موسوعة اللغة العربية

الفصلُ الثَّالثُ: السَّببيَّةُ


هي العَلاقةُ بَيْنَ السَّببِ والمُسبَّبِ.
ومِن مَعانيها في النَّحْوِ: الحالُ السَّببيَّةُ، وفاءُ السَّببيَّةِ، وباءُ السَّببيَّةِ:
أوَّلًا: الحالُ السَّببيَّةُ: هي الحالُ الَّتي لا تَجْري على مَنْ هي له حَقيقةً، وإنَّما تَجْري على ما يَتعلَّقُ بسَببيِّه، نَحْوُ: مَررْتُ بالدَّارِ قائِمًا سُكَّانُها، ورأيْتُ مُحمَّدًا مُمزَّقةً ثِيابُه؛ فالحالانِ؛ (قائِمًا ومُمزَّقةً) لم تَجْرِيا على الدَّارِ ومُحمَّدٍ، وإنَّما جرَتِ الأُولى فيهما على أمْرٍ يَتعلَّقُ بالدَّارِ، وهو سُكَّانُها، وجرَتِ الثَّانيةُ على أمْرٍ يَتعلَّقُ بمُحمَّدٍ، وهو ثِيابُه.
ثانيًا: الفاءُ السَّببيَّةُ، وهي الدَّاخِلةُ على الفِعلِ المُضارِعِ لتُبيِّنَ سَببيَّةَ ما قَبْلَها لِما بَعْدَها، نَحْوُ قَولِه تعالى: لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا [فاطر: 36] ، وقَولِه تعالى: لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ [طه: 61] ، ويكونُ الفِعلُ بَعْدَها مَنْصوبًا.
وهي مِن مَعاني الفاءِ العاطِفةِ إذا كان المَعْطوفُ جُملةً أو صِفةً، نَحْوُ قَولِه تعالى: فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ [القصص: 15] ؛ إذْ بيَّنَتْ أنَّ المَوْتَ كان نَتيجةً لوَكْزِ موسى له، ونَحْوُ قَولِه تعالى كذلك: لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ [الواقعة: 52-54] ؛ حيثُ بيَّنَتْ أنَّ أكْلَ الكُفَّارِ مِنَ الزَّقُّومِ سَببٌ في امْتِلاءِ بُطونِهم.
ثالثًا: الباءُ السَّببيَّةُ، مِثلُ قَولِهم: أُخِذْنا بذَنْبِك، أيْ: بسَببِ ذَنْبِك [411] يُنظَر: ((شرح التسهيل)) لابن مالك (3/ 150)، ((شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك)) (ص: 262)، ((الجنى الداني في حُروف المَعاني)) للمرادي (ص: 64)، ((أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك)) لابن هشام (3/ 324)، ((الأشباه والنظائر في النَّحْو)) للسيوطي (4/ 664)، ((جامع الدروس العَربيَّة)) للغلاييني (3/ 100). .

انظر أيضا: