موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ الثَّالِثَ عَشَرَ: حَرْفُ العَيْنِ


عَدْنٌ:
قالَ اللهُ تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ [التوبة: 72] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
عَدْنٌ: تَعْني: الكُرومَ والأعْنابَ، وقدْ تكونُ مِن السُّرْيانيَّةِ؛ لأنَّ أكْثَرَ اشْتِقاقاتِ الكَلِمةِ مَوْجودةٌ في السُّرْيانيَّةِ تَدُلُّ على النَّعيمِ والتَّمتُّعِ؛ فـ"عَدْنٌ" تَعْني: (أسعد وزين)، ومَعَدَّنٌ بمعْنى: (لَذيذ)، و"عودانا": بمعنى: تَنعَمُ، و"عَدْنٌ": بمعْنى: (فِرْدوس وجَنَّة) [594] يُنظر: ((المعرَّب في القرآن الكريم)) لمحمد السيد (ص: 259). .
على أنَّ الكَلِمةَ مَوْجودةٌ أيضًا في الآراميَّةِ؛ وتَعْني: الحَديقةَ، وتُشتَقُّ فيها مِن الفِعلِ (aden)، بمَعْنى: تَمتَّعَ، وهي مَوْجودةٌ أيضًا في العِبْريَّةِ، وفي العَربيَّةِ: العَدْنُ: الإقامةُ وإلفُ المَكانِ؛ فكأنَّها لخُلودِ مَن فيها سُمِّيَتْ كذلك [595] يُنظر: ((التهذيب)) للأزهري (2/ 129)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (13/ 279). ، ولعلَّ الكَلِمةَ ساميَّةُ الأصْلِ [596] يُنظر: ((المهذب)) للسيوطي (ص: 117)، ((الأصل والبيان في معرب القرآن)) لحمزة فتح الله (ص: 17). .
العَرِمُ:
قالَ اللهُ تعالى: فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ [سبأ: 16] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
الكَلِمةُ قد تكونُ مَنْقولةً مِن اللُّغةِ الحَبَشيَّةِ [597] يُنظر: ((المهذب فيما وقع في القرآن من المعرَّب)) للسيوطي (ص: 118). ، والعَرِمُ فيها جَمْعُ عَرِمةٍ، وهو السَّدُّ الَّذي يَحجِزُ الماءَ، وتكونُ به فَتَحاتٌ يُتحكَّمُ بها لاسْتِعمالِ الماءِ بمِقْدارٍ مُعيَّنٍ في زَمَنٍ مُعيَّنٍ [598] ينظر: ((المُعجَم الوسيط)) الصادر عن مجمع اللُّغة العَربيَّة (1/ 457). .
وقدْ تكونُ الكَلِمةُ عَربيَّةً أصيلةً، وتَعْني: السَّيْلَ الَّذي لا يُطاقُ، أو هي اسمُ أحَدِ الأوْديةِ في مَمْلَكةِ سَبَأٍ، أو اسمٌ للجُرَذِ الَّذي أرْسَلَه اللهُ فنَقَبَ سَدَّ المَمْلَكةِ فغَرِقَتْ جِنانُهم؛ فقدْ رُوِيَ عنِ ابنِ الأعْرابيِّ أنَّ العَرِمَ اسمٌ مِن أسْماءِ الفَأرِ [599] ينظر: ((تهذيب اللُّغة)) للأزهري (2/ 237). .
عُزَيْرٌ:
قالَ اللهُ تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [التوبة: 30] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
عَلَمٌ على نَبيٍّ مِن أنْبياءِ بَني إسْرائيلَ، وهو مِن العِبْريَّةِ: (عَزْرا)، مُشتَقٌّ مِن الفِعلِ (عزر)، وهو فِعلٌ تَشْترِكُ فيه العِبْريَّةُ والآراميَّةُ والعَربيَّةُ؛ وتَدورُ مَعانيه حَوْلَ التَّأييدِ والعَوْنِ، وليس الاسمُ مُصَغَّرًا، إنَّما وافَقَ هَيْئةَ التَّصْغيرِ في كَلامِ العَربِ [600] ينظر: ((الجمهرة)) لابن دُرَيْدٍ (2/ 705)، ((الصحاح)) للجوهري (2/ 744)، ((الكشاف)) للزمخشري (2/ 263)، ((المعرب)) للجواليقي (ص: 230)، ((المعرب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للسبحان (ص: 343)، ((من إعجاز القرآن)) لرؤوف أبو سعدة (2/ 206، 207). .
عيسى:
قالَ تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ [البقرة: 87] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
اسمُ عَلَمٍ لرَسولٍ مِن أُولي العَزْمِ الخَمْسةِ عليهم السَّلامُ.
واللَّفْظُ قد يكونُ مَنْقولًا مِن العِبْريَّةِ (يشوع) [601] ينظر: ((من إعجاز القرآن)) لرؤوف أبو سعدة (2/ 263، 269). ، أو مَنْقولًا مِن السُّرْيانيَّةِ (يسوع) [602] ينظر: ((الصحاح)) للجوهري (3/ 955)، ((الكشاف)) للزمخشري (1/ 161)، ((المعرب)) للجواليقي (ص: 330)، ((المعرب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للسبحان (ص: 343). ، أمَّا القَوْلُ بأنَّه عَرَبيٌّ مُشتَقٌّ مِن (العَيسِ أو العَوسِ)، فغيْرُ صَحيحٍ [603] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (6/ 153). .

انظر أيضا: