا بَصيرةً ، فيَعودُ، فيَذبَحُه الثَّالثةَ، فيَضرِبُه بعصًا معه، فيقولُ: قُمْ، قُمْ، فيقومُ، فيقولُ: كيف تَرَون؟ ألسْتُ برَبِّكم؟ فيَشْهَدون له بالشِّرْكِ، فيقولُ الرَّجلُ: أيُّها النَّاسُ، إنَّ هذا المسيحُ الدَّجَّالُ الَّذي أنْذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما زادَني هذا فِيكَ إلَّا بَصيرةً ، فيَعودُ الرَّابعةَ، فيَذبَحُه، فيَضرِبُ اللهُ على حَلْقِه صَفيحةً مِن نُحاسٍ، فيُرِيدُ أنْ يَذبَحَهُ، فلا يَستطيعُ. قال أبو سَعيدٍ: فما دَرَيْتُ ما النُّحاسُ إلَّا يومئذٍ، فكنَّا نَرى هذا الرَّجلَ عمرَ بنَ الخطَّابِ حتَّى مات عُمَرُ بنُ الخطَّابِ. قال: ويَغرِسُ النَّاسُ بعْدَ ذلك ويَزْرَعون.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/136
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أشراط الساعة - صفة الدجال أنبياء - عام فتن - فتنة الدجال أشراط الساعة - علامات الساعة الكبرى
| أحاديث مشابهة

8 - قال عبدالله بن مسعود: إذا حُشِر الناسُ يومَ القيامةِ قاموا أربعينَ سنةً على رؤوسِهم الشمسُ شاخصةٌ أبصارُهم إلى السماءِ ينتظِرونَ الفصلَ كلُّ برٍّ منهم وفاجرٍّ لا يتكلَّمُ منهم بشرٌ ثم ينادي منادٍ: أليس عدلًا مِن ربِّكم الذي خلَقكم وصوَّركم ورزَقكم ثم عبَدتُم غيرَه أن يوليَ كلَّ قومٍ ما توَلَّوْا ؟ فيقولونَ: بَلى فينادي بذلك ملكٌ ثلاثَ مراتٍ ثم يمثلُ لكلِّ قومٍ آلهتُهم التي كانوا يعبُدونَها فيتبَعونَها حتى تورِدَهم النارَ ويَبقى المؤمنونَ والمُنافِقونَ فيخِرُّ المؤمنونَ سُجَّدًا وتدمجُ أصلابُ المنافقينَ فتكونُ عظمًا واحدًا كأنَّها صياصيُّ البقرِ ويخِرُّونَ على أقفيتِهِم فيقولُ اللهُ لهم: ارفَعوا رؤوسَكم إلى نورِكم بقدرِ أعمالِكم فيَرفَعُ الرجلُ رأسَه ونورَه بين يدَيه مثلَ الجبلِ ويَرفَعُ الرجلُ رأسَه ونورَه بين يدَيه مثلَ القصرِ ويَرفَعُ الرجلُ رأسَه ونورَه بين يدَيه مثلَ البيتِ حتى ذكَر مثلَ الشجرةِ فينصرِفُ على الصراطِ كالبرقِ الخاطفِ وكالريحِ وكحضرِ الفرسِ وكأشدادِ الرجالِ حتى يَبقى آخِرُ الناسِ نورُه على إبهامِ رِجلِه مثلَ السراجِ فأحيانا يُضيءُ له وأحيانًا يَخفى عليه فتنفثُ منه النارُ فلا يزالُ كذلك حتى يخرجَ فيقولَ: ما يدري أحدٌ ما نَجا منه غيري ولا أصاب أحدًا مثلَ ما أصبتُ إنما أصابني حرُّها ونجوتُ منها قال: فيفتحُ له بابٌ منَ الجنةِ فيقولُ: يا ربِّ أدخِلْني هذا البابَ فيقولُ: عبدي لعلي إذا أدخَلتُكَ تَسألُني غيرَه فيقولُ: وعِزَّتِكَ وجلالِكَ إن أدخَلتَنيه لا أسألُكَ غيرَه قال: فيدخلُه فبينما هو معجبٌ بما هو فيه إذ فُتِح له بابٌ آخرُ فيستحقِرُ في عينِه الذي هو فيه فيقولُ: يا ربِّ أدخِلْني هذا فيقولُ: أولم تَزعُمْ أنَّكَ لا تسألُني غيرَه ؟ فيقولُ: وعزتِكَ وجلالِكَ إن أدخَلْتَني لا أسألُكَ غيرَه قال: فيُدخِلُه حتى يُدخِلَه أربعَ أبوابٍ كلُّها يسألهُا ثم يستقبِلُه رجلٌ مثلُ النورِ فإذا رآه هوى يسجُدُ له فيقولُ: ما شأنُكَ ؟ فيقولُ: ألستَ بربي ؟ فيقولُ: إنما قَهرَمانُ لكَ في الجنةِ ألفُ قهرمانَ على ألفِ قصرٍ بين كلِّ قصرينِ مسيرةُ السنةِ يُرى أقصاها كما يُرى أدناها ثم يُفتَحُ له بابٌ مِن زُمُرُّدَةٍ خضراءَ فيها سبعونَ بابًا في كلِّ بابٍ منها أبوابٌ أزواجٌ وسررٌ ومناصفُ فيقعدُ مع زوجتِه فتُناوِلُه الكأسَ فتقولُ: لأنتَ منذُ ناوَلتُكَ الكأسَ أحسنُ مِنكَ قبل ذلك بسبعينَ ضِعفًا ويقولُ لها: لأنتِ منذُ ناوَلتيني الكأسَ أحسنُ مِنكِ قبلَ ذلك بسبعينَ ضِعفًا وعليها سبعونَ حلةً ألوانُها شَتَّى يُرى مخُّ ساقِها ويَلبَسُ الرجلُ ثيابَه على كبدِها وكبدُها مرآتُه
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : أبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/155
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة أهل الجنة جنة - صفة الجنة قيامة - الحساب والقصاص جنة - آخر من يدخل الجنة قيامة - أهوال يوم القيامة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جنازةِ رجُلٍ مِن الأنصارِ، فانتهَيْنا إلى القبرِ ولمَّا يُلْحَدْ، فجلَسَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجلَسْنا حولَه كأنَّما على رُؤوسِنا الطَّيرُ -قال عمرُو بنُ ثابتٍ: وُقَّعٌ، ولم يقُلْه أبو عوانةَ- فجعَلَ يرفَعُ بصَرَه وينظُرُ إلى السَّماءِ، ويخفِضُ بصَرَه وينظُرُ إلى الأرضِ، ثمَّ قال: أعوذُ باللهِ مِن عذابِ القبرِ، قالها مِرارًا. ثمَّ قال: إنَّ المُؤمِنَ إذا كان في قُبُلٍ مِن الآخرةِ وانقطاعٍ مِن الدُّنيا، جاءه ملَكٌ فجلَسَ عند رأسِه، فيقولُ: اخْرُجي أيَّتُها النَّفسُ الطَّيِّبةُ إلى مغفرةٍ مِن اللهِ ورضوانٍ، فتخرُجُ نفْسُه وتسيلُ كما يسيلُ قَطْرُ السِّقاءِ -قال عمرٌو في حديثِه، ولم يقُلْه أبو عوانةَ: وإنْ كنتُمْ تَرَونَ غيرَ ذلك- وتنزِلُ ملائكةٌ مِن الجنَّةِ بِيضُ الوُجوهِ، كأنَّ وُجوهَهم الشَّمسُ، معهم أكفانٌ مِن أكفانِ الجنَّةِ، وحَنوطٌ مِن حَنوطِ الجنَّةِ، فيجلِسونَ منه مَدَّ البصَرِ، فإذا قبَضَها الملَكُ لم يَدَعوها في يَدِه طرفةَ عَينٍ، فذلك قولُه تعالى: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61]. قال: فتخرُجُ نفْسُه كأطيبِ ريحٍ وُجِدَت، فتعرُجُ به الملائكةُ فلا يأتونَ على جُندٍ فيما بين السَّماءِ والأرضِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ؟! فيقال: فُلانٌ -بأحسَنِ أسمائِه- حتَّى يَنْتهوا به إلى أبوابِ سماءِ الدُّنيا، فيُفْتَحُ له، ويُشيِّعُه مِن كلِّ سماءٍ مُقرَّبوها حتَّى يُنْتَهَى به إلى السَّماءِ السَّابعةِ، فيقالُ: اكْتُبوا كتابَه في عِلِّيينَ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 19 - 21]، فيُكْتَبُ كتابُه في عِلِّيينَ ، ثمَّ يُقالُ: رُدُّوه إلى الأرضِ؛ فإنِّي وعدْتُهم أنِّي منها خلقْتُهم، وفيها نُعيدُهم، ومنها نُخرِجُهم تارةً أُخرى. قال: فيُرَدُّ إلى الأرضِ، وتُعادُ رُوحُه في جسَدِه، فيأتيه مَلَكانِ شديدَا الانتهارِ، فيَنْتهِرانِه ويُجْلسانِه، فيَقولانِ: مَن ربُّك؟ وما دِينُك؟ فيقولُ: ربِّيَ اللهُ، ودِيني الإسلامُ. فيقولانِ: ما تقولُ في هذا الرَّجلِ الَّذي بُعِثَ فيكم؟ فيقولُ: هو رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فيقولانِ: وما يُدْريك؟ فيقولُ: جاءنا بالبيِّناتِ مِن رَبِّنا، فآمنْتُ به وصدَّقْتُه، وذلك قولُه عَزَّ وجَلَّ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27]، ويُنادي مُنادٍ مِن السَّماءِ: قد صدَقَ عبْدي، فأَلْبِسُوه مِن الجنَّةِ، وأفْرِشوه مِن الجنَّةِ، وأَرُوه منزلَه منها. فيُلْبَسُ مِن الجنَّةِ، ويُفْرَشُ منها، ويَرَى مَنزلَه منها، ويُفْسَحُ له مَدَّ بصَرِه، ويُمَثَّلُ له عمَلُه في صُورةِ رجُلٍ حسَنِ الوجهِ، طيِّبِ الرِّيحِ، حسَنِ الثِّيابِ، فيقولُ: أبشِرْ بما أعَدَّ اللهُ لك، أبشِرْ برِضوانٍ مِن اللهِ وجنَّاتٍ فيها نَعيمٌ مُقيمٌ، فيقولُ: بشَّرَك اللهُ بخَيرٍ، مَن أنتَ؟ فوجْهُك الوجْهُ الحسَنُ الَّذي جاء بالخيرِ، فيقولُ: هذا يومُك الَّذي كنْتَ تُوعَدُ -أو الأمْرُ الَّذي كنْتَ تُوعَدُ- أنا عمَلُك الصَّالحُ، فواللهِ ما علِمْتُك إلَّا كنْتَ سريعًا في طاعةِ اللهِ، بطيئًا عن معصيتِه، فجزاكَ اللهُ خيرًا. فيقولُ: يا رَبِّ، أقِمِ السَّاعةَ؛ كي أرجِعَ إلى أهلي ومالي. قال: وإنْ كان فاجرًا، فكان في قُبُلٍ مِن الآخرةِ وانقطاعٍ مِن الدُّنيا، جاءه ملَكٌ فجلَسَ عند رأسِه، فقال: اخْرُجي أيَّتُها النَّفْسُ الخبيثةُ، أبشِري بسَخطٍ مِن اللهِ وغضَبِه، فتنزِلُ ملائكةٌ سُودُ الوُجوهِ، معهم مُسوحٌ، فإذا قبَضَها الملَكُ، قاموا فلم يَدَعوها في يَدِه طرفةَ عَينٍ، فتُفَرَّقُ في جسَدِه، فيستخرِجُها، فتُقْطَعُ معها العُروقُ والعصبُ، كالسُّفُّودِ الكثيرِ الشُّعَبِ في الصُّوفِ المبلولِ، فتُؤْخَذُ مِن الملَكِ، فيخرُجُ كأنتَنِ ريحٍ وُجِدَت، فلا تمُرُّ على جُندٍ فيما بين السَّماءِ والأرضِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ الخبيثُ؟! فيقولونَ: فُلانٌ -بأسوأِ أسمائِه- حتَّى يَنْتهونَ به إلى سماءِ الدُّنيا، فلا تُفَتَّحُ له، فيقولُ: رُدُّوه إلى الأرضِ؛ إنِّي وَعَدْتهم أنِّي منها خلقْتُهم، وفيها نُعيدُهم، ومنها نُخرِجُهم تارةً أُخرى. قال: فيُرْمَى به مِن السَّماءِ، وتلا هذه الآيةَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]. قال: فيُعادُ إلى الأرضِ وتُعادُ فيه رُوحُه، ويأتيه ملَكانِ شديدَا الانتهارِ، فيَنْتهرانِه ويُجْلسانِه فيقولانِ: مَن ربُّك؟ وما دِينُك؟ فيقولُ: لا أدري. فيقولانِ: فما تقولُ في هذا الرَّجلِ الَّذي بُعِثَ فيكم؟ فلا يَهْتدي لاسمِه، فيقولُ: لا أدري، سمِعْتُ النَّاسَ يقولون ذلك، فيقولونَ: لا دَرَيْتَ ، فيُضَيَّقُ عليه قبْرُه حتَّى تختلِفَ أضلاعُه، ويُمَثَّلُ له عمَلُه في صُورةِ رجُلٍ قبيحِ الوجهِ، مُنتِنِ الرِّيحِ، قَبيحِ الثِّيابِ، فيقولُ: أبشِرْ بعذابِ اللهِ وسَخطِه، فيقولُ: مَن أنت؟ فوجْهُك الوجْهُ الَّذي جاء بالشَّرِّ، فيقولُ: أنا عمَلُك الخبيثُ ، واللهِ ما علِمْتُك إلَّا كنْتَ بطيئًا عن طاعةِ اللهِ، سريعًا إلى معصيتِه. قال عمرٌو في حديثِه: عن المنهالِ، عن زَاذانَ، عن البَراءِ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فيُقيَّضُ له ملَكٌ أصَمُّ أبكَمُ ، معه مِرزبَّةٌ لو ضُرِبَ بها جبلٌ صار تُرابًا -أو قال: رَمِيمًا- فيضرِبُه ضربةً يسمَعُها الخلائقُ إلَّا الثَّقلينِ، ثمَّ تعاد فيه الرُّوحُ، فيضرِبُه ضربةً أُخرى.

10 - خطَبَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خُطبةً بعْدَ العصرِ إلى مُغَيْرِبانِ الشَّمسِ، حفِظَها مَن حفِظَها، ونسِيَها مَن نسِيَها: ألَا إنَّ الدُّنيا حُلوةٌ خَضِرةٌ، وإنَّ اللهَ تعالى مُستخلِفُكم فيها، فيَنظُرُ كيف تَفْعلون، فاتَّقوا الدُّنيا واتَّقوا النِّساءَ. ألَا إنَّ بني آدَمَ خُلِقوا على طَبقاتٍ شتَّى ؛ فمنهم مَن يُولَدُ مُؤمِنًا، ويَحْيى مُؤمِنًا، ويَموتُ مُؤمِنًا، ومنهم مَن يُولَدُ كافِرًا، ويَحْيى كافِرًا، ويَموتُ كافِرًا، ومنهم مَن يُولَدُ مُؤمِنًا، ويَحْيى مُؤمِنًا، ويَموتُ كافِرًا، ومنهم مَن يُولَدُ كافِرًا، ويَحْيى كافِرًا، ويَموتُ مُؤمِنًا. ألَا إنَّ خيرَ التُّجَّارِ مَن كان حسَنَ القضاءِ، حسَنَ الطَّلبِ، ألَا وإنَّ شَرَّ التُّجَّارِ مَن كان سَيِّئَ القضاءِ، سَيِّئَ الطَّلبِ، فإذا كان حسَنَ القضاءِ، سَيِّئَ الطَّلبِ، أو سَيِّئَ القضاءِ، حسَنَ الطَّلبِ، فإنَّها بها. ألَا وإنَّ شَرَّ الرِّجالِ مَن كان سَريعَ الغضَبِ، بَطِيءَ الفَيْءِ، فإذا كان سَريعَ الغضَبِ، سَريعَ الفَيْءِ ، فإنَّها بها. ألَا وإنَّ خيرَ الرِّجالِ مَن كان بَطِيءَ الغضَبِ، بَطِيءَ الفَيْءِ، وإذا كان بَطِيءَ الغضَبِ، بَطِيءَ الفَيْءِ، فإنَّها بها. ألَا وإنَّ الغضَبَ جَمْرةٌ تُوقَدُ في جوفِ ابنِ آدَمَ؛ ألَمْ تَرَ إلى حُمرةِ عينَيْه وانتفاخِ أوداجِه؟ فإذا كان ذلك فالأرْضَ الأرضَ. ألَا وإنَّ لكلِّ غادرٍ لِواءً بقَدْرِ غَدرتِه -قال: وقال الحسَنُ: يُنْصَبُ عندَ اسْتِه، ثمَّ رجَعَ إلى حديثِ أبي سَعيدٍ-: ثمَّ قال: ألَا ولا غادِرَ أعْظَمَ غدْرًا مِن أميرِ عامَّةٍ. ألَا لا يَمنَعِ الرَّجلَ مَهابةُ النَّاسِ أنْ يتكلَّمَ بحَقٍّ عَلِمَه. ألَا إنَّه لم يَبْقَ مِن الدُّنيا فيما مَضى منها إلَّا كما بقِيَ مِن يَومِكم هذا فيما مَضى منه.

11 - لمَّا قُبِضَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وارتَدَّ مَن ارتَدَّ مِن النَّاسِ، قال قومٌ: نُصلِّي ولا نُعْطي الزَّكاةَ، فقال النَّاسُ لأبي بكرٍ: اقبَلْ منهم، فقال: لو مَنَعوني عَناقًا لَقاتلْتُهم، فبعَثَ خالدَ بنَ الوليدِ، وقدِمَ عديُّ بنُ حاتمٍ بألْفِ رجُلٍ مِن طَيِّئٍ حتَّى أتى اليمامةَ، قال: فكانت بنو عامرٍ قد قَتَلوا عُمَّالَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأحْرَقوهم بالنَّارِ، فكتَبَ أبو بكرٍ إلى خالدِ بنِ الوليدِ: أنِ اقتُلْ بني عامرٍ، وأحرِقْهم بالنَّارِ، ففعَلَ حتَّى صاحتِ النِّساءُ، ثمَّ مضى حتَّى انتَهى إلى الماءِ، خَرَجوا إليه، فقال: اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، قالوا: نَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، ونَشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، فلمَّا قالوا ذلك كَفَّ عنهم، فأمَرَه أبو بكرٍ أنْ يَسِيرَ حتَّى يَنزِلَ الحِيرةَ ، ثمَّ يَمْضِيَ إلى الشَّامِ، فلمَّا نزَلَ بالحِيرةِ كتَبَ إلى أهلِ فارسَ، ثمَّ قال: إنِّي لَأحِبُّ ألَّا أبرَحَ حتَّى أفزَعَهُم، فأغارَ عليهم حتَّى انتَهى إلى سُورا، فقَتَلَ وسَبى، ثمَّ أغار على عَينِ التَّمرِ، فقتَلَ وسبَى، ثمَّ مضى إلى الشَّامِ. قال عامرٌ: فأخرَجَ إليَّ ابنُ بُقَيْلةَ كتابَ خالدِ بنِ الوليدِ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، مِن خالدِ بنِ الوليدِ إلى مَرازَبةِ فارسَ، السَّلامُ على مَن اتَّبعَ الهُدى، فإنِّي أحمَدُ اللهَ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو بالحمْدِ الَّذي فصَلَ حرَمَكم، وفرَّقَ جماعتَكم، ووهَّنَ بأْسَكم، وسلَبَ مُلكَكم، فإذا جاءكُم كِتابي هذا، فاعْتَقِدوا منِّي الذِّمَّةَ، وأدُّوا الجزيةَ ، وابْعَثوا إليَّ بالرُّهُنِ، وإلَّا فوالَّذي لا إلهَ إلَّا هو ، لَأُقاتِلَنَّكم بقومٍ يُحِبُّونَ الموتَ كحُبِّكم الحياةَ، سلامٌ على مَن اتَّبعَ الهُدى.

12 - إنَّ كلَّ نَبِيٍّ قد أنذَرَ قَومَه الدَّجَّالَ، ألَا وإنَّه قد أكَلَ الطَّعامَ، ألَا إنِّي عاهِدٌ إليكم فيه عهْدًا لم يَعهَدْهُ نَبِيٌّ إلى أُمَّتِه، ألَا وإنَّ عَينَهُ اليُمْنى مَمسوحةٌ كأنَّها نُخاعةٌ في جانبِ حائطٍ، ألَا وإنَّ عينَهُ اليُسرى كأنَّها كوكبٌ دُرِّيٌّ ، معه مِثْلُ الجنَّةِ والنَّارِ؛ فالنَّارُ رَوضةٌ خضراءُ، والجنَّةُ غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، وبيْن يَدَيه رجُلانِ يُنذِرانِ أهْلَ القُرى كلِّها، غيرَ مكَّةَ والمدينةِ حُرِّمَتا عليه، والمُؤمنونَ مُتفرِّقونَ في الأرضِ، فيَجمَعُهم اللهُ، فيقولُ رجُلٌ منهم: واللهِ لَأنطلِقَنَّ، فلَأنْظُرَنَّ هذا الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيقولُ له أصحابُه: إنَّا لا نَدَعُك تأْتيهِ، ولو علِمْنا أنَّه لا يَفتِنُك لَخلَّيْنا سبيلَك، ولكنَّا نخافُ أنْ يَفتِنَك فتَتْبَعَهُ، فيأْبى إلَّا أنْ يأْتِيَهُ، فيَنطلِقُ حتَّى إذا أتى أدْنى مَسْلحةٍ مِن مَسالحِهِ، أخَذوهُ فسَألوهُ: ما شأْنُه؟ وأين يُريدُ؟ فيقولُ: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الكذَّابَ، فيقولونَ: أنت تقولُ ذلك؟! فيكتُبونَ إليه: إنَّا أخذْنَا رجُلًا يقولُ: كذا وكذا، فنَقتلُهُ أمْ نَبعَثُ به إليك؟ فيقولُ: أرْسِلوا به إليَّ، فانطَلَقوا به إليه، فلمَّا رآهُ عرَفَه بنَعْتِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له: أنت الدَّجَّالُ الكذَّابُ الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له الدَّجَّالُ: أنت الَّذي تقولُ ذلك؟ لَتُطِيعُني فيما آمُرُك به، أو لَأشُقَّنَّك شِقَّينِ، فيُنادي العبْدُ المُؤمِنُ في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فمَدَّ رِجْلَيه، ثمَّ أمَرَ بحَديدةٍ، فوُضِعَت على عجَبِ ذَنَبِه، فشَقَّه شِقَّينِ، ثمَّ قال الدَّجَّالُ لِأوليائِه: أرأيتُمْ إنْ أحيَيْتُ هذا، ألسْتُم تَعلمونَ أنِّي ربُّكم؟ فيقولونَ: نعمْ، فيأخُذُ عصًا، فيَضرِبُ إحدى شِقَّيْه، أو الصَّعيدَ، فاسْتَوى قائمًا، فلمَّا رأى ذلك أولياؤُهُ صَدَّقوه وأحَبُّوه، وأيْقَنوا به أنَّه ربُّهم واتَّبَعوه، فيقولُ الدَّجَّالُ للعبْدِ المُؤمنِ: ألَا تُؤمِنُ بي؟ فقال: أنا الآنَ فيكَ أشَدُّ بصيرةً ، ثمَّ نادى في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، مَن أطاعَهُ فهو في النَّارِ، ومَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، فقال الدَّجَّالُ: لَتُطِيعُني أو لَأذبحَنَّك، فقال: واللهِ لا أُطِيعُك أبدًا؛ إنَّك لأنتَ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فاضْطجعَ، وأمَرَ بذَبْحِه، فلا يَقدِرُ عليه ولا يُسلَّطُ عليه إلَّا مرَّةً واحدةً، فأخَذَ بيَدَيْهِ ورِجْليه، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وهي غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذلك الرَّجلُ أقرَبُ أُمَّتي مِنِّي، وأرفَعُهم دَرجةً يومَ القيامةِ. قال أبو سعيدٍ: كان يَحسَبُ أصحابُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ذلك الرَّجلَ عُمرُ بنُ الخطَّابِ، حتَّى مَضى لِسَبيلِه رضِيَ اللهُ عنه. قلْتُ: فكيف يَهلِكُ؟ قال: اللهُ أعلَمُ، قلْتُ: إنَّ عيسى ابنَ مَريمَ هو يُهلِكُه، قال: اللهُ أعلَمُ، غيرَ أنَّ اللهَ يُهلِكُه ومَن معه، قلْتُ: فماذا يكونُ بعْدَه؟ قال: حدَّثَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ النَّاسَ يَغرِسونَ مِن بعْدِه الغُروسَ، ويتَّخِذون مِن بعْدِه الأموالَ، قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ الدَّجَّالِ؟ قال: نعمْ، فيَمكُثونَ ما شاء اللهُ أنْ يَمْكُثوا، ثمَّ يُفْتَحُ يأْجوجُ ومأْجوجُ ، فيُهلِكونَ مَن في الأرضِ إلَّا مَن تعلَّقَ بحِصْنٍ، فلمَّا فَرَغوا مِن أهْلِ الأرضِ، أقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، فقالوا: إنَّما بقِيَ مَن في الحُصونِ ومَن في السَّماءِ، فيَرْمُونَ سِهامَهم، فخرَّتْ عليهم مُنغمِرةً دمًا، فقالوا: قدِ استرحتُمْ ممَّن في السَّماءِ، وبقِيَ مَن في الحُصونِ، فحاصَروهم حتَّى اشتَدَّ عليهم الحَصْرُ والبلاءُ، فبيْنما هم كذلك إذ أرسَلَ اللهُ عليهم نَغَفًا في أعناقِهم، فقصَمَتْ أعناقَهم، فمال بعضُهم على بعضٍ مَوتى، فقال رجُلٌ منهم: قتَلَهم اللهُ وربِّ الكعبةِ، قالوا: إنَّما يَفعلونَ هذا مُخادَعةً، فنَخرُجُ إليهم، فيُهلِكُونا كما أهْلَكوا إخوانَنا، فقال: افتَحوا لي البابَ، فقال أصحابُه: لا نَفتَحُ، فقال: دَلُّوني بحَبْلِ، فلمَّا نزَلَ وجَدَهم موتَى، فخرَجَ النَّاسُ مِن حُصونِهم. فحَدَّثني أبو سَعيدٍ: أنَّ مَواشِيَهم جعَلَ اللهُ لهم حياةً يَقْضَمونها ما يَجِدون غيرَها. قال: وحَدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ النَّاسَ يَغرِسون بعْدَهم الغُروسَ ويتَّخِذون الأموالَ. قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ يأجوجَ ومأْجوجَ؟ قال: نعمْ، حدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فبيْنما هم في تِجارَتِهم، إذ نادى مُنادٍ مِن السَّماءِ: أتى أمْرُ اللهِ، ففَزِعَ مَن في الأرضِ حين سَمِعوا الدَّعوةَ، وأقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، وفَزِعوا فزَعًا شديدًا، ثمَّ أقْبَلوا بعْدَ ذلك على تِجارَتِهم وأسواقِهم وضِياعِهم، فبيْنما هم كذلك إذ نُودوا ناديةً أُخرى: يا أيُّها النَّاسُ، أتى أمْرُ اللهِ، فانطَلَقوا نحوَ الدَّعوةِ الَّتي سَمِعوا، وجعَلَ الرَّجلُ يَفِرُّ مِن غنَمِهِ وبَيعِه، ودَخَلوا في مَواشيهم، وعندَ ذلك عُطِّلَتِ العِشارُ، فبيْنما هم كذلك يَسْعَون قِبَلَ الدَّعوةِ، إذ لَقُوا اللهَ في ظُللٍ مِن الغَمامِ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68]، فمَكَثوا ما شاء اللهُ، {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}، ثمَّ يَجِيءُ بجهنَّمَ لها زَفيرٌ وشَهيقٌ، ثمَّ جاء آتٍ؛ عُنُقٌ مِن النَّارِ يَسيرُ، يُكلِّمُ يقولُ: إنِّي وُكِّلْتُ اليومَ بثلاثٍ: إنِّي وُكِّلْتُ بكلِّ جبَّارٍ عَنيدٍ ، ومَن دعَا مع اللهِ إلهًا آخَرَ، ومَن قتَلَ نفْسًا بغَيرِ نفْسٍ، فتُطْوى عليهم، فتَقْذِفُهم في غَمراتِ جهنَّمَ. وحدَّثَني: أنَّها أشَدُّ سَوادًا مِن اللَّيلِ، ثمَّ يُنادي آدَمَ، فيقولُ: لبَّيكَ وسَعْدَيك، فيُقالُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِن ولَدِك، قال: يا ربِّ وما هو؟ قال: مِن كلِّ ألْفٍ تِسعُ مئةٍ وتِسعةٌ وتِسعونَ إلى النَّارِ، وواحدٌ إلى الجنَّةِ، فذلك حين شابَ الوِلدانِ. وكَبُرَ ذلك في صُدورِنا حتَّى عرَفَهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وُجوهِنا، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبْشِروا؛ فإنَّ مَن سِواكم -أهْلَ الشِّرْكِ- كَثيرٌ، ويُحْبَسُ النَّاسُ حتَّى يَبلُغَ العرَقُ يَدَيْهُم، فبيْنما هم كذلك إذ عرَفَ رجُلٌ أباهُ وهو مُؤمِنٌ وأبوهُ كافرٌ، فقال: يا أبَهْ، ألمْ أكُنْ آمُرُك أنْ تُقدِّمَ ليَومِك هذا؟ فقال: يا بُنَيَّ، اليومَ لا أعْصيكَ شيئًا، والأُمَمُ جُثوًّا، كلُّ أُمَّةٍ على ناحيتِها، فأتى اليهودُ، فقِيلَ لهم: ما كنتُم تَعْبُدون؟ قالوا: كنَّا نَعبُدُ كذا وكذا، فقيل له وقِيلَ لهم: رِدُوا، فوَرَدوا يَحْسَبونه ماءً، فوَجَدوا اللهَ فوفَّاهم حِسابَه، واللهُ سَريعُ الحسابِ، ثمَّ فُعِلَ بالنَّصارى والمجوسِ وسائرِ الأُمَمِ ما فُعِلَ باليهودِ، ثمَّ أتى المُسلمونَ، فقيل لهم: مَن ربُّكم؟ فقالوا: اللهُ ربُّنا، قِيل: ومَن نَبِيُّكم؟ قالوا: نَبِيُّنا محمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى الصِّراطِ مَحاجِنُ مِن حَديدٍ، والملائكةُ يَختطِفونَ رِجالًا، فيُلْقونَهم في جهنَّمَ، وجعَلَتِ المحاجِنُ تُمسِكُ رِجالًا تأْكُلُهم النَّارُ، إلَّا صُورةَ وَجْهِه لا تَمسُّه النَّارُ، فإذا خلُصَ مِن جهنَّمَ ما شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، وخلُصَ ذلك الرَّجلُ بأبِيه فيمَن خلُصَ، قِيل له: هذه الجنَّةُ، فادخُلْ مِن أيِّ أبوابِها شِئْتَ، وأرسِلْ هذا الرَّجلَ، فقال: ربِّ، هذا أبي، ووصَّيتَ لي ألَّا تُخْزِيَني، فشَفِّعْني في أبي، فقيل: انظُرْ أسفَلَ منك، فإذا هو بدابَّةٍ خَبيثةِ الرِّيحِ، تُشبِهُ اللَّوْنَ في مَراغةٍ خَبيثةٍ. فرَأيتُه مُمْسِكًا بأنْفِه وَجَبْهتِه، قال: يقولُ ذلك الرَّجلُ وهو آخِذٌ بأنْفِه وَجبْهَتِه مِن خُبْثِ رِيحِه: أيْ ربِّ، ليس هذا أبي، فأُخِذَ أبوهُ، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وحرَّمَ اللهُ الجنَّةَ على الكافرينَ، فلمَّا خلُصَ مَن شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، تَفقَّدَ النَّاسُ بعضُهم بعضًا، فقالوا: ربَّنا، إنَّ رِجالًا كانوا يُصلُّونَ ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ فقيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخْرِجُوه، فوَجَدوا المحاجِنَ الَّتي على الصِّراطِ قد أمسَكَتْ رِجالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعْرَفُ بها، فالْتَبَسوا، فأُلْقُوا على الجنَّةِ، قالوا: ربَّنا نحن الآنَ في مَسألتِنا أشَدُّ رَغبةً، أرأيتَ رِجالًا كانوا يُصلُّون ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ قيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخرِجُوهُ، فثَلَجَتْ حتَّى بَرُدَتْ على المُؤمنينَ، فدَخَلوا ووَجَدوا الَّذين تَخطَفُهم الملائكةُ يَمينًا وشِمالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعرَفُ بها، فألْبَسوهم، فأخْرَجُوهم، فأَلْقُوهم على بابِ الجنَّةِ. قال: وحدَّثَني أنَّ نَبِيَّ اللهَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ألَا كلُّ نَبِيٍّ قد أُعْطِيَ عطيَّةً ويُنجِزُها، وإنِّي اختَبَأْتُ عَطيَّتي شَفاعةً لِأُمَّتي يومَ القيامةِ، ووُضِعَتِ الموازينُ، وأُذِنَ في الشَّفاعةِ، فأُعْطِيَ كلُّ مَلَكٍ، أو نَبِيٍّ، أو صِدِّيقٍ، أو شَهيدٍ شفاعَتَهُ حتَّى يَرْضى، فقال لهم ربُّهم: أقدْ رَضِيتُم؟ قالوا: نعمْ، قد رَضِينا ربَّنا، قال: أنا أرحَمُ بخَلْقي منكم، أخْرِجوا مِن النَّارِ مَن في قَلبِه وزْنُ خَردلةٍ مِن إيمانٍ، فأُخْرِجَ مِن ذلك شَيءٌ لا يَعْلَمُ بعَددِه إلَّا اللهُ، فأُلْقُوا على بابِ الجنَّةِ، فأرسَلَ عليهم مِن ماءِ الجنَّةِ، فيَنْبُتون فيها نَباتَ الثَّعاريرِ ، وأُدْخِلَ الَّذين أُخْرِجوا مِن النَّارِ الجنَّةَ كلُّهم إلَّا رجُلًا واحدًا، وأُغْلِقَ بابُ الجنَّةِ دُونَه، ووَجْهُه تِلْقاءَ النَّارِ، فقال ذلك الرَّجلُ: يا ربِّ، لا أكونُ أشْقى خَلْقِك، بلِ اصْرِفْ وَجْهي عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فقِيل له: لعلَّك تسأَلُ غيرَ هذا؟ فقال: لا، فصَرَفَ وَجْهَه عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فيقولُ: أيْ ربِّ، قَرِّبني مِن هذا البابِ، ألْزَقُ به وأكونُ في ظِلِّه، فقِيل له: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لا تسأَلُ شيئًا إلَّا أنْ يُصرَفَ وَجْهُك عن النَّارِ؟ قال: يا ربِّ، لا أسأَلُك غيرَ هذا، فقُرِّبَ إلى البابِ، فلَزِقَ به، فكان في ظلِّه، ففُرِجَ مِن البابِ فُرجةٌ إلى الجنَّةِ. فحدَّثَني أنَّ فيها شِراط أبيضَ، في أدناهُ شَجرةٌ، وفي أوسَطِه شَجرةٌ، وفي أقصاهُ شَجرةٌ، فقال: يا ربِّ، أَدْنِني مِن هذه الشَّجرةِ، فأكونَ في ظِلِّها، فقِيلَ لهُ: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لستَ تَسأَلُ شيئًا؟ قال: يا ربِّ، أسأَلُك هذا، ثمَّ لا أسأَلُك غيرَه، قال: قَرِّبني إلى تلك الشَّجرةِ، فكانت تلك مَسألَتَه، حتَّى صار إلى الوُسْطى، وإلى القُصوى، فلمَّا أتى القُصوى، أرسَلَ اللهُ رَسولينِ، فقالَا له: سَلْ ربَّك، فقال: فما أسأَلُه سِوى ما أنا فيه، فقالا: نعمْ، سَلْ ربَّك، فسألَهُ، وجعَلَ الرَّسولانِ يقولانِ له: سَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، وسَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، لشَيءٍ لم يَخطُرْ على قَلْبِه أنَّه خُلِقَ، أو أنَّه كان، فسأَلَ ربَّه ممَّا يَعلَمُ وممَّا يأمُرانِ الرَّسولانِ حتَّى انتهَتْ نَفْسُه، فقِيل له: فإنَّه لك وعشَرةَ أمثالِه. قال: وحدَّثني أبو سعيدٍ أنَّ ذلك الرَّجلَ هو أدْنى أهْلِ الجنَّةِ مَنزِلًا.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/132
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - نزول عيسى ابن مريم أشراط الساعة - يأجوج ومأجوج فتن - ظهور الفتن فتن - فتنة الدجال
| أحاديث مشابهة

13 - خطَبَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خُطبةً قبلَ وَفاتِه، وهي آخِرُ خُطبةٍ خطَبَها بالمدينةِ حتَّى لحِقَ باللهِ، فوعَظَنا فيها مَوعظةً ذرَفَتْ منها العُيونُ، ووَجِلَت منها القُلوبُ، واقشعَرَّتْ منها الجُلودُ، وتقلْقَلَتْ منها الأحشاءُ، أمَرَ بِلالًا فنادى: الصَّلاةُ جامعةٌ، قبلَ أنْ يتكلَّمَ، فاجتمَعَ النَّاسُ إليه، فارْتَقى المِنْبرَ، فقال: يا أيُّها النَّاسُ، ادْنُوا وأوسِعُوا لِمَن خلْفَكم، ثلاثَ مرَّاتٍ، فدنا النَّاسُ وانضَمَّ بعضُهم إلى بعضٍ، والْتَفتوا فلم يَرَوا أحدًا، ثمَّ قال: ادْنُوا وأوسِعوا لِمَن خلْفَكم، فدنا النَّاسُ وانضَمَّ بعضُهم لبعضٍ، والْتَفتوا فلم يَرَوا أحدًا. ثمَّ قال: ادْنُوا وأوسِعوا لِمَن خلْفَكم، فدَنَوا وانضَمَّ بعضُهم إلى بعضٍ، والْتَفتوا فلم يَرَوا أحدًا، فقام رجُلٌ فقال: لمَن نُوسِّعُ؛ للملائكةِ؟ قال: لا؛ إنَّهم إذا كانوا معكم لم يَكُونوا بين أيديكم ولا خلْفَكم، ولكنْ عن يَمينِكم وشَمائلِكم، فقال: ولِمَ لا يكونونَ بيْن أيدينا ولا خلْفَنا؟ أهمْ أفضَلُ منَّا؟ قال: بلْ أنتُمْ أفضلُ مِن الملائكةِ. اجلِسْ فجلَسَ. ثمَّ خطَبَ، فقال: الحمدُ للهِ، أحمَدُه، ونَستعينُه، ونَستغفِرُه، ونُؤْمِنُ به، ونَتوكَّلُ عليه، ونَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبْدُه ورسولُه، ونعوذُ باللهِ مِن شُرورِ أنفُسِنا وسيِّئاتِ أعمالِنا. مَن يَهْدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هاديَ له. أيُّها النَّاسُ، إنَّه كائنٌ في هذه الأُمَّةِ ثلاثونَ كذَّابًا، أوَّلُهم صاحِبُ اليَمامةِ ، وصاحبُ صَنعاءَ. أيُّها النَّاسُ، إنَّه مَن لقِيَ اللهَ وهو يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ مُخلِصًا؛ دخَلَ الجنَّةَ. فقام عليُّ بنُ أبي طالبٍ فقال: بأبي وأُمِّي يا رسولَ اللهِ، كيف يُخلِصُ بها لا يَخلِطُ معها غيرَها؟ بيِّنْ لنا حتَّى نَعرِفَه. فقال: حِرصًا على الدُّنيا، وجمْعًا لها مِن غيرِ حِلِّها، ورضًا بها، وأقوامٌ يقولون أقاويلَ الأخيارِ، ويَعمَلون عمَلَ الفُجَّارِ، فمَن لقِيَ اللهَ وليس فيه شَيءٌ مِن هذه الخِصالِ بقولِه: لا إلهَ إلَّا اللهُ؛ دخَلَ الجنَّةَ، ومَنِ اختارَ الدُّنيا على الآخرةِ فله النَّارُ، ومَن تَولَّى خُصومةَ قومٍ ظَلمةٍ، أو أعانَهم عليها؛ نزَلَ به مَلَكُ الموتِ يُبشِّرُه بلَعنةٍ ونارٍ خالدًا فيها، وبئْسَ المصيرُ، ومَن خَفَّ لِسُلطانٍ جائرٍ في حاجةٍ، فهو قَرينُه في النَّارِ، ومَن دَلَّ سُلطانًا على جَورٍ، قُرِنَ مع هامانَ في النَّارِ، وكان هو وذلك السُّلطانُ مِن أشدِّ النَّاسِ عَذابًا. ومَن عظَّمَ صاحبَ دُنْيا ومدَحَه طمَعًا في دُنياه، سَخِطَ اللهُ عليه، وكان في دَرجةِ قارونَ في أسفلِ جهنَّمَ. ومَن بنى بِناءً رِياءً وسُمعةً، حُمِّلَه يومَ القيامةِ مع سبْعِ أرضينَ، يُطَوَّقُه نارًا تُوقَدُ في عُنُقِه، ثمَّ يُرْمَى به في النَّارِ. فقيل: وكيف يَبْني بِناءً رِياءً وسُمعةً؟ فقال: يَبْني فضْلًا عمَّا يَكْفِيه، ويَبْنيه مُباهاةً . ومَن ظلَمَ أجيرًا أُجرةً حَبِطَ عمَلُه، وحُرِّمَ عليه رِيحُ الجنَّةِ، ورِيحُها يُوجَدُ مِن مسيرةِ خمسِ مئةِ عامٍ. ومَن خان جارَه شِبرًا مِن الأرضِ، طُوِّقَه يومَ القيامةِ إلى سبْعِ أرضينَ نارًا حتَّى تُدْخِلَه جهنَّمَ. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ، ثمَّ نسِيَه مُتعمِّدًا، لقِيَ اللهَ مَجذومًا مَعلولًا، وسلَّطَ اللهُ عليه بكلِّ آيةٍ حيَّةً تَنهَشُه في النَّارِ. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ، فلم يَعمَلْ به، وآثَرَ عليه حُطامَ الدُّنيا وزينَتَها؛ استوجَبَ سَخَطَ اللهِ، وكان في دَرجةِ اليهودِ والنَّصارى الَّذين نَبَذوا كِتابَ اللهِ وراءَ ظُهورِهم، واشْتَروا به ثمنًا قليلًا. ومَن نكَحَ امرأةً في دُبُرِها، أو رجُلًا، أو صَبيًّا؛ حُشِرَ يومَ القيامةِ وهو أنتَنُ مِن الجِيفةِ ، يتأَذَّى به النَّاسُ حتَّى يَدخُلَ جهنَّمَ، وأحبَطَ اللهُ أجْرَه، ولا يقبَلُ منه صَرْفًا ولا عدلًا ، ويدخُلُ في تابوتٍ مِن نارٍ، وتُسلَّطُ عليه مَساميرُ مِن حديدٍ، حتَّى تَسلُكَ تلك المساميرُ في جَوفِه، فلو وُضِعَ عِرْقٌ مِن عُروقِه على أربعِ مئةِ أُمَّةٍ لَماتوا جميعًا، وهو مِن أشدِّ أهلِ النَّارِ عذابًا يومَ القيامةِ. ومَن زنَى بامرأةٍ مُسلمةٍ أو غيرِ مُسلمةٍ، حُرَّةٍ أو أمَةٍ؛ فُتِحَ عليه في قبْرِه ثلاثُ مئةِ ألفِ بابٍ مِن النَّارِ، يَخرُجُ عليه منها حيَّاتٌ وعقارِبُ وشُهُبٌ مِن النَّارِ، فهو يُعَذَّبُ إلى يومِ القيامةِ بتلك النَّارِ مع ما يَلْقى مِن تلك الحيَّاتِ والعقاربِ، ويُبْعَثُ يومَ القيامةِ يتأَذَّى النَّاسُ بنَتنِ فرْجِه، ويُعْرَفُ بذلك حتَّى يدخُلَ النَّارَ، فيتأَذَّى به أهلُ النَّارِ مع ما هم فيه مِن العذابِ؛ لأنَّ اللهَ حرَّمَ المحارمَ، وليس أحدٌ أغيرَ مِن اللهِ، ومِن غَيْرتِه حرَّمَ الفواحشَ وحَدَّ الحُدودَ. ومَن اطَّلعَ إلى بَيتِ جارِه، فرأى عَورةَ رجُلٍ، أو شَعرَ امرأةٍ، أو شيئًا مِن جسَدِها؛ كان حقًّا على اللهِ أنْ يُدْخِلَه النَّارَ مع المُنافقينَ الَّذين كانوا يَتحيَّنونَ عَوراتِ النِّساءِ، ولا يَخرُجُ مِن الدُّنيا حتَّى يفْضَحَه اللهُ، ويُبْدِيَ للنَّاظرينَ عَورتَه يومَ القيامةِ. ومَن سَخِطَ رِزْقَه وبَثَّ شكواهُ، ولم يصبِرْ؛ لم يُرْفَعْ له إلى اللهِ حَسنةٌ، ولقِيَ اللهَ وهو عليه ساخطٌ. ومَن لبِسَ ثوبًا، فاختالَ في ثوبِه؛ خُسِفَ به مِن شفيرِ جهنَّمَ، يتجلجَلُ فيها ما دامتِ السَّمواتُ والأرضُ؛ لأنَّ قارونَ لَبِسَ حُلَّةً فاختالَ، فخُسِفَ به، فهو يَتجلجَلُ فيها إلى يومِ القيامةِ. ومَن نكَحَ امرأةً حلالًا بمالٍ حلالٍ، يُريدُ بذلك الفخرَ والرِّياءَ؛ لم يَزِدْه اللهُ بذلك إلَّا ذُلًّا وهوانًا، وأقامَه اللهُ بقدْرِ ما استمتَعَ منها على شَفيرِ جهنَّمَ، حتَّى يَهْويَ فيها سبعينَ خريفًا. ومَن ظلَمَ امرأةً مهْرَها فهو عند اللهِ زانٍ، ويقولُ اللهُ له يومَ القيامةِ: عبْدي زوَّجْتُك على عَهدي، فلم تُوفِ بعَهْدي! فيتَولَّى اللهُ طلَبَ حَقِّها، فيَستوعِبُ حَسناتِه كلَّها، فما تَفِي به، فيُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ومَن رجَعَ عن شَهادةٍ أو كتَمَها، أطعَمَه اللهُ لحْمَه على رُؤوسِ الخلائقِ، ويُدْخِلُه النَّارَ وهو يَلُوكُ لِسانَه. ومَن كانت له امرأتانِ، فلم يَعدِلْ بيْنهما في القسمِ مِن نَفْسِه ومالِه؛ جاء يومَ القيامةِ مَغلولًا مائلًا شِقُّه، حتَّى يدخُلَ النَّارَ. ومَن آذى جارَه مِن غيرِ حَقٍّ، حرَّمَ اللهُ عليه رِيحَ الجنَّةِ، ومأواهُ النَّارُ. ألَا وإنَّ اللهَ يسأَلُ الرَّجلَ عن جارِه كما يسأَلُه عن حَقِّ أهلِ بيتِه، فمَن ضيَّعَ حَقَّ جارِه فليس مِنَّا. ومَن أهان فقيرًا مُسلِمًا مِن أجْلِ فقْرِه، فاستخَفَّ به؛ فقدِ استخَفَّ بحَقِّ اللهِ، ولم يزَلْ في مَقْتِ اللهِ وسَخَطِه حتَّى يُرْضِيَه. ومَن أكرَمَ فقيرًا مُسلِمًا، لقِيَ اللهَ يومَ القيامةِ وهو يضحَكُ إليه. ومَن عُرِضَت له الدُّنيا والآخرةُ، فاختارَ الدُّنيا على الآخرةِ، لقِيَ اللهَ وليست له حَسنةٌ يَتَّقي بها النَّارَ، وإنِ اختارَ الآخرةَ على الدُّنيا، لقِيَ اللهَ وهو عنه راضٍ. ومَن قَدَرَ على امرأةٍ أو جاريةٍ حَرامًا، فترَكَها مَخافةً منه؛ أمَّنَه اللهُ مِن الفزَعِ الأكبرِ، وحرَّمَه على النَّارِ وأدخَلَه الجنَّةَ، وإنْ واقَعَها حَرامًا، حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ وأدخَلَه النَّارَ. ومَن كسَبَ مالًا حرامًا لم تُقْبَلْ له صَدقةٌ، ولا حجٌّ، ولا عُمرةٌ، وكتَبَ اللهُ له بقَدْرِ ذلك أوزارًا، وما بقِيَ عند موتِه كان زادَه إلى النَّارِ. ومَن أصاب مِن امرأةٍ نظْرةً حرامًا، ملَأَ اللهُ عينَيْه نارًا، ثمَّ أمَرَ به إلى النَّارِ، فإنْ غَضَّ بصَرَه عنها، أدخَلَ اللهُ في قلْبِه مَحبَّتَه ورحمَتَه، وأمَرَ به إلى الجنَّةِ. ومَن صافَحَ امرأةً حرامًا، جاء يومَ القيامةِ مَغلولةً يداهُ إلى عُنقِه، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ، وإنْ فاكَهَها، حُبِسَ بكلِّ كلمةٍ كلَّمَها في الدُّنيا ألْفَ عامٍ، والمرأةُ إذا طاوعَتِ الرَّجلَ حرامًا فالْتَزَمها، أو قبَّلَها، أو باشَرَها، أو فاكَهَها، أو واقَعَها؛ فعليها مِن الوِزْرِ مثْلُ ما على الرَّجلِ، فإنْ غلَبَها الرَّجلُ على نفْسِها، كان عليه وِزْرُه ووِزْرُها. ومَن غَشَّ مُسلمًا في بَيعٍ أو شِراءٍ فليس مِنَّا، ويُحْشَرُ يومَ القيامةِ مع اليهودِ؛ لأنَّهم أغَشُّ النَّاسِ للمُسلمينَ. ومَن منَعَ الماعونَ مِن جارِه إذا احتاج إليه، منَعَه اللهُ فضْلَه، ووكَلَه إلى نفْسِه. ومَن وكَلَه إلى نفْسِه هلَكَ آخرَ ما عليها، ولا يُقْبَلُ له عُذرٌ. وأيُّما امرأةٍ آذتْ زوجَها لم تُقْبَلْ صَلاتُها، ولا حَسنةٌ مِن عمَلِها حتَّى تُعْتِبَه وتُرْضِيَه، ولو صامتِ الدَّهرَ، وقامَتْه، وأعتقَتِ الرِّقابَ، وحُمِلَت على الجيادِ في سبيلِ اللهِ؛ لكانت أوَّلَ مَن يَرِدُ النَّارَ إذا لم تُرْضِه وتُعْتِبْه، وقال: وعلى الرَّجلِ مِثْلُ ذلك مِن الوِزْرِ والعذابِ إذا كان لها مُؤْذِيًا ظالمًا. ومَن لطَمَ خَدَّ مُسلمٍ لَطمةً، بدَّدَ اللهُ عِظامَه يومَ القيامةِ، ثمَّ تُسَلَّطُ عليه النَّارُ، ويُبْعَثُ حين يُبْعَثُ مَغلولًا حتَّى يَرِدَ النَّارَ. ومَن بات وفي قلْبِه غِشٌّ لأخيهِ المُسلمِ، بات وأصبَحَ في سَخَطِ اللهِ حتَّى يَتوبَ ويرجِعَ، فإنْ مات على ذلك مات على غيرِ الإسلامِ، ثمَّ قال: ألَا إنَّه مَن غشَّنا فليس مِنَّا، حتَّى قال ذلك ثلاثًا. ومَن يُعلِّقُ سَوطًا بيْن يديْ سُلطانٍ جائرٍ، جعَلَ له اللهُ حيَّةً طُولُها سبعونَ ألفَ ذِراعٍ، فتُسَلَّطُ عليه في نارِ جهنَّمَ خالدًا مُخلَّدًا. ومَنِ اغتابَ مُسلمًا، بطَلَ صَومُه ونقَضَ وُضوءَه، فإنْ مات وهو كذلك، مات كالمُستحِلِّ ما حرَّمَ اللهُ. ومَن مَشى بالنَّميمةِ بيْن اثنينِ، سلَّطَ اللهُ عليه في قبْرِه نارًا تُحرِقُه إلى يومِ القيامةِ، ثمَّ يُدْخِلُه النَّارَ. ومَن عفا عن أخيه المُسلمِ، وكظَمَ غَيظَه، أعطاهُ اللهُ أجْرَ شَهيدٍ. ومَن بَغَى على أخيه، وتطاوَلَ عليه، واستحقَرَه؛ حشَرَه اللهُ يومَ القيامةِ في صُورةِ الذَّرَّةِ، تطَؤُه العِبادُ بأقدامِهم، ثمَّ يدخُلُ النَّارَ، ولم يَزَلْ في سَخَطِ اللهِ حتَّى يموتَ. ومَن يَرُدَّ عن أخيه المُسلمِ غِيبةً سمِعَها تُذْكَرُ عنه في مَجلسٍ، رَدَّ اللهُ عنه ألفَ بابٍ مِن الشَّرِّ في الدُّنيا والآخرةِ، فإنْ هو لم يَرُدَّ عنه وأعجَبَه ما قالوا، كان عليه مِثْلُ وِزْرِهم. ومَن رمى مُحْصَنًا أو مُحصنَةً ، حبِطَ عمَلُه، وجُلِدَ يومَ القيامةِ سبعونَ ألفًا مِن بيْن يَديْهِ ومِن خلْفِه، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ومَن شرِبَ الخمْرَ في الدُّنيا، سقاهُ اللهُ مِن سُمِّ الأساودِ وسُمِّ العقاربِ شَربةً، يتساقَطُ لَحمُ وَجْهِه في الإناءِ قبْلَ أنْ يشرَبَها، فإذا شرِبَها تفسَّخَ لحْمُه وجِلْدُه كالجِيفةِ يتأَذَّى به أهلُ الجَمعِ، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ألَا وشاربُها، وعاصِرُها، ومُعتصِرُها، وبائعُها، ومُبْتاعُها، وحامِلُها، والمَحمولةُ إليه، وآكِلُ ثَمنِها؛ سواءٌ في إثْمِها وعارِها، ولا يقبَلُ اللهُ له صَلاةً ولا صِيامًا، ولا حَجًّا ولا عُمرةً حتَّى يتوبَ. فإنْ مات قبلَ أنْ يتوبَ منها، كان حقًّا على اللهِ أنْ يَسْقِيَه بكلِّ جُرعةٍ شَرِبَها في الدُّنيا شَربةً مِن صَديدِ جهنَّمَ. ألَا وكُلُّ مُسكرٍ خمرٌ، وكلُّ مُسكرٍ حرامٌ. ومَن أكَلَ الرِّبا، ملَأَ اللهُ بطْنَه نارًا بقَدْرِ ما أكَلَ، وإنْ كسَبَ منه مالًا، لم يَقبَلِ اللهُ شيئًا مِن عمَلِه، ولم يَزَلْ في لَعنةِ اللهِ وملائكتِه ما دام عنده منه قِيراطٌ. ومَن خان أمانةً في الدُّنيا ولم يُؤَدِّها إلى أربابِها، مات على غيرِ دِينِ الإسلامِ، ولَقِيَ اللهَ وهو عليه غضْبانُ ، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ، فيَهْوي مِن شَفيرِها أبدَ الآبدينَ. ومَن شَهِدَ شَهادةَ زُورٍ على مُسلمٍ أو كافرٍ، عُلِّقَ بلِسانِه يومَ القيامةِ، ثمَّ صُيِّرَ مع المُنافقينَ في الدَّركِ الأسفلِ مِن النَّارِ. ومَن قال لِمَملوكِه، أو مَملوكِ غيرِه، أو لأحدٍ مِن المُسلِمينَ: لا لبَّيْكَ، ولا سَعْديكَ ؛ انغمَسَ في النَّارِ. ومَن أضَرَّ بامرأةٍ حتَّى تَفتدِيَ منه، لم يرْضَ اللهُ له بعُقوبةٍ دونَ النَّارِ؛ لأنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَغضَبُ للمرأةِ كما يغضَبُ لليتيمِ. ومَن سعى بأخيه إلى السُّلطانِ، أحبَطَ اللهُ عمَلَه كلَّه، فإنْ وصَلَ إليه مَكروهٌ أو أذًى، جعَلَه اللهُ مع هامانَ في دَرجتِه في النَّارِ. ومَن قرَأَ القُرآنَ رِياءً وسُمعةً، أو يُرِيدُ به الدُّنيا؛ لقِيَ اللهَ ووجْهُه عظْمٌ ليس عليه لَحمٌ، ودَعَّ القُرآنُ في قَفاهُ حتَّى يقذِفَه في النَّارِ، فيَهْوي فيها مع مَن هوى. ومَن قرَأَه ولم يَعمَلْ به، حشَرَه اللهُ يومَ القيامةِ أعمى، فيقولُ: ربِّ، لِمَ حَشرْتَني أعمى وقد كنتُ بصيرًا؟! فيقولُ: كذلك أتَتْك آياتُنا فنسِيتَها، وكذلك اليومَ تُنْسى. ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ. ومَن اشترى خِيانةً وهو يعلَمُ أنَّها خِيانةٌ، كان كمَن خان في عارِها وإثْمِها. ومَن قاوَدَ بيْن امرأةٍ ورجُلٍ حرامًا، حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ، ومأواهُ النَّارُ وساءت مصيرًا. ومَن غَشَّ أخاه المُسلِمَ، نزَعَ اللهُ منه رِزقَه، وأفسَدَ عليه مَعيشتَه، ووكَلَه إلى نفْسِه. ومَن اشْتَرى سَرِقةً وهو يعلَمُ أنَّها سَرقةٌ، كان كمَن سرَقَها في عارِها وإثمِها. ومَن ضارَّ مُسلمًا فليس مِنَّا ولسْنا منه في الدُّنيا والآخرةِ. ومَن سمِعَ بفاحشةٍ فأفْشاها، كان كمَن أتاها. ومَن سمِعَ بخبرٍ فأفشاهُ، كان كمَن عمِلَه. ومَن وصَفَ امرأةً لرجلٍ، فذكَرَ جَمالَها وحُسْنَها حتَّى افْتُتِنَ بها، فأصاب منها فاحِشةً؛ خرَجَ مِن الدُّنيا مَغضوبًا عليه، ومَن غضِبَ اللهُ عليه غضِبَت عليه السَّمواتُ السَّبعُ والأرضونَ السَّبعُ، وكان عليه مِن الوِزرِ مِثْلُ وِزْرِ الَّذي أصابَها. قلْنا: فإنْ تابَا وأصْلَحا؟ قال: قُبِلَ منهما. ولا يُقْبَلُ مِن الَّذي وصَفَها. ومَن أطعَمَ طعامًا رِياءً وسُمعةً، أطعَمَه اللهُ مِن صَديدِ جهنَّمَ، وكان ذلك الطَّعامُ نارًا في بطنِه حتَّى يُقْضَى بيْن النَّاسِ. ومَن فجَرَ بامرأةٍ ذاتِ بعلٍ انفَجَرَ مِن فرْجِها وادٍ مِن صَديدٍ ، مَسيرتُه خمسُ مئةِ عامٍ، يتأَذَّى به أهلُ النَّارِ مِن نَتنِ رِيحِه، وكان مِن أشدِّ النَّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ. واشتَدَّ غضَبُ اللهِ على امرأةٍ ذاتِ بَعلٍ ملَأَت عَينَها مِن غيرِ زوجِها، أو غيرِ ذي مَحْرَمٍ منها، فإذا فعَلَتْ ذلك أحبَطَ اللهُ كلَّ عمَلٍ عمِلَتْه، فإنْ أوطَأَت فِراشَه غيرَه، كان حقًّا على اللهِ أنْ يُحرِقَها بالنَّارِ مِن يومِ تموتُ في قبْرِها. وأيُّما امرأةٍ اختَلَعت مِن زَوجِها، لم تزَلْ في لَعنةِ اللهِ وملائكتِه، وكُتبِه ورُسلِه، والنَّاسِ أجمعينَ، فإذا نزَلَ بها ملَكُ الموتِ قال لها: أبْشِري بالنَّارِ، فإذا كان يومُ القيامةِ قِيل لها: ادْخُلي النَّارَ مع الدَّاخلينَ. ألَا وإنَّ اللهَ ورسولَه بَريئانِ مِن المُختلِعاتِ بغيرِ حَقٍّ. ألَا وإنَّ اللهَ ورسولَه بَريئانِ ممَّن أضَرَّ بامرأةٍ حتَّى تَختلِعَ منه. ومَن أمَّ قومًا بإذْنِهم وهم به راضونَ، فاقتصَدَ بهم في حُضورِه وقِراءتِه، ورُكوعِه وسُجودِه وقُعودِه؛ فله مِثْلُ أُجورِهم. ومَن لم يَقتصِدْ بهم في ذلك، رُدَّتْ عليه صَلاتُه، ولم تَتجاوَزْ تَراقِيَه، وكان بمَنزلةِ أميرٍ جائرٍ مُعتدٍ لم يُصْلِحْ إلى رعيَّتِه، ولم يَقُمْ فيهم بأمْرِ اللهِ. فقال عليُّ بنُ أبي طالبٍ: يا رسولَ اللهِ بأبي أنت وأُمِّي، وما مَنزلةُ الأميرِ الجائرِ المُعتدي الَّذي لم يُصْلِحْ لرعيَّتِه، ولم يَقُمْ فيهم بأمْرِ اللهِ؟ قال: هو رابعُ أربعةٍ، وهو أشَدُّ النَّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ: إبليسُ، وفرعونُ، وقابيلُ قاتلُ النَّفسِ، والأميرُ الجائرُ رابعُهم. ومَنِ احتاجَ إليه أخوهُ المُسلِمُ في قرضٍ، فلم يُقْرِضْه وهو عنده؛ حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ يومَ يَجْزي المُحسنينَ. ومَن صبَرَ على سُوءِ خُلقِ امرأتِه، واحتسَبَ الأجْرَ مِن اللهِ؛ أعطاهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مِن الثَّوابِ مِثْلَ ما أعطى أيُّوبَ على بلائِه، وكان عليها مِن الوِزْرِ في كلِّ يومٍ وليلةٍ مِثْلُ رَمْلِ عالِجٍ ، فإنْ ماتت قبْلَ أنْ تُعْتِبَه وتُرْضِيَه، حُشِرَت يومَ القيامةِ مَنكوسةً مع المُنافقينَ في الدَّركِ الأسفلِ مِن النَّارِ. ومَن كانت له امرأةٌ، فلم تُوافِقْه، ولم تَصبِرْ على ما رزَقَه اللهُ، وشَقَّت عليه، وحمَّلَتْه ما لا يَقْدِرُ عليه؛ لم تُقْبَلْ لها حَسنةٌ، فإنْ ماتت على ذلك حُشِرَت مع المغضوبِ عليهم. ومَن أكرَمَ أخاه المُسلِمَ فإنَّما يُكْرِمُ ربَّه، فما ظنُّكم؟! ومَن تولَّى عرَّافةَ قومٍ، حُبِسَ على شَفيرِ جهنَّمَ، لكلِّ يومٍ ألفُ سَنةٍ، ويُحْشَرُ ويَدُه مَغلولةٌ إلى عُنقِه، فإنْ كان أقام أمْرَ اللهِ فيهم أُطْلِقَ، وإنْ كان ظالمًا هوى في جهنَّمَ سبعينَ خريفًا. ومَن تحلَّمَ ما لم يَحلُمْ كان كمَن شهِدَ بالزُّورِ، وكُلِّفَ يومَ القيامةِ أنْ يَعقِدَ بيْن شَعيرتَينِ يُعَذَّبُ حتَّى يَعقِدَهما، ولنْ يَعقِدَهما. ومَن كان ذا وَجهَينِ ولِسانَينِ في الدُّنيا، جعَلَ اللهُ له وَجهَينِ ولِسانَينِ في النَّارِ. ومَن استنبَطَ حديثًا باطلًا فهو كمَن حدَّثَ به. قيل: كيف يَستنبِطُه؟ قال: هو الرَّجلُ يَلْقى الرَّجلَ، فيقولُ: كان ذَيت وذَيت، فيَفتَتِحُه، فلا يكونُ أحدُكم مِفتاحًا للشَّرِّ والباطلِ. ومَن مَشى في صُلْحٍ بيْن اثنينِ، صَلَّت عليه الملائكةُ حتَّى يرجِعَ، وأُعْطِيَ أجْرَ لَيلةِ القَدْرِ. ومَن مشى في قَطيعةٍ بيْن اثنينِ، كان عليه مِن الوِزْرِ بقَدْرِ ما أُعْطِيَ مَن أصلَحَ بيْن اثنينِ مِن الأجْرِ، ووجَبَت عليه اللَّعنةُ حتَّى يدخُلَ جهنَّمَ، فيُضاعَفُ عليه العذابُ. ومَن مشى في عَونِ أخيهِ المُسلمِ ومَنفعتِه، كان له ثَوابُ المُجاهِدِ في سبيلِ اللهِ. ومَن مشى في غِيبَتِه وكشْفِ عَورتِه، كانت أوَّلُ قدَمٍ يَخْطوها كأنَّما وضَعَها في جهنَّمَ، وتُكْشَفُ عَورتُه يومَ القيامةِ على رُؤوسِ الخلائقِ. ومَن مشى إلى ذي قَرابةٍ أو ذي رحمٍ يتسلَّى به أو يُسَلِّمُ عليه، أعطاهُ اللهُ أجْرَ مئةِ شهيدٍ، وإنْ وصَلَه مع ذلك، كان له بكلِّ خُطوةٍ أربعونَ ألفَ حَسنةٍ، وحُطَّ عنه بها أربعونَ ألفَ ألفِ سيِّئةٍ، ويُرْفَعُ له بها أربعونَ ألفَ ألفِ دَرجةٍ، وكأنَّما عَبَدَ اللهَ مئةَ ألفِ سَنةٍ. ومَن مشى في فسادِ القراباتِ والقطيعةِ بيْنهم، غَضِبَ اللهُ عليه في الدُّنيا ولعَنَهُ، وكان عليه كوِزْرِ مَن قطَعَ الرَّحمَ. ومَن مَشى في تَزويجِ رجُلٍ حلالًا حتَّى يُجْمَعَ بيْنهما، زوَّجَه اللهُ ألفَ امرأةٍ مِن الحُورِ العينِ، كلُّ امرأةٍ في قَصرٍ مِن دُرٍّ وياقوتٍ، وكان له بكلِّ خُطوةٍ خطاها أو كلمةٍ تكلَّمَ بها في ذلك عِبادةُ سَنةٍ؛ قِيامُ ليلِها، وصِيامُ نهارِها. ومَن عمِلَ في فُرقةٍ بيْن امرأةٍ وزوجِها، كان عليه لَعنةُ اللهِ في الدُّنيا والآخرةِ، وحرَّمَ اللهُ عليه النَّظرَ إلى وجْهِه. ومَن قاد ضَريرًا إلى المسجِدِ، أو إلى مَنزلِه، أو إلى حاجةٍ مِن حوائجِه؛ كتَبَ اللهُ له بكلِّ قدَمٍ رفَعَها أو وضَعَها عِتْقَ رقبةٍ، وصَلَّت عليه الملائكةُ حتَّى يُفارِقَه. ومَن مشى بضَريرٍ في حاجةٍ حتَّى يَقضِيَها، أعطاهُ اللهُ بَراءتَينِ: بَراءةً مِن النَّارِ ، وبَراءةً مِن النِّفاقِ، وقُضِيَ له سبعونَ ألفَ حاجةٍ مِن حوائجِ الدُّنيا، ولم يزَلْ يَخوضُ في الرَّحمةِ حتَّى يرجِعَ. ومَن قام على مَريضٍ يومًا وليلةً، بعَثَه اللهُ مع خليلِه إبراهيمَ حتَّى يجوزَ على الصِّراطِ كالبرقِ اللَّامعِ. ومَن سَعى لمريضٍ في حاجةٍ، خرَجَ من ذُنوبِه كيَومِ ولَدَتِه أُمُّه . فقال رجُلٌ مِن الأنصارِ: فإنْ كان المريضُ قَرابتَه أو بعضَ أهْلِه؟ قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ومَن أعظَمُ أجْرًا ممَّن سعى في حاجةِ أهْلِه؟! ومَن ضيَّعَ أهْلَه، وقطَعَ رحِمَه، حرَمَه اللهُ حُسنَ الجزاءِ يومَ يَجْزِي المُحسنينَ، وصيَّرَه مع الهالكينَ حتَّى يأتيَ بالمَخرجِ، وأنَّى له بالمَخرجِ! ومَن مشى لضَعيفٍ في حاجةٍ أو مَنفعةٍ، أعطاهُ اللهُ كتابَه بيمينِه. ومَن أقرَضَ مَلْهوفًا، فأحسَنَ طلَبَه، فلْيستَأنِفِ العمَلَ، وله عندَ اللهِ بكلِّ دِرهمٍ ألفُ قِنْطارٍ في الجنَّةِ. ومَن فرَّجَ عن أخيهِ كُربةً مِن كُرَبِ الدُّنيا، فرَّجَ اللهُ عنه كُرَبَ الدُّنيا والآخرةِ، ونظَرَ اللهُ إليه نَظرةَ رَحمةٍ يَنالُ بها الجنَّةَ. ومَن مشى في صُلحٍ بيْن امرأةٍ وزوجِها، كان له أجرُ ألفِ شهيدٍ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ حقًّا، وكان له بكلِّ خُطوةٍ وكلمةٍ عِبادةُ سَنةٍ؛ صيامُها وقيامُها. ومَن أقرَضَ أخاهُ المُسلمَ، فله بكلِّ درهمٍ وَزنُ جبلِ أُحُدٍ، وحِراءَ، وثَبِيرَ، وطُورِ سَيناءَ حَسناتٍ. فإنْ رفَقَ به في طلَبِه بعدَ حِلِّه، جَرى عليه بكلِّ يومٍ صَدقةٌ، وجاز على الصِّراطِ كالبرقِ اللَّامعِ لا حِسابَ عليه، ولا عذابَ. ومَن مطَلَ طالِبَه وهو يَقْدِرُ على قَضائِه، فعليهِ خَطيئةُ عِشارٍ. فقام إليه عوفُ بنُ مالكٍ الأشجعيُّ، فقال: وما خطيئةُ العِشارِ؟ فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَطيئةُ العِشارِ: أنَّ عليه في كلِّ يومٍ لَعنةَ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمعينَ، ومَن يلْعَنِ اللهُ فلنْ تجِدَ له نَصيرًا. ومَنِ اصطنَعَ إلى أخيهِ المُسلمِ مَعروفًا، ثمَّ مَنَّ به عليه؛ أُحْبِطَ أجْرُه، وخُيِّبَ سعيُه. ألَا وإنَّ اللهَ جَلَّ ثناؤُه حرَّمَ على المنَّانِ والبخيلِ، والمُختالِ والقتَّاتِ، والجوَّاظِ والجَعظريِّ، والعُتُلِّ والزَّنيمِ، ومُدمنِ الخمرِ: الجنَّةَ. ومَن تصدَّقَ صَدقةً، أعطاهُ اللهُ بوزنِ كلِّ ذرَّةٍ منها مِثْلَ جبلِ أُحُدٍ مِن نَعيمِ الجنَّةِ. ومَن مشى بها إلى مِسكينٍ كان له مِثْلُ ذلك، ولو تداوَلَها أربعونَ ألفَ إنسانٍ حتَّى تصِلَ إلى المسكينِ، كان لكلِّ واحدٍ منهم مِثْلُ ذلك الأجْرِ كاملًا، وما عندَ اللهِ خيرٌ وأبقى للَّذين اتَّقوا وأحَسْنوا. ومَن بَنى للهِ مَسجدًا، أعطاهُ اللهُ بكلِّ شِبرٍ -أو قال: بكلِّ ذِراعٍ- أربعينَ ألفَ ألفِ مدينةٍ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ، ودُرٍّ وياقوتٍ، وزَبرجدٍ ولُؤلؤٍ، في كلِّ مدينةٍ أربعونَ ألْفَ قَصرٍ، في كلِّ قَصرٍ سبعونَ ألفَ ألفِ دارٍ، في كلِّ دارٍ أربعونَ ألفَ ألفِ بيْتٍ، في كلِّ بيْتٍ أربعونَ ألفَ سريرٍ، على كلِّ سَريرٍ زوجةٌ مِن الحُورِ العينِ، وفي كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفٍ، وأربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفةٍ، وفي كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ مائدةٍ، على كلِّ مائدةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ قَصعةٍ ، في كلِّ قَصعةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ لونٍ مِن الطَّعامِ، ويُعْطي اللهُ وَلِيَّه مِن القُوَّةِ ما يأتي على تلك الأزواجِ وذلك الطَّعامِ والشَّرابِ في يومٍ واحدٍ. ومَن تَولَّى أذانَ مسجِدٍ مِن مساجِدِ اللهِ، يُريدُ بذلك وجْهَ اللهِ؛ أعطاهُ اللهُ ثوابَ ألفِ ألفِ نَبِيٍّ، وأربعينَ ألفَ ألفِ صِدِّيقٍ، وأربعينَ ألفَ ألفِ شَهيدٍ، ويَدخُلُ في شفاعتِه أربعونَ ألفَ ألفِ أُمَّةٍ، في كلِّ أُمَّةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ رجُلٍ، وله في كلِّ جنَّةٍ مِن الجِنانِ أربعونَ ألفَ ألفِ مدينةٍ، في كلِّ مدينةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ قَصرٍ، في كلِّ قَصرٍ أربعونَ ألفَ ألفِ دارٍ، في كلِّ دارٍ أربعونَ ألفَ ألفِ بيتٍ، في كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ سَريرٍ، على كلِّ سَريرٍ زَوجةٌ مِن الحُورِ العينِ، سَعةُ كلِّ بيتٍ منها سَعةُ الدُّنيا أربعونَ ألفَ ألفِ مرَّةٍ، بيْن يدي كلِّ زَوجةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفٍ، وأربعونَ ألفَ ألفِ وَصيفةٍ، في كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفَ ألفِ مائدةٍ، على كلِّ مائدةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ قَصعةٍ ، في كلِّ قَصعةٍ أربعونَ ألفَ ألفِ لونٍ، لو نزَلَ به الثَّقلانِ لَأوسَعَهم بأدنى بيْتٍ مِن بُيوتِه بما شاؤوا مِن الطَّعامِ والشَّرابِ، واللِّباسِ والطِّيبِ، والثِّمارِ، وألْوانِ التُّحفِ والطَّرائفِ، والحُلِيِّ والحُلَلِ، كلُّ بيتٍ منها مُكْتَفٍ بما فيه مِن هذه الأشياءِ عن البيتِ الآخرِ. فإذا قال المُؤذِّنُ: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، اكتنَفَه سبعونَ ألفَ ملَكٍ كلُّهم يُصَلُّون عليه ، ويَستغفِرونَ له، وهو في ظلِّ رَحمةِ اللهِ حتَّى يَفرُغَ، ويكتُبُ ثوابَه أربعونَ ألفَ ألفِ ملَكٍ، ثمَّ يَصعَدونَ به إلى اللهِ. ومَن مشى إلى مَسجِدٍ مِن المساجِدِ، فله بكلِّ خُطوةٍ يَخْطوها حتَّى يرجِعَ إلى منزلِه عشْرُ حَسناتٍ، وتُمْحى عنه بها عشْرُ سيِّئاتٍ، ويُرْفَعُ له بها عشْرُ درجاتٍ. ومَن حافَظَ على الجماعةِ حيث كان، ومع مَن كان؛ مَرَّ على الصِّراطِ كالبرقِ اللَّامعِ في أوَّلِ زُمرةٍ مِن السَّابقينَ، ووجْهُه أضوَأُ مِن القمرِ ليلةَ البدرِ، وكان له بكلِّ يومٍ وليلةٍ حافَظَ عليها ثوابُ شهيدٍ. ومَن حافَظَ على الصَّفِّ المُقدَّمِ، فأدرَكَ أوَّلَ تكبيرةٍ مِن غيرِ أنْ يُؤْذِيَ مُؤمنًا؛ أعطاهُ اللهُ مِثْلَ ثوابِ المُؤذِّنِ في الدُّنيا والآخرةِ. ومَن بنى بِناءً على ظَهرِ طريقٍ يَأْوي إليه عابرُ السَّبيلِ، بعَثَه اللهُ يومَ القيامةِ على نَجيبةٍ مِن دُرٍّ، ووجْهُه يُضِيءُ لأهْلِ الجَمعِ، حتَّى يقولَ أهلُ الجَمعِ: هذا ملَكٌ مِن الملائكةِ لم يُرَ مِثْلُه، حتَّى يُزاحِمَ إبراهيمَ في قُبَّتِه، ويَدخُلُ الجنَّةَ بشفاعتِه أربعونَ ألفَ رجُلٍ. ومَن شفَعَ لأخيه المُسلمِ في حاجةٍ له، نظَرَ اللهُ إليه. وحَقٌّ على اللهِ ألَّا يُعذِّبَ عبْدًا بعدَ نظَرِه إليه، إذا كان ذلك بطلبٍ منه إليه أنْ يشفَعَ له، فإذا شفَعَ له مِن غيرِ طلَبٍ، كان له مع ذلك أجْرُ سبعينَ شهيدًا. ومَن صام رمضانَ، وكَفَّ عن اللَّغوِ والغِيبةِ، والكذِبِ والخوضِ في الباطلِ، وأمسَكَ لِسانَه إلَّا عن ذِكْرِ اللهِ، وكَفَّ سمْعَه وبصَرَه وجميعَ جَوارحِه عن مَحارمِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وعن أذى المُسلمينَ؛ كانت له مِن القُربةِ عند اللهِ أنْ تمَسَّ رُكبَتُه رُكبةَ إبراهيمَ خليلِه. ومَنِ احتفَرَ بئرًا حتَّى يَنبسِطَ ماؤُها، فيَبذُلُها للمُسلمينَ؛ كان له أجْرُ مَن توضَّأَ منها وصَلَّى، وله بعدَدِ شَعرِ مَن شَرِبَ منها حَسناتٌ؛ إنسٌ أو جِنٌّ، أو بَهيمةٌ أو سبُعٌ، أو طائرٌ، أو غيرُ ذلك، وله بكلِّ شَعرةٍ مِن ذلك عِتْقُ رَقبةٍ، ويَرِدُ في شفاعتِه يومَ القيامةِ حَوضَ القُدسِ عدَدُ نُجومِ السَّماءِ. قيل: يا رسولَ اللهِ: وما حوضُ القُدسِ؟ قال: حَوضي، حوضي، حوضي. ومَن حفَرَ قبْرًا لمُسلمٍ، حرَّمَه اللهُ على النَّارِ، وبوَّأَه بَيتًا في الجنَّةِ، لو وُضِعَ فيه ما بين صَنعاءَ والحبشةِ لَوسِعَها. ومَن غسَّلَ ميتًا، وأدَّى الأمانةَ فيه، كان له بكلِّ شَعرةٍ منه عِتقُ رقبةٍ، ورُفِعَ له بها مئةُ درجةٍ. فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ: وكيف يُؤدِّي فيه الأمانةَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: يَستُرُ عَورتَه، ويَكتُمُ شَيْنَه، وإنْ هو لم يَستُرْ عورتَه، ولم يَكتُمْ شَيْنَه؛ أبْدى اللهُ عَورتَه على رُؤوسِ الخلائقِ. ومَن صَلَّى على ميِّتٍ صَلَّى عليه جبريلُ ومعه سبعونَ ألفَ ملكٍ، وغُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنْبِه، وإنْ أقام حتَّى يُدْفَنَ وحَثَا عليه مِن التُّرابِ، انقلَبَ وله بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ إلى مَنزلِه قِيراطٌ مِن الأجْرِ، والقِيراط ُمِثْلُ أُحُدٍ. ومَن ذرَفَت عَيناهُ مِن خَشيةِ اللهِ، كان له بكلِّ قَطرةٍ مِن دُموعِه مِثْلُ أُحُدٍ في مِيزانِه، وله بكلِّ قَطرةٍ عَينٌ في الجنَّةِ، على حافتَيْها مِن المدائنِ والقُصورِ ما لا عَينٌ رأتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ، ولا خطَرَ على قلْبِ واصفٍ. ومَن عاد مَريضًا فله بكلِّ خُطوةٍ خطاها حتَّى يرجِعَ إلى منزلِه سبعونَ ألفَ حَسنةٍ، ومَحْوُ سبعينَ ألفَ سيِّئةٍ، وتُرْفَعُ له سبعونَ ألفَ درجةٍ، ويُوَكَّلُ به سبعونَ ألفَ ملَكٍ يَعودونَه، ويَستغفِرونَ له إلى يومِ القيامةِ. ومَن تبِعَ جنازةً فله بكلِّ خُطوةٍ يَخْطوها حتَّى يرجِعَ مئةُ ألفِ حَسنةٍ، ومَحْوُ مئةِ ألفِ سيِّئةٍ، ويُرْفَعُ له مئةُ ألفِ درجةٍ. فإنْ صَلَّى عليها وُكِّلَ به سبعونَ ألفَ ملَكٍ يستغفِرونَ له حتَّى يرجِعَ، وإنْ شَهِدَ دفْنَها استغْفَروا له حتَّى يُبْعَثَ مِن قبْرِه. ومَن خرَجَ حاجًّا أو مُعتمِرًا، فله بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ ألفُ ألفِ حَسنةٍ، ومَحْوُ ألفِ ألفِ سيِّئةٍ، ورُفِعَ له ألفُ ألفِ درجةٍ، وله عند ربِّه بكلِّ دِرهمٍ يُنفِقُه ألفُ ألفِ دِرهمٍ، وبكلِّ دِينارٍ ألفُ ألفِ دِينارٍ، وبكلِّ حَسنةٍ يعمَلُها ألفُ ألفِ حَسنةٍ، حتَّى يرجِعَ وهو في ضَمانِ اللهِ، فإنْ توفَّاهُ أدخَلَه الجنَّةَ، وإنْ رجَعَه، رجَعَه مَغفورًا له مُستجابًا له، فاغتَنِموا دعوتَه إذا قدِمَ قبْلَ أنْ يُصيبَ الذُّنوبَ؛ فإنَّه يَشفَعُ في مئةِ ألفِ رجُلٍ يومَ القيامةِ. ومَن خلَفَ حاجًّا أو مُعتمِرًا في أهلِه بخيرٍ، كان له مِثْلُ أجْرِه كاملًا مِن غيرِ أنْ ينقُصَ مِن أجْرِه شَيءٌ. ومَن رابَطَ أو جاهَدَ في سبيلِ اللهِ، كان له بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ سبعُ مئةِ ألفِ ألفِ حَسنةٍ، ومَحْوُ سبعِ مئةِ ألفِ ألفِ سيِّئةٍ، ورُفِعَ له سبْعُ مئةِ ألْفِ ألفِ دَرجةٍ، وكان في ضَمانِ اللهِ، فإنْ توفَّاهُ بأيِّ حتْفٍ كان، أدخَلَه الجنَّةَ، وإنْ رجَعَه، رجَعَه مَغفورًا له مُستجابًا له. ومَن زار أخاهُ المُسلمَ فله بكلِّ خُطوةٍ حتَّى يرجِعَ عِتْقُ مئةِ ألفِ رَقبةٍ، ومَحْوُ مئةِ ألفِ ألفِ سيِّئةٍ، ويُكْتَبُ له مئةُ ألفِ ألفِ حَسنةٍ، ويُرْفَعُ له بها مئةُ ألفِ ألفِ درجةٍ. قال: فقُلْنا لأبي هُريرةَ: أوليسَ قد قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن أعتَقَ رقبةً فهي فِكاكُه مِن النَّارِ؟ قال: بلى. ويُرْفَعُ له سائرُهم في كُنوزِ العرشِ عندَ ربِّه. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ ابتغاءَ وجْهِ اللهِ، وتفَقَّه في دِينِ اللهِ؛ كان له مِن الثَّوابِ مِثْلُ جميعِ ما أُعْطِيَ الملائكةُ والأنبياءُ والرُّسلُ. ومَن تعلَّمَ القُرآنَ رِياءً وسُمعةً ليُمارِيَ به السُّفهاءَ، ويُباهِيَ به العُلماءَ، أو يطلُبَ به الدُّنيا؛ بدَّدَ اللهُ عِظامَه يومَ القيامةِ، وكان مِن أشَدِّ أهلِ النَّارِ عذابًا، ولا يَبْقى فيها نوعٌ مِن أنواعِ العذابِ إلَّا عُذِّبَ به؛ لشِدَّةِ غضَبِ اللهِ وسَخَطِه عليه. ومَن تعلَّمَ العلمَ وتواضَعَ في العلمِ، وعلَّمَه عِبادَ اللهِ، يُرِيدُ بذلك ما عندَ اللهِ؛ لم يكُنْ في الجنَّةِ أفضَلُ ثوابًا ولا أعظَمُ مَنزلةً منه، ولم يكُنْ في الجنَّةِ مَنزلةٌ ولا درجةٌ رفيعةٌ نَفِيسةٌ إلَّا وله فيها أوفَرُ نَصيبٍ وأوفَرُ المنازلِ. ألَا وإنَّ العِلْمَ أفضَلُ العِبادةِ. ومِلاكُ الدِّينِ الورَعُ. وإنَّما العالِمُ مَن عمِلَ بعلْمِه وإنْ كان قليلَ العِلْمِ، فلا تَحقِرُنَّ مِن المعاصي شيئًا وإنْ صغُرَ في أعيُنِكم؛ فإنَّه لا صَغيرةَ مع الإصرارِ، ولا كبيرةَ مع استغفارٍ. ألَا وإنَّ اللهَ سائِلُكم عن أعمالِكم، حتَّى عن مَسِّ أحدِكم ثَوبَ أخيهِ، فاعْلَموا عِبادَ اللهِ: أنَّ العبدَ يُبْعَثُ يومَ القيامةِ على ما قد مات عليه، وقد خلَقَ اللهُ الجنَّةَ والنَّارَ، فمَن اختارَ النَّارَ على الجنَّةِ، فأبعَدَهُ اللهُ. ألَا وإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ أمَرَني أنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ. فإذا قالوها عَصَموا مِنِّي دِماءَهم وأموالَهم إلَّا بحَقِّها، وحسابُهم على اللهِ. ألَا وإنَّ اللهَ لم يَدَعْ شيئًا ممَّا نهى عنه إلَّا وقد بيَّنَه لكم؛ {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42]. ألَا وإنَّ اللهَ جَلَّ ثناؤُه لا يَظلِمُ، ولا يَجوزُ عليه ظُلمٌ، وهو بالمِرصادِ؛ ليَجْزِيَ الَّذين أساؤوا بما عَمِلوا، ويَجْزيَ الَّذين أحْسَنوا بالحُسنى، فمَن أحسَنَ فلِنفْسِه، ومَن أساء فعليها، وما ربُّك بظلَّامٍ للعبيدِ. يا أيُّها النَّاسُ، إنَّه قد كَبِرَتْ سِنِّي، ودَقَّ عَظْمي، وانهَدَّ جِسْمي، ونُعِيَت إليَّ نَفْسي، واقترَبَ أجَلي، واشتقْتُ إلى ربِّي. ألَا وإنَّ هذا آخِرُ العهدِ مِنِّي ومنكم، فما دُمْتُ حيًّا فقد تَرَوني، فإذا أنا مِتُّ فاللهُ خَلِيفتي على كلِّ مُسلمٍ. والسَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه. ثمَّ نزَلَ، فابتدَرَه رَهطٌ مِن الأنصارِ قبْلَ أنْ ينزِلَ مِن المِنبرِ، وقالوا: جُعِلَت أنفُسُنا فِداك يا رسولَ اللهِ، مَن يقومُ بهذه الشَّدائدِ؟ وكيف العيشُ بعدَ هذا اليومِ؟ فقال لهم: وأنتم فَداكم أبي وأُمِّي، نازَلْتُ ربِّي في أُمَّتي، فقال لي: بابُ التَّوبةِ مفتوحٌ حتَّى يُنْفَخَ في الصُّورِ . ثمَّ قال: مَن تاب قبلَ مَوتِه بسَنةٍ تاب اللهُ عليه ، ثمَّ قال: سَنةٌ كثيرٌ. مَن تاب قبلَ مَوتِه بشَهرٍ تاب اللهُ عليه ، ثمَّ قال: شَهرٌ كثيرٌ. ومَن تاب قبلَ موتِه بجُمعةٍ تاب اللهُ عليه ، ثمَّ قال: جُمعةٌ كثيرٌ. مَن تاب قبلَ مَوتِه بيومٍ تاب اللهُ عليه ، ثمَّ قال: يومٌ كثيرٌ. ثمَّ قال: مَن تاب قبلَ موتِه بساعةٍ تاب اللهُ عليه . ثمَّ قال: مَن تاب قبْلَ أنْ يُغرغِرَ بالموتِ تاب اللهُ عليه . ثمَّ نزَلَ. فكانت آخِرَ خُطبةٍ خطَبَها صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

14 - بَيْنما نحن جُلوسٌ عندَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذ أتاهُ رجُلٌ مِن بني عامرٍ، وهو سيِّدُ قَومِه وكبيرُهم مِدْرَهُهُمْ، يَتوكَّأُ على عصًا، فقام بيْن يَدَيِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: ونسَبَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى جَدِّه، فقال: يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ، إنِّي نُبِّئْتُ أنَّك تَزعُمُ أنَّك رسولُ اللهِ إلى النَّاسِ، أرسلَكَ بما أرسَلَ إبراهيمَ ومُوسى وعيسى وغيرَهم مِن الأنبياءِ، ألَا وإنَّك نَبَوتَ بعظيمٍ، إنَّما كان الأنبياءُ والمُلوكُ في بَيتينِ مِن بني إسرائيلَ: بَيتِ نُبوَّةٍ، وبَيتِ مُلْكٍ، ولا أنت مِن هؤلاء ولا مِن هؤلاءِ، إنَّما أنت مِن العرَبِ ممَّن يَعبُدُ الحِجارةَ والأوثانَ، فما لك والنُّبوَّةَ؟! ولكنْ لكلِّ أمْرٍ حَقيقةٌ، فأْتِني بحقيقةِ قَولِك وبَدْءِ شأْنِك، قال: فأعجَبَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَسألَتُه، ثمَّ قال: يا أخَا بَني عامرٍ، إنَّ للحديثِ الَّذي تَسأَلُ عنه نبَأً ومَجلِسًا، فاجلِسْ، فثَنَى رِجْلَه وبرَكَ كما يَبرُكُ البعيرُ، فقال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أخَا بَني عامرٍ، إنَّ حَقيقةَ قَولي وبُدُوَّ شَأْني دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبُشْرى أخي عيسى ابنِ مريمَ، وإنِّي كنْتُ بِكْرًا لأُمِّي، وإنَّها حمَلَتْني كأثقَلِ ما تَحمِلُ النِّساءُ حتَّى جعَلَتْ تَشْتكي إلى صَواحبِها ثِقَلَ ما تَجِدُ، وإنَّ أُمِّي رأَتْ في المنامِ أنَّ الَّذي في بَطْنِها نُورٌ، قالت: فجعَلْتُ أتْبَعُ بَصري النُّورَ، فجعَلَ النُّورُ يَسبِقُ بَصَري حتَّى أضاء لي مشارِقَ الأرضِ ومَغارِبَها، ثمَّ إنَّها ولَدَتْني، فلمَّا نشَأْتُ بُغِّضَت إليَّ الأوثانُ ، وبُغِّضَ إليَّ الشِّعرُ، واسْتُرْضِعَ لي في بَني جُشَمِ بنِ بَكْرٍ، فبَينما أنا ذاتَ يومٍ في بَطْنِ وادٍ مع أتْرابٍ لي مِن الصِّبيانِ إذا أنا برَهْطٍ ثلاثٍ، معهم طِسْتٌ مِن ذهَبٍ ملآنَ نُورًا وثَلْجًا، فأخَذوني مِن بيْن أصحابي، وانطلَقَ أصحابي هرَبًا، حتَّى إذا انتَهَوا إلى شَفيرِ الوادي، أقْبَلوا على الرَّهطِ، فقالوا: ما لكمْ ولهذا الغُلامِ؟ إنَّه غُلامٌ ليس مِنَّا، وهو مِن بني سيِّدِ قُريشٍ، وهو مُسْتَرْضعٌ فِينا، غُلامٌ يَتيمٌ، ليس له أبٌ، فماذا يَرُدُّ عليكمْ قَتْلُه؟ ولكنْ إنْ كنتُمْ لا بُدَّ فاعلينَ، فاخْتاروا مِنَّا أيَّنا شِئْتُم، فلْنَأْتِكُم، فاقْتُلونا مكانَه، ودَعُوا هذا الغُلامَ، فلم يُجِيبوهم، فلمَّا رأى الصِّبيانُ أنَّ القومَ لا يُجيبونَهم، انطلَقُوا هرَبًا مُسرعينَ إلى الحيِّ يُؤذِنُوهم لهم ويَسْتصرِخوهم على القومِ، فعَمِدَ إليَّ أحدُهم، فأضْجَعني إلى الأرضِ إضجاعًا لَطيفًا، ثمَّ شَقَّ ما بيْن صَدْري إلى مُنتهى عانَتي، وأنا أنظُرُ لم أجِدْ لذلك مَسًّا، ثمَّ أخرَجَ أحشاءَ بَطْني فغسَلَهُ بذلك الثَّلجِ، فأنهى غَسْلَه، ثمَّ أعادهَا في مكانِها، ثمَّ قام الثَّاني، فقال لصاحبِه: تنَحَّ، ثمَّ أدخَلَ يَدَهُ في جَوفي، فأخرَجَ قَلْبي وأنا أنظُرُ، فصَدَعَهُ، فأخرَجَ منه مُضغةً سَوداءَ رَمى بها، ثمَّ قال بيَدِه يُمنةً مِنْه كأنَّه يَتناوَلُ شيئًا، ثمَّ إذا بالخاتمِ في يَدِه مِن نُورِ النُّبوَّةِ والحِكمةِ، تُخطَفُ أبصارُ النَّاظرينَ دونَه، فختَمَ قَلْبي، فامتلَأَ نُورًا وحِكمةً، ثمَّ أعادَهُ مكانَه، فوجَدْتُ بَرْدَ ذلك الخاتمِ في قَلْبي دَهْرًا، ثمَّ قام الثَّالثُ، فتَنحَّى صاحبُهُ، فأمَرَّ يَدَهُ بيْن ثَدْيِي ومُنْتهى عانَتِي، فالْتأَمَ ذلك الشَّقُّ بإذنِ اللهِ، ثمَّ أخَذَ بِيَدي، فأنْهَضني مِن مكاني إنْهاضًا لطيفًا، ثمَّ قال الأوَّلُ الَّذي شَقَّ بَطْني: زِنُوهُ بعشَرةٍ مِن أُمَّتِه، فوَزَنوني، فرجَحْتُهم، ثمَّ قال: زِنُوهُ بمئةٍ مِن أُمَّتِه، فوَزَنوني، فرجَحْتُهم، ثمَّ قال: زِنُوهُ بألْفٍ مِن أُمَّتِه، فوَزَنوني، فرجَحْتُهم، قال: دَعُوه؛ فلوْ وَزنْتُموه بأُمَّتِه جميعًا لَرجَحَ بهم، ثمَّ قاموا إليَّ فضَمُّوني إلى صُدورِهم، وقبَّلوا رأْسي وما بيْن عَينيَّ، ثمَّ قالوا: يا حبيبُ، لَمْ تُرَعْ ، إنَّك لو تَدْري ما يُرادُ بك مِن الخيرِ، لَقُرَّتْ عينُك، قال: فبيْنما نحنُ كذلك، إذ أقبَلَ الحيُّ بحَذافيرِهم، وإذا ظِئْري أمامَ الحيِّ تَهتِفُ بأعلى صَوتِها وهي تقولُ: يا ضَعيفاهُ، قال: فأكَبُّوا عليَّ يُقبِّلوني، ويقولون: يا حبَّذا أنت مِن ضَعيفٍ، ثمَّ قالت: يا وحيداهُ، قال: فأكَبُّوا عليَّ وَضمُّوني إلى صُدورِهم، وقالوا: يا حبَّذا أنت مِن وحيدٍ، ما أنت بوحيدٍ؛ إنَّ اللهَ معك وملائكتَه والمُؤمِنينَ مِن أهْلِ الأرضِ، ثمَّ قالت: يا يَتيماهُ، اسْتُضْعِفْتَ مِن بيْن أصحابِك، فقُتِلْتَ لِضَعْفِك، فأكَبُّوا عليَّ وَضمُّوني إلى صُدورِهم وقَبَّلوا رأْسي، وقالوا: يا حبَّذا أنت مِن يتيمٍ، ما أكرَمَك على اللهِ! لو تَعلَمُ ماذا يُرادُ بك مِن الخيرِ، قال: فوَصَلوا إلى شَفيرِ الوادي، فلمَّا بَصُرَتْ بي ظِئْري، قالت: يا بُنَيَّ، ألَا أراك حيًّا بعْدُ، فجاءت حتَّى أكبَّتْ عليَّ، فضَمَّتني إلى صَدْرِها، فوالَّذي نَفْسي بيَدِهِ، إنِّي لَفِي حِجْرِها قد ضَمَّتني إليها، وإنَّ يَدِي لفي يَدِ بعْضِهم، وظنَنْتُ أنَّ القومَ يُبْصِرُونهم، فإذا هم لا يُبصِرُونهم، فجاء بعْضُ الحيِّ، فقال: هذا الغلامُ أصابَهُ لَمَمٌ ، أو طائفٌ مِن الجِنِّ، فانْطَلِقوا به إلى الكاهِنِ يَنظُرُ إليه ويُداويهِ، فقلْتُ له: ما هذا؟! ليس بي شَيءٌ ممَّا تَذكرونَ، أرى نَفْسي سَليمةً، وفُؤادي صحيحًا، وليس بي قَلَبةٌ، فقال أبي -وهو زَوجُ ظِئْري-: ألَا تَرونَ ابْني كلامُه كلامٌ صحيحٌ، إنِّي لَأرْجو ألَّا يكونَ بابْنِي بأْسٌ، فاتَّفَقَ القومُ على أنْ يَذْهبوا بي إلى الكاهنِ ، فاحْتَملوني حتَّى ذَهَبوا بي إليه، فقَصُّوا عليه قِصَّتي، فقال: اسْكُتوا حتَّى أسمَعَ مِن الغُلامِ؛ فإنَّه أعلَمُ بأمْرِه، فقصَصْتُ عليه أمْري مِن أوَّلِه إلى آخرِهِ، فلمَّا سمِعَ مَقالَتي، ضَمَّني إلى صَدْرِه، ونادى بأعْلى صَوتِه: يا لَلعربِ، اقْتُلوا هذا الغُلامَ واقْتُلوني معه؛ فوَاللَّاتِ والعُزَّى: لئِنْ تَركتُموه، لَيُبدِّلَنَّ دِينَكم، ولَيُسفِّهَنَّ أحلامَكم وأحلامَ آبائِكم، ولَيُخالِفَنَّ أمْرَكم، ولَيأتِيَنَّ بدِينٍ لم تَسْمَعوا بمثْلِه، قال: فانْتَزَعني ظِئْري مِن يَدِه، قال: لَأنتَ أعتَهُ مِنْه وأجَنُّ، ولو علِمْتُ أنَّ هذا يكونُ مِن قولِك، ما أتيتُكَ به، ثمَّ احْتَملوني، ورَدُّوني إلى أهْلي، فأصبَحْتُ مَغمومًا ممَّا فُعِلَ بي، وأصبَحَ أثَرُ الشَّقِّ ما بيْن صَدْري إلى مُنْتهى عانَتِي كأنَّه شِراكٌ، فذلك حقيقةُ قولي وبُدُوُّ شَأْني، فقال العامريُّ: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ أمْرَك حَقٌّ، فأَنْبِئني بأشياءَ أسألُكَ عنها، قال: سَلْ عنك -وكان يقولُ للسَّائلينَ قبْلَ ذلك: سَلْ عمَّا بدَا لك، فقال يومئذٍ للعامريِّ: سَلْ عنك؛ فإنَّها لُغةُ بني عامرٍ، فكلَّمَه بمَا يَعرِفُ-، فقال العامريُّ: أخْبِرْني يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ: ماذا يَزيدُ في الشَّرِّ؟ قال: التَّمادي، قال: فهلْ يَنفَعُ البِرُّ بعْدَ الفُجورِ؟ قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نعمْ؛ التَّوبةُ تَغسِلُ الحَوبةَ ، وإنَّ الحَسناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ، وإذا ذكَرَ العبْدُ ربَّهُ في الرَّخاءِ أعانَهُ عندَ البلاءِ، قال العامريُّ: كيف ذلك يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ؟ فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذلك بأنَّ اللهَ يقولُ: لا أجمَعُ لِعَبْدي أمْنَينِ، ولا أجمَعُ له خَوفينِ؛ إنْ هو أمِنَني في الدُّنيا أخَفْتُه يومَ أجمَعُ عِبادي في حَظيرةِ القُدسِ، فيَدومُ له أمْنُه، ولا أمْحَقُه فيمَن أمحَقُ، فقال العامريُّ: يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ، إلى ما تَدْعو؟ قال: إلى عِبادةِ اللهِ وحْدَه لا شريكَ له، وأنْ تخلَعَ الأندادَ وتَكفُرَ باللَّاتِ والعُزَّى، وتُقِرَّ بما جاء مِن اللهِ مِن كتابٍ ورسولٍ، وتُصلِّيَ الصَّلواتِ الخمسَ بحَقائقِهنَّ، وتصومَ شَهْرًا مِن السَّنةِ، وتُؤدِّيَ زكاةَ مالِكَ، فيُطهِّرَك اللهُ به، ويَطِيبَ لك مالُكَ، وتُقِرَّ بالبعثِ بعْدَ الموتِ، وبالجنَّةِ والنَّارِ، قال: يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ، فإنْ أنا فعَلْتُ هذا، فما لي؟ قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: جنَّاتُ عَدْنٍ تَجْري مِن تَحتِها الأنهارُ خالدينَ فيها أبدًا، وذلك جَزاءُ مَن تَزكَّى، قال: يا ابنَ عبْدِ المُطَّلبِ، هلْ مع هذا مِن الدُّنيا شَيءٌ؛ فإنَّه يُعجِبُنا الوطَأةُ في العيشِ؟ فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نعمْ؛ النَّصرُ والتَّمكينُ في البلادِ. قال: فأجاب العامريَّ وأنابَ.
 

1 - إذا أمَّ رجلٌ القومَ فلا يختصَّ بدعاءٍ دونَهم، فإن فعَل فقد خانهم، ولا يُدخِلْ عينَه في بيتِ قومٍ بغيرِ إذنِهم فإن فعَل فقد خانهم
خلاصة حكم المحدث : اختلف فيه على يزيد بن شريح من وجوه، وله شاهد
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/88 التخريج : أخرجه البيهقي (5554)
التصنيف الموضوعي: استئذان - الاستئذان من أجل البصر آداب الدعاء - الزجر عن الإفراد بالدعاء آداب عامة - الأخلاق المذمومة استئذان - الاطلاع في دار بغير إذن رقائق وزهد - الوصايا النافعة
|أصول الحديث

2 - أنَّ أباهُ خرَجَ به إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعيناهُ مُبْيضتانِ لا يُبصِرُ بهما شيئًا، فسَألَهُ: ما أصابَك؟ قال: كنْتُ أَمْرُنُ جَمَلًا لي، فوضَعْتُ رِجْلي على بَيضِ حَيَّةٍ، فأُصِبْتُ، فنفَثَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في عَينيْه فأبصَرَ، قال: فرأيْتُه يُدخِلُ الخيطَ في الإبرةِ وإنَّه لابنُ ثمانينَ، وإنَّ عَينيْه لَمُبْيضتانِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : حبيب بن فديك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/105 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (24029)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (4/ 25) (3546)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (2634) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تبرك الناس به فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي طب - من ذهب بصره فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

3 - عنِ ابنِ عُمرَ, رضي اللهُ عنهما قال: لَقيتُ ابنَ صيادٍ يومًا ومعه رجلٌ منَ اليهودِ فإذا عينُه طفِئَتْ وكانتْ خارجةً مثلَ عينِ الجملِ فلما رأيتُها قلتُ: ابنَ صيادٍ أنشُدُكَ اللهَ متى طفِئَتْ عينُكَ ؟ فمسَحها وقال: لا أدري والرحمنِ فقلتُ: كذَبتَ لا تدري وهي في رأسِكَ فزعَم لي اليهوديُّ أني ضربتُ بيدي على صدرِه ولا أعلمُ أني فعلتُ ذلك فقلتُ: اخسَأْ فلن تعدُوَ قدْرَكَ, قال: أجَل لا أعدُو قدْري قال: وذكَر شيئًا لا أحفَظُه قال: فذكَرتُ ذلك لحفصةَ فقالتْ: اجتَنِبْ هذا الرجلَ فإنا نتحدَّثُ أنَّ الدجالَ لَيخرُجُ عندَ غضبةٍ يغضَبُها
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : [سالم بن عبدالله بن عمر] | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/124
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - ابن صياد أشراط الساعة - صفة الدجال فتن - ظهور الفتن فتن - فتنة الدجال
| شرح الحديث

4 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سُئِل عنِ البُضعِ في الجنةِ فقال: نعَم بقُبُلٍ شهيٍّ وذَكَرٍ لا يملُّ وإنَّ الرجلَ ليتكئُ فيها المتكأَ مقدارَ أربعينَ سنةً لا يتحوَّلُ عنه ولا يملُّه يأتيه فيها ما اشتهَتْ نفسُه ولذَّتْ عينُه
خلاصة حكم المحدث : مرسل وله شاهد
الراوي : الهيثم الطائي وسليم بن عامر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/237
التصنيف الموضوعي: جنة - دوام نعيم أهل الجنة وخلودهم جنة - صفة أهل الجنة جنة - صفة الجنة جنة - طعام أهل الجنة وشرابهم جنة - نساء الجنة

5 - إنها أصبحَتْ عليكم وأمسَتْ مِن بينِ أحمرَ وأخضرَ وأصفرَ، وفي البيوتِ ما فيها، فإذا لَقيتُمُ العدوَّ غدًا فقُدُمًا قُدُمًا، فإني سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يقولُ : ما تقدَّم رجلٌ مِن خطوةٍ، إلا تقدَّم إليه الحورُ العِينُ، فإن تأخَّر استأخَرَتْ منه، وإنِ استشهدَ كانتْ أولُ نضحةٍ كفارةَ خطاياه وتنزِلُ إليه ثنتانِ منَ الحورِ العِينِ فتنفُضانِ عنه الترابَ، وتقولانِ : مرحبًا ، قد آن لكَ، ويقولُ : مرحبًا ، قد آن لكما
خلاصة حكم المحدث : [روي موقوفا]
الراوي : يزيد بن شجرة الرهاوي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/86 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (19328)، وهناد بن السري في ((الزهد)) (162)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (1738)، والطبراني (22/ 246) (641) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - فضل الجهاد إيمان - الوعد جنائز وموت - أنواع من القتل شهادة جنائز وموت - فضل موت الشهادة
|أصول الحديث

6 - قدِمْنا على نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فصلِّينا معه فلمحَ بمؤخرَةِ عينهِ إلى رجلٍ لا يُقيمُ صُلبه في الركوعِ والسجودِ فلمَّا قضَى نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصلاةَ، قال : يا معشَرَ المُسلمينَ لا صلاةَ لامرئٍ لا يُقيم صُلبه في الركوعِ والسجودِ، ثم صلِّينا وراءه صلاةً أُخرَى، ورجلٌ فردٌ يُصلي خلفَ الصفِّ، فوقفَ عليه نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى قضَى الرجلُ صلاتَه، ثم قال له نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : استَقبِل صلاتَكَ، فإنَّه لا صلاة لفردٍ خلفَ الصفِّ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : علي بن شيبان | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/232 التخريج : أخرجه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (8/ 112) بلفظه، وابن ماجه (871، 1003)، وابن خزيمة (872، 1569) كلاهما مفرقًا باختلاف يسير، وأحمد (16297) بلفظ مقارب .
التصنيف الموضوعي: صلاة الجماعة والإمامة - إقامة الصفوف ووصلها وفضائلها صلاة الجماعة والإمامة - صلاة الفذ وحده خلف الصف إحسان - إبطال الأعمال اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - خرَجتُ لكم وقد بُيِّنَتْ لي ليلةُ القدْرِ ومسيحُ الضلالةِ ، فكان تَلاحٍ بين رجلينِ في المسجدِ، فذهَبتُ لأحجزَ بينهما فأُنسيتُهما، وسأشدو لكم منهما شَدوًا : أما ليلةُ القدْرِ فالتَمِسوها في العشرِ الأواخرِ وترًا، وأما مسيحُ الضلالةِ فإنه أعوَرُ العينِ أجلى الجبهةِ عريضُ النحرِ فيه اندِفاءٌ مثلُ قطَنِ بنِ عبدِ العُزَّى فقال الرجلُ : يضرُّني يا رسولَ اللهِ شبهُه ؟ فقال : لا أنتَ مسلمٌ وهو كافرٌ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] المسعودي اختلط بآخره
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/129 التخريج : أخرجه أحمد (7892)، والطيالسي في ((مسنده)) (2655) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أشراط الساعة - صفة الدجال ليلة القدر - تحري ليلة القدر ليلة القدر - رفع معرفة ليلة القدر ليلة القدر - وقت ليلة القدر
|أصول الحديث

8 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا نظَر في المرآةِ, قال : الحمدُ للهِ الذي حسَّن خَلقي وخُلُقي, وزان مني ما شان مِن غيري, وإذا اكتَحَل جعَل في كلِّ عينٍ اثنينِ وواحدًا بينهما, وكان إذا لبِس نعلَيه بدَأ باليمينِ, وإذا خلَع خلَع اليُسرى, وكان إذا دخَل المسجدَ أدخَل رِجلَه اليُمنى, وكان يحبُّ التيمُّنَ في كلِّ شيءٍ, أخْذًا وعَطاءً
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف، وله شاهد
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 539 التخريج : أخرجه أبو يعلى (2611) واللفظ له، وابن حبان في ((المجروحين)) (2/376) مختصراً، والطبراني (10/382) (10766) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: زينة - الكحل والإثمد آداب عامة - التيمن والبدء بجهة اليمين أدعية وأذكار - الذكر عند النظر في المرآة زينة اللباس - النعال مساجد ومواضع الصلاة - دخول المسجد
|أصول الحديث

9 - كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا نظَرَ في المِرْآةِ، قال: الحمْدُ للهِ الَّذي حسَّنَ خَلْقي وخُلُقي، وزانَ منِّي ما شانَ مِن غَيري، وإذا اكْتحَلَ جعَلَ في كلِّ عينٍ اثنينِ وواحدًا بيْنهما، وكان إذا لَبِسَ نَعلينِ بدَأَ باليمينِ، وإذا خلَعَ خلَعَ اليُسْرى، وكان إذا دخَلَ المسجِدَ أدخَلَ رِجْلَه اليُمْنى، وكان يُحِبُّ التَّيمُّنَ في كلِّ شَيءٍ، أخْذًا وعطاءً.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/16 التخريج : أخرجه أبو يعلى (2611)، والطبراني (10/382) (10766) باختلاف يسير، وابن حبان في ((المجروحين)) (2/376) مختصراً
التصنيف الموضوعي: زينة - الكحل والإثمد آداب عامة - التيمن والبدء بجهة اليمين أدعية وأذكار - الذكر عند النظر في المرآة زينة اللباس - النعال مساجد ومواضع الصلاة - دخول المسجد
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

10 - كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا نظَرَ في المرآةِ، قال: الحمْدُ للهِ الَّذي حسَّنَ خَلْقي وخُلُقي، وزَانَ منِّي ما شانَ مِن غَيري، وإذا اكْتحَلَ جعَلَ في كلِّ عَينٍ اثنينِ وواحدًا بيْنهما، وكان إذا لَبِسَ نَعليْه بدَأَ باليمينِ، وإذا خلَعَ خلَعَ اليُسرى، وكان إذا دخَلَ المسجِدَ أدخَلَ رِجْلَه اليُمنى، وكان يُحِبُّ التَّيمُّنَ في كلِّ شَيءٍ، أخذًا وعطاءً.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 523 التخريج : أخرجه أبو يعلى (2611) واللفظ له، وابن حبان في ((المجروحين)) (2/376) مختصراً، والطبراني (10/382) (10766) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: زينة - الكحل والإثمد آداب عامة - التيمن والبدء بجهة اليمين أدعية وأذكار - الذكر عند النظر في المرآة زينة اللباس - النعال مساجد ومواضع الصلاة - دخول المسجد
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

11 - ... وكان يَزيدُ بنُ شَجَرةَ ممن يُصدِّقُ قولُه فِعْلَه، فقال: يا أيُّها النَّاسُ، اذْكُروا نعمةَ اللهِ عليكم، ما أَحسَنَ نعمةَ اللهِ عليكم، تُرَى مِن بيْن أخضرَ وأحمرَ وأصفرَ، وفي الرِّحالِ ما فيها، يقولُ: إذا صُفَّ النَّاسُ للصَّلاةِ، وصُفُّوا للقِتالِ، فُتِحَتْ أبوابُ السَّماءِ، وأبوابُ الجَنَّةِ، وأبوابُ النَّارِ، وزُيِّنَ الحُورُ العِينُ واطَّلَعْنَ، فإذا أَقْبَلَ رَجُلٌ قُلْنَ: اللَّهمَّ انصُرْه، وإذا أَدْبَرَ احتَجَبْنَ منه، وقُلْنَ: اللَّهمَّ اغفِرْ له. أَنْهِكوا وجوهَ القومِ، فِدًى لكم أَبي وأُمِّي، ولا تُخزُوا الحُورَ العِينَ، فإنَّ أوَّلَ قَطرَةٍ تُنضَحُ مِن دمِه يُكَفَّرُ عنه كلُّ شيْءٍ عَمِلَه، ويَنزِلُ إليه زوجتانِ مِنَ الحُورِ العِينِ، يَمسَحانِ التُّرابَ عن وجْهِه، ويقولان: قد آنَ لك، ويقول: قد آنَ لكما، ثمَّ يُكسَى مئةَ حُلَّةٍ ليس مِن نَسْجِ بَني آدَمَ، لكنْ مِن نَبْتِ الجَنَّةِ، لو وُضِعْنَ بيْن أُصبُعَيْنِ لوَسِعْنَه. وكان يقولُ: نُبِّئْتُ أنَّ السُّيوفَ مفاتيحُ الجَنَّةِ.
خلاصة حكم المحدث : [روي موقوفا]
الراوي : يزيد بن شجرة الرهاوي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/87 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (19328)، وهناد بن السري في ((الزهد)) (162)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (1738)، والطبراني (22/ 246) (641) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: جنة - نساء الجنة جهاد - أبواب الجنة تحت ظلال السيوف جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - فضل الجهاد جنائز وموت - فضل موت الشهادة
|أصول الحديث

12 - أنَّ رجُلًا مِن أهْلِ الباديةِ تَزَوَّجَ ابنةَ عَمٍّ، فولَدَتْ له جاريةً، فمات عنها، فخَلَفَ عليها رجُلٌ مِنَ الأنصار، فقال أولياؤُها: لا نَدَعُ ابنتَنا تكونُ عندَهم، فاختَصَموا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالت الأمُّ: أنا الحامِلُ الحاضِنُ والمُرضِعُ، فقال لها رسولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم: مَن تَختارين ؟ فقالت: أَختارُ اللهَ ورسولَه، ودارَ الإيمانِ، والمهاجِرين والأنصارَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تَذهَبوا بها ما دامت عَيْني تَكْلَؤُها، وإنْ بَقِيتُ لأَضَعَنَّها موضعًا يُقِرُّ عَيْنَها. قال: فاختَصَموا إلى أبي بكرٍ، فقال لها: مَن تختارين ؟ فقالت مِثْلَ القولِ الأوَّلِ، فقَضَى بها أبو بكرٍ للأولياءِ، فقام بِلالٌ، فقال: يا أبا بكرٍ... فقَضَى بها أبو بكرٍ كما قَضَى بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

13 - أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلٌ، فقال : أيُّ الإيمانِ أفضلُ ؟ قال : الخلقُ الحسنُ فأعاد عليه، فقال : الخلقُ الحسنُ فأعاد عليه الثالثةَ أو الرابعةَ فإما أقامه وإما أقعَده، قال : أن تَلقى أخاكَ وأنتَ طليقٌ ثم ما زال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يحسنُ الخلقَ الحسنَ، ويقولُ : هو منَ اللهِ ويقبحُ الخلقَ السوءَ، ويقولُ : هو منَ الشيطانِ، ثم قال : ألا تنظُرونَ إلى حمرةِ عينَيه وانتفاخِ أوداجِه
خلاصة حكم المحدث : [روي مرسلا]
الراوي : مطرف بن عبدالله بن الشخير | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/17 التخريج : أخرجه الحارث (851)
التصنيف الموضوعي: آداب المجلس - فضل المصافحة والبشاشة عند اللقاء رقائق وزهد - الترهيب عن الأخلاق والأفعال المذمومة رقائق وزهد - ذم سوء الخلق آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة بر وصلة - حسن الخلق
|أصول الحديث

14 - خطَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: إنه لم يكُنْ نبيٌّ إلا وقد أنذَر الدجالَ أمتَه ألا وإنه أعورُ عينِ الشمالِ وباليُمنى ظفرةٌ غليظةٌ بين عينَيه كافرٌ يعني: مكتوب: ك ف ر يخرجُ معه واديانِ: أحدُهما: جنةٌ والآخرُ: نارٌ فنارُه جنةٌ وجنتُه نارٌ يقولُ الدجالُ للناسِ: ألستُ بربِّكم أُحيي وأُميتُ ؟ ومعه نبيانِ منَ الأنبياءِ إني لأعرِفُ اسمَهما واسمَ آبائِهما لو شئتُ أن أسمِّيَهما سمَّيتُهما أحدُهما عن يمينِه والآخرُ عن يسارِه فيقولُ: ألستُ بربِّكم أُحيِي وأُميتُ ؟ فيقولُ أحدُهما: كذبتَ فلا يسمعُه منَ الناسِ أحدٌ إلا صاحبُه ويقولُ الآخرُ: صدقتَ فيسمَعُه الناسُ وذلك فتنةٌ ثم يسيرُ حتى يأتيَ المدينةَ فيقولُ: هذه قريةُ ذاكَ الرجلِ فلا يؤذَنُ له أن يدخُلَها ثم يسيرُ حتى يأتيَ الشامَ فيُهلِكُه اللهُ, عزَّ وجلَّ, عندَ عقبةِ أفيقَ
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/127
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - لا يدخل الدجال المدينة أشراط الساعة - قتل الدجال أشراط الساعة - صفة الدجال فتن - التثبت في الفتنة فتن - فتنة الدجال

15 - جاء رجُلٌ إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنِّي رأيتُ في المنامِ أنَّ رأْسي قُطِعَ، وأنِّي جعَلْتُ أنظُرُ إليه، قال: فضحِكَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قال: بأيِّ عينٍ كنْتَ تَنظُرُ إلى رأْسِك إذا قُطِعَ؟! قال: فلمْ يلبَثْ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْدَ ذلك إلَّا قليلًا حتَّى تُوفِّيَ، قال: فأوَّلُوا قطْعَ رأْسِه: موتَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونظَرَه: اتِّباعَهُ سُنَّتَه.
خلاصة حكم المحدث : مرسل رواته ثقات
الراوي : أبو مجلز لاحق بن حميد | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/365 التخريج : أخرجه الحارث في ((مسنده)) (738).
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - المزاح والمداعبة رؤيا - تأويل الرؤيا إيمان - اتباع الآثار واتباع السلف علم - السؤال للانتفاع وإن كثر
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

16 - تحدَّثوا عن بني إسرائيلَ فإنه كانَتْ فيهمُ الأعاجيبُ ثم أنشَأ يحدِّثُ، قال : خرجَتْ طائفةٌ منهم فأتَوا مقبرةً مِن مقابرِهم فقالوا : لو صلَّينا ركعتينِ ودعَونا اللهَ يخرجُ لنا بعضَ الأمواتِ يخبرُنا عن الموتِ قال : ففعَلوا فبيناهم كذلك إذا طلَع رجلٌ رأسَه مِن قبرٍ حبشيٍّ بين عينَيه أثرُ السجودِ فقال : يا هؤلاءِ ما أرَدتُم إليَّ فواللهِ لقد متُّ منذُ مئةِ سنةٍ، فما سكنَتْ عني حرارةُ الموتِ حتى كان الآنَ، فادعوا اللهَ أن يعيدَني كما كنتُ
خلاصة حكم المحدث : سنده رجاله ثقات
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/429 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة كما في ((المطالب العالية)) لابن حجر (774)، وعبد بن حميد (1154)، وأحمد في ((الزهد)) (88) جميعهم بلفظه.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - التشديد عند الموت وسكرات الموت علم - رواية حديث أهل الكتاب إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
|أصول الحديث

17 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُتي بدنانيرَ مِن أرضٍ فجعَل يقسمُها فكلما قبَض قبضةً نظَر عن يمينِه كأنه يؤامرُ أحدًا وقد قال حمادٌ: وعندَه رجلٌ أسودُ مطمومُ الشعرِ عليه ثوبانِ أبيضانِ بين عينَيه أثرُ السجودِ فقال: يا محمدُ ما عدَلتَ منذُ اليومِ في القسمِ قال فغضِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: فمَن يعدِلْ عليكم بعدي فقالوا: يا رسولَ اللهِ ألا نقتلُه ؟ قال: لا إنَّ هذا وأصحابَه يمرُقونَ منَ الدِّينِ كما يمرقُ السهمُ منَ الرميةِ ثم لا يتعلَّقونَ منَ الإسلامِ بشيءٍ

18 - أنَّ امرأةَ صفوانَ بنَ المُعطَّلِ السُّلَمِيَّ، أتتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ : يا رسولَ اللهِ إنَّ صفوانَ يَنهاني أن أصومَ، وإذا أردتُ أن أصليَ يَنهاني، وينامُ عنِ الصلاةِ المكتوبةِ فلا يصلِّيها حتى تفوتَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لِمَ تَنهاها عنِ الصومِ ؟ فقال : يا رسولَ اللهِ، إنِّي رجلٌ شبِقٌ هل لها أن تصومَ إلا بإذني ؟ فقال : لا تصومي إلا بإذنِه وأما الصلاةُ فإن معي سورةً ومعها سورةٌ غيرَها فإذا قمتُ أُصلِّي قامتْ تصلِّي فتقرَأُ بسورتي فتُغَلِّطُني فقال لها : اقرَئي بغيرِ تلك السورةِ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ما لكَ تَنامُ عنِ المكتوبةِ ؟ قال : إني رجلٌ ثقيلُ الرأسِ تَغلِبُني عيني فإذا قمتُ صلَّيتُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فما عسى أن يَصنَعَ ؟!

19 - حضَر رجلًا منَ الأنصارِ الموتُ، فقال لأهلِه : مَن في البيتِ ؟ قالوا : أهلُكَ، وإخوانُكَ، وجُلساؤكَ، فقال : ارفَعوني، فأسنَده ابنُه إلى صدرِه ففتَح - أحسبُه قال : عينَيه - فسلَّم على القومِ، قال : فردُّوا عليه، وقالوا له خيرًا، فقال : إني محدثُكم بحديثٍ ما حدَّثتُه أحدًا منذُ سمِعتُه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم احتسابًا وما أحدثُكم به اليومَ إلا احتِسابًا، سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يقولُ : مَن توضَّأ في بيتِه فأحسَن الوضوءَ ، ثم خرَج إلى المسجدِ، فصلَّى في جماعةِ المسلمينَ، لم يرفَعْ رِجلَه اليُمنى إلا كتَب اللهُ له بها حسنةً، ولم يضَعْ رِجلَه اليُسرى إلا حطَّ اللهُ عنه بها خطيئةً، حتى يأتيَ المسجدَ فليقربْ أو ليبعدْ، فإذا صلَّى بصلاةِ الإمامِ انصَرَف وقد غفَر اللهُ له، وإن أدرَك بعضًا وفاتَه بعضٌ أتمَّ ما فاتَه كذلك، وإن هو أدرَك الصلاةَ وقد صُلِّيَتْ فأتَمَّ صلاتَه ركوعَها وسجودَها كذلك
خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات
الراوي : رجل من الأنصار | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/36 التخريج : أخرجه أبو داود (563) مختصراً، وابن المبارك في ((الزهد)) (2/64) باختلاف يسير، وأبو يعلى كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (2/36) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: صلاة الجماعة والإمامة - فضل صلاة الجماعة صلاة الجماعة والإمامة - من سبق ببعض الصلاة وضوء - إسباغ الوضوء صلاة - الصلاة كفارة مساجد ومواضع الصلاة - فضل الذهاب إلى المسجد للصلاة
|أصول الحديث

20 - أنه سمع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يقول، وقد أهل شهر رمضان : لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان فقال رجلٌ من خزاعة : حدثنا به قال : إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول، حتى إذا كان أول يوم رمضان هبت ريح من تحت العرش، فصفقت ورق الجنة، فينظر الحور العين إلى ذلك فيقلن : يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا، تقر أعيننا بهم، وتقر أعينهم بنا، فما من عبد يصوم رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله حور مقصورات في الخيام على كل امرأة منهن سبعون حلة, ليس فيها حلة على لون الأخرى، وتعطى سبعين لونا من الطيب، ليس منها لون على ريح الآخر، لكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء متوشحة بالدر، على كل سرير سبعون فراشا بطائنها من إستبرق ، وفوق السبعين فراشا سبعون أريكة ، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها، وسبعون ألف وصيف، مع كل وصيف صحفة من ذهبٍ، فيها لون طعام يجد لآخر لقمة منها لذة لا يجد لأوله، ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوتة حمراء، عليه سواران من ذهبٍ موشح بياقوت أحمر، هذا بكل يوم صام من رمضان سوى ما عمل من الحسنات
خلاصة حكم المحدث : سنده فيه جرير بن أيوب البجلي
الراوي : عبد الله بن مسعود [الغفاري] | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/70 التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ((فضائل رمضان)) (22)، وأبو يعلى (5273)، والشاشي في ((المسند)) (852) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة جنة - نساء الجنة جنة - ثياب أهل الجنة صيام - فضل شهر رمضان جنة - طيب أهل الجنة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

21 - لم يكُنْ نَبِيٌّ إلَّا وقد أنذَرَ بالدَّجَّالِ أُمَّتَه، وإنِّي أُنْذِرُكموه: إنَّه أعورُ ذو حَدقةٍ جاحِظةٍ ، ولا تَخفى كأنَّها نُخاعةٌ في جَنْبِ جِدارٍ، وعَينُه اليُسرى كأنَّها كوكبٌ دُرِّيٌّ ، ومعه مِثْلُ الجنَّةِ ومِثْلُ النَّارِ، وجنَّتُه غَبْراءُ ذاتُ دُخَانٍ، ونارُه رَوضةٌ خَضراءُ، وبَين يَدَيْه رجُلانِ يُنذِرانِ أهْلَ القُرى، كلَّما خرَجَا مِن قَريةٍ دخَلَ أوائلُهم، ويُسلَّطُ على رجُلٍ لا يُسلَّطُ على غَيرِه؛ يَذبَحُه ثمَّ يَضرِبُه بعصًا، ثمَّ يقولُ: قُمْ، فيقومُ، فيقولُ لأصحابِه: كيف تَرَونَ؟ ألسْتُ برَبِّكم؟ فيَشْهدونَ له بالشِّركِ، فيقولُ المذبوحُ: أيُّها النَّاسُ، إنَّ هذا المسيحُ الدَّجَّالُ الَّذي أنْذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما زادني فِيكَ هذا إلَّا بَصيرةً ، فيَعودُ فيَذبَحُه، فيَضرِبُه بعصًا معه، فيقولُ: قُمْ، فيقومُ، فيقولُ: كيف تَرَونَ؟ ألسْتُ برَبِّكم؟ فيَشْهَدون له بالشِّرْكِ، فيقولُ الرَّجلُ: أيُّها النَّاسُ، إنَّ هذا المسيحُ الدَّجَّالُ الَّذي أنْذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما زادَني هذا فِيكَ إلَّا بَصيرةً ، فيَعودُ، فيَذبَحُه الثَّالثةَ، فيَضرِبُه بعصًا معه، فيقولُ: قُمْ، قُمْ، فيقومُ، فيقولُ: كيف تَرَون؟ ألسْتُ برَبِّكم؟ فيَشْهَدون له بالشِّرْكِ، فيقولُ الرَّجلُ: أيُّها النَّاسُ، إنَّ هذا المسيحُ الدَّجَّالُ الَّذي أنْذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما زادَني هذا فِيكَ إلَّا بَصيرةً ، فيَعودُ الرَّابعةَ، فيَذبَحُه، فيَضرِبُ اللهُ على حَلْقِه صَفيحةً مِن نُحاسٍ، فيُرِيدُ أنْ يَذبَحَهُ، فلا يَستطيعُ. قال أبو سَعيدٍ: فما دَرَيْتُ ما النُّحاسُ إلَّا يومئذٍ، فكنَّا نَرى هذا الرَّجلَ عمرَ بنَ الخطَّابِ حتَّى مات عُمَرُ بنُ الخطَّابِ. قال: ويَغرِسُ النَّاسُ بعْدَ ذلك ويَزْرَعون.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/136
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أشراط الساعة - صفة الدجال أنبياء - عام فتن - فتنة الدجال أشراط الساعة - علامات الساعة الكبرى
| أحاديث مشابهة

22 - قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: حَدِّثوا عن بَني إسرائيلَ، ولا حرَجَ؛ فإنَّه كانت فيهمُ الأعاجيبُ. قال: وحدَّثَنا جابرٌ في ذلك المجلِسِ: أنَّ قومًا مِن بني إسرائيلَ خَرَجوا يَمْشُون في الأرضِ ويُفكِّرون فيها، فمَرُّوا بمَقْبرةٍ، فقالوا: لو دَعَوْنا اللهَ أنْ يُخْرِجَ لنا رجُلًا مِن أهلِ هذه القبورِ، فنَسأَلَه عن الموتِ، فدَعَوُا اللهَ، فخرَجَ إليهم رجُلٌ بيْن عينَيْه أثَرُ السُّجودِ ، أسودُ أو حَبشيٌّ -أحدُهما- فقال: يا قومِ، ما أردْتُم إليَّ؟ لقد رَكِبْتُم منِّي أمرًا عظيمًا، فقالوا: دَعَونا اللهَ أنْ يُخرِجَ لنا رجُلًا نَسأَلُه عن الموتِ، فقال: لقد وجَدْتُ طَعمَ الموتِ وحرارةَ الموتِ منذُ أربعينَ عامًا، فوافَقَتْ دَعْوَتُكم سُكونَه عنِّي، فادْعُوا اللهَ أنْ يُعِيدَني كما كنْتُ، فدَعَونا، فأعادهُ كما كان.
خلاصة حكم المحدث : أوله مرسل وبقيته موقوف
الراوي : عبدالرحمن بن سابط | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/430 التخريج : أخرجه أحمد بن منيع كما في ((المطالب العالية)) (774) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: علم - القصص آداب عامة - المباحات من الأفعال والأقوال إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام جنائز وموت - ألم الموت
|أصول الحديث

23 - انطلَقتُ أنا وصاحبٌ لي إلى رجلٍ مِن أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلنا: حدِّثْنا ما سمِعتَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ في الدجالِ ولا تحدِّثْنا عن غيرِكَ وإن كنتَ في نفسِكَ ثبتًا فقال: قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: أُنذِرُكم الدجالَ ثلاثًا فإنه جعدٌ آدمُ ممسوحُ العينِ اليُسرى تمطرُ السماءُ ولا تُنبِتُ الأرضُ معه جنةٌ ونارٌ فنارُه جنةٌ وجنتُه نارٌ معه جبلُ خبزٍ ونهرُ ماءٍ يمكُثُ في الأرضِ أربعينَ صباحًا يبلغُ فيها كلَّ منهلٍ ليس أربعةَ مساجدَ: المسجدَ الحرامَ ومسجدَ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبيتَ المَقدِسِ والطورَ يُسلَّطُ على نفسٍ واحدةٍ لا يُسلَّطُ على غيرِها ألا وإنه يقولُ: أنا ربُّكم فمَن شبه عليه فاعلَموا أنَّ اللهَ, عزَّ وجلَّ, ليس بأعورَ
خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
الراوي : رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/128 التخريج : أخرجه أحمد (23090)، وابن أبي شيبة (38661) باختلاف يسير، والحارث كما في ((بغية الباحث)) (784) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - خروج الدجال ومكثه بالأرض أشراط الساعة - صفة الدجال فتن - فتنة الدجال فضائل المدينة - لا يدخل الدجال ولا الطاعون المدينة أشراط الساعة - علامات الساعة الكبرى
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - أنه دخَل المسجدَ فأتى ساريةً فوقَف إليها يصلِّي، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجدِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : نابذْ يا ابنَ مسعودٍ، وهو لا يسمعُه فقرَأ : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ثم ركَع وسجَد، ثم قام في الركعةِ الثانيةِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أخلصْ يا ابنَ مسعودٍ فقرَأ : قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ثم ركَع وسجَد وجلَس، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ادعُ يا ابنَ مسعودٍ تجبُ، وسَلْ تُعطَهْ وهو في ذلك لا يسمعُه، فقال ابنُ مسعودٍ : اللهم إني أسألُكَ الرفيقَ الأعلى ، والنصيبَ الأوفى من جناتِ النعيمِ، وأسألُكَ الهدى والتُّقى والعفةَ والنُّهى، والبُشرى عندَ انقِطاعِ الدنيا، وأسألُكَ إيمانًا لا يَبيدُ، وقُرَّةَ عينٍ لا تَنفَدُ، وفرحًا لا ينقطِعُ، وتوفيقَ الحمدِ، ولباسَ التقوى، وزينةَ الإيمانِ، ومُرافقةَ نبيِّكَ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أعلى جنةِ الخُلدِ : قال : فانطلَق رجلٌ فبشَّره
خلاصة حكم المحدث : له شاهد
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/350 التخريج : أخرجه ابن أبي عمر كما في ((المطالب العالية)) (4063) واللفظ له، وأحمد (3797)، والنسائي في ((الكبرى)) (10639) مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الجوامع من الدعاء صلاة - أدعية ما بعد التشهد فضائل سور وآيات - سورة الإخلاص مناقب وفضائل - عبد الله بن مسعود
|أصول الحديث

25 - قال عبدالله بن مسعود: إذا حُشِر الناسُ يومَ القيامةِ قاموا أربعينَ سنةً على رؤوسِهم الشمسُ شاخصةٌ أبصارُهم إلى السماءِ ينتظِرونَ الفصلَ كلُّ برٍّ منهم وفاجرٍّ لا يتكلَّمُ منهم بشرٌ ثم ينادي منادٍ: أليس عدلًا مِن ربِّكم الذي خلَقكم وصوَّركم ورزَقكم ثم عبَدتُم غيرَه أن يوليَ كلَّ قومٍ ما توَلَّوْا ؟ فيقولونَ: بَلى فينادي بذلك ملكٌ ثلاثَ مراتٍ ثم يمثلُ لكلِّ قومٍ آلهتُهم التي كانوا يعبُدونَها فيتبَعونَها حتى تورِدَهم النارَ ويَبقى المؤمنونَ والمُنافِقونَ فيخِرُّ المؤمنونَ سُجَّدًا وتدمجُ أصلابُ المنافقينَ فتكونُ عظمًا واحدًا كأنَّها صياصيُّ البقرِ ويخِرُّونَ على أقفيتِهِم فيقولُ اللهُ لهم: ارفَعوا رؤوسَكم إلى نورِكم بقدرِ أعمالِكم فيَرفَعُ الرجلُ رأسَه ونورَه بين يدَيه مثلَ الجبلِ ويَرفَعُ الرجلُ رأسَه ونورَه بين يدَيه مثلَ القصرِ ويَرفَعُ الرجلُ رأسَه ونورَه بين يدَيه مثلَ البيتِ حتى ذكَر مثلَ الشجرةِ فينصرِفُ على الصراطِ كالبرقِ الخاطفِ وكالريحِ وكحضرِ الفرسِ وكأشدادِ الرجالِ حتى يَبقى آخِرُ الناسِ نورُه على إبهامِ رِجلِه مثلَ السراجِ فأحيانا يُضيءُ له وأحيانًا يَخفى عليه فتنفثُ منه النارُ فلا يزالُ كذلك حتى يخرجَ فيقولَ: ما يدري أحدٌ ما نَجا منه غيري ولا أصاب أحدًا مثلَ ما أصبتُ إنما أصابني حرُّها ونجوتُ منها قال: فيفتحُ له بابٌ منَ الجنةِ فيقولُ: يا ربِّ أدخِلْني هذا البابَ فيقولُ: عبدي لعلي إذا أدخَلتُكَ تَسألُني غيرَه فيقولُ: وعِزَّتِكَ وجلالِكَ إن أدخَلتَنيه لا أسألُكَ غيرَه قال: فيدخلُه فبينما هو معجبٌ بما هو فيه إذ فُتِح له بابٌ آخرُ فيستحقِرُ في عينِه الذي هو فيه فيقولُ: يا ربِّ أدخِلْني هذا فيقولُ: أولم تَزعُمْ أنَّكَ لا تسألُني غيرَه ؟ فيقولُ: وعزتِكَ وجلالِكَ إن أدخَلْتَني لا أسألُكَ غيرَه قال: فيُدخِلُه حتى يُدخِلَه أربعَ أبوابٍ كلُّها يسألهُا ثم يستقبِلُه رجلٌ مثلُ النورِ فإذا رآه هوى يسجُدُ له فيقولُ: ما شأنُكَ ؟ فيقولُ: ألستَ بربي ؟ فيقولُ: إنما قَهرَمانُ لكَ في الجنةِ ألفُ قهرمانَ على ألفِ قصرٍ بين كلِّ قصرينِ مسيرةُ السنةِ يُرى أقصاها كما يُرى أدناها ثم يُفتَحُ له بابٌ مِن زُمُرُّدَةٍ خضراءَ فيها سبعونَ بابًا في كلِّ بابٍ منها أبوابٌ أزواجٌ وسررٌ ومناصفُ فيقعدُ مع زوجتِه فتُناوِلُه الكأسَ فتقولُ: لأنتَ منذُ ناوَلتُكَ الكأسَ أحسنُ مِنكَ قبل ذلك بسبعينَ ضِعفًا ويقولُ لها: لأنتِ منذُ ناوَلتيني الكأسَ أحسنُ مِنكِ قبلَ ذلك بسبعينَ ضِعفًا وعليها سبعونَ حلةً ألوانُها شَتَّى يُرى مخُّ ساقِها ويَلبَسُ الرجلُ ثيابَه على كبدِها وكبدُها مرآتُه
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : أبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/155 التخريج : أخرجه إسحاق بن راهويه كما في ((المطالب العالية)) (4539)، واللفظ له، وابن نصر في ((تعظيم قدر الصلاة)) (281)، باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة أهل الجنة جنة - صفة الجنة قيامة - الحساب والقصاص جنة - آخر من يدخل الجنة قيامة - أهوال يوم القيامة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - أنَّ ثلاثةَ نفَرٍ كانوا في كهفٍ، فوقَع الجبلُ على بابِ الكهفِ فأوصَده عليهِم، فقال قائلٌ منهم : أيُّكم عمِل حسنةً لعلَّ اللهَ برحمتِه يرحمُنا، فقال رجلٌ منهم : قد كان لي أُجراءُ يعمَلونَ عملًا لي، فاستَأجَرتُ كلَّ رجلٍ منهم بأجرٍ معلومٍ، فجاءني رجلٌ منهم ذاتَ يومٍ وسطَ النهارِ، واستأجَرتُه بشرطِ أصحابِه فعمِل في بقيةِ نهارِه كما عمِل في نهارِه كلِّه، فرأيتُ عليَّ منَ الزمامِ أن لا أنقصَه مما استَأجَرتُ به أصحابَه للجهدِ في عملِه، فقال رجلٌ منهم : أو تُعطي هذا مثلَ ما أعطَيتَني ولم يعملْ إلا نصفَ النهارِ، قلتُ : يا عبدَ اللهِ، لم أبخَسْكَ شيئًا مِن شرطِكَ وإنما هو مالي أحكمُ فيما شِئتُ، قال : فغضِب وذهَب وترَك أجرَه فوضَعتُ حقَّه في جانبِ البيتِ ما شاء اللهُ، ثم مرَّتْ بي بعدَ ذلك بقرٌ فاشترَيتُ به فصيلةً منَ البقرِ، فبلغَتْ ما شاء اللهُ، فمرَّ بي بعد حين شيخٌ ضعيفٌ، ولا أعرفُه، فقال : إنَّ لي عندَكَ حقًّا...، فذكَره حتى عرَفتُه، فقلتُ : إيَّاك أبغي، هذا حقُّكَ، فعرَضتُها عليه جميعًا، فقال : يا عبدَ اللهِ، لا تسخَرْ بي، إن لم تتصَدَّقْ عليَّ فأعطِني حقي، فقلتُ : واللهِ ما أسخَرُ بكَ، إنهَّا لحقُّكَ، ومالي فيها مِن شيءٍ، فدفَعتُها إليه جميعًا، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك لوجهِكَ فافرُجْ عنا، فانصَدَع الجبلُ حتى رأَوا وأبصَروا، وقال الآخرُ : قد عمِلتُ حسنةً مرةً، كان لي فضلٌ، وأصاب الناسَ شدةٌ، فجاءَتْني امرأةٌ وطلبَتْ مِني معروفًا، فقلتُ : لا واللهِ ما هو دونَ نفسِكَ فأبَتْ عليَّ، فذهبَتْ فذكرَتْ ذلك لزوجِها، فقال لها : أعطيه نفسَكِ وعيني عليكِ، فرجعَتْ إليَّ فنشدَتْني باللهِ عزَّ وجلَّ، فأبَيتُ عليها، و قلتُ لها : ما هو دونَ نفسِكِ، فلما رأَتْ ذلك أسلمَتْ إليَّ نفسَها، فلما كشَفتُها وهمَمتُ بها ارتعدَتْ مِن تحتي، فقلتُ لها : ما شأنُكِ ؟ فقالتْ : اللهُ ربُّ العالَمينَ، فقلتُ : لها خِفتِه في الشدةِ ولم أخَفْه في الرخاءِ، فترَكتُها وأعطَيتُها ما يحقُّ عليَّ لها لما تكشَّفتُها، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك لوجهِكَ، فافرُجْ عنا، فانصَدَع الحجرُ حتى عرَفوا وتبيَّن لهم، قال الآخرُ : قد عمِلتُ حسنةً مرةً، كان لي أبوانِ شيخانِ كبيرانِ، وكانتْ لي غنمٌ، فكنتُ أطعِمُ أبوايَ وأَسقيهِما، ثم رجَعتُ إلى غنَمي، فأصاب يوم غيثٍ حبسَني فلم أرحْ حتى أمسَيتُ، فأتيتُ أهلي فأخَذتُ محلبي فحلبتُ غنَمي وتركتُها قائمةً، ومضَيتُ إلى أبوايَ فوجَدتُهما قد ناما، فشقَّ عليَّ أن أوقِظَهما وشقَّ عليَّ أن أترُكَ غنَمي، فما برِحتُ جالسًا ومحلبي على يدي حتى أيقَظَهما الصبحُ فسقَيتُهما، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك لوجهِكَ فافرُجْ عنا، فقال النعمانُ : كأني أسمعُ هذه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال الجبلُ: طاقْ ففرَّج اللهُ عنهم، فخرَجوا يتماشَونَ
خلاصة حكم المحدث : له شاهد
الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/454 التخريج : أخرجه أحمد (18417)، والطبراني في ((الأحاديث الطوال)) (37) واللفظ لهما.
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - التوسل بصالح الأعمال في الدعاء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات إحسان - الحث على الأعمال الصالحة إحسان - شفاعة الأعمال الصالحة لأهلها آداب الدعاء - الدعاء بالأعمال الصالحة
|أصول الحديث

27 - كنت أتمنى أن ألقى رجلًا مِن أصحابِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يحدثُني عن الخوارجِ فلقيتُ أبا برزةَ الأسلميَّ في نفرٍ مِن أصحابِه في يومِ عرفةَ فقلتُ: حدِّثني بشيءٍ سمعتَه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُه في الخوارجِ فقال: ألا أحدثُكَ بما سمِعَتْه أذنايَ ورأتْه عينايَ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتي بدنانيرَ فكان يقسِمُها وعندَه رجلٌ أسوَدُ مطمومُ الشعرِ عليه ثوبانِ أبيضانِ بين عينَيه أثرُ السجودِ فكان يعرضُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلم يُعطِه فعرَض له من قبلِ وجهِه فلم يُعطِه شيئًا ثم أتاه مِن خلفِه فلم يُعطِه شيئًا فقال: يا محمدُ ما عدَلتَ هذا اليومَ في القسمةِ فغضِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غضبًا شديدًا ثم قال: واللهِ لا تجِدونَ أحدًا يعني: أعدلَ عليكم مني, ثلاثَ مراتٍ ثم قال: يخرجُ مِن قبلِ المشرقِ رجالٌ كأنَّ هذا منهم هديُهم هكذا يقرؤونَ القرآنَ لا يُجاوِزُ تراقيَهم يمرُقونَ منَ الدينِ كما يمرُقُ السهمُ منَ الرميةِ لا يعودونَ إليه ووضَع يدَه على صدرِه سيماهم التحليقُ لا يزالون يخرُجونَ حتى يخرجُ آخرُهم مع المسيحِ الدجالِ وإذا رأيتُموهم فاقتُلوهم شرارُ الخلقِ والخليقةِ, يقولُها ثلاثًا
خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
الراوي : أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/62 التخريج : أخرجه النسائي (4103)، وأحمد (19808) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - خروج الدجال ومكثه بالأرض فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات اعتصام بالسنة - الخوارج والمارقين حدود - قتل الخوارج وأهل البغي قرآن - أقوام يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

28 - كنا قعودًا ننتظِرُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فجاءنا وفي وجهِه الغضبُ حتى جلَس، ثم رأَينا وجهَه يسفرُ فقال : إنه بُيِّنَتْ لي ليلةُ القدرِ ومسيحُ الضلالةِ ، فخرَجتُ لأبينَهما لكم، فلَقيتُ بسُدَّةِ المسجدِ رجلَينِ يتلاحَيانِ، أو قال : يقتتِلانِ، معهما الشيطانُ فحجَبتُ بينهما فأُنسيتُهما، وسأَشدو لكم منهما شَدوًا : أما ليلةُ القدرِ : فالتَمِسوها في العشرِ الأواخرِ، وأما مسيحُ الضلالةِ فرجلٌ أجلى الجبهةِ ممسوحُ العينِ عريضُ النحرِ كأنه فلانُ بنُ عبدِ العُزَّى، أو عبدُ العُزَّى بنُ قطَنٍ, قال أبي : فحدثتُ به ابنَ عباسٍ فقال : وما أعجبَك مِن ذلك ؟! كان عُمرُ بنُ الخطَّابِ, رضي اللهُ عنه, إذا دعا الأشياخَ مِن أصحابِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَعاني معهم وقال : لا تتكلَّمْ حتى يتكلَّموا فدَعانا ذاتَ يومٍ، أو ذاتَ ليلةٍ، فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال في ليلةِ القدرِ ما قد علِمتُم : التمِسوها في العشرِ الأواخرِ وِترًا، أيُّ الوترِ هي ؟ فقال رجلٌ برأيِه : تاسعةٌ، سابعةٌ، خامسةٌ، ثالثةٌ. فقال لي : مالَكَ لا تتكلَّمُ يا ابنَ عباسٍ ؟ فقلتُ : يا أميرَ المؤمنينَ، إن شِئتَ تكلَّمتُ فقال : ما دعَوتُكَ إلا لتتكلَّمَ قال : إنما أقولُ برأيي قال : عن رأيِكَ أسألُ فقلتُ : إني سمِعتُ اللهَ أكثرَ ذِكرَ السبعِ فذكَر السماواتِ سبعًا والأرضينَ سبعًا حتى قال فيما قال : وما أنبتَتِ الأرضُ سبعًا فقلتُ له : كلُّ ما قد قلتَه عرَفتُه غيرَ هذا، ما تعني بقولِكَ : وما أنبتَتْ سبعًا ؟ فقال إنَّ اللهَ يقولُ : ثم شقَقنا الأرضَ شقًّا فأنبَتْنا فيها حبًّا وعنبًا وقَضبًا وزيتونًا ونخلًا وحدائقَ غُلبًا وفاكهةً وأبًّا فالحدائقُ : كلُّ مُلتَفٍّ حديقةٌ، والأبُّ : ما أنبتَتِ الأرضُ مما لا يأكُلُه الناسُ فقال عُمرُ : أعجَزتُم أن تقولوا مِثلَما قال هذا الغلامُ الذي لم يستَوِ سواءُ رأسِه ؟! ثم قال لي : كنتُ نهَيتُكَ أن تتكلَّمَ معهم، فإذا دعَوتُكَ فتكلَّمْ معَهم
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : الفلتان بن عاصم | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/131 التخريج : أخرجه إسحق بن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (3/131) واللفظ له، ويعقوب بن شيبة في ((مسند عمر)) (ص96)
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - خروج الدجال ومكثه بالأرض أشراط الساعة - صفة الدجال ليلة القدر - تحري ليلة القدر علم - نسيان العلم ليلة القدر - تحديد ليلة القدر
|أصول الحديث

29 - خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جنازةِ رجُلٍ مِن الأنصارِ، فانتهَيْنا إلى القبرِ ولمَّا يُلْحَدْ، فجلَسَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجلَسْنا حولَه كأنَّما على رُؤوسِنا الطَّيرُ -قال عمرُو بنُ ثابتٍ: وُقَّعٌ، ولم يقُلْه أبو عوانةَ- فجعَلَ يرفَعُ بصَرَه وينظُرُ إلى السَّماءِ، ويخفِضُ بصَرَه وينظُرُ إلى الأرضِ، ثمَّ قال: أعوذُ باللهِ مِن عذابِ القبرِ، قالها مِرارًا. ثمَّ قال: إنَّ المُؤمِنَ إذا كان في قُبُلٍ مِن الآخرةِ وانقطاعٍ مِن الدُّنيا، جاءه ملَكٌ فجلَسَ عند رأسِه، فيقولُ: اخْرُجي أيَّتُها النَّفسُ الطَّيِّبةُ إلى مغفرةٍ مِن اللهِ ورضوانٍ، فتخرُجُ نفْسُه وتسيلُ كما يسيلُ قَطْرُ السِّقاءِ -قال عمرٌو في حديثِه، ولم يقُلْه أبو عوانةَ: وإنْ كنتُمْ تَرَونَ غيرَ ذلك- وتنزِلُ ملائكةٌ مِن الجنَّةِ بِيضُ الوُجوهِ، كأنَّ وُجوهَهم الشَّمسُ، معهم أكفانٌ مِن أكفانِ الجنَّةِ، وحَنوطٌ مِن حَنوطِ الجنَّةِ، فيجلِسونَ منه مَدَّ البصَرِ، فإذا قبَضَها الملَكُ لم يَدَعوها في يَدِه طرفةَ عَينٍ، فذلك قولُه تعالى: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61]. قال: فتخرُجُ نفْسُه كأطيبِ ريحٍ وُجِدَت، فتعرُجُ به الملائكةُ فلا يأتونَ على جُندٍ فيما بين السَّماءِ والأرضِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ؟! فيقال: فُلانٌ -بأحسَنِ أسمائِه- حتَّى يَنْتهوا به إلى أبوابِ سماءِ الدُّنيا، فيُفْتَحُ له، ويُشيِّعُه مِن كلِّ سماءٍ مُقرَّبوها حتَّى يُنْتَهَى به إلى السَّماءِ السَّابعةِ، فيقالُ: اكْتُبوا كتابَه في عِلِّيينَ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 19 - 21]، فيُكْتَبُ كتابُه في عِلِّيينَ ، ثمَّ يُقالُ: رُدُّوه إلى الأرضِ؛ فإنِّي وعدْتُهم أنِّي منها خلقْتُهم، وفيها نُعيدُهم، ومنها نُخرِجُهم تارةً أُخرى. قال: فيُرَدُّ إلى الأرضِ، وتُعادُ رُوحُه في جسَدِه، فيأتيه مَلَكانِ شديدَا الانتهارِ، فيَنْتهِرانِه ويُجْلسانِه، فيَقولانِ: مَن ربُّك؟ وما دِينُك؟ فيقولُ: ربِّيَ اللهُ، ودِيني الإسلامُ. فيقولانِ: ما تقولُ في هذا الرَّجلِ الَّذي بُعِثَ فيكم؟ فيقولُ: هو رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فيقولانِ: وما يُدْريك؟ فيقولُ: جاءنا بالبيِّناتِ مِن رَبِّنا، فآمنْتُ به وصدَّقْتُه، وذلك قولُه عَزَّ وجَلَّ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27]، ويُنادي مُنادٍ مِن السَّماءِ: قد صدَقَ عبْدي، فأَلْبِسُوه مِن الجنَّةِ، وأفْرِشوه مِن الجنَّةِ، وأَرُوه منزلَه منها. فيُلْبَسُ مِن الجنَّةِ، ويُفْرَشُ منها، ويَرَى مَنزلَه منها، ويُفْسَحُ له مَدَّ بصَرِه، ويُمَثَّلُ له عمَلُه في صُورةِ رجُلٍ حسَنِ الوجهِ، طيِّبِ الرِّيحِ، حسَنِ الثِّيابِ، فيقولُ: أبشِرْ بما أعَدَّ اللهُ لك، أبشِرْ برِضوانٍ مِن اللهِ وجنَّاتٍ فيها نَعيمٌ مُقيمٌ، فيقولُ: بشَّرَك اللهُ بخَيرٍ، مَن أنتَ؟ فوجْهُك الوجْهُ الحسَنُ الَّذي جاء بالخيرِ، فيقولُ: هذا يومُك الَّذي كنْتَ تُوعَدُ -أو الأمْرُ الَّذي كنْتَ تُوعَدُ- أنا عمَلُك الصَّالحُ، فواللهِ ما علِمْتُك إلَّا كنْتَ سريعًا في طاعةِ اللهِ، بطيئًا عن معصيتِه، فجزاكَ اللهُ خيرًا. فيقولُ: يا رَبِّ، أقِمِ السَّاعةَ؛ كي أرجِعَ إلى أهلي ومالي. قال: وإنْ كان فاجرًا، فكان في قُبُلٍ مِن الآخرةِ وانقطاعٍ مِن الدُّنيا، جاءه ملَكٌ فجلَسَ عند رأسِه، فقال: اخْرُجي أيَّتُها النَّفْسُ الخبيثةُ، أبشِري بسَخطٍ مِن اللهِ وغضَبِه، فتنزِلُ ملائكةٌ سُودُ الوُجوهِ، معهم مُسوحٌ، فإذا قبَضَها الملَكُ، قاموا فلم يَدَعوها في يَدِه طرفةَ عَينٍ، فتُفَرَّقُ في جسَدِه، فيستخرِجُها، فتُقْطَعُ معها العُروقُ والعصبُ، كالسُّفُّودِ الكثيرِ الشُّعَبِ في الصُّوفِ المبلولِ، فتُؤْخَذُ مِن الملَكِ، فيخرُجُ كأنتَنِ ريحٍ وُجِدَت، فلا تمُرُّ على جُندٍ فيما بين السَّماءِ والأرضِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ الخبيثُ؟! فيقولونَ: فُلانٌ -بأسوأِ أسمائِه- حتَّى يَنْتهونَ به إلى سماءِ الدُّنيا، فلا تُفَتَّحُ له، فيقولُ: رُدُّوه إلى الأرضِ؛ إنِّي وَعَدْتهم أنِّي منها خلقْتُهم، وفيها نُعيدُهم، ومنها نُخرِجُهم تارةً أُخرى. قال: فيُرْمَى به مِن السَّماءِ، وتلا هذه الآيةَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]. قال: فيُعادُ إلى الأرضِ وتُعادُ فيه رُوحُه، ويأتيه ملَكانِ شديدَا الانتهارِ، فيَنْتهرانِه ويُجْلسانِه فيقولانِ: مَن ربُّك؟ وما دِينُك؟ فيقولُ: لا أدري. فيقولانِ: فما تقولُ في هذا الرَّجلِ الَّذي بُعِثَ فيكم؟ فلا يَهْتدي لاسمِه، فيقولُ: لا أدري، سمِعْتُ النَّاسَ يقولون ذلك، فيقولونَ: لا دَرَيْتَ ، فيُضَيَّقُ عليه قبْرُه حتَّى تختلِفَ أضلاعُه، ويُمَثَّلُ له عمَلُه في صُورةِ رجُلٍ قبيحِ الوجهِ، مُنتِنِ الرِّيحِ، قَبيحِ الثِّيابِ، فيقولُ: أبشِرْ بعذابِ اللهِ وسَخطِه، فيقولُ: مَن أنت؟ فوجْهُك الوجْهُ الَّذي جاء بالشَّرِّ، فيقولُ: أنا عمَلُك الخبيثُ ، واللهِ ما علِمْتُك إلَّا كنْتَ بطيئًا عن طاعةِ اللهِ، سريعًا إلى معصيتِه. قال عمرٌو في حديثِه: عن المنهالِ، عن زَاذانَ، عن البَراءِ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فيُقيَّضُ له ملَكٌ أصَمُّ أبكَمُ ، معه مِرزبَّةٌ لو ضُرِبَ بها جبلٌ صار تُرابًا -أو قال: رَمِيمًا- فيضرِبُه ضربةً يسمَعُها الخلائقُ إلَّا الثَّقلينِ، ثمَّ تعاد فيه الرُّوحُ، فيضرِبُه ضربةً أُخرى.
خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/436 التخريج : أخرجه أبو داود (4753)، وأحمد (18557) باختلاف يسير، والنسائي (2001)، وابن ماجه (1549) مختصراً، والطيالسي في ((مسنده)) (789) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: استعاذة - التعوذ من عذاب القبر جنائز وموت - حضور الدفن وحثو التراب دفن ومقابر - أحوال الميت في القبر دفن ومقابر - آداب المقبرة دفن ومقابر - عذاب القبر ونعيمه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

30 - خطَبَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خُطبةً بعْدَ العصرِ إلى مُغَيْرِبانِ الشَّمسِ، حفِظَها مَن حفِظَها، ونسِيَها مَن نسِيَها: ألَا إنَّ الدُّنيا حُلوةٌ خَضِرةٌ، وإنَّ اللهَ تعالى مُستخلِفُكم فيها، فيَنظُرُ كيف تَفْعلون، فاتَّقوا الدُّنيا واتَّقوا النِّساءَ. ألَا إنَّ بني آدَمَ خُلِقوا على طَبقاتٍ شتَّى ؛ فمنهم مَن يُولَدُ مُؤمِنًا، ويَحْيى مُؤمِنًا، ويَموتُ مُؤمِنًا، ومنهم مَن يُولَدُ كافِرًا، ويَحْيى كافِرًا، ويَموتُ كافِرًا، ومنهم مَن يُولَدُ مُؤمِنًا، ويَحْيى مُؤمِنًا، ويَموتُ كافِرًا، ومنهم مَن يُولَدُ كافِرًا، ويَحْيى كافِرًا، ويَموتُ مُؤمِنًا. ألَا إنَّ خيرَ التُّجَّارِ مَن كان حسَنَ القضاءِ، حسَنَ الطَّلبِ، ألَا وإنَّ شَرَّ التُّجَّارِ مَن كان سَيِّئَ القضاءِ، سَيِّئَ الطَّلبِ، فإذا كان حسَنَ القضاءِ، سَيِّئَ الطَّلبِ، أو سَيِّئَ القضاءِ، حسَنَ الطَّلبِ، فإنَّها بها. ألَا وإنَّ شَرَّ الرِّجالِ مَن كان سَريعَ الغضَبِ، بَطِيءَ الفَيْءِ، فإذا كان سَريعَ الغضَبِ، سَريعَ الفَيْءِ ، فإنَّها بها. ألَا وإنَّ خيرَ الرِّجالِ مَن كان بَطِيءَ الغضَبِ، بَطِيءَ الفَيْءِ، وإذا كان بَطِيءَ الغضَبِ، بَطِيءَ الفَيْءِ، فإنَّها بها. ألَا وإنَّ الغضَبَ جَمْرةٌ تُوقَدُ في جوفِ ابنِ آدَمَ؛ ألَمْ تَرَ إلى حُمرةِ عينَيْه وانتفاخِ أوداجِه؟ فإذا كان ذلك فالأرْضَ الأرضَ. ألَا وإنَّ لكلِّ غادرٍ لِواءً بقَدْرِ غَدرتِه -قال: وقال الحسَنُ: يُنْصَبُ عندَ اسْتِه، ثمَّ رجَعَ إلى حديثِ أبي سَعيدٍ-: ثمَّ قال: ألَا ولا غادِرَ أعْظَمَ غدْرًا مِن أميرِ عامَّةٍ. ألَا لا يَمنَعِ الرَّجلَ مَهابةُ النَّاسِ أنْ يتكلَّمَ بحَقٍّ عَلِمَه. ألَا إنَّه لم يَبْقَ مِن الدُّنيا فيما مَضى منها إلَّا كما بقِيَ مِن يَومِكم هذا فيما مَضى منه.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/66 التخريج : أخرجه الطيالسي (2270)، وأبو يعلى (1101)، والحاكم (8543)
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الدنيا حلوة خضرة رقائق وزهد - الزهد في الدنيا قدر - خلق الإنسان وكتابة رزقه وأجله ... جمعة - خطبة النبي صلى الله عليه وسلم قرض - حسن التقاضي والقضاء
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث