الموسوعة الفقهية

المَسألةُ الأولى: البُلوغُ


يُشتَرَطُ في الشَّاهِدِ أن يَكونَ بالِغًا عِندَ الأداءِ، وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّةِ [999] ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (4/218)، ((البحر الرائق)) لابن نجيم (7/77). ، والمالِكيَّةِ [1000] ((التاج والإكليل)) للمواق (8/161، 162)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (6/151). ، والشَّافِعيَّةِ [1001] ((تحفة المحتاج)) للهيتمي (10/211، 212)، ((نهاية المحتاج)) للرملي (8/292). ، والحَنابِلةِ [1002] ((الفروع)) لابن مفلح (11/329)، ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (10/165). ، وهو قَولُ طائفةٍ من السَّلَفِ [1003] قال ابنُ قُدامةَ: (أن يَكونَ بالِغًا، فلا تُقبَلُ شَهادةُ صَبيٍّ لَم يَبلُغْ بحالٍ، يُروى هذا عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ. وبه قال القاسِمُ، وسالِمٌ، وعَطاءٌ، ومَكحولٌ، وابنُ أبي لَيلى، والأوزاعيُّ، والثَّوريُّ، والشَّافِعيُّ، وإسحاقُ، وأبو عُبَيدٍ، وأبو ثَورٍ، وأبو حَنيفةَ، وأصحابُهـ). ((المغني)) (10/144). .
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: من الكتابِ
1 - قَولُه تعالى: وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِن لَّمۡ يَكُونَا رَجُلَيۡنِ فَرَجُل وَٱمۡرَأَتَانِ مِمَّن تَرۡضَوۡنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ [البقرة: 282] .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ الصَّبيَّ ليس مِن رِجالِنا وليس مِمَّن يُرضى [1004] ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (10/165). .
2- قَولُه تعالى: وَمَن يَكۡتُمۡهَا فَإِنَّهُۥٓ ءَاثِمٌ قَلۡبُهُۥ [البقرة: 283] .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أخبَرَ اللهُ تعالى أنَّ الشَّاهِدَ الكاتِمَ شَهادَتَه آثِمٌ، والصَّبيُّ ليس بآثِمٍ؛ فدَلَّ على أنَّه ليس بشاهِدٍ [1005] ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (10/165). .
3- قَولُه تعالى: وَلَا يَأۡبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُوا [البقرة: 282] .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ الصَّبيَّ لَو كانَ له شَهادةٌ لَلَزِمَته الإجابةُ لنَهيِ الآيةِ عَنِ الإباءِ، ولا يَلزَمُه إجماعًا [1006] يُنظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (6/267). .
ثانيًا: أنَّ الصَّبيَّ لا يَقدِرُ على الأداءِ إلَّا بالتَّحَفُّظِ، والتَّحَفُّظُ بالتَّذَكُّرِ، والتَّذَكُّرُ بالتَّفَكُّرِ، ولا يوجَدُ مِنَ الصَّبيِّ عادةً [1007] يُنظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (6/267). .
ثالثًا: أنَّ الصَّبيَّ لا تَحصُلُ الثِّقةُ بقَولِه؛ لعَدَمِ خَوفِه مِن مَأثَمِ الكَذِبِ [1008] يُنظر: ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (10/165). .
رابعًا: لأنَّ الشَّهادةَ فيها مَعنى الوِلايةِ، والصَّبيُّ مُولًّى عليه [1009] ((بدائع الصنائع)) للكاساني (6/267). .  

انظر أيضا: