موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الخامِسُ: نَموذَجٌ مِنَ الكِتابِ


‌‌بابُ اللَّامِ
‌‌فَصْلُ السِّينِ
‌سأل. السُؤْلُ: ما يَسألُه الإنْسانُ. وقُرِئ: أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى [طه: 36] بالهَمْزِ وبغَيرِ الهَمْزِ. وسألتُه الشَّيءَ، وسألتُه عنِ الشَّيءِ سُؤالًا ومَسألةً. وقولُه تعالى: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ [المعارج: 1] ، أي: عن عَذابٍ. قال الأخْفَشُ: يُقالُ: خرَجْنا نَسألُ عن فُلانٍ وبفُلانٍ. وقد تُخفَّفُ هَمْزتُه فيُقالُ: سال يَسالُ. وقال:
ومُرهَقٍ سال إمْتاعًا بأُصْدَتِهِ *لم يَسْتَعِنْ وحَوامي المَوتِ تَغْشاهُ
والأمْرُ منه: سَلْ، بحَرَكةِ الحَرْفِ الثَّاني مِنَ المُسْتقبَلِ، ومِنَ الأوَّلِ: اسْألْ. ورَجلٌ سُؤَلَةٌ: كَثيرُ السُّؤالِ. وتَساءَلوا: أي سألَ بعضُهم بعضًا. وأسْألْتُه سُؤْلتَه ومَسْأَلتَه، أي: قَضيتُ حاجتَه.
‌سبل: السَّبَلُ بالتَّحريكِ، وقد أسْبَل الزَّرْعُ، أي: خرَج سُنبُلُه. وقولُ الشَّاعِرِ:
وخَيلٍ كأسْرابِ القَطا قد وَزَعْتُها
لها سَبَلٌ فيه المَنيَّةُ تَلمَعُ
يَعْني به الرُّمحَ. وأسْبَلَ المَطَرُ والدَّمْعُ: إذا هطَل. وقال أبو زيدٍ: أسْبَلَتِ السَّماءُ، والاسْمُ السَّبَلُ، وهو المَطرُ بَيْنَ السَّحابِ والأرضِ حينَ يَخرُجُ مِنَ السَّحابِ ولم يَصِلْ إلى الأرضِ. وأسْبَلَ إزارَه، أي: أرْخاه. وسَبَلٌ: اسمُ فَرَسٍ نَجيبٍ في العَربِ. قال الأصْمَعيُّ: هي أمُّ أعْوَجَ، كانت لغَنيٍّ. وأعْوَجُ لبَني آكِلِ المُرارِ، ثمَّ صار لبَني هِلالِ بنِ عامِرٍ. وقال:
هو الجَوادُ ابنُ الجَوادِ ابنُ سَبَلْ
والسَّبَلُ أيضًا: السُّنبُلُ.
والسَّبَلُ أيضًا: داءٌ في العَينِ شِبْهُ غِشاوةٍ كأنَّها نَسْجُ العَنْكبوتِ بعُروقٍ حُمْرٍ. والسَّبيلُ: الطَّريقُ، يُذكَّرُ ويُؤنَّثُ. قال اللهُ تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي [يوسف: 108] فأنَّث. وقال: وَإِنْ يَرَوا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا [الأعراف: 146] فذكَّر.
وسبَّل ضَيعتَه، أي: جعَلها في سَبيلِ اللهِ. وقولُه تعالى: يَا لَيتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا [الفرقان: 27] أي: سَببًا ووُصْلةً.
وأنشَد أبو عُبَيدةَ لجَريرٍ:
أفَبعدَ مَقْتَلِكم خَليلَ مُحمَّدٍ
يَرجو القُيونُ معَ الرَّسولِ سَبيلَا
أي: سَببًا ووُصْلةً. والسَّابِلةُ: أبْناءُ السَّبيلِ المُختَلِفةُ في الطُّرقاتِ. وأسْبالُ الدَّلْوِ: شِفاهُها. قال الشَّاعِرُ:
إذْ أرْسلوني مائِحًا بدِلائِهم
فمَلأتُها عَلَقًا إلى أسْبالِها
يقولُ: بَعثوني طالِبًا لِتِراتِهم فأكْثَرتُ مِنَ القَتْلِ. والعَلَقُ: الدَّمُ. والمُسبِلُ: السَّادِسُ مِن سِهامِ المَيسِرِ، وهو المُصفَحُ أيضًا. والسَّبَلةُ: الشَّارِبُ، والجَمْعُ السِّبالُ. والسُّنْبلةُ: واحِدةُ سَنابِلِ الزَّرْعِ. وقد سَنْبَلَ الزَّرعُ: إذا خرَج سُنبُلُه. والسُّنْبلةُ: بُرجٌ في السَّماءِ. وسَلسَبيلُ: اسمُ عَينٍ في الجنَّةِ. قال تعالى: عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا [الإنْسان: 18] . قال الأخْفَشُ: هي مَعْرفةٌ، ولكنْ لمَّا كان رأسَ آيةٍ وكان مَفْتوحًا زِيدتْ فيه الألِفُ، كما قال: كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ [الإنْسان: 15-16] ((تاج اللُّغة وصحاح العَربيَّة)) للجوهري (5/ 1723)..

انظر أيضا: