الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - لمَّا أُسرِي بي إلى السَّماءِ أُرِيتُ فيها أعاجيبَ من عبادِ اللهِ وخلقِه، ومن ذلك الَّذي رأيتُ في السَّماءِ ديكٌ له زغَبٌ أخضرُ، وريشٌ أبيضُ، بياضُ ريشِه كأشدِّ بياضٍ رأيتُه قطُّ، وزغبُه أحمرُ، كأشدِّ حُمرةٍ رأيتُها قطُّ، وإذا رِجلاه في تُخومِ الأرضِ السَّابعةِ السُّفلَى، ورأسُه عند عرشِ الرَّحمنِ مثنيٌّ عنقُه تحت العرشِ، له جناحان في منكِبَيْه، إذا نشرهما جاوز المشرِقَ والمغربَ، فإذا كان في بعضِ اللَّيلِ نشر جناحَيْه وخفق بهما، وصرخ بالتَّسبيحِ للهِ تعالَى يقولُ : سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ، سبحانَ اللهِ الكريمِ المُتعالِ لا إلهَ إلَّا هو الحيُّ القيُّومُ، فإذا فعل ذلك سبَّحت دِيكةُ الأرضِ وخفقت بأجنحتِها، وأخذت في الصُّراخِ، فإذا سكن ذلك الدِّيكُ في السَّماءِ سكتت الدِّيكةُ [ في الأرضِ ]

2 - جاءَ رجلٌ إلى أبي الدَّرداءِ فقالَ يا أبا الدَّرداءِ احترقَ بيتُك فقالَ ما احترقَ ثمَّ جاءَ آخرُ فقالَ يا أبا الدَّرداءِ أما تَدري أيُّ كلامِك أعجبُ قولُك ما احترقَ أو قولُك قد علمتُ أنَّ اللَّهَ لم يَكن ليغفلَ قالَ ذلِك بِكلماتٍ سمعتُهنَّ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مَنْ قالَها أوَّلَ النَّهارِ لم تصبْهُ مُصيبةٌ حتَّى يمسيَ ومن قالَها آخرَ النَّهارِ لم تصبهُ مصيبةٌ حتَّى يُصبحَ اللَّهمَّ إنَّكَ ربِّي لا إلَه إلَّا أنتَ عليكَ توَكلتُ وأنتَ ربُّ العرشِ الكريمِ ما شاءَ اللَّهُ كانَ وما لم يشأْ لم يَكنْ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ العليِّ العظيمِ أعلمُ أنَّ اللَّهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنَّ اللَّهَ قد أحاطَ بِكلِّ شيءٍ علمًا اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك من شرِّ نفسي ومن شرِّ كلِّ دابَّةٍ أنتَ آخذٌ بناصيتِها إنَّ ربِّي على صراطٍ مستقيمٍ.

3 - من اغتسل يومَ الجمعةِ بنيَّةٍ وحِسبةٍ، من غيرِ جنابةٍ تنظيفًا للجمعةِ كتب اللهُ بكلِّ شعرةٍ يبَلُّها من رأسِه ولحيتِه وسائرِ جسدِه في الدُّنيا نورًا يومَ القيامةِ، ورفع له بكلِّ قطرةٍ من اغتسالِه درجةً في الجنَّةِ من الدُّرِّ، والياقوتِ، والزَّبرجدِ، بين كلِّ درجتَيْن مسيرةُ مائةِ عامٍ للرَّاكبِ المُسرعِ، في كلِّ درجةٍ منها من المدائنِ والقصورِ وأصنافِ الجوهرِ ما لا يُحصيها إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ، وكلُّ قصرٍ منها جوهرةٌ واحدةٌ لا وصْلَ فيها ولا فصْمَ ، في كلِّ مدينةٍ من تلك المدائنِ والقصورِ والدورِ والحجرِ و[ الصِّفافِ ] والغرفِ والبيوتِ والخيامِ والسُّرُرِ والأزواجِ من الحورِ العينِ والثِّمارِ والزَّرابيِّ والموائدِ والقِصاعِ وأصنافِ الأطعمةِ، وغضارةِ النَّعيمِ والوُصفاءِ والأنهارِ والأشجارِ والفواكهِ والحُللِ والحُلِيِّ، ما لا يصفُه الواصفون، فإذا خرج من قبرِه يومَ القيامةِ أضاءت كلُّ شعرةٍ نورًا، وابتدره سبعون ألفَ ملَكٍ كلُّهم يمشون خلفَه وأمامه وعن يمينِه وعن شمالِه حتَّى ينتهوا به إلى بابِ الجنَّةِ فيستفتحون، فإذا دخلها صاروا خلفه وهو أمامهم بين أيديهم حتَّى ينتهوا [ به ] إلى مدينةٍ ظاهرُها من ياقوتةٍ حمراءَ وباطنُها من زبرجدةٍ خضراءَ، فيها من أصنافِ ما خلق اللهُ في الجنَّةِ من بهجتِها وغضارتِها ونعيمِها ما ينقطعُ عنه علمُ العبادِ، ويعجزون عن صفتِه، فإذا انتهَوْا إليها قالوا له : يا وليَّ اللهِ أتدري لمن هذه المدينةُ ؟ قال : لا، فمن أنتم يرحمُكم اللهُ ؟ قالوا : نحنُ الملائكةُ الَّذين شهِدناك يومَ اغتسلتَ في الدُّنيا للجمعةِ، وهذه المدينةُ وما فيها ثوابٌ لذلك الغُسلِ، وأبشِرْ بأفضلَ من ذلك ثوابِ اللهِ لصلاةِ الجمعةِ، [ تقدَّمْ ] أمامَك حتَّى ترَى ما أُعدَّ لك بصلاةِ الجمعةِ من كرمِ ثوابِه فيُرفعُ في الدَّرجاتِ ، والملائكةُ خلفه حتَّى ينتهيَ من درجِها حيثُ شاء اللهُ تعالَى قال : فتلقاه صلاةُ الجمعةِ في صورةِ آدميٍّ كالشَّمسِ الضَّاحيةِ تتلألأُ نورًا، عليه تاجٌ من نورٍ، له سبعون ألفَ ركنٍ، في كلِّ ركنٍ جوهرةٌ تضيءُ مشارقَ الأرضِ ومغاربَها، وهو يفوحُ مسكًا فيقولُ لصاحبِه : هل تعرفني ؟ فيقولُ : ما أعرفُك ولكن أرَى وجهًا صبيحًا، خليقًا بكلِّ خيرٍ، من أنت يرحمُك اللهُ ؟ فيقولُ : أنا من تقرَّ به عينُك، ويرتاحُ له قلبُك، وأنت لذلك أهلٌ، أنا صلاةُ الجمعةِ الَّتي اغتسلتَ لي، وتنظَّفت لي، وتجمَّلتَ، وتعطَّرتَ لي، وتطيَّبتَ لي، وتمشَّيتَ إليَّ وتوقَّرتَ لي واستمعتَ خُطبتي، وصلَّيْتَ. قال : فيأخذُ بيدِه فيرفعُه في الدَّرجاتِ حتَّى ينتهيَ به إلى ما قال اللهُ تعالَى { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهَا مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ السَّجدة : 17 ] وذلك منتهَى الشَّرفِ، وغايةُ الكرامةِ فيقولُ : هذا ثوابٌ لك من ربِّك الكريمِ الشَّكورِ لمَّا صليتَ لي بنيَّةٍ وحِسبةٍ على السَّبيلِ والسُّنَّةِ، ولك عندَ اللهِ أضعافُ هذا المزيدِ في مقدارِ كلِّ يومٍ من أيَّامِ الدُّنيا مع خلودِ الأبدِ في جوارِ اللهِ في دارِه دارِ السَّلامِ

4 - من أعرضَ عن صاحبِ بدعةٍ بوجهِهِ بغضًا لَهُ في اللَّهِ ملأ اللَّهُ قلبَهُ أمنًا وإيمانًا، ومنِ انتَهَرَ صاحبَ بدعةٍ أمَّنَهُ اللَّهُ يومَ الفزعِ الأَكْبرِ، ومن سلَّمَ علَى صاحبِ بدعةٍ ولقيَهُ بالبُشرَى واستقبلَهُ بما يسرُّ فقدِ استخفَّ بما أنزلَ اللَّهُ علَى محمَّدٍ ( صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ )
 
6 - كنتُ قاعدًا عند النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالبقيعِ في يومِ دجَنٍ ومطرٍ، فمرَّت امرأةٌ على حمارٍ، ومعها مُكاري فهوَت يدُ الحمارِ وهدَةً من الأرضِ فسقطت المرأةُ فأعرض النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنها بوجهِه، فقالوا : يا رسولَ اللهِ إنَّها متسروِلةٌ ! فقال : اللَّهمَّ اغفِرْ للمتسروِلاتِ من أمَّتي، يا أيُّها النَّاسُ اتَّخِذوا السَّراويلاتِ فإنَّها من أسترِ ثيابِكم وحصِّنوها نساءَكم إذا خرجن

7 - إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ طيِّبٌ يحبُّ الطَّيِّبَ نظيفٌ يحبُّ النَّظافةَ كريمٌ يحبُّ الكرمَ جوادٌ يحبُّ الجودَ فنظِّفوا بيوتَكُم ولا تشبَّهوا باليَهودِ الَّتي تجمعُ الأَكْنافَ في دورِها

8 - اطلبوا الخيرَ عند حِسانِ الوجوهِ وسمُّوا بخيارِكم، وإذا أتاكم كريمٌ فأكرِموه. قال الحسنُ : فقلتُ ليزيدَ : من هذا الشَّيخُ ؟ أو سمِّه، فقال : { لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }

9 - صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةَ العصرِ، فأبطأ في ركوعِه في الرَّكعةِ الأولَى حتَّى ظننَّا أنَّه قد سها وغفل، ثمَّ رفع رأسَه : فقال : سمِع اللهُ لمن حمِده ، ثمَّ أوجز في صلاتِه وسلَّم، ثمَّ أقبل علينا بوجهِه، ثمَّ جثَا على رُكبتَيْه، ثمَّ رمَى بطرفِه إلى الصَّفِّ الأوَّلِ يتفقَّدُ أصحابَه، ثمَّ الصَّفِّ الثَّاني ثمَّ الصَّفِّ الثَّالثِ يتفقَّدُهم رجلًا رجلًا، ثمَّ قال : ما لي لا أرَى ابنَ عمِّي عليَّ بنَ أبي طالبٍ، فأجابه عليٌّ من آخرِ الصُّفوفِ : لبَّيْك يا رسولَ اللهِ، فقال : ادْنُ منِّي يا عليُّ، فما زال يتخطَّى أعناقَ المهاجرين والأنصارِ حتَّى دنا منه، فقال : ما الَّذي خلَّفك عن الصَّفِّ الأوَّلِ ؟ قال : شككتُ أنِّي على طُهرٍ، فناديتُ : يا حسنُ، يا حسينُ يا فضَّةُ ! فلم يجبْني أحدٌ، فإذا بهاتفٍ يهتفُ من ورائي : يا أبا الحسنِ التفِتْ فالتفتُّ، فإذا أنا بسَطْلٍ من ذهبٍ فيه ماءٌ وعليه منديلٌ، فأخذتُ المنديلَ، فوضعتُه على منكبي، وأومأتُ إلى الماءِ، فإذا الماءُ يفيضُ على كفِّي، فتطهَّرتُ، ولا أدري من وضع السَّطْلَ والمنديلَ ؟ فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في وجهِه، وضمَّه إلى صدرِه، وقبَّل بين عينَيْه؛ ثمَّ قال : ألا أبشِّرُك ؟ إنَّ السَّطلَ من الجنَّةِ، والماءَ والمنديلَ من الفردوسِ الأعلَى، والَّذي هيَّأك للصَّلاةِ جبريلُ، والَّذي مندَلك ميكائيلُ، والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه ما زال إسرافيلُ قابضًا بيدِه على رُكبتي حتَّى لحقتَ معي الصَّلاةَ، فيلومني أحدٌ على حبِّك، واللهُ وملائكتُه يحبُّونك من فوقِ السَّماءِ

10 - ليس في الموقفِ بعرفةَ قولٌ ولا عملٌ أفضلَ من هذا الدُّعاءِ وأوَّلُ من ينظُرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إليه صاحبُ هذا القولِ إذا وقف بعرفةَ فيستقبلُ البيتَ الحرامِ بوجهِه ويبسطُ يدَيْه كهيئةِ الدَّاعي، ثمَّ يلبِّي ثلاثًا ويكبِّرُ ثلاثًا ويقولُ : لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمدُ، يحيي ويميتُ بيدِه الخيرُ. يقولُ ذلك مائةَ مرَّةٍ، ثمَّ يقولُ : لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العليِّ العظيمِ، أشهدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنَّ اللهَ قد أحاط بكلِّ شيءٍ علمًا. يقولُ ذلك مائةَ مرَّةٍ، ثمَّ يتعوَّذُ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ، إنَّ اللهَ هو السَّميعُ العليمُ يقولُ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ يقرأُ فاتحةَ الكتابِ ثلاثَ مرَّاتٍ، ويبدأُ في كلِّ مرَّةٍ ببسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، وفي آخرِ فاتحةِ الكتابِ يقولُ كلَّ مرَّةٍ آمينَ ، ثمَّ يقرأُ { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } مائةَ مرَّةٍ يقولُ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، ثمَّ يُصلَّي على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والصَّلاةُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : صلَّى اللهُ وملائكتُه على النَّبيِّ الأمِّيِّ وعليه السَّلامُ، ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، ثمَّ يدعو لنفسِه ويجتهدُ في الدُّعاءِ لوالدَيْه ولقرابتِه ولإخوانِه في اللهِ من المؤمنين والمؤمناتِ، فإذا فرغ من دعائِه عاد في مقالتِه هذه ويقولُ ثلاثًا، لا يكونُ له في الموقفِ قولٌ ولا عملٌ حتَّى يمسيَ غيرَ هذا، فإذا أمسَى باهَى اللهُ به الملائكةَ يقولُ : انظُروا إلى عبدي استقبل بيتي وكبَّرني، ولبَّاني، وسبَّحني، وحمِدني، وهلَّلني، وقرأ بأحبِّ السُّورِ إليَّ، وصلَّى على نبيِّي أُشهِدُكم أنِّي قد قبِلتُ عملَه، وأوجبتُ له أجرَه، وغفرتُ له ذنبَه، وشفَّعتُه فيمن شفع له، فلو شفع في هذا الموقفِ شفَّعتُه فيهم

11 - دخلَ علَى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلٌ يُقالُ لَه عَكَّافُ بنُ بشرٍ التَّميميُّ قالَ لَه النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يا عَكَّافُ هل لَك مِن زوجةٍ قال لا قالَ ولا جاريةٍ قالَ لا قالَ وأنتَ مؤسرٌ بخيرٍ قال وأنا مؤسرٌ بخيرٍ قالَ أنتَ مِن إخوانِ الشَّياطينِ لو كنتَ منَ النَّصارَى كنتَ من رُهبانِهم إنَّ سنَّتَنا النَّكاحُ شرارُكم عُزَّابُكم وأراذلُ مَوتاكم عزَّابُكم أبِالشَّياطينِ تَمرَّسونَ ما للشَّياطينِ مِن سلاحٍ أبلغَ في الصَّالحينَ منَ النِّساءِ إلَّا المتزوِّجونَ أولئكَ المُطَهَّرونَ المُبَرَّؤونَ منَ الخنا وَيحَكَ يا عَكَّافُ إنَّهنَّ صَواحبُ أيُّوبَ وداودَ ويوسُفَ وَكُرْسُفَ فقالَ لَه بشرُ بنُ عطيَّةَ ومن كُرْسُفُ يا رسولَ اللَّهِ قالَ رجلٌ كانَ يعبدُ اللَّهَ بساحلٍ مِن سواحلِ البحرِ ثلاثمائةِ عامٍ يصومُ النَّهارَ ويقومُ اللَّيلَ ثمَّ إنَّهُ كفرَ باللَّهِ العظيمِ في سببِ امرأةٍ عشِقَها وتركَ ما كانَ عليهِ من عبادةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ ثمَّ استدرَكَه اللَّهُ عزَّ وجلَّ ببعضِ ما كانَ منهُ فتابَ عليهِ وَيحَكَ يا عَكَّافُ تزوَّجْ وإلَّا فأنتَ منَ المذبذبينَ قالَ زوِّجني يا رسولَ اللَّهِ قالَ زوَّجتُكَ كريمةَ بنتَ كُلثومٍ الحِمْيريِّ

12 - كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا صلَّى الصبحَ قالَ وهو ثانٍ رجليهِ سبحانَ اللَّهِ وبحمدِهِ أستغفِرُ اللَّهَ إنَّ اللَّهَ كانَ توَّابًا رحيمًا سبعينَ مرَّةً ثمَّ يستقبِلُ النَّاسَ بوجهِهِ فيقولُ هل رأى أحدٌ منكُم شيئًا قالَ ابنُ زَملٍ أَنا يا نبيَّ اللَّهِ فقالَ خيرًا تلقاهُ أو شرًّا تُوقَّاهُ خيرٌ لَنا وشرٌّ على أعدائِنا والحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ اقصُص رؤياكَ فقالَ رأيتُ جميعَ النَّاسِ على طريقٍ سَهْلٍ رَحبٍ بالناس على الجادَّةِ منطلِقين فبينا هم كذلِكَ أشرَفنا على مَرجٍ لم ترَ عينايَ مثلَهُ قطُّ يرفُّ رفيفًا يقطرُ نداهُ فيهِ من أنواعِ الكلأِ وَكَأنِّي بالرَّعلةِ الأولى حينَ أشرفوا على المرجِ كبَّروا ثمَّ أَكَبُّوا رواحلَهُم في الطَّريقِ منطلِقينَ ثمَّ جاءتِ الرَّعلةُ وَهُم أَكْبرُ منهم أضعافًا فلمَّا أشرفوا على المرجِ كبَّروا ثمَّ أَكَبُّوا رواحلَهُم في الطَّريقِ ثمَّ قدمَ عظمُ النَّاسِ وَكَأنِّي أنظرُ إليهم يميلونَ يمينًا وشمالًا فلمَّا رأيتُ ذلِكَ لَزِمْتُ الطَّريقَ فمضيتُ حتَّى أتيتُ أقصى المرجِ فإذا أَنا بِكَ يا رسولَ اللَّهِ على منبرٍ فيهِ سبعُ درجاتٍ وأنتَ في أعلاها درجةً وإذا عن يمينِكَ رجلٌ آدَمُ أقنى إذا يتكلَّمُ يسمو فيفوقُ الرِّجالَ طولًا وإذا عن يسارِكَ رجلٌ ربعةٌ أحمرُ كثيرُ خيلانِ الوجهِ كأنَّما جمَّمَ شعرَهُ بالماءِ إذا هوَ تَكَلَّمَ أصغيتُمْ إليهِ إِكْرامًا لَهُ وإذا أمامَكُم رجلٌ شيخٌ أشبَهُ النَّاسِ بِكَ خلقًا وخلقًا كلُّكم تُقدِّمونهُ فانتقَع لونُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ساعةً ثمَّ سُرِّيَ عنهُ فقالَ أمَّا ما رأيتَ منَ الطَّريقِ السَّهلةِ فذاكَ ما حُمِلنا عليهِ منَ الهدى وأمَّا المرجُ فالدُّنيا وغضارةُ عيشِها فمَضيتُ أَنا وأصحابي لم نتعلَّق بِها ولم تتعلَّق بنا ثمَّ جاءتِ الرَّعلةُ الثَّانيةُ فَمِنْهُمُ الآخذُ الضِّغثُ ثمَّ جاءَ عظمُ النَّاسِ فمالوا في المرجِ يمينًا وشمالا فإنَّا للَّهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ وأمَّا أَنا فمضيتُ على الطَّريقِ وأمَّا المنبرُ الَّذي رأيتَ فيهِ سبعَ درجاتٍ وأَنا في أعلاهُ فالدُّنيا سبعةُ آلافِ سنةٍ أَنا في آخرِها ألفًا وأمَّا الَّذي رأيتَ عن يميني فذاكَ موسى والَّذي عن يساري فذاكَ عيسى والشَّيخُ أبونا إبراهيمُ كلُّنا نقتدي بِهِ

13 - صلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ صَلاةَ الفَجرِ، ثم أقبَلَ علينا بوَجهِه، فقيلَ له: يا رَسولَ اللهِ، حَدِّثْنا حَديثًا في سُلَيمانَ بنِ داودَ، ما كان معه مِنَ الرِّيحِ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَينا سُلَيمانُ بنُ داودَ ذاتَ يَومٍ قاعِدٌ إذْ دَعا بالرِّيحِ، فقال لها: الزَمي بالأرضِ. ثم دَعا بزِمامٍ فزَمَّ به الرِّيحَ، ثم دَعا ببِساطٍ فبَسَطَه على وَجهِ الرِّيحِ، ثم دَعا بأربَعةِ آلافِ كُرسيٍّ، فوَضَعَها عن يَمينِه، وأربَعةِ آلافِ كُرسيٍّ فوَضَعَها عن يَسارِه، ثم جَعَلَ على كُرسيٍّ منها، يَعني قَبيلةً مِن قَومِه، ثم قال لِلرِّيحِ: أقِلِّي. فلم تَزَلْ تَسيرُ في الهَواءِ، فبَينَما هو يَسيرُ في الهَواءِ إذا هو برَجُلٍ قائِمٍ لا يَرى تَحتَ قَدَمِه شَيئًا، ولا هو مُستَمسِكٌ بشَيءٍ، وهو يَقولُ: سُبحانَ اللهِ العَليِّ الأعْلى، سُبحانَ اللهِ الذي له ما في السَّمَواتِ وما في الأرضِ، وما بَينَهما، وما تَحتَ الثَّرَى . فقال له سُلَيمانُ: يا هذا، مِنَ المَلائِكةِ أنتَ؟ قال: اللَّهمَّ لا. قالَ: فمِنَ الجِنِّ؟ قال: اللَّهمَّ لا. قال: أفَمِنَ الشَّياطينِ الذين يَسكُنونَ في الهَواءِ؟ قال: اللَّهمَّ لا. قال: أفمِن وَلَدِ آدَمَ؟ قال: اللَّهمَّ نَعَمْ. قال له سُلَيمانُ: يا هذا، فبِماذا نِلتَ هذه الكَرامةَ مِن رَبِّكَ تَعالى؟ لا أرى تَحتَ قَدَمَيْكَ شَيئًا، ولا أنتَ تَستَمسِكُ بشَيءٍ، وهذا التَّسبيحُ والتَّهليلُ في فيكَ. قال: يا سُلَيمانُ، إنِّي كُنتُ في مَدينةٍ يَأكُلونَ رِزقَ اللهِ ويَعبُدونَ غَيرَه، فدَعَوتُهم إلى الإيمانِ باللهِ، وشَهادةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، فأرادوا قَتْلي، فدَعَوتُ اللهَ بدَعوةٍ فصَيَّرَني في هذا المَكانِ الذي تَرى، كما دَعَوتَ رَبَّكَ أنْ يُعطيَكَ مُلكًا لم يُعطِهِ أحَدًا قَبلَكَ ولا يُعطيهِ أحَدًا بَعدَكَ. قال له سُلَيمانُ: فمُذْ كم أنتَ في هذا المَكانِ الذي أرى؟ قال: مُنذُ ثَلاثِ حِجَجٍ. قال له: وأنتَ في هذا المَكانِ ثَلاثَ حِجَجٍ؟ وطَعامُكَ مِن أين؟ وشَرابُكَ مِن أين؟ قال: إذا عَلِمَ اللهُ جَهدَ ما بي مِن جُوعٍ أوْحى إلى طَيرٍ مِن هذا الهَواءِ، وفي فَمِه شَيءٌ مِن طَعامٍ، فيُطعِمُني، فإذا شَبِعتُ أهوَيتُ إليه بيَدي فيَذهَبُ. فبَكى سُلَيمانُ حتى بَكَتْ له المَلائِكةُ سَبعَ سَمَواتٍ، وحَمَلةُ العَرشِ، ثم قال في بُكائِه: سُبحانَكَ ، سُبحانَكَ ، ما أكرَمَ المُؤمِنينَ عليكَ، إذْ جَعَلتَ المَلائِكةَ والطَّيرَ والسَّحابَ خُدَّامًا لِوَلَدِ آدَمَ. فأوْحى اللهُ تَعالى إليه: يا سُلَيمانُ، ما خَلَقتُ في السَّمَواتِ خَلقًا ولا في الأرضِ خَلقًا أحَبَّ إلى وَلَدِ آدَمَ مِنَ المُؤمِنينَ منهم، فمَن أطاعَني أسكَنتُه جَنَّتي، ومَن عَصاني أسكَنتُه ناري.
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 1/326
التصنيف الموضوعي: أنبياء - سليمان أنبياء - معجزات إيمان - فضل الإيمان عقيدة - كرامات الأولياء علم - القصص
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

14 - سئلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن معانقةِ الرَّجلِ إذا لقيَهُ قالَ فَكانت تحيَّةُ الأممِ السَّالفةِ وخالصُ ودِّهم أن يسجدَ هذا لِهَذا وأنَّ أوَّلَ من عانقَ خليلُ اللَّهِ إبراهيمُ عليهِ السَّلامُ وذلِكَ أنَّهُ خرجَ مرَّةً يرتادُ لماشيتِهِ بجبلٍ من جبالِ بيتِ المقدسِ فسمعَ مقدِّسًا يقدِّسُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ فذُهِلَ عمَّا كانَ يطلبُ وقصدَ الصَّوتَ فإذا هوَ برجلٍ طولُهُ ثمانيةَ عشرَ ذراعًا يقدِّسُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ فقالَ لَهُ إبراهيمُ يا شيخُ من ربُّكَ قالَ الَّذي في السَّماءِ قالَ فمن ربُّ الأرضِ قالَ الَّذي في السَّماءِ قالَ ما بينَهُما إلَهٌ غيرُهُ قالَ لا هوَ ربُّ مَن في الأرضِ فقالَ لَهُ إبراهيمُ هل معَكَ أحدٌ من قومِكَ قالَ ما عَلِمتُ أحدًا من قومي بقيَ غيري قالَ إبراهيمُ فأينَ قِبلتُكَ قالَ قِبلتي إلى الكعبةِ قبلةِ إبراهيمَ قالَ إبراهيمُ فما طعامُكَ قالَ أجمعُ من ثمرةِ هذِهِ الأشجارِ في الصَّيفِ فآكلُهُ في الشِّتاءِ قالَ إبراهيمُ أينَ بيتُكَ قالَ ملكُ المغارةِ قالَ انطلق بنا إليهِ قالَ فإنَّ بيني وبينَها واديًا لا يخاضُ قالَ إبراهيمُ فَكَيفَ تعبرُهُ قالَ أمشي على الماءِ جائيًا وأمشي عليهِ ذاهبًا قالَ إبراهيمُ انطلق بنا فلعلَّ الَّذي ذلَّلَكَ عليكَ سيذلِّلُنا فانطلقا مشيًا على الماءِ وَكُلُّ واحدٍ منهما يتعجَّبُ مِمَّا أرى صاحبَهُ فلمَّا دخلا المغارةَ نظرَ إبراهيمُ فإذا قبلتُهُ قبلةُ إبراهيمَ فقالَ إبراهيمُ أيُّ يومٍ أعظمُ قالَ اليومُ الَّذي يوضَعُ كرسيُّهُ للحسابِ يومَ تزفرُ جَهَنَّمُ زفرةً لا يبقى ملَكٌ مقرَّبٌ ولا نبيٌّ مرسلٌ إلا خرَّ بوجهِهِ لِهَولِ ذلِكَ اليومِ قالَ إبراهيمُ ادعُ اللَّهَ يا شيخُ أن يؤمِّنِّي وإيَّاكَ من هولِ ذلِكَ اليومِ قالَ ما تصنعُ بدعائي إنَّ ليَ دعوةً محبوسةً في السَّماءِ منذُ ثلاثِ سنينَ لم أرَها قالَ لَهُ إبراهيمُ ألا أخبرُكَ بما حبسَ دعاكَ قالَ بلى قالَ إبراهيمُ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ إذا أحبَّ عبدًا أخَّرَ مسألتَهُ يحبُّ صوتَهُ وجعلَ لَهُ في كلِّ مسألةٍ ما لا يخطرُ على قلبِ بشرٍ وإذا أبغَضَ صوتَهُ عجَّلَ مسألتَهُ أو ألقى الإياسَ في صدرِهِ ليقبِضَ صوتَهُ فما مسألتُكَ المحبوسَةُ في السَّماءِ منذُ ثلاثِ سنينَ قالَ رأيتُ شابًّا في رأسِهِ ذؤابةٌ ومعَهُ بقرٌ كأنَّهُ الذَّهبُ وغنمٌ كأنَّهُ فضَّةٌ فقلتُ يا فتًى لمن هذِهِ قالَ لخليلِ اللَّهِ إبراهيمَ فقلتُ اللَّهمَّ إن كانَ لك في الأرضِ خليلٌ فأرِنيهِ قبلَ خروجِ روحي منَ الدُّنيا فاعتنقَهُ إبراهيمُ وقالَ لَهُ قد ردَّتْ مسألتُكَ وقد كانَ قبلَ ذلِكَ يسجدُ هذا لِهَذا وَهَذا لِهَذا إذا لقيَهُ ثمَّ جاءَ الإسلامُ بالمصافحةِ فلا تفرَّقُ الأصابعُ حتَّى يغفرَ لِكُلِّ مصافحٍ فالحمدُ للَّهِ الَّذي وضعَ عنَّا الآصارَ

15 - سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ نادى اللَّهُ تبارَكَ وتعالى رضوانَ خازنَ الجنَّةِ يقولُ: يا رِضوانُ فيقولُ: لبَّيكَ وسعديكَ فيقولُ زيِّنِ الجِنانَ للصَّائمينَ والقائمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ لا تُغلِقها حتَّى ينقضيَ شَهْرُهُم فإذا كانَ اليومُ الثَّاني أوحى اللَّه إلى مالِكٍ خازنِ النَّارِ يا مالِكُ أغلِق أبوابَ النِّيرانِ عنِ الصَّائمينَ والقائمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ لا تفتَحُ حتَّى ينقضيَ شَهْرُهُم وإذا كانَ اليومُ الثَّالثُ أوحى اللَّهُ إلى جبريلَ يا جبريلُ اهبط إلى الأرضِ فغُلَّ على مردةِ الشَّياطينَ وعتاةِ الجنِّ كي لا يُفسِدوا على عبادي صومَهُم ثمَّ قالَ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ للَّهِ ملَكًا رأسُهُ تحتَ العرشِ ورجلاهُ في تُخومِ الأرضِ السَّابعةِ السُّفلى لَهُ جَناحانِ أحدُهُما بالمشرقِ والآخرُ بالمغربِ أحدُهُما من ياقوتٍ أحمرَ والآخرُ من زبرجدٍ أخضرَ يُنادي كلَّ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ هل من تائبٍ يتابُ عليهِ هل من مستغفرٍ فيغفرُ لَهُ هل من صاحبِ حاجةٍ فيسعَفُ لحاجتِهِ يا طالبَ الخيرِ أبشِر ويا طالبَ الشَّرِّ أقصِر وأبصِر ثمَّ قالَ ألا وإنَّ للَّهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ عندَ السُّحورِ والإفطارِ سبعةَ آلافِ عتيقٍ منَ النَّارِ قدِ استوجَبوا العذابَ من ربِّ العالمينَ قالَ فإذا كانَ ليلةُ القدرِ يَهْبطُ جبريلُ في كبكبةٍ منَ الملائِكَةِ لَهُ جَناحانِ أخضرانِ منظومانِ بالدُّرِّ والياقوتِ لا ينشرُهُما جبريلُ في كلِّ سنةٍ إلا ليلةً واحدةً وذلِكَ قولُهُ تعالى (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) أمَّا الملائِكَةُ فمن تحتِ سدرةِ المنتَهَى وأمَّا الرُّوحُ فَهوَ جبريلُ فيمسَحُ بجَناحَيهِ يسلِّمُ على القائِمِ والنَّائمِ والمصلِّي مَن في البرِّ ومَن في البحرِ السَّلامُ عليكَ يا مؤمنُ السَّلامُ عليكَ يا مؤمنُ حتَّى إذا طلعَ الفجرُ صعِد جبريلُ ومعه الملائكةُ فيتلَقَّاه أهلُ السَّمواتِ فيقولونَ يا جبريلُ ما فعلَ الرَّحمنُ بالصَّائمينَ شَهْرَ رمضانَ فيقولُ جبريلُ خيرًا ثمَّ يسجُدُ جبريلُ ومن معَهُ منَ الملائِكَةِ فيقولُ الجبَّارُ عزَّ وجلَّ يا ملائِكَتي ارفعوا رؤوسَكم إنِّي قد غفرتُ للصَّائمينَ بشَهْرِ رمضانَ إلا من أبى أن يسلِّمَ عليهِ جبريلُ قالَ جبريلُ عليهِ السَّلامُ لا يسلِّمُ في تلكَ اللَّيلةِ على مدمِنِ خمرٍ ولا عشَّارٍ ولا ساحِرٍ ولا صاحبِ كوبةٍ ولا عَرطةٍ ولا عاقٍّ والديهِ ثمَّ قالَ فإذا كانَ يومُ الفطرِ نزلتِ الملائِكَةُ فوقَفت على أفواهِ الطُّرقِ يقولونَ يا أمَّةَ محمَّدٍ اعْدوا إلى ربٍّ كريمٍ فإذا صاروا إلى المصلَّى نادى الجبَّارُ فقالَ يا ملائِكَتي ما جزاءُ الأجيرِ إذا فرغَ من عملِهِ قالوا ربَّنا جزاءُهُ أن يوفَّى أجرَهُ قالَ فإنَّ هؤلاءِ عبادي وبنو عِبادي أمرتُهُم بالصِّيامِ فصاموا فأطاعوني وقضوا فريضَتي قالَ فَنادى مُنادٍ يا أمَّةَ محمَّدٍ ارجِعوا راشدينَ قد غُفِرَ لَكُم.
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 2/533
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الكبائر صيام - فضل الصيام صيام - فضل شهر رمضان ليلة القدر - فضل ليلة القدر إيمان - الملائكة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

16 - إنَّ الجنَّةَ لتنَجَّدُ وتزيَّنُ منَ الحولِ إلى الحولِ لدخولِ شَهْرِ رمضانَ فإذا كانت أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ هبَّت ريحٌ من تحتِ العرشِ يقالُ لَها المثيرةُ فتصفِّقُ ورَقُ أشجارِ الجنانِ وحلقَ المصاريعِ فيسمعُ لذلِكَ طَنينٌ لم يسمعِ السَّامعونَ أحسنَ منهُ فتبرزُ الحورُ العينُ حتَّى يقِفنَ بينَ شرَفِ الجنَّةِ فيُنادينَ هل من خاطبٍ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ فيزوِّجَهُ ثمَّ يقُلنَ يا رضوانُ ما هذِهِ اللَّيلةُ فيجيبَهُنَّ بالتَّلبيةِ ثمَّ يقولُ يا خيراتِ الحسانِ هذِهِ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ فيفتحُ فيها أبوابُ الجنانِ للصَّائمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وآلِهِ ويقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ يا رضوانُ افتح أبوابَ الجنانِ يا مالِكُ أغلِق أبوابَ الجحيمِ عنِ الصَّائمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ يا جبريلُ اهبِط إلى الأرضِ فاصفُد مردةَ الشَّياطينَ وغُلَّهُم في أغلالٍ ثمَّ اقذِفهم في لُججِ البحارِ حتَّى لا يفسِدوا على أمَّةِ حبيبي قالَ ثمَّ يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ ثلاثَ مرَّاتٍ هل من تائبٍ فأتوبَ عليهِ هل من مستغفِرٍ فأغفرَ لَهُ من يقرضُ المليءَ غيرَ المعدومِ والوَفيَّ غير الظَّلومِ قالَ وللَّهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من شَهْرِ رمضان عند الإفطارِ ألفُ ألفِ عتيقٍ منَ النَّارِ كلُّهم قدِ استوجبَ العذابَ فإذا كانَ آخرُ ليلةِ شَهْرِ رمضانَ أعتقَ اللَّهُ في ذلِكَ اليومِ بقدرِ ما أعتقَ من أوَّلِ الشَّهرِ إلى آخرِهِ فإذا كانت ليلةُ القدرِ يأمرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ جبريلَ عليهِ السَّلامُ فيَهْبطُ في كَبكبةٍ من الملائكة معه لواءٌ أخضرُ فيركُزُ اللِّواءَ على ظَهْرِ الكعبةِ ولَهُ ستُّمائةِ جَناحٍ منها جَناحانِ لا ينشرُهُما إلا في ليلةِ القدرِ فينشُرُهُما تلكَ اللَّيلةَ فيجاوِزانِ المشرقَ والمغربَ قالَ ويبثُّ جبريلُ الملائِكَةَ في هذِهِ الأمَّةِ فيسلِّمونَ على كلِّ قائمٍ وقاعدٍ ومصلٍّ وذاكرٍ ويصافِحونَهُم ويؤمِّنونَ على دعائِهِم حتَّى يطلُعَ الفجرُ فإذا طلَعَ الفجرُ نادى جبريلُ يا معشرَ الملائِكَةِ الرَّحيلَ الرَّحيلَ فيقولونَ يا جبريلُ ما صنعَ اللَّهُ في حوائجِ المؤمنينَ من أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فيقولُ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ نظرَ إليهِم في هذِهِ اللَّيلةِ فعفا عنهم وغفرَ لَهُم إلا أربعةً فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهَؤلاءِ الأربعةُ رجلٌ مدمنُ خمرٍ وعاقٌّ لوالديهِ وقاطعُ رحمٍ ومشاحنٌ فسئلَ يا رسولَ اللَّهِ وما المشاحِنُ قالَ هوَ المصارمُ فإذا كانت ليلةُ الفطرِ سُمِّيَت ليلةَ الجائزةِ فإذا كانت غداةُ الفطرِ بعثَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى الملائِكَةَ في كلِّ ملإٍ فيَهْبطونَ إلى الأرضِ فيقومونَ على أفواهِ السِّكَكِ فيُنادونَ بصوتٍ يسمعُهُ جميعُ من خلقَ اللَّهُ إلا الجنَّ والإنسَ فيقولونَ يا أمَّةَ محمَّدٍ اخرُجوا إلى ربٍّ كريمٍ يغفرِ العظيمَ وإذا برَزوا في مصلَّاهم يقولُ اللَّهُ تعالى يا ملائِكَتي ما أجرُ الأجيرِ إذا عملَ عملَهُ فتقولُ الملائِكَةُ إلهَنا وسيِّدَنا جزاؤُهُ أن يوفِّيَهُ أجرَهُ فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ أشهدُكُم يا ملائِكَتي إنِّي جعلتُ ثوابَهُم من صيامِهِم شَهْرَ رمضانَ وقيامِهِم رضائي ومغفرَتي فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ سلوني وعزَّتي وجلالي لا تسألوني اليومَ شيئًا في جمعِكُم هذا لآخرتِكُم إلا أعطيتُكُموهُ ولا لدُنْيا إلا نظرتُ لَكُم وعزَّتي لا [لا زائدة] سترتُ عليكم عثراتِكُم ما راقبتُموني وعزَّتي وجلالي لا أخزيكُم ولا أفضحُكُم بينَ يدَي أصحابِ الجدودِ أوِ الحدودِ شَكَّ أبو عمرٍو وانصرِفوا مغفورًا لَكُم قد أرضيتُموني ورضيتُ عنكم قالَ فتفرحُ الملائِكَةُ ويستبشِرونَ بما يعطي اللَّهُ هذِهِ الأمَّةَ إذا أفطَروا.

17 - لمَّا نزلتْ { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } [ النَّصر : 1 ] إلى آخرِ السُّورةِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ نفسي قد نُعِيَتْ، قال جبريلُ : { وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى } [ الضُّحى : 4 - 5 ] فأمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بلالًا ينادي : الصَّلاةُ جامعةٌ، فاجتمع المهاجرون، والأنصارُ إلى مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّى بالنَّاسِ ثمَّ صعِد المنبرَ فحمِد اللهَ وأثنَى عليه، ثمَّ خطَب خُطبةً وَجِلتْ منها القلوبُ وبكتْ منها العيونُ، ثمَّ قال : أيُّها النَّاسُ أيُّ نبيٍّ كنتُ لكم ؟ فقالوا : جزاك اللهُ من نبيٍّ خيرًا فلقدْ كُنتَ لنا كالأبِ الرَّحيمِ، وكالأخِ النَّاصحِ المشفقِ، أدَيْتَ رسالاتِ اللهِ وأبلغتنا وحيَه، ودعوتَ إلى سبيلِ ربِّك بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ، فجزاك اللهُ عنَّا أفضلَ ما جازَى نبيًّا عن أمَّتِه، فقال لهم : معاشرَ المسلمين أنشدُكم باللهِ، وبحقِّي عليكم، من كانت له قِبَلي مَظلمةٌ فليقُمْ فليقتصَّ منِّي، فلم يقُمْ إليه أحدٌ، فناشدهم اللهَ، فلم يقُمْ إليه أحدٌ، فناشدهم الثَّالثةَ : معاشرَ المسلمين ! من كانت له من قِبَلي مظلمةٌ فليقُمْ فليقتصَّ منِّي قبلَ القِصاصِ في القيامةِ فقام من بينِ المسلمين شيخٌ كبيرٌ يُقالُ له عُكَّاشةُ، فتخطَّى المسلمين حتَّى وقف بينَ يدَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : فِداكَ أبي وأمِّي، لولا أنَّك ناشدتَنا مرَّةً بعدَ أخرَى ما كنتُ بالَّذي أنقلِعُ على شيءٍ منك، كنتُ معك في غَزاةٍ فلمَّا فتح اللهُ علينا فكنَّا في الانصرافِ، حاذت ناقتي ناقتَك فنزلتُ عن النَّاقةِ ودنوتُ منك لأقبِّلَ فخِذَك، فرفعتَ القضيبَ فضربتَ خاصرتي ، فلا أدري أكان عمدًا منك أم أردتَ ضربَ النَّاقةِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عُكَّاشةُ أُعيذُك بجلالِ اللهِ أن يتعمَّدَك رسولُ اللهِ بالضَّربِ. يا بلالُ انطلِقْ إلى منزلِ فاطمةَ وأتني بالقضيبِ الممشوقِ، فقالت فاطمةُ : وما يصنعُ أبي بالقضيبِ الممشوقِ، وليس هذا يومَ حجٍّ ولا يومَ غَزاةٍ ؟ فقال : يا فاطمةُ ما أغفلَك عمَّا فيه أبوك ؟ إنَّ رسولَ اللهِ يُودِّعُ الدِّينَ ويُفارِقُ الدُّنيا، ويُعطي القِصاصَ من نفسِه، فقالت فاطمةُ : يا بلالُ ومن ذا الَّذي تطيبُ نفسُه أن يقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ يا بلالُ إذن فقلْ للحسنِ والحسينِ يقومان إلى هذا الرَّجلِ فيقتصَّ منهما ولا يدعانه يقتصُّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخلَ بلالٌ المسجدَ، ودفع القضيبَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدفع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القضيبَ إلى عُكَّاشةَ، فلمَّا نظر أبو بكرٍ وعمرُ إلى ذلك قاما فقالا : يا عُكَّاشةُ ها نحن بين يدَيْك، فاقتصَّ منَّا ولا تقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : امضِ أبا بكرٍ، وأنتَ يا عمرُ فامضِ، فقد عرف اللهُ عزَّ وجلَّ مكانَكما ومقامَكما، فقام عليُّ بنُ أبي طالبٍ فقال : يا عُكَّاشةُ أنا في الحياةِ بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تطيبُ نفسي أن تضرِبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهذا ظهرِي وبطني فاقتصَّ منِّي بيدِك واجلدنِي مائةً، ولا تقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا عليُّ اقعُدْ، فقد عرف اللهُ عزَّ وجلَّ مقامَك ونيَّتَك، وقام الحسنُ والحسينُ فقالا : يا عُكَّاشةُ أليس تعلَّمُ أنا سِبطا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فالقِصاصُ منَّا كالقِصاصِ من رسولِ اللهِ، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اقعُدا يا قُرَّةَ عيني، لا نَسِي اللهُ لكما هذا المقامَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عُكَّاشةُ اضرِبْ إن كنتَ ضاربًا، فقال : يا رسولَ اللهِ ضربتني وأنا حاسرٌ عن بطني، فكشف عن بطنِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصاح المسلمون بالبكاءِ، وقالوا : ترَى عُكَّاشةَ ضاربًا بطنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فلمَّا نظر عُكَّاشةُ إلى بياضِ بطنِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كأنَّه القَبَاطِيُّ لم يملكْ أن أكبَّ عليه فقبَّل بطنَه وهو يقولُ : فداكَ أبِي وأمِّي، ومن تُطيقُ نفسُه أن يقتصَّ منك ؟ فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إمَّا أن تضرِبَ وإمَّا أن تعفوَ، فقال : قد عفوتُ عنك رجاءَ أن يعفوَاللهُ عنِّي في القيامةِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أراد أن ينظُرَ إلى رفيقِي في الجنَّةِ فلينظُرْ إلى هذا الشَّيخِ، فقام المسلمون، فجعلوا يُقبِّلون ما بين عينَيْه، ويقولون : طوباك، طوباك نِلتَ الدَّرجاتِ العُلَى، ومرافقةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فمرِض رسولُ اللهِ من يومِه فكان مرضُه ثمانيةَ عشرَ يومًا يعودُه النَّاسُ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وِلِد يومَ الإثنين، وبُعث يومَ الإثنين، وقُبِض يومَ الإثنين، فلمَّا كان يومُ الأحدِ ثَقُل في مرضِه، فأذَّن بلالٌ، ثمَّ وقف بالبابِ فنادَى : السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، الصَّلاةَ يرحمُكَ اللهُ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ بلالٍ فقالتْ فاطمةُ : يا بلالُ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اليومَ مشغولٌ بنفسِه فدخل بلالٌ المسجدَ فلمَّا أسفر الصُّبحُ قال : واللهِ لا أُقيمُها أو أستأذِنُ سيِّدي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرج وقام بالبابِ ونادَى : السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ الصَّلاةُ يرحمُك اللهُ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ بلالٍ فقال : ادخُلْ يا بلالُ إنَّ رسولَ اللهِ مشغولٌ بنفسِه مُرْ أبا بكرٍ يُصلِّي بالنَّاسِ فخرج ويدُه على أمِّ رأسِه يقولُ : يا غوْثاه باللهِ ! وانقطاعَ رجائي، وانفصامَ ظهري، ليتني لم تلِدْني أمِّي، وإذ ولدتني لم أشهَدْ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذا اليومَ ثم قال يا أبا بكرٍ ألا إنَّ رسولَ اللهِ أمرك أن تصلِّيَ بالنَّاسِ فتقدَّم أبو بكرٍ، وكان رجلًا رقيقًا، فلمَّا نظر إلى [ خلُوِّ ] المكانِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يتمالَكْ أن خرَّ مغشيًّا عليه، وصاح المسلمون بالبكاءِ، فسمِع رسولُ اللهِ ضجيجَ النَّاسِ، فقال ما هذه الضَّجَّةُ ؟ فقالوا : ضجَّةُ المسلمين لفقدِك يا رسولَ اللهِ ! فدعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليًّا والعبَّاسَ، فاتَّكأ عليهما فخرجَ إلى المسجدِ فصلَّى بالنَّاسِ ركعتَيْن خفيفتَيْن، ثمَّ أقبل بوجهِه المليحِ عليهم فقال : معشرَ المسلمين أستودِعُكم اللهَ، أنتم في رجاءِ اللهِ وأمانتِه، واللهُ خليفتي عليكم، معاشرَ المسلمين عليكم باتِّقاءِ اللهِ ! وحفْظِ طاعتِه من بعدي، فإنِّي مفارقٌ الدُّنيا هذا أوَّلُ يومٍ من أيَّامِ الآخرةِ، وآخرُ يومٍ من الدُّنيا فلمَّا كان يومُ الإثنينِ اشتدَّ به الأمرُ، وأوحَى اللهُ تعالَى إلى ملَكِ الموتِ أن اهبِطْ إلى حبيبي وصفيِّي محمَّدٍ في أحسنِ صورةٍ، وارفُقْ به في قبضِ روحِه، فهبط ملَكُ الموتِ، فوقف بالبابِ شبهَ أعرابيٍّ، ثمَّ قال : السَّلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النُّبوَّةِ، ومعدِنَ الرِّسالةِ ومختلفَ الملائكةِ أدخُلُ ؟ فقالت عائشةُ لفاطمةَ أجيبي الرَّجلَ، فقالت فاطمةُ : آجرك اللهُ في ممشاك يا عبدَ اللهِ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اليومَ مشغولٌ بنفسِه، فنادَى الثَّانيةَ فقالت عائشةُ : يا فاطمةُ أجيبي الرَّجلَ، فقالت فاطمةُ آجركَ اللهُ في ممشاك يا عبدَ اللهِ إنَّ رسولَ اللهِ اليومَ مشغولٌ بنفسِه، ثمَّ دعا الثَّالثةَ فقال : السَّلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النُّبوَّةِ ومعدِنَ الرِّسالةِ ومختلفَ الملائكةِ أدخُلُ ؟ فلا بدَّ من الدُّخولِ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ ملَكِ الموتِ، فقال : يا فاطمةُ مَن بالبابِ ؟ فقالت : يا رسولَ اللهِ إنَّ رجلًا بالبابِ يستأذِنُ في الدُّخولِ فأجبناه مرَّةً بعد أخرَى فنادَى في الثَّالثةِ صوتًا اقشعرَّ منه جلدي، وارتعَدَتْ منه فرائصي، فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا فاطمةُ أتدرين من بالبابِ ؟ هذا هادمُ اللَّذاتِ ومفرِّقُ الجماعاتِ، هذا مُرمِّلُ الأزواجِ، ومُوتِمُ الأولادِ، هذا مخرِّبُ الدُّورِ، وعامرُ القبورِ، هذا ملَكُ الموتِ، ادخلْ يرحمْك اللهُ يا ملَكَ الموتِ جئتني زائرًا أم قابضًا ؟ قال : جئتُك زائرًا وقابضًا، وأمرني اللهُ عزَّ وجلَّ أن لا أدخلَ عليك إلَّا بإذنِك، ولا أقبضُ روحَك إلَّا بإذنِك، فإن أذِنتَ وإلَّا رجِعتُ إلى ربِّي فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا ملَكَ الموتِ أين خلَّفت حبيبي جبريلَ ؟ فقال : خلَّفتُه في السَّماءِ الدُّنيا والملائكةُ يُعزُّونه فيك، فما كان بأسرع أن أتاه جبريلُ، فقعد عندَ رأسِه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ ! هذا الرَّحيلُ من الدُّنيا فبشِّرْني ما لي عند اللهِ ؟ قال : أُبشِّرُك يا حبيبَ اللهِ إنِّي تركتُ أبوابَ السَّماءِ قد فُتِحَتْ والملائكةُ قد قاموا صفوفًا بالتَّحيَّةِ والرَّيحانِ يُحيُّونَ روحَك يا محمَّدُ، فقال : لوجهِ ربِّي الحمدُ، فبشِّرْني يا جبريلُ، قال : أُبشِّرُك أنَّ أبوابَ الجنَّةِ قد فُتِّحتْ، وأنهارُها قد اطَّردتْ وأشجارُها قد تدلَّتْ، وحورُها قد تزيَّنتْ لقُدومِ روحِك يا محمَّدُ. قال : لوجهِ ربِّي الحمدُ ! بشِّرْني يا جبريلُ، قال : أبوابُ النِّيرانِ قد أطبَقتْ لقُدومِ روحِك يا محمَّدُ، قال : لوجهِ ربِّي الحمدُ ! فبشِّرْني يا جبريلُ، قال : أنت أوَّلُ شافعٍ وأوَّلُ مُشفَّعٍ في القيامةِ، قال لوجهِ ربِّي الحمدُ ! فبشِّرْني يا جبريلُ : يا حبيبي عمَّ تسألُني ؟ قالَ : أسألُك عن غمِّي وهمِّي من لقُرَّاءِ القرآنِ من بعدي، من لصُّوَّامِ رمضانَ من بعدي ؟ من لحُجَّاجِ بيتِ اللهِ الحرامِ من بعدي ؟ من لأمَّتي المصطفاةِ من بعدي ؟ قال : أُبشِّرُك يا حبيبَ اللهِ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : قد حرَّمتُ الجنَّةَ على جميعِ الأنبياءِ والأممِ حتَّى تدخُلَها أنتَ وأمَّتُك يا محمَّدُ. قال : الآنَ طابتْ نفسي، ادْنُ يا ملكَ الموتِ فانتَهِ إلى ما أُمِرْتَ : فقال عليٌّ رضِي اللهُ عنه : إذا أنت قُبِضتَ فمن يُغسِّلُك وفيم نُكفِّنُك ؟ ومن يُصلِّي عليك ؟ ومن يدخُلُ القبرَ ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عليٌّ أمَّا الغُسلُ فاغسلني أنت، وابنُ عبَّاسٍ يصبُّ عليك الماءَ، وجبريلُ ثالثُكما، فإذا أنتم فرغتُم من غسلي فكفِّنوني في ثلاثةِ أثوابٍ جُددٍ، وجبريلُ يأتيني بحنوطٍ من الجنَّةِ، فإذا أنتم وضعتموني على السَّريرِ فضعوني في المسجدِ، واخرجوا عنِّي فإنَّ أوَّلَ من يُصلِّي عليَّ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ من فوقِ عرشِه، ثمَّ جبريلُ، ثمَّ ميكائيلُ، ثمَّ إسرافيلُ، ثمَّ الملائكةُ، زُمَرًا زُمَرًا، ثمَّ ادخلوا فقُوموا صفوفًا صفوفًا لا يتقدَّمُ عليَّ أحدٌ، فقالت فاطمةُ : اليومَ الفِراقُ، فمتَى ألقاك، فقال لها : يا بُنيَّةُ تلقينني يومَ القيامةِ عند الحوضِ وأنا أسقِي من يرِدُ على الحوضِ من أمَّتي، قالت : فإن لم ألقَك يا رسولَ اللهِ ؟ قال : تلقينني عند الميزانِ، وأنا أشفعُ لأمَّتي، قالت : فإن لم ألقَك يا رسولَ اللهِ ؟ قالَ : تلقينني عند الصِّراطِ وأنا أُنادي : ربِّ سلَّم أمَّتي من النَّارِ، فدنا ملَكُ الموتِ فعالج قبْضَ روحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا بلغ إلى الرُّكبتَيْن قال النَّبيُّ : أُوَاه ! فلمَّا بلغ الرَّوحُ إلى السُّرَّةِ نادَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : واكرْبَاه ! فقالتْ فاطمةُ : كربي لكربِك يا أبتاه ! فلمَّا بلغ الرُّوحُ إلى الثُّندُوَةِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ ما أشدَّ مرارةَ الموتِ ! فولَّى جبريلُ وجهَه عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ كرِهتَ النَّظرَ إليَّ ؟ فقال جبريلُ : يا حبيبي ومن تُطيقُ نفسُه أن ينظُرَ إليك وأنت تُعالِجُ سكَراتِ الموتِ، فقُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فغسَّله عليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عبَّاسٍ يصُبُّ الماءَ، وجبريلُ عليه السَّلامُ معهما، وكُفِّنَ في ثلاثةِ أثوابٍ جُددٍ، وحُمِل على السَّريرِ، ثمَّ أدخلوه المسجدَ وخرج النَّاسُ عنه، وأوَّلُ من صلَّى عليه الرَّبُّ من فوقِ عرشِه تعالَى وتقدَّس ثمَّ جبريلُ، ثمَّ ميكائيلُ، ثمَّ إسرافيلُ، ثمَّ الملائكةُ زُمَرًا زُمَرًا، قال عليٌّ رضِي اللهُ عنه : لقد سمِعنا في المسجدِ همهمةً ولم نرَ لهم شخصًا، فسمِعنا هاتفًا يهتِفُ وهو يقولُ : ادخلوا رحِمكم اللهُ ! فصلُّوا على نبيِّكم صلَّى اللهُ عليه وسلمَ، فدخلنا فقُمنا صفوفًا كما أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكبَّرنا بتكبيرِ جبريلَ. وصلَّيْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بصلاةِ جبريلَ ما تقدَّم منَّا أحدٌ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ودخل القبرَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عبَّاسٍ وأبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، ودُفِن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا انصرف النَّاسُ قالت فاطمةُ : يا أبا الحسنِ دفنتُم رسولَ اللهِ ؟ قال : نعم قالتْ فاطمةُ : كيف طابتْ أنفسُكم أن تحثوا التُّرابَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ أما كان في صدورِكم لرسولِ اللهِ الرَّحمةُ ؟ أما كان مُعلِّمَ الخيرِ ؟ قال : بلى يا فاطمةُ، ولكنَّ أمرَ اللهِ عزَّ وجلَّ الَّذي لا مردَّ له، فجعلتْ تبكي، وتندُبُ وهي تقولُ : يا أبتاه ؟ الآن انقطع عنَّا جبريلُ وكان جبريلُ يأتينا بالوحيِ من السَّماءِ
 

1 - لمَّا أُسرِي بي إلى السَّماءِ أُرِيتُ فيها أعاجيبَ من عبادِ اللهِ وخلقِه، ومن ذلك الَّذي رأيتُ في السَّماءِ ديكٌ له زغَبٌ أخضرُ، وريشٌ أبيضُ، بياضُ ريشِه كأشدِّ بياضٍ رأيتُه قطُّ، وزغبُه أحمرُ، كأشدِّ حُمرةٍ رأيتُها قطُّ، وإذا رِجلاه في تُخومِ الأرضِ السَّابعةِ السُّفلَى، ورأسُه عند عرشِ الرَّحمنِ مثنيٌّ عنقُه تحت العرشِ، له جناحان في منكِبَيْه، إذا نشرهما جاوز المشرِقَ والمغربَ، فإذا كان في بعضِ اللَّيلِ نشر جناحَيْه وخفق بهما، وصرخ بالتَّسبيحِ للهِ تعالَى يقولُ : سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ، سبحانَ اللهِ الكريمِ المُتعالِ لا إلهَ إلَّا هو الحيُّ القيُّومُ، فإذا فعل ذلك سبَّحت دِيكةُ الأرضِ وخفقت بأجنحتِها، وأخذت في الصُّراخِ، فإذا سكن ذلك الدِّيكُ في السَّماءِ سكتت الدِّيكةُ [ في الأرضِ ]
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/140 التخريج : أخرجه ابن الجوزي في ((الموضوعات)) (3/7)
التصنيف الموضوعي: خلق - العرش خلق - عجائب المخلوقات عقيدة - عظمة الله سبحانه وتعالى فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - الإسراء والمعراج
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

2 - جاءَ رجلٌ إلى أبي الدَّرداءِ فقالَ يا أبا الدَّرداءِ احترقَ بيتُك فقالَ ما احترقَ ثمَّ جاءَ آخرُ فقالَ يا أبا الدَّرداءِ أما تَدري أيُّ كلامِك أعجبُ قولُك ما احترقَ أو قولُك قد علمتُ أنَّ اللَّهَ لم يَكن ليغفلَ قالَ ذلِك بِكلماتٍ سمعتُهنَّ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مَنْ قالَها أوَّلَ النَّهارِ لم تصبْهُ مُصيبةٌ حتَّى يمسيَ ومن قالَها آخرَ النَّهارِ لم تصبهُ مصيبةٌ حتَّى يُصبحَ اللَّهمَّ إنَّكَ ربِّي لا إلَه إلَّا أنتَ عليكَ توَكلتُ وأنتَ ربُّ العرشِ الكريمِ ما شاءَ اللَّهُ كانَ وما لم يشأْ لم يَكنْ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ العليِّ العظيمِ أعلمُ أنَّ اللَّهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنَّ اللَّهَ قد أحاطَ بِكلِّ شيءٍ علمًا اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك من شرِّ نفسي ومن شرِّ كلِّ دابَّةٍ أنتَ آخذٌ بناصيتِها إنَّ ربِّي على صراطٍ مستقيمٍ.

3 - من اغتسل يومَ الجمعةِ بنيَّةٍ وحِسبةٍ، من غيرِ جنابةٍ تنظيفًا للجمعةِ كتب اللهُ بكلِّ شعرةٍ يبَلُّها من رأسِه ولحيتِه وسائرِ جسدِه في الدُّنيا نورًا يومَ القيامةِ، ورفع له بكلِّ قطرةٍ من اغتسالِه درجةً في الجنَّةِ من الدُّرِّ، والياقوتِ، والزَّبرجدِ، بين كلِّ درجتَيْن مسيرةُ مائةِ عامٍ للرَّاكبِ المُسرعِ، في كلِّ درجةٍ منها من المدائنِ والقصورِ وأصنافِ الجوهرِ ما لا يُحصيها إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ، وكلُّ قصرٍ منها جوهرةٌ واحدةٌ لا وصْلَ فيها ولا فصْمَ ، في كلِّ مدينةٍ من تلك المدائنِ والقصورِ والدورِ والحجرِ و[ الصِّفافِ ] والغرفِ والبيوتِ والخيامِ والسُّرُرِ والأزواجِ من الحورِ العينِ والثِّمارِ والزَّرابيِّ والموائدِ والقِصاعِ وأصنافِ الأطعمةِ، وغضارةِ النَّعيمِ والوُصفاءِ والأنهارِ والأشجارِ والفواكهِ والحُللِ والحُلِيِّ، ما لا يصفُه الواصفون، فإذا خرج من قبرِه يومَ القيامةِ أضاءت كلُّ شعرةٍ نورًا، وابتدره سبعون ألفَ ملَكٍ كلُّهم يمشون خلفَه وأمامه وعن يمينِه وعن شمالِه حتَّى ينتهوا به إلى بابِ الجنَّةِ فيستفتحون، فإذا دخلها صاروا خلفه وهو أمامهم بين أيديهم حتَّى ينتهوا [ به ] إلى مدينةٍ ظاهرُها من ياقوتةٍ حمراءَ وباطنُها من زبرجدةٍ خضراءَ، فيها من أصنافِ ما خلق اللهُ في الجنَّةِ من بهجتِها وغضارتِها ونعيمِها ما ينقطعُ عنه علمُ العبادِ، ويعجزون عن صفتِه، فإذا انتهَوْا إليها قالوا له : يا وليَّ اللهِ أتدري لمن هذه المدينةُ ؟ قال : لا، فمن أنتم يرحمُكم اللهُ ؟ قالوا : نحنُ الملائكةُ الَّذين شهِدناك يومَ اغتسلتَ في الدُّنيا للجمعةِ، وهذه المدينةُ وما فيها ثوابٌ لذلك الغُسلِ، وأبشِرْ بأفضلَ من ذلك ثوابِ اللهِ لصلاةِ الجمعةِ، [ تقدَّمْ ] أمامَك حتَّى ترَى ما أُعدَّ لك بصلاةِ الجمعةِ من كرمِ ثوابِه فيُرفعُ في الدَّرجاتِ ، والملائكةُ خلفه حتَّى ينتهيَ من درجِها حيثُ شاء اللهُ تعالَى قال : فتلقاه صلاةُ الجمعةِ في صورةِ آدميٍّ كالشَّمسِ الضَّاحيةِ تتلألأُ نورًا، عليه تاجٌ من نورٍ، له سبعون ألفَ ركنٍ، في كلِّ ركنٍ جوهرةٌ تضيءُ مشارقَ الأرضِ ومغاربَها، وهو يفوحُ مسكًا فيقولُ لصاحبِه : هل تعرفني ؟ فيقولُ : ما أعرفُك ولكن أرَى وجهًا صبيحًا، خليقًا بكلِّ خيرٍ، من أنت يرحمُك اللهُ ؟ فيقولُ : أنا من تقرَّ به عينُك، ويرتاحُ له قلبُك، وأنت لذلك أهلٌ، أنا صلاةُ الجمعةِ الَّتي اغتسلتَ لي، وتنظَّفت لي، وتجمَّلتَ، وتعطَّرتَ لي، وتطيَّبتَ لي، وتمشَّيتَ إليَّ وتوقَّرتَ لي واستمعتَ خُطبتي، وصلَّيْتَ. قال : فيأخذُ بيدِه فيرفعُه في الدَّرجاتِ حتَّى ينتهيَ به إلى ما قال اللهُ تعالَى { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهَا مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ السَّجدة : 17 ] وذلك منتهَى الشَّرفِ، وغايةُ الكرامةِ فيقولُ : هذا ثوابٌ لك من ربِّك الكريمِ الشَّكورِ لمَّا صليتَ لي بنيَّةٍ وحِسبةٍ على السَّبيلِ والسُّنَّةِ، ولك عندَ اللهِ أضعافُ هذا المزيدِ في مقدارِ كلِّ يومٍ من أيَّامِ الدُّنيا مع خلودِ الأبدِ في جوارِ اللهِ في دارِه دارِ السَّلامِ
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 2/399 التخريج : أخرجه ابن الجوزي في ((الموضوعات)) (2/103)
التصنيف الموضوعي: جنة - درجات الجنة جنة - دوام نعيم أهل الجنة وخلودهم جنة - قصور الجنة تفسير آيات - سورة السجدة غسل - غسل الجمعة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

4 - أنَّ الحَسَنَ والحُسَينَ مَرِضا فعادَهما المُصطَفى في ناسٍ، فقالوا: يا أبا الحَسَنِ، لو نَذَرتَ، فنَذَر عليٌّ وفاطِمةُ: إن شُفِيا أن يَصوما ثَلاثًا، فشُفيا ولا شَيءَ عِندَهم، فاقتَرَضَ عليٌّ مِن يهوديٍّ آصُعًا، فصَنَعَت فاطِمةُ طَعامًا، وقدَّمَته له عِندَ فِطرِه، فوقَف بالبابِ سائِلٌ فاستَطعَمَهم، فقال عليٌّ: فاطمُ ذات المجدِ واليقين... يا بنتَ خَيرِ النَّاسِ أجمعين أما ترَينَ البائِسَ المِسكين... قد قام بالبابِ له حنين يشكو إلى اللهِ ويستكين... يشكو إلينا جائعٌ حزين كلُّ امرئٍ بكَسبِه رَهين... وفاعِلُ الخيراتِ يستعين موعِدُه جَنَّةُ عِلِّيين... حرَّمها اللهُ على الضَّنين وللبخيلِ مَوقِفٌ مَهِين... تهوي به النَّارُ إلى سِجِّين فقالت فاطِمةُ: أمركُ سَمعٌ يابنَ عَمِّ وطاعة... ما بي من لُؤمٍ ولا وضاعة غُذيت باللُّبِّ وبالبراعة... أطعِمْه ولا أُبالي الساعة أرجو إذا أنفَقتُ من مجاعة... أن ألحَقَ الأخيارَ والجماعة وأدخُلَ الخُلدَ ولي شفاعة  فأعطى الطعامَ ومكثوا يومَهم وليلَتَهم لم يذوقوا الماءَ، فصَنَعَت مثلَه، فوقف بالبابِ يتيمٌ فاستطعم، فقال عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنه: يا فاطمةُ بنتَ السَّيِّدِ الكريم... بنتَ نبيٍّ ليس بالزَّنيم قد جاءنا اللهُ بذا اليتيم... من يرحَمُ اللهُ فهو رحيم موعِدُه في جنَّةِ النعيم... قد حُرِّم الخلدُ على اللَّئيم يساقُ في النَّارِ إلى الجحيم... شَرابُه الصَّديدُ والحميم فقالت فاطمةُ: إني لأعطيه ولا أبالي... وأوثِرُ اللهَ على عيالي أمسَوا جياعًا وهُمُ أشبالي... أصغَرُهما يُقتَلُ في القتالِ بِكَرْبَلاء يُقتَلُ في اغتيالِ... للقاتِلِ الويلُ مع الوَبالِ تهوي به النَّارُ إلى سَفالِ... مُصَفَّدُ اليدينِ بالأغلالِ كُبُولُه زادت على الأكبالِ فأعطى الطَّعام، وأمسكوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئًا إلا الماءَ القراحَ، فوقف بالبابِ أسيرٌ فاستطعَمَ، فقال عليٌّ: فاطمةُ بنتَ النَّبيِّ أحمدِ... بنتَ نبيٍّ سَيِّدٍ مُسَوَّدِ هذا أسيرٌ للنَّبيِّ المُهتدي... مُكَبَّلٌ في غُلِّه المُقَيّد يشكو إلينا الجُوعَ والتشَدُّد... من يُطعِمِ اليومَ يَجِدْه في غَدِ عند العَليِّ الواحِدِ الموحَّدِ... ما يزرع الزَّارعُ سوف يَحصُد فأطعمي من غيرِ مَنٍّ أو نَكَد... حتى تجازَي بالذي لا يَنفَد فقالت فاطمةُ: لم يبقَ ممَّا جئتَ غَيرُ صاع... قد دَمِيَت كفِّي مع الذرِّاع ابناي واللهِ مِنَ الجياع... أبوهما بمَحتَدِه صَناع يصنعُ المعروفَ بابتداع... عبل الذِّراعَين طويلُ الباع وما على رأسي من قِناع فأعطوه الطَّعامَ ومَكَثوا ثلاثًا لا يذوقون الأكلَ وقد قَضَوا نَذرَهم، أخذ عليٌّ الحَسَنَ والحُسَينَ، وأقبل على المصطفى وهم يرتَعِشون كالفراخ من شِدَّةِ الجوعِ، فقال المصطفى: (ما أشدَّ ما يسوءني مما أرى بكم! انطَلِقْ بنا إلى ابنتي فاطمةَ)، فلمَّا رآها، وقد لَصِق بطنُها بظهرِها وغارت عينُها لشِدَّةِ الجوعِ، قال: واغوثاه! يموتُ أهلُ بيتِ محمَّدٍ جوعًا! فنزل قولُ اللهِ تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} إلى قولِه: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ}
خلاصة حكم المحدث : لا يشك أحد في وضعه
الراوي : - | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب
الصفحة أو الرقم : 107

5 - بعث اللهُ ملَكًا إلى رجلٍ ليُعذِّبَه، فقال : أسألُك بوجهِ اللهِ ألَّا تُعذِّبْني، فمضَى فبعث ثلاثةً كلُّهم يقولُ له ذلك فلا يُعذِّبْه. فبعث الرَّابعَ فقال له ذلك فعذَّبه، فلمَّا صعِد سقط جناحاه ووقع فقال : يا ربِّ لم وقد أطعتُك ؟ قال : سألك بوجهي وعزَّتي لو سألني عبدي بوجهي أن أغفِرَ لجميعِ الخلائقِ لغفرتُ
خلاصة حكم المحدث : اتهم به سعيد الأشج
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/366 التخريج : أخرجه الديلمي في ((الفردوس)) (654)، وأورده ابن الجوزي في ((الموضوعات)) (3/133) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - سعة رحمة الله سؤال - السؤال بوجه الله توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه
|أصول الحديث

6 - من أعرضَ عن صاحبِ بدعةٍ بوجهِهِ بغضًا لَهُ في اللَّهِ ملأ اللَّهُ قلبَهُ أمنًا وإيمانًا، ومنِ انتَهَرَ صاحبَ بدعةٍ أمَّنَهُ اللَّهُ يومَ الفزعِ الأَكْبرِ، ومن سلَّمَ علَى صاحبِ بدعةٍ ولقيَهُ بالبُشرَى واستقبلَهُ بما يسرُّ فقدِ استخفَّ بما أنزلَ اللَّهُ علَى محمَّدٍ ( صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ )
خلاصة حكم المحدث : باطل موضوع
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 1/443 التخريج : أخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (8/200)، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (537)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (10/263) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب السلام - التسليم على أهل المعاصي اعتصام بالسنة - ما جاء في أصحاب البدع اعتصام بالسنة - ما يكره من التعمق والغلو والبدع رقائق وزهد - مضاعفة الحسنات إيمان - أعمال تنافي الإيمان
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

7 - إذا أتاكم كريمُ قومٍ فأكرِموه
خلاصة حكم المحدث : ليس فيه ما يصح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/293 التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/121)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (7/65)
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - ما جاء في الكرام وذوي الهيئات آداب عامة - توقير العلماء وذوي المكانة والفضل بر وصلة - الكرم والجود والسخاء بر وصلة - توقير الكبير ورحمة الصغير رقائق وزهد - الوصايا النافعة
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

8 - كنتُ قاعدًا عند النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالبقيعِ في يومِ دجَنٍ ومطرٍ، فمرَّت امرأةٌ على حمارٍ، ومعها مُكاري فهوَت يدُ الحمارِ وهدَةً من الأرضِ فسقطت المرأةُ فأعرض النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنها بوجهِه، فقالوا : يا رسولَ اللهِ إنَّها متسروِلةٌ ! فقال : اللَّهمَّ اغفِرْ للمتسروِلاتِ من أمَّتي، يا أيُّها النَّاسُ اتَّخِذوا السَّراويلاتِ فإنَّها من أسترِ ثيابِكم وحصِّنوها نساءَكم إذا خرجن
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/213 التخريج : أخرجه البزار (898)، والعقيلي في ((الضعفاء)) (1/ 54)، والبيهقي في ((الآداب)) (622) جميعهم باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - ما جاء في ترغيبات تختص بها النساء زينة اللباس - ستر العورة زينة اللباس - لبس السراويل زينة اللباس - ملابس المرأة
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

9 - إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ طيِّبٌ يحبُّ الطَّيِّبَ نظيفٌ يحبُّ النَّظافةَ كريمٌ يحبُّ الكرمَ جوادٌ يحبُّ الجودَ فنظِّفوا بيوتَكُم ولا تشبَّهوا باليَهودِ الَّتي تجمعُ الأَكْنافَ في دورِها

10 - اطلبوا الخيرَ عند حِسانِ الوجوهِ وسمُّوا بخيارِكم، وإذا أتاكم كريمٌ فأكرِموه. قال الحسنُ : فقلتُ ليزيدَ : من هذا الشَّيخُ ؟ أو سمِّه، فقال : { لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 2/500 التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/121)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (7/65)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (2/162) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: آداب المجلس - إكرام الضيف أسماء - الأسماء المستحبة سؤال - آداب طلب الحاجة سؤال - ممن يطلب الحاجة مناقب وفضائل - ما جاء في الكرام وذوي الهيئات
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

11 - صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةَ العصرِ، فأبطأ في ركوعِه في الرَّكعةِ الأولَى حتَّى ظننَّا أنَّه قد سها وغفل، ثمَّ رفع رأسَه : فقال : سمِع اللهُ لمن حمِده ، ثمَّ أوجز في صلاتِه وسلَّم، ثمَّ أقبل علينا بوجهِه، ثمَّ جثَا على رُكبتَيْه، ثمَّ رمَى بطرفِه إلى الصَّفِّ الأوَّلِ يتفقَّدُ أصحابَه، ثمَّ الصَّفِّ الثَّاني ثمَّ الصَّفِّ الثَّالثِ يتفقَّدُهم رجلًا رجلًا، ثمَّ قال : ما لي لا أرَى ابنَ عمِّي عليَّ بنَ أبي طالبٍ، فأجابه عليٌّ من آخرِ الصُّفوفِ : لبَّيْك يا رسولَ اللهِ، فقال : ادْنُ منِّي يا عليُّ، فما زال يتخطَّى أعناقَ المهاجرين والأنصارِ حتَّى دنا منه، فقال : ما الَّذي خلَّفك عن الصَّفِّ الأوَّلِ ؟ قال : شككتُ أنِّي على طُهرٍ، فناديتُ : يا حسنُ، يا حسينُ يا فضَّةُ ! فلم يجبْني أحدٌ، فإذا بهاتفٍ يهتفُ من ورائي : يا أبا الحسنِ التفِتْ فالتفتُّ، فإذا أنا بسَطْلٍ من ذهبٍ فيه ماءٌ وعليه منديلٌ، فأخذتُ المنديلَ، فوضعتُه على منكبي، وأومأتُ إلى الماءِ، فإذا الماءُ يفيضُ على كفِّي، فتطهَّرتُ، ولا أدري من وضع السَّطْلَ والمنديلَ ؟ فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في وجهِه، وضمَّه إلى صدرِه، وقبَّل بين عينَيْه؛ ثمَّ قال : ألا أبشِّرُك ؟ إنَّ السَّطلَ من الجنَّةِ، والماءَ والمنديلَ من الفردوسِ الأعلَى، والَّذي هيَّأك للصَّلاةِ جبريلُ، والَّذي مندَلك ميكائيلُ، والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه ما زال إسرافيلُ قابضًا بيدِه على رُكبتي حتَّى لحقتَ معي الصَّلاةَ، فيلومني أحدٌ على حبِّك، واللهُ وملائكتُه يحبُّونك من فوقِ السَّماءِ

12 - ليس في الموقفِ بعرفةَ قولٌ ولا عملٌ أفضلَ من هذا الدُّعاءِ وأوَّلُ من ينظُرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إليه صاحبُ هذا القولِ إذا وقف بعرفةَ فيستقبلُ البيتَ الحرامِ بوجهِه ويبسطُ يدَيْه كهيئةِ الدَّاعي، ثمَّ يلبِّي ثلاثًا ويكبِّرُ ثلاثًا ويقولُ : لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمدُ، يحيي ويميتُ بيدِه الخيرُ. يقولُ ذلك مائةَ مرَّةٍ، ثمَّ يقولُ : لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العليِّ العظيمِ، أشهدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنَّ اللهَ قد أحاط بكلِّ شيءٍ علمًا. يقولُ ذلك مائةَ مرَّةٍ، ثمَّ يتعوَّذُ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ، إنَّ اللهَ هو السَّميعُ العليمُ يقولُ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ يقرأُ فاتحةَ الكتابِ ثلاثَ مرَّاتٍ، ويبدأُ في كلِّ مرَّةٍ ببسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، وفي آخرِ فاتحةِ الكتابِ يقولُ كلَّ مرَّةٍ آمينَ ، ثمَّ يقرأُ { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } مائةَ مرَّةٍ يقولُ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، ثمَّ يُصلَّي على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والصَّلاةُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : صلَّى اللهُ وملائكتُه على النَّبيِّ الأمِّيِّ وعليه السَّلامُ، ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، ثمَّ يدعو لنفسِه ويجتهدُ في الدُّعاءِ لوالدَيْه ولقرابتِه ولإخوانِه في اللهِ من المؤمنين والمؤمناتِ، فإذا فرغ من دعائِه عاد في مقالتِه هذه ويقولُ ثلاثًا، لا يكونُ له في الموقفِ قولٌ ولا عملٌ حتَّى يمسيَ غيرَ هذا، فإذا أمسَى باهَى اللهُ به الملائكةَ يقولُ : انظُروا إلى عبدي استقبل بيتي وكبَّرني، ولبَّاني، وسبَّحني، وحمِدني، وهلَّلني، وقرأ بأحبِّ السُّورِ إليَّ، وصلَّى على نبيِّي أُشهِدُكم أنِّي قد قبِلتُ عملَه، وأوجبتُ له أجرَه، وغفرتُ له ذنبَه، وشفَّعتُه فيمن شفع له، فلو شفع في هذا الموقفِ شفَّعتُه فيهم

13 - دخلَ علَى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلٌ يُقالُ لَه عَكَّافُ بنُ بشرٍ التَّميميُّ قالَ لَه النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يا عَكَّافُ هل لَك مِن زوجةٍ قال لا قالَ ولا جاريةٍ قالَ لا قالَ وأنتَ مؤسرٌ بخيرٍ قال وأنا مؤسرٌ بخيرٍ قالَ أنتَ مِن إخوانِ الشَّياطينِ لو كنتَ منَ النَّصارَى كنتَ من رُهبانِهم إنَّ سنَّتَنا النَّكاحُ شرارُكم عُزَّابُكم وأراذلُ مَوتاكم عزَّابُكم أبِالشَّياطينِ تَمرَّسونَ ما للشَّياطينِ مِن سلاحٍ أبلغَ في الصَّالحينَ منَ النِّساءِ إلَّا المتزوِّجونَ أولئكَ المُطَهَّرونَ المُبَرَّؤونَ منَ الخنا وَيحَكَ يا عَكَّافُ إنَّهنَّ صَواحبُ أيُّوبَ وداودَ ويوسُفَ وَكُرْسُفَ فقالَ لَه بشرُ بنُ عطيَّةَ ومن كُرْسُفُ يا رسولَ اللَّهِ قالَ رجلٌ كانَ يعبدُ اللَّهَ بساحلٍ مِن سواحلِ البحرِ ثلاثمائةِ عامٍ يصومُ النَّهارَ ويقومُ اللَّيلَ ثمَّ إنَّهُ كفرَ باللَّهِ العظيمِ في سببِ امرأةٍ عشِقَها وتركَ ما كانَ عليهِ من عبادةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ ثمَّ استدرَكَه اللَّهُ عزَّ وجلَّ ببعضِ ما كانَ منهُ فتابَ عليهِ وَيحَكَ يا عَكَّافُ تزوَّجْ وإلَّا فأنتَ منَ المذبذبينَ قالَ زوِّجني يا رسولَ اللَّهِ قالَ زوَّجتُكَ كريمةَ بنتَ كُلثومٍ الحِمْيريِّ

14 - كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا صلَّى الصبحَ قالَ وهو ثانٍ رجليهِ سبحانَ اللَّهِ وبحمدِهِ أستغفِرُ اللَّهَ إنَّ اللَّهَ كانَ توَّابًا رحيمًا سبعينَ مرَّةً ثمَّ يستقبِلُ النَّاسَ بوجهِهِ فيقولُ هل رأى أحدٌ منكُم شيئًا قالَ ابنُ زَملٍ أَنا يا نبيَّ اللَّهِ فقالَ خيرًا تلقاهُ أو شرًّا تُوقَّاهُ خيرٌ لَنا وشرٌّ على أعدائِنا والحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ اقصُص رؤياكَ فقالَ رأيتُ جميعَ النَّاسِ على طريقٍ سَهْلٍ رَحبٍ بالناس على الجادَّةِ منطلِقين فبينا هم كذلِكَ أشرَفنا على مَرجٍ لم ترَ عينايَ مثلَهُ قطُّ يرفُّ رفيفًا يقطرُ نداهُ فيهِ من أنواعِ الكلأِ وَكَأنِّي بالرَّعلةِ الأولى حينَ أشرفوا على المرجِ كبَّروا ثمَّ أَكَبُّوا رواحلَهُم في الطَّريقِ منطلِقينَ ثمَّ جاءتِ الرَّعلةُ وَهُم أَكْبرُ منهم أضعافًا فلمَّا أشرفوا على المرجِ كبَّروا ثمَّ أَكَبُّوا رواحلَهُم في الطَّريقِ ثمَّ قدمَ عظمُ النَّاسِ وَكَأنِّي أنظرُ إليهم يميلونَ يمينًا وشمالًا فلمَّا رأيتُ ذلِكَ لَزِمْتُ الطَّريقَ فمضيتُ حتَّى أتيتُ أقصى المرجِ فإذا أَنا بِكَ يا رسولَ اللَّهِ على منبرٍ فيهِ سبعُ درجاتٍ وأنتَ في أعلاها درجةً وإذا عن يمينِكَ رجلٌ آدَمُ أقنى إذا يتكلَّمُ يسمو فيفوقُ الرِّجالَ طولًا وإذا عن يسارِكَ رجلٌ ربعةٌ أحمرُ كثيرُ خيلانِ الوجهِ كأنَّما جمَّمَ شعرَهُ بالماءِ إذا هوَ تَكَلَّمَ أصغيتُمْ إليهِ إِكْرامًا لَهُ وإذا أمامَكُم رجلٌ شيخٌ أشبَهُ النَّاسِ بِكَ خلقًا وخلقًا كلُّكم تُقدِّمونهُ فانتقَع لونُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ساعةً ثمَّ سُرِّيَ عنهُ فقالَ أمَّا ما رأيتَ منَ الطَّريقِ السَّهلةِ فذاكَ ما حُمِلنا عليهِ منَ الهدى وأمَّا المرجُ فالدُّنيا وغضارةُ عيشِها فمَضيتُ أَنا وأصحابي لم نتعلَّق بِها ولم تتعلَّق بنا ثمَّ جاءتِ الرَّعلةُ الثَّانيةُ فَمِنْهُمُ الآخذُ الضِّغثُ ثمَّ جاءَ عظمُ النَّاسِ فمالوا في المرجِ يمينًا وشمالا فإنَّا للَّهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ وأمَّا أَنا فمضيتُ على الطَّريقِ وأمَّا المنبرُ الَّذي رأيتَ فيهِ سبعَ درجاتٍ وأَنا في أعلاهُ فالدُّنيا سبعةُ آلافِ سنةٍ أَنا في آخرِها ألفًا وأمَّا الَّذي رأيتَ عن يميني فذاكَ موسى والَّذي عن يساري فذاكَ عيسى والشَّيخُ أبونا إبراهيمُ كلُّنا نقتدي بِهِ
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : ابن زمل | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 2/702 التخريج : أخرجه أبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (3908)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (7/ 36)، وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (141) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: رؤيا - تأويل الرؤيا صلاة - أدعية دبر الصلوات مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أدعية وأذكار - أذكار الصلوات أنبياء - أولي العزم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

15 - صلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ صَلاةَ الفَجرِ، ثم أقبَلَ علينا بوَجهِه، فقيلَ له: يا رَسولَ اللهِ، حَدِّثْنا حَديثًا في سُلَيمانَ بنِ داودَ، ما كان معه مِنَ الرِّيحِ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَينا سُلَيمانُ بنُ داودَ ذاتَ يَومٍ قاعِدٌ إذْ دَعا بالرِّيحِ، فقال لها: الزَمي بالأرضِ. ثم دَعا بزِمامٍ فزَمَّ به الرِّيحَ، ثم دَعا ببِساطٍ فبَسَطَه على وَجهِ الرِّيحِ، ثم دَعا بأربَعةِ آلافِ كُرسيٍّ، فوَضَعَها عن يَمينِه، وأربَعةِ آلافِ كُرسيٍّ فوَضَعَها عن يَسارِه، ثم جَعَلَ على كُرسيٍّ منها، يَعني قَبيلةً مِن قَومِه، ثم قال لِلرِّيحِ: أقِلِّي. فلم تَزَلْ تَسيرُ في الهَواءِ، فبَينَما هو يَسيرُ في الهَواءِ إذا هو برَجُلٍ قائِمٍ لا يَرى تَحتَ قَدَمِه شَيئًا، ولا هو مُستَمسِكٌ بشَيءٍ، وهو يَقولُ: سُبحانَ اللهِ العَليِّ الأعْلى، سُبحانَ اللهِ الذي له ما في السَّمَواتِ وما في الأرضِ، وما بَينَهما، وما تَحتَ الثَّرَى . فقال له سُلَيمانُ: يا هذا، مِنَ المَلائِكةِ أنتَ؟ قال: اللَّهمَّ لا. قالَ: فمِنَ الجِنِّ؟ قال: اللَّهمَّ لا. قال: أفَمِنَ الشَّياطينِ الذين يَسكُنونَ في الهَواءِ؟ قال: اللَّهمَّ لا. قال: أفمِن وَلَدِ آدَمَ؟ قال: اللَّهمَّ نَعَمْ. قال له سُلَيمانُ: يا هذا، فبِماذا نِلتَ هذه الكَرامةَ مِن رَبِّكَ تَعالى؟ لا أرى تَحتَ قَدَمَيْكَ شَيئًا، ولا أنتَ تَستَمسِكُ بشَيءٍ، وهذا التَّسبيحُ والتَّهليلُ في فيكَ. قال: يا سُلَيمانُ، إنِّي كُنتُ في مَدينةٍ يَأكُلونَ رِزقَ اللهِ ويَعبُدونَ غَيرَه، فدَعَوتُهم إلى الإيمانِ باللهِ، وشَهادةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، فأرادوا قَتْلي، فدَعَوتُ اللهَ بدَعوةٍ فصَيَّرَني في هذا المَكانِ الذي تَرى، كما دَعَوتَ رَبَّكَ أنْ يُعطيَكَ مُلكًا لم يُعطِهِ أحَدًا قَبلَكَ ولا يُعطيهِ أحَدًا بَعدَكَ. قال له سُلَيمانُ: فمُذْ كم أنتَ في هذا المَكانِ الذي أرى؟ قال: مُنذُ ثَلاثِ حِجَجٍ. قال له: وأنتَ في هذا المَكانِ ثَلاثَ حِجَجٍ؟ وطَعامُكَ مِن أين؟ وشَرابُكَ مِن أين؟ قال: إذا عَلِمَ اللهُ جَهدَ ما بي مِن جُوعٍ أوْحى إلى طَيرٍ مِن هذا الهَواءِ، وفي فَمِه شَيءٌ مِن طَعامٍ، فيُطعِمُني، فإذا شَبِعتُ أهوَيتُ إليه بيَدي فيَذهَبُ. فبَكى سُلَيمانُ حتى بَكَتْ له المَلائِكةُ سَبعَ سَمَواتٍ، وحَمَلةُ العَرشِ، ثم قال في بُكائِه: سُبحانَكَ ، سُبحانَكَ ، ما أكرَمَ المُؤمِنينَ عليكَ، إذْ جَعَلتَ المَلائِكةَ والطَّيرَ والسَّحابَ خُدَّامًا لِوَلَدِ آدَمَ. فأوْحى اللهُ تَعالى إليه: يا سُلَيمانُ، ما خَلَقتُ في السَّمَواتِ خَلقًا ولا في الأرضِ خَلقًا أحَبَّ إلى وَلَدِ آدَمَ مِنَ المُؤمِنينَ منهم، فمَن أطاعَني أسكَنتُه جَنَّتي، ومَن عَصاني أسكَنتُه ناري.
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 1/326 التخريج : أخرجه أبو القاسم السهمي في ((تاريخ جرجان)) (ص67)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (1/202)
التصنيف الموضوعي: أنبياء - سليمان أنبياء - معجزات إيمان - فضل الإيمان عقيدة - كرامات الأولياء علم - القصص
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

16 - سئلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن معانقةِ الرَّجلِ إذا لقيَهُ قالَ فَكانت تحيَّةُ الأممِ السَّالفةِ وخالصُ ودِّهم أن يسجدَ هذا لِهَذا وأنَّ أوَّلَ من عانقَ خليلُ اللَّهِ إبراهيمُ عليهِ السَّلامُ وذلِكَ أنَّهُ خرجَ مرَّةً يرتادُ لماشيتِهِ بجبلٍ من جبالِ بيتِ المقدسِ فسمعَ مقدِّسًا يقدِّسُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ فذُهِلَ عمَّا كانَ يطلبُ وقصدَ الصَّوتَ فإذا هوَ برجلٍ طولُهُ ثمانيةَ عشرَ ذراعًا يقدِّسُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ فقالَ لَهُ إبراهيمُ يا شيخُ من ربُّكَ قالَ الَّذي في السَّماءِ قالَ فمن ربُّ الأرضِ قالَ الَّذي في السَّماءِ قالَ ما بينَهُما إلَهٌ غيرُهُ قالَ لا هوَ ربُّ مَن في الأرضِ فقالَ لَهُ إبراهيمُ هل معَكَ أحدٌ من قومِكَ قالَ ما عَلِمتُ أحدًا من قومي بقيَ غيري قالَ إبراهيمُ فأينَ قِبلتُكَ قالَ قِبلتي إلى الكعبةِ قبلةِ إبراهيمَ قالَ إبراهيمُ فما طعامُكَ قالَ أجمعُ من ثمرةِ هذِهِ الأشجارِ في الصَّيفِ فآكلُهُ في الشِّتاءِ قالَ إبراهيمُ أينَ بيتُكَ قالَ ملكُ المغارةِ قالَ انطلق بنا إليهِ قالَ فإنَّ بيني وبينَها واديًا لا يخاضُ قالَ إبراهيمُ فَكَيفَ تعبرُهُ قالَ أمشي على الماءِ جائيًا وأمشي عليهِ ذاهبًا قالَ إبراهيمُ انطلق بنا فلعلَّ الَّذي ذلَّلَكَ عليكَ سيذلِّلُنا فانطلقا مشيًا على الماءِ وَكُلُّ واحدٍ منهما يتعجَّبُ مِمَّا أرى صاحبَهُ فلمَّا دخلا المغارةَ نظرَ إبراهيمُ فإذا قبلتُهُ قبلةُ إبراهيمَ فقالَ إبراهيمُ أيُّ يومٍ أعظمُ قالَ اليومُ الَّذي يوضَعُ كرسيُّهُ للحسابِ يومَ تزفرُ جَهَنَّمُ زفرةً لا يبقى ملَكٌ مقرَّبٌ ولا نبيٌّ مرسلٌ إلا خرَّ بوجهِهِ لِهَولِ ذلِكَ اليومِ قالَ إبراهيمُ ادعُ اللَّهَ يا شيخُ أن يؤمِّنِّي وإيَّاكَ من هولِ ذلِكَ اليومِ قالَ ما تصنعُ بدعائي إنَّ ليَ دعوةً محبوسةً في السَّماءِ منذُ ثلاثِ سنينَ لم أرَها قالَ لَهُ إبراهيمُ ألا أخبرُكَ بما حبسَ دعاكَ قالَ بلى قالَ إبراهيمُ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ إذا أحبَّ عبدًا أخَّرَ مسألتَهُ يحبُّ صوتَهُ وجعلَ لَهُ في كلِّ مسألةٍ ما لا يخطرُ على قلبِ بشرٍ وإذا أبغَضَ صوتَهُ عجَّلَ مسألتَهُ أو ألقى الإياسَ في صدرِهِ ليقبِضَ صوتَهُ فما مسألتُكَ المحبوسَةُ في السَّماءِ منذُ ثلاثِ سنينَ قالَ رأيتُ شابًّا في رأسِهِ ذؤابةٌ ومعَهُ بقرٌ كأنَّهُ الذَّهبُ وغنمٌ كأنَّهُ فضَّةٌ فقلتُ يا فتًى لمن هذِهِ قالَ لخليلِ اللَّهِ إبراهيمَ فقلتُ اللَّهمَّ إن كانَ لك في الأرضِ خليلٌ فأرِنيهِ قبلَ خروجِ روحي منَ الدُّنيا فاعتنقَهُ إبراهيمُ وقالَ لَهُ قد ردَّتْ مسألتُكَ وقد كانَ قبلَ ذلِكَ يسجدُ هذا لِهَذا وَهَذا لِهَذا إذا لقيَهُ ثمَّ جاءَ الإسلامُ بالمصافحةِ فلا تفرَّقُ الأصابعُ حتَّى يغفرَ لِكُلِّ مصافحٍ فالحمدُ للَّهِ الَّذي وضعَ عنَّا الآصارَ
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : تميم الداري | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 1/58 التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (3/ 154)، وابن أبي الدنيا في ((الإخوان)) (125) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: آداب السلام - المعانقة أنبياء - إبراهيم إيمان - الكرامات والأولياء إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام بر وصلة - التودد إلى الإخوان
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

17 - سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ نادى اللَّهُ تبارَكَ وتعالى رضوانَ خازنَ الجنَّةِ يقولُ: يا رِضوانُ فيقولُ: لبَّيكَ وسعديكَ فيقولُ زيِّنِ الجِنانَ للصَّائمينَ والقائمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ لا تُغلِقها حتَّى ينقضيَ شَهْرُهُم فإذا كانَ اليومُ الثَّاني أوحى اللَّه إلى مالِكٍ خازنِ النَّارِ يا مالِكُ أغلِق أبوابَ النِّيرانِ عنِ الصَّائمينَ والقائمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ لا تفتَحُ حتَّى ينقضيَ شَهْرُهُم وإذا كانَ اليومُ الثَّالثُ أوحى اللَّهُ إلى جبريلَ يا جبريلُ اهبط إلى الأرضِ فغُلَّ على مردةِ الشَّياطينَ وعتاةِ الجنِّ كي لا يُفسِدوا على عبادي صومَهُم ثمَّ قالَ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ للَّهِ ملَكًا رأسُهُ تحتَ العرشِ ورجلاهُ في تُخومِ الأرضِ السَّابعةِ السُّفلى لَهُ جَناحانِ أحدُهُما بالمشرقِ والآخرُ بالمغربِ أحدُهُما من ياقوتٍ أحمرَ والآخرُ من زبرجدٍ أخضرَ يُنادي كلَّ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ هل من تائبٍ يتابُ عليهِ هل من مستغفرٍ فيغفرُ لَهُ هل من صاحبِ حاجةٍ فيسعَفُ لحاجتِهِ يا طالبَ الخيرِ أبشِر ويا طالبَ الشَّرِّ أقصِر وأبصِر ثمَّ قالَ ألا وإنَّ للَّهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ عندَ السُّحورِ والإفطارِ سبعةَ آلافِ عتيقٍ منَ النَّارِ قدِ استوجَبوا العذابَ من ربِّ العالمينَ قالَ فإذا كانَ ليلةُ القدرِ يَهْبطُ جبريلُ في كبكبةٍ منَ الملائِكَةِ لَهُ جَناحانِ أخضرانِ منظومانِ بالدُّرِّ والياقوتِ لا ينشرُهُما جبريلُ في كلِّ سنةٍ إلا ليلةً واحدةً وذلِكَ قولُهُ تعالى (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) أمَّا الملائِكَةُ فمن تحتِ سدرةِ المنتَهَى وأمَّا الرُّوحُ فَهوَ جبريلُ فيمسَحُ بجَناحَيهِ يسلِّمُ على القائِمِ والنَّائمِ والمصلِّي مَن في البرِّ ومَن في البحرِ السَّلامُ عليكَ يا مؤمنُ السَّلامُ عليكَ يا مؤمنُ حتَّى إذا طلعَ الفجرُ صعِد جبريلُ ومعه الملائكةُ فيتلَقَّاه أهلُ السَّمواتِ فيقولونَ يا جبريلُ ما فعلَ الرَّحمنُ بالصَّائمينَ شَهْرَ رمضانَ فيقولُ جبريلُ خيرًا ثمَّ يسجُدُ جبريلُ ومن معَهُ منَ الملائِكَةِ فيقولُ الجبَّارُ عزَّ وجلَّ يا ملائِكَتي ارفعوا رؤوسَكم إنِّي قد غفرتُ للصَّائمينَ بشَهْرِ رمضانَ إلا من أبى أن يسلِّمَ عليهِ جبريلُ قالَ جبريلُ عليهِ السَّلامُ لا يسلِّمُ في تلكَ اللَّيلةِ على مدمِنِ خمرٍ ولا عشَّارٍ ولا ساحِرٍ ولا صاحبِ كوبةٍ ولا عَرطةٍ ولا عاقٍّ والديهِ ثمَّ قالَ فإذا كانَ يومُ الفطرِ نزلتِ الملائِكَةُ فوقَفت على أفواهِ الطُّرقِ يقولونَ يا أمَّةَ محمَّدٍ اعْدوا إلى ربٍّ كريمٍ فإذا صاروا إلى المصلَّى نادى الجبَّارُ فقالَ يا ملائِكَتي ما جزاءُ الأجيرِ إذا فرغَ من عملِهِ قالوا ربَّنا جزاءُهُ أن يوفَّى أجرَهُ قالَ فإنَّ هؤلاءِ عبادي وبنو عِبادي أمرتُهُم بالصِّيامِ فصاموا فأطاعوني وقضوا فريضَتي قالَ فَنادى مُنادٍ يا أمَّةَ محمَّدٍ ارجِعوا راشدينَ قد غُفِرَ لَكُم.
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 2/533 التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (3/ 138)، وابن حبان في ((المجروحين)) (1/ 206)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (2/ 187) جميعا باختلاف يسير .
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الكبائر صيام - فضل الصيام صيام - فضل شهر رمضان ليلة القدر - فضل ليلة القدر إيمان - الملائكة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

18 - إنَّ الجنَّةَ لتنَجَّدُ وتزيَّنُ منَ الحولِ إلى الحولِ لدخولِ شَهْرِ رمضانَ فإذا كانت أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ هبَّت ريحٌ من تحتِ العرشِ يقالُ لَها المثيرةُ فتصفِّقُ ورَقُ أشجارِ الجنانِ وحلقَ المصاريعِ فيسمعُ لذلِكَ طَنينٌ لم يسمعِ السَّامعونَ أحسنَ منهُ فتبرزُ الحورُ العينُ حتَّى يقِفنَ بينَ شرَفِ الجنَّةِ فيُنادينَ هل من خاطبٍ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ فيزوِّجَهُ ثمَّ يقُلنَ يا رضوانُ ما هذِهِ اللَّيلةُ فيجيبَهُنَّ بالتَّلبيةِ ثمَّ يقولُ يا خيراتِ الحسانِ هذِهِ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ فيفتحُ فيها أبوابُ الجنانِ للصَّائمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وآلِهِ ويقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ يا رضوانُ افتح أبوابَ الجنانِ يا مالِكُ أغلِق أبوابَ الجحيمِ عنِ الصَّائمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ يا جبريلُ اهبِط إلى الأرضِ فاصفُد مردةَ الشَّياطينَ وغُلَّهُم في أغلالٍ ثمَّ اقذِفهم في لُججِ البحارِ حتَّى لا يفسِدوا على أمَّةِ حبيبي قالَ ثمَّ يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ ثلاثَ مرَّاتٍ هل من تائبٍ فأتوبَ عليهِ هل من مستغفِرٍ فأغفرَ لَهُ من يقرضُ المليءَ غيرَ المعدومِ والوَفيَّ غير الظَّلومِ قالَ وللَّهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من شَهْرِ رمضان عند الإفطارِ ألفُ ألفِ عتيقٍ منَ النَّارِ كلُّهم قدِ استوجبَ العذابَ فإذا كانَ آخرُ ليلةِ شَهْرِ رمضانَ أعتقَ اللَّهُ في ذلِكَ اليومِ بقدرِ ما أعتقَ من أوَّلِ الشَّهرِ إلى آخرِهِ فإذا كانت ليلةُ القدرِ يأمرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ جبريلَ عليهِ السَّلامُ فيَهْبطُ في كَبكبةٍ من الملائكة معه لواءٌ أخضرُ فيركُزُ اللِّواءَ على ظَهْرِ الكعبةِ ولَهُ ستُّمائةِ جَناحٍ منها جَناحانِ لا ينشرُهُما إلا في ليلةِ القدرِ فينشُرُهُما تلكَ اللَّيلةَ فيجاوِزانِ المشرقَ والمغربَ قالَ ويبثُّ جبريلُ الملائِكَةَ في هذِهِ الأمَّةِ فيسلِّمونَ على كلِّ قائمٍ وقاعدٍ ومصلٍّ وذاكرٍ ويصافِحونَهُم ويؤمِّنونَ على دعائِهِم حتَّى يطلُعَ الفجرُ فإذا طلَعَ الفجرُ نادى جبريلُ يا معشرَ الملائِكَةِ الرَّحيلَ الرَّحيلَ فيقولونَ يا جبريلُ ما صنعَ اللَّهُ في حوائجِ المؤمنينَ من أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فيقولُ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ نظرَ إليهِم في هذِهِ اللَّيلةِ فعفا عنهم وغفرَ لَهُم إلا أربعةً فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهَؤلاءِ الأربعةُ رجلٌ مدمنُ خمرٍ وعاقٌّ لوالديهِ وقاطعُ رحمٍ ومشاحنٌ فسئلَ يا رسولَ اللَّهِ وما المشاحِنُ قالَ هوَ المصارمُ فإذا كانت ليلةُ الفطرِ سُمِّيَت ليلةَ الجائزةِ فإذا كانت غداةُ الفطرِ بعثَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى الملائِكَةَ في كلِّ ملإٍ فيَهْبطونَ إلى الأرضِ فيقومونَ على أفواهِ السِّكَكِ فيُنادونَ بصوتٍ يسمعُهُ جميعُ من خلقَ اللَّهُ إلا الجنَّ والإنسَ فيقولونَ يا أمَّةَ محمَّدٍ اخرُجوا إلى ربٍّ كريمٍ يغفرِ العظيمَ وإذا برَزوا في مصلَّاهم يقولُ اللَّهُ تعالى يا ملائِكَتي ما أجرُ الأجيرِ إذا عملَ عملَهُ فتقولُ الملائِكَةُ إلهَنا وسيِّدَنا جزاؤُهُ أن يوفِّيَهُ أجرَهُ فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ أشهدُكُم يا ملائِكَتي إنِّي جعلتُ ثوابَهُم من صيامِهِم شَهْرَ رمضانَ وقيامِهِم رضائي ومغفرَتي فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ سلوني وعزَّتي وجلالي لا تسألوني اليومَ شيئًا في جمعِكُم هذا لآخرتِكُم إلا أعطيتُكُموهُ ولا لدُنْيا إلا نظرتُ لَكُم وعزَّتي لا [لا زائدة] سترتُ عليكم عثراتِكُم ما راقبتُموني وعزَّتي وجلالي لا أخزيكُم ولا أفضحُكُم بينَ يدَي أصحابِ الجدودِ أوِ الحدودِ شَكَّ أبو عمرٍو وانصرِفوا مغفورًا لَكُم قد أرضيتُموني ورضيتُ عنكم قالَ فتفرحُ الملائِكَةُ ويستبشِرونَ بما يعطي اللَّهُ هذِهِ الأمَّةَ إذا أفطَروا.
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 2/535 التخريج : أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (3695)، وقوام السنة في ((الترغيب والترهيب)) (1768)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (52/291)
التصنيف الموضوعي: جنة - نساء الجنة صيام - فضل شهر رمضان استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته مظالم - آثار المعاصي والمظالم على العبد مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

19 - لمَّا نزلتْ { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } [ النَّصر : 1 ] إلى آخرِ السُّورةِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ نفسي قد نُعِيَتْ، قال جبريلُ : { وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى } [ الضُّحى : 4 - 5 ] فأمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بلالًا ينادي : الصَّلاةُ جامعةٌ، فاجتمع المهاجرون، والأنصارُ إلى مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّى بالنَّاسِ ثمَّ صعِد المنبرَ فحمِد اللهَ وأثنَى عليه، ثمَّ خطَب خُطبةً وَجِلتْ منها القلوبُ وبكتْ منها العيونُ، ثمَّ قال : أيُّها النَّاسُ أيُّ نبيٍّ كنتُ لكم ؟ فقالوا : جزاك اللهُ من نبيٍّ خيرًا فلقدْ كُنتَ لنا كالأبِ الرَّحيمِ، وكالأخِ النَّاصحِ المشفقِ، أدَيْتَ رسالاتِ اللهِ وأبلغتنا وحيَه، ودعوتَ إلى سبيلِ ربِّك بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ، فجزاك اللهُ عنَّا أفضلَ ما جازَى نبيًّا عن أمَّتِه، فقال لهم : معاشرَ المسلمين أنشدُكم باللهِ، وبحقِّي عليكم، من كانت له قِبَلي مَظلمةٌ فليقُمْ فليقتصَّ منِّي، فلم يقُمْ إليه أحدٌ، فناشدهم اللهَ، فلم يقُمْ إليه أحدٌ، فناشدهم الثَّالثةَ : معاشرَ المسلمين ! من كانت له من قِبَلي مظلمةٌ فليقُمْ فليقتصَّ منِّي قبلَ القِصاصِ في القيامةِ فقام من بينِ المسلمين شيخٌ كبيرٌ يُقالُ له عُكَّاشةُ، فتخطَّى المسلمين حتَّى وقف بينَ يدَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : فِداكَ أبي وأمِّي، لولا أنَّك ناشدتَنا مرَّةً بعدَ أخرَى ما كنتُ بالَّذي أنقلِعُ على شيءٍ منك، كنتُ معك في غَزاةٍ فلمَّا فتح اللهُ علينا فكنَّا في الانصرافِ، حاذت ناقتي ناقتَك فنزلتُ عن النَّاقةِ ودنوتُ منك لأقبِّلَ فخِذَك، فرفعتَ القضيبَ فضربتَ خاصرتي ، فلا أدري أكان عمدًا منك أم أردتَ ضربَ النَّاقةِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عُكَّاشةُ أُعيذُك بجلالِ اللهِ أن يتعمَّدَك رسولُ اللهِ بالضَّربِ. يا بلالُ انطلِقْ إلى منزلِ فاطمةَ وأتني بالقضيبِ الممشوقِ، فقالت فاطمةُ : وما يصنعُ أبي بالقضيبِ الممشوقِ، وليس هذا يومَ حجٍّ ولا يومَ غَزاةٍ ؟ فقال : يا فاطمةُ ما أغفلَك عمَّا فيه أبوك ؟ إنَّ رسولَ اللهِ يُودِّعُ الدِّينَ ويُفارِقُ الدُّنيا، ويُعطي القِصاصَ من نفسِه، فقالت فاطمةُ : يا بلالُ ومن ذا الَّذي تطيبُ نفسُه أن يقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ يا بلالُ إذن فقلْ للحسنِ والحسينِ يقومان إلى هذا الرَّجلِ فيقتصَّ منهما ولا يدعانه يقتصُّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخلَ بلالٌ المسجدَ، ودفع القضيبَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدفع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القضيبَ إلى عُكَّاشةَ، فلمَّا نظر أبو بكرٍ وعمرُ إلى ذلك قاما فقالا : يا عُكَّاشةُ ها نحن بين يدَيْك، فاقتصَّ منَّا ولا تقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : امضِ أبا بكرٍ، وأنتَ يا عمرُ فامضِ، فقد عرف اللهُ عزَّ وجلَّ مكانَكما ومقامَكما، فقام عليُّ بنُ أبي طالبٍ فقال : يا عُكَّاشةُ أنا في الحياةِ بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تطيبُ نفسي أن تضرِبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهذا ظهرِي وبطني فاقتصَّ منِّي بيدِك واجلدنِي مائةً، ولا تقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا عليُّ اقعُدْ، فقد عرف اللهُ عزَّ وجلَّ مقامَك ونيَّتَك، وقام الحسنُ والحسينُ فقالا : يا عُكَّاشةُ أليس تعلَّمُ أنا سِبطا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فالقِصاصُ منَّا كالقِصاصِ من رسولِ اللهِ، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اقعُدا يا قُرَّةَ عيني، لا نَسِي اللهُ لكما هذا المقامَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عُكَّاشةُ اضرِبْ إن كنتَ ضاربًا، فقال : يا رسولَ اللهِ ضربتني وأنا حاسرٌ عن بطني، فكشف عن بطنِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصاح المسلمون بالبكاءِ، وقالوا : ترَى عُكَّاشةَ ضاربًا بطنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فلمَّا نظر عُكَّاشةُ إلى بياضِ بطنِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كأنَّه القَبَاطِيُّ لم يملكْ أن أكبَّ عليه فقبَّل بطنَه وهو يقولُ : فداكَ أبِي وأمِّي، ومن تُطيقُ نفسُه أن يقتصَّ منك ؟ فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إمَّا أن تضرِبَ وإمَّا أن تعفوَ، فقال : قد عفوتُ عنك رجاءَ أن يعفوَاللهُ عنِّي في القيامةِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أراد أن ينظُرَ إلى رفيقِي في الجنَّةِ فلينظُرْ إلى هذا الشَّيخِ، فقام المسلمون، فجعلوا يُقبِّلون ما بين عينَيْه، ويقولون : طوباك، طوباك نِلتَ الدَّرجاتِ العُلَى، ومرافقةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فمرِض رسولُ اللهِ من يومِه فكان مرضُه ثمانيةَ عشرَ يومًا يعودُه النَّاسُ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وِلِد يومَ الإثنين، وبُعث يومَ الإثنين، وقُبِض يومَ الإثنين، فلمَّا كان يومُ الأحدِ ثَقُل في مرضِه، فأذَّن بلالٌ، ثمَّ وقف بالبابِ فنادَى : السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، الصَّلاةَ يرحمُكَ اللهُ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ بلالٍ فقالتْ فاطمةُ : يا بلالُ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اليومَ مشغولٌ بنفسِه فدخل بلالٌ المسجدَ فلمَّا أسفر الصُّبحُ قال : واللهِ لا أُقيمُها أو أستأذِنُ سيِّدي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرج وقام بالبابِ ونادَى : السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ الصَّلاةُ يرحمُك اللهُ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ بلالٍ فقال : ادخُلْ يا بلالُ إنَّ رسولَ اللهِ مشغولٌ بنفسِه مُرْ أبا بكرٍ يُصلِّي بالنَّاسِ فخرج ويدُه على أمِّ رأسِه يقولُ : يا غوْثاه باللهِ ! وانقطاعَ رجائي، وانفصامَ ظهري، ليتني لم تلِدْني أمِّي، وإذ ولدتني لم أشهَدْ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذا اليومَ ثم قال يا أبا بكرٍ ألا إنَّ رسولَ اللهِ أمرك أن تصلِّيَ بالنَّاسِ فتقدَّم أبو بكرٍ، وكان رجلًا رقيقًا، فلمَّا نظر إلى [ خلُوِّ ] المكانِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يتمالَكْ أن خرَّ مغشيًّا عليه، وصاح المسلمون بالبكاءِ، فسمِع رسولُ اللهِ ضجيجَ النَّاسِ، فقال ما هذه الضَّجَّةُ ؟ فقالوا : ضجَّةُ المسلمين لفقدِك يا رسولَ اللهِ ! فدعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليًّا والعبَّاسَ، فاتَّكأ عليهما فخرجَ إلى المسجدِ فصلَّى بالنَّاسِ ركعتَيْن خفيفتَيْن، ثمَّ أقبل بوجهِه المليحِ عليهم فقال : معشرَ المسلمين أستودِعُكم اللهَ، أنتم في رجاءِ اللهِ وأمانتِه، واللهُ خليفتي عليكم، معاشرَ المسلمين عليكم باتِّقاءِ اللهِ ! وحفْظِ طاعتِه من بعدي، فإنِّي مفارقٌ الدُّنيا هذا أوَّلُ يومٍ من أيَّامِ الآخرةِ، وآخرُ يومٍ من الدُّنيا فلمَّا كان يومُ الإثنينِ اشتدَّ به الأمرُ، وأوحَى اللهُ تعالَى إلى ملَكِ الموتِ أن اهبِطْ إلى حبيبي وصفيِّي محمَّدٍ في أحسنِ صورةٍ، وارفُقْ به في قبضِ روحِه، فهبط ملَكُ الموتِ، فوقف بالبابِ شبهَ أعرابيٍّ، ثمَّ قال : السَّلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النُّبوَّةِ، ومعدِنَ الرِّسالةِ ومختلفَ الملائكةِ أدخُلُ ؟ فقالت عائشةُ لفاطمةَ أجيبي الرَّجلَ، فقالت فاطمةُ : آجرك اللهُ في ممشاك يا عبدَ اللهِ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اليومَ مشغولٌ بنفسِه، فنادَى الثَّانيةَ فقالت عائشةُ : يا فاطمةُ أجيبي الرَّجلَ، فقالت فاطمةُ آجركَ اللهُ في ممشاك يا عبدَ اللهِ إنَّ رسولَ اللهِ اليومَ مشغولٌ بنفسِه، ثمَّ دعا الثَّالثةَ فقال : السَّلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النُّبوَّةِ ومعدِنَ الرِّسالةِ ومختلفَ الملائكةِ أدخُلُ ؟ فلا بدَّ من الدُّخولِ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ ملَكِ الموتِ، فقال : يا فاطمةُ مَن بالبابِ ؟ فقالت : يا رسولَ اللهِ إنَّ رجلًا بالبابِ يستأذِنُ في الدُّخولِ فأجبناه مرَّةً بعد أخرَى فنادَى في الثَّالثةِ صوتًا اقشعرَّ منه جلدي، وارتعَدَتْ منه فرائصي، فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا فاطمةُ أتدرين من بالبابِ ؟ هذا هادمُ اللَّذاتِ ومفرِّقُ الجماعاتِ، هذا مُرمِّلُ الأزواجِ، ومُوتِمُ الأولادِ، هذا مخرِّبُ الدُّورِ، وعامرُ القبورِ، هذا ملَكُ الموتِ، ادخلْ يرحمْك اللهُ يا ملَكَ الموتِ جئتني زائرًا أم قابضًا ؟ قال : جئتُك زائرًا وقابضًا، وأمرني اللهُ عزَّ وجلَّ أن لا أدخلَ عليك إلَّا بإذنِك، ولا أقبضُ روحَك إلَّا بإذنِك، فإن أذِنتَ وإلَّا رجِعتُ إلى ربِّي فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا ملَكَ الموتِ أين خلَّفت حبيبي جبريلَ ؟ فقال : خلَّفتُه في السَّماءِ الدُّنيا والملائكةُ يُعزُّونه فيك، فما كان بأسرع أن أتاه جبريلُ، فقعد عندَ رأسِه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ ! هذا الرَّحيلُ من الدُّنيا فبشِّرْني ما لي عند اللهِ ؟ قال : أُبشِّرُك يا حبيبَ اللهِ إنِّي تركتُ أبوابَ السَّماءِ قد فُتِحَتْ والملائكةُ قد قاموا صفوفًا بالتَّحيَّةِ والرَّيحانِ يُحيُّونَ روحَك يا محمَّدُ، فقال : لوجهِ ربِّي الحمدُ، فبشِّرْني يا جبريلُ، قال : أُبشِّرُك أنَّ أبوابَ الجنَّةِ قد فُتِّحتْ، وأنهارُها قد اطَّردتْ وأشجارُها قد تدلَّتْ، وحورُها قد تزيَّنتْ لقُدومِ روحِك يا محمَّدُ. قال : لوجهِ ربِّي الحمدُ ! بشِّرْني يا جبريلُ، قال : أبوابُ النِّيرانِ قد أطبَقتْ لقُدومِ روحِك يا محمَّدُ، قال : لوجهِ ربِّي الحمدُ ! فبشِّرْني يا جبريلُ، قال : أنت أوَّلُ شافعٍ وأوَّلُ مُشفَّعٍ في القيامةِ، قال لوجهِ ربِّي الحمدُ ! فبشِّرْني يا جبريلُ : يا حبيبي عمَّ تسألُني ؟ قالَ : أسألُك عن غمِّي وهمِّي من لقُرَّاءِ القرآنِ من بعدي، من لصُّوَّامِ رمضانَ من بعدي ؟ من لحُجَّاجِ بيتِ اللهِ الحرامِ من بعدي ؟ من لأمَّتي المصطفاةِ من بعدي ؟ قال : أُبشِّرُك يا حبيبَ اللهِ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : قد حرَّمتُ الجنَّةَ على جميعِ الأنبياءِ والأممِ حتَّى تدخُلَها أنتَ وأمَّتُك يا محمَّدُ. قال : الآنَ طابتْ نفسي، ادْنُ يا ملكَ الموتِ فانتَهِ إلى ما أُمِرْتَ : فقال عليٌّ رضِي اللهُ عنه : إذا أنت قُبِضتَ فمن يُغسِّلُك وفيم نُكفِّنُك ؟ ومن يُصلِّي عليك ؟ ومن يدخُلُ القبرَ ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عليٌّ أمَّا الغُسلُ فاغسلني أنت، وابنُ عبَّاسٍ يصبُّ عليك الماءَ، وجبريلُ ثالثُكما، فإذا أنتم فرغتُم من غسلي فكفِّنوني في ثلاثةِ أثوابٍ جُددٍ، وجبريلُ يأتيني بحنوطٍ من الجنَّةِ، فإذا أنتم وضعتموني على السَّريرِ فضعوني في المسجدِ، واخرجوا عنِّي فإنَّ أوَّلَ من يُصلِّي عليَّ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ من فوقِ عرشِه، ثمَّ جبريلُ، ثمَّ ميكائيلُ، ثمَّ إسرافيلُ، ثمَّ الملائكةُ، زُمَرًا زُمَرًا، ثمَّ ادخلوا فقُوموا صفوفًا صفوفًا لا يتقدَّمُ عليَّ أحدٌ، فقالت فاطمةُ : اليومَ الفِراقُ، فمتَى ألقاك، فقال لها : يا بُنيَّةُ تلقينني يومَ القيامةِ عند الحوضِ وأنا أسقِي من يرِدُ على الحوضِ من أمَّتي، قالت : فإن لم ألقَك يا رسولَ اللهِ ؟ قال : تلقينني عند الميزانِ، وأنا أشفعُ لأمَّتي، قالت : فإن لم ألقَك يا رسولَ اللهِ ؟ قالَ : تلقينني عند الصِّراطِ وأنا أُنادي : ربِّ سلَّم أمَّتي من النَّارِ، فدنا ملَكُ الموتِ فعالج قبْضَ روحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا بلغ إلى الرُّكبتَيْن قال النَّبيُّ : أُوَاه ! فلمَّا بلغ الرَّوحُ إلى السُّرَّةِ نادَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : واكرْبَاه ! فقالتْ فاطمةُ : كربي لكربِك يا أبتاه ! فلمَّا بلغ الرُّوحُ إلى الثُّندُوَةِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ ما أشدَّ مرارةَ الموتِ ! فولَّى جبريلُ وجهَه عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ كرِهتَ النَّظرَ إليَّ ؟ فقال جبريلُ : يا حبيبي ومن تُطيقُ نفسُه أن ينظُرَ إليك وأنت تُعالِجُ سكَراتِ الموتِ، فقُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فغسَّله عليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عبَّاسٍ يصُبُّ الماءَ، وجبريلُ عليه السَّلامُ معهما، وكُفِّنَ في ثلاثةِ أثوابٍ جُددٍ، وحُمِل على السَّريرِ، ثمَّ أدخلوه المسجدَ وخرج النَّاسُ عنه، وأوَّلُ من صلَّى عليه الرَّبُّ من فوقِ عرشِه تعالَى وتقدَّس ثمَّ جبريلُ، ثمَّ ميكائيلُ، ثمَّ إسرافيلُ، ثمَّ الملائكةُ زُمَرًا زُمَرًا، قال عليٌّ رضِي اللهُ عنه : لقد سمِعنا في المسجدِ همهمةً ولم نرَ لهم شخصًا، فسمِعنا هاتفًا يهتِفُ وهو يقولُ : ادخلوا رحِمكم اللهُ ! فصلُّوا على نبيِّكم صلَّى اللهُ عليه وسلمَ، فدخلنا فقُمنا صفوفًا كما أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكبَّرنا بتكبيرِ جبريلَ. وصلَّيْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بصلاةِ جبريلَ ما تقدَّم منَّا أحدٌ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ودخل القبرَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عبَّاسٍ وأبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، ودُفِن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا انصرف النَّاسُ قالت فاطمةُ : يا أبا الحسنِ دفنتُم رسولَ اللهِ ؟ قال : نعم قالتْ فاطمةُ : كيف طابتْ أنفسُكم أن تحثوا التُّرابَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ أما كان في صدورِكم لرسولِ اللهِ الرَّحمةُ ؟ أما كان مُعلِّمَ الخيرِ ؟ قال : بلى يا فاطمةُ، ولكنَّ أمرَ اللهِ عزَّ وجلَّ الَّذي لا مردَّ له، فجعلتْ تبكي، وتندُبُ وهي تقولُ : يا أبتاه ؟ الآن انقطع عنَّا جبريلُ وكان جبريلُ يأتينا بالوحيِ من السَّماءِ